نحو الوطن” أو … نحو معراب؟ هل تبنّي السيد نجاد فارس لحملة “نحو الوطن” هو موافقة على التوقيت والمضمون؟ هل بهذا الموقف يكون السيد فارس قد قطع الخطوط مع العهد

403

نحو الوطن” أو … نحو معراب؟
هل تبنّي السيد نجاد فارس لحملة “نحو الوطن”، هو موافقة على التوقيت والمضمون؟ هل بهذا الموقف يكون السيد فارس قد قطع الخطوط مع العهد،

جان الفغالي/ميديا فكتوري نيوز/13 أيلول/2021

قبل أيام معدودة من “قداس الشهداء” في معراب، في الخامس من أيلول الحالي، والذي ترافق الإستعداد له مع شعار “مقاومة مستمرّة” على اللوحات الإعلانية، غطَّت حملة أخرى لمجموعة “نحو الوطن” ألفَي لوحة إعلانية ومئة وخمسين unipoles عملاقة، وانتشرت على كلّ مساحة الوطن، ولاسيما في مناطق كسروان وجبيل والمتن الشمالي وبعبدا والأشرفيه. وإذا كانت إعلانات القوات اللبنانية معلَّلة في توقيتها – قبل قداس الشهداء – فإنّ إعلانات “نحو الوطن” السخية جداً (ألفا لوحة ومئة وخمسون unipoles)، مع كلفتها الباهظة، لم يكن لها توقيت مفهوم، لأنها غير مرتبطة باستحقاق، فأقرب استحقاق بعد تسعة أشهر، وهو الإنتخابات النيابية، فلماذا تَكَلُّف مئات آلاف الدولارات منذ الآن؟ التفسير الوحيد الذي أعطاه خبراء الإعلانات لتوقيت هذه “الطحشة”، هو أنّ القيِّمين على الحملة، وليس القيّمون على مجموعة “نحو الوطن”، اغتنموا فرصة اقتراب قداس الشهداء للقوات اللبنانية ولوحاتها الإعلانية، ليقارعوها في عقر دارها وليقولوا لها: “نحن هنا”. ويضيف خبراء الإعلانات: “واضح أنّ المضمون والتوقيت يستهدفان القوات اللبنانية، فردّاً على شعار القوات “مقاومة مستمرة” ، جاء في بعض شعارات “نحو الوطن”:
“الشعب قرر… التغيير بلش”
“هالمرة نحنا منقرر”.

وردّاً على شعار القوات: “استمرارية المقاومة” ردَّت “نحو الوطن”: “هالمرة نحنا منقرر” .
إذا لم يكن من استحقاق قريب وراء حملة “نحو الوطن”، فلماذا استعجلت حملتها؟ هل تعمَّدت أن تبدو حملتها كأنها رد على القوات اللبنانية أو للتغطية على حدث القوات؟

تبسيط الجواب يَفترض البحث عمّن يقف وراء الحملة، فحين يُعرَف أنّ وراء الحملة شانتال سركيس، فعندها “يبطل العجب”؛ فهي منذ لحظة خروجها من القوات اللبنانية، لا تتوانى عن العمل لمواجهة القوات من وراء ستارة المجتمع المدني. فنيَّات “نحو الوطن” صادقة، ولكن مَن أقنع هذه المجموعة أن يأتي توقيت حملتها قبل قداس شهداء المقاومة؟ حين تكون شانتال سركيس وراء ذلك، فإنها تخطّط لتكون “نحو الوطن” في مواجهة القوات اللبنانية، علماً أنّ لا “نحو الوطن” تريد ذلك، ولا القوات اللبنانية تريد ذلك، فهل هذا التوجّه يؤشِّر إلى أنّ شانتال سركيس لديها أجندتها الخاصة وباشرت بتنفيذها من منصة “نحو الوطن” ؟

هذا سؤال يجدر بمجموعة “نحو الوطن” الإجابة عليه. ولإنعاش الذاكرة فإنّ شانتال سركيس عمِلَت كمساعِدة لوزير الخارجية الحالي عبدالله بو حبيب حين أصبح سفيراً سابقاً وتولّى إدارة إحدى مؤسسات الدراسات والأبحاث .
سؤال آخر يُفترض بمجموعة “نحو الوطن” أن تجيب عليه: هل صَرْفُ عشرات آلاف الدولارات على حملة إعلانية غير مرتبطة بتوقيت معيَّن، هو أولوية؟

ما لفتَ في هذه الحملة وما تلاها أنّ عدداً من رجال الأعمال الأثرياء كشف أنه يقف وراءها. فالسيد نجاد عصام فارس نقل على صفحته على “فايسبوك” يوم 4 أيلول الحالي ما ورد على صفحة “نحو الوطن” في 3 أيلول، ومفاده: “أطلقنا حملتنا يلي عم بتغطّي كل المناطق اللبنانية! بكلّ زاوية من لبنان، الشعب قرّر والتغيير بلّش”.

فهل تبنّي السيد نجاد فارس لحملة “نحو الوطن”، هو موافقة على التوقيت والمضمون؟ هل بهذا الموقف يكون السيد فارس قد قطع الخطوط مع العهد، خصوصاً أنّ والده نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس هو من أصدقاء رئيس الجمهورية، وسبق أن زاره حين عاد إلى لبنان لفترة وجيزة ومعه نجله نجاد، في فترة تشكيل الحكومة، وطُرح آنذاك إمكان أن يكون نجاد نائب رئيس الحكومة، “فما عدا ممّا بدا” حتى صار نجاد فارس في صفوف المعارضة أو بشكلٍ أدق، في صفوف الثورة؟

المعركة الإنتخابية يبدو أنها فُتحت باكراً جداً، والدوائر المعنيّة ترصد باهتمام مجموعات المجتمع المدني، فهل ستنسّق هذه المجموعات في ما بينها؟ أم سيكون بينها مَن يملكون أو يملكن أجنداتهم او أجنداتهن الخاصة بهم أو بهنّ؟