المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 23 أيار/لسنة 2025

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2025/arabic.may23.25.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين. حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/جريمةُ قتلِ سارة ميلغريم ويارون ليشينسكي الإرهابيةُ مُدانةٌ بشدّة.

الياس بجاني/القديسة ريتا دي كاشيا: شفيعة المستحيلات ونموذج الغفران والصبر

الياس بجاني/نص وفيديو: استنكار واستغراب لبيان رئاسة الجمهورية اللبنانية بشأن مصافحة الرئيس جوزيف عون للشيخ موفق طريف في الفاتيكان

 

عناوين أهم الأخبار اللبنانية

بعد إنذار إسرائيلي لسكانها.. غارتان تستهدفان قرية تول جنوب لبنان

جديد عميل حزب الله.. قدم معلومات حساسة وقبض بيتكوين

تصعيد إسرائيلي كبير.. غارات إسرائيلية على قرى وبلدات جنوبية وصولا إلى البقاع!

يوم دامٍ في الجنوب: عملية اغتيال ثالثة في عيترون

بعد شائعات التأجيل.. الحجار: الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية قائمة في موعدها

حيدر محمد فقيه: الشاب الذي لاقى الشهادة أمام منزله في رب ثلاثين

حماس: ملتزمون باستقرار لبنان وبقراره وقف إطلاق النار

منع الاعتداء على "اليونيفيل" ضروري والا فرض السلام والتطبيع!

متى نرى قاسم جالسا مكان عباس مُسلّما السلاح للدولة؟

هايمش كاول يجول على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا

هوكستين لـ«الشرق الأوسط»: ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل «في متناول اليد»/كشف جوانب مهمة من وساطته في اتفاقي الحدود البحرية 2022 ووقف الأعمال العدائية 2024

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تنتظر فشل المفاوضات لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية

اتهام منفذ هجوم المتحف اليهودي في واشنطن بالقتل العمد.. وثيقة تكشف

رسالة لمنفذ هجوم المتحف اليهودي.. كتب 900 كلمة عن حرب غزة

وزيرة العدل الأميركية تؤكد أن منفذ هجوم المتحف اليهودي تصرف بمفرده

ماذا نعرف عن حادث إطلاق النار أمام المتحف اليهودي بواشنطن؟..تسبب في مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية... والمهاجم هتف: «الحرية لفلسطين»

إيران وأميركا إلى جولة خامسة وسط تباين بشأن التخصيب

طهران: لدينا القدرة على صنع سلاح نووي لكن ليس لدينا رغبة في القيام بذلك

عراقجي أكد أن لا اتفاق مع أميركا من دون الحصول على «ضمانات»

وزير الخارجية الإيراني: لا اتفاق مع أميركا من دون «ضمانات»

عراقجي لقناة «الشرق»: تخصيب اليورانيوم العقبة الرئيسية في المفاوضات...تحدث عن تحسن كبير للعلاقات مع السعودية وتطور تدريجي مع مصر والبحرين

ترمب ونتنياهو يناقشان اتفاقاً محتملاً مع إيران

البيت الأبيض: الرئيس يعتقد أن المحادثات تمضي في المسار الصحيح

المحادثات الإيرانية - الأميركية في جولة «كسر العظم» بسبب «الخطوط الحمراء»

عراقجي: النجاح في إحباط العقوبات يُحبطُ من يفرضونها ويساعدنا في المفاوضات

إدارة ترمب تبطل حق جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب

سجال إسرائيلي - أوروبي من بوابة هجوم واشنطن

ساعر يرى «صلة مباشرة» بين انتقاد قادة أوربيين والهجوم... وفرنسا: تصريحات «غير مبررة» ومشينة

سجال إسرائيلي - أوروبي من بوابة هجوم واشنطن

«حماس»: إسرائيل تواصل «جريمة التجويع الممنهج» عبر تقنين دخول المساعدات

نتنياهو يعلن اختيار جنرال في الجيش لمنصب رئيس جهاز «الشاباك»

نائب جمهوري أميركي يدعو لقصف غزة بالقنابل النووية...وَصَف القضية الفلسطينية بـ«القضية الشريرة»

سحب الجنسية الكويتية من 1292 شخصاً أغلبهم على بند «أعمال جليلة»

ترمب أبلغ الأوروبيين أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب لأنه يعتبر نفسه «منتصراً»

الكرملين ينفي التقارير الإعلامية ويقول إن موسكو تعرف ما دار بين الرئيسين

مصادر العربية: 19 قتيلاً بانفجار مخزن أسلحة سري للحوثيين

نتنياهو لماكرون وستارمر وكارني: أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أهل الذمة بين التكفيريين السنة والشيعة/الكولونيل شربل بركات

نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في لبنان يعني نزع سلاح حزب الله/حنين غدار وإيهود يعاري/معهد واشنطن

"أبو مازن" آخر الأبَوَات" ويسلِّم آخر بندقية/جان الفغالي/نداء الوطن

سقوط دولة "حزب الله"؟/د. علي خليفة/نداء الوطن

لا سلاح خارج الدولة/أسعد بشارة/نداء الوطن

زيارة ترامب الاستثمار والندّية واهمية القيادة وغياب لبنان/د. منى فياض

التدريب على جمع المال وأكل الحلال/أحمد الصراف/القبس

حل الدولتين... لئلا تقوم «جمهورية حيفا»/فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط

ودائع ضائعة وإثراء غير مشروع: حارث سليمان كواليس أكبر أزمة مصرفية في لبنان/حارث سليمان/جنوبية

بياع الخواتم/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

جولة ترمب... اختبار عملي للعلاقة مع الخليج/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

سلاح المخيّمات… سقوط آخر الخطوط الحمر/نقولا ناصيف/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عباس في عين التينة والسراي.. وتأكيد على إقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج أو داخل المخيمات

الرئيس محمود عباس يتسلّم جائزة هاني فحص لـ«صنّاع السلام»: شعبنا الفلسطيني ضيف والمخيمات تحت سيادة الدولة!

سلام من دار الفتوى: قطعنا شوطا مهما في الاصلاح ونسعى لوقف العدوان الاسرائيلي

نعيم قاسم لأهل الجنوب: استحقاقكم صمود في وجه الاحتلال ووفاء لدماء الشهداء

جعجع: على الحكومة في أوّل اجتماع وضع جدول زمني واضح لجمع السلاح الفلسطيني

بيان صادر عن قائد الجيش اللبناني/يوم التحرير

حاكم مصرف لبنان يتخذ القرار الشجاع..فهل يواكبه وزير المالية؟

توتر وتصعيد ورسائل تهديد أمام منزل النائب ياسين في غزة – البقاع الغربي

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 22 آيار/2025

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل الزوادة الإيمانية لليوم

فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم

إنجيل القدّيس متّى18/من18حتى22/:”قالَ الربُّ يَسوعُ لِتَلاميذِهِ: «أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا في السَّمَاء، وكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً في السَّمَاء. وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُم عَلى الأَرْضِ في كُلِّ شَيءٍ يَطْلُبَانِهِ، فَإِنَّهُ يَكُونُ لَهُمَا مِنْ لَدُنِ أَبي الَّذي في السَّمَاوَات. فحَيْثُمَا ٱجْتَمَعَ ٱثْنَانِ أَو ثَلاثَةٌ بِٱسْمِي، فَهُنَاكَ أَكُونُ في وسَطِهِم». حِينَئِذٍ دَنَا مِنْهُ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «يَا رَبّ، كَمْ مَرَّةً يَخْطَأُ إِليَّ أَخِي، وأَظَلُّ أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلى سَبْعِ مَرَّات؟». قَالَ لَهُ يَسُوع: «لا أَقُولُ لَكَ: إِلى سَبْعِ مَرَّات، بَلْ إِلى سَبْعِيْنَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّات.”

 

تفاصيل مقالات وتغريدات الياس بجاني

جريمةُ قتلِ سارة ميلغريم ويارون ليشينسكي الإرهابيةُ مُدانةٌ بشدّة.

الياس بجاني/22 أيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143589/

أنا حزينٌ للغاية بسبب الجريمةِ المأساويةِ التي أودت بحياةِ سارة ميلغريم ويارون ليشينسكي في متحفِ كابيتال اليهودي في أميركا. يجب ألّا يكون للإرهابِ والعنفِ الذي يستهدفُ المدنيين الأبرياءُ أيُّ مكانٍ، لا في الولاياتِ المتحدةِ ولا في أيِّ بلدٍ آخرَ في العالم.

أحرُّ التعازي لعائلاتِهما وأصدقائِهما، والرحمةُ لنفسيْهما.

 

القديسة ريتا دي كاشيا: شفيعة المستحيلات ونموذج الغفران والصبر

الياس بجاني/22 أيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143579/

في قلب التراث المسيحي، تبرز القديسة ريتا دي كاشيا كواحدة من أكثر القديسات إلهامًا، ليس بسبب معجزات مدهشة أو ظهورات سماوية، بل لأنها عاشت الألم، الغدر، الحزن، والصراع الداخلي، وحولتها جميعًا إلى درب قداسة بهدوء وتواضع، وإيمان لا يتزعزع.

قصة حياة تفيض بالألم... وتثمر بالقداسة

وُلدت ريتا سنة 1381 في قرية روكابورينا قرب مدينة كاشيا الإيطالية، في عائلة مسيحية بسيطة ومتدينة. منذ طفولتها، شعرت بدعوة رهبانية عميقة، لكنها خضعت لإرادة والديها الذين زوّجوها في عمر الثانية عشرة لرجل يدعى باولو مانشيني، كان عنيفًا، حاد الطباع، ويعمل في الحراسة.

رغم قساوته، عاملته ريتا بمحبة وصلاة، وسعت بصبر لأن تغيّر قلبه. وبالفعل، بعد سنوات، تبدّل باولو وأصبح أكثر هدوءًا، لكن هذا التغيير لم يدم طويلاً، إذ قُتل في صراع دموي بين العائلات. ولم تقف المأساة عند هذا الحد، فقد حاول ولداها الثأر لوالدهما، فخافت ريتا من أن يرتكبا جريمة، وطلبت من الرب أن يتدخل. فاستجاب الرب صلاتها، وتوفي ولداها مريضين قبل أن يتمكنا من الثأر، ما اعتبرته ريتا رحمة إلهية لخلاص نفسيهما.

ترمّلت ريتا وفقدت ولديها، فتحوّل ألمها الكبير إلى رغبة في الانضمام إلى دير راهبات أوغسطينيات في كاشيا. قوبل طلبها بالرفض أولاً بسبب ماضيها العائلي الدموي، لكن بإصرارها وتوسطها لإحلال السلام بين العائلات المتخاصمة، قبلها الدير أخيرًا، فعاشت فيه حياة نسكية مملوءة بالصلاة، التواضع، ومحبة الآخرين.

وصمة حب من المسيح

في سنواتها الأخيرة، حصلت ريتا على علامة روحية نادرة: جرح في جبينها يشبه جرح إكليل الشوك الذي وضع على رأس المسيح، كعلامة اتحادها بآلام الرب. استمر هذا الجرح المؤلم معها لـ15 عامًا، وكان ينبعث منه أحيانًا رائحة عطر سماوي.

توفيت القديسة ريتا في 22 أيار 1457، عن عمر ناهز 76 عامًا، وذاع صيتها بعد وفاتها بسبب الشفاعة والعجائب. وفي عام 1900 أعلنها البابا لاوون الثالث عشر قديسة على مذابح الكنيسة الجامعة، وأطلق عليها لقب "شفيعة المستحيلات".

رسالة ريتا التي لا تموت

لم تكن ريتا قديسة عظيمة لأن العالم عرفها، بل لأنها عرفت كيف تحوّل المعاناة إلى حب، والحقد إلى غفران. ومن خلال مسيرتها، تترك لنا قيمًا عميقة لا تزال الحاجة إليها ماسة حتى اليوم:

 الغفران: سامحت قاتلي زوجها، وصلّت من أجلهم ومن أجل أولادها الذين كانوا على وشك الانتقام.

 الصبر على الألم: لم تهرب من الحزن بل حملته بإيمان واتحاد مع آلام المسيح.

السلام والمصالحة: ساهمت في إنهاء صراعات دموية بين عائلات، وفتحت أبواب السلام حيث كانت تسود الكراهية.

الإيمان العميق: رغم كل ما عانته، لم تشكّ لحظة في محبة الله ورحمته.

لماذا نحتاج إلى القديسة ريتا اليوم؟

في عالم مليء بالحروب، الصراعات العائلية، والانقسامات الدينية والسياسية، تذكرنا ريتا بأن الرجاء لا يموت، وأن الله قادر أن يحوّل جراحنا إلى نعمة. إنها شفيعة الذين يعانون بصمت، والنساء المعنّفات، والأمهات المفجوعات، وكل من فقدوا أحبتهم.

في الختام

في عيدها اليوم، 22 أيار، تدعونا القديسة ريتا لأن نعيش مسيرة مصالحة وغفران، وأن نحمل جراحنا ليس كعاهات، بل كعلامات خلاص إذا اتحدنا بالمسيح. فلنطلب شفاعتها، لا لنحصل فقط على المعجزات، بل لنتعلّم منها أن نحب رغم الجراح، وأن نؤمن رغم الألم، وأن نسامح رغم الانكسار.

 "يا قديسة ريتا، شفيعة المستحيلات، علمينا أن نثق بالله في أحلك الظروف، وأن نحب في قلب الجراح، وأن نغفر كما غفرتِ أنتِ."

 

الياس بجاني/نص وفيديو: استنكار واستغراب لبيان رئاسة الجمهورية اللبنانية بشأن مصافحة الرئيس جوزيف عون للشيخ موفق طريف في الفاتيكان

الياس بجاني/18 أيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143451/

لعلّه من دواعي الفخر والاعتزاز أن يلتقي رئيس جمهورية لبنان، العماد جوزيف عون، بشخصية دينية مرموقة تمثل الطائفة الدرزية الكريمة في دولة إسرائيل، الشيخ موفق طريف، وذلك في حاضرة الفاتيكان، قلب السلام والمحبة والإنفتاح الروحي والإنساني. فاللقاء والمصافحة التي جرت خلال القداس التاريخي لتطويب قداسة البابا لاون الرابع عشر، لم تكن حدثاً سياسياً ولا إعلاناً دبلوماسياً، بل تجسيداً حيّاً لقيم التآخي الإنساني والروحي التي تتعالى فوق الحسابات الضيقة والخطابات الشعبوية.

الشيخ موفق طريف ليس سياسياً، بل رجل دين محترم، حضر إلى الفاتيكان بدعوة رسمية، كممثل لأبناء طائفته، أبناء الدروز في إسرائيل، الذين يشهد لهم القاصي والداني بالتزامهم، ووطنيتهم، ودورهم المحوري في صنع السلام وخدمة القيم الإنسانية. فهل باتت المصافحة مع رجل دين في بيت الله، موضع إدانة أو تخوين؟

وفي موقف مستغريب وبالتأكيد مستنكر ومدان صدر اليوم عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية البيان الآتي تعليقاً على الصورة التي نشرت وهي تجمع الشيخ طريف والرئيس عون وهما يتصافحان بفرح:

 مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: الرئيس عون لا يعرف الشيخ موفق طريف والصورة وزعها الإعلام الإسرائيلي الرسمي لغايات مشبوهة لا تنطلي على احد

أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية انه خلال توجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل ظهر اليوم إلى مقعده في القداس الحبري الاول للبابا لاوون الرابع عشر ، تقدم منه احد رجال الدين الدروز المشاركين في القداس وصافحه علما ان رئيس الجمهورية لا يعرفه ولم يسبق ان التقاه. وتبين انه الشيخ موفق طريف ممثل الدروز في اسرائيل . وقد تعمدت هيئة البث الاسرائيلية توزيع الصورة مع تعليق يجافي الحقيقة.  واشار مكتب الاعلام إلى ان مثل هذه الممارسات المشبوهة تتخصص بها وسائل الاعلام الاسرائيلية في لقاءات دولية مماثلة ، وهي لا تلغي حقيقة الموقف اللبناني الرسمي  عموما ًوموقف الرئيس عون خصوصاً. وبالتالي لا حاجة للترويج لمثل هذه الأكاذيب وخدمة العدو الاسرائيلي فاقتضى التوضيح."

هذا البيان الرئاسي المريب والممجوج مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا قيمة له، وهو غريب ومغرب عن الواقع، ويفتقر إلى الحدّ الأدنى من التماسك والمنطق. وإذا دلّ على شيء، فهو يدلّ على التخبط والضياع، لا سيما حين يشعر القارئ أن كاتبيه مرتبكون، ويتعاملون مع رئيس الجمهورية كما لو كان عليهم تقديم الأعذار المسبقة عنه، في مناسبة روحية بامتياز. فالمصافحة لا تعني إطلاقاً تبنّي موقف سياسي من إسرائيل، ولا تحمل أي دلالة رسمية أو دبلوماسية. بل على العكس، فإن صدور مثل هذا البيان هو بحد ذاته فضيحة وطنية، لأنه ينطوي على تلميحات خفية بالتبرؤ من المصافحة، وكأنها جرم، وهذا ما نستنكره كلبنانيين أحرار نرفض أن يحكمنا وهم "العداء الأعمى" الذي يتروّج له حزب الله الإرهابي ومن خلفه راعته جمهورية لالي إيران.

وفي هذا السياق، كتب أحد أبناء الطائفة الدرزية الكريمة تعليقاً لافتاً على موقع أكس تناول فيه البيان وه يعبر عن ردات فعل كثير من اللبنانيين قال فيه:  "بالنسبة لبيان صفحة رئاسة الجمهورية نقول: نحن ماضون بموقفنا، لأننا على يقين أن صفحة رئاسة الجمهورية مُحتلّة، شأنها شأن العديد من مؤسسات الدولة. لا يهمنا ما يصدر عنها، ولا هي تعبّر عن الحقيقة. نعم، الرئيس جوزيف عون التقى الشيخ موفق طريف وتصافحا."

ونحن بدورنا نسأل فخامة الرئيس جوزيف عون: هل أنتم فعلاً من أوعز بإصدار هذا البيان المشين؟ أم أن مستشاريكم تصرّفوا من دون علمكم؟ وإذا كان هؤلاء المستشارون هم أنفسهم من يحرّفون المواقف ويورّطون رئاسة الجمهورية، كما تؤكد مراجع لبنانية مطلعة، فالأجدر بكم أن تبادروا إلى تغييرهم فوراً، لا سيما إذا كانوا واقعين تحت تأثير حزب الله أو حتى من المقرّبين منه لأن  فهكذا سلوك يسيء إلى مقام الرئاسة ويشوه صورة الدولة.

في الختام، نطالب فخامتكم بموقف واضح وشفاف: هل تقبلون بما ورد في البيان الرئاسي؟ أم ترفضونه وتستنكرونه كما يفعل كل من يرى في لقاء رجل دين درزي شريف شرفاً لا عاراً؟

إنه لمن الشرف لفخامتكم أن تصافحوا الشيخ موفق طريف. وإننا ننصحكم  صادقين بأن تحيطوا أنفسكم بمستشارين وطنيين أحرار، لا مرتهنين ولا متقوقعين خلف لغة الخوف والمزايدة والذمية، وأن تصدروا توضيحاً رسمياً يُسقط هذا البيان المغرض ويضع حداً لهذا النهج المشوّه الذي يحاول إلصاق مواقفكم بخطاب لا يُشبهكم ولا يُشبه تطلعات غالبية اللبنانيين.

الياس بجاني/فيديو: استنكار واستغراب لبيان رئاسة الجمهورية اللبنانية بشأن مصافحة الرئيس جوزيف عون للشيخ موفق طريف في الفاتيكان

https://www.youtube.com/watch?v=fnzoaMX0_p8

الياس بجاني/18 أيار/2025

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

https://eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

تفاصيل النشرة الكاملة

تفاصيل أهم الأخبار اللبنانية

بعد إنذار إسرائيلي لسكانها.. غارتان تستهدفان قرية تول جنوب لبنان

دبي - العربية.نت/22 أيار/2025

أفاد مراسل "العربية/الحدث"، اليوم الخميس، أن غارتين إسرائيليتين استهدفتا بشكل متوالٍ قرية تول جنوبي لبنان. كما قال إن غارات إسرائيلية طالت وادي ريحان وصور وبعلبك في لبنان. وأتت الغارتان على قرية تول في قضاء النبطية جنوبي لبنان بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي اليوم، سكانها بإخلاء منازلهم فوراً.

ووجّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفخاي أدرعي عبر X، ما قال إنه "تحذير عاجل" للمتواجدين في قرية تول في جنوب لبنان.وأشار بالأحمر على مبنى بالخريطة محذّراً كل من يتواجد فيه بإخلائه فوراً. وقال للأهالي: "تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله.. من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فورا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر وفق ما يُعرض في الخارطة"، وفق زعمه.يأتي هذا التحذير في وقت تستمر فيه إسرائيل بتنفيذ غارات في الجنوب رغم الهدنة، زاعمة أنها "تستهدف عناصر من حزب الله". في حين أفاد مراسل "العربية/الحدث"، بتحليق مكثف لمسيّرات إسرائيلية فوق قرية تول جنوبي لبنان. وكان اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في نوفمبر الماضي، بعد أشهر من المواجهات بين إسرائيل وحزب الله، نص على انسحاب الحزب من الجنوب، وانتشار الجيش، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من البلاد. إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال مرابضا في 5 مواقع تشرف على الحدود من الجانبين، رافضا الانسحاب. بدوره، أوضح قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل، اليوم الخميس، أنه ماض في الانتشار في الجنوب. وشدد في بيان على أن الجيش مصر على بسط سلطة الدولة في كل البلاد، وتطبيق القرارات الدولية بالتنسيقِ الوثيقِ مع قوةِ الأممِ المتحدةِ المؤقتة– اليونيفيل، ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية. كما أشار إلى إصرار القوات المسلحة على مواكبة عودة الأهالي إلى قراهم في الجنوب اللبناني، ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وأكد ضرورة ضبط الحدود الشمالية والشرقية وحمايتها.  إلى ذلك، لفت إلى أن إسرائيل تصر على انتهاكاتها واعتداءاتها، وتواصل احتلال أراض في الجنوب، وتعرقل انتشار الجيش، خارقة القرارات الدولية.

 

جديد عميل حزب الله.. قدم معلومات حساسة وقبض بيتكوين

بيروت- جوني فخري/عربية نت/22 أيار/2025

لا تزال التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني مع محمد صالح، المنشد الديني المقرب من حزب الله الذي يواجه اتهامات بالتخابر مع إسرائيل، تتواصل. فيما كشفت مصادر قضائية للعربية.نت/الحدث.نت "أن التحقيقات بملف صالح مستمرة، وهي ذات طابع فني في الوقت الحالي، بانتظار نتائج تحليل الأجهزة الإلكترونية التي كانت بحوزته من أجل مقاطعتها مع معلومات أخرى، ما يحتاج إلى وقت إضافي". كما كشفت المصادر "أن التحقيقات مع الموقوف أظهرت حتى الآن أنه منغمس كثيراً مع الموساد الإسرائيلي، وأنه تلقى مبالغ طائلة منها عملات بيتكون مقابل تقديمه معلومات حسّاسة جداً عن قياديين في حزب الله وأماكن تواجدهم، فضلاً عن مراكز عسكرية وخطط عمل للحزب في الجنوب". إلى ذلك، أكدت أن "ملف صالح ليس الوحيد أمام القضاء، بل هناك عشرات الموقوفين بتهم التعامل مع إسرائيل، دون وجود أي ترابط بينهم، إذ إن الإسرائيلي جنّدهم بشكل منفرد وليس كشبكة".

فيما قال الكاتب السياسي مجيد مطر للعربية.نت والحدث.نت: "إن عامل المال يُشكل السبب الرئيسي للعمالة داخل صفوف بيئة حزب الله، نتيجة انخفاض حجم الأموال التي اعتادت أن يضخّها، لاسيما بعد حرب 2006". وأوضح "أن عملية الانتساب إلى حزب الله تمرّ بمراحل عقائدية وفكرية وسياسية، وكان هناك تشدد في ذلك، لاسيما لجهة عقيدة قتال إسرائيل جنوب لبنان". إلا أنه أضاف "أنه بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان واضطرار الحزب إلى وراثة الحكم بلبنان بعد السوريين، وارتفاع منسوب الخلافات ذات البُعد الطائفي زادت حاجته إلى مزيد من المنتسبين، وفتح الباب أمام دخول عشوائي، الأمر الذي مكن إسرائيل من خرق صفوفه نتيجة تحوله إلى حزب شعبي بعدما كان عقائدياً". إلى ذلك، اعتبر "أن هذه التحوّلات في لبنان منذ العام 2005 وحتى اليوم جعلت حزب الله يضم العديد من المنتسبين الصادقين وغير الصادقين، بالإضافة إلى انغماسه بالحرب السورية التي كشفته أمنياً أمام إسرائيل، وهذا ظهر جلياً بحرب الإسناد التي خاضها وأدت إلى مقتل العديد من قادته".  ومنذ العام 2008، بدأ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي مراقبة داتا الاتصالات، وتوصّل بنتيجتها إلى وجود تواصل بين أفراد من بيئة حزب الله والموساد. وبحسب مطر، "عرض فرع المعلومات على قيادة الحزب، تحديداً مسؤول جهاز الأمن والارتباط وفيق صفا ما لديه من معلومات حول هذه الاتصالات، إلا أن المكابرة والغرور لديهم منعتهم من القبول بالمعلومات التي لدى أجهزة الدولة اللبنانية، ورفضوا أن تكون بيئة الحزب حاضنة لعملاء". كذلك كشف مطر "أن أحد العملاء في حزب الله كان يملك مكتب سفريات يُنظّم رحلات إلى المراقد الدينية، واستطاع كسب ثقة العديد من المناصرين بسبب التسهيلات بالدفع التي كان يُقدّمها لهم في المناسبات الدينية، وهذا ما مكّنه من الحصول على معلومات ثمينة من داخل بيوت كوادر وقادة بالحزب".

علما أنه عادة ما تتولى الوحدة 900 في حزب الله محاكمة ومحاسبة المتعاملين مع إسرائيل، حيث يخضع المشتبه بهم لتحقيقات معقّدة تُستخدم فيها آلات كشف الكذب. لعل هذا ما أثار استغراب المراقبين من تولي أجهزة الدولة اللبنانية التحقيق مع العملاء داخل بيئة حزب الله. وفي الإطار، اعتبر مطر "أن حزب الله يُسلّم العملاء للدولة حسب درجة العمالة والصفة الحزبية. فإذا كان ذا صفة قيادية لا يُسلّمه، أما إذا كان عادياً فتتولى أجهزة الدولة التحقيق معه، طبعاً بالتنسيق مع الحزب". وكان خبر توقيف صالح وتوجيه اتّهامات له بالعمالة، نزل كالصاعقة على جمهور حزب الله قبل أيام. وعبّر العديدون خلال الأسبوع الماضي عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما أن الحزب كان "يُفاخر" دائماً بأن لا عملاء في صفوفه، متّهماً خصومه بذلك. وتناقل المناصرون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل صوراً جمعت صالح مع العديد من قتلى حزب الله، الذين قضوا منذ أكتوبر 2023، وكان يكتب عليها عبارات نعي ورثاء. يذكر أنه ألقي القبض على صالح في 28 أبريل الفائت، بعد بلاغ قدمه وكيل محل تحويل الأموال في الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت كان يعمل لديه.

 

تصعيد إسرائيلي كبير.. غارات إسرائيلية على قرى وبلدات جنوبية وصولا إلى البقاع!

جنوبية/22 أيار/2025

لا تزال الإعتداءات الإسرائيلية مستمرة حتى الساعة، وبعد التحذير الذي أطلقع الجيش الإسرائيلي لبلدة تول في النبطية، واستهداف المبنى المهدد، انطلقت الغارات الاسرائيلية بوتيرة عالية لتستهدف عددا من القرى والبلدات الجنوبية وصولا الى منطقة البقاع حيث استهدفت غارة اسرائيلية بلدة بوداي في السلسة الغربية.

وفي الحصيلة الأولية للإعتداءات الاسرائيلية فقد استهدف الطيرات الإسرائيلي بلدات تول في قضاء النبطية، وتولين في قضاء بنت جبيل ومرتفعات جبل الريحان ووادي برغز في قضاء حاصبيا، ووادي العزية في قضاء صور وجرود بوداي في البقاع. كما قامت درون معادية بالتحليق فوق بلدة مركبا وإذاعة تحريضية على حزب الله. وزعم المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي في بيان، أن الطيران الإسرائيلي شن هجومًا جويًا على موقع عسكري في منطقة البقاع وجنوب لبنان استهدف منصات إطلاق صواريخ وبنية تحتية لحزب الله. وأضاف أن وجود الأسلحة ونشاط الحزب في الموقع يعد انتهاكًا للتفاهمات بين لبنان وإسرائيل، مؤكدًا استمرار الجيش في جهوده لمنع ترسيخ وجود الحزب الإرهابي في المنطقة. يأتي التصعيد الإسرائيلي قبل ساعات على انطلاق العملية الانتخابية في محافظتي الجنوب والنبطية التي تنطلق بعد غد السبت.

في هذا الوقت أفادت معلومات للـLBCI أن “لبنان حصل على ضمانات من واشنطن بأن اسرائيل لن تقوم بأي عمل عسكري يعكر سير الانتخابات البلدية والاختيارية في الجنوب”.

 

يوم دامٍ في الجنوب: عملية اغتيال ثالثة في عيترون

جنوبية/22 أيار/2025

لم تهدأ الأجواء في جنوب لبنان اليوم. دقائق بعد منتصف النهار، دوى انفجار جديد في بلدة عيترون عند مفترق العنيسة، حيث استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية كانت تمر في المكان، في غارة هي الثالثة من نوعها في غضون ساعات قليلة. وسرعان ما اتضح أن القصف أدى إلى استشهاد الشاب الذي كان يقود الدراجة هو محمد حيدر، بحسب صفحات موالية لحزب الله. وأكدت قناة «الجديد» أيضا «سقوط شهيد جراء الإستهداف». وقال إعلام مقرّب من حزب الله: «المقاومة الإسلاميّة تزفّ الشّّهيد المُجاهد محمد ابراهيم حيدر من بلدة عيترون الجنوبية، ارتقى اثر استهداف صهيوني غادر له في بلدته عيترون».

محمد حيدر/لم يكن هذا الاستهداف الأول اليوم، بل جاء بعد ساعات قليلة فقط من اغتيال علي حسن عبد اللطيف سويدان في ياطر، حينما استهدفته طائرة مسيّرة أثناء قيامه بإزالة الركام من منزله بجرافة بوكلين. وقبل ذلك أيضاً، أُعلن عن استشهاد حسين نزيه برجي في بلدة عين بعال، إثر قصف سيارة كان يستقلها صباحاً. هكذا تحوّل هذا اليوم إلى واحد من أكثر الأيام دموية في جنوب لبنان منذ أشهر، مع بث مقاطع فيديو وصور للحظة الاستهداف وانتشارها بسرعة على مواقع التواصل، لتعيد للأذهان مشاهد التصعيد والخوف الذي عاشته المنطقة مراراً في الأشهر الأخيرة.

 

بعد شائعات التأجيل.. الحجار: الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية قائمة في موعدها

جنوبية/22 أيار/2025

اشارت وزارة الداخلية والبلديات في بيان، الى انه يهمها الإشارة إلى ان الوزير أحمد الحجار لم يدل بأي تصريح ولا ناطق آخر بإسم الوزارة، وما يتم التداول به لا أساس له من الصحة. وإذ استنكر الوزير الحجار الإعتداءات الإسرائيلية التي طالت الجنوب العزيز، شدد على أن الإنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية قائمة في موعدها وهي التزام من الدولة اللبنانية بإنجاز الإستحقاقات وتثبيت سيادتها على كل الأراضي اللبنانية. وكان رئيس الحكومة نواف سلام دان الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتي تأتي في توقيت خطير قبيل الانتخابات البلدية في الجنوب. واكد سلام في تصريح له، أن هذه الانتهاكات لن تُثني الدولة عن التزامها بالاستحقاق الانتخابي، وحماية لبنان واللبنانيين. وطالب سلام بممارسة المزيد من الضغط الدولي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا والانسحاب الكامل التزاماً باتفاق ترتيبات وقف الاعمال العدائية وتطبيق القرار ١٧٠١.

 

حيدر محمد فقيه: الشاب الذي لاقى الشهادة أمام منزله في رب ثلاثين

جنوبية/22 أيار/2025

حيدر محمد فقيه هو أحد أبناء بلدة رب ثلاثين الجنوبية، وُلد فيها، ويُعرف في أوساط حزب الله بلقب «ثائر لعلي». عمله وانتماؤه ظلّا ضمن حياة البلدة المعتادة، حتى استهدفته طائرة مسيرة إسرائيلية اليوم الخميس مام منزله، ما أدى إلى استشهاده على الفور. في اليوم السابق لاستشهاده، شارك حيدر منشورًا عبر الإنترنت جاء فيه:«شبابنا مميزين مخلصين، كانوا مصداق للآية الكريمة». كما كتب في نص آخر:«نسأل الله والشهداء أن يذكرونا ويدعوا لنا بالشهادة». بعد الإعلان عن اغتياله، انتشرت نعوته على صفحات مقربة من حزب الله، حيث أكدن أن «الشهيد هو حيدر محمد فقيه من بلدة رب ثلاثين الجنوبية». وأعلن منشور النعي الرسمي عن موعد تشييعه في بيان جاء فيه:«بكل فخر واعتزاز تزف المقاومة الإسلامية الشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد حيدر محمد فقيه ‘ثائر لعلي’ من بلدة رب ثلاثين». ومن المقرر أن يُشيع جثمانه يوم الجمعة الساعة الثانية ظهرًا في بلدته رب ثلاثين. من اللافت في حالة فقيه، غياب بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي حول عملية استهدافه أو تقديم تفاصيل إضافية عن دوافع أو ظروف الاغتيال، خلافًا لحالات اغتيال أخرى جرت في الأيام نفسها. استهداف حيدر محمد فقيه جاء في سياق تصعيد أمني لافت في جنوب لبنان، حيث شهد يوم 21 أيار ثلاث عمليات اغتيال بطائرات مسيرة إسرائيلية:

استهداف علي حسن عبد اللطيف سويدان في ياطر أثناء إزالة الركام من منزله استهداف حسين نزيه برجي في عين بعال بينما كان في سيارته واستهداف محمد حيدر في عيترون أثناء قيادته دراجة نارية

 

حماس: ملتزمون باستقرار لبنان وبقراره وقف إطلاق النار

المركزية/22 أيار/2025

قالت حركة "حماس"، الخميس، إنها ملتزمة باستقرار لبنان وقوانينه، وكذلك بقرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.وأفاد مراسل "سكاي نيوز عربية"، بأن "حماس" أكدت التزامها "بسيادة لبنان وأمنه واستقراره وقوانينه وكذلك بقرار وقف إطلاق النار".كما أوضحت الحركة، أن "ما يجري الآن، هو حوار فلسطيني فلسطيني في لبنان، من أجل التحضير لبناء رؤية فلسطينية موحدة خاصة بهذا الموضوع وبكل المواضيع الأخرى كالحقوق الإنسانية والاجتماعية وأمن مخيماتنا واستقرارها وقضايا أخرى".

وكان الرئيسان اللبناني جوزيف عون، والفلسطيني محمود عباس، قد اتفقا، الأربعاء، على التزامهما بحصر السلاح بيد الدولة، وذلك خلال زيارة قام بها عباس إلى لبنان، تهدف إلى البحث في ملف السلاح في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

 

منع الاعتداء على "اليونيفيل" ضروري والا فرض السلام والتطبيع!

يوسف فارس/المركزية/22 أيار/2025

المركزية – يرفض لبنان بالمطلق الاعتداءات المتكررة على "اليونيفيل " مبديا حرصه التام على وجود قوات حفظ السلام الأممية على أراضيه . لهذه الغاية وافق مجلس الوزراء أخيرا على تمديد عملها معتبرا ان ما تتعرض له جنوبا مقلق وغير مقبول اطلاقا . وترى مصادره ان حزب الله باعتدائه المتكرر على  قوات "اليونيفيل" يتعامل مع مرحلة جديدة بأدوات قديمة .هذا ما كان يفعله قبل حرب الاسناد رفضا لمداهمة مراكزه ويستمر في ممارسته راهنا بعدها، رغم التزامه بالقرار 1701 القاضي بتسليم سلاحه. هو لا يريد إعطاء حرية الحركة لقواتها حفاظا على بعض مخازن ألاسلحة لا تزال تحت سيطرته في بعض القرى . الامر الذي من شأنه ان يدفع مجددا الاسرائيليين والأميركيين الى طرح إعطاء "اليونيفيل" مزيدا من حرية الحركة عند التجديد لها . السؤال الذي يتبادر الى الاذهان  هنا : هل تعزيز عمل قوات حفظ السلام في لبنان قد يعني العودة الى منطوق الفصل السابع الذي جرى تجاوزه قبل 19 عاما عندما اصدر مجلس الامن القرار 1701 لا سيما وان الإدارة الأميركية الحالية لا تعتبر الانفاق على عمل "اليونيفيل" ضروريا اذا لم يحقق الغاية المنشودة منه خصوصا وان واشنطن تتحمل العبء الأكبر من تمويل هذه القوات منذ العام 2006 . النائب سجيع عطية يقول لـ "المركزية" ان الوضع الحالي في الجنوب يحتم الاحتفاظ بقوات الطوارئ وعملها خصوصا ان لا بديل عنها راهنا ،علما ان دورها ليس فاعلا الامر الذي يدفع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 لمساندتها تقنيا ولوجستيا لوقف الاعتداء عليها والمضايقات التي تتعرض لها.الافضل للبنان في ظل الضغوطات الأميركية والإسرائيلية لحمله على الانضمام الى مسار السلام في المنطقة وبوابته الاتفاقات الابراهيمية تسهيل دور اليويفيل. الضغط بدأ على لبنان بالحديث عن نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني ثم انتقل الى شماله فكل لبنان . قبل ذلك لا اعمار للقرى المهدمة ولا مساعدات للبنان . الضغوطات تكبر وتتمدد والخوف من حملنا بالقوة للانضمام بعد سوريا الى المسار الجديد في المنطقة الهادف ليس للتحقيق السلام وحسب انما التطبيع أيضا سيما وان هناك قبولا بالموضوع لدى العديد من الدول الخليجية. ويختم لافتا الى ان لا ضرورة لوضع لبنان والجنوب خصوصا تحت الفصل السابع او حتى إعطاء حرية الحركة لقوات "اليونيفيل "لان إسرائيل وبغطاء او سكوت دولي تستهدف كل المناطق اللبنانية دون تمييز وتغتال أي شخص تريد سواء كان لبنانيا ام فلسطينيا .يبقى الأفضل للبنان تسهيل عمل اليونيفيل وتحركها مع التمسك باتفاقية الهدنة بانتظار الموقف العربي من عملية السلام التي بدأت تجد ترجمة لها على الأرض.

 

متى نرى قاسم جالسا مكان عباس مُسلّما السلاح للدولة؟

لارا يزبك/المركزية/22 أيار/2025

المركزية- هي سطور قليلة أنهت سنوات طويلة من استباحة وتهشيم وانتهاك تعرضت لها سيادة الدولة اللبنانية، كانت في معظم الأحيان، برضى منها او استسلام... طويت امس صفحة السلاح الفلسطيني المتفلت باتفاق رئاسي لبناني - فلسطيني أعلنت بنوده بعد اجتماع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومما جاء فيه: أكد الجانبان "التزامهما مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة اللبنانية. كما يؤكدان أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه. ويعلنان إيمانهما بأن زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية، قد انتهى، خصوصاً أن الشعبين اللبناني والفلسطيني، قد تحمّلا طيلة عقود طويلة، أثماناً باهظة وخسائر فادحة وتضحيات كبيرة". وشدّد الجانبان على "تعزيز التنسيق بين السلطات الرسمية، اللبنانية والفلسطينية، لضمان الاستقرار داخل المخيمات الفلسطينية ومحيطها". وتعهد الجانب الفلسطيني "التزام عدم استخدام الأراضي اللبنانية كمنطلق لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المعلنة والمتمثلة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والابتعاد عن الصراعات الإقليمية". غير ان هذا الانجاز الذي طال انتظاره، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، سرعان ما أثار سؤالا هو الاكبر والابرز والاهم اليوم، لناحية تداعياته على مستقبل لبنان ودوره الاقليمي وازدهاره ونموه: متى سنرى أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، جالسا مكان الرئيس عباس؟ متى سيحصل الاجتماع "الاخير" بين الرئيس عون وحزب الله والذي سينتهي ببيان مفصلي تاريخي يتم فيه الاعلان عن تسليم الحزب السلاح وحصره بيد الدولة وانهاء "كل المظاهر الخارجة عن الدولة"؟ متى سيعلن الحزب وقف استخدام لبنان "كمنطلق لأي عمليات عسكرية، واحترام سياسة لبنان المعلنة والمتمثلة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والابتعاد عن الصراعات الإقليمية"؟ وبعد، متى سيقول ان زمن السلاح الخارج عن الدولة، انتهى؟

فرح اللبنانيون بالموقف الفلسطيني امس وهم ينتظرون طبعا التنفيذ العملي، لكن الفرحة الكبرى ستكون عندما يفعل حزب الله الامر نفسه وتطوى ورقة سلاحه الى غير رجعة. فطالما هذا المطلب اللبناني والدولي لم يتحقق، سيبقى لبنان يتخبط في ازماته، تختم المصادر. 

 

هايمش كاول يجول على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا

المركزية/22 أيار/2025

زار السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول الحدود الشرقية للبنان مع سوريا للاطلاع عن كثب على جهود المملكة المتحدة لدعم قدرات الجيش اللبناني في تعزيز أمن الحدود. تؤكد هذه الزيارة التزام المملكة المتحدة بتعزيز قدرات الجيش اللبناني في بسط سلطة الدولة على حدودها مع سوريا، ومكافحة أنشطة التهريب، وحماية المجتمعات المحلية. خلال الزيارة، التقى السفير كاول مسؤولين عسكريين ومحليين. وزارمع مختار ينطا رياض صعب وأبناء المنطقة محطة ضخ مياه تعمل على الطاقة الشمسية، وذلك في إطار مبادرات تهدف إلى تعزيز التعاون المدني-العسكري ضمن مناطق عمليات أفواج الحدود البرية.  عقب زيارته، قال السفير كاول: " المملكة المتحدة ثابتة في دعمها لسيادة لبنان وأمنه. شراكتنا مع الجيش اللبناني أساسية في المساعدة على الحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء لبنان، وحماية سبل عيش السكان بالقرب من الحدود. أنا فخور بدعمنا وبدور المملكة المتحدة كشريك رئيسي للجيش اللبناني. فقد دعمنا من خلال "صندوق الأمن المتكامل البريطاني" إنشاء أفواج الحدود البرية على الحدود مع سوريا منذ عام ٢٠١٣، وقدَمنا ​​مساعدات للجيش اللبناني تزيد قيمتها عن ١١٥ مليون جنيه إسترليني. كما ساعدت أفواج الحدود البرية في تعزيز أمن الحدود وبسط سلطة الدولة اللبنانية على هذه المناطق.في ينطا، أُعجبتُ برؤية مشروع محطة ضخ المياه على الطاقة الشمسية، التي تستفيد منها مئات السكان في المنطقة. يوفَر هذا المشروع حلاً مستدامًا وصديقًا للبيئة في تلبية احتياجات إمدادات المياه لسكان ينطا. ويعتبر مثالاً رائعاً على تضافر جهود الجيش اللبناني والمجتمعات المحلية."

 

هوكستين لـ«الشرق الأوسط»: ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل «في متناول اليد»/كشف جوانب مهمة من وساطته في اتفاقي الحدود البحرية 2022 ووقف الأعمال العدائية 2024

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/22 أيار/2025

رأى المسؤول الأميركي الرفيع السابق، آموس هوكستين، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن اتفاق الحدود البحرية الذي توسط فيه بين لبنان وإسرائيل عام 2022 واتفاق وقف العمليات العدائية بين إسرائيل و«حزب الله» في نهاية 2024 يظهران أن ترسيم الحدود البريّة «في متناول اليد»، كاشفاً أنه «جرى إحراز تقدم كبير» في المفاوضات غير المباشرة، وهناك «حلول خلاقة» مثبتة بـ«سجلات وبروتوكولات»، إذا وُجِدت «الإرادة السياسية». ونبَّه هوكستين إلى أن «(حزب الله) ليس سوى ذراع لإيران»، التي «تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان». واعتبر أن اجتماع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مع الرئيس السوري أحمد الشرع، «كان تطوراً إيجابياً» يمكن أن يفيد لبنان. وشرح هوكستين، في الحوار مع «الشرق الأوسط»، أن اتفاق الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل كان «فريداً، لأننا عملنا عليه لأكثر من 10 سنين». وأضاف أنه أدرك أن «مجرد جهد دبلوماسي لن ينجح. كان لا بد من اتفاق أكثر تعقيداً وشمولاًز ولو لم نتوصل إلى اتفاق، لربما انتهى بنا المطاف في صراع ساخن أو حتى حرب على الموارد». ورأى هوكستين أن الاتفاق البحري يوضح حقيقة إمكان التوصل إلى اتفاق لبناني - إسرائيلي على الحدود البريّة، لأنه تم إدراج «بنداً ينص على بدء محادثات بشأن الحدود البرية، بهدف التوصل إلى اتفاق سريع». ولفت إلى إن «هناك حلولاً للخلافات. سيتعين إجراء بعض التعديلات والتنازلات. الأمر ممكن جداً. والاختلافات ضئيلة للغاية».

نجا من الحرب

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً المبعوث الأميركي آموس هوكستين رفقة السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ورئيس لجنة وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز (أرشيفية - إ.ب.أ)

هوكستين الذي عمل على ملف لبنان في أكثر من إدارة أميركية، لفت إلى أن التراسل مع «حزب الله» كان «أكثر تعقيداً» لأنه «لم يكن لدي محاور واحد فقط. كان علينا القيام بدبلوماسية مكوكية بين لبنان ولبنان. ثم أذهب إلى إسرائيل وأجري دبلوماسية مكوكية هناك أيضاً».ونبه إلى أن «الواقع عام 2022 مختلف تماماً عن اليوم. عامذاك، كان لـ(حزب الله) سيطرة على النظام السياسي بطريقة لم يعد يمتلكها، وهذا ما جعل الأمور صعبة». ولاحظ أن اتفاق الحدود البحرية «نجا من الحرب. لم يكن هناك قتال تقريباً في البحر، ولم تُطلق أي صواريخ تقريباً في عرض البحر. أعتقد أن هذا يمكن أن يكون نموذجاً لحل مشكلة الحدود البرية».

شمال الليطاني

شدَّد هوكستين على أن «التفاهم الذي جرى التوصل إليه في وقف النار يتطلب انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وأن تتولى القوات المسلحة اللبنانية والأجهزة الأمنية السيطرة الكاملة على منطقة جنوب الليطاني، وصولاً إلى الحدود. كما يتطلب من (حزب الله) نزع سلاحه والانسحاب إلى شمال منطقة الليطاني - وليس فقط خط الليطاني». وبصرف النظر عن تفاصيل الانتهاكات الحالية، رأى هوكستين أن «وقف النار سينجح إذا تحقق الأمران»، موضحاً أنه «لهذا السبب أنشئت آلية للجيش الأميركي ليكون له وجود كبير، للمساعدة في دعم القوات المسلحة اللبنانية بالانتشار والتدريب والمعدات والبنية التحتية، حتى تتمكن من ترسيخ مواقعها في المنطقة والحفاظ عليها».

أين الحدود؟

في ظل النقاشات العلنية لبنانياً حيال ضرورة التمسك بخط الهدنة لعام 1949 مع إسرائيل، قال هوكستين إن «الخط الأزرق هو الحاكم حالياً، لكنه ليس حدوداً»، كاشفاً أنه «جرى إحراز تقدُّم كبير» في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل، معترفاً في الوقت ذاته بوجود «بعض القضايا الصعبة».

ورأى أن «جزءاً من التحدي يكمن في تعاملنا مع إرث الاتفاقات الفرنسية والبريطانية القديمة؛ قرارات اتخذها أشخاص لم يكونوا موجودين في المنطقة قط، واعