البيان الختامي للمؤتمر الاسلامي- المسيحي الذي انعقد في جامعة سيدة اللويزة

47

البيان الختامي للمؤتمر الاسلامي- المسيحي الذي انعقد في جامعة سيدة اللويزة

البيان يدعو الى نشر السلام ومكافحة نزعات التطرف والارهاب
مؤتمر الحوار الإسلامي- المسـيحي يؤكّد العيش المشـترك
الراعي: من الواجب حفظ لبــنان كواحة لقـــــاء وحوار

المركزية/01 تموز/17

خلص المؤتمر الاسلامي- المسيحي الذي انعقد في جامعة سيدة اللويزة، الى “التأكيد على العيش المشترك في دولة وطنية دستورية مدنية قائمة على المواطنة والتعددية، لا على أنه مجرد تدبير حصيف يمليه واقع التنوع المجتمعي، والسعي الى جعل لبنان مركزا دوليا لحوار الاديان والثقافات والحضارات”، داعيا الى نشر السلام ومكافحة نزعات التطرف والارهاب.

بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عُقد مؤتمر إسلامي- مسيحي في قاعة عصام فارس في جامعة سيدة اللويزة قبل ظهر اليوم، حضره وزير الثقافة غطاس خوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، النائب فريد الياس هيكل ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس ميشال سليمان، وزير الداخلية نهاد المشنوق، الرئيس فؤاد السنيورة، السفير البابوي غبرييل كاتشيا، إلى جانب ممثلي الطوائف اللبنانية رجال دين، ونواب وفاعليات.

بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من نائب رئيس الجامعة للشؤون العامة والتواصل سهيل مطر الذي دعا الجميع إلى معالجة الجراح الموجعة الذي سبّبها الإرهاب بوجوهه المختلفة، مادياً ومعنوياً”.

موسى: من جهته اعتبر رئيس الجامعة الأب وليد موسى أن إعلان الأزهر، “إن جهلنا مصدرَه، لظننا أنه صادر عن مؤمن مسيحي أو مسلم، لا فرق، لأنّه ينبع من روحانية واحدة همّها الانسان وحقوقه وواجباته”، ودعا

إلى “تجديد عهود الأخوّة، منتصرين على الإرهاب بكلّ وجوهه، معلنين إيماناً وطيداً بالتعدّدية والمساواة والعيش الواحد”.

الراعي: ثم تحدث البطريرك الراعي فأثنى على الجهود التي تقوم بها جامعة سيدة اللويزة، ورأى أن لبنان “بحكم ميثاقه الوطني، يجعل العيش المشترك أساسا لنظامه السياسي (…) ويجسده في المشاركة، المتوازية والمتوازنة بين مكوناته الإسلامية المسيحية، في الحكم والإدارة. ويقرّ أنظمة الأحوال الشخصية الخاصة بكلّ طائفة من طوائفه، فيأتي بالنتيجة نظامه السياسي ديمقراطيا، قائما على الحوار الوطني والوفاق، وعلى إقرار جميع الحريات المدنية العامة” (…).

أضاف: كلّ هذه الخصوصيات اللبنانية، تشكّل ثقافة لبنان الواحدة، وتجعل منه نموذجا ورسالة في محيطه، على ما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني، ولا يخفى على أحدكم أن الأحداث المؤلمة والدامية تمزّق بلدان الشرق الأوسط، وأنّ استقبال لبنان لمليوني لاجئ ونازح هو على تزايد (…) ما خلّف تداعيات خطرة على لبنان وكيانه وشعبه، وعلى اقتصاده وثقافته، فضلا عن المخاطر التي تهدّد أمنه واستقراره، وبالتالي دوره ورسالته كعنصر استقرار وتلاق في المنطقة”.

تابع “تهدف هذه القمة إلى وعي أهمية لبنان في محيطه العربي، وإلى حمايته ومساعدته على تخطّي هذه المرحلة الصعبة التي تلقي بثقل نتائجها وتداعياتها عليه. وإنه من الواجب حفظ لبنان كواحة لقاء وحوار للأديان والثقافات والحضارات، بوجه السعي المغرض والمبرمج إلى تأجيج الصراع فيما بينها، كما بات ظاهرا في الحروب الدائرة في المنطقة (…) وفي الإعتداءات على المسيحيين في مصر من منظمات إرهابية مدعومة”.

وأمل “الوصول إلى خطة عمل تقود خطانا جميعا إلى تعزيز خير لبنان وبلدان المنطقة، وإلى حماية الحضارة التي بنيناها معا مسلمين ومسيحيين على مدى ألف وثلاثمائة سنة”.

ممثل الازهر: بعدها تحدث الشيخ عباس شومان ممثلا الإمام الأعلى للأزهر، الذي رأى أن أهمية هذا اللقاء هو لمدّ الجسور بين الأزهر والكنائس كافة.

