مقابلة من موقع الرواد/فيديو وبالنص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

475

مقابلة من موقع الرواد/فيديو وبالنص مع الناشط الإغترابي الياس بجاني

أجرت المقابلة عبر تقنية الزوم الإعلامية ماريا معلوف
12 كانون الأول/2020

*كيف تصف نفسك وما هي أنشطتك وما هي أهدافها؟
بكل بساطة أنا حالياً مواطن لبناني-كندي. غادرت لبنان بحثاً عن العمل بعمر ال 19 سنة. عملت في دولة الكويت لمدة 22 سنة ثم هاجرت إلى كندا في العام 1986…متخصص بالخدمات التمريضية النفسية والعقلية وحالياً متقاعد. أنا ناشط سياسي سيادي ولبناناوي ومنخرط في المجال الإعلامي منذ ما يزيد عن 30 سنة. اكتب وانشر على مواقعي الالكترونية بشكل يومي مقالات وتعليقات ونشرات إخبار عربية وانكليزية أحاول من خلالها الدفاع عن لبنان الإنسان الهوية والتاريخ والرسالة والسيد والحر والمستقل.

من يدخل موقعكم الالكتروني يشاهد لينك بعنوان مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للانكليزية. ما هي طبيعة علاقاتكم مع رئيس لبنان الحالي؟
العلاقة مع العماد ميشال عون ومع كل المحيطين به قد انتهت كلياً على كافة الصعد بعد توقيعه ورقة التفاهم مع حزب الله سنة 2007 وتحولت إلى هذه العلاقة إلى نقيض ما كانت علية طوال 15 سنة.
قبل ذلك كنت على علاقة شخصية وصداقة متينة وطنية وفكرية وسيادية متواصلة بدأت بعد أشهر قليلة بعد لجوئه إلى باريس. التقينا على أسس سيادية ووطنية ولبنانية صرف وتعاونا تحديداً في المجال الإعلامي. باختصار جمعتنا القضية اللبنانية بمفهومها السيادي واللبناناوي والمقاوماتي وافترقنا يوم غير مواقفه وأطروحاته وتحالفاته وانتقل من القاطع السيادي إلى قاطع المحور السوري الإيراني وتنازل على كل وعوده وعهوده وشعاراته وانقلب عليها كلها 100%.
علماً بأنني لم أكن في أي يوم ملتزماً أو تابعاً لأي حزب أو تجمع لبناني.. كنت ولا زلت ناشط لبناني كندي مستقل بالكامل. ونعم ترجمت وفرغت عدداً كبير جداً من المقالات والمقابلات والأطروحات واللقاءات التي كان يكتبها ويلقيها ويقوم بها العماد عون خلال فترة وجوده في فرنسا وكلها لا تزال منشورة على مواقعي الالكترونية الأرشيف الثلاثة. من المحزن جداً أن العماد عون وطمعاً بمواقع سلطوية ومنافع شخصية وربما لخور الرجاء وقلة الإيمان قد انقلب على ذاته وألغى دوره الوطني الحر وخيب أمال كل الذين رأوا فيه قيادياً صادقاً وملتزماً بثوابت وطنية.

بما أنكم متخصصون بمجال الخدمات الصحية النفسية والعقلية ما هي قراءتكم لشخصية العماد عون؟
من المعرف علمياً بأن غالبية السياسيين ومنهم ربما عون الذين يتحولون إلى حكام وقادة نافذين هؤلاء بغالبيتهم يدرجهم علم النفس تحت “الشخصية السيكوباثية والمسماة حالياً Border Line Personality. من صفات هذه الشخصية أن صاحبها نرسيسي ومعجب بذاته ومتوهم بقدرات وكفاءات لا يمل;ها، كما أنه مندفع ومتهور في تصرفاته ولا يحسب حساباً لعواقبها أو لتأثيراتها السلبية على الغير بمن فيهم على أقرب الناس إليه. إضافة إلى أنه لا يعرف الوسطية ولا الإستقرارية والثبات في علاقاته مع الغير ومواقفه تتقلب وبسرعة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وذلك على خلفية أطماعه ومصالحه. شخصية لا تعرف معنى العرفان بالجميل ومضطربة بكل ما يتعلق بمحبة الذات أو الآخرين.

