المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 نيسان/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.april18.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أحد القيامة الكبير/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص: القيامة والحياة الأبدية…المسيح قام حقاً قام

الياس بجاني/حزب الله يحتل الجنوب ولم يحرره

الياس بجاني/بالصوت والنص: سمير جعجع ذمي ومسكون بأوهامه الرئاسية ولهذا يزوّر الحقيقة ويدعي باطلاً بأن حزب الله حرر الجنوب.. الحقيقة هي أن إسرائيل انسحبت من الجنوب بالتوافق مع حزب الله واسياده وبوساطة ألمانية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نص عظة البطريرك الراعي في قداس الفصح باللغتين العربية والإنكليزية وفيديو القداس

العظة التي ألقاها الأب سيمون عساف في قداس عيد الفصح المجيد

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17 نيسان 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

انقسام بين جمهور "حركة أمل" حول حادثة الصرفند

في شقرا الجنوبية… انفجار قنبلة وإصابات بليغة!

توتّر بين “الحزب” و”النظام السوري” حول تقاسم أموال التهريب

مُبادرة فاتيكانيّة لإنهاء النزاعات في لبنان

هدم الإهراءات.. إلى ما بعد الإنتخابات؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس في عيد الفصح: لدخول الأماكن المقدسة في القدس بحرية

أوكرانيا: المدافعون عن ماريوبول «سيقاتلون حتى النهاية»

زيلينسكي يدعو ماكرون إلى زيارة أوكرانيا للتأكد من حصول «إبادة جماعية

أوكرانيا تطلب 50 مليار دولار من مجموعة السبع لتغطية عجز الميزانية

روسيا تطلب من المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول الاستسلام

محكمة مصرية تقضي بالمؤبد ضد القيادي «الإخواني» محمود عزت

 روسيا تلجأ لهجمات بعيدة المدى على المدن الأوكرانية صواريخ استهدفت كييف وخاركيف... وطائرات تقصف لفيف

وساطة «حميميم» تخفض التوتر بين الشرطة الكردية وقوات دمشق في القامشلي

قصف تركي على مناطق «قسد» في ريفي الحسكة والرقة

اعتقال نائبة رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم بتهمة «الاحتيال»

برلماني إيراني: المفاوضات النووية لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن بيانات الكاميرات

عضو فريق طهران التفاوضي يلوم إدارة بايدن على «التغيير المفاجئ في السلوك»... وواشنطن نفت إطلاق الأصول المجمدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفارق بين احتلالين في لبنان/خيرالله خيرالله/الراي

الحزب "يزعم" العروبة من بوّابة فلسطين/بديع يونس/أساس ميديا

مشاغل حزب الله اليوم: الرئاسة والصيغة والمؤتمر الدولي الفرنسي/منير الربيع /المدن

ترميم الجبهة المسيحية-السنّية.. وباسيل لمقايضة كبرى مع برّي/منير الربيع/المدن

"بلا لعب يا ولاد"!/حنا صالح/فايسبوك

غموضٌ يلفّ معركة طرابلس.. لا فراغ ولا مقاطعة سنّية!/يوسف دياب/الشرق الأوسط

اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع: أرقام ساقطة وأوراق ممزقة وأيادٍ مكبلة تحت عباءة الديمقراطي/رلى موفَّق/القدس العربي

ويبقى السؤال... من سيتولى مهمة تحرير لبنان؟/سام منسى/الشرق الأوسط

هل يتحول اللاجئون الأوكرانيون إلى ورقة في الانتخابات الأوروبية؟/عمر أنهون/الشرق الأوسط

المطلوب هو التجديد الديني أولاً وآخراً/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

بوتين... الإستراتيجي الذي خانته العبقرية!/فارس خشان/النهار العربي

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص عظة البطريرك الراعي في قداس الفصح : والمسؤولون عن الوطن يتصرفون لا لإزاحة الحجر عن صدر اللبنانيين بل لتثبيته. لا يريد اللبنانيون الحقيقيون عن الدولة بديلا ولا لها شريكا ويتوقون للحظة رفع الأيادي عن لبنان ووقف تسييس القضاء

المطران عوده: هل يملك شعبنا إرادة التغيير أم سينكفئ ويختار قديما اعتاده؟

باسيل بعد قداس الفصح في بكركي: سيدنا عبر عن الحقيقة ونشاركه بها

نعيم قاسم: بلدنا يحتاج لعملية جراحية إصلاحية لإنقاذه ونحن مستعدون لذلك

فضل الله يهاجم رافعي شعار “نزع سلاح الحزب”

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أحد القيامة الكبير/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج

إنجيل القدّيس مرقس16/من01حتى08/:”لَمَّا ٱنْقَضَى السَّبْت، ٱشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّة، ومَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوب، وسَالُومَة، طُيُوبًا لِيَأْتِينَ وَيُطَيِّبْنَ جَسَدَ يَسُوع. وفي يَوْمِ الأَحَدِ بَاكِرًا جِدًّا، أَتَيْنَ إِلى القَبْرِ مَعَ طُلُوعِ الشَّمْس. وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا. ودَخَلْنَ القَبْر، فَرَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ اليَمِين، مُتَوَشِّحًا حُلَّةً بَيْضَاء، فَٱنْذَهَلْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ: «لا تَنْذَهِلْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ المَصْلُوب. إِنَّهُ قَام، وَهُوَ لَيْسَ هُنَا. وهَا هُوَ المَكَانُ الَّذي وَضَعُوهُ فِيه. أَلا ٱذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلامِيذِهِ وَلِبُطْرُس: إِنَّهُ يَسْبِقُكُم إِلى الجَلِيل. وهُنَاكَ تَرَوْنَهُ، كَمَا قَالَ لَكُم». فَخَرَجْنَ مِنَ القَبْرِ وَهَرَبْنَ مِنْ شِدَّةِ الرِّعْدَةِ والذُّهُول. وَمِنْ خَوْفِهِنَّ لَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بالصوت والنص: القيامة والحياة الأبدية…المسيح قام حقاً قام

القيامة والحياة الأبدية…المسيح قام حقاً قام

الياس بجاني/17 نيسان/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/18795/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d8%af%d9%8a%d8%a9/

اعترف بلسانك بالرب يسوع، وآمن بقلبك أن الله أقامه من بين الأموات، تنال الخلاص، لأن الإيمان بالقلب يهدي إلى البر، والشهادة باللسان تهدي إلى الخلاص. وقد ورد في الكتاب المقدس: “من آمن به لن يُخّزى”.(روميه 10-8 و9)

اليوم ونحن نحتفل فرحين بقيامة الرب يسوع من القبر وكسره شوكة الموت بعد أن قدم نفسه فداء عنا واعتقنا من وزر الخطيئة والعبودية كم نحن بحاجة إلى فهم معاني وعّبر وأسرار القيامة بعد أن أقعدتنا أطماعنا والأنانية وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن أبانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل إلينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية. فهو بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف، وقد خلع عنا وأراحنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامتي أنا وقيامتك أنت وقيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة.

القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: “إنه ليس ها هنا، بل قام”. ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح. فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات هو لم يأت بأعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به وبأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى المبادرة إلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وكل يوم من حياتنا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم. هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر. هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

هو حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده. هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وأنشطتنا وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: “المسيح حيٌّ فيّ”. لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلنصلي مع قيامة المسيح وقهره الموت من أجل السلام في العالم عموماً وفي وطننا الغالي المعذب لبنان خصوصاً.

فلنصلي من أجل جميع المحرومين بهجة العيد، المغربين عن الدار والديار.

فلنصلي من أجل عودة أهلنا المغيبين منذ سنوات اعتباطاً في غياهب السجون السورية الشيطانية.

فلنصلي من أجل العودة المشرِّفة لأهلنا اللاجئين في إسرائيل.

فلنصلي من أجل راحة نفوس موتانا ونخص منهم الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم قرابين ذكية على مذبح لبناننا الحبيب.

فلنصلي من أجل خلاص وتوبة الواقعين منا في أفخاخ التجارب الإبليسية.

فلنصلي من أجل أن ينجينا المصلوب من حكام وسياسيين لا فرق بينهم وبين قايين الذي قتل هابيل، ولا بينهم وبين بلاطس المتردد والانتهازي الذي أسلمه للمرائين حفاظاً على منصب وطمعا بمال.

فلنصلي من أجل خلاص وشفاء كل المصابين بعاهات ولعنات إفلاس القيم والأخلاق، آفات التقية والذمية، وعاهات التزلف والخوف من الشهادة للحق.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لن نستسلم للخوف ونذعن لإغراءات ضعفنا والغرائز ونحن شهود على قيامة أبن الإنسان من الضريح وظفره الموت؟

نحن قوم لا نخاف الموت لأننا نؤمن أن موت وقيامة المخلص هما اسطع دليل على أن الموت بوابة عبور للحياة، وينبوع عزاء للمؤمنين الذين يعيشون رجاء القيامة.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال “المسيح حيّ فينا” ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

حزب الله يحتل الجنوب ولم يحرره

الياس بجاني/14 آذار/2022

كل سياسي أو مواطن يزوّر التاريخ ويدعي بأن حزب الله حرر الجنوب هو ذمي وخائن للبنان ويشرعن الإحتلال الإيراني ويقفز فوق دماء الشهداء.

 

الياس بجاني/بالصوت والنص: سمير جعجع ذمي ومسكون بأوهامه الرئاسية ولهذا يزوّر الحقيقة ويدعي باطلاً بأن حزب الله حرر الجنوب.. الحقيقة هي أن إسرائيل انسحبت من الجنوب بالتوافق مع حزب الله واسياده وبوساطة ألمانية

الياس بجاني/14 آذار/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/107916/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%b3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%ac%d8%b9%d8%ac%d8%b9-%d8%b0%d9%85%d9%8a/

سمير جعجع في ذكرى شهداء زحلة: "فينا نعترف بشغلي وحدي وقت يلي حرروا (حزب الله) الشريط الحدودي من إسرائيل"

اضغط هنا للإستماع لكلام جعجع الذمي هذا

https://youtu.be/VPpKPWwzf4Q

اضغط هنا للإستماع لكلمة جعجع كاملة في ذكرى شهداء زحلة، وكلامه عن تحرير حزب الله الشريط الحدودي الجنوبي هو في الدقيقة 12:40 من الفيديو.

https://www.youtube.com/watch?v=VPpKPWwzf4Q

بصوت عال وعن قناعة كاملة نقول نقول بأن سمير جعجع دجال ومنافق ومزور للحقيقة، وبكلامه الإسخريوتي عن هرطقة وكذبة تحرير حزب الله للشريط الحدودي سنة 2000، من خلال الكلمة التي ألقاها في ذكرى شهداء زحلة، هو يتملق حزب الله ويداهنه ويسترضيه على خلفية أوهامه الرئاسية، وشروده المرّضي عن كل هو لبنان وتحرير وحقيقة ودماء شهداء وقضية وطن وهوية وتاريخ.

الحقيقة المرة والمؤلمة هي أن سمير جعجع قد سرق القوات اللبنانية التاريخية، والتي من ضمن مقاتليها وشهدائها،  شهداء وأفراد جيش لبنان الجنوبي.

وقبل أن يزوّر جعجع الحقيقة ويدعي باطلاً في ذكرى شهداء زحلة بأن حزب الله حرر الجنوب، كان أقرب زلمه وأبواقه من نواب واعلاميين قد جاهروا علناً ومنذ سنين بقولهم بأن شهداء القوات وشهداء حزب الله هم في مرتبة وخانة واحدة.

الحقيقة التي يتعامي عنها جعجع ويزوًرها، عن سابق تصور وتصميم، وعلى خلفية أوهامه الرئاسية، هي أن حزب الله لم يحرر الجنوب، وأن اسرائيل انسحبت منه احادياً، وبالتوافق مع حزب الله، ومع أسياده في إيران وسوريا، وبوساطة ألمانية. هذه حقائق معروفة ومنشورة وموثقة..

في اسفل مقالة باللغتين العربية والإنكليزية نشرناهما سنة 2016 على موقعنا وهما يوجزان حقيقة الإنسحاب الإسرائيلي الأحادي، وكذلك تقرير كامل يحكي تاريخ جيش لبنان الجنوبي، مع قائمة باسماء شهدائه.، وايضاً مقالة للعماد ميشال عون تتناول كذبة التحرير بالعربية والإنكليزية

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتوني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نص عظة البطريرك الراعي في قداس الفصح باللغتين العربية والإنكليزية: المسؤولون على الوطن يتصرفون لا لإزاحة الحجر عن صدر اللبنانيين بل لتثبيته. لا يريد اللبنانيون الحقيقيون عن الدولة بديلا ولا لها شريكا ويتوقون للحظة رفع الأيادي عن لبنان ووقف تسييس القضاء

وطنية/17 نيسان/2022

Patriarch Al-Rahi’s Easter Homely: Those responsible for the country and the people acting not to remove the stone from the chest of the Lebanese, but rather to stabilize it.

People of Lebanon look to the state to redeem them with good governance, good performance, sound national choices and productive reforms.

https://eliasbejjaninews.com/archives/107986/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b5%d8%ad-%d8%a8%d8%a7/

 

العظة التي ألقاها الأب سيمون عساف في قداس عيد الفصح المجيد

https://eliasbejjaninews.com/archives/107995/107995/

فايسبوك/17 نيسان/2022

إنه ليس هنا! إنه قد قام انجيل القديس يوحنا//من-01 حتى09)

جبينُ الجُناةِ تَراهُ جبيناً ذليلاً بأرضٍ مُعَفَّرْ

ملاكُ السماءِ تراءَى جنودَ الحِرَاسَةِ طَفَّرْ؟

ودَحْرِجُ صَخْرَ الضَرِيحِ وَتَاجُهُ غَارٌ مُضَفَّرْ

فقام المَسِيْحُ قِيَامَةَ رَبٍّ بِمَجْدٍ مُظَفَّرْ

في ضيعتي الجبلية، كان الصغير والكبير يعرفون بعضهم البعض حين يلتقون، يحيّون بعضهم بعضاً، بالتّحيّة المعروفة: صباح أو مساء الخير. لكن في أسبوع القيامة، تستبدل الكلمات بالتّحية: المسيح قام، والمقابل يجيب: حقّاً قام! لِذا أحيّيكم وأقول : المسيح قام!.

نعم، قبل أكثر من 2000 سنة، صحا العالم يوم أحد على خبرٍ عجيبٍ غريب، مفاده: المُسمّى يسوع ابنُ الله، الّذي كان صُلِب غضَبا عليه من الكتبة ورؤساء الشعب، لأنه قال أنا ابن الله. وهذا في قانونهم تجديف، قصاصُه الموت، دفن في قبر وُضع وعلى بابه حجرٌ كبير، ثم قام من الموت. فهل هذا ممكن وصحيح؟

 خبر يستأهل الوصف والنّشر والتّصوير. إنّ الإيمان لا يحتاج إلى توصيف. هو الثقة بأن الله صادق، فما كان قاله عن قيامة ابنه، قد تم. وهذا هو خبر اليوم، الذي تفرح به البشرية كلها،. نعم! المسيح قام، إنتصر على الموت، فيا موتُ، أين سلطتُك؟ حزنُ الجمعة العظيمة، الذي اعتبره الكثيرون، يومَ فشلِ رسالة يسوع، ما عاد يُذكر، أمام خبر الأحد اليوم! كلُّنا ننسى ما حدث ساعة موته: حيث الشمس أظلمت (إذ غاب عنها هو نورها)، والصخور تشقّقت، وحدث زلزال قوي، حتى إنَّ حجاب الهيكل قد انشقَّ إلى إثنين. كل هذا ننساه أمام خبر قيامته: المسيح قام! حقّاً قام.

القاعدة العامّة: من يولد يموت، إلا أنَّ المسيح قام، ونحن سنقوم معه، يقول بولس الرّسول. هذا العيد هو ليس للأطفال. عيد الأطفال هو عيد الميلاد، إذ هم يندمجون معه. وأمّا عيد الفصح فهو للناضجين. إذْ مِنَ الصّعب تفهيم الأولاد لماذا يُجلد يسوع ويموت مُسمّراً على الصليب، فيدفن فيقوم بعد ثلاثة أيام مُمجّداً. هذه خُرافة لهم، مثل خُرافة إفتح يا سمسم! هم لا يفهمون بعد، لا معنى الخطيئة ولا ما هو الألم. قصة تفوق فهمهم.

كانت الآراءُ حول قيامة الموتى، حتى قيامة يسوع، مُتجادَل عليها. حتى أفكارُ عُلماء النّاموس والكتبة، كانت متضارَبة فيما بينهم، حتى لجأوا لحسم الإشكال إلى يسوع نفسه، فتقدّموا إليه بالسّؤال المُحرج: هل قيامة الموتى صحيحة أم لا؟ بعكس الفريسيين والكتبة، كان فكر يسوع واضحاً في هذا الموضوع: نعم، توجد قيامة الموتى، وهي عقيدة إيمان، أعني من وحي الله، ويجب الإيمان بها. لذا نصلي دائما: ... نؤمن بقيامة الموتى والحياة الأبدبة! إنّ التّردّد في صحة القيامة أم عدمها،

وَجَدَ حَدَّه في عيد اليوم، عيد قيامة السيد المسيح، الرب والخالق.

 المسيح قام! نعم بعد الثلاثة أيام الأخيرة، حيث عاش العالم أكبر وأشهر وأقسى قصة ألم في التاريخ، والتي انتهت بصلب يسوع ودفنه في قبر، ثم  يُفاجئنا بقيامته. وقف التاريخ قبل ألفي سنة، أمام قبر فارغ. تفسيره: المسيح قام. وهذا علامة لكم وللعالم. إحتفاءً بهذا الخبر تقرع ملايين الأجراس لتدعو وتبشِّر بحقيقة هذا الحدث. بقيامة يسوع، اضاع الموت سلطانه، فنحن نؤمن، أنَّ من أقام أمواتاً وأحياهم من جديد، كأليعازر أو تاليتا، إبنة القائد الروماني، أو الشاب الوحيد لأمِّه الأرملة، وكثيرين غيرهم. له السلطة أيضا أن ينتصر هو على الموت، وأن يُقيم نفسه.

المهم قصّةُ حياة يسوع، هي بكل مراحلها قصة حقيقية، كل ما جرى وحدث فيها  من أجلنا نحن: إني أتيت لكيما تكون لكم الحياة (يو9:10). لكن كي نحصل على الحياة، كان عليه أن يمرَّ في طريق صعب: طريقَ آلام ثقيلة، ما كان غيرُه ليحتملها. قيامته جلبت لنا الحياة الجديدة، والمصالحة مع أبيه، والخلاص من الخطيئة :"لأنّه كان أحبَّ خاصّته الّذين في العالم، أحبّهم إلى الغايه" (يو 1:13). من هنا نفهم في الصليب الخلاص، في الصليب الحياة، في الصليب القيامة. هذا العيد،  فهو عيدٌ ليس كالأعياد، بل هو قلب كل أعياد الكنيسة والإيمان.

نؤكِّد باحتفالنا أننا نحتفل مُسبقا بعيد قيامتنا نحن، إذ كما يقول بولس: ما حدث للرّأس، سيحدث لنا، نحن ألأعضاء. "لأنّه إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا، وباطلٌ أيضاً إيمانُكم، ونكون نحن شهودَ زورٍ لله، لأنّنا شهدنا من جهة، أنّ الله أقام المسيح، وهو لم يُقِمه، إن كان الموتى لا يقومون، فلا يكون المسيح قد قام. وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلٌ إيمانكم" (1 كور 15: 14-17). وطريقة احتفالنا بهذا الحدث هو خير برهان لما حدث من ظلام في العالم، ساعة ما أسلم يسوع الروح، "كانت ظلمة على كل الأرض. وإذا بحجاب الهيكل قد انشقَّ إلى إثنين والأرض تزلزلت والصخور تشقّقت، والقبور انفتحت وقام كثير من أجساد الرّاقدين وخرجوا من القبور، ودخلوا المدينة المقدّسة وظهروا لكثيرين"(متى 27: 51). فقيامة الموتى هذه، ما هي إلاّ تبشير سابق لقيامته هو، التي نحتفل بها في هذه الساعة. لو لم يقم المسيح، لما عاشت رسالته. ولكان كأيِّ شخصية معروفة، مرّت على عالمنا، في مكان وزمن معين. لكنّ حقيقة قيامته تؤكّد لنا ....إن أقدم مخطوطة كتابية في العهد الجديد، حسب عٌلماء الكتاب، هي مخطوطة من بولس بعنوان "رسالة إلى أهل روما، وفيها هذه العبارة التي لا تُنتسى: "المسيح قد مات من أجلنا، لكن الله أقامه من الموت". فهذا هو سبب فرحنا واحتفالنا اليوم بهذا العيد الكبير. المسيح قام!.... حقّاً قام! هلّليلويا.

المسيح قام

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17 نيسان 2022

وطنية/17 نيسان/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

 فصح مجيد، مع احتفال لبنان والمسيحيين خصوصا الذين يتبعون التقويم الغربي بقيامة السيد المسيح، وشعنينة مباركة للمسيحيين الذين يتبعون التقويم الشرقي. فرحة الأعياد لا توازيها أي فرحة رغم الشدائد التي تمتحن اللبنانيين في يومياتهم.  لكن هذه السنة فإن كثرا لم يتمكنوا من الاحتفال كعادتهم وسط ضائقة اقتصادية غير مسبوقة، مع تحليق الأسعار الناري للسلع الغذائية ما حرمهم من ابتياع حاجات ومائدة العيد.

 في السياسة رسائل حفلت بها قداديس القيامة المجيدة، ومن على منبر بكركي طمأن رئيس الجمهورية أن الإنتخابات النيابية حاصلة وكل التحضيرات جاهزة، لافتا الى أننا توصلنا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي على أمل أن يؤثر إيجابا على الوضع في لبنان.

 أما البطريرك الماروني وفي قداس الفصح فرأى أن "اللبنانيين لا يريدون عن الدولة بديلا، ولا يريدون لها شريكا، وأن اللبنانيين يتوقون للحظة التي ترفع الهيمنة عن لبنان ويتوقف تعطيل القضاء، فلا يبقى سوى سلاح واحد وقرار واحد". وشدد على أنه "فيما تعود دول الخليج الى لبنان من الواجب احترام سيادة هذه الدول وحسن العلاقات معها، وتوقف الحملات على هذه الدول الشقيقة خصوصا أن هذه الحملات لا علاقة لها بمصلحة لبنان بل بمصالح دول أجنبية".

 وتوجه الراعي إلى رئيس الجمهورية قائلا: "واعدة هي زيارة البابا إلى لبنان وهي بمثابة جسر بين عهدكم وعهد خلفكم، مع التصميم لإجراء الانتخابات".

 وفي أحد الشعانين بتقويمها الشرقي،  قال المطران الياس عودة "على جميع أبنائنا القيام بواجبهم الوطني بكل حرية ومسؤولية، وأن الكنيسة الارثوذكسية لا تدعم أي مرشح على حساب آخر".

 ومن حاضرة الفاتيكان، بارك البابا فرنسيس المؤمنين في باحة كاتدرائية القديس بطرس  وقال: "نطلب السلام والمصالحة لشعوب لبنان وسوريا والعراق، وجميع شعوب الشرق الأوسط.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

 فصح مجيد. بعد الجمعة العظيمة وسبت النور أحد القيامة المجيدة. في لبنان كم يحتاج الوطن الصغير للقيامة وللخروج من محنه وأزماته المتناسلة في السياسة والإقتصاد والمعيشة.

 في العيد المجيد إنكفأت السياسة لكنها لم تغب كليا، فحضرت على سبيل المثال بشكل أو بآخر في زيارة التهنئة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى بكركي. هناك قال الرئيس ميشال عون إننا نعيش مأساة صعبة. وأكد مجددا أن الإنتخابات ستحصل وكل التحضيرات لها جاهزة... "لا سمح الله ما يصير شي".

 في موازاة المأساة الصعبة التي تحدث عنها، توقف رئيس الجمهورية عند أمور إيجابية كالإتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعودة بعض السفراء العرب إلى لبنان وزيارة البابا المرتقبة إلى لبنان.

 وعلى تخوم لبنان، في فلسطين، كان الإحتلال الإسرائيلي ينتهك مسرى النبي على مرأى ومسمع من العالم الغارق في صمت رهيب. قبل طلوع الشمس كانت قطعان المستوطنين تقتحم باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية ورعاية من قوات الإحتلال التي أعتدت على الفلسطينيين من دون أن تحيد النساء. في مواجهة هذه العدوانية إنطلقت دعوات فلسطينية إلى النفير العام للرد على إقتحام المسجد الأقصى من جانب المستوطنين، الذين يسعون لذبح القرابين المزعومة بمناسبة عيد الفصح.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

 لا تفارق القدس قلب الحدث، ولا أقصاها يخرج من دائرة الاهتمام ، فالمرابطون والمصلون عاهدوا شهر رمضان المبارك بالاستنفار والاستبسال بوجه الانتهاكات الصهيونية المتكررة لاولى القبلتين.

 اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه يضعها الفلسطينيون في خانة التصعيد، ويعتبرونها ضربا لما تبقى من حقوق المقدسيين في مدينتهم ومسجدهم المبارك، واذا استمر الصهاينة في اعتداءاتهم فهذا يعني مزيدا من المقاومة، ولا حصر لأشكالها ووسائلها وأماكنها.