وسلّط الضوء على الجهود الكبيرة الذي بذلها الأزهر، وأهمية الوجود اللبناني، فهو قائم ومشرّف، وقال “بعد مقررات المؤتمر عام 2014، تكرّست فكرة تجذّر المسيحيين في أوطانهم، هم بالتالي مكوّنٌ رئيس. كما توجه إلى أصحاب القرار، خصوصا الدول الكبرى، بوقف استغلال الإختلاف، وعلى الجميع تبنّي سياسة السلام”.

دريان: أما الشيخ عبداللطيف دريان فقال: “إنَّ هذا العملَ الذي نقومُ بهِ اليومَ مُتعاوِنينَ مُتَضَامِنين، قادةً دِينيين، ومُثَقَّفِين، وَمِنْ رِجالاتِ العَمَلِ العامّ، هو عَملٌ وَطَنِيٌّ كَبيرٌ بالفِعل، وهو عملٌ إسلامِيٌّ وَمَسِيحِيٌّ جليل”. ورأى “إنَّ تَجرِبَةَ الأزهَرِ المُستَجِدَّةَ وَالوَاعِيَة، قدَّمَتْ وَتُقَدِّمُ دُروسًا، طالَمَا طَمِحْنَا نَحن القادَةَ الدِّينِيِّينَ في لبنان، لِلقِيَامِ بها، خِلالَ النِّزَاعَاتِ الكثيرةِ التي نَشِبَتْ على أرضِ لبنان. كُنَّا نُسَمِّيهَا حِوارًا إسلامِيًّا مَسيحِيًّا تارةً، وَقِمَمًا رُوحِيَّةً تَارةً أُخرى. وقد يكونُ ضَرُورِيًّا تأمُّلُ تَجَارِبِنا بِدِقَّةٍ وَنَقْدِيَّة، في ضَوءِ ما يُحَاوُلُ الأزهرُ القِيَامَ بِهِ في الجَوَانِبِ الوَطَنِيَّةِ والدِّينِيَّةِ وَالعَالَمِيَّة”.

قبلان: واعتبر الشيخ أحمد قبلان في مداخلته، أن “الإنسان هو أكبر المقدسات لدى الله، والتعدد والتنوع الفكري ظاهرة متجذرة في الأرض، وهذا التنوع لا يمنع من بناء الأوطان”.

وتابع:” نحن في لبنان مع دولة المصالح الوطنية، نحن مع المجموعة الحقوقية التي تضمن وجود المسيحي وحتى الملحد، فالله يريد من مشروعنا السياسي خير الإنسان (…) نحن مع الدولة الضامنة، نحن مع حماية التعددية والتنوع، مع قضاء اكبر من الطوائف، ونحن مع سياسات اجتماعية، وعدالة اجتماعية”.

حسن: من جهته، رأى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن أن “هذه الملاقاة هي رؤية الاخر، والمضي قدما نحو الحوار (…) وهي علامة مضيئة أن نجتمع كعائلة، ونحمل أمانة الضمير الإنساني (…) فتكريس المواطنة ، والمناداة بالحرية، مفاهيم لا تخدم ظرفا محددا. إن المواطنة تتطلب الوحدة الوطنية لا السياسية، بل الإيمان بالوطن”.

وتابع “نجاح هذا التلاقي يوجب وجود الدولة العادلة من شأنها توفير الضمانات وإطلاق كل الإمكانات لغدِ أفضل”.

عصفور: رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ محمد عصفوراعتبر هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات “وهو لقاء الإنسان لأخيه الإنسان، لقاء الروح واتصالها بالجسد، فيجتمع الجميع على محبة الله ومرضاته ومحبة الوطن وتكريس المواطنة والتآخي والوفاق”، داعيا الى “تحصين جوهر الدين ومكارم الأخلاق، وتعزيز القيم الإنسانية، وتعميم التفهم والتآخي والمحبة والعيش المشترك بين أبنائنا، وإن الحوار يجب ان ينطلق بلا حدود، لقيام التآخي والأوطان على أساس المذهب، فالدين بينك وبين الله”.

الجلسة الاولى: بعد استراحة، افتتحت الجلسة الأولى التي تمحورت حول “ماذا بعد إعلان الأزهر؟ “ترأسها الوزير طارق متري الذي اعتبر أن “المواطنة لا تنفصل عن دولة الحق، وهي ليست غنيمة تُقتسم بين الجماعات؛ ودعا إلى إيجاد آلية لكيفية تعزيز روابط المواطنة في لبنان لنجدّد شراكة الوطن”.

الصدر: وشارك في هذ الجلسة كلّ من السيدة رباب الصدر التي رأت أن هذا اللقاء يعيدنا إلى بلادنا التي كنا نعيشها كما يعبّر عنه أدبنا وشعرنا ونشيدنا، ونترك وراءنا كلّ ما أنتجته المحن”، مقترحة تحويل هذا الملتقى إلى مجلس تربوي تأسيسي دائم لوضع منهج تربوي مدرسي وآخر توجيهي عام”.