ماذا عن الصلح والتطبيع مع إسرائيل وموقع لبنان منه
لا يمكن عمل أي شي في لبنان قبل إقفال ساحته بوجه تجار المقاومة والتحرير الدجالين وإعلانه دولة فاشلة ووضعه تحت البند السابع. ولا بد من التذكير بأن فرصة السلام بين لبنان وإسرائيل كانت قدمت دولياً للدولتين عام 1983 في عهد الرئيس أمين الجميل من خلال اتفاقية 17 آذار التي اقرها يومها مجلس النواب اللبناني بأكثرية كبيرة.
وكذلك لا اليوم من بد من حك ذاكرة البعض للدور اللاسيادي والمستنكر والاستسلامي الذي قام به الرئيس السابق أمين الجميل الذي لم يكن على مستوى المرحلة ورضخ للتهديدات السورية الأسدية وألغى الاتفاقية، فخسر لبنان فرصة سلام واستقرار ذهبية لا تعوض.
ففي تلك السنة (1983) لم يكن حزب الله الإرهابي والفارسي قد وجد بعد، ولم تكن الثورات والفوضى قد ضربت معظم الدول العربية.
فلو سار الرئيس الجميل في الاتفاق ولم يلغيه وواجه التهديدات السورية بشجاعة ورجاء وإيمان ورؤية سيادية واستقلالية لكان لبنان اليوم في أحسن حال، ولما كانت إيران تحتله، ولما كان لبنان قد أمسى دولة فاشلة ومارقة وحكامها دمى بيد المحتل الإيراني.

ترى، هل بإمكان لبنان اليوم الالتحاق بركب الدول العربية التي طبعت وتطبع مع إسرائيل؟
نعم بالتأكيد ولن هناك خطوات مهمة يجب أن تؤخذ وهي بحاجة إلى قيادات وطنية وسيادية وشجاعة وصاحبة رؤيا ومشروع. من الضرورة الملحة في هذا السياق إقفال ساحة لبنان بوجه تجار المقاومة والتحرير والممانعة المنافقين والدجالين من فرس وجهاديين وبعثيين وقوميين ويساريين ومؤدلجين ومدعي عروبة أولاً وبعدها العمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت البند السابع  وتسليمه لقوات دولية تعمل على تنفيذ اتفاقية كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان وهي إضافة إلى اتفاقية الهدنة، ال 1559 و 1701 و 1680. ومهم جداً مع أي تطبيع مع دولة إسرائيل أن يكون هناك حلاً دولياً وإقليمياً وعربياً لملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الباع عددهم حوالي النصف مليون.

ماذا عن اتهام القاضي صوان وزراء ورئيس الحكومة المستقيل ونواب في ملف تفجير مرفأ بيروت
ما نراه أن الأمر هذا برمته هو تمويهي هدفه التغطية على الشق الإرهابي من التحقيق الذي لم يتم مقاربته بعد لا من قريب ولا من بعيد. حتى الآن التحقيق يتلهى بجانب الإهمال وهو قد يطاول كثر ولكن هؤلاء لا علاقة لهم بالشق الإرهابي لأن الجريمة هي جريمة ضد الإنسانية ومن الغالب أن لحزب الله اليد الطولى في التفجير أكان مباشرة أو مواربة. الحزب يسيطر على كل المرافئ اللبنانية ومنها بور بيروت، كما أن اليورنيوم هو استورده وهو من كان يستعمله في لبنان وسوريا وفي عدد كبير البلدان في عملياته الإرهابية وهذا الأمر كشف قضائياً في ألمانيا وقبرص وفرنسا ووفي غيرها من البلدان التي تورط الحزب فيها بعمليات تفجير واغتيالات. مطلوب تحقيق دولي وإلا فالج لا تعالج.

*هل هناك تشابه بين شخصيتي عون ونصرالله؟
لكل شخصية من شخصيتي الرجلين مواصفاتها الخاصة بها ولكن الاختلاف بينهما عميق وكبير ومتفاوت حيث لا ثوابت من أي نوع عند عون ولا مشروع غير السلطة، فيما نصرالله رجل دين ومؤمن بمشرع ديني محدد وهو يعمل من خلال أطره الإيديولوجية وينفذ دون حتى سؤال تعليمات مرؤوسيه الدينيين وأيضاً دون  حساب العواقب أو الأخطار على مجتمعه أو حتى على أهله… بعض الدارسين يعتقدون بأن من هم في وضعيته يكونون غارقين في الوهم الديني، والوهم هو فكرة خاطئة وغير واقعية ولا تتناسب ولا تتوافق مع قدرات وإمكانيات ووضعية الموهوم.

*ما هو مفهومكم لوضعية حزب الله في لبنان، وهل هو من النسيج اللبناني فعلاً وحزب تحرير ومقاومة؟
حزب الله جيش إيراني 100% وهو يحتل لبنان. حزب الله ليس من النسيج اللبناني ولا يوجد فيه أي شيء لبناني، بل على العكس هو نقيض كل ما هو لبنان ولبناني. صحيح أن أفراده لبنانيون ولكنهم في المفهوم العسكري هم مرتزقة يعملون جنود في فيالق الحرس الثوري الملالوي وبخدمة المشروع الإيراني التوسعي والمذهبي والاستعماري. الحزب يخطف الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة ويأخذها رهينة منذ العام 1982 وقد ساعده في ذلك المحتل السوري. صحيح أن عنده نواب في البرلمان اللبناني ولكنهم لم يُنتخبوا بحرية، بل هم فُرضوا ويُفرضون بقوة السلاح والإرهاب والتمذهب والمال.

كيف ترى الحل من مشكلة احتلال حزب الله؟
للأسف لبنان وشعبه ومعهم بالتأكيد أبناء الطائفة الشيعية هم جميعاً رهائن ومخطوفين وبالتالي المخطوف والرهينة غير قادر على تحرير نفسه ويحتاج لمن يحرره. الحل لواقع الاحتلال الإيراني هو من خلال إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة وتنفيذ القرارات الدولية الأربعة الخاصة بلبنان وهي اتفاقية الهدنة مع دولة إسرائيل وال 1559 و1701 و1680. ولا حلول كبيرة أو صغيرة في ظل احتلال حزب الله أكانت مالية، اقتصادية، أمنية، تعليمية، معيشية، خدماتية وإعمارية.

في مقالة لك نشرتها عام 2014 قلت أن ثورة بيئة حزب الله عليه لم تعد بعيدة، ما معنى ذلك؟ هل اقتربت نهاية ظاهرة الحزب؟
إن أكثر المتضررين من وضعية حزب الله الإيرانية والإرهابية والمذهبية في لبنان هم أبناء طائفته أي ما يسمى ببيئته. هو حول شبابهم إلى عسكر يحارب ويمارس الإرهاب في العشرات من الدول، عربية وغير عربية. في الحرب السورية تقول التقارير بأنه خسائره تزيد عن 3000 قتيل وأضعافهم جرحى ومعاقين، وفي حرب 2006 التي افتعلها مع إسرائيل قتل له ما يزيد عن 1500 قتيل.. إضافة إلى أن الحزب موضوع على قوائم إرهاب ما يزيد عن 65 دولة وبالتالي أبناء بيئته يجدون صعوبات جمة في دخولها وخصوصاً العربية منها وتطول القائمة.. هذه البيئة تعاني الكثير من إرهاب الحزب ومن سطوته وبلطجته وهي بدأت تثور عليه والحوادث في هذا المجال هي بالعشرات كان آخرها من 3 أيام قضية الصحافية مريم سيف.

هل توافق على العقوبات الأميركية التي تفرض على حزب الله وعلى كل من يتعاون معه ؟
بالتأكيد، ولكن العقوبات وحدها لا تكفي.. المطلوب دولياً لجم النظام الإيراني الذي هو رأس الأفعى… مطلوب تغيير نظام الملالي وتحرير الشعب الإيراني من ظلمهم وبطشهم وإرهابهم. بتغيير نظام إيران أو بلجمها عسكرياً تنتهي كل الأذرع الميليشياوية الملالوية وفي مقدمها حزب الله.

قدم يوم أمس الرئيس سعد الحريري إلى الرئيس عون لائحة من 18 وزيراً ويقال بأنها تتماشى مع المبادرة الفرنسية وينتظر ردا من عون، برأييك هل سينجح في هذه المهمة؟
القرار هو في إيران وليس عند عون أو الحريري. إيران قد تعطي الضوء الأخضر في حال كان لها مصلحة في ذلك. أما المبادرة الفرنسية فهي ولدت ميتة لأنها لم تلحظ لا احتلال حزب الله ولا القرارات الدولية وقد أصبحت المبادرة رهينة وألعوبة بيد إيران وحزبها اللاهي.

في مقالاتك تقول دائماً بأن حزب الله هو وراء كل مسلسلات التفجير والاغتيالات وأعمال الإرهاب وأن قادة حزب الله ينفذون ولا يقررون فمن هي الجهة التي تأمر الحزب ؟
كما ذكرت سابقاً فإن حزب الله  هو كيان عسكري إيراني وإرهابي وفرقة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني، وبالتالي هو يأتمر بأوامر أسياده الملالي ونقطة على السطر. هو من اغتال الرئيس رفيق الحريري والمحكمة الدولية أكدت هذا الأمر، وهو وأيضاً من اغتال كل الشخصيات اللبنانية الدينية والإعلامية والنيابية والأكاديمية التي تعارض مشروع إيران.

هل توافق بأن شريحة كبيرة من المسيحيين واقعة في عقم وهرطقة عبادة الشخص الذي هو ميشال عون؟
صحيح هذا القول، ولكن ظاهرة “الغنمية”، أي عبادة شخص الزعيم على حساب الوطن والإنسان والقضية والحقوق والكرامة الإنسانية ليست محصورة بشخص بعون بل هي للأسف معممة على كل “زلم وهوبرجية وقطعان” أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية.

هل المشروع الإيراني نجح في لبنان وما هي العوامل التي ساعدت على ذلك؟
نعم نجح لحد ما، ولكن لم يكتمل بعد، وإلا لكان حزب الله قد اسقط النظام اللبناني بالكامل وأعلن لبنان دولة ملالوية…اعتقد بأن المشروع الملالوي قد بدأ رحلة الأفول وهو بالتأكيد إلى نهاية قريبة لأنه يتعارض مع كل مقومات ومبادئ وأعراف المجتمع الدولي الساعي إلى الاستقرار والسلام والحريات وليس إلى الحروب. حزب الله لم يكن نتاج لبناني ولا هو مكون لبناني وقد تغلغل في بيئته ومن ثم في كل المؤسسات وداخل الشرائح اللبنانية خلال حقبة الاحتلال السوري وذلك من ضمن مخطط إرهابي وتهجيري بعثي وأسدي وملالوي.

ماذا عن بشير الجميل والمشروع الإسرائيلي والعمالة
الجبهة اللبنانية المسيحية لم يكن عندها خيار في حينه غير التعاون مع إسرائيل للحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان بعد أن سدت يوجهها وبوجه المجتمع المسيحي كل السبل. نعم تعاون بشير وغيره من القيادات اللبنانية المسيحية تحديداً من موقع التحالف وليس من موقع العمالة وأجزم لك بحرية ضمير بأننا نحن المسيحيين لسنا نادمين على هذا التحالف ولو عاد بنا التاريخ وفرض علينا نفس الظروف لفعلنا نفس الشيء. واليوم لو تهدد وجودنا ولم يكن عندنا غير إسرائيل فسوف نعيد ما قمنا به في السابق. نشير هنا إلى أنه عادت الدولة المسيحي قطع اتصالاته بإسرائيل وألتزم بالدولة وقوانينها في حين أن الأطراف اللبنانية الأخرى لم تزل مستمرة بتبعيتها لدول غير لبنانية وحزب الله الإيراني خير مثال بتبعيته الكاملة لإيران بكل ما هو مناقض للبنان ولدستوره.

كيف تقرأ تخوين حزب الله للعلامة علي الأمين وللبطريك الراعي واتهامهما وغيرهما من المعارضين له بالعمالة وبإثارة النعرات الطائفية؟
حزب الله الإرهابي والمؤدلج والإيراني وكما هو واضح وجلي في ممارساته العنفية ومنذ تأسيسه عام 1982 هو لا يرضى ولا يتحمل أي معارضه لمشروعه، وخصوصاً إذا كانت آتية من رجال دين شيعة، أو من مسؤولين ونافذين وأصحاب رأي حر من أمثال غبطة البطريرك الراعي، والحزب الذي هو ماكينة اغتيالات وتفجيرات وحروب يعمل على التصفية الجسدية لكل من يؤثر على مشروعه، وحالياً وبعد أن مدد سيطرته على القضاء وعلى مجلسي النواب والوزراء وعلى رئاسة الجمهورية راح يستعمل القضاء لإرهاب من يعارضه.

هل لبنان ولد عقيماً حيث أن رجالاته غير قادرين على حكمه، ولماذا ليس هناك مشروع وطني حقيقي يصون وحدة النظام اللبناني وتماسكه ضد التدخلات الخارجية؟
لا أبداً، لبنان بلد معطاء وقد انجب رجال عظماء في كل المجالات والحقول والتخصصات السياسية والعلمية والحقوقية والإيمانية، وفي يومنا هذا أمثال هؤلاء كثر داخل لبنان وخارجه، ولكن حقبات الإحتلالات الفلسطينية والسورية والإيرانية خلقت أجواء رعب وخوف وحذر. أما عن المشروع الوطني فهو موجود ومنذ قيام دولة لبنان الكبير قبل 100 سنة، والنظام اللبناني هو قمة في عبقرية التعايش السلمي والحضاري بين مذاهب وأديان متنوعة، إلا أن غربة شرائح لبنانية كثيرة عن لبنان وهويته وكيانه والتحاقهم بدول أخرى والعمل على خدمة مشاريعها المعادية للبنان قد عطل ولا يزال يعطل قيام الدولة الواحدة والقوية والفاعلة التي اتفق عليها في معاهدة الاستقلال بين اللبنانيين.