 ومن استمرار الهجمة الصهيونية على المقدسات، يقرأ الفلسطينيون جيدا حجم الاستفادة التي يحققها الكيان الصهيوني من الخذلان العربي، ومن إزاحة الأعين عن قضيتهم، ومحاولة ضرب مقاومتهم في الرأي العام الاسلامي والدولي، كحال من يريد أن يشوه صورة المقاومة في لبنان لمصلحة العدو، ويجعل الانتخابات محطة لاستعجال الفتنة قابضا على ذلك الأثمان من السفارات،…ومن يستقوي من اللبنانيين بالخارج ليزيد شعبيته في الداخل هو واهم، أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ، اما المقاومة فكل حملات التشويه والتشويش والشتائم ضدها لن تضرها في اهلها ولا في وطنها، بل ستزيد الالتفاف حولها.

 حول معاني الفصح المجيد التف لبنان اليوم، على أمل الخروج من آلام الازمات وأوجاع المأساة التي وصفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالصعبة، مؤكدا من جهة أخرى أن الانتخابات قائمة في موعدها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

 لا نريد أن ننتخب. هكذا يردد اليوم قسم كبير من اللبنانيين، ولو أن الاحصاءات المتداولة تتحدث عن تقلص هذا العدد لمصلحة الذين حسموا قرارهم بالمشاركة، وخيارهم بالجهة التي سيمنحونها أصواتهم.

لا نريد أن ننتخب، لأن الانتخاب بلا فائدة يقول هؤلاء، فلا حلول جدية مطروحة للأزمة التي دفنت جنى العمر، ولا خطط واضحة المعالم للنهوض بالبلاد من جديد، يشددون.

 طبعا من حق اللبنانيين جميعا أن يقاربوا الاستحقاق المقبل من هذا المنظار. فخيبة الأمل بالماضي كانت كبيرة، والأمل بالمستقبل لا يزال حتى اللحظة غير منظور.

 غير أن ما ليس من حق هذه الفئة من اللبنانيين، هو الاستمرار في التعميم، وفي التطلع الى كل من تعاطى الشأن العام في السنوات الاخيرة بعين واحدة.

 فليس من حق هذه الفئة أن تساوي بين أصحاب المشاريع العملية والحلول المنطقية، في الدستور والقانون والاقتصاد والمال والكهرباء والمياه والتربية وسواها من العناوين من جهة، وبين من لا مشروع عمليا عنده ولا حلول منطقية، إلا التعطيل والتخريب والعرقلة والإمعان في ضرب مقومات الدولة والوجود.

 فمن يضيء على الثغرات الدستورية، لا ينبغي أن يعامل كمن يدفن الرأس في الرمال.  ومن يطرح عشرات القوانين الإصلاحية، لا يجب أن ينظر اليه كما ينظر الى من يقر القوانين بشرط إفراغها من المضمون، ومن يمنع تطبيقها اذا أقرت.

 ومن يقدم خططا متكاملة للكهرباء والسدود وغيرها، ومن يدعو الى تصحيح الوضع الشاذ في مرفأ بيروت منذ سنين، ومن يحذر من مأساة النازحين وخطر التوطين، لا يجوز ان يصبح في نظر بعض اللبنانيين مساويا لكل جماعة النكد السياسي وهم معروفون.

 ومن ينظر الى حزب الله كمكون لبناني مذهبي وسياسي أساسي، ينبغي التفاهم معه على العناوين الاشكالية، لا يصح أن يخون، خصوصا ممن لم يقصروا في التحالف مع حزب الله في الانتخابات، في التحالف الرباعي وغيره، والجلوس الى جانب وزرائه في الحكومات مع تحفظ خجول على البيان الوزاري حفظا لماء الوجه أمام المناصرين.

 ولأننا على مسافة 28 يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.

 * مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 فصح مجيد، وكل عيد وأنتم بخير. ومع أن الحدث الإلهي روحاني بامتياز، فإن السياسة حضرت بقوة في بكركي، إن من خلال عظة البطريرك الماروني، أو من خلال ما قاله الرئيس ميشال عون للصحافيين.

الراعي دعا الى رفع الهيمنة عن لبنان وتوحيد السلاح والتوقف عن تعطيل القضاء بحيث لا يبقى سوى سلاح واحد وقرار واحد. كما حذر سيد بكركي من تغيير هوية النظام الاقتصادي للبنان. ومع أن هذه المواقف ليست جديدة كليا، لكن أهميتها اليوم مضاعفة، إذ ان الراعي قالها أمام رئيس الجمهورية وأمام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وهما المسؤولان بشكل أو بآخر عن تأمين التغطية المسيحية لما يقوم به حزب الله، منذ العام 2006 الى اليوم.

 فهل ما قاله البطريرك الراعي، باسم الخط التاريخي لبكركي، سيسمح لعون وباسيل بإجراء قراءة نقدية لمواقفهما المؤيدة لحزب الله، أم أن ما كتب قد كتب، لأن لغة المصالح والمكاسب والمناصب تبقى أقوى من كلمة الحق والحقيقة؟

 في الانتقال الى موقف الرئيس عون أمام الصحافيين، فقد لفت غمزه من قناة الثنائي الشيعي عند الحديث عن القضاء.

 عون اعتبر أن من عطل الحكومة وانسحب من مجلس الوزراء هو نفسه من يعرقل عمل القضاء وتحقيقات المرفأ "وانتو بتعرفو مينن". طبعا موقف الرئيس متقدم هنا لكنه ناقص. فرئيس الجمهورية هو المؤتمن على الدستور وعلى حسن تطبيق القوانين، كما انه المسؤول عن حسن سير عمل المؤسسات الدستورية كلها. بالتالي فان موقعه ومسؤولياته تفرض عليه أن يسمي المعرقلين بأسمائهم لا أن يكتفي بالتلميح إليهم.

أكثر من ذلك، رئيس الجمهورية مطالب بالفعل لا بردات الفعل. فالدولة لا تدار بالكلام بل بالفعل، ولا تحكم بالتصريحات بل بالقرارات. فهل كثير أن نطلب ذلك من الرئيس القوي في العهد القوي؟ لذلك ايها اللبنانيون، شاركوا بكثافة في الاستحقاق الانتخابي الاتي. "فالتغيير بدو صوتك وبدو صوتك، وب 15 ايار خللو صوتكن يغير".

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 ومع كل قيامة وفصح مجيد، منذ الاستقلال وحتى اليوم، يسمع اللبنانيون نفس الدعاء: على أمل أن تكون القيامة، قيامة للبنان.

في عظة البطريرك الماروني في قداس العيد اليوم، لم يختلف الدعاء. فالبطريرك الراعي قال: "إن الشعب المصلوب ينتظر قيامته من الدولة وفي الدولة، بعيدا عن الهيمنة والتسلط وتسييس القضاء".

 ولكن الأقسى في كلامه، جاء عبر استخدام تعبير "اللبنانيون الحقيقيون" الذين وبحسب البطريرك يريدون جمهورية واحدة وشرعية واحدة وسلاحا واحدا وقرارا واحدا وهوية جامعة.

 صحيح أن البطريرك لم يسم من هم اللبنانيون غير الحقيقييين، لكنه وجه كلامه الى كل من يضع الانتماء الى لبنان الدولة على المحك، لان لا مجال للرمادية في هذا، حسب بكركي.

 عظة العيد، وجهت رسالة أخرى، مفادها أن لا خلاف لا اليوم ولا في المستقبل مع الرئيس عون، المصمم حسب الراعي على إجراء الانتخابات، وإقرار الموازنة وخطة التعافي وإقرار الاصلاحات.

 العظة كانت سبقتها كلمة هنأ فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين، وجاءت في أكثر من نقطة مشابهة لرسالة البطريرك.

فرئيس الجمهورية، الذي أكد أن الانتخابات النيابية حاصلة، وأن الامور إيجابية فيما يتعلق بصندوق النقد وعودة الدول العربية الى لبنان، خرج عن ديبلوماسيته الرئاسية، ووضع النقاط على الحروف في موضوع تسييس القضاء، عندما قال:  "معرقلو تعيين رؤساء محاكم التمييز معروفون وكذلك معرقلو التحقيق في انفجار المرفأ، وهم سبق وأوقفوا مجلس الوزراء، "وحاجة يكذبوا عليكن بقا".

 صحيح أن الرئيس لم يسم أيضا، من يكذب على اللبنانيين،, ولكن كلامه جاء بعد ساعات على إعلان وزير المالية يوسف الخليل، أن عدم توقيعه مرسوم تشكيلات الهيئة العامة لمحكمة التمييز ناتج عن أخطاء أساسية في المرسوم. مرسوم إذا وقعه وزير المالية، ينتقل الى رئيسي الحكومة والجمهورية ليوقعا عليه، فتكتمل حينها فقط الهيئة العامة لمحكمة التمييز، وتتخذ قرارا بقبول أو رد الدعاوى ضد الدولة، المقدمة من قبل الوزيرين علي حسن خليل وغازي زعيتر، لتعود الحياة الى ملف تحقيقات المرفأ.

هذا الملف العالق بين عدم اكتمال الهيئة، وعدم إصدار المحقق العدلي طارق البيطار قرارا اتهاميا في القضية، لعدم اكتمال التحقيقات، جعل ضحايا المرفأ أولا، وأهاليهم ثانيا، وموقوفي القضية وأهاليهم يقعون ضحية ظلم قاس، جعل قضيتهم اليوم تتقدم ولو قليلا على ملف الانتخابات النيابية التي دخلت المرحلة الأصعب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

كل الصلوات الانتخابية رفعت أيديها في يوم قيامة السيد المسيح، متسولة الصوت التفضيلي على باب الله.. وفتحت حسابا لها في السماء صدقة جارية عن صندوقة أيار.    المؤمنون بخطى يسوع والغافلون عن ذكر الله.. جميعا توحدوا في لائحة مشتركة تضرعت للقيامة من بين الأموات المتدافعة إلى الاستحقاق الكبير.

ولعل التدافع بصورته المهينة كان في العاصمة.. برمزيتها وعزتها حيث "راس بيروت" المرفوع على الهامات تحول في لحظة ترشيح إلى إهانة كرامات، فما إن أعلن المرشح المدعو "كينغ رولوديكس" عزمه على توزيع أربعين ألف دولار خلال إطلاق "سيرك" انتخابي بلائحة "نعم بيروت" في فندق الريفييرا.. حتى أصبح خط سير كورنيش المنارة بحلة جديدة مزنرا بسلسلة حواصل بشرية تدافعت، أملا بالتقاط الفريش دولار. وهي صورة عن مشهد يلعب فيه الدولار في سوق الانتخابات السوداء ويحرك حاجات الناس، ويستثمر في عوزها وانهيارها الاقتصادي.

 وإذا كان المرشح الملك فارغ الحواصل العلوية ويتفنن في تسديد الإهانات للمحتاجين.. فإن هناك ملوكا وأمراء سياسيين يمتهنون الأسلوب نفسه بشراء الصوت المسبق الدفع، لكن على علو زعامتي مرتفع.. وكله يجاري بعضه فما الذي ستحمله الأيام الفاصلة عن أيار.. وأي رقم سوف يستقر عليه سعر الصوت التفضيلي؟.. لا أحد يتوقع في المعركة المفتوحة على كل "المصريات".

 وعلى خطوط فقر وعوز ورجاء قيامة بعد الصلب.. كانت بكركي توجه عظة الفصح إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحضوره.. والذي اتضح بعد الكشف الحسي أنه يعاني مثلنا.. وإذا أمعنا في التدقيق الرئاسي قد نكتشف أيضا أن رئيس البلاد تقدم بطلب تعبئة استمارة البطاقة التمويلية.

وفي حضرة الفخامة، خاطب البطريرك الراعي الرئيس ميشال عون، ورأى أن من حق اللبنانيين أن ينتقلوا إلى عهد القيامة، وقد طالت جلجلتهم القسرية، وقلوبهم تعتصر حزنا إذ يلمسون عجز السلطة عن معالجة أوجاعهم وجروحاتهم وماسيهم.. فاللبنانيون بأكثريتهم يرزحون تحت عبء الفقر والعوز وفقدان الطبابة والدواء والضمانات الاجتماعية وفرص العمل، وترنح الدولة وتعثر الوحدة وتفاقم الانهيار.

 وفي عبارة سماوية تطبق على أرض بعبدا، طرح الراعي السؤال الأكثر إحراجا للرئيس: متى يدحرج لنا الحجر عن باب القبر.. فمن حق اللبنانيين أن ينتقلوا إلى عهد القيامة.

لكن عون كان قد أدلى بما لديه في باحة بكركي، وقال: "إننا نعيش مأساة صعبة تراكمت فيها المشاكل، أعيشها أنا كما تعيشونها أنتم، وما أصابكم أصابني أيضا". وطمأن عون اللبنانيين إلى أن الانتخابات النيابية ستحصل وأن كل التحضيرات جاهزة لذلك، إلا إذا حصل شيء لا سمح الله. وعن التشكيلات القضائية المتعلقة برؤساء محاكم التمييز وبيان وزير المال أمس الذي تحدث عن "خطأ أساسي" قال عون: "ليس هناك من خطأ أساسي بل هناك عرقلة، ويجب أن تعلموا من يعرقل، فليتوقفوا عن الكذب عليكم".

ورد عون على أهالي شهداء المرفأ بالقول إن "عليهم أن يتوجهوا إلى معرقلي القضاء، وجميعكم تعلمون من هو المعرقل، فمن أوقف مجلس الوزراء"؟ وأعاد رئيس الجمهورية بمواقفه تلك إشعال حطب الخلافات مع الثنائي الشيعي.. وهو الذي يتحالف معه في الانتخابات النيابية صيف وشتاء تحت صندوق انتخابي واحد، لحصد المواقف التي تستند إلى خابية تفضيلية.

 أما رئيس التيار جبران باسيل فقد أسند الى نفسه مهمة ترجمة مواقف بكركي على هواه ومزاجه الانتخابي، واشتغل فيلسفوفا دينيا في يوم أحد الفصح، معتبرا أن "الذين لا يريدون أن يتدحرج الحجر هم كثر من اللبنانيين، ومن الذين سلموا المسيح من أبناء جنسه وبثلاثين من الفضة".

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

انقسام بين جمهور "حركة أمل" حول حادثة الصرفند

المدن/17 نيسان/2022

حظيت لائحة المعارضة "معاً للتغيير" في دائرة الجنوب الثانية، بأفضل تغطية إعلامية لحدث إطلاق اللائحة من الصرفند في الجنوب. فالضجة التي أحدثها هجوم جمهور حركة أمل واعتداؤه على المرشحين في اللائحة ومنعهم من اكمال طريقهم لإطلاقها، أعطى اللائحة زخماً قلما حظيت به باقي اللوائح، خصوصاً أن الإشكال الذي حصل يحمل العديد من الدلالات والرسائل. فقد شكل الحادث إحراجاً كبيراً لحركة أمل، عبر ترسيخ صورتها لدى اللبنانيين، باعتبار عناصرها غير منضبطين إن لم نقل "بلطجية" كما يذهب البعض، وسط اتهامات بعدم تقبل الحركة للعملية الديمقراطية. كذلك، فإن الفيديوهات التي انتشرت أظهرت ما يشبه تواطؤاً بين القوى الأمنية والجمهور المعتدي، وعدم ملاحقة المعتدين الذين حمل بعضهم السلاح ما يعني أن حركة أمل غطت الإعتداء، عبر مسؤولين على الارض. الإحراج الذي وُضِعَت حركة أمل به، دفعها لسحب يدها مما حصل، فأصدرت بياناً نفت فيه أي مسؤولية لها. ناشطون قلة تابعون للحركة، تضامنوا مع المعتدين، مشيدين بما قاموا به بمواجهة المعارضة، إلا أن أغلبية جمهور أمل، ندد بما حصل، معتبراً أن حركة أمل لطالما تقبلت ترشح منافسين مثل كامل الأسعد ورياض الأسعد في مناطقها من دون أن تبدي أي رد فعل عنيف تجاههم. لا يناسب حركة أمل أن تفوز بالتزكية، هي بحاجة دائماً إلى منافس لإظهار قوتها وشعبيتها ولإعطائها الشرعية عبر العملية الديمقراطية التي وصلت عبرها إلى البرلمان. لعب آل الأسعد، من كامل إلى رياض هذا الدور، المنافس التقليدي الضعيف الذي ستكون لائحته مجرد جزء من ديكور العملية الانتخابية التي لا يمكن أن تتم بدونه. المفارقة هذه المرة أن لائحة "معاً نحو التغيير"، هي خصم حقيقي لـ"حركة أمل"، خصوصاً بعد ثورة 17 تشرين وكل ما حصل بعدها من انهيار اقتصادي وخسارة أمل أقوى أوراقها، أي القطاع العام وخدمات الدولة. وحتى لو كانت النتيجة بالنسبة للبعض شبه محسومة، وحتى لو لم تحصل لائحة "معاً للتغيير" على أي مقعد في البرلمان، فإن النتائج التي ستحصدها، مهما كان عدد أرقامها،  لن تكون مريحة لـ"حركة أمل" إذ ستعطي لجمهور واسع من الناقمين ومريدي التغيير فرصة لإثبات وجهة نظرهم ان الناس بدأت تتفاعل مع مساعي التغيير.

 

في شقرا الجنوبية… انفجار قنبلة وإصابات بليغة!

صحف لبنانية/17 نيسان/2022

اصيب ثلاثة فتيان بجروح بليغة، جراء انفجار قنبلة أثناء وجودهم في منزلهم في بلدة شقرا الجنوبية.والجرحى الثلاثة من التابعية السورية وهم: محمود الخلف (16سنة) واحمد الخلف (13 سنة) محمد الخلف (12 سنة).

 

توتّر بين “الحزب” و”النظام السوري” حول تقاسم أموال التهريب

الحدث.نت/17 نيسان/2022

كشفت “الحدث” عن أن “حزب الله يقيم نقاطا عسكرية جديدة قرب معابر التهريب مع لبنان.” وأفادت بحصول توتر بين ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام وحزب الله حول الطرق غير الشرعية، موضحة أن الخلافات نشبت على خلفية تقاسم أموال التهريب بين الحدود.

وأعلن المرصد السوري أن “حزب الله يحصن مواقعه بدءا من الزبداني وصولا إلى القلمون الغربي”، مضيفا أن “حزب الله يرفع الأعلام السورية فوق مواقعه تجنبا للضربات الإسرائيلية.”

 

مُبادرة فاتيكانيّة لإنهاء النزاعات في لبنان

 صحيفة الديار/17 نيسان/2022

إنطلقت تحضيرات زيارة قداسة البابا فرنسيس الى لبنان، المقرّرة في 12 و13 حزيران المقبل. نقلت مصادر سياسية متابعة ومطلعة على اهداف الزيارة، بأنّ لا شك بوجود مبادرة فاتيكانية سيعلنها البابا، ستحمل في طياتها دعوات الى جميع الافرقاء السياسيين في لبنان، بضرورة إنهاء النزاعات والخلافات والانقسامات، وتطبيق العيش المشترك اولاً، التزاماً بالإرشاد الرسولي وسينودوس الشرق الأوسط، وبوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّع عليها البابا فرنسيس مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، لانّ هذا ما يميّز لبنان الرسالة، التي اطلقها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته لبنان في العام 1997، وبتطبيق الاصلاحات لإنقاذ البلد والحصول على المساعدات الدولية القادرة على إنتشاله من قعر الهاوية، لانّ الوقت حان ولا يحمل أي مهلة إضافية، وبالتالي فترف الوقت لم يعد موجوداً ابداً، وسوف يشدّد قداسته ايضاً على تطبيق الحياد والابتعاد عن سياسة المحاور الاقليمية، والحفاظ على وحدة الدولة والكيان، وإجراء المصالحة الحقيقية والنهائية، وفَتح صفحة جديدة بين اللبنانيين. ورأت المصادر المذكورة بأنّ زيارة البابا فرنسيس، لا شك ستحمل عنواناً بارزاً ولافتاً جداً، فحواها انه سيعيد لبنان الى الخارطة الدولية، وبأنه ليس متروكاً من قبل اهم شخصية دينية وروحية في العالم، واشارت من ناحية ثانية الى انّ سفر البابا وارد جداً من لبنان الى الاردن للقاء رأس الكنيسة الارثوذكسية، مع إمكانية ان يزور القدس للقاء بطريرك روسيا. وعلى الصعيد الداخلي اللبناني، لفتت المصادر عينها الى أنّ البابا سيؤكد وقوفه الى جانب اللبنانيين في محنتهم ومصاعبهم، وسيكون له لفتة خاصة واردة جداً، من خلال ترؤسه القداس الاحتفالي في باحة مرفأ بيروت، او بزيارة يقوم بها البابا الى المرفأ لتفقد تلك الساحة، وإطلاق كلمة هامة من هناك، تنطلق من الامل والسلام للبنان والدعوة للتمسّك بالشراكة الحقيقية المسيحية – الاسلامية، والمضيّ نحو لبنان جديد في مسيرته، مع وعود بالمساعدات الدولية التي سيساهم قداسته في تأمينها، من خلال طرح ملف لبنان في المحافل الهامة.

 

هدم الإهراءات.. إلى ما بعد الإنتخابات؟

جريدة الأنباء الإلكترونية/17 نيسان/2022

يُفضّل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي تأجيل عملية هدم بقايا إهراءات القمح في مرفأ بيروت إلى ما بعد الانتخابات النيابيّة، خشية منه أن يتحوّل ذلك إلى شرارة تفجّر الوضع الأمني بما يطيح بالإستحقاق الإنتخابي. وبحسب “الانباء الكويتية”، ان الفريق الآخر متمسّك بالهدم الآن، وبالتحديد قبل الانتخابات، ما جعل ميقاتي القلق من الارتدادات السلبية للهدم على الاستحقاق الانتخابي يوسّع دائرة اتصالاته لتشمل رئيس مجلس النواب نبيه برّي

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس في عيد الفصح: لدخول الأماكن المقدسة في القدس بحرية

وطنية - روما/17 نيسان/2022

دعا البابا فرنسيس من الفاتيكان اليوم في مناسبة عيد الفصح، إلى ضمان الدخول بحرية إلى الأماكن المقدسة في القدس، حيث خلفت اشتباكات عشرات الجرحى في الأيام الأخيرة في باحة الأقصى. بحسب ما أفادت "الوكالة الفرنسية". وقال: "أتمنى أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون وجميع سكان المدينة المقدسة، جنبا إلى جنب مع الحجاج، تجربة جمال السلام والعيش في أخوة والدخول بحرية إلى الأماكن المقدسة، في احترام متبادل لحقوق كل منهم".

 

أوكرانيا: المدافعون عن ماريوبول «سيقاتلون حتى النهاية»

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 نيسان/2022

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال، اليوم (الأحد)، أن مدينة ماريوبول «لم تسقط»، مؤكداً أن المدافعين عن المدينة ضد الهجوم الروسي «سيقاتلون حتى النهاية». ونفى شميغال سقوط المدينة، في مقابلة اليوم (الأحد)، مع برنامج «هذا الأسبوع» على قناة «إيه بي سي»، قائلاً: «قواتنا العسكرية وجنودنا ما زالوا هناك، وسيقاتلون حتى النهاية». وتابع: «إذا لم يرغب الروس بإجراء المفاوضات، بالتأكيد سنقاتل حتى النهاية. لن نستسلم ولن نترك بلادنا وعائلاتنا وأرضنا». كما رفض رئيس الوزراء الأوكراني تأكيدات بوتين الأخيرة بأن الجيش الروسي يكسب الحرب. وشدد شميغال على أنه «لم تسقط مدينة كبيرة واحدة. فقط خيرسون تخضع لسيطرة القوات الروسية، لكن بقية المدن الأخرى تحت السيطرة الأوكرانية»، مشيراً إلى أنه تم تحرير أكثر من 900 بلدة ومدينة. ومع ذلك، فإن الاستيلاء على ماريوبول سيشكّل ضربة قاسية لأوكرانيا من الناحية الاستراتيجية والرمزية، لأنه سيساعد موسكو على فتح طريق بري إلى شبه جزيرة القرم. وناشد شميغال الدول الغربية مجدداً إرسال المزيد من الذخيرة والأسلحة لدعم القوات الأوكرانية، كما طالب بمزيد من المساعدة المالية. وقال إن البلاد تشهد «كارثة إنسانية كبيرة» وتحتاج إلى مزيد من المساعدة «لإنقاذ اقتصادنا من أجل التعافي في المستقبل». وأضاف: «الآن، نصف اقتصادنا فقط يعمل وأوكرانيا تواجه عجزاً شهرياً كبيراً في الميزانية قدره 5 مليارات دولار». وأشار إلى أن مسؤولين أوكرانيين سيزورون واشنطن الأسبوع المقبل من أجل الإضاءة على حاجات البلاد خلال اجتماع الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وفي حين أن مصير المقاتلين المحاصرين داخل المدينة يبدو قاتماً أكثر فأكثر، حذّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من قرار محتمل للقوات الروسية بتسوية المدينة بالأرض. وجاء حديث المسؤولين الأوكرانيين بعد ساعات من انتهاء مهلة الإنذار الروسي لاستسلام المقاتلين المتحصنين داخل مصانع الصلب الأشبه بالقلاع في ماريوبول. وقال كوليبا إن الحصار لا يطال الجنود الأوكرانيين فحسب، بل أيضا «مجموعة كبيرة من المدنيين». وأضاف: «إنهم يواصلون نضالهم، لكن يبدو من الطريقة التي يتصرف بها الجيش الروسي في ماريوبول، أنهم قرروا تسوية المدينة بالأرض بأي ثمن». وفي إشارة إلى الوضع اليائس الذي تواجهه القوات الأوكرانية في ماريوبول، حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أمس (السبت)، من أنه في حال تم القضاء على جنوده فإن هذا يعني إلغاء محادثات السلام مع موسكو. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح سابقاً بأن المحادثات وصلت إلى «طريق مسدود».

