الياس بجاني/نص وفيديو: فهم مخاطر انتصار منظمة حماس الجهادية والإرهابية في حرب غزة

95

نص وفيديو: فهم مخاطر انتصار منظمة حماس الجهادية والإرهابية في حرب غزة
الياس بجاني/28 أيار/2024

اضغط هنا لقراءة المقالة باللغة الإنكليزية/Click here to read the English version of the below piece

إن المآسي التي تعاني منها الشعوب في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب المدمرة والمستمرة بضراوة بين دولة إسرائيل ومنظمة حماس الإرهابية والجهادية لا يجب أن تعمي رؤية ومفاهيم القوى العالمية والإقليمية عن حقيقة وطبيعة وأهداف حماس والأخطار التي قد تنتج عن السماح لها بالانتصار والبقاء في سدة حكم غزة.  وبما لا شك فيه بأن تكلفة الحرب، وفقدان الأرواح البريئة، وتدمير المنازل والمجتمعات، وكل مقومات الحياة، تستوجب التعاطف مع الضحايا من كلى الجانبين المتحاربين، والعمل على وضع حد لمسلسل الدمار والقتل. ولكن وبعيداً عن الأحاسيس الإنسانية والعواطف لا يجب أن يغيب عن بال القيمين الأخطار المدمرة محلياً وإقليمياً ودولياً  في حال سُمح لحماس أن تنتصر وتستمر في حُكم غزة.

هنا دعونا نكون واضحين والتأكيد بأن الترويج للحروب واستهداف المدنيين الأبرياء من كلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ليس مقبولاً ولا مبرراً عملاً بكل المعايير الأخلاقية والإنسانية. وفي هذا الإطار فإن الشعب الفلسطيني يعاني بشكل كبير على الصعد كافة، ويتحمل نتائج الإجراءات العسكرية الإسرائيلية غير المسبوقة في عنفها وشموليتها، في حين أن منظمة حماس بعسكرها وقادتها مختبئين في الأنفاق، وغير مبالين بكل ما يتعرض له شعبهم من مآسي من قتل ودمار وجوع وفقر وعذاب وتهجير وأمرض.

تسعى حماس وهي فصيل فلسطيني إسلامي وجهادي وإرهابي ومتطرف، إلى تنفيذ أجندتها الإرهابية ضد إسرائيل، على حساب حياة المدنيين الفلسطينيين العُزل، وذلك من خلال استخدامهم كدروع بشرية.

إن فقدان الأرواح الفلسطينية البريئة مأساة ومدانة بشكل قاطع ، وحماس هي المسؤولة بالكامل عن كل ما يتعرض له شعبها لأنها بممارساتها التخريبية والرافضة للسلام تبرر لإسرائيل كل أعمالها الحربية القاتلة والمدمرة.

لهذا يجب أن ندين الإجراءات الإسرائيلية العسكرية، ولكن في نفس الوقت مطلوب أن نفهم الأخطار المخيفة لانتصار حماس.

إن السماح لحماس بالانتصار في حرب غزة سوف يقويها عسكرياً، ويعمم المفاهيم الإرهابية والعنفية التي تسويق لها وتعتنقها جهادياً، ويترك الشعب الفلسطيني رهينة بيدها وتحت رحمته، إضافة إلى أن خطر هكذا انتصار سوف ينعكس سلباً على كل الدول العربية المعتدلة، ويعطي المنظمات الجهادية والإرهابية كافة، والتي هي على شاكلة حماس أن تزعزع الأمن والاستقرار في كل دول الشرق الأوسط، ويعيد احتمالات تصدير عمليات الإرهاب والجهاد إلى كل دول العالم بمن فيها أوروبا وأميركا.

ولمواجهة حماس وهزيمتها وتخليص الشعب الفلسطيني من ظلمها وتحريره من حكمها الظالم والإرهابي، يجب أن يتعامل العالم المتحضر الغربي والعربي مع الأسباب الجذرية للصراع ويعمل على عزلها، وإلغاء شرعيتها وتفكيك بنيتها التحتية، ومساعدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية على إقامة حكم ذاتي سلمي وحضاري وديمقراطي، وصولاً على دولة فلسطينية متصالحة مع دولة إسرائيل ومع العالم. ولهذا يجب على الدول العربية والعديد منها  يصنف حماس كمنظمة إرهابية أن تتخذ مواقف جرئيه وعلنية واضحة ضدها، وضد كل ما تمثله من مفاهيم وأجندات وأطماع وأجندات جهادية، وهي دول تعلم علم اليقين بأن هذه المنظمة هي تابعة كلياً بثقافتها وأهدافها وأجندتها الإرهابية والأصولية لجماعة الإخوان المسلمين ولحكام إيران الملالي.

في خضم كل المآسي والحروب لا يجب على العالم الحر أن يساوي بين دول تدافع عن وجودها وعن شعوبها، وبين أخطار منظمات إرهابية وجهادية هي بغالبها أذرع مسلحة تابعة لنظام الملالي الإيرانيين ولجماعات الإخوان المسلمين من مثل حماس وحزب الله وباكو حرام والحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن وغيرهم الكثير . هؤلاء ومن ورائهم إيران ليسوا دعاة سلام وحرية وديمقراطية، ولا هم مقاتلين من أجل الحرية؛ بل أعداء للسلام والإنسانية، ويتاجرون بلا رحمة بمعاناة الأبرياء.

إن أي محاولة لتسوية أعمال الإرهاب، مع الدفاع الشرعي عن النفس، تقوض العدالة والأخلاق وتزعزع الاستقرار والسلم والأمن في كل دول العالم.

إنسانيا وأخلاقياً، من واجب الدول والشعوب كافة التعاطف مع الشعب الفلسطيني الذي تأخذه منظمة حماس رهينة، وتبرر لإسرائيل الحرب ضده، وكذلك التعاطف مع باقي كل الشعوب الواقعة تحت رحمة منظمات أصولية وإرهابية وأنظمة شمولية وجهادية، ولكن في نفس الوقت لا يجب أن يتم التغاضي عن أخطار المخربين هؤلاء، وتركهم ينتصرون في أي حرب مهما كانت التضحيات والأثمان.

وفي هذا السياق الرؤيوي المستقبلي للسلم وفهم أخطار المنظمات الجهادية والإرهابية، فإنه من الضرورة الدولية والإقليمية أن تتم هزيمة منظمة حماس، واقتلاع حزب الله من لبنان، وإسقاط نظام الملالي، وضرب كل أذرعته العسكرية، وإلا سينتصر الإرهاب والإرهابيين وتعم الفوضى والحروب في كل دول العالم.

يبقى أن هزيمة حماس ضرورية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وخارجه، حيث أنه لا يمكن تحقيق هذا السلام إلا من خلال الحوار والمصالحة والاحترام المتبادل وحق الشعوب تقرير مصيرها.

إن دعم شعب غزة في سعيه نحو مستقبل خال من الإرهاب بعيداً عن هيمنة وسلطة حماس الجهادية ضروري وواجب إنساني… وفي الختام لا بد أن تنتصر قوى السلام والعدالة على قوى الكراهية والعنف.

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الألكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
*عنوان الكاتب الألكتروني
phoenicia@hotmail.com