المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 06 كانون الأول/2020

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews19/arabic.december06.20.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

يا ناس اعتقو/الأب سيمون عساف

المجموعات والأحزاب السيادة نفذت وقفة تضامنية في مار مخايل تنديدا بعدم تحديد المسؤولين عن انفجار المرفأ واستنكاراً لإحتلال حزب الله الإرهابي

توضيح من السفارة البريطانية عن مغادرة رامبلنغ

مدنيون يستولون على معدات للقوات الأممية في جنوب لبنان

بينما يُعد الاستيلاء على معدات اليونيفيل أمراً نادراً، إلا أن هناك حوادث متفرّقة تقع بين القوة والسكان المحليين الذين يغلقون أحياناً مسارات الدوريات

تيننتي: على السلطات اللبنانية ضمان سلامة حركة اليونيفيل وحريتها

“الحزب” و”القوات”: حذار الاستنتاجات المتسرعة!

ماكرون في بيروت قبل الميلاد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 5/12/2020

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 كانون الأول 2020

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

جمهور المقاومة في لبنان يأكل من القمامة وحسن نصر الله هرب

 عبد الجليل السعيد صوت بيروت انترناشيونال

ميلشيا حزب الله والمرحلة القادمة

دعوات لكف يد المحقق العدلي في جريمة المرفأ

النهار: تصاعد مقلق للتحذيرات الخارجية .. والداخل في غيبوبة

الترسيم بين لبنان واسرائيل… تفاوض أم تطبيع؟

حزب الله" يُقاضي سعيد وموقع "القوات"... شدياق: يللي استحوا ماتوا

اتهامات لعون بتجاوز الدستور اللبناني وتخطيه صلاحيات رئيس الحكومة/«يتصرف كما كان يفعل عند ترؤسه الحكومة العسكرية»

خطة تشاركية دولية لاحتواء ذيول انفجار مرفأ بيروت لمساعدة لبنان على تلبية حاجات المتضررين

الحصص الوزارية تُخرج إلى العلن خلاف الحريري وجنبلاط

"بعبع" الإغتيالات: سيناريو "بوليسي" خشية الإنفجار الإجتماعي...آخر الدعم "الكي"... "رايحين على فوضى

الحصص الوزارية تُخرج إلى العلن خلاف الحريري وجنبلاط

السفير البريطاني يُغادر لبنان!

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

الموساد: نمتلك تسجيلاً لفخري زاده يتحدث فيه عن بناء 5 رؤوس نووية

الموساد قالت إن عميل الموساد تمكن من التقرب من فخري زاده في 1993 واستطاع تسجيل صوته وهو يتحدث عن المشروع النووي العسكري الإيراني

صحة خامنئي تتدهور… هل سلّم صلاحياته؟

السعودية: للتشاور مع دول الخليج بشأن أي اتفاق نووي مع ايران

البحرين تُطالب العالم بردع مَنْ يُهدِّد السلام في الشرق الأوسط ونفت موافقتها على استيراد بضائع المستوطنات

السعودية: إيران تُغلق باب الحوار وتواصل تمويل الميليشيات/أكدت أهمية التشاور مع دول الخليج بشأن أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران

مشروع عقوبات في الكونغرس يستهدف منظمة «بدر» العراقية

قيادة التحالف الدولي لـ«الشرق الأوسط»: دربنا أكثر من 240 ألف عنصر أمن عراقي

خلافات سودانية حول تشكيل مجلس للحكم في الفترة الانتقالية/وزير الإعلام أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس مخالف لما اتُفق عليه... وحمدوك فوجئ به

الرئيسان المصري والأميركي يبحثان التطورات الإقليمية والسيسي أكد استمرار بلاده في تعزيز العلاقات

فرنسا تشدد على «الشراكة الاستراتيجية» مع مصر والملف الليبي يحتل مكانة خاصة في محادثات السيسي في باريس

مقابلة من الشرق الأوسط مع عمر موسى: الفيصل رفض الأحلام «الشيطانية» للمعلم وإزاحة رفيق الحريري مرتبطة بما نشاهده في لبنان الآن

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مسلسل المهانة "لنظام الحزب".. العرض مستمرّ/نديم قطيش/أساس ميديا

استقالة رئيس الجمهورية: التاريخ لم يبدأ مع صفير/إيلي الحاج/أساس ميديا

 انقلاب" إلى نظام رئاسي.. والانهيار يفكك المؤسسات والأمن/منير الربيع/المدن

اتهامات لعون بتجاوز الدستور اللبناني وتخطيه صلاحيات رئيس الحكومة/«يتصرف كما كان يفعل عند ترؤسه الحكومة العسكرية»/محمد شقير/الشرق الأوسط

قتل العقيد أبو رجيلي.. مسلسل جرائم "جمركية"/نادر فوز/المدن

الفاشيات الشيعية والاوليغارشيات المافيوية او عقدة الافاعي، لا حل خارجا عن التدويل ومصادرة الاموال/شارل الياس شرتوني

جبهة "حزب الله" في الجولان... هل هي لمصلحة لبنان؟/ابراهيم حيدر/النهار

ماذا بعد اغتيال زاده وسليماني؟/نجم الهاشم/نداء الوطن

المشنوق يُصعّد: بعبدا "محتلّة دستورياً" ورئاسة الحكومة شاغرة/غادة حلاوي/نداء الوطن

بقايا "اليسار" تتدلّع في "اليسوعية"... فهل تتجرّأ في المناطق الإسلامية؟/ألان سركيس/نداء الوطن

حفلة جنون في نقاش القانون/محمد علي مقلد/نداء الوطن

باسيل “المُعرقِل الأول والأخير”؟/طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية

رسائل تهديد أميركيّة إلى عون والحريري/ نقولا ناصيف/الأخبار

التحقيق مع قيادة الجيش السابقة: "فرصة ذهبية" لفرض التدقيق على بنك التمويل/مريم مجدولين لحام/نداء الوطن

العمل على ترشيد فاتورة الدعم غذائياً وصحياً/كلير شكر/نداء الوطن

المنظومة و"سنّ اليأس"/سناء الجاك/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما بثته محطة "الجديد" عن مواقف رئيس الجمهورية حول تشكيل الحكومة اخبار كاذبة لا تمت الى الحقيقة بصلة

الوطني الحر للحريري: من غير المقبول ربط التشكيل بتبدل الظروف والضغوط

الخارجية ترحب بالتقدم في مباحثات المصالحة الخليجية

البطريرك الراعي في سيامة مطران جديد لابرشية صور: الأيام الآتية ستكون أصعب مما هي اليوم بسبب الممارسة السياسية المدانة

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الملاك جبرايل يبشر العذراء مريم/أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/:”وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة، إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم. ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!». فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام! فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!». فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله! وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!». فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.”

 

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين لي أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على الرابط الذي في أعلى أو على الصورة في أفل ودخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link or on the the pictutre to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/ مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

حزب الله الموضوع على قوائم إرهاب 65 دولة يسقط ما في على معارضيه لإرهابهم وإسكاتهم

الياس بجاني/05 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93292/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7/

إن دعاوى حزب الله القضائية هي وسائل إرهاب وتخويف لا قانونية يريد من خلالها الحزب أرهاب الأحرار والسياديين من أصحاب الأصوات السيادية الرافضة الرضوخ لإحتلاله وبربريته ومذهبيته وملالويته وتسعى لتحرير لبنان من سرطانه الملالوي والإجرامي والمذهبي.

الأمين العام  لحزب الله الإرهابي والمجرم والمحتل اعلن قداسة المجرمين من اعضائه الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري والعشرات معه من نواب ورجال دين وناشطين ونواب وأصحاب رأي واعلاميين ورجال أمن.. هذا الحزب الذي لم يحترم القضاء ولو مرة واحد منذ انشائه يريد اليوم وبعد أن سيطر على البلد أن يستعمل الدولة وقضائها وقواها الأمنية لإرهاب واسكات كل من ينتقد احتلاله ويكشف اجرامه.

الحزب بإختصار هو يحاول بخبث وبعقلية ارهابية ومرّضية ومذهبية أن يسقط ما في على غيره.

https://www.youtube.com/watch?v=tvs5AeGQW1Q&feature=youtu.be

#حزب_الله_ارهابي

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

يا ناس اعتقو

الأب سيمون عساف/05 كانون الأول/2020

جينا زياره وبعدها منفلْ هيدي شريعه مْحَتَّمي عالكلْ

من هيك واجب يعرف الإنسان يمجّد يسوع مخلصو ويجِلْ

 يا إِبن آدم فيق وتأمَّل     بالصبر وبإيمانك تجمَّل

 بتنال أجرك عند رب الكون  لما البلا والضيم تتحمَّل

فعل الصلا سُلَّم سماوي وخير  بيضمن إلك جنِّهْ ورا المطلق

إرفَع صلا لا تظن  عندك  غير   حتى بسما رب الفِدى  تخلق

صلُّو معي كرمال الله وارتقو صوب العُلى وخوف النهايات اتِّقو

النفس الخلقها ربنا تحلِّق تطير  من أسر سجن تراب يا ناس اعتقو

ايَّا كفن بالآخره حاوي جياب مش رح حدا ياخد معو إِلا الغياب

وزوَّادتو قدام ربُّو الخالقو    اعمال خير تْسَتِّرو بدل التياب

ساعة رجوع التايب الغافر حنون  ما يوم طالب رحمتو خيَّب ظنون

المفروض من حِنِّيتو نطلب خلاص ونتوب فعلاً قبل ما يحين المنون

 

المجموعات والأحزاب السيادة نفذت وقفة تضامنية في مار مخايل تنديدا بعدم تحديد المسؤولين عن انفجار المرفأ واستنكاراً لإحتلال حزب الله الإرهابي

http://eliasbejjaninews.com/archives/93322/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%85%d9%88%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%86%d9%81%d8%b0%d8%aa-%d9%88%d9%82%d9%81%d8%a9/

وقفة تضامنية في مار مخايل تنديدا بعدم تحديد المسؤولين عن انفجار المرفأ

السبت 05 كانون الأول 2020

وطنية - نفذ عدد من المتضررين من انفجار مرفأ بيروت وقفة تضامنية في منطقة مار مخايل مقابل درج "فاندوم"، بمشاركة عدد من الناشطين من عدد من المناطق اللبنانية، لمناسبة مرور 4 أشهر على انفجار المرفأ، و "تنديدا بعدم تحديد المسؤولين عن الانفجار وعدم محاسبتهم، والدعوة الى تطبيق القرارات الدولية لاسيما القرارين 1559 و 1701" .

وألقى المحامي الدكتور انطوان سعد عن "ليبانيز دي أن إي" (لبنان المقيم والمغترب) كلمة قال فيها: "نستغرب كيف أن القضاء اللبناني لغاية اليوم لم يعرف أن مادة الأمونيوم إيرانية، وتوزع من المصدر دفعة الى لبنان وأخرى الى طهران، ولم يعرف القضاء أيضا أن الحكومة تسترت على مادة الأمونيوم وأن من يريد إخراج ما تبقى من مواد خطرة عالجته الحكومة بطريقتها، وهي كانت متواطئة مع أياد ذات ارتباط غير لبناني". أضاف: "نحن في ظل تخلي السياسيين عن ثورة الارز مستمرون من أجل هذا البلد، لبنانيون ولن نتخلى عن وطننا. عاهدنا لبنان مقيمين ومغتربين ان نعقد العزم ونكمل مسار الثورة في الميادين كافة النقابية والطالبية والانتخابات قريبا" . وتابع: "من يريد مواجهتنا بالقضاء يجب أن يكون قد سلم سلاحه، حتى يصبح داخل منطق الدولة، وأن يكون حزبا لبنانيا ولن نقبل الا التعامل بمنطق سيادة الدولة والقانون، والحق والعدل لبيروت".

وحمل سعد "الحكومات التي تعاقبت منذ العام 2013 حتى اليوم مسؤولية السكوت عن الامونيوم". منتقدا "عدم تحديد القضاء المسؤولين حتى اليوم وبعد مرور 4 أشهر على التفجير". معتبرا أن "صغار الامنيين أو الموظفين لا يستطيعون شحن هكذا كميات من مادة الامونيوم".

وختم داعيا الى "انشاء تنسيق دولي وشركات متخصصة بالاضافة الى حكومة غير متواطئة لكشف المسؤولين الحقيقيين عما حدث". ولفتت غادة غريب باسم "نساء ليبانيز دي أن إي" الى "أننا نريد إحقاق الحق لبيروت ونريد عدالة وإنصافا لبيروت. لبنان لن يموت وعلى الجميع الوقوف يدا واحدة لمنع قتل بيروت". وتحدث فادي غلاييني باسم "ملتقى الرفيق السيادي" وقال: "إن أهمية مكافحة الفساد ومحاسبة الطبقة السياسية يجب أن تبدأ سريعا من خلال القضاء، وهي سبب خراب لبنان، فهي غير قادرة على اجتراح الحلول للبلد، ونحن نطالب المجتمع الدولي وندعوه الى تطبيق القرارات الدولية" .

واطلق المحتجون الشعارات التي تدعو القضاء اللبناني الى القيام بواجباته في ملف انفجار المرفأ، محملين السلطة "مسؤولية التقاعس في تحديد المسؤوليات وطمس الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن امتلاك مواد الامونيوم والتغاضي عنهم".

 

توضيح من السفارة البريطانية عن مغادرة رامبلنغ

وطنية - السبت 05 كانون الأول 2020

أصدرت السفارة البريطانية بيانا توضيحيا جاء فيه: "سيغادر سفير المملكة المتحدة في لبنان كريس رامبلنغ، في كانون الاول الحالي بسبب ظروف عائلية. سيستمر عمل الحكومة البريطانية لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة، وسيتم الإعلان عن خلف للسفير في وقت لاحق".

وعن قرار سحب عائلات الدبلوماسيين، أوضحت السفارة أنه "بسبب الظروف الصعبة، غادر بعض أفراد الأسرة المرافقين لموظفينا في السفارة لبنان منذ عدة أشهر. لكن هذا لا يغير التزام المملكة المتحدة دعم أمن لبنان واستقراره".

 

مدنيون يستولون على معدات للقوات الأممية في جنوب لبنان

بينما يُعد الاستيلاء على معدات اليونيفيل أمراً نادراً، إلا أن هناك حوادث متفرّقة تقع بين القوة والسكان المحليين الذين يغلقون أحياناً مسارات الدوريات

بيروت – فرانس برس السبت 05 كانون الأول 2020

استولت "مجموعة من المدنيين" على معدات قافلة تابعة لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) بعدما عرقلوا طريق الدورية، وفق ما أفاد بيان لقوة حفظ السلام الأممية السبت. ووقعت الحادثة التي استدعت تدخل الجيش اللبناني الجمعة لدى مرور قافلة تابعة لليونيفيل عبر قرية كوثرية السيّاد أثناء عودتها إلى قاعدتها، بحسب البيان. وأوضح المتحدث الرسمي باسم القوة الأممية أندريا تيننتي، في بيان، أن "مجموعة كبيرة من المدنيين أوقفت في 4 ديسمبر، قافلة لليونيفيل في قرية كوثرية السيّاد.. أثناء عودتها إلى قاعدتها في منطقة عمليات اليونيفيل"، مضيفاً "أخذ المدنيون معدات وأجهزة الدورية". ويعدّ لبنان في حالة حرب مع إسرائيل وتسيّر قوة الأمم المتحدة دوريات على الحدود بين الدولتين. وبينما يُعد الاستيلاء على معدات اليونيفيل أمراً نادراً من قبل المدنيين، إلا أن هناك حوادث متفرّقة تقع بين القوة والسكان المحليين الذين يغلقون أحياناً مسارات الدوريات. يذكر أن جنوب لبنان يُعد معقلاً لحزب الله. وتم تعزيز قوة اليونيفيل التي تأسست عام 1978، بعد حرب 2006 المدمّرة بين إسرائيل وحزب الله. وتتولى القوة التي تضم 10500 عنصر، بالتنسيق مع الجيش اللبناني، مهمة مراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من المنطقة الحدودية منزوعة السلاح. ومدد مجلس الأمن الدولي في أغسطس الماضي مهمة "يونيفيل" لمدة عام إضافي.

 

تيننتي: على السلطات اللبنانية ضمان سلامة حركة اليونيفيل وحريتها

وطنية - السبت 05 كانون الأول 2020

أوضح الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" أندريا تيننتي، في بيان اليوم، أن "مجموعة كبيرة من المدنيين أوقفت في 4 كانون الأول، قافلة لليونيفيل في قرية كوثرية السياد في جنوب لبنان، في أثناء عودتها إلى قاعدتها في منطقة عمليات اليونيفيل. وأخذ المدنيون معدات وأجهزة الدورية".

وقال: "حضرت القوات المسلحة اللبنانية إلى المنطقة، وبعد أن سيطرت على الوضع، تمكنت قافلة اليونيفيل من مغادرة القرية، على الرغم من عدم إعادة المعدات إلى قوة حفظ السلام". أضاف: "إن الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، لطالما شجبا بشدة مثل هذه الحوادث. وحرية الحركة الكاملة لليونيفيل وأمن أفرادها وسلامتهم، جزء لا يتجزأ من التنفيذ الفعال لمهامها. ويتعين على السلطات اللبنانية، ضمان سلامة حركة قوة اليونيفيل وأمنها وحريتها". وختم: "إشارة الى أن اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية تحققان في ملابسات الحادث".

 

“الحزب” و”القوات”: حذار الاستنتاجات المتسرعة!

وكالة الانباء المركزية/5 كانون الأول 2020

على هامش تشكيل الحكومة وحرب الأحجام في داخلها، يجدر التوقف عند بعض الأحداث والمواقف الحاملة عبرا كبيرة قد تساهم في رسم معالم المرحلة المقبلة، في ظل انتظار قد يكون طويلا للخروج من نفق التشكيل. حيث أن ملف التدقيق الجنائي الذي يحتل بدوره مساحة واسعة في واجهة الأحداث، يبدو ماليا إصلاحيا أولا. لكن هذا لا يلغي طابعه السياسي، بدليل أن نجاحا نادرا سجل في هذا الاطار، حيث أن التقاء لافتا بين القوات، وخصمها الداخلي الأول، حزب الله، اخترق الاصطفافات التقليدية. غير أنه بدا هشا إلى حد السقوط عند مفاصل حساسة كانفجار المرفأ والانتخابات الطالبية.

وفي السياق، لفتت مصادر سياسية عبر “المركزية” إلى أن معراب التقت مع كل من الضاحية الجنوبية وميرنا الشالوحي وكل الأفرقاء الداخليين على ضرورة اجراء التدقيق الجنائي في المؤسسات والادارات الرسمية والصناديق، لا لشيء إلا لأن أحدا لا يريد أن يضع نفسه في موقع العرقلة المتعمدة لمسار مكافحة الفساد، الذي يصر عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما المجتمع الدولي وصندوق النقد. فكان أن رحبت القوات بالرسالة الرئاسية وشاركت إلى جانب حزب الله في الجلسة النيابية التي عقدت الأسبوع الفائت.

وذكّرت المصادر بأن الطرفين التقيا مع التيار الوطني الحر على التعبير عن معارضة السياسات المالية المتبعة منذ عقود، وعلى ممارسة القنص المالي والسياسي في اتجاه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بدليل الهجوم الذي شنه نائب رئيس القوات النائب جورج عدوان من على منبر مجلس النواب على الحاكم عقب إحدى الجلسات. ولكن، في وقت يستعد تكتل الجمهورية القوية القواتي لتقديم اقتراح قانون يحافظ على احتياطي المصرف المركزي، أخذت المصادر على حزب الله أنه لم يقدم أي ترجمة عملية لجديته في معركة الاصلاح المالي ومكافحة الفساد. فباستثناء الهجوم السياسي على مصرف لبنان وحاكمه، لم يقدم الحزب أي مستندات قد تساعد في فك لغم الفساد والفاسدين، مع العلم أن الجملة الشهيرة التي قالها النائب حسن فضل الله من على منبر مجلس النواب في 2019 لا تزال ماثلة في الأذهان. فالرجل أكد أنه يملك “مستندات من شأنها، لو كشفت أن تدخل رؤوسا كبيرة إلى السجن”. وفي الانتظار، نبهت المصادر أيضا إلى أن القوات وحزب الله اللذين يحرصان على الاشارة إلى التعاون النيابي بينهما التقيا أيضا على معارضة المقاربة البرتقالية لملف الكهرباء، ولا سيما بواخر الطاقة، من دون أن يؤدي ذلك إلى خطوة عملية مشتركة للتعبير عن الامتعاض.

على أن الأهم، بحسب المصادر أن حجم الهوة الكبيرة أصلا بين الحزبين الخصمين عاد ليظهر سريعا عند المنعطفات السياسية الكبرى كتأليف الحكومة وقانون الانتخابات. بدليل أن رئيس حزب القوات سمير جعجع لا يزال في موقع الهجوم المركز على ما يسميه “الثلاثي الحاكم “، الذي يمنع الرئيس سعد الحريري من تشكيل الحكومة التي يراها مناسبة. ولفتت إلى أن جعجع أكثر في الفترة الأخيرة من التصاريح التي تحمل الثنائي الشيعي إضافة إلى التيار الوطني الحر مسؤولية الأزمة التي تمر بها البلاد، معتبرا أن لا أفق للحل ما دام هذا الثلاثي ممسكا بمفاصل الحكم.

كذلك تخوض القوات، إلى جانب التيار وسائر الأحزاب المسيحية معركة الحفاظ على قانون الانتخاب الحالي، في مواجهة ضغط رئيس المجلس نبيه بري (بموافقة ضمنية من حزب الله) على فرض قانون النسبية على أساس لبنان دائرة واحدة، الذي لا يناسب المسيحيين ولا سواهم من الطوائف الأقل عددا. وفي وقت نجح اللوبي المسيحي في قذف النقاش إلى مواعيد مجهولة، بدا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض حريصا على إطلاق الاشارات الايجابية في اتجاه المسيحيين حيث أكد، عقب جلسة اللجان المشتركة قبل عشرة أيام، أن الحزب لا يرى ضيرا في الابقاء على القانون الحالي.

وعلى وقع الاشكالات بين مناصري القوات والحزب في أعقاب الانتخابات الطالبية في جامعة القديس يوسف، معطوفة على الدعاوى القضائية التي ينوي الحزب رفعها ضد الموقع الالكتروني للقوات، على خلفية اتهامه بالضلوع في انفجار المرفأ، حذرت المصادر من مغبة الغرق في الاستنتاجات السياسية المتسرعة لهذا التقارب الموضعي بين معراب والضاحية، خصوصا أن أحدا منهما لم يتخل عن خطوطه الاستراتيجية العريضة.

 

ماكرون في بيروت قبل الميلاد

 الجمهورية/05 كانون الأول 2020

رجّحت مصادر ديبلوماسية من باريس أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان قبل عيد الميلاد. ولفتت المصادر الى انّ ماكرون اجرى تعديلاً في جدول زيارته التي كانت محصورة أصلاً بزيارة الوحدة الفرنسية، بحيث ستشمل لقاءات مع مسؤولين لبنانيين، مع احتمال عقد طاولة قصر الصنوبر من جديد، ومن دون أن تستبعد قيامه بجولة تفقدية جديدة للمنطقة التي حلّت فيها الكارثة جراء انفجار مرفأ بيروت. وأكّدت المصادر أنّ ماكرون الذي أكّد في كلمته في المؤتمر، حضوره الى لبنان للضغط على المسؤولين اللبنانيين للتعجيل في تشكيل الحكومة واعتماد خريطة الطريق التي حدّدها في المبادرة الفرنسية، لا يعني في كلامه ان يؤجّل القادة في لبنان تشكيل الحكومة الى ما بعد زيارته، بل على العكس، هو يؤكّد على الحاجة الملحّة والتأليف الآني للحكومة، بحيث تأتي زيارته للتهنئة والشدّ على ايدي القادة اللبنانيين باعتماد طريق الإنقاذ والإصلاح عبر حكومة المهمّة وبرنامجها الاصلاحي، الذي سيفتح بالتأكيد باب المساعدات للبنان، بدل أن تأتي زيارته في جو تعطيلي، تتلقى فيه الطبقة السياسية في لبنان مزيداً من التوبيخ والتأنيب”.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 5/12/2020

وطنية/السبت 05 كانون الأول 2020

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

مع أفول أربعة أشهر على الانفجار-الزلزال في مرفأ بيروت، ومرور أربعين يوما على تكليف الرئيس الحريري تأليف الحكومة، وانقضاء أربعين عاما على وجود القوى السياسية الحالية على أرض الواقع اللبناني، ولو في شكل متواصل أو متفاوت، يبدو أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية، كما السياسية في لبنان في انحدار مضطرد وأكثر من أي وقت مضى، ويضاف إليها الهواجس الأمنية المتصاعدة، فيما المواطن العادي المتسلح حصرا بالأمل بات يحدوه الرجاء بأن يكون هو بمأمن عن الخشية الأمنية، في حال صحت الهواجس أو ترجمت باغتيالات.

لكن التعويل الآن، هو على احتمالات معاودة الاتصالات الداخلية مطلع الاسبوع، وإمكان فتح كوة في جدار الأزمة، ولو من زاوية السعي لتحريك مسار التأليف الحكومي.

وقد تصح هذه الاحتمالات في حال سمع المسؤولون السياسيون المحليون نصائح المهتمين إيجابا وتكرارا بمصير لبنان ككل، ومنهم فرنسا وبريطانيا وإذا تم الإعتراف بعقم سياسة التعنت والتحاصص الواقعة بين الأفرقاء المعنيين بالشأن العام، والإقلاع عن نمط اللامبالاة بما يعانيه على الأقل ثلاثة أرباع الناس، الساعين الى العيشة الكريمة وهي لم تعد متوافرة.

في أي حال، التساؤلات المالية والهموم الحياتية ضاغطة سلبا، وسط اتجاه لرفع الدعم بعد شهرين، خصوصا أن حاكم مصرف لبنان أبلغ هؤلاء المسؤولين، أنها المهلة المتاحة وفق الاموال المتوافرة للدعم، ومع تأخر تأليف الحكومة، ومع تراكم المشكلات وتعاظمها والخوف من الجوع، عادت التحركات الى الشارع.

أما هجرة اللبنانيين خصوصا الاعلاميين الى الخارج، فقد حضرت في لقاء وزيرة الاعلام منال عبد الصمد مع وفد برلماني اوروبي، وقد تناول المجتمعون طرق دعم المؤسسات الاعلامية العامة والخاصة.

البداية من البيان التوضيحي للسفارة البريطانية في لبنان، حول ما نشر عن سحب الطاقم الديبلوماسي من لبنان، وأوضحت السفيرة البريطانية أن سفير المملكة المتحدة في لبنان كريس رامبلنغ، سيغادر في كانون الاول بسبب ظروف عائلية، وسيستمر عمل الحكومة البريطانية لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة، وسيتم الإعلان عن خلف للسفير في وقت لاحق.

وعن قرار سحب عائلات الدبلوماسيين أوضحت أنه بسبب الظروف الصعبة، غادر بعض أفراد الأسرة المرافقين لموظفينا في السفارة منذ عدة أشهر، لكن هذا لا يغير التزام المملكة المتحدة بدعم أمن واستقرار لبنان.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

على ذمة أحد نواب لبنان القوي، فإن ثمة زيارة متوقعة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا، خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، ليطرح على رئيس الجمهورية ميشال عون، تصورا لشكل الحكومة قبل استكمال التشاور في الأسماء.

وفي بيان رسمي لا يعكس هذه الروحية، حمل "التيار الوطني الحر" الرئيس المكلف مسؤولية أخلاقية ووطنية عن المماطلة، قائلا: إنه من غير المقبول ربط التشكيل بتبدل الظروف وبالضغوطات الحاصلة.

تقاذف التهم وتحميل المسؤوليات يعزز واقع أن الملف الحكومي ما زال في غيبوبة، منذ اللقاء الأخير بين الرئيسين يوم الإثنين ما قبل الماضي، إذ لم يرصد أي تواصل بينهما منذ ذلك الحين.

وفيما ينقل عن الرئيس نبيه بري استياؤه من تأخير التشكيل، وتأكيده ألا حلول أو مخارج لتجاوز الأزمة إلا بتشكيل حكومة جديدة، يبدو مستغربا التراخي في مسألة حساسة ترتبط بمصير البلاد والعباد.

هذه التحذيرات المحلية تطلق على إيقاع أجراس إنذار دولية، ولا سيما فرنسية للبنانيين مؤداها:"أسرعوا في تأليف حكومتكم لئلا ينزلق بلدكم إلى المهالك"... ولكن لا حياة لمن تنادي!!.

أسطع تجليات هذه المهالك، الحصار المطبق على الدعم الذي سيكون على طاولة البحث في اجتماع حكومي - مصرفي متوقع مطلع الأسبوع المقبل، للنظر في الصيغ الواجب اعتمادها، علما بأن ثمة ثلاثة خيارات لا رابع لها: إما الإبقاء على الدعم، وإما رفعه كليا، وإما ترشيده.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم يتفاجأ اللبنانيون بالفيضانات التي تغرق الطرقات مع كل زخة للمطر، فالأمر معتاد كل عام، ومعه اعتذارات الوزارات والادارات المعنية، والتبريرات المصحوبة بوعود عدم تكرارها.

لكن المفاجئ مع هذا المناخ الخريفي هو زخات البرد الكثيفة التي تغطي الساحل بطبقة بيضاء من دون أن تلامس المرتفعات، لتسبغ المشهد الساحلي بصورة بيضاء للحظات، قبل أن يعود سريعا الى سواد الازمات المتراكمة.

ظاهرة مناخية يقرأ فيها خبراء الأرصاد، فيما يعجز الخبراء عن القراءة بالظواهر السياسية والإقتصادية والإجتماعية، المحافظة على تجلدها رغم التهاب الازمات لتأثرها بمنخفض أميركي حاد يتحكم بلبنان.

لا جديد حكوميا، فيما كل جديد إقتصادي مرهون بحاكم المال المتحكم بعصب الإقتصاد، ومعه جوقته من سياسيين واقتصاديين وإعلاميين، ولم تستطع كل أصوات الموجوعين من مودعين لدى المصارف وأهالي طلاب في الخارج وغيرهم، تحقيق أي اختراق في منظومة الفساد والكساد هذه، المتحكمة بأرزاق اللبنانيين بل بمستقبل أولادهم.

ملفات فساد مدنية وعسكرية بدأت تتوالى الى المحاكم، وإن بمبادرات أو إخبارات، لا وفق سياسات حكومية عامة، وبعد الأحكام التي صدرت بحق ضباط الأمن الداخلي، والتحقيق المفتوح مع ضباط الجيش اللبناني، حرك الأمن العام ملفات بشبهة فساد واختلاسات، في عملية وضعت على السكة القضائية الصحيحة، وفق مديره العام اللواء عباس ابراهيم الذي قال للمنار: "إن كشف هذه العملية بمثابة وسام على صدر ضباط المعلومات في الأمن العام.

كورونيا، علق البلد على أمل اللقاح الذي لن يرى قبل أشهر في لبنان، ما يعني أن الإلتزام بالضوابط الصحية واجب، فضلا عن تنبيه منظمة الصحة العالمية بأن إكتشاف اللقاح لا يعني انتهاء الوباء. أما الاخطر فهو وضعه في بازارات التجارة والسياسة، حيث سيمنع عن شعوب ويقدم لأخرى، وهو تمييز مقيت انتقده وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، معلقا على الاخبار التي تتحدث عن نية ألمانيا إدراج الكيان العبري ضمن برنامج التطعيم الأوروبي ضد كورونا، واستثناء الفلسطينيين منه.

وفي فلسطين المحتلة، لم يستثن الإرهاب الصهيوني الفتية الفلسطينيين الذين شيعوا اليوم الشهيد علي أبو عليا إبن الأربعة عشر عاما، الذي استشهد متأثرا بإصابته برصاص جنود الإحتلال في قرية المغير قرب رام الله.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

يتابع اللبنانيون يوميا عشرات نشرات الاخبار والبرامج السياسية، ويتلقون مئات الإشعارات بأخبار عاجلة، فضلا عن مقالات المواقع الإلكترونية، وتعليقات مواقع التواصل، لكنهم لا يقبضون معظمها "جد".

أما تصريحات الغالبية الساحقة من السياسيين، ومواقف من يزعمون باستمرار أنهم ضد "كلن يعني كلن"، فيشاهدها الناس إما من باب التسلية، أو من باب الأمر الواقع لأن أربابها يحتلون الشاشات ويملأون الأثير، ويغرقون مواقع الإعلام والتواصل الإلكترونية بكلامهم الممجوج الذي يعرف الجميع أنه لن يقدم أو يؤخر، طالما يدور في فلك المناكفات والمزايدات والحرتقات، ولا يعبر عن مشروع جدي يهدف إلى إنقاذ لبنان من مستنقع الأزمات الذي دفعته إليه دفعا، ممارسات السنوات الثلاثين الماضية.

لكن في موازاة ما سبق، يبقى بصيص أمل داخلي يتيم مصدره الآتي:

أولا: شخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يجسد حاضره الوطني استمرارا لماضيه، والذي يعتبر أن مستقبل السياسي صار وراءه، وأن همه الوحيد مستقبل لبنان.

ثانيا: الصحوة اللبنانية الصادقة المؤمنة بالدولة العصرية، والتي طالما عبرت عن نفسها في مفاصل تاريخية أساسية، كمثل الأعوام 1989 و2005 و2019. وإذا كانت الأولى أجهضت مفاعليها تسوية خارجية على حساب شعب لبنان، والثانية أسقطتها مخالب القوى التي هيمنت على مقدرات البلاد في مرحلة الوصاية وما بعدها، التعويل قائم على تحويل الثالثة إلى قوة جدية للتغيير المنشود، إذا صحح أهلها الأهداف، ليصوبوا في الاتجاه الصحيح، بعيدا من التعميم الذي لا نتيجة له إلا تجهيل المرتكبين وحمايتهم من أي حساب.

ثالثا:انتفاضة قضائية مطلوبة تتويجا لعلامات العدالة المضيئة التي يتبينها اللبنانيون بين حين وآخر، في مقابل حالة ركود كبيرة على مستوى العدالة، دفعت بكثيرين من الناس إلى تكوين انطباع قد يكون محقا، بأن ما من ملف يفتح يصل إلى خواتيمه العادلة، بل مصيره التطميش والتطنيش لألف غاية وعلة.

لكن في موازاة ما تقدم، ومع علمهم اليقين بأن قرار الخروج من الأزمة ليس محليا، بل يتطلب توافقا إقليميا دوليا معينا لا يبدو متوفرا في القريب العاجل، لا يزال الناس يتركون هامشا ضيق لمفاجآت أو مبادرات ليست في الحسبان، وهذا هو الضوء الوحيد الذي يقبضونه "جد" في نهاية النفق الطويل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الناظر إلى لبنان المفكك بدولته واقتصاده ودبلوماسيته، كما المستمع إلى شعبه المتقلب على نار الأزمات المعيشية والإقتصادية والمالية، لا يمكنه إلا أن يصرخ جازما: إنها اللعنة، لأن لا شيء غير اللعنة يمكن أن يحدث هذا الخراب العميم والمستدام في وطن صغير بحجم لبنان.

والمستهجن المعيب، أن اللعنة ليست من الغيب ولا من قوة قاهرة غريبة، بل هي متأتية من شعب لم ينتق إلا الأسوأ من الحكام، ومن حكام عبأوا دفاتر شروطهم حتى آخر إساءة وزادوا.

فالناظر والمستمع إلى لبنان، وهما من أصدقائه، نصحا وقرعا وتشددا وسامحا وأعطيا فترة سماح تلو الأخرى لأهل المنظومة، لكنهما لم يلقيا أي تجاوب. وليس آخر الرسائل تلك التي أسمعهم إياها الرئيس الفرنسي بإسم مجموعة دعم لبنان، وكانت حازمة وصارمة، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة.

فبحسب معلومات تحتاج إلى تأكيد، فإن الرئيس ماكرون الذي سيزور لبنان قبيل الأعياد، لن تقتصر زيارته على القوة الفرنسية في اليونيفيل، بل سيوسع إطارها فيلتقي المسؤولين اللبنانيين، وصولا إلى إمكان أن يجمع القوى السياسية حول طاولة حوار ثالثة في قصر الصنوبر. فإذا استبق أهل السلطة المناسبة بتشكيل حكومة المهمة، نكون عندها انتقلنا برعاية فرنسا إلى مرحلة تثبيت البنيان، ويستعيد لبنان شيئا فشيئا استقراره ويبدأ مرحلة النهوض، أو نبقى على تخبطنا وخلافاتنا، وعندها ستكون زيارة ماكرون وداعية باسم الأسرة الدولية، ويترك لبنان لعزلته القاتلة.