 

زيلينسكي يدعو ماكرون إلى زيارة أوكرانيا للتأكد من حصول «إبادة جماعية

واشنطن/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه دعا إيمانويل ماكرون إلى زيارة أوكرانيا من أجل أن يرى بأُم عينيه أن القوات الروسية ترتكب «إبادة جماعية»، وهو تعبير رفض نظيره الفرنسي استخدامه حتى الآن. وأوضح زيلينسكي في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الأميركية أُجريت أول من أمس (الجمعة)، وبُثت اليوم (الأحد): «لقد تحدثتُ إلى إيمانويل. أعتقد أنه يريد ضمان دخول روسيا في حوار»، وذلك من أجل توضيح رفض الرئيس الفرنسي التنديد بحصول «إبادة جماعية» في أوكرانيا بخلاف الرئيس الأميركي جو بايدن. وعدّ الرئيس الأوكراني هذا الرفض (الأربعاء)، «مؤلماً جداً». وتابع زيلينسكي لشبكة «سي إن إن»: «قلت له إنني أريده أن يفهم أن هذه ليست حرباً، إن هذه ليست سوى إبادة جماعية. لقد دعوته إلى المجيء عندما تتاح له الفرصة. سوف يأتي وسوف يرى، وأنا متأكد من أنه سوف يفهم». وبرر ماكرون (الخميس)، قراره عدم استخدام مصطلح «إبادة جماعية» بأن «التصعيد الكلامي» لن «يساعد أوكرانيا» وقد يدفع الغربيين إلى التدخل. وأضاف: «كلمة إبادة جماعية لها معنى»، و«يجب أن تصدر عن خبراء في القانون وليس عن سياسيين». وأشار إلى أن «الدول التي ترى أنها إبادة جماعية يجب أن تتدخل بموجب الاتفاقات الدولية». وفي المقابلة التي بُثت اليوم (الأحد)، قال الرئيس الأوكراني أيضاً إنه يرغب في أن يزور بلاده جو بايدن الذي أكد الأسبوع الماضي أن القوات الروسية ترتكب «إبادة جماعية». وقال: «أعتقد أنه سيأتي لكنّ القرار متروك له، وذلك يعتمد بالطبع على الوضع الأمني». وتفكر الحكومة الأميركية في إرسال مبعوث إلى كييف، لكن البيت الأبيض استبعد قيام الرئيس في الوقت الحالي برحلة دونها أخطار عالية.

 

أوكرانيا تطلب 50 مليار دولار من مجموعة السبع لتغطية عجز الميزانية

كييف/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

قال أوليه أوستينكو المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني، اليوم الأحد، إن بلاده طلبت دعماً مالياً بقيمة 50 مليار دولار من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، كما تبحث أيضاً إصدار سندات بعائد صفر في المائة للمساعدة على تغطية عجز في الميزانية مرتبط بالحرب على مدى الأشهر الستة المقبلة. وأضاف أوستينكو للتلفزيون الأوكراني، أن تلك الخيارات محل نقاش جدي، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ 24 فبراير (شباط) في خسائر كبيرة للاقتصاد الأوكراني والبنية التحية في البلاد. بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، اليوم الأحد، إن القوات الروسية دمرت مصنع ذخيرة بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف. وقال كوناشينكوف، «دمرت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو خلال الليل مصنع ذخيرة بالقرب من مدينة بروفاري بمنطقة كييف».كان إيجور سابوجكو رئيس بلدية بروفاري، قال في وقت سابق اليوم إن هجوماً صاروخياً وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم، وتسبب في تدمير البنية التحتية بالمدينة.

 

روسيا تطلب من المقاتلين الأوكرانيين في ماريوبول الاستسلام

كييف/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

أعطت روسيا الجنود الأوكرانيين المتحصنين في ماريوبول بجنوب شرقي البلاد مهلة لإلقاء أسلحتهم والاستسلام اليوم الأحد والتي قالت موسكو إن قواتها تسيطر عليها بالكامل تقريبا وستكون بذلك أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية في الحرب المستمرة منذ نحو شهرين. وبعد عدة ساعات من الموعد النهائي الساعة 03:00 بتوقيت جرينتش، لم يكن هناك ما يشير إلى استسلام المقاتلين الأوكرانيين المتحصنين في مصانع الصلب العملاقة في آزوفستال المطلة على بحر آزوف، بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وبعد فشله في التغلب على المقاومة الأوكرانية في الشمال منذ بدء الغزو الذي أمر به الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير (شباط)، أعاد الجيش الروسي التركيز على منطقة دونباس في شرق البلاد مع مواصلة الضربات بعيدة المدى على مناطق أخرى من أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف. وعبر البابا فرنسيس عن أسفه خلال خطاب في ساحة القديس بطرس بسبب «عيد قيامة الحرب» وناشد بإنهاء إراقة الدماء وانتقد روسيا ضمنيا. وقال «فليحل السلام على أوكرانيا التي مزقتها الحرب والمنهكة للغاية من العنف والدمار الذي تسببت فيه الحرب القاسية التي لا منطق فيها والتي انجرت إليها». وشكر البابا من استقبلوا اللاجئين من أوكرانيا والذين يصل عددهم إلى أربعة ملايين. وقالت روسيا إن قواتها طهرت المنطقة الحضرية في ماريوبول، الميناء الرئيسي في دونباس. وشهدت المدينة بعض أعنف المعارك وأسوأ معاناة للمدنيين، إذ تناثرت الجثث في الشوارع واحتمى الآلاف في ظروف مروعة تحت الأرض. وأصبح مصنع آزوفستال، وهو واحد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا ويوجد به العديد من المباني وأفران صهر المعادن وخطوط السكك الحديدية، ملاذا أخيرا للمقاتلين الأوكرانيين الذين تفوقهم القوات الروسية عدداً. وقالت وزارة الدفاع في بيان «تعرض القوات المسلحة الروسية على مقاتلي الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب وقف أي أعمال قتالية وإلقاء السلاح بدءا من الساعة 6 صباحا (بتوقيت موسكو) في 17 أبريل 2022». وذكرت أن «كل من يلقي سلاحه سينجو بحياته» مضيفة أن المدافعين يمكن أن يغادروا المصنع بحلول الساعة العاشرة صباحا بدون أسلحة أو ذخيرة.

* جنودنا محاصرون

لم يرد أي تعليق بعد من كييف على المهلة، رغم أن الجيش الأوكراني قال إن الضربات الجوية الروسية على ماريوبول استمرت جنبا إلى جنب مع العمليات الهجومية بالقرب من الميناء. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا أمس السبت «بمحاولة القضاء عمدا على الجميع» في ماريوبول وقال إن حكومته على اتصال بالمدافعين عن المدينة الساحلية. لكنه لم يتطرق إلى ادعاء موسكو بأن القوات الأوكرانية لم تعد موجودة في مناطق حضرية. وأكد أن قتل قواته سينهي جهود السلام. وقال زيلينسكي لبوابة أوكرانسكا برافدا الإخبارية «جنودنا محاصرون والجرحى محاصرون. هناك أزمة إنسانية... ومع ذلك الرجال يدافعون عن أنفسهم». وإذا تأكدت سيطرة روسيا على المدينة الساحلية، فستكون أول مدينة أوكرانية كبرى تسقط منذ بدء الغزو وستشكل مكسبا استراتيجيا لموسكو إذ تربط الأراضي التي تسيطر عليها في دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.

 

محكمة مصرية تقضي بالمؤبد ضد القيادي «الإخواني» محمود عزت

القاهرة /الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

قضت محكمه الجنايات المصرية اليوم (الأحد) بالسجن المؤبد على القائم بأعمال مرشد جماعة «الإخوان» محمود عزت في إعادة محاكمته في القضية المعروفة إعلاميا بـ«اقتحام الحدود الشرقية». جدير بالذكر أن المتهمين في هذه القضية 28 متهما من قيادات الجماعة وأعضاء التنظيم الدولي وعناصر حركة «حماس» و«حزب الله» اللبنانى على رأسهم رشاد بيومي ومحمود عزت ومحمد سعد الكتاتني وسعد الحسيني ومحمد بديع عبد المجيد، ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وعصام الدين العريان ويوسف القرضاوي وآخرون. وأسدلت محكمة النقض ملف القضية بأحكام نهائية للمتهمين الآخرين حيث تضمن منطوق حكم محكمة النقض الصادر في القضية بانقضاء الدعوى الجنائية ضد عصام العريان لوفاته. كانت محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي أصدرت أحكاما بالسجن المؤبد والمشدد 15 عاما على المتهمين وبراءة آخرين. كما قضت بمصادرة الهواتف المحمولة، وألزمت المحكوم عليهم بالمصاريف، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة وانقضاء الدعوى الجنائية للرئيس المصري الراحل محمد مرسي لوفاته. وتعود وقائع القضية إلى عام 2011 إبان ثورة 25 يناير حيث أسندت النيابة للمتهمين في القضية تهم «الاتفاق مع هيئة المكتب السياسي لحركة حماس، وقيادات التنظيم الدولي الإخواني، وحزب الله اللبناني على إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثوري الإيراني، لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية».

 

 روسيا تلجأ لهجمات بعيدة المدى على المدن الأوكرانية صواريخ استهدفت كييف وخاركيف... وطائرات تقصف لفيف

كييف - لندن/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

استهدفت صواريخ روسية طويلة المدى، أمس، مدينتي كييف وخاركيف، كما قصفت طائرات حربية روسية مدينة لفيف، لتنفذ موسكو تهديدها بشن مزيد من الهجمات بعيدة المدى على مدن أوكرانية بعد إغراق البارجة الروسية «موسكفا» التي كانت سفينة القيادة في الأسطول الروسي في البحر الأسود. وبعد شهر ونصف من غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، تحاول روسيا الاستيلاء على الأراضي في الجنوب والشرق بعد الانسحاب من الشمال في أعقاب هجوم واسع على العاصمة كييف تم صده في ضواحي المدينة. وفي ماريوبول المحاصرة، التي شهدت أعنف قتال في الحرب وأسوأ كارثة إنسانية، واصلت القوات الروسية التقدم الذي أحرزته في الآونة الأخيرة، على أمل تعويض فشلها في الاستيلاء على كييف من خلال الاستيلاء أخيراً على أول جائزة كبيرة لها في الحرب. وقالت موسكو إن طائراتها قصفت مصنعاً لإصلاح الدبابات في العاصمة، حيث سمع دوي انفجار وشوهد دخان في منطقة دارنيتسكي الجنوبية الشرقية. وقال رئيس بلدية المدينة إن شخصاً واحداً على الأقل لقي حتفه وإن المسعفين يكافحون لإنقاذ آخرين. وقال الجيش الأوكراني إن طائرات حربية روسية أقلعت من روسيا البيضاء وأطلقت صواريخ أيضاً على منطقة لفيف بالقرب من الحدود البولندية، حيث أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أربعة صواريخ كروز. وفي ماريوبول، وصل صحافيون من رويترز في المناطق التي تسيطر عليها روسيا من المدينة إلى مصنع «إيليتش» للصلب، الذي تقول موسكو إنها استولت عليه يوم الجمعة، وهو واحد من مصنعين عملاقين للمعادن تحصن فيهما المدافعون في أنفاق ومخابئ تحت الأرض. وتحول المصنع إلى خراب، مع عدم وجود أي علامة على وجود مدافعين هناك. وفي الخارج تناثرت ما لا يقل عن ست جثث لمدنيين في الشوارع القريبة، منها جثة امرأة.

- قصف مصنع عسكري

وفي إشارة نادرة للحياة، سارت سيارة حمراء ببطء في شارع خالٍ، وكتبت كلمة «أطفال» على بطاقة مثبتة على الزجاج الأمامي. وقال حاكم إقليم خاركيف في الشرق إن شخصا واحداً على الأقل لقي حتفه وأصيب 18 في هجوم صاروخي. وفي ميكولايف، وهي مدينة قريبة من الجبهة الجنوبية، قالت روسيا إنها قصفت مصنعاً لتصليح المركبات العسكرية. وجاءت الهجمات في أعقاب إعلان روسيا أول من أمس الجمعة أنها ستكثف الضربات بعيدة المدى رداً على أعمال «تخريبية» و«إرهابية» لم تحددها، وذلك بعد ساعات من تأكيدها غرق سفينتها الرئيسية في البحر الأسود «موسكفا». وتقول واشنطن وكييف إن السفينة أصيبت بصواريخ أوكرانية، بينما تقول موسكو إنها غرقت بفعل حريق نشب داخل السفينة أدى إلى تفجير الذخائر التي كانت على متن السفينة. وتركت القوات الروسية التي انسحبت من الشمال بلدات تناثرت فيها جثث المدنيين، وهو دليل على ما وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي بالإبادة الجماعية - في محاولة لمحو الهوية الوطنية الأوكرانية. وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول إن الهدف من «عمليتها العسكرية الخاصة» هو نزع سلاح جارتها وهزيمة القوميين وحماية الانفصاليين في جنوب شرقي أوكرانيا.

- صمود في ماريوبول

من جانبها، قالت أوكرانيا إن قواتها ما زالت صامدة وسط أنقاض ماريوبول حيث يتركز الدفاع حول آزوفستال وهو مصنع ضخم آخر للصلب لم يدخل مرحلة الإنتاج بعد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أوليكسندر موتوزيانيك في إيجاز تلفزيوني إن «الوضع صعب في ماريوبول، والقتال دائر طوال الوقت بينما يواصل الجيش الروسي استدعاء وحدات إضافية لاقتحام المدينة». وتعهد رينات أخميتوف الذي يملك مصنعي الصلب، وهو أغنى رجل في أوكرانيا، بإعادة بناء المدينة. وقال لوكالة رويترز للأنباء إن «ماريوبول مأساة عالمية، ومثل عالمي للبطولة. بالنسبة لي كانت ماريوبول وستظل مدينة أوكرانية».

وإذا سقطت ماريوبول فستكون الجائزة الكبرى لروسيا في الحرب حتى الآن. فالمدينة هي الميناء الرئيسي لمنطقة دونباس التي تتكون من إقليمين في جنوب شرقي البلاد تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عنهما بالكامل للانفصاليين الذين تدعمهم منذ عام 2014. وتقول أوكرانيا إنها حتى الآن أوقفت التقدم الروسي في أماكن أخرى في دونباس. وقال الحاكم سيرهي جايداي في منشور على الإنترنت إن شخصاً لقي حتفه وأصيب ثلاثة آخرون في قصف روسي في لوغانسك أحد إقليمي دونباس. وأضاف جايداي أن خط أنابيب غاز تضرر في بلدتي ليسيتشانسك وسيفرودونيتسك اللتين تقعان على الجبهة واللتين انقطعت عنهما إمدادات الغاز والماء. ومضى قائلاً إن الحافلات متاحة لمن يريدون أن يرحلوا. وقال: «ارحلوا بينما لا يزال الرحيل ممكناً».

- إصرار بوتين

وصارت لأوكرانيا اليد العليا في المرحلة المبكرة من حرب توقع كثير من الخبراء العسكريين في الغرب أن تخسرها بسرعة. فقد نشرت بنجاح وحدات متحركة مسلحة بصواريخ مضادة للدبابات قدمها الغرب ضد قوافل مدرعات روسية ضخمة اضطرت للسير فقط على الطرق لأن الأرض موحلة. لكن بوتين يبدو مصراً على كسب المزيد من أرض دونباس ليعلن النصر في الحرب التي تركت روسيا خاضعة لمزيد من العقوبات الغربية وبقليل من الحلفاء. وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي إن عدداً يتراوح بين 2500 و3000 جندي أوكراني قُتلوا حتى الآن مقابل ما يصل إلى 20 ألف جندي روسي. ولم تقدم موسكو أي بيانات جديدة عن ضحاياها منذ 25 مارس (آذار) عندما أعلنت أن 1351 من جنودها قُتلوا. وتشير التقديرات الغربية للخسائر الروسية إلى أنها أضعاف مضاعفة. وتقول أوكرانيا إن من المستحيل إحصاء القتلى المدنيين مضيفة أن القتلى المدنيين يُقدرون بعشرات الآلاف في ماريوبول وحدها. وإجمالاً نزح نحو ربع السكان عن ديارهم وتُقدر نسبة من غادروا البلاد إلى الخارج بعشرة في المائة من السكان. وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في وقت متأخر من ليل الجمعة إن «قصص النجاح لجيشنا في ميدان القتال مهمة حقاً، تاريخية حقاً. لكنها لا تزال غير كافية لتطهير بلادنا من المحتلين. سنلحق بهم المزيد من الهزائم».

 

وساطة «حميميم» تخفض التوتر بين الشرطة الكردية وقوات دمشق في القامشلي

قصف تركي على مناطق «قسد» في ريفي الحسكة والرقة

القامشلي: كمال شيخو - دمشق. لندن: «الشرق الأوسط»/17 نيسان/2022

قال سكان إن المدفعية التركية قصفت بشكل عنيف ليل الجمعة - السبت، مناطق متفرقة بريف محافظة الحسكة الشمالي الغربي وشمال محافظة الرقة تسببت بموجة نزوح وأثارت الهلع بين المدنيين، في وقت كشفت مصادر سورية مطلعة أن الوسيط الروسي أبلغ «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي تريد اجتياح بلدتي الدرباسية وعاموده لتصل إلى مدينة القامشلي، إذا لم تنسحب من المربع الأمني، وتكسر الحصار عن المربعات الأمنية في القامشلي والحسكة، الأمر الذي دفع قوات «قسد» للخروج من الدوائر الحكومية وتسليمها دون مواجهات تذكر.

ونقل شهود عيان وسكان من بلدة تل تمر الواقعة بريف الحسكة الشمالي، أن المدفعية التركية المتمركزة في مناطق عملية «نبع السلام»، ولليوم الثاني على التوالي، تقصف بشكل عنيف قرى تل جمعة وأم الكيف والطويلة وتل شنان والدردارة المحاذية لمناطق التماس مع الجيش التركي وفصائل سورية موالية لها، الأمر الذي تسبب بنزوح عدد كبير من أهالي تلك المنطقة، كما قصفت قرى دادا عبدال وعقرية وخربة شعير بريف ناحية أبو راسين بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ تسببت بأضرار مادية طالت ممتلكات ومنازل بعض الأهالي. وقال مصدر عسكري من «مجلس تل أبيض العسكري»، التابع لـ«قسد»، إن الجيش التركي نفذ قصفاً صاروخياً مستهدفاً قرى بلدة عين عيسى التابعة لريف الرقة الشمالي، وقصف قرى المشيرفة وبير عيسى ودبس وهوشان وفاطسة ومشيرفة والخالدية وصيدا ومخيم عين عيسى ومطعم صقر والطريق الدولي السريع (إم 4) وصوامع البلدة، كما تعرضت قرى ريف عين عيسى الشرقي والغربي لقصف مدفعي وصاروخي مكثف، وقالت القيادة العامة لقوات «قسد»، في بيان نشر على موقعها الرسمي أول من أمس الجمعة، «الدولة التركية استفادت من انشغال العالم بالحرب في أوكرانيا، وزادت من عمليات الاستهداف، وضرورة تقديم سبل تقوية وآليات حماية شعب المنطقة وإيقاف هذه الهجمات».

وقال آرام حنا المتحدث الرسمي للقوات لـ«الشرق الأوسط»، إن تركيا تسعى للحصول على ضوء أخضر، «لشن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا بما يحقق مصالحها ومطامعها (الإرهابية)، وترى في انشغال العالم بالحرب الأوكرانية - الروسية الفرصة لتنفيذ هذا الهجوم»، مشيراً إلى أن الهجمات التركية تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتفسح المجال للتنظيمات الإرهابية بتجميع صفوفها لارتكاب المجازر، حسب حنا، موضحاً أنهم على تواصل يومي مع الضامن الروسي حول هذه الخروقات، «لكنها لا تترجم إلى خطوات فاعلة وجدية لوقف انتهاكات الاحتلال التركي»، منوهاً بأنهم قوات دفاعية: «ترد على مصادر إطلاق النار بالشكل والتوقيت المناسب، وبادرت (قسد) باتخاذ كافة التدابير اللازمة التي تضمن أمن وسلامة المنطقة، والوقوف في وجه المطامع التركية».

إلى ذلك، نجحت الوساطة الروسية بقيادة قائد القوات الروسية بقاعدة حميميم، في ضبط التوتر بين قوات الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة للإدارة والقوات الحكومية المنتشرة في المربع الأمني بمدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، حيث أزالت «الأسايش» الحواجز الحجرية والكتل الإسمنتية على المدخل الرئيسي المؤدي نحو المربع الأمني ودوار السبع بحرات ومجمع الأجهزة الأمنية وسط القامشلي، كما خففت القيود أمام حركة السير والتنقل من وإلى مطار القامشلي. وشاهد موفد «الشرق الأوسط» عودة الموظفين والعاملين في المؤسسات الحكومية إلى العمل والدوام الرسمي بشكل طبيعي. غير أن عاملين في المخابز الحكومية، نقلوا في اتصال هاتفي، أن قوات «الأسايش» تواصل حصارها لليوم الثامن، وتمنع دخول الطحين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية في الحسكة والقامشلي، إذ توقف عمل مخبزي الحسكة الأول في الحسكة والبعث الآلي في القامشلي، وذكر مدير مخبز البعث بالقامشلي سطام المحمود، في تصريحات صحافية لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أن المخبز «متوقف جراء استيلاء (الأسايش) على المخبز بعد حصار دام أربعة أيام، ومنعهم للعمال من تشغيل المخبز، كما منعت تسليم مادة الطحين لعمال المخبز من المستودعات لتعويض انقطاع التوريدات إليه». وفي ريف حلب الشمالي، طالب مجالس مقاطعة مدينة عفرين الكردية ومنطقة الشهباء الخاضعة لنفوذ الإدارة الذاتية وقوات «قسد» في حلب شمال سوريا، عبر بيان رسمي، المنظمات الدولية، بالضغط على الحكومة السورية لفك الحصار عن أحياء كردية بالمحافظة، واتهموا الحكومة بالمضي في الحل الأمني، واتباع سياسية الحصار والتجويع بحق المدنيين السوريين، وطالبوا بضرورة ضمان حرية تنقل الأفراد وإدخال المواد الغذائية والأدوية والمحروقات والطحين إلى المنطقة، كما جددوا بدعوات لإزالة حواجز الفرقة الرابعة من جميع الطرق المؤدية إلى الشيخ مقصود والأشرفية وإقليم الشهباء. من جهة ثانية، كشفت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سورية معارضة، أن الوسيط الروسي ضغط على قيادة قوات «قسد» لسحب قواتها من المراكز التابعة للحكومة السورية في القامشلي، وعودة الموظفين التابعين للحكومة، وأكدت أن القوات الروسية التي تقود المفاوضات بين الحكومية السورية وقوات «قسد» منذ ثلاثة أيام، لفك الحصار عن المربع الأمني الذي يضم أغلب المديريات الحكومية في مدينة الحسكة، والسماح بدخول المواد الغذائية وتسليم الفرن الرئيسي في مدينة القامشلي للحكومة، الذي استولت عليه القوات منذ 10 أيام. وأضافت المصادر، أن المفاوضين من «قسد» طالبوا بإقالة محافظ الحسكة اللواء غسان خليل، وفك الحصار عن أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، لكن الوسيط الروسي أنهى اللقاء، وأبلغهم أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي «سوف تجتاح مدينتي الدرباسية وعاموده غرب مدينة القامشلي، ولن تقف عندها فقط بل سوف تصل إلى القامشلي، الأمر الذي دفع (قسد) للخروج من الدوائر الحكومية التي سيطرت عليها مؤخراً».

 

اعتقال نائبة رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم بتهمة «الاحتيال»

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»/17 نيسان/2022

ألقي القبض على نائبة رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم بتهمة الاحتيال فيما يتعلق بقضية عملة مشفّرة، وفق ما أفادت وكالة «إرنا» الرسمية، اليوم الأحد. وأوضحت وكالة «مهر» أنه تم اعتقال نائبة الرئيس المكلفة بشؤون المرأة شهره موسوي في أعقاب «عدة شكاوى». وفي فبراير (شباط) الماضي، أُقيل رئيس الاتحاد الإيراني شهاب الدين عزيزي خادم بعد عام على توليه منصبه، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت صحيفة «إيران» الحكومية اليومية قد اتهمته بـ«نقص في الشفافية المالية» و«توقيع عقد مع شركة إسرائيلية لاستيراد تقنية حكم فيديو المساعد (في إيه آر)». ووفقاً للوكالة الرسمية، اليوم الأحد، فإن زوج نائبة الرئيس معتقلٌ أيضاً في قضية العملة المشفرة المزيفة.

 

برلماني إيراني: المفاوضات النووية لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن بيانات الكاميرات

عضو فريق طهران التفاوضي يلوم إدارة بايدن على «التغيير المفاجئ في السلوك»... وواشنطن نفت إطلاق الأصول المجمدة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/17 نيسان/2022

قال متحدث باسم البرلمان الإيراني أمس، إن طهران لن تسلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسجيلات الكاميرات في منشآتها النووية، مشيراً إلى أن محادثات فيينا لم تتوصل إلى اتفاق بعد بشأن كيفية وصول المفتشين الدولية إلى بيانات الكاميرات.

وقالت «الطاقة الذرية» في تقرير سري إلى الدول الأعضاء، إن إيران بدأت تشغيل ورشة جديدة في نطنز لتجميع أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عملية تخصيب اليورانيوم، بعدما نقلت معدات ورشة «تيسا» في كرج. وتقول الوكالة الدولية إن فريق مفتشيها قام بتركيب كاميرات مراقبة في هذا الموقع، ثم أزالت الأختام من على المعدات الثلاثاء الماضي، قبل أن تتلقى بلاغاً من إيران الأربعاء، بأنها بدأت العمل في الورشة الجديدة. ونوه تقرير «رويترز» بأن الوكالة الدولية لم تتمكن من الوصول إلى الموقع منذ الثلاثاء الماضي، لكي تتأكد من بدء تشغيل المعدات. ورداً على هذا الأمر، قال المتحدث باسم اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمود عباس زاده مشكيني لموقع «ديده بان إيران» أمس، إن جميع الكاميرات التي جرى تركيبها «في إطار قوانين الوكالة الدولية»، لكنه أصر على فصل الكاميرات إلى مجموعتين، مجموعة تابعة للوكالة الدولية (وفقاً لقوانين معاهدة حظر الانتشار)، وكاميرات منصوص عليها في الاتفاق النووي، وذلك في إشارة إلى كاميرات تراقب الأنشطة الإيرانية الحساسة، بموجب البروتوكول الملحق لمعاهدة حظر الانتشار الذي أوقفت طهران العمل به منذ فبراير (شباط) العام الماضي. ولم تحصل الوكالة الدولية منذ ذلك الحين على تسجيلات كاميرات المراقبة في المنشآت الإيرانية، إذ ترهن طهران وصول المفتشين الدوليين إلى معطيات أجهزة المراقبة بالتوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا التي تعثرت الشهر الماضي في الأمتار الأخيرة بسبب عقبة روسية، قبل أن تطلب طهران إزالة «الحرس الثوري» من قائمة المنظمات الإرهابية. وقبل نقل أجزاء من منشأة كرج إلى نطنز، أبلغت إيران الوكالة أيضاً بأنها ستنقل أنشطة ورشة كرج إلى موقع آخر في أصفهان، وركبت الوكالة كاميرات هناك بحسب «رويترز». كما تثير الورشة الجديدة شكوك الوكالة الدولية حول خطط إيران لتصنيع أجهزة طرد مركزي متطورة، لأن تشكيلها سيمثل زيادة كبيرة في قدرة إيران على إنتاج أجزاء أجهزة الطرد المركزي المتطورة.

ويمكن ان تكون تصريحات النائب الإيراني مؤشراً على عدم دخول المفاوضات إلى القضايا التقنية الخاصة بتحقق الوكالة الدولية من الأنشطة الإيرانية، بينما تشير أطراف المفاوضات إلى قضايا «قليلة» متبقية.

- إلقاء اللوم

تبادلت طهران وواشنطن إلقاء مسؤولية التوصل إلى الاتفاق على عاتق الطرف الآخر. وعبرت الخارجية الإيرانية الأسبوع الماضي، عن شكوكها في «إرادة» الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم لإنجاز محادثات فيينا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده للصحافة: «لا نعرف فعلاً ما إذا كنّا سنتوصّل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة التي لم تُظهر إرادة حقيقية في ذلك، أم لا». وبعد ذلك بيومين، قال المرشد الإيراني علي خامنئي أمام كبار المسؤولين في النظام، من بينهم الرئيس إبراهيم رئيسي إن «المفاوضات تسير بشكل جيد»، لكنه حض المسؤولين على عدم تأثر أعمالهم بنتائج المحادثات إن كانت إيجابية أو شبه إيجابية أو سلبية. وبعد ساعات من نشر خطابه في وسائل الإعلام الرسمية، عدل حساب خامنئي على «تويتر»، ما ورد على لسانه، وكتب حسابه على «تويتر»: «تصحيح: الدبلوماسية في البلاد تتحرج في الاتجاه الجيد، وما يلفت الانتباه في القضايا الدبلوماسية، هو القضية النووية، الفريق المفاوض النووي يطلع الرئيس والمجلس الأعلى للأمن القومي على مجريات المفاوضات ويتخذون القرار ويتقدمون»، وأضاف: «الفريق المفاوض النووي قاوم حتى الآن المطالب المبالغ فيها من الطرف الآخر». وقال المستشار السياسي في فريق المفاوضين الإيرانيين، محمد مرندي لموقع «ديده بان إيران»، إن «سلوك الأميركيين تغير فجأة في نهاية المفاوضات وقاموا بوقفها». وتعليقاً على تصريحات خامنئي، قال مرندي الذي يتولى والده رئاسة الفريق الطبي الخاص بالمرشد الإيراني: «يجب ألا يشعر الطرف الآخر في مسار المفاوضات بأنه يمكنه الحصول على امتيازات عبر زيادة التصلب والعرقلة». وأضاف مرندي: «إذا أردنا اتفاقاً أقوى ومثمراً يجب أن نتفاوض بطريقة يشعر الطرف الآخر بأن إيران قوية، وأفضل حل لإظهار أنفسنا أقوياء، هو ألا نربط اقتصاد البلاد بالمفاوضات». وعزا ما وصفه بـ«تغيير سلوك الفريق الأميركي» إلى الضغوط الداخلية التي تتعرض لها إدارة بايدن بسبب طريقة المفاوضات. وقال: «وصلت هذه القضية أخيراً إلى نقطة فقدت فيها حكومة بايدن الشجاعة للتوصل إلى اتفاق؛ ولكن بالنظر إلى حرب أوكرانيا والمشاكل المتزايدة للأميركيين والأوروبيين، فإن وقف المحادثات يضر بالولايات المتحدة وليس إيران». أتت تصريحات مرندي في وقت وجه فيه مسؤولون إيرانيون إشارة «إيجابية» إلى الأسواق عبر إعلان التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق 7 مليارات من أصول إيران المجمدة، وذلك في وقت عاد فيه الدولار إلى المسار التصاعدي في أسواق المال الإيرانية على خلفية تعثر المفاوضات. وأعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مساء الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق مع أحد البنوك الخارجية لإطلاق أصول إيران المجمدة، لافتاً إلى أن «وفداً من إحدى الدول زار طهران الثلاثاء، وأجرى مشاورات مع البنك المركزي ووزارتي الخارجية والاقتصاد». وقال: «توصلنا إلى اتفاق مبدئي بشأن كيفية وتوقيت إطلاق أصول إيران المجمدة». والاثنين، تراجع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، بعد ساعة من نفي تقرير وكالة «إيرنا» الرسمية بشأن قرب إطلاق 7 مليارات. وقالت صحيفة «فرهيختغان» المقربة من علي أكبر ولايتي، الأسبوع الماضي، إن الأصول المجمدة ستطلق بموجب صفقة تبادل لإطلاق سراح ثلاثة أميركيين من أصل إيراني.

- تهديد قانوني

ونفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس في مؤتمره الصحافي الخميس، التقارير المتداولة عن إلغاء تجميد الأصول الإيرانية. وقال: «غير صحيحة وكاذبة تماماً»، وقال: «لم يفرج شركاؤنا عن هذه الأموال المحتجزة إلى إيران، كما لم تأذن الولايات المتحدة أو توافق على أي تحويل للأموال المحتجزة إلى إيران»، لافتاً إلى وجود مسارين متوازيين في المفاوضات غير المباشرة مع غيرنا؛ أحدهما يتمثل من أجل إعادة التماثل المتبادل بالاتفاق النووي، والآخر الإفراج عن أربعة أميركيين محتجزين ظلماً في طهران. وقال: «نحث إيران على السماح لمواطني الولايات المتحدة باقر وسيامك نمازي وعماد شرقي ومراد طاهباز بالعودة إلى أحبائهم». وإذ دعا برايس الجميع إلى توخي الحذر في التعامل مع التقارير بشأن إطلاق المحتجزين، قال: «ليس لدينا أي اختراق نعلن عنه»، مؤكداً أن الخارجية الأميركية هي الجهة الوحيدة التي ستعلن وجود المفاوضات في هذا الصدد. وقال: «نحن مستمرون في التعامل مع هذين المسارين على وجه السرعة». في غضون ذلك، هددت مجموعة قانونية برفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأميركي بهدف عرقلة تنفيذ أي تفاهم لإعادة العمل بالاتفاق النووي مع إيران. وذكرت صحيفة «واشنطن فري بيكون» مساء الخميس، أن مؤسسة «أميركا فيرست» القانونية التي تضم مجموعة من المحامين والنشطاء المحافظين بالشراكة مع مجموعة من المشرعين الجمهوريين، أخطرت إدارة بايدن بأنها «تنوي اتخاذ إجراء قانوني لعرقلة أي اتفاق يبرم بين البيت الأبيض وطهران»، مطالبة الإدارة بحفظ جميع المستندات والمراسلات الداخلية المتعلقة بالاتفاق حتى يمكن استخدامها في إطار قضية سترفع مستقبلاً.

ويشعر المشرعون الجمهوريون وبعض الديمقراطيين بالقلق من أن الإدارة «قد تنتهك القانون لدفع الاتفاق إلى خط النهاية»، حسب تقرير «واشنطن فري بيكون».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الفارق بين احتلالين في لبنان

خيرالله خيرالله/الراي/17 نيسان/2022

يفترض في اللبنانيين الاعتراف بأنّ ذكرى الثالث عشر من أبريل 1975 ليست مجرّد ذكرى استطاعوا تجاوز تفاعلاتها. ما زالت هذه الذكرى ماثلة وحيّة أكثر من أي وقت في وقت يتهاوى فيه البلد، وفي وقت بات مصيره في مهبّ الريح. ما حدث في ذلك اليوم المشؤوم قبل 47 عاماً، أنّ مجموعة فلسطينية مسلّحة كانت في شاحنة ركّاب كبيرة (بوسطة) تمرّ في منطقة عين الرمّانة المسيحيّة القريبة من بيروت. أطلق مسلّحون، كانوا مستنفرين في تلك المنطقة نتيجة اغتيال أحد المواطنين المسيحيين فيها، النار على من في البوسطة. قُتل معظم هؤلاء. يومذاك، بدأت الحرب رسميّاً بمشاركة فلسطينية واسعة وفي ظلّ وجود ميليشيات لبنانيّة مسيحيّة وإسلاميّة. لم يبق حزب صغير إلّا وأسّس تنظيماً مسلّحاً خاصاً به. كان التمويل يأتي إلى الجميع من أماكن مختلفة، معظمها دول إقليميّة، وكانت الأسلحة السوريّة المصدر، في معظمها، تذهب إلى المسيحيين والمسلمين والفلسطينيين في الوقت ذاته. لا تزال الأسئلة المتعلّقة بمن نفّذ جريمة اغتيال مواطن مسيحي في تلك المنطقة (عين الرمّانة) لغزاً. من طلب من سائق «البوسطة»، التي كانت تقلّ المسلّحين الفلسطينيين، المرور في مكان وقوع الجريمة بالذات، مباشرة بعد حصولها، ليس معروفاً إلى يومنا هذا. هل بدأت الحرب اللبنانيّة التي تحوّلت إلى حروب بين اللبنانيين وبين آخرين على أرض لبنان صدفة... أم كان المسرح معدّاً أصلاً للدخول العسكري السوري إلى لبنان بغية تحويله إلى محميّة لدى دمشق بتخطيط من النظام الذي أسّسه حافظ الأسد في العام 1970؟

بين 13 أبريل 1975 و13 أبريل 2022، تغيّرت أمور كثيرة ولم يتغيّر شيء. ما تغيّر أن لبنان لم يعد هو لبنان. انتقل من سيئ إلى أسوأ، من احتلال سوري... إلى احتلال إيراني. كان الاستثناء محاولة يتيمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة وضع البلد على خريطة المنطقة.

قام رفيق الحريري بتلك المحاولة. دفع الحريري ثمن ما قام به من دمّه. دفع حياته ثمناً لإعادة الحياة إلى بيروت كي تكون عاصمة لبنان مساحة حضارية تجمع بين اللبنانيين من كلّ المذاهب والطوائف والمناطق وكي تكون مدينة يقصدها العرب، كلّ العرب. ما لم يتغيّر أن السلاح غير الشرعي لا يزال صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان وذلك بعدما اختزل «حزب الله» كلّ الميليشيات اللبنانيّة وبعدما تكرّس الفراغ على مستوى رئاسة الجمهوريّة، بل زاد حجمه.

زاد حجمه إلى درجة أنّ ايران صارت تقرّر من هو رئيس الجمهوريّة في لبنان بعدما كانت سورية تفعل ذلك ابتداء من العام 1989، عندما تخلّصت من رينيه معوض الذي انتخب مباشرة بعد إقرار اتفاق الطائف. بعد كلّ تلك السنوات التي مضت منذ العام 1975 والتي تخللها اجتياح إسرائيلي في العام 1982، يبقى من التاريخ الحديث للبنان ذلك السقوط المسيحي الذي بدأ في العام 1970 مع حلول سليمان فرنجيّة الجدّ في موقع رئيس الجمهوريّة، وهو سقوط يجسّده حالياً وجود ميشال عون في قصر بعبدا. هناك الآن رئيس للجمهوريّة لم يدرك إلى اللحظة معنى انهيار النظام المصرفي، كما لا يريد أن يعرف شيئاً عن ظروف تفجير مرفأ بيروت أو عن أسباب انعدام وجود الكهرباء في لبنان. لا يريد أن يسأل نفسه لماذا لم يعد هناك عربي يهتمّ بلبنان ولماذا لم يعد هناك حضور لبناني في أميركا وأوروبا؟ لعلّ أخطر ما حدث على الصعيد اللبناني منذ وصول سليمان فرنجيّة إلى رئاسة الجمهوريّة بعد أقلّ من سنة من توقيع اتفاق القاهرة المشؤوم مع منظمة التحرير الفلسطينيّة في نوفمبر 1969، ذلك الجهل اللبناني بما يدور في المنطقة والعالم. لم يعد في لبنان من يريد أخذ العلم بمعنى وصول حافظ الأسد إلى موقع الرئاسة في سورية، كأول علوي يحتلّ هذا المنصب. كان على الأسد المزايدة باستمرار على الفلسطينيين مستخدماً حزب البعث وشعاراته المتخلّفة غطاء لرغبته في تحويل سورية لاعباً إقليمياً. كانت السيطرة على لبنان حلقة أساسيّة في هذا المشروع الأسدي الذي أخذ بعداً جديداً مع الحلف الذي أقامه النظام السوري مع ايران الخميني، خصوصاً بعد اندلاع الحرب العراقية - الإيرانيّة في العام 1980.

دفع لبنان غالياً ثمن العجز المسيحي عن فهم ما يدور في المنطقة، خصوصا معنى التحوّل الكبير الذي حصل في سورية مع الأسد الأب وصولاً إلى بداية التحوّل الآخر مع الأسد الابن، وهو تحوّل في طبيعة العلاقة بين دمشق وطهران. من الأسد الأب الذي خلفه الأسد الابن في العام 2000، انتقل لبنان من الاحتلال السوري إلى الاحتلال الإيراني. يجمع بين الاحتلالين ذلك العداء ذو الطابع المرضي لأهل السنّة في المنطقة وللمدينة العربيّة عموماً. العداء لبيروت وطرابلس ودمشق وحلب وحمص وحماة وبغداد والبصرة والموصل... صحيح أن حافظ الأسد كان أوّل من وقع في الفخّ الإيراني عندما ادخل «الحرس الثوري» إلى الأراضي اللبنانيّة صيف العام 1982، لكنّ الصحيح أيضاً أنّه حاول مرات عدّة أن يبقى صاحب الكلمة الأولى في لبنان. نجح في البداية وما لبث أن فشل بعدما سيطر «حزب الله» على الطائفة الشيعية اثر انتصاره على حركة «أمل» المحسوبة على النظام السوري في حرب إقليم التفاح أواخر ثمانينات القرن الماضي وبداية التسعينات منه. كان وصول بشّار الأسد إلى الرئاسة الخطوة الأولى في طريق انتقال لبنان من الاحتلال السوري إلى الاحتلال الإيراني المباشر إثر اغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 وخروج الجيش السوري من لبنان في 26 أبريل من العام نفسه. يعيش لبنان حالياً في ظلّ احتلال لا همّ لديه سوى إفقار اللبنانيين وتيئيسهم. في المقابل، لم يكن لدى الاحتلال السوري مثل هذا الهمّ بمقدار ما كان يعتبر لبنان بقرة حلوباً يسعى إلى الاستفادة من خيراتها إلى أبعد حدود. بالنسبة إلى إيران، كلّما زاد لبنان فقراً زاد رضوخه لها. ذلك هو الفارق بين احتلالين في ظلّ غياب مسيحي، على كلّ صعيد، غياب يدعو إلى الشفقة أكثر من أي شيء آخر...

 

الحزب "يزعم" العروبة من بوّابة فلسطين

بديع يونس/أساس ميديا/17 نيسان/2022

لا يفوّت حزب الله مناسبةً إلا ويستغلّها لتخوين معارضيه السياديّين المطالبين بدولة حرّة ومستقلّة. فالمطالبون بإنهاء الاحتلال الإيراني للبنان "عملاء" وفق معاييرهذا الحزب. هذه المرّة، وبلسان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفيّ الدين، يتكرّر المكرَّر فيما التوقيت له دلالاته. وقد ورد في كلامه شقّان أساسيّان. أوّلهما أنّه رفض نتائج الانتخابات النيابية مهما كانت. وهذا واضح في قوله: "أيّ نتيجة للانتخابات لن تنفع لمواجهة حزب الله أو إضعافه". المعنى هنا ليس "في قلب الشاعر"، بل مفضوح وصريح. أراد صفي الدين بكلامه أنّ للّبنانيّين ديمقراطيّتهم و"نحن سقفها"، أي حزب الله. في هذا المعنى لا يستبعد القّوة لفرض الأمر الواقع مجدّداً مهما كانت نتيجة الانتخابات. ففي كلّ الأحوال لم يمتلك حزب الله في 2005 و2009 أكثرية نيابية، إلا أنّه امتلك السلاح الذي به حكم اللبنانيّين وديمقراطيّة نظامهم البرلماني. ويبدو اليوم أنّ حزب الله شبه أكيد أنّ أغلبية اللبنانيين ترفض دويلته وتتمسّك ببناء دولتها.

أمّا الجزئيّة الثانية في كلامه والموجّهة إلى المجتمع العربي فقد جاء فيها تبرير ولاء حزب الله الإيراني من بوابة "نحن عروبيون أكثر منهم". واضطرّ هنا صفي الدين إلى تعليل كلامه باستخدام "القضية الفلسطينية" مجدّداً. وهنا يطول الكلام ويُطرح السؤال:

ماذا قدمت إيران للفلسطينيّين؟

يعيش نصف الشعب الفلسطيني في الشتات. ما يقارب 6 ملايين يتوزّعون في أنحاء العالم. في الأردن قرابة 3 ملايين من أصل فلسطيني، وقرابة نصف مليون في دول الخليج، ومثلهم في لبنان. وهذه أرقام تقريبية مبنيّة على إحصاءات أُجريت في السنوات الخمسة الفائتة. يحظى الفلسطينيون في الأردن والدول الخليجية بحقوقهم المدنية التي يكفلها القانون الدولي، بينها الحقّ بالعمل والتعليم والطبابة وامتلاك عقار.. إلخ. وفي هذه الدول، وجد الفلسطينيون كما غيرهم من الوافدين سقفاً آمناً ومستقبلا حياتياً كريماً وعملاً محترماً يوفّر لهم قوتهم واستقرارهم ويضمن مستقبل عائلاتهم تحت سقف قانون كلّ من هذه الدول. وفي المقابل مقاربة لافتة. ففي إيران، لا يوجد وافدون عرب يمكن ذكرهم، سواء من فلسطين أو لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا. لم تقدّم إيران لهذه الشعوب إلا "التضامن" قولاً، والرصاص والصواريخ فعلاً. استبدلت إيران استقبالها لهم بتصدير رصاصاتها التي قتلت من أبناء هذه الشعوب أضعاف ما أثّرت في عدوّ إيران المزعوم و"ممانعتها" له. دأبت طهران منذ إنشاء الجمهورية الإسلامية في أعقاب الثورة عام 1979 وما تلاها ،على الاتّجار بالقضية الفلسطينية، المحقّة، واستخدامها وقوداً لاستمرارية محورها "الممانع" قولاً لا فعلاً. وبهذه الشعارات والتصريحات العلنيّة المتكرّرة تلعب إيران على الوترين "العاطفي" و"الإنساني". في الداخل الفلسطيني، قوّضت إيران الوحدة الوطنية الفلسطينية، فاستغلّ الاحتلال هذا الانقسام لتكريس احتلاله. غزّت طهران "الجهاد الإسلامي" ضدّ حركة "حماس" في قطاع غزة، ثمّ دعمتهما معاً بوجه السلطة الفلسطينية والقوى الفلسطينية الأخرى، وغذّت الشرخ بين غزة والضفة الغربية، وعزّزت التناقضات بين الفصائل الفلسطينية.

دور إيران ضدّ فلسطين

بالعودة إلى العام 1982 يذكر الفلسطينيون كيف أنّ إيران لم تحرّك ساكناً لنجدة ياسر عرفات المحاصَر في بيروت، بل اشتبكت حركة أمل، بأوامر من نظام حافظ الأسد، مع القوى في المخيمات الفلسطينية في ما عُرِفَ بـ"حرب المخيمات")، قبل أن يساعد النظام السوري على حدوث انشقاق في حركة فتح برئاسة أبو موسى الذي شكّل ما عُرِف لاحقاً بـ"فتح الانتفاضة"، واستقرّ في سوريا وساعد على حدوث انشقاقات أخرى في الفصائل المنضوية في منظمة التحرير. لا يخفى دور إيران في تخريبها تفاهمات الفلسطينيين في أوسلو وواي ريفر وواي بلانتيشين من خلال تشجيع الخطاب التنظيري غير الواقعي أو حتّى البراغماتي. هذا وسعت طهران إلى عرقلة التعاون والتنسيق الفلسطيني الأمنيّ عندما أرسلت باخرة محمّلة بالأسلحة، وقامت هي نفسها بإفشاء سرّها سلفاً، فداهمتها إسرائيل في البحر الأحمر ضمن ما سُمّي بـ"عملية سفينة نوح" في كانون الثاني، 2002 وأفرغت حمولتها في ميناء أشدود وتمّ استعراضها على شاشات التلفزة الأميركية بشكل ترويجي لـ"اتّهام ياسر عرفات شخصيّاً بالإرهاب"، فيما نفى الراحل أيّ تورّط له في هذا الأمر. وبعدها كانت النتيجة "المدروسة" إيرانياً، وهي مقاطعة الأميركيين لياسر عرفات ومحاصرته، فتكون طهران بذلك قد منحت الفرصة لتل أبيب و"الحجّة القوية" لاغتيال القائد الفلسطيني.

طهران في خدمة تل أبيب

مواقف إيران الدوغمائية وتسويقها "للوعد الإلهي "بتحرير القدس ورمي الإسرائيليين في البحر، كانت لهما تداعيات سلبية قادت إلى إعلان إسرائيل جهاراً سياستها التوسّعية وضمّ هضبة الجولان المحتلّة الى أراضيها نهائياً وبناء مستوطنات عليها. وبصيغة تبسيطيّة أخرى، كلّما صعّدت إيران كلامياً بوجه إسرائيل بادرت الأخيرة إلى تكريس احتلالها على أرض الواقع. هذا وتبقى الجغرافيا أكثر الثوابت على مدار آلاف السنوات. طريق القدس في الألفيّة الثالثة ليست طريق روما في بداية الألفية الأولى، وبالتالي لا توصل كلّ الطرق، بخلاف روما، إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ويبدو أنّ إيران اختارت أن تجوب العالم، وألّا تقترب من القدس إلا بالتصريح والوعيد لمدّة يوم واحد سنوياً لتجييش النفوس. ببساطة وفي خلاصة الحديث، سقطت الأقنعة، ومعها سقط اتّجار حزب الله بالقضية الفلسطينية بعدما فضحته عقود من الزمن. أمّا كلام صفي الدين الذي من بوابته يدّعي "العروبة"، حبذا لو ترك المليارات التي يستحصل عليها الحزب من طهران ويجاهر بها زعيمه حسن نصرالله، ويركّزان على لبنانيّتهما قبل تخوين العرب بعروبتهم وتخوين اللبنانيين بوطنيّتهم في هذا الظرف الدقيق من تاريخ لبنان.

 

مشاغل حزب الله اليوم: الرئاسة والصيغة والمؤتمر الدولي الفرنسي

منير الربيع /المدن/17 نيسان/2022

مشاغل حزب الله اليوم: الرئاسة والصيغة والمؤتمر الدولي الفرنسي يدرس حزب الله خياراته للمرحلة المقبلة ملتمسًا ما تحمله من توازنات داخلية وخارجية (مصطفى جمال الدين)

يستمرّ حزب الله على ثقته في قدرته على نيل الأكثرية النيابية المطلقة في الانتخابات المقبلة، مركزًا على مرحلة ما بعدها وما ينتظر البلاد من استحقاقات دستورية وسياسية واقتصادية ومالية. فالمجلس النيابي الجديد هو من ينتخب رئيسًا جديدًا للجمهورية.

رؤية حزب الله للاستحقاقات

ويعتقد حزب الله أن الانتخابات الرئاسية يفترض أن تجري في موعدها، بلا تأخير أو تعطيل، طالما المرشحون أو الطامحون للوصول إلى سدّة الرئاسة الأولى يستعجلون إنجاز الاستحقاق، وخصوصًا خصوم رئيس التيار العوني جبران باسيل، الذين يعتبرون أن أي تأجيل في إنجاز الاستحقاق يبقي باسيل مؤثرًا في السلطة. وينطلق هؤلاء من حسم فكرة أن يكون باسيل مرشحًا للرئاسة، وبالتالي الأهم عدم تركه يتحكم بحكومة تتشكل بعد الانتخابات. من الواضح أن حزب الله يضع منهجية محددة للمسار السياسي، كحاله عند كل مفصل أو مفترق أساسي: إجراء دراساته لاتخاذ القرارات المناسبة. هذا ما فعله لحظة اتخذ قرار مشاركته في الانتخابات النيابية سنة 1992، وصولًا إلى قرار انخراطه في الدولة، بعد تحرير سنة 2000، والدخول في الحكومة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومغادرة الجيش السوري لبنان سنة 2005. حاليًا يعكف حزب الله على دراسة خياراته للمرحلة المقبلة، ملتمسًا آفاقها وما تحمله من توازنات داخلية وخارجية. وعليه يركز حاليًا على استحقاقات أساسية أولها، الانتخابات النيابية، ساعيًا إلى الحصول فيها على الأكثرية. ويبدو واثقًا من ذلك، بعدما نجح في جمع معظم حلفائه في لوائح موحدة. على خلاف خصومه الذين أصابهم التشتت وتفشت بينهم الخلافات.

لا تأثير للعودة السعودية

لا يعتبر حزب الله أن العودة الديبلوماسية السعودية إلى لبنان تشكل عنصر تغيير أو تأثير كبير على المسار السياسي والانتخابي، بل يعتبرها مرتبطة بالعودة عن قرار خليجي بالانسحاب وبتنسيق فرنسي- سعودي لا أكثر. لذا ينظر حزب الله إلى حركة السفير السعودي وليد البخاري، وإقامته إفطارات أو لقاءات، على أنها شكلية وفلكلورية، وبلا مردود سياسي. وحسب الحزب عينه لم يظهر أو يبرز أي مسار سياسي واضح للبخاري، يشير إلى استعداد للانخراط في العملية السياسية والانتخابية. فالمعطيات المتوفرة لديه لا تفيد باستعداد سعودي للانفاق الانتخابي. والعودة السعودية جاءت متأخرة أصلًا.

لا التزام بمرشح رئاسي

ثاني الاستحقاقات التي يدرسها حزب الله هو الانتخابات الرئاسية، معتبرًا أن من عمل على تثبيت الانتخابات النيابية في موعدها يريد إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها أيضًا. وفي حال تأخيرها أو حصول فراغ رئاسي، فلن يطولا حتمًا، كما حصل بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان.

لدى سؤال حزب الله عن السبب في عدم إطالة أمد الفراغ الرئاسي، وهل لأنه لن يلتزم بدعم ترشيح أي طرف للرئاسة المقبلة، على خلاف ما فعل في التزمه دعم ميشال عون، يؤكد سريعًا عدم التزامه أي مرشح. ويحيل سبب عدم إطالة الفراغ في حال حصوله، إلى أن كل المرشحين للانتخابات الرئاسية سيكونون في عجلة من أمرهم لانجاز الاستحقاق. وبالتالي لن تكون هناك مقاطعات للجلسات النيابية. يعلم حزب الله أن الاستحقاق الرئاسي يكون مرتبطًا بتوازنات داخلية وخارجية. لذا لا بد من تلمس الحركة الدولية وانعكاساتها على لبنان.

المؤتمر الدولي والصيغة

وهنا ينتقل اهتمام حزب الله إلى ثالث الاستحقاقات التي يركز عليها: ما يُحكى عن اهتمام فرنسي استثنائي بلبنان ما بعد انتخابات الرئاسة الفرنسية، في حال إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون. ذلك أن الفرنسيين سيعملون على تنظيم مؤتمر خاص بلبنان، وعقد جلسات حوار ومصالحة بين اللبنانيين، بحثًا عن صيغة حلّ للأزمة القائمة. وقد يكون ذلك شبيهًا بمؤتمر سان كلو أو سواه. لكن الأهم هو توفر الموافقة الخليجية والأميركية على هذا المؤتمر. هنا من غير المعروف ما إذا كان سيعقد المؤتمر قبل الانتخابات الرئاسية، ويكون عنصرًا أساسيًا في تقرير مصيرها، أم يعقد بعدها. ثمة قناعة لبنانية بأن لا خلاص للبنان بلا عقد مثل هذا المؤتمر، الذي يفترض أن يبحث في الصيغة اللبنانية. والأهم هو الموقف الخليجي والأميركي، وهل يمنحان الغطاء لصيغة يمكن التوصل إليها والموافقة عليها في المؤتمر، علمًا أن حزب الله قد يحوز فيها على مكتسبات كثيرة في بنية النظام؟ يرتبط هذا الأمر بسياق إقليمي- دولي واسع. وفي حال توفرت ظروف دولية إيجابية للمؤتمر، يمكن القول إنه يؤدي إلى تغيير الصيغة والواقع الراهن في اتجاه هدوء واستقرار في الوضع الداخلي. أما في حال عدم توفر ظروف ذلك، فلبنان مستمر في الدوران في حلقة مفرغة من الأزمات والانهيارات.

 

ترميم الجبهة المسيحية-السنّية.. وباسيل لمقايضة كبرى مع برّي

منير الربيع/المدن/17 نيسان/2022

لا تزال الصورة السياسية غير واضحة في لبنان. تتداخل فيها الكثير من العناصر المتناقضة. وهي خاضعة إما لمجرد تمنيات وطموحات، وإما لانتظار المزيد من الوقائع السياسية، التي قد تفضي إلى مشهدية جديدة. لا شيء يتقدم على المعارك الانتخابية حالياً. من دون ذلك، الصورة في حالة من الجمود والترقب لما سيلي الاستحقاق الانتخابي، على المستويات السياسية والاقتصادية، وربطاً بأي تطورات إقليمية-دولية. في الأثناء، الجميع ينتظر ما سينتج عن حركة السفير السعودي وليد البخاري، وإذا كانت ستنطوي على تدخل حقيقي في الانتخابات أم انها ستبقى في سياق الحركة الديبلوماسية وضمن الدعم المعنوي فقط.

ترتيب "الجبهة"

يبدو مشهد الإفطار السعودي وكأنه أبعد من الجانب الانتخابي. فعلى الرغم من مشاركة ممثل رئيس مجلس النواب، وزير الزراعة عباس الحاج حسن، إلا أن الصورة الأعم المأخوذة عن هذا الأفطار، تشير إلى مسعى لتحالف سنّي مسيحي، يشبه إلى حد ما العودة إلى العام 2005. ما يعني بالمقابل، العودة إلى المشكلة السنّية-الشيعية. ومن الجهة الأخرى، يسعى أيضاً حزب الله لدعم التيار الوطني الحر، باندفاعة قوية من أجل "تفاهم" شيعي-مسيحي، نقيض ذاك التفاهم السنّي-المسيحي، مع فارق أنه في العام 2005 كانت سوريا دولة قوية، بخلاف ما هو الواقع اليوم، سوريا منهكة وضعيفة وضائعة في حسابات الدول والأقاليم.

ما يعزز التفاهم السنّي-المسيحي، والذي تريده بعض دول الخليج أيضاً يتجلى في مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي رحب بعودة السفراء من جهة، وتوجه إلى الناخبين بضرورة الاقتراع لتغيير الأكثرية النيابية، ولمن يعمل على إصلاح العلاقات اللبنانية العربية، ويشدد على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة. وقال الراعي: "اللبنانيون لا يريدون بديلاً عن الدولة، وهم يتوقون للحظة التي تُرفع الهيمنة عن لبنان ويتوقّف تعطيل القضاء، فلا يبقى سوى سلاح واحد وقرار واحد". وأضاف:" لا يجوز تحت عنوان إنقاذ لبنان تغيير هوية نظامه الاقتصادي التي لا تخضع لأيّ تسوية دستورية أو مساومة سياسية"، مؤكداً أنّ "الإصلاحات تحتاج للاقتران ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيه وتوحيد السلاح عملاً بقرارات مجلس الأمن، ومن الواجب احترام سيادة الدول الشقيقة ووقف الحملات عليها التي لها علاقة بمصالح دول أجنبية".

بازار موسع ومقايضة كبرى

كل هذه المواقف، قد تقود إلى مواجهة سياسية في المجلس النيابي المقبل. بدءاً من انتخاب رئيس المجلس النيابي المقبل إلى انتخاب رئيس الجمهورية، ربطاً بالملفات الاقتصادية والمالية والوجهة التي سيسلكها لبنان. وهي ستتجلى بفتح بازار موسع داخل الحلف الواحد، أي بين حزب الله وحليفه التيار الوطني الحرّ حول انتخاب الرئيس نبيه برّي. إذ أن باسيل قد يطرح مقايضة كبرى لانتخابه في ظل تمنّع قوى مسيحية أخرى كالقوات اللبنانية عن انتخاب برّي، فيما لا يبدو واضحاً حتى الآن موقف الشخصيات السنّية التي ستصل إلى البرلمان. وما سينعكس أيضاً في المرحلة المقبلة على صعيد استحقاق رئاسة الجمهورية، او البحث في إمكانية عقد طاولة حوار لبنانية برعاية إقليمية دولية للبحث في تسوية سياسية جديدة. يتوقع هؤلاء أيضاً تغييراً في السياسة الأميركية. إذ ستبرز مواقف القوى الديموقراطية الرافضة للتقارب مع إيران. ويعتبر هؤلاء أن الديموقراطيين غير موافقين على أي تنازلات سيقدمها بايدن لطهران.

هذا سيكون له آثاره على الواقع اللبناني في ضوء التنسيق السعودي الفرنسي، الذي يشبه العودة أيضاً إلى حقبة العامين 2004-2005. وحزب الله بدوره يترقب كل هذه المواقف وسياقاتها وتطوراتها، ويتجهز لها.

 

"بلا لعب يا ولاد"!

حنا صالح/فايسبوك/17 نيسان/2022

في صبيحة اليوم ال912 و913 على بدء ثورة الكرامة.

يدخل الزائر الكبير والوفد المرافق مستشفى المجانين، إلى مكتب المدير ليتفقد "الإنجازات" وفجأة يصبح الزائر والوفد المرافق أسرى مستقبليهم! ليتبين في السياق أن المقيمين سيطروا على المستشفى وفرضوا إرادتهم!

تخيل الصورة المبدع يعقوب الشدراوي ورسم المنحى الذي يتم أخذ البلد إليه، وحذّر مبكراً من المصير الذي يدفع إليه لبنان. إنها مرحلة بدء بلورة تحالف جهنمي جمع المافيا والميليشيا إثر قانون العفو عن جرائم الحرب وإنتقال زعماء الميليشيات من المتاريس إلى مقاعد الحكم، باستناد كامل على بندقية جيش النظام السوري المحتل. دبّج غسان تويني إفتتاحية "النهار" يوم ذاك مستلهما الشدراوي، مطلقاً صرخة تحذير حيال ما ينتظر البلد، ومشدداً على الرؤية الثاقبة التي رسمها يعقوب الشدراوي حيال المخاطر المتأتية عن تحكم زمر الفساد بالبلد، بعدما أُلغي بالقانون كل إمكانية للمساءلة والمحاسبة، ما يعني بروز الإستبداد والتعسف والتحكم من خلال قوانين فاسدة:

الحصانات، الإفلات من العقاب، وحلول الفتاوى والأعراف وابتداع المحاكم الخاصة، ما يتيح مثلاً حماية الفارين من وجه العدالة وإعادة ترشيحهم للنيابة رغم الإدعاء عليهم بجناية التسبب بتفجير المرفأ وتدمير العاصمة، وهل هناك في الدنيا متهم بالتسبب بجريمة إبادة جماعية يترشح للنيابة وهو مطلوب من القضاء؟ إلى ما أقدم عليه الآن وزير المال نيابة عن نبيه بري في حجز مرسوم التشكيلات القضائية الجزئية التي أجمع عليها مجلس القضاء الأعلى وهدفت إلى إعادة هيئة محكمة التمييز إلى الحياة لتسيير المرفق القضائي!

"بلا لعب يا ولاد" نبهت من "فاتك متسلطٍ جديد يمكن أن يمارس كل أشكال السلبطة تحركه أجندة خارجية، فتطحن لعبة "ماريونات" الناس والبلد! وهذا ما أدى إليه نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي في مرحلة أولى قاده ضابط من جيش الإحتلال مقيم في عنجر، وفي مرحلة ثانية مستمرة حزب الله!

ما تخيله الشدراوي ونبه منه التويني كان القليل من الكثير الذي تعرض له لبنان وأهله من إنتهاكات. لم يتخيل إنسان هذا الإختطاف للدولة بالفساد واسلاح والطائفية، وكل المنهبة والسطو على الودائع وإقتلاع البلد..، ولم يتصور كائن من كان، إستسلام البنى السياسية والإجتماعية(أحزاب ونقابات) لهذا "الفاتك المتسلط" الذي خبّرنا عنه الرحابنة. الكل استسلموا وتم إستتباعهم بأبخس الأثمان، وعندما إنفجرت "إنتفاضة الإستقلال" عام 2005 على دم رفيق الحريري، نموذج ذلك النظام المقيت وضحيته، خاف من شعبها من تسلط على قرارها من قوى طائفية وفساد، فقفزوا إلى الإتفاق الرباعي وكان تجديد نظام المحاصصة الغنائمي، وتجديد عمر الدولة – المزرعة ونحر آمال الناس بقيام دولة طبيعية حديثة.

وحدها "17 تشرين" فضحت الصورة، وعرّت الظالمين الفاسدين القتلة، وأسقطت شرعيتهم وأخرجتهم من الفضاء العام، وأدانتهم من كبيرهم إلى صغيرهم، وقالت "كلن يعني كلن" مسؤول عن الذل الذي ضرب مجتمعنا وحياة شعبنا والإمعان في إنتهاك كرامات مواطنينا! ووحدها "17 تشرين" استعصت ولم ترتضي دور المطية للمتذاكين وقالت بالفم الملآن: سنستعيد الدولة المخطوفة وقراراها ونقيم السلطة الجديدة المستقلة كي يستعيد المواطن حقوقه والبلد موقعه وتصان الحريات ويُحمى الإستقلال. وقالت إن السبيل إلى ذلك يتطلب بناء ميزان قوى بديل يواجه ميزان قوى يقف على رأسه حزب الله. وقالت إن ألإنتخابات النيابية محطة هامة ينبغي التعاطي معها من ضمن هذا السياق،  وليست نهاية الكون والمطاف الأخير ولم تقل "17 تشرين" أنها عشية الإنتصار بالضربة القاضية، ورفضت طروحات المتذاكين كما المشبوهين!

المتذاكون، كثير منهم عن نية حسنة، ربما خافوا المركب الخشن، فراحوا يخبرون الأخبار من أن الإنتخابات ستكرس شرعية الفاسقين الفاجرين، وأنها ليست معركتنا لأنها ستمنحهم الشرعية! طيب متى معركتنا وكيف نهيء ظروفها؟ هم بذلك فوتوا بعض الحقائق ومنها أن رئاسة الجمهورية والمجلس بيد حزب الله، ومنذ العام 2011 شكل حزب الله كل الحكومات وتحكم بقراراتها، وأن التسوية الرئاسية ضاعفت تسلطه ومنحته منذ العام 2018 أكثرية نيابية، إمتدحها قاسم سليماني الذي رأى فيها تأكيد لسيطرة طهران وهيمنتها على البلد، فمكن كل ذلك حزب الله من وقف التحقيق في جريمة إبادة جماعية كجريمة تفجير بيروت.. وفاتهم إستنفار الحزب من أجل تجديد أغلبيته وبلغت "تقديماته" المالية باعترافه 215 ألف أسرة و93 الف شخص بينهم الزيجات المتعسرة ( تقرير جمعية ديموقراطية الإنتخابات الذي لم تكذبه أي جهة). هذه الجهات هي من جو الثورة وهناك أولوية لإستعادتها وعلى الأعم لن تقاطع وستقترع للوائح الثورة.

أما المواقف المشبوهة فلبس أصحابها لبوس الحرص، وتوجهوا باللوم للقوى التشرينية التي رفضت أن تكون مطية، لقوى إقطاع وحزبيات طائفية كانت في موقع الشريك الكامل، في سرير حكومي مع الثنائي المذهبي وكل أهل الفساد..لهؤلاء كفى لبوس النصح وأنتم في موقع التبعية والعجز عن مغادرة الإستزلام!

بالأمس تعرضت لائحة التغيير في صور الزهراني وحشد من أنصارها لبلطجة مفضوحة. إعتداءات سافرة ارتكبتها مجموعات قمع تابعة ل "أمل"، وبالتحديد لنبيه بري رئيس لائحة الثنائي المذهبي في الدائرة عينها. جرى الإعتداء  على مرآى القوى الشرعية من جيش وقوى أمن ما يرتب المسؤولية على الجهات الرسمية المسؤولة عن أمن الناس وأمن العملية الإنتخابية! ولا يمكن لوزارتي الداخلية والدفاع التنكر لذلك ولا الأمن الداخلي ولا الجيش ولا هيئة الإشراف على الإنتخابات. بالسلبطة لن تجددوا شرعيتكم والإعتداءات التي تبرأتم منها شاهدها لبنان، وإن دلت على شيء فهو على ضعفكم وهزالكم وإنكشافكم أمام الناس.. والأكيد أنه لولا ممارسات العنف التي أطلقت ضد الثائرين في ساحة العلم وساحات النبطية وكفرمان وسواها، بعد الإستهدافات في وسط بيروت وغير منطقة، لكان من تم دفعهم لممارسة التعديات في الصرفند بالأمس في موقعهم الطبيعي، موقع من يطالب بري وعائلته برد الثروات المنهوبة والكف عن سياسة مصادرة الحقيقة والعدالة، ويحمل حزب الله شريك بري كل المسؤولية عما آل إليه الوضع في لبنان.

اللبنانيون يريدون حقوقهم وليس رشوة لتزويج المتعسرين! يريدون الدولة الحديثة الطبيعية التي تؤمن الحقوق وليس كراتين إعاشة في زمن الإنتخابات. ولأنهم يريدون حقوقهم، وليس رشوة من هنا وهناك من متسلطين ارتهنوا البلد بعد نهبه، سيقترعون لقوى التغيير، للوائح قوى تشرين، وهم تجاوزوا منذ "17 تشرين" عمى الألوان! وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

غموضٌ يلفّ معركة طرابلس.. لا فراغ ولا مقاطعة سنّية!

يوسف دياب/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

احتلت دائرة الشمال الثانية التي تضمّ مدينة طرابلس وقضاء المنية - الضنيّة صدارة الدوائر الانتخابيةـ حيث سجّلت للمرّة الأولى في تاريخها تنافس 11 لائحة على 11 مقعداً نيابياً، إلا أنها المرّة الأولى التي يلفّ الغموض معركتها، بفعل الانكفاء السنّي بعد تعليق تيّار «المستقبل» مشاركته في الانتخابات، وانقسام قوى المعارضة المدنية على نفسها، وغياب الرؤية لدى جمهور «المستقبل» الذي يقف بين خياري الإحجام الكلّي أو المشاركة الخجولة.

وتتنافس في هذه الدائرة 5 لوائح أساسية مكتملة، الأولى: لائحة «الكرامة الوطنية» برئاسة النائب فيصل كرامي المتحالف مع الأحزاب الموالية للنظام السوري، مثل «المردة» «والقومي السوري الاجتماعي» و«الأحباش»، ويحظى بدعم من «حزب الله». الثانية: لائحة «إنقاذ وطن» التي يرأسها وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي المتحالف مع حزب «القوات اللبنانية». الثالثة: لائحة «للناس» المدعومة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. الرابعة: لائحة «لبنان لنا» التي يرأسها نائب رئيس تيار «المستقبل» السابق الدكتور مصطفى علّوش، المدعوم من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة. أما الخامسة: فهي لائحة «الجمهورية الثالثة» التي شكّلها رجل الأعمال عمر حرفوش، بينما انقسمت قوى المعارضة المدنية على 6 لوائح، ستؤدي -وفق الخبراء- إلى تشرذم أصواتها، وإفقادها قوّة التأثير.

ورغم ارتفاع حدّة الخطاب لاستنهاض القواعد الشعبية عند كلّ طرف، فلا أحد قادر على ضمان حصد الحدّ الأدنى من المقاعد. ويعتبر الخبير الانتخابي جان نخّول أن «نسبة المشاركة في الاقتراع هي التي تحدد مصير معركة طرابلس». وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مقاطعة الناخبين التقليديين لتيار (المستقبل) ستصبّ حتماً في صالح لائحة فيصل كرامي؛ لأن ناخبي الأخير سيصبّون بشكل كثيف على الصناديق، عدا عن التزام ناخبي الأحزاب المتحالفة معه، لا سيما (المردة) و(الأحباش) بشكل يرفع من حاصل هذه اللائحة التي قد تخرج الأقوى».

وتتقارب نسبة التأييد الشعبي بين لائحتي «للناس» و«إنقاذ وطن» تارة، وتتأرجح تارة أخرى على وقع الخطاب الذي تقدّمه كلّ منهما، ومدى تحركات مرشحيها على الأرض، ويعترف الخبير الانتخابي نخول بأن «لائحة مصطفى علوش قد تسجّل مفاجأة، إذا جيّر قدامى (المستقبل) أصواتهم لها، بالإضافة إلى الاستفادة من الحيثية الشعبية في المنية- الضنية للنائب سامي فتفت المرشح على اللائحة نفسها». ويشدد جان نخول على أنه «كلما ارتفعت نسبة التصويت تقدّمت فرصة التغيير». ويشغل مقاعد طرابلس الثمانية، 5 سُنة، ونائب واحد ماروني، ونائب أرثوذكسي، ونائب من الطائفة العلوية. أما قضاء المنية- الضنيّة، فله 3 نوّاب سُنة. ويشير اللواء أشرف ريفي، رئيس لائحة «إنقاذ وطن»، إلى أن «المعركة الانتخابية في طرابلس كما كلّ لبنان، هي مواجهة مع وصاية إيران المتمثلة بـ(حزب الله)»، معتبراً أن «هذه الوصاية التي تتحالف مع منظومة الفساد، هي التي دمرت الاقتصاد وأفقرت اللبنانيين». ويرى ريفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «طرابلس في هذه الانتخابات تشكّل قلب المواجهة، فدائرة طرابلس المنية- الضنية، هي من الدوائر التي يسعى عبرها (حزب الله) لاختراق الساحة السنية، وسنمنعه من ذلك؛ لأن التصويت السنّي سيتجه إلى تأييد قوى السيادة والتغيير التي تسعى لاستعادة الدولة المخطوفة».

وفي ردّ على رهان فريق «الممانعة» على ما يسمّى «الفراغ عند السُّنة»، يقول ريفي: «المؤشرات لدينا تؤكد العكس، فلا فراغ ولا مقاطعة سنيّة للاستحقاق الانتخابي؛ بل مشاركة تحت عنوان تحرير لبنان، وإعادة وضعه على الخريطة العربية والدولية». ويختم مشدداً على «ضرورة توحيد القوى السيادية وتجاوز الحساسيات؛ لأن الانتخابات محطة على طريق الإنقاذ، أما المقاطعة فتصبّ في خدمة مشروع الدويلة، ولا مجال الآن للحسابات الصغيرة، ونحن نلمس يوماً بعد يوم توقاً لدى الناس للتصويت بكثافة، وهذا ما سيقلب السحر على الساحر».

أما في القراءة المحايدة للمشهد الانتخابي في عاصمة الشمال، فيرى السياسي الدكتور خلدون الشريف، أن طرابلس «تتحضّر لمعركة باهتة من حيث القدرة على دفع الناخبين بحماسة». ويشدد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الناس لم تلمس منذ عقد ونيف، -أي منذ انتخابات عام 2009 حتى اليوم- أن من انتخبوهم تمكنوا من خدمتهم بشكل فاعل، أو نجحوا في تحسين الحضور السياسي لطرابلس، رغم تبوُّء كثيرين مقاعد متقدمة في الدولة، كما أن قياداتها لم تنجح في تحسين واقعها الاقتصادي قيد أنملة، رغم توفر الثروات المالية وتراكم الخبرات عند كثيرين في حقل المال والأعمال». ولا يحمّل الشريف القيادات السياسية للمدينة وحدها المسؤولية، ويلفت إلى أن «المجتمع المدني في طرابلس لم يستطع -كما أهل الثروة- إقناع أبناء المدينة بأنّهم يشكّلون بديلاً جدياً عند المواطنين لتحقيق الإنماء المطلوب، ما يجعلهم مترددين في الذهاب إلى الصناديق؛ خصوصاً أن الوجوه المرشّحة لا تعطي انطباعاً بأنها قادرة على إحداث التغيير المطلوب». أما في البعد السياسي الذي يحدّ من عزيمة الناخبين في الإقبال على الاقتراع، فيلاحظ خلدون الشريف أن طرابلس «تحوّلت سياسياً إلى ساحة لمعركة بين حلفاء (حزب الله) عبر لائحة النائب فيصل كرامي، مقابل لائحة (القوات اللبنانية) المتحالفة مع الوزير السابق أشرف ريفي».

 

اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع: أرقام ساقطة وأوراق ممزقة وأيادٍ مكبلة تحت عباءة الديمقراطي

رلى موفَّق/القدس العربي/17 نيسان/2022

في الأنظمة الديمقراطية، يكون الكلام عن دور الانتخابات وتأثيرها على مستقبل الشعوب والدول والكيانات والقضايا المصيرية له معنى ملموس وحقيقي. في حالة لبنان الذي يتغنّى بنظامه الديمقراطي في محيطه العربي، تغيبُ وظيفة الانتخابات. هي أساساً وسيلة لتحقيق مشاركة الشعب في صنع القرار وإدارة الشأن العام والوطني. يتمُّ ذلك من خلال اختيار ممثلين عنهم لأداء هذه المهمة، فإذا أخفقتِ الطبقة الحاكمة، تتمُّ محاسبتها في صندوقة الاقتراع عبر تجديد النُخب السياسية. غير أن هذا الاستحقاق الدستوري تحوَّل إلى عملية تجديد للطبقة السياسية ذاتها المتحكمة بالسلطة لعقود خلت، بحيث بات دور الناخب مقتصراً على إضفاء الشرعية لاستمرار وجودها في جنّة الحكم.

اعتبر كثيرون أن «ثورة 17 تشرين» أدخلت وقائع جديدة على المشهد، وأن هذه «الثورة» أو «الحراك» أظهرت تبدلات في المزاج الشعبي، فشعار «كُلّن يعني كُلّن» أضحى متداولاً على ألسنة الصغار والكبار، يُجاهر كلٌ منهم به رغم أنه يُدين زعيمه بوصفه جزءاً من المنظومة. خرجتِ الناسُ إلى الشوارع والساحات مطالبة بالتغيير. ارتفع منسوب الاعتراض الشعبي على تدني مستوى الوضع المعيشي والحياتي. صبَّت الناس غضبها على القيادات السياسية التي تُدير البلاد، وتجرّأت على الزعامات. مَـنْ لا يتذكر صور الزعماء التي عُـلّقت على المشانق والتي لم تستثنِ أحداً؟ ذلك الغضب كان يُعبِّر عن رغبة جامحة في خلق نخب جديدة تكون بديلاً لـ«المنظومة» التي يريدون محاسبتها ومحاكمتها. عبَّرت كلمة «المنظومة» على مدى السنتين والنصف الماضيتين عن طبيعة الهدف. دلّت على «العدو» أو «الخصم» الذي تتم مواجهته لإسقاطه في الشارع أو في صناديق الاقتراع.

لم تقلب «الحركة الاحتجاجية» في الشارع الأمور رأساً على عقب. تماهى معها رئيس الحكومة آنذاك سعد الحريري بأن استقال. لكن استقالته لم تُحدث التغيير المنشود، بل نظر الأفرقاء السياسيون، على الضفة الأخرى من نظام المحاصصة الطائفية، إلى الاستقالة على أنها فعل خيانة للتسوية السياسية عام 2016 التي فاقمت من الخلل في موازين القوى لمصلحة إيران وأطاحت بمرتكزات التوازن الداخلي والخارجي الذي كان يحكم البلد. بعد تحرك الشارع، أطلَّ الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بوصفه «مرشد الجمهورية» ورئيس البلاد الفعلي ليُعلن أنه الحامي للتركيبة الحاكمة.

القيادة من الخلف

تراجعت المنظومة إلى «القيادة من الخَلْف» عبر تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة حسان دياب علّها تمتصّ النقمة، لكنها عمّقت الأزمة بعجز أدائها وسياساتها الخاطئة وغياب الغطاء العربي عنها، فزاد الانهيار الاقتصادي – المالي ما كان يُنبئ بانفجار اجتماعي آت لا محالة. جاء تفجير المرفأ في 4 آب/أغسطس 2020 الذي دمَّر نصف العاصمة ليزيد الاحتقان ويُطيح بالحكومة. هبَّ العالم لنجدة بيروت بمساعدات إنسانية بفعل هول الحدث. وأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تقديم دور الحامي للمنظومة حين خاطب اللبنانيين الغاضبين بأنهم هم مَن أتوا بنوابهم إلى البرلمان مصدر السلطات، وأن عليهم أن يُغيِّروا في صناديق الاقتراع.

هي صناديق الاقتراع التي ستُفتح في 15 أيار/مايو المقبل في انتخابات نيابية أصرَّ عليها المجتمع الدولي وهدد بفرض عقوبات على كل مَن تسوِّل له نفسه التفكير بتطييرها. لكن هذا المجتمع الدولي الذي حمل العصا منادياً بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها وبالحاجة إلى التغيير، أمعن في الوقت ذاته بتقديم الجزرة للمنظومة نفسها من خلال ضمان عودتها من جديد مكلّلة بشرعية لسنوات أربع مقبلة. ذلك أن عواصم القرار، مِن واشنطن إلى باريس وبروكسل، تعلم علم اليقين أن الأرضية ليست مهيّأة لانتخابات نزيهة وشفّافة. فلا هي ضغطت من أجل إصلاحات انتخابية بدءاً من إقرار قانون انتخاب جديد بديلاً للقانون الحالي الذي يُعمّق الانقسام والطائفية وفُصّل على قياس قوى معينة لضمان فوزها، ولا عملت على ضمان أمن الناخبين لتصويت حر، بعيداً عن سطوة السلاح وتأثيره، ولا سيما في مناطق نفوذ «حزب الله» حيث الكلمة العليا له في حضرة دولة «شاهد ما شفش حاجة». ولا ساهمت عواصم القرار في تمويل تنفيذ إصلاحات مقررة سابقاً مثل مكننة الانتخابات وإنشاء «الميغا سنتر» الذي يُمكِّن الناخب من أن ينتخبَ في مكان سكنه من دون الحاجة للانتقال إلى مسقط رأسه، متكبّداً مشقة المسافات الطويلة والتكاليف المالية والضغوطات التي تُمارس عليه من محيطه الاجتماعي، ولا هي عملتْ على تقديم تمويل مالي لهيئة الإشراف على الانتخابات لتأمين مراقبة فعلية على العملية الانتخابية، خصوصاً أن الموازنة التي رُصدت للهيئة متواضعة جداً (18 مليون دولار مقارنة مع 54 مليون دولار عام 2018) بحجة عجز مالية الدولة.

المجتمع الدولي قاطبة، المصرّ على تعزيز المسار الديمقراطي في لبنان من بوابة الانتخابات، يُدرك ملياً أن هذا الهدف لا يتحقق مع سطوة «صناديق الإعاشات» و«المازوت الانتخابي» للناخبين الذين فقدوا أدنى مقومات الحياة، ولا نزاهة مع انفلات «المال السياسي» وغياب شفافية الصرف الانتخابي والترويجي والإعلامي. ولا يكفي أن تأتي هيئات رقابية أُممية ليوم الانتخابات تجول مثل السائحين في المناطق لتوفير شرعية دولية للاستحقاق الديمقراطي بشكل الصوري. فيوم الانتخاب ليس سوى صدى لما سبقه من زرع، ليس بالضرورة زرعاً صالحاً، بل هو في أغلبه زرع مسموم أبشع ما فيه حملات التحريض الطائفية والمذهبية الجاهزة لحرق الأخضر واليابس كرمى عيون الفوز بمقعد هنا أو هناك، أو الحصول على أكثرية لا تُجيَّر في خدمة نظام المصلحة العامة بغية تحقيق مسارات التنمية والازدهار للمجتمع، بل في خدمة مصالح سياسية ضيّقة داخلية وأجندات خارجية تحوِّل البلاد والعباد إلى ساحة لتعزيز نفوذها وأوراقها وخططها وسياساتها الاستراتيجية.

تواطؤ على التغيير

وعليه، تصبح الانتخابات – في ظل هكذا واقع – عملية تواطؤ، وتحالف ضمني بين هذا المجتمع الدولي العالم بالحقائق وبين الطبقة السياسية المتنفذة التي تتسم بالوقاحة، وهو الانطباع السائد لدى شرائح واسعة من اللبنانيين سواء اقترعوا أو انكفأوا عن التصويت في يوم الاقتراع، فهم يُدركون أنهم عاجزون عن إحداث تغيير. يقول مؤلف كتاب «وظيفة الانتخابات النيابية في لبنان» الدكتور أنطوان ساروفيم: «إنه في مسارنا السياسي حوَّلتنا الانتخابات إلى دمى متحركة». و«حوَّلت الناخب إلى رقم، يُضاف إلى أرقام كثيرة، والرقم قد يُحذف، وقد يسقط، وقد يُستعمل في أي رصيد في عمليتي البيع والشراء» و«الورقة التي يُسقطها الناخب في صندوقة الاقتراع، ليست إلا الناخب نفسه، لقد تحوَّل إلى ورقة. إنها ورقة تحمل ورقة، لا تُستعمل إلا مرّة واحدة، كتلك التي نستعملها عندما نحضر فيلماً سينمائياً، أو عند ركوب قطار، ومن بعدها تتمزّق الأوراق». الناخبون على اختلاف مشاربهم وطوائفهم ومذاهبهم هم أرقام تُستخدم كل أربع سنوات لتمديد شرعية نخبهم السياسية المتصادمة حيناً، والمتعايشة حيناً آخر، والحامية لبعضها البعض في كل الأوقات، على قاعدة «بقائي مِن بقائك». الناخبون أوراق تُستخدم لمرة كل أربع سنوات لتكريس زعمائهم الذين لا يُساءلون ولا يُحاسبون ما داموا هم يوفرون الحماية للجماعات في طوائف خائفة من بعضها البعض، ومناطق تأبى الانفتاح كي لا يأكلها القادمون الجدد الذين يُنظر إليهم على أنهم غزاة وأصحاب مشاريع استقوائية وإلغائية للآخر في بلد يحمل سمة التعددية. هنا تصبح الأسئلة مشروعة: كيف يمكن بناء وطن تخاف فيه الأقليات من أكثريات إن حكمت، وتشعر الأكثريات بالغبن من أقليات رُسم على مقاسها الوطن لضمان حمايتها؟ كيف يمكن لمواطنين أن يعيشوا المواطنة فيما هم ليسوا متساوين أمام القانون، ولا ينظرون إلى الدولة بنفس المنظار، ولا يرون فيها الحامي والضامن، ولا يحملون نفس المفاهيم والرؤى، ولا يملكون الإرادة والرغبة للعبور إلى الدولة الواحدة؟ لقد بات لافتاً حجم الانكفاءات للجماعات اللبنانية بحيث تقوى حالة الجموح الداخلي لتأمين مقومات الكيانات والكانتونات والفيدراليات.

ضياع الفرصة

كان الرهان على القوى التغييرية التي قدَّمت نفسها على أنها وليدة «ثورة 17 تشرين» أو رافدة لها أو متماهية معها. استطاعت أن تهز كيان الجالسين على الكراسي، لكنها لم تفلح في خلق قيادة على الأرض قادرة على إدارة الجماهير نحو الهدف السياسي المنشود. التقطت الطبقة السياسية أنفاسها فيما كان نَفَسُ الحراك يتلاشى. تحولت إلى مجموعات لا تحمل رؤية مشتركة حول لبنان الغد الذي نريد. كان المطلوب رفع عنوان جامع اسمه استعادة الدولة. فالمطلوب أولاً استعادة الدولة ومؤسساتها من سلطة المافيا – الميليشيا كخطوة أولى نحو إعادة بناء الدولة عبر تطبيق القانون والدستور الذي ما زال ينتظر استكمال تنفيذ بنوده التي جرى الاتفاق عليها في «وثيقة الوفاق الوطني» في الطائف عام 1989 وهو الدستور الذي يضم في نصوصه آليه تطويره عبر اعتماد خطوات تمهيدية وإجراءات تدريجية نحو إلغاء الطائفية السياسية بما يأخذ اللبنانيين مجتمعين إلى دولة مواطنة بديلاً عن نظام المحاصصة في دولة فيدراليات الطوائف. مع اقتراب الانتخابات تشتتت قوى ما يسمى بـ«مجموعات الثورة» بدل أن تتّحد. سقط كثير من الأسماء في فخ «الأنا» المدمرة واللاهثة وراء لقب «سعادة النائب» أو نجومية زائفة. لم تنجح القوى التغييرية في تأليف لوائح موحدة على مستوى الوطن تُشكّل ما يشبه «تسونامي» انتخابي بحيث يكون للصوت صداه، وللورقة في صندوقة الاقتراع فعلها التغييري ووظيفتها في المحاسبة. أقصى ما يمكن أن يحصل في الاستحقاق حصول اختراقات محدودة.

تامين شرعية «المحور»

معركة الحفاظ على الأكثرية النيابية التي يتولاها نصر الله شخصياً، والذي بات ضامناً لها مع تعليق «تيار المستقبل» بزعامة سعد الحريري العمل السياسي، لا تنطلق من حسابات لبنانية تهدف إلى تكوين سلطة جديدة تحمل برنامجاً إنقاذياً للأزمة الاقتصادية – المالية التي تغرق فيها البلاد، إنما هدفها هو إعادة تأمين الغطاء الشرعي لـ«المحور الإيراني» الذي يمثله وحلفاؤه، وذلك لحسابات ما فوق لبنانية ترتبط بحاجات المشروع الاستراتيجي لطهران وتمدد نفوذها في المنطقة، في وقت عاد الفريق المقابل للاتكاء على العنوان السيادي وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني لشد العصب الانتخابي بعدما كان وضعه جانباً لسنوات لضرورات الانخراط في التسوية السياسية، فيما بعض القوى التي كانت تدور في فلك «14 آذار» سابقاً ورفضت التسوية، حافظت على أدبيات مواجهة هيمنة الدويلة على الدولة، وتخوض الاستحقاق بسقف سياسي عالي النبرة. تذهب مراكز الإحصاءات الانتخابية إلى اعتبار أن نحو 110 مقاعد نيابية من أصل 128 مقعداً هو مجموع البرلمان بات محسوماً، بمعنى أن معارك اللوائح تدور حول 18 مقعداً في 15 دائرة، ربما تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً لكنها لن تكون نسبة قادرة على إحداث تحوّلات في حياة اللبنانيين الذين ينتظرهم صيف حار وشدائد أكبر مما يعيشونه اليوم. بعد 15 أيار/مايو، لن تعود الطبقة السياسية بحاجة إلى كبح جماح الانهيار خوفاً من تصويت عقابي. فعلى صدى كلمات «إلى اللقاء في الانتخابات المقبلة» سيدخل اللبنانيون كأرقام ساقطة وأوراق ممزقة إلى الكارثة المنتظرة. سيكون هناك من يقول: هذا نتاج ما فعتله أيادي الناخبين. وسيكون هناك من يسأل: هل كانت أياديهم حرة أم مكبلة تحت عباءة الديمقراطية؟

 

ويبقى السؤال... من سيتولى مهمة تحرير لبنان؟

سام منسى/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

الأربعاء الماضي، مرت الذكرى السابعة والأربعون لاندلاع الحرب الأهلية في لبنان في 13 أبريل (نيسان) 1975. في كل سنة يسيل حبر كثير يغلب عليه الشعر والخطابة والتحفيز الحزبي الفئوي والطائفي لأطراف الحرب، إذ إن معظمهم مستمر بعناد في الحياة السياسية بشخصه أو نسله. ما الفائدة اليوم من العودة إلى ذكرى مرحلة مؤلمة ومدمرة في تاريخ لبنان الحديث؟ لعل مراجعة الحرب اللبنانية هذه السنة ضرورة، في مرحلة متأزمة تشهد متغيرات متلاحقة وانتخابات تشريعية مصيرية، ويكثر الحديث عن مبادرات فرنسية وفاتيكانية وغيرها. كل ذلك يستدعي السؤال عما إذا كان اللبنانيون قد تعلموا دروساً من آلام الحرب الأهلية أم لا، كما عن صحة انتهائها كما يردد السياسيون محذرين من العودة إلى شرورها؟ الإجابة عن السؤال الأول تكمن في الإجابة عن السؤال الثاني، إذ كيف لمن يفقه دروساً من حرب ما تزال مسبباتها وفواعلها حتى اليوم مستمرة بلا هوادة وبأشكال مختلفة ظاهرة وباطنة وعلى الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية كافة، بل هي حاضرة في الهواجس. كيف وصلت البلاد إلى هذا المنحدر وشهدت هذا الحجم من المتغيرات لو أن الحرب انتهت مع تسوية الطائف سنة 1989؟ لم تبدأ الحرب الأهلية في 13 أبريل 1975 ولم تنتهِ في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1990 بسقوط مغامرة العماد ميشال عون وخروجه من القصر الرئاسي على يد الجيش السوري، لأن التاريخين ليسا سوى محطتين من المحطات التي قطعتها الحرب متعددة المراحل. لا ننكر أن ما حصل في 13 أبريل 1975 كان الشرارة التي أشعلت مسلسل المعارك العسكرية، إنما لا يلغي تاريخ توقيع اتفاق القاهرة سنة 1969 الذي شرّع العمليات العسكرية الفلسطينية من جنوب لبنان وكشف هشاشة سيادة الدولة وتراجع الولاء الوطني. إن توقيع هذا الاتفاق بين قائد الجيش الماروني إميل البستاني والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وضع المدماك الأول للحرب الأهلية والغرق في وحولها. في هذا السياق، وللإفادة من دروس الماضي، ينبغي أن نلفت إلى أن هاجس الوصول إلى رئاسة الجمهورية في سنة 1970 لدى إميل البستاني وغيره من الزعماء الموارنة لعب دوراً مرجحاً في تمرير الاتفاق، وسمح لاحقاً لبعض القوى المسيحية بأن تحاول ضبط التفلت الفلسطيني المسلح الذي كان آنذاك مدعوماً من أطراف عربية كثيرة أبرزها النظام السوري على حدودنا، والناشط في تصدير أزماته الداخلية.

رغم حجم المخاطر التي شكلها تفّلت المنظمات الفلسطينية، فإن الخطيئة المرتكبة يومها هي أن غالبية المسيحيين اعتبروا أن مهمتهم وواجبهم الوطني وضع حد للوجود الفلسطيني المسلح، مما أدى فيما أدى إلى الخلط بين تفلت السلاح الفلسطيني ومطالب المسلمين بمزيد من المشاركة والصلاحيات في السلطة. بينما طالب التقدميون والعروبيون واليساريون بتغيير النظام بل اقتلاعه. الجهتان معاً أيدتا حينها الجانب الفلسطيني وسوريا، وبدأت شرارات القتال بين الجيش اللبناني والفلسطينيين سنة 1970 و1973 الذي وصل إلى حد استعمال الجيش لسلاح الطيران. وبدأت الشقوق بين اللبنانيين تتظهّر وتحولت إلى نزاع طائفي مسيحي - مسلم مسلح. لا بد من الاعتراف أيضاً بأن الاقتتال الداخلي لم يكن ولا مرة واحدة منذ سنة 1970 وعلى مدى 52 سنة من دون دور أو تحريض خارجي، مرة فلسطيني 1969 إلى 1982 وأخرى سوري من 1975 إلى 2005 وإسرائيلي 1978 إلى 1985 وحتى إلى سنة 2000 وبعدها سوري - إيراني 1983 إلى 2005 ومنذ عام 2005 تحول إلى تدخل إيراني صاف ونقي. لعل هذا السرد للوقائع يشي من دون مواربة بأن الحرب لم تبدأ عام 1975 وما تزال حرباً كامنة تعلو وتخمد على الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

في السياسة، اغتيلت التسوية في الطائف يوم اغتيال الرئيس المنتخب رينيه معوض، وكرت سبحة الاعتداءات على الاتفاق عبر وصاية سوريا الأخطبوطية وتزلف وانبطاح قيادات لبنانية من الطوائف كافة أمامها. وبعد خروج النظام السوري من لبنان، تمادت عملية ضرب الطائف من خلال تعطيل عمل مجلس النواب ومجلس الوزراء والعقبات أمام رؤساء الحكومة المكلفين وبدعة الثلث المعطل بحجة الوفاقية في اتفاق الدوحة 2008 وإسقاط الحكومة عبر الاستقالة عام 2011. وأصبحت نافرة جلية منذ 2016 مع وصول العماد عون مرشح «حزب الله» إلى رئاسة الجمهورية بعنوان صريح هو استعادة حقوق المسيحيين وصلاحيات رئيس الجمهورية.

في الأمن، كان تسلسل الأحداث أكثر وضوحاً وقسوة، وصار مملاً تعداد مسلسل الاغتيالات الذي حصد العشرات، بدءاً بالرئيس رفيق الحريري وصولاً إلى المثقف الملتزم لقمان سليم، إلى التصفيات الجسدية، تعرضت البلاد لأهوال حرب يوليو (تموز) 2006 التي افتعلها «حزب الله»، ومن ثم لغزوته بيروت والجبل سنة 2008 لترويض السنة والدروز وجرهم عنوة إلى بيت الطاعة ومصادرة صناعة القرار، مما سمح لاحقاً بتدخل «حزب الله» العسكري في سوريا واليمن وغيرها خارج الحدود خدمةً لسياسات وأهداف غير لبنانية. إلى هذه العناوين الرئيسية لا بد من أن نذكّر في الأمن أيضاً بالمعركة مع الشيخ أحمد الأسير في منطقة صيدا، ومعارك مخيم نهر البارد، إلى استعمال فزاعة تنظيم «داعش» الإرهابي والادعاء بمحاربة «الإرهاب السني المتشدد» في البقاع. الحرب الأهلية مستمرة أيضاً في وجهيها الاقتصادي والاجتماعي. فقد قُضي على الطبقة الوسطى وأنماط حياتها بعد أن شهد الاقتصاد أفظع الجرائم بحق البلاد والعباد، بداية باستهداف وسط العاصمة عبر تعطيله باعتصام استمر نحو 18 شهراً أصابه بأضرار جسيمة، لتكمل عليه فيما بعد المظاهرات والاعتصامات وأعمال الشغب بين 2019 و2021. بعدها تبخرت أموال المودعين في المصارف وانهارت العملة الوطنية وشهدت البلاد أكبر انهيار مالي واقتصادي في تاريخها يصعب كثيراً أن تخرج من تداعياته وتعود إلى سابق عهدها. الانهيار طال معظم البنى الأساسية التي يقوم عليها النظام الاقتصادي، وطال إلى جانب المصارف قطاعات التعليم والاستشفاء والسياحة وباقي الخدمات التي تميز بها لبنان. وقائع جرّت البلاد قسراً إلى مآلات في الاقتصاد والاجتماع بعيدة عن إرادة غالبية أهلها.

نعم الحرب مستمرة ومشغلوها كما في كل مراحلها السابقة هم إياهم، لبنانيون وغير لبنانيين. أما لجهة الدروس من تجارب الماضي، يبدو مما نشهده أننا ما نزال ندور في الدائرة نفسها ولا عبرة لمن لا يعتبر، بينما عملية الترويض من قِبل «حزب الله» تأخذ مداها، والأطراف اللبنانية متنازعة على فتات مصالح وعدد من المقاعد في البرلمان وحماية المصالح الفردية الضيقة من مناطقية أو طائفية أو مالية. في مراحل الحرب الأولى كان يتردد ويؤمل أن يكون الحل في معالجة الوجود الفلسطيني المسلح والمتفلت والمنحرف. بعدها بات خروج سوريا وجيشها هو الحل، آخرون اعتبروا أن تحرير البلاد من الإسرائيلي هو نهاية المطاف. المحصلة أن الفلسطيني المسلح غادر مهزوماً، والجيش السوري انسحب مقهوراً، والجنوب تحرر بينما لبنان ما يزال محتلاً ليس من إيران فحسب، بل من أداء وممارسات اللبنانيين أنفسهم التي أفضت إلى فشل دولتهم وما يترتب على ذلك من تبعات جسام. والحال على ما هي عليه، من سيتولى إذن مهمة تحرير لبنان؟

 

هل يتحول اللاجئون الأوكرانيون إلى ورقة في الانتخابات الأوروبية؟

عمر أنهون/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

بات من الواضح الآن أن روسيا فشلت في إلحاق الهزيمة السريعة والساحقة في أوكرانيا، إذ تكبدت خسائر فادحة، بما في ذلك فقدان كبار الجنرالات. فقد تولى الجنرال الروسي، الذي كان مسؤولاً في سوريا، القيادة الآن في أوكرانيا. وتثير سمعته القلق من أن الأمور على الأرض يمكن أن تتحرك إلى الأسوأ، كما لو أنها ليست سيئة بصورة كافية راهناً. في خطاب الرئيس بوتين في 12 أبريل (نيسان) الحالي، أكد مجدداً أن روسيا تريد شرق أوكرانيا. والآن، أولاً وقبل كل شيء، يدور القتال حول الاستيلاء على ماريوبول ومنطقة دونباس، وربطهما بشبه جزيرة القرم. ومن بين مبررات بوتين لحربه في أوكرانيا كان التهديد الصادر عن حلف «الناتو». والمفارقة هنا أن حربه إما أنها أسفرت أو يسَّرت الكثير من الأمور التي كانت روسيا تهدف إما إلى تحقيقها أو منعها. هنا مجرد أمثلة قليلة: إن حلف «الناتو» موحد، ويبدو أنه في طريقه إلى موجة جديدة من التوسع إلى السويد وفنلندا. فقد تأكدت صحة المخاوف من قبل الحلفاء في أوروبا الوسطى ومنطقة البلطيق، والذين كانوا يصفون روسيا بالتهديد الكبير، فضلاً عن العديد من الأمور الأخرى.

