يوسف بزي: نصرالله أو نحرق البلد/عصبة نوح زعيتر ترهب بعلبك بأمر من حزب الله/حسن نصرالله في مأزق

235

نصرالله أو نحرق البلد
يوسف بزي/المدن/السبت26/10/2019

عصبة نوح زعيتر ترهب بعلبك بأمر من “حزب الله”
المدن/السبت 26 تشرين الأول/2019

حسن نصرالله في مأزق
العرب/25 تشرين الأول 2019

====

نصرالله أو نحرق البلد
يوسف بزي/المدن/السبت26/10/2019
معظم الشبان المتواجدين في ساحات لبنان، كانوا في سن صغيرة، وربما لا يحملون ذكرى واضحة عن تلك الخطبة بعد ظهر 7 أيار 2008، وما تلاها فور ختامها. لكنها في المجمل على شبه مخيف بخطبة 25 تشرين الأول 2019. وفي الحالتين، حسن نصرالله هو نفسه، قائد الميليشيا الأكثر فعالية وبأساً في الشرق الأوسط. وهو نفسه الذي يحكم لبنان من غير صفة رسمية وبكثير من فائض القوة وقابلية العنف “المتقن”.
تعمد قائد “حزب الله” يوم الجمعة تذكيرنا تحديداً بذاك اليوم “المجيد” (السابع من أيار)، بل جعلنا شبه موقنين منذ الصباح أن خطابه عند الرابعة بعد الظهر، سيكون بمثابة “أمر عمليات” تماماً كما حدث قبل 11 عاماً.
ولربما تمتع في سريرته بجعلنا هكذا واقعين في خوف مما سيقوله ويقرره، ومتقصداً إيحاءنا أنه سيكرر فعلة العام 2008.
من أجل هذا، كان خميس الاعتداءات في بعلبك والنبطية ورياض الصلح تنشيطاً عملياً وميدانياً لذاكرتنا المرضوضة، وتوكيداً حسياً لظنوننا بأن الخطاب سيكون بمثابة إعلان بدء الحملة التأديبية.
علاوة عن أن هذه “الغارات” على المعتصمين هي إضافة أخرى لم يكن لها قرين في العام 2008، تحيلنا تلقائياً إلى أسلوب شبيحة بشار الأسد في بدايات الثورة السورية.
إضافة مرعبة ولا شك.
لحسن حظنا، الذي سينفد قريباً على الأرجح، قرر حسن نصرالله أن لا يكون خطابه ابتداءً لغزوة مسلحة، إذ اكتفى بالإيحاء بها عبر قطعان الدراجات النارية، التي انبثقت من جحورها دفعة واحدة وانتشرت كهيستيريا ميليشياوية موتورة.
خطبة 25 تشرين الأول اكتفت بالمشابهة لا التماثل مع خطبة 7 أيار.
وهو ارتضى ذلك الآن ومؤقتاً، أغلب الظن، لا لضعف أو “تهذيب” طارئ، فهو كان شديد الاعتداد بإصبعه وبقوته، وكان حريصاً على توكيد استعداده لـ”بذل الدم”، ولم يتوان أصلاً عن التلويح بضم لبنان إلى خريطة الحروب الأهلية في المنطقة، التي يستتب عليها ويديمها وينتجها محور الممانعة.
كان الأمين العام “شفافاً”، كعادته، صريحاً إلى أقصى حد.
وما لم نفهمه في العام 2008 يجب أن نفهمه الآن. حسن نصرالله هو النظام. والنظام هو حسن نصرالله. لذا، كان حريصاً على إفهام كل شاب وشابة في لبنان. لكم الحق في أي احتجاج معيشي اقتصادي. لكم الحق في شكوى من الفساد.
أما هذه العبارة “إسقاط النظام” فستضطره إلى أن يفعل ما فعله وهو ومحوره على منوال “الأسد أو نحرق البلد”.
حسن نصرالله هددنا بهذا وليس أقل من ذلك.. وبابتسامة عريضة.

