الياس بجاني/نص وفيديو: عودة ميقاتي إلى رئاسة الوزراء تفشل عهد الرئيس جوزيف عون وتبقى على احتلال حزب الله وتمنع الإصلاح والتغيير

36

الياس بجاني/نص وفيديو: عودة ميقاتي إلى رئاسة الوزراء تفشل عهد الرئيس جوزيف عون وتبقى على احتلال حزب الله وتمنع الإصلاح والتغيير
الياس بجاني/11 كانون الثاني/2025

Click Here To Read this Piece In English اضغط هنا لقراءة المقالة التي في أعلى باللغة الإنكليزية

إن إعادة طرح اسم نجيب ميقاتي لتشكيل أول حكومة في عهد الرئيس العماد جوزيف عون يشكل صفعة قاسية لطموحات اللبنانيين في كل ما إصلاح وتغيير وتنفيذ للقرارات الدولية وإنهاء دور حزب الله المسلح والإحتلالي. فهذا الرجل ليس مجرد سياسي تقليدي، بل هو تاجر وفاسد ومن أبرز رموز منظومة الفساد والارتهان للخارج التي أوصلت لبنان إلى أزماته الراهنة في زمن الاحتلال السوري وبعد خلال حقبة الاحتلال أيراني التي لا تزال قائمة. يجب أن يغيب عن بال أحد في لبنان وخارجه بأن ميقاتي دخل السياسة برعاية مباشرة من النظام السوري الذي حكم لبنان بالحديد والنار، وكان شريكًا ماليًا بارزًا لشخصيات سورية فاعلة مثل رامي مخلوف، وهو جمع ثروته الطائلة من استغلال النفوذ والصفقات المشبوهة.

كما أن تاريخه حافل بملفات الفساد، من قروض الإسكان المدعومة التي جُيرت لمصالحه الشخصية، إلى استغلال المصارف والمؤسسات العامة لتحقيق أرباح على حساب انهيار الاقتصاد اللبناني وارتفاع معدلات الفقر. الأخطر أنه ومنذ دخوله المجال السياسي لم يكن يومًا مستقلاً بقراره، بل كان ولا يزال أداة خاضعة بالكامل لهيمنة المحتلين السوري والإيراني، ووصوله إلى موقع الحكم كرئيس للوزراء في لبنان عدة مرات كان بضغوطات وإرهاب النظام السوري ومن بعده لحزب الله الإيراني والإرهابي ودوره كان ولا يزال مقتصراً على الأداة ولم يكن يوماً مالكاً لقراره.This image has an empty alt attribute; its file name is ddbdf324-834b-4d99-a808-88237dede770.jpeg

وعند اندلاع المواجهة الحربية الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، اختار ميقاتي الصمت المريب، متخاذلاً ومتنازلاً عن دوره كرئيس للوزراء، ومكتفيًا بتبني مواقف ومخططات حزب الله المبررة للحرب والدمار، وذلك في تواطؤ مكشوف ضد مصلحة لبنان الوطنية. هذه التبعية ليست جديدة، فقد كان في عام 2011 رئيساً لحكومة القمصان السود” التي فرضها حزب الله بالقوة واسقط حكومة الرئيس الحريري وهو في البيت الأبيض مجتمعاً مع الرئيس الأميركي.
إن إعادة ميقاتي اليوم لرئاسة الحكومة الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون ينطبق عليه في الكتاب المقدس (إنجيل لوقا05/من36حتى38): “ليس أحد يضع رقعة من ثوب جديد على ثوب عتيق، وإلا فالجديد يشق والثوب العتيق لا توافقه الرقعة التي من الجديد. وليس أحد يجعل خمرا جديدة في زقاق عتيقة، لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق، فهي تنصب والزقاق تتلف. بل يجب أن تجعل خمرا جديدة في زقاق جديدة.”

إن لبنان يحتاج إلى قيادات وطنية شجاعة، نظيفة الكف، مستقلة القرار، قادرة على مواجهة الفساد وإنقاذ البلاد من براثن الهيمنة الإيرانية، وليس إعادة تعويم شخصيات فقدت شرعيتها منذ زمن ولم تكن يوماً وطنية وسيادية، كما أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل يتطلب رئيس وزراء شجاع، لا يخشى الحزب ولا يسايره، ولا يمارس هرطقة تدوير الزوايا واللعب وتعطيل مسيرة لبنان التحريرية والإنقاذية.

باختصار، تاريخ نجيب ميقاتي لا يتناسب مع مسيرة العهد الجديد برئاسة العماد جوزيف عون، حتى لو كان هناك توافق إقليمي ودولي وعربي على إعادة تكليفه، فإن هذا التوافق يجب أن يُعطل، ولو اضطر الشعب اللبناني للنزول إلى الشارع والتظاهر لمنع هذه المهزلة السياسية، ويبقى أن عودة ميقاتي لرئاسة الحكومة ستكون بمثابة استمرار لاحتلال حزب الله وعرقلة تنفيذ القرارات الدولية وكل ما هو إصلاح وتغيير ودون أدنى شك ستفشل العهد الجديد منذ لحظاته الأولى.

الحكومة القادمة هي جداً مصيرية لعهد الرئيس جوزيف عون وللبنان لأنها ستتولى قرار التعيينات والتعامل مع الملفات التالية:
*-تعيين قائد الجيش وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
*تعيين حاكم مصرف لبنان ووضع خطط لمستقبل الاستقرار المالي.
*إجراء التشكيلات الدبلوماسية وتمثيل لبنان بالخارج.
*القيام بمهمة التشكيلات القضائية واتخاذ قرار شجاع بما يخص مستقبل انفجار مرفأ بيروت إضافة إلى رزم من ملفات الجرائم المالية والفساد.
*إجراء التشكيلات العسكرية في كافة الأجهزة الأمنية.
*التعاطي مع وظائف الفئة الأولى بكل الوزارات.
*تنظيم الهيئات الناظمة بكل القطاعات.

This image has an empty alt attribute; its file name is ac29b83a-a443-493c-8aae-aac2602445cc.jpeg

يبقى أن ما اوردناه من أمور ومحطات وقرارات وطنية مهمة من المفترض أن تتولى مسؤولياتها الحكومة الجديدة، تثير مخاوف حقيقية وجدية من أن الوعود والعهود والالتزامات التي قطعها الرئيس جوزيف عون في قسمه الرئاسي، وكذلك مصير عهده كلها تعتمد على الحكومة المقبلة وعلى رئيسها. وبالتالي، فإن عودة نجيب ميقاتي إلى رئاسة الحكومة، ستكون ضربة قاسية، وعرقلة وافشالاً وتطويقاً لمهمات الرئاسة الإنقاذية المنتظرة، وهي ستهدد فرص نجاحها، كما أنها سوف تعيق تحرير لبنان من احتلال حزب الله، وتعطل تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وتمنح طوق النجاة للطبقة السياسية الفاسدة، وتُفشل الإصلاحات الشاملة المطلوبة في كافة المجالات.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
*عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com
*رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
https://eliasbejjaninews.com