الشيخ عباس الجوهري/محاكمة ديما صادق وصفا .. والحكم على الحراك..مع فيديو لرجل دين يهاجم ديما صادق ويخونها ويشيطنها ويحلل سرقة هاتفها

207

محاكمة ديما صادق وصفا .. والحكم على الحراك..مع فيديو لرجل دين يهاجم ديما وبشيطنها ويخونها ويحلل سرقة هاتفها
الشيخ عباس الجوهري/لبنان الجديد/07 كانون الأوّل 2019

انتشر مقطع فيديو لرجل دين في خطبة الجمعة وهو من الطائفة الشيعية يفصل حكماً يعتقد أنه يستند إلى القاعدة القانونية والشرعية للفقه الاسلامي عموماً كونه أسند الحكم الى آية قرآنية وللفكر الشيعي كونه يرتدي العمة الشيعية السوداء التي ترمز إلى كونه يتصل نسباً الى أهل البيت كما هو العرف الشائع.

 إذن نحن أمام واقعةٍ ترجع إلى فهمٍ فكريٍ لا تحتمل التأويل وهو موثق بالصوت والصورة.

ذكر هذا السيد واقعة سرقة تلفون الاعلامية ديما صادق المتواجدة مع المتظاهرين المنتفضين .

 لقد اثبت بنصه أن الفعل الذي قام به الشاب (الحاج) المفترض أنه من المتدينين هو سرقة موصوفة من خلال نشله -بخفةٍ وسرعةٍ- التلفون من يدها وهنا أرشد السيد هذا الشاب إلى عدم الضعف أمام  نداء ديما صادق التي خاطبت فيه الحاج وخلفيتة الثقافية كلها ومنظومته الفكرية وترفعت بمسامحتها له خوفاً على دينه وحاولت أن تلزمه بما ألزم به نفسه من الاعتقاد بحرمةِ السرقة بل على العكس قال له السيد مخاطباً لا تكن ضعيفاً أمام ندائها الاخلاقي بل إبقَ على إصرارك لأن ما قُمتَ به هو الحق بل الواجب، لأنّ من سرقتها هي من جماعة الثورة أو الحراك أو الانتفاضة بحسب ما يحلو لمن يريد تسميتها وهؤلاء صدر الحكم بحقهم من الشيعية السياسية بأنهم قطاع طرق بغض النظر عن توصيف القانون لهم وشرعة حقوق الانسان والمواثيق الدولية وقال لها مخاطباً وبالفم الملآن وعلى منبر صلاة الجمعة من إحدى قرى جبل عامل الجنوب اللبناني) تريدين الشريعة وتطالبين بها للسارق ونحن نطالب لك بقصاص الشريعة فما هو حكم القصاص على ديما في شريعتك أيها السيد وعلى حد فهمك وزعمك المخالف بالطبع للقانون والداعي للقتل وهذه جريمة يعاقب عليها القانون اللبناني

 أولًا بعد أن نابذها بألقاب وصفات يخجل مثلي ذكرها ولو للتوثيق مكتفياً بالفيديو المرفق  جعلها ممن يحاربون الله ورسوله من خلال وقوفها بالشارع مطالبةً بحقوقٍ أصبحت من البديهيات شرعيتها في لبنان لكن السيد اعتبرها من قطاع الطرق والحكم لهذه الحالة القتل والصلب وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف مستنداً الى الآية التي وردت في القرآن الكريم في سورة المائده الآية ٣٣  ولو أنه لم يحسن قراءتها كما لم يحسن الاستناد إليها وهي (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فساداً أن يقتلو أو يصلبو أو تقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)، واعتمد عليها مرجعاً نصياً بالحكم الذي ينطبق عليها وينبغي تنفيذه بحق ديما صادق مع مطرقة  ولا أدري أنه استعمل التصديق برفع الأيدي كما يحصل في مجلس النواب اللبناني عندما يطلب التصديق على القوانين مع إنّ الدوس على مثل هذه الأحكام قد يكون الأجدى.

