أتيان صقر – أبو أرز/الشهيد البطل كيروز يوسف بركات….”القمر” الذي غاب. ١٩٥٥-١٩٨٣

361

 الشهيد البطل كيروز يوسف بركات….”القمر” الذي غاب. ١٩٥٥-١٩٨٣

أتيان صقر – أبو أرز/03 نيسان/2022

الكتابة عن كيروز مهمّة غير سهلة، لقد غاب عنا ذاك الفارس منذ ٤٠ عاماً، وما زال حتى اليوم ينبضُ حياةً في كل مفصلٍ من مفاصلِ مسيرتِنا النضالية.

في الأشرفية، كان عضواً في قيادتنا المركزية وقائداً للدفاع، وفي جبهات القتال لم يبقَ موقعاً لم يترك فيه بصمةَ عزٍّ وبطولة. من جبهات الأشرفية الساخنة، إلى الأسواق التجارية الأكثر سخونة، إلى بسابا وعيون السيمان، ثم إلى تل الزعتر المعسكر الذي سطّر فيه مع رفاقه الحراس ملاحمَ بطولةٍ تحاكي الأساطير، ثم حرب المئة يوم التي دحرت الجيش السوري وطردته من المناطق الشرقية، ثم حرب زحلة حيث أضاف الى شجاعةِ شبابها النادرة و نخوةِ رفاقه في حرّاس الأرز والقوات اللبنانية، نخوةً خاصة لقّنت الجيشَ الغازي درساً لن  ينساه.

من أبرز صفات كيروز عشقه للخطر، لم ولن انسى يوم طلبتُ منه ان لا يشارك في حرب الجبل لأنها تُخالفُ عقيدتَنا اللبنانية ومشروعَنا القومي، وبعد إلحاحي عليه وعدني بأن يلازم البيت ولا يغادرهُ حتى انتهائها. ولكن القدر كان أقوى، استدعاه فلبّى، فذهب ولم يعُد… غاب” القمر” فأظلم الليلُ وزاد سوادُه سواداً، وفقدتِ البطولةُ بعضاً من بريقها، و كذلك النخوةُ و الشجاعة.

اكثر ما ميّز كيروز عن غيره انه جمع في شخصه صفاتٍ متعددة: طلعةً بهّية، شجاعةً فريدة، دماثةَ خُلق، ووداعةً تشبه وداعةَ الأطفال، فأحبه الرفاق والاصدقاء، و تعلّق به كلُّ من تعرّف إليه، و كم من فتاةٍ تمنّت ان يكون كيروز فتى أحلامِها القادم إليها على حصانٍ أصهب، وليس جثةً هامدة محمولةً في نعشٍ ابيض.

فيا قمر عين إبل.
خسرناك رفيقاً غالياً حبيباً و عزيزاً، فغدوتَ سفير مسيرتِنا الى السماء.
وخسرتكَ القضيةُ المقدسة بطلاً مقداماً لا يتكرر.
 وخسرك لبنان طاقةً شبابية واعدة و غير عادية.