الدبلوماسية ليست واضحة وجلية كما كانت في أعقاب اجتماع إسطنبول مباشرة. ويرجع ذلك بالأساس إلى الغضب الناجم عن الهجمات التي شهدتها مدينة «بوتشا» وغيرها من الأماكن. وعلى أي حال، يُقال إن الأطراف المتحاربة تواصل التفاوض (عبر الإنترنت). ونأمل أنه عندما يحين الوقت، سوف يكون هناك على الأقل ما يستحق طرحه على الطاولة. وفيما يخص اللاجئين الأوكرانيين، ووفقاً لأرقام مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، فرَّ 4.8 مليون أوكراني وأصبحوا لاجئين منذ الاجتياح الروسي. وكما هي الحال في جميع الحالات المماثلة، تتحمل البلدان المجاورة جُل الأعباء. واستناداً إلى بيانات المفوضية (حتى 13 أبريل)، كان عدد اللاجئين الأوكرانيين في البلدان المجاورة كما يلي: بولندا (2.694.090)، ورومانيا (716.797)، والمجر (440.387)، وسلوفاكيا (326.244). وهناك بيئة طاردة في أوكرانيا ومشجعة للغاية على الفرار منها. وفي بولندا، مرَّرت الحكومة قانوناً يجيز للاجئين حق الوصول إلى سوق العمل، والرعاية الصحية، والمساعدات الاجتماعية.

وفتحت المجر حدودها. وربما يكون الأوكرانيون من «ترانسكارباثيا»، من ذوي الصلات العرقية، أحد الأسباب لذلك. غير أن المجر لا تزال تستقبل وتستضيف اللاجئين الأوكرانيين.

وشرع الاتحاد الأوروبي في تفعيل «توجيه الحماية المؤقتة»، الذي صيغ بعد الحرب في يوغوسلافيا السابقة، ولكنه لم يُستخدم قط. ويعرض الاتحاد الأوروبي الحماية المؤقتة للرعايا الأوكرانيين ورعايا البلدان الأخرى الذين يمكنهم إثبات أنهم كانوا يقيمون بصورة قانونية في أوكرانيا قبل 24 فبراير (شباط) 2022. وتشمل حزمة الاتحاد الأوروبي من أجل الأوكرانيين تصريح الإقامة لمدة ثلاث سنوات، مع إمكانية الوصول إلى جميع التسهيلات اللازمة. وتتناقض العاطفة والتآزر وآليات المساعدة وسلاسة السلوك تجاه اللاجئين الأوكرانيين، بصورة حادة وصارخة مع ما شهدناه في حالة اللاجئين السوريين. لقد انقسمت دول الاتحاد الأوروبي حول كيفية الاستجابة تجاه اللاجئين السوريين. وتصدرت بولندا والمجر ملف مناهضة اللاجئين، وتلخصت سياسة الاتحاد الأوروبي في إبقائهم «خارج أوروبا»، وكانت تركيا هي المكان المناسب لوجودهم. وبسبب جهود المستشارة ميركل، اتخذت بعض الخطوات، واستقبلت ألمانيا نحو مليون لاجئ سوري، وأبرمت اتفاقات ذات صلة في 2015 و2016 مع تركيا. لكن بلدان وسط أوروبا الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم تمتثل لهذه الاتفاقات أو الترتيبات داخل الاتحاد الأوروبي.

- اللاجئون... مشكلة مَــن بالتحديد؟

يقع عبء كل أزمة أولاً على الجيران. ففي حالة سوريا، تحمل العبء تركيا ولبنان والأردن والعراق. أما في أوكرانيا فقد تحملته بولندا والمجر وغيرهما.

وهناك الكثير من الأزمات في العالم، والكثير من الناس يفرون. وإذا كان معظمهم يأتون في اتجاهكم، فإن القلق مفهوم. فمهما كان مدى ثراء كل بلد وصحته، فإن هذا من شأنه أن يحد من الموارد بصورة كبيرة. لكن هناك الوجه الآخر للعملة. فبعض الناس ينظرون إلى المسألة من زاوية الهوية واللون والعرق والدين، فيحمل الساسة القضية إلى الجماهير ويحاولون تحويلها إلى أصوات انتخابية. ومن ثم تأخذ الأمور شكلاً مختلفاً. قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية: «إننا لا ننظر إلى هؤلاء الأشخاص على أنهم لاجئون مسلمون، بل ننظر إليهم على أنهم غزاة مسلمون»، وذلك في إشارة مباشرة إلى أشخاص من سوريا وبلدان أخرى في الشرق الأوسط وآسيا. وفي مقابلة أخرى أجريت معه في مارس (آذار) الماضي، ميز أوروبان بوضوح بين المهاجرين واللاجئين، وقال إن حرس الحدود المجريين قادرون على التمييز بين من هو المهاجر (يعني الشرق أوسطي- الآسيوي ذي البشرة الداكنة)، ومن هو اللاجئ (يعني القوقازي، صاحب البشرة الفاتحة). وقال: «يتم توقيف المهاجرين، ويستطيع اللاجئون الحصول على كل المساعدة».

وكان زعماء اليمين المتطرف في أوروبا، ومنهم فيكتور أوروبان والفرنسية مارين لوبان، قد اجتمعوا في مدريد في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال منظم اللقاء، سانتياغو أباسكال، من حزب «فوكس» الإسباني، في بيانه الختامي إنهم (أي المشاركين في المؤتمر) هم الذين يدافعون عن أوروبا، ولن يسمحوا برفع «راية المطرقة والمنجل هنا، ولا راية الهلال، ولا راية نخب العولمة المظلمة». أما اليمين المتطرف المناهض للهجرة والداعي إلى كراهية الأجانب، فقد انزلق إلى حيز الشعبوية. في البداية، كانت أعداد أعضائه قليلة، ثم ظهر العديد من الجماعات، وتحولت إلى حركات سياسية وأحزاب سياسية، واستطاعت في بعض الحالات تشكيل حكومات. وفي بولندا والمجر، يدين الجناح اليميني الحاكم والأحزاب الشعبوية بنجاحهم إلى حد كبير لقضايا اللاجئين أو القضايا ذات الصلة بها. والآن، تتَّجه كل الأنظار نحو فرنسا. ففي الجولة الأولى من الانتخابات، كان ماكرون ولوبان من المرشحين الأوفر حظاً، وسيتنافسان في الجولة الثانية في 24 أبريل. وقد واجه كل منهما الآخر في انتخابات الرئاسة عام 2017. وفاز ماكرون بنسبة 66 في المائة. ويُقال إن لوبان هذه المرة أقرب إلى الفوز من أي وقت مضى. وركزت لوبان في حملتها الانتخابية على القضايا الاقتصادية، ولكن كان هناك دائماً علاقة لحزبها بمناهضة المهاجرين.

وما أثبتته هذه الانتخابات وغيرها في أوروبا، هو أن أحزاب الوسط تناضل من أجل البقاء في قلب السياسة، ولكن طرفي الطيف السياسي هما اللذان أصبحا يهيمنان أكثر فأكثر على المشهد السياسي. ماذا بعد للاجئين؟ من حيث المبدأ، يجب أن يكون اللاجئون مشكلة الجميع. ولا يمكن لبلد واحد أن يتغلب بمفرده على هذا الوضع، ومن الضروري تقاسم الأعباء والمسؤولية المشتركة. ولكن الأمور لا تسير دائماً بهذه الطريقة، وكل حالة تُعامل بشكل مختلف. والتعريف العام لظروف عودة اللاجئين هو «العودة الآمنة والطوعية والكريمة». وفي حالة سوريا، فإن هذا أمر غير وارد على الإطلاق. وهذه مشكلة بالنسبة لتركيا على سبيل المثال، حيث يقترب موعد الانتخابات، والقضية مدرجة بالتأكيد على جدول الأعمال. وفيما يتعلق باللاجئين الأوكرانيين، يبقى أن نرى ما إذا كان الاستقبال الحار هو حالة مؤقتة أم دائمة؟ وإذا طال أمد الصراع في أوكرانيا وتأخرت عمليات العودة إلى ما هو أبعد من المعتاد، أو إذا تحول اللاجئون إلى طالبي لجوء ومهاجرين، فقد لا يتقبل المضيفون ذلك. والوقت سوف يُظهر ذلك.

 

المطلوب هو التجديد الديني أولاً وآخراً

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/17 نيسان/2022

تَسَنَّت لي مقابلة بعض المنشغلين بحقل الفكر الديني من أساتذة وباحثين في رمضان الحالي، عبر حلقات من برنامج أقوم عليه في شبكة العربية هو برنامج (الندوة) وكان حديثنا وهمُّنا المقيم المقعد هو سؤال: الإصلاح أو التجديد الديني، ما الفرق بينهما، وما المطلوب منهما اليوم؟

تضافرت إجابات أولي الشأن بهذا الحقل، على تأكيد الفرق الكبير بين الإصلاح الديني والتجديد الديني، إذ الأول، وهو الإصلاح، يعني العودة التطهرية للأصول القديمة والنهل المباشر من النبع الأول، يعني هي مسيرة عكسية نحو الماضي المؤمثل (المثالي)، ونقطة الكمال العتيقة، والانطلاق منها مجدداً في العصر الراهن. هذه النظرة «السلفية» لا تخص لوناً واحداً من المسلمين، فلكل طيف وطائفة سلفيته الخاصة، الشيعة والسنة، وداخل السنة تلاوين أخرى من السلفيات كما داخل الشيعة، بل حتى خارج الإسلام، فما حركة الإصلاح الديني المسيحي التي أطلقها القس الألماني مارتن لوثر المتوفى 1546م، ونظيره الفرنسي جان كالفن المتوفى 1564م، إلا عودة نحو الجذور والينابيع والمسيحية «العتيقة». الإصلاح مرحلة مهمة نحو التغيير، لأن الإصلاح بالمعنى المشروح هنا، يحطم كثيراً من العوائق التي تكاثرت من الزمن، على الحيوية الفكرية، وراكمت عليه «الأغلال»، وعليه فهي تحرر الحركة من الأثقال، لكن دورها في تقديري يقف هنا، ليأتي دور التجديد، فالتجديد، هو نظرة للمستقبل والحاضر معاً، فنحن أبناء اليوم ورجال الغد.

المفارقة أن يصنف رجال مثل الشيخ المصري «المجدد» محمد عبده والقاسمي رجالات إصلاح سلفي وبعضهم اتهم بالوهابية مثل القاسمي، لأن هؤلاء الأعلام كانوا ضد الخرافات الصوفية وعبادة الأضرحة ودروشة الأولياء، وأبدوا إعجابهم بالإصلاح الديني النجدي، وأمثاله في العالم الإسلامي، لكنهم في الوقت نفسه، تحديداً محمد عبده، يصنفون من رجال التجديد والعقلانية. الدكتور رضوان السيد، كان متحدثاً في (الندوة) وعبَّر صراحة عن الحاجة الماسة للتجديد، وضرب أمثلة بأنه في الماضي كان هناك رجال تجديد على قدر عالٍ من الجرأة، وفي صدمة من رضوان للتصورات النمطية، ضرب السيد المثل بعالمين من علماء الحنابلة، وهما ابن تيمية وقبله أبو الوفاء بن عقيل، والأخير لم ينصف كثيراً، وذكر رضوان برسالة نادرة لأبي الوفاء يرد بها على الشافعية الذين يرون أن السياسة هي الشرع، فقال أبو الوفاء بل السياسة هي تقدير السلطان، يعني الدولة! أو ما معناه. وضرب مثلاً آخر عن التجديد لا يقل جرأة، وهو مثل العالم الشافعي الكبير أبي المعالي الجويني، المشهور بإمام الحرمين، الذي جزم أن أحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في العقائد، ومن العقائد موضوع ملاحم آخر الزمان وأشراط الساعة، ومنها حكاية المهدي المنتظر! تخيل حجم النتائج الكبيرة التي يمكن ترتيبها على هذه الخلاصات اليوم، والأهم من ذلك، تصور مدى جرأة هؤلاء العلماء في ارتياد أرض جديدة للتجديد، ومدى ارتعاش وتخاذل رجال العصر، رغم أن تحديات ومحفزات اليوم أضعاف أضعاف الماضي. نحن بوقتنا هذا، في مسيس الحاجة للتجديد، فـ«ما كان الإصلاح بالاجتهاد كافياً إذن لاستعادة الانسجام بين الدين والدولة، ولا كان كافياً لبعث السلامة في علاقة المسلمين بدينهم». كما قال رضوان السيد بمقاله الأخير هنا.

 

بوتين... الإستراتيجي الذي خانته العبقرية!

فارس خشان/النهار العربي/17 نيسان/2022

باستثناء أرباح صنّاع الأسلحة وتجّارها، سوف تُلحق الحرب الروسية على أوكرانيا خسائر بالجميع، سواء كانوا شعوباً أم دولاً، إلّا أنّ الخاسر الأكبر، كما تُظهر المعطيات المتراكمة، سوف يكون "الآمر الناهي" فلاديمير بوتين، لأنّ هذه الحرب هي نتاج "رؤيته" لنفسه ولقوته ولتكتيكاته ولاستراتيجيته ولتوقيته ولعقيدته ولاستنتاجاته. قبل هذه الحرب التي أعادت أوروبا الى زمنها الدموي، كاد بوتين يحظى بإجماع شبه كاسح، على أنّه "سيّد الإستراتيجيين" وأكثرهم "عبقرية"، فهو لم يكتفِ بإعادة روسيا الى نادي العظماء، بعدما عانت ما عانته في ضوء انهيار الاتحاد السوفياتي، فحسب بل نجح في توسيع نفوذه ليكون لاعباً رئيساً في كل المناطق الساخنة في العالم، أيضاً. في الواقع، لقد استفاد بوتين الذي يطرب عند سماعه للقب "القيصر"، من تراخي الغرب في عدد من الجبهات، كما هي عليه الحال في سوريا، ومن فشله في جبهات أخرى، كما هي عليه الحال في مالي وأفغانستان، ومن "انتهازيته السياسية والإقتصادية" في التعامل مع عدد من الأزمات الخطرة، كما هي عليه الحال عند ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم.

وفي وقت كان أوروبيون كثر يُهلّلون لإطاحة الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئيس السابق دونالد ترامب، بدا فلاديمير بوتين قلقاً للغاية، فهو انتقل من عهد أوجد هوّة بين ضفتي الأطلسي الى عهد عمل، منذ اليوم الأوّل، على جسرها، ومن عهد بدا معه "حلف شمال الأطلسي" في "حالة الموت الدماغي"، كما كان قد وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى عهد بذل كلّ ما يلزم من جهود لإعادة هذا "المريض" إلى عافيته،  ومن عهد لا تعنيه كثيراً أوكرانيا الى عهد يعشق "ثورتها الملوّنة" وكلّ ما أنتجته.

إنّ هذا "التحوّل الإستراتيجي" في الولايات المتّحدة الأميركية، دفع بوتين الى وضع "خطّة التصدّي"، فهو لا يريد اتّحاداً أوروبياً قويّاً ولهذا كان تسلّله، مراراً وتكراراً، من خلال "مرتزقة الإنترنت" و"قوى الضغط" وأحزاب "اليمين المتطرّف"، إلى محاولات التأثير في مجريات الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وهو يرفض السماح بإعادة تعزيز "حلف شمال الأطلسي" الذي يقترب أكثر فأكثر من حدود روسيا، وهو لن يقف مكتوف اليدين أمام مشاهد "العشق" الأميركي - الأوكراني.

وعمل بوتين بموجب "خطّة التصدي" التي وضعها، بانتظار "ساعة الصفر" التي احتكر تحديدها.

وعليه، بعد تعزيز "الشراكة" مع الصين وارتفاع حاجة الاقتصادات الكبرى إلى مصادر الطاقة والمواد الأوّلية، وفي ضوء طريقة الانسحاب الأميركي "المذلّة" من أفغانستان، وفي زمن "برودة" العلاقات الأميركية مع دول أساسية في أكثر من منطقة في العالم، لا سيّما في الشرق الأوسط، حدّد بوتين "ساعة الصفر" لإعلان حربه على أوكرانيا، التي استسهلها إلى درجة أنّه كان قد توهّمها "خاطفة".

وظهر أنّ المعطيات التي بنى عليها بوتين استراتيجيته كانت خاطئة، فالمخاوف التي أثارها اجتياح أوكرانيا انقلبت عليه، لأنّها أنتجت كلّ ما كان يعمل ضدّه، بحيث سرّعت في تضميد الجراح في جسم "الاتحاد الأوروبي"، وفي مداواة أمراض "حلف شمال الأطلسي"، وجعلت المصلحة العليا في كثير من الدول تتغلّب على "السياسة الانتهازية"، وتمّ ترفيع الشعب والجيش والرئيس في أوكرانيا الى مراتب البطولة، وجرى إدراج بوتين في قائمة "المنبوذين"، ولاحقت العقوبات "حاشيته" وعائلته، ووُضعت قواته العسكرية وأسلحته وأسطوله البحري في ميزان التقييم.

الأدهى من ذلك، أنّ بوتين الذي برّر حربه على أوكرانيا بحماية الأمن الإستراتيجي الروسي من مخاطر مجاورة "حلف شمال الأطلسي" عزّز ميول أهم دولتين حدوديتين له الى التخلّي عن حيادهما "المزمن" لمصلحة الإنضواء في هذا الحلف، للاحتماء من مخططات "القيصر" التوسّعية: فنلندا والسويد.

فنلندا تتقاسم وروسيا حدوداً بريّة مساحتها ألف وثلاثمئة كيلومتر، في حين تملك السويد واجهة بحرية على بحر البلطيق الإستراتيجي لروسيا تمتد على مساحة ألف وخمسمئة كيلومتر.

 وعلى الرغم من تحذيرات موسكو بنشر أسلحة نووية على الحدود البرية والبحرية بينها وبين هلسنكي واستوكهولم، في حال أقدمتا على ما تنويان عليه، إلّا أنّ استطلاعات الرأي في الدولتين أتت، بنسبة كبيرة، لمصلحة الانضمام السريع الى "حلف شمال الأطلسي".

في الواقع، لم يعد بوتين يملك، في مواجهة هذا التصدّي الأوروبي والغربي الذي فاجأته شموليته، سوى الترهيب من إمكان استعمال السلاح النووي.

وهذا الترهيب، وإن كانت له نتائج وتداعيات جيوسياسية، إلّا أنّه لا يخدم الصورة التي يحلم بها بوتين لنفسه، إذ إنّها تنقله من ناصية "الإستراتيجي العبقري" الى درك زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون.

في التاسع من أيّار (مايو ) المقبل، وهو ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على نازية أدولف هتلر، يريد بوتين أن يظهر منتصراً في أوكرانيا، ولذلك سوف يفعّل آليته العسكرية للسيطرة على كامل إقليم دونباس الذي لا يزال يواجه بقوة، ولكنّه حتى لو نجح في ذلك، فإنّ غالبية الدول الأوروبية سوف تنظر الى "مباهاته" بكثير من السلبية الإستراتيجية، لأنّه لن يكون سوى انتصار الرعب والتدمير والتوسّع، وتالياً سوف يبدو درساً موجعاً لا بدّ من الاستفادة منه للاستعانة بكل الوسائل التي يمكن أن تحمي من "بوتين الرهيب".

بوتين كان يطمح إلى أن يلوذ إليه الجميع ليحتموا به، ولكنّ طموحه انقلب الى عكسه تماماً، بحيث لاذ الجميع بعدوّه الإستراتيجي ليحتموا منه.

وهكذا تكون العبقرية قد خانت بوتين الإستراتيجي، وصحّت، في تقييمه السلبي الدائم، أقوال عملاق الشطرنج الروسي غاري كاسباروف.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص عظة البطريرك الراعي في قداس الفصح : والمسؤولون عن الوطن يتصرفون لا لإزاحة الحجر عن صدر اللبنانيين بل لتثبيته. لا يريد اللبنانيون الحقيقيون عن الدولة بديلا ولا لها شريكا ويتوقون للحظة رفع الأيادي عن لبنان ووقف تسييس القضاء

وطنية/17 نيسان/2022

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الفصح المجيد على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، وبعد الإنجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان "من تراه يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟".

قال فيها: "فخامة الرئيس، إنه لمن دواعي السرور أنكم، جريا على العادة، تحتفلون معنا في هذا الكرسي البطريركي بعيد فصح الرب الذي هو فصحنا، فالمسيح الإله مات ليفتدي خطايا كل إنسان يولد لامرأة، وقام ليبث الحياة الجديدة في كل مؤمن ومؤمنة. هذا العبور الفصحي بالموت والقيامة، أصبح فصحنا، بحيث أننا نموت عن الخطيئة وروح الشر، ونقوم إلى حالة النعمة؛ نموت عن حالة الأنانية، ونقوم إلى حال العطاء؛ نموت عن السعي إلى المصلحة الذاتية، ونقوم للإلتزام بالصالح العام. نرفع معكم ومع كل هذه الجماعة المصلية هذه الليتورجيا الإلهية ذبيحة شكر لله على الست سنوات التي تختتمون بها عهدكم على رأس الجمهورية اللبنانية. وقد اختبرتم أن يد الله الخفية تقود سفينة الوطن، ولا سيما عندما كانت تعصف رياح شديدة وأمواج عاتية، وتهددها بالغرق. فكانت النعمة من عل تعضد ثباتكم وصمودكم."

أضاف: "إن تساؤل النسوة: "من تراه يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟" ( مر 16: 3)، "وكان الحجر كبيرا" (متى 26: 60)، هو سؤال يطرحه شعبنا للخروج من الأزمة التي يعيشها، وهي خانقة على المستوى الإقتصادي والمالي والمعيشي. من حق اللبنانيين أن ينتقلوا إلى عهد القيامة، وقد طالت جلجلتهم القسرية، وطالت الهيمنة على واقعهم ومصيرهم، وتمادت عملية تشويه صورة لبنان البهية. إن المؤمنين بلبنان يعيشون روحيا قيامة المسيح، لكنهم لا يشعرون بقيامتهم الوطنية وباستعادة العافية والزمن الجميل. عيونهم شاخصة إلى المسيح القائم من القبر، ولكن قلوبهم تعتصر حزنا إذ يلمسون عجز السلطة عن معالجة أوجاعهم وجروحاتهم ومآسيهم. فاللبنانيون بأكثريتهم يرزحون تحت عبء الفقر والعوز وفقدان الطبابة والدواء والضمانات الاجتماعية وفرص العمل وترنح الدولة وتعثر الوحدة وتفاقم الانهيار. في زمن الانتقال من الجلجلة إلى زمن دحرجة الحجر، نرى بكل أسف غالبية العاملين في الحقل السياسي والمسؤولين عن الوطن والشعب يتصرفون لا لإزاحة الحجر عن صدر اللبنانيين بل لتثبيته".

وتابع: "كما المسيح، وهو الرب إلهنا، افتدى بالصلب البشرية من الخطيئة ووضعها على الطريق السليم، هكذا يتطلع شعب لبنان المصلوب إلى الدولة لكي تفتديه بالحوكمة الرشيدة وحسن الأداء وصحة الخيارات الوطنية والإصلاحات المنتجة. ينتظر اللبنانيون قيامتهم من الدولة وفي الدولة، ويتوقعون من المسؤولين والمتعاطين في الشأن السياسي أن يضعوا وطنهم على سكة الخلاص بعد هذه العذابات التي لم يشهدوا مثلها من قبل، حتى في زمن الحروب والقصف والدمار. لا يريد اللبنانيون الحقيقيون عن الدولة بديلا، ولا يريدون لها شريكا. إنهم يتوقون إلى اللحظة التي ترفع الأيادي عن لبنان وتنحسر الهيمنة، ويسقط التسلط، ويتوقف تسييس القضاء والإدارة وتعطيلهما من النافذين، وتنتهي الازدواجية، وتعلو المصلحة الوطنية على كل المصالح الخاصة والانتخابية... فلا يبقى سوى جمهورية واحدة وشرعية واحدة وسلاح واحد وقرار واحد وهوية لبنانية جامعة".