المؤشرات والمعطيات السياسية لا تشير أبدا الى احتمال سلوك طريق المنطق والعقلانية، فالقوى السياسية المعنية بالتشكيل في شقها القريب من رئيس الجمهورية والتيار الحر، تلوح بتعويم حكومة حسان دياب، وفي الوقت نفسه تحمل الرئيس المكلف مسؤولية تأخير الحكومة وتثقله بالشروط، قبل أن تعود لتتحصن وراء متراس وحدة المعايير .

الرئيس المكلف في المقابل، يصر على موقفه المتماهي نظريا مع الشروط الفرنسية، أما الثنائي الشيعي وجنبلاط فيتكتكان بالقطعة على الفريقين، إما للحسابات الإقليمية المعروفة، أو للحصول على مكاسب وازنة في كعكة السلطة.

وسط هذه الأجواء، سرت معلومات مصدرها الوسط العوني، عن احتمال زيارة قد يقوم بها الرئيس المكلف الى بعبدا خلال ثمان وأربعين ساعة، علما بأن أي تقدم معلن لم يتحقق يبرر الزيارة.

توازيا، العمل متواصل لإيجاد السبل الناجعة لتخفيف الدعم وترشيده، بما يمكن مصرف لبنان من الاحتفاظ باحتياطه من العملات الأجنبية مدة أطول، وسط رأيين: الأول يقول بتخفيض الاحتياطي الإلزامي للمصارف، وهي أموال المودعين، ويذهب الى حد الحديث عن تسييل قسم من الذهب. والثاني يرفض رفضا قاطعا هذا المنحى، ويتجه الى استصدار القوانين الضرورية للحؤول دون ذلك لعدم أهلية المنظومة.

نبقى في السياق الكارثي، ساعة مطر بعد الظهر كانت كافية لإغراق بيروت وبعض ضواحيها، وخصوصا الشمالية-الشرقية، التي لم ينفض بعضها عن نفسه بعد آثار بركان المرفأ، حتى الثلج الذي رافقها لم يتمكن من إخفاء عدم أهلية بنانا التحتية التي تشبه النفوس السوداء التي بنتها على صورتها ومثالها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

مصير استمرار الدعم، سيكون نجم الاسبوع المقبل في جلستين تعقدان الاثنين، وعلى الارجح الأربعاء او الخميس.

جلسة الاثنين تعقد عصرا ويترأسها رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب، في حضور حاكم مصرف لبنان والوزراء المعنيين بالدعم.

حتى الساعة، لا مؤشرات الى ما ستخلص اليه الجلسة، فالنواب الذين رفعوا عنهم وعن رياض سلامة مسؤولية اتخاذ هكذا قرار، طالبوا حكومة تصريف الاعمال بوضع خطة بالتنسيق مع سلامة، لتحديد مصير الدعم، على أن تعود بهذه الخطة الى ساحة النجمة.

منطقيا، لماذا ستضع الحكومة الراحلة هكذا خطة، واذا وضعتها من سيستكملها، والاهم من سيتكفل بتأمين أموالها؟، وزارة المال او المصرف المركزي؟.

طالما أن لا جواب واضحا على هذه النقطة بالتحديد، فلا خطة متوقعة، والامر سينسحب على الأرجح حتى جلسة منتصف الاسبوع، التي سيعقدها المجلس المركزي في مصرف لبنان، برئاسة رياض سلامة، وهو أي المجلس، سيتهرب بدوره من تحمل المسؤولية، فيما أموال اللبنانيين تنزف يوما بعد آخر.

بالنتيجة، بعد ما سرق الشعب اللبناني صار وقت تجويعه، وتقنين استخدامه للبنزين والمازوت والقمح والمواد الغذائية، والأفظع صار وقت دفنه حيا، عبر التلاعب بأدويته وبصحته تحت شعارات شعبوية، وبازارات تؤدي الى نوعين من الدواء: واحد مدعوم، وآخر رفع عنه الدعم، أي دواء للغني ودواء للفقير.

من اليوم حتى نهاية الاسبوع المقبل، إما يحافظ على الدعم رغم رفض رياض سلامة المس بالاحتياط الالزامي، بحسب معلومات خاصة بالـLBCI، فينهار ساعتها الهيكل على من فيه، أو يرفع الدعم، حماية لما تبقى. بالخلاصة، قرار رفع الدعم يحتاج لشجعان، يصارحون اللبنانيين فينقذون ما بقي من أموالهم.

يعترفون بأن الدعم حتى الساعة فشل، وأن استمراره يعني استنزاف أموال الاحتياطي، من دون أي حل لما بعد بعد ذلك، سوى الفوضى والغموض، يعترفون بأن من استفاد من الدعم هم المحتكرون والمهربون والأغنياء، أما المحتاجون فنالوا الفتتات.

إنها جمهورية الهستيريا، شجعانها مفقودون ومواطنوها مقهورون، قضاتها غائبون يستفيقون من غيبوبتهم غب الطلب وعلى مضض، أما زعماؤها وسياسيوها، فاستفادوا منها حتى سقطت.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ثلج زار بيروت واستحصل على حصرية البياض، في زمن كل ما يحيطه سواد، وما خلا حبات البرد اليوم فلا يتوقع اللبنانيون طقسا سياسيا اجتماعيا منفرجا، فالعواصف القادمة لن يتولاها المناخ فحسب، إنما كتل سياسية متلبدة على بعضها وتحجب عن هذا الوطن شمسا وهواء.

ووفق معايير "سبقني وبكى"، أنزل "التيار الوطني الحر" عقوباته على سعد الحريري وحمله المجلس السياسي مسؤولية المماطلة في تأليف الحكومة، رافضا ربط التأليف بتبدل الظروف وبالضغوط الحاصلة، معتبرا "أن التزام وحدة المعايير والمبادئ هو حبل نجاة للرئيس المكلف"، ومن دون مصادر لا مطلعة ولا رفيعة أو نحيفة فإن هذا الاتهام هو إخلاء مسؤوليات عن "التيار" نفسه ورئيسه جبران باسيل، الذي يشكل العقدة شبه الوحيدة أمام التأليف على معيار: "أكون، أو لا يكون رئيس إسمه سعد الحريري".

والمؤازرة لجبران جاهزة ومستنفرة في بعبدا، عند كل لقاء كان يحصل بين الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف، وقد رست شروط رئيس الجمهورية على تثبيت مطلب الثلث المعطل: سبعة وزراء من دون نقاش، وبلا أي وزير استعارة من حليف أو صديق، ولن يكترث لمبادرة فرنسية أو غضب داخلي ونقطة على السطر، حتى لو سارت البلاد الى جهنم رسم طريقها بنفسه.

ثلث معطل تزينه الداخلية والدفاع، مع التمسك بتسمية الوزراء المسيحيين، معطوفا على التحكم بمسار القضاء وتشكيلاته في جيبه، وعندئذ "فليبطلوا البحر"، هو الواقع السياسي الذي لن ينفيه رئيس الجمهورية لكونه يرى أنه يخوض اليوم آخر معارك الإلغاء ويؤسس فيها للتحكم بانتخاب الرئيس الذي سيخلفه.

حفل جنون رئاسي يقرر رئيس الجمهورية في موازاته استخدام نفوذه في القضاء، وفتح ملفات تسير على قانون العقوبات وتحت جائحة: إذا كان جبران باسيل فاسدا في نظر الخزانة الأميركية، فلنفتح خزائنكم في الداخل وكلكم فاسدون". من هنا تتطاير الملفات كبركان ثار فجأة وطفا على السطح القضائي والسياسي ووسائل أخرى، لكأن الفساد ولد اليوم والآن شعرنا بارتداداته وهو الفساد نفسه مع فاسديه بالأسماء الثلاثية، سبق وخضنا معه معارك في الجديد وصلت طلائعها الى القضاء، وحفظت بالصون.

وآخر القضايا المفتوحة لدواعي المرحلة هي في وزارة المهجرين، التي وجب إقفالها منذ زمن، ولم تفعل السلطات المتعاقبة. وإذا كانت الأسماء الواردة ظنا بالإثراء غير المشروع لا تحتمل الدفاع عنها ويمكنها أن تحمل شبهات، فإن الشبهة الأبرز هي أسلوب استخدام قضايا الفساد سلاحا للحرب نرفعه ثم نطويه، كما كانت الحال مع الفيول المغشوش ولاحقا كل استدعاءات القاضية غادة عون.

وحروب الإلغاء التي حكمت طباع الجنرال ميشال عون ستكمل خطاها، بإلغاء الرئيس المكلف والدعوة إلى تفعيل حكومة حسان دياب من جهة، مع تخمير وتشغيل المجلس الأعلى للدفاع ليكون حكومة موازية، وهذا الفعل على الخطين، يهدف الى "فعل التطفيش " ودفع سعد الحريري إلى الاعتذار عن التكليف.

لكن المكلف لا يبدو لتاريخه أنه في هذا الوارد، سيصعد شكليا الى بعبدا يوم الاثنين وسيقدم لاحقا تشكيلة من ثمانية عشر وزيرا، بما يشبه تشكيلة التأليف الواقع خبراء ومختصين، وليرفض توقيعها رئيس الجمهورية.

الى آخر العهد رئيسان للحكومة: مكلف لم يؤلف، ومصرف لا يتصرف، وما بينهما مجلس دفاع أعلى، أنيط به اختصاص فتح المجارير وتنظيف السواقي.

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 5 كانون الأول 2020

وطنية/السبت 05 كانون الأول 2020

النهار

على وقع الصدمة

لا يزال قيادي بارز مصدوما من اجراء اتخذ بحقه اخيرا ويحاول ان يقرأ النتائج والتداعيات مع بعض المحيطين به.

الاشتراكي و القوات

ترى مصادر مراقبة أنّ زيارة وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى بشرّي للتعزية بالشاب الذي قُتل الأسبوع الفائت، تحمل رسالة إيجابية تجاه القوات اللبنانية وثناءً على موقفها من هذه الجريمة

رهان في غير محله

تؤكد مصادر ديبلوماسية ان التذرع بالرئاسة الاميركية لتأخير الحكومة اللبنانية امر في غير محله لان الادارة الاميركية غير مهتمة لشؤون الداخل اللبناني الا في ما خص حركة حزب الله.

البناء

خفايا

لاحظت مصادر سياسية أن التسقيط الأخلاقي لمؤسسات الدولة يتم بالتتابع فبعد الاستهداف الذي استند إلى قضايا الفساد لشيطنة المؤسسة التشريعيّة والحكوميّة نالت الرئاسة نصيبها والسلطة النقديّة ثم القضائيّة والأن يبدو أن دور السلطات العسكريّة والأمنيّة قد حان وكلها طبعاً تستند لثغرات الفساد.

كواليس

قالت جهات إقليمية إن التطمينات التي تتحدث عنها مصادر خليجية بحصر نتائج العودة للتفاهم النووي مع إيران من دون التأثير على أوضاع لبنان وسورية والعراق واليمن وفلسطين لا تتعدّى كونها أمنيات غير قابلة للتحقق، لأن العلاقة مع إيران هي مركز معادلات العلاقة بالمنطقة.

اللواء

همس

لم تتضمن الصور التي التقطها القمر الفرنسي، فوق قبرص، وأرسلت إلى لبنان، لحظة انفجار المرفأ عند السادسة إلا 5 دقائق من مساء 4 آب الماضي!

غمز

نُقل عن نائب في كتلة وازنة أن شعوراً بالإهانة، انتاب غالبية النواب الذين شاركوا في جلسة اللجان الأخيرة..

لغز

أحيطت قيادة حزبية بتحضير ملف قضائي، يتعلق بالإثراء غير المشروع، في ما خص معنيين في وزارة قيد الإلغاء ، وفيه 11 شخصاً، واحد منهم من طائفة مختلفة..

نداء الوطن

يتردد أن وزيراً سابقاً لا يزال بمثابة وصي قانوني على قطاع حيوي والوزير المختص يعود إليه قبل اتخاذ أي قرار.

يشكو عدد من العاملين في قطاع انتاجي حيوي من تسخير مقدرات الوزارة وكل المساعدات الخارجية لمناطق تنتمي إلى خط الوزير السياسي والمذهبي.

لا يستبعد متابعون لملف التحقيق بانفجار مرفأ بيروت أن يشهد طلب المحقق العدلي إعفاءه من مهامه وانسحابه من القضية.

الجمهورية

نقل عن أحد المسؤولين قوله: لن أحقق للبعض ما يطمحون له حتى ولو بعد مئة سنة.

يتم التداول في بعض الاروقة السياسية بإحتمال أن تستدعي جهة قضائية قريباً الى التحقيق شخصيات تشغل مراكز حساسة في عدد من القطاعات الحيوية.

أبدى مسؤولون في سلطة مستقلة دستوريا إستياءهم من الحديث عن فساد يطالهم معتبرين أن هناك تدخلات سياسية من نافذين مطالبين تصويب هذه النقطة لأنها أساس المشكلة.

الأنباء

حراك يسبق الزيارة

حراك دبلوماسي على خط بيروت يسبق زيارة دولية على مستوى رفيع في محاولة لإحداث خرق سياسي ما.

لا معيار

معيار غير واضح لكيفية اختيار تنظيمات غير سياسية للمشاركة في محفل دولي ذات طابع مالي.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

جمهور المقاومة في لبنان يأكل من القمامة وحسن نصر الله هرب

 عبد الجليل السعيد صوت بيروت انترناشيونال/05 كانون الأول/2020

ظن بعض اللبنانيين بعيد كارثة إنفجار بيروت للوهلة الأولى أن التحقيقات ستكشف الحقائق ولو جزئياً عمن خزن وتسبب وكان وراء هذا العمل الشنيع المريع غير المسبوق في تاريخ المنطقة ولكنها فرحة لم تدم طويلاً ، فالسلطة الحاكمة التي وعدت على لسان رئيسها ميشال عون بنشر نتيجة التحقيق خلال أسبوع ، هي نفسها السلطة التي تدفن الحقائق في لبنان بمقابر النسيان من قبل المواطنين والجميع يعرف بأن حزب الله هو من يقف وراء تخزين نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، والجميع يعلم بأن حزب الله هو من يمسك بزمام الأمور في المرفأ والمطار والمنافذ الحدودية بمختلف صنوفها، وهو الوحيد الذي شرع في عمل مضاد جديد لإخفاء معالم الجريمة الكبرى. فالأخبار من لبنان تتحدث عن مقتل أحد الشهود الرئيسيين في الجمارك قد تمت عملية تصفية له بدم بارد، ولاشك بأن من يقف وراء ذلك عناصر ميلشيا حزب الله الذين تورطوا قبل مدة قصيرة بقتل أحد العاملين في المرفأ أيضاً كون المسألة برمتها تعتمد على إستراتيجية إدخال البلد بمصائب جديدة تنسي الناس مصائبهم الحالية والماضية، وبالتالي يتم تحديد مصائرهم بناء على ما يريده حسن نصر الله الهارب من بيروت بحسب صحف أجنبية إلى إيران خوفاً من قتل إسرائيل له. وهناك في لبنان من خان الوطن ولحق بركب الإيراني وميليشياته، ولولا هؤلاء الخونة ما تمكن حزب الله وإيران من صناعة هذا النفود الكبير داخل بلد ، كان يضرب به المثل من نواحي التعليم والحضارة والصيرفة والموضة والطب والعمل والإستثمار والسياحة وغير ذلك. ووجود لبنان اليوم بين فكي كماشة الفساد والإرهاب يعني بأن المايسترو واحد، فحزب الله هو الإرهاب وحلفائه وعناصره يمثلون الفساد بأبشع صوره، والسلاح غير الشرعي كفيل بإخافة الجميع وحماية الفاسدين. والتاريخ القريب والحاضر في لبنان يحدثان عن حزب الله الذي لايدفع للدولة ضريبة واحدة ، فهو يهرب كل شيء ويستورد أي شيء ويمارس كل المحرمات قانونياً دون محاسبة، من تجارة المخدرات إلى الإتجار بالبشر إلى سرقة الأعضاء إلى التهريب إلى الآتاوات التي تفرض على الناس، إلى غير ذلك من الرذائل التي لا تخطر على بال. والأسوء من هذا وذلك يأتيك من يقول حزب الله مقاوم ، وحسن نصر الله سيد، ورجال الحزب أطهار وقتلاه شهداء أبرار، بينما الواقع والوقائع يحدثان عن مجرمين قتلة وفاسدين على مستوى مافيات عالمية، بل عوائل قيادات الحزب يعيشون في رفاهية كاملة بينما من يسمون أنفسهم جمهور المقاومة في لبنان يأكلون من القمامة ..

 

ميلشيا حزب الله والمرحلة القادمة

صوت بيروت انترناشيونال/05 كانون الأول/2020

بدون شك ستكون المرحلة القادمة في لبنان شديدة الدقة وبالغة الخطورة حيال التنظيم الإرهابي المسمى حزب الله ، والضغط سيشتد على هذه ميلشيا حزب الله الإرهابية وحلفائها، ومن المؤكد أن العقوبات ستكون العنوان الأبرز وبمنع عناصر حزب الله من نواب ومن يسمون أنفسهم من دخول دول الإتحاد الأوروبي ستتم عملية تدشين العقوبات الجديدة، وسيكون الأوربيون على موعد جديد مع مقاربة جديدة كليا، يتم فيها نسف معطيات التساهل والتفريق بين جناحي حزب الله كما تقول فرنسا. وسيكون الحزب الله كله كياناً إرهابياً، لا فرق فيه بين من يحمل السلاح علناً أو يحمل السلاح سراً، فهم جميعاً في النهاية قتلة مأجورين لصالح دولة الولي الفقيه في إيران، وينفذون ما خبث من الأجندة كل صباح ومساء. وسيكون لدول الخليج العربي نصيب كبير ودور أساسي في زيادة الضغط الإقتصادي على هذه البيئة المؤيدة لحزب الله، فعبر ترحيل عشرات المنتمين للحزب وإلغاء عقود عملهم سيدفع هؤلاء ثمن التأييد لجماعة إرهابية خطيرة ليس فقط على أمن لبنان بل على أمن المنطقة والعالم. ‏ومشاركة نائب وزير الخارجية السعودي بمؤتمر باريس لدعم لبنان وشعبه، أكدت نهج المملكة الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، ورفضها التام لممارسات ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران والمعطلة للحياة السياسية والتي توفر الحماية للفساد والفاسدين. ولعل البعض يعتقد انه من الممكن الفصل بين الفساد وحزب الله، وهذا الإعتقاد هو جوهر الفساد نفسه . ‏ففي اي خانة نضع الاغتيالات والحروب الإقليمية وتسكير وسط بيروت وتعطيل تشكيل حكومات وانتخاب الرئيس ورفض كل الاصلاحات من باريس١ والتهرب الجمرك ومنع تركيب عدادات ذكية وتفجير بيروت بـ ٢٥٠٠ طن من النترات؟ ‏وتهرب النواب في لبنان من مسؤوليتهم وغسلهم أيديهم من الأزمة، حين يرمونها على الحكومة حيناً وعلى مصرف لبنان حيناً، يعيد المواطن اللبناني الذي قيادة تحميه عند الحاجة، فإذا بتلك القيادة تهرب من سلاح حزب الله، وتهرب من معالجة أزمة كورونا ومن ازمة المصارف ومن ازمات الدعم ومن ترسيم الحدود وتهرب حتى من واجبات الموت والعزاء. والأسوء من ذلك أن تظهر الدول الغربية والعربية مسؤولية تجاه لبنان أكثر من قيادته التي تتعاطى مع كل شيء على أنه حصص ومكاسب ومغانم، وكل أمر خاضع في النهاية لما يقوله حسن نصر الله، الذي تفيد الأنباء عنه بأنه هرب إلى إيران، خوفاً أن يكون التالي على قائمة الإستهداف الأمريكي أو الإسرائيلي بل إن وكلاء إيران في لبنان وعملائها المعروفون بولائهم المطلق لحسن نصر الله باتوا يعدون الساعات واللحظات حتى تمر الأيام دون إشتباك مع حزب الله يهلك الحرث والنسل، فهذه الميلشيات أصبحت أكثر خطورة على العالم ، وليست فقط خطراً يحدق بلبنان.

 

دعوات لكف يد المحقق العدلي في جريمة المرفأ

بيروت ـ “السياسة/05 كانون الأول 2020

 مع ارتفاع منسوب التشكيك بكل التحقيقات التي جرت حتى الآن في كارثة انفجار مرفأ بيروت، معطوفاً على الملابسات المشبوهة لجريمة قتل العقيد المتقاعد في الجمارك منير أبو رجيلي قبل أيام، تتزايد الدعوات لكف يد المحقق العدلي في القضية القاضي فادي صوان، حيث نفذ عدد من الناشطين تحت شعار “قضاء ع الشعب”، وقفة أمام قصر العدل ومسيرة نحو المرفأ، لمناسبة مرور أربعة اشهر على الانفجار، حيث اعتبرت المتحدثة باسم الناشطين، أن “مجريات التحقيق العدلي غير مطمئنة بسبب عدم الجدية وسقوط المظلات والحمايات السياسية، حيث تم الاكتفاء بمن جرى توقيفهم دون استكمال التوقيفات حتى اعلى المواقع، إن المظلات والحمايات ثبتت بنمط التعامل مع الموقوفين والسعي إلى إطلاق سراحهم بشتى الوسائل”. ولفتت إلى أن “المحقق العدلي أقر ، ان هناك وزراء متورطين وتذرع بعدم صلاحيته لتوقيفهم ومحاكمتهم وأحال الموضوع إلى مجلس الوزراء، باعتبار ان الحصانات تحميهم ووجوب محاكمتهم أمام مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء المعطل منذ سنوات”. وأشارت المعلومات المتوافرة لـ “السياسة”، إلى أن قلقاً كبيراً لبنانياً ودولياً يساور المطالبين بكشف الحقيقة في انفجار المرفأ، بعدما تبين من خلال الممارسات أن هناك محاولات لطمس الحقيقة والتعمية على الجناة الفعليين المسؤولين عن هذه الكارثة، الأمر الذي جعل أهالي الشهداء والجرحى يعمدون إلى التصعيد لأنهم يدركون جيداً حجم المخاطر التي تتهدد قضيتهم، وبروز دلائل تشير إلى عدم الجدية في التحقيقات.

 

النهار: تصاعد مقلق للتحذيرات الخارجية .. والداخل في غيبوبة

النهار/السبت 05 كانون الأول 2020

يكفي ان تمر ذكرى الشهر الرابع على انفجار مرفأ بيروت غداة انعقاد مؤتمر الدعم الدولي الثاني للشعب اللبناني وفي ظل ما أدى اليه الانفجار من تفاقم مخيف في تداعيات كل الازمات الخطيرة التي تسحق اللبنانيين حتى يفهم سر "هطول" مجموعة مواقف دولية بارزة للغاية من الوضع في لبنان، بدت اقرب الى دق مزيد من أجراس الإنذار حيال واقعه ومستقبله القريب والبعيد. ذلك ان مجمل التحذيرات الجديدة التي جاءت في الساعات الأخيرة على السنة مسؤولين دوليين اتسمت بدلالات بالغة الأهمية، بل والخطورة ليس لما تضمنته فقط من مضامين تؤكد تعاظم مخاوف الدول الداعمة والمانحة للبنان من مزيد من انزلاقه نحو مهالك اقتصادية ومالية واجتماعية قاتلة، وانما أيضا تعكس مدى الخيبة الخارجية الضخمة من السلطة الحاكمة والقوى السياسية اللبنانية بما ينذر بمضاعفات وشيكة شديدة السلبية على واقع الدولة اللبنانية برمته خارجيا. ولعل أسوأ ما واكب ذكرى مرور أربعة اشهر على انفجار المرفأ وتدفق المواقف الخارجية المتصلة بلبنان عقب مؤتمر الدعم الدولي الثاني للشعب اللبناني ان المشهد السياسي الداخلي اتجه نحو غيبوبة مخيفة في ما يتعلق بمسار تأليف الحكومة يخشى ان تستغرق مدة غير قصيرة في ظل الخطورة التي رتبتها الرسالة السلبية المتعمدة التي اطلقتها رئاسة الجمهورية اول من امس عبر تحويل اجتماع مجلس الدفاع الأعلى بمثابة جلسة ضمنية لمجلس الوزراء على ما تنطوي عليه هذه المناورة من انتهاك ضمني للأصول الدستورية. وقد جاءت هذه الخطوة لتكشف، وفق مصادر معنية، المدى العميق والخطير للقطيعة التي باتت تتحكم بمسار تأليف الحكومة، اذ بدا قصر بعبدا كأنه أراد استفزاز رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري والتلويح بامتلاك رئيس الجمهورية ميشال عون "بديله" الظرفي من تأليف حكومة يصر الحريري على ان تأتي مطابقة الى اقصى الحدود الممكنة لمعايير المبادرة الفرنسية. وأكدت المصادر ان الانسداد الحاصل في مسار التأليف والسابق لانعقاد مؤتمر الدعم الدولي الثاني للشعب اللبناني، كان يفترض ان يبدأ تبديده من خلال اطلاق جولة جهود جديدة ومشاورات عاجلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف كاستجابة فورية للمواقف الدولية المتصاعدة بكثافة وقوة استثنائيتين والضاغطة لتأليف الحكومة الجديدة كممر لا بديل منه لتوفير الدعم الأكبر للبنان في ازمته المالية والاقتصادية. ولكن شيئا من هذا لم يحصل بعد يومين من انعقاد المؤتمر ومشاركة الرئيس عون فيه شخصيا فيما بدأ كلام يتصاعد عن ترجيح مرور وقت طويل بعد قبل امكان اختراق الازمة ، كما بات من المشكوك فيه بقوة ان تؤلف الحكومة العتيدة قبل الزيارة الثالثة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان هذه السنة والتي يرجح تحديد موعدها النهائي في الأسبوع الأخير من كانون الأول الحالي. ولفتت المصادر المعنية نفسها الى ان اندفاع بعبدا الى التلويح ببديلها، ولو انه اُسلوب محكوم بالفشل خصوصا ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب رفض أي توريط له في خطوة غير قانونية وغير دستورية، كشف رهان الفريق الرئاسي على تحميل الحريري تبعة تأخير الحكومة فيما أسباب التعطيل كلها قائمة في الموقف الرئاسي وربما يراهن الان على دفع الحريري الى الاعتذار بعدما بلغه ان الأخير ليس في وارد التراجع ولا الاعتذار اطلاقا. وفيما لا تزال سياسة الصمت تحكم موقف الرئيس المكلف وأوساطه مضت الأوساط التي تدور في فلك بعبدا في رمي كرة التأخير في مرماه فذهبت الى القول ان لا حكومة قبل العشرين من كانون الثاني بسبب فيتو أميركي على مشاركة حزب الله في الحكومة وان الحريري لن يقدم على تشكيلة تحرجه مع الثنائي الشيعي او تؤدي الى فرض عقوبات أميركية. وتوقعت استمرار الجمود في عملية التاليف الى حين امكان تمرير حكومة بشروط توافقية وذكرت بان لا اتصالات بين عون والحريري منذ اكثر من أسبوعين وان عون دعا الحريري آنذاك الى تقديم تشكيلة حكومية كاملة.

مواقف لافتة

في غضون ذلك اكتسبت مجموعة المواقف الدولية والخارجية الجديدة من الوضع في لبنان دلالات مهمة للغاية خصوصا انها تزامنت مع مرور أربعة اشهر على انفجار مرفأ بيروت . وفي خطوة نادرة جديدة للديبلوماسية الفرنسية حيال لبنان بمغزاها ومضمونها وجه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان رسالة مباشرة الى الاغتراب اللبناني في فرنسا وأوروبا اكد فيها "دعم فرنسا الكامل للبنان في هذه المرحلة الصعبة التي يقف فيها لبنان على مشارف الانهيار" على حد تعبيره . ودعا لودريان المغتربين اللبنانيين الى الاستمرار في القيام بدورهم الحيوي ودعم وطنهم من خلال ارسال المساعدات الى الشعب اللبناني عبر منصتين مخصصتين لدعم لبنان من قبل الأمم المتحدة والمؤسسة الفرنسية للدعم بالشراكة مع وكالة التنمية الفرنسية. وجاءت رسالة لودريان ردا على خطاب مشترك ارسل الى الخارجية الفرنسية من مجلس رجال الاعمال اللبنانيين في فرنسا ومجلس التنفيذيين اللبنانيين ومجلس الاغتراب اللبناني في بلجيكا .

وفي سياق لا يختلف عن الموقف الفرنسي اتسمت المواقف التي اطلقها وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي منهيا زيارته لبيروت بنبرة تحذيرية شديدة اذ دعا المسؤولين اللبنانيين "الى التحرك الآن لإنقاذ لبنان من كارثة اقتصادية شاملة ". وإذ علمت "النهار" ان الوزير البريطاني لم يخف امام بعض المسؤولين تحذيرهم من مجاعة في لبنان حض في تصريحه الختامي امس على تنفيذ إصلاحات عاجلة "لمنع البلاد من الانزلاق اكثر في الازمة الاقتصادية " مشددا على الحاجة الى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة . كما ان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش ربط بشكل مباشر بين الإصلاحات وتشكيل الحكومة والدعم الدولي لافتا الى ان مؤتمر الدعم الدولي ذكر مرة أخرى قادة لبنان بضرورة التنفيذ الفعال للإصلاحات.

الدعم والاحتياطي

الى ذلك يعقد اجتماع موسع في السرايا برئاسة الرئيس دياب وحضور وزراء وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لبت موضوع الدعم على المواد الأساسية وموضوع الاحتياط الإلزامي. وفي هذا السياق كان موقف بارز لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع شدد فيه على ان الاحتياط الإلزامي ليس ملكا لمصرف لبنان ومن غير المقبول والمنطقي ان يمس به تحت أي حجة . واعلن ان كتلة الجمهورية القوية تحضر اقتراح قانون معجل مكرر للمحافظة على الاحتياط الإلزامي . وطالب الحكومة باستصدار بطاقات تموينية عاجلة بالتعاون مع البنك الدولي للعائلات الأكثر فقرا مما يقلص جدا الأموال التي تهدر على ما يسمى بالدعم.

 

الترسيم بين لبنان واسرائيل… تفاوض أم تطبيع؟

وكالة الانباء المركزية/05 كانون الأول 2020

بعد أربع جولات متتالية، أبلِغ لبنان رسمياً بتأجيل الجولة الخامسة من المفاوضات التقنية لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل حتى اشعار آخر. والسبب بحسب المعلومات المتداولة رفض اسرائيل للشروط اللبنانية الجديدة “عالية السقف” برأيها، والتي هي زيادة البقعة المتنازع عليها بحرا من 860 الى ألفي كيلومتر مربع، وفق المعطيات والخرائط والاحداثيات الجديدة للجيش اللبناني والتي تستند الى قانون البحار الدولي.

وعلى رغم الموقف اللبناني الواضح في هذا الخصوص، تسعى اسرائيل عبر الجانب الاميركي باعتقاد بعض المراقبين الى دفع مفاوضات الترسيم الى “تفاوض” مقدمة للتطبيع كما يحصل في بعض دول المنطقة. وتتخوف اوساط لبنانية ان تطول فترة تأجيل الاجتماعات لمزيد من الضغط على السلطة لتليين موقفها في هذا المجال. العميد المتقاعد خالد حمادة قال لـ”المركزية”: ” لا يمكن فصل تأجيل المفاوضات المباشرة او التي تسمى غير مباشرة ولكن في نفس الغرفة بين الفريق الاسرائيلي والفريق اللبناني لأجل غير مسمى الا من قبيل الجو المتشنج الذي بلغ ذروته مع اغتيال العالم الايراني محسن فخري زاده من قبل اسرائيل، والقصف الذي يتم في العمق السوري على الوحدات الايرانية والبنية التحتية الايرانية وكل معسكر الفصائل المسلحة التي تتبع لها وكذلك المزيد من العقوبات التي تزداد يوما بعد يوم نوعاً وكمًّا، عن عملية التأجيل”.

واعتبر “ان الاميركيين والاسرائيليين يريدون تمرير أكثر من رسالة، الاولى ان الوقت ليس متاحاً لعمليات تفاوض لا تنتهي وبالتالي يجب البدء من نقطة ما، وبرأي الاميركيين هذه النقطة هي خط فريديريك هوف الذي يجب التفاوض حوله وليس العودة الى ما قبل، حسب الموقف اللبناني، وطبعا هناك نوع من التضييق على المناورة اللبنانية. والرسالة الاخرى  تريد ان تقول ان ما سارت عليه المنطقة بعد تطبيق اتفاقات التطبيع، وهذا الاندفاع العربي – الخليجي والاسرائيلي نحو مزيد من تطوير العلاقات سواء الاقتصادية او الامنية والذي اتى رداً من الدول الخليجية على التمادي الايراني وعدم القدرة الدولية على ضبطه. اذاً، مجموع هذه العوامل جاءت لتؤشر الى ان ترسيم الحدود اللبنانية لا يمكن ان ينفصل عن المناخ الذي يأخذ الصراع العربي -الاسرائيلي الى مكان آخر يجعله نوعا من صراع حدود وليس صراعا بالمعنى العروبي او القومي الذي كان مطروحاً سابقاً”.

وأضاف: “ربما هناك رسالة أخرى ان لبنان في النهاية غير قادر على تغيير هذه المعادلة، وهي رسالة الى حزب الله، إذا كنتم قادرين على تغيير المعادلة، بإمكانكم المحاولة. اعتقد ان الكل يدرك ان ايران غير مستعدة وهي في غير وارد فتح حرب مع الاميركيين واصبحت القيادة الايرانية مقتنعة ان الرهان على تغيير الادارة لن يشكل جديداً، لأن ما وصلت إليه المنطقة من اتفاقات وما بلغته العلاقات الايرانية – الاميركية لجهة العقوبات التي وافق عليها مجلس الشيوخ والكونغرس، لا يمكن العودة به الى الوراء”.

وختم حماده: “لا اقول اننا نذهب باتجاه التطبيع، لكن لا يمكن ان تنفصل نتائج ومسار هذه المفاوضات عن كل ما يجري في المنطقة وبالتالي يشكل لبنان حالة شاذة، ربما قبل اتفاقات التطبيع كان يمكن للبنان ان يذهب بعيداً في هذا الموقف، اما الآن فإن الفرص غير متاحة، خصوصا اذا ما اضفنا اليها التعثر الاقتصادي اللبناني والعزلة العربية للبنان والعزلة الدولية وكل المشاكل الداخلية وما يتعلق بالاقتصاد والفساد وانفصال الشعب اللبناني فعلاً عن القيادة السياسية”.

 

حزب الله" يُقاضي سعيد وموقع "القوات"... شدياق: يللي استحوا ماتوا

نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

كل من يحاول النيل "من سمعته الناصعة"، سيواجهه قضائياً. هذا ما توعّد "حزب الله" أخصامه به من سياسيين وصحافيين وإعلاميين، من أمام قصر العدل الذي سلك طريقه امس، متوسّلاً القضاء في سبيل ذلك، مدّعياً على النائب السابق فارس سعيد، والموقع الإلكتروني لحزب القوات اللبنانية، ومهدداً بانه لن يسكت بعد اليوم، وسيقاضي من سماهم "المضللين والمفترين والمستثمرين بالدم"، على خلفية الاتهامات الموجهة اليه في قضية تفجير مرفأ بيروت، ووعد بتحضير ملفات قضائية لكل وسيلة اعلامية تحاول النيل من هذه السمعة.

وإذ سجّل معارضو الحزب له اعترافه بالقضاء وبالدولة، وصفوا خطوته بالايجابية "إذ بدأ يتعاطى مع اخوانه اللبنانيين بالطرق القانونية، وليس كما قبل حيث أقدم على إخفاء وحماية المطلوبين للعدالة في الداخل والخارج، وتعاطى مع القوانين بفوقية وسلاحه الى جانبه، وتعاطى مع اللبنانيين على نحو لا يليق بالمواطنية، ورعى التهريب على المعابر غير الشرعية، واستعمل سلاحه في الداخل". الا أن هؤلاء حذروا من لجوء الحزب الى القضاء باستنسابية ومن ارهاب معنوي يمارسه لكم الافواه وعدم التعرض له في قضايا حقيقية وهي انه متهم بالارهاب وبالجريمة المنظمة".