عصبة نوح زعيتر ترهب بعلبك بأمر من “حزب الله”
المدن/السبت 26 تشرين الأول/2019
يوم الخميس 24 تشرين الأول، خرج كبير المطلوبين للدولة اللبنانية في البقاع، المدعو نوح زعيتر ودعا البقاعيين إلى التظاهر في ساحة دورس في بعلبك (الجبلي) .
نزل نوح زعيتر للتظاهر في ساحة الجبلي، في دورِس، بحراسة مشددة من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي! وهو المطلوب بأكثر من أربعة آلاف دعوى قضائية وعشرات مذكّرات التوقيف، ليكتشف أن الناس لم يتجاوبوا مع دعوته بسبب تنسيقه مع حزب الله، وأن عدد المعتصمين في تلك الساحة لا يفي بالغرض. فأرسل ابنه إلى ساحة المطران في بعلبك، وهي الساحة التي هرب إليها المعتصمون، الذين رفضوا مصادرة الحزب للحراك، بعدما زرع في دورِس كاميرات المراقبة وصار عناصرُه يتدخلون في توجيه تصريحات الناس.
وصل زعيتر الإبن إلى ساحة المطران وطلب من المعتصمين -مهددًا بالسلاح- التوجه إلى ساحة الجبلي حيث ينتظر والده، وبدأ بكيل الشتائم للمعتصمين، إلا أن عدداً من ناشطي الاعتصام تصدوا له واتصلوا بوالده طالبين سحبه من الشارع حتى لا تتطور الأمور.
أوامر الحزب
وفي اتصال بين فاعليات البلدة مع زعيتر الأب للتساؤل عن الهدف مما يفعله أكّد أنه يتعرض لضغوط من حزب الله للنزول إلى الاعتصامات، وتهديد كل من يمكن أن يتجرأ على تجاوز السقف المرسوم من قبل التنظيم، خصوصًا الذين يتعرّضون للرؤساء الثلاثة ولأمين عام حزب الله.
عدد من وجهاء عشيرة زعيتر أبلغ نوح أن هذا الأمر خطر، وأنه قد يؤدي إلى مواجهة بين شارعين، وقد يحصل ما لا تحمد عقباه، فانسحب الأخير من الساحات. نوح زعيتر الذي لجأ إلى سوريا ومكث فيها بين تموز و آب وأيلول عن طريق المعابر غير الشرعية، بسبب ورود معلومات عن سقوط ورقته لدى الأجهزة الأمنية ورفع الغطاء عنه، وكان يحضّر لكتابة بيان ضد حزب الله لكنه تريّث في نشره، بعدما أورد فيه اتهام الحزب بالخيانة، وهو الذي ظهر في ڤيديو يقول للمتظاهرين “سكروا الطريق على الله” في البقاع. عاد أمس بعد استحضاره ورقةً من الحزب مجددًا ليظهر في فيديو مسجل ويمجّد فيه الرؤساء الثلاثة والسيد نصر الله ويهدد المعتصمين في بعلبك، داعيًا إياهم إلى ترك الساحات والنزولِ إلى بيروت في حال لم يلتزموا السقف المرسوم لهم في بعلبك!
التهديد بالزعران
تقول المصادر البقاعية المطّلعة أنّ الحزب دأب على استخدام الأوراق غير الشرعية والمحاربة بها كالمدعو نوح زعيتر في تحقيق مآربه، كما فعل في أيار من العام 2008 حين طلب منه قصف بلدة سعدنايل السُنية المؤيدة لتيار المستقبل آنذاك.
وها هو اليوم يعيد الكرّة باستخدام هذه القفّازات ضد بيئته الشيعية لمجرّد رفضها الانصياع للحزب. وحسب هذه المصادر فإنَّ الحزب يمارس اليوم لعبة خطرة قد تغرق البقاع بالدم لأن في صفوف الثوار من هو مستعد للمواجهة حتى الرمق الأخير، وتضيف إنَّ التهديد بالزعران لم يعد مجديًا لأن كل الاطراف لديها زعرانها. وتحذّر المصادر من إثارة الحزب للفتنة وعدم ترك الناس أحراراً في التعبير عن وجعهم، منبهة أنَّ الأمور ستنقلب عليه كما حصل في المعارك الدموية التي اندلعت بين الحزب وعشيرة آل جعفر في التسعينيات.
استنفار عسكري
مصادر حزبية أكدت معلومات أن حزب الله يعمل على أكثر من خط:
فهو يحضّر لطباعة أعلام لحزب الله وحركة أمل، المنقسمة فيما بينها على موضوع دعم العهد من عدمه، وبشكل كثيف تحضيرا لتظاهرات تدعم العهد.
والأخطر أنّ الحزب استدعى عددًا من المقاتلين المهمين من سوريا على عجل فيما تجري تهيئة مقاتلين موجودين أصلا في بيروت وموزعين على أحيائها بعد إبلاغهم بانتظار ساعة الصفر!