وقال: "فخامة الرئيس، نسر معكم ببروز تباشير توحي بقرب دحرجة الحجر عن الوطن والشعب: فواعدة زيارة قداسة البابا فرنسيس للبنان في حزيران المقبل، وهي بمثابة جسر بين عهدكم وعهد من سيكون خلفكم. وسررنا بزيارتكم لحاضرة الفاتيكان في آذار الماضي ولما تبادلتم مع قداسته ومعاونيه من هموم وتطلعات بشأن لبنان وشعبه. والارتياح يعم جميع اللبنانيين لتأكيد حصول الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، وكان تصميمكم بشأنها ثابتا على الرغم من محاولات الإطاحة بها من هنا وهناك. وهذا التصميم إياه تعملون به من أجل تأمين انتخاب خلفكم على رأس الجمهورية في موعده الدستوري. الكل يقدر مساعيكم الهادفة إلى إقرار الموازنة العامة والاتفاق على خطة التعافي، وإلى إقرار الإصلاحات كممر ضروري للنهوض بالبلاد، وإلى صوغ العقد مع صندوق النقد الدولي بعد إجراء التعديلات الضرورية عليه ليتوافق مع الواقع اللبناني، بحيث تأخذ توصياته في الاعتبار حق المودعين بأموالهم، وحماية السرية المصرفية، وخصوصية المجتمع اللبناني ونظام إقتصاده الليبرالي، الذي شكل سر نمو لبنان وازدهاره؛ كما تأخذ في الاعتبار حماية حرية اللبنانيين، وتجنب التأثير على الاستثمارات وتمويل التصدير والاستيراد وتبادل التحويلات بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر. فلا يجوز، تحت عنوان إنقاذ لبنان، أن يتم تغيير هوية نظامه الوطني الاقتصادي التي لا تخضع لأي تسوية دستورية أو مساومة سياسية. إننا على ثقة بأنكم، من موقعكم كرئيس للجمهورية وحامي الدستور، ورمز البلاد، ستسهرون على كل ذلك بالتعاون مع الحكومة والمجلس النيابي".

أضاف: "في كل حال، لكي تأخذ الإصلاحات كامل مداها إنما تحتاج إلى أن يرافقها بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتوحيد السلاح والقرار، عملا بقرارات مجلس الأمن، واعتماد الخيارات الاستراتيجية التي تعزز علاقات لبنان مع محيطه العربي والعالم الديمقراطي. وفيما تعود الدول الخليجية تدريجا إلى لبنان لتساهم في حركة استنهاضه، من الواجب احترام سيادة الدول وحسن العلاقات معها، وتوقف الحملات على هذه الدول الشقيقة، خاصة وأنها حملات لا علاقة لها بمصلحة لبنان، بل بمصالح دول أجنبية".

وختم الراعي: "فخامة الرئيس، يسعدني باسم إخواني السادة المطارنة والأسرة البطريركية وسيادة السفير البابوي وهذا الجمهور من وزراء ونواب ومسؤولين ومؤمنين، أن أقدم لكم أطيب التهاني بالعيد مع التمنيات القلبية بأن يفيض الله عليكم نعمه وبركاته، لكي تصلوا بالبلاد إلى شاطىء الأمان، بنعمة المسيح القائم من الموت. المسيح قام! حقا قام!"

 

المطران عوده: هل يملك شعبنا إرادة التغيير أم سينكفئ ويختار قديما اعتاده؟

وطنية/17 نيسان/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قداس الشعانين في المطرانية، بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران عوده عظة قال فيها: "اليوم، في أحد الشعانين، حين يدخل الرب يسوع إلى أورشليم دخول الملك المنتصر، مستقبلا بالهتاف وأغصان الزيتون، مقدمة لآلامه وموته وقيامته، ترسم لنا الكنيسة صورة الرب يسوع الحقيقية، المناقضة لكل الآمال والتوقعات البشرية. فملك إسرائيل القدوس لم يدخل المدينة بجبروت ملوك الأرض وأسيادها، محاطا بالمجد والحراسة الأمنية والمرافقين ومظاهر القوة والترف، بل حضر "وديعا، راكبا على أتان وجحش ابن أتان" (متى 21: 5)، هدفه أن يبلسم جراح المتألمين، ويؤاسي قلوب المقهورين والحزانى والمظلومين وكل ضعفاء الأرض". أضاف: "مع دخول مخلصنا إلى أورشليم، ندخل اليوم في نهاية المسيرة الخلاصية نحو القيامة، مرورا بالتسليم والآلام واللطمات والهزء وإكليل الشوك والصلب والموت.

أمس أنهينا الصوم الأربعيني، واليوم ندخل صوم الأسبوع العظيم المقدس، المليء بالصلوات المكثفة، والجهادات المقدسة، علنا نشارك المسيح جزءا مما سار إليه طوعا واختيارا، ولا نكون مثل الذين هتفوا إليه: "هوشعنا" (خلصنا)، ثم صرخوا هم أنفسهم: (اصلبه). إن الشعب الذي يستقبل المسيح اليوم بهتافات الظفر، هو نفسه سيحكم على المخلص بالموت بعد أيام قليلة. سيتهمونه بالتجديف لأنه قال الحقيقة، ويحكمون عليه بالموت صلبا لأنه (جعل نفسه ابن الله) (يو 19: 7). الشعب اعترف، عفويا، بشخص الرب يسوع، المسيا الآتي، بينما لم يرد الرؤساء العميان أن يؤمنوا به بسبب حسدهم، لأن كثيرين من اليهود آمنوا بالمسيح بسبب إقامته لعازر من الموت".

وتابع: "إن هتاف الشعب للمسيح يتعارض مع تجهم الرؤساء وقلقهم. الشعب يهتف، والرؤساء المغتاظون والمنزعجون من المسيح بحجة تعديه الناموس يسألون: «أتسمع ما يقول هؤلاء؟» فيجيبهم: «نعم، أما قرأتم قط: من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحا؟» (مت 21: 16). كانت هتافات الشعب هي التسبيح الذي خرج من أفواه الأطفال. لكن بساطة الشعب، وطفوليته بالنسبة إلى الشر، لم ترتبط بمعرفة الإيمان. كان الشعب يفتقر إلى الرعاية وإلى التربية الدينية. لم يقدم الكتبة والفريسيون للشعب معرفة حقيقية، بل قيدوه بتوصيات ناموسية لا تطاق، إلتزمت حرفية الناموس، وجهلت روحه وجوهره. لذلك لم يكن قادرا على أن يميز صوت الراعي الحقيقي، ولا عرف بوضوح الكلمة النبوية عن شخص المسيح. خلط أهدافه القومية بظهور المسيح وعمله. هكذا، انجر وراء هوى الرؤساء الذين حرفوا الحقيقة، وانقاد إلى أفظع جريمة في التاريخ البشري، إلى قتل المسيح صلبا.

هذا الأمر نفسه نعيشه في عالمنا اليوم، وخصوصا في بلدنا، حيث نجد مسؤولي الشعب يغسلون أدمغة أتباعهم، مقولبين النواميس والقوانين حسب أهوائهم، لكي يبقوا الشعب تحت تسلطهم، مصيبين إياهم بالعمى الإجباري حتى لا تتفتح عيونهم ويدركوا أن الخلاص قد يأتي عبر آخرين. هذا تماما ما فعله الناموسيون والفريسيون الذين كانوا يقنعون الناس بأنهم يملكون سلطة مطلقة على نفوس العباد، يدخلون من يشاؤون إلى الملكوت، ويخرجون منه من يشاؤون، كونهم حفظوا الناموس حرفيا ونصبوا أنفسهم محامين، لا بل مدعين عامين باسم الله ضد الشعب. هؤلاء، نسمع الرب، في مقاطع أناجيل الآلام، يقول عنهم: "فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون" (مت 23: 3)".

وأردف عوده: "يتابع الرب يسوع كلامه على رؤساء الشعوب قائلا: "فإنهم يحزمون أحمالا ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس: فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم، ويحبون المتكأ الأول في الولائم، والمجالس الأولى في المجامع، والتحيات في الأسواق  (مت 23: 4-7). ألا ينطبق هذا الكلام، على غالبية مسؤولي بلادنا، الذين لا يهتمون بأبناء شعبهم إلا عندما تقتضي مصالحهم؟ ألا ينطبق حديث الرب عن الفريسيين على سياسيي بلادنا الذين يريدون التسيد على الشعب بدلا من خدمته، عملا بكلام مخلصنا: "أكبركم يكون خادما لكم، لأن من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع" (مت 23: 11-12)؟

وقال: "دخول المسيح اليوم إلى أورشليم، يعلم كل مسؤول كيف تكون المسؤولية الحقيقية: إنها المحبة حتى الموت. ففي المسيرة نحو الموت والقيامة، خدم المسيح تلاميذه على المائدة، وغسل أرجلهم، وقبل شتى أنواع الإهانات، ثم الموت. لو كان أحد المسؤولين الحاليين مكان المسيح، لما قبل بما عاناه الرب، ولكان طلب مؤازرة لإسكات كل معارض وصاحب رأي حر، بأي شكل من الأشكال، قائلا في نفسه: يموت لأحيا أنا. أما المسيح، الذي قدم للجميع درسا في احترام حرية الآخر حتى أقصى الحدود، فقد قبل طوعا بأن يصلب، وبعد صلبه برهن للجميع أنه هو الحق والحياة، وأن ما فعلوه به، بتأثير من رؤساء الشعوب، كان خطيئة. ومع ذلك غفر للجميع خطاياهم، وأقامهم معه بقيامته، غالبا تسلط الجحيم وسائر جنود الشر. هذه الحرية يجب أن تكون مصانة في كل الأوقات، لأنها عطية من الله وليست منة من أحد، وعلى الإنسان أن يستعمل حريته بحكمة وتعقل، لكي يمارس حقه دون أن يسيء إلى حرية الآخرين.

هنا أود أن أؤكد لجميع أبنائنا أن عليهم القيام بواجبهم الوطني بكل حرية ومسؤولية، دون أن يتأثروا بأحد، وأن الكنيسة لا تدعم أي مرشح على حساب آخر لأنها تحترم حرية أبنائها".

واضاف: "إن عيد الشعانين، يضعنا أمام إمتحان شخصي. هل نكون صادقين في هتافنا إلى المسيح: "خلصنا يا ابن الله؟ هل نكون صادقين في قولنا "لتكن مشيئتك"؟ أم سنترك الرب والمخلص عند أول فرصة تتيح لنا إظهار الأنا المتملكة فينا؟ الشعب الهاتف من أجل خلاصه، عاد وصلب من اعتبره المخلص الذي شفى مرضاه وأقام موتاه، لأن إيمانه كان متوقفا على الحرف، لا على روحانية المحبة الصادقة، ولأنه كان معتادا على أن يكون مستعبدا، فخاف من طعم الحرية. على صعيد الوطن، الإمتحان الأكبر الذي نقف أمامه اليوم، هو: هل يملك شعبنا إرادة التغيير ويسعى من أجل التغيير أم أنه سينكفئ ويختار القديم الذي اعتاده؟ عندئذ سيتحمل مسؤولية اختياره ولن يلقى لشكواه أذنا سامعة، ولن يكون لأنينه أثر في نفوس سامعيه، لأنه اختار مصيره بإرادته".

وختم: "دعوتنا اليوم أن نعلن ولاءنا الحقيقي للمسيح، الملك الوديع، الذي أحبنا حتى الصليب، وأن نهتف إليه: "خلصنا"، لأن لا خلاص لنا بسواه، مهما انتحل أناس هذه الأرض صفة المخلص، آمين".

 

باسيل بعد قداس الفصح في بكركي: سيدنا عبر عن الحقيقة ونشاركه بها

وطنية/17 نيسان/2022

نوه رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بمواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس الفصح. وقال: "سيدنا عبر عن الحقيقة وعن واقع نعيشه جميعا وعن تطلعات كل اللبنانيين، ونحن نشاركه بها ونوافقه على معظم الذي قاله".

 وقال ردا على سؤال بعد تهنئته الراعي بعد قداس الفصح: "لا يستطيع الانسان قول الحقيقة كاملة في كلمة واحدة، وفي رأينا هناك أمور ثلاثة يمكن ان تقال: أولا، ان الذين لا يريدون ان يتدحرج الحجر هم كثر من اللبنانيين ومن كل الجهات والتوجهات، وثانيا الذين سلموا المسيح هم من أبناء جنسه وبثلاثين من الفضة للأسف. وثالثا، المعرفون في التاريخ لا يزالون مستمرين في الحاضر، والذين فبركوا ولفقوا خبرية إزالة الحجر وان تلاميذ المسيح هم الذين اخذوا جسده".

وختم: "بهذا الأمر يكونون ضربوا معنى القيامة، وهم لا يزالون حتى اليوم يضربون المفهوم المسيحي الانساني لمعنى القيامة، وهذه القيامة معناها التغلب على كل الظلم إذ من خلال المحبة ننتصر على البغض، وهذا هو معنى ديانتنا وهكذا نرى الحقيقة".

 

نعيم قاسم: بلدنا يحتاج لعملية جراحية إصلاحية لإنقاذه ونحن مستعدون لذلك

وطنية/17 نيسان/2022

رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى أن "البعض يهاجمون السلاح بحجة تأثيره على الداخل، ولكنهم في الحقيقة يستهدفون المقاومة ولا يريدون لهذه القوة أن تكون موجودة في مواجهة إسرائيل لتحرير الأرض أو لحماية هذا الشعب، فهم لا يتجرأون على القول بأنهم ضد المقاومة، ولكن يدعون أنهم ضد السلاح، بحجة أن السلاح يؤثر في الداخل، وهم يعلمون أن السلاح لا تأثير له في الداخل".

كلام قاسم جاء خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة العباسية الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وجمع من الأهالي، وقال: "نحن نذهب إلى الانتخابات بأصواتنا، ننجح ونرسب بسبب صناديق الاقتراع، وندفع الضرائب كما يدفع الناس، ونحصل على مواقع ونحرم من مواقع أخرى من دون أن يكون للسلاح أي دور وأي تأثير، وهم يعلمون ذلك، ولكن هؤلاء البعض لا يتحملون أنهم خارج السلطة، فيحتجون بضغط السلاح".

أضاف: "لقد هالهم هذا الإلتفاف الشعبي الكبير حول المقاومة، وهو الذي يزداد يوما بعد يوم أكثر فأكثر رغم كل حملات التشويه والتشويش والشتائم ضد المقاومة، ورغم كل الحصار والعقوبات الأمريكية والغربية وكل الأموال التي تدفع للزبائنية والمأجورين وكل الإعلام الذي يأخذ الأموال الطائلة من أجل أن يكذب على الناس ويخدعهم وأن يسيء إلى المقاومين، وليكن معلوما، فمن يستقوي بالخارج ليزيد من شعبيته بالداخل، هو واهم، لأن شعبية الداخل مرتبطة بمن يحمل همومهم ويحمل خطا سليما لحمايتهم وفي آن معا لتحقيق سيادة هذا البلد".

وتابع: "نحن نرى بشكل واضح كل أولئك الذين يصرخون عاليا وكثيرا، ويصرخون بهتانا ضد الحزب، وبالتالي لن يربحوا إلا آلام الحنجرة، فنحن نعمل ولا ننظر إلى الوراء، نتقدم ونأنس بتوفيق الله تعالى وبنصره وإعزازه، ولا تثنينا الادعاءات المختلفة، ونعطي من أنفسنا وأموالنا لنربح آخرتنا، بينما يعطون من أموالهم مشترطين الدعم في الانتخابات، ويحجزون بطاقات الهوية، لأنهم غير مطمئنين أن يصوتوا لهم، ولا تظهر أموالهم في المساعدات إلا قبل أشهر من الانتخابات النيابية، بينما نحن نتواصل ليل نهار خلال كل الأيام بصرف النظر عن الانتخابات، لأننا نعتبر أن شعبنا وأمتنا مسؤولية بيننا وبينهم، نتكافل ونتعاون كواجب ديني وأخلاقي، بينما هناك من يبيع المواد التموينية والهبات، ويأخذ وظائف مرتفعة الأجر من منظمات مختلفة فقط تحت عنوان إدارة العملية، ولكن هو في الحقيقة يدير الكسب الذي يكسبه، ولا علاقة لهذه الأمور بالناس".

 ولفت قاسم الى أن "تجربة حزب الله في لبنان عنوانها مضيء، سواء في الخدمة والمقاومة، أو في البناء والحماية، أو في نظافة الكف، بحيث لا يستطيع أحد أن يتهمنا بالفساد أو أخذ الأموال العامة أو ارتكاب الأشياء الشائنة، وصحيح أنهم يقولون بأننا نحمي الفساد، ونحن نقول لهم قولوا لنا كيف نحمي الفساد، فإذا كنا قدمنا كل الأدلة التي نملكها إلى القضاء، والقضاء لم يقم بواجباته، وأصدرنا كتابا بكامله يقول الفساد والقضاء، لأن القضاء لم يقم بالواجبات، بل حصل ادعاء عند التفتيش القضائي على القضاء لأنه لا يبت بالملفات، فلسنا نحن الذي يحكم من هو الفاسد ومن هو غير الفاسد، ويفترض أن القضاء هو من يحكم، ولكنه لا يحكم".  وقال: "البعض يقول بأننا كنا داخل الحكومات الأخيرة لا سيما حينما كان البلد على حافة الانهيار، وهذا يعني بحسب قوله بأننا شركاء في الانهيار وأننا مسؤولون عنه، وللأسف الناس لا تدرك بعض التفاصيل، وبالتالي فإننا نقول بأنه مضى 15 سنة بشكل متقطع على دخول حزب الله في هذه الحكومات المختلفة منذ العام 2005 إلى اليوم عدا السنتين التي لم نكن بداخلها في الحكومة، بينما غيرنا يشارك في الحكومات المتتالية منذ العام 1992 بما فيهم أولئك الذين يدعون الآن أنهم أحزاب معارضة، علما أنهم كانوا جزءا لا يتجزأ من السلطة، فنحن وصلنا في الآخر حينما كان البناء يتراكم بطريقة خاطئة، وعندما كان الانهيار يحصل بشكل تدريجي، وعندما كان الفساد ينتشر بشكل واسع، ويتغطى بالطوائف والمذاهب والشخصيات التي تعتبر نفسها وازنة وأساسية في البلد، وعندما يتم الدفاع عنها من مرجعيات مختلفة حتى تبقى على فسادها ولا تحاسب، فلا يمكن أن يقول أحد بأن ما حصل اليوم هو بسببنا، فنحن وصلنا متأخرين، حيث كان البلد قد وصل إلى أماكن ونتائج صعبة جدا، فنحن لا نتحمل هذه المسؤولية، ونحن فضلنا أن نشارك بجزء من المساهمة والعمل كي لا نترك الساحة يستمرون فيها، وكي نعطي تجربتنا. بكل وضوح، يفترض أن نقارب جميعا بعد الانتخابات النيابية كيفية إدارة البلد بطريقة مختلفة، سواء بين الحلفاء أو بين شركاء الوطن بشكل عام، لأننا نحتاج إلى عملية جراحية إصلاحية حتى ننقذ بلدنا ونحن مستعدون لذلك".

 وأردف: "الجميع يسمع الأحداث التي تجري في فلسطين، فالشباب يقاتلون الإسرائيليين باللحم الحي، وأحدهم يتنقل برشاش من مكان إلى آخر، والآخرون يهربون منه، وفي مناطق مختلفة من فلسطين، أي في أراضي ال48، وفي النقب والضفة، حيث يقومون بعمليات منفردة بشكل نموذجي وفريد، وهنا يجب أن نعلن بأن فلسطين الشرف والمقاومة هي فلسطين الجهاد التي يقاتل أبناؤها رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا، شبابا وشابات، كلهم في الميدان، وهؤلاء يشرفون العالم، ولكن في آن معا هم يفضحون عرب التطبيع الذين تحللوا بالكامل من قضية فلسطين والقدس، وزحفوا باتجاه الوسم الإسرائيلي الذليل الذي سيلاحقهم ويسقطهم ولو بعد حين".  وختم قاسم سائلا "أين أميركا ودول حقوق الإنسان، فلا نسمع بيانات من البيت الأسود ومن كل المسؤولين حول المجازر التي ترتكب في فلسطين، والاعتداء على الفلسطينيين، واقتحام مخيم جنين، وقتل الأطفال؟، أين الأمم المتحدة وأميركا وكل هذه الدول الكبرى، فهؤلاء يمثلون أبشع مظاهر الظلم ودعم الاحتلال والعدوان إلى جانب الصهاينة، ولذلك نقول لهؤلاء اللاهثين وراء أميركا سواء في لبنان أو في كل العالم، لن ينالكم منها حتى الفتات، لأن الأولوية عند أميركا هي لإسرائيل العدوة المجرمة المحتلة، وستدفعون الثمن مرتين، مرة بخسارة الشرفاء والتحرير والحق، ومرة أخرى بأن يتركوكم أذلاء في ساعة العسرة، فالمستقبل للمقاومين أصحاب الأرض والحق والقدس الشريف، فالمقاومة أملنا، انتصرنا بها، وسننتصر بها بإذن الله".

 

فضل الله يهاجم رافعي شعار “نزع سلاح الحزب”

وطنية/17 نيسان/2022

أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أنّ المقاومة لا تنافس على سلطة ولا على مقاعد نيابية، وتتعرض لهجمة تحريض وتجنٍ لحساب جهات خارجية، لأنّ الذين يرفعون شعار نزع سلاحها يعيشون في الوهم، ويبيعون مواقف للكسب المالي، بينما هم لا يقدرون حتى على نزع الأشواك التي بينهم، وتصارعوا على مقعد نيابي، ولم يتفقوا على لوائح، فما يجمعهم هو الشعار الآتي من خلف الحدود، وليس القضية الوطنية التي تعني اللبنانيين في مشاكلهم وهمومهم المعيشية، ومعركتنا هي مع مشغليهم، لأنّ التنافس الإنتخابي ليس بين من يطرح مثلاً حل مشكلة الكهرباء والدواء والخبز والأزمة المالية ومن لا يطرح ذلك، بل حوّل المشغل الخارجي التنافس بين من يريد لبنان الحر المستقل الآمن في مواجهة العدو الإسرائيلي من خلال مظلة الحماية التي توفرها المقاومة، ومن يريد إعادته إلى زمن الإستباحة الإسرائيلية، وقد حسم شعبنا خياره منذ زمن المقاومة بالتمسك بها، وستكون رسالته في الإنتخابات خير معبر عن ذلك.

وأضاف فضل الله: هناك اليوم عنوانان في لبنان التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والإنتخابات، ونحن قلنا إنه لا مانع لدينا من التفاوض مع الصندوق وفق الأولويات الوطنية، وعلى قاعدة حفظ السيادة الوطنية، وعدم التسلل من هذا الصندوق إلى أية شروط سياسية، وإذا كان هناك من شروط معقولة، فإننا مستعدون لمناقشتها. وأضاف: بعض ما يطلبه صندوق النقد الدولي اليوم سبق وطالبنا به، لكن وقف كثيرون في وجهنا تحت عنوان “أننا نريد تغيير هوية لبنان الاقتصادية، وأن النظام الاقتصادي في لبنان نظام حر، وأننا نأتي لهم من خلال اقتراحات القوانين بنظام اقتصادي آخر لا يشبه لبنان”، أما اليوم ” شو عدا مما بدا” عندما جاء صندوق النقد الدولي بهذه الشروط، فأصبحت تقريباً من القواعد الأساسية للنهوض بالبلد.

وتابع: عندما ذهبنا لمكافحة الفساد اصطدمنا بمجموعة معوقات من بينها وجود سرية مصرفية على حسابات السياسيين ومن هم في السلطة والشركات وغيرها، وبالتالي لم نستطع معرفة ما هي الأموال التي يمتلكها أي من هؤلاء أو التي أدخلها وأخرجها من حسابه بسبب أن هناك سرية مصرفية على الحسابات، وقد قُدمت اقتراحات لرفع هذه السرية، ونحن كنا من الكتل التي تريد رفعها بأعلى درجاتها، فجرى التصدي لنا من كتل نيابية، وتم توجيه اتهامات لنا بأننا نريد تغيير النظام الاقتصادي والمصرفي، ولكن الحكومة الآن أقرت قانوناً يرفع تقريباً كل السرية المصرفية، فما الذي تغيّر، ولماذا عندما تأتي العصا الدولية، نرى أن كثيرين يمشون ويقبلون، أما إذا قدمنا حلولاً وخيارات وطنية بإرادة وطنية، نرى أنّ هناك استنفاراً دائماً، والسبب، أن هناك من لا يعيش إلا على “الكونترول الخارجي”، فلا يقبل ولا يقتنع بأن هناك حلولاً في لبنان. وأشار إلى أن البعض الذي كان يرفض قانون “الكابيتال كونترول” يقبل به الآن، علماً أننا كنا نطالب به منذ سنتين من أجل أن يبقى لدينا أموال وأن لا نسمح بتهريبها إلى الخارج، وكتلتنا هي التي أصرت وفرضت أن تكون أول مادة في هذا القانون حماية وحفظ أموال المودعين المكرّسة بالدستور والقانون، وبعدم المسّ بها، لأن هذا حق، وبالتالي لا يمكن أن نقبل بأي قانون لا يحفظه، وكان شرطنا لمواصلة نقاشنا لبقية البنود هو وضع هذه المادة حماية للمودعين.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 71 و 18 نيسان /2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 17 نيسان/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/107980/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1394/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/April 17/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/107982/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-april-17-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

LCCC_English_News_Bulletin