بالصوت/من تلفزيون المر/مقابلة مع الإعلامي علي الأمين يتناول فيها التهديدات التي أطلقها نصرالله ضد “شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني

521

بالصوت/من تلفزيون المر/فورماتMP3/مقابلة مع الإعلامي علي الأمين يتناول فيها التهديدات التي أطلقها نصرالله ضد “شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني/30 أيار/15

في أعلى المقابلة بالصوت/فورماتMP3
بالصوت/من تلفزيون المرWMA/فورمات/مقابلة مع الإعلامي علي الأمين يتناول فيها التهديدات التي أطلقها نصرالله ضد “شيعة السفارة/مقدمة للياس بجاني/30 أيار/15

من بعض عناوين المقابلة/رد مفصل على تهديدات السيد نصرالله “لشيعة السفارة” وخلفيات وأسباب هذا التهديد/خطورة تدخل حزب الله في سوريا/الوضع السوري الحالي ومصير نظام الأسد/ضرورة ان يكون حزب الله بأمرة الدولة وليس العكس/دور الجيش اللبناني/أزمة عرسال ومخططات حزب الله في حال سقوط الأسد/ التعينات الأمنية/مصير الحكومة/متفرقات

Arabic LCCC News bulletin for May 30/15نشرة الاخبار باللغةالعربية
English LCCC News bulletin for May 30/15نشرة الاخبار باللغةالانكليزية

 في أسفل مقالات متفرقة تتناول تهديدات نصرالله “لشيعة السفارة”

سقوط الأسد لن يكسر حزب الله.. بل خصومه في لبنان
علي الامين/جنوبية/الخميس، 30 مايو 2015
التعويض عن انهيار النظام السوري او انكفائه سيكون بالنسبة لحزب الله في لبنان، ويمكن تلمس التصعيد في خطاب الخطر الوجودي كمدخل لفهم طبيعة الردّ، وهو سينعكس بداية على ضرب التوازن السني – الشيعي القائم اليوم بالرغم من هشاشته.
اين يقع مكمن الخطر على لبنان بعد سقوط نظام الأسد؟
هذا السؤال، في تقدير العديد من مراقبي مسار الأزمة السورية، بات سؤالاً جدّيا وموضوعيا في حسابات الاطراف المحلية والاقليمية، وبالتأكيد لدى حزب الله. وإشارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى خيار التعبئة العامة، خلال خطابه بيوم الجريح، او مجرد القائها في سوق التداول الشعبي والسياسي، هي دلالة على ان مسارات الاحداث في سورية تجعل حزب الله في الموقع الدفاعي. واذا اضفنا تكرار السيد نصرالله مقولة “الخطر الوجودي” في الخطابين الاخيرين، سواء على لبنان او الشيعة وغيرهم من الطوائف اللبنانية، فذلك يرجح ايضا القلق الوجودي الذي بدأ يتلمسه حزب الله، من خطر سقوط النظام السوري عليه وعلى المعادلة السياسية الداخلية المتصدعة اصلاً في لبنان.
