إيلي الحاج/إتّهام إلى قيادتَي الكنيسة وحزب القوات

205

إتّهام إلى قيادتَي الكنيسة وحزب”القوات”
إيلي الحاج/ 13 أيلول/2023

يخطر ببالي أن أتهم قيادة الكنيسة في لبنان وقيادة “القوات اللبنانية”
بضرب الروح والمعنويات وبث اليأس في نفوس اللبنانيين، ولا سيما المسيحيين. إحداهما بانحيازها إلى عبادة المال وتكريم المتموّلين وإهمال الفقراء ويسوع المسيح، والأخرى بتحوّلها حزباً كبقية الأحزاب. سياسة للسياسة، وحصص وتسوّل ولاءات وتأليه وتعيينات ولعبة سلطة داخلها وخارجها، خلافاً لدور قامت من أجله.
كان المفترض أن “القوات” مثل الكنيسة، لا تبيع ولا تشتري.
وكان المفترض ان الكنيسة مثل “القوات”،
كلمتها كلمة. يستحيل أن تقول الشيء ونقيضه بين ويوم. أن تدير ظهرها للمحتاجين وتقول لهم عندكم نواب ووزراء فاذهبوا إليهم. ومَن نهبوكم وسرقوكم وخربوا بيوتكم هم خط أحمر.
ليس المؤسف أن اللبنانيين صاروا بوزن الريشة في التأثير بمصير بلادهم وحكمها، فليست المرة الأولى يقع فيها لبنان تحت احتلال،
بل المؤسف كل هذا اليأس، تراه على وجوه أناس عاديين لطالما آمنوا، وما زالوا، بمؤسستهم الروحية ومؤسسة مقاومتهم، لكنهم يجدون أنفسهم متروكين لمصيرهم. هم وعائلاتهم. كالسوريين الباقين في ظل نظام الأسد، لا يحلمون إلا بالرحيل إلى بلاد أخرى. وآمالهم واهية في غد أفضل، حتى على أيام أولادهم.
تخبرنا الكتب أن الكنيسة كانت فقيرة زمن المجاعة في الحرب العالمية الأولى لكنها فعلت العجائب لإنقاذ الشعب، وبلا تفريق وتمييز بين الناس. وتروي الذاكرة أزمنة ولا أصعب مرّ بها لبنان، ولكنّ المعنويات كانت مرتفعة بقدر التحدي. ولا مرة كانت مؤسسة المقاومة تُساير فيها على حساب لبنان وتقيس الأمور على مصالحها وتبتعد عن شعبها، وتقول للناس” ما فينا نعمل غير هيك”، أو “من أنت، ما وزنك ما قيمتك ما أهميّتك، كيف تسمح لنفسك أن يكون لك رأي بعد رأي القيادة الحكيمة؟”.
لم يكن هكذا بشير الجميّل، ولا “القوات”.
لماذا وصلنا إلى هنا؟
بسبب فقدان الشجاعة سواء في بكركي، او في معراب. هناك وليد غيّاض، وهنالك طائفة مشغولة بتبييض وجوهها أمام من يوزع عليها المغانم والمناصب. كل من يلاحظ الخلل يخشى أن يجد نفسه مرذولاً. غير مرضيّ عنه إذا أبدى رأياً مخالفاً لرأي مَن يُرفع أمامه البخور ليل نهار.
جُلّ مَن لا يُخطئ. صحيح، ولكن ثمة أخطاء طالت.
وإنها تقتل الروح.