وكان عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ابراهيم الموسوي اعلن باسم"حزب الله" تكليف مجموعة من المحامين "لرفع دعاوى قضائيّة لملاحقة كلّ من مارسوا التضليل والافتراء والتزوير والاتهامات الباطلة". وقال من أمام قصر العدل: "هذه الاتهامات باطلة وتشكّل ظلماً وعدواناً حقيقيّاً واستمراراً لجريمة المرفأ، لأنه يتم إبعاد أصابع الاتهام عن المجرم، وتوجيهها إلى جهات أخرى من دون أي أدلة أو براهين، ما يحضّ على الفتنة ويهدد السلم الأهلي". وأضاف: "نحن مع الكلمة الحرة والمسؤولة. واعلن ان هناك دعوى ايضاً تحضر ضد بهاء الحريري تحتاج الى رخصة أخيرة من القاضي، ودعاوى أخرى ستسجل قريباً تحضر ملفاتها مستندة الى مواد قانونية تدين من يحاولون زرع الفتنة". وعلق سعيد على تقديم شكوى ضده بالقول: "نلاحق اليوم خبر شكوى قدمها ضدي محامون بحجة التهجم على "حزب الله"... لا كلام قبل معرفة الحيثيات... لن نركع إلا لله عز وجل".

وعرفت "القوات اللبنانية" بالشكوى بالشكل، الا انها لم تعرف طبيعتها بعد، وعليه فإنها ستتابعها قضائياً كما يفترض لمعرفة على ماذا تم الادعاء عليها، كما اكدت مصادرها لـ"نداء الوطن"، معلنة في الوقت نفسه أن لجوء "حزب الله" الى القضاء "حقّ له، مثل حق كل فريق"، ورحّبت بهذه الخطوة، لكنّها أملت "في ان يكون السلوك الجديد للحزب بداية انخراط حقيقي له في عمل المؤسسات، وليس فقط في الندوة البرلمانية والسلطة التنفيذية ومحافظاً في الوقت نفسه على ترسانته العسكرية خارج اطار الدولة اللبنانية". وقالت: "نأمل ان تكون خطوته امس بداية مدخل للبننة والمأسسة الدولتية، لان الحياة السياسية لا تستقيم في ظلّ وجود صيف وشتاء تحت سقف واحد، أي في ظل وجود اشخاص تحت القانون واشخاص فوقه، ومن يملك السلاح يحول دون تطبيق القوانين فنأمل ان تكون هذه الخطوة بداية لتسليم السلاح والانخراط في العمل المؤسساتي وان يكون الجميع في لبنان متساوين تحت سقف المؤسسات والقانون والدستور والدولة". وغردت الوزيرة السابقة مي شدياق قائلة: "حزب الله" وقاحة ما بعدها وقاحة ضربني وبكى سبقني واشتكى! لا ما بيطلعك معنا لا مع فارس سعيد ولا مع موقع القوات. لا يحق لك الشكوى أمام القضاء بالافتراء في وقت يعرف القاصي والداني ارتكاباتك. لا تعير المحكمة الدولية أهمية وتعتبر اتهامك بقضية المرفأ تجنياً.. يللي استحوا ماتوا".

 

خطة تشاركية دولية لاحتواء ذيول انفجار مرفأ بيروت لمساعدة لبنان على تلبية حاجات المتضررين

علي زين الدين/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

تشارك الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومجموعة البنك الدولي، في إطلاق خطة استجابة ترتكز على مبدأ «الإنسان أولاً» لمساعدة لبنان على تلبية الحاجات الطارئة للمتضررين، ومواجهة التحديات المرتبطة بالحوكمة والتعافي وإعادة الإعمار، وذلك بعد مرور أربعة أشهر على الانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت. وأكدت مداخلات الأطراف الدولية خلال مؤتمر صحافي افتراضي عقد أمس في بيت الأمم المتحدة في بيروت، أن الإطار الثلاثي للإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار يلبي الحاجات الطارئة للسكان المتضررين من الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وأدى إلى جرح ما يزيد عن 6500، وتدمير آلاف المنازل والممتلكات في العاصمة. وتربط الاستجابة الشاملة لمواجهة تداعيات الانفجار المساعدة الإنسانية الفورية بجهود التعافي وإعادة الإعمار في المدى المتوسط، بهدف وضع لبنان على مسار التنمية المستدامة. كما ترتكز على المبادئ الشاملة للشفافية والمساءلة والشمولية.

ويهدف الإطار إلى تحقيق ثلاثة أهداف مركزية: الأول تعافٍ محوره الناس، عبر تلبية احتياجاتهم الأساسية وسبل عيشهم، وتحسين العدالة الاجتماعية للجميع ضمن نهج يقوم على المشاركة في صنع القرار. والثاني يتضمن إعادة إعمار الأصول والخدمات والبنية التحتية الحيوية التي توفر للجميع إمكانية الحصول على الخدمات الأساسية على نحو متساوٍ، وتمكين التعافي الاقتصادي المستدام. أما الثالث فيرتكز إلى تنفيذ الإصلاحات كشرط أساسي لاستعادة الثقة، ودعم إعادة الإعمار، وتحسين الحوكمة. وأكد المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي ساروج كومار جاه، على ضرورة «تقديم الدعم مباشرة للشعب والمؤسسات اللبنانية المتأثرة بالانفجار، فهذا الأمر بالغ الأهمية. لذلك سوف يتم وضع آلية تمويل للبنان لتلقي الهبات من الجهات المانحة، بهدف تنفيذ إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار».

وأضاف أن «الإطار سيركز على احتياجات التعافي الفورية للأسر الفقيرة والضعيفة، ودعم برامج تعافي الأعمال، وترويج طرق شاملة للعمل مع المجتمع المدني، وإعداد الأرضية للإصلاح وإعادة الإعمار. وستعتمد آلية التمويل أنماط تنفيذ مرنة وغير حكومية، تعتمد على نظام قوي للرصد الائتماني، ورقابة مستقلة على كيفية استخدام الأموال». واعتبرت نائبة المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية نجاة رشدي، أن «إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار موجه في الأساس للشعب، وهو يتعلق بتلبية احتياجاتهم الملحة، وحماية حقوقهم الأساسية، ومنحهم صوتاً ومكانة في عملية صنع السياسات. لذلك اعتمد الإطار مقاربة تشاركية وشاملة تضمنت جميع الجهات المعنية، بما فيها المجتمع المدني، من مرحلة التخطيط وصولاً إلى مرحلة التنفيذ. ولفتت إلى أن «الإطار يقدم رؤية لإعادة الإعمار بشكل أفضل، وهي خطة لمنع كارثة إنسانية واسعة النطاق».

وشدد سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف، على أن «استعادة ثقة الشعب اللبناني في مؤسسات الدولة أساسية لإنجاح عملية التعافي وإعادة الإعمار. لذلك يتعين على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها وتعتمد بشكل ملح إصلاحات هيكلية موثوقة». وأضاف أن «لبنان بحاجة إلى نموذج حوكمة جديد يضمن توفير مؤسسات الدولة الاحتياجات الملحة للسكان، ومواجهة الأزمات المتعددة التي تشهدها البلاد». وفي البعد التنفيذي، يتبع إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار مسارين متوازيين: الأول مسار تعافٍ اجتماعي واقتصادي، يهدف إلى تلبية الاحتياجات الطارئة للسكان من الفئات الأكثر ضعفاً، والمؤسسات الصغيرة المتأثرة بالانفجار. بينما يركز المسار الثاني على الإصلاحات الأساسية لمواجهة تحديات الحوكمة والتعافي في لبنان، وهي شروط مسبقة لحشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار بما يتجاوز مسار التعافي. ونظراً إلى تمحور خطة الاستجابة حول مبدأ «الإنسان أولاً»، يقوم الإطار على أربع ركائز استراتيجية تتضمن تحسين الحوكمة والمساءلة، وخلق الوظائف والفرص الاقتصادية، والحماية الاجتماعية والإدماج والثقافة، وتحسين الخدمات والبنية التحتية. وتحدد كل ركيزة الأهداف الاستراتيجية والمجالات ذات الأولوية، عبر مساري التعافي والإصلاح وإعادة الإعمار.

 

الحصص الوزارية تُخرج إلى العلن خلاف الحريري وجنبلاط

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

مرة جديدة خرج الخلاف بين الحليفين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل» إلى العلن، على خلفية تشكيل الحكومة، والمحاصصة التي تحول حتى الساعة دون تأليفها. ورغم حرص الطرفين كالعادة على إبقاء السجال ضمن حدود معينة، يعكس ما خرج من تصريحات من قبل الطرفين وجود اختلاف في مقاربة مسار تأليف الحكومة، ولوم رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وصل إلى حد وصف عملية تشكيل الحكومة بـ«لعب الأولاد». وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني: «لعب الأولاد في التحاصص بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري مهزلة، وأعتقد بالقليل الذي نسمع أن العرقلة بينهما لأنهما لم يتفقا بعد على الأسماء»؛ مشيراً إلى أن «عون والفريق لديه أخذوا الداخلية والطاقة والدفاع والعدلية، تقريباً أخذوا مفاصل الدولة جميعها، والثنائي الشيعي أخذ المالية وشيئاً آخر، ولا أدري ما هي حصة الآخرين!». هذا الانتقاد رد عليه مستشار الحريري، النائب السابق مصطفى علوش واصفاً جنبلاط بـ«ملك المحاصصة». وكتب على حسابه على «تويتر»: «عندما ينتقد ملك المحاصصة المحاصصة. قرأت كلام الزعيم جنبلاط غامزاً من قناة سعد الحريري بالمحاصصة»، وأضاف: «الغريب بالزعيم هو أنه يعلم من يسعى للمحاصصة، ويعلم أن الحريري هدفه حكومة مهمة توقف الانهيار ومن خارج منطق المحاصصة التي اعتادها الزعيم»، وسأل: «فهل يسعى من هذا لحصة؟ أم أنه تلقى إشارة من كوكب؟»، ويعتبر علوش أن الاختلاف الحاصل هو غيمة عابرة مرتبطة بمطلب لم يتحقق لجنبلاط. من جهته يؤكد النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله، أن رسالة جنبلاط إلى الحريري ليست شخصية، ولا تنبع من هاجس المحاصصة، إنما مرتبطة بالخوف من الخروج عن إطار المبادرة الفرنسية والعودة إلى الثنائية السابقة. ويقول عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «ما صرح به جنبلاط يرتبط بمشكلة التلهي بالتشكيل ضمن السقوف العالية بمطالب الأطراف والسباق على الثلث المعطل، بينما لبنان يُدفن من دون أن يكترثوا»، مؤكداً: «على الرئيس المكلف أن يضع تشكيلته ويقدمها، وألا يترك بعض الأطراف يأخذون لبنان رهينة الصراع الأميركي – الإيراني، فيؤدي إلى خسارة الحريري يوماً بعد يوم من رصيده، ليحمِّلوه مسؤولية ما سيحصل في لبنان، ويغسلوا هم أيديهم من المسؤولية». وبينما يحذر عبد الله من تكرار «الثنائية» بين الحريري والنائب جبران باسيل عبر ثنائية جديدة بين الحريري وعون ومن خلفه باسيل، يقول: «لا يجوز التعاطي مع وليد جنبلاط بهذه الطريقة»، ويؤكد أنه لم يعرض على «اللقاء الديمقراطي» أي شيء يتعلق بالحكومة «في وقت يفرض من لم يسمِّ الحريري شروطه في التأليف. وتشير المعلومات إلى أن فريقاً واحداً يريد الإمساك بالبلد عبر الحصول على أبرز الوزارات الأمنية»، في إشارة إلى اتفاق ما على حصول رئيس الجمهورية على وزارات الدفاع والداخلية والعدل. في المقابل، يقول علوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «جنبلاط يحب دائماً أن يتدلل، والحريري سبق أن اتخذ قراره بتشكيل الحكومة بعيداً عن الحصص»، ويضيف: «وبالتالي تكون تعليقات جنبلاط دائماً إما خارج المنطق أو سعياً لمصالح معينة، بينما لا خلاف على القضايا المبدئية، وبالتالي الاختلاف لا يعدو كونه غيمة وستمر بين الطرفين». وعن المعلومات التي أشارت إلى أن الحريري أعطى وعداً لجنبلاط بوزارات معينة، قال علوش: «لا علم لي بهذا الأمر»، سائلاً انطلاقاً من كلام جنبلاط: «هل وزارة الخارجية غير وازنة؟ أم أن الجميع بات يريد الوزارات الخدماتية، بينما الأموال غائبة وغير متوفرة؟».

 

"بعبع" الإغتيالات: سيناريو "بوليسي" خشية الإنفجار الإجتماعي...آخر الدعم "الكي"... "رايحين على فوضى"!

نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

"أنا حزين على الناس كيف بدها بكرا تشتري الدوا"... بخاطر مكسور وصوت متهدّج يعبّر رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي عن خيبة أمله من نتيجة اجتماعه أمس مع ممثلي البنك الدولي، مؤكداً لـ"نداء الوطن" أنه وصل إلى "قناعة" بعد الاجتماع بأنّ "المجتمع الدولي لن يساعدنا بقرش واحد لا في الدواء ولا في غيره إذا لم تتشكل الحكومة ولم تنجز الإصلاحات المطلوبة". وبينما أبواب قصر بعبدا لا تزال موصدة في وجه تأليف حكومة المهمة الإصلاحية، ولا يبدو في أفق السلطة أي معالم رأفة بحال العباد والبلاد، تشي كل مؤشرات انعدام الحس بالمسؤولية أنّ المنظومة الحاكمة تقود اللبنانيين مخفورين لملاقاة مصير مأسوي محتوم لم يعد يفصلهم عنه أكثر من شهر بحسب المعطيات المتصلة بالفترة الزمنية الفاصلة عن تجفيف منابع الدعم من دون إيجاد بدائل واعتماد خطوات إصلاحية تتيح تأمين جرعات دعم خارجية للخزينة.

فبحلول نهاية العام أو مطلع العام الجديد على أبعد تقدير، سيلفظ الدعم أنفاسه الأخيرة وسيُفتقد الدواء المدعوم من الصيدليات ليسود حينها "الكيّ" بفاتورة الأدوية المدولرة التي سيدفع ثمنها المواطن من صحته وربما حياته. واقع مشؤوم لا يخفي عراجي حتمية بلوغه خلال فترة قصيرة في حال لم يتم اعتماد إجراءات سريعة لإبقاء الدعم ولو بشكل بسيط ومحدد أقله على أدوية الأمراض المزمنة الضرورية وإلا "رايحين على فوضى اجتماعية كبيرة، لأنّ الأسعار سترتفع 5 أضعاف والمؤسسات الضامنة ستنهار".

وإذ يؤكد مصدر وزاري انعقاد اللجنة الوزارية الثلثاء المقبل في السراي الحكومي لاتخاذ قرار بشأن ملف الدواء، يقول عراجي: "انتظرنا طويلاً جداً اللجنة الوزارية ولكنها لم تخرج بأي قرار، فقررت كرئيس لجنة صحة برلمانية أن أتحرك وتحركت، فعقدنا اجتماعاً (أمس) مع ممثلين عن البنك الدولي في بيروت على رأسهم مدير دائرة المشرق ساروج كومار جا وأجرينا مباحثات عبر "الفيديو كونفرنس" مع ممثلي البنك الدولي في الخارج لبحث إمكانية دعم الدواء في لبنان وفصل ملفه عن باقي الملفات المرتبطة بالإصلاحات، لكنّ البنك الدولي رفض ولم يقبل بأي استثناء، وكان جوابه واضحاً بعدم تقديم أي مساعدة للبنان من دون حكومة وإصلاحات فورية"، لافتاً إلى أنه "حتى في مسألة المطالبة بدفع المبلغ المخصص للبنان والبالغ 246 مليون دولار لمساعدة العائلات الفقيرة المقدرة بنحو 120 ألف عائلة، شدد البنك الدولي على أنها تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء وبالتالي لن يكون ذلك متاحاً قبل تشكيل الحكومة الجديدة". وختم متأسفاً: "الحقيقة وضعنا صار محزناً جداً وإن لم نصل إلى حل خلال شهر فإننا متجهون بلا شك نحو مشكلة كبيرة".

وعلى ضفة طرح الحلول والبدائل المتاحة، برز أمس الإعلان عن تحضير تكتل "الجمهورية القوية" اقتراح قانون معجلاً مكرراً للمحافظة على الاحتياط الإلزامي، مقروناً بالطلب من حكومة تصريف الأعمال استصدار بطاقات تموينية للعائلات الأكثر فقراً بدل الاستمرار في هدر مئات ملايين الدولارات دعماً لمواد يتم تهريبها إلى سوريا ويستفيد منها كبار التجار والمستوردين. وحول آلية التنفيذ المقترحة، يكشف نائب رئيس الحكومة السابق غسان حاصباني لـ"نداء الوطن" (ص 17) عن بديل أطلق عليه تسمية "Digital Wallet" لتوفير الدعم المباشر للمواطن بتمويلٍ غالبيته من الخارج، موضحاً أنّ المساعدات المطلوبة في هذا المجال تقدّر بملياري دولار والأموال يمكن أن توزع من خلال محفظة الدعم الرقمية "بشكل عادل على نحو 500 ألف عائلة وقد يصل الرقم الى 800 ألف في المدى المتوسط".

في المقابل، وعلى إيقاع تسارع العد العكسي للحظة الانفجار الاجتماعي، تتسارع خطوات السلطة باتجاه تحضير العدة الأمنية لقمع أي اهتزاز شعبي على أرضية حكمها. وبدل أن تعمد إلى محاولة فكفكة فتائل الانفجار وتعطيل صواعقه الاقتصادية والمالية والاجتماعية والصحية، بادرت خلال الساعات الأخيرة إلى التهويل بسيناريوات "بوليسية" تسعى من ورائها إلى ترهيب المواطنين عبر استثارة المخاوف من "بعبع" الاغتيالات المتربص بالأمن والاستقرار في البلاد، وفق ما وصفت مصادر موثوق بها الأجواء التي أشاعها المجلس الأعلى للدفاع أمس الأول في قصر بعبدا والحديث عن تحذيرات أمنية من خطر تنفيذ عمليات اغتيال في لبنان. وكشفت المصادر لـ"نداء الوطن" أنه بنتيجة مراجعة مرجع أمني كبير خلال الساعات الأخيرة عن الموضوع، اكتفى بالتأكيد جازماً أنه لا توجد أي "قصقوصة ورق" أو أي تقرير يُعتد بجديته لدى الأجهزة الأمنية يشير إلى التحضير لعمليات اغتيال على الأراضي اللبنانية، بينما المخاوف الأمنية الاعتيادية المرتبطة بتحركات بعض "الخلايا النائمة" يتم التعامل معها بجهوزية عالية وتواصل الأجهزة العسكرية والأمنية عمليات رصدها وتفكيكها وتوقيف أعضائها كما حصل في الآونة الأخيرة في عدد من المناطق.

 

الحصص الوزارية تُخرج إلى العلن خلاف الحريري وجنبلاط

كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

مرة جديدة خرج الخلاف بين الحليفين «الحزب التقدمي الاشتراكي» و«تيار المستقبل» إلى العلن، على خلفية تشكيل الحكومة، والمحاصصة التي تحول حتى الساعة دون تأليفها. ورغم حرص الطرفين كالعادة على إبقاء السجال ضمن حدود معينة، يعكس ما خرج من تصريحات من قبل الطرفين وجود اختلاف في مقاربة مسار تأليف الحكومة، ولوم رئيس «الاشتراكي» وليد جنبلاط رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وصل إلى حد وصف عملية تشكيل الحكومة بـ«لعب الأولاد». وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني: «لعب الأولاد في التحاصص بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري مهزلة، وأعتقد بالقليل الذي نسمع أن العرقلة بينهما لأنهما لم يتفقا بعد على الأسماء»؛ مشيراً إلى أن «عون والفريق لديه أخذوا الداخلية والطاقة والدفاع والعدلية، تقريباً أخذوا مفاصل الدولة جميعها، والثنائي الشيعي أخذ المالية وشيئاً آخر، ولا أدري ما هي حصة الآخرين!».

هذا الانتقاد رد عليه مستشار الحريري، النائب السابق مصطفى علوش واصفاً جنبلاط بـ«ملك المحاصصة». وكتب على حسابه على «تويتر»: «عندما ينتقد ملك المحاصصة المحاصصة. قرأت كلام الزعيم جنبلاط غامزاً من قناة سعد الحريري بالمحاصصة»، وأضاف: «الغريب بالزعيم هو أنه يعلم من يسعى للمحاصصة، ويعلم أن الحريري هدفه حكومة مهمة توقف الانهيار ومن خارج منطق المحاصصة التي اعتادها الزعيم»، وسأل: «فهل يسعى من هذا لحصة؟ أم أنه تلقى إشارة من كوكب؟»، ويعتبر علوش أن الاختلاف الحاصل هو غيمة عابرة مرتبطة بمطلب لم يتحقق لجنبلاط.

من جهته يؤكد النائب في «الاشتراكي» بلال عبد الله، أن رسالة جنبلاط إلى الحريري ليست شخصية، ولا تنبع من هاجس المحاصصة، إنما مرتبطة بالخوف من الخروج عن إطار المبادرة الفرنسية والعودة إلى الثنائية السابقة. ويقول عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «ما صرح به جنبلاط يرتبط بمشكلة التلهي بالتشكيل ضمن السقوف العالية بمطالب الأطراف والسباق على الثلث المعطل، بينما لبنان يُدفن من دون أن يكترثوا»، مؤكداً: «على الرئيس المكلف أن يضع تشكيلته ويقدمها، وألا يترك بعض الأطراف يأخذون لبنان رهينة الصراع الأميركي – الإيراني، فيؤدي إلى خسارة الحريري يوماً بعد يوم من رصيده، ليحمِّلوه مسؤولية ما سيحصل في لبنان، ويغسلوا هم أيديهم من المسؤولية». وبينما يحذر عبد الله من تكرار «الثنائية» بين الحريري والنائب جبران باسيل عبر ثنائية جديدة بين الحريري وعون ومن خلفه باسيل، يقول: «لا يجوز التعاطي مع وليد جنبلاط بهذه الطريقة»، ويؤكد أنه لم يعرض على «اللقاء الديمقراطي» أي شيء يتعلق بالحكومة «في وقت يفرض من لم يسمِّ الحريري شروطه في التأليف. وتشير المعلومات إلى أن فريقاً واحداً يريد الإمساك بالبلد عبر الحصول على أبرز الوزارات الأمنية»، في إشارة إلى اتفاق ما على حصول رئيس الجمهورية على وزارات الدفاع والداخلية والعدل.

في المقابل، يقول علوش في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «جنبلاط يحب دائماً أن يتدلل، والحريري سبق أن اتخذ قراره بتشكيل الحكومة بعيداً عن الحصص»، ويضيف: «وبالتالي تكون تعليقات جنبلاط دائماً إما خارج المنطق أو سعياً لمصالح معينة، بينما لا خلاف على القضايا المبدئية، وبالتالي الاختلاف لا يعدو كونه غيمة وستمر بين الطرفين». وعن المعلومات التي أشارت إلى أن الحريري أعطى وعداً لجنبلاط بوزارات معينة، قال علوش: «لا علم لي بهذا الأمر»، سائلاً انطلاقاً من كلام جنبلاط: «هل وزارة الخارجية غير وازنة؟ أم أن الجميع بات يريد الوزارات الخدماتية، بينما الأموال غائبة وغير متوفرة؟».

 

السفير البريطاني يُغادر لبنان!

 الجمهورية/05 كانون الأول 2020

تزامنًا مع زيارة وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي الى بيروت، كشفت مراجع ديبلوماسية انّ حكومة بلاده قررت قبل ايام سَحب عائلات ديبلوماسييها من لبنان والمنطقة على وَقع الضجيج القائم بين طهران وواشنطن وتل ابيب، ما أدى الى إنهاءٍ مُبكر لخدمات السفير كريس رامبلينغ في بيروت. وعليه، ما هي الرواية التي توثّق هذا التوجّه والمخاوف؟ أمضى كليفرلي، القادِم من بغداد، نحو 72 ساعة في لبنان، خَصّص خلالها ما يوازي 7 ساعات في لقاءاته مع 7 من المسؤولين اللبنانيين الكبار. وكان لافتاً انه أمضى ما تبقّى من وقت زيارته في جولات شاملة بين اللبنانيين، متفقّداً مرفأ بيروت والمنطقة المنكوبة ومراكز المراقبة على الحدود البرية مع سوريا، والتي بَنتها بريطانيا دعماً للألوية البرية التي شُكّلت لهذه الغاية. كذلك جالَ على عدد من المؤسسات الانسانية والاجتماعية التي ترعاها بريطانيا بتقديماتها المختلفة.

وعلى رغم من كونها الزيارة الأولى لبيروت، فقد شكّلت في شكلها رسالة واضحة الى المسؤولين اللبنانيين قبل الحديث عن مضمونها، لاسيما عند تخصيص كليفرلي معظم أوقاته للمجموعات الشعبية، بعدما وُصِفت لقاءاته مع السياسيين بالبروتوكولية والاستطلاعية، فيما دخلَ في كثير من التفاصيل خلال لقائه مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، معبّراً عن دعمٍ مطلق للجيش اللبناني من خلال برامج الدعم الجاري تنفيذها على مستوى الألوية البرية وفي المجالات الاخرى، لا سيما منها التدريب والتجهيز.

امّا في الشأن السياسي، فقد كان واضحاً انّ كليفرلي وَجّه، في مُجمل لقاءاته السياسية، مجموعة من الملاحظات حول أداء السلطة والعجز في تنفيذ الوعد بالإصلاحات. وان لم يَتسرّب شيء من محاضر جلساته مع المسؤولين، إلّا أنّ الناطق الرسمي باسم السفارة البريطانية كان واضحاً عندما أجرى توصيفاً للوضع السائد في لبنان عشيّة بَدء جولته الرسمية، فاعبتر أنّ الزيارة مهمة لتأكيد «دعم المملكة المتحدة لشعب لبنان»، وحَضّ السياسيين على «التحرك الآن لتحقيق الإصلاحات قبل فوات الأوان»، مُضيفاً، عند تعداده مجموعة الازمات في البلاد، انّ «لبنان يمر في حالة صعبة غير مسبوقة في تاريخه: جائحة فيروس كورونا، انفجار 4 آب، انهيار اقتصادي سريع، مأزق سياسي وغياب إصلاحات عاجلة». واعتبر أنّ هذا البلد «على حافّة الهاوية، وسيكون الطريق طويلاً لاستعادة ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي». وفي المجال الاقتصادي قال: «انّ لبنان يواجه أسوأ توقعات اقتصادية منذ الحرب الأهلية»، لافتاً الى مخاطر فقدان «الاحتياجات الأساسية للناس، كالغذاء والوقود والأدوية». واستشهَد بما جاء في تقرير للبنك الدولي، بما مَفاده: «سيعيش أكثر من نصف اللبنانيين في الفقر بحلول عام 2021».

وبعيداً من كلّ ما رافَقَ زيارة كليفرلي، فقد كشفت مراجع ديبلوماسية مطّلعة انّ الزيارة أعقبت في توقيتها إجراءات دبلوماسية وأمنية بريطانية جديدة تعني الديبلوماسيين العاملين في لبنان والمنطقة. ولفتت الى انّ قراراً صدر قبل فترة سَبقت زيارة الوزير البريطاني بسحب عائلات الديبلوماسيين الذي يعيشون الى جانبهم، ليس من لبنان فحسب بل من دول المنطقة، والعودة بهم الى بلادهم. وأضافت انّ السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، الذي خضعت عائلته للترتيبات الديبلوماسية الجديدة، قد طلب إنهاء خدماته في بيروت بنحوٍ مُبكر، مُصرّاً على ان تكون عائلته الى جانبه حيثما حَلّ خارج أراضي بلاده. فقُبِل طلبه، على ان يبدأ جولاته الوداعية استعداداً للمغادرة في وقت قريب. وهو ما كان موضوع نقاش عابِر في اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية بالموفد البريطاني، فأشاد بعمل رامبلينغ ومحبته للبنانيين وما سعى إليه من توطيدٍ للعلاقات بين البلدين. شاكراً له رعايته كل أشكال الدعم والمساعدة التي تقدمها بلاده في الحقول الامنية والعسكرية والتربوية والصحية والاجتماعية.

وعند هذه المعطيات، توقفت مراجع سياسية وديبلوماسية لبنانية مَليّاً امام ما قَصدته الخارجية البريطانية والظروف التي أملت عليها اتخاذ مثل هذا القرار، الذي يشمل لبنان ودول الجوار السوري والايراني. ولذلك، توسعت في تحليلها لتوقيته ومضمونه، فلم تتمكّن من الفصل بينه وما تَشهده المنطقة من توتر نتيجة تصاعد التهديدات بين ايران والولايات المتحدة الاميركية واسرائيل بعد عملية اغتيال العالم الإيراني المتخصّص في مجال الطاقة النووية والصواريخ محسن فخري زاده الجمعة الماضي في مدينة أبسرد قرب طهران. وإذ توقفت هذه المراجع امام «السيناريو الهوليوودي» الذي حُكِي عنه في عملية الإغتيال وتحدثت عنه تقارير ايرانية عدة، أشارت الى اعتماد الموساد الاسرائيلي «تقنيات حديثة لم تستخدم من قبل في عملية معقدة للغاية»، فإنها رصدت ما تَبع الحادث الكبير من تهديدات صدرت على لسان كبار المسؤولين الايرانيين وفي «الحرس الثوري» تحديداً كما على لسان قيادات ومجموعات أخرى تدعمها إيران، وتنتشر في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط والخليج. ولم تُخف المراجع عينها في تحليلها للقرار البريطاني مخاوفها لمجرد انه صدر من لندن وليس من أي عاصمة اخرى. وذلك انطلاقاً ممّا هو معروف وثابت في انّ العلاقات المميزة بين لندن وواشنطن تَشي بكثير ممّا يمكن احتسابه بريطانيّاً بنَحوٍ مبكر. فهي تعتقد انّ بريطانيا هي من أولى الدول التي ترصد ردات الفعل الاميركية ومجرى عواصفها التي يمكن ان تهبّ في اتجاه اي حدث في العالم. وهي أمور يجب ان تؤخذ في الاعتبار وبكثير من الجدية، وخصوصاً في المرحلة الحالية التي تفصل بين نتائج الانتخابات الاميركية التي أدّت الى فوز جو باين وموعد مغادرة الرئيس دونالد ترامب المكتب البيضاوي. فهي مرحلة مرشحة لكل أشكال المفاجآت غير السعيدة التي يمكن ان يلجأ إليها ترامب لفرض امر واقع جديد يكبّل الإدارة الديموقراطية العائدة الى البيت الابيض بعد ولاية يتيمة للجمهوريين.

ولفتت المراجع الى انّ كل هذه القراءة المتشائمة لِما هو مرتقب في المنطقة لا تدعو الى القلق، على قاعدة انّ لبنان يحتسب ايضاً لِمثل هذه الأجواء. ولعل سلسلة التقارير الأمنية التي أدلى بها القادة الامنيون الأربعة في لبنان امام رئيس الجمهورية واعضاء المجلس الاعلى للدفاع في اجتماعه الخميس، توحي بالمخاوف نفسها، وإن تعددت الاسباب والمعطيات. إلّا انها في الوقت عينه مُصمّمة على مواجهة هذه التهديدات والمخاوف المرتقبة منها، سواء كان مصدرها الاراضي السورية او اي دولة في العالم تصدر مثل هذه المجموعات، عدا عمّا هو مَرصود من خلايا إرهابية تعمل في الداخل بعدما تمّ تفكيك بعضها ورَصد أخرى لِشَل حركتها المُحتملة في ظل تسهيلات لم تكن متوافرة سابقاً نتيجة افتقادها للبيئات الحاضنة في لبنان. وبمعزلٍ عن مثل هذه القراءات والتحليلات، لا تهمل المراجع السياسية والديبلوماسية أهمية اتخاذ كل الإجراءات التي تضمن الأمن للبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية. وهي رصدت تدابير اخرى احترازية اتخذتها سفارات عدة في بيروت ربطاً بالتهديدات المحتملة لإمرار المرحلة بأقلّ خسائر ممكنة، خصوصاً انّ البلد يعاني سلسلة أزمات أخرى قد تكون حافزاً لاستغلال ضحاياها في ما لا يريده أحد للبنان ومن لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

الموساد: نمتلك تسجيلاً لفخري زاده يتحدث فيه عن بناء 5 رؤوس نووية

الموساد قالت إن عميل الموساد تمكن من التقرب من فخري زاده في 1993 واستطاع تسجيل صوته وهو يتحدث عن المشروع النووي العسكري الإيراني

دبي - قناة العربية/06 كانون الأول 2020

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس الجمعة، أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي - الموساد - تمكن من زرع عميل له، كان قريباً جداً من عالم الذرة الإيراني، محسن فخري زاده، الذي تم اغتياله في طهران يوم الجمعة الأسبق. المصادر قالت إن عميل الموساد تمكن من التقرب من فخري زاده في عام 1993 أي قبل 27 سنة. واستطاع تسجيل صوته وهو يتحدث عن المشروع النووي العسكري الإيراني. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، في تقرير، أن التخطيط في إسرائيل لشن هجمات ضد المنشآت النووية في إيران وُضع وبدأ العمل عليه في عام 2008، خلال ولاية رئيس الحكومة السابق، إيهود أولمرت، عندما كان إيهود باراك يتولى منصب وزير الأمن، فقد حصلت في حينه إسرائيل على تسجيل بصوت العالم النووي فخري زاده، يتحدث فيه عن برنامج نووي عسكري سري لإيران وعرضت إسرائيل التسجيل الصوتي لـ زاده على إدارة الرئيس الرئيس بوش في 2008 يتحدث فيه عن بناء 5 رؤوس نووية. وتزامناً مع الإعلان الإسرائيلي، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير للدول الأعضاء، إن إيران أبلغت لجنة المفتشين التابعة للأمم المتحدة عزمها تركيب ثلاث مجموعات إضافية من أجهزة الطرد المركزي من طراز "آي آر- 2 إم" المتطورة، في منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وأشارت إلى أنها ستضاف إلى أحد الأجهزة من الطراز نفسه، الذي يستخدم بالفعل في التخصيب هناك، وينص الاتفاق النووي على أن طهران يمكنها استخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول "آي آر-1 " فحسب، وهي أقل كفاءة، في المحطة الموجودة تحت الأرض، وأن هذه هي الأجهزة الوحيدة التي يمكن لإيران استخدامها لتخصيب اليورانيوم.

 

صحة خامنئي تتدهور… هل سلّم صلاحياته؟

قناة الحرة/05 كانون الأول 2020

أفادت مصادر من داخل إيران بأن المرشد الإيراني علي خامنئي نقل جميع سلطاته إلى نجله مجتبى بعد تدهور حالته الصحية، في وقت تمر البلاد مع أزمات عديدة آخرها اغتيال أحد أبرز علمائها في المجال النووي قبل نحو أسبوع داخل طهران. وقال الصحافي الإيراني محمد أحوازي، عبر “تويتر”: “مصادر إيرانية تتحدث عن تدهور صحة خامنئي منذ يوم الجمعة”، مضيفًا أن “مقربين من خامنئي خائفون جدًا على وضعه الصحي هذه المرة”. وأشار إلى أن المصادر أكدت “أن مهام وصلاحيات مكتب المرشد الإيراني انتقلت إلى نجله مجتبى خامنئي الذي يشرف على عدة دوائر أمنية واستخباراتية في إيران”.

وذكر أحوازي أنه “من غير الواضح حتى الآن سبب تدهور صحة خامنئي إذا بسبب معاناته من سرطان البروستات أو نتيجة مرض آخر”، موضحًا أن “صحة خامنئي تزداد تدهورًا منذ يوم الجمعة مما أدى إلى استدعاء كبار الأطباء من مستشفى مسيح دانشوري في طهران”. ولفت الصحافي الإيراني إلى أن اجتماعًا بين خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني كان مقررا الجمعة، ألغي نتيجة هذه التطورات. وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” قالت، في تقرير سابق نُشر في كانون الثاني الماضي، إن معركة محتدمة تدور داخل أروقة النظام في إيران بشأن اختيار خليفة لخامنئي (81 عامًا)، في قرار من شأنه أن يحدد مصير إيران على مدى العقود المقبلة. وذكرت أن هناك مرشحين محتملين لخلافة خامنئي، هما مجتبى البالغ من العمر 51 عامًا والذي يواصل الدراسة الدينية المتقدمة في الحوزة الدينية في قم، والآخر هو إبراهيم رئيسي رئيس القضاء المتشدد الذي خسر الانتخابات الرئاسية للعام 2017 لمصلحة روحاني.

يشار إلى أن الولايات المتحدة كانت قد فرضت في تشرين الثاني 2019 عقوبات على مجتبى خامنئي وإبراهيم رئيسي بتهمة دعم الإرهاب، وذلك تزامنًا مع الذكرى الأربعين للهجوم على السفارة الأميركية في طهران.

 

السعودية: للتشاور مع دول الخليج بشأن أي اتفاق نووي مع ايران

قناة العربية.نت/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت، على وجوب التشاور مع دول الخليج “بشكل كامل” في حال أُعيد إحياء الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، محذرا من أنه الطريق الوحيد للتوصل إلى اتفاق مستدام.وصرّح الأمير فيصل لفرانس برس أنه: “بشكل أساسي، ما نتوقعه هو أن يتم التشاور معنا بشكل كامل، وأن يتم التشاور بشكل كامل معنا ومع أصدقائنا الإقليميين بشأن ما يحدث، في ما يتعلّق بالمفاوضات مع إيران”.

 

البحرين تُطالب العالم بردع مَنْ يُهدِّد السلام في الشرق الأوسط ونفت موافقتها على استيراد بضائع المستوطنات

المنامة- وكالات/05 كانون الأول 2020

 أكد وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، أمس، أن أمن الشرق الأوسط ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن العالمي لمدة سبعين عاماً، وهو ارتباط ازداد قوة أخيراً، مطالباً العالم بردع من يهددون مفهوم السلام في منطقة الشرق الاوسط . وقال الزياني، في كلمته أمام مؤتمر “حوار المنامة” في دورته السادسة عشرة: إن أحد الأسباب التي دفعت مملكة البحرين إلى إطلاق حوارات المنامة منذ نحو عقد هو إدراكها أن الأمن الإقليمي لا يمكن معالجته بشكل فعال، إلا كجزء لا يتجزأ من الأمن العالمي، وأن هناك حاجة لم تتم تلبيتها لجمع صانعي القرار من الدول داخل وخارج المنطقة. وأكد أنه لا يوجد حالياً، أي جانب من جوانب الأمن في الشرق الأوسط لا يمس الأمن العالمي الأوسع، سواء كان التهديد ناتجاً عن نشاط الدول الخبيثة، أو النزاعات التي لم يتم حلها، أو الجهات غير الحكومية الفاعلة، وسواء كانت الروابط تكنولوجية أو لوجستية أو أيديولوجية، مشدداً على أن التحديات التي تواجه الأمن الإقليمي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على العالم الأوسع كما لم يحدث من قبل. وأشار إلى “أهمية التوقيع على إعلان مبادئ إبراهيم، الذي سيكون له تأثيرات مهمة”، مؤكداً ضرورة الاستمرار في المضي قدماً للتغلب على العقبات وتحقيق هذه الرؤية.وأكد الحاجة إلى الأصدقاء والحلفاء في جميع أنحاء العالم لمواصلة دعمهم القوي لجهود حماية وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، مشدداً على أهمية الاستمرار في السعي لإيجاد حل للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، والذي من شأنه أن يفتح العديد من القضايا الأخرى في المنطقة، وضرورة مواصلة الدعم السياسي والاقتصادي والتجاري والدبلوماسي للمفهوم الأوسع لمنطقة آمنة ومترابطة تنعم بالسلام والازدهار. وأشار إلى أن أولئك الذين يعارضون مفهوم السلام في المنطقة، سيعملون على تقويض أمن الشرق الأوسط، وبالتالي الأمن الدولي، بأي طريقة ممكنة، الأمر الذي يتطلب حماية المنطقة من مثل هذه التهديدات والعمل على الحفاظ على أمن المنطقة وردع من يهدده. وشدد، على ضرورة أن تعمل دول المنطقة معنا لتحدي رواية خصومها وإثبات زيف ادعاءاتهم، وقال “نحن بحاجة إلى رادع أمني مرن يكمله الردع الإلكتروني والردع الاقتصادي والديبلوماسية النشطة”. من ناحية ثانية، نفت الحكومة البحرينية، أمس، موافقتها على استيراد البضائع الإسرائيلية المنتجة في المستوطنات بالضفة الغربية والجولان المحتل. ونقلت “بنا” عن مصدر مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة نفيه صحة التصريح المنسوب إلى الوزير زايد الزياني، خلال زيارته إلى إسرائيل أخيراً، بشأن استعداد المنامة للتعامل مع منتجات المستوطنات كإسرائيلية الصنع بغض النظر عن مصدرها. وقال المصدر: إن تصريح الوزير “فهم في غير سياقه الصحيح”، مؤكداً التزام الوزارة بـ”موقف حكومة مملكة البحرين الثابت بشأن التمسك بقرارات الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، الخاصة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومرتفعات الجولان السورية”.

 

السعودية: إيران تُغلق باب الحوار وتواصل تمويل الميليشيات/أكدت أهمية التشاور مع دول الخليج بشأن أي اتفاق نووي بين واشنطن وطهران

الرياض- وكالات/05 كانون الأول 2020

 أكد وزير الخارجية السعودية الأمير، فيصل بن فرحان، أن إيران تواصل تمويل الميليشيات الإرهابية في المنطقة، متهماً جماعات إرهابية تتبع إيران بتنفيذ عمليات في أوروبا، ومضيفاً إن ميليشيات موالية لطهران تستخدم العنف في العراق. وقال الأمير فيصل بن فرحان -في كلمة له في “منتدى حوار المتوسط”، أول من أمس-: إن المملكة تأمل من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مواصلة التصدي لسلوك إيران ودورها الخبيث في المنطقة وتمويلها للإرهاب. وأشار إلى أن السعودية تؤيد الحوار بين الولايات المتحدة وإيران، لكن طهران هي من تغلق باب الحوار، نافياً أي ربط بين اتفاقات السلام مع إسرائيل وسلوك الأخيرة ضد إيران. وعن علاقة السعودية مع بايدن، قال: إنه “من خلال الحوار مع إدارة بايدن، سنصل لتوافق بشأن قضايا المنطقة”. وشدد، على أن المملكة لا تؤيد عمليات الاغتيال، موضحاً أنها “ليست من سياستنا”. وأكد ضرورة التشاور مع دول الخليج بشأن أي اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة. وفي ملف السلام في الشرق الأوسط، أوضح أن السعودية تؤيد “اتفاق سلام عادل يمنح الفلسطينيين دولة مستقلة”، مضيفاً: إن “لدينا رؤية تجعل من إسرائيل بلداً طبيعياً عند موافقتها أن تصبح فلسطين دولة مستقلة”. وأشار إلى أن اتفاقات السلام مع إسرائيل تعتبر “خطوة هامة وصحيحة لتعزيز الاستقرار بالمنطقة”، مؤكداً دعم الرياض لإبرام اتفاق سلام عادل يمنح الفلسطينيين دولة مستقلة. وبشأن مواجهة جائحة “كورونا”، أكد “العمل مع مجموعة العشرين على التخفيف من تداعيات كورونا عالمياً”، مشيراً إلى أن “السعودية اتخذت إجراءات صحية كبيرة ضد كورونا، والوضع حالياً جيد”. وأضاف: إن “جائحة كورونا أثرت علينا وكان لها تداعيات اقتصادية”. وتناول أيضاً قضايا الداخل، وأشار إلى إصلاحات كثيرة، من ضمنها ملف حقوق المرأة

 

مشروع عقوبات في الكونغرس يستهدف منظمة «بدر» العراقية

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

طرح نواب جمهوريون مشروع قانون يدعو إلى فرض عقوبات على منظمة «بدر» العراقية. ويقول المشروع الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن منظمة «بدر» هي حزب سياسي يدعم ثورة الخميني في إيران ويأمل باستيرادها إلى العراق. وإن «الحرس الثوري» الإيراني و«فيلق القدس» يقدمان التدريب والتمويل والتسليح للمنظمة التي تعمل عن قرب مع كتائب «حزب الله» و«حزب الله اللبناني» و«عصائب أهل الحق» التي أدرجت على لائحة التنظيمات الإرهابية.

ويشير المشروع في نصه إلى أن التقارير تثبت أن نائب زعيم «الحشد الشعبي» السابق أبو مهدي المهندس قاد مجموعة من الميليشيات العراقية بدعم إيراني، إلى السفارة الأميركية في العراق في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2019، وأضرموا النيران في المبنى. وأن قائد منظمة «بدر» هادي العامري كان معهم. ويتحدث المشروع عن أن المنظمة لديها تاريخ في استهداف الأميركيين وحلفائهم في العراق، وارتكاب انتهاكات حقوق إنسان وإعدام سجناء سُنة. ويقول المشروع إن منظمة «بدر» هي وحدة متكاملة مستمرة في التقدم سياسياً تحت تحالف «الفتح» الذي أسسته ميليشيات تابعة لإيران.

ويوجه المشرعون في نص مشروع القانون انتقادات لاذعة لهادي العامري، فيقولون إنه وصف قائد «فيلق القدس» السابق قاسم سليماني بصديقه العزيز، والمرشد الإيراني علي خامنئي بـ«قائد الإيرانيين والأمة الإسلامية كلها». ويتابع النص منتقداً نشر المنظمة لعناصر تابعة لها في سوريا للقتال إلى جانب نظام بشار الأسد، والمشاركة في حصار حلب في عام 2016؛ حين أشارت تقارير الأمم المتحدة إلى أن ميليشيات عراقية أعدمت عشرات المدنيين هناك. ويطلب المشروع من وزير الخارجية الأميركي تقديم تقرير للكونغرس بعد 90 يوماً من تمريره، يفصل ضلوع منظمة «بدر» وميليشيات أخرى تدعمها إيران في هجمات ديسمبر 2019 على السفارة الأميركية في العراق، وأن يقرر بناء على هذه المعطيات ما إذا كان يجب إدراج المنظمة على لائحة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى فرض عقوبات عليها تحت قانون «ماغنيتسكي» لحقوق الإنسان. كما يطلب تقييماً يعرض ما إذا كانت المساعدات الأميركية إلى قوات «الحشد الشعبي» وصلت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى منظمة «بدر». ومن غير الواضح حتى الساعة، ما إذا كان المشروع سيطرح للتصويت قبل تسلم الكونغرس الجديد لأعماله مطلع العام المقبل، في وقت يسعى فيه طارحو المشروع إلى حشد الدعم له من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

 

قيادة التحالف الدولي لـ«الشرق الأوسط»: دربنا أكثر من 240 ألف عنصر أمن عراقي

أربيل: «الشرق الأوسط»/05 كانون الأول 2020

قال المتحدث باسم قيادة قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» الجمعة، إن قرار تخفيض عدد القوات الأميركية تأثيره ضئيل على المهام الإجمالية لقوات التحالف المشتركة لهزيمة «داعش»، وأكد استمرار قيادة قوات التحالف الدولي في دعمها للقوات العراقية والسورية بالمعلومات الاستخباراتية وتوفير الغطاء الجوي. العقيد وين ماروكو قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة (داعش) من 3000 إلى 2500 لن يكون له تأثير كبير في المهام والعمليات التي يقوم بها التحالف لهزيمة (داعش) في العراق وسوريا»، مبينا أن «قيادة التحالف ستسمر بعملها من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي إضافة إلى توفير الغطاء الجوي للقوات الشريكة». وكان كريستوفر ميلر القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي أعلن في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) أن الولايات المتحدة ستخفض مستويات قواتها في العراق وأفغانستان إلى 2500 جندي في كل منهما بحلول 15 يناير (كانون الثاني) 2021. وقال ماروكو إن «قيادة قوات التحالف الدولي عمليات العراق ليست قوى قتالية بل إن القوات العراقية تقوم بعملياتها بشكل مستقل، فيما تقوم قوات التحالف الدولي بتوفير الدعم لإتمام عملياتها وتقديم المشورة لهم»، مبينا أن «قوات التحالف الدولي دربت أكثر من 240 ألف عنصر من القوات الأمنية العراقية بشكل جيد يمكنهم من القيام بعملياتهم بشكل جيد»، مضيفا أن «دور قوات التحالف سيكون إرشاديا بدلا من مرافقتهم في العمليات الميدانية ما يعني الانتقال من التدريب إلى تقديم المشورة». وقال ماروكو إن «التحالف الدولي لمواجهة داعش يسعى إلى المساعدة في جعل العراق مزدهرا ومستقرا من خلال قواته الأمنية القادرة على الدفاع عن سيادة العراق وتأمينه من المتطرفين دون الحاجة إلى مساعدة من أي جهة خارجية». ونوه إلى أن «قوات التحالف الدولي مستمرة في عملها في العراق من خلال حكومته، وفي سوريا بتفويض واضح بموجب القانون الدولي وقرار مجلس الأمن المرقم 2254»، مشيرا إلى أن «التحالف ملتزم بهزيمة داعش وفلوله في أي جزء من العراق وسوريا». وكان مسؤولون عراقيون محللون وخبراء عسكرين أبدوا مخاوفهم من خفض القوات الأميركية في العراق وإمكانية استغلال إيران الفراغ الذي سيخلف عملية الانسحاب من خلال القوى الموالية لها في العراق لبسط سيطرتها التامة على الشارع العراقي، إضافة إلى مخاوف من إمكانية عودة تنظيم (داعش) إلى تنشيط عناصره في الخلايا النائمة للقيام بمزيد من العمليات النوعية في العراق وخاصة في المناطق المحررة.

 

خلافات سودانية حول تشكيل مجلس للحكم في الفترة الانتقالية/وزير الإعلام أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المجلس مخالف لما اتُفق عليه... وحمدوك فوجئ به

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

أثار المرسوم الذي أصدره رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بتعيين «مجلس شركاء الفترة الانتقالية»، موجة عنيفة من الرفض من القوى المشاركة في المجلس والمعارضة له، على رأسهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي لمح إلى الانسحاب منه، متذرعاً بأن القرار الصادر جاء خلاف ما هو متفق عليه من حيث تكوين المجلس وصلاحياته.وقال وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن رئيس الوزراء «فوجئ بالمرسوم» الذي تم بموجبه تشكيل مجلس شركاء الفترة الانتقالية، «لأنه جاء مخالفاً لما تم الاتفاق عليه، من حيث الشكل والتركيبة والتصورات المتفق عليها».

وأصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، مرسوماً رئاسياً، أول من أمس، بتشكيل مجلس جديد أطلق عليه «مجلس شركاء الفترة الانتقالية»، من 29 عضواً، وحدد صلاحياته بتوجيه الفترة الانتقالية بما يخدم مصالح البلاد العليا، وللفصل في الخلافات بين الأطراف المختلفة، لكن صالح أوضح أن الأطراف اتفقت على تشكيل «مجلس تشاور سياسي»، يجمع الشركاء السياسيين لحل الأزمات التي قد تنشب، دون تدخل في السلطات السيادية والتنفيذية والتشريعية، ودون سلطة للإشراف على المرحلة الانتقالية وتوجيهها، وقال: «من حيث التركيبة كان الاتفاق على تمثيل خمسة عسكريين، لكن القرار صدر بستة عسكريين»، وأضاف: «المرسوم غير مرضٍ، لا من حيث التركيبة أو الصلاحيات، وهذا ليس ما تم الاتفاق عليه».

وقال صالح إن الفكرة المتفق عليها تكوين مجلس يضم شركاء الانتقال، بإشراك شركاء السلام ليكونوا جزءاً منه، فقوى «إعلان الحرية والتغيير» والعسكريون في المجلس السيادي، كانوا يتشاورون بصفتهم موقعي «الوثيقة الدستورية»، وبالتالي يجب أن يكون شركاء السلام جزءاً من هذا التشاور.

وأوضح صالح أن إعلان تشكيل المجلس بمرسوم من مجلس السيادة، جعله يبدو كأنه «بديل للمجلس التشريعي»، أو وصي على المرحلة الانتقالية، وقال: «هذا غير مقبول من أي طرف، ولا بد من إعادة تشكيل المجلس، وتصحيح مهامه، بحيث لا يكون وصياً على السلطة التنفيذية أو التشريعية غيرها».

وأرجع الصالح ما سماه «الثورة ضد القرار» إلى الجهد الذي بذل في تكوينه، مقابل «التباطؤ في تشكيل المجلس التشريعي»، وأضاف: «لا بد من السعي بجدية لتكوين مجلس تشريعي بتمثيل حقيقي لكل القطاعات والمواقف المهمة»، وتابع: «إذا تم تكوين المجلس التشريعي بتركيبه جيدة، فسيضع الفترة الانتقالية في مسارها الصحيح، ويشكل ضمانة حقيقية لها». من جهته، قال مقرر المجلس المركزي لقوى «إعلان الحرية والتغيير» كمال بولاد، إنه اطلع على المرسوم الصادر عن رئيس مجلس السيادة، بشأن تشكيل مجلس الشركاء، ووعد بدراسته في اجتماع المجلس المركزي لـ«الحرية والتغيير» الدوري، الذي يصادف «اليوم».

وأوضح أن فكرة مجلس الشركاء متفق عليها، باعتبارها تطويراً لفكرة اللقاءات الثلاثية بين المجلس السيادي ومجلس الوزراء والتحالف الحاكم «الحرية والتغيير»، لحل الإشكالات التي تطرأ أثناء العمل اليومي، وأضاف: «كانت فكرة اللقاءات الثلاثية مفيدة، وعالجت كثيراً من القضايا، لكن بعد تعديل الوثيقة الدستورية، وإضافة المادة 80 للوثيقة، جاءت فكرة مجلس شركاء الانتقال». ونصت المادة 80 من الوثيقة الدستورية على إنشاء مجلس شركاء الفترة الانتقالية، تمثل فيه أطراف الاتفاق السياسي - «الحرية والتغيير» والمجلس العسكري الانتقالي السابق - وأطراف اتفاق جوبا، لحل التباينات في وجهات النظر وخدمة المصالح العليا في السودان، وله في سبيل ذلك إصدار اللوائح التي تنظم أعماله. لكن المرسوم الصادر عن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، أول من أمس، أعطى المجلس سلطة «توجيه الفترة الانتقالية»، وحشد الموارد لإنجاح الفترة الانتقالية، وتنفيذ مهامها الواردة في الوثيقة الدستورية، واتفاق سلام جوبا، وإضافة «أي سلطات أخرى» لازمة لتنفيذ اختصاصاته وسلطاته. بيد أن بولاد قطع بأن المجلس المتفق على تكوينه، ليس بديلاً عن المجلس التشريعي، لأنه بلا سلطة تشريع، وليس بديلاً عن الجهاز التنفيذي لأنه لا يملك سلطة تنفيذية، وليس بديلاً عن مجلس السيادة أو المجلس المركزي لـ«قوى الحرية والتغيير»، وقال: «دور مجلس شركاء الانتقال يقتصر على التنسيق بين ركائز المرحلة الانتقالية كافة، ودوره الأساسي هو التنسيق بين كافة ركائز سلطة المرحلة الانتقالية، حتى تمضي الأمور بسلاسة، وتستكمل مهام الانتقال»، وأضاف: «نتطلع أن تلعب (قوى الحرية والتغيير) الدور المطلوب منها في توجيه سياسات الحكومة، لتحقيق مهام المرحلة الانتقالية التي رسمتها ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة». وتوقع البولاد إثارة ما أطلق عليه «لغط كثير ومخاوف»، ناتجة عن تحديات المرحلة الانتقالية، ورواسب الحساسية بين المكونين العسكري و«الحرية والتغيير»، التي تأثرت في البداية بكثير من الإشكالات قبل توقيع الوثيقة الدستورية، وأضاف: «(الحرية والتغيير) في اجتماعها اليوم ستناقش كيفيات وآليات تنفيذ مجلس شركاء السلام».

 

الرئيسان المصري والأميركي يبحثان التطورات الإقليمية والسيسي أكد استمرار بلاده في تعزيز العلاقات

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

بحث الرئيسان عبد الفتاح السيسي، ودونالد ترمب «علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة، وتطورات القضايا الإقليمية». وتلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من ترمب، مساء أول من أمس. ووفق بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، فإن «الرئيس ترمب أكد على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء بين الولايات المتحدة ومصر، ومحورية التفاهم المتبادل بين البلدين في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». وأكد متحدث الرئاسة المصرية أن «الرئيس السيسي عبر خلال الاتصال عن امتنانه وتقديره لجهود وإسهامات الرئيس ترمب في ترسيخ علاقات الصداقة الممتدة بين البلدين»، متمنياً «كل خير ورخاء للولايات المتحدة الأميركية وشعبها الصديق». وأكد السيسي على «استمرار مصر في بذل الجهود الرامية لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لما فيه صالح الشعبين الصديقين، وذلك في إطار ثابت من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل».

وبحسب متحدث الرئاسة في مصر فإن «الاتصال تناول تبادل الرؤى والتقدير تجاه تطورات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول بعض من موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة». وكان ترمب، قد عبر لنظيره المصري، في اتصال هاتفي، يونيو (حزيران) الماضي، عن التزام بلاده بـ«تسهيل الوصول إلى اتفاق عادل حول (سد النهضة)». وكانت الولايات المتحدة قد دخلت في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2019، على خط أزمة السد، بهدف التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث، حول قواعد الملء والتشغيل؛ لكن لم يتم التوصل لاتفاق، بعدما دفعت الولايات المتحدة في اتجاه توقيع اتفاق، اعتبرته مصر «عادلاً ومتوازناً». إلا أن إثيوبيا اتهمت الولايات المتحدة حينها بأنها «لا تتصرف بشكل دبلوماسي». وتخوض مصر والسودان وإثيوبيا مفاوضات ممتدة منذ سنوات بشأن «سد النهضة»، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر «النيل الأزرق»، الرافد الرئيسي لنهر النيل. ويرعى الاتحاد الأفريقي الجولة الأحدث من هذه المناقشات، وسط تعثر في التوصل للاتفاق، بسبب «عدم التوصل لـ(مسودة موحدة) حول (النقاط الخلافية)». وتتمسك مصر والسودان بضرورة «الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم، ينظم عمليتي الملء والتشغيل، بما يؤمّن مصالحهما المائية، ويحد من أضرار السد، خصوصاً في أوقات الجفاف والجفاف الممتد». في حين ترفض إثيوبيا ما تصفه بـ«تقييد حقوقها في استخدام مواردها المائية».

 

فرنسا تشدد على «الشراكة الاستراتيجية» مع مصر والملف الليبي يحتل مكانة خاصة في محادثات السيسي في باريس

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

برنامج مكثف أُعدّ للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في زيارة الدولة التي يقوم بها إلى فرنسا من الأحد إلى الثلاثاء، ليس فقط في جوانبها البروتوكولية ولكن أيضاً من جهة المحادثات التي سيجريها السيسي مع نظيره الرئيس إيمانويل ماكرون ولقاءاته مع رؤساء الحكومة ومجلسي النواب والشيوخ والوزراء المعنيين. ويصل السيسي إلى باريس بعد ظهر غد (الأحد) ويبقى في العاصمة الفرنسية حتى يوم الثلاثاء، وتتخلل الزيارة جولة محادثات مع الرئيس ماكرون صباح الاثنين وعشاءً رسمياً في قصر الإليزيه، وهناك اجتماع مع رئيس البرلمان ريشار فران، وآخر مع عمدة باريس أن هيدالغو. ويوم الثلاثاء يضع السيسي باقة ورد على قبر الجندي المجهول، تحت قوس النصر الشهير في ساحة «إيتوال»، ويستضيفه رئيس الحكومة جان كاستكس، على غداء عمل، وآخِر لقاءاته سيتم مع رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه. وبين هذه المواعيد، يتوجه الرئيس المصري إلى المدينة الدولية الجامعية لوضع حجر الأساس لـ«بيت مصر» المخصص ليكون مسكناً للطلبة المصريين الذين يدرسون في المعاهد والكليات الباريسية. وأفادت مصادر الإليزيه بأن هناك مواعيد إضافية يتم العمل على ترتيبها بشكل نهائي والمتوقع أن تتناول الجوانب الاقتصادية والدفاعية والعلاقات الجامعية. وترى المصادر الرئاسية الفرنسية أن الزيارة التي تأتي عقب زيارة ماكرون للقاهرة في يناير (كانون الثاني) 2019 «تبرز أهمية الشراكة الاستراتيجية» مع مصر التي ينظر إليها الطرفان على أنها ليست ظرفية بل هي «شراكة بعيدة المدى وغرضها الأول العمل على ترسيخ الاستقرار في المنطقة. بيد أن لها جانباً آخر مردّه توقيتها، إذ إنها تحصل في ظل متغيرات أبرز عناصرها الأزمة الصحية العالمية (كوفيد – 19) وتبعاتها الكبرى والتوترات في الإقليم وانتخاب رئيس ديمقراطي (جو بايدن) في الولايات المتحدة الأميركية... ولذا، فإن المحادثات المرتقبة التي تم الترتيب لها في الأسابيع الأخيرة ستنصبّ، إلى جانب العلاقات الثنائية، على ملفات بالغة الأهمية وللطرفين دور فيها مثل تطورات الوضع في ليبيا وبلدان الساحل والحرب على الإرهاب والتوتر المتزايد في مياه المتوسط الشرقي والدور التركي إضافةً إلى الملفات السورية واللبنانية والنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي والإسلام السياسي. وأشارت المصادر الرئاسية إلى أن من بين المواضيع التي سيثيرها الطرف الفرنسي ملف حقوق الإنسان في مصر مع الإشارة إلى أن الإفراج عن ثلاثة ناشطين مؤخراً من «المبادرة المصرية»، «أثار الارتياح في فرنسا». وبغضّ النظر عن التحولات التي يمكن أن تنتج عن وصول الرئيس الأميركي المنتخب إلى البيت الأبيض وتغير السياسة الأميركية إزاء القاهرة، فإن باريس، وفق مصادرها، «مستمرة في شراكتها مع مصر» لأنها ترى فيها «تحقيقاً لمصلحة البلدين وعنصراً مهماً لاستقرار المنطقة». أما بالنسبة للمبيعات الدفاعية، فإن باريس «متمسكة» بعلاقاتها مع مصر، مشيرةً إلى أن بين البلدين «تاريخاً طويلاً من التعاون» وهو «سيستمر».

أما على الصعيد الثنائي، سيجهد الطرفان على تعزيز التعاون في ملفات الطاقة والنقل والصحة والعلاقات الجامعية، والمسائل الدفاعية المتينة بين باريس والقاهرة في الميدانين الجوي والبحري. وقد اشترت مصر سرباً من طائرات «رافال» كما حصلت على فرقاطتين حديثتين. وأشارت المصادر الفرنسية إلى وجود «آليات» للتمويل يمكن اللجوء إليها نظراً إلى الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الكثير من البلدان ومن بينها مصر، لكن لا يتعين توقع الإعلان عن عقود دفاعية كبرى خلال الزيارة. وفي المقابل، فإنه من المنتظر الإعلان عن اتفاقات وعقود «مدنية» ستوقَّع بمناسبة الاجتماع بين الرئيس السيسي ورئيس الحكومة الفرنسية جان كاستكس، ومنها حول التعاون الجامعي، وتأهيل الجسم الصحي. ومن المقرر الإعلان عن مساعدة قيمتها خمسون مليون يورو من «الوكالة الفرنسية للتنمية» لمصر من أجل الرعاية الاجتماعية.

ويبدو واضحاً من العرض الفرنسي للزيارة أن الملف الليبي سيحتل مكانة خاصة في المحادثات المرتقبة، وبين الطرفين تقارب في وجهات النظر. وأشارت باريس والقاهرة إلى أنهما «تعملان في إطار تعزيز جهود الأمم المتحدة من أجل عودة الاستقرار ورحيل القوات الأجنبية بدءاً بالروس والأتراك وجميع المرتزقة والمقاتلين الموجودين في ليبيا». ويرى الطرفان أن وقف النار والمحادثات المتواصلة في إطار المنتدى السياسي الليبي الداخلي الذي شجّعت باريس والقاهرة خصوصاً المشير خليفة حفتر على المشاركة فيه، «مشجعة» ويتعين الاستمرار بها ودعمها. ولمحت المصادر الرئاسية إلى نوع من تعديل الموقف الفرنسي بإعلانها أن حفتر هو «طرف ولكنّ هناك أطرافاً أخرى نعمل معها». وفي أي حال، ترى العاصمتان اللتان تتشاوران باستمرار بشأن الملف الليبي، أن المحادثات الليبية - الليبية تشكل «فرصة ويمكن التعويل عليها لمزيد من النتائج»، وأن الهدف الرئيسي هو «التوصل إلى حل دائم». واتُّهمت باريس في السنوات الأخيرة بدعم حفتر، وقد بررت ذلك سابقاً بـ«محاربة الإرهاب». إلا أن موقفها تعدل لاحقاً بعد أن سعت لدفع حفتر، ورئيس الحكومة الانتقالية إلى التفاهم خلال اجتماعين رعاهما ماكرون في 2018 و2019، وما يجمع الطرفين اليوم هي الرغبة في الدفع باتجاه الحل السياسي الذي يبرز اليوم أنه الوحيد الممكن بعد استحالة الحسم العسكري. أما بخصوص المعلومات التي تتحدث عن بدء انسحابات لقوات الأجنبية من ليبيا، فقد أشارت باريس إلى أنها «لم تلحظ وجود انسحابات ذات معنى». وهناك ثمة تقارب كبير بين باريس والقاهرة في ملف المتوسط الشرقي «كما في الملف الليبي» خصوصاً لجهة الأداء التركي. ووصفت المصادر الرئاسية سياسة أنقرة في مياه المتوسط الشرقي كما في ليبيا بـ«العدوانية». ورغم «وحدة الرؤية» بين العاصمتين، فإن هذه الأوساط لا تنفي وجود «تمايزات» أحياناً بينهما دون المزيد من الإفصاح عما تشير إليه. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات الفرنسية - التركية تدهورت منذ نحو عامين، أي منذ بدء «المغامرات» التركية في سوريا، وتحديداً في المناطق الكردية وتفاعلت بسبب ليبيا، ومياه المتوسط وأخيراً بسبب الحرب في ناغورني قره باغ. كما أن العلاقات المصرية - التركية تعاني من احتضان أنقره لـ«الإخوان» المسلمين منذ عدة سنوات ولدورها في ليبيا ومياه المتوسط.

 

مقابلة من الشرق الأوسط مع عمر موسى: الفيصل رفض الأحلام «الشيطانية» للمعلم وإزاحة رفيق الحريري مرتبطة بما نشاهده في لبنان الآن

القاهرة/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

بعد 3 سنوات من إصدار الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الجزء الأول من سيرته الذاتية، يصدر قريباً كتابه الثاني بعنوان «سنوات الجامعة العربية» عن «دار الشروق»، وهو من 19 فصلاً، موزعة على 574 صفحة من القطع الوسط. يميط موسى في كتابه الذي تنشر «الشرق الأوسط» بعضا مما ورد فيه على 7 حلقات بدءاً من اليوم (السبت)، اللثام عن أسرار 10 سنوات (2001 - 2011)، مليئة بالأحداث الجسام في بلاد العرب، كان خلالها أمينا عاما لجامعة الدول العربية، إذ لم تُترك قضية سياسية، في أي بقعة من بقاع العالم العربي من محيطه إلى خليجه، كانت الجامعة وهو شخصياً، طرفاً فيها إلا وتناولها. في هذه الحلقة من الكِتاب الذي خَصص له فصلين على مساحة 90 صفحة، تناول دوره في حل الأزمة السياسية التي ضربت لبنان منذ نزول المعارضة اللبنانية بزعامة «حزب الله» وحليفه الماروني «التيار الوطني الحر» إلى الشارع مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2006؛ للمطالبة بإسقاط حكومة فؤاد السنيورة، وصولاً إلى اتفاق الدوحة في سنة 2008. في 14 فبراير (شباط) 2005 كنت في مكتبي في جامعة الدول العربية أجهّز للسفر إلى عدن لحضور أول انعقاد للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية خارج مقرها، والذي كان سيفتتحه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. كنت أتابع «قناة الجزيرة» التي أعلنت فجأة وقوع انفجار ضخم في بيروت، وقد يكون أصيب فيه الرئيس رفيق الحريري. تنقلت بين المحطات الفضائية إلى أن وصلت إلى «قناة العربية» وسمعت إعلان مصرع رفيق الحريري، مع 21 شخصا. اتصلت بمدير مكتبي، وطلبت منه ترتيب سفري إلى لبنان فوراً، واتصلت بوزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وقلت له إنني لن أتمكن من الحضور بسبب ما حدث، وإنني سأتوجه إلى لبنان.

اتصل بي بعد قليل الرئيس علي عبد الله صالح، مشدداً على ضرورة حضوري إلى اليمن، قائلا: يا أخ عمرو إيه الحكاية دي؟

قلت له: يا سيادة الرئيس هناك أولويات... سأتوجه إلى بيروت وأعتذر منك.

أرجوك أن تقبل اعتذاري لأن اغتيال رفيق الحريري فاجعة عربية وتطور خطير جداً، ولا بد أن يكون أمين عام الجامعة العربية موجوداً في لبنان.

قال لي بطريقته: لا لا لا ملكش حق. حضورك ضروري.

عندما تعبت من إقناعه، قلت له: على أي الأحوال يا سيادة الرئيس، لن أحضر إلى اليمن اليوم.

سافرت في اليوم ذاته إلى بيروت، ومن المطار إلى قصر الحريري. وجدت نجليه سعد الدين وبهاء. قدمت لهما واجب العزاء، وكان القصر يموج باللبنانيين. كنت أول المعزين من خارج لبنان، وأخذت العزاء معهما أيضاً، وبقيت في القصر حتى ساعة متأخرة من الليل. الطريف في هذا الظرف الحزين، أن أول وزراء الخارجية العرب الذين وصلوا إلى بيروت كان الدكتور أبو بكر القربي، وزير خارجية اليمن الذي لم يحضر أيضاً اجتماع عدن.

في اليوم الثاني، كان تشييع الجنازة، ولم تكن الدولة اللبنانية مستعدة، وبالنظر إلى الوضع الأمني المتفاقم في بيروت في هذا الوقت، وضعني الصديق العزيز الرئيس نبيه بري تحت رعايته الأمنية عبر حراسة مجلس النواب.

كان واضحاً أن بعض أقطاب الطائفة السنية وبعض الأحزاب المارونية وغيرها، يشيرون بأصبع الاتهام إلى سوريا في جريمة اغتيال الحريري. وبعضهم أشار بأصبع الاتهام إلى «حزب الله»، ولكن بالأساس كان الاتهام موجهاً إلى سوريا، فوجدت أن أفضل شيء يقوم به الأمين العام للجامعة العربية أن يسافر إلى سوريا ويتحدث مع الرئيس بشار الأسد.

في اليوم الثالث على اغتيال الحريري، طلبت زيارة سوريا. قالوا لي: تفضل فوراً. توجهت في حراسة شديدة للغاية من قبل الحكومة اللبنانية حتى وصلت الحدود السورية، حيث تسلمني الحرس السوري إلى القصر الرئاسي مباشرة. استقبلني الرئيس بشّار وكان الحديث صريحاً جداً، وما قيل عن أن بشّار كان كثير الكلام قليل العمل ليس بالضرورة صحيحاً.

قلت له: يا سيادة الرئيس، إنني جئت من لبنان حيث المشاعر ثائرة بعد ما حدث، وإن مصرع رفيق الحريري لن يمر بسهولة، وإن موضوع الوجود السوري أصبح الآن مطروحاً بقوة، وهناك مطالبة كبيرة جداً بانسحاب القوات السورية، أصحاب هذه المطالب لا يتحدثون من فراغ عن انسحاب القوات السورية، بل يتحدثون استناداً إلى القرار 1559، الذي اتخذه مجلس الأمن في 2 سبتمبر (أيلول) 2004. أنا أنقل هذا الكلام وأسمع اتهامات واضحة لسوريا بمقتل الحريري، ومن ثم فإن الوقت مناسب لإعادة النظر في موضوع الوجود السوري في لبنان للتهدئة وإدخال عناصر إيجابية إلى موقف مليء بالسلبيات.