 إنّ فكراً داعشياً يعيش بيننا وبمجرد سقوط الدولة وانتشار الفوضى يصبح ناجزاً وحاكماً ويصبح هذا السيد سياف هذا النهج. ألم تعتمد داعش على نفس هذه النصوص عندما  سقطت الدولة في الموصل وشرق سوريا؟

 أيها اللبنانيون سوف تكشف ثورتنا كل يوم عن العفن الذي يعشعش في رؤوس البعض في هذا البلد. بالأمس كشف موقف ماي خريش نائبة رئيس تيار لبناني عن تعصبها وطائفيتها وغشها وخداعها  عندما فضحها طوني خوري بطلبها له بنقل قطع الطرقات من المناطق المسيحية إلى المناطق الاسلامية (روحوا اقطعو الطريق عالاسلام)  فهذا حلال وكان هذا الشاب أكثر منها ايماناً بوطنيته  وفهمه وصدقه.

واليوم يقول هذا السيد للحاج أسرق لكن ممن يخالفونك الرأي فالسرقة لهم حلال.

****

لماذا يكره “حزب الله” ديما صادق؟/من على منبر حسينية بلدة النبطية وبكامل سطوته الدينية هيئةً ومظهراً وكلاماً، وقف رجل الدين القريب من “حزب الله” محمود برجاوي وهدد الإعلامية ديما صادق علناً بالاسم، متهماً إياها بأنها عميلة، ومعتبراً أن الدين يوصي بصلب أمثالها وقطع أيديهم وأرجلهم.

ديانا مقلد/موقع درج/07 كانون الأول/2019

لم يسبق أن تعاملت الجيوش الإلكترونية والواقعية والشخصيات المحسوبة على “حزب الله” مع خصومها، كما تتعامل مع ديما صادق، في حملة مستمرة لا تتوقف.

من على منبر حسينية بلدة النبطية وبكامل سطوته الدينية هيئةً ومظهراً وكلاماً، وقف رجل الدين القريب من “حزب الله” محمود برجاوي وهدد الإعلامية ديما صادق علناً بالاسم، متهماً إياها بأنها عميلة، ومعتبراً أن الدين يوصي بصلب أمثالها وقطع أيديهم وأرجلهم.

هذا التصعيد الخطير وغير المسبوق في الاتهام والتحريض أتى بعد حادثة سرقة هاتف ديما خلال وقوفها مع المتظاهرين على جسر الرينغ قبل نحو أسبوعين. وقبل يومين بثت ديما فيديو توجهت فيه إلى “الحاج الأشهر” في لبنان، ملمحةً بطبيعة الحال إلى المعاون السياسي لأمين عام “حزب الله” الحاج وفيق صفا، الذي تردد أن هاتفها بات بحوزته بعد سرقته، وسألتهُ ديما في الفيديو الذي بثته عن شرعية إقدام شخص يزعم الالتزام الديني على سرقة هاتفها والاطلاع على خصوصياتها.

هذه الوقائع كانت خلف وقوف رجل الدين برجاوي وتناوله صادق بالاسم واستهزائه بها وتهديدها مستعملاً العبارات التالية: “أنا ديما صادق أريد أن أفجر وأعهر وأخون وأغدر وأتعامل مع العدو وأتسبب بالقتل وأفعل الأفاعيل بس إنت لأنك مؤمن ممنوع تفضحني مهما كنت أنا فاسدة منحرفة وشاذة”.

هنا، لا يمكن سوى التوقف عند هذا التهديد العلني والسافر والصريح الذي أدلى به برجاوي من على منبر ديني، وهو هنا يفعل تماماً كما يفعل الأمين العام للحزب حسن نصرالله، حين يستبق أي موقف سياسي بخطبة دينية ما يجعل أي كلام يعقب الكلام الديني، مهما كان دنيوياً، يحمل صبغة شبه منزلة، ولا يحتمل التشكيك والنقاش، على رغم كل ما يمكن أن يحمله من مضامين سلبية سياسياً واجتماعياً. فهل علينا أن نأخذ بكلام برجاوي بصفته أمراً دينياً ونصمت، أم بصفته تهديداً مباشراً يفترض أن يحاسب قضائياً وسياسياً عليه؟