الحلبي: أما القاضي عباس الحلبي فأثنى على توقيت المؤتمر، “بإعلان لبنان بمسيحييه ومسلميه وشتّى تشكيلاتهم ومذاهبهم وطوائفهم ليعيدوا الإعتبار إلى مضامين وثيقة الوفاق الوطني تعويضا لدور فقدوه في متاهات المنازعات المذهبية عوض أن يكونوا أمناء على رسالة لبنان ومعناه الإنساني”.

مسرّة: من جهته القاضي البروفسور انطوان مسرة، دعا إلى “وقف الاستمرار في نمط معيّن من الخطابات كالسابق، لأننا أمام أوضاع جديدة، بزوال الإيديولوجيات”.

الإسلام، التعصّب والإرهاب، بحسب مسرة هي كلمات من تأثير الإعلام، “نحن الان بحاجة للتفكّر”.

سعيد: والقى النائب السابق فارس سعيد مداخلة قال فيها: “بدايةً، جاء في البند الخامس من “إعلان الأزهر للمواطنة والعيش المشترك” بتاريخ 2 آذار 2017، أي قبل ثلاثة أشهر من اليوم: “لقد بذلنا جميعاً – مؤسساتٍ وأفراداً – في السنواتِ الأخيرة جهوداً للمراجعة والتصحيح والتأهيل والتأصيل… ونحن – مسلمين ومسيحيين – محتاجون للمزيدِ من المراجعات من أجل التجديد والتطوير في ثقافتنا وممارسات مؤسساتنا”. وكمتابعٍ لجهودِ المراجعة والتأصيل تلك لدى إخوتي المسلمين في المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة – لا سيما في مؤتمر الأزهر الأخير الذي نواصل اليوم توجهاته النبيلة، وقبله مؤتمر مراكش الإسلامي بتاريخ 27 كانون الثاني 2016، وما قبلهما من إعلاناتٍ صدرت من بيروت، سواءٌ عن مؤسسات ثقافية – اجتماعية مؤمنة مثل “إعلان المقاصد” (حزيران 2015)، أو برعاية مجالس وهيئات حوارية محترمة من مثل “مجلس الكنائس العالمي” و”مجلس كنائس الشرق الأوسط” و”الفريق العربي للحوار الإسلامي – المسيحي”، فضلاً عمَّا لم ينقطع خلال تلك السنوات من تواصلٍ ودّي وحواري ما بين حاضرة الفاتيكان، وبين مراكز إسلامية كبرى في العالم العربي وفي مقدَّمها الأزهر الشريف – اقول: كمتابعٍ لتلك الجهود انتبهتُ بفرحٍ وغبطة إلى التقاءِ كثرةٍ كاثرة من النخب المسلمة، الدينية والثقافية والمسؤولة، على فكرةٍ مرجعية في وعيهم التاريخي، وتعاقدية مُستِأنَفَة في عزمهم الراهن.. ألا وهي فكرةُ العيش المشترك على اساس المواطَنة، وتأسيساً على “صحيفة المدينة المنوّرة” أو “دستور المدينة” في فجر الإسلام… ومما لا شكَّ فيه أن العودةَ على بِدء – إذا توافقت وتطابقت مع خلاصاتِ قرونٍ من التجربة الانسانية على صعيد الاجتماع الوطني وإرادةِ العيش المشترك – إنما هي عودةٌ مباركةٌ إلى محرابِ الحقيقة، محرابِ الشهادة للإنسان التي لا تنفكُّ عن الشهادةِ للإيمانِ بالله.

ومما استدعى انتباهيَ وأفرحني أيضاً في متابعتي لتلك الجهود، التقاؤها على فكرةٍ جوهريةٍ أخرى، الا وهي صَونُ الدولة الوطنية الدستورية، القائمةِ على عقدٍ وطنيٍ متكافئ بين جميع المكوّنات، وعلى احترامٍ لا لَبسَ فيه لحقوق الانسان… هذا فضلاً عن أن الدولة الوطنية الحاضنة والراعية حقاً للعيش المشترك لا يُمكِنُها ولا ينبغي لها إلا أن تكون “دولةً مدنية” بلا مراوغة أو إحتيال. ومما يضع هذه الفكرة / المسألة في مقدمة أولوياتنا واهتماماتنا – فضلاً عن كونها الإطار العمليّ الأوفق لحفظ الحقوق ودَرءِ المفاسد – أننا نرى أمام أعيننا في هذه الأيام دولاً تنهار وحدوداً وطنيةً يتمُّ اجتياحُها، بل إلغاؤها، بفعل عنفٍ يستندُ إلى أطروحات فوق وطنية، بإراداتٍ وإيديولوجيات أو عقائديات متباينة، ومتصادمة أحياناً، ولكنها متّفقة في نتائج عملها على أرض الواقع.