قال لي: أنا أول رئيس سوري يسحب قوات من لبنان، فقد كان هناك أكثر من 60 ألف عسكري سوري عند وصولي إلى الحكم، خفضت العدد إلى 35 ألف عسكري الآن، ومستعد أن أسحب وسأسحب قوات إضافية، ولا مانع لدي أن أسحب جميع القوات. فسألته: هل أستطيع يا سيادة الرئيس أن أعلن أنك قررت سحب الجيش السوري من لبنان؟

فقال: نعم، تستطيع إعلان ذلك، فأنا قلت لك إنني سأسحب الجيش.

خرجت وأعلنت أن الرئيس بشار الأسد فعلاً قرر سحب القوات السورية، وأنه سيبدأ بهذا قريباً، وأظنني قلت إن ذلك سيتم في إطار وقت محدد. حضر لقائي مع الرئيس وزير الخارجية فاروق الشرع. وتناولت الغداء معه، وكنت كلما أثير الموضوع، لم يكن الشرع يتمادى في الحديث عن سحب القوات. كان يريد تجاهل هذا الموضوع. لم يكن فاروق الشرع مرتاحاً لما قلته لعدد من الصحافيين السوريين من أن الرئيس قرر بدء انسحاب الجيش السوري من لبنان.

- حرب تصريحات

غادرت سوريا براً إلى بيروت وعدت بالطائرة إلى القاهرة ووصلتها مساء. فتحت الراديو في السيارة وسمعت على الـ«بي بي سي»: كذّب مسؤولون سوريون ما ذكره الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أن الرئيس بشار الأسد تحدث إليه عن سحب القوات من لبنان.

استشطت غضباً، واتصلت فوراً بفاروق الشرع، فسألني: ماذا تريدنا أن نفعل؟

قلت: لقد استمعتَ شخصياً إلى الرئيس بشار وتأكيده بدء سحب القوات وعلى الطريق نحو سحبها نهائياً، وأنه وافق على أن أصرح بذلك. ومن ثم أرجو سحب هذا البيان وتأكيد تصريحي كأمين عام للجامعة بعد لقائي بالرئيس، وتجنب أن ندخل في حرب تصريحات لأنني سوف أصر طبعاً على ما ذكرته بعد اللقاء.

قال: حسناً سأعرض الموضوع على الرئيس.

وبعد دقائق حدثني وزير الإعلام السوري، وقال إن لديه تعليمات بأن يعود إلي لأذكر له ما أريد إذاعته وسيذيعون ما أريد.

كان واضحاً أن الرئيس الأسد أمر بإصدار تصحيح يؤكد أن الرئيس قال هذا الكلام للأمين العام، وهذا شيء مهم يدل على المصداقية، في حين أن المساعدين أو الإدارة السورية حاولت أن تضع غطاء على انسحاب القوات السورية، وربما كانت ضد هذا الانسحاب، إنما الرئيس كان واضحاً في تفكيره وفي حركته، وبدأ فعلاً بتخفيض القوات ثم سحبها كلها.

- دوافع الاغتيال

في تفسيري لدوافع اغتيال الحريري أقول: إنه كان زعيماً قادراً على أداء الزعامة وممارسة القيادة، كما كان ذا هيبة خاصة، سواء في أوساط سنة لبنان أو في الأوساط السياسية والاقتصادية والمجتمعية في لبنان كله، ثم إن وجود رجل في حجم الحريري على قمة الطائفة السنية كان يعني ثقلاً لا يمكن تجاهله في مواجهة ثقل (حزب الله). إن إزاحة الحريري من الطريق كان لحسابات إقليمية بعيدة المدى، ويرتبط بها جزء مهم مما نشاهده في لبنان الآن.

بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) 2006 توصّل مؤتمر الحوار الوطني اللبناني بمشاركة الزعماء والأقطاب، إلى توافق بشأن المحكمة الدولية والعلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا وترسيم الحدود، وتحديدها في مزارع شبعا، وحول السلاح خارج المخيمات الفلسطينية، وجرى نقاش جدي لم يستكمل بشأن سلاح «حزب الله».

أشعرنا الحوار الوطني أن الأمور تمضي إلى صيف لبناني هادئ، خصوصاً على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، لكن لم يمض وقت طويل على تلك الأجواء الباعثة على التفاؤل في لبنان. ففي 12 يونيو - تموز 2006 هاجمت قوة تابعة لـ{حزب الله» اللبناني موقعاً عسكرياً إسرائيلياً على الحدود، ونتج عن هذه العملية أسْر جنديين إسرائيليين؛ إضافة إلى مقتل 8 آخرين. ردت إسرائيل على هذه العملية بقصف مفرط القوة مثل الذي نفذته على غزة قبلها بأيام.

كان هناك انقسام عربي فيما يخص ما أقدم عليه «حزب الله» من تصعيد مع إسرائيل، حيث اعتبرت مصر والسعودية أن هذه مغامرة من جانب الحزب؛ وهنا يجب أن أقول إن إدارة السياسة العربية، خصوصاً حين يتعلق الأمر بأزمة ممتدة الجذور منتشرة الفروع تتصل بسياسات عالمية ومصالح متناقضة لدول كبرى مثل الصراع العربي - الإسرائيلي، لا يمكن ولا يصح أن تترك لتتأثر بحركات حزب أو جماعة أو عصبة. كما لا يصح أن تكون الحركة السياسية العربية رهناً لسياسة ذات مرجعية غير عربية. ومن ثم، لم أكن مرتاحاً لمسار الأمور على الجبهة اللبنانية - الإسرائيلية.

من هذا المنطلق، صغت موقف الجامعة العربية وحركتها السياسية في ذلك الوقت دون مساس بموقف الجامعة الثابت إزاء أحد أصول المشكلة، أي الاحتلال الإسرائيلي والممارسات الإسرائيلية التي لا يمكن قبولها أو التسليم بها على الإطلاق.

فور وقوع العدوان دعت الكويت بالتنسيق معي لاجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية بالقاهرة أعددته فوراً، وهو ما جرى في 15 يوليو (تموز) 2006، بعد 3 أيام من بدء العدوان الإسرائيلي. شهدت الجلسة الثانية المغلقة للاجتماع مشادات كلامية حادة بين الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، ونظيره السوري (وليد المعلم)، بدأ الأمر بقول المعلم مخاطباً الوزراء المجتمعين، وأنا هنا أتحدث من محاضر الاجتماع:

أريد أن أشاطركم بعض أحلامي المجنونة، أقول مجنونة لأنها لا توائم الأوضاع العربية الراهنة أو الأوضاع الدولية... حلمت بأن اجتماعناً سيبدأ بدقيقة صمت على أرواح شهداء غزة ولبنان، وأن الأمين العام سيدعو إلى اجتماعنا هذا في غزة... حلمت أن نجتمع في إحدى قرى الجنوب اللبناني في منزل أم سمير قنطار؛ لنعرف منها معنى الصبر والانتظار طيلة 30 عاماً لتحرير ابنها (...) أقول: حلمت لأنه لم يبق لنا حق نمارسه سوى الحلم... منعنا من حق الدفاع عن النفس... منعنا من حق دعم المقاومة الوطنية ضد الاحتلال... منعنا من حق إدانة العدوان.

وأنهى الوزير السوري كلمته قائلا: بكل صراحة وصدق... كل كلمة تخرج من هنا تفيد إسرائيل في عدوانها على لبنان سواء باسم العقلانية أو باسم العاطفة لن نكون طرفاً فيها.

- رد الفيصل والصباح

طلب الأمير سعود نقطة نظام للرد على المعلم قائلا: لم أكن أعلم عن الأخ وليد أن سياسته تسير بالأحلام، وفي حلمه اكتشف في بعض ما قيل من المواقف التي أعلنت من بعض الدول العربية ساعدت إسرائيل في هجومها على لبنان... وهذا أولاً كلام غير مسؤول، وثانياً غير صحيح... أنا لا أتصور مثلاً، ماذا سيكون عليه موقف الأخ وليد لو أن منظمة من المنظمات قامت بعدوان على إسرائيل من الجولان... ماذا سيكون الموقف؟ لماذا يكون مسموحاً لمن يريد أن يستخدم الأراضي استخدام الحدود اللبنانية في التهجم على إسرائيل ولا يستخدم الجولان؟ هل إسرائيل هجمت لأننا أصدرنا بياناً؟ إسرائيل هجمت بسبب ما قام به «حزب الله» في المنطقة. أي حلم ذلك الذي يعتقد أن التعقل ومنهج المنطق في اتباع السياسة هو خطأ فادح؟ هذه أحلام شيطانية.

بعد عدد من المداخلات أعطيت الكلمة للدكتور محمد سالم الصباح، وزير خارجية الكويت، فقال رداً على وليد المعلم: جميل وصف أخي أبي طارق عن الأحلام. والأحلام الوردية في بعض جوانبها تعود إلى تناول عشاء خفيف، معلهش اقبلها مني.. ألقي عليك شيئاً من الماء البارد لتصحو من الأحلام؛ لأن الحقائق على الأرض مزعجة، فهذا هو عصر الانشقاقات والانقسامات.

بقيت صامتاً أتابع بدقة كل ما يقال لعلّي أجد ثغرة في حديث أي من الفرقاء تمكنني من إحداث اختراق «يلم الدور» كما نقول في مصر. في الوقت نفسه كان من الصعب تغيير قناعات فريق كبير من دول الجامعة العربية بأن ما يقوم به «حزب الله» ليس مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، بقدر ما هو جزء من لعبة سياسية تقودها إيران؛ تأكيداً لدورها الإقليمي المناهض للدور العربي والمصالح العربية.

- اجتماع الوزراء العرب

خلال الأسبوع الأخير من يوليو 2006، شعرت أننا بحاجة لعرقلة مشروع القرار الأميركي - الفرنسي في مجلس الأمن، لأنه يظلم لبنان؛ ولذلك كان الأمر يحتاج إعلاناً قوياً للتضامن مع ذلك البلد العربي الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غاشم؛ ليشعر الجميع أن العرب أجمعين في ظهره. ومن هنا دعوت لاجتماع لوزراء الخارجية العرب في السراي الحكومي في بيروت على أن ينعقد في 7 أغسطس.

انعقد مجلس الجامعة برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، رئيس الدورة. وقرأ السنيورة بيانه المؤثر. بعدها تحدث عدد من الوزراء معلنين تضامنهم مع لبنان، ثم أخذ الكلمة وزير خارجية سوريا وليد المعلم، ومنذ هذه اللحظة ستتغير الأجواء الودية التي تحيط بالاجتماع، لأنه بعدها سيدخل في سجال طويل مع فؤاد السنيورة بشأن نقاط كثيرة في البيان. قال المعلم في كلمته:

أولاً... أتساءل بعد 26 يوماً ونحن في بيروت والحرب ما زالت مشتعلة... كيف لا نحيي صمود المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة التي تخوض أشرس المعارك دفاعاً عن كرامة لبنان وكرامة الأمة العربية؟! فعلاً أستغرب ألا يتضمن مشروع هذا القرار فقرة تعطي الدعم العربي لهذه المقاومة الباسلة بعد 26 يوماً من هذه الحرب الطاحنة (...) وأخيراً أتمنى على دولة الرئيس (يقصد فؤاد السنيورة) - وأنا أشيد بكلمته إشادة تامة - ألا يعني بلدي (سوريا) بعبارة الوصاية، نحن لا نبغي هنا أي وصاية - دولة الرئيس - نحن نتضامن مع لبنان كشعب شقيق، جار لسوريا، وما يصيبه يصيبنا، وشكراً.

كان فؤاد السنيورة قد قال في كلمته إن «لبنان لا يتحمل تكوينه الاجتماعي والسياسي تكرار اجتياحات واعتداءات وصراعات ووصايات محلية أو إقليمية أو دولية، وهي البطحة التي تحسسها وليد المعلم دون سائر من كانوا في الاجتماع!

تحول الاجتماع بعد ذلك إلى سجال مرير وطويل بين المعلم الذي يصر على تحية «حزب الله» في قرار مجلس الجامعة العربية، والسنيورة الذي رد عليه قائلا: (وزراء الخارجية العرب جاءوا إلى هنا لدعم موقف لبناني موحد. أصر المعلم على مطلبه، لكن سائر وزراء الخارجية العرب أيدوا رؤية السنيورة.

في النهاية توصل المجلس لمجموعة من القرارات أهمها تكليف وزير خارجية الإمارات، رئيس مجلس الجامعة، ووزير خارجية قطر بصفته ممثل الدول العربية في عضوية مجلس الأمن والأمين العام لجامعة الدول العربية، لعرض وجهة النظر العربية بشأن الموقف في لبنان، والتشاور معهم في كيفية علاج الموقف الخطير الناجم عن الدمار الكبير الذي تعرض له لبنان والتطورات المرتبطة به.

- السفر إلى نيويورك

من بيروت قررنا السفر مباشرة إلى نيويورك. الشيخ عبد الله بن زايد قال إنه سيعود لأبوظبي ومن هناك سيتوجه لنيويورك، أما حمد بن جاسم فكانت أسرته في هذا الوقت في مدينة كان الفرنسية. ولما أعلنت أنني ووفد الجامعة جاهزون للسفر من بيروت مباشرة إلى نيويورك عرض علي الشيخ حمد بن جاسم أن أستقل والوفد طائرته الخاصة، حيث إنه متوجه مباشرة مع توقف بسيط في فرنسا في الطريق إلى نيويورك.

نزلت الطائرة في مطار كان في جنوب فرنسا. وذكر لي حمد أنه سوف يتوجه إلى منزله، لرؤية عائلته، وأنه حجز جناحين في فندق «ريتز كارلتون» لي وللوفد، على أن نتوجه لنيويورك صباحاً باكراً، إذ أصبح الوقت متأخراً، وكان السفر من بيروت إلى كان سهلاً؛ لأنه عبر فوق الأجواء الإسرائيلية واختصر وقتاً طويلاً للرحلة!

في هذا الوقت من الصيف تمتلئ كان والكثير من المدن الأوروبية بالسياح العرب، وهو ما كنت أتحسب له. فماذا يقول أي مواطن عربي يشاهد الأمين العام للجامعة العربية في مدينة سياحية في وقت يتعرض فيه لبنان لعدوان إسرائيلي... أكيد بيتفسح!. بالفعل قابلتني سيدة كويتية كبيرة في السن، وأنا داخل إلى الفندق وهي خارجة منه. قالت لي: أنت عمرو؟ قلت: نعم أنا هو. قالت: إزيك يا بني... إزي صحتك إحنا بنحبك... ثم سألت السؤال الذي أتحسب له: أنت بتعمل إيه هنا؟

قلت وأنا في غاية الحرج: الطائرة توقفت في كان وأنا في طريقي للأمم المتحدة في نيويورك للعمل على وقف الحرب على لبنان، ومسافر أول ما يخطروني أن الطائرة جاهزة.

قالت: طيب ربنا يوفقك.

بعد أقل من 20 متراً قابلتني سيدة أخرى وكانت من البحرين. قالت لي: أنت عمرو موسى؟

قلت لها: نعم.

قالت بنبرة متحدية، واضعة يديها في وسطها: وبتعمل إيه هنا... والحرب شغالة على لبنان؟

قلت لها: والله الطائرة عطلت واضطررت للمبيت هنا.

تكرر الموقف كثيراً، إلى أن قررت أقضي سواد الليل في غرفتي إلى أن يمر علي بن جاسم ونتوجه لنيويورك. في المصعد قابلت صديقي العزيز محمد جاسم الصقر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الكويتي. قلت: له عظيم أني التقيت بك. سألته: إلى أين أنت ذاهب؟

قال: سأذهب للعشاء في أحد المطاعم.

قلت: سأتعشى معك.

وحكيت له أنني كلما قابلت عربياً أو عربية يقولون - ولهم الحق -: لبنان بتحترق وأنت بتصيف في كان؟! وأضطر أشرح مراراً وتكراراً أن الطائرة تعطلت وأني غداً سأتوجه لأميركا. فكاد الصقر يقع مغشياً عليه من الضحك على طرافة الموقف. ودعاني إلى مطعم جانبي داخل الفندق، ولكنه خارج دائرة التجول المعتادة للنزلاء.توجهنا، بن جاسم وأنا ووفد الجامعة، في اليوم التالي إلى نيويورك ولحقنا عبد الله بن زايد، وبدأنا الاتصالات مع معظم الوفود في الأمم المتحدة. طرحنا على مجلس الأمن الدولي خطة النقاط الـ7 التي طرحها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان‏.‏ وقلنا للوفود إن هذا تعبير صادق عن الإرادة الجماعية للشعب اللبناني لإنهاء الأزمة‏.‏

انتهى الأمر بأن أصدر مجلس الأمن القرار 1701 في 11 أغسطس 2006، ومن خلال القراءة القانونية للقرار أقول إنه منحاز بدرجة كبيرة لإسرائيل، لكن يمكن اعتباره في حدّه الأدنى أفضل من مشاريع القرارات السابقة التي رفضها «حزب الله» والحكومة اللبنانية على حد سواء. فبحسب حسن نصر الله، كان هذا القرار الأقل سوءاً بين جميع مشاريع القرارات الأخرى.

- باتفاق خاص مع «دار الشروق»

- جميع الحقوق محفوظة

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مسلسل المهانة "لنظام الحزب".. العرض مستمرّ

نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 06 كانون الأول 2020

القرار الدولي بإذلال الطبقة السياسية اللبنانية، بكامل مكوّناتها، والتي تشكل ما أسميه "نظام حزب الله"، ماضٍ بلا أيّ تردّد. آخر محطات مسلسل الإذلال العلنية كانت مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي نظمته فرنسا، وما تخلّله من تقريع غير مسبوق لطبقة فاسدة وعاجزة في الوقت نفسه.

تعمّدت الرئاسة الفرنسية الوضوح الشديد في قولها إنّ قوى "نظام حزب الله"، مجتمعة، "لم تنفذ أيّ إجراءات بموجب خارطة الطريق الفرنسية المقترحة لمساعدة لبنان على حل أزمته السياسية والاقتصادية"، مشدّدة على أنه لن يتم تقديم دعم مالي دولي للبنان "حتّى تشكيل حكومة". بيان الرئاسة الفرنسية، الذي ينطوي على مضبطة اتهام شبه تفصيلية، ودفتر شروط إصلاحي ببنود واضحة ومباشرة، تابع بالقول: "تحتاج إلى الثقة من أجل اقتراض أو إقراض المال، والثقة ليست موجودة.. سنظلّ هكذا ما دامت لا توجد حكومة ذات مصداقية".

تزامن الكلام الفرنسي مع تقرير للبنك الدولي برزت فيه لغة اتهامية مباشرة، غير مضبوط بقواعد الأرقام والبيانات الباردة. فقد حذر البنك الدولي من الانهيار الاقتصادي غير المسبوق في لبنان، منبّهاً إلى "كساد طويل الأمد ناتج عن غياب متعمّد للإجراءات السياسية الفعالة".. ما يعني أنّ الكساد اللبناني متعمّد، ووليد موضوعي لسياسات محدّدة قامت أم لم تقم بها جهات سياسية محدّدة.

القرار الدولي بإذلال الطبقة السياسية اللبنانية، بكامل مكوّناتها، والتي تشكل ما أسميه "نظام حزب الله"، ماضٍ بلا أيّ تردّد. آخر محطات مسلسل الإذلال العلنية كانت مؤتمر دعم الشعب اللبناني الذي نظمته فرنسا، وما تخلّله من تقريع غير مسبوق لطبقة فاسدة وعاجزة في الوقت نفسه

ما نحن أمامه يشكّل وصاية غير مسبوقة، مسنودة من مناخ شعبي لبناني متقدّم في عنفه ضدّ الطبقة السياسية على عنف الوصي الدولي. لعلّ أكثر ما يعبر عن البيئة الحاضنة لوصاية الإذلال هذه، هي نتائج الانتخابات الطالبية في عدد من الجامعات الخاصة الرئيسية، التي أفضت الى هزائم كبيرة ولو متفاوتة لأحزاب السلطة السياسية، لا سيما في الجامعتين الأميركية، واليسوعية، أي الصرحين اللذين ولد حولهما وحول نخبهما الكيان اللبناني..

أهمية هذه النتائج الكاسحة لا تكمن في ماهية الخطاب السياسي الذي تملكه أو لا تملكه المجموعات الطلابية المستقلة، بل في أنّ انتصاراتها قامت على تضادّ كامل مع فكرة وجود أحزاب السلطة كلها، وجاءت كأنّها إمتداد موضوعي لمسلسل المهانة والإذلال الذي تعتمده قوى دولية وازنة تجاه قوي "نظام حزب الله".

حتّى فكرة العلمانية التي خيضت على أساسها الانتخابات، لا توزن هنا بميزان الطرح العقائدي بمقدار ما هي ردة فعل عملية على الاستخدام السافل لفكرة التعددية اللبنانية من قبل أحزاب السلطة بغية تأبيد هيمنتها على مصالح المواطنين وتمتين العلاقة الزبائنية بينهم وبين دولة تديرها الميليشيا.

من هنا جاءت دعوت الرئاسة الفرنسية لمجموعة من ممثلي المجتمع اللبناني للتحدّث أمام المشاركين في مؤتمر الدعم للبنان، كرسالة تتجاوز الحجة – الفخّ بأن لا مستقلين في لبنان ولا مجتمع مدني مدرك لحقائق الاجتماع السياسي اللبناني أو ممن يملكون فهماً واقعياً للمشاكل وللحلول لها. نخبة محترمة هي النقيض الموضوعي للنخبة السياسية المُهانة، مثل إليسيا نادر من "بيت البركة" وملك خيام من "عامل" وسمر أبو جودة من الصليب الأحمر أو الباحث سامي عطالله من "المركز اللبناني للدراسات السياسية"، وأيمن مهنّا مدير "مؤسسة سمير قصير" وآخرين!

حتّى فكرة العلمانية التي خيضت على أساسها الانتخابات، لا توزن هنا بميزان الطرح العقائدي بمقدار ما هي ردة فعل عملية على الاستخدام السافل لفكرة التعددية اللبنانية من قبل أحزاب السلطة بغية تأبيد هيمنتها على مصالح المواطنين وتمتين العلاقة الزبائنية بينهم وبين دولة تديرها الميليشيا

تدرك النخبة الحاكمة ومكوّنات الدولة العميقة لما أسمّيه "نظام حزب الله" أنّها لا تزال تملك الكثير من عناصر القوّة في مواجهة الانتفاضة الاجتماعية السياسية للبنانيين. أبرز هذه العناصر، قدرتها على الإفقار المتعمد للبنانيين ودفع نخبهم للهجرة بغية تجفيف الواقع السياسي من العناصر الناشطة والمنكّدة على تحالف "المافيا والميليشيا".

فها هو مؤشر مؤسسة غالوب Gallup للسعادة، ينبئنا أنّ منسوب الحزن والغضب تضاعف في لبنان عام 2019 عما كانه عام 2018، ليكون لبنان الدولة الأولى في العالم التي تشهد مثل هذا الارتفاع في التجارب السلبية.

وتفيد الدراسة بأنّ البالغين اللبنانيين عانوا من الكدمات العاطفية أكثر مما عانى أي شعب في العالم بين عامي 2018 و 2019. وهو رقم يكشف مستوى توحّش النخبة السياسية الراهنة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن لا براميل متفجّرة تسقط على رؤوس اللبنانيين ولا عمليات تهجير ونزوح قسري يتعرّض لها السكان. وبذلك تكون  النخبة السياسية قد تفوّقت بوحشيتها على نظام بشار الأسد، أو عنف الحروب الأهلية والنزاعات المسلحة في العالم!! بيد أنّه وعلى الرغم من هذه البيانات القاتمة، والإدراك الواقعي لمستوى توحّش السلطة السياسية الذي تعبّر عنه مناكفات التحاصص الرخيصة حول تشكيل الحكومة المقبلة، والإهمال المتعمّد لخطط الإنقاذ الممكنة لمستقبل لبنان واللبنانيين، تتزايد الإشارت على رعب "نظام حزب الله" من إصرار المجتمع الدولي على "تغيير هذا النظام".

لقد نطق حاكم مصرف لبنان بلسان هذا الرعب في مقابلته الأخيرة، عبر قناة "الحدث" السعودية، متحدثًا بمستوىً غير مسبوق من الوقاحة عن العملة الوطنية وأولوية التعاطي بها كأي بلد في العالم، بعد إشرافه الشخصي والمباشر على أكثر من ثلاثة عقود من دولرة الإقتصاد اللبناني..

بدا سلامة عارياً من الحجج إلا من نبرة "شعبوية وطنجية" لم يُعرف أنّه لجأ إليها يومًا، بعد أيام فقط من تحقيق خطير في صحيفة "وول ستريت جورنال" يتهمه بمحاباة حزب الله ومساعدته على تجاوز العقوبات الأميركية عليه. الصورة الهزيلة لرياض سلامة في تلك المقابلة هي صورة كامل "نظام حزب الله" الذي يتّخذ شكل التحالف بين المافيا والميليشيا، بهزاله ووقاحته وإصراره على تدمير ما بقي من فسحة أمل للبنانيين.

 

استقالة رئيس الجمهورية: التاريخ لم يبدأ مع صفير...

إيلي الحاج/أساس ميديا/السبت 05 كانون الأول 2020

يرفض البطريرك الماروني بشارة الراعي المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية الذي عاد إلى قصر بعبدا تحت شعار "الإصلاح والتغيير" واقتصر دوره بعد أربع سنوات على قيادة اللبنانيين "إلى جهنّم"، بحسب ما أعلنه هو. وليس في الأفق بوادر خلاص على أو من عهده. بعد أن كان الراعي قد أعلن في بداية دعوته عن الحياد عن حتمية تحرير الشرعية باعتبار أنّها محتلة. وهذه ليست النقطة الوحيدة التي تراجع عنها استناداً إلى ما ورد في نصوصه السابقة. لا سبب منطقياً لموقف البطريرك غير أنّ رئيس الجمهورية هو أعلى وظيفة لأحد أبناء طائفته في الجمهورية. إلا أن سيد بكركي يجد نفسه مضطراً، في سبيل ترجمة المنحى الذي اتخذه، إلى تجاهل أنّ الجمهورية، لبنان الذي نعرفه في مئويته، يكاد يزول من الوجود. والوضع لا يقل خطورة عن مرحلة خلال "حرب الأربَتَعش" كتب فيها سلفه البطريرك المؤسس الياس الحويك أنه كان يتساءل: "هل سيبقى على هذه البقعة من الأرض ما يذكّر بأنّ ثمة موارنة كانوا مدى قرون يقيمون ويعيشون فيها ويدافعون عنها؟". لم يكن البطريرك الماروني، أياً يكُن اسمه، على مرّ عهود المئوية يتموضع في خندق الدفاع عن بقاء الرئيس. البطريرك أنطون عريضة وقف في صف المطالبين باستقالة "أبي الاستقلال" الرئيس بشارة الخوري... واستقال. البطريرك بولس المعوشي عارض عهد الرئيس كميل شمعون ولقّبه بعض رعيته بـ"البطريرك محمد المعوشي"... ولم يتزحزح.

لا سبب منطقياً لموقف البطريرك غير أنّ رئيس الجمهورية هو أعلى وظيفة لأحد أبناء طائفته في الجمهورية. إلا أن سيد بكركي يجد نفسه مضطراً، في سبيل ترجمة المنحى الذي اتخذه، إلى تجاهل أنّ الجمهورية، لبنان الذي نعرفه في مئويته، يكاد يزول من الوجود

وتكشف مذكرات مترجم الرؤساء في البيت الأبيض كميل نوفل أنّ البطريرك المعوشي نفسه تمكّن في خلوة عشر دقائق مع الرئيس الأميركي جون كينيدي، دبّرتها له الديبلوماسية الفاتيكانية، من إقناع أوّل رئيس كاثوليكي في تاريخ الولايات المتحدة، بعدم تأييد تجديد ولاية الرئيس فؤاد شهاب، الذي ربط سياسة لبنان الخارجية بالرئيس جمال عبد الناصر. لخّص المعوشي الرسالة بعبارة قرأها كينيدي على قصاصة ورق: "إذا كان لبنان يهمّ أميركا، فعليها أن تفعل المستحيل، لمنع تجديد ولاية الرئيس فؤاد شهاب، لأنّ أخطاراً جمّة ستحدق به من جرّاء ذلك". وقال أيضاً لكينيدي إنّ "الاضطرابات التي يعيشها لبنان أحياناً مردّها إلى سعي بعض الرؤساء الموارنة إلى تجديد ولاياتهم". فوعده الرئيس الأميركي ببذل كل جهده لتحقيق مبتغاه. الأرجح أن الرئيس شهاب أخذ الرأي الأميركي في الحسبان وهو يتخذ قرار عدم تجديد ولايته، وترشيح الوزير آنذاك شارل حلو خليفة له في 1964. مع أنّه – أيّ شهاب - لم يعلم بفحوى الحديث القصير الذي دار في حديقة البيت الأبيض خلال زرع "أرزة لبنان" بين كينيدي والمعوشي الذي كانت تربطه به علاقة جيدة عبر ابن إخته نائب جزين جان عزيز.

لم يطالب أحد باستقالة الرئيس شارل حلو، المثقف الذي كان يصلح لدولة كسويسرا أو النرويج، وكان جُلّ همه أن ينهي الولاية ويغادر القصر قبل أن تحترق الجمهورية. اختلف الأمر مع سليمان فرنجية الذي دارت في عهده "حرب السنتين" وعجز تحالف المنظمات الفلسطينية و"الحركة الوطنية"، بالرغم من الضغوط العسكرية والسياسية، عن دفعه إلى الاستقالة.

وكانت بكركي أيام البطريرك الراحل أنطونيوس خريش في مرحلة فقدان وزن فأخذ الرهبان دورها بقيادة شربل قسيس وبولس نعمان. مع البطريرك نصرالله صفير كانت الطائفة قد دخلت عمق الحرب والخشية على المصير. لم يعد وارداً تأييد المطالبة بإسقاط رئيس للجمهورية أيّاً يكن هذا الرئيس. لكن ثمة استثناءً لا يزال مجهولاً للعامة وسيكشفه التاريخ وكتب المذكرات يوماً: البطريرك صفير وافق، بعد رفض، على فكرة إسقاط الرئيس إميل لحود عقب اندلاع "انتفاضة الاستقلال 2005"، وأبلغ موافقته إلى شخصيات قيادية في "حركة 14 آذار". لكنّ الرفض القاطع جاء من مصر باسم قيادات دول عربية بعد تشاور مع عواصم دولية تخوفت أن يكون إسقاط لحود بضغط الشارع مقدمة لدومينو يجتاح المنطقة كما حصل لاحقاً مع اندلاع "الربيع العربي". تبلّغ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط القرار هذا آنذاك في القاهرة، وعنده الخبر اليقين. لكنّه آثر ترك اللعبة لبنانية صرف لمن لا يعرف، وبرّر التراجع وفرملة "الانتفاضة" بموقف البطريرك المُعلن السابق. وبعدما توقف المدّ الشعبي في الشارع على وقع تعدد الاغتيالات ومن ثمّ العدّ العكسي لنهاية "ثورة الأرز" وأكمل لحّود عهده إلى آخره. كانت بكركي أيام البطريرك الراحل أنطونيوس خريش في مرحلة فقدان وزن فأخذ الرهبان دورها بقيادة الراحلَين شربل قسيس وبولس نعمان

إلا أنّه كان هناك ثمّة بوادر عميقة من الوحدة بين معظم اللبنانيين وكان القطاع المصرفي لا يزال سليماً وكنّا لا نزال نحظى بدعم عربي ودولي قوي للبنان، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. أما في نهاية عقده الثاني، وختام مئوية لبنان، فليس لدى بطريرك الموارنة ما يدعو اللبنانيين إليه غير مواصلة المسير على طريق جهنم سنتين أُخرَيين.

أما الأحزاب فتهرب من الموضوع. وقد يتميّز رئيس "القوات" سمير جعجع بعض الشيء، لكنه يشترط اتفاق المعارضين على اسم الرئيس المقبل للسير في المطالبة باستقالة عون، مستذكراً على الأرجح تجارب سابقة غير مشجعة، لا بل كارثية، نتيجة عدم التنسيق بين من يُفترض أنّهم حلفاء عند المفاصل الرئاسية. ولا يعفيه ذلك هو أيضاً من مسؤولية. ألم يطرح نفسه مرشحاً للرئاسة عمّا كانت تسمّى "قوى 14 آذار"، بدون تشاور مع أحد؟ ألم يعتب في المجالس  على حلفاء لأنهم لم يشتغلوا لإيصاله إلى قصر بعبدا؟ وألا يشترط ضمناً اليوم أن تكون له الرئاسة، بصفته "الأقوى في طائفته" بعد ميشال عون، كي يدعو إلى استقالته؟

في ظلال انعدام الثقة، ما الذي يمنع حلفاءه المفترضين والخصوم عن التفكير باحتمال أن يرتد عليهم في ظرف معيّن ويعقد صفقة أخرى مع الوزير جبران باسيل، كما فعل مع عمّه الرئيس عون، وهذه المرة أيضاً تحت شعار "ما كان فينا نعمِل غير هيك". حتى لو دخل هذا الاعتبار في خانة "الكوابيس"، ولكن لا بد من أخذه بعين الاعتبار. جبران لم يؤذِ "القوات" مقارنةً بعمه الجنرال.    

 

 انقلاب" إلى نظام رئاسي.. والانهيار يفكك المؤسسات والأمن

منير الربيع/المدن/06 كانون الأول/2020

تدور الدوامة اللبنانية في الحلقة المفرغة ذاتها. خلال ساعات سيتوجه رئيس الحكومة المكلف إلى بعبدا لتقديم تشكيلته الحكومية، أو للاتفاق مع رئيس الجمهورية على الإطار العام للحكومة. مرت أيام كثيرة وتأجلت لقاءات عديدة.. وبحال حدث، والتقى الرئيسان، لا يتحقق أي تقدّم. في الموازاة كل أساسات النظام اللبناني وما تبقى من مؤسسات أصبحت في طور الانهيار. خلاصة تتوصل إليها كل الجهات الدولية المراقبة والمتابعة للملف اللبناني. لا يتوانى ديبلوماسيون من مختلف المشارب عن القول إن الطبقة السياسية اللبنانية قد انتهت. لا يرون أي أفق لإمكانية نهوضها مجدداً. ولا لنهوض قريب لمقومات الدولة في لبنان.

نظرة تشاؤمية

لا أحد من الديبلوماسيين يمتلك رؤية واضحة تترجم كلمة "نهاية الطبقة السياسية"، عندما توجه إليهم السؤال. جميعهم يعتبرون أنه ليس من السهل التقدير بذلك. بعضهم يشير إلى أن الأميركيين يعرفون كيف ومتى وماذا. أمام هذا الواقع، تتعزز النظرة التشاؤمية للواقع اللبناني. مؤتمر الدعم الإنساني الأخير كان واضحاً في فشل رصد أي مبالغ مالية حقيقية للبنان، على الرغم من أنها مساعدات لمواجهة الجوع، وسط شروط واضحة بأنها لا يمكن أن تسلّم من دون تشكيل حكومة جدّية.

في هذا السياق، تستمر حرب الصلاحيات والمعارك السياسية بين القوى المتقاتلة. رئيس الجمهورية مصرّ على موقفه، رئيس الحكومة المكلف لا يريد تقديم تشكيلة حكومية يرفضها عون. ولا يريد أن يخسر التكليف. وغير قادر على الإقدام، لئلا يتعرض لعقوبات أو لا يتم الاعتراف بحكومته. كل هذا الواقع، ومحاولة عون في الإمساك بكل الخيوط، دفعت برئيسي الحكومة السابقين فؤاد السنيورة وتمام سلام إلى زيارة الحريري في بيت الوسط يوم الجمعة، لسؤاله عما يجري. وأنه لم يعد بالإمكان السكوت على تصرفات عون، الذي يحول النظام اللبناني إلى نظام رئاسي ويتجاوز الدستور والطائف. ويعمل على ضرب صلاحيات مجلس الوزراء. أكد رئيسا الحكومة أن الأمر لم يعد قابلاً للسكوت، ولا بد من إصدار مواقف واضحة.