لم يسبق أن تعاملت الجيوش الإلكترونية والواقعية والشخصيات المحسوبة على “حزب الله” مع خصومها، كما تتعامل مع ديما صادق، في حملة مستمرة لا تتوقف، إذ لم ينل أي كاتب أو مثقف أو إعلامي أو سياسي حملة استهداف لموقفه من “حزب الله” كما يحصل مع ديما، وهي حملة استهدفتها شخصياً ومهنياً وعائلياً.هل علينا أن نأخذ بكلام برجاوي بصفته أمراً دينياً ونصمت، أم بصفته تهديداً مباشراً يفترض أن يحاسب قضائياً وسياسياً عليه؟

والحقيقة أن انتقادات صادق لـ”حزب الله”، أقل حدة بكثير من شخصيات إعلامية وسياسية معارضة تقول كلاماً أقوى وأعلى سقفاً لجهة المضمون، وهذا ليس للتقليل من صدقية ما تقوله، لكن لتسجيل التعجب المشروع حيال أسباب هذا الاستهداف كله لها.

يمكن أن يلحظ المرء بسهولة أن لخلفية ديما الآتية من بيئة شيعية وشخصيتها المعروفة وشكلها وشهرتها بوصفها “فاشونيستا” مهتمة بمظهرها، إضافة إلى كونها محاورة ومقدمة أخبار، هي في صلب الهجمة عليها، فهي حين تنتقد أو تهاجم أو تدلي بموقف، تفعل ذلك بكامل أنوثتها ولا تحاول أبداً مواربة “دلال” ظاهر في التحدث والتصرّف، وهنا مكمن “جنون” جيوش “حزب الله”، وحالياً رجال دين، وحتماً هناك كثيرون غيرهم.

لقد استفزتهم “الأنثى” ديما التي تجاهر بمواقف سياسية معارضة لما يعلنه الحزب، وهنا بدا اتهامها بأنها “تقطع طرقاً” واهياً، وما الكلام عن أنها “عميلة” سوى ترداد ممجوج يستخدمه الحزب حين يتوجه لمن يعارضونه. لكن في حالة ديما يضاف إلى ذلك كون الحزب في مواجهة ما يثير فيه استفزازاً مضاعفاً، ذاك أن السلطة الرجل الحزب، تترنح تحت وطأة نفوذ امرأة استجمعت قوتها مما يُبغضه الحزب ويضطهده، وتضعه شريعته في مرتبة دنيا. ففي ديما تتكثف المرأة بوصفها خروجاً عن طاعة الرجل المضطهِّد، وساعية وراء حضورها الخاص.

لقد استفزتهم “الأنثى” ديما التي تجاهر بمواقف سياسية معارضة لما يعلنه الحزب، وهنا بدا اتهامها بأنها “تقطع طرقاً” واهياً، وما الكلام عن أنها “عميلة” سوى ترداد ممجوج يستخدمه الحزب حين يتوجه لمن يعارضونه.

تركز الجيوش الإلكترونية التابعة للحزب جهوداً لا تكل لاستهداف ديما صادق عبر “تويتر” و”فايسبوك”، وبهاشتاغات من نوع “ديما الواطية”، ويتم تكليف جيوش إلكترونية لابقاء هذه الهاشتاغات متصدرة، وهو جهد ممنهج وليس عفوياً أبداً. والآن تتوج الحملة بمنبر ديني لاتهام صادق بـ”الفجور والعهر” وهي عبارات مفعمة بالنظرة الذكورية التي تنشأ عليها أيديولوجيا “حزب الله”. ولا تفسير لذلك سوى حجم الاستفزاز الذي يشعر به “رجال” حزب يفاخر بصواريخه وقدراته القتالية، من امرأة جميلة ظاهرة الأنوثة تتحداه.

كل الدعم لديما. هاربون إلى الموت… من يتحمّل مأساة الانتحار اليومية في لبنان؟