إلى ذلك فإن خلاصات الحوارات والمراجعات والإعلانات المشار إليها، ومنها ما هو ماثلٌ في “إعلان الأزهر” وما ينبغي أن يمثل في “إعلان اللويزة” لهذا المؤتمر، تلتقي جميعاً على غايةٍ واحدة هي مطلبُ السلام العادل والشامل والدائم في منطقتنا، بوصفه حقاً لشعوبها كافةً وشرطاً لاستقرار العالم. ونحن نعتقد بقوّة أنّ مبادىء ومرجعيات هذا السلام المنشود هي على درجة عالية من الوضوح والتحديد في قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ونداءات المرجعيات العليا للمسيحيين والمسلمين في عالم اليوم، تلك النداءات الحارّة التي تتجاوز بمضمونها واهتمامها وغايتها الأهواءَ الخاصة لبعض الِملل والنِحَل والفِرَق، فضلاً بطبيعة الحال عن أهواء السياسات السياسويّة.

ثانياً – إن خصوصية مؤتمرنا اليوم نابعةٌ في تقديري من رمزية انعقاده في لبنان بالتحديد، وبمبادرةٍ من الشريك اللبناني (الإسلامي – المسيحي) في مؤتمر الأزهر وإعلانه.. ويسرُّ المبادرين، مسلمين ومسيحيين، أن يكون مقدَّمَهم رأسُ الكنيسة المارونية في لبنان وسائر المشرق، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأن يكون اجتماعَهم في هذا الصرح العريق الذي اقترن بـ”المجمع اللبناني” عام 1736 في دير سيدة اللويزة. أمّا خصوصية هذا البلد فلكونه احتضن تجربةً إنسانيةً تارخية مميزة في العيش المشترك الإسلامي المسيحي، في إطار دولةٍ وطنية، سيّدة مستقلة. ولئن كانت هذه الدولة قد فقدت الكثير من مقوّمات السيادة والإستقلال في بعض المراحل المعلومة، إلا أن شعبها بكل فئاته ظلَّ متمسّكاً بعيشه المشترك في كل المراحل ورغم التحديات الصعبة، الأمر الذي جعل من لبنان “أكثر من بلد… جعل منه رسالة في محيطه والعالم”. بحسب شهادة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وشهادات الكثير من الشخصيات المعتبرة على مستوى العالم.

وبصفتي المسيحية – اللبنانية أو اللبنانية – المسيحية في شراكة هذا المؤتمر، إسمحوا لي – على غرار إشارة الأزهر إلى صحيفة المدينة – أن أشير إلى نصٍّ مرجعيّ تأسيسي يتعلّق باختيار المسيحيين اللبنانيين دولةَ العيش المشترك على أساس المواطنة، في زمنٍ وظروفٍ كانت تغريهم بوطن مسيحي تحت حماية أجنبية. هذا النصّ هو مما جاء في خطاب البطريرك الياس الحويك أمام مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 مطالباً بقيام دولة لبنان الكبير الذي قام في السنة التالية. يقول مخاطباً رئيس المؤتمر جورج كليمنصو: “إسمحوا لي يا دولة الرئيس أن ألفت عنايتكم إلى خاصّيةٍ يتميّز بها مطلبنا، وهو أنه للمرة الأولى في الشرق هناك من يطالب بإقامة دولة على أساس الوطنية السياسية بدلاً من الوطنية الدينية. من هنا فإن لبنان الذي نريد يمتلك ملامح معنويةً خاصة لا يجوز التضحية بها لأية اعتبارات مادية” – انتهى النصّ الشاهد.. وتُخبرنا نصوص المجمع البطريركي الماروني الصادرة عن كرسي بكركي عام 2006، أن هذا الإختيار ليس مجرّد تدبير سياسي، وإنما هو فعلُ إيمانٍ مُس۫تَمَدٍّ من تعليم الإنجيل، وهو أن الشهادة للإيمان تكون أكثر قوةً وصدقاً وشجاعة في إطار العيش المشترك مع الآخر المختلف وليس بمعزلٍ عنه. هذا الإطار – كما تخبرنا نصوص المجمع وتعاليمه – لا ترعاه حقَّ رعايته إلا “دولةُ العيش المشترك”، التي ينبغي أن تكون دولةً مدنية على اساس المواطنة، وسيّدة حرّة مستقلة”.

أيها الإخوةُ والأصدقاء، لا أريدُ الإطالةَ عليكم بذكرِ أشياءَ تعرفونها مما تعرَّضت له دولةُ العيش المشترك في لبنان، ولا تزال، من انتقاصٍ في السيادة والحرية والاستقلال.. وهي شروطٌ ثلاثة لإقدارِ لبنان على استئنافِ دوره الرسالي. بطبيعة الحال فإن توفيرَ هذه الشروط هو بالدرجةِ الأولى من واجب اللبنانيين، وجوباً إيمانياً ووطنياً وعربياً وإنسانياً. بيد أنَّ التعقيدات والتحدّيات المُحدِقةَ بلبنان في هذه الظروف الصعبة، والتي تعرفونها جيداً، تَحملني على أن أتوجَّهَ إليكم برجاءِ أن۫ يتضمَّنَ إعلانُكم نداءً حاراً إلى كلّ المعنيّين في هذا العالم، وفي عالمنا العربي بخاصته، كي يمدّوا يدَ المساعدة إلى هذا البلد الرسالة.. وأعني بالتحديد مساعدتَه على صَو۫نِ حريّتِه وسيادتِه واستقلالِه.

