LCCC/ المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 24 آيار/2019

اعداد الياس بجاني

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.may24.19.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعمى في بيت صيدون

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياته

الياس بجاني/ رابط مقالتي المنشورة في جريدة السياسة/لا خلاص اقتصادي للبنان في ظل الاحتلال الإيراني وتغييب مبدأ المحاسبة

الياس بجاني/لا خلاص اقتصادي للبنان في ظل الاحتلال الإيراني وتغييب مبدأ المحاسبة

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة  في جريدة السياسة/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

 

عناوين الأخبار اللبنانية

حلٌ لبنان سابعاً في قائمة الدول العشر الاكثر فساداً في العالم بحسب/أبو أرز- اتيان صقر

المناضل من أجل الحرية/ايلي الحاج/فايسبوك

واقع الحكومة اللبنانية بعد 113 يوماً على تشكيلها/خليل حلو

مش صحيح انو الأب مجدي ما دفع فواتير الكهربا… إليكم الحقيقة وبئس هذا الزمن

التجمع من اجل السيادة: دعوة بري لقانون انتخاب جديد تستدعي اسقاط التسوية التي أنتجته والسلطات المنبثقة منه

معلومات لـ«جنوبية»: حمص وطرطوس واللاذقية خالية من الإيرانيين وحزب الله

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 23/05/2019

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 23 أيار 2019

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

عراضات تعرقل الموازنة صراع التوقيت و"الأبوة"

الأمن اللبناني يوقف محافظ كركوك السابق

مصادر وزارية لـ”السياسة”: حان الوقت لبحث مصير سلاح “حزب الله”

أوساط ديبلوماسية عربية: لا قدرة لإيران على تحمُّل تداعيات إخلالها بأمن الخليج

الجيش اللبناني يكافح التهريب عبر الحدود السورية

ريفي: السُنّة مستهدفون

بشارة الأسمر أمام القضاء الاثنين لاستكمال التحقيق معه

خلافات باسيل وخليل تطيل أمد مناقشات الموازنة… والحريري مرتاح وعون يشدد على وحدة الصف ومصادر وزارية وصفتها بالأفضل منذ سنوات

ريفي في الذكرى 30 لاغتيال المفتي خالد: قدرنا أن نبقى واقفين في وجه الرياح وأن نحمي الوطن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر وزارية لـ”السياسة”: حان الوقت لبحث مصير سلاح “حزب الله”

أوساط ديبلوماسية عربية: لا قدرة لإيران على تحمُّل تداعيات إخلالها بأمن الخليج

وزير الخارجية العماني: إيران جاهزة للتفاوض دون ضغوط

السعودية تطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بلجم سلوك إيران المدمر

واشنطن: لا وساطة عراقية لحل الأزمة مع إيران وبغداد تسلمت أربع طائرات عسكرية جديدة من كوريا الجنوبية

ضاعفت قواتها في قاعدتي عين الأسد والحبانية بالعراق... وطهران هددت برد قاس وساحق على أي مغامرة

ولي عهد أبوظبي: الإمارات تعمل على ضمان حرية الملاحة بالمنطقة

واشنطن تؤكد أن نظام الأسد استعمل الكيماوي وتهدد بالرد السريع

ولايات المتحدة تمهل تركيا أسبوعين للتخلي عن “أس 400”

كيا تتعاون مع مخابرات الأسد وواشنطن تدعو لوقف التصعيد بإدلب

لندن تجمد حساب ابنة بشرى الأسد

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طهران تتراجع امام واشنطن في أربع دول وتتشدد في وجه الرياض/علي الأمين/جنوبية

كلنا عونيون/حازم الأمين/الحرة

بكركي مستاءة من باسيل واقتصاده "المقاوم"/جليل الهاشم/المدن

لبنان والعرب في سياسة ترامب: التناقض المتعمد تهويلاً وانسحاباً/منير الربيع/المدن

باسيل ينسف موازنة خليل بسبب رياض سلامة/منير الربيع/المدن

عن حق المرأة اللبنانية بمنح الجنسية: كلودين تنافس باسيل/وليد حسين/المدن

هل سيستفيد لبنان من آخر مهمّات ساترفيلد؟/اسعد بشارة/الجمهورية

مؤتمر المنامة وحصص لبنان والشتات الفلسطيني واليهودي/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

"القوات": شكراً جبران باسيل!/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

عن موازنة في بلد منهوب مسلوب القرار/حنا صالح/الشرق الأوسط

بين قمم الرياض وقمم مكة/محمد قواص/العرب

قبرص محور الصراع النفطي على شرق المتوسط/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

سيناريوهات التصعيد في السودان/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

أحزاب القرن العشرين القومية... كيف انتهت؟ ولماذا غابت؟/صالح القلاب/الشرق الأوسط

مؤتمر المنامة/نبيل عمرو/الشرق الأوسط

الطريق إلى القدس يمر بالبحرين!/سليمان جودة/الشرق الأوسط

أخطر رجل في العالم؟/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

سوريا في مواجهة وحش «التتريك»/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اللواء أشرف ريفي: لم نشهد عهداً بهذا السوء منذ أكثر من ٤٦ سنة

نص مقابلة ريفي مع الإعلامية وفاء خليل ضمن برنامج انماء

رئيس الجمهورية التقى عصام سليمان والداود وشارك في إفطار ضباط الحرس الجمهوري: وحدة الصف أهم من أي شيء ومدعوون لنكون يدا واحدة

باسيل بعد اجتماع التكتل: نريد أن نحل أكبر عدد من المشاكل واتفقنا على نسبة عجز 7% وإذا تجنبنا كلفة الإصلاح فلن نحقق شيئااصلاحية متماسكة

الوفاء للمقاومة: رغم التحسينات في بنود مشروع الموازنة تبقى المقاربات بعيدة عن تجسيد رؤية اصلاحية متماسكة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة شفاء الأعمى في بيت صيدون

إنجيل القدّيس مرقس08/من22حتى26/:”“وَصَلَ يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى بَيْتَ صَيْدَا، فجَاؤُوا إِلَيْهِ بِأَعْمَى وتَوَسَّلُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمُسَهُ. فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى، وقَادَهُ إِلى خَارِجِ القَرْيَة، وتَفَلَ في عَيْنَيْه، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وسأَلَهُ: «هَلْ تُبْصِرُ شَيئًا؟». فرَفَعَ الأَعْمَى نَظَرَهُ وقَال: «أُبْصِرُ النَّاس، أَراهُم كأَشْجَارٍ وَهُم يَمْشُون!». فوَضَعَ يَسُوعُ يَدَيْهِ ثَانِيَةً عَلَى عَيْنَي الأَعْمَى، فأَبْصَرَ جَلِيًّا، وعَادَ صَحِيحًا وصَارَ يُبْصِرُ كُلَّ شَيءٍ بِوُضُوح. فأَرْسَلَهُ يَسُوعُ إِلى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لا تَدْخُلِ القَرْيَة!».

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني وخلفياته وتغريدات متفرقة

الغرب نصب الملالي وهو الذي سينهي حكمهم

الياس بجاني/23 أيار/2019

دور إيران الإقليمي انتهى، وكذلك انتهت صلاحية كل أذرعتها الإرهابية بمن فيهم حزب الله. ومن هنا لن تفيد عنتريات وتهديدات الملالي الواهمة بشيء.الغرب نصب الملالي مكان الشاه وهو سينهي حكمهم بعد أن ادوا له كل ما كان مطلوب منهم.

 

الياس بجاني/في أسفل رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

لا خلاص اقتصادي للبنان في ظل الاحتلال الإيراني وتغييب مبدأ المحاسبة/الياس بجاني/22 أيار/2019

http://al-seyassah.com/%d9%84%d8%a7-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d8%b5-%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a7%d9%8b-%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d8%b8%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7/

 

لا خلاص اقتصادي للبنان في ظل الاحتلال الإيراني وتغييب مبدأ المحاسبة

الياس بجاني/22 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75098/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%84%D8%A7-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B8/

من أهم أسس وقواعد أي حكم لجهة نجاحه يأتي بند المحاسبة القانونية، وذلك من خلال جسم قضائي مستقل، وقضاة عادلين يخافون الله ويوم حسابه، وملتزمين بالقانون.

وليكون أمر المحاسبة هذا ممكناً وقابلاً للتطبيق فإنه يفترض أن يكون وطننا الحبيب، لبنان، مالكاً لقراره الحر والقانوني والدستوري وليس محتلاً، كما هو حاله راهناً حيث يحتله حزب الله الإيراني.

وبالتالي لا نجاح للبنان في أي مجال، ولا تقدم له، ولا استقرار فيه، ولا حرية، ولا سيادة، ولا قرار حر لحكامه، طالما هو محتل، وحكامه محكومين ومتفلتين من مبدأ المحاسبة.

إذاً، دون تحرر من الاحتلال، ودون محاسبة، لا أمل في نجاح أي حكم في لبنان، وفي أي بلد من البلدان في العالم حتى ولو كان الحكام والسياسيين والموظفين فيه هم من صنف القديسين والملائكة.

ولأن المحاسبة هي ركن أساسي لصون القيم والمبادئ والثوابت والاستقرار والسلم والسلام والعدل، فإن الأديان السماوية كافة جعلتها القاعدة الأولى والعليا والأهم في مبدأ العقاب والثواب...

أي جهنم، التي لا تنطفئ نارها، ولا يهدأ دودها، ولا نهاية لعذابها، هي عقاب للخاطئين، والجنة حيث السلام والمحبة والخيرات والسعادة والحياة الأبدية هي ثواب ومكافئة للصالحين والأبرار.

ولهذا، ولأن الاحتلال قائم، ولأن مبدأ المحاسبة غير موجودة في لبنان فإن لا أمل ولا رجاء حالياً في بناء دولة واعدة، كما هو حال الدول الغربية الناجحة من مثل كندا وأميركا وفرنسا وغيرهم.

لبنانياً، وبظل الاحتلال، وسلطة حكم أدواته، تؤكد كل تطورات ومجريات الأحداث، بأن المشاركين في الحكم مباشرة أو بواسطة زلم وأتباع لهم المتفلتين من مبدأ المحاسبة، هم غير الكيانيين، وغير السياديين، وغير الاستقلاليين، وغير الدستوريين، وأن لا وجود في ضمائرهم المخدرة لأية حسابات غير تبعية وغير نرسيسية وغير سلطوية.

وبالتالي، كيف يمكن أن يتأمل المواطن اللبناني أي خير من هؤلاء الحكام المحكومين، ومن مالكي الأحزاب المتفلتين وهم وزلمهم وأتباعهم العاملين في المؤسسات الرسمية والخاصة من المحاسبة؟

كيف يمكن أن يثق الشعب بهم في حين أن مواقفهم متلونة، وخطابهم أكروباتي، وممارساتهم وتحالفاتهم هي زئبقية ويحركها ويتحكم في مسارها فجعهم وجوعهم اللامحدود للمال والسلطة.

كيف يمكن أن نرتاح لهم وهم جماعة فاجرة من تجار الهيكل تنطبق عليهم كل مواصفات والإسخريوتيين والطرواديين والملجميين.

إذا، ما الحل، وما هو المطلوب من المواطن اللبناني؟

الحل يكمن في وعي شعبي عارم وغاضب وثوري عابر للمذاهب وللمناطق يقتلع هؤلاء من مواقعهم ديمقراطيا ويرذلهم ويعري انتهاكاتهم والإرتكابات ويدخلهم السجون لتتم محاسبتهم قضائياً واسترداد كل ما سرقوه من الدولة والناس.

ولكن، هل من الممكن تحقيق هذه التمنيات طالما أن حزب الله يحتل لبنان ويعمل جاهداً لتحويله بالقوة إلى ساحة حرب ومخزن أسلحة وقاعدة عسكرية للملالي العجم؟

بالطبع لا.. ولهذا فإن الأولية ليست اقتصادية كما يشيع البعض من أقنعة وأدوات وأتباع الاحتلال المحليين من حكام وسياسيين وأصحاب شركات أحزاب، بل الأولية هي لتحرير لبنان من الاحتلال، وإسقاط كل أدواته والمتعاونين معه، ومحاسبتهم قضائياً.. وإلا فالج لا تعالج.

 *الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/رابط مقالتي المنشورة اليوم في جريدة السياسة

الياس بجاني/المقاومة الاقتصادية شعارٌ نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله/20 أيار/2019/اضغط هنا أو على الرابط في أسفل

http://al-seyassah.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%88%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d8%b1%d9%8c-%d9%86%d9%81%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d9%84%d9%84%d8%aa%d8%b9/

 

بنديرة "المقاومة الاقتصادية" شعار نفاقي للتعمية على احتلال حزب الله

الياس بجاني/19 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75029/%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%86%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/

إن الواجب الوطني يقضي بضرورة الاعتراف أقوالاً وأفعالاً بواقع الاحتلال الإيراني المعاش على أرض الواقع والمعانات في وطن الأرز.

الالتزام بهذا الواجب هو فقط وفقط معيار الصدق الوحيد  (litmus paper test)لكل عامل في الشأن العام والاجتماعي والحزبي والسياسي اللبناني أكان في مواقع الحكم أو خارجه.

هذا المعيار الوطني يلزم كل سيادي واستقلالي وكياني لبناني الإقرار علناً ودون مواربة أو ذمية أو رمادية بأن وطن الأرز هو بلد محتل، وبأن المحتل هو حزب الله الإيراني.

من هنا فإن المقاومة الحقيقية يجب أن تكون مقاومة شجاعة وصادقة لهذا الاحتلال، وليس تغطيته وخلق الأعذار والحجج لتقويته واستمراره والتعايش معه.

إذا المرض الأساس في لبنان هو مرض الاحتلال الإيراني، وهو مرض سرطاني ومدمر ولاغي ومناقض لكل ما هو لبنان ولبناني من دستور وتعايش ودور حضاري وثقافي وتضحيات شهداء وهوية وتاريخ.

هذا الواقع الإحتلالي والمأساوي يتطلب فرز القمح عن الزوؤان، أي التفريق بين المقاوم الحقيقي للاحتلال والذي لا يريد شيئاً لنفسه، وبين من يغطيه ويضرب بسيفه طمعاً بسلطة ومواقع ومال مقابل التنازل عن السيادة والاستقلال والقبول بدور الطروادي والإسخريوتي.

في هذا السياق لا بد من تعرية نفاق وحربائية أولئك الحكام والسياسيين والأحزاب الرافعين حالياً بنديرة "المقاومة الاقتصادية" والتعامي عن سابق تصور وتصميم عن واقع سرطان احتلال حزب الله الإيراني.

الهم الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية القصوى لا يجب أن يكون مقاومة بمفهوم "المقاومة والممانعة" الإرهابية والملالوية التي يتلحف بعباءتها حزب الله ومن خلالها يسوّق بالقوة والإرهاب لوهم مشروع الإمبراطورية الإيرانية التوسعي والمذهبي.
إذاً، المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه وبكيانه هو الاحتلال الإيراني، وبالتالي المقاومة الوحيدة يجب أن تكون في مواجهته بهدف التخلص منه وتحرير لبنان.

أما التردي الاقتصادي وعلى أهميته المعيشية ليس هو العلة الأساس، بل هو عارض من أعراض مرض الاحتلال، ولهذا فإنه من الغباء والجهل إلهاء الناس به بهدف التعمية والتشويه.

في الخلاصة، فإن إلهاء الناس ببنديرة "المقاومة الاقتصادية" هو عمل ترقيعي وتعموي هدفه تغطية مرض الاحتلال عن سابق تصور وتصميم.
هذا التوجه مرفوض ومن الواجب تعرية أهداف ومرامي كل الذين يسوّقون له.

يبقى بأن العلاج الوحيد لمرض الاحتلال يمكن في مقاومته ورفضه وعدم الرضوخ والاستسلام له تحت أي حجة للتعايش "المصلحي" معه وتشريعه، والأهم هنا الضرورة المقدسة لتعرية وعزل ورذل كل من يغطيه ويحميه من الحكام والأحزاب والسياسيين.

لا وألف لا لكذبة بنديرة "المقاومة الاقتصادية" التعموية، ونعم وألف نعم لمقاومة احتلال حزب الله.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

حلٌ لبنان سابعاً في قائمة الدول العشر الاكثر فساداً في العالم بحسب

أبو أرز- اتيان صقر/23 أيار/2019

The spectator indexكالتالي:

فنزويلا - نيجيريا - كمبوديا - مدغشقر - الصومال - انغولا - زيمبابوي - لبنان - بنغلادش - السودان .

بعد ان كنا سويسرا الشرق ومنارته، اصبحنا اليوم في مجاهل أفريقيا ننافس بلدانها في ثقافة الفساد والفقر والتخلف.

كل من تحكّم في هذا البلد وشارك في وصوله الى هذا القعر من الانحطاط السياسي والاخلاقي والاقتصادي والمالي، فلتحل عليه وعلى ذريته لعنة الله والشعب والتاريخ من الان والى يوم الدينونة.

لبيك لبنان

ابو ارز.

 

المناضل من أجل الحرية

ايلي الحاج/فايسبوك/23 أيار/2019

المناضل من أجل الحرية يُفترض أن يكون بداية متحرراً من الرغبة في المناصب والألقاب، والأهمّ من المال. من السعي إلى المال من خلال نضاله.

أن يكون مكتفياً أو مستغنياً. سواء عنده أكان في قصر أم كالمتشردين.

لا يريد مجداً لشخصه، بل أن يحب حتى في السياسة والشأن العام، ويفرح بالقضية التي يدافع عنها في حد ذاتها، وبما يفعل لخير غيره، وليس لخيره هو.

وبأنه يتسلى ويلهو ويضحك صافي الضمير، واعياً أن أقصى ما يستطيع الخصوم فعله هو إنهاء حياته، ولا يكترث ما دام العمر سيعبر في أي حال.

أقل من ذلك يكون سياسياً، على قدّه، مثل الذين يناضل ضدهم، ساعياً إلى الترقي الاجتماعي.

وهذا حقه، طبعاً

 

واقع الحكومة اللبنانية بعد 113 يوماً على تشكيلها

خليل حلو/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75130/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-113-%D9%8A/

مضى على تاليف الحكومة 113 يوماً وهذه الحكومة هي الحكومة الخامسة والسبعون في تاريخ لبنان. لن نتحدث عن إنجازاتها لأنه بعد مرور أكثر من مئة يوم على تأليفها مضت فترة السماح. أما الواقع فهو التالي:

- القرارات الأساسية المصيرية هي ليست في يد الحكومة ولا بيد رئاسة الجمهورية ولا بيد مجلس النواب بل هي خارج كل هذه المؤسسات.

- لا يمكن لأي حكومة إنجاز أي شيء في ظل سلاح غير شرعي يتحكم بالقرارات الأساسية وطالما الدولة خاضعة له طوعاً.

- لا يمكن لأي سلطة إصلاح أي شيء طالما الفاسدين الذين تسببوا بإفلاس الخزينة لا تتم محاسبتهم أولاً ... عندما نرى الفاسدين في السجون وأعني بذلك أصحاب الصفقات خارج دفاتر الحسابات الرسمية، ومن إعتدوا على الأملاك البحرية والنهرية، ومن يقومون بالتهريب عبر مرفأ بيروت ومطار بيروت، ومن وظف الآلاف من غير المنتجين في الدولة، والذين لا يأتون إلى عملهم، ومن يسيطر فعلاً على المؤسسات التجارية في بعض المناطق حيث لا يمكن فتح محل فلافل دون موافقة ومشاركة فلان أو فليتان ... عندما نرى هؤلاء يحاسبون بفتح السين نصدق أنه هناك إصلاح وتغيير، وحنى إشعار آخر لا شيء من ذلك سوى ترقيع.

- السلاح غير الشرعي والفساد يتناغمان على أفضل ما يرام ولا مجال لخرقهما إلا بنضوج سياسي تنتهي معه عقلية الوقوف مع الزعيم ولو كان فاسداً ومتسلطاً وغير ديموقراطياً ومنعدم الكفاءة في القيادة والإدارة. وهذه العقلية ما زالت أكثرية حتى هذه الساعة والدليل نتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة.

- لا يمكن لمن يسمون أنفسهم مجتمع مدني (أو مجتمعات مدنية) أن ينجحوا في مشاريعهم طالما أن عقليتهم حتى الآن لا تختلف كثيراً عن عقلية الأحزاب الكلاسيكية وطالما لا رؤية واضحة لهم ولا إستراتيجية عمل واضحة يعملون لها، وطالما لا يقبلون بالآخرين وطالما ينكرون تضحيات من سبقهم.

- الوضع الإقليمي له إنعكاساته الحتمية على الداخل اللبناني وأي عمل وطني لا يحتسب للتطورات المقبلة يكون عملاً ساذجاً ولا جدوى منه، لا بل ذات إنعكاسات سلبية.

أخيراً بالرغم من كل ذلك إيماننا بلبنان لم ولا ولن يتزعزع طالما هناك من هو صالح وغير فاسد ويؤمن بالحرية وبقدرة العقل ويعمل من أجل الإستقلال والحرية والكرامة والعدالة. هؤلاء ولو كانوا قلـّة قليلة هم الذين سيصلون بلبنان إلى دولة القانون والمؤسسات ... في التاريخ لم تبنى الأوطان إلا على هؤلاء وليس على الخاضعين والزاحفين والخنوعين أو على غير المتبصرين. لبنان يبنى على الأوادم والشجعان وليس هناك من بناء بدونهم.

 

مش صحيح انو الأب مجدي ما دفع فواتير الكهربا… إليكم الحقيقة وبئس هذا الزمن

لبنان/أليتيا (aleteia.org/ar)/22 أيار/2019/أكد الأب مجدي علاوي أن مشكلة قطع الكهرباء التي تعرض لها “فرن الفقراء” هي بسبب سوء التفاهم بين الجابي والشعبة الواجب الدفع فيها. وأشار علاوي في تصريح خاص لـ “السياسة”  إلى أنهم منذ سنتين يدفعون ما يترتب عليهم من فواتير لشركة الكهرباء بحسب ما يطلب منهم الجابي، إلّا أنهم يتفاجؤون كل فترة بقطع الكهرباء بسبب الفواتير المتراكمة عن الفرن ما يتسبب بفساد الأطعمة وتلفها وحرمان الفقراء من قوتهم اليومي. ولفت الأب علاوي إلى أن هذه المرة الثالثة التي تنقطع فيها الكهرباء عن الفرن، للسبب نفسه، وما حصل هذه المرة “اننا أغلقنا الفرن بالأمس وغادرنا من دون أن نحصل على إنذار شفهي بالقطع، لننصدم اليوم بقطع الكهرباء ووجود ورقة على الساعة تمنعنا من إعادة استخدامها”. وعما إذا تم التواصل مع المعنيين، أشار علاوي إلى أن شركة الكهرباء بدأت بالتواصل معه بعد انتشار الخبر على وسائل التواصل الاجتماعي. مؤكداً أنه وفريق العمل سيباشرون بالعمل من جديد لمساعدة الناس. وكانت صفحة “سعادة السماء مع الأب مجدي علاوي” قد نشرت صباحاً بياناً أكدت فيه أن را، قطع الكهرباء طال ” 600 ولد بيقصدو الفرن تبعنا حتى ياكلو منقوشة الصبح لأنو ما معن ياكلو، وعن  120 ختيار بدن ياخدو الدوا… ومجبورين ياكلو قبل الدوا…”.

 

التجمع من اجل السيادة: دعوة بري لقانون انتخاب جديد تستدعي اسقاط التسوية التي أنتجته والسلطات المنبثقة منه

23 أيار/2019

عقد "التجمع من أجل السيادة" اجتماعه الدوري الاسبوعي، وأصدر البيان الآتي:

١- إن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى طرح فكرة قانون جديد للإنتخاب تعني أحد أمرين: فإما أن تكون إقراراً بأن القانون المعمول به هو قانون غير صالح وغير صحيح، وإما أن بري ومن يقف وراءه يريدون قانوناً جديداً يسمح لهم بإحكام قبضتهم أكثر فأكثر على القرار الوطني ومؤسسات الدولة ولا سيما مجلس النواب باعتباره السلطة الدستورية التي تشرّع وتنتخب رئيس الجمهورية وتسمي رئيس الحكومة وتمنح الثقة للحكومات وتراقبها وتحاسبها.

فإذا كان القانون الأخير هو قانون غير صالح وغير صحيح، فهذا يعني أن المجلس النيابي المنبثق منه هو غير صالح وغير صحيح، وبالتالي فإن كل ما يقوم به ساقط، وكل ما نتج عنه من قوانين ومن سلطة تنفيذية هو غير صالح وغير صحيح، مما يتطلب أولاً إسقاطاً لصفقة التسوية التي أنتج أركانها القانون المطلوب استبداله، وانتخابات نيابية ورئاسية جديدة ومبكرة تعيد إنتاج السلطة وفقاً لقانون صالح وصحيح يعيد للبنانيين دورهم الدستوري القائم على مبدأ أن "الشعب هو مصدر السلطات يمارسها بواسطة المؤسسات الدستورية".

أما إذا كان هدف بري هو قانون يسمح لمَن يقف وراءه بمصادرة أكبر للقرار اللبناني وللمؤسسات الدستورية، فهذا يعني اعترافاً وإقراراً ضمنياً بصورية مجلس النواب وبكل السلطات والتشريعات المنبثقة منه في ظل سلاح حزب الله الذي يفرض سطوته على اللبنانيين، ومشيئته على السلطات الدستورية وآلية انبثاقها وعملها.

٢- إن طريقة تعاطي أركان صفقة التسوية مع الموازنة العامة للدولة، ومسار إقرار هذه الموازنة في الحكومة، يعكسان عجز الطبقة الحاكمة وعدم أهليتها للحكم وجهلها بأبسط القواعد السياسية والمالية لإدارة الدول، أو تآمراً متعمّداً على حياة اللبنانيين بهدف إغراقهم في المزيد من الأزمات الإقتصادية والمالية والاجتماعية لتحويل أنظارهم، وإضعاف قدراتهم على المطالبة باستعادة حقوق الدولة السيادية ودور مؤسساتها الشرعية في رسم السياسات ولا سيما منها الدفاعية والأمنية والخارجية وغيرها. وفي كلتا الحالتين وجب رحيل هؤلاء عن العمل السياسي والوطني إن لم يكن بداعي التآمر، فعلى الأقل بداعي عدم الأهلية!

٣- إن إصرار أركان صفقة التسوية ومبادلة السيادة بالمناصب، على عدم اعتماد سياسة خارجية واضحة وصريحة تستعيد هوية لبنان العربية، وتعيده الى قلب الشرعيتين العربية والدولية، وتضع حدّاً نهائياً لمهزلة "النأي بالنفس" التي ترجمتها الفعلية على أرض الواقع إلحاقه بالمحور الإيراني، يعني إصرارهم على عدم إخراج لبنان وشعبه من حالة الاستتباع لإيران وحزب الله. وبما أن الإقتصاد هو ابن السياسة فإن استتباع لبنان لإيران في تموضعاته السياسية والعسكرية يعني إغراقه في واقع اقتصادي ومالي  وأزمات اجتماعية كالتي يدفع الشعب الإيراني ثمنها، في حين أن العودة الى كنف الشرعيتين العربية والدولية هي الباب الوحيد للمساعدات المالية والاقتصادية والاستثمارية الكفيلة باخراج لبنان من ازماته.

 

معلومات لـ«جنوبية»: حمص وطرطوس واللاذقية خالية من الإيرانيين وحزب الله

خاص جنوبية 23 مايو، 2019/عقب المعلومات التي تحدثت بداية العام الحالي بأن روسيا طلبت من "حزب الله" والمليشيات المدعومة من ايران ان تخلي مواقعها في ريفي حمص الغربي والجنوبي، ذكر اليوم شاهد عيان موثوق لموقع جنوبية أن مدن حمص وطرطوس واللاذقية أصبحت خالية من حزب الله وايران ومليشياتها. يؤكد مراقبون متابعون للملف السوري، ان اخلاء حمص والساحل السوري من حزب الله والايرانيين، ليس صراع نفوذ خفي بين الروس والايرانيين كما يروّج له البعض، انما هو شرط أميركي أساسي من اجل عودة واشنطن للمشاركة في العملية السياسية التي يجب ان تسفر بنهايتها عن حلّ سياسي للأزمة السورية. الإيرانيون الى إيران!يؤكد أحد سكان حمص لموقع جنوبية ان مركز الايرانيين في حمص اخلته المليشيات الشيعية، وهو كان يقع في حارة العباسية المتاخم لحي الزهرة العلوي الذي كان هدفا للتفجيرات قبل سنوات، لأن القوات الايرانية وحزب الله كانوا مجبرين على المرور بهذا الحي للعبور الى حي الخالدية حيث كانت ثكناتهم ومراكز تدريبهم، وذلك لسبب ان شوارع حمص الرئيسية مقفلة بسبب الركام من آثار الحرب وتهجير السكان. ويتابع مصدرنا من حمص ان “الحواجز يلي كانت تابعة للعناصر الايرانية فقد اصبحت تابعة لامن الدولة، أما مليشيا الدفاع الوطني السورية التي كان يشرف على تدريبها الإيرانيون فقد جردوا من صلاحياتهم ومنعوا من التدخل بأي شي “حتى على مستوى غريق عالشط “بعد ان كانت عناصر تلك المليشيات “تأمر وتنهي” . وينقل مصدرنا عن قريب له بالدفاع الوطني قوله “ماعاد في رواتب وكل الشباب تركت حتى أن هويات الدفاع الوطني ماعاد تمرقك على حاجز خط عسكري… بتروح عالخط المدني!!”ويتابع “الوضع ماكان هيك من قبل أيام “صقر رستم” مسؤول الدفاع الوطني ، فقد كان دولة ضمن دولة، كان الايراني متل حزب الله بلبنان، فالوكيل بسوريا هو الدفاع الوطني، الآن صقر اتفرغ لتجارة السيارات!”. ويشرح : “طبعا الدفاع الوطني ايراني بعناصر سورية ببداية الاحداث نظموهم الايرانيين للقتال وقاتلوا معهم بالقصير وبحمص بابا عمرو، و”الحاج شهيد” لبناني كان مستلم الدفاع الوطني بسوريا وهو شاب عمره 30 سنة او اكتر شوي لم يعد في سوريا، قالوا انه اصبح بإيران. الآن في كوكبة صغيرة بمكتب على فيه شابان بييشربان متة هما من بقي من الدفاع الوطني! …مركز الدفاع الوطني عند اخلوه صار تابع للشيعة بالحي بزعامة الشيخ علي دوم”. ويلاحظ المصدر ان “جماعة الدفاع الوطني المحسوبين على ايران كانوا يرسلون مناصريهم وعائلاتهم كل سنة الىى ايران في شهر رمضان، الآن اختفت كل السفرات والخدمات”. ويخلص المصدر ان الايرانيين بدأوا يتبخرون من كل سوريا والبداية كانت من الساحل وحمص. ويشير احد الاعلاميين المتابعين للملف السوري ان الاتفاقيات العسكرية التي وقعتها طهران مع النظام السوري مؤخرا، لشرعنة وجودها في سوريا، يظهر انها استشعارا من طهران بقرب التوافق دوليا على إخراجها من سوريا. وبالبناء على ذلك، رأى الاعلامي أنه “ليس صعبا أن يفهم من هذا الطلب الروسي -إن صحت الأنباء- نزولا عند رغبة اميركا بضرورة إخراج حزب الله من سوريا، ومن حمص التي تعتبر عقدة وصل الجغرافيا السورية ببعضها البعض”.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 23/05/2019

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون لبنان"

لم تهدأ الاتصالات بين أركان الحكم والحكومة لتبريد الاجواء بين وزيري المال والخارجية بشأن أرقام الموازنة التي يراها الوزير جبران باسيل ضعيفة فيما يقول الوزير علي حسن خليل: لم يكن بالامكان أفضل مما كان.

وفيما طلب الوزير خليل من الإدارات بدء التحضير لموازنة العام ألفين وعشرين، صعد رئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان حملته على التوظيف في الدولة وقال إن الموازنة ما زالت مشروعا وحبرا على ورق والمجلس سيدرسها ويناقش أرقامها.

ورغم عدم رضاها عن مشروع الموازنة دعت كتلة الوفاء للمقاومة الى إقراره في مجلس الوزراء وإحالته الى البرلمان لتلافي المزيد من التأخير.

وأكد الزعيم وليد جنبلاط أن إنجاز الموازنة أهم من تعطيلها..

وفي الخارج قوات أميركية بالآلاف في طريقها الى الشرق الاوسط وسط مرونة سياسية إيرانية وتصعيد من الحرس الثوري.

وفي السودان ما زال الخلاف قائما بين المجلس العسكري وقوى التغيير حول مدنية رئاسة المجلس الإنتقالي..

وفي الجزائر تصميم لدى الجيش على إنتخابات رئاسية في مقابل تمسك المعارضة بفترة انتقالية..

وفي ليبيا المعارك محتدمة عند أطراف العاصمة طرابلس الغرب بين جيش حفتر وجيش السراج..

وفي أوروبا ترقب لإستقالة محتملة لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بعد فشلها في مشروع الانسحاب من الاتحاد..

بداية من محلياتنا ومواقف أطلقها الوزير جبران باسيل من الموازنة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ان بي ان"

مسلسل الموازنة يأخذ BREAK في مجلس الوزراء اليوم إستعدادا لجلسة الغد، فهل تكون الجلسة التاسعة عشرة هي الأخيرة - كما يفترض - قبل أن يعبر المشروع المسرح الحكومي إلى مشرحة مجلس النواب ؟.كان من المفترض ان يستغل الهامش الزمني الفاصل عن جلسة الغد لإجراء إتصالات ومشاورات بعيدا من الأضواء لتذليل العقد الأخيرة التي تعرقل الموازنة، ولدرس المقترحات التي طرحت في ربع الساعة الأخير، ورأى وزراء كثيرون أنها لا تقدم جديدا يذكر معتبرين ان أهدافها سياسية فحسب، فيما اعتبرتها مصادر وزارة المالية إرتجالية وغير بنيوية.

ووفق معلومات الـ NBN فإن اليوم شكل إستراحة للنقاش ولم يسجل على الأقل حتى هذه الساعة أية لقاءات أو إتصالات تتعلق بالموازنة.

أما هدف وزير المال فهو إقرار الموازنة لأن كل يوم تأخير يرتب كلفة على الوضع المالي وثقة الأسواق.

علينا أن نعمل لتتكامل جهود كل القوى فالمسألة ليست سبقا اعلاميا أو معنويا ولا نريد تسجيل انتصارات وهمية يقول الوزير علي حسن خليل ويضيف: سجلوا ما تريدون ولكن المهم أن نسجل انتصار لبنان.