حسن نصرالله في مأزق
العرب/25 تشرين الأول 2019
أمين عام حزب الله يتهم أحزابا وسفارات بـ”تمويل” الحراك الحاصل، ويحذر من وجود نوايا بافتعال “حرب أهلية”.
خطاب تخويف المتظاهرين
بيروت – حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية من الفراغ الذي سيؤدي إلى “الفوضى والانهيار”، في موقف قال مراقبون إنه يختزل رؤية نصرالله لكل التحركات التي لا تلائم أجندة الحزب ونفوذه وارتباطاته الخارجية. ورغم أنه سعى لإظهار تفهمه لمطالب عشرات الآلاف من المحتجين، إلا أن أمين عام حزب الله رفض وبشكل صريح كل مطالبهم، معتبرا أن وراء هذه التحركات الشعبية الواسعة “سفارات” و”تمويلا أجنبيا”، وهو ما يؤكد أنه ينظر إلى الانتفاضة من ثقب نظرية المؤامرة التي تسيطر على ثقافته. وقال نصرالله في كلمة بثها تلفزيون المنار الناطق باسم حزب الله “لا نقبل الذهاب إلى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”، رافضا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان. وأضاف “منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلا”. وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ إذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم… في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، إلى الفوضى، إلى الانهيار”. واتهم نصرالله أحزابا وسفارات لم يسمها بـ”تمويل” الحراك الحاصل، مشككا في عفويته، محذرا من وجود نوايا بافتعال “حرب أهلية”، في استدعاء لماض كريه لدى اللبنانيين بهدف إخافتهم ودفعهم إلى القبول بالتوازنات الطائفية القائمة منذ عقود.
هذا ما يريده نصرالله
وبالتوازي، لوح نصرالله للمحتجين بعصا الميليشيات التابعة له، التي وصفها نشطاء على مواقع التواصل بأنها الوجه الآخر للباسيج في إيران، والتي يرهب بها الحرس الثوري المعارضين للنظام. وكانت ميليشيات حزب الله نزلت في بعض الأماكن واشتبكت مع المحتجين مرددة شعارات تمجد نصرالله والخميني وخامنئي، قبل أن يوجه لها نصرالله دعوة إلى الانسحاب على أمل أن يكون المحتجون قد فهموا رسالة حزب الله بأنه على استعداد للجوء إلى القوة لمنع الانتفاضة من تهديد النظام القائم الذي يسيطر عليه الحزب. وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام. كما أحرقوا صور نصرالله ونبيه بري حليفه في الثنائية الشيعية ورفعوا شعارات تضعهما ضمن قائمة المتهمين بالفساد والمشمولين بالغضب الشعبي. واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، الجمعة، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله. ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب. وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين.