رابط فيديو تعليق سياسي للصحافي علي حمادة من موقع “النهار” عنوانه: اعلان الحرس الثوري أن طوفان الاقصى رد على اغتيال قاسم سليماني دفن سردية حماس/إسرائيل تحقّق أهدافاً تاريخية في غزة

101

رابط فيديو تعليق سياسي للصحافي علي حمادة من موقع “النهار” عنوانه: اعلان الحرس الثوري أن “طوفان الاقصى” رد على اغتيال قاسم سليماني دفن سردية “حماس”/إسرائيل تحقّق أهدافاً تاريخية في غزة

إيران صادرت حـرب غزة.
المتحدث باسم الحرس الثوري الايراني رمضان شريف: “عملية طوفان الاقصى كانت احدى العمليات الانتقامية لاغتيال سلماني وهذه الانتقامات ستبقى مستمرة”.
تصعيد كبير على جبهة لبنان بين “حزب الله” وإسرائيل وتسخين في العراق ومدمرة اميركية اسقطت عشرات المسيرات والصـواريخ من اليمن.

27 كانون الأول/2023

«الحرس الثوري» يعدُّ «طوفان الأقصى» جزءاً من الانتقام لسليماني… و«حماس» تنفي
لندن – طهران: «الشرق الأوسط»/27 كانون الأول/2023
قال المتحدث باسم «الحرس الثوري» الإيراني، رمضان شريف إن عمليات طوفان الأقصى في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي كانت جزءاً من الرد على مقتل العقل المدبر للعمليات الخارجية الإيرانية، ومهندس استراتيجيتها الإقليمي، قاسم سليماني الذي قضى بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020.
ونفت حركة «حماس» اليوم الأربعاء تصريحات لمتحدث باسم «الحرس الثوري» الإيراني بشأن الدوافع وراء عملية «طوفان الأقصى» ضد إسرائيل. وقالت الحركة في بيان: «أكدنا مراراً دوافع وأسباب عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتها الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى». وأضافت أن «كل أعمال المقاومة الفلسطينية تأتي رداً على وجود الاحتلال وعدوانه المتواصل على شعبنا ومقدساتنا»، حسبما أوردت وكالة «أنباء العالم العربي». وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» رمضان شريف في مؤتمر صحافي اليوم إن عملية «طوفان الأقصى كانت إحدى العمليات الانتقامية التي اتخذها محور المقاومة» من إسرائيل لمقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع لـ«الحرس الثوري». وقال شريف في مؤتمر صحافي بطهران إن بلاده سترد على مقتل مسؤول إمدادات قوات «الحرس» في سوريا، رضي موسوي، مضيفاً أن مقتله «لن نترك على مهام إيران في مواجهة الكيان الصهيوني، وستتابع هذا المسار بجدية».
وصرح شريف أن إسرائيل «تحاول جعل حرب غزة صراعاً بين إيران وأميركا»، مضيفاً أن «الإسرائيليين يسعون إلى نشر الصراع في المنطقة بسبب هزيمتهم الاستراتيجية». وقال: «من المؤكد أننا سنرد بصورة مباشرة وغير مباشرة على الاغتيال الإسرائيلي». وجاء مقتل موسوي في وقت تستعد طهران لإحياء الذكرى الرابعة على مقتل سليماني. طهران تعلن «العد العكسي» للثأر من مقتل قائد «إمدادات الحرس» في سوريا وقال قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي اليوم الأربعاء إن موسوي «كان داعماً دائماً لجبهة المقاومة برمتها». ومساء الثلاثاء، كتب ممثل طهران، النائب مجتبى توانغر في مدونة على منصة «إكس» إن موسوي «قام بدور مهم في تعزيز البنى التحتية لجبهة المقاومة في سوريا»، مضيفاً: «يمكن أن نقول بثقة إنه من الممهدين لهجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي». وبثت وسائل إعلام إيرانية، صوراً من إقامة صلاة الجنازة على جثة رضي موسوي في مدينة النجف العراقية، معلنة أنه سيدفن في مقبرة منطقة تجريش شمالي طهران.
وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» في جزء من تصريحاته أن قواته «انتقمت بالفعل من إسرائيل» رداً على اغتيالات استهدفت مرتبطين بالبرنامج النووي الإيراني، «لكن لم يأذن لها بالنشر في وسائل الإعلام». وأضاف: «إذا قمتم اليوم باغتيال ضابط إسرائيلي رفيع – كما حدث في عمليات انتقامية سابقة – فلن يسمحوا بتغطية ذلك في وسائل الإعلام».ووجه سعيد إيرواني، السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، في نيويورك، رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن، قال فيها إن «إيران تحتفظ بحقها المشروع والذاتي على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، في الرد الحازم، بالتوقيت المناسب»، حسبما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية. وقال رئيس الأركان الإيراني، محمد باقري، إن «إسرائيل ارتكبت خطأ استراتيجياً، وجرائمهم لن تبقى دون رد». طهران تعلن «العد العكسي» للثأر من مقتل قائد «إمدادات الحرس» في سوريا.

إسرائيل تحقّق أهدافاً تاريخية في غزة
علي حمادة/النهار العربي/27 كانون الأول/2023
ليس صحيحاً أن إسرائيل قادرة على حسم الحرب في غزة بالسرعة والوقت اللذين تحددهما. وليس صحيحاً أن حماس قادرة على الانتصار في الحرب. وبالتالي ليس صحيحاً أن إسرائيل لم تحقق أي هدف من أهدافها في الحرب. فإذا كان عجزت عن تحقيق انتصار حاسم خلال أكثر من ثمانين يوماً، فإنها حققت في المقابل أهدافاً نوعية في حربها. فقد تمكنت من إعادة الوضع في قطاع غزة خمسين عاماً إلى الوراء. اجتاحت قطاع غزة. دمرت إكثر من 33 في المئة من المباني والمنشآت العمرانية، وتواصل تدمير الحياة في القطاع تدميراً منهجياً لتحويل حياة الغزيين إلى جحيم مستدام حتى بعد أن تنتهي الحرب. قتلت أكثر من عشرين ألف مواطن. وهي تعد العدة لدفع مئات الآلاف إلى هجرة “طوعية” حسبما صرح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. إنها تحقق هدفاً تاريخياً بقتل الحياة في جزء من فلسطين التاريخية.
ما تقدم يشير إلى أن إسرائيل استغلت الضربة الموجعة التي وجهتها إليها حركة حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. فنفضت الغبار عن مخططات قديمة من عمر إسرائيل نفسها، وعمدت إلى تنفيذها. وعلى الرغم من عدم قدرتها حتى الآن على إنجاز انتصار واضح ضد حماس والفصائل الفلسطينية، إلا أنها حققت انتصار الوحش على المواطنين العزل الذين يدفعون الثمن الأغلى في الحرب. أما المفاوضات السياسية الدائرة بين الأطراف المعنية في عواصم عدة، فجلّ ما يطرح فيها إنهاء حكم حركة حماس ووجودها العسكري في غزة على قاعدة أن حماس جاءت إلى الحكم بانقلاب، والثمن الذي يدفع اليوم جراء عملية “طوفان الأقصى” باهظ إلى حد يفترض أنه يدعو يحيى السنوار والقيادة المحيطة به إلى التفكير ملياً بحجم عذابات المدنيين ووضعها في ميزان المعركة. وثمة من يعتبر أن هدف الحرب خدمة الناس بمنحهم الحرية والكرامة الوطنية. والسؤال المطروح اليوم إن استمرت المعركة لأشهر طويلة: ماذا سيبقى من قطاع غزة؟ وماذا سيبقى للمواطن المرمي في مخيمات النزوح؟ وما هي الحياة التي ستقدم لهذا المواطن؟
قد تقدم إسرائيل على توسيع دائرة الحرب نحو لبنان وسوريا. وبهذه الحالة سوف تتغير سردية الحرب لتخدم الدعاية الإسرائيلية التي تقول إنها تتعرض لهجوم من كل حدب وصوب. ألم يصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم أمس قائلاً: “إننا نتعرض لهجوم من سبع جهات ونحارب في ست منها”. وعدد غالانت الدول التي تتعرض منها إسرائيل. بمعنى آخر إنه حرص على تصوير إسرائيل بأنها ضحية هجوم محور متطرف تقوده إيران عبر دول عربية عدة. ومن هنا نحن نخشى أن يرفع الإسرائيليون من وتيرة المواجهة مع “حزب الله” في لبنان إلى حد استدراجه إلى حرب، تريدها إسرائيل ظناً منها أن الفرصة سانحة لتصفية حساب قديم مع الحزب المذكور ومرجعيته في إيران.
فضرب “حزب الله” هو ضرب في عمق النظام الإيراني. فهو الفصيل الوحيد الذي تعتبره إيران جزءاً من تركيبتها الداخلية. وإذا ما ضرب هذا الحزب في لبنان من خلال توريطه بحرب تنتهي بترتيبات جديدة مختلفة عن ترتيبات حرب 2006 أو من خلال تدمير جزء كبير من بنيته العسكرية فسيكون مكسباً كبيراً لإسرائيل، حتى لو دفعت ثمناً باهظاً على جبهتها الداخلية.
قد لا تنتصر إسرائيل. لكن حماس لن تنتصر. وأهل غزة بالتأكيد لن ينتصروا. أما “حزب الله” في لبنان فيقع في فخ ما كان يحسب له حساباً.