قبل أن تغادر موازنة 2019 ساحة الحكومة عاجل وزير المال الوازارات والادارات بتعميم وجهه اليها حول البدء بإعداد مشروع قانون موازنة 2020 والذي من المرتقب ان يبدأ نقاشه الأسبوع المقبل وغدا يوم آخر وموازنة أخرى.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون او تي في"

32009 اشخاص وظفوا واستخدموا قبل آب 2017 من قبل الحكومات المتعاقبة، بتجاوز ملاكات الادارات والمؤسسات، فضلا عن قوانين وانظمة التوظيف.

5473 شخصا وظفوا واستخدموا بعد آب 2017، ومن غير الأجهزة العسكرية والأمنية، منهم فقط 460 وفقا للأصول و5013 خلافا لها.

5000 مواطن سوري من أصل حوالى المليوني سوري مقيم في لبنان يحملون إجازات عمل.

وفي بلدهم المرهق اقتصاديا اصلا، يدفع اللبنانيون عام 2019 مخصصات نائب نجح في دورة واحدة في الاربعينات.

بين 23 أيار 1926 تاريخ إعلان الدستور اللبناني، و23 أيار 2019، نجح اللبنانيون في كل شيء، إلا في بناء دولة، وهذا ما تثبته النماذج الفضائحية الأربعة السابقة التي أوردها اليوم كل من رئيس لجنة المال والموازنة ورئيس أكبر تكتل في مجلس النواب في مؤتمرين صحافيين.

لماذا فشلوا؟ الأسباب أكثر من أن تعد أو تحصى. بعضها خارجي، وأكثرها داخلي. بعضها لا إرادي، لكن أكثرها إرادي فاقع، ومنه مثلا ما حذر منه الوزير جبران باسيل اليوم: التأجيل ثم التأجيل ثم التأجيل، إذ قال: منذ عشر سنوات وأنا أسمع في الحكومة دعوات الى تأجيل الأمور. فمتى يؤخذ القرار لانقاذ البلد؟

هذا هو السؤال الكبير اليوم، المطروح بكل إيجابية على الجميع. وإذا كان ما تحقق حتى الآن في نقاش الموازنة إيجابيا، فما المانع من أن يصبح أكثر إيجابية؟

وفي انتظار الإجابة، اللبنانيون على موعد غدا مع جلسة جديدة لمجلس الوزراء، يأملون معها في مواصلة النقاش المنفتح والهادئ، بما يعيد ثقة اللبنانيين بالدولة، والمستثمرين والخارج بلبنان، ويفضي في نهاية المطاف إلى إعادة تحريك عجلة الاقتصاد، هذا مع الاشارة الى ان جمعية الصناعيين اللبنانيين تلقفت بإيجابية الرسوم التي أعلن عنها في سياق درس مشروع الموازنة تشجيعا للصناعات المحلية، حيث وصفها رئيس الجمعية فادي الجميل بالنوعية، منوها بتوجهات رئيس الجمهورية وسائر أركان الدولة والكتل في هذا السياق.

وفي غضون ذلك، برزت مشاركة لافتة أمس للرئيس عون في إفطار الحرس الجمهوري، في مبادرة هي الأولى لرئيس لبناني، حيث ركز على اهمية ان يكون الجيش، ضباطا ورتباء وافرادا، قبضة واحدة يعملون سوية بالتزام ووفاء، لان وحدة الصف تبقى اهمْ من اي شيء آخر.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ام تي في"

البحث في موازنة 2019 من دون تحقيق افق زمني يكشف يوما بعد يوم، متلازمة فقدان الوزن والاتزان والتوازن في عمل مجلس الوزراء. فبعدما افرغ كل فريق ما عنده في التقني والسياسي سار لزاما على رئيس الحكومة ان يضع حدا لما يجري بالتعاون مع رئيس الجمهورية، قبل ان تتحول السجالالات الى اشتباكات تنسف كل ما تحقق.

واللحظة مؤاتية فقد سجلت مواقف مضبوطة وعلمية لوزراء القوات وموقف مماثل للوزير باسيل وصمت من قبل وزير المال يمكن البناء عليها بما يمكن ان يؤدي الى اخراج الموازنة من عنق الزجاجة الجمعة، والرئيس الحريري يملك ان يذكر وزراءه بأن في صلب صلاحيات الحكومة استكمال ما لم تتمكن الموازنة من لحظة في متنها، لان الوقت لا يعمل لصالح الدولة والمماطلة طرف قاتل.

مما تقدم فإن الغيرة على المال العامل التي تجلت في السعي الى انجاز المضبطة السياسية (فبعبعة) التوظيف العشوائي اذي فضحته لجنة المال والموازنة اكبر من ان يتنصل منه مسؤول مهما علا كعبه وكبرت اجنحته الملائكية والحل التطهيري الواحد العودة عن هذا التوظيف ومعاقبة من ارتكب هذه الجريمة بحق الجولة وماليتها.

توازيا جريمة اكبر ترتكبها مقصلة التقشف اذ طاولت ذوي الحاجات الخاصة والجمعيات التي تعنى بهم. لا يا سادة تقشفوا من اموالكم وخففوا من فحشكم وفواحشكم، فراكبوا الكراسي المدولبة والمسمرون على اسة الالم ممنوع رميها في الشوارع، وفمهمكم كفايا "وبكفي هالأد".

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المنار"

هل ترسو الحكومة على بر موازنة الجمعة بعد طول ابحار؟ وهل سيساعد الطقس السياسي على ذلك؟

مؤشرات اليوم ايجابية لكن العبرة بالخواتيم كما اعتاد اللبنانيون مع السياسيين.

يجمع الافرقاء على الوصول الى اصلاحات في الموازنة ويختلفون ان كانت كافية، ويجمعون على الوصول الى عجز مقبول ويختلفون بان بالامكان اكثر مما كان.

وبما أمكن من لغة تهدوية شرح الوزير جبران باسيل بعض بنود ورقته الاقتصادية، معترفا للوزير علي حسن خليل بجهد كبير، ومتحدثا عن مصادر كثيرة للتوفير كان يمكن استلحاقها كما قال، معددا مع اللبنانيين ما عددوه منذ بدأ النقاش، من ايجارات المباني لصالح الدولة بمئات ملايين الدولارات، الى التهرب الضريبي، فوقف التهريب وضبط الحدود، واذا اراد المعنيون المزيد، لاضاف اللبنانيون الى هذه المقترحات الكثير.

وحتى تنتهي الحكومة من موازنتها وتحيلها الى مجلس النواب، تبقى بحسب كتلة الوفاء للمقاومة موازنة ضرورية لكنها لا ترقى الى اصلاحية للحالة الاقتصادية.

اما كل الاحوال المحلية، وتلك التي تصيب امة كتبت على جدران مدينة نبيها سلاما بلغة عدوها، وحشدت لبيع اولى القبلتين بصفقة قرن ستعود عليهم بخفي حنين. كل تلك الاحوال ستكون محط كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي سيطل عند السادسة من عصر بعد غد السبت لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون المستقبل"

غدا يوم الحسم الذي لن يحتمل مزيدا من التجاذب واستنزاف الوقت؛ وعرض العضلات السياسية .

غدا؛ إما أن يكون ساعة لإقرار مشروع الموازنة؛ وإنهاء الجدل البيزنطي حول الارقام ونسب تخفيض العجز؛ وإما أن يكون ساحة لتعطيل إقرار الموازنة وإغراق البلاد في دورة جديدة من دورات الابتزاز السياسي .

ثماني عشرة جلسة لمجلس الوزراء؛ تسبق جلسة الحسم غدا .

جلسات وساعات طويلة من النقاش والدوران حول الارقام ؛ تكفي لاعداد ثلاث موازنات؛ لا موازنة واحدة .

ورغم ذلك؛ هناك من يستهويه الدوران في الحلقات المفرغة ؛ ولا يجد ضيرا في تكرار الجلسات والافكار والاقتراحات؛ دون أن يتوقف عند كلفة التأخير والوقت المهدور؛ على الخزينة والمالية العامة .

مجلس الوزراء؛ طاولة للنقاش والدرس والقرارات ؛ وليس طاولة للمناكفات والاستعراضات السياسية ورئيس مجلس الوزراء المؤتمن على عقد الجلسات وإدارتها ؛ معني بحماية المهام الدستورية والوطنية للحكومة ؛ وبأن يجعل من النقاش المسؤول مدخلا لاعداد موازنة ترقى لمستوى التحديات الاقتصادية؛ وتشكل نقلة نوعية في المسار الاصلاحي المالي والاداري المطلوب .

لقد سبق لرئيس مجلس الوزراء أن قال: أنه ليس في وارد المشاركة بأي سباق سياسي لا جدوى منه؛ وأن دوره ينصب على التوصل الى موازنة تترجم الشراكة الوطنية في تحقيق النهوض الاقتصادي؛ والاصلاح المنشود.

ولقد توصل المجلس الى هذا الهدف ؛ وأنجز مشروعا للموازنة يخفض نسبة العجز من 7،11 الى 7،5 في المائة وهي نسبة تتكامل مع توجهات الحكومة وبيانها الوزاري؛ ومع المقتضيات الاصلاحية والمالية لمؤتمر سيدر ، وتؤسس لآليات عمل صحيحة ؛ يمكن البناء عليها؛ في إعداد موازنات الاعوام المقبلة .

إن أي اقتراح يمكن أن يفضي الى مزيد من تخفيض العجز ؛ هو أمر جدير بالنقاش شرط الا يتحول الى مطية لتأخير إقرار الموازنة لكن ما هو أهم من كل ذلك ؛ أن يبت مجلس الوزراء أمره وأن يتخذ قراره ؛ وأن يخرج موازنة ال 2019 من نفق المزايدات السياسية والاعلامية وأن يباشر ورشة الاعداد لموازنة 2020 .

وهذا ما سيبادر اليه الرئيس سعد الحريري في جلسة الغد.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون ال بي سي"

كيف يثق المواطن بسلطته التنفيذية إذا شعر أن هذه السلطة متواطئة عليه أو مقصرة في توفير حقوقه مقابل واجباته؟

السلطة التنفيذية تطلب الإعداد لموازنة 2020 فيما موازنة 2019 ما زالت عالقة وتستلزم أكثر من جلسة لمجلس الوزراء ؟

السلطة التنفيذية خالفت القوانين بتوظيف عشوائي، احتسب بالآلاف فيما لا يثق اللبناني بكيفية معالجة هذه المخالفة، فهل تجرؤ السلطة التنفيذية على وقف عقود الذين وظفتهم خارج القانون ؟ وهل تجرؤ على تسمية من ارتكبوا جريمة التوظيف كرشاوى إنتخابية ؟

السلطة التنفيذية تغاضت خمس سنوات عن مخالفة أقل ما يقال عنها إنها فضيحة: أكثر من ثلاثمئة مستأجر سوري حشرهم صاحب ملك في مبنيين، وبشكل لا يراعي أبسط القواعد الإنسانية. السؤال هنا: كيف لم تلحظ وزارة الداخلية أن هناك فضيحة تبعد عنها مئة متر ويمكن رؤيتها بالعين المجردة من مكاتب الداخلية؟ ألم تلفت نظر أي دورية لقوى الأمن؟ ألم تلاحظ شرطة بلدية بيروت شيئا مريبا منذ خمسة أعوام؟ ألم تتبلغ محافظة بيروت شيئا طوال هذه السنوات؟ كيف صار بالإمكان فجأة معالجة شكوى فيما لم يكن ذلك ممكنا منذ خمس سنوات؟ من كان يغطي هذه الفضيحة؟ هل ستجري اللفلفة تماما كما يحصل في أكثر من فضيحة ؟.

تذكروا فقط فضيحة مجرور الإيدن باي؟ هل مازالت لجنة الأشغال النيابية تنتظر التقرير؟

يلهون المواطن بأنهم سيجترحون المعجزات بموازنة رشيقة، نسبة العجز فيها لا تتجاوز السبعة في المئة مهلا ، هذه المعجزة كان يجب ان تحدث في أواخر كانون الأول من العام الفائت، لا على مشارف النصف الثاني من عام 2019 وبالتزامن مع الدعوة إلى بدء إعداد موازنة عام 2020 .

غدا جلسة لمجلس الوزراء ، ولا شيء يضمن أنها ستكون الأخيرة.

* مقدمة نشرة اخبار "تلفزيون الجديد"

على قاعدة خفض التوتر السياسي في مقابل رفع نسبة التخفيض في الموازنة، أجرى رئيس التيار القوي جبران باسيل هندسة مالية جديدة، سوف تستدعي مزيدا من النقاش في مجلس الوزراء والمجلس موعود بآخر الجلسات غدا لكن مؤتمر باسيل يعطي انطباعا بأن التيار غير مقيد بمهل. وأن الزمن يجري على ساعة التخفيض التي سيوازيها "صفر مشاكل".

لست وزيرا للمال أجاب وزير الخارجية غير أن أوراقه وبنوده المطروحة وآماله بمزيد من الإصلاحات جعلت منه وزير خزانة مع رتبة شرف. وإن سببت مقترحاته ارتفاع الضغط السياسي المالي للوزير الأصيل حرص باسيل على إظهار عدم الخلافات وأن كل ما يسعى له هو وقف الهدر وخفض الامتيازات والمساهمات والحالات الشاذة، فهناك صناديق ومؤسسات لا تتزحزح على الرغم من الإجماع على عدم جدواها ومن غير المقبول أن يكون دركي في مخفر ما أو عسكري في مستوصف في قرية ما يأخذ التدبير رقم ثلاثة وكأنه أمضى حياته على الجبهة وزارة المهجرين معدة للإقفال.. مبالغ إيجار مبنى الاسكوا كان يمكن أن تشتري الدولة بها مبنى جاهزا.. نواب منذ عشرات السنين توفوا مع زوجاتهم فيما أبناؤهم يستفيدون من رواتب الدولة كلها حالات وصفها باسيل بالنافرة التي تستدعي القرار.

ومن خارج موازنة باسيل فإن أوراق لجنة الاتصالات النيابية تكشف بدورها عن هدر تساهم فيه الدولة في ملف الاتصالات فمبنى شركة تاتش في الباشورة دفن ثلاثين مليون دولار للدولة في أقل من سنة ثلاثون مليونا لشركة خلوية.. تسعة ملايين للاسكوا.. وزارة مهجرين يطلب وزيرها حلها.. وزارة إعلام بجيش من الموظفين عصيت على الإزالة، جمعيات لا تزال تحتل موقعها في الموازنة.. نماذج من نفقات الدولة الهادرة المستقوية على طرد أسر نازحة من مبنى في بيروت ازعج البلدية والمحافظ والدولة التي أخفقت في مراقبة الهدر والسرقة .. تشاطرت على تلامذة المتوسط وراقبت امتحاناتهم الرسمية لتختبر بهم كاميراتها الحديثة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 23 أيار 2019

النهار

يقيم الحزب الديموقراطي اللبناني احتفالاً حاشداً بذكرى التحرير السبت المقبل في إحدى البلدات الدرزية الكبيرة في الجبل، استُثني من الدعوة إليه الحزب التقدّمي الإشتراكي في ظل القطيعة بين الطرفين والخلاف القائم بين الاشتراكي و"حزب الله".

تبيّن أن العقد المُلغى ما بين وزارة الإقتصاد والسيد بشارة الأسمر كان ألغاه سابقاً الوزير رائد خوري بعد مواجهة كلاميّة تلفزيونيّة مع الأسمر، إلا أن الوزير منصور بطيش أعاد تفعيله لدى تسلمه الوزراة وعيّن الأسمر مستشاراً له.

قال وزير سابق أنه بانتظار انقضاء مهلة "المئة يوم" لوزراء "التيار الوطني الحر" ليبني على الشيء مقتضاه.

الجمهورية

لاحظت أوساط سياسية أن إحدى الوزيرات مستاءة جداً من رئيسة هيئة مدنية وتعتبر أنها تتخطى صلاحيتها بتخطّي الوزارة.

إستغربت أوساط سياسية عدم إستفادة الخزينة من إيرادت غرامات مخالفات في قطاعات متعدّدة وإحالتها إلى غير مكانها الطبيعي في الخزينة.

يُعِدّ نواب لتوجيه سؤال إلى الحكومة حول "موجبات" توقيف نقابي بتهمة التحقير والقدح والذم.

اللواء

نبهت مصادر دبلوماسية من مخاطر التسرّع برهانات على مفاوضات ترسيم الحدود قبل اتضاح غيوم المنطقة الداكنة!

أبلغت قيادة حزبية انها لن تكون في الصف الأول في الاعتراضات الجارية، لكنها تدعم حليف علاقة رحمية معه.

فهم أن وزيراً سيادياً، وضع استراتيجية مواجهة مع زميل من نوعه، بانتظار الضوء الأخضر، لأنها بداية مواجهة لا نهايتها مع الاستحقاق الحالي..

البناء

توقف خبراء في مراكز الدراسات الأميركية أمام الإعلان الأميركي والروسي عن تفاهمات نوعية تمّت في لقاءات سوتشي التي جمعت وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووصفوا التحذيرات الروسية من تبديد هذه التفاهمات بالتصعيد الأميركي في الشرق الأوسط بتصميم روسي على ربط جميع ملفات الخلاف بعضها ببعض ورفض أيّ محاولة تجزئة يخشون أن تهدف لتحييدهم مؤقتا ثم الإنقلاب على التفاهمات، وقال الخبراء إنّ على واشنطن أن تختار الآن بين المواجهة والتسوية في كلّ الملفات التي تعتبر روسيا أنها معنية بها.

الاخبار

يبدو أن الوزيرة ريا الحسن، لم تُدرك بعد أن الخلط بين ممارسة المهمات في وزارة مثل "الداخلية" والموقف السياسي غير مبرر. فلا يُمكن أيَّ شخص أن يتسلّم هذه الحقيبة ويعتبر أنّ بعض المناطق في لبنان "حقل ألغام"، يعرّض من يدخله لخطر سياسي. ففيما زار سلفها الوزير نهاد المشنوق الضاحية الجنوبية ثلاث مرات لمتابعة تطبيق الخطة الأمنية، معلناً أن "لا مناطق مقفلة على الدولة"، تهرّبت الحسن أكثر من مرة من زيارة المنطقة عندما أثير موضوع الحواجز على الطرقات. فبمبادرة من حزب الله، أُزيلَت بعض الحواجز في الضاحية، وتُركت الغالبية منها بسبب مخاطر أمنية شُخِّصَت بناءً على معلومات متقاطعة بين جهاز أمن المقاومة والأجهزة الرسمية. وبحسب المعلومات، زار مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، وزيرة الداخلية، واقترح عليها القيام بجولة في منطقة الضاحية للإشراف على خطة أمنية فيها، لكن الحسن حدّدت أكثر من موعد ثم تراجعت عنه، الأمر الذي فسرته مصادر سياسية بأنه "تهرب من ظهورها في صورة واحدة إلى جانب صفا، كي لا تكرر الحملة التي تعرّض لها سلفها الوزير المشنوق، حين سمح لصفا بحضور أحد الاجتماعات داخل الوزارة، وأعلن ذلك من دون حرج". المصادر التي استبعدت أن "يكون الرئيس سعد الحريري هو من منع الحسن من القيام بهذه الجولة"، قالت إن "الضاحية مفتوحة أمام الجميع، من يُرِد أن يأتي فليأتِ، ومن لا يُرِد، ع مهلو".

قالت مصادر في مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إن هيئة مكتب المجلس لم تتمكن من التوصل إلى قرار بخصوص تعيين المفتش غازي قانصو مديراً للتفتيش على المؤسسات في الضمان بالتكليف، مشيرة إلى أن الاعتراضات عليه متّصلة بكونه غير متفرّغ بنحو كامل للضمان، ويعمل في وظيفة أخرى منذ فترة طويلة، فيما هناك ضرورة للتفرّغ بالعمل في هذا الموقع من الفئة الأولى بين مستخدمي الضمان.

وبحسب المصادر، فإن تسمية قانصو جاءت بعد تنافس بينه وبين المفتش فضل الله شمص، إذ جاءت هذه التسمية بعد زيارة قام بها قانصو بمرافقة أحد رجال الدين، لمرجع سياسي سمّاه لهذا الموقع.

ويتوقع أنه في ظل سقوط تسميته في هيئة المكتب، فإن التغطية السياسية قد تدفع إلى تكليفه تسييرَ هذا الموقع الشاغر اعتباراً من يوم الاثنين المقبل.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك 14 مديرية في الضمان تصنّف شاغرة، إذ إن مجلس الإدارة عيّن مديرين اثنين بالتكليف، فيما كلّف المدير العام للضمان محمد كركي أربعة مستخدمين بتسيير الأعمال في أربع مديريات، وهناك شغور في المديريات الباقية. علماً بأنه يمكن إجراء مباريات محصورة لتعبئة هذا الشغور من بين المستخدمين في الصندوق.

أوقفت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بناءً على إشارة القضاء، عنصرين يعملان مرافقَين لرئيس أركان المديرية العميد نعيم الشماس. وتقرر توقيفهما نتيجة معلومات وتحقيقات أفضت إلى الاشتباه في تورطهما بتعاطي المخدرات وترويجها!

تلقى موظفو تلفزيون "المستقبل" وعداً بتقاضي راتبين قبلَ عيد الفطر. هذا الوعد أتى بناءً على تسريب من الرئيس سعد الحريري نقله المدير العام للقناة رمزي الجبيلي إلى الموظفين، ويقول إن الحريري سيحصل على أموال آخر شهر أيار. وقد تقاضى الموظفون نصف راتب منذ يومين بعد التوقف عن دفع الرواتب منذ شهرين.

يسعى مدير عام سابق إلى تعيين نجله المحامي خلفاً له في المديرية التي كان يشغلها، ولا تزال شاغرة منذ تقاعده العام الماضي. وفي الوقت نفسه، يُعدّ الوالد "خطة بديلة" في حال فشل مشروع التعيين، من خلال التسويق لنجله كسفير من خارج ملاك وزارة الخارجية والمغتربين، مُتحجّجاً بأنّ السفراء الحاليين غير جديرين بمراكزهم، ولا يقومون بالمهمات المُكلفين بها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

عراضات تعرقل الموازنة صراع التوقيت و"الأبوة"

النهار 23 ايار 2019

تجاوزت الانطباعات التي تركها "تعطيل" اعلان اقرار الموازنة أمس في نسختها التي كان يفترض ان تكون الاخيرة، الاطار المعلن عنه حكومياً بانه لاعطاء فرصة اضافية لخفض اضافي للعجز، الى دلالات اخرى غير مالية لم تعد خافية على احد. ذلك ان الجلسة الـ17 في سياق جلسات مجلس الوزراء لانجاز الموازنة بدت في الاجواء التي سبقتها وواكبتها والنتائج التي أفضت اليها بمثابة تأكيد ما لا لم تعد ثمة حاجة الى تأكيده وهو انزلاق استحقاق الموازنة الى الصراع السياسي الخفي - العلني على "أبوتها" وتاليا القرار الذي يتحكم بهيكليتها النهائية وهو صراع تمدد الى الشكليات بمعنى التحكم بتوقيت ولادة الموازنة بكل ما يعنيه ذلك من عراضات للقوة السياسية. وعلى رغم استعانة وزير الاعلام جمال الجراح بكل بلاغته لتبرير الارجاء المفاجئ لانهاء اقرار الموازنة الى جلسة تعقد بعد ظهر غد الجمعة واعطاء الوزراء مهلة 48 ساعة لاعادة درس نقاط جديدة في مسار برر بان من شأنه خفض العجز من 7.6 في المئة الى 7 في المئة، فان ذلك لم يبدد الاجواء المحتقنة والمشدودة التي عقدت في ظلالها جلسة مجلس الوزراء امس بعد اخفاق رئيس الوزراء سعد الحريري في حمل وزيري المال علي حسن خليل والخارجية جبران باسيل على التوافق على انهاء المناقشات في جلسة البارحة واعلان انجاز الموازنة نهائياً. وكان عقد اجتماع وزاري سداسي برئاسة الحريري قبيل الجلسة شارك فيه خليل وباسيل، الا أن هذا الاجتماع لم يتوصل الى أي نتيجة ايجابية اذ تمسك وزير المال باعتبار "الموازنة خلصت" ولا موجب لاي تمديد اضافي للمناقشات واضاعة مزيد من الوقت. وفي المقابل لم يسلم باسيل بنهاية الجلسات والمناقشات ما لم تستكمل المناقشات لعدد من النقاط التي وردت في الورقة التي قدمها قبل أيام ولا سيما منها نحو 12 اقتراحاً قال إنها لم تناقش بعد ومن شأنها ان تحدث مزيدا من الخفوضات في العجز بتوفير مبالغ اضافية للخزينة وضبط الهدر كما اضفاء البعد الاقتصادي الاصلاحي على الموازنة. لكن مصادر وزارية مطلعة على المناقشات الجارية داخل مجلس الوزراء وخارجه قالت لـ"النهار" ان أي فريق لا يمكنه الاعتراض على مزيد من الجلسات والمناقشات اذا كان هدفها تحقيق مزيد من الخفض للعجز وهو الامر الذي جعل الوزراء جميعا أمس يسلمون بطلب الرئيس الحريري أخذ مهلة اضافية الى ما بعد ظهر الجمعة لدرس الافكار والاقتراحات التي طرحها باسيل ووزراء آخرون سواه. ولفتت المصادر الى ان هذا الجانب لم يحجب حقيقة سلبية تتربص بخلفية التأجيل الجديد لبت الموازنة التي كان مفترضاً ان تنجز أمس وان يعقد الرئيس الحريري ووزير المال مؤتمرا صحافيا لشرح كل ما يتصل بها وبالمؤشرات الايجابية لخفض العجز وكذلك لايضاح كل ما يتعلق بالرواتب والتعويضات وما اثارته من اضرابات واعتصامات واحتجاجات. وأفادت ان الدلالات السلبية للارجاء والاجواء المتوترة التي تحكمت بجلسة مجلس الوزراء أمس ولو من دون مشادات حادة وعنيفة تعود في شكل واضح الى الاجواء الاستفزازية التي أثارها اصرار الوزير باسيل على ان يكون اقرار الموازنة بتوقيته وبعد ادخال مزيد من التعديلات كان يمكن طرحها منذ بدء الجلسات وعدم تركها الى اللحظة الاخيرة التي احرج عبرها رئيس الوزراء والوزراء الآخرين. وأضافت المصادر ان ما يثير الاستغراب ان هذا النمط اتبع سابقا في استحقاقات عدة منها على سبيل المثال لا الحصر تشكيل الحكومة نفسها وقبلها التوافق على قانون الانتخاب ونماذج أخرى، لكن ما يمكن تبريره في المناورات السياسية لا يصح على استحقاق مالي خطير تقف البلاد باسرها منتظرة نهايته لتبين وجهة الانقاذ المرجو من اقرار موازنة تقشفية بالحد الادنى المتاح والضروري. ولم تخف المصادر أيضاً تساؤلات قالت إنها تملأ الكواليس السياسية عما اذا كانت ثمة اهداف سياسية وراء عرقلة ولادة الموازنة لدوافع تتصل بالصراع على "أبوتها" ولماذا تلزم قوى أساسية في الحكومة بدءا برئيسها جانب المهادنة أو المسايرة الزائدة حيال هذا النهج الذي بدأ يهدد بفتح مواجهة حادة بالاضافة الى تأخير مسار اقرار الموازنة في مجلس الوزراء ومجلس النواب مع التداعيات التي ستنشأ عن ذلك؟

خفض 7,5%

ويشار الى ان الوزير الجراح برر تأجيل بت الموازنة أمس بقوله: "في جلسة الامس (الثلثاء) قدم بعض الوزراء اقتراحات لتحسين الوضع وتخفيض العجز، وتبين معنا اليوم أن العجز انخفض من 7.68% إلى 7.5%، وهذا أمر إيجابي جداً، أن نتمكن من تخفيض هذه النسبة بفضل بعض الاقتراحات. اليوم كانت هناك اقتراحات من عدد من الوزراء، وبعد النقاش، وحين وصلت الساعة إلى الخامسة والنصف، تبين أن هذه الاقتراحات في حاجة فعلاً إلى دراستها، ووزير المال سينظر في انعكاسها المالي، لذلك أعطى الرئيس الحريري مهلة 48 ساعة لكي يناقش الوزراء المعنيون الذين تقدموا بأفكار وطروحات جديدة هذه الأفكار مع دولته، أو مع وزير المال، بشكل أن تكون جلسة الجمعة عند الأولى والنصف النهائية إن شاء الله". ونفى ما تردد عن اجواء صاخبة في الجلسة وقال: "ما تناوله الإعلام ليس صحيحا أبدا، كان هناك نقاش هادئ وموضوعي وجريء في كل المواضيع، لكن طوال الجلسة لم يحصل أي توتر أو أي كلام عال أو أي اشتباك. بل على العكس، فمنذ أن بدأنا الجلسة وحتى الآن ونحن نتناقش ونتجادل ونقترح، لكن بكل هدوء ومحبة، وجميعنا في الاتجاه نفسه. وبقدر ما نستطيع أن نخفض العجز في الموازنة يكون الأمر جيداً جداً. لذلك أعطى الرئيس الحريري هذه الساعات الثماني والأربعين".

بري

في غضون ذلك، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اجواء المحادثات مع مساعد وزير الخارجية الأميركي السفير ديفيد ساترفيلد في شأن ترسيم الحدود البحرية بأنها كانت "إيجابية"، مشيراً الى "تقدم واضح في هذا المجال"، و"موافقة على الورقة اللبنانية". ونقل عنه نواب في "لقاء الأربعاء"، ان "وحدة الموقف اللبناني كان لها الدور الأساسي في هذا التطور الإيجابي"، وانه "متفائل بانتصار الموقف اللبناني الرسمي والسياسي والشعبي"، وتوقعه أن "يأتينا الجواب حول مجمل الورقة اللبنانية ربما الأسبوع المقبل". وفي موضوع الموازنة، أكد "أننا ننتظر هذه الموازنة التي تأخرت أصلاً، وكما عبرت مراراً فإن المجلس سيقوم بواجباته. وقد اعطيت التوجيهات لدرسها بوتيرة سريعة لإنجازها في لجنة المال خلال شهر". وتطرق الى نتائج اللقاءات التي يعقدها وفد كتلة "التنمية والتحرير" مع الكتل النيابية حول صيغة اقتراح قانون الإنتخاب الذي اعدته الكتلة، فاعتبر "ان الملاحظات إيجابية، وهناك مناخ جيد لمتابعة هذا الموضوع الأساسي والمهم".

 

الأمن اللبناني يوقف محافظ كركوك السابق

بيروت ـ “السياسة” /23 أيار/2019/في إطار عمليات التنسيق الأمني بين الأجهزة اللبنانية والعربية، تم في الساعات الماضية توقيف نجم الدين كريم، محافظ كركوك السابق الطبيب الخاص بالرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني في مطار رفيق الحريري الدولي.

و في حين علم أن “كريم ما زال محتجزاً لدى السلطات اللبنانية، وأن أسباب عملية إلقاء القبض غير واضحة حتى الآن”، تردد في بيروت أنه قد يكون لتوقيفه علاقة بقضايا فساد. وقال مصدر عراقي في بيروت، إن “الإنتربول أبلغ سلطات كردستان العراق بأن عملية إلقاء القبض تمت بناء على مذكرة صادرة من الحكومة الاتحادية وليس من كردستان، لذا فإن عملية تسليمه لن تكون لأربيل”. وأشار إلى “وجود اتصالات مكثفة بين قيادات سياسية عراقية ومسؤولين في لبنان من أجل إطلاق سراحه”.

 

مصادر وزارية لـ”السياسة”: حان الوقت لبحث مصير سلاح “حزب الله”

أوساط ديبلوماسية عربية: لا قدرة لإيران على تحمُّل تداعيات إخلالها بأمن الخليج

بيروت ـ “السياسة” /23 أيار/2019/شددت مصادر وزارية لبنانية على أنه لا مفر من طرح الستراتيجية الدفاعية التي يعتزم رئيس الجمهورية ميشال عون إطلاقها، على بساط البحث بين القوى السياسية، باعتبار أنه لا يمكن البقاء على هذا الوضع، حيث إن “حزب الله” بقواه العسكرية أقوى من الدولة. وأكدت المصادر لـ”السياسة”، أن الوقت حان لبحث مصير سلاح الحزب الذي يشكل مادة خلافية بامتياز بين اللبنانيين، وبالتالي فإنه من غير المقبول أن يبقى الحزب أقوى من لبنان، في الوقت الذي يجب أن يكون الجيش اللبناني وحده المخول بقرار الحرب والسلم، وأن يتمكن من فرض سيطرته على كامل الأراضي. وفي الخصوص، قال أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم “يصر الوزير بوصعب على مناقضة نفسه في المقابلة ذاتها تماماً كما فعل خلال زيارته الى الحدود الجنوبية، وكنت قد وجهت له السؤال لايضاح مقصده، فهل هو مع البدء بالستراتجية الدفاعية وتسليم الجيش حصرية مهمات الدفاع عن لبنان او هو مع تأجيل ذلك الى بعد انهاء الصراع العربي الاسرائيلي؟”. إلى ذلك، اعتبرت أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت، أن الأنظار تتجه إلى مكة المكرمة التي ستستضيف القمتين العربية والخليجية، وكذلك الأمر مؤتمر القمة الإسلامية، مؤكدة أن القرارات التي ستصدر عن القمم الثلاث، ستكون غاية في الأهمية. من جهة أخرى، ووسط ترجيحات بعقد جلسة لمجلس الوزراء، اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، لإقرار الموازنة بصيغتها النهائية وإحالتها إلى مجلس النواب للتصديق عليها، أكد النائب علي بزي نقلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، إن “الأسبوع المقبل حاسم بشأن ملف الحدود البحرية بعد عودة مساعد زير الخارجية الأميركية دافيد ساترفيلد إلى لبنان”. وقال بزي بعد لقاء الأربعاء في عين التينة، أمس: إن “بري متفائل بما يتعلق بملف الحدود ويعتبر أن ما حصل حتى الآن انتصار للموقف اللبناني الرسمي والشعبي للمحافظة على سيادته في ما يتعلق بموارده البرية والبحرية”. على صعيد آخر، أكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن أن “مطار رفيق الحريري الدولي هو واجهة لبنان، والمحطة الأولى للوافدين إليه”. وقالت إن “مشروع تعزيز أمن الطيران أمر حيوي، ويساهم في حماية المطار من أية مخاطر، وفي توفير الأمان لشركات الطيران وللمسافرين”. وأعلنت الوزيرة الحسن، وضع الخط الساخن 1735 بتصرف قسم الشرطة السياحية، لاستقبال شكاوى السياح في حال تعرضوا لأي نوع من الحوادث”.

 

الجيش اللبناني يكافح التهريب عبر الحدود السورية

بيروت ـ “السياسة” /23 أيار/2019/أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، أنه بعد توافر معلومات لمديرية المخابرات عن نشاط أشخاص في مجال التهريب عبر الحدود اللبنانية السورية، دهمت دورية عسكرية في بلدة المرج – البقاع، عدداً من الشقق يستأجرها سوريون. وأفادت المديرية بأنها أوقفت كلاً من أ. ج الجراد، وب. ع الخلف، وا. ع. الأحمد، وأ. ك. الأحمد، لقيامهم بأعمال تهريب. وأشارت إلى توقيفها “س. ح. سيدو، لدخوله الأراضي اللبنانية بواسطة هوية مزورة، كما ضبطت أجهزة خلوية ومستندات مختلفة”. على صعيد آخر، يعقد اجتماع غداً يحضره ممثلون عن وزارتَي الداخلية والبلديات والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية المعنية لتدارك حصول أي إشكال في أثناء عملية إزالة الباطون (الإسمنت) ورفع الأنقاض من مخيمات للاجئين السوريين في عرسال. في غضون ذلك، ألقى وزير الصحة العامة جميل جبق كلمة لبنان أمام الجمعية العالمية الثانية والسبعين لمنظمة الصحة العالمية المنعقدة في جنيف، وركز على مسألة النزوح السوري وتداعياتها.

 

ريفي: السُنّة مستهدفون

بيروت ـ “السياسة” /23 أيار/2019/زار الوزير السابق أشرف ريفي، سعد الدين حسن خالد، لمناسبة الذكرى الثلاثين لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد. وقال ريفي “خسرنا المفتي الشهيد والقاتل معروف ولطالما كانت الطائفة السنية مستهدفة منذ ذلك الحين”، مؤكداً أن “سلسلة الاغتيالات بدأت لحظة استهدافه وصولاً لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، ومشدداً على أن “قدرنا أن نبقى واقفين”. إلى ذلك، أكد ريفي أن “وكيل الوزير جبران باسيل المحامي ماجد بويز سرب الى الإعلام ، أن ريفي يتهرب من المثول أمام النيابة العامة، مدعياً أنني لا أملك إثباتات على اتهام باسيل بالفساد”. وفي بيان لدحض “افتراءات” باسيل، أوضح ريفي “نستغرب أن محامياً لم يعد في مرحلة التدرج يمكن أن يدعي في قضية واضحة أمام مرجع قضائي ليس صاحب اختصاص”.

 

بشارة الأسمر أمام القضاء الاثنين لاستكمال التحقيق معه

بيروت ـ “السياسة/23 أيار/2019/يمثل رئيس الاتحاد العمالي العام السابق بشارة الأسمر أمام قاضي التحقيق في بيروت جورج رزق، الاثنين المقبل، لاستكمال التحقيق معه في الدعوى المقدمة ضده من رئيس “حركة التغيير” ايلي محفوض ومحامين آخرين على خلفية الكلام المسيء في حق البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. على صعيد آخر، شهدت بلدة بدنايل، أمس، مداهمات عدة من قبل الجيش اللبناني لبعض منازل مطلقي النار إثر الإشكال الذي حصل بين النائب السابق حسن يعقوب ورئيس البلدية علي جواد سليمان. وألقي القبض على أولاد النائب السابق حسن يعقوب وعلى شبان من بلدة قصرنبا كانوا يتجولون بسلاحهم في منزل يعقوب الذي وجد بداخله عدد كبير من الأسلحة الحربية الفردية والمتوسطة

 

خلافات باسيل وخليل تطيل أمد مناقشات الموازنة… والحريري مرتاح وعون يشدد على وحدة الصف ومصادر وزارية وصفتها بالأفضل منذ سنوات

بيروت ـ “السياسة” /23 أيار/2019/لاتزال الخلافات بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير المالية علي حسن خليل، تؤخر إنجاز الموازنة في انعكاس واضح لاستمرار التجاذبات السياسية بين “التيار الوطني الحر”و حركة “أمل”، الأمر الذي حتم جلسة جديدة قد تكون الأخيرة لمجلس تقرر عقدها، اليوم، في السرايا الحكومية، في وقت أبدى رئيس الحكومة سعد الحريري ارتياحه لمسار الأمور على صعيد الموازنة، رغم إطالة أمد المناقشات، على أن تعقد جلسة ختامية في القصر الجمهوري لإقرار الموازنة بصيغتها النهائية وإحالتها إلى المجلس النيابي للتصديق عليها، على أن يبدأ التحضير في الأسابيع المقبلة لموازنة العام 2020. ووصفت مصادر وزارية لـ”السياسة”، موازنة العام الجاري بـ”الأفضل” منذ سنوات طويلة، مع انخفاض نسبة العجز إلى 7.5 في المئة، وهذا مؤشر إيجابي يستجيب لشروط مؤتمر “سيدر”، على أن يتواكب عمل الحكومة في المرحلة المقبلة مع سلسلة إجراءات من أجل التأكيد على الالتزام ببنود هذه الموازنة، واتباع الأسس الكفيلة لتنفيذ البرنامج التقشفي الذي وضعته الحكومة، والذي على أساسه ستحظى باستمرار دعم الدول المانحة. وشدد رئيس الجمهورية ميشال عون على أن “وحدة الصف تبقى أهم من أي شيء آخر”.

وقال “جمعتنا دائماً محبة الوطن والاستعداد لتحمل المشقات، وحالياً نحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى لأن نكون يداً واحدة، لأنه بالوحدة ننجح في أداء المهمات المطلوبة مهما كانت طبيعتها”. إلى ذلك، شدد رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان خلال مؤتمر “الإنتخابات النيابية 2022،على أن “هناك الكثير من العمل يجب القيام به قبل إنتخابات العام 2022”. وأضاف أن “الأمر الإيجابي حالياً هو أننا نطرح الأمور قبل ثلاث سنوات وليس في آخر لحظة”. وأشار إلى أن “هناك ثلاثة اإصلاحات يجب القيام بها في الإنتخابات المقبلة، أولا على صعيد هيئة الإشراف على الإنتخابات التي يجب أن تكون مستقلة وغير تابعة لأي وزارة، استعمال البطاقة الإلكترونية في التصويت، وأخيراً تحقيق المساواة عبر إشراك المرأة بقوة في الإنتخابات”.

 

ريفي في الذكرى 30 لاغتيال المفتي خالد: قدرنا أن نبقى واقفين في وجه الرياح وأن نحمي الوطن

الخميس 23 أيار 2019 /وطنية - زار اللواء أشرف ريفي السيد سعد الدين حسن خالد في مكتبه في مؤسسة المفتي حسن خالد الاجتماعية في الطريق الجديدة. اثر اللقاء قال خالد:"سعدت كثيرا باستقبالي الصديق أشرف ريفي الذي زارني لمناسبة الذكرى ال30 لإستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، فمعاليه يعلم مدى عمق العلاقة المتينة التي تربط مؤسساتنا الاجتماعية ودارة المفتي الشهيد حسن خالد به"، مؤكدا "أن العلاقة مستمرة من خلال المبادىء الوطنية والإسلامية التي تجمعنا، وسنستمر على هذا الخط إن شاء الله حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا". من جهته، شدد ريفي على معنى هذه الزيارة، وقال:"أتيت لتقديم واجب العزاء بشهيدنا الكبير المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد في الذكرى ال30 لإغتياله. أحمل تحيات عائلتي وأهلي في طرابلس، فالمفتي الشهيد رحمه الله ذهب فداء للوطن وللطائفة، وترك صورة إيجابية، إنما الإستمرارية تكمن بكم أنتم". وأكد "أننا إلى جانبكم لنكمل معا هذه الإستمرارية التي تتخطى الجسد الى الروح عبر السير على نهج الشهيد الراحل الكبير"، لافتا "إلى أن "الصدف شاءت أن أكون أول مسؤول يصل حينها الى مكان الإنفجار الغادر، وعلى الفور أبلغت الرئيس سليم الحص". وتابع:"خسرنا المفتي الشهيد والقاتل معروف، ولطالما كانت الطائفة السنية مستهدفة منذ ذلك الحين، فقد بدأت سلسلة الإغتيالات لحظة إستهدافه وصولا لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وختم:"قدرنا أن نبقى واقفين في وجه الرياح وأن نحمي الوطن، وسنكمل سويا بإذن الله".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مصادر وزارية لـ”السياسة”: حان الوقت لبحث مصير سلاح “حزب الله”

أوساط ديبلوماسية عربية: لا قدرة لإيران على تحمُّل تداعيات إخلالها بأمن الخليج

بيروت ـ “السياسة” ” /23 أيار/2019/شددت مصادر وزارية لبنانية على أنه لا مفر من طرح الستراتيجية الدفاعية التي يعتزم رئيس الجمهورية ميشال عون إطلاقها، على بساط البحث بين القوى السياسية، باعتبار أنه لا يمكن البقاء على هذا الوضع، حيث إن “حزب الله” بقواه العسكرية أقوى من الدولة. وأكدت المصادر لـ”السياسة”، أن الوقت حان لبحث مصير سلاح الحزب الذي يشكل مادة خلافية بامتياز بين اللبنانيين، وبالتالي فإنه من غير المقبول أن يبقى الحزب أقوى من لبنان، في الوقت الذي يجب أن يكون الجيش اللبناني وحده المخول بقرار الحرب والسلم، وأن يتمكن من فرض سيطرته على كامل الأراضي. وفي الخصوص، قال أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم “يصر الوزير بوصعب على مناقضة نفسه في المقابلة ذاتها تماماً كما فعل خلال زيارته الى الحدود الجنوبية، وكنت قد وجهت له السؤال لايضاح مقصده، فهل هو مع البدء بالستراتجية الدفاعية وتسليم الجيش حصرية مهمات الدفاع عن لبنان او هو مع تأجيل ذلك الى بعد انهاء الصراع العربي الاسرائيلي؟”. إلى ذلك، اعتبرت أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت، أن الأنظار تتجه إلى مكة المكرمة التي ستستضيف القمتين العربية والخليجية، وكذلك الأمر مؤتمر القمة الإسلامية، مؤكدة أن القرارات التي ستصدر عن القمم الثلاث، ستكون غاية في الأهمية.

من جهة أخرى، ووسط ترجيحات بعقد جلسة لمجلس الوزراء، اليوم، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون، لإقرار الموازنة بصيغتها النهائية وإحالتها إلى مجلس النواب للتصديق عليها، أكد النائب علي بزي نقلاً عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله، إن “الأسبوع المقبل حاسم بشأن ملف الحدود البحرية بعد عودة مساعد زير الخارجية الأميركية دافيد ساترفيلد إلى لبنان”. وقال بزي بعد لقاء الأربعاء في عين التينة، أمس: إن “بري متفائل بما يتعلق بملف الحدود ويعتبر أن ما حصل حتى الآن انتصار للموقف اللبناني الرسمي والشعبي للمحافظة على سيادته في ما يتعلق بموارده البرية والبحرية”. على صعيد آخر، أكدت وزيرة الداخلية ريا الحسن أن “مطار رفيق الحريري الدولي هو واجهة لبنان، والمحطة الأولى للوافدين إليه”. وقالت إن “مشروع تعزيز أمن الطيران أمر حيوي، ويساهم في حماية المطار من أية مخاطر، وفي توفير الأمان لشركات الطيران وللمسافرين”. وأعلنت الوزيرة الحسن، وضع الخط الساخن 1735 بتصرف قسم الشرطة السياحية، لاستقبال شكاوى السياح في حال تعرضوا لأي نوع من الحوادث”.

 

وزير الخارجية العماني: إيران جاهزة للتفاوض دون ضغوط

طهران – وكالات” /23 أيار/2019/أكد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، أن الإيرانيين جاهزون للتفاوض حول سياستهم الخارجية، لكن ليس وهم تحت الضغط، في ظل الظروف الحالية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” شبه الرسمية، عن بن علوي القول بشأن زيارته إلى إيران: إن “الجميع يعلم أنه إذا أصبح الوضع الحالي أسوأ، فإن العالم سيتضرر أيضا ولا يمكن توقع أبعاد نتائج التصعيد، وأنا قلق من الأغلاط العادية التي من الممكن أن تقع، وأخشى من خطأ قد يجر المنطقة كلها إلى النار”. وأضاف أن “الإيرانيون جاهزون للتفاوض حول سياستهم الخارجية، لكن ليس وهم تحت الضغط والظروف الحالية، ونحن قلقون جدا من التوتر الحالي في المنطقة ونعتقد أنه بمساعدة الآخرين نستطيع احتواء التوتر الحاصل”، مشددا على أن “العقوبات الأميركية على طهران ليس لها سبب أو منطق”. وتابع أنه “في الوقت نفسه نعتقد أن الطرفين الأميركي والإيراني وأصدقائهم متفهمون أن التوتر الحالي يمكن أن يؤدي إلى كارثة، من الممكن أن ينتهي باتفاق”، مؤكدا أن إيران وأميركا لديهما القدرة العسكرية لمنع الوضع الحالي، واستطاعا على مدى الأربعين عاما الأخيرة ضبط الوضع الأمني في المنطقة.

 

السعودية تطالب مجلس الأمن والمجتمع الدولي بلجم سلوك إيران المدمر

الرياض – وكالات” /23 أيار/2019/بعثت السعودية برسالة إلى مجلس الأمن الدولي تفند فيها تصرفات إيران في المنطقة، ومطالبة بلجم سلوكها المدمر. وناشدت الرسالة السعودية مجلس الأمن والمجتمع الدولي، تحمل مسؤولياتهما من خلال اتخاذ موقف ثابت ضد النظام الإيراني، مشيرة إلى تصرفات إيران وسلوكها المتهور المتمثل في جر المنطقة إلى وضع خطير، مؤكدة استمرار النظام الإيراني في دعم أجنحته العميلة في المنطقة، وتعديه على السلام والأمن الدوليين، وعلى استقرار وإمدادات أسواق النفط في العالم، ومشددة على أنها ستتخذ جميع الإجراءات الضرورية لمنع نشوب الحرب. في غضون ذلك، أحال رئيس المجلس الأعلى للقضاء وزير العدل السعودي وليد الصمعاني أربعة قضاة إلى المحاكمة التأديبية، بعد ارتكابهم تجاوزات مهنية ونظامية لا تتناسب مع مقتضيات القضاء في المملكة، الذي عُرف رجاله بالحصافة والنزاهة والمهنية العالية. وذكرت صحيفة “سبق” الالكترونية أن المجلس الأعلى للقضاء برئاسة الصمعاني؛ تلقى تقارير عدة من التفتيش القضائي، قام على أثرها بإحالة مجموعة من القضاة إلى التأديب، غير أن أربعة من القضاة، استدعت المخالفات التي ارتكبوها إنهاء خدماتهم. على صعيد آخر، أكد السناتور الاميركي كريس ميرفي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم استخدام ثغرة قانونية بالاضافة الى تصاعد التوترات مع ايران، لبيع القنابل للسعودية على الرغم من أن الكونغرس أوقف هذه المبيعات لأشهر. وحذر ميرفي على “تويتر” قائلا: “تنامى إلى مسامعي أن ترامب قد يستخدم ثغرة غامضة في قانون الحد من مبيعات الأسلحة لتدشين عملية بيع قنابل إلى السعودية”.

 

واشنطن: لا وساطة عراقية لحل الأزمة مع إيران وبغداد تسلمت أربع طائرات عسكرية جديدة من كوريا الجنوبية

بغداد – وكالات” /23 أيار/2019/أعلن القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى العراق جوي هود، أنه لا علم له بوجود وساطة عراقية لحل الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران. وقال هود للصحافيين أول من أمس، إنه يرحب بالتشاور مع الحكومة العراقية وتبادل وجهات النظر في ظل الظروف الحالية لكنه لا يعلم بوجود وساطة. وكانت تقارير إخبارية أفادت في وقت سابق، بايفاد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي وفداً رسمياً إلى طهران يحمل معه مبادرة لإنهاء الأزمة بين إيران والولايات المتحدة. ونفى وجود أية زيادة في عدد القوات الأميركية في العراق، مؤكداً أن هذا الأمر مرهون برغبة الحكومة العراقية في ظل مساعيها لمحاربة تنظيم “داعش”. من ناحية ثانية، أعلنت القوات الجوية العراقية أمس، عن تسلمها أربع طائرات جديدة من طراز ” تي 50 من كوريا الجنوبية. يشار إلى أن العراق تسلم الوجبة الثالثة من هذا الطراز من الطائرات في أكتوبر العام 2018. على صعيد آخر، انفجرت عبوة ناسفة أمس، داخل منزل موظف يعمل في مزار بمحافظة ديالى شرق بغداد، من دون أن يسفر عن وقوع أي خسائر بشرية. وذكر المرصد العراقي في بيان، أن “عبوة ناسفة تحتوي على نترات الأمونيوم انفجرت داخل منزل تابع لموظف يعمل في مزار الإمام عبدالله بن علي”. وفي تكريت، قتل ثلاثة من “داعش” وشرطيين إثنين في هجوم على حقل نفطي شرق تكريت. وقال العقيد في شرطة محافظة صلاح الدين محمد خليل البازي إن “طائرتين مروحيتين شاركتا في رد الهجوم وتمكنت إحداهما من إحراق عجلة تحمل ثلاثة من عناصر داعش، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً، فيما تمكنت ثلاث سيارات أخرى تحمل عناصر داعش من الفرار إلى قرية العواشرة في الجهة الشرقية لجبال حمرين بمحافظة كركوك”. وفي الموصل، اعتقلت السلطات الأمنية أربعة “دواعش” كانوا يعملون مقاتلين فيما يسمي “ديوان الجند” خلال سيطرة التنظيم على الموصل.وفي ديالى، أعلنت خلية الإعلام الأمني، سقوط 13 قذيفة جنوب مدينة كنعان، مشيرة إلى أن المدينة شهدت سقوط 13 قذيفة هاون.

 

واشنطن تخطط لإرسال 10 آلاف عسكري إضافي إلى الشرق الأوسط

ضاعفت قواتها في قاعدتي عين الأسد والحبانية بالعراق... وطهران هددت برد قاس وساحق على أي مغامرة

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات” /23 أيار/2019/يتوقع أن تقدم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون خططها إلى البيت الأبيض، لإرسال نحو عشرة آلاف جندي إضافي إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة من شأنها تعزيز الدفاعات ضد التهديدات الإيرانية المحتملة، بحسب ما نقلت “وكالة أسوشيتد برس” عن مسؤولين أميركيين. وقال المسؤولون إنه لم يتم بعد اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، وليس من الواضح إن كان البيت الأبيض سيوافق على إرسال كل أو بعض تلك القوات المطلوبة، مضيفين أن الخطوة لا تأتي ردا على أي تهديد جديد من إيران، وإنما ترمي الى تعزيز الأمن في المنطقة.

وفي وقت سابق أعلن مسؤولان أميركيان، أن وزارة الدفاع الأميركية تبحث إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، وكشفا أن البنتاغون يدرس طلبا لإرسال 5000 جندي إضافي، مضيفين أن القيادة المركزية الأميركية هي التي قدمت الطلب، وليس من الواضح ما إذا كان البنتاغون سيوافق عليه، وأوضح أحدهما أن طبيعة القوات المطلوبة ستكون دفاعية. إلى ذلك، أفادت شبكة “سي إن إن” الأميركية بإطلاع مسؤولين رفيعي المستوى من الأمن القومي الأميركي البنتاغون، على خطة لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، وذلك في إطار ردع إيران في ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران، وفقا لثلاثة مسؤولين أميركيين مطلعين على القضية، اكدوا أن واشنطن قد ترسل القوات المذكورة على دفعات، لمواصلة ردع طهران مع تعزيز التواجد العسكري في المنطقة حال اقتراب ضربة عسكرية.

من جانبه، كشف الموقع الاستخباراتي العبري “ديبكا” أن واشنطن ضاعفت قوات المارينز المنقولة من الأردن في قاعدتي عين الأسد الجوية في الأنبار غرب العراق، والحبانية القريبة من العاصمة بغداد، موضحا أن القوات الأميركية ستصل بالفعل إلى نحو 10 آلاف مقاتل في القاعدتين.

بدوره، أكد الجيش الأميركي أنه سيواصل التحليق والابحار أينما يسمح القانون الدولي. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الاميركية بيل أوربان “نحن مستعدون مع حلفائنا لضمان حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة، عبر المنطقة التي تقع تحت نطاق مسؤولية القيادة المركزية الأميركية”.

وفيما أعربت عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي فريدريكا ويلسون، عن اعتقادها بأن الرئيس، دونالد ترامب، يمكن أن يشن حربا على إيران لتجنب عزله عن منصبه، دفع التوتر المتزايد بعض المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين إلى الدعوة لالغاء قانون التفويض باستخدام القوة العسكرية.

في المقابل، اعتبر المرشد الأعلى الإيراني علی خامنئي، أن “زوال أعداء البشریة، أی الحضارة الاميركیة المنحطة والكیان الصهیوني أمر محتوم”، بينما أكدت الرئاسة الإيرانية أن محادثات وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ونظيره العماني يوسف بن علوي في طهران يوم الاثنين الماضي، “لم تكن حول الوساطة”.

بدوره، وصف مستشار الرئيس الايراني حسام الدين اشنا، في رسالة على “تويتر” الى وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، الانتشار العسكري الاميركي في المنطقة بأنه استفزاز متعمد. من جهته، اعتبر رئيس الأركان الايراني محمد باقري ان “الصدام والمواجهة بين بلاده والحكومة الاميركية الخبيثة ساحة لصراع الارادات”، مضيفا أن “إيران سيكون لها رد قاس وساحق على أي مغامرة للعدو”. وفيما زعم القائد في “الحرس الثوري” غلام علي رشيد أن الولايات المتحدة وداعميها لا يجرؤون على مهاجمة إيران، زعم القائد بالحرس الثوري علي فدوي، أن الحرس والجيش الايراني يسيطران سيطرة تامة على شمال مضيق هرمز، قائلا إن “تحركات السفن الحربية الاميركية في المنطقة تحت السيطرة الكاملة للجيش الايراني والحرس الثوري”. إلى ذلك، أكد النائب الأول لرئيس اللجنة الدولية بمجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير جباروف، أن “بلاده ستعارض إرسال الولايات المتحدة 10 آلاف من عسكرييها إلى الشرق الأوسط”، واصفا مثل هذه الخطط بأنها “قرع لطبول الحرب، ومحاولة لإثارة الأعصاب”. من جانبه، أعلن مسؤول تركي رفيع أمس، أن بلاده توقفت بالكامل منذ مطلع مايو الجاري عن استيراد النفط الإيراني، التزاما منها بالعقوبات الأميركية على طهران، قائلا “بصفتنا حليف ستراتيجي للولايات المتحدة، فإننا نحترم العقوبات”.

 

ولي عهد أبوظبي: الإمارات تعمل على ضمان حرية الملاحة بالمنطقة

العاهل الأردني: أمن الخليج من أمن الأردن/23 أيار/2019/أبوظبي، عواصم – وكالات: أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن الامارات تعمل مع الدول العربية بما يضمن حرية الملاحة في المنطقة، موضحا أن بلاده تعمل على التنسيق مع الدول العربية وفي مقدمتها الأردن بشأن تطورات الاحداث في المنطقة، بما يصون المصالح العربية العليا ويحفظ الامن والاستقرار الاقليميين، ويضمن حرية الملاحة في المنطقة ذات الاهمية الستراتيجية الفائقة للعالم كله، مضيفا أن الامارات والأردن ستجريان

تدريبات عسكرية مشتركة في الامارات في المستقبل القريب. وبحث الشيخ محمد بن زايد والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في قصر البطين بأبوظبي، في سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن الشيخ محمد بن زايد تأكيده قوة العلاقات التي تجمع الإمارات والأردن على المستويات كافة، وحرص قيادتي البلدين على التشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا والمستجدات في المنطقة. من جانبه، أكد العاهل الأردني وقوف بلاده إلى جانب الإمارات في الحفاظ على أمنها واستقرارها، مشددا على أن أمن الإمارات ودول الخليج العربية من أمن الأردن، ومعربا عن تقديره للامارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد على دعمها المستمر للأردن. ووفقا لبيان مشترك صدر في ختام زيارة عاهل الأردني إلى أبوظبي، وجه الشيخ محمد بن زايد والملك عبدالله وزيري خارجية ورئيسي هيئة الأركان المشتركة في البلدين، باستمرار التواصل لتنسيق المواقف إزاء مختلف التحديات وتكريس آليات العمل المؤسسي، الذي يضمن أعلى درجات التنسيق والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة. وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد والملك عبدالله الثاني، ستقوم وحدات من القوات المسلحة في البلدين بإجراء تمرين مشترك في المستقبل القريب في الإمارات، كما أكد الجانبان الحرص المطلق على توسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، واتخاذ الخطوات المناسبة التي من شأنها فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي والسياحي.

 

واشنطن تؤكد أن نظام الأسد استعمل الكيماوي وتهدد بالرد السريع

عواصم – وكالات: أعلنت الولايات المتحدة، أن هناك “مؤشرات” على أن نظام الرئيس بشار الأسد شن هجوماً كيماوياً في شمال شرق سورية، متوعدة إياه برد “سريع ومناسب” إذا تأكد ذلك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغن أورتاغوس في بيان، ليل أول من أمس، إن “هجوماً مفترضاً تم بغاز الكلور الأحد الماضي”، مضيفاً “نكرر تحذيرنا، إذا استخدم نظام الأسد أسلحة كيماوية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءنا سيردون بسرعة وبشكل مناسب”. على صعيد آخر، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده لن تخلي موقع المراقبة العسكري التابع لها في إدلب، بعد هجوم شنه النظام السوري على المعارضة هناك. وأضاف إن “إخلاء موقع المراقبة في إدلب بعد هجوم النظام لن يحدث بالتأكيد لن يحدث في أي مكان”. وفي السياق، تمكن مقاتلون من المعارضة فجر أمس، من الدخول لمواقع سيطرت عليها قوات النظام قبل أيام في ريف حماة الشمالي. وقالت مصادر عسكرية: إن معارك كر وفر بين مقاتلي “الجبهة الوطنية للتحرير”، المدعومة من أنقرة، وعناصر من جيش النظام ببلدة كفر نبودة بريف حماة الشمالي رغم إعلان مركز المصالحة الروسي بين أطراف النزاع في سورية، الأحد الماضي، عن وقف لإطلاق النار “من طرف واحد”. في غضون ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن “قوات الأسد ستعيد معظم المناطق التي استولت عليها قبل أيام للمعارضة تلبية لمطلب روسي بعد ضغوط واجهتها من أنقرة”.في غضون ذلك، أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن القلق البالغ إزاء التصعيد العسكري في شمال غرب سورية.

 

الولايات المتحدة تمهل تركيا أسبوعين للتخلي عن “أس 400”

عواصم – وكالات/23 أيار/2019/كشفت مصادر مطلعة أمس، أن الولايات المتحدة منحت تركيا أسبوعين لتخليها عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “أس 400” الروسية، لصالح منظومة “باتريوت” الأميركية. وذكرت قناة “أس أن بي سي” عن المصادر قولها، إنه “بحلول نهاية الأسبوع الأول من يونيو المقبل، يتعين على تركيا إلغاء الصفقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات مع روسيا وشراء نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الذي يصنع في الولايات المتحدة، أو مواجهة فقدانها الحصول على مئة مقاتلة أف 35، وعدت بها، وفرض عقوبات أميركية، فضلاً عن رد فعل محتمل من الناتو”. في سياق متصل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ليل أول من أمس، إن بلاده تستعد لعقوبات أميركية محتملة بسبب الصفقة. وأشار إلى أن طاقماً عسكرياً تركياً، توجه إلى روسيا لبدء التدريب على استخدام منظومة الصواريخ الدفاعية الروسية. وأكد أن منظومة “إس 400 الروسية، دفاعية وليست هجومية، وأن الغاية من شرائها حماية البلاد من أي اعتداء جوي أو صاروخي.”

 

تركيا تتعاون مع مخابرات الأسد وواشنطن تدعو لوقف التصعيد بإدلب

عواصم – وكالات/23 أيار/2019/كشف حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا عن اجتماعات ولقاءات بين وكالة المخابرات التركية ونظيرتها السورية، مشيراً إلى أنه لا عيب في هذه الاجتماعات. جاء ذلك في رد للحزب على تقرير نشرته إحدى وسائل الإعلام التركية أفاد بوجود اتصالات رفيعة المستوى بين ممثلين كبار لتركيا وسورية. ولم يؤكد المتحدث باسم الحزب عمر جليك عقد أي اجتماع بين الجانبين، لكنه قال إن ذلك سيكون طبيعياً رغم العداء المستحكم منذ سنوات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري بشار الأسد. وقال إن “وكالات المخابرات التابعة لنا وعناصرنا في الميدان (سورية) بإمكانها عقد أي اجتماع تريده في الوقت الذي تراه مناسباً لتجنب وقوع أي مأساة انسانية أو في ضوء بعض الاحتياجات”. ونقلت صحيفة “ايدينليك” التركية عن صحافيين التقوا بالأسد قولهم، إن لجنة سورية التقت مع رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان. على صعيد آخر، أعلنت الولايات المتحدة، أن الدول الحليفة لها تعهدت بزيادة عدد قواتها في سورية في إطار عمليات التحالف الدولي ضد “داعش”، وذلك في الوقت الذي دعت فيه إلى وقف إطلاق النار مجدداً في سورية. وقال الممثل الأميركي الخاص بسورية جيمس جيفري إن “ما نحتاجه حقاً في إدلب وباقي أنحاء البلاد هو وقف إطلاق النار”. من ناحية ثانية، تعرضت محطة الزارة الكهربائية الواقعة بريف حماة الجنوبي لقصف عبر طائرة مسيرة أدى إلى خروجها من الخدمة، فيما اسقطت مضادات النظام إحداها بمحيط مطار حماة.في غضون ذلك، شرعت كل من الأردن والنظام السوري في إعداد خطة لإعادة تشغيل المنطقة الحرة السورية – الأردنية المشتركة، وفتحها أمام المستثمرين. وقال مدير عام شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة خالد الرحاحلة في بيان، إن العمل منصب حالياً على إعادة تأهيل المنطقة مجدداً، خصوصاً بنيتها التحتية ما يضمن فتحها أمام المستثمرين. وأشار إلى وجود نحو 550 عقداً مبرماً بين المنطقة ومستثمرين، متسائلا عن إمكانية عودتهم جميعا من عدمها، نظرا لمرور فترة زمنية ليست قليلة على إغلاق المنطقة. وأضاف ان هناك 65 موظفاً، منهم 31 أردنياً و34 سورياً يعملون حالياً على تفقد المنشآت في المنطقة لصيانتها وإعادة تأهيلها. وأكد أن تأهيل المنطقة سيكون بتمويل ذاتي من “شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية”، من دون تحميل حكومتي البلدين أي تكاليف.

 

لندن تجمد حساب ابنة بشرى الأسد

لندن – وكالات/23 أيار/2019/جمدت وكالة مكافحة الجريمة الوطنية البريطانية حساب أنيسة شوكت، ابنة بشرى شقيقة رئيس النظام السوري بشار الأسد، التي تدرس في لندن. ففي أعقاب تحقيق من الوكالة، تمت الموافقة على أمر المصادرة في محكمة ويستمنستر الجزئية في 21 مايو الجاري، لمبلغ وقدره 24.668.24 جنيه إسترليني باسم أنيسة شوكت، ابنة شقيقة الأسد. وخلصت تحقيقات الوكالة إلى أن أنيسة شوكت استأجرت شقة في لندن، مقابل 60 ألف جنيه إسترليني في السنة. وفي السياق، ذكرت صحيفة “التايمز” في تقرير، أن وكالة الجريمة الوطنية وجدت أن 15138795 جنيها أودعت في حسابها، من خلال 65 وديعة نقدية، بين العامين 2017 و2018. وأشارت إلى أنه تم تحويل الأموال إليها من خلال أعضاء في النظام السوري، عبر وسيط ثالث يدير عملية تحايل على العقوبات في بريطانيا. يشار إلى أن والد أنيسة هو مدير المخابرات العسكرية آصف شوكت الذي كان بين الذين قتلوا في تفجير بدمشق، منتصف العام 2012.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

طهران تتراجع امام واشنطن في أربع دول وتتشدد في وجه الرياض

علي الأمين/جنوبية/24 أيار/2019

واشنطن لن تخوض حرباً يريدها العرب. اميركا تحاصر ايران ، هذه حربها ولها أسبابها المعلنة، اما ايران فحربها ضد دول الخليج وتحديدا المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية.

هذا ما تؤكده المواقف والوقائع الميدانية،

‏القيادة الإيرانية أكدت عبر رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان، حشمت الله فلاحت بيشة، إيران لن تخوض «تحت أي ظرف من الظروف» حرباً مع الولايات المتحدة، لا مباشرة ولا بالوكالة.

‏في المقابل حرصت الإدارة الأميركية على أنها ليست راغبة في الحرب مع ايران، لكنها مستعدة لها، وهي تريد تغيير سلوك النظام الإيراني، لا إسقاطه.

‏الأسطول الأميركي في المنطقة، والوجود العسكري جاهز للرد على اي اعتداء ايراني على مصالح اميركا وايران تتحاشى استفزاز واشنطن وتتجه نحو توجيه رسائل أمنية وعسكرية غير مباشرة الى حلفاء واشنطن، اي السعودية والامارات، من خلال الحوثيين كما جرى من عمليات استهدفت سفن في الإمارات ومنشآت تابعة لأرامكو في السعودية.

‏السياسة الإيرانية تركز اليوم، على عدم استفزاز واشنطن، وتقوم مع ازدياد الضغط الأميركي بالعقوبات، واستحضار الأساطيل الأميركية، بتقديم تنازلات تكتيكية لواشنطن حصراً. فايران تدرك أن الموقف في واشنطن يميز بين تهديد المصالح الاميركية، وبين تهديد مصالح دول الخليج، فالعمليات الأمنية الأخيرة في الخليج، أظهرت أن واشنطن لا تعتبر مثل هذه العمليات تفترض رداً اميركياً عسكريا على ايران.

التراجعات التكتيكية الإيرانية أمام واشنطن حصراً كما سلف، تتركز في مناطق نفوذها العربية:

اولاً ، الانسحاب الملتبس للحوثيين من ميناء الحديدة اليمني ومن مناطق مطلة على البحر الأحمر، هي رسالة حرصت إيران على أن تقدمها لواشنطن، من خلال إتمام العملية بمعزل عن الاتفاق الذي تم مع الحكومة الشرعية في اليمن.

ثانياً، في سورية وفي خطوة وصفت بالتكتيكية، كشف “جنوبية” امس، تأكيد مراقبين متابعين للملف السوري، ان اخلاء حمص والساحل السوري من حزب الله والايرانيين، ليس بسبب صراع النفوذ الخفي بين الروس والايرانيين كما يروّج له البعض، انما التزام بشرط أميركي أساسي من اجل عودة واشنطن للمشاركة في العملية السياسية التي يجب ان تسفر بنهايتها عن حلّ سياسي للأزمة السورية.

ثالثاً، الرسالة التي جرى توجيهها من لبنان، من خلال تسهيل إيران عملية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، برعاية أميركية ومن خلال جولات مكوكية بدأها نائب وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد بين لبنان واسرائيل، وسط احتفاء لبناني غير مسبوق لاسيما من قبل الرئيس نبيه بري، بوصفه ما يجري انه انتصار للبنان، وهو توصيف يخفي حقيقة أن حزب الله كان يحول دون قيام لبنان بمثل هذه الخطوة حتى الأسابيع الماضية، لذا الواضح أن إشارة إيرانية أعطيت للبنان للخوض بما كان يوصف القيام به بالخيانة قبل أشهر.

رابعاً، من العراق الدولة التي تؤكد أوساط رسمية عراقية ل”جنوبية” وغداة الصاروخ الذي سقط قبل أيام، في المنطقة الخضراء في بغداد، من دون أن يوقع اي اضرار، أن العراق نقل رسالة رسمية من القيادة الإيرانية الى وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، أن إيران لن تقوم بأي خطوة عسكرية ضد مصالح واشنطن في العراق، وجاء تصريح قائد عصائب أهل الحق المحسوب على ايران قيس الخزعلي أن التصادم بين واشنطن وطهران في العراق مؤامرة اسرائيلية، وهي رسالة قصد منها التأكيد أن إيران لا تريد البدء بالحرب في العراق وهي ليست من مصلحتها او من مصلحة حلفائها.

الرسائل الإيرانية الأربع تعكس تهيب إيران من الاستعدادات الأميركية العسكرية ضدها، واقدمت على هذه التراجعات التكتيكية، لتأكيد أنها تميز بين مصالح واشنطن وبين مصالح حلفائها، وهي إذ تحترم مصالح الأولى، لكنها غير ملزمة باحترام مصالح حلفائها، وهو ما يبدو حتى اليوم امراً ينطبق على الواقع، طالما أن العمليات الأمنية لم تتطور الى تفجير حرب، سواء مع اي دولة عربية، أو مع إسرائيل.

 

كلنا عونيون

حازم الأمين/الحرة/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75133/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86/

استيقظ العونيون في لبنان. ما يجري اليوم يشبههم. قيمهم ومعدل ذكائهم وطموحاتهم ووزراؤهم ونوابهم، يتصدرون مشهد الحياة العامة. جبران باسيل يقتحم مكاتب جريدة الأخبار وينتصر، فيما الصحيفة تستغيث بعمه الرئيس ليحميها منه. موقع التيار ينشر خبرا عن أن سوريين يحاصرون ساحة ساسين، ليتبين أنهم يقصدون أن فرنا يبيع المناقيش هناك يستخدم عمالا سوريين. وجه بارز في التيار، هو طبيب ومقاتل سابق يطالب الدولة اللبنانية بقطع التيار الكهربائي عن المخيمات الفلسطينية.

والعونية تتمدد على ما يبدو لتحتل وجدانات خصومها، فتخاض حرب مسيحية هائلة على رئيس الاتحاد العمالي العام بسبب نكتة سمجة وبذيئة قالها، ولا يقتصر الأمر على رفض اعتذاره وعلى عزله من منصبه، فيخضع الرجل للتحقيق ويتم توقيفه. الأطراف المساهمة بالتحريض على الرجل كانوا بالدرجة الأولى خصوم العونيين، لكنهم استعانوا في حملتهم بمزاج وبوجدان العونية السياسية والاجتماعية.

لبنان العوني مستجيب بالكامل للشرط الإيراني

العونية تطوف علينا. "فيسبوك" اللبناني إما عوني أو "أنتي عوني"، والوزراء والنواب صاروا ممثلين للعونية أو لخصومها. وزيرة الداخلية ريا الحسن مثلا، وهي قريبة من رئيس الحكومة سعد الحريري، صارت تشبه العونيين لشدة تمثيلها خصومتهم. وزراء حركة أمل مستعدون دائما لسجال زملائهم في التيار، ووزراء القوات اللبنانية يتسابقون مع زملائهم وخصومهم في تحصيل "حقوق المسيحيين".

لكن طوفان العونية يبقى برانيا، وغير جوهري إذا ما قيس بمستوى تأثيرهم بالعناوين السياسية الفعلية في لبنان. موقع لبنان في الزلزال الهائل الذي ينتظر المنطقة، وقدرته على مواجهة الأزمة الاقتصادية المنتظرة والوشيكة بفعل العقوبات الأميركية على إيران وعلى حزب الله، تكاد تكون منعدمة. فلبنان العوني مستجيب بالكامل للشرط الإيراني، وللموقع الذي اختارته طهران له. ولبنان العوني الذي يريد أن يقطع الكهرباء عن المخيمات الفلسطينية ليس في جعبته كلمة واحدة في مواجهة احتمالات توطين اللاجئين الفلسطينيين، وهذه احتمالات جدية هذه المرة، في ظل ما بدأ يتسرب عن "صفقة القرن".

لبنان العوني المتدفق على وجوه اللبنانيين وعلى شوارعهم ويومياتهم وحكومتهم وأجهزتهم الأمنية والقضائية، منشغل بتأديب جريدة الأخبار وبمحاسبة رئيس الاتحاد العمالي على بذاءته، وبالدفاع عن ساحة ساسين في وجه عامل في فرن المناقيش هناك. والغريب أن العونية نجحت بتحويلنا كلنا إلى عونيين. فهي لم تعد انتماء، بل صارت مزاجا. كثيرون منا يعتقدون أنهم ليسوا عونيين، لا بل يعتقدون أنهم من خصومها، لكنهم ولكننا في حقيقة الأمر عونيون من دون أن ندري. سعد الحريري صار عونيا لشدة حذره من العونيين، وحركة أمل صارت عونية لشدة توترها منهم. القوات اللبنانية تسعى لمشابهتهم في سياق خصومتهم. وحده حزب الله يملك ترف البقاء خارجهم، ذاك أنهم وسيلته لكي نلهو بعيدا عن حقائق ثقيلة تسبب لنا فيها.

كلنا عونيون ووحده حزب الله غير عوني. ميشال عون عوني، أما حسن نصرالله فليس عونيا، إذ كيف يكون المرء أسير وهم من صنيعته. ولشعوره بالمناعة منها، دفع الحزب بالعونية إلى كل مكان. جعلها تنتصر على حليفه الأكبر نبيه بري، وعلى الصحيفة الأكثر قربا منه، ناهيك عن إفساحه المجال لإطاحتها بخصومه.

سعد الحريري صار عونيا لشدة حذره من العونيين، وحركة أمل صارت عونية لشدة توترها منهم

وللعونية المعممة قيم صار التسابق على تبنيها ورعايتها جزء من مشهد التنافس بين الجماعات اللبنانية. بالأمس أقدمت بلدية بيروت مُعززة بوزارة الداخلية على طرد عدد من العمال السوريين والبنغال من أحد مباني شارع الحمرا. من أقدم على هذه الخطوة ليس عونيا بالاسم، إنما عوني بالعدوى وبالممارسة. بلدية بيروت لو لم تفعل ذلك لاتهمت بلبنانيتها. وهنا تماما يمكن رصد تسلل العونية إلى وجدانات خصومها. صاحب فرن المناقيش سيتريث في المرة القادمة إذا ما أراد أن يوظف سوريا، وجريدة الأخبار لن تنشر تسريبات تمس بوزير الخارجية طالما أنها تعلم أن حزب الله يقدم جبران باسيل عليها.

لكن ماذا بعد هذا الطوفان؟ ماذا بعد تفريغ الحياة العامة، وإعادة شحنها بهذا القدر من التفاهة؟ كيف سيواجه لبنان عناوين بحجم العقوبات الأميركية عليه؟ وكيف سيفاوض على موقعه في "صفقة القرن"؟ ليست العونية من سيتولى هذا النوع من المهام طبعا، وليسوا خصومها ممن صاروا نسخا مشوهة عنها. سنعود هنا إلى المفاوض الأصيل، فحينها ستكون مهمة تفريغ لبنان قد أنجزت تماما، وسيتقدم غير العونيين لإدارة موقع لبنان، وهؤلاء ليسوا سوى حزب الله.

 

بكركي مستاءة من باسيل واقتصاده "المقاوم"

جليل الهاشم/المدن/الجمعة 24/05/2019

أثارت زيارة رئيس التيار الوطني الحر، وزير الخارجية، جبران باسيل، على رأس وفد قيادي وشعبي من التيار إلى بكركي، الأحد الماضي، لتقديم واجب العزاء بالبطريرك الراحل نصرالله صفير تساؤلات واستياء في الصرح البطريركي. وهي تساؤلات لم يبلغ صداها أي قوة سياسية في البلاد نظراً لخطورة ما قاله باسيل من أمام الصرح، من دون تنسيق أو حتى إبلاغ البطريرك الراعي بمضمون الحديث، خصوصا عن ربط لبنان بمحور المقاومة من الناحية الاقتصادية، حين قال باسيل: "ونحن اليوم مع بكركي سوف نقوم بمقاومة اقتصادية لتحرير بلدنا من القرار الاقتصادي والمالي الذي أفلسه، ووضعنا جميعا رهائن سياسات الفساد والهدر للمال العام،".

لعل التذكير ينفع

مصادر قريبة من الصرح البطريركي استغربت مضمون كلام باسيل، وكأن بكركي كانت غائبة عن الشأن الاقتصادي في البلاد، وحصر البطريرك الراحل صفير والحالي مار بشارة بطرس الراعي همهما بالشأن السيادي والاستقلالي. وأشارت المصادر إلى أن الكنيسة المارونية لم تهمل يوما الجانب الاقتصادي. فالبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير لم يهمل يوماً هذا الجانب، سواء عبر عظاته أيام الأحاد أو من خلال بيانات مجلس المطارنة الموارنة، ومذكرة بالاجتماع الشهير الذي دام سبع ساعات بين عدد من المطارنة، برئاسة البطريرك الراحل صفير والرئيس الشهيد رفيق الحريري، حين نوقشت الخطط الاقتصادية للرئيس الشهيد، وخلص إلى الاتفاق على قضية الإنماء المتوازن والنهوض الاقتصادي. وانحصر التباين في وجهات النظر ين الجانبين في شأن الوجود السوري، إذ كانت للرئيس الشهيد مقاربته التي لم توافقه عليها بكركي. وإن الكنيسة أصدرت عام 1998 وثيقة عرفت ب "وثيقة بكركي الاقتصادية والاجتماعية".  وتضيف المصادر ان بيان المطارنة الموارنة الشهير الذي اطلقوه عام 2000، تضمن فقرة كاملة في الشأن الاقتصادي، إلى جانب الشق السيادي، وكان الجانب الاقتصادي ركيزة الحديث عن ضرورة انسحاب الجيش السوري من البنان، تحقيقا للسيادة اللبنانية على كل المستويات، ومن ضمنها الاقتصادية. 

وتذكِّر تلك المصادر أن المجمع البطريركي الثاني، الذي صدرت مقرراته سنة 2006 حمل نظرة اقتصادية شاملة لرؤية المسيحيين للبنان، على المستويات التربوية والاجتماعية والاقتصادية، ومن ضمنها بند بعنوان الكنيسة والاقتصاد. وتضيف أنه بين عامي 2008 و2009 استعانت الكنيسة بخبراء اقتصاديين متنوعين من كل المذاهب والطوائف اللبنانية، وعقدت لقاءا ت واجتماعات عدة، لبحث مآلات الوضع الاقتصادي في البلاد. وتشير إلى أنه، ومنذ العام 2011 وحتى اليوم، لم يمهل ولم يهمل البطريرك الراعي، مع مجلس المطارنة، الحكومات المتعاقبة إلا ووجه النداءات الاقتصادية على اختلافها، وأن البطريرك الراعي أصدر عام 2015 وثيقة اقتصادية.

بكركي ونبيه برّي

وأضافت ان ما حصل الأحد الماضي هو أن البطريرك الراعي أعلن موقفاً من إساءة بشارة الاسمر، في حين أن ما قام به الوزير باسيل جاء ليصيب أكثر من عصفور بحجر واحد.  فباسيل أراد دفن المرحلة السياسية التي قادها البطريرك الراحل نصرالله صفير، حين قال إن "البطريرك صفير وبكركي في المراحل السابقة قاموا بمقاومة سياسية لتحرير لبنان"، واضعاً كل مرحلة صفير في سياق سابق انتهى. وكأن سيادة لبنان واستقلاله تحققا واستعاد مواطنوه حريتهم الناجزة! في جانب آخر، أراد باسيل الدخول إلى الشأن الاقتصادي من بوابة الاتحاد العمالي العام، عبر سياسته الممنهجة، للاستئثار بجميع المواقع المسيحية في السلطة. فوجد في إساءة الاسمر فرصة سانحة ليفاوض على موقع رئاسة الاتحاد.  وأيضا، اراد باسيل التصويب على رئيس مجلس النواب نبيه بري، من خلال بشارة الأسمر، وعبر موقع  بكركي، ما سبب انزعاجاً في بكركي، خصوصاً ان الصرح البطريركي قدر عاليا مشاركة الرئيس بري شخصيا في تشييع البطريرك صفير. وحرص بكركي والرئيس بري على العلاقة الجيدة بينهما، والمستمرة منذ أيام البطريرك الراحل نصرالله صفير.

جزء من "العالم الحرّ"

أما ثالثة الأثافي التي تطرق إليها باسيل، هي مشروع "المقاومة الاقتصادية"، المناقض لنظرة بكركي لاقتصاد لبنان،  فتقول المصادر، إن كل وثائق بكركي تتحدث عن التعاون مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومؤتمر سيدر. وتعتبر بكركي أن لبنان جزء من منظومة العالم الحر المتطور، وليس ضمن الدول المحاصرة بالعقوبات. وتضيف ان نظرة بكركي للفساد تختلف عنها لدى باسيل. فهي تعتبر أن التعيينات والتوظيفات، أياً كانت، يجب أن تمر عبر القنوات الدستورية والقانونية، سواء مجلس الخدمة المدنية أو الوزارات المختصة، مستشهدة بعشرات العظات للبطريرك الراعي، يطالب فيها بوقف التهريب ووقف التهرب الضريبي ومعالجة وضع الإدارة والفساد. وتضيف المصادر أن بكركي جمعت منذ شهر تقريباً حوالى 250 رجل أعمال مسيحياً، لوضع ورقة إنقاذ اقتصادية. وهي تبادر، عبر دراسات ومراكز أبحاث، بمقاربة الشأن الاقتصادي في البلاد. وهي معنية به من خلال مؤسساتها التربوية والصحية والانتاجية. ولها نظرتها التي تتناقض بالكامل مع نظرة الوزير باسيل في "اقتصاد المقاومة". وتختم المصادر أن بكركي غير معنية إلا بما يصدر عنها. وما قاله الوزير باسيل يعبر عن وجهة نظره، التي تحترمها دوائر بكركي وإن كانت تختلف معها.

 

لبنان والعرب في سياسة ترامب: التناقض المتعمد تهويلاً وانسحاباً

منير الربيع/المدن/الجمعة 24/05/2019

تبدو السياسة الأميركية العامة للناظر إليها ببداهة أو سطحية، أنها عبارة عن مدار لا ينتهي من التخبط. بينما في العمق، هي ليست أكثر من توزيع للأدوار، وإظهار هذا التناقض أو التضارب في مساراتها. ويكاد لبنان يشكّل الساحة الأوضح لهذا التضارب. إذ تفرض الإدارة الأميركية عقوبات على حزب الله، وتصنّفه منظمة إرهابية وإجرامية عابرة للحدود، ولا تميز بين شقيه السياسي والعسكري. لكنها في المقابل، تحرص على التعاطي مع الحكومة اللبنانية وإستمرار العلاقات معها، على الرغم من كلام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، خلال زيارته إلى لبنان، أن حزب الله يسيطر على كل المفاصل في الدولة اللبنانية، إلى حدّ يصعب فيه التمييز بين الحزب والدولة!

الجيش والمصارف

تستمر الولايات المتحدة الاميركية بتقديم الدعم الهائل للجيش اللبناني، وتحرص على إبقاء العلاقات معه في مجال التسليح والتعاون العسكري والإستخباري والحدودي كذلك. بينما تخرج أصوات أخرى من داخل الإدارة الأميركية معتبرة أن الجيش ينسّق إلى حدّ بعيد مع حزب الله، ويتمتع الحزب بعلاقة قوية ومؤثرة في المؤسسة العسكرية. ويستعيد هؤلاء تجربة معارك جرود عرسال وجرود القلمون، ويعتبرون أن الحزب استند في معاركه هناك على كم هائل من التنسيق والمعلومات من الجيش اللبناني. والازدواجية نفسها تنطبق على آلية تطبيق العقوبات المفروضة أميركياً على حزب الله والمؤسسات التي لها علاقة مالية بالحزب، وصولاً إلى الزيارة الأخيرة التي أجراها وفد من جمعية المصارف إلى الولايات المتحدة، واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين في الخزانة الأميركية، لتأكيد المضي بتطبيق الإجراءات العقابية، بلا أي محاولات إلتفافية. وهذا ما يتزامن مع تهويل أميركي مستمر حول قرب صدور لائحة عقوبات جديدة ضد الحزب وضد سياسيين محسوبين عليه. لكن ذلك كله لا يؤدي إلى أي تغيير على المستوى السياسي.

ساحة الخليج

حالة الإنفصام الأميركي في التعامل مع لبنان، ليست فريدة. إنما السياسة الأميركية بكليتها تقوم على هذا النوع من الازدواجية. وكانت التطورات في الأسبوعين الأخيرين أبرز الدلائل على ذلك. إذ افتتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الحالي بقرار "تصفير" الصادرات النفطية الإيرانية، واستكمل تعزيز إجراءاته بإرسال حاملات الطائرات والقاذفات إلى بحر الخليج ومنطقة الشرق الأوسط. وتعمّدت الإدارة الأميركية الإيحاء بأن ترامب يستعد لشنّ هجوم على إيران. تسمرّ العالم لساعات يترقّب تداعيات خطوات الرئيس الاميركي، ليتم الإعلان فيما بعد أن إرسال هذه القوات العسكرية أدى إلى تحقيق الهدف، وهو منع إيران من تنفيذ عمليات عسكرية ضد أهداف أميركية. بينما كان مؤكداً أن طهران لن تلجأ إلى استهداف المصالح الأميركية المباشرة، لعلمها أن واشنطن ستسارع إلى الردّ، فاختارت إيران توجيه ضربات ضد حلفاء أميركا في الخليج العربي. وعلى ما يبدو، أن حلفاء طهران يستعدون لتنفيذ المزيد من العمليات، بشكل لا يستدعي أي تدخل أميركي مباشر، خصوصاً أن ترامب كان قد أعلن سابقاً بأن واشنطن لن تخوض الحروب نيابة عن حلفائها، وعليهم أن يدافعوا عن أنفسهم. كما أن المسؤولين الأميركيين في اليومين السابقين أكدوا بأن واشنطن لا تريد الدخول في معركة عسكرية طالما مصالحها المباشرة لم تتعرض لأي أذى.

الاستدارة إلى "الساحة" السورية

بالمقابل، لم يكن حدثاً منفصلاً إقدام 400 عضو من الكونغرس الأميركي على إرسال عريضة لترامب، تطالبه بالعمل على تغيير الوضع في سوريا. تزامنت العريضة مع مواقف للخارجية الأميركية المهددة بالردّ على النظام السوري، إذا ما ثبت استخدامه للأسلحة الكيماوية في التاسع عشر من أيار الحالي في إدلب. ما بين رسالة الكونغرس للاهتمام بالشأن السوري، وموقف الخارجية حول إمكانية توجيه ضربة للنظام على خلفية استخدام الكيماوي، يصبح المشهد مكتملاً. وتوزيع الأدوار أوضح. بسرعة، نقل الأميركيون أنظار العالم من الخليج وإيران إلى سوريا، والتي تمثل ساحة مفتوحة، بإمكان الجميع تصفية حساباتهم فيها، أو حتى تنفيس الإحتقانات الأخرى.

يوم وجه ترامب ضربة التوماهوك في العام 2017، على خلفية استخدام الأسد للسلاح الكيماوي في خان شيخون، ظن العرب أن الرئيس الجديد مختلف عن أوباما. لكن، بالعودة إلى تلك الضربة فهي لم تحقق شيئاً، ولم تغيّر مجريات الأوضاع على الأرض في سوريا. كانت ضربة استعراضية ليس أكثر، تماماً كما هو حال الاستعراض الأميركي في الخليج، بينما الهدف واضح وهو العودة إلى المفاوضات مع طهران.

القفز فوق كل الجبهات

يوحي موقف أعضاء الكونغرس والخارجية أن احتمال تنفيس الإحتقان الذي تنامى على ضفاف الخليج، سيتم في سوريا. ولعل أي ضربة قد توجه إلى مواقع سورية أو إيرانية من قبل الأميركيين أو الإسرائيليين، ستكون بوابة لفتح المفاوضات مع إيران، مقابل أن يُترك للسعودي والإماراتي الرد على ضربتي الفجيرة وأنبوب النفط في اليمن. لا تبدو هذه الآلية الأميركية في "تبريد" الأمور غريبة عن أداء ترامب بشكل عام، الذي بدأ عهده بزيارة إلى الخليج وإعلان قيام تحالف من أكثر من 70 دولة لمواجهة إيران. لكن بعدها سريعاً يعلن توجهه إلى شرق آسيا، وتحديداً نحو كوريا الشمالية. فدخل في حوار مع كيم جونغ أون. لم يصل الحوار إلى أي نتيجة. بعدها يعلن عن نيته الانسحاب من سوريا، من دون الثبات على قرار أو موقف، فغيّر قراره بضرورة البقاء في شرق الفرات. ومن إيران وكوريا وسوريا، انتقل ترامب إلى فنزويلا، ولم يستطع حتى الآن تحقيق أي من الأهداف التي وضعها، بالنسبة إلى الدول الحليفة طبعاً. أما داخلياً فهو يحقق الكثير. عاد ترامب وانتقل من فنزويلا إلى إيران. فتصاعد منسوب التوتر لفترة، وبدأ بالخفوت حالياً، لصالح تجديد الصراع التجاري مع الصين، وإعادة الحديث عن الملف السوري.

ملفات قديمة

وهنا أيضاً لا بد من العودة إلى طريقة التعامل الأميركية مع لبنان. فلم تبدأ المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية والبحرية جنوباً بشكل جدّي، إلا بعد حملات إسرائيلية مكثفة ضد حزب الله، والإدعاء بالإستعداد لشنّ حرب شاملة على الحزب، مروراً بالأنفاق التي أعلن الإسرائيليون اكتشافها. فذهبت كل هذه الدعائيات في الهواء، لصالح الاتفاق المبدئي على بدء المفاوضات. ولأن الأميركيين يحتاجون إلى عناوين أخرى تزيد من تشعّب الأمور، كما هو حال استحضار الملف السوري لإبعاد الأنظار عن إيران والخليج، كذلك يفعلون في لبنان وفي ملف ترسيم الحدود. فجأة، فتحوا ملفات قديمة جديدة، عبر رسائلهم للحكومة اللبنانية بضرورة ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا، والتأكيد على وجوب استلام الجيش اللبناني لكل تلك المعابر. والهدف من ذلك تقديم صورة أميركية ضاغطة على حزب الله، ربطاً بإعادة طرح مسألة سلاح الحزب على طاولة البحث، عبر "الاستراتيجية الدفاعية" والإلتزام بالقرارات الدولية خصوصاً 1701 و1559. لكن النتيجة ستكون واحدة ومشابهة لنتائج الملفات الأخرى. وغالباً ما تكون هذه النتيجة على عكس كل الطروحات التي يتقدم بها الأميركيون. فيلتهي العرب بتصعيد ترامب وخطبه، وهو يستمر في قفزه من ملف إلى آخر، ومن ساحة إلى أخرى، على حسابهم فقط.

 

باسيل ينسف موازنة خليل بسبب رياض سلامة

منير الربيع/المدن/الخميس 23/05/2019

نجح وزير الخارجية جبران باسيل في تنفيذ ما يريد. لم يبق وزير إلا وأكد منذ أسبوع بأن البحث في الموازنة انتهى، إلا باسيل الذي كان يرفض ذلك قائلاً: "لم نصل إلى النقاش الحامي بعد". كان واضحاً أن باسيل يخفي مفاجآت عديدة، بعضها تقني وبعضها الآخر سياسي، عبر إظهار دوره الفاعل في إنجاز الموازنة كما يريد. كان باسيل أول من اتخذ موقفاً حول ضرورة تخفيض الرواتب والأجور وفرض ضرائب، فدخل لبنان في إضرابات، وبعدها تنصّل باسيل من مسؤولية ذلك، ليبقى رئيس الحكومة سعد الحريري وحده في مواجهة الشارع واحتجاجاته.

القفز على الصلاحيات

لا يترك باسيل مناسبة، إلا وينتهزها ليؤكد للجميع بأن الأمر له وحده، وهذه ممارسات يستخدمها لتأكيد هذه الفكرة ليس لخصومه فقط، بل أيضاً في حسابات داخل التيار الوطني الحرّ، وفي صفوف المقربين من رئيس الجمهورية. وكما هو فاعل في موضوع الموازنة المالية، فهو أيضاً سعى إلى تكريس سابقة في تاريخ المؤسسات، عبر القول إن ما يتعلق بالتدبير رقم 3 أو مخصصات ورواتب العسكريين هي من صلاحية المجلس الأعلى للدفاع. وهذا يعني ضمناً القفز فوق سلطة مجلس الوزراء وصلاحياته، وستعني مستقبلاً أن كل ما يتعلق بالملفات الأمنية في البلد هي من صلاحيات المجلس الأعلى للدفاع، والقائد الأعلى للقوات المسلحة هو الذي يبت في هذا الأمر، أي رئيس الجمهورية. وهذا أيضاً قفز فوق صلاحيات الحكومة مجتمعة.

الثأر من رياض سلامة

أسباب كثيرة تدفع باسيل إلى تأخير إنجاز الموازنة، ولكن السبب الأساسي لها، حسب ما تؤكد مصادر متابعة، أن باسيل كان قد اتفق سابقاً مع الرئيس سعد الحريري على تخفيض الرواتب بنسبة 15 بالمئة، لكن رئيس الجمهورية لم يوافق على ذلك، فاعتبر الحريري أنه تعرّض للخذلان. وهنا كانت الدولة بحاجة إلى حوالى 11 ألف مليار بشكل سريع، لتسديد مستحقات الدين العام. وكان التيار الوطني الحرّ يشنّ هجوماً عنيفاً على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، إلا أن وزير المال علي حسن خليل وبالتوافق مع الحريري، ذهبا إلى اتفاق مع سلامة على توفير هذه الأموال اللازمة بفائدة واحد بالمئة فقط، لأن هذه الأموال ضرورية لإراحة المالية العامة بضعة أشهر، ريثما تكون الإجراءات التطبيقية للموازنة التقشفية قد بدأت. وهذا يعني أن معركة باسيل وتياره ضد سلامة، انتهت لصالح الأخير، باتفاق بينه وبين المصارف ووزير المال ورئيس الحكومة، ما دفع باسيل إلى الرد بهذه الطريقة عبر طرح موازنة بديلة.

عمل باسيل على إحراج الجميع، وحصرهم في الزاوية. وما كان يُتهم به بأنه يعمل على تأخير إنجاز الموازنة، وهذا التأخير غير مبرر، أصبح باسيل قادراً على وضعه في صالحه، باعتبار أن الاقتراحات التي يتقدم بها تؤدي إلى تخفيض العجز، ما يعني أن الموازنة التي يعتبر وزير المال أنها أصبحت منتهية، هي موازنة غير جدية. ولذلك لا يوافق عليها وزير الخارجية. هكذا، وضع باسيل خصومه في خانة واحدة، وهي أن الموازنة التي جرى إعدادها فيها ثغرات، والدليل أن اقتراحاته تؤمن المزيد من التقشف، وتسهم في تخفيض العجز. وهذا ما جاء على لسان وزير الإعلام جمال الجراح بعد جلسة الأربعاء، معتبرأ أنه تم تخفيض العجز من 7.62 إلى 7.5، وأشار الجراح إلى أن الحريري رفع الجلسة من دون أي خلافات، وأعطى مهلة 48 ساعة لاستكمال البحث عن إجراءات أخرى.

صورة المنقذ!

بمجرد أن يعلن وزير الإعلام تحقيق المزيد من التقدم حول تخفيض العجز أكثر فأكثر، فهذا يعني أن لدى باسيل التبريرات اللازمة للإستمرار في تقديم مقترحاته. وبذلك، تتحول كل الجلسات السابقة لطرح باسيل لمشروعه بوصفها كانت جلسات مضيعة للوقت. ويظهر باسيل نفسه منقذ الجمهورية وماليتها. وبالنظر إلى الاقتراحات التي يتقدم بها باسيل، فهو لم يقرب بأي شكل من الأشكال من الرواتب والأجور حتى الآن. وهذا يعني أنه حين رمى حجراً في المياه الراكدة، معلناً عن إجراءات صعبة وقاسية تنتظر الموظفين واللبنانيين لإقرار موازنة جدية وجيدة، كان يهدف إلى إصابة هدف آخر، وهو أن يتقدم بهذه الاقتراحات التي لا تطال الرواتب والأجور والتعويضات، وبذلك أيضاً سيقدّم نفسه حريصاً على حقوق المواطنين والموظفين، ولجأ إلى سد مسارب هدر وفساد وإقفال مؤسسات لا عمل لها. صحيح أنه حتى الآن لم يتم الوصول إلى تخفيض الرواتب والأجور، لكن بعض البنود في الموازنة، كرفع الضريبة بنسبة 2 بالمئة على المواد المستهلكة، فهي تمثّل خفضاً غير مباشر للأجور، لأن لبنان بطبيعته مجتمع مستهلك غير منتج، ما يعني أن الضريبة التي فرضت ستطال أغلب احتياجات اللبنانيين، ولكن الفارق بأن الضريبة أطلق عليها اسم "ضريبة على المواد الكمالية المصنعة في الخارج"، وفي معناها الحقيقي أنها رفع للضريبة على القيمة المضافة (tva).

توافقية الحريري 

أيضاً، يرمي باسيل إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال طروحاته، فهو يعتبر أنه لا بأس بتأخير الموازنة، طالما أن النتيجة ستكون جيدة جداً على الخزينة اللبنانية، وبإمكان لبنان أن ينتظر أياماً لإنجاز هكذا موازنة نوعية، وبالتالي ليس هناك من ضرورة للإستعجال، وإلى جانب تقديم نفسه بصورة منقذ المالية ورواتب الموظفين والعسكريين، فهو أيضاً بطريقة أو بأخرى، يعمل على طمأنة المصارف من خلال الطروحات التي يتقدم بها، عبر عدم ذهابه باتجاه فرض ضرائب على فوائد الودائع المصرفية، وبذلك يكون قد كسب الطرفين معاً، وطالما أن الأمر يرضي المصارف، فهذا يعني أنه يرضي أيضاً رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يحرص على عدم إغضاب باسيل أو معارضته، وعدم إغضاب الآخرين أيضاً، ولذلك دعا إلى عقد اجتماع وزاري مصغر قبل الجلسة، للبحث في التوفيق بين وجهة نظر باسيل ووجهة نظر وزير المال، لكن باسيل بقي مصراً على موقفه، فيما خليل اعتبر أن الموازنة انتهت. محاولة الحريري لجم التوتر لم تنجح، إذ انعكس التوتر طوال مجريات الجلسة، بين معظم الوزراء من جهة، وباسيل من جهة أخرى. لكن بلا شك، رئيس التيار الوطني الحر هو الذي يتحكم بالكلمة الفصل على طاولة مجلس الوزراء. فقبل أيام، كان قد تعمّد تسريب خبر استعداد وزرائه لتقديم استقالاتهم، إذا لم تكن هناك جدية في مناقشة الموازنة. وباسيل الذي "يمتلك" 11 وزيراً في الحكومة، قادر على فرطها أو على عرقلة عقد أي جلسة من جلساتها، ما يضع الجميع في خانة الرضوخ له، ويجعل من الحريري أسيره الدائم طالما هذه الحكومة موجودة. ولباسيل أيضاً هدف بعيد المدى من تشدده حيال الموازنة، وهو على الأرجح سيتشدد في موازنة هذا العام والعام المقبل، لتوفير أكبر قدر من التقشف وتخفيض العجز، خصوصاً أن هاتين الموازنتين بعيدتين عن موعد الانتخابات. وبالتالي، لا حاجة شعبوية أو انتخابية للإسراف المالي في الوزارات، فالتشدد حالياً سيوفّر قدرة على التساهل بعد سنتين، أي في السنة التي تسبق الانتخابات النيابية، والتي ستكون الوزارات فيها بحاجة إلى رصد مالي مرتفع لإسداء الخدمات الانتخابية.

 

عن حق المرأة اللبنانية بمنح الجنسية: كلودين تنافس باسيل

وليد حسين/المدن/الجمعة 24/05/2019

لحسن حظ السيّدة نادرة دعبول أنّها اقترنت برجل يحمل الجنسيّة الأميركيّة، منذ قرابة الثلاثة والثلاثين عاماً، فحاز ولداها على نحو تلقائي على جنسية زوجها، التي يحلم بها أكبر المسؤولين في الدولة، ومعظم اللبنانيين، بمن فيهم معظم أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وعلى رأسهم السيّدة كلودين عون ربما. فالاقتراح الذي رفعته الهيئة قبل يومين إلى رئيس مجلس الوزراء، بهدف حصول أولاد المرأة اللبنانية على الجنسية اللبنانية، "ظالم بحق المرأة اللبنانية ويكرّس الإجحاف بحقّها وكأنّها مواطنة من الدرجة الثانية"، كما وصفته دعبول في حديثها إلى"المدن". ففي حالة دعبول ستظلم النساء مرتين، أولاً، لأنها  لن تتمكّن من منح زوجها الجنسية، كون اقتراح الهيئة استثنى الأزواج. وثانياً، لأنها لن تتمكّن من منح ولديها الجنسية لكون الاقتراح استثنى البالغين! فأولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي، الذين بلغوا الثمانية عشرة عاماً قبل نفاذ القانون لا يستحقون الجنسية، بل يمنحون "بطاقة خضراء". هي بمثابة بطاقة لجوء في انتظار الحصول على جنسية لن تأتي. هذا فضلاً عن كون الاقتراح سيؤدي إلى تكريس حالة لجوء عجيبة داخل البيت الواحد، حيث الأطفال لبنانيون والبالغون لاجئون.

اقتراح الهيئة

ينطلق اقتراح الهيئة الذي حصلت "المدن" على نسخته النهائية، من "موجبات قانونية" استُند فيها إلى "مقدمة الدستور التي تكرّس في الفقرة "ج" مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل؛ ومن نصّ المادة 7 من الدستور التي تنصّ على أنّ كلّ اللبنانيين "سواء لدى القانون، وهم يتمتّعون بالسواء بالحقوق المدنيّة والسياسيّة، ويتحمّلون الفرائض والواجبات العامة دون ما فرق بينهم". لكن وفي تناقض تام مع هذه الموجبات لم يلحظ حق المرأة بمنح الجنسية للزوج الأجنبي، بل خصّص للأولاد وحسب، مكرّساً حالة تمييز عجيبة بينهم. وبموجبه يحصل أولاد الأم اللبنانية المقترنة بأجنبي والقاصرون حصراً، على الجنسية اللبنانية تلقائياً. "أما البالغون منهم، فلهم الحق بالحصول على البطاقة الخضراء التي تولي حاملها الحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية كافة التي يتمتّع بها اللبنانيون، باستثناء الحقوق السياسية وحق تولي الوظائف العامة على اختلافها، وحق تملّك الحقوق العينيّة العقاريّة، إلاّ من خلال قانون اكتساب غير اللبنانيين الحقوق العينيّة العقاريّة في لبنان". فكيف لهذا الاقتراح الذي ينطلق من تلك الموجبات القانونية أن يكرّس التمييز بين المرأة والرجل، وبين أولاد الأم اللبنانية الذين يعيشون تحت سقف واحد أن يبصر النور؟!

لا تعليق

لا ترغب "الهيئة" بالرد على أسئلة الصحافيين عن تفاصيل الاقتراح، وذلك بذريعة عقد مؤتمر صحافي لهذه الغاية الأسبوع المقبل، كما قالت المسؤولة الإعلامية ميشلين مسعد لـ"المدن". وإذ تمنّت على "المدن" عدم التطرّق إلى الموضوع قبل المؤتمر الصحافي، لفتت إلى أنّ الاقتراح يحمل الكثير من الإيجابيات، التي يجب أن تناقش مع جميع الصحافيين والمعنيّين في اللقاء، من دون الحصول على ايضاحات حول هذه الإيجابيات. لم نتمكّن من الحصول على أي استفسار يبدّد مخاوف وهواجس الجمعيات الناشطة في المجتمع المدني في مجال حقوق المرأة وتحديداً بالجنسية.

أسوأ اقتراح

وفق منسقة حملة "جنسيتي" كريمة شبّو، هذا الاقتراح هو أحد أسوأ الاقتراحات المقدّمة في لبنان إلى الساعة، لا سيّما أنه صادر عن هيئة تعنى بشؤون المرأة. فعندما تتقدم أي جهة لتعديل قانون ما بسبب وجود لا مساواة وتمييز، يفترض بالاقتراح أن يلغي اللامساواة، وليس تكريسها، كما هي الحال في اقتراح "الهيئة". وتابعت، كان المطلوب من الأخيرة تقديم اقتراح قانون واضح، يسري علي جميع المواطنين والمواطنات، لا التمييز بينهما. وكان يفترض أن يكون اقتراح الهيئة التي تدّعي رعاية شؤون المرأة أفضل ممّا هو مطروح حالياً، أو أقلّه يوازيه، لا أن ينتهك حقوق النساء ويعيدهم إلى الوراء. بالتالي، من المستغرب إقدام "الهيئة" على هذه الخطوة، خصوصاً أن النائب هادي أبو الحسن والنائبة رولا الطبش تقدم كل منهما باقتراح قانون في هذا الخصوص إلى مجلس النواب منذ أسابيع قليلة، يقوم كل منهما على مبدأ المساواة التامة والكاملة، وقد أخذا باقتراحات المجتمع المدني، بينما ضربت "الهيئة" عرض الحائط كل الاستشارات التي قامت بها مع المجتمع المدني، من دون الأخذ برأيهم، كما شدّدت شبّو.

للتمييز عنوان

لا يفوّت التيار الوطني الحرّ، أو العونيون فرصة إلّا ويعيدوا تكريس التمييز أو العنصريّة بحق المرأة اللبنانية المتزوّجة من أجنبي. فبعد اقتراح الوزير جبران باسيل منح الجنسية لزوج وأولاد المرأة اللبنانية من أجنبي، باستثناء المتزوّجات من سوريّين وفلسطينيّين، ها هي رئيسة "الهيئة" عون تتقدّم باقتراح قانون حصول أولاد المرأة اللبنانية على الجنسية اللبنانية قائم على التمييز بين المرأة والرجل وبين الأولاد. وإذا كانت خطوة عون، تعتبر "ثورية" قياساً باقتراحات صهرها الوزير جبران باسيل، لأنّها لم تميّز بين المتزوجات من الفلسطينيين والسوريين، كما فعل هو، غير أنّ الأكيد أنّ اقتراح "الهيئة" يفترض أن يوضع في مكان واحد، ليس في مجلس النواب ولا مجلس الوزراء، حتماً.

 

هل سيستفيد لبنان من آخر مهمّات ساترفيلد؟

اسعد بشارة/الجمهورية/الخميس 23 أيار 2019

تمضي الوساطة الأميركية لترسيم الحدود البحرية في مسعاها الأخير قبل حصول تغيير في الإدارة، ويواصل مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد مهمّته التي يأمل في أن ينجزها قبل انتهاء عمله كمساعد لوزير الخارجية الأميركي وحلول ديفيد شنكر مكانه.

يستفيد لبنان من مهمّة ساترفيلد الذي يُعتبر أحد أهمّ السفراء الخبراء في شؤونه والمنطقة، كذلك يستفيد من سعي تكنوقراط الإدارة الأميركية لإنجاز ملف ترسيم الحدود، في وقت لا يحظى هذا الملف بالأولوية في سلّم الاهتمامات الأميركية، التي تبدأ من إيران ولا تنتهي بـ»صفقة القرن»، وكلّها ملفات تتخطّى ترسيم الحدود البحرية، كما أنّها ليست حصراً من مهمّات وزارة الخارجية.

وتوجز أوساط ديبلوماسية الموقف الأميركي من الترسيم ومن التعاطي مع ملف لبنان بالآتي:

ـ أولاً، إنّ ما هو معروض على لبنان في مبادرة الترسيم، ينطلق في الأساس من اعترافه بالخط الأزرق، حيث وافق على ترسيم الخرائط وتحديدها على رغم بقاء بعض النقاط العالقة. وهذا الترسيم للخط الأزرق البرّي، يستتبع حسب القوانين الدولية ترسيم الخط البحري، بحيث يتمّ البدء بعدها بالتنقيب عن النفط، مع ترتيب وضع خاص للمنطقة المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل.

ـ ثانياً، إنّ مبادرة ساترفيلد هي فرصة للبنان، فعلى الرغم من أنّها تحصل على هامش أحداث كبيرة في الخليج، وعلى هامش الاستعداد الأميركي لإعلان «صفقة القرن»، وهي لا تحتل الأولوية أميركياً، إلّا أنّها يمكن أن تؤدّي الى ترسيم نهائي للحدود البحرية، ما يؤدّي الى إدخال لبنان في عملية التعاون اللوجستي لإنتاج النفط وتصديره، ومن دونها سيكون لبنان عملياً خارج هذا التعاون، أي لن يتمكّن من إنتاج الغاز وتصديره بالسهولة المطلوبة.

ـ ثالثاً، إنّ عودة لبنان الى القبول بالمبادرة الأميركية لترسيم الحدود، يعني خرق «الفيتو» الذي وضعه «حزب الله» على هذا الترسيم، فهذه المفاوضات هي عملياً تفاوضٌ غير مباشر بين لبنان وإسرائيل، كما أنّها تُشكّل إذا نجحت مقدّمة لفتح باب الاستثمار الآمن في المناطق التي سيتمّ ترسيمها، فالملفّ بيد رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي يتحرّك بالتنسيق مع «حزب الله».

ـ رابعاً، إنّ التركيز الأميركي على محاصرة إيران وأذرعها في المنطقة يُترجَم في الملفّ اللبناني بتطبيق عقوبات على «حزب الله» لتجفيف مصادره المالية، سواء التي تصله من إيران أو تلك التي يُتّهم بجنيها من مصادر غير مشروعة. ففي الموضوع الإيراني سيستمرّ ردع إيران حتى الوصول الى نتيجتَين تحقّقان هدفاً واحداً: إمّا توجيه ضربة عسكرية إذا ما فتحت إيران الحرب، أو الجلوس على طاولة مفاوضات بشروط وضعتها واشنطن. وفي الطريق الى تحقيق هذا الهدف لن تردّ الولايات المتحدة على أيّ تحرّش إيراني محدود كالذي استهدف السفن الإماراتية، بل ستذهب فور استكمال التحقيق وتحديد المسؤولية الى مجلس الأمن الدولي، لحشد أكبر تأييد دولي في مواجهة إيران. أما الحزب، فإنّ مسؤولية الدولة اللبنانية أن تنأى بنفسها عنه، لكي لا يوضع لبنان في مركب واحد مع الحزب.

يترقّب الجميع عودة ساترفيلد، وبدء مفاوضات الترسيم، بما بات يُشبه الفرصة الأخيرة للانتهاء من ملف الحدود البحرية، ففي حال نجحت المبادرة يكون لبنان قد نجح في إقفال ملفّ، سوف يؤهّله للعبور الى عصر استخراج الغاز، في مرحلة تعيش المنطقة أشدّ مستويات التوتّر. وفي كلّ الحالات فإنّ القرار اللبناني بالمضيّ في مفاوضات الترسيم، يناقض القلق الناتج عن إمكان قيام «حزب الله» بأيّ تحرّك داعم لإيران في حال حصلت مواجهة عسكرية في الخليج، وهو ما كان ساترفيلد قد أبلغه الى المسؤولين اللبنانيين على شكل تحذير.

 

مؤتمر المنامة وحصص لبنان والشتات الفلسطيني واليهودي

جورج شاهين/جريدة الجمهورية/الخميس 23 أيار 2019

قبل أن يكشف الأميركيون ماهية «صفقة القرن» تحضيراً لإطلاقها المتوقع بعد رمضان، دعت واشنطن الى مؤتمر في المنامة تحت عنوان «الرخاء من أجل السلام» نهاية حزيران المقبل. وبعد الكشف عن بعض الملفات المطروحة للنقاش في هذا المؤتمر، طُرِح السؤال عن حصة لبنان منه، وكذلك حصة اللاجئين الفلسطينيين واليهود في الشتات. لم تُحدِث الدعوة الى مؤتمر المنامة ما بين 25 و26 حزيران المقبل الأصداء نفسها في كثير من الدوائر السياسية والديبلوماسية، بعد أن تفاجأ البعض بهذا المؤتمر والملفات المدرجة على جدول أعماله ربطاً بمشروع «صفقة القرن».

ففي التوقيت أولاً، رأى العارفون بما يجري تحضيره للصفقة أنّ واشنطن اختارت موعداً ملتبساً للمؤتمر. إذ إنّ هناك من يعتقد أن ليس مضموناً بعد، الكشف عن هذه الصفقة بعد نهاية رمضان المرجحة بين 5 و6 حزيران، وقبل موعد المؤتمر في 25 منه، مقابل من يعتقد العكس. وسواء أطلقت عناوين الصفقة ضمن هذه المهلة أم لا، فإن الجميع أمام موعد محدد للمؤتمر ليس سهلاً تعديله، ولن تنتصر أيّ نظرية على أخرى، الى أن يحسم صهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر المكلّف هذه الخطة قراره بالكشف عن عناوينها وأهدافها القصيرة والبعيدة المدى أو العكس.

فكل ما هو معروف حتى الآن‘ أنّ كوشنر ما زال يعمل على هذه «الصفقة التاريخية» في الكواليس، وفريقه مغمور يضمّ مجموعة من ديبلوماسيي وزارة الخارجية، وخبراء من وزارة التجارة، ومسؤولي المخابرات وجهاز الأمن القومي، إضافة الى مديري بعض مؤسسات الدراسات الإستراتيجية التي تعنى بشؤون الشرق الأوسط وما يسمّى بملف النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي تحديداً.

أمّا في الشكل والمضمون، فقد بات واضحاً من عنوان المؤتمر «الرخاء من أجل السلام» أنّه سيكون مؤتمراً لـ»المصالحة التاريخية» أو بداية الطريق اليها، كما يراها الأميركيون بين اسرائيل والفلسطينيين من جهة، وبين إسرائيل وبعض الدول العربية والخليجية من جهة أخرى، التي خطى بعضها خطوات متقدمة نحو بناء علاقات علنية معها بأشكالها المختلفة التجارية والرياضية والسياسية.

أما في المضمون فإن الدعوة الى «عملية سلام ورخاء اقتصادي» فرضت العودة الى مؤتمرات ودراسات بحثت في هذه العناوين منذ سنوات خلت، فما بين العامين 2000 و2005 عُقدت سلسلة منها في واشنطن وعواصم أخرى تحت عناوين شتى اقتربت من العنوان المختار للمؤتمر. وتمّ ربط بعض نتائجها بالتعهدات التي صيغت في «اتفاق أوسلو» عام 1993، الذي وُقِّع ثمرة لأعمال «مؤتمر مدريد» للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل. وما لا يُنسى، أنّ اتفاقات أوسلو هي التي حكمت ولادة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وعودة الرئيس الفلسطيني المؤسس الراحل ياسر عرفات الى رام الله. وهذه الاتفاقات قضت أن يكون لها تتمة في المجالات الإنمائية والاقتصادية ولكنها لم تكتمل، ومن بينها ما وضع من دراسات لتنفيذ عدد من المشاريع الاستثمارية الدولية الكبرى التي تنعش الاقتصاد وتعزّز قدرات الشعب الفلسطيني، من دون المسّ بمقومات اقتصاد إسرائيل، وليس على حساب أيّ من مصالحها الحيوية والقومية وحدودها الجغرافية، مع الأخذ في الاعتبار «المخاوف الديموغرافية» التي عبّرت عنها إسرائيل، وتلك المتصلة بـ «المندرجات الجيوسياسية» وحدود الدولتين.

ثمّة من يعتقد أنّ كل هذه العناصر ستبقى حاضرة للنقاش في المؤتمر، إذا أحيا الأميركيون موافقتهم على حلّ الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية بالصيغة الجديدة التي تتحدث عنها «صفقة القرن». فبعض ما تسرّب من مقومات الدولة الفلسطينية يتحدّث عن دولة خارج ما يسمّى حدود أراضي الـ 67، التي تتمسّك بها اسرائيل وتسعى الى إنهاء وضعها الملتبس، واعتبارها أراضي «اسرائيلية خالصة» تخضع لسيادتها الكاملة، ومنع حصول العرب من سكانها على أيّ هوية منفصلة عن الهوية الإسرائيلية. وكان ذلك قبل أن تضيف اليها اسرائيل ما ضمّته من أراضي القدس الشرقية، ونقل العاصمة السياسية من تل أبيب اليها. عدا عن مصادرة أراضي من قلب الضفة الغربية بقوة الاستيطان، من دون الاعتراف الأميركي الذي نالته أخيراً بسيادتها على الجولان السوري المحتل.

وفي مقابل ما ستتضمنه الصفقة من معطيات لمصلحة الدولة اليهودية ومطالبها غير القابلة للنقاش، فإن صحّت بعض السيناريوهات المتداولة، فإن من الواجب التنبه الى جوانب أخرى منها. ففيها ما يدعو الى كثير من اليقظة، قياساً على المخاطر المحتملة على لبنان والمنطقة، ومنها المخاوف الناجمة عن إمكان إيقاظ خطط سابقة تتناول الربط بين عودة البعض من اللاجئين الفلسطينيين، تطبيقًا للقرار 194 الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة، في مقابل استعادة «المواطنين اليهود» الذين لجأوا الى فلسطين المحتلة تعويضات مقابل ما تنازلوا عنه من ممتلكات صودرت، أو تخلَّوا عنها منذ سنوات في الدول التي غادروها. فقد كانوا من سكان دول عدّة عربية وأفريقية سبق لهم أن غادروها بعمليات سرّية منظمة الى «أرض الميعاد» أو تلك التي جرت طوعياً عبر «دولة ثالثة».

وتقول مراجع عليمة، إنّ بيت القصيد يكمن في ما يمكن أن يؤدّي اليه مؤتمر «المنامة». فإن صحّت المعادلة بالربط بين حقّ الفلسطينيين بالعودة وضمان حقوق اليهود باسترجاع قيمة ممتلكاتهم، هناك حديث عن إمكانية إعادة عشرات الألوف من الفلسطينيين الى الدولة الجديدة متى نشأت، وأنّ الأولوية تكون لمن يعيشون في المخيمات على الأراضي اللبنانية. والى أن تتضح كل هذه المحطات المتوقعة، وما يمكن تنفيذه منها او عدمه، يؤكّد العارفون ببعض هذه الدراسات، والذين يواكبون التحضيرات للمؤتمر أنّ على لبنان أن يواكب ما هو مرتقب من خطوات بكثير من الحذر والقلق، لفهم واستيعاب ما يجري تحضيره له وللمنطقة من الجوانب التي يمكن تصنيفها بين الإيجابي والسلبي. والى حينه سيبقى هناك سؤال وجيه مطروح بقوة ومن دون أيّ جواب، وهو: ما هي حصة لبنان وفلسطينيي ويهود الشتات من مؤتمر المنامة؟

 

"القوات": شكراً جبران باسيل!

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/الخميس 23 أيار 2019

تنظر «القوات اللبنانية» بقلق الى ما يحصل في الخارج، لأنّ النموذج المقدّم، من اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة أبدية لاسرائيل، الى اعترافها بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل، ينطوي على مؤشرات غير مطمئنة الى مستقبل الوضع في لبنان والمنطقة.

كذلك تنظر «القوات» بحذر الى النزاع الجديد والكبير الدائر بين واشنطن وطهران، ومردّ حذرها هذا، هو الخوف من توريط لبنان في هذا النزاع، الامر الذي يستدعي في رأيها، الالتزام الصارم بسياسة «النأي بالنفس» والتصرّف بوحي المقولة الشهيرة: «عند تغيير الدول إحفظ رأسك».

ترى «القوات»، حسب مصادرها، أنّ لبنان يمرّ في مرحلة حسّاسة جداً، تستدعي إبعاده عن نزاع المحاور والتزام سياسة داخلية تقودها الدولة اللبنانية، أي الحكومة التي تمثل جميع القوى السياسية، بما يمكّن لبنان من عبور هذه المرحلة الساخنة. إذ لا يمكنه، بسبب وضعه المالي الدقيق، أن يتحمّل اي انخراط في نزاعات أكبر من امكاناته وقدراته. كذلك لا يتحمّل عودة الانقسام العمودي على خلفية نزاعات كبرى «لا ناقة له فيها ولا جمل». وبالتالي المطلوب تركيز كل الجهود من اجل إنقاذه اقتصادياً ومالياً، لأنّ الوضع الذي وصل اليه على هذا المستوى هو وضع غير مسبوق منذ زمن طويل.

ولذلك، تقول المصادر «القواتية»، إنّ «أي انخراط في نزاعات كبرى وفي انقسامات عمودية سيؤدي الى سقوط البلد في الهاوية. ويُخطئ من يعتبر انّ الوضع الحالي هو كالذي كان سائداً في مراحل سابقة، فهو لا يتحمّل أي مجازفات ويُفترض حصر الاهتمام بإنقاذ لبنان اقتصادياً ومالياً». وتعتبر، «انّ التزام سياسة «النأي بالنفس» يشكّل مصلحة لجميع اللبنانيين من اجل اجتياز العاصفة الدولية ـ الاقليمية». وفي هذا الوقت، تضيف المصادر ايّاها، «تثمّن «القوات» الجهود التي بذلها وزير المال علي حسن خليل وفريق عمله في إعداد الموازنة، ولكن موقفها النهائي من هذه الموازنة، التي كان لها في صددها مداخلات واسعة، بل مساهمات في محاور نقاط عدة فيها، ستؤجّله في انتظار صدورها في صيغتها النهائية، لأنّها تعوّل كثيراً على العناوين الكبرى التي يجب على الحكومة مقاربتها، وفي طليعتها إقفال المعابر غير الشرعية، حيث لا يجوز ان يكون هنالك نحو 150 معبراً غير شرعي، وعلى الحكومة أن تتعهّد بإقفالها وان تتعهّد ايضاً بضبط الوضع الجمركي والتهرّب الضريبي واتخاذ خطوات جريئة من قبيل إشراك القطاع الخاص في قطاعي الاتصالات والمرفأ، بغية توفير الموارد اللازمة وترشيد الإدارة.

ففي هذه المرحلة الصعبة اقتصادياً يجب الابتعاد عن جيوب الناس الذين يعانون أساساً من الأزمة الاقتصادية ومقاربة العناوين الكبرى بديلاً الزامياً لوضع حدّ للفلتان والتسيّب والفساد وتحقيق قيامة الدولة الفعلية». وفي اعتقاد «القوات»، انّ «هذا الواقع الاقتصادي الضاغط قد يشكّل فرصة لمصلحة لبنان اذا عرفت الحكومة كيف توظّفها لمعالجة قضايا مزمنة لم تُقَارب يوماً، وبالتالي يمكن تحويل هذا الواقع السلبي واقعاً ايجابياً إذا أحسنت الحكومة إدارة الدولة في الشكل المطلوب». وفي هذا السياق، تستغرب «القوات اللبنانية» ان يتقدّم الوزير جبران باسيل بمجموعة اقتراحات وافكار مالية واقتصادية في الجلسة الثانية عشرة من جلسات مجلس الوزراء التي خُصِّصت للموازنة، بدلاً من تقديمها في الجلسة الاولى أو الثانية على الأقل، خصوصاً أنّ الجميع كانوا يستعدون ومنذ أسابيع للشروع في درس الموازنة، وبالتالي كان لديهم متسع من الوقت لتقديم مثل هذه الأفكار والمقترحات. فالعمل الجدّي يستدعي من كل طرف ان يقدّم أفكاره ومقترحاته، وخطوة باسيل كان يمكن لها ان تكون موضع ترحيب لو أنّه طرحها في الجلستين الاولى والثانية من جلسات الموازنة في السراي الحكومي، لأنّ معظم الافكار التي تقدّم بها كانت قد نوقشت أساساً، وبالتالي، فإنّ خطوته أدّت الى تأخير إضافي في إقرار الموازنة.

و»طالما انّ الشيء بالشيء يُذكر، تقول مصادر «القوات» إنّ «باسيل كان يشن الحملات على «القوات» بحجة تدخّلها في ملف الكهرباء، هذا الملف الذي ارهق المديونية العامة ويعتريه الفشل منذ عقود، وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة. فلماذا يلوم «القوات» على تدخّلها في هذا الملف ولا يلوم نفسه على تدخّله في ملف الموازنة والمالية العامة، اذا كان منطقه يقول إنّ «على كل وزير أن يهتم بوزارته»، وبالتالي، فإنّ باسيل أسقط بنفسه منطقه، لأنّ الحكومة مجتمعة مسؤولة عن مقاربة كل الملفات والقضايا، وما على الوزارات المعنية إلاّ تنفيذ السياسة الحكومية وترجمتها، وخلاف هذا تصبح كل وزارة حكومة بعينها وبالتالي، شكراً للوزير باسيل الذي أعطى «القوات» حقّها وأظهر نفسه أنّه على غير حق». على انّ «القوات»، وحسب مصادرها، تأسف «لأنّها في كل مرة تعالج موقفاً سياسياً بموقف مقابل، يشنّ باسيل حملة شعواء عليها من دون التركيز على الملف المُختَلف حوله بين «القوات» و»التيار الوطني الحر»، وذلك اعتقاداً منه أنّه من خلال هذه الحملة يتمكن من «شد العصب» وتحقيق شعبية. ولكن ما يجهله هو انّ الناس في حال قرف، والعودة 40 عاماً الى الوراء هي آخر همومهم، وإن جلّ ما يريدونه هو من يعالج حاضرهم ويوفّر الأمان لمستقبلهم ومستقبل أولادهم في هذا البلد. ويُخطئ باسيل إذا اعتقد انّ الطريقة التي يعتمدها ستثني «القوات» عن انتقاد ما يجب انتقاده والتنويه بما يجب التنويه به.

وهي لم تتأخّر في الاشادة بأداء وزيرة الطاقة ندى البستاني وأداء وزير البيئة فادي جريصاتي، كذلك لم يتأخّر الدكتور سمير جعجع عن المشاركة في الإفطار الرئاسي، في رسالة تؤكّد دعم دور رئيس الجمهورية والتمسّك بالتسوية السياسية، وبالتالي فإنّ «القوات» تحصر انتقاداتها في ملفات ومواقف محدّدة على غرار ملف الكهرباء في الحكومة السابقة، ومواقف الوزير الياس بوصعب المتناقضة بين دعمه لحصرية السلاح بالجيش وبين ترحيله هذه الحصرية حتى انتفاء التهديدات الاسرائيلية، هذه التهديدات التي نشأت مع نشوء الكيان الاسرائيلي ولا أحد يعلم الى متى ستبقى، وبالتالي كأن بوصعب يقول انّ حصرية السلاح ستبقى مؤجّلة حتى إشعار آخر». وتضيف مصادر «القوات»، انّها «في كل مرة تثير نقطة محددة تبدأ ردود «التيار الحر» عليها بنبش القبور. وهذه السياسة، في حال أراد ا»لتيار» الاستمرار فيها كفيلة بإنهاء ما تبقّى من شعبية له، لأنّ الناس ملّوا من الانقسامات والسجالات التي لا طائل منها، ويريدون من يوفّر لهم مستلزماتهم الحياتية الضرورية، ويستطيع ان يحدثهم عن لبنان 2030 وليس لبنان عام 1980». ولكن «القوات»، وفق مصادرها تؤكّد «تمسّكها بالمصالحة مع «التيار» والتعاون بالقطعة مع جميع القوى السياسية، وذلك تحت سقف المؤسسات الدستورية، وهي لا تخجل من التأكيد انّ صحة التمثيل السياسي ما كانت لتتحقق لولا التعاون بينها وبين «التيار» ولولا وجود الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا».

 

عن موازنة في بلد منهوب مسلوب القرار

حنا صالح/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75128/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%87%D9%88%D8%A8-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

منذ أسابيع تناقش الحكومة اللبنانية مشروع موازنة عام 2019 الذي انصرم ثلثه، ويعلن كبار المسؤولين أن محور البحث يهدف إلى تلبية الشروط الإصلاحية التي تم التعهد بها أمام مؤتمر «سيدر» والمؤسسات المالية الدولية. وبيّنت المناقشات، رغم محاولات البعض إسباغ الجدية على مواقفهم، أن كل المطروح هو موازنة محاصصة لا تحمل حلولاً ولا تفتح أي أفق، بل تعبّر عن إفلاس سياسي وغياب للرؤية، والأهم انعدام المسؤولية.

يقول وزير المال إن البلد ينفق 26 ألف مليار ليرة والواردات 16 ألف مليار، وإن العجز الذي سيفاقم المديونية هو 10 آلاف مليار ليرة. الأرقام بهذا الشكل تعني أن الوضع كارثي مخيف ما يدبُّ الذعر بين الناس من أن الانهيار يقرع الأبواب والإفلاس هو المصير المحتوم. طبعاً الوضع صعب والديْن العام تجاوز الـ100 مليار دولار، لكن وراء اجتزاء الطرح رغبات بإملاءات تعكس عقلية تحالف المحاصصة الطائفية الحاكم الذي يريد شراء الوقت ليس لتحمل المسؤولية عن نتائج سياساته بقدر ما يريد فرض المقايضة التالية: على القطاع المصرفي أن يتحمل جزءاً من المسؤولية (رفع الضريبة على أرباح الودائع من 7 إلى 10 في المائة) ويقابله مزيد من الضرائب على القطاع العام وسطو على مخصصات التقاعد لتحميل الفئات الأضعف الجزء الأكبر من تبعات هذه السياسات الخطيرة، وإلاّ...لا رواتب وانهيار وإفلاس إلى آخر المعزوفة!

أبرز التحالف الحاكم حرصه على عدم مس السياسات المرسومة لمصلحة الأقوياء والأثرياء، ورفض أي إشارة إلى مكامن النهب المعلن وسرقة أموال البلد المسلوب القرار والمستتبع لمحور الممانعة، وقرر بوعي تحميل الفئات الفقيرة والمتوسطة كلفة العجز والهدر الناجمين عن السطو المعلن على المال العام، ولو أدى ذلك إلى دفع لبنان إلى الهاوية. يرتكز هذا التحالف على بندقية «حزب الله» ودويلته، ويضم مجموعة أمراء الحرب والمال والمجموعة المصرفية الكبرى. ولمن لا يعرف، فإن هذه المجموعة ولا سيما فئة «ألفا» التي تضم 12 مصرفاً رئيسياً بلغت أرباحها الصافية في عام 2018 أكثر من 2200 مليون دولار بعدما كانت 1120 مليون في عام 2011، والمفارقة أن تضخم أرباح هذه الجهة التي تستأثر بأكثر من 90 في المائة من الودائع التي تفوق 180 مليار دولار، تجاوزت الـ7 في المائة سنوياً رغم سنوات القحط والعجز وتراجع النمو إلى ما دون الصفر على ما تشير إليه الأرقام الرسمية!

سجّل الناتج العام نحو 55 مليار دولار في عام 2018، ومن هذا الرقم ينطلق المسؤولون ليعلنوا أن ليس باليد أفضل مما كان، وبقصد ذر الرماد في العيون يتحدثون عن الأملاك البحرية، والتهرب الجمركي ويتخذ مجلس الوزراء قراراً إعلامياً بإقفال المعابر غير الشرعية، ويتردد أن عددها 146 معبراً تُستخدم للتهريب، ويكتفون بأحاديث عامة لا ترتب أي مسؤولية لأنهم يتعمدون تغطية الاقتصاد الأسود الذي يدمر البلد عندما تحرم الخزينة من جزء كبير من المال العام الذي يصب بداية في مالية الدويلة، وتالياً في حسابات القوى الطائفية، كلٌ حسب حجمها وأصالة دورها في هذا الاقتصاد!

وفق الاقتصادي روي بدارو يقارب الاقتصاد الأسود نحو 50 في المائة من الناتج العام، وإذا جرى وضع عمليات الفساد المعروفة جانباً، والمقصود الصفقات بالتراضي التي تتم خارج المناقصات القانونية، والمحاصصة الطائفية والمحسوبيات والرشوة على أنواعها والأرقام بمئات ملايين الدولارات، هناك إجماع على أن محميات الاقتصاد الأسود تتركز في التهرب الجمركي، حيث تتجاوز 2.5 مليار دولار، ومثله التهرب الضريبي، والتهرب في الأملاك البحرية والعامة أكثر من ملياري دولار، وتبعاً لما أورده الاقتصادي الدكتور أنطوان حداد تتجاوز الـ8 مليارات دولار أرقام الهدر في الكسارات والمقالع والمولدات الكهربائية والعمالة غير النظامية والمخدرات والاتجار بالبشر، ويقدر البنك الدولي كلفة النظام الزبائني بنحو 4.5 مليار دولار.

في مثل هذا الوضع وحكومة «إلى العمل» التي أنهت الـ100 يوم الأولى دون أي إنجاز يُعتد به، من الوهم الرهان على إجراءات إنقاذية، فأمام عموم اللبنانيين انهارت المحاولة المتواضعة لخفض العجز نتيجة اصطدام التحالف الطائفي بتراكم «الامتيازات» التي أوجدتها الزبائنية السياسية... انفجرت إضرابات «المحظوظين» دفاعاً عن هذه «الامتيازات»، وشهد البلد نزاعات شعبوية لرفع الضغط كي يتفاوضوا على شروط أنسب بين أهل المحاصصة، فترنحت محاولة إيجاد مقاربة موحدة لسقف الرواتب في الوظيفة العامة. هنا نفتح مزدوجين للإشارة إلى أن المسؤولية تقع على عاتق السلطة لأنها هي الجهة التي شرعت الفساد بالقانون؛ ما أتاح لفئات من الموظفين أن يتقاضوا رواتب سنوية عن 16 شهراً أو 14 شهراً وصولاً إلى تقاضي البعض رواتب عدة، أو كما في السلك العسكري، حيث يتم تقاضي تعويض إضافة للتقاعد!

يعلم المواطنون أن الخلل المالي ما هو إلا نتيجة تواطؤ رسمي بين كل أطراف لجنة الحكم، ويعرفون أين هي مزاريب الهدر والفساد ومن يشرف على البوابات غير الشرعية في المرفأ والمطار والمعابر البرية، ويعرفون كيف يتم إدخال المنتجات المختلفة من دون رسوم، ويعرفون بدقة أين تقوم المحميات المستقلة عن الدولة ومفهومها... ولأن مرجعيات الحكم الطائفية هي وراء تغلغل شرايين الفساد في أوصال الدولة؛ ما رسّخ النظام الطائفي والزبائنية المرتبطة به، سيكون من المحال توقع أي إصلاح لأن المستأثرين بكعكة الحكم هم من يتحمل المسؤولية عن استمرار لبنان بلداً منهوباً مسلوب القرار، في حين أن الحد الأدنى من الخطوات الجدية بمواجهة الاقتصاد الأسود والفساد القانوني يتيح توازن الموازنة وبدء مسيرة إطفاء الديْن.

ويبقى أن اللبنانيين استمعوا لتسريب صوتي لأحد مسؤولي صندوق النقد الدولي، أشار فيه إلى أنه لو طبقت الدولة القوانين مع إصلاحات بسيطة ومن دون ضرائب، بوسعها الحصول على إيرادات إضافية سنوياً بين 6 و8 مليارات دولار، لكن أولوية أصحاب القرار حماية اقتصادهم الأسود ولو أدى ذلك إلى انفجار اجتماعي!

 

بين قمم الرياض وقمم مكة

محمد قواص/العرب/24 أيار/2019

إيران همّ مهدد للعرب

منذ الدعوة التي وجهها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمتين طارئتين، عربية وخليجية، في مكة المكرمة أواخر مايو الجاري، بات للصراع مع إيران وجه آخر. يفترض ويؤمل أن ما بعد تلك القمم الثلاث (بما فيها القمة الإسلامية) ليس كما قبلها، وأن أهل مكة هم فعلا أدرى بشعابها. إيران، نفسها، ستقرأ التطور هذا بشكل آخر يعيد ترتيب تفاصيل الأزمة وأولوياتها على نحو غير معهود. الرياض لن تستكين إلى مواقف كانت ستصدر عن القمة الإسلامية في دورتها الـ14 العادية المقرر انعقادها وفق روزنامة سابقة في 31 من الشهر الجاري. والرياض قررت أن الأمر جلل وطارئ يستدعي التعامل معه بجرأة تاريخية، وأن بلدان المنطقة عليها أن تدلي بدلو في أمر هو من صلب أمنها الاستراتيجي ويخطّ خرائط الفوضى والاستقرار في راهنها ومستقبلها. بات من غير المقبول أن يتأمل العرب التوتر المتدحرج في فضائهم تأملا يكاد يكون محايدا. لم يعد جائزا أن يتبلغ الخليجيون والعرب قرار الحرب والسلم الصادر عن العواصم البعيدة، كما قرار السلم والاتفاق المفبرك خلف الكواليس، دون أي اعتبار لرأيهم ورؤاهم، ودون الأخذ في الاعتبار هواجس بلادنا ومخاوف شعوبنا مما يجري، سلما كان أم حربا. بقيت إيران همّا عربيا منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979، فيما اعتبرها العالم أجمع تطورا عاديا يتسابق للتعامل معه.

ظاهر الصراع الأميركي الإيراني لا يخفي صراعا دوليا عالي المستوى سيحدد طبيعة خرائط الاقتصاد والنفوذ بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا

دفعت إيران بثورتها نحو ما وراء الحدود فاخترقت دولنا ومدننا ومجتمعاتنا. تعاملت مع الشيطانيْن الأكبر والأصغر، الولايات المتحدة وإسرائيل، في ما عرف بفضيحة الـ”إيران غيت” (1985) طالما في ذلك ما يحمي نظام الولي الفقيه وما يرفد غزواته في شمال أفريقيا ومصر والسودان، ناهيك عن ورشته الفتنوية التي لا سابق لها في التاريخ الحديث للعراق ولبنان وسوريا واليمن.. واللائحة تطول.

بقيت إيران همّا مهددا للعرب. استطاعت بنجاح أن تحقق ما فشلت إسرائيل في تحقيقه منذ قيامها. لم يعد العرب واحدا (حتى لو اختلفوا) ضد العدو مشترك. باتت إيران في صلب انقسامهم وتشظيهم وتفتتهم. يكفي تأمل حال المجتمع في اليمن من حيث العودة به إلى انقسامات ما قبل قيام جمهوريته. يكفي تأمل المذهبية المقيتة التي فتكت بالعراقيين على نحو لم يعرفه هذا البلد حتى في عزّ أزماته الكبرى منذ قيامه في عشرينات القرن الماضي. يكفي تأمل حال لبنان الذي نال العامل الإيراني من اللحمة داخل الطوائف نفسها، وباتت الانقسامات سريالية لا حدود ولا محددات لها بما بتجاوز السياسي والطائفي والمذهبي التقليدي. يكفي تأمل الكارثة السورية لاستنتاج ما فعله “فيروس” إيران من انتفاخ لأورام دمرت البلد حجرا وبشرا ومبرر وجود.

لا يعرف دونالد ترامب إيران إلا مؤخرا. استخدمها عنوانا من عناوين حملته الانتخابية الأولى، ويحتاجها عنوانا دائما من عناوين حملته المقبلة. الولايات المتحدة نفسها التي لطالما تعاملت مع الحالة الإيرانية وتواطأت معها، تستفيق هذه الأيام على نحو لا يضلل كثيرا أهل المنطقة.

نسجت واشنطن على مدى العقود الأربعة الأخيرة توافقات وتفاهمات مضمرة ومعلنة مع طهران ليس أولها الاتفاق النووي في فيينا عام 2015. راكمت الولايات المتحدة، عاما بعد عام، سلوكيات التراجع والانسحاب أمام إيران. مارست واشنطن ما يشبه الهروب حين حوصر دبلوماسيوها في طهران وخطف مواطنوها في بيروت وفُجرت ثكنة جنودها في لبنان. وبالتالي فإن الخليجيين والعرب يعرفون أن التوتر الحالي بين إيران والولايات المتحدة هو شذوذ عن قاعدة وعرضي مؤقت داخل سياق تاريخي مخيّب. واشنطن تعرف ذلك، طهران أيضا، والعرب أيضا وأيضا.

التئام القمم الثلاث في مكة آخر هذا الشهر يأتي بعد عامين تماما على انعقاد تلك القمم بحضور دونالد ترامب في مايو 2017 في الرياض. القمم الأولى عبّرت عن انفتاح العالم العربي والإسلامي على التعاون مع الولايات المتحدة في مسائل التقدم والتكنولوجيا والسلام ومكافحة الإرهاب. القمم المقبلة يفترض أن تخاطب واشنطن وزعيمها من موقع ما تريده هذه المنطقة من أميركا في سياق أزمتها “المتأخرة” مع إيران. ويفترض أن للمجتمعين في مكة ناصية القرار في شأن ذلك “العراك” العرضي، حتى لو أخذ أشكالا عسكرية نارية، بين إيران والولايات المتحدة.

من غير المسموح أن تشتعل الحرب في ديارنا دون أن يكون لأهل المنطقة قرارها. والقمم بهذا المعنى لا يجب أن تكون موجهة ضد إيران فقط، بل ضد الذهاب بأمن المنطقة نحو المجهول مقابل اتفاقات ثنائية تُعَدُّ على نار خافتة داخل ضجيج صاخب تشي بها بدايات وساطة سلطنة عُمان وغيرها بين واشنطن وطهران. فإذا كان لا بد من الحرب فيجب على العرب أن يكونوا جزءا منها قادرين على ضبطها، حاضرين على موائد مآلاتها.

لم يعد جائزا أن يتبلغ الخليجيون والعرب قرار الحرب والسلم الصادر عن العواصم البعيدة، كما قرار السلم والاتفاق المفبرك خلف الكواليس، دون أي اعتبار لرأيهم ورؤاهم

لقرار الحرب الأميركية ضد إيران حسابات أميركية داخلية تُناقش بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويتم إقرارها وفق لعبة شدّ حبال بين الكونغرس والبيت الأبيض. وعلى هذا لا يجب أن تكون الحرب في منطقتنا وليدة مزاج ونكايات وحسابات بيتية أميركية. لا يجب أن يكون العرب رقما داخل ملفات الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات “الحتمية” الأميركية الإيرانية. لا يجب أن يكون تطبيع العلاقات الإيرانية العربية بندا من بنود الاتفاق الجديد بين واشنطن وطهران وملحقا وتحصيل حاصل له. ولا يجب أن يمر أي اتفاق أميركي دولي إيراني- على منوال ذلك النووي قبل 4 أعوام- دون أن تكون إرادة الخليجيين والعرب وازنة مقرِّرة ومعطِّلة لشأن يمسّ وجودهم ومستقبل السلم والاستقرار في بلدانهم.

القمم الثلاث، في بعديها العادي والطارئ، مناسبة تاريخية تضع أسسا أولى لنظام إقليمي جديد. ظاهر الصراع الأميركي الإيراني لا يخفي صراعا دوليا عالي المستوى سيحدد طبيعة خرائط الاقتصاد والنفوذ بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا. فلتلك الأساطيل المتقدمة صوب مياه المنطقة أهداف أبعد من تلك التي يتطلبها الرد على مزاج خامنئي ونزق جنرالات الحرس الثوري. فإذا كانت الأزمة الحالية قد توفّر مزيدا من العوامل لتشكّل هذا النظام الدولي العتيد، فإن الزمن يملي على كافة بلدان المنطقة، العربية والخليجية والإسلامية، ألا تكون غائبة عن تطورات تساهم في إعادة تشكّل هذا العالم ورسم خرائطه. مطلوب من قمتي الخليج والعرب، أن تضخّ تحوّلا ضاغطا باتجاه يستبق ما تعده تركيا وإيران داخل القمة الإسلامية العادية التي تنعقد بعدهما بيوم واحد. أمام العرب خيارات تأخذ بالاعتبار مصالحهم الوجودية كأولوية تسبق تلك التي تقدمها أنقرة وطهران وفق أجندات لا تعنينا. وفي ما هو طارئ في التئام قمم طارئة ما يجب أن يحمل مضمونا يفهمه الجوار قبل أن يفهمه أصحاب الأجندات البعيدة عن ذلك الجوار.

 

قبرص محور الصراع النفطي على شرق المتوسط

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

أهمية شرق البحر الأبيض المتوسط أنه على تقاطع طرق بين ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وأفريقيا. وتلعب دول مثل اليونان وتركيا وإسرائيل ومصر دوراً رئيسياً في هذا المجال، كذلك إيران والاتحاد الأوروبي - عبر اليونان وقبرص. وأيضاً إيطاليا وفرنسا اللتان توجد لهما شركات طاقة في المنطقة لديهما حصص كبيرة، علاوة على ذلك فإن القوى العظمى مثل الولايات المتحدة والصين عبر مبادرة الحزام والطريق لها دور أيضاً.

الأهمية الاستراتيجية للمنطقة سبب تعرضها للنزاعات الإقليمية، وفي هذا السياق فإن الاكتشاف الأخير للرواسب الهيدروكربونية يجعل الموقف أكثر توتراً. لقد زادت أنشطة التنقيب والحفر في السنوات الأخيرة، وتم اكتشاف عدد من حقول الغاز البحرية الواعدة، مما جذب انتباه الشركات الكبرى مثل «أكسون موبيل» و«توتال» و«إيني»، وكشفت دراسة أُجريت عام 2010 أن المنطقة تحتوي على 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، و1.7 مليار برميل احتياطي من النفط، وإن كانت بعض المصادر توقعت أرقاماً أعلى. لكن في هذه المنطقة، فإن تحديد من له الحق في الوصول إلى هذه الموارد واستغلالها مشكلة، حيث يتطلب الأمر التوصل إلى اتفاق بشأن «المناطق الاقتصادية الخاصة (EEZ)»، في حالات إسرائيل وقبرص ومصر تم هذا بنجاح، لكن الترسيم يظل موضع خلاف، وقد أثار هذا بالفعل اشتباكات في المنطقة. من بين هذه النزاعات هناك ثلاثة مهمة في ضوء الاكتشافات الحديثة للغاز: النزاع البحري اللبناني - الإسرائيلي، ولذلك نجد ديفيد ساترفيلد مساعد وزير الخارجية الأميركي، يكرر زياراته إلى لبنان لإيجاد حل. والحرب في سوريا. وأخيراً مسألة قبرص.

لم تتوصل إسرائيل ولبنان إلى اتفاق بشأن ترسيم حدود المناطق الاقتصادية الخاصة بكل منهما، وتقع بعض رواسب الغاز المثيرة للاهتمام على جانب سواحل الدولتين، وحتى الآن لا يوجد اتفاق على من يملك هذه الموارد. إسرائيل تبنّت موقفاً حازماً لتأكيد حقها في استغلال المواد الهيدروكربونية، لكن الأمور ليست بهذه السهولة، إذ احتجّت بيروت على هذه التحركات «بدعم من طهران».

هدد «حزب الله» بضرب سفن إسرائيل ومنشآتها إذا كانت تتدخل في مشاريع تطوير الغاز في لبنان. الحزب إيراني الانتماء والولاء، ودعْم إيران لهذا الموقف ينطلق من أن لديها خططاً محددة فيما يتعلق بشرق البحر المتوسط، وهذا ما يفسر موقفها من سوريا، هذه لم تكن منتجاً مهماً للمواد الهيدروكربونية قبل الحرب، إلا أنه لا يزال من غير الواضح كم من الاحتياطيات غير المستغلة التي لديها، لكن لا تزال سوريا تتمتع بأهمية ملحوظة في الجغرافيا السياسية لشرق المتوسط باعتبارها مفترق طرق لخط أنابيب. بسبب الحرب والعقوبات لم تعد دمشق قادرة على تصدير وقودها إلى أوروبا، فرأت الحل في تنويع صادراتها من خلال التعاون مع إيران وروسيا. الأولى تخطط لبناء خط أنابيب إلى البحر المتوسط وأوروبا عبر شمال العراق وسوريا، وهذا ما يفسر وجود إيران في هاتين الدولتين ودعمها القوي لنظام بشار الأسد. من جانبها تعتبر موسكو سوريا بمثابة قناة مهمة للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. من ناحية الطاقة حصلت روسيا في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي على الحق الحصري لإنتاج النفط والغاز في سوريا، مرة أخرى يساعد هذا في فهم دعم الكرملين لحكومة الأسد. إن فوزه في الحرب الأهلية سيسمح لروسيا ليس فقط بتقوية موقعها في الشرق الأوسط، إنما أيضاً، في حال استطاعت تحمل التكاليف الكبرى لإعادة بناء البنى التحتية للطاقة في سوريا (تقدر بما بين 35 و40 مليار دولار)، فإن ذلك سيساعدها على الوصول إلى رواسب الوقود الأحفوري في شرق البحر المتوسط. المهم أن المشاريع الروسية - الإيرانية في المنطقة ستتجاوز تركيا، مما يقلل من النفوذ السياسي الذي تتمتع به باعتبارها مفترق طرق أساسياً بين الشرق والغرب. لذلك فإن تدخل أنقرة في سوريا ليس مجرد محاولة لوقف تشكيل دولة كردية، بل هو أيضاً إجراء لتجنب تنفيذ مثل هذه المشروعات التي من شأنها أن تقلل من أهمية تركيا الجيولوجية - الاقتصادية.

إن الوصول إلى البحر المتوسط ورواسب الوقود يقودنا إلى منطقة الصراع النهائية: قبرص.

أثارت اكتشافات حقلي «أفروديب» و«كاليبسو» آمالاً في جعل الجزيرة مركزاً لمنتجي الطاقة في شرق البحر المتوسط وحتى توفير فرصة لحل النزاع بين الجنوب اليوناني والشمال التركي المنقسم منذ عام 1974، لكن تركيا عرقلت الأمر وتبنت موقفاً عدوانياً، ولم تتردد في استخدام الجيش لحماية مصالحها. قامت تركيا أيضاً بأعمال استفزازية في بحر إيجه لثني اليونان الشريك الوثيق لقبرص عن التدخل في هذه القضية. لكن تأكيد تركيا في «تأكيد» مطالبها يشمل أيضاً بلداناً أخرى لا سيما مصر، وبصرف النظر عن الاستياء المصري من دعم أنقرة لحكومة «الإخوان المسلمين» السابقة، يتابع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مشاريع مهمة لتطوير احتياطيات الغاز البحري في البلاد، بالتعاون مع قبرص وإسرائيل. وكانت مصر قد وقّعت اتفاقية بقيمة 15 مليار دولار لاستيراد الغاز من إسرائيل. إن خطط مصر تتعارض مع خطط تركيا وهذا مثير للمشكلات لأن مصر عبّرت بنفس القدر عن استعدادها الثابت للدفاع عن حقها في استغلال موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط.

ويقول أحد السياسيين الغربيين: على هذا النحو، فإن سلوك أنقرة يشبه سلوك بكين في بحر الصين الجنوبي، وعلى غرار ما يحدث هناك، فإنه يؤدي إلى إبعاد اللاعبين الآخرين في المنطقة ويدفعهم بالتالي إلى تعاون أوثق إلى درجة أن تحالفاً معادياً لتركيا ينشأ تدريجياً بين اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر.

أول ثلاث منهم تعزز شراكتها في مجال الطاقة والدفاع، وقد توصلت إلى اتفاق مع إيطاليا لبناء خط أنابيب جديد إلى أوروبا، وتأمل مصر في أن تصبح جزءاً من الاتفاق من خلال ربط حقل «ظُهر» مع خط الأنابيب هذا. لكن مثل خط الأنابيب الإيراني - العراقي - السوري، فإن مشاريع مماثلة تتجاوز تركيا، وهذا ما يفسر معارضتها الشديدة. إن إجراءات أنقرة لتأكيد مزاعمها حول شرق البحر المتوسط هي بالتالي وسيلة للوصول إلى رواسب المواد الهيدروكربونية وكذلك محاولة لوقف بناء خطوط أنابيب من شأنها تجاوز أراضيها وبالتالي تقليل نفوذها الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي.

الأقرب إلى «غضب» تركيا هي قبرص التي تقع في قلب الجغرافيا السياسية للغاز في المنطقة، لكنها تحصنت. إن تركيا تعمل بقوة لضمان وصولها إلى هذه الرواسب الهيدروكربونية وتجنب فقدان وضعها كمفترق طرق رئيسي للطاقة.

أحمد داود أوغلو وزير الخارجية السابق، الذي طرح معادلة «صفر مشكلات»، لم يكن يعرف أن رئيسه رجب طيب إردوغان «ترونقه» كثرة المشكلات، يبحث عنها، ليخسرها الواحدة تلو الأخرى، ومن ثم ليبحث عن المزيد. سؤال أخير: إلى متى ستدوم «الصحبة» بينه وبين روسيا وإيران! وأيضاً بين روسيا وإيران؟

 

سيناريوهات التصعيد في السودان

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير»، هذا الأسبوع، يبدو واضحاً أن الأمور تتجه نحو التصعيد؛ فالخلاف حول تشكيل مجلس السيادة، يخفي وراءه مشكلات أعمق تتعلق بوجود شكوك حول جدية الكلام عن نقل السلطة، أو عن تفكيك الدولة العميقة، مع استمرار القلق من المخططات لإجهاض الثورة ولفك الاعتصام الصامد أمام القيادة العامة للقوات المسلحة. «قوى الحرية والتغيير» أعلنت عن بدء الاستعدادات والخطوات المؤدية إلى عصيان مدني وإضراب شامل، وهو ما رد عليه نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو (الشهير بـ«حميدتي») بتهديده، أول من أمس، بفصل كل مَن يضرب عن العمل، قائلاً إن لديهم عناصر جاهزة لتسيير دولاب العمل في الدولة إذا حدث الإضراب الذي اعتبره فوضى «لن نسمح بها». هذه اللغة تعكس تراجع الثقة بين الأطراف، وأن كلاً منها بدأ يستعد للمواجهة المقبلة، سواء بالخطاب التصعيدي، أو بخطوات تجري وراء الكواليس.

هل يمكن حدوث اتفاق يمنع الانزلاق لمواجهة لا يتمناها الناس؟

الاتفاق حول مجلس السيادة قد يكون وارداً، لا سيما مع وجود ميل لدى السودانيين لتحريك الأجاويد والوساطات، لكنه في تقديري لن يحل المشكلات الكامنة، ولن يزيل مشاعر عدم الثقة، مع وجود مؤشرات على أن هناك جهات همها الأول كيفية الالتفاف على الثورة وإجهاضها، لإعادة إنتاج النظام السابق بصورة معدلة، أو على الأقل لمنع تسليم السلطة بالكامل لـ«قوى الحرية والتغيير». هذه الجهات تعمل على عدة جبهات وبوسائل متعددة، مثل تحريك مظاهرات من قوى ترفع مطالب متنوعة، أو شن حملات للتشكيك في تجمع المهنيين وقيادات «قوى الحرية والتغيير»، أو بتسريب الشائعات والأخبار المفبركة الهادفة للتشويش وإثارة البلبلة. المشكلة أن المجلس العسكري سمح لكل هؤلاء بتحركاتهم المضادة للثورة، بل دخل في مفاوضات مع بعضهم، وسمع مقترحاتهم، وتبنى بعضها أحياناً. وزاد الطين بلة أن أعضاء في المجلس العسكري قالوا كلاماً من شاكلة أنهم لن يسلموا السلطة السيادية لتجمع المهنيين و«قوى الحرية والتغيير»، وإن أقصى ما يمكن أن تحصل عليه الأطراف هو مجلس وزراء مدني، ومجلس تشريعي تكون لهم فيه نسبة الثلثين.

إصرار المجلس العسكري على السيطرة على مجلس السيادة المقترح يوحي بأحد أمرين: الأول أن هذا المجلس لن يكون تشريفياً بصلاحيات رمزية، بل يُراد له أن يكون قوة فعلية تتقاطع صلاحياتها مع صلاحيات مجلس الوزراء أو تتجاوزها باتفاق أو من خلال فرض الأمر الواقع لاحقاً، لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار أن الطرف العسكري ستكون تحت إمرته القوات المسلحة، إضافة إلى ميليشيا الدعم السريع، وجهاز الأمن والاستخبارات. ففي توازنات القوة ليس مهماً أن تكون لك مقاعد كثيرة حول الطاولة، بل الأهم أن تكون ممسكاً بأدوات القوة الحقيقية.

أما الاحتمال الثاني فهو أن يكون الأمر حركة لعرقلة المفاوضات، وإيجاد مبررات للمزيد من التباطؤ على أمل إضعاف الثورة، أو دفع الأمور نحو مواجهات تكون ذريعة لاتخاذ إجراءات استثنائية لفك الاعتصام. فالأرجح أن المجلس العسكري لن يقبل مجرد أغلبية في مجلس السيادة، لأنه يريد أغلبية بصلاحيات، وهو ما رفضته «قوى الحرية والتغيير». مع تعثر المفاوضات وعودة الخطاب التصعيدي، بدأنا نسمع مجدداً أن المجلس العسكري يدرس خيار الدعوة لانتخابات عامة مبكرة، يتجاوز بها «قوى الحرية والتغيير»، ويتخلص من الجدل والضغوط حول الحكم المدني الانتقالي، ويرجئ تسليم السلطة ستة أشهر قد تطول بالطبع حسب الظروف. ويراهن المجلس العسكري ومؤيدوه على أنه يمكن إقناع القوى الدولية بهذا الخيار، وقد بدأوا بالفعل في تحركات لترويجه. أما بالنسبة للداخل، فإنهم سيواجهون أي معارضة بالقول: «إنكم إذا كنتم تصارعون من أجل الديمقراطية ونقل السلطة لحكومة مدنية، فكيف تعارضون انتخابات مبكرة؟». وبالطبع سيكون المجلس العسكري مستعداً لإسكات معارضي دعوته بالقول إن الانتخابات ستجري تحت إشراف مراقبين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي.

في ظل أجواء الشد والجذب بين المجلس العسكري و«قوى الحرية والتغيير»، وفي ظل وجود دولة الإسلامويين العميقة التي لا تزال ناشطة، فإن الانتخابات المبكرة تبدو فكرة موجهة لضرب «قوى الحرية والتغيير» وتفكيكها على أساس أن كل حزب من مكوناتها سينصرف لخوض الانتخابات، وستنافس الأحزاب بعضها بعضاً. كذلك فإنها قد تكون ضربة موجهة لتجمع المهنيين باعتبار أنه يضم كفاءات متنوعة التوجهات الفكرية والجهوية والحزبية، ما يعني أن الانتخابات ستجعل كل فريق يتجه لتأييد حزبه السياسي أو الجهوي، فيتفكك التجمع. أضف إلى ذلك أن البعض قد يرى أن التجمع سيفقد بريقه ودوره ويضيع صوته وسط الأصوات الكثيرة في الانتخابات ومع بروز قوى سياسية جديدة، وطروحات أخرى، وأولويات مختلفة. وفي هذا الإطار برزت في الآونة الأخيرة تحركات من جهات بعضها مشكوك فيها لإعلان تشكيل تجمعات شبابية بمسميات مختلفة لسحب البساط من تحت أقدام تجمع المهنيين والتشويش عليه.

الدعوة المبكرة للانتخابات بغض النظر عن مآلاتها، ستحدث ارتباكاً وجدلاً، وقد تثير خلافات داخل «قوى الحرية والتغيير» على أساس أن هناك قوى سياسية ستؤيدها ومكونات أخرى ستعارضها. وسيتوسع الجدل خارج كواليس «قوى الحرية والتغيير» لأن المجلس سيؤكد حتماً على موقفه السابق المعلن بأنه لا إقصاء لأحد، وهو مدخل للأحزاب الإسلاموية الخارجة من رحم النظام، ولما يُعرف بـ«أحزاب الفكة» التي شكلها نظام البشير لشراء الولاءات، وتشتيت القوى السياسية المناوئة.

القوى الإسلاموية تعتبر أنها الأكثر تنظيماً وتمويلاً واستعداداً لأي انتخابات مبكرة، وترى فيها فرصة لإعادة إنتاج نفسها بتسميات ولافتات جديدة وهي لعبة برعت فيها. وربما يكون من ضمن حساباتها أن الأحزاب السياسية التقليدية تعاني من الانقسامات، ومن ضعف التمويل، وأنها ابتعدت لفترة طويلة عن قواعدها الشعبية، وتوجد فجوة بينها وبين الأجيال الجديدة التي نشأت في عهد حكم البشير، وكوّنت قناعاتها في فضاءات الإنترنت.

«قوى الحرية والتغيير» تبدو مشغولة تماماً في الوقت الراهن بالمفاوضات مع المجلس العسكري وترتيبات الفترة الانتقالية، في حين أن القوى الإسلاموية بدأت تحركات أخيراً لتشكيل تحالفات وتكتلات جديدة تواجه بها الأحزاب التقليدية واليسار وتجمع المهنيين في المرحلة المقبلة، سواء أُجريت انتخابات مبكرة أو بعد حين. قراءة المشهد بكل تعقيداته وسيناريوهاته المحتملة، تعني ترجيح أن المفاوضات لن تؤدي إلى الاتفاق المؤمل مع المجلس العسكري، وأن «قوى الحرية والتغيير» قد تجد أن عليها أن تجاري الآخرين في وضع خيارات متعددة تواجه بها الظروف المتغيرة بدلاً من المراهنة فقط على سلاح الإضراب والعصيان الشامل الذي لن يكون سهلاً كما قد يخاله البعض. وقد يكون أحد الخيارات في مقبل الأيام بروز تكتل انتخابي يجمع «قوى الحرية والتغيير» تخوض به الانتخابات المبكرة إذا أصبحت واقعاً، وتكون مهمته فقط إدارة حكومة مرحلة انتقالية جديدة ومؤقتة.. ومدنية.

 

أحزاب القرن العشرين القومية... كيف انتهت؟ ولماذا غابت؟

صالح القلاب/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

اقترب القرن الحادي والعشرون من تجاوز «عشريته» الثانية، لكنه مع ذلك لم تجرِ حتى الآن دراسة فعلية ولا مراجعة سريعة عن أسباب تلاشي الأحزاب العربية القومية واختفائها عملياً، وأيضاً الأحزاب «الجهوية» أو الإقليمية، وكأن هذه الأحزاب لم تشغل هذه المنطقة والعالم العربي بأسره، ولفترة طويلة، وتقلب الأوضاع رأساً على عقب في «القطر العربي السوري»، وفي «القطر العراقي»، والتي كانت قد حكمت فيهما سنوات طويلة، وفشلت في أن تقيم دولة واحدة في هذين البلدين العربيّين.

لو أردنا أن نحدد أسماء هذه الأحزاب التي كانت قومية بالفعل، والتي بمعظمها كانت قد ظهرت بدءاً بأربعينات القرن الماضي، فإننا سنجد أن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي أسسه عام 1947 ثلاثة من «الطلائعيّين»، اثنان منهم من سوريا، هما الأستاذ ميشيل عفلق، وصلاح الدين البيطار، وكلاهما من دمشق الشام، والثالث هو «اللوائي»، نسبة إلى لواء الإسكندرون، زكي الأرسوزي، الذي كان مفكراً قومياً أكثر منه مناضلاً حزبياً، وبالطبع فإنه قد التحق بهؤلاء عدد كبير من الذين ألهب حماسهم العروبي في تلك الفترة المبكرة شعار «أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة».

كان «حزب البعث»، بحكم أن جامعة دمشق قد استقطبت كثيراً من الطلبة الوافدين من أقطار عربية كثيرة، قريبة وبعيدة، قد أصبحت له خلاياه التنظيمية في معظم هذه الأقطار، التي من بينها الأردن وفلسطين (الضفة الغربية) ولبنان والعراق، ولاحقاً اليمن وكثير من دول الخليج العربي، وأيضاً السودان وليبيا والجزائر والمملكة المغربية وتونس، وحقيقة أنه كانت قد برزت أسماء مهمة ولامعة في هذا المجال، لم تتأخر في احتلال مواقع قيادية رئيسية في معظم هذه الدول، وذلك إن لم يكن فيها كلها.

لقد أصبح «البعث» بالإضافة إلى سوريا قوة رئيسية في العراق خلال سنوات قليلة، وأيضاً في الأردن، وفي اليمن بشماله وجنوبه، وفي ليبيا، وهذا قبل أن تصبح هناك «جماهيرية» القذافي، وهو - أي «البعث» - قد أصبح حاكماً فعلياً يسيطر على كل شيء في «القطر العراقي»، وقبله في «القطر السوري»، حسب المصطلحات البعثية، وكاد يضم إلى هذين البلدين الأردن في منتصف خمسينات القرن الماضي، وهذا لو لم تعترض محاولاته الدؤوبة عقبات رادعة كثيرة.

وحقيقة أن وصول هذا الحزب إلى مصر، التي كانت وهي لا تزال أكبر دولة عربية، وفيها أهم الجامعات في ذلك الوقت المبكر، أي في خمسينات القرن الماضي، كان في غاية الصعوبة، رغم أن عدداً كبيراً من الطلبة «البعثيين» ومن دول عربية متعددة، وبخاصة من العراق وسوريا، وبالطبع من الأردن وفلسطين، كانوا قد التحقوا في ذلك الوقت المبكر بجامعات مصر، ومن بينهم صدام حسين نفسه وفاروق القدومي (أبو اللطف) ومحمد أبو ميزر (أبو حاتم) وكثير من الأردنيين والفلسطينيين واليمنيين، الذين احتلوا في بلدانهم لاحقاً مواقع قيادية عليا مهمة وكبيرة.

ولعل أول مشكلة فعلية واجهت هذا الحزب في بلد المنشأ هي أن الرئيس جمال عبد الناصر قد اشترط حلَّه عندما أصبحت سوريا «الإقليم الشمالي» في الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، ما جعل ضباطه الأكثر نشاطاً، الذين تم نقلهم إلى القاهرة تحاشياً لقيامهم بانقلاب عسكري على نظام «الوحدة»، يؤسسون أول خلية بعثية سرية، ضمت محمد عمران الذي كان أعلاهم رتبة، وصلاح جديد وحافظ الأسد، وهؤلاء الثلاثة كلهم من الطائفة العلوية، واثنان من الطائفة الإسماعيلية هما عبد الكريم الجندي وأحمد المير، وحقيقة أن كل الانقلابات اللاحقة، بعد انهيار الوحدة المصرية - السورية (الانفصال)، قد قامت بها عملياً هذه اللجنة، بما في ذلك ما سمي ثورة مارس (آذار) عام 1963، وانقلاب فبراير (شباط) عام 1966، وانقلاب حافظ الأسد في عام 1970، الذي يعتبر نظام ابنه بشار امتداداً له ونسخة غير منقحة منه.

وأيضاً، فإنه لا بد من الإشارة إلى أن هذا الحزب، الذي كان على مدى ستينات القرن الماضي، وقبل ذلك، وبعد ذلك بسنوات ليست قليلة، قد تعرض لانشقاقات كثيرة، أولها انشقاق عبد الله الريماوي (الناصري)، وثانيها انشقاق العراقي علي صالح السعدي خلال المؤتمر القومي السادس لهذا الحزب، الذي انعقد في دمشق عام 1966، وذلك في حين أن آخرها هو انشقاق حافظ الأسد، حيث بات «البعث» بعد ذلك منتهياً بصورة نهائية.

إن هذا هو «حزب البعث» الذي شغل المنطقة كلها، والعالم العربي بأسره، لأكثر من نصف قرن، وذلك في حين أن حزب «حركة القوميين العرب»، الذي أسسه الدكتور جورج حبش، ومعه هاني الهندي من سوريا، ووديع حداد من فلسطين، وأحمد الخطيب من الكويت، وحامد الجبوري من العراق، ما لبث أن تخلى عنه بعد هزيمة يونيو (حزيران) عام 1967 لحساب تأسيس «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، التي ما لبثت هي بدورها أن ضربها سيف الشتشظي والانقسام، وخرجت منها «الجبهة الشعبية – القيادة العامة» بقيادة أحمد جبريل، و«الجبهة الديمقراطية» بقيادة نايف حواتمة، وكثير من الانشقاقات اللاحقة الأخرى، التي تحول أحدها إلى حزب سياسي، مقرّه رام الله في الضفة الغربية، ما لبث هو بدوره أن عانى من انشقاقات كثيرة.

وآخر هذه الأحزاب هو «الحزب القومي السوري»، الذي أسسه اللبناني أنطون سعادة، الذي تم إعدامه في لبنان في عهد حسني الزعيم، صاحب أول انقلاب عسكري في سوريا عام 1949، وهذا الحزب ما لبث هو بدوره أن أصيب بداء الانقسام والتشرذم، وخرج منه عدد من مؤسسيه، مثل عصام المحايري، وجورج عبد المسيح، وخاصة بعد اغتيال الضابط القومي عدنان المالكي عام 1955، وحقيقة أن أفضل فترة مرَّ بها هذا الحزب هي الفترة التي تزعمه فيها اللبنانيان عبد الله سعادة، وإنعام رعد، اللذان حوّلاه إلى رديف للمقاومة الفلسطينية، قاتل معها وإلى جانبها خلال حصار بيروت عام 1982، وتحول بعدهما إلى مجرد تنظيم هامشي تابع لنظام الأسد في عهد الأب والابن. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن اعتبار الحزب الشيوعي حزباً قومياً عربياً، فهو حزب «أُممي»، يتبع موسكو مباشرة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، والآن في حقيقة الأمر لم يعد موجوداً بكل فروعه وتشكيلاته، إلا أسماء ومقرات!!

ثم إنه لا يمكن اعتبار فصائل المقاومة الفلسطينية أحزاباً قومية عربية، وحيث قد تمت الإشارة آنفاً إلى أن «حركة القوميين العرب» بقيادة الدكتور جورج حبش قد تحولت إلى تنظيم فلسطيني، أصبح عضواً فاعلاً في «منظمة التحرير الفلسطينية»، هو «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، وأيضاً فإنه لا يمكن اعتبار حركة «فتح» وجناحها العسكري «قوات العاصفة» تنظيماً حزبياً، وهذا ينطبق على «الجبهة الديمقراطية» بقيادة نايف حواتمة، وعلى الانشقاقات الفتحاوية التي تلاشت نهائياً، ومن بينها جماعة صبري البنا (أبو نضال) وجماعة أبو خالد العملة.

والمؤكد أن ما ينطبق على كل هذه الفصائل الفلسطينية، ينطبق على تنظيم «الإخوان المسلمين» الذي أسّسه كتنظيم عالمي، المصري حسن البنا، الذي تم إعدامه لاحقاً، والذي بات يعتبر في بعض الدول العربية، وفي مقدمتها مصر، تنظيماً إرهابياً، وهذا ينطبق أيضاً على «حزب التحرير» الذي أسّسه في خمسينات القرن الماضي الشيخ تقي الدين النبهاني، والذي أصبح وجوده الأساسي الفاعل يقتصر على كثير من الدول الإسلامية الآسيوية.

 

مؤتمر المنامة

نبيل عمرو/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

بمجرد الإعلان عن استعداد مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر اقتصادي يرتبط بـ«صفقة القرن»، اشتعلت موجة من الاعتراض الفلسطيني المنطلق من أرضية رفض أي مقترح أميركي يتصل بالفلسطينيين، والرفض الأوسع نطاقاً لدور الإدارة الأميركية كوسيط في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

غير أن هذه الخطوة الأميركية - البحرينية المشتركة، فتحت باب نقاش واسعاً حول صلة المسار الاقتصادي بالمسار السياسي في أي حل مقترح للقضية الفلسطينية، وليست ورشة البحرين وليست «صفقة القرن» هما أول ما طرق هذا الباب، بل إن تجربة أوسلو كانت رائدة في هذا المجال، ذلك أن الدعم الاقتصادي الذي تولته بصورة رئيسية أوروبا وأميركا، ارتبط بتحرك تفاوضي كان مركزه الجانب السياسي، وبفعل ذلك دخل الفلسطينيون التجربة وتحمسوا لها؛ بل واعتمدوا عليها في المجالين السياسي والاقتصادي.

غير أن ما أفشل هذا التوجه هو وصول اليمين الإسرائيلي إلى الحكم بحيث جرى ترجيح للجانب الاقتصادي على الجانب السياسي بادئ الأمر، ثم وصل أخيراً إلى طرح الحل الاقتصادي بديلاً للسياسي، دون أن يلمس الفلسطينيون أي تقدم لا في الأول ولا في الثاني.

الفلسطينيون على حق في تخوفاتهم من طغيان الجانب الاقتصادي على السياسي، أو بتعبير أبسط؛ هم يتخوفون من أن تكون الإجراءات ذات الطابع الاقتصادي مجرد رشوة للقبول التدريجي بإنهاء المطالبات السياسية الفلسطينية، التي هي بالنسبة لهم الأساس الذي لا يمكن ولا تقبل المساومة عليه، لأنه يتصل بمصيرهم وليس بمجرد تحسين شروط حياتهم.

ومع أن الفلسطينيين في أمسّ الحاجة للدعم الاقتصادي؛ بل إنه صار بمثابة الأولوية في غزة، إلا إن ما يعمق مخاوفهم القدرات الإسرائيلية في التحكم بوتيرة المسارين الاقتصادي والسياسي، فبـ«صفقة القرن» ومن دونها؛ فإن التحكم الإسرائيلي قائم بفعل الواقع، ومتكرس في الحياة الفلسطينية بقوة الاحتلال، مضافة إليه القيود الاقتصادية التي تضمنتها الاتفاقات والتي تنفذها إسرائيل بطرقها الخاصة المؤدية إلى إحكام السيطرة على الحياة الاقتصادية الفلسطينية، والقضاء على أي إمكانات فعلية يتمتع الفلسطينيون من خلالها بهامش معقول من الاستقلال الاقتصادي ولو النسبي.

التحضيرات الأميركية والتسويق المسبق لـ«صفقة القرن»، أحدثا ارتدادات عكسية عند كل الأطراف المعنية بالتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والأمر لا يتصل بالتسريبات التي لا تزال هي المتاح في أمر معرفة محتويات الصفقة «دون يقين بالطبع»؛ وإنما بالمقدمات التي نفذت ومست جذور الرواية الفلسطينية في صراع البقاء والكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، فمثلاً كيف صار وضع القدس التي هي المركز المعنوي والتاريخي للرواية الفلسطينية؟ لقد غير الأميركيون وضعها المجمد إلى حين بلوغ حل تفاوضي حولها، إلى وضع مختلف يميل لمصلحة الرواية الإسرائيلية والإجراءات المنفذة لتثبيتها، وكذلك الأمر بالنسبة لقضية اللاجئين والاستيطان.

لقد فشلت كل المحاولات التي هدفت إلى حل القضية الفلسطينية مع أنها كانت أفضل بكثير من «صفقة القرن»، ولو راجعنا السبب الجوهري في هذا الفشل لوجدنا أنه انعدام التوازن في معالجة العناصر الأساسية التي هي محتوى الصراع الشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولنأخذ مثلاً خطة خريطة الطريق التي وضعها ممثلو العالم؛ بمن فيهم الأميركيون، ووافق عليها الفلسطينيون بلا تحفظ والإسرائيليون بتحفظات، فقد ظهر انعدام كارثي للتوازن بين النصوص وإمكانات تطبيقها على الأرض، والنتيجة أن ذهبت الخطة أدراج الرياح، بل وتم الإجهاز على الإطار الذي وضعها.

ومثل آخر؛ هو الجهود الأميركية التي قادها وتفرغ لها الوزير جون كيري، حيث فشلت فشلاً ذريعاً، بفعل افتقارها إلى توازن شرطي لإنجاحها، فلم تتحمس لها المؤسسات الأميركية صاحبة القرار، مما فتح باباً واسعاً أمام نتنياهو للإجهاز على جهد كيري الذي استغرق سنة كاملة، واضطر الوزير الذي كاد يصبح رئيساً للولايات المتحدة إلى إعلان فشله وتحميل إسرائيل مسؤولية الفشل.

أما «صفقة القرن» التي يراها صنّاعها حلاً عبقرياً للصراع المعقد، فقد تجاوزت حكاية الافتقار إلى التوازن؛ بل ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ إنها اندفعت نحو تلبية ما تريده إسرائيل وأكثر، وإلغاء ما يريده الفلسطينيون، بما في ذلك ما كان مُقراً أميركياً في السابق.

عودة إلى ورشة البحرين، وكلمة «ورشة» تعبير مخفف عن «مؤتمر»، فالأصل هنا ليس من يحضر ومن لا يحضر، وليس من يسبق الآخر؛ السياسي أم الاقتصادي، بل أي مسار سياسي يمكن أن ينجح، وما مضمون هذا المسار، وما حصة الفلسطينيين فيه، وإلى أي مدى ينسجم مع الالتزامات العربية التي يتكئ عليها الفلسطينيون في معركتهم المصيرية مع الصيغ غير المتوازنة التي تطرح لحل قضيتهم؟ إن الفلسطينيين بحاجة إلى أن يحصلوا، ومسبقاً، على ضمانات حقيقية لحقوقهم السياسية أولاً، وحتى الآن لم يحصلوا من الأميركيين؛ خصوصاً في عهد ترمب، على ما يطمئنهم ويدفعهم للانخراط في المحاولات الجارية وعنوانها الرئيسي «صفقة القرن». هذه هي كلمة السر في أمر التسوية، فإن ظلت غائبة مثلما كانت في السابق، فلا مجال لرؤية أي نجاح.

 

الطريق إلى القدس يمر بالبحرين!

سليمان جودة/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

تمنيتُ لو أن الرئيس محمود عباس، أو مَنْ يمثله، كان أول الذاهبين إلى مؤتمر البحرين، ليس للقبول فلسطينياً بما سوف يقال فيه، ولا حتى لمناقشته، ولكن للإعلان عن الموقف الفلسطيني مما تسمى «صفقة القرن»، من فوق منصة المؤتمر نفسه!

إن المعلومات المتاحة تشير إلى أن المؤتمر سينعقد في العاصمة البحرينية المنامة، خلال يومي 25 و26 من يونيو (حزيران) المقبل، وأنه يرفع شعاراً يقول: «السلام من أجل الازدهار»، وأنه سوف يتناول الشق الاقتصادي في «صفقة القرن»، وأن حكومات سوف تكون حاضرة فيه، ومع الحكومات الحاضرة سوف يأتي قادة أعمال، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني! ومنذ ما قبل رمضان، كانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستكشف عن تفاصيل الصفقة للمرة الأولى، فيما بعد شهر الصيام، ولم تذكر وقتها شيئاً عن أن الصفقة لها شق اقتصادي، وأن لها شقاً آخر غير اقتصادي. وحين أعلنت صباح الأحد الماضي في بيان مشترك مع البحرين، عن مؤتمر المنامة، ثم دعت إليه في موعده، كان الأمر مفاجئاً إلى حد بعيد، ولم تكن له مقدمات سابقة على أي مستوى!

وبما أن بيننا وبين موعد المؤتمر مسافة زمنية تقترب من الشهر، فلا أحد يعلم ما إذا كان الشق السياسي في الصفقة، سوف يجري الإعلان عنه قبل اجتماع أطراف مؤتمر المنامة على طاولته، أم أنه شق مختلف سوف يكون له ترتيب آخر؟!

يجوز طبعاً أن يجري الإعلان عنه بالتوازي مع الشق الاقتصادي، ويجوز أن يجري الإعلان عنه قبل ذلك، ويجوز تأجيله إلى مرحلة لاحقة، ليكون مؤتمر المنامة بمثابة بالون اختبار. ولكن الذي نعرفه أن هذا المؤتمر الذي تحدد موعده لن يقترب من الجانب السياسي في الموضوع، ولن يتطرق إليه من أي ناحية؛ لأن كل ما يهمه على حد تعبير البيان المشترك الصادر بشأنه هو: التركيز على بناء مستقبل مزدهر للشعب الفلسطيني!

وبصرف النظر عن هذا كله، فالمؤتمر هو أول محفل رسمي يناقش ما عشنا شهوراً نسمع عنه، ونقرأ فيه، ونتابع تسريباته، ونتقصى أخباره، ونتحرى أنباءه، ونسأل عن تفاصيله، ونخمن شكله ومضمونه، ثم لا نقع له على أي أثر!

عشنا نتابع ما يقال عن «صفقة القرن»، دون أن نمسك في أيدينا شيئاً ملموساً يخصها. وفي لحظات كثيرة كانت تبدو كأنها بالضبط تلك القطة السوداء التي تحدثوا عنها، باعتبارها شبيهة بالأفكار الفلسفية الكبيرة، وكيف أنهم كانوا يبحثون عنها في غرفة مظلمة، ثم كانوا يكتشفون في النهاية أن الغرفة إذا كانت مظلمة فالقطة ليست فقط سوداء، ولكنها غير موجودة!

وحين جرى الإعلان عن المؤتمر قبل أربعة أيام، تبين لنا للمرة الأولى ربما، أن الغرفة صحيح مظلمة، وأن القطة صحيح سوداء، ولكنها على غير ما عشنا نعتقد لشهور، قطة موجودة فعلاً، وليس أدل على ذلك من أن مؤتمراً خاصاً بها وحدها ينعقد في البحرين، ليقول إنها سواء كانت صفقة أو قطة، فإنها تخرج إلى العلن للمرة الأولى، وتكشف عن ملامحها للمرة الأولى أيضاً!

ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن المؤتمر، تجلى الموقف الفلسطيني واضحاً على مستويين اثنين، كان أولهما على مستوى أحمد مجدلاني، وزير التنمية الاجتماعية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي قال إن المؤتمر لن يشهد مشاركين فلسطينيين، وأن أي مشارك فلسطيني فيه، لن يكون سوى عميل يتعاون مع الولايات المتحدة ومع إسرائيل! وعلى مستوى الخارجية الفلسطينية، صدر بيان واضح أيضاً، ليقول ما معناه أن السلام الاقتصادي الذي يدعو له المؤتمر، يجب ألا يسبق السلام السياسي، الذي يقوم على المرجعيات الدولية ذات الصلة، وأن مال الدنيا كله لن يجد بين الفلسطينيين مشاركاً يقبل التنازل عن شبر من الأرض، أو يساوم في قيام دولة فلسطينية على الأرض المحتلة، تكون عاصمتها القدس الشرقية!

وفي اليوم التالي للإعلان عن المؤتمر، عقد محمد أشتية، رئيس الحكومة الفلسطينية، اجتماعاً لحكومته، قال فيه إن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون إلا سياسياً، وأن الشأن الاقتصادي نتاج للحل السياسي، وأن الإنسان الفلسطيني لا يبحث عن تحسين ظروف العيش تحت الاحتلال!

وفي الغالب لن تجد عربياً يختلف مع كلام الوزير مجدلاني، في عمومه، ولا مع بيان الخارجية، في مجمله ومعانيه العامة، فالاتفاق بين العرب جميعاً، هو على القبول بما يقبل به الفلسطينيون، وما دام هذا هو موقفهم المعلن من «صفقة القرن» بوجه عام، وما دام هذا هو رأيهم في أول مؤتمر يتعرض لواحد من شقيها بوجه خاص، فهذا تقديرهم الذي يجب احترامه، وهذا رأيهم الذي لا بديل عن أخذه في الاعتبار!

غير أن ما يمكن أن يكون موضع اختلاف حقاً، هو أن يقال هذا الرأي خارج المؤتمر، لا داخله، وأن يسمعه الأميركيون في الإعلام، وليس من فوق منصة المؤتمر، وأن يرى الفلسطينيون فيمن يمكن أن يقبل المشاركة فيه منهم، عميلاً متعاوناً مع واشنطن مرة، ومع تل أبيب مرة أخرى!

وإلا، فماذا لو ذهب فلسطيني أياً كانت صفته الوظيفية التي يتحرك بها، إلى مؤتمر المنامة، ثم وقف على منصته مخاطباً العالم من خلالها، ليقول إن الفلسطينيين يرفضون الدعوة إلى هذا المؤتمر؛ ليس لأنهم ضد كل مؤتمر يسعى إلى حل للقضية، ولكن لأن المقدمات تؤدي دائماً إلى نتائجها، ولأن النتيجة الوحيدة التي يقبل بها الفلسطينيون هي إقامة دولة فلسطينية على الأرض المحتلة، تكون عاصمتها القدس الشرقية، ولأن هذه النتيجة لن يؤدي إليها مؤتمر كهذا، يقفز فوق المقدمات، ولا يعترف بها، ولا يتوقف عندها!

ماذا لو سمع العالم هذا المعنى من داخل المؤتمر ذاته؟! هل يكون صاحبه الفلسطيني عميلاً لأميركا أو لإسرائيل، أم يكون عميلاً لبلده، وأهله، وتراب وطنه؟!

لقد جرب الفلسطينيون سلاح المقاطعة من قبل، وفي مناسبات ممتدة، وكانوا في كل مرة يتبينون أنه سلاح لا يصيب هدفاً، ولا يحقق غرضاً، ولا يفيد القضية في مداها البعيد. فليجربوا سلاح الحضور هذه المرة، وليواجهوا أصحاب الصفقة من قلب أحداثها، لا من خارج سياقها. ولن يفرض عليهم أحد في النهاية شيئاً لا يرغبون فيه، ولا هُم مرغمون على القبول بشيء يلامس سقف الطموحات لدى كل فلسطيني! الغياب الفلسطيني عن مؤتمر المنامة لن يمنعه من الانعقاد، ولكن الحضور فوق منصته يمكن أن يصنع منه شاشة بعرض المنطقة وطولها، شاشة تقول إن الفلسطيني حاضر، وإن هذا هو رأيه، وإن هذه هي وجهة نظره، وإنه متمسك بهما، وإن كل عربي لا يملك إلا أن يقف إلى جواره فيهما؛ لأن صاحبهما هو صاحب القضية!

 

أخطر رجل في العالم؟

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع «فيسبوك» الشهير للتواصل الاجتماعي، وهو أيضاً المالك لتطبيقي «إنستغرام» و«واتساب»، يعتبره عدد غير بسيط من المحللين السياسيين والخبراء الاقتصاديين «أخطر» رجل في العالم.

عدد المشتركين في هذه التطبيقات الثلاثة يحسب بالمليارات من الناس. والآن، بات معروفاً أن «فيسبوك» ساهمت بشكل من الأشكال في التأثير على الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة أخيراً، وتم «توجيه» الأخبار والآراء بشكل مؤثر وغير موضوعي أبداً، مما استدعى استجواب مارك زوكربيرغ في جلسة خاصة بالكونغرس الأميركي لمعرفة أبعاد هذا الاختراق السياسي للموقع على مسار الانتخابات، وبعدها توالت «حوادث» الاختراقات لخصوصية المشتركين، وسربت مراسلاتهم الإلكترونية وصورهم الخاصة، مما اضطر «فيسبوك» للاعتذار وتطوير حماية الخصوصية بالموقع.

مارك زوكربيرغ يؤمن بالسماح «المطلق» للذكاء الصناعي بأن يطور نفسه بلا قيود ولا حدود، ويعتبر ما يحدث من «أخطاء» و«تجاوزات» هو فرصة تعلم وتطوير، ولكن ما يحصل الآن من قوة تأثير متعاظمة في يد هذا الرجل بات مصدر قلق، وها هي السيناتورة الديمقراطية المخضرمة (المرشحة للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة) إليزابيث وارن تطالب، وبشكل علني، بضرورة تقسيم وتفتيت وتجزئة شركة «فيسبوك»، لأنها باتت «خطراً» بحجمها الحالي (تماماً كما حصل من قبل مع شركة الاتصالات الكبرى «إيه تي آند تي» في الثمانينات الميلادية من القرن الماضي). ويأتي هذا التحذير مع توسع مهم من «فيسبوك» في منتجاتها الفعالة والمؤثرة، وإطلاق خدمات الاتصال عبر الإنترنت، والاستعداد لإطلاق بطاقة سداد إلكترونية، لتصبح واقعياً شركة اتصال ومصرفاً، وهي مسألة ستهدد عروش شركات الاتصالات والبنوك الكبرى، بسبب النجاح المتوقع لهما نتيجة عدد المشتركين الهائل في موقع «فيسبوك» أصلاً.

هذا الطموح ليس بجديد؛ كان لدى مؤسس شركة «آبل»، ستيف جوبز، من قبل، عندما قدم الهاتف الذكي الذي أحدث ثورة الاتصالات الكبرى، واعتبر من خلاله ولادة «الآيفون» بداية عصر الهواتف الذكية، رغبة حقيقية في أن يكون «الآيفون» هو الهاتف الوحيد «البسيط» الذي يلبي كل رغبات مستخدمه واحتياجاته، وأن يكون له «شريحة» واحدة برقم عالمي واحد، وأن يكون مرتبطاً بالأقمار الصناعية البعيدة تماماً عن التحكم من شركات الاتصالات المقدمة للخدمة. وحينها، اعترضت وزارات الاتصالات والهيئات المشرعة والمراقبة للخدمة لأنها «ستحرم» من رسوم وأتعاب وفرصة التحكم، واضطر ستيف جوبز للتنازل عن جزء من حلمه. اليوم، يخدم الذكاء الصناعي أحلام زوكربيرغ ورغبته في «السيطرة» على قرارات الشراء والنشر، وبالتالي التأثير على ما نقتني ونختار بشكل مدروس. الساسة في أميركا بدأوا في إدراك خطورة «توحش» القوة و«توغل» السيطرة، لأن المخاطر سوف تكون جسيمة، ومن الممكن أن تتحدى القوانين الموجودة الآن التي لم يتم تجهيزها لمواجهة هذا النوع من التحدي. مارك زوكربيرغ، ذو الوجه الطفولي البريء، هو وجه مناسب لوحش تقني يكبر بشكل لا إرادي، وإن كان مدروساً. ومع زيادة رقعة السيطرة وحجم التأثير، يترسخ مفهوم خطورة الرجل، وبالتالي ضرورة وضع سقف لذلك الأمر.

 

سوريا في مواجهة وحش «التتريك»

إميل أمين/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

وسط الأزمة الإيرانية الأخيرة، التي تُحدِث كثيراً من الضوضاء وتصدر جلبة مخيفة، يكاد المتابع لشؤون الشرق الأوسط وشجونه يغفل وحشاً آخر يقترب الهوينى من المنطقة بأطماع استعمارية تاريخية، لا تختلف في توجهاتها العرقية وعداواتها التاريخية عما تفعله إيران في المنطقة.

الوحش المقابل للعالم العربي في حاضرات أيامنا هو وحش «التتريك»، بمعنى المحاولات الجارية على قدم وساق من قبل تركيا إردوغان، من أجل بسط صبغتها على جيرانها من العرب، وسوريا في المقدمة، ولو كان الحظ أوفى لها عبر أذرع «الإخوان المسلمين»، لكانت الآن تقرأ أحلامها القديمة من جديد، لكنه من حسن الطالع أن تم وأد المشروع في مهده.

فارق شاسع بين تركيا كمال أتاتورك الذي طلب قبل وفاته من كبير دبلوماسييه، نعمان منمنجي أوغلو، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة، وتجنب المغامرات العسكرية الساعية إلى ضم الأراضي، الأمر الذي جنَّب تركيا ويلات الحرب العالمية الثانية، وتركيا إردوغان التي تسيطر دون أي وجه حق على أراضٍ عربية في شمال سوريا، وتحاول تغيير معالم وملامح الأوضاع الجغرافية والديموغرافية، بل أبعد من ذلك، إنها تسعى إلى محو الثقافة العربية من الأصل عبر أذرع عديدة، منها اللغة والعملة والإعلام.

تتريك سوريا خطة تركية ممنهجة منذ أن دخلت قواتها مناطق الشمال بحجة مقاومة الأكراد المتمردين، وقد بدأت فصولها من خلال مناهج تعليمية مصبوغة بصبغة تركية مطلقة، وبلغة لا علاقة لها بالعربية، وفي خلفيتهم التاريخية الاستعمارية أن هزيمة أي شعب أو أمة تبدأ من عند نقطة إزالة الرصيد الحضاري، وتدمير المعين التاريخي الذي تقوم به اللغة بتقوية جدار النسيج الاجتماعي، والحقد التركي على اللغة العربية تشهد به أحداث عديدة طوال العهد العثماني البائد.

الذين قُدّر لهم السير في شوارع شمال سوريا، حيث الاحتلال التركي الأحدث، اكتشفوا قدر النيات المستقبلية للخلافة الوهمية، التي تظن أن التاريخ يرجع إلى الوراء، عبر إطلاق أسماء تركية على الشوارع، وتغيير أسمائها العربية، بل إلى أبعد من ذلك، فقد حرموا الآباء من تسمية أبنائهم بأسماء عربية، وفرضوا عوضاً عنها أسماء تركية. الخطة التي نتحدث عنها لا توفر الحياة الاقتصادية للسوريين في تلك المنطقة، حيث عمد الاحتلال العثمانلي الجديد إلى بلورة اقتصاد تركي تابع لأنقرة وإسطنبول مباشرة، وبحيث يكون منبتّ الصلة عن دمشق وكبريات المدن السورية، من خلال مجموعة من البنوك التركية المباشرة، التي لا تتعاطى إلا بالعملة التركية، ولا علاقة لها باقتصادات سوريا، ليضحي التغيير شكلاً وموضوعاً.

ما تفعله تركيا في شمال سوريا منافٍ ومجافٍ لجميع الشرائع الدولية، التي تمنع المحتل من أي محاولة لتغيير الهوية التاريخية أو السكانية للأراضي التي يحتلها، ومع ذلك نرى إردوغان وصحبه يقومون بطرد العرب السوريين من مدنهم وقراهم واستبدال بهم وبشكل فج ومباشر، إرهابيين يدورون في فلك الحكومة التركية، التي تيسر لهم التنقل من وإلى سوريا، والدليل على مصداقية ما نقول به توطين الإرهابيين النازحين من الغوطة الشرقية، محل السكان الأصليين، في مناطق مثل إقليم عفرين السوري بنوع خاص.

يكتب الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي، مايكل يونغ، من معهد كارنيغي للشرق الأوسط حول امتلاك تركيا تطلعات استعمارية جديدة في شمال سوريا، مشيراً إلى نيات تركية طويلة المدى في ضم الأراضي السورية إليها مرة وإلى الأبد، بل إن من يقرأ بعمق وتحليل لما يقول، يدرك أن تنظيم «داعش» لم يكن إلا أداة من أدوات تركيا، لتحقيق مطامعها التاريخية في الأراضي السورية، فالأراضي التي استولت عليها تركيا منهم باتت مجبرة على التعاطي باللغة التركية، والمستشفيات يتم فيها الإحلال والاستبدال بأي عنصر عربي، آخر تركياً، بينما تشي معطيات عدة، مثل إشارات السير التركية، وقوات الشرطة المدربة على أيدي أتراك، ومكاتب البريد التي بناها أتراك، إلى أن الدور التركي يتنامى باطراد وبشكل ينذر بالبقاء طويلاً، ودون خطة للانسحاب في المدى المنظور.

ليس سراً القول إن الأتراك لديهم مشروع هيكلة جديدة لمنطقتي عفرين وجرابلس اللتين تسيطران عليهما الآن، وحديث المسؤولين الأتراك في الفترة الماضية لم يبخل بالإشارة إلى كونهما أراضي كانت خاضعة للاحتلال العثماني من قبل.

تركيا اليوم تضيف فصلاً جديداً من فصول الاستيلاء على الأراضي العربية السورية، وقد كان الفصل الأول متمثلاً في احتلال لواء إسكندرون، الذي لا يزال يُعتبر في سوريا المحافظة الخامسة عشرة، ويُطلق عليه «اللواء السليب»، وحتى لا تنسى الأجيال العربية السورية ما فعله الاحتلال طوال العقود الماضية.

ولعل السؤال المثير ختاماً: «هل تستغلّ تركيا حالة الارتباك الحادثة في المنطقة لإشعال حروبها العرقية، وإحياء نزعتها القومية المتطرفة، التي لا تحمل خيراً للعرب؟».

يقتضي الجواب تنادياً عربياً - عربياً، للوقوف صفاً في مواجهة أطماع تركيا ومشروعاتها الاستعمارية في المنطقة العربية. الخلاصة: التتريك الوجه الآخر لعملة «الإخوان» والإرهاب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

اللواء أشرف ريفي: لم نشهد عهداً بهذا السوء منذ أكثر من ٤٦ سنة

نص مقابلة ريفي مع الإعلامية وفاء خليل ضمن برنامج انماء

موقع مرصد نيوز/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75136/75136/

 اعتبر اللواء أشرف ريفي في مقابلة مع الإعلامية وفاء خليل ضمن برنامج” إنماء”، ان المصالحة التي جرت مع الرئيس سعد الحريري هي للمصلحة العامة وليست شخصية، فهي توحُّد للقوة حيث ان الوحدة تعطي قوة والتشرذم يولد ضعفاً، وبالسؤال عن ترشيح النائب ديما جمالي، اجاب، المصالحة هي اتفاق بين فريقين وهو تنازل جزئي مشترك بيني وبين الفريق الآخر، وانا كنت أريد ترشيح شخص آخر بدل يما جمالي التي تتمتع بجودة أكاديمية إنما لم تخلق للسياسة وهذا ما نصحت به الرئيس فؤاد السنيورة  والرئيس سعد الحريري خلال الاجتماع المشترك الذي حصل قبل الانتخابات، حيث اقترحت ترشيح شخص ذو بعد سياسي، وكان دولة الرئيس قد اعلن مجدداً ترشيح الجمالي واعلانه لا يقبل الرجوع واعتبره رد اعتبار للضربة التي وجهت له من المجلس الدستوري والسياسيين الذين كانوا خلفه، لذلك لم يكن بإمكاننا الاصرار اكثر.

ولم يكن خياري الاقتراع لديما جمالي انما نحن نقترع للمصالحة ولوحدة الصف ولخيار الشيخ سعد الحريري لذلك دعيت للاقتراع لخياره، والتقينا عدّة قوى سياسية ولم نستطيع انزال الناس لصناديق الاقتراع ونحن لا نستطيع التحكم بالناس والدليل على ذلك هو الحاصل الانتخابي الذي لا يلائم القوى السياسية التي اجتمعت على تأيد خيار الرئيس سعد الحريري. واضاف، هناك بُعدين لقضية الانتخابات اولهما الاداء السياسي الغير قابل للتغير بسبب التراكم والآخر هو الشخص المرشح الذي يلعب دوراً بالإقبال على القضية وبالأداء السياسي الذي يتيح للناس تقييمه، لذلك كان من الممكن تغيير العامل الآخر وهو ديما الجمالي والذي سيؤثر على إقبال الناس، لذلك لعبنا على العامل الذي يمكن تغييره، وانا نصحت بما كنت ألمس على الساحة الطرابلسية، والامر لا يعود لي فقط بل يعود للرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة الذي قال قد أوافقك الكلام ان جمالي الافضل أكاديمياً وانما لا تجيد السياسة.

واعتبر اللواء أشرف ريفي ان النائب ديما جمالي هي سبب في خسارة تيار المستقبل في طرابلس، ولو اختير شخص آخر ذو قدرات سياسية ويستطيع حمل اوجاع الناس وتطلعاتهم لكانت نسبة الإقبال أعلى واضاف ليست جمالي السبب الوحيد لهذه النتيجة إنما هناك ابعاد أخرى.

وبالسؤال عن الأموال التي تكلمت عنها ديما جمالي انها دُفعت في الإنتخابات، كان الرد، اننا لم نخض المعركة الانتخابية ولم ندخل تفاصيلها بل كنا داعمين سياسياً لها وتمنينا على جمهورنا دعم خيار الشيخ سعد الحريري ودعم المصالحة ووحدة الصف، ومع ذلك لم يلبي الجمهور هذا المطلب حيث اصبح يملك هامش واستقلالية في قراره وهذا ما تبيّن من خلال نسبة الاقتراع التي لم تتجاوز ١٣٪ وهي نتيجة لا ترضينا مقارنة بالماضي حيث كانت تصل إلى ٤٧٪ من جمهورنا، لذلك دعوت لأخذ العبرة من تجربة الانتخابات الفرعية وتلبية طموحات الناس وخياراتهم وحاجاتهم ومطالبهم.

وأوضح اللواء ريفي انه خلال الجلسات لم يطلب شيئاً من الرئيس سعد الحريري ولا يملك اي مطالب خاصة ولن يطلب لذلك هو ليس موعود بأي شيء، بل تمحورت الجلسات بالكلام عن وحدة الصف خاصة مع العواصف القادمة ويأمل بتعزيزها.

وفيما خص جمهور اللواء أشرف ريفي اعتبر ان بعض المناصرين لم يوافقوه المصالحة وراهنوا على خوض المعركة إنما المصالحة تتقدم على الأنانية والبعد الشخصي والمصالح الشخصية، بالمقابل كما هناك جزء رأى في المصالحة والإنسحاب من المعركة الانتخابية سلبية هناك جزء رأى فيها ايجابية كبرى من الجمهورين، جمهوري وجمهور تيار المستقبل، حيث أيّدوا وحدة الصف، وكأي قضية هناك المؤيد وهناك المعارض، واعتبر ان المؤيدين للمصالحة اكبر من المعارضين.

قال اللواء ريفي انه لا يعمل في التفاصيل الآنية، وانه يعمل على استراتيجية وقناعته التامة فطالما دويلة حزب الله والوصايا الايرانية حاكمة وفي بعض المناطق هي أقوى من الدولة لن يكون هناك بلد مستقل.

وعن ثقته بالقضاء اللبناني قال ريفي أن ثقته لها حدودها، ولكن بعض القضاة يحاولون استرضاء السلطة طمعاً اما بموقع معين او بجاه، ويقول ان القضاء اللبناني لا يزال بخير ولكن يوجد البعض مثل أي دول العالم يفضلون مصالحهم الخاصة على الحكم العادل.

البعض يعتبر كأن البلد مزرعة يملكونها يحضرون عائلتهم وينصّبونهم. ارتقوا قليلاً الى مستوى المسؤولية الوطنية، الى مستوى رجال الدولة. هذا العهد فاشل وقد يكون اسوأ عهد تمر فيه الجمهورية اللبنانية، لم أشهد له مثيل منذ أن بدأت خدمتي العسكرية إلى فترة تقاعدي التي تجاوزت ال ٦ سنوات، عهدٌ تُدار فيه البلاد وصلنا لمرحلة الفساد الوقح وأكبر دليل جبران باسيل فنحن الآن نعلم من هو الفاسد في الجمهورية لم يعد هناك أشياء مخفية الجميع يعلم من يأخذ رشاوى ومن يبيع سمسرات.

وأضاف قائلاً، نحن نعاني من مرض وجود الدويلة والتي أصبحت اقوى من الدولة، فقد تفرع لدينا فساد غير مشروط الذي أصبح كخطورة السلاح الغير مرخص.

جبران باسيل نموذجٌ عن الفساد ولكنه ليس الوحيد.

ادعو لإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة مع تغيير الطبقة السياسي. اتهمت جبران باسيل بالفاسد الأكبر ولم يتم استدعائي الى المحكمة لتقديم ملفاتي، لم أُعطى فرصة لابرز الملفات التي بيدي فعرضت الموضوع للرأي العام واريتهم ما املك.

وعن سؤاله ما اذا كانت حربه مع باسيل ستأخذ لبنان نحو العقوبات الدولية قال ريفي بأن الدول لا تنتظره، هو يبقى على المستوى الداخلي والدول لديها حسابات اخرى.

وعن ما أُشيع عن استباحته امن المطار ردّ اللواء انه لم يتكلم عن أمن المطار، بل عن الفساد فالتهرب الضريبي في المطار والمرفأ وعلى الحدود البرّية يساهم في إغراق البلد بديونٍ إضافية.

نكر اللواء ريفي التهم الموّجهة اليه حول مبلغٍ دفعه لمديرية الخدمات الاجتماعية بدل محروقات وأوضح بأن نهاد المشنوق قد اتى ونظر لكل ملفات قوى الأمن الداخلي محاولةً منه لحرق كل زُعماء السنة وتزعّمه هو، إلا انه لم يجد شيئاً غير ملف المازوت فتكلم معه في البداية مُحاولاً استفزازه فما كان من اللواء إلا ان اجابه بكل ثقة طالباً منه تحويل الملف للقضاء ان اراد وفعلاً حوله للمحكمة العسكرية التي بدورها انهت محاكمتها واغلقت الملف معتبرةً ان كل الإجراءات التي قام بها له حقٌ بفعلها بصفته مديراً عاماً وقد سلّف المديرية لقاء ضمانات إلى أن أتى بعده مدير فاسد اخذ النقود وعوقب من المحكمة العسكرية فيما بعد . وفي سؤال عن اتهامه للمسيحيين بدعمهم لحزب الله، اجاب بانه قال “بعض المسيحيين” ولم يشمل الجميع، فهناك مسيحيو ١٤ آذار والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وغيرهم سياديون .