بداية لا يعني انهيار النظام السوري امام هجومات معارضيه، أن حزب الله أصبح في موقع يتيح لخصومه اللبنانيين ان يكونوا قادرين على الزامه بما يريدون، وتعديل موقعه ونفوذه في المعادلة السياسية والأمنية اللبنانية. بل الأرجح ان ايّ تراجع للنظام السوري او انكساره يعني بالضرورة، بالنسبة لحزب الله، اتخاذ اجراءات تمنع اياّ من الأطراف اللبنانية الرسمية وغير الرسمية ان تستثمر في هزيمته. ذلك ان البعض يعتبر مجرد انهيار نظام الأسد يعني انهياراً لحزب الله، وهذا استنتاج لا ينطوي على معرفة وادراك بواقع حزب الله وطبيعته الأيديولوجية والثقافية والامنية. والأهم انه ابرز مرتكزات الأمن القومي الايراني في لبنان وسورية، تلك التي لا يمكن لايران ان تتساهل في المحافظة على دورها ووجودها.
ولأن المعادلة السياسية التي تقوم عليها الحكومة اللبنانية اليوم عاجزة عن استيعاب التناقضات، في ظل التربص المتبادل، وغياب الرؤية المشتركة لكيفية التعامل مع تداعيات الازمة السورية، فإن الأرجح ان ايران، التي لن تقبل الهزيمة في سورية، ربما لن تكون منزعجة من قيام حزب الله بقلب الطاولة على الجميع، بفرض وقائع امنية وعسكرية جديدة، تعكس تصعيدا امنياً لاسياسياً، اي ذي طابع عنفي. ولعل قضية عرسال وجرودها، التي يطرحها حزب الله، ربما تشكل بداية عملية قلب الطاولة. ذلك ان حزب الله لايستطيع التعامل مع هذا الوجود السوري الكبير من اللاجئين باعتباره عنصرا حيادياً، لاسيما ان هؤلاء المتواجدين في عرسال ومحيطها يشكلون خطرا ديمغرافيا سعى الجيش السوري وحزب الله لتغييره في القلمون لحسابات استراتيجية، تتصل بحاجة الربط الجغرافي والديمغرافي بين منطقتي بعلبك الهرمل والقلمون وامتدادا نحو الساحل السوري شمالا ودمشق والحدود اللبنانية باتجاه الجنوب.
التعويض عن انهيار النظام السوري او انكفائه سيكون بالنسبة لحزب الله في لبنان، ويمكن تلمس التصعيد في خطاب الخطر الوجودي كمدخل لفهم طبيعة الردّ، وهو سينعكس بداية على ضرب التوازن السني – الشيعي القائم اليوم بالرغم من هشاشته. وبالتأكيد فإن حزب الله يمهد الطريق لهذا الاحتمال القوي، بمزيد من توثيق الروابط الوجودية مع القوى المسيحية، بالمزيد من انعاش نظرية “حلف الأقليات في مواجهة الأكثرية”. وهي ستجد لها صدى لن يقتصر على القريبين من حزب الله وحسب، بل ستطال مسيحيين كانوا على الدوام من خصوم حزب الله. اذ لم يعد خافيا مروحة الاتصالات واللقاءات التي باشرها حزب الله مع مختلف الاطراف المسيحية ومنها ما تمّ بعيدا من الأضواء، كل ذلك في سبيل الاستعداد لمواجهة احتمالات تمدد الجماعات السنيّة الارهابية نحو لبنان. الخطر الوجودي الذي تحدث عنه نصرالله سيفتح بالضرورة الباب واسعاً على تعديل الصيغة اللبنانية، وعلى اعادة النظر باتفاق الطائف. ولأن المعادلة السياسية وتوازناتها مرشحة الى مزيد من الاختلال، سواء كان تهديد المجموعات الارهابية للبنان جدّيا او لم يكن… فثمة عنوان سيطرح بقوة في المرحلة المقبلة، بسؤال سيفرض نفسه على الصيغة اللبنانية وعلى المعادلة السياسية وعلى الطوائف: من يحكم لبنان؟

 

بعض من “شيعة السفارة” ردوا على تهديدات نصرالله
اندريا مطر/30 أيار/15/القبس الكويتية/لم يعد “حزب الله” يستخدم لغة مبطنة ولا مواربة في تهديد خصومه. المعركة وجودية ومن ليس معه فهو ضده، على ما رشح من مواقف أمين عام “الحزب” الأخيرة السيد حسن نصر الله في خطابين، فصل بينهما أقل من أسبوع. بلغة تصعيدية ونبرة عالية استعرض نصر الله مجريات المعركة التي يخوضها في القلمون ضد من اسماهم “التكفيريين”، داعياً كل اللبنانيين للقتال الى جانب الحزب. وأعلن استمراره في المعركة، حتى لو “خسرنا نصفنا وثلاثة أرباعنا”. استحضر معركة صفين، وحذر تيار المستقبل (السنّة ضمنا) والمسيحيين بأن لا أحد سوى “حزب الله” قادر على حمايتهم من “داعش”. تناول نصر الله في حديثه “شيعة السفارة” (المقصود السفارة الأميركية)، واعتبر أنهم ليسوا سوى مجموعة من “الأغبياء والخونة والعملاء”. واستعادة نصر الله مصطلح “شيعة السفارة” يعكس ضيقه من أي صوت معارض مهما كان، فلقد كان هذا المصطلح خارج التداول لفترة طويلة، مما يجعل من إحيائه على لسان نصر الله تعبيرا عن أزمة فعلية، أو محاولة للتغطية على تململ شيعي داخل صفوف الحزب نفسه. اتهام “شيعة السفارة” بالعمالة والتخوين، أثار موجة من الردود والاستهجان، ولكنها اقتصرت على مناوئي الحزب من اللبنانيين – لا سيما أن الشيعة المعارضين للحزب يعتبرون الحلقة الاكثر ضعفاً في المعادلة اللبنانية اليوم- فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بــ”هاشتاغات”: “كلنا شيعة السفارة” و”مين طلب حمايتك؟!”
“شيعة السفارة” تعبير يصف شخصيات شيعية تعارض “حزب الله” وتدخله في سوريا، وهم يمثلون حالة نقدية، ليس في الوسط الشيعي فحسب، بل في المجال اللبناني العام، حيث غابت الرؤية النقدية وغاب دور المثقفين بشكل عام. صحيفة “القبس” الكويتية، التقت بعضاً من الوجوه المناوئة للحزب لاستطلاع رأيهم في كلام نصرالله ورؤيتهم للمرحلة المقبلة:
يرد الصحافي والناشط السياسي مصطفى هاني فحص ارتفاع منسوب التوتر في كلام نصرالله الى عوامل كثيرة:
“فشل الحرب التي شنها “حزب الله” ضد الثورة السورية، مع تقلص المساحات التي يسيطر عليها الاسد وتقلص الجغرافيا الاستراتيجية التي يراد للاسد والايرانيين و”حزب الله” ابقاء السيطرة عليها. تراجعت المعركة اليوم لتصبح دفاعية في القلمون وهي الشريط الحدودي الجديد بين لبنان وسوريا في سلسلة جبال لبنان الشرقية. لم يستطع الحزب السيطرة على المساحات الشاسعة في الجرود، فانعكس ذلك معنوياً على جمهور الحزب الموعود دائماً بالانتصارات. لذا لجأ الحزب الى خوض حربه الاستباقية في الداخل اللبناني لمواجهة منتقديه بالقول: لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص، ليلغي اي صوت انتقادي واي مظهر ديموقراطي”. ويرفض فحص اعتبارها معركة وجودية على الطائفة الشيعية، وانما هي معركة الدفاع عن المشروع الايراني في لبنان وفي سوريا.. ويخشى من صراع طائفي مذهبي خطير سوف يرتد على مجتمعاتنا لسنين مع تراكم النزف السوري ومع الخوف اللبناني، لا سيما الشيعي، من مستقبل العلاقة مع سوريا. ويرجح فحص فشل نصرالله في حربه هذه لأن الديموغرافيا والجغرافيا تعاكسانه وتفرضان ظروفهما الميدانية على هذه المعركة. ويتمنى ان ينسحب “حزب الله” من هذه المعركة قبل فوات الاوان وان يلجأ الى تسوية تاريخية لبنانية. الطوائف في لبنان يحمي بعضها بعضا والعيش الواحد يحمي لبنان من اتون الحرب السورية ومن مستقبل الفوضى المقبلة على سوريا وعلى جوارها في العراق. مواقف نصرالله وما يبشر به منظروه السياسيون والاعلاميون ممن يعتبرون انفسهم في معركة مصيرية تجعل كل أصحاب الرأي الحر مهددين بحسب فحص: “البعض يدفع “حزب الله” الى تجاوز الخطوط الحمراء الداخلية والضرب بيد من حديد. لكن هذا سيفجر لبنان ويؤدي الى صراع داخلي، حزب الله في غنى عنه”. يستشف الكاتب والصحافي علي الأمين من قراءة الخطابين الاخيرين للسيد نصرالله ان الامور تزداد صعوبة على مستوى القتال في سوريا وفي جرود القلمون خصوصا، حيث المخاطر التي يتعرض لها حزبه كبيرة. “يمكن ان يقتل نصفنا في هذه الحرب او ثلاثة ارباعنا”، يقول، وهذا مؤشرا على خطر كبير. عندما تصل الامور الى هذا المستوى من الخطورة بعد سنوات من التدخل في سوريا يعني ان التورط لم يقده الى تحقيق انتصار كما وعد، كما لا يمكنه العودة بالامور الى ما كانت عليه قبل اندلاع الثورة السورية. انه في مازق كبير اذاً. وتصعيد نصرالله ينطوي على القول ان المطلوب من الآخرين الذين لا يوافقونه رؤيته ان يتحسسوا خطورة وضعه وان يسيروا وراءه في معركته.

يتفرد نصرالله بقراراته ويطلب من الآخرين السير وراءه. على ما يقول الأمين، موضحاً أن الحل يكون بانسحاب “حزب الله” من سوريا. رفع نصرالله من منسوب الخطر الذي يتعرض له لبنان من دون ان يقدم اي اشارة لاستعداده ان يشارك الآخرين خياراته المتصلة بالوضع السوري. خصوصا انه ضمن السلطة اللبنانية ومؤسساتها الدستورية وليس خارجها. مجاهرة الأمين برأي يخالف سياسة “حزب الله” وضعه في دائرة المواجهة مع بعض الاقلام الاعلامية الناطقة باسم الحزب. وهو يدرك ان تبنيه موقفا مختلفا في البيئة الشيعية لا بد ان يكون مكلفا. لكن مستويات هذه الكلفة بقيت حتى نفسية، وقد تصل الى اكثر من ذلك. احدى الصحف اللبنانية المقربة من الحزب ذكرته بالاسم في معرض تحذيرها اللبنانيين المناوئين للحزب بان يتحسسوا رقابهم. كما تعرض منزله في الجنوب للحرق قبل نحو عام.. هو يعتبر ان ما يقوله يندرج ضمن حرية الرأي وضمن الأطر القانونية والتنوع الذي يفترض بـ”حزب الله” ان يقر به. ولا يملك تنظيما عسكريا ولا حزبا سياسيا، بل يعبر فقط عن موقفه من خلال آراء ونشاط اعلامي صحافي. “لا يجوز ان يصل الامر بـ”حزب الله” وهو يقاتل التكفيريين ان يعتمد المنهج نفسه والمنطق نفسه. المنطق الداعشي التكفيري لا يسمح بالاختلاف والراي الآخر، والحزب لا يقبل بالتنوع والاختلاف بالآراء ضمن البيئة الشيعية”.
علي الامين وسواه من ابناء الطائفة الشيعية المناهضين لـ”حزب الله” مستمرون في التعبير عن مواقفهم رغم التهديد الذي يطولهم. “لا أعتقد أن مواقفنا تؤثر في قوة الحزب “القادر على تحقيق الانتصارات في كل مكان”، مؤكداً أن واجبه المهني الصحافي يملي عليه القول ان خيار “حزب الله” خاطئ، لكي لا يقال يوما ان البيئة الشيعية كانت مجمعة على هذا الخيار. لا يقتصر الاعتراض على خيار “حزب الله” التدخل في سوريا على وجوه اعلامية وسياسية معدودة وانما يطول شريحة من الشيعة لا يستهان بها لا تزال صامتة وراضخة للحزب بسبب مجموعة عوامل معيشية واجتماعية، اضافة الى ما يواصل الحزب بثه من ان تهديدا وجوديا يتهدد الطائفة الشيعية. كل هذه العوامل لا تزال تلزم كثيرين بالصمت.
من ناحيتها، اعتبرت الاعلامية ديانا مقلد أن المواقف الاخيرة للأمين العام لـ”حزب الله” تثير القلق فعلا. “فحين يتحدث عن “عملاء وخونة أغبياء” فنحن نعرف ما يعني التخوين في بلادنا. وحين يقول ان هذا ليس وقت ديموقراطية ومعارضة، فهذا يعني ان لا مكان لمن يريد ان ينتقدني بل عليه ان يسكت. اذا بالمعنى الصريح حملت مواقفه تهديدا معلنا لمن يعارض قتاله في سوريا، خصوصا ابناء طائفته. فهو لا يتحمل في هذه المرحلة التي من الواضح انه يخسر فيها ان يكون هناك رأي مخالف لما يرتكبه في سوريا ولبنان ايضا. فوسط الجنازات التي تتقاطر الى الجنوب والبقاع يخيف “حزب الله” ان تعلو اصوات تسأل: لماذا يموت هؤلاء وفداء لمن؟ ودرجات الخطر تجاه معارضي نصر الله متفاوتة فهي تبدأ بالعزل الاجتماعي وتمر بالتهويل والتهديد عبر رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي وصولا الى التهديد الجسدي الفعلي. نذكر جميعنا كيف ان وسائل اعلام تم اسكاتها وكيف ان اسكتشات كوميدية جرت مجابهتها في الشارع. اذا كلام نصر الله يسهل امكانية استخدام الشارع بحجة “غضب اهالي” لتبرير اعتداءات ما. نعم اعتقد ان هناك مخاطر امنية خصوصا للبعض من الذين يملكون مواقع الكترونية او برامج دائمة ينتقدون فيها ما يقدم عليه الحزب. وهذا يستدعي تضامنا وتحركا ومسؤوليات من الدولة بالدرجة الاولى ومن المجتمع المدني. وبما اني لا اعول على الدولة فاعتقد اننا كصحافيين وناشطين وكأفراد لا حماية لنا. والحماية الوحيدة ان نستمر في اعلاء الصوت ضد ما نراه جنونا سيقود بنا وبلبنان الى الموت”.

 

الشيعة المستقلون…’شيعة السفارة’؟!
وسام الأمين /جنوبية/الخميس، 30 مايو 2015
كان لافتا ما قاله أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله في خطابه الداخلي الذي توجّه به لجرحى الحزب في 22 من الشهر الحالي، مستخدما مصطلحا اعتادت احدى الصحف الصفراء التهجّم فيه على شخصيات شيعية مستقلة ومثقّفة خارج استقطاب ثنائية أمل – حزب الله، فلقبتهم تلك الصحيفة بـ”شيعة السفارة الأميركية”، وذلك كي يسهل تناولهم من قبل العامة الدهماء المتحمسين وبعض أنصار الحزب المتعصبين، فيحلون شتمهم والتهجّم عليهم وتهديدهم اذا ما كتب أحدهم مقالا أو أطلّ عبر إحدى محطات التلفزة مدليا برأيه الخلافي. ولما كرّر السيّد نصرالله ما قاله بعد يومين في احتفال ذكرى عيد التحرير متوجها بالتحذير لـ”هؤلاء الذين تساعدهم السفارة الأميركية”، فانّ استهجانا حقيقيا اعترى العديد من الأوساط الإعلامية وقد رأوا كيف أن هذه الخدعة انطلت حتى على السيّد حسن نصرالله الذي وقع بدوره ضحيّة لاعلامه النصير الذي حاول خلط الأمور على جمهور المقاومة فصوّر تلك النخب الشيعية أنها خارجة عن الدين والأخلاق والوطنيّة لمجرّد انها تمارس حريتها وتختلف بالرأي عن جمهور ملّتها، وتعبّر عن هذا الاختلاف قولا وكتابة وهو حق كفله الدستور اللبناني وشرعة حقوق الانسان العالمية. هم شيعة أحرار مستقلون…لا “شيعة السفارة”، أغلبهم لا يعرف اين تقع سفارة الولايات المتحدة الأميركية، هم أفراد اختاروا ان لا ينتظموا أبدا بمشروع سياسي موحّد لأنهم لا يؤمنون بان إصلاح الطائفة الشيعية سوف يصلح الوطن، بل عكس ذلك تماما، وفي غمرة “كوما” الخدر الطائفي العام في وطننا، سيبقى هؤلاء المتهمون زورا بالعمالة طيورا تغرّد خارج السرب، لن تزعج الا من اعتاد على سماع صخب التجييش والتحريض بدلا من التغريدات الحالمة الناعمة التي تدعو للتحرّر من جور العقائد الدينية وغير الدينيّة وقد استبدت بالانسان في بلادنا فأماتت روحه واستعبدت عقله.

شيعة السفارة.. أيتام “14 آذار”
محمد شبارو/المدن/الجمعة 30/05/2015
لا شك أن التهديد والوعيد الذي يتلقاه “شيعة السفارة”، من “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله، يستحق التأمل. ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الحزب الى كتم أي صوت يعلو في الطائفة الشيعية، والتي عمل الحزب جاهداً منذ تأسيسه لإحكام قبضته عليها، عبر إخضاع الأصوات اليسارية – الشيعية بقوة السلاح والإغتيال، وبقوة التبعية كما هي الحال مع حركة “أمل”، وفي ما بعد ملاحقة ما تبقى من شيعة معارضين، كما في تلك الحملة المنظمة التي استهدفتهم بعد ساعات من إعلان نتائج إنتخابات العام 2009، في ما عرف آنذاك بـ”7 أيار” شيعي. ما جعل “شيعة السفارة”، بالمفهوم المعارض لـ”حزب الله”، لقمة سائغة للحزب وتهديداته واعتداءاته، هي “14 آذار” بحد ذاتها، بأحزابها وتياراتها، المتفردة دوماً بالقرار، والرافضة لأي صوت مضارب، وهو عملياً ما أدى الى سقوط فكر “14 آذار”، كقوى عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب، وتحولها إلى مجلس ملّي لبعض الأحزاب المسيطرة على شارع طائفي لا أكثر. في العام 2005، ومع إنطلاق ثورة الأرز، لم يكن الشارع الشيعي خارج “الثورة”، كان حضوره من حضور باقي الطوائف، سنّة ودروز وموارنة، وإن خارج القيد الطائفي. في ذلك الوقت، شاركت أعداد ضخمة من الشيعة المعارضين للوجود السوري، في لبنان، والذين رأوا في جماهير ساحة الشهداء خير ممثل لهم ولنظرتهم إلى لبنان.
بعد العام 2005، إنتهجت أحزاب السيادة والإستقلال سياسة إقصائية واضحة، لم تراعِ فيها أي حيثية تذكر لـ”شيعة السفارة”، بدءاً من الحلف الرباعي، مروراً بكل السياسات المتبعة مع “حزب الله” وحركة “أمل” والتي كرستهما ممثلين وحيدين للطائفة الشيعية. حتى على أبواب الإنتخابات النيابية في العام 2009، دخلت إلى بيت الطائفة، إما بأسماء إقطاعية، أو بأسماء هامشية غير قادرة على خرق الشارع، ولا حتى تقديم أي برنامج أو فكر مضارب، نظراً الى سمعتها وصيتها المعروف بقاعاً وجنوباً. “شيعة السفارة” هم أنفسهم “أيتام قوى 14 آذار”. أولئك الذين آمنوا بمشروع دولة، لا مشروع طوائف، وأحزاب طائفية. أيتام من الشيعة والسنّة والدروز والعلمانيين واليساريين، الذين كانوا يوماً وقوداً لثورة الأرز. أيتام تعاملت معهم قوى “14 آذار” على أنهم مجرد ورقة للعب والمساومة. لم تقدم أحزاب وتيارات “14 آذار” مشروعاً واحداً للعبور الجدي الى الدولة المدنية. على العكس، قدمت منذ العام 2005 مشروع الدولة الطائفية المركبة وفق المحاصصة بين تيارات يمثل كل منها طائفة. تماهت مع السائد لبنانياً حدّ العمى، بدلاً من أن تقدم جديداً يساهم في العبور الى الدولة. قدمت مشروعاً يضم “المستقبل” عن السنّة، و”القوات” و”الكتائب” عن الموارنة، وبقية غبّ الطلب إنتخابياً أو للمناكفة مع “حزب الله” وحركة “أمل”.
“شيعة السفارة” ليسوا ضحية “حزب الله” وحده. هم ضحية قوى “14 آذار” أولاً، التي فشلت، بعد عشرة أعوام، في إشراك الصوت “المدني” الرافض للصبغة الدينية والطائفية، كما فشلت في الخروج من عباءتها الطائفية، وبقيت رهينة المزايدات ضمن كل طائفة. حتى في عز الهجمة اليوم على “شيعة السفارة” لم تخرج أصوات “14 آذار”. لم تصدح وسائل الإعلام المحسوبة عليها دفاعاً، وكأنهم ليسوا صوتاً إنتحارياً في بيئة ليس مسموحاً فيها التمايز، وهم الذين يخوضون حرباً ثقافية وسياسية باللحم الحي، وتحت تهديد السلاح، وتهديد النفي، ومنهم من هو ممنوعة عليه زيارة قريته، أو أهله، أو حتى قبور محبيه. قبل فترة وجيزة أعلن رسمياً نعي المجلس الوطني لقوى “14 آذار”. رسمياً أيضاً، لا بد من إعادة تصويب البوصلة، وتسمية الأشياء بأسمائها. أحزاب قوى “14 آذار” وجماهيرها لها مشروعها المقتصر على مواجهة “حزب الله” لا أكثر. وجمهور “14 آذار” الذي يضم مستقلين شيعة وسنة دروز وموارنة وملحدين وعلمانيين، لهم مشروعهم، مشروع الدولة المدنية، خارج النسق الطائفي، وهؤلاء هم “14 آذار” 2005.
لم يعد التباكي مجدياً، ولا كل المراجعات التي تقدم بين إحتفال وآخر لذكرى “14 آذار”. أثبتت التجربة الأخيرة، وبعد فرط المجلس الوطني، أنه لا يمكن التعويل على تصحيح مسار “14 آذار”، وأنه لا مكان إلا لبعض الأحزاب، فيما كل المشاريع المستقلة، شيعية أو غير شيعية، لا مكان لها في قوى “14 آذار”. الأدهى، أن التباكي الموسمي الذي يمارسه البعض في “14 آذار”، بينما يترفع عنه كثر، يشمل فقط الشيعة المستقلين، لأنهم حاجة شعبية وجماهيرية لمشروع التحالف السني – المسيحي، فيما البقية الباقية، مارونياً ودرزياً وسنّياً وحتى علمانياً، لا نصيب لها من الإعتراف اللفظي والشكلي، ولا حتى من التباكي. فهولاء يمثلهم “المستقبل” و”القوات” و”الكتائب”، شاءوا أم أبوا.أيتام “14 آذار” هؤلاء، هم من يُعوّل عليهم عملياً، رغم أنهم ليسوا مشروعاً سياسياً مؤطراً كما الأحزاب الأخرى العقائدية في “8 آذار” و”14 آذار”. يُعوّل على حركتهم الثقافية والإجتماعية والفنية، فيما الآخرون لا يُعوّل حتى على شعاراتهم، وإن رفعوا لواء العبور الى الدولة… دولة الأحزاب الطائفية.

هذا ما قدمه شيعة السفارة إلى الشيعة وإلى الوطن
 عماد قميحة/جنوبية/الجمعة، 30 مايو 2015
ما قدّمه شيعة السفارة للشيعة والوطن ليس أكثر من النصح لحزب الله والحرص على سلامة أهل الضاحية الجنوبية والخوف على تزايد الموت بينهم. لم يقدّموا لا عملاء ولا سفراء. انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح “شيعة السفارة” الذي يطلقه حزب الله على معارضي سياسته والمتصدّين لقرار دخوله بالحرب السورية والقتال إلى جانب بشار الاسد، حيث كان لهؤلاء رؤية مختلفة تماما عن ما حاول الحزب أن يسوقه لهم من أعذار قدّمها للجمهور اللبناني بشكل عام والشيعي منه بشكل خاص من أجل تبرير هذا التحول الكبير ليس فقط في الدور المناط ببندقية المقاومة وإنما تحول الوجدان الشيعي التاريخي القائم اساسا على الرفض لكل مظاهر الانظمة المستبدة والوقوف الى جانب المضطهدين والمظلومين في محاربتهم لجلاديهم وليس العكس، فهذه الثابة الشيعية التاريخية التي نسفها الحزب بسوريا لم ترق لهؤلاء الثلة من الشيعة ولم ينجروا مع البروبوغاندا الحزبية القائمة حتى اللحظة. “شيعة السفارة” استطاعوا بالرغم من امكانياتهم شبه المعدومة واعدادهم القليلة أن يقولوا كلمتهم وأن يدافعوا عن قناعتهم وأن يحملوا أوجاعهم على اكفهم
صحيح أن أؤلئك القلة من الشيعة اللبنانيين قد لمع نجمهم وبأن دورهم هذه الأيام بعد أن هاجمهم (مشكورًا) الامين العام فصاروا محل متابعة ومحط انظار وسائل الاعلام والكتاب وحتى الناقمين من الجمهور الذي لا يكاد يخلوا يوما لا يتعرضون فيه لهم على صفحات التواصل او بوسائلهم الاعلامية او حتى بشكل مباشر. والجدير ذكره في هذا السياق ان هذه الاصوات الشيعية لم تولد الآن ولم تكن نتاج قرار او ترجمة لرغبات اخرين كما يحاول اعلام الحزب ان يصور، ولا هم اناس اُسقطوا على اهلهم ومجتمعهم من الخارج او انهم يحملون في قلوبهم غل او ضغينة على ناسهم وحتى على حزب الله المختلفين معه، بل هي اصوات خرجت من بين احبائهم واقاربهم وجيرانهم، فكانت ولا زالت ومن اللحظات الاولى تحاول ان تلعب دور الناصح الامين للحزب اولا، ولأهلهم الشيعة ثانيا. يسجّل لـ”شيعة السفارة” ابعاد شبح المذهبية عن حالة الصراع القائم الذي حاول طرفي الاقتتال رفع رايتها والتجييش تحتها ولطالما اعتبروا أنفسهم بمحل الحريص والمدافع عن وطنهم في مقابل خيارات قالوا منذ البدايات أنها لن تجلب لنا ولوطننا إلا المآسي والويلات وبأنها (الخيارات) ستصل بنا إلى ما نحن عليه اليوم من حرائق مذهبية لن تبقي ولن تذر، وقد ظهرت للأسف صحة رؤيتهم.
وفي هذا السياق فإنه يسجل لهؤلاء بأن كل ما تحملوه من اثقال ومضايقات وحملات تجني بسبب هذا التمايز وبسبب صحة ما كانوا يحذّرون منه فقد اثمرت جهودهم ولو بالحد الأدنى من ثمرات لا يجب التغاضي عنها وفي مقدمة هذه الحصائد الايجابية هو ابعاد شبح المذهبية عن حالة الصراع القائم الان والذي حاول طرفي الاقتتال رفع رايتها والتجييش تحتها فلم يعد باستطاعة احد الان القول ان الشيعة بقدهم وقديدهم هم مطورتون بما يقوم به بعضهم، بالخصوص إذا ما اضفنا إليهم شريحة واسعة جدا من الشيعة هم بعيدين كل البعد عن ما يحاول الحزب أخذهم اليه، الا انهم كانوا ولا يزال معظمهم لا يتجرؤون على الإفصاح بما في مكنوناتهم لاسباب ليست هي الآن موضع البحث.في الختام فإن “شيعة السفارة” كما يُطلق عليهم اليوم قد استطاعوا بالرغم من امكانياتهم شبه المعدومة واعدادهم القليلة، قد استطاعوا ” بلحمهم الحي” أن يقولوا كلمتهم وأن يدافعوا عن قناعتهم وأن يحملوا أوجاعهم على اكفهم، ليثبتوا للعالم اجمع بان في الشيعة ايضا هناك رأي اخر، وهناك توجهات مختلفة يمكن ان تتلاقى على مساحات مشتركة ان مع الشعب السوري المنتفض (وهذا يمكن ان يشكل ضمانة للمرحلة القادمة)، او في الداخل اللبناني وهذا ما تفتقده مشهدية الوحدة الوطنية من اجل اكتمال الصورة – ومن هنا تلمسنا هذا التضامن الواسع من مختلف الشرائح اللبنانية معهم. وأن هذين الامرين هما اكثر ما تحتاجهما الطائفية الشيعية في القادم من الأيام وهما ما يحتاجه لبنان والمنطقة من اجل الخروج من دوامة الموت الاسود وهذا ما يجب ان يعلمه الجمهور الشيعي قبل غيره.

في أسفل فهرس صفحات الياس بجاني على موقع المنسقية القديم

فهرس مقالات وبيانات ومقابلات وتحاليل/نص/صوت/ بقلم الياس بجاني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالمقالات والتعليقات
مقالات الياس بجاني العربية لسنة 20142015

مقالات الياس بجاني العربية من سنة 2006 حتى2013
مقالات الياس بجاني العربية من سنة 1989 حتى2005
الياس بجاني/ملاحظات وخواطرسياسية وإيمانية باللغة العربية لسنة2014
الياس بجاني/ملاحظات وخواطر قصير ةسياسية وإيمانية باللغة العربية بدءاً من سنة 2011 وحتى 2013

صفحة تعليقات الياس بجاني الإيمانية/بالصوت وبالنص/عربي وانكليزي
مقالات الياس بجاني باللغة الفرنسية
مقالات الياس بجاني باللغة الإسبانية
مقالات الياس بجاني حول تناقضات العماد عون بعد دخوله قفص حزب الله مع عدد مهم من مقلات عون
مقالات للعماد ميشال عون من ترجمة الياس بجاني للإنكليزية
مقابلات أجراها الياس بجاني مع قيادات وسياسيين باللغتين العربية والإنكليزية

صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية 
بالصوت/صفحة وجدانيات ايمانية وانجيلية/من اعداد وإلقاء الياس بجاني/باللغةاللبنانية المحكية والفصحى
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2014
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لثاني ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لأول ستة أشهر من سنة 2013
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2012
صفحة الياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية لسنة 2011
صفحةالياس بجاني الخاصة بالتسجيلات الصوتية من 2003 حتى 2010

بالصوت حلقات “سامحونا” التي قدمها الياس بجاني سنة 2003 عبر اذاعة التيارالوطني الحر من فرنسا