تفكك المؤسسات

في هذا الوقت، كل ما تبقى من مرتكزات للدولة اللبنانية يستمر بالانهيار. أساسات النظام اللبناني التي تركزت ما بعد الحرب الأهلية، كلها تتساقط. فالانهيار لم يعد محصوراً في الشق الاقتصادي، إنما يمتد إلى قطاع الخدمات، والقطاع المصرفي والمالي، وصولاً إلى المؤسسات الرسمية وتفكك البيئات الإجتماعية، حتى التشاركية السياسية اللبنانية انهارت. إذ أن كمية الفراغ والتعطيل تجاوزت فترات العهود، في مقابل تأسيس مجالس موازية، بينما مجلس النواب يأخذ صفة تنفيذية بدلاً من التشريعية.

إحدى الركائز اللبنانية الأساسية، بوصف لبنان بلد الحريات أيضاً سقطت. فتتنامى عمليات القمع والتوقيف الاعتباطي. وتتزايد نسبة الاستدعاءات إلى الأجهزة الأمنية والجرائم المعلوماتية. وحالياً أيضاً يتم المسّ بركيزة أساسية أيضاً في البنيان اللبناني، وهي الجيش والأجهزة الأمنية، التي تم توحيدها ما بعد الحرب. ورويداً رويداً بدأ دورها بالتراجع، بالإضافة إلى فتح الكثير من ملفات الفساد بداخلها. الأمر الذي سينعكس سلباً على واقعها. ذلك لا يعني أن الفساد غير موجود، لا بل إنه دليل على استمرار الانهيار والتفكك.

ذلك كله لا ينفصل عن الصراع الذي ليس له حَكَم، بين الأجهزة الأمنية والقضاء، على غرار ما حصل إثر تصريح وزير الداخلية حول الجسم القضائي، والصراع بين المحامين والأجهزة الأمنية. كل ما يجري يؤشر إلى استمرار الانهيار والترهل، وإلى أن الأزمة ستكون طويلة وبعيدة المدى، فيما لا يبدو أحد في الخارج جاهزاً لتقديم المساعدة. لا بل إن البلد سيكون متروكاً لمصير انهياره. وبعد السقوط الشامل يبدأ الحديث عن صيغة جديدة.

 

اتهامات لعون بتجاوز الدستور اللبناني وتخطيه صلاحيات رئيس الحكومة/«يتصرف كما كان يفعل عند ترؤسه الحكومة العسكرية»

محمد شقير/الشرق الأوسط/05 كانون الأول 2020

استغرب رئيس حكومة سابق قول رئيس الجمهورية ميشال عون، في أثناء ترؤسه اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، إن الظروف الراهنة تفرض أحياناً التوسع قليلاً في تصريف الأعمال من قبل الحكومة المستقيلة لتلبية حاجات البلاد إلى حين تشكيل الحكومة العتيدة، ورأى في كلامه أنه ينم عن مضيه في تعديل الدستور (اتفاق الطائف) إنما بالممارسة لا بالنص، في محاولة مكشوفة للالتفاف على الضغوط الدولية المطالبة بالإسراع في تشكيل الحكومة، خصوصاً أن تصريف الأعمال -كما هو متعارف عليه- يبقى في حدود ضيقة. واتهم رئيس حكومة سابق، فضل عدم ذكر اسمه، رئيس الجمهورية بأنه يتصرف كأنه يرأس مجلس قيادة الثورة، رافضاً التقيد بأصول الدستور، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه يخطط من خلال دعوته إلى التوسع قليلاً في تصريف الأعمال لنقل الصلاحيات المناطة بالسلطة الإجرائية إلى مجلس الدفاع الأعلى الذي لا يتمتع بصفة تقريرية، ويبقى دوره محصوراً في إصدار التوصيات، ورفعها إلى مجلس الوزراء الذي يحق له وحده النظر فيها، واتخاذ القرارات المناسبة. وأكد أن دعوة الرئيس عون لن تمر مرور الكرام، وسيترتب على موقفه تداعيات سياسية يُفترض أن تتفاعل، على خلفية أنها مخالفة للدستور، وتجعل منه الحاكم بأمره، وتتيح له التفرد باتخاذ القرارات التي يتجاوز فيها الصلاحيات المناطة بالنظام الرئاسي، وكشف أن رؤساء الحكومة السابقين بدأوا مشاوراتهم مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري تمهيداً للرد على مخالفته للدستور. وفي هذا السياق، قال مصدر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن عون يتحضر للانقلاب على اتفاق الطائف، وعزا السبب إلى أنه كان أول من أعلن رفضه له، بذريعة أنه شكل الغطاء الدولي والإقليمي لإخراجه من قصر بعبدا، واضطراره للانتقال إلى مقر السفارة الفرنسية، ومنها غادر إلى باريس. ورأى أن خلو ورقة التفاهم التي وقعها مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله في فبراير (شباط) 2006 من أي إشارة لـ«الطائف» لم يكن من باب الصدفة، وإنما جاء عن سابق تصور وتصميم. وكشف أن الموفدين الدوليين الذين يزورون لبنان من حين لآخر، وتحديداً بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، يسألون عن الأسباب الكامنة وراء عدم التفات الحكومة لأمور اللبنانيين، ويأتيهم الجواب من دياب بأن العائق يعود إلى أن تصريف الأعمال يبقى في حدود معينة، وهذا ما أبلغه أخيراً إلى وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا كليفرلي، عندما التقاه أول من أمس.

ولفت إلى أن عون يسعى لتفعيل الحكومة المستقيلة، في خطوة لا بد منها لتعويمها، إفساحاً في المجال أمام عودة مجلس الوزراء للانعقاد، وإلا لماذا بادر إلى تخطيه للدور المرسوم للمجلس الأعلى للدفاع، من خلال إصراره على إصدار قرارات تشكل سابقة من غير الجائز عدم التوقف أمامها؟

وسأل المصدر السياسي: لماذا أجاز عون لنفسه تكليف الأمانة العامة لمجلس الوزراء استكمال ملف إعداد مشروع قانون لشركة مرفأ بيروت من أجل عرضه على مجلس الوزراء فور جهوزيته، مع أنه يعرف جيداً أنه من اختصاص مجلس الوزراء مجتمعاً، وبالتالي لا علاقة لمجلس الدفاع الأعلى به، مع أن الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ليس عضواً فيه؟ وسأل أيضاً كيف أجاز عون لنفسه أن يطلب من وزير المالية غازي وزني تسهيل إعداد مشروع لتأمين مبلغ بقيمة 150 مليار ليرة يخصص لمساعدة المتضررين من انفجار المرفأ لترميم منازلهم، رغم أنه يدرك جيداً أنه لا يستطيع تجاوز مجلس الوزراء، وأيضاً المجلس النيابي، للحصول على موافقته على أي إنفاق مالي من خارج الموازنة؟ وعد المصدر نفسه أن عون يتحضر لدعوة مجلس الوزراء للانعقاد، مع أن دياب، وإن كان لا يبدي حماسة في العلن لانعقاده، فاجأ الوسط السياسي بما قاله في مقابلته المتلفزة التي لم يسبق أن أطل بها على اللبنانيين طوال الفترة التي أمضاها على رأس الحكومة قبل أن يضطر لتقديم استقالته. وأكد أن دعوة عون لتوسيع نطاق تصريف الأعمال جاءت استجابة لفريقه الاستشاري، ولم تكن بمثابة هفوة أو كناية عن خطوة لم تكن مدروسة، بل أقدم عليها رغبة منه في جس نبض القوى المعارضة له، لعله يدفع باتجاه إعادة خلط الأوراق لجهة إحراج القوى المسيحية المناوئة له بذريعة أنهم يقفون سداً منيعاً ضد استرداد رئيس الجمهورية لصلاحياته. وقال إن عون ذهب بعيداً في مصادرته لصلاحيات مجلس الوزراء، اعتقاداً منه أنه يستطيع الضغط على الحريري لإعادته إلى «بيت الطاعة»، وبالتالي التسليم بشروطه للإفراج عن تشكيل الحكومة التي باتت معروفة، وتتعلق برفع عدد أعضاء الحكومة من 18 وزيراً إلى 20، والتزامه بوحدة المعايير، وقيامه بمشاورات مع الكتل النيابية التي لا يريد منها سوى إعادة تلميع صورة صهره رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل بعد العقوبات الأميركية التي استهدفته، في مدخل لتعويمه سياسياً، وتقديمه على أنه الرقم الصعب في تقرير مصير الحكومة. ورأى المصدر السياسي أن عون سيدفع باتجاه تعويم الحكومة في حال لم يستجب الحريري لشروطه، اعتقاداً منه أن اللبنانيين بمرور الزمن سيضطرون للتكيف مع استمراريتها، والتعايش معها كأمر واقع، وقال إنه لن يدخل في نزاع مباشر مع الحريري، ينطلق فيه من نزع التكليف عنه، لأن الدستور لا يسمح له بذلك. وعليه، فإن رئيس الحكومة السابق يتعامل مع عون على أنه لم يتبدل مع وصوله إلى سدة الرئاسة الأولى، بل يصر على التصرف كما كان إبان توليه رئاسة الحكومة العسكرية.

 

قتل العقيد أبو رجيلي.. مسلسل جرائم "جمركية"!

نادر فوز/المدن/05 كانون الأول/2020

بعد4 أيام على جريمة قرطبا، التي أودت بحياة العقيد المتقاعد في جهاز الجمارك، منير أبو رجيلي، لا تزال القوى الأمنية صامتة حيال القضية. وصمت الأجهزة يترك جريمة قتل أبو رجيلي مفتوحة على السيناريوهات والأبعاد وأصابع الاتهام والدوافع.

الرجل، وُجد جثة هامدة في منزله الجبلي، وقد تعرّض للضرب بآلة حادة على رأسه. هذا كل ما هو أكيد في القضية. أما الباقي فتفاصيل غير مؤكدة، منسوجة بطريقة بوليسية ربطت قتل أبو رجيلي بجريمة انفجار مرفأ بيروت، في حين تشير رواية أخرى إلى أن دافع السرقة كامن وراء الجريمة.

سيناريو سرقة

في جريمة قرطبا، رواية أولى تشير إلى أنّ السرقة هي الدافع الأساسي للجريمة. تتحصّن هذه الرواية بحقيقة وقوع منزل أبو رجيلي في منطقة نائية بعيدة عن السكن، إضافة إلى سرقة جهاز تلفزيون من موقع الجريمة حسب ما تشير مصادر محلية من البلدة. وصل أبو رجيلي إلى منزله، حيث تتم ورشة تجديد المنزل وصيانته، فتأخر الوقت، وبات ليلته في المنزل ووقعت الجريمة ليلاً.

سيناريو إسكات وتضليل

أما السيناريو الآخر الذي تم التداول به، فهو أنّ قتل أبو رجيلي تمّ بناءً على منصبه في الجمارك وجريمة 4 آب في مرفأ بيروت، فتم إسكاته بهدف طمس حقيقة انفجار المرفأ، وتضليل التحقيق فيه. أضيفت البهارات اللازمة حول هذا السيناريو، مع إشاعة معلومات مفادها أنه تم استدعاؤه إلى التحقيق في قضية المرفأ. وثبت زيف كل هذا على اعتبار أنّ أبو رجيلي لم يتولَّ أي موقع في مرفأ بيروت. وكان مسؤولاً عن دائرة التهريب في مجلس الجمارك الأعلى،‏ وعن قطعات جمركية على الحدود البرية، ثم في مطار بيروت.

أين التحقيق؟

بين السيناريو الأول والثاني، فارق كبير ودوافع متغيّرة، من شأنها تغيير معادلات التحقيق في جريمة قرطبا وفي جريمة انفجار بيروت. لكن أكثر ما يثير الريبة إلى الآن، أنه بعد 96 ساعة على وقوع الجريمة لم يصدر أي بيان عن قوى الأمن أو المحقّقين في الجريمة. كما أنه لم تصدر بعد أي معلومات حول كاميرات المراقبة الموجودة في البلدة وعن داتا الاتصالات التي يمكن الحصول عليها. التحقيق يراوح مكانه، كأن الدولة تتقصّد ترك السيناريوهات مفتوحة، وكذلك التأويلات واستمرار طرح الأسئلة والتساؤلات. وجاء أبرزها على لسان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي سأل على تويتر: "ماذا وراء مقتل العقيد منير ابو رجيلي رئيس مكافحة التهريب سابقا في الجمارك اللبنانية. هل أن هذا الحدث المريع لتعطيل أي تحقيق جدي في قضية الانفجار في مرفأ بيروت"؟

عدم ثقة وشفافية

وتتعزّز هذه التساؤلات مع واقع غياب الشفافية في الدولة اللبنانية، وعدم الثقة المطلقة بعملها. في دولة مماثلة، يديرها مسؤولون مماثلون، لا يمكن استبعاد أي سيناريو جهنّمي يرد في مسلسلات أو أفلام كشف الجرائم. ففي هذا الإطار سابقة خطيرة، تتمثل في حادثة موت العقيد جوزيف سكاف قبل ثلاث سنوات ولم يصدر فيها إلى الآن أي خيط أو ادعاء أو دافع. في قضية سكاف، روايتان متضاربان. تقول الأولى إنه توفى قضاءً وقدراً بعد أن انزلقت رجله في موقف للسيارات، أما الثانية فتشير إلى تعرّضه لاعتداء وقتل عمد. وفيها أيضاً تقريران شرعيان متضاربان، يثبّت الأول الرواية الأولى ويؤكد الثاني أنه تعرّض لكدمات على الرأس ورميه عن ارتفاع ثلاثة أمتار.

والعقيد جوزف سكاف، كان سبق وكتب رسالة في شباط 2014 إلى "مصلحة التدقيق والبحث عن التهريب" التابعة لوزارة المالية، طالب فيها بإبعاد الباخرة Rhosus المحمّل على متنها 2750 طناً من "نترات الأمونيوم" إلى خارج الرصيف 11 في مرفأ بيروت، وطالب بوضعها تحت الرقابة، وخصوصاً حمولتها. لأنها تُشكّل خطراً على السلامة العامة. سكاف، الذي كان رئيس شعبة مكافحة المخدرات وتبييض الأموال، كان مطلّعاً على حمولة باخرة نيترات الأمونيوم، ووجّه كتاباً إلى مصلحة التدقيق والبحث عن التهريب عام 2014، بضرورة إبعادها عن المرفأ وبوضعها تحت إشراف ورقابة جمركية نظراً إلى حمولتها. تقاعد سكاف، ثم مات أو قُتل أسفل منزله في بيت الشعار، وبعدها بسنوات تم قتل أكثر من 200 ضحية في انفجار المرفأ. بيت الشعار، قرطبا، انفجار المرفأ، يبدو فعلياً أننا نعيش في مسلسل لكشف الجرائم، لكن ليس فيه أبطال أو محققين لامعين، فقط ضحايا يتوالى سقوطهم.

 

الفاشيات الشيعية والاوليغارشيات المافيوية او عقدة الافاعي، لا حل خارجا عن التدويل ومصادرة الاموال

شارل الياس شرتوني/05 كانون الأول/2020

انقضت سنة على الثورة المدنية، وانقضت اربعة اشهر على عملية المرفأ الارهابية واستقالة الحكومة، ولم نشهد حتى الساعة بوادر لحل الازمات المتداخلة، او اكتراثًا لواقع الانهيارات  المتنامية التي قضت على المقومات الاساسية للحياة السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والبيئية في البلاد. الملفت في الامر ان واقع الحال يتجاوز الازمات الطارئة ليطال البنيات السياسية والمجتمعية، والخيارات المؤسسة للاجتماع السياسي اللبناني، نحن امام نهج سياسي ارادي يستهدف تدمير الحيثيات الوطنية والدولتية للكيان اللبناني ، فكفانا مواربة في توصيف واقع الحال. الفاشيات الشيعية تلتئم حول مشروع مزدوج يدور حول الدولة الاسلامية الايرانية ببعديها الايديولوجي والاستراتيجي، وتكوين العمق الاستراتيجي لسياسات الجريمة المنظمة والارهاب والاقتصاد المنحرف التي تديرها دوليا. اما نقطة التقائها مع الاوليغارشيات المافيوية التي تتشارك معها وتشكل احدى اجنحتها الاساسية، فتنعقد على قاعدة المصالح المشتركة والغطاءات المتبادلة وتوسيع مروحة الشراكات الاقتصادية ( حزب الله،  نبيه بري،  وليد جنبلاط ، سعد الحريري، نجيب الميقاتي ،  محمد الصفدي، فؤاد السنيورة، ميشال عون وجبران باسيل، جمعية المصارف، وسلسلة طويلة تمتد الى بداية التسعينات… )، نحن فعليا امام واقع دولة صورية ابتدأت مع جمهورية الطائف التي لا تعدو كونها وهما قانونيا لتغطية سياسات النفوذ الاقليمية والداخلية، واعمال الجريمة المنظمة الملازمة لها. ان اية مقاربة تحليلية لواقع الدولة اللبنانية على قاعدة دستورية، ليس الا، غير صائبة في موضوعها، لانها تتخذ من الوهم واقعا وتتعامل مع معطياته على اساس خاطىء بالمبدأ. ان مجمل الحياة المؤسسية ما هي الا رديفا باهتا وفارغ المضمون لسياسات نفوذ، تنعقد على خطوط التواصل بين الداخل والخارج، ادت بعد انقضاء ثلاثة عقود الى استكمال التدمير البنيوي الذي ابتدأ مع  الاضطرابات الاهلية في ١٩٥٨ وحرب ١٩٧٥، التي كرست واقع السيادة المحدودة والاستنسابية والمعطلة والمدمرة، وجعلت من المبنى الدولتي اللبناني، كيانا صوريا وتابعا لمراكز النفوذ المتعاقبة. ينعقد فهم الواقع الحاضر حول المتغيرات التالية:

أ- الازمة السياسية التي تنتظم على وقع سياسات النفوذ الشيعية، ببعديها الداخلي والخارجي، وعلى قاعدة العلاقة العضوية القائمة بين استراتيجية التوسع الايرانية، في المديين الشيعي والسني العربي، والدور المحوري الذي يلعبه حزب الله ضمنها. لقد بنى حزب الله استراتيجيته انطلاقا من سياسات التمكين التي اطلقها الامام موسى الصدر، و ديناميكيات التسيس التي اطلقها تحالف اليسار الفاشي ومنظمة التحرير الفلسطينية   والثورة الاسلامية الايرانية منذ منتصف الستينات واوخر السبعينات، والتحالف الانتهازي مع النظام العلوي في سوريا والتموضع ضمن آلياته وازماته الداخلية، خاصة مع انطلاق الثورة السورية  في ٢٠١١، والروافع المالية والاقتصادية بشقيها  الشرعي وغير الشرعي التي امنها الاغتراب الشيعي في افريقيا واميركا اللاتينية والشمالية، والتحالفات الانتهازية العابرة للطوائف، والتغطية المسيحية التي امنها ميشال عون، والتي استعملت تباعا ضمن سياق سياسات انقلابية تدرجية استعملت المتغيرات العسكرية والمدينية والارهابية والمالية-الاقتصادية المنحرفة مدخلا لتثبيت مواقع نفوذ ثابتةومتحركة في الان معا.  ان مقتل رفيق الحريري، بناء على تفاهم بين النظام السوري وحزب الله، قد وضع حدا لسياسة النفوذ السنية انطلاقا من المواجهة مع المد الانقلابي الناشىء عن سقوط نظام صدام حسين   وتردداته الاقليمية، ومن تأهل الشيعة لوضع اليد الكاملة على الدولة الريعية التي أنشأها  رفيق الحريري بالتشارك معهم ومع وليد جنبلاط في ظل الوصاية والتحكيم السوريين. لقد انقضى زمن التحالفات الانتهازية واتت مرحلة السيطرة المباشرة من خلال سياسات التمدد العقاري، والخرق السياسي للتشكيلات السياسية في مختلف الاوساط  الطوائفية، وانتهت بسياسة التدمير الشامل عبر العمل الارهابي في مرفأ بيروت، الذي اسس لمرحلة  انقلابية  جديدة تستلهم مبادىء الحرب الشاملة كمدخل سريع لتأسيس معادلات انقلابية قائمة على تحولات ديموغرافية ومدنية واقتصادية وسياسية مباشرة. ان اية مراهنة على تسويات ديموقراطية وتوافقية ميثاقية هو ضرب من ضروب الوهم، كما تظهرها المفاوضات الحكومية اللامتناهية المرتبطة  بشكل متحرك باستحقاقات دولية لا حصر ونهاية لها. اداء الفاشيات الشيعية يقع في دائرة كسب الوقت والتمدد الانسيابي على كل المستويات، وكل ما عدا ذلك  يقع في دائرة المراوغة. تحمل هذه السياسات الانقلابية اسباب تهافتها لارتباطها بديناميكيات نزاعية اقليمية تستحث ممانعات ومضادة سوف تفتح لبنان مجددا على الفوضى الاقليمية وتداعياتها المدمرة، التي تتغذى منها هذه الفاشيات واصناؤها في الاوساط السنية ومحاورها الاقليمية الناظمة (  تركيا، قطر، السعودية ).

ب- الازمة المالية التي تنتظم حول نهاية نموذج الدولة الريعية واستملاك الشأن العام من قبل الاوليغارشيات المالية-السياسية والمالية، وحصر التداول والقرار المالي والاقتصادي بدوائرها، وانطلاقا من الاولويات التي وضعتها أساسا لسياسات اعادة الاعمار ، وما ادت اليه من تركز لسياسات ريعية وحيازية، وتثبيت للانشطارات الطوائفية والطبقية والمدنية والمدنية-الريفية، ومحاصصات بين اطرافها واوصيائهم الاقليميين. ان التفاهمات الاوليغارشية التي تبلورت من خلال استخدام خبراء واداريين ماليين واجهزة قضائية وأمنية، قد ادت الى تكوين مراكز قوى داخل الادارات العامة تابعة للاوليغارشيات وتعمل لحسابها، وتنظم اختلافاتها وتصوغ تفاهمتها على نحو متحرك، الامر الذي اسقط مفهوم الخير العام، وحول الوزارات والادارات العامة الى مقاطعات سلطوية، والموارد العامة الى مسالب تتقاسمها فيما بينها، مع كل ما يرافق ذلك من تناتشات وحروب مواقع وتحكيمات وتسويات مرحلية. تفهمنا هذه الصيغ  الادارية والعلائقية كيفية  نهب الموارد العامة من خلال آلية الديون البغيضة، وعلى قاعدة مخالفات قانونية واتيكية لجهة عدم انفاذ مبدأ تعارض المصالح، واستعمال المعلومات المهنية ( délit d’initié ), وتحويل المؤسسات العامة الى    مصادر لترفيد ثروات الاوليغارشيات ومحسوبياتها وسياساتها الانقلابية، وتوظيف النظام المصرفي بخدمة  الاوليغارشيات من خلال مشاريع اعادة الاعمار الوهمية والمضخمة الكلفة، وعلى قاعدة تصريفات طبقية ومذهبية خارجة عن اي مقاربة تداخلية لمسائل الانماء. ان نهب اموال اللبنانيين العامة ( المشاريع العامة والادارة العامة المنتفخة   والزبائنية ) والخاصة ( النظام المصرفي وسياسة الاكتتاب بسندات الخزينة من قبل الصناديق الانتهازية ) هو عمل ارادي  ذات اهداف سياسية انقلابية وترددات مباشرة على توازنات البلاد البنيوية، واجرامية من خلال سياسات استباحة الاموال العامة من اجل ترفيد الثروات الاوليغارشية، عملت على بلورة آلياته سياسات النفوذ الشيعية والسنية والدرزية ومواليها في الاوساط المسيحية. ان سياسة التدويل الواجبة في مجال ادارة النزاعات اللبنانية وتسوياتها، تتطلب فصلا ماليا اساسيا في مجال  استعادة التوازنات البنيوية.

ان حالة المراوحة التي نعيشها من خلال سقوط حكومة سعد الحريري ، والاتيان بحكومة حسان دياب من قبل حزب الله، واعادة تكليف الحريري مهمة تشكيل الحكومة وفشله في  مواجهة ممانعات امل وحزب الله، وتبعية ميشال عون السياسية لسلطة الوصاية التي اتت به وتحركه، ليسوا بالامر العارض، بل جزء من سياسة تحكم استنسابية من اجل تدمير الكيان المعنوي والدستوري للدولة اللبنانية، وترسيخ الاختلالات السياسية، واشاعة مناخات التخويف والابتزاز، والدفع بواقع الانهيارات المعممة، التي سوف تمهد الطريق لسياسة انقلابية  ناجزة. ان اختلاف نظام القيم المبدئي مع هذه الفاشية والمافيات المتحالفة والمتآلفة مع مصالحها، والتهديدات الوجودية التي باتت تشكلها حيال بقية اللبنانيين، وتأثيراتها على الواقع الجيوپوليتيكي، وانكشافها على نزاعاته القائمة والمتأهبة على غير  محور، تحتم تدويل الازمات اللبنانية، وتطبيق الفصل السابع بكل مندرجاته السياسية  والامنية، كمقدمة منشئة وملزمة من اجل بلورة سياق تفاوضي حول مستقبل الكيان الوطني والدولاتي اللبناني، وحؤولا دون الحرب الاهلية، وعودة لبنان الى دائرة الانفجارات الاقليمية المفتوحة. ان سياسة التدويل الواجبة  في مجال ادارة  النزاعات اللبنانية، تستوجب فصلا يقتضي استعادة الاموال العامة من خلال التحقيق الجنائي المالي الشامل، ومصادرة الاموال المنهوبة من خلال سياسات العقوبات الدولية. الفصول الجيو-سياسية، والسياسية والمالية اساسية في ارساء توازنات بنيوية جديدة غير قابلة للتحقق في ظل السياسات الانقلابية الحاضرة واملاءاتها.

 

جبهة "حزب الله" في الجولان... هل هي لمصلحة لبنان؟

ابراهيم حيدر/النهار/06 كانون الأول/2020

توقفت المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية حول الترسيم البحري برعاية أميركية، لتتركز الأنظار على التطورات التي يمكن أن تشهدها الأسابيع المقبلة على الجبهات، خصوصاً في الجنوب اللبناني والجولان السوري، حيث يعمل "حزب الله" بدعم إيراني على تحصين المنطقة الجنوبية في سوريا على أطراف الجولان المحتل، في الوقت الذي يضع قواته في حالة استنفار شبه كاملة في الجنوب اللبناني تحسباً لمعركة أو حرب قد تنشب، إما لخطأ في حسابات أو نتيجة استهدافات واغتيالات، أو بقرار يُتخذ في المرحلة الفاصلة والمتوترة لانتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة. ليس تفصيلاً إلغاء جولة مفاوضات الترسيم الأخيرة بطلب إسرائيلي اعتراضاً على ما طالب به لبنان من تعديل للمنطقة البحرية المتنازع عليها من 860 كلم2 إلى 2400، حيث دعا الأميركيون رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون للعودة إلى النقطة الأولى التي انطلقت على أساسها المفاوضات. وفيما لا تزال مشكلة تأليف الحكومة اللبنانية قائمة نتيجة الخلافات والشروط بين أطراف الطبقة السياسية، خصوصاً ما يطالب به "الحزب" والتيار الوطني الحر بالمشاركة السياسية والتمثيل الكاملين، إضافة إلى الثلث المعطل، بدا أن التطورات في ما يتعلق بالمفاوضات وترسيم الحدود تتخطى الأزمة الداخلية إلى الوضعين الإقليمي والدولي. فالجميع ينتظر ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة في المرحلة الفاصلة، خصوصاً في الملف الإيراني، انطلاقاً من الرهان على تغيير أميركي مع بايدن حول ملفات المنطقة، وما إذا كان التفجير احتمال بديل من التسوية أو التفاوض.

ترتبط التعقيدات اللبنانية في ملف الحكومة والمفاوضات وغيرها، بما يدور إقليمياً، إذ إن الضربات الإسرائيلية لمواقع إيرانية، استؤنفت في سوريا، فيما الاستنفار على أشده بين الجبهتين الجنوبية اللبنانية والسورية. فإذا ذهبت المنطقة نحو الحرب، فستشتعل الجبهتان كونهما المنفذين الوحيدين للإيرانيين في قدرتهم على القتال عبر "حزب الله" وما يُسمى بـ"المقاومة السورية" التي يعمل "الحزب" على تشكيلها وتدريب عناصرها، وهو أمر يسير به الحزب بعد تدخله في الحرب السورية إلى جانب النظام، ولا يكترث لتداعيات هذا التورط على الداخل اللبناني وعلى الدولة والكيان. ويطرح هذا الأمر مجدداً مسألة القرار من خارج الدولة، وفي شأن ملفات تتصل بالوضع في المنطقة، فلا نقاش بالنسبة إلى "الحزب" في معادلة القوة التي أرساها مع العدو الإسرائيلي وفي المنطقة والنزاعات الإقليمية، وبالتالي لا نقاش في السلاح الذي يوظف أيضاً لحسابات إقليمية ولمشاريع تتصل بمصالح إيران بالدرجة الأولى.

جبهة إيران و"حزب الله" ضدّ إسرائيل تتشكل في منطقة الجولان بعد جنوب لبنان، ويجري تطعيمها بمقاتلين سوريين، بصرف النظر عن قدرتهم على تحرير هذا الجزء المحتل، أم أنهم يتحركون وفقاً لوصاية إيرانية. وما يثير المخاوف أن التحضيرات للحرب قائمة على الجانبين، فإسرائيل تحصّن الجبهة الشمالية بين لبنان وفي منطقة الجولان. وقد أعلن جيشها أخيراً اكتشاف عبوات ناسفة مزروعة في الأراضي المحتلّة في منطقة الرفيد، قرب معبر حدودي قديم يقع بين القنيطرة والجولان، فشَنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوّية على الفرقة السابعة في الجيش السوري في بلدة سعسع، كما استهدفت معسكراً يشغله إيرانيون قرب مطار دمشق. وقبل ذلك على الفرقة الخامسة في منطقة قريبة من درعا، إضافة إلى استهداف منصّات دفاع جوي، تابعة للجيش السوري. لكن "حزب الله" لم ينجح حتى الآن بالدعم الإيراني في إنشاء مقاومة سورية على غرار قوته في لبنان، وهو اضطر الى تعزيز قواته الموجودة في الجنوب السوري، بفرق من النخبة، حتى إذا اشتعلت الجبهة تترامى بين الجولان السوري والجنوب اللبناني. والأساس في هذا الموضوع أن جيش النظام السوري وضباطه في المنطقة، غير راضين عن إمرتهم من قوات إيرانية ومن الحزب، فلا تعاون وثيق بين قوات الجيش السوري المنتشرة في المنطقة، وقوات "حزب الله"، وكذلك لم يستطع الأخير إعادة الهيكلة العسكرية الكاملة لجبهة الجولان، ناهيك بأن الروس الذي رعوا تسوية درعا في البداية لا يوافقون على تجاوزهم في ما يتعلق بفتح الجبهات في المنطقة.

أي سيناريو للحرب سيكون لبنان في مندرجاته، وهو معرّض لأخطار كارثية ومرعبة، في ظل الانهيار القائم. وبصرف النظر عن حق اللبنانيين والسوريين بتحرير أرضهم، إنما كل المشاريع على الجبهات ترتبط بحسابات إقليمية وإيرانية خصوصاً. وفي لبنان، فرضت معادلة القوة نفسها في الداخل وأصبح لها فائض يمكن التحكم به عند الحاجة. ويتخذ استثمار فائض قوة "حزب الله" ومعادلاتها مسارين، أولاً في مواجهة إسرائيل وفي الصراع الإقليمي من سوريا إلى العراق والتزاماً بقرار المرجعية الإيرانية، ثم استثمارها في الداخل لتغيير موازين القوى التي كرّست نوعاً من الهيمنة في لبنان. وفي بناء جبهة "حزب الله" وإيران في الجولان، بدا أن معادلة صنع القوة ليس لها علاقة بوظيفة المقاومة. فلا فصل للبنان عن الملفات الإقليمية ولا فصل مسار التفاوض اللبناني عن السوري. وعلى هذا يستمر تدخل "حزب الله" في سوريا وينفذ مشاريع إيرانية من الجولان الى البوكمال. لكن بالتأكيد في هذا الانفلاش الإقليمي لا يأخذ مصلحة لبنان بالحسبان...

 

ماذا بعد اغتيال زاده وسليماني؟

نجم الهاشم/نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

بعد اغتيال مهندس البرنامج النووي الإيراني محسن فخري زاده في 27 تشرين الثاني الماضي في قلب إيران واغتيال اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في 3 كانون الثاني 2019 في قلب بغداد، طُرحت أسئلة كثيرة حول ما إذا كانت حرب الإغتيالات ستكمل وحول من يكون الهدف التالي. وحُكي كثيراً عن أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قد يكون موضوعاً على لائحة جدول الأهداف ليس كهدف فقط بل على لائحة الأهداف القابلة للتنفيذ. ليس الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله خارج هذا التصوّر فهو دائماً كان يعيش في ظلّ مثل هذا الإحتمال وكأنّه سيحصل في كل لحظة. وطالما أعلن أنّه يتمنّى أن يكون شهيداً. قبل أن تعلن الإدارة الأميركية عن أنّها وراء قرار اغتيال سليماني، وقبل أن تتّضح هويّة منفّذي عملية اغتيال زاده، وإن كانت المخابرات الإسرائيلية هي المتّهمة، كان السيد نصرالله على لائحة الأهداف. ولكن ما دفع هذا الإحتمال اليوم إلى الواجهة هو اعتبار أن خيار القتل بات من ضمن استراتيجيات التحركات الأميركية والإسرائيلية، وهي لا تقتصر فقط على الأهداف الإيرانية. فقبل أن تذهب في هذا الإتجاه تبنّت واشنطن عمليات اغتيال مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مخبئه في باكستان، واغتيال قائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في داخل سوريا وفي منطقة خاضعة لسيطرة القوات الروسية والنظام. العمليتان الأخيرتان نفذتا بواسطة قوات كوماندوس أميركية. هذا الأسلوب كانت واشنطن قد أهملته وابتعدت عنه منذ العملية الفاشلة التي حاولت فيها إنقاذ رهائنها في السفارة الأميركية في طهران، بينما كانت إسرائيل تعتمده في عمليات كثيرة نفّذتها واستهدفت فيها مواقع ومسؤولين تابعين لـ"حزب الله" وغيره.

عمليات القتل المتعمّد

أكثر من عبّر عن هذه الإستراتيجة الأميركية كان وزير الخارجية مايكل بومبيو وليس وزير الدفاع مثلاً. فقد اعتبر بومبيو في الكثير من خطاباته أّنه لا يكفي أن تُظهر أنّك تملك قوة كبيرة رادعة، ولكن عليك أيضاً أن تُظهر أنّك على استعداد لاستخدام هذه القوة ضدّ من تعتبره عدواً لك. هذا التحوّل هو الذي قاد عقيدة القتل الأميركية الجديدة. تولّى نصرالله الأمانة العامة لـ"حزب الله" في العام 1992 خلفاً للأمين العام السيد عبّاس الموسوي الذي اغتالته إسرائيل في عملية نوعية، نفذتها طوافة عسكرية أطلقت صواريخ موجهة على موكبه في 16 تموز 1992، لدى عودته من احتفال تأبين في ذكرى اغتيال عدد من قادة "الحزب" قتلتهم إسرائيل أيضاً. قبل هذا الإغتيال كان "حزب الله" يدرك أن الكثير من قادته موضوعون على لائحة الأهداف الإسرائيلية. وكان نصرالله واحداً منهم.

حرب تموز 2006 شكلت انعطافة في مسار احتجاب السيد نصرالله عن الظهور العلني في المناسبات العامة والخاصة. صحيح أن "الحزب" يعتبر أنه حقّق النصر في تلك الحرب ولكن في الواقع إن السيد نصرالله كاد أن يُقتل فيها. رواية الخطر الذي تعرّض له ليست عارضة أو مجرّد خبر غير أكيد، لأنّها وردت على لسان قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في حديث مسجل له تم نشره في أول تشرين الثاني 2019 بعد 13 عاماً على حرب تموز، وقد روى فيه دوره فيها ومن ضمن ما رواه أنه "كان لـ"حزب الله" غرفة عمليات في قلب الضاحية، وكانت البنايات المجاورة لها تُقصف باستمرار وتُدمّر. في كل ليلة كانت هناك بنايتان أو ثلاث بنايات ضخمة عالية من 12 طابقاً أو 13 طابقاً، أقلّ أو أكثر، بل أكثر من هذا غالباً، كانت تسوّى بالأرض تماماً. ذات ليلة عندما كنّا في غرفة العمليات... شعرت هناك بعد أن قصفوا البنايات المجاورة لنا ودمّروها، وكان الوقت ليلاً، والساعة حوالى الحادية عشرة مساء، شعرت أنّ خطراً جدّياً يهدّد حياة السيد نصرالله. قرّرت أن ننقل السيد إلى مكان آخر. تشاورنا أنا وعماد (مغنية)، ولم يوافق السيد إلا بصعوبة على الخروج من غرفة العمليات... وهكذا كانت الضاحية ساكتة تماماً في الساعة الثانية عشرة ليلاً، وكأنّما لا أحد يسكن هنا في قلب الضاحية حيث كانت المركز الرّئيسي لـ"حزب الله". اتفقنا على الانتقال من هنا إلى بناية أخرى، وانتقلنا ولم تكن هناك مسافة طويلة بين البناية الأولى والثانية. عندما انتقلنا بمجرّد أن دخلنا تلك البناية حدثت حالات قصف جديدة وقصفوا أماكن مجاورة لهذه البناية. انتظرنا هناك لأنّه كان لدينا خطّ آمن واتصال ويجب ألا ينقطع الاتصال، خصوصاً اتصالات السيد نصرالله واتصالات عماد. وحدث قصف آخر مجدّداً ودمّروا جسراً مجاوراً لتلك البناية. شعرنا أنّ هذين القصفين سوف يعقبهما قصف ثالث وقد يقصفون هذه البناية أيضاً. لم يكن في تلك البناية سوى ثلاثة أشخاص، أنا والسيد نصرالله وعماد. لذلك قرّرنا أن نخرج من البناية نحو بناية أخرى. خرجنا نحن الثلاثة ولم تكن هناك أيّ سيارة، وكانت الضاحية مظلمة تماماً والصمت يخيّم عليها بالمرّة... قال عماد لي وللسيد إجلسا تحت ظلّ هذه الشجرة... جلسنا في ذلك المكان، ذهب عماد ووجد سيّارة وعاد بسرعة، وربما لم يستمرّ الأمر أكثر من دقائق، عاد بسرعة... عندما وصلتنا السيّارة كانت طائرات MK تحلّق فوق رؤوسنا وتركّز علينا. وعندما وصلتنا السيّارة صارت الطائرات تركّز على السيّارة... وقد استغرق الأمر وقتاً حتى استطعنا الانتقال من مخبأ تحت الأرض إلى آخر تحت الأرض، وبعد الانتقال من هذه السيّارة إلى شيء لا يمكن ذكره الآن، من أجل أن نخدع العدو، ثم عدنا حوالى الساعة الثانية بعد منتصف الليل إلى غرفة العمليات مجدداً...".

الحذر لا يلغي القدر

تنتهي رواية سليماني عن تلك اللحظات لتفتح نافذة على الأقدار. منذ تلك الليلة ربّما اتّخذ السيد نصرالله قرار عدم الظهور العلني إلّا في أوقات محدّدة ولحظات محدّدة. كل ما يحيط بيوميّاته يبقى من أسرار "الحزب" حتى لقاءاته واستقبالاته تتمّ في ظلّ تدابير أمنية صعبة الإختراق. ولكنّ الحذر لا يلغي القدر. من الثلاثة، سليماني ونصرالله ومغنيّة، بقي نصرالله. لم يكن مغنيّة أقلّ احترازاً من نصرالله بل كان ربّما أكثر منه متمتعاً بقرار الحماية، منذ بدأ يظهر اسمه على خلفية اتهامه بالوقوف وراء عمليّات الخطف والتفجير والإغتيالات التي استهدفت المصالح الأميركية والإسرائيلية منذ العام 1982. لقد تحوّل مغنيّة إلى ما يشبه الشبح إلى حد التشكيك باستمرار وجوده على قيد الحياة، حتى ظهر فجأة أنّه كان حيّاً عندما تمّ الإعلان عن خبر اغتياله في العاصمة السورية دمشق، في عملية أمنية بواسطة تفجير عبوة ناسفة زرعت قرب سيارته في 12 شباط عام 2008. على رغم عدم إعلان أيّ جهة تبنّيها لهذا الإغتيال، إلّا أّن "الحزب" حمّل المسؤولية لإسرائيل وتوعّد بالردّ ولكن منذ 12 عاماً لم يحصل إيّ رد بمستوى فعل الإغتيال.

سليماني هدفاً ونصرالله وحيداً

الشخصية الثانية في مشهد تحت الشجرة في الضاحية في حرب تموز كان اللواء قاسم سليماني الذي كان أتى إلى لبنان خلال تلك الحرب لدعم "الحزب". هو نفسه كان أيضاً تحت الخطر ولكنّ وضعه كان مختلفاً عن وضع نصرالله ومغنيّة، فقد كان يمثّل دولة إيران ويتحرّك من طهران إلى العراق وسوريا ولبنان وبشكل مكشوف ومن دون تدابير وقائية مشدّدة، ربّما اعتقاداً منه ومن إيران أنّه ليس هدفاً مباشراً وأنّه لا يمكن أن تغامر واشنطن أو إسرائيل باغتياله. ولكنّ هذا الأمر حصل فعلاً في 3 كانون الثاني 2019. كانت المرة الأولى التي يخرج فيها رئيس أميركا ليتبنّى هذا العمل. اغتياله كان عملية أمنية معقّدة استخدمت فيها واشنطن تقنيات عالية الدقّة من أجل تحديد مكانه بالتوقيت الدقيق، حتى تتجنّب أي احتمال لفشل العملية. الردّ الإيراني كان بإطلاق صواريخ موجّهة أصابت قاعدة الأسد الأميركية في داخل العراق بعد إخلائها واتخاذ التدابير لتجنب وقوع إصابات. في النتيجة بقي السيد حسن نصرالله وحده من بين الثلاثة الذين خرجوا تلك الليلة من مخبئهم في الضاحية الجنوبية.

سرّ اغتيال زاده

عمليّة اغتيال محسن زاده تمّت في وضح النهار على طريق عام في إيران وكشفت عن اختراق كبير للأمن الإيراني وضربت هيبة النظام، وأظهرت التطور التقني الكبير الذي اعتمدته المخابرات الإسرائيلية المتّهمة بالتنفيذ والذي لم تستطع إيران أن تحدّده. الإختراق الإسرائيلي لم يكن تقنياً فقط بل بشريّاً أيضاً من خلال تحديد مسار تحرّكات المهندس النووي وإدخال كل المواد والآليات التي استعملت في العملية، والأشخاص الذين تحرّكوا وشاركوا في التنفيذ واختفوا بعده بحيث لا تزال الأجهزة الأمنية الإيرانية تبحث عن حقيقة ما حصل.

هذه العملية تجعل الأهداف أبعد من "حزب الله" والسيد حسن نصرالله وهي تعيد ربّما إلى الواجهة عملية طائرة الدرونز التي سقطت في حي معوض في 24 آب 2019، والطائرة الثانية التي أرسلت لتفجيرها حيث أنّه منذ ذلك التاريخ لم يتمّ الإعلان عن الهدف الحقيقي الذي كانت إسرائيل تسعى وراءه. لا هي أعلنت ولا "حزب الله". من شبه المسلّم به أنّ سليماني كان في الضاحية الجنوبية قبل انتقاله إلى دمشق ومغادرته إلى مطار بغداد. عندما تمّ اغتياله تلك الليلة التي لم يكن ليشعر فيها أنّه في خطر كما حصل معه في ليلة كان فيها تحت الشجرة في الضاحية في حرب تموز.

عندما اغتيل عماد مغنية قال "حزب الله" أنّه لن يسكت وسيردّ. وعندما اغتيل قاسم سليماني هدّدت إيران و"الحزب" بالردّ. بعد اغتيال زاده برز مفهوم الصبر الإستراتيجي والتحذير من خطر الإستدراج إلى الردّ وكأنّ المطلوب اليوم هو عدم الردّ. لماذا هذا الحذر؟ لأنّ هناك خوفاً من أن تكون هذه الإغتيالات مقدّمة لضربة موجعة توجّه إلى إيران وإلى "حزب الله". بعد هذه المعادلة الجديدة عن أي توازن رعب وعن أي ردع استراتيجي يمكن الحديث؟

 

المشنوق يُصعّد: بعبدا "محتلّة دستورياً" ورئاسة الحكومة شاغرة

غادة حلاوي/نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

يُدرك النائب نهاد المشنوق كيف ينتقي اطلالاته. ينسق خطواته ويدرسها عن ظهر قلب، ومتى وجد ان الاوضاع ازدادت تعقيداً سجل موقفاً أو زيارة ذات بعد ومغزى. لقاؤه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالأمس كان لافتاً. تجمع الرجلين علاقة ودّ وثقة قديمة العهد. يحاضر المشنوق في مواقف بري الوطنية، يعلم بواطنها وما تخفيه من مقاصد عن ظهر قلب. يحفظ لرئيس المجلس "أنه الوحيد الباقي في البلد المتمسك بالدستور بديلاً من الرئاستين" ولكن "شو بدها اكتافه تحمل لتحمل".

وان تأتي الزيارة في اعقاب حديث بري عن "الاستعراضات الاعلامية والغوغائية والغرف السوداء"، يعني ان الغرف السوداء هذه وما تخفيه احتلت صدارة البحث والنقاش الذي تمحور "حول عدم امكانية الاستمرار في السكوت، ولا القبول في التعاطي وكأن شيئا لم يحصل". في توصيفه هي "زيارة نائب لرئيس مجلس النواب فعرضتُ وجهة نظري وتبين لي ان الرئيس بري على علم وبيّنة بالمخاطر المحدقة وحجم الغرف السوداء. وكلامه هذا لم يأت من فراغ وبالتالي هو يحذر منعاً لمزيد من المواجهة الداخلية والتأزم".

كلما تعقدت الأزمة وطال امدها ازدادت مواقف المشنوق حدة وخرج شاهراً صراحته على العامة محذراً. وهل لموقف اكثر تصعيداً من اعتباره "ان بعبدا محتلة دستورياً ورئاسة الحكومة شاغرة"، ودليله الى ذلك "اجتماعات مجلس الدفاع الاعلى الذي وخلافاً لكل النصوص الدستورية والطائف يأخذ قرارات بديلاً عن الحكومة". برأيه طالما الاوضاع بلغت حداً من التأزم فهناك حكومة تصريف اعمال "في ظروف معينة يمكن لهذه الحكومة ان تجتمع لبحث قضايا محددة".

لم يبدّل المشنوق موقفه من "ان الرئاستين شاغرتان" وقد ازداد اصراراً على موقفه هذا اليوم وهو يؤكد "ان الرئاسة الاولى شاغرة سياسياً بسبب وقوفها الى جهة دون أخرى في البلد، ورئاسة الحكومة شاغرة منذ زمن بسبب الاعتداء على صلاحياتها او على دورها، او بسبب منع تشكيل الحكومة بالوقت المناسب والاسماء المناسبين في ظل تأكيدات على ذهابنا نحو الانهيار الكامل والشامل". يرفض المشنوق تقييد الرئيس المكلف بعامل الوقت قائلاً: "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ترك لنفسه اختيار الوقت المناسب من وجهة نظره، لأن اي شيء غير التفاهم على تشكيل الحكومة سيتسبب بالانهيار، وهو لا يريد ان يضع نفسه في هذا المجال بصرف النظر عما اذا كان على حق او على باطل". لم يعد الموضوع متعلقاً بأزمة يمكن تقطيعها بسهولة، وبرأيه أن "البلد منهار واي تصرف منه متسرّع لن يحقق التفاهم بل يسرع الانهيار".

"الأفق الوحيد" الذي يراه المشنوق ممكناً هو ان "يشكل حكومة تأخذ في الاعتبار تفاهماً داخلياً وقدرة على التفاهم مع الخارج وهذان سببان ليسا متوافرين بعد". لا تتصل أزمة لبنان بعوامل داخلية صرفة وفي ابعادها ثمة تفاصيل أبعد وأكثر خطورة، ولذا فهو لا يفصل وضع لبنان عن أبعاده الخارجية، "ثمة موضوعان لا ثالث لهما حالياً وهما ترسيم الحدود والعلة من الخارج والتي اصبحت جامدة بسبب الموقف الاسرائيلي، وتشكيل الحكومة والذي يظهر انه معطل لأسباب داخلية وخارجية"، ولكن في الازمتين لا يوجد أفق زمني محدد "لكن لا اعتقد ان الرئيس الحريري سينتظر الى ما لا نهاية، ولا اعتقد بالمقابل انه تسلم كل الاسماء او الترشيحات الكاملة لأسماء الوزراء". من عين التينة انطلق المشنوق في جولته التي ستشمل رؤساء حكومات ورؤساء احزاب وشخصيات سياسية من بينها بالتأكيد رئيس الحزب "الاشتراكي" وليد جنبلاط، فهل يعتبر ذلك بمثابة تمهيد لتحرك ما في السياسة؟ ما يشدد عليه المشنوق وفي ضوء "المخاطر الكبرى المحدقة، وجوب ان يتم التفاهم بشأن كيفية مواجهتها من الداخل وسبب التأثيرات من الخارج وهذه لا بد من التحضر لها ايضا"، ويختم: "قد يكون الجميع مدركاً لحقيقة الوضع أكثر مني ولكن التشاور واجب تقتضيه دقة المرحلة".

 

بقايا "اليسار" تتدلّع في "اليسوعية"... فهل تتجرّأ في المناطق الإسلامية؟

ألان سركيس/نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

يظنّ من يتابع تحليلات إنتصارات "النادي العلماني" في الجامعة اليسوعية أن هناك نفخاً لروح "اليسار" في العالم الذي انتهى مع إنهيار الإتحاد السوفياتي، وأن لبنان بلد التحالفات التاريخية مع الغرب بات في حضن الشرق، وأيضاً باتت أحزاب اليمين المسيحي غائبة عن الساحة.

لا شكّ أن أحزاب السلطة تلقّت ضربة موجعة في جامعة القديس يوسف وخصوصاً تحالف "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" وحركة "أمل"، في وقت تجرأت "القوات اللبنانية" على خوض الإنتخابات بمفردها ومن دون تحالفات مع أحد وبشعاراتها في وقت تتمّ شيطنة الأحزاب ككل، وحافظت على وجودها في الجامعة التي تعتبر جامعة "البشير". لكن من دون الدخول في تفاصيل باتت معروفة، يبقى السؤال الأهم أولاً، هل بات المجتمع اللبناني علمانياً وثانياً، هل أصبح المسيحي اللبناني يسارياً كما يروّج البعض؟ وهل فعلاً هناك قوى تغيير على الأرض أم إن هناك أشخاصاً تتلطى خلفهم قوى أساسية تخاف أن تخوض المعركة بشعاراتها؟

يتوق اللبناني إلى التغيير بعد فشل السلطة الحاكمة، لكنه يريد التغيير المدروس والذي يوصل إلى الأفضل، لا ذاك التغيير على طريقة "بيروح الشبعان وبيجي محلو الجيعان"، وما حصل في اليسوعية يمكن تحليله بعدّة طرق، فيمكن أخذ النتيجة كما هي والقول إن "النادي العلماني" إنتصر، ويمكن القول أيضاً إنه انتصر بالأرقام وليس بالسياسة، لكن الأهم أن هناك شباباً وطلاب جامعات يريدون محاسبة الطبقة السياسية فصبّوا أصواتهم لـ"النادي العلماني"، فهؤلاء ضدّ السياسيين وليسوا مع هذا النادي. وخاض "النادي العلماني" معركته تحت عناوين مطلبية تتعلّق بتحسين ظروف الطلاّب في الجامعة، أي إنه خاضها تحت عناوين مطلبية، فكيف يوظفها في السياسة ويقول إنه حقق انتصاراً سياسياً في الجامعة؟

ومن جهة ثانية، يحاول ما تبقى من اليسار إحياء نفسه وقد جمع حوله كل الغاضبين على الوضع، لكن المضحك أن البورجوازي الذي يُفاخر بأنه يتعلّم في اليسوعية يهتف ضد الطبقية، مثلما يريد السياسي المرتكب استعادة الأموال المنهوبة.

حاول "اليسار" أن يتدلّع في اليسوعية ويأخذ مجده ويوحي للناس أن هناك تياراً علمانياً عابراً للطوائف بدأ تحقيق إنتصارات على الأرض. ومعروف أن بقايا يساريين ساهموا في حرف الثورة، بينما بات معروفاً أن معظمهم بات أداة في يد "حزب الله" والسلطة.

وإذا كانت خطوة إنتخابات اليسوعية مهمة بالنسبة لهذا التيار اليساري، فالمطلوب أن تستكمل طريقها نحو جامعات مثل الجنان في طرابلس أو جامعة بيروت العربية والجامعات اللبنانية في المناطق السنية وكذلك في مناطق "حزب الله" وحركة "امل"، فاذا حقق هذا التيار إنتصاراً في تلك المناطق واقتحمها عندها يمكن القول إنه حقق اختراقاً على مستوى وطني، لكن إذا إقتصرت إنتصاراته على الجامعات المسيحية فهذا يعني أنه غير قادر إلا على الحضور في المناطق المسيحية حيث التنوع سيّد الموقف مستغلاً تراجع "التيار الوطني الحرّ" من أجل تسديد أهداف ذات حسابات خاصة.

وإذا كان فعلاً هذا التيار العلماني الناشئ يريد المحاسبة ويرفع شعار "كلن يعني كلن" فليبدأ بتصويب سهامه ومحاسبة من اعتدى على الثوار في جسر الرينغ وحتى في حرم ومحيط جامعة القديس يوسف، وإلا يكون هذا التيار مسايراً للدويلة ولا يتجرأ إلا على القوى التي حاربت الإحتلال السوري ومشاريع إيران في لبنان، ويخوض معارك غوغائية من أجل تحقيق الإنتصارات وعدم تقديم برنامج حل للأزمة اللبنانية. يُعتبر ما حصل موجة طالبية لكن لا يمكن إعطاؤها أكبر من حجمها إلا إذا تمأسست وانتشرت، وكل ما يقال عن أن الإنتخابات الطالبية معيار عن النيابية هو غير واقعي.

لا يوجد أي لبناني ضدّ التغيير، لكن التغيير الحقيقي يبدأ باستعادة الدولة هيبتها وجمع السلاح غير الشرعي ومواجهة من يجمّل مشروع الدويلة، ومن هنا تبدأ الثورة الفعلية.

 

حفلة جنون في نقاش القانون

محمد علي مقلد/نداء الوطن/05 كانون الأول 2020

كأنّنا أمام خشبة في مسرح اللامعقول. مؤسّسات دينية تطالب بدولة مدنية، أحزاب طائفية تدعو إلى قيام دولة علمانية، علمانيون يرتعبون من إلغاء القيد الطائفي في الإنتخابات، يساريون ضدّ قانون يعتمد لبنان دائرة واحدة. آخرون رأوا في تعديل القانون ثورة، ثم صار التعديل في نظرهم مؤامرة.

إن لم يكن لامعقولاً يشبه صموئيل بيكيت أو ألبير كامو فهو شكل من التمرّد على ظاهرات استعصى تفسيرها على العقول. أو هو ارتباك الجميع أمام أحداث لم تتمكّن فيها الثورة من بلوغ أهدافها، وإن هي خلخلت مفاصل النظام السياسي، ولا تمكّنت السلطة من إخماد الثورة، ولا هي مستعدّة للبحث عن حلول.

نبيه بري هو الممثّل الوحيد الذي يُخفي ارتباكه، إمّا بإخراجه أرنباً أو بوضعه لغماً، بالإذن من عماد موسى، أو برميه قشرة موز. ويقال إنّه يسترشد بأحد الفقهاء الذي نصحه ذات يوم بالمضيّ إلى أقاصي العلمنة من غير الخوف في الوقوع فيها، لأنّ من يرفض ركوب الخطر موجود على الطرف الآخر من الخشبة.

وإن لم يكن من صنف اللامعقول، فهو يشبه ما في قصيدة أحمد شوقي عن "الليث ملك القفار"، وهو هنا النظام اللبناني، الذي، حين مات وزيره وعيّن الحمار مكانه، "لم يشعر الليث إلّا- وملكه في دمار، القرد عند اليمين- والكلب عند اليسار، والقطّ بين يديه - يلهو بعظمة فار"، قانون يعتمد النسبية ولبنان دائرة واحدة مع إلغاء القيد الطائفي، هو قشرة موز انزلق عليها ثلاثة، الأول يسعى لتحرير الوطن من الغرباء، فيما تناضل الثورة لتحريره ممّن شرّع الأبواب من أهل النظام ومهّد لدخول الغرباء؛ الثاني يخشى على البرلمان من التفوّق العددي لأصوات الشيعة، فيما الثورة تخشى عليه من تفوّق عددي لنواب الفساد والإفساد والمحاصصة؛ الثالث لا يرى غير صورة جامدة لطوائف وكانتونات وفيديراليات، مُسقطاً من مخيّلته السياسية صورة حية ومتحرّكة عن ثورة وحّدت الشعب تحت راية العلم الوطني. ومن أسف أنّ نماذج من هؤلاء الثلاثة يناضلون معاً في صفوف الثورة.

إذا لم تكن النسبية أساساً في أيّ قانون انتخابي، لن تتمكّن قوى التغيير من حجز مكان لها في أروقة السلطة وفي بنية النظام، لأنّ أصوات مؤيّديها لن يكون لها وزن في الدوائر الصغرى. وهي لن تتمثّل بكامل حجمها إلا بقانون يعتمد لبنان كلّه دائرة واحدة، وقد تتمثّل إن اعتمدت الدوائر الصغرى، لكن بأقلّ من حجمها الحقيقي. المنزلقون على قشرة موز الشيعية السياسية، وليس الشيعة، يجرون حسابات الدائرة الواحدة بآليات القوانين القديمة، من غير أن يتخيّلوا حجم التغيير المفترض في النتائج إذا ما أقرّت آليات جديدة، كالبطاقة الانتخابية والإنتخاب مكان السكن، وإذا ما اعتمدت إجراءات تمنع تدخّل السلطة وتحرّر الناخب من تبعيته للزعيم.يناقشون قانون الإنتخاب بمصطلحات الحرب بدل مصطلحات الديموقراطية. لا أعني أحداً بالذات ولا أستثني أحداً، بمن في ذلك بعض أهل الثورة. ربّما يفعلون ذلك تمثّلاً بـ"أحزاب الله" (عنوان كتابي) الإستبدادية في علاقتها مع المصطلحات الديموقراطية، أو بميليشيات تتولّى حماية الدستور كتولّي الهر حماية الجبنة. من قرأ اتهاماً فلا تعوزنا لائحة الأدلة. غير أنّنا قصدنا منه دعوة لخروج الثوّار من سجال ذي طابع حربي، حول انتخابات مؤجّلة إلى ما بعد سقوط التحالف الميليشيوي المافيوي بالنقاط، لا بالضربة القاضية.

 

باسيل “المُعرقِل الأول والأخير”؟

طارق ترشيشي/جريدة الجمهورية/05 كانون الأول 2020

منذ سقوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، يكثر الحديث يومياً عن حرب او حروب ستشهدها المنطقة، على قاعدة أنّ ترامب يريد الإيفاء بما وعد به حلفاءه، وكان يؤجّله الى ما بعد فوزه المفترض في الانتخابات، فإذ به بعد سقوطه يجد نفسه ملزماً بالإيفاء بها قبل خروجه من البيت الابيض في 20 كانون الثاني المقبل. فهل المنطقة مقبلة فعلاً على حروب من هذا النوع خلال الاسابيع القليلة المتبقية من ولاية ترامب؟ ديبلوماسيون مطلعون على السياسة الاميركية ومتتبعون للاوضاع في المنطقة والمواقف الاقليمية والدولية منها، يرون انّ «المنطق يقول الا خيارات عسكرية سيعمد اليها ترامب في الهزيع الاخير من ولايته، فهو جمع قبل اسبوع أركان الامن القومي، واستمزجهم الرأي في ضرب مفاعل «ناتنز» النووي الايراني، فردّوا ناصحينه بصرف النظر عن هذه العملية غير المعروفة العواقب».

لكن هؤلاء المطلعين يرون، انّ ترامب في حالته النفسية الصعبة التي يعيشها بعد سقوطه في الانتخابات، قد يُقدم على خيارات عسكرية، الّا انّ القريبين منه يحاولون تهدئته، ويبدو انّهم نجحوا في اقناعه بعدم الدخول في حرب في المنطقة، خصوصاً أنّه كان وعد ايام حملته الانتخابية بسحب الجيوش الاميركية من العالم، وهو كان خفّض عديد هذه الجيوش في افغانستان والعراق، ما دلّ الى أنّه ينسحب ولن يدخل في حروب جديدة. ما يفعله ترامب، يقول هؤلاء، هو أنّه يحاول تحدّي ايران وتهديدها، وتلاقيه في هذا التحدّي اسرائيل، المدركة ضمناً انّها لا تستطيع الذهاب الى حرب ضدّ ايران بلا دعم الاميركي، علماً انّها ذاهبة الى انتخابات جديدة لا تفيدها فيها اي حروب، خصوصاً ضدّ الجمهورية الاسلامية الايرانية التي رغم اغتيال احد علمائها النوويين الكبار محسن فخري زادة، لا ترى مصلحة لها الآن في اي حرب، حيث انّها تنتظر تولّي الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن مقاليد الرئاسة الشهر المقبل، لأنّه يريد التفاوض معها، كونه كان مهندس الاتفاق النووي معها عام 2015، قبل ان يخرج ترامب منه قبل أكثر عامين. ويذهب بعض هؤلاء الديبلوماسيين الى القول، انّ احتمالات نشوب حرب في المنطقة هي بنسبة 5%. ولكن الاعتقاد الراجح في المقابل، هو ان لا مصلحة لترامب ولا لاسرائيل، التي تستعد لانتخابات جديدة، في شن حرب قد تدفع فيها أثماناً كبيرة. علماً انّ ايران التي انتظرت طويلاً فوز بايدن، لن تذهب الى هذه الحرب التي خطرت ببال ترامب في لحظة ما. وماذا عن مستقبل الوضع اللبناني في ضوء قرار المجلس النيابي بالتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان وكل الوزارات والادارات العامة والمصالح المستقلة والبلديات؟

يجيب المطلعون على الموقف الغربي عموماً من الاوضاع في لبنان، أنّ هذا التدقيق لن يحصل، لأنّه اذا كان سيشمل حسابات مصرف لبنان ومختلف الوزارات والادارات العامة، فإنّ نتيجته سيأتي بألفي متهم على الاقل من الطبقة السياسية الى المحاسبة. وانّ الاميركيين والفرنسيين يدركون انّ مثل هذا الامر اذا حصل سيؤدي الى تغيير جذري في الدولة والسلطة. لذلك يقفون الآن حائرين متسائلين عمّا يمكنهم ان يفعلوه في هذا الصدد. فعلى رغم من تسريباتهم معلومات في الاعلام الغربي وحتى العربي عن فساد هذا وذاك من المنظومة السياسية في لبنان، لم يتخذوا حتى الآن اي قرار عملي في ظلّ الاعتقاد العام السائد انّ لديهم ملفات فساد لهذه المنظومة لا تُعدّ ولا تُحصى. إلا انّ ما يقومون به، انّهم من حيث المبدأ يدفعون في اتجاه ان يتمّ تأليف حكومة جديدة مضمونة وموثوقة، يمكن ائتمانها على المساعدات الدولية حتى لا يقع لبنان في المحظور.

وفيما يبدو الداخل اللبناني منقسماً حول طبيعة الحكومة الجديدة، فإنّ رئيس الجمهورية ميشال عون بدأ يلمّح الى امكان تعويم حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة، عبر توسيع النطاق الضيّق لتصريف الاعمال الذي تمارسه، وذلك في حال ظلّ تأليف الحكومة الجديدة متعذراً.

وفي المقابل، ينفي مطلعون على الموقف الاميركي ان تكون واشنطن هدّدت الرئيس المكلّف سعد الحريري بفرض عقوبات عليه في حال عيّن وزراء لـ»حزب الله» او من يسمّيهم في الحكومة، مدرجين هذا الامر في سياق التنافس على تقاسم توزيعة التشكيلة الوزارية الجديدة.

الاميركيون يساندون الفرنسيين الى حدّ كبير في مبادرتهم لحلّ الازمة اللبنانية، حسب الديبلوماسيين المواكبين لمواقف الطرفين. لكن اهتمام واشنطن الاساسي يتركّز على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل من جهة، وضمان عدم انهيار لبنان كلياً من جهة ثانية، لأنّ لا مصلحة اميركية استراتيجية في ذلك. أما الفرنسيون فهم ايضاً يحرصون ويعملون على منع انهيار لبنان، ولكنهم في الاساس مهتمون بضمان موطئ قدمهم في لبنان، لأنّه لم يعد لديهم غيره في ساحة الشرق الاوسط. ويسود خلاف فرنسي ـ اميركي حول مقدار حصّة «حزب الله» وحلفائه في الحكومة العتيدة، ولكن هناك حواراً مستمراً بين الجانبين في هذا الصدد، لأنّ هذا الخلاف ليس كبيراً. ففيما الفرنسيون يتفهمون طبيعة الوضع اللبناني وخصوصيته وواقع «حزب الله» فيه كفريق سياسي وازن، فإنّ الاميركيين في الوقت نفسه يدركون انّه لا يمكن الغاء الحزب في اي معادلة سياسية او حكومية لبنانية، خصوصاً انّه يحظى بتأييد الغالبية الشيعية في لبنان، وبالتالي لا يمكنهم الذهاب بعيداً في الموقف الداعي الى عدم مشاركته في الحكومة، وسيقبلون في النهاية بـ»حل وسط»، لادراكهم أنّ أي حكومة ستخضع لتأثير القوى السياسية عليها بنسب متفاوتة من هنا ومن هناك، ولكنهم يريدون لهذه الحكومة «ان تضمن عدم التفريط بأي مساعدات دولية جديدة للبنان» حسب المطلعين انفسهم. ويكشف سياسيون، انّ بعض العواصم الغربية بعثت برسائل مباشرة وغير مباشرة الى «حزب الله» وحلفائه وأفرقاء آخرين، تفيد انّ الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها سيلومونهم ويحمّلونهم المسؤولية عن التأخير في تأليف الحكومة الجديدة، لأنّهم يدعمون موقف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي تعتبره واشنطن «المعرقل الأول والأخير» لولادة الحكومة»، والمتسبب بتعثر مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، وذلك كردة فعل منه على العقوبات الاميركية التي فُرضت عليه. ويقول هؤلاء السياسيون، انّ حلفاء باسيل يتفهمون موقفه من جهة، ولكنهم في الوقت نفسه يرغبون في أن تحصل حلحلة في موضوع التأليف، بما يؤدي الى ولادة الحكومة في وقت ليس ببعيد. ولكن كل المؤشرات تدل الى الآن انّ هذا الملف كان ولا يزال يتقلّب من عقدة الى أخرى ومن فشل الى آخر، وذلك الى أجل غير معلوم…

 

رسائل تهديد أميركيّة إلى عون والحريري

 نقولا ناصيف/الأخبار/السبت 5 كانون الأول 2020

ثمّة رئيسان عاطلان عن العمل: رئيس حكومة تصريف أعمال هو حسان دياب متفرّجاً على الانهيار، ورئيس مكلّف يخاف أن يؤلف حكومته هو سعد الحريري. الأول لا يدعو حكومته إلى الاجتماع لأن النصّ أقوى من الكارثة، والثاني يعتقد أنه غير المستغنَى عنه

ليس جديداً منذ اتفاق الطائف أن يكون الرئيس المكلف هو غير رئيس حكومة تصريف الأعمال. الحالات الأوفر في هذا الطراز من تعاقب السلطة بينهما، توالي ثمانية رؤساء حكومة منذ عام 1990 تعايش فيها الرئيس المستقيل مع الرئيس المكلف. بينهم مَن خبر التجربة ثلاث مرات كسعد الحريري، ومرتين كسليم الحص وعمر كرامي ورفيق الحريري ونجيب ميقاتي، ومرة واحدة كرشيد الصلح وتمام سلام وحسان دياب. ثلاثة رؤساء حكومة جمعوا بين أن يكونوا رؤساء حكومة مستقيلين ورؤساء مكلّفين كالحريري الأب ثلاث مرات، وفؤاد السنيورة والحريري الابن مرة واحدة. على مرّ التجارب تلك باستثناء ما يحدث الآن، لزمت الحكومات المستقيلة النطاق الضيق لتصريف الأعمال، إلا أن الرؤساء المكلفين كانوا يتحركون في أكثر من اتجاه لتأليف الحكومة الجديدة. تفاوتت جهودهم ما بين ثلاثة أيام لتأليفها كما في حكومات الحص (1998) والحريري الأب (2003) وميقاتي (2005) و320 يوماً كما في حكومة سلام (2014). في ظل هذه المواعيد كانت الاشتباكات السياسية في ذروتها منذ عام 2005 ما بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وبينه والكتل النيابية قبل الوصول إلى التنازلات المتبادلة التي تفضي إلى إبصار الحكومة النور. لم يحدث ذلك إبان الحقبة السورية بعدما اعتادت خلالها دمشق على تحديد حصص الأفرقاء واقتطاع الحصة الكبرى لها. ما يجري اليوم صمت غامض يحوط بمغزى تكليف الحريري واستعداده لتأليف حكومته، غير مسبوق في كل حال. كأن البلاد ليست في ظل حكومة مستقيلة ورئيس مكلف، وهي على شفير الانهيار: لا الأولى تجتمع، ولا الثاني يستعجل التأليف. ما خلا جلسات المجلس الأعلى للدفاع، لا يلتقي الرئيس ميشال عون بدياب، ولا بالحريري المفترض أنه ورئيس الجمهورية شريكان في تأليف الحكومة ما داما هما الاثنين يوقّعانها وكلاهما ملزم بتوقيع الآخر. إبان زيارة الموفد الفرنسي الخاص باتريك دوريل إلى بيروت أواخر الشهر المنصرم، أثار اهتمامه تبعاً لما سمعه منه الذين التقوه، أنه لا يعثر على تفسير لعدم حصول اجتماعات بين عون والحريري لاستعجال تأليف الحكومة. رغب أمام هؤلاء في أن يفعلا قبل الوصول إلى مؤتمر المساعدات الإنسانية للبنان في 2 كانون الأول. بيد أن أحداً لم يصغِ إليه. القطيعة كاملة تقريباً بين عون ودياب، وكثيرون ممن عملوا على خطهما يشيرون إلى تنافر شخصي فلم ينشأ بينهما ود طوال الأشهر الـ11 المنصرمة في عمر حكومتهما. وحده مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع يجمعهما.

كذلك حال عون والحريري لأسباب مختلفة، أقرب ما تكون إلى عض أصابع منها إلى خلافات على تأليف حكومة. لا يحمل الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا إلا الأفكار التي يعرف سلفاً أن رئيس الجمهورية سيرفضها. بدوره الرئيس صار أكثر تشدّداً في السنة ما قبل الأخيرة من الولاية وهو يجد العهد محاطاً بأوسع مروحة من الخصومات انضم إليها الحريري أخيراً. بل يبدو أضعف بكثير من يوم انتخابه الذي لم يحظَ كمعظم أسلافه الرؤساء بأفضل تأييد لانتخابه. عندما يُسجَّل انتخابه في الدورة الرابعة من الاقتراع - وهذا لم يحصل لرئيس قبلاً - في جلسة عمد فيها بعض النواب إلى التهريج للإساءة إلى الرجل، فيما عارضه آخرون وصوّتوا ضده بمفاتيح غير مألوفة وبعضها غير لائق، خرج من هذه السابقة قوياً في مطلع الولاية.

ما بات عليه العهد الآن، إشعار الرئيس بأنه ضعيف تحت وطأة الضغوط الخارجية عليه، وخصوصاً بعد العقوبات الأميركية على النائب جبران باسيل، وتسارع انهيار الدولة من حوله، فيما يبدو مدعواً إلى التعاون مع رئيس مكلف بدوره خائف من نفسه ومن المحيطين به أقربين وأبعدين. وفقاً لما ترويه شخصية لبنانية مقدّرة كشف لها مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دافيد هيل حينما زار بيروت واجتمع بعون، أنه نقل إليه رسالة أميركية حادة وخطيرة في مناسبة خوضهما في سبل معالجة انهيار الاقتصاد والعملة الوطنية. بلهجة تهديد واضحة غير لبقة أو مألوفة في التخاطب، قال هيل للرئيس وفق ما أخبر الشخصية تلك: رياض سلامة يبقى في منصبه ولا يُقال! وعقّب هيل: من سيُبعد سلامة سيلحق به.

ليست الرسائل الأميركية الموازية للحريري أقل وطأة: توزير حزب الله في الحكومة الجديدة تحت أي صورة سيؤدي إلى فرض عقوبات، تبدأ بالقريبين منه ولا تتوقف عنده. في أحسن الأحوال يصح في الحريري أنه مرعوب مقدار ما يبدو محتجباً لدوافع لم تعد في السرد السياسي المعروف والمتكرر يومياً، وهو أنه هو الذي يؤلف حكومته. مع ذلك، يدافع عن اعتكافه المبرَّر لديه لتأخير بت تأليف الحكومة إلى أمد غير معروف تبعاً لذرائع منها:

- لا زيارة إلى قصر بعبدا من غير أن يحمل معه مسودة حكومة، ومن غير أن يكون متأكداً من أن رئيس الجمهورية سيوافق عليها كما يريدها الرئيس المكلف فيوقعها له. لكن أيضاً من غير أن يكون واثقاً من أن في إمكانه وضع مسودة تستبعد حزب الله عنها.

- يتصرّف الحريري، المستعجل الوصول إلى السرايا، على أنه متمهل في التأليف إلى أن يصل إلى الحكومة التي يريدها بمواصفاته هو، دونما الأخذ باعتراضات رئيس الجمهورية. حكومته وحده لكن بتوقيع عون. يتجاهل في الظاهر الكتل النيابية، ويعرف في الوقت نفسه أن لا حكومة ما لم يُسترضَ الثنائي الشيعي وفق شروطه في الحصص والحقائب. ليس في وسع الحريري التخلي عن وليد جنبلاط المقبل على التذمر، ولا التصوّر السهل وهو على خلاف مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب أنه قادر على أن يسمي هو الوزراء المسيحيين وإن اختصاصيين أو مستقلين.

الحريري لن يزور قصر بعبدا بلا مسودة حكومة

- لا يعكس إصرار الحريري على الاحتفاظ بالتكليف أياً تكن الضغوط التي يواجهها أو تعثره في تأليفها، سوى يقينه بأن العهد فشل لأنه تعاون مع سواه الذي هو دياب. فشل كهذا مستمر في ظل رئيس الحكومة المستقيلة من غير أن يتحمّل الحريري - كما يبين لنفسه - مسؤولية الانهيار الذي وصلت إليه البلاد. وصول ولاية عون إلى سنتها الخامسة التي تمثّل في الغالب أول جرس لانطلاق معركة رئاسة الجمهورية، يضع بين أيدي الحريري ما يعدّه أوراقاً رابحة وقوية كرئيس مكلف لا يعتذر، وكزعيم سنّي تحتاج إليه معادلة الاستقرار الداخلي، وكأفضل محاور لبناني مقبول للغرب.

على نحو مماثل يحلو لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أن يصوّر نفسه للمرحلة المقبلة بالمواصفات نفسها، بفارق بسيط أنه الماروني الأفضل.

 

التحقيق مع قيادة الجيش السابقة: "فرصة ذهبية" لفرض التدقيق على بنك التمويل

مريم مجدولين لحام/نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

جرت العادة في لبنان، عند الحاجة إلى اتخاذ خيار إنقاذي، أن يُنقل من يقود الجيش إلى رئاسة الجمهورية. فمن أفضل ممن يرأس العسكر منقذاً للوطن ووحدة أبنائه وأراضيه؟ أما اليوم وفي خضم الصراع الوجودي للبلد ككل، في ظل الإنهيارات المتتالية على الصعيد الإقتصادي والواقع الإجتماعي، رُفع الغطاء عن قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي ومجموعة من كبار الضباط من معاونيه في قيادة الجيش والمخابرات وتم استدعاء من كانوا "رموزاً للجمهورية" إلى القضاء لتبرير ثرائهم المبالغ به!

يقال أن قهوجي، الذي مُدِّدت ولايته قاد الجيش بين 2008 و2017، والضباط السبعة المتهمون، قد "عرفوا كيف يُديرون تناقضات البلد"، إذ اعتبروا من مناصبهم السابقة حليفاً أساسياً للولايات المتحدة الأميركيّة، التي تحصر دعمها للبنان بالمؤسسة العسكرية والأمن ومصرف لبنان، وبالوقت نفسه حافظوا على علاقة متينة بـ"حزب الله". ومن هنا تطرح الأسئلة... هل اكتشف ضلوعهم في عمليات إثراء غير مشروع فجأة، أم أن فتح الملف في هذا التوقيت هو لغاية "ضغط سياسي" لإرضاء "ماكرون"، أو لدواعٍ مسرحية بعنوان "انظروا الينا يا مجتمع دولي ونحن نحارب الفساد"؟

بعد أربعة أيام، تحديداً في التاسع من كانون الأول، سيمثل المتهمون بالإثراء غير المشروع، أمام قاضي التحقيق في بيروت للاستماع إلى إفاداتهم بعد أن ادّعى عليهم النائب العام الاستئنافي في بيروت، القاضي زياد أبو حيدر، وأحال الملف إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت بالإنابة شربل أبو سمرا كي يستجوبهم حول ما يبدو أنه "تبديد أموال وإهدار المال العام، لمنافع شخصية ومادية واستغلال نفوذ وسلطة"، وليسألهم من أين لهم كل هذه العقارات، والشركات، والأموال الطائلة. فقد تبين أن لقهوجي "38 عقاراً"، منها عقاران باسمه وباسم زوجته وأولاده "36 عقاراً"، أما لمدير مكتبه العميد محمد جعفر إبراهيم الحسيني "70 عقاراً"، باسمه "21 عقاراً" وباسم زوجته وأولاده "49 عقاراً"، ولمدير المخابرات الأسبق العميد كميل نصار ضاهر "عقارين" الأول باسمه والثاني باسم زوجته، ولمدير المخابرات الأسبق العميد إدمون أنطونيوس فاضل "24 عقاراً"، باسمه "9 عقارات" وباسم زوجته وأولاده "15 عقاراً"، ولمدير عام الإدارة اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي "123 عقاراً"، باسمه "117 عقاراً" وباسم زوجته وأولاده "6 عقارات"، ولمدير فرع مخابرات بيروت العميد جورج خليل خميس "15 عقاراً"، باسمه "11 عقاراً" وباسم أولاده "4 عقارات"، ولمدير فرع مخابرات الشمال العميد عامر عبد الهادي الحسن "47 عقاراً" باسمه "41 عقاراً" وباسم زوجته وأولاده "6 عقارات"، وللرائد في الأمن العام أحمد محمد الجمل المعروف بسمسار المدرسة الحربية، وهو المتهم بملف "التعيينات مقابل دفع الأموال وتقاضي رشى لتأمين وضمان دخول تلامذة ضباط إلى المدرسة الحربية"، لديه "6 عقارات" كلها باسمه ناهيك عن حركة حسابه عن عام واحد وقد بلغت 18 مليون دولار أميركي.

إعفاء بنك التمويل

كأحجار "الدومينو" ما أن يُطرح اسم حتى تقع وراءه سلسلة من الأسماء، الواحد تلو الآخر. وبعد ظهور أسماء المتهمين هذه المرة، أفاد مصدر قضائي "نداء الوطن" أنه قد سقط مع أحجار المتهمين "بنك التمويل" المملوك جزئياً وبشكل غير مباشر من مصرف لبنان عبر شركة "انترا"، الذي أعفى "حركة المحرومين" من التصريح عن إيداعات حتى سقف 9 ملايين دولار، ومنح المتهم الأول في ملف الإثراء غير المشروع، العماد جان قهوجي، حق إيداع مليون و200 ألف دولار في كل حساب من الحسابات المشتركة بينه وبين أفراد عائلته، وهو ما يفتح الباب أمام ملفات التجاوزات التي تحصل في هذا المصرف "المرعي سياسياً" والمحسوب من حصّة رئيس مجلس النواب نبيه بري، ويشير أيضاً إلى تقاعس لجنة الرقابة على المصارف عن تأدية دورها في منع هكذا قرارات لاقانونية اتخذت تحت إشراف مجلس إدارة المصرف، للتغطية على حركة أموال مشبوهة للتنصل من المراقبة والمحاسبة.

في السياق يقول المحامي وديع عقل، الذي فضح أهم المستندات في هذا الملف، لـ"نداء الوطن" أنه في هذا التحقيق مع قيادة الجيش السابقة فرصة ذهبية وجدية في بدء التدقيق الجنائي بالطريقة المعكوسة "من تحت لفوق"، أي من المستفيدين والمتورطين "من تحت" حتى الوصول إلى الرؤوس الكبيرة التي منحت لهم الغطاء "فوق". وهناك ملف كامل وجاهز عند القاضي فادي عقيقي يظهر فيه كل الأملاك والشركات والسيارات وشبهات إثراء غير مشروع وتبييض أموال، إذا ما كانت الأموال المودعة في بنك التمويل "كاش". وأكمل شارحاً: "بما أن هناك عقبات للوصول إلى الرؤوس الكبيرة، علينا البدء بإقتلاع شجرة الفساد من صلبها. علماً أنه كان يجب على مدعي عام التمييز إحالة الملف كاملاً للنيابة العامة الاستئنافية وفقاً لمكان الإقامة، وإلزام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بوصفه رئيس هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان، تسليم حركات الأموال (فهو حتى اليوم يمتنع عن تسليم الحسابات رغم وجود قرار قضائي بذلك)، ثم التحقيق مع الضباط وتوقيف المرتكبين، وذلك منعاً لتضييع وقت أمام قاضي التحقيق بدفوع شكلية، فالتذرع بهذه الدفوع الشكلية لا يُبطل التحقيقات الأولية لكونها تأسست عند القاضي عقيقي على مستندات رسمية ثابتة، ولكن، طريقة الإحالة بعد ذلك والإدعاء عرضت "قضية مكافحة الفساد" الى تأخير للعدالة. أما وحصل ما حصل نناشد اليوم استكمال التحقيق بشكل جدي وفرض تسليم الحسابات المشبوهة للتدقيق بتفاصيلها".

 

العمل على ترشيد فاتورة الدعم غذائياً وصحياً

كلير شكر/نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

غريب أمر تلك الطبقة السياسية التي ارتكبت على مدى عقود من الزمن، شتّى أنواع الموبقات التي يتخيلها العقل، بحق شعب بأكمله، إلى حدّ افلاسه وتجويعه وابتزازه بحبة الدواء... وها هي تحمّل حكومة حسان دياب التي ضُربت من بيت أبيها، مسؤولية انهيار شامل سيطيح بكل شيء.

حاول حساب دياب أن يتجاوز حقل الألغام الذي اختار بنفسه السير فيه من دون أن يحصّن ذاته وحكومته بضمانات مسبقة، تحول دون مواجهته "عناقيد غضب" ذوي القربى السياسية، لكنه اصطدم بمنظومة مصالح وقوى سرعان ما أطاحت بحكومته واحالتها إلى نادي التقاعد المبكر. فيما المطلوب منها اليوم أن تواجه اعصاراً استثنائياً، وهي معراة من كل شيء. الأرجح أنّ بعض القوى السياسية التي تحمّست في بعض المراحل لهذه الحكومة علّها تتمكن من إنجاز شيء بعد اختراق المحظورات والصناديق السوداء والخطوط الحمراء، تبدي في هذه اللحظات بالذات، ندمها على تطيير "حكومة الاختصاصيين"، بعدما خرج سعد الحريري من مربع التأليف، ولم يعد. إكتفى بوضع التكليف في جيبه، وسط صمت مطبق، لم يسبقه إليه أحد من المُكلفين.

أكثر من يجتاحهم الندم، هو "حزب الله" الذي يتفرّج على حلفائه يتخبطون مع رئيس الحكومة المكلف في مشاوراتهم، من دون أي نتيجة. رئيس الجمهورية ميشال عون يستخدم كامل صلاحياته لحماية الحصة المسيحية، وتحديداً العونية، من سياسة القضم التي يمارسها الحريري، فيما رئيس مجلس النواب يضغط باتجاه اخراج الحكومة من نفقها. كان الاعتقاد سائداً أنّ ظنون الرئيس بري ستكون في محلها، وهو الذي كان شبه حاسم بأنّ تشكيلة الحريري ستولد خلال أيام فقط. وها هي الأيام تصبح أسابيع، وقد تمتد لأشهر.

في الواقع، تغرق المشاورات الحكومية في مستنقع المراوحة ما يدفع بعض مسؤولي قوى الثامن من آذار إلى اللجوء إلى "الخطة ب"، وهي إعادة تفعيل حكومة حسان دياب. الاخير لا يريدها وغير متحمس لها. ومع ذلك يؤخذ عليه أسلوبه الأكاديمي في المعالجات بينما المطلوب منه الضرب بيد من حديد على الطاولة. فقد جعلت منه الظروف حاجة ماسة للجميع، بمن فيهم خصومه، وتحديداً الحريري المعتكف والجالس في بيت الوسط ينتظر شيئاً ما، هو بذاته لا يعرف ماهيته. ولذا يمكن لرئيس حكومة تصريف الأعمال الاستفادة من هذا الهامش بكونه الواجهة التي يحتاجها الجميع للاختباء مما قد يحمله الانهيار الشامل، لاختراق حصون المحميات السياسية. في المقابل، تتعاطى القوى السياسية بكثير من انعدام المسؤولية تجاه التطورات المرتقبة اذا ما استفحلت الأزمة الاقتصادية - المالية وانفلتت الأمور من عقالها، ومعها سعر صرف الدولار بشكل يفجّر البركان الاجتماعي ليطيح بما تبقى من استقرار هشّ، لتمعن في سياسة تقاذف الاتهامات والمسؤوليات، وكأن البلاد في أحسن أحوالها. طبعاً، أول تجليات هذا الانهيار سيحصل في ما لو قرر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقف الدعم، خصوصاً وأنّ النقاش حول اللجوء الى الاحتياطي الإلزامي لم يحسم بعد. حتى الآن، يصر رئيس الحكومة على الاكتفاء فقط بترشيد الدعم كي لا تدفع الطبقات الفقيرة ثمن "إفلاس" مصرف لبنان والارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار، والذي يعرف الجميع أنّ الصراع السياسي هو واحد من أسباب التلاعب بسعر الصرف. المسألة لم تحسم بعد، ويفترض أن تتبلور خلال الأسبوع المقبل، سواء من جهة مصرف لبنان أو من جهة الحكومة التي تسعى لترشيد الدعم.

وفق المطلعين على موقف رئيس الحكومة، فإنّ الوزراء المعنيين، ينكبون على وضع خطة لمواجهة المرحلة المقبلة من خلال ترشيد الدعم، سواء في ما خصّ السلة الغذائية أو الدواء من خلال وضع لائحة بالأدوية الواجب دعمها وتلك التي يمكن الاستغناء عن دعمها، في محاولة لتقليص حجم فاتورة الدعم قدر الامكان... فيما ينتظر أن يشهد الأسبوع المقبل بلورة رسمية للمفاوضات مع الجانب العراقي في ما خصّ الفيول العراقي حيث يعتقد المطلعون على موقف رئيس الحكومة، أن نجاح هذه المحاولة من شأنه أن يريح مصرف لبنان من أعباء الفاتورة النفطية بشكل كبير.

 

المنظومة و"سنّ اليأس"

سناء الجاك/نداء الوطن/5 كانون الأول 2020

حادة هي عوارض "سنّ اليأس" التي تنتاب المنظومة الحاكمة عندنا. وواضح الإنحسار الهرموني لقدرتها على الإحتفاظ بخصوبة فكرية خلّاقة تساهم في تعويمها. وهزيل إستعراض عضلاتها المنفوخة بالهواء والهراء على أرض الواقع، وبالرغم من إمساكها بمقتدرات البلاد، إلا أنّ خسارتها بالنقاط متسارعة. يتبلور عجزها أكثر فأكثر عن تغييرٍ، وإن قيد أنملة، في أي مجالٍ من المجالات التي لطالما شكّلت ملعبها. حادّة هي هذه العوارض التي يحاول "الطقم السياسي" في المنظومة التحايل عليها بإبتذال. مجلس دفاعه الأعلى يُتحفنا بقرارات "غير مسبوقة" تحثُّ وزير الأشغال العامة في حكومة "البوتوكس الأزلي" على استكمال تنظيف المجاري والأقنية، وتطلب إلى وزير الداخلية التعميم على البلديات ضرورة إجراء التنظيفات والصيانات اللازمة. لكن عن أيّ تنظيفات وصيانات يتحدّثون؟ فهم من "برّه هالله هالله ومن جوّه يعلم الله". وتقنية "التلميع والتشميع" لا تنقذهم من عقم مزايدتهم على المتضرّرين من مجرّد وجودهم في مناصبهم التي فقدت سبب الوجود. وهم تجاوزوا "سنّ اليأس" السياسي بمراحل، بعدما صارت إجتماعاتهم البرلمانية أشبه بصراع ديوك لا مكسب منه، وبعدما فقدوا كلّ الدجاجات التي كانت تمدّهم بالزهو ليعلنوا طلوع صباح هذا البلد المنكوب بهم.

بعضهم صار دجاجاً غير مدعوم. لا شغل له الا الـ"البق بق بقيق".. وبعضهم الآخر لا يزال يلعب على وتر الإستعطاف، ويدّعي أنه على لائحة الإغتيالات، لذا ينزوي. وكلّهم تدنّت نسبة "التيستوسترون السياسي" لديهم، ما كثَّف منسوب قلقهم وعكّر مزاجهم. فتمدّد ظلام مصيرهم، ولم يعد ينفعهم إطباقهم على أنفاسنا وأرواحنا، ينهبونها بضمير مرتاح. كأنّهم يلمسون، وللمرة الأولى أنهم يراوحون مكانهم ويدورون حول أنفسهم كالعميان. ينتظرون نصر الله والفتح. وصبرهم ليس إستراتيجياً كحال رأس مِحورهم. لذا، نشهد هذه الأيام تفاقم نوبات الغضب والتوتّر لديهم، لتسود الحدّة الهستيرية أحياناً، والركاكة في مضامين ما يكرّرون ويستنسخون في تصريحاتهم. انعدمت هوياتهم، كذلك إنعدمت خصوصية إنتماءاتهم. لم يعد لديهم إلا إختراع مناسبات لبحث قضايا هم أسبابها وأبطالها. يتراشقون بها ويلاحقون الكاميرات ليفرضوا وجودهم عبر حملات مسعورة مدجّجة بإتهامات وتوصيفات وإنتقادات، ليس وِفق مشروع سياسي واضح، وليس لإلغاء الآخر وإعدام وجوده على الساحة السياسية. ولكن لأنّهم خاسرون. لا يملكون إلا وسائلهم المبتذلة للتنفيس عن سخطهم، وهم يكتشفون يوماً بعد يوم أنّهم أصبحوا لزوم ما لا يلزم. لعلّهم شعروا بـ"سنّ اليأس" نتيجة إنشغال رأس المِحور عنهم بامتصاص الضربات المتعاقبة عليه. فهو يهملهم هذه الأيام، ويتركهم من دون بوصلة تسدّد خطاهم وتوجّههم لتنفيذ أجندته. ذلك أنّ الأولوية في المرحلة الراهنة هي لإلتقاط أنفاسه، حتى يعاود اللعب بدماء من يتحكّم بهم، بغية تحسين أوراقه في أي مفاوضات مرتبطة بظروف المنطقة. أو أنّ إنفضاض المريدين عنهم أرهبهم ونبّههم الى أنّهم يعانون من "جهلة الأربعين" أو "جهلة الستين". الله أعلم!!

لا يهمّ. المهمّ أنّ ما يحصل يثبت وصولهم إلى أرذل العمر السياسي. وليست انتخابات الجامعات بنتائجها المدمّرة لحيثياتهم الّا الدليل على أنّ لا مستقبل لديهم بين الناس، ولا أمل في سعيهم للعودة الى صبا شعبيتهم بين صفوف المشمئزّين منهم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والتفاهات السياسية من ردود وغيرها

مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: ما بثته محطة "الجديد" عن مواقف رئيس الجمهورية حول تشكيل الحكومة اخبار كاذبة لا تمت الى الحقيقة بصلة

وطنية - السبت 05 كانون الأول 2020

اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية مساء اليوم "ان الاخبار التي بثتها محطة "الجديد" التلفزيونية حول مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تشكيل الحكومة الجديدة، هي اخبار كاذبة لا تمت الى الحقيقة بصلة". وأضاف: "اللافت ان هذه المحطة تتعمد بشكل شبه يومي بث مثل هذه الاخبار الكاذبة على رغم التوضيحات التي تصدر عن مكتب الاعلام، ما يدل على إصرار من المحطة على اختلاق اخبار وروايات ونسبها الى رئيس الجمهورية خلافا للواقع والحقيقة". ولفت "الى ضرورة التنبه الى مثل هذه الاخبار وعدم الاخذ بها والعودة الى مكتب الإعلام في كل ما يتعلق بمواقف رئيس الجمهورية".

 

الوطني الحر للحريري: من غير المقبول ربط التشكيل بتبدل الظروف والضغوط

وطنية - السبت 05 كانون الأول 2020

عقد المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر"، اجتماعه الدوري إلكترونيا، وناقش التطورات وأصدر بيانا اعتبر فيه أن "المماطلة في تشكيل الحكومة، يتحمل المسؤول عنها الرئيس المكلف، مسؤولية أخلاقية ووطنية، فمن غير المقبول ربط التشكيل بتبدل الظروف والضغوط. وإذا كان ما يزيد من التأخير هو الوقوع في فخ الوعود المتناقضة، فإن التزام وحدة المعايير والمبادىء، كما يطالب التيار، هو حبل نجاة للرئيس المكلف لأنه يحفظ التوازنات ويحترم الأصول ويحقق الهدف الوطني بقيام حكومة اختصاصيين تنفذ الإصلاحات المطلوبة ويتمتع وزراؤها بالكفاءة والفعالية والقدرة على الإنتاج". وشدد على "ضرورة التزام الدستور في عملية التشكيل، باحترام موقع رئاسة الجمهورية وصلاحياتها من دون أي انتقاص أو تجاوز".  وقال: "يوما بعد يوم، تنقشع الصورة وتتكشف للرأي العام هوية المتسببين بالانهيار المالي ورافضي التدقيق الجنائي، سواء في حسابات مصرف لبنان أو غيره من الوزارات والإدارات. إن المجلس السياسي، يعلن بوضوح أن التيار الوطني الحر لن يتراجع عن معركة التدقيق الجنائي حماية لحقوق الناس، ولن يوفر أي جهد لبلوغ هذا الهدف، ويطالب بتنفيذ عملي للقرار الأخير لمجلس النواب، والذي جاء ردا على رسالة رئيس الجمهورية، بدعوة الحكومة المستقيلة إلى الطلب الى شركة ألفاريز ومرسال تنفيذ العقد الموقع معها، ودعوة المصرف المركزي إلى تسليم الملفات والمستندات المطلوبة منه، تحت طائلة المسؤولية". أضاف: "يلمس المجلس تباطؤا قضائيا في تحقيقات انفجار المرفأ وسعيا للفلفة الموضوع، وحصر التحقيق بصغار الموظفين، وتحييد المسؤولين الفعليين. إن أي انتكاسة في هذا الملف ضربة لحقوق الناس ومعنوياتهم ولن يقبل بها، فاللبنانيون كما الخارج ينتظرون تحقيقا جريئا يسمي المسؤولين عن الانفجار، مهما بلغت مراتبهم ومواقعهم". وأكد أنه "مع كل دعم يؤمن صمود الناس في المرحلة الصعبة، على أن يكون موجها وليس معمما، يستهدف الناس وليس السلع والمنتجات". وناقش المجلس عددا من الملفات التنظيمية الداخلية المتصلة بتطوير آليات العمل والتنسيق والتواصل خارج "التيار".

 

الخارجية ترحب بالتقدم في مباحثات المصالحة الخليجية

وطنية - السبت 05 كانون الأول 2020

أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بيانا جاء فيه: "ترحب الوزارة بالتقدم الحاصل في المباحثات الهادفة الى التوصل لاتفاق نهائي للمصالحة الخليجية، وتعرب عن تثمينها لجهود معالي وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح الرامية الى رأب الصدع وتجاوز الخلافات بين الأشقاء، وتقديرها لتأكيد جميع الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وتتطلع الى بذل المزيد من الجهد العربي المشترك من أجل ضمان الامن والاستقرار والإزدهار لشعوبنا وبلداننا العربية".

 

البطريرك الراعي في سيامة مطران جديد لابرشية صور: الأيام الآتية ستكون أصعب مما هي اليوم بسبب الممارسة السياسية المدانة

وطنية - السبت 05 كانون الأول 2020

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السيامة الاسقفية للخوراسقف شربل عبدالله راعيا لابرشية صور المارونية على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، عاونه فيها المطارنة حنا علوان، شكرالله نبيل الحاج، مارون العمار، وبيتر كرم، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور جوزيف سبيتاري، أساقفة الطائفة ولفيف من المطارنة والكهنة والراهبات من مختلف الطوائف، في حضور النائب روجيه عازار ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب ابراهيم عازار ممثلا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير البيئة وشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال دميانوس قطار وعدد من النواب الحاليين والسابقين وحشد من الفاعليات السياسية، العسكرية، النقابية والدينية وأبناء أبرشية صور وعائلة المطران الجديد.

وألقى الراعي عظة بعنوان : "أتحبني؟ إرع خرافي.... واتبعني"، قال فيها: "1.ثلاث كلمات يوجهها إليك، أيها الأسقف المنتخب شربل، كما وجهها إلى سمعان بن يونا، ويوجهها إلى كل أسقف، لتشكل كيانه ودعوته ورسالته.

دعوتك ورسالتك الأسقفية تنبعان من حبك الشديد للمسيح؛ وتقومان على تجسيدك محبة المسيح في رعاية النفوس، الخراف التي اقتناها بدمه؛ وتبلغان ذروتهما بإتباعك المسيح في تجرده وصبره وآلامه وموته.

2.يسعدني والسادة الأساقفة أعضاء سينودس كنيستنا البطريركية المقدس، أن نرقيك، أيها الأخ الجليل الأسقف المنتخب شربل إلى الدرجة الأسقفية ونجلسك على كرسي أبرشية صور العزيزة. فهنيئا لك على دعوة الله لك المجانية إلى ملء الكهنوت. ونهنئ سلفك سيادة أخينا المطران شكرالله نبيل الحاج الذي يسلمك الوديعة الثمينة، وكهنة الأبرشية ورهبانها وراهباتها وجميع مؤمنيها. كما نهنئ شقيقك وشقيقاتك وعائلاتهم وسائر أنسبائك وأهالي بلدة الحجة العزيزة حيث أبصرت النور. ونستحضر روح والديك من سمائهما، وهما يفرحان بك ويتشفعان من أجلك. أنت لا تنسى الوالدين وبخاصة مسبحتيهما اللتين كانتا لا تفارق يدهما تضرعا من أجلك.

وأود أن أوجه تحية خاصة إلى عائلات الحجة المؤمنة التي تشكل في الحقيقة كنائس منزلية فأعطتنا 3 أساقفة. أنت وأخوانا المطران شكرالله نبيل الحاج، والمطران مارون العمار، رئيس أساقفة صيدا، وكهنة ورهبانا وإكليريكيين.

3. اليوم تعلن من جديد حبك الشديد ليسوع، راعي الرعاة العظيم (1 بط 5: 4). فهو يوجه إلى قلبك، في هذه الرتبة المقدسة، سؤاله كما لبطرس: يا شربل بن يوسف، أتحبني أكثر من هؤلاء؟ وأنت تجيب بإخلاص، كما فعل بطرس: يا رب، أنت تعلم كل شيء، وأنت تعرف أني أحبك (يو 21: 17). جواب ضميري خطير! لكنك قلته طيلة حياتك الكهنوتية السابقة، كما يظهر من سيرتك الذاتية الملأى بالنشاطات الروحية والراعوية والإدارية والتعليمية في الأبرشية وخارجها، بكل طواعية وجهوزية.

4. ولأنك كنت أمينا في القليل، يأتمنك الرب يسوع على الكثير، إذ يقول لك كما لبطرس: إرع خرافي! يسلمك رعاية النفوس التي اقتناها بدمه، لكي تكون لها معلما أصيلا تعلن الإنجيل، وتنقل كلمة الله، وتعلم العقيدة المسيحية، من أجل إيقاظ الإيمان في القلوب وحمايته من الإنحراف، والعمل على تنميته ونضجه؛ وتكون كاهن الأسرار المقدسة، من أجل تقديس نفوس المؤمنين وتوجيههم إلى ينابيع النعمة؛ وتكون راعيا مشاركا في وظيفة المسيح الملوكية القائمة على خدمة الحقيقة والمحبة التي تخدم ولا تخدم، والتي تبذل الذات فداء عن الكثيرين (راجع مر 10: 45). وعلى هذا تكون إمتدادا منظورا للرب يسوع الذي هو مبدأ الوحدة في كنيسته في صور وأساسها.

من أجل القيام بخدمتك المثلثة، التعليم والتقديس والرعاية، بنجاح ووفق قلب الله، تحتاج إلى التعاون الوثيق مع الجسم الكهنوتي الذي أنت رأسه، ومع الرهبان والراهبات والمؤمنين ولا سيما مع المنظمات الرسولية، ومع المؤتمنين على إدارة الأوقاف. هؤلاء جميعًا هم معاونون لك، تقول لهم، وتتصرف تجاههم مثل القديس أغسطينوس يوم دخل مطرانا لأبرشية قرطاجة، قائلا لشعبه: أنا معكم مسيحي ومن أجلكم أسقف، الأول إسم النعمة، والثاني إسم الواجب.

5.بعد التأكد من حبك للمسيح، ومن تجسيد محبته للجميع في خدمتك الراعوية المثلثة، يقول لك الرب يسوع: "إتبعني!" (يو 21: 22). إتبعني أنا "الراعي الصالح"، فتتحنن على الجموع الضائعة كخراف لا راعي لها (متى 9: 35-36)، وتبحث عن الضائعين والمشتتين (متى 18: 12-14)، وتجمعهم وتدافع عنهم وتحميهم من الذئاب الخاطفة (يو 10: 12)، وتقودهم إلى ينابيع الكلمة والنعمة (مز 23).

يدعوك الرب يسوع لإتباعه في التضحية بذاتك وبراحتك وبوقتك، وفي جعل المحبة الراعوية أسلوبا للتفكير والعمل، ونمطا لعلاقاتك مع أبناء أبرشيتك وسواهم من الكائنين فيها، وللتميز بالتواضع والتجرد. واعلم، أيها الأخ الجليل، أن محبتك الراعوية تنبع من صلاتك ومن إحتفالك اليومي بسر الإفخارستيا. فمنه تنال النعمة والمسؤولية لتعطي حياتك كلها معنى قربانيا، ولتوحد نشاطاتك المتنوعة والكثيرة في حياة روحية منزهة، تهدف في كل لحظة وعمل إلى واحد هو: بذل الذات في سبيل الخراف (أعطيكم رعاة، 23).

6. والآن أيها الأخ الأسقف الجديد، ضع في خدمة أسقفيتك كل ما إكتنزت من علم وخبرة في العديد من المجالات. أنت مهيء تماما لتتولى مسؤوليات خدمتك. فلديك الشهادات الفلسفية واللاهوتية والليتورجية وفي الفن الكنسي الماروني، بالإضافة إلى اللغات الحية والقديمة ومارست التعليم الجامعي، فترسخت معارفك. وخدمت الرعايا، وأرشدت المنظمات الرسولية، ونشأت الإكليريكيين، وتوليت الإشراف على بناء الكنائس، وتمرست في إدارة الأبرشية، كأمين سر المطرانية أولًا ثم كنائب عام. وعشت أطيب العلاقات مع الكنائس الأخرى، وحوار الحياة مع الإخوة المسلمين في الجنوب.

7. مع كل هذه المؤهلات، إحمل محبة المسيح لشعبنا المحطم معنويا، والفقير اجتماعيا، والقلق اقتصاديا ومعيشيا، والمتزعزع الأمل سياسيا بمستقبل أفضل. لكن المسيح يبقى أساس الرجاء، والكنيسة صخرة الصمود لشعبنا ولشبابنا. أمام هذا الواقع الأليم والمتردي يوما بعد يوم بسبب فقدان الوعي والضمير لدى المسؤولين السياسيين، أنت مدعو لتضع إمكانات الأبرشية، إلى جانب البطريركية والأبرشيات الأخرى والرهبانيات والمنظمات الإنسانية والخيرية، في مسيرة تنسيق خدمة المحبة الإجتماعية المعروفة بالكرمة، بحيث تشمل كل الأراضي اللبنانية، وشعارها:أن لا تموت عائلة من الجوع، أو تشعر بأنها متروكة. إن الأيام الآتية ستكون أصعب مما هي اليوم بسبب الممارسة السياسية المدانة. غير أن رجاءنا بالله وعنايته يبقى أقوى. بارك الله خدمتك الأسقفية لمجده تعالى، وخير أبرشية صور العزيزة، الموكولة إلى محبتك الراعوية، وخلاص النفس، تسبيحا وشكرا للثالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

في ختام السيامة، كانت كلمة شكر للمطران الجديد ليتقبل بعدها والراعي التهاني من الحضور.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05 – 06 كانون الأول/2020

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

 

 

 

تقارير/الإرهابي الذي فجر مرفأ بيروت هو من قتل العقيد جوزيف سكاف قبل 3 سنوات والعقيد منير أو رجيلي قبل أيام

Beirut Blast: Mystery over murder of two customs colonels killed three years apart Colonel Mounir Abu Rjeily and Colonel Joseph Skaf

http://eliasbejjaninews.com/archives/93352/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b1%d9%87%d8%a7%d8%a8%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%81%d8%ac%d8%b1-%d9%85%d8%b1%d9%81%d8%a3-%d8%a8%d9%8a%d8%b1%d9%88%d8%aa-%d9%87%d9%88/

 

 

 

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 05/2020

Titles Of The LCCC English News Bulletin

#LCCC_News_Bulletin

Bible Quotations

English Lebanese & Lebanese Related News

English Miscellaneous Reports And News

English analysis & editorials from miscellaneous sources

http://eliasbejjaninews.com/archives/93306/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-05-2020/

 

 

LCCC English Newsbulletin For Lebanese & Global New For December 05/2020

#LCCC_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/93306/lccc-english-newsbulletin-for-lebanese-global-new-for-december-05-2020/

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 كانون الأول/2020

#نشرة_أخبار_المنسقية

عناوين أقسام نشرة المنسقية باللغة العربية

الزوادة الإيمانية

تعليقات الياس بجاني

الأخبار اللبنانية

المتفرقات اللبنانية

الأخبار الإقليمية والدولية

المقالات

المؤتمرات والندوات والبيانات

http://eliasbejjaninews.com/archives/93303/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-905/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 كانون الأول/2020

#نشرة_أخبار_المنسقية

http://eliasbejjaninews.com/archives/93303/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-905/

 

الياس بجاني/فيديو… قراءة في الخلفيات الإرهابية واللاقانونية للدعاوى  التي قدمها أمس حزب الله حزب الله بحق من يقول أنهم يتهموه بتفجير المرفا/ مع تقارير وردو لناشطين ومعنيين

حزب الله الموضوع على قوائم إرهاب 65 دولة يسقط ما في على معارضيه لإرهابهم وإسكاتهم

الياس بجاني/05 كانون الأول/2020

https://www.youtube.com/watch?v=tvs5AeGQW1Q&feature=youtu.be

 

الفاشيات الشيعية والاوليغارشيات المافيوية او عقدة الافاعي، لا حل خارجا عن التدويل ومصادرة الاموال

شارل الياس شرتوني/05 كانون الأول/2020

http://eliasbejjaninews.com/archives/93311/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7/

 

 

عصابة حزب الله تعتدي على قوات اليونيفل وتسرق معداتها في قرية كوثرية السيادالجنوبيةHezbollah mob seizes UN peacekeeper equipment in south Lebanon

http://eliasbejjaninews.com/archives/93317/%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%aa%d8%b9%d8%aa%d8%af%d9%8a-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%81%d9%84/