‏البيان الختامي: وتلا البطريرك الراعي البيان الختامي بعنوان قال فيه “جاء اعلان الازهر والعيش المشترك في ختام المؤتمر الاسلامي- المسيحي الذي نظمه الازهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في القاهرة بين 28 شباط و1 آذار 2017، واعدا ودافعا باتجاه مرحلة جديدة وايجابية وبناءة في تعزيز العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وادانة حركات التعصب والمنظمات الارهابية في الدول العربية، ان هذه الرسالة السامية ما لبث ان دعمها وأكملها مؤتمر السلام العالمي الذي انعقد في الازهر ايضا في شهر نيسان 2017، خلال زيارة البابا فرنسيس مصر، ولأن” مؤتمر المواطنة والعيش المشترك” كان جامعا بالفعل، وتميز بحضور ومشاركة قيادات دينية ووطنية وشخصيات ثقافية لبنانية بارزة فقد رحب المشاركون اللبنانيون (55 شخصية) ترحيبا كبيرا بالمناقشات كما بالاعلان النهائي الذي القاه فضيلة الامام الاكبر الشيخ أحمد الطيب وقد أجمعوا على اعتبار أن ما شهدوه في المؤتمر يلتقي تماما مع القيم التي ناقشها وتمثلها اللبنانيون في اطار الحوارات الاسلامية- المسحية التي نظموها منذ عقود كما في مضمون ومسار حياتم العامة وعيشهم المشترك كما يجسده الميثاق الوطني 1943 واتفاق الطائف 1989 والدستور اللبناني.

فكان لا بد من دعم مخرجات الاعلان بعقد مؤتمر وطني جامع في جامعة سيدة اللويزة انعقد بتاريخ 1\7\2017 ألقيت فيه محاضرات وانعقدت ورش عمل متخصصة، وحضره ممثلون لرئيس الجمهورية اللبنانية، ولسائر المؤسسات الدينية المسيحية والاسلامية، واساتذة وعاملون في المجال الاكاديمي، وناشطون في المجتمع المدني، وأصدروا البيان الاتي:

أولا: يعلن المشاركون في مؤتمر جامعة سيدة اللويزة عن ترحيبهم وتأييدهم لإعلان الازهر الشريف باعتباره دعوة مخلصة وصادقة من جانب كبرى المؤسسات الدينية العربية والاسلامية، لشراكة كاملة، في كل بلد عربي وفي دولة وطنية دستورية مدنية تميز بين الدين والدولة وتكون قائمة على المساواة بين كل افراد الوطن الواحد، وتعزز التنوع والتعددية الثقافية والدينية، وتستبدل بالمواطنة لفظة “أقليات” و”أغلبيات”. واذ يرحبون بنتائج “مؤتمر الازهر الشريف للسلام العالمي” المنعقد في 28 و29\4\2017 فانهم يضمون صوتهم للتأكيد على تضامن المؤسسات الدينية وتعاونها في نشر السلام بين الأمم ونصرة قيم العدالة والانصاف، ومكافحة نزعات التطرف والارهاب، والمشاركة في صنع عالم جديد للأخوة والمودة والمحبة بين البشر. وهم يثمنون ويشجعون كل المبادرات الرامية الى تثبيت ممارسات المواطنة والدولة الوطنية الدستورية والعيش المشراك في العالم العربي، للخروج من الازمات والبلوغ الى حياة أفضل.

ثانيا – يؤكد المجتمعون على ان حماية الاستقلال الوطني والسيادة اللبنانية، تقتضي تعزيز قاعدة العيش المشترك، والمحافظة على الثوابت الوطنية اللبنانية المتمثلة بالميثاق الوطني واتفاق الطائف والدستور. يؤكدون تمسكهم بالمبدأ الدستوري انه “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”، سواء لجهة الغلبة، او لجهة الفصل بين ابناء الوطن الواحد على اساس الانتماء الديني او المذهبي.

ان المخرج من التوترات الطائفية، وازالة المخاوف والاصطفافات، وتطوير النظام بما يشجع الفئات الشابة على المشاركة بعفالية انما يتمثل بتعزيز روابط المواطنة والتحرر من العصبيات، ونشر قيم الديموقراطية وممارستها بما يؤدي الى قيام الدولة المدنية.

ثالثا- ان المشاركين في هذا المؤتمر، ينظرون الى العيش المشترك، في دولة وطنية دستورية مدنية، قائمة على المواطنة واحترام الاختلاف والتعددية، لا على انه مجرد تدبير حصيف يمليه واقع التنوع المجتمعي، بل ايضا وخصوصا بوصفه فعل ايمان، سواء على قاعدة الشهادة للايمان الخاص في بيئة انسانية متنوعة التكوين، او على قاعدة ان الآخر المختلف جزء من تعريف الذات، يكوّنك مثلما تكونه، وان الوطن يكون بكل بنيه او لا يكون، ولجميع بنيه أو لا يكون. وهذا ما يفهمونه من فلسفة الكيان اللبناني في اصل نشأته، وفي تجربته التاريخية وفي صيرورته المستقبلية، وفي رسالته الانسانية. ولئن كان هذا الخيار هو الاصعب بالمقارنة مع خيارات اخرى تبسيطية اختزالية، او في ظل التوترات الدينية في بعض المراحل، الا انه الخيار الاكثر جدارة بكرامة الانسان وحريته وازدهاره.

رابعا – يدعو المجتمعون المؤسسات الدينية والجامعية والتعليمية الاسلامية والمسيحية الى ايجاد صيغ للتشاور والتعاون والانفتاح في المناهج التربوية، والتفكير في تطوير برامج مشتركة تبعث على المزيد من المعرفة المتبادلة والتعارف، وخلق اجواء للتشارك الديني والوطني والانساني، كما يدعون الى تفعيل مختلف اطر الحوار الاسلامي المسيحي في لبنان والمنطقة.

ان اللبنانيين والعرب الآخرين محتاجون في حياتهم المشتركة، وفي علاقاتهم بالعالم الى تفعيل التزامهم ضد التشدد والتطرف والانعزال من جهة والتمسك بالوسطية والاعتدال من جهة اخرى. ولا سبيل لذلك الا بالاقبال على بناء ثقافة مشتركة تقول بالتنوع والاعتراف المتبادل. ويشكل التعاون والتشارك بين المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافة في شتى المجالات خطوة مهمة في بناء الثقافة الجديدة.

خامسا- يعلن المجتمعون عن ارادتهم في التوجه الى الفاتيكان والمؤسسات الدينية العالمية المسيحية والاسلامية الاخرى للتعاون والتنسيق معها ويعبّرون عن رغبتهم في ايضاح اهمية العيش المشترك في لبنان وتحدياته وهو الذي يشكل الضمانة الحقيقية للحريات والسيادة والاستقلال الوطني. وهذا ما جعله رسالة كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني.

وسط مآسي التقسيم والتهجير والفرز السكاني القسري والتطهير العرقي، واستهداف المسيحيين من جانب العصابات الإرهابية كما حصل في مصر أخيراً واستهداف غيرهم في العراق وسوريا، ومخاطر الفتن المذهبية، والنزاعات والحروب المتفاقمة في عدد من دول الجوار العربي، فإن صلابة العيش المشترك، وتجذر الديمقراطية في لبنان يبعثان رسالة امل الى العرب والعالم بمستقبل آخر للبلدان والعمران، وينبغي ان نفعل كل ما بوسعنا نحن اللبنانيين ليظل الوعي بجدية واهمية التجربة اللبنانية وجدواها لدى العرب ولدى المجتمع الدولي قائماً وقوياً وواضحاً.

ان علينا نحن اللبنانيين في حياتنا الدينية والثقافية والمدنية والسياسية ان نجدد السعي والعمل على جعل لبنان مركزاً دولياً لحوار الاديان والثقافات والحضارات، بما يخدم العالم العربي والعلاقات المسيحية – الاسلامية في العالم.

سادساً: يرحب المجتمعون بموقف الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من الكنائس في العالم المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمؤيّد لحقوقه الوطنية، والداعي الى تجذر المسيحيين في أرضهم، في القدس وسائر فلسطين. ويؤيدون دعوة القمة العربية المنعقدة في عمان في آذار 2017 لدعم اهالي القدس والمؤسسات المقدسة التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية الرسمية والأهلية، دعماً لمدينة القدس المحتلة وتعزيزاً لصمود أهلها ومؤسساتها. وفي هذا الإطار نفسه يرحب المجتمعون بالبيان الصادر عن المبادرة الأهلية اللبنانية الفلسطينية بتاريخ كانون الثاني 2017، تحت عنوان: “رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان”.

سابعاً: يناشد المجتمعون الأسرتين العربية والدولية العمل الجدي على إيقاف الحروب والنزاعات في سوريا والعراق واليمن وأي بلد آخر، وإيجاد حلول سياسية لها، وإرساء سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين الى أوطانهم وبيوتهم، حفاظاً على ثقافاتهم الوطنية وحقوقهم.

ثامناً: يود المشاركون بمؤتمر سيدة اللويزة، توجيه الشكر والتقدير الى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على مباركته ورعايته لهذا المؤتمر. كما يشكرون الأب وليد موسى والأب بشارة الخوري وادارة الجامعة على مبادراتها الحوارية، وعلى كرم الضيافة. انه البيت اللبناني الواسع والشاسع للود والتواصل والحس الوطني العالي والكلمة المسؤولة.

البيان الختامي: وتلا البطريرك الراعي البيان الختامي هنا نصّه: “جاء اعلان الازهر والعيش المشترك في ختام المؤتمر الاسلامي- المسيحي الذي نظمه الازهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في القاهرة بين 28 شباط و1 آذار 2017، واعدا ودافعا باتجاه مرحلة جديدة وايجابية وبناءة في تعزيز العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وادانة حركات التعصب والمنظمات الارهابية في الدول العربية، ان هذه الرسالة السامية ما لبث ان دعمها وأكملها مؤتمر السلام العالمي الذي انعقد في الازهر ايضا في شهر نيسان 2017، خلال زيارة البابا فرنسيس مصر، ولأن “مؤتمر المواطنة والعيش المشترك” كان جامعا بالفعل، وتميز بحضور ومشاركة قيادات دينية ووطنية وشخصيات ثقافية لبنانية بارزة، فقد رحب المشاركون اللبنانيون (55 شخصية) ترحيبا كبيرا بالمناقشات كما بالاعلان النهائي الذي القاه فضيلة الامام الاكبر الشيخ أحمد الطيب، وقد أجمعوا على اعتبار أن ما شهدوه في المؤتمر يلتقي تماما مع القيم التي ناقشها اللبنانيون في اطار الحوارات الاسلامية- المسيحية التي نظموها منذ عقود كما في مضمون ومسار حياتهم العامة وعيشهم المشترك كما يجسده الميثاق الوطني 1943 واتفاق الطائف 1989 والدستور اللبناني.

فكان لا بد من دعم مخرجات الاعلان بعقد مؤتمر وطني جامع في جامعة سيدة اللويزة، انعقد بتاريخ 1\7\2017 ألقيت فيه محاضرات وانعقدت ورش عمل متخصصة، وحضره ممثلون لرئيس الجمهورية اللبنانية، ولسائر المؤسسات الدينية المسيحية والاسلامية، واساتذة وعاملون في المجال الاكاديمي، وناشطون في المجتمع المدني، وأصدروا البيان الاتي:

أولا: يعلن المشاركون في مؤتمر جامعة سيدة اللويزة عن ترحيبهم وتأييدهم لإعلان الازهر الشريف باعتباره دعوة مخلصة وصادقة من جانب كبرى المؤسسات الدينية العربية والاسلامية، لشراكة كاملة، في كل بلد عربي وفي دولة وطنية دستورية مدنية تميّز بين الدين والدولة وتكون قائمة على المساواة بين كل افراد الوطن الواحد، وتعزز التنوع والتعددية الثقافية والدينية، وتستبدل بالمواطنة لفظة “أقليات” و”أغلبيات”. واذ يرحبون بنتائج “مؤتمر الازهر الشريف للسلام العالمي” المنعقد في 28 و29\4\2017 فانهم يضمون صوتهم للتأكيد على تضامن المؤسسات الدينية وتعاونها في نشر السلام بين الأمم ونصرة قيم العدالة والانصاف، ومكافحة نزعات التطرف والارهاب، والمشاركة في صنع عالم جديد للأخوّة والمودة والمحبة بين البشر. وهم يثمنون ويشجعون كل المبادرات الرامية الى تثبيت ممارسات المواطنة والدولة الوطنية الدستورية والعيش المشترك في العالم العربي، للخروج من الازمات والبلوغ الى حياة أفضل.

ثانيا – يؤكد المجتمعون على ان حماية الاستقلال الوطني والسيادة اللبنانية، تقتضي تعزيز قاعدة العيش المشترك، والمحافظة على الثوابت الوطنية اللبنانية المتمثلة بالميثاق الوطني واتفاق الطائف والدستور. يؤكدون تمسكهم بالمبدأ الدستوري انه “لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك”، سواء لجهة الغلبة، او لجهة الفصل بين ابناء الوطن الواحد على اساس الانتماء الديني او المذهبي.

ان المخرج من التوترات الطائفية، وازالة المخاوف والاصطفافات، وتطوير النظام بما يشجع الفئات الشابة على المشاركة بفعالية انما يتمثل بتعزيز روابط المواطنة والتحرر من العصبيات، ونشر قيم الديموقراطية وممارستها بما يؤدي الى قيام الدولة المدنية.

ثالثا- ان المشاركين في هذا المؤتمر، ينظرون الى العيش المشترك، في دولة وطنية دستورية مدنية، قائمة على المواطنة واحترام الاختلاف والتعددية، لا على انه مجرد تدبير حصيف يمليه واقع التنوع المجتمعي، بل ايضا وخصوصا بوصفه فعل ايمان، سواء على قاعدة الشهادة للايمان الخاص في بيئة انسانية متنوعة التكوين، او على قاعدة ان الآخر المختلف جزء من تعريف الذات، يكوّنك مثلما تكوّنه، وان الوطن يكون بكل بنيه او لا يكون، ولجميع بنيه أو لا يكون. وهذا ما يفهمونه من فلسفة الكيان اللبناني في اصل نشأته، وفي تجربته التاريخية وفي صيرورته المستقبلية، وفي رسالته الانسانية. ولئن كان هذا الخيار هو الاصعب بالمقارنة مع خيارات اخرى تبسيطية اختزالية، او في ظل التوترات الدينية في بعض المراحل، الا انه الخيار الاكثر جدارة بكرامة الانسان وحريته وازدهاره.

رابعا – يدعو المجتمعون المؤسسات الدينية والجامعية والتعليمية الاسلامية والمسيحية الى ايجاد صيغ للتشاور والتعاون والانفتاح في المناهج التربوية، والتفكير في تطوير برامج مشتركة تبعث على المزيد من المعرفة المتبادلة والتعارف، وخلق اجواء للتشارك الديني والوطني والانساني، كما يدعون الى تفعيل مختلف اطر الحوار الاسلامي – المسيحي في لبنان والمنطقة.

ان اللبنانيين والعرب الآخرين محتاجون في حياتهم المشتركة وفي علاقاتهم بالعالم، الى تفعيل التزامهم ضد التشدد والتطرف والانعزال من جهة، والتمسك بالوسطية والاعتدال من جهة اخرى. ولا سبيل لذلك إلا بالاقبال على بناء ثقافة مشتركة تقول بالتنوع والاعتراف المتبادل. ويشكل التعاون والتشارك بين المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية في شتى المجالات خطوة مهمة في بناء الثقافة الجديدة.

خامسا- يعلن المجتمعون عن ارادتهم في التوجه الى الفاتيكان والمؤسسات الدينية العالمية المسيحية والاسلامية الاخرى للتعاون والتنسيق معها، ويعبّرون عن رغبتهم في ايضاح اهمية العيش المشترك في لبنان وتحدياته وهو الذي يشكل الضمانة الحقيقية للحريات والسيادة والاستقلال الوطني. وهذا ما جعله رسالة كما قال القديس البابا يوحنا بولس الثاني.

وسط مآسي التقسيم والتهجير والفرز السكاني القسري والتطهير العرقي، واستهداف المسيحيين من جانب العصابات الإرهابية كما حصل في مصر أخيراً واستهداف غيرهم في العراق وسوريا، ومخاطر الفتن المذهبية، والنزاعات والحروب المتفاقمة في عدد من دول الجوار العربي، فإن صلابة العيش المشترك وتجذر الديمقراطية في لبنان يبعثان رسالة امل الى العرب والعالم بمستقبل آخر للبلدان والعمران، وينبغي ان نفعل كل ما في وسعنا نحن اللبنانيين ليظل الوعي بجدية واهمية التجربة اللبنانية وجدواها لدى العرب ولدى المجتمع الدولي قائماً وقوياً وواضحاً.

ان علينا نحن اللبنانيين في حياتنا الدينية والثقافية والمدنية والسياسية ان نجدد السعي والعمل على جعل لبنان مركزاً دولياً لحوار الاديان والثقافات والحضارات، بما يخدم العالم العربي والعلاقات المسيحية – الاسلامية في العالم.

سادساً: يرحب المجتمعون بموقف الكنيسة الكاثوليكية وغيرها من الكنائس في العالم المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمؤيّد لحقوقه الوطنية، والداعي الى تجذر المسيحيين في أرضهم، في القدس وسائر فلسطين. ويؤيدون دعوة القمة العربية المنعقدة في عمان في آذار 2017 لدعم اهالي القدس والمؤسسات المقدسة التعليمية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والصحية الرسمية والأهلية، دعماً لمدينة القدس المحتلة وتعزيزاً لصمود أهلها ومؤسساتها. وفي هذا الإطار يرحب المجتمعون بالبيان الصادر عن المبادرة الأهلية اللبنانية – الفلسطينية بتاريخ كانون الثاني 2017، تحت عنوان: “رؤية لبنانية موحدة لقضايا اللجوء الفلسطيني في لبنان”.

سابعاً: يناشد المجتمعون الأسرتين العربية والدولية، العمل الجدي على إيقاف الحروب والنزاعات في سوريا والعراق واليمن وأي بلد آخر، وإيجاد حلول سياسية لها، وإرساء سلام عادل وشامل ودائم، وعودة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين الى أوطانهم وبيوتهم، حفاظاً على ثقافاتهم الوطنية وحقوقهم.

ثامناً: يودّ المشاركون في مؤتمر سيدة اللويزة، توجيه الشكر والتقدير الى البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على مباركته ورعايته لهذا المؤتمر. كما يشكرون الأب وليد موسى والأب بشارة الخوري وادارة الجامعة على مبادراتها الحوارية، وعلى كرم الضيافة. انه البيت اللبناني الواسع والشاسع للودّ والتواصل والحس الوطني العالي والكلمة المسؤولة”.