وعن سؤاله حول الملف الإنمائي في طرابلس واذا ما كانت الوعود ستنفذ وستبقى الصفوف موحّدة ام ان علاقته مع الرئيس الحريري ستتراجع بسبب مواجهاته مع باسيل، اجاب اللواء ريفي ان نتائج الانتخابات كانت اكبر رسالة للطرابلسيين فإذا لم تنفذ الخطط الانمائية سيكون حساب طرابلس عسيراً في الانتخابات القادمة وستُحاسِب كما حاسبت في انتخابات البلدية حين فاز على جميع الأحزاب السياسية وفي انتخابات ال٢٠١٨ تراجعت قوّة كل الفرق السياسية وكانت الانتخابات الفرعية المثال الأوضح ، فإما ان تعدوا الشعب الطرابلسي وتنفذوا وعودكم واما يكون الحساب عسيرا.

وعن الخلاف القائم حول مزارع شبعا اكدّ اللواء ريفي لُبنانيتها واضاف انه يجب تقديم سند والسند موجودٌ في سوريا واعتبر ان على السوريين في هذه المرحلة ترجمة وعودهم الشفهية وتقديم خريطة للامم المتحدة يعترفون فيها بلبنانية هذه المزارع التي تُستخدم شمّاعة وحتى لا تستخدم بهذه الطريقة على اللبنانيين أن يفعلوا كما قال وليد جنبلاط المطالبة بها وبوثائق ملكيتها.

ولمن اعتبره جاسوساً اميركياً ضد حزب الله في لبنان ردّ اللواء ريفي بان بوقاً صغيراً روّج لهذا الكلام ولن يوَتِّره، وتوجه ريفي للبنانيين قائلاً : ”انا كنت لواءً في الجمهورية اللبنانية وسأبقى لواء سواءً امنياً او سياسياً، انا لبنانيٌّ، عربيٌّ اكثر من تلك الابواق واكثر من حزب الله”.

ختاماً، رأى ريفي ان لبنان يمرّ باوضاعٍ صعبة، حساسة ، دقيقة وخطرة واننا امام محطتين رئيسيتين الأولى الحزم في العقوبات على ايران والثانية الإعلان عن صفقة القرن، مما يأخذ المنطقة إما الى ضغوطات اقتصادية هائلة على ايران واما الى الحرب .

وتوجه للبنانيين قائلاً ” نحن لدينا مرض عضال اسمه حزب الله والسلاح الغير شرعي للدويلة وان اردنا القيام بالدولة علينا التخلص من هذا المرض وبالجهد نفسه التخلص من تداعياته كالهدر والتهرب الضريبي … تحدياتنا كبيرة وان لم نعمل على أساس المشكلة نكون قد أهدرنا الوقت.

https://marsadnews.org/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%85-%D9%86%D8%B4%D9%87%D8%AF-%D8%B9%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%8B-%D8%A8%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84/?fbclid=IwAR1GKdtuR9wdZVACMgr9cDR1kL3iFwUW8iM7OT4zURWUoh6lRGz2iZ9XXiY

 

رئيس الجمهورية التقى عصام سليمان والداود وشارك في إفطار ضباط الحرس الجمهوري: وحدة الصف أهم من أي شيء ومدعوون لنكون يدا واحدة

الخميس 23 أيار 2019 /وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان عمل المجلس، ونتائج مشاركة رئيسه في الدورة الثامنة لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية الفرانكوفونية التي انعقدت في مدينة مونتريال في كندا، وفي المؤتمر الذي تمحور حول الدستور والامان التشريعي.كما اطلع الدكتور سليمان رئيس الجمهورية على الوسائل التي اعتمدها المجلس الدستوري "لتعزيز موقعه بين المحاكم والمجالس الدستورية الفرانكوفونية، ومنها ترجمة قرارات المجلس الدستوري الى الفرنسية ونشرها في مجلدين، وقد وزعت على المحاكم والمجالس الدستورية الفرانكوفونية بواسطة البعثات الديبلوماسية اللبنانية".

الداود

واستقبل الرئيس عون النائب السابق فيصل الداود واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة. وقال الداود بعد اللقاء: "نثمن عاليا موقف فخامة الرئيس والجهود التي يبذلها لإنقاذ البلاد، من خلال اصدار موازنة تحصن لبنان بعد التركة الثقيلة التي خلفتها الحكومات السابقة. ونقدر خصوصا ما يقوم به فخامته على الصعيد الاقتصادي في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، الذي يواجه ايضا ظروفا اقليمية ودولية خطرة ومتغيرات في منطقة الشرق الاوسط خصوصا. والواضح ان رئيس الجمهورية يعمل على ترسيخ اطر الدولة القوية ومؤسساتها وفقا للمصلحة الوطنية العليا"، واشار الى انه بحث مع الرئيس عون "في عدد من المطالب الحياتية لمنطقة راشيا والبقاع الغربي خصوصا بعد اقرار الموازنة".

افطار مع ضباط الحرس الجمهوري

وكان الرئيس عون شارك غروب امس في الافطار الذي اقامه قائد لواء الحرس الجمهوري العقيد الركن بسام الحلو في مقر نادي الضباط في لواء الحرس، والذي حضره ضباط اللواء الذين التقاهم رئيس الجمهورية وتناول الافطار معهم.

الحلو

والقى العقيد الركن الحلو كلمة، رحب فيها بالرئيس عون، شاكرا له مشاركته، وقال: "مثل كل سنة نجتمع نحن وضباط اللواء لمناسبة شهر رمضان المبارك، متمنين ان يعيده الله على الجميع بالخير والبركات. وافطار هذه السنة مميز، اذ شرفنا فخامة الرئيس بالحضور. واستفيد من هذا اللقاء لأؤكد لفخامتكم اننا سوف ننفذ كل المهمات الموكلة الينا باندفاع وحرفية عالية وفق توجيهاتكم. وعهدنا ان نواكب مسيرتكم في كل الظروف، وكلنا ثقة بانكم سوف تقودون سفينة الوطن الى بر الامان. كل عام والوطن وفخامتكم والجيش ولواء الحرس بالف خير".

رئيس الجمهورية

ورد الرئيس عون معربا عن سعادته لوجوده مع قائد لواء الحرس الجمهوري وضباطه، مستذكرا محطات في حياته العسكرية، مركزا على "اهمية ان يكون الجيش، ضباطا ورتباء وافراد قبضة واحدة يعملون سوية بالتزام ووفاء، لان وحدة الصف تبقى اهم من اي شيء آخر".

وقال: "لقد جمعتنا دائما محبة الوطن والاستعداد لتحمل المشقات، واليوم نحن مدعوون اكثر من اي وقت مضى لأن نكون يدا واحدة، لانه بالوحدة ننجح في اداء المهمات المطلوبة مهما كانت طبيعتها".

وعايد الرئيس عون ضباط اللواء، متمنيا لهم ولعائلاتهم الخير والامان ودوام النجاح.

 

باسيل بعد اجتماع التكتل: نريد أن نحل أكبر عدد من المشاكل واتفقنا على نسبة عجز 7% وإذا تجنبنا كلفة الإصلاح فلن نحقق شيئا

الخميس 23 أيار 2019/وطنية - عقد تكتل "لبنان القوي" اجتماعا استثنائيا في المقر العام ل"التيار الوطني الحر" في ميرنا الشالوحي، عقبه مؤتمر صحافي لرئيس التكتل وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، تناول فيه موضوع الموازنة.

وقال: "نمر في وضع اقتصادي ومالي استثنائي في البلد، والمطلوب منا موازنة تقشف وإصلاح وفي الوقت نفسه موازنة تعالج العجز المالي، ولكن تعالج ايضا العجز التجاري اي موازنة فيها مال، واقتصاد وفي الاقتصاد يتعلق موضوع النزوح، لان في ظله سيبقى اللبنانيون من دون عمل".

اضاف: "النتيجة التي نتوخاها من الموازنة هي اولا ثقة الناس بالدولة، وارتياح من الاستثمار، وثمة إصلاح حقيقي في لبنان، اضافة الى عودة الثقة في الأسواق، اي ان يرفع التصنيف لبنان. كما نريد أن يحصل انخفاض ونهدف إلى خفض الفوائد، وإيجاد حركة اقتصادية ناشطة. ومن هنا ينظر إلى الموازنة من زاوية تحقيق هذه الأهداف". وتابع :" حكي اليوم عن مشكلة في الموازنة، ومشكلة الخلاف الأساسية هل وصلنا إلى ما نريد أم لا؟. في الاصلاح، في القضاء، في الإهدار، في خفض العجز، في التقشف، نحن نريد أن نطمئن اننا أصبحنا على بر الأمان ومرتاحين الا مشكلة. البعض في الحكومة يعتبر ان ما انجزناه في الموازنة كاف، ونحن نعتبر خلاف ذلك، ويمكن ان ننجز أكثر، وهذه هي المشكلة. ولا احد يأخذنا الى مكان آخر، لاننا أمام فرصة لن تتكرر، لان الوضع صعب الى هذه الدرجة، ولاننا يجب أن نخاف من الوضع، ويجب أن نتصرف مع وجود رئيس كالعماد ميشال عون ورئيس حكومة يعي المشكلة ومستعد للعمل، ووزير مال جريء ويطحش في الموضوع، ويقوم بما يجب، فإلى أين يجب لن نصل لنتجنب هذا الانهيار؟. ربما البعض يريد أن يترك البلد والعهد تحت وطأة الازمة، وربما في الخارج يريد البعض الا يرتاح لبنان للامساك بقراره الاقتصادي والمالي... وأما نحن فنريد نتائج مضمونة لان في الوضع العادي هي غير مضمونة، فكيف اذا حصلت أمور غير مرتقبة كارتفاع اسعار النفط او أزمة في المنطقة، ام يمكن لمجلس النواب ان يلغي مواد في القوانين، ما يؤدي إلى ارتفاع العجز".

واردف باسيل: "لقد اتفقنا على نسبة عجز 7 في المئة في مجلس الوزراء، وبنتيجة النقاش والجلسات اليومية نضيف مواد ونزيد الخفض. لذلك وقت النقاش يكون منتجا، واحيانا غير منتج، ولكننا نحقق نتائج. والسؤال هو أين سنصل؟. أقول للبنانيين بكل صراحة، الأمر الأساسي الذي اعترضنا ان ثمة تفكيرين: تفكير يريد ارجاء 90 في المئة من المشاكل الى وقت لاحق، ونحن نريد أن نحل اكبر عدد من المشاكل، لان البلد في حاجة إلى هذه الدرجة من الإصلاح. هذه هي القضية بكل بساطة. الخلاف ليس مع شخص بل مع أكثر من فريق في الحكومة، على هذا الموضوع وعلى التأجيل ورفض الخفض ورفض الإصلاح ورفض تطبيق قانون، وهذا الموضوع واسع ومتشعب". وأكد: "كلنا نريد الموازنة وستنجزها وأنا أطمئن اللبنانيين، وكلنا نريد خفض العجز وسيكون كذلك ولكن السؤال اذا كان في إمكاننا ان خفض العجز اكثر، وكلنا نريد أن ننتهي من الموازنة سريعا، لان الجميع يخسر في تأخير الموازنة، وانا اولهم، وكل لبنان سيخسر. وإذا تمكنا من الخفض اكثر، فلا يعني ذلك أن ثمة خاسرا ورابحا. إن الجميع يبغون خفض العجز، ولكن ما ينقصنا هو ما قلته في الجلسة الأولى في بعبدا، وكررته في الجلسة الثانية في السرايا، وهو القرار السياسي اننا مستعدون ان نحمل كلفة خفض العجز وتكون الموازنة اصلاحية وتقشفية. ومن اجل ذلك ثمة كلفة يجب أن يتحملها الجميع، بالتنازل عن الامتيازات الموزعة من التسعين، وبوقف الإهدار على المستفيدين وليس على اللبنانيين الذين سيستفيدون من ذلك، ووقف المساهمات والحالات الشاذة والتوظيف العشوائي، فلكل إصلاح كلفة وهذه الكلفة ستقع على أحد، وإذا تجنبناها فلن نحقق شيئا ولكن الانهيار سيطاول الجميع".

وقال باسيل: "نحن فريق رافض لاستمرار الوضع على ما هو منذ التسعين وحتى اليوم، ويجدون حجة لكل ما نطرحه، مثلا اذا طرحنا تطبيق قانون تملك الأجانب يجيبوننا اننا نهربهم، وإذا طرحنا تغريم المؤسسات غير الشرعية، يقولون لا يمكن أن نزيد على الناس، إا طرحنا موضوع مرفأ بيروت والميدل ايست والاتصالات واقفال مؤسسات، يكون الجواب ان ذلك في حاجة إلى دراسة، ونحن ندرس منذ عشر سنوات، ونؤجل من سنة الى سنة. وإذا طرحنا غرامات وإجراءات مشددة على العمال الأجانب لنوفر فرص عمل للبنانيين يقولون ان المجتمع الدولي يمتعض من ذلك، وإذا طرحنا أقفال المعابر غير الشرعية مع 128الف رجل أمن في البلد يقولون ان التواطؤ داخل الأجهزة الأمنية ولا يمكن القيام باي شيء، وإذا قلنا مساعدة البلديات لمسح المخالفات وتفيد وزارة المالية وخفض التهرب الضريبي يقولون لا إمكان لذلك، وإذا أردنا زيادة الضرائب على أصحاب اليخوت الذين كلفتهم اقل من كلفة سيارة يقولون اننا نهرب السواح وأصحاب المال، فكيف يمكن أن نحقق شيئا؟".

أضاف: "نحن كفريق لدينا خطة اقتصادية وفريق اقتصادي وافكار شاملة وخطة واضحة لحل الازمة ولا نفرضها على احد، ونحن متجاوبون جدا. نعلم اننا لا يمكن أن ننجز كل شيء لكن لدينا مسؤولية. صحيح اننا اكبر كتلة في الحكومة، ولكن لا نملك الأكثرية، لذلك لا يقر كل ما نطرحه، لاننا لا نملك النصف زائدا واحدا ولا الثلثين. وأكثر ما يمكن القيام به هو عدم الموافقة. وعندما تنتهي هذه الموازنة سنسأل هل قمنا بما يرضي اللبنانيين ويعطيهم الثقة اللازمة، فهذه هي خلفية كل موقفنا، وكل ما قمنا به اننا رفعنا السقف منذ البداية، والوزراء يشهدون على ذلك، وهذا لا يعني اننا نحل مكان احد والموازنة هي عمل الحكومة مجتمعة وهي العمل الوحيد الذي تشترك فيه كل الدولة. وكان ثمة انفتاح منذ البداية، ولم يفرض احد أفكارا، بل كنا نطالب بالمزيد من الأفكار والاقتراحات". وتابع: "إن النتيجة التي نريدها في موقفنا كانت فيها مصلحة الاقتصاد والمالية العامة، وليس الشعبوية. لقد قمنا بالتضحية اللازمة واحتملنا ما احتملناه من الناس والإعلام والسياسيين كي لا نكون أمام حالة مسكنة أو عملية ترقيع، بل لنذهب الى عملية إصلاح شامل ونحصن وضعنا المالي والاقتصادي، وليس فقط معالجته بطريقة موقتة أو تسكينه بالدواء. نريد معالجة جذرية، وحقنا أن نقول هذا، وليس في ذلك تهجم على أحد أو انتقاص من أحد، بل فيه مساعدة لبعضنا البعض. لقد قدمنا من جانبنا التضحية اللازمة في كل شيء، حتى في وزاراتنا أظهرنا أننا نخفض وما زلنا قادرين على التخفيض، وبتنا نعلق تخفيضنا على تخفيض الباقين، وتصبح النتيجة أن هناك من زاد موازنته، ونقول هذا تقشف".

واردف: "في موضوع صندوق المهجرين أعطينا المثال، أننا نريد إقفاله، وقدمنا اقتراح قانون من أجل ذلك ومن أجل إلغاء الوزارة، فهذه الوزارة ستلغى، إذ من غير المعقول أن تزداد المدفوعات في كل عام كأن عدد المهجرين يزيد، عوض تخفيض الرقم المطلوب. لقد أظهر الوزير غسان عطا الله في دراسة أجراها أنه خفض من ألفي مليار الى ألف وثلاثمائة وخمسين مليارا الى ستمائة مليار، وتصبح في النهاية وزارته صفرا، فهذا هو المكان الذي نجري فيه إصلاحا حقيقيا. نحن نقفل ملفا وطنيا وجرحا وطنيا حقيقيا بألا نتحدث بعد الآن عن مهجرين في البلد. وفي المقابل، نجد مؤسسات وصناديق لا تتزحزح؟ وداخل مجلس الوزراء هناك إقرار بأنه لا داع لها". وقال: "حتى في موضوع الجيش - ونحن آتون من رحمه وشرفنا أننا منبثقون من هذه المؤسسة - قلنا نحن مستعدون سياسيا لأن نضحي، ونعرف أن الجيش الذي ضحى بحياته وما زال يقوم بالتضحيات، لكنهم يضعون في مقابل الجيش قوى الأمن، مع أن هذا الجيش هو لكل البلد وقوى الأمن كذلك. هذه المؤسسات غير تابعة لفريق معين، وإن كان على رأسها مسيحي أو سني أو شيعي، نحن نقول نريد حلا عادلا، إذ من غير المعقول أن يطبق على دركي في مخفر أو عسكري في مستوصف بالبترون تدبير رقم 3 كأنه واقف على الجبهة طوال حياته. أدرك أن هذا الكلام الذي أقوله مكلف، ولكن هذا ما يصلح البلد. وأعرف أنهم مستعدون للتضحية به، من القيادة والوزير، الى كل الأفراد، كي نتمكن من إنقاذ البلد وننجو جميعا، وحقهم أن يقولوا، وأنا لا أنسى العميد الذي قال لي، أنا لا أعطي فقط نصف راتبي، بل حياتي، والآن أعطيكم راتبي كله ولكن اضمنوا لي وقفكم للهدر والفساد، وهذا حقه".

وأردف باسيل: "لهذا قلنا لهم في الحكومة، فلنذهب الى وقف كل شيء كي نجعل الناس يصدقوننا إذ كيف تطالبونهم بأمر ما وأنتم لا تتخلون عن شيء، فهل هذا مشروع مشكلة أو مشروع حل للبلد؟ فهل ندرك كلنا أن هناك حالات نافرة ولم تعد مقبولة في البلد؟ وهل تتطلب معالجتها كل هذا؟ ليس هذا كله للطرح اليوم، ولكن في المقابل ليس كله للتأجيل. لقد مضى على وجودي في الحكومة 10 سنوات، وما زلت أسمع التأجيل نفسه". وتطرق إلى "بناية الإسكوا"، وقال: "منذ عام 2008، أكتب وأطالب مجلس الوزراء، فالدولة اللبنانية تدفع 9 ملايين دولار ونصف سنويا على مبنى، وهي تعجز عن نزع إيجاره، فبمائة وخمسين مليون دولار كنا اشترينا مباني عدة". وتطرق إلى "المعابر غير الشرعية"، وقال: "من سيصدق أننا لسنا قادرين على ضبطها".

أضاف: "من غير المعقول أن نتخذ في مجلس الوزراء قرارا بأننا نريد شهريا تقريرا من وزارة الدفاع، وهذا وزير عندنا ونريد تحميله مسؤولية، ووزير المال، ثم يقال "لا ترهقوا قلبكم"، ولا نضع أي رقم في الموازنة، ولن نتمكن من تحصيل أي شيء، وسيبقى التقرير كما هو".

وتابع: "من المؤكد أننا لن نكون قادرين على مطالبة الناس بأن يخفضوا أي شيء، فسيلجأون الى التظاهر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المؤسسات والصناديق والنواب السابقين الذين يبلغ عددهم 397، والذين طالبنا بألا تقطع رواتبهم مرة واحدة، بل بتخفيفها تدريجيا. إذ، هل من الطبيعي أن يواظب الشعب اللبناني على دفع مخصصات نائب عن عام 1947 توفي هو وزوجته، وابنته تطلقت، وهي تقبض راتبه فقط لأنه كان نائبا لدورة واحدة؟ هناك أيضا حالات نافرة أخرى كثيرة. لقد أعطينا مثالا كيف نبدأ بأنفسنا نحن كنواب حاليين، وكيف يمكن أن نعطي لدورة أو دورتين، ولكن مدى العمر؟".

وتابع: "وصلنا الى إصلاحات عدة في هذه الموازنة، وهذا أمر جيد لكل الذين ساهموا فيه، بدءا ممن وضع الموازنة وزير المال، وصولا الى كل الأطراف التي تجاوبت، ولكن يبقى ذلك غير كاف، وحقنا أن نقول إننا نريد أكثر. لقد وصلنا إلى عجز مقبول مقابل ما كنا عليه، لكنه يبقى غير كاف، كأننا مرتاحون، نقبض على الاقتصاد ونجري هندسات مالية وأمورا حسابية من أجل خفض هذا العجز، ولكن نحن نريده بنيويا وحقيقيا أكثر. إنه غير كاف ونستطيع خفضه أكثر بعد".

وقال: "فضلا عن بنود الموازنة، قمنا بأمر جيد في الحكومة هذه المرة، فإلى جانب تشريحنا لوضع الدولة وتفاهمنا مع بعضنا البعض نظريا حتى يحين التطبيق على توجهات جديدة في البلد، وهو أمر مشجع، اتخذنا قرارات وزارية في ملفات عدة، وكم كان مضى على جهادنا من أجل صدورها، وتحقق ذلك".

وأردف: "أنجزت أمور كثيرة، ولكن يبقى ذلك غير كاف لمعالجة وضع استثنائي في البلد. أريد أن أتمكن بعد إنجاز الموازنة من أن أقول الى اللبنانيين: نحن مطمئنو البال، قد نكون آلمناكم في مكان ما، ولكن من المؤكد أن هناك حلا دائما، ولكن أن نوجع اللبنانيين من دون وعدهم بحل دائم، فهذا غير مقبول، في وقت الحل موجود ومتوافر".وختم: "ما سنقوم به هو أننا سنمضي بعملنا الإيجابي، فلسنا مصرين على أي أمر ولا نضغط في أي موضوع، بل نريد أن ننهي بسرعة وننتهي غدا. هناك اقتراحات عملية مردودها المالي والإصلاحي والشعبي حقيقي، ولكن أخذها يتطلب بعض الجرأة. بعد ذلك، نصعد إلى قصر بعبدا لنتلقى دعما قويا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من أجل القيام بالمزيد. وما لم نتمكن من إنجازه، نتركه لكم في مجلس النواب، بدءا من لجنة المال والنواب، ولكن ليس لتخريب الموازنة وليس الإنقاص، بل لإضافة وإنجاز الأفضل. وإن شاء الله في حزيران، برغبة مجلس النواب والحكومة تكون لدينا موازنة، وإن كانت ليست على مقدار طموحنا، ولكن بمقدار ما تطمئننا إلى أنها تكفينا للبدء بموازنة عام 2020، ونتمكن من إنجازها هذه المرة في الوقت المحدد، وندخل سنة 2020 بموازنة أكثر إصلاحا وتقشفا ووعدا للبنانيين بمستقبل مزدهر".

أسئلة

وردا على سؤال عما يحصل، وعن إظهار الرئيس الحريري وكأنه عاجز عن اتخاذ قرار قال باسيل: "هذه تحليلات صحافية غير موجودة، وثمة سبب أساسي في المشاكل يكمن بوجود وزراء من داخل الجلسة، يحرضون إعلاميين اوموظفين في الدولة. وواقع الحال ان الموازنة ليست لي ولا للتيار ولا للتكتل، بل هي لكل لبنان. واذا اصبنا فيها فستكون المنفعة لكل لبنان.

هذا ليس موضوعا شخصيا ولا سياسيا، أو لمجموعة، بل الموازنة لكل اللبنانيين. ونحن نساعد بكل ايجابية، ونقدر كل تعاون إيجابي لنصل الى نتيجة مرضية. واذا كانت هذه الموازنة تؤمن لنا الراحة المالية والاقتصادية ولو موقتا، في انتظار موازنة افضل، أقبل بها ولكن من حقي أن اخاف من اي دعسة ناقصة قد تحصل لاننا لم نعد نتحمل".

وعن كلام وزير المال عن ان معالجة الكهرباء يجب أن تكون الأساس بخفض العجز قال الوزير باسيل: "لم ندافع يوما عن الكهرباء، مع انها تشكل 10 في المئة من العجز، مقارنة مع أمور أخرى يبلغ فيها العجز 35 في المئة، ولقد أخرنا حل هذا الموضوع عشر سنوات، بالطبع ثمة كلفة 18 مليار خلال السنوات العشر الماضية، ويحب إيجاد الحل. ولكن يجب أن يطبق ذلك على كل شيء، ونحن في الكهرباء قمنا بواجباتنا، والوزيرة وضعت ثالث تعديل على خطة الكهرباء. واذا سرنا على البرنامج المتفق عليه في الحكومة، سينخفض عجز الكهرباء في السنة المقبلة الف مليار او الف و500 مليار، وفي السنة التالية يصبح العجز صفرا. نحن نعالج مشكلة ورثناها، ونعترف بحقيقتها، ومصرون على معالجتها على رغم كل شيء، وحق اللبنانيين علينا أن نصل الى عجز صفر، ونعطيهم 24 ساعة كهرباء، ولكن نريد أن يتبع الجميع النهج نفسه".

وعن المماطلة بالاصلاحات في الموازنة، أشار إلى اننا "في حاجة إلى معالجة مئة مشكلة كموضوع النازحين، فنحن نطالب منذ ست سنوات بورقة سياسة النزوح لنتخذ القرار بذلك. ثمة 5 آلاف سوري فقط يحملون اجازة عمل في لبنان، في حين يجب على كل العمال السوريين ان يحملوا هذه الإجازة، ويدفعوا الرسوم، ومن لا يحمل اجازة يجب أن يغرم".

وعن اسباب عدم الاخذ في الاقتراحات التي تقدم بها قال: "لقد طرحناها امس ضمن السياق العام، ووافق عليها الكثير من الأطراف، وكذلك وزير المال وافق عليها جميعها".

ورأى ان "ثمة مصلحة فيها" ولكنه تعب من النقاش، ويريد الانتهاء منه. وأنا افهم ذلك ونحن ايضا نريد الانتهاء، لذلك يجب أن تتضامن مع بعضنا لنذهب الى مجلس النواب ونعمل على خفض العجز اكثر".

وختم باسيل: "لست وزير المال، انا واحد في هذه الحكومة، وأقدم أفكارا في هذا النقاش المفتوح، وقد قمنا بنقاش صحي وايجابي، بدأنا ب 60 مادة قانونية، واصبحت اكثر من 90 نتيجة النقاش الذي شاركنا فيه جميعا. ولا يمكن لأحد أن يحل مكان احد في هذا البلد وكلنا نتعاون مع بعضنا بكل ايجابية، لنريح الناس ولن نفتعل مشكلة مع احد بل سنجد حلا للناس من خلال موازنة جيدة".

 

الوفاء للمقاومة: رغم التحسينات في بنود مشروع الموازنة تبقى المقاربات بعيدة عن تجسيد رؤية اصلاحية متماسكة

الخميس 23 أيار 2019 /وطنية - أعلنت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان إثر اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك، بعد ظهر اليوم، برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، أنه "عشية اليوم الخامس والعشرين من أيار، نفتح نافذة المقاومة والتحرير لنرتل آيات النصر، ولنطل من مقام السيادة الوطنية مستعيدين ممارسات الاحتلال والمعاناة والتضحيات التي تحملها شعبنا على مدى عقدين من الزمن، ومستحضرين بطولات أهلنا والمقاومين الابطال، ومواقف العز والاباء التي وقفها أبناء شعبنا ليسطروا للأجيال المقبلة أن الانتصار على العدو واستعادة الكرامة تطلبا سخاء في بذل الجهود والدماء والارواح، وان اي تفريط او استخفاف بهذا الانتصار وبتلك الكرامة هو هدر موصوف واستهتار لن يغفره الناس مهما طال الزمن". وأشارت الى أنه "في الذكرى التاسعة عشرة ليوم المقاومة والتحرير، لا نزال في الجنوب المحرر وفي بقية المناطق التي عانت غيابا رسميا مزمنا كما في بعلبك الهرمل والبقاع وعكار والضاحية الجنوبية لبيروت، نستشعر الحاجة الى زيادة فاعلية مؤسسات الدولة فيها وتسريع عملية الانماء واعادة تأهيل البنى التحتية وتنفيذ مشاريع الكهرباء ومياه الشفة والري وتعزيز تواصل الدورة الاقتصادية في هذه المناطق لتتكامل مع الدورة الاقتصادية في مختلف انحاء البلاد. ان لبنان اليوم ماض في الدفاع عن سيادته ورفض كل محاولات دفعه للانخراط في منظومة التبعية لهذه الجهة الدولية او تلك". ووجهت الكتلة التحية الى "شعبنا الابي والمقدام والى مقاوميه الابطال وجيشه الوطني الباسل، والى كل من اسهم في صنع التحرير وصان هذه المعادلة التي انجزت وتنجز الانتصارات"، مشيرة الى أن "الاستخفاف بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، أو التخلي عنها هو تهديد للوطن وأمنه واستقراره وعبث بكل تضحيات ابنائه وجنوده ومقاوميه. فضلا عن كونه استجابة وضيعة لمطلب العدو الاسرائيلي الذي هزمته هذه المعادلة فيما فشلت كل المعادلات والخيارات الاخرى في ردع العدو وكبح جماح اعتداءاته، وحماية البيئة الوطنية لتعزيز دور الدولة وبسط سلطة القانون ومباشرة التنمية وتعزيز الوحدة الوطنية والامن الاجتماعي والسياسي".

ولفتت الى أنه "في اجواء عيد المقاومة والتحرير، يوشك مجلس الوزراء اللبناني على انجاز مشروع موازنة العام 2019 واحالته الى المجلس النيابي. وعلى الصعيد الاقليمي، تواصل الادارة الاميركية تصعيد التوتر ضد ايران عبر اصرارها على مواصلة فرض عقوبات آحادية لا تحظى بتأييد القانون الدولي، ولا ينجم عنها الا التهديد للامن والسلم في المنطقة والعالم". وأشار البيان الى أن "كتلة الوفاء للمقاومة ناقشت الاوضاع المحلية والاقليمية الراهنة، وجددت "في اجواء عيد المقاومة والتحرير، تمسكها بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تختصر مضمون الاستراتيجية الوطنية الناجعة للدفاع عن لبنان"، مؤكدة ان "العدو الاسرائيلي الذي يشن حربا تحريضية متواصلة لاسقاط هذه المعادلة التي هزمته اكثر من مرة خلال عقدين ونيف من الزمن، انما يريد ان يكشف أمن لبنان وينتهك سيادته ويثأر لهزائمه على أيدي اللبنانيين، ولذلك فإن الواجب الوطني يستدعي من جميع القوى الشريفة والوطنية ان تسقط المطلب الاسرائيلي وتترفع فوق حساسياتها الصغيرة لتحقق مصلحة الوطن العليا وتصون قدرته على التصدي للمعتدين الارهابيين، صهاينة كانوا ام تكفيريين". وأوضحت الكتلة أنها "رغم معرفتها ببعض التحسينات التي طرأت على بنود مشروع الموازنة للعام 2019 الا ان المقاربات بقيت بعيدة عن أن تجسد الموازنة رؤية اصلاحية متماسكة، على الرغم من بعض التخفيضات في الانفاق واقفال بعض ثقوب الهدر للمال العام وزيادة بعض الايرادات"، لافتة الى أنها "مع ذلك تدعو الى احالة المشروع بسرعة الى مجلس النواب لمناقشته واقراره بعد تصويب ما يمكن تصويبه، لتلافي الخلل الذي يصيب انتظام الحسابات المالية للدولة مع كل تأخير في انجاز الموازنة عن موعدها الدستوري المقرر". وأعلنت أنها "تقدمت خلال الفترة القليلة الماضية بمجموعة اقتراحات قوانين في مجال التصدي لبعض مكامن الفساد وفي مجال الانماء وحماية البيئة، وقد سلك بعضها نحو اللجان النيابية للنقاش"، آملة ان "تلقى الاقتراحات المطروحة تفاعلا ايجابيا بين الزملاء النواب ليصدر التشريع مراعيا للاصول ومستجيبا لمصالح اللبنانيين عموما". ودانت الكتلة مجددا "صفقة القرن وكل صفقة تستهدف انهاء القضية الفلسطينية والغاء حق العودة للشعب الفلسطيني الى كامل ارضه في فلسطين وحقه في تقرير مصيره بإرادته". كما دانت "كل الاطراف الشريكة في مثل هذه الصفقات"، مؤكدة "عقم كل المحاولات التي تتجاوز حقائق التاريخ والقانون وتتعمد شرعنة الباطل على حساب الحق واصحابه. ولن تنفع كل التوترات الاشغالية في الخليج والمنطقة في صرف انتباه الشعوب عن نصرة قضية فلسطين والتصدي لمؤامرات تصفيتها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ل 23-24 آيار/2019/

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

Click on the link below to read the whole and detailed LCCC English News Bulletin for May 24/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75148/detailed-lccc-english-news-bulletin-for-may-24-2019/

 

واقع الحكومة اللبنانية بعد 113 يوماً على تشكيلها

خليل حلو/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75130/%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%AD%D9%84%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%83%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-113-%D9%8A/

 

 

كلنا عونيون

حازم الأمين/الحرة/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75133/%D8%AD%D8%A7%D8%B2%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86/

 

 

عن موازنة في بلد منهوب مسلوب القرار

حنا صالح/الشرق الأوسط/23 أيار/2019

http://eliasbejjaninews.com/archives/75128/%D8%AD%D9%86%D8%A7-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%84%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%87%D9%88%D8%A8-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84/

 

اللواء أشرف ريفي: لم نشهد عهداً بهذا السوء منذ أكثر من ٤٦ سنة

نص مقابلة ريفي مع الإعلامية وفاء خليل ضمن برنامج انماء

موقع مرصد نيوز/23 أيار/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/75136/75136/

 

Iran: Planning to Kidnap and Kill More Americans
د.ماجد رافيزادا/معهد كايتستون: إيران تخطط لخطف وقتل المزيد من الأميركيين
Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/May 23/2019
http://eliasbejjaninews.com/archives/75143/%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d8%a7%d9%81%d9%8a%d8%b2%d8%a7%d8%af%d8%a7-%d9%85%d8%b9%d9%87%d8%af-%d9%83%d8%a7%d9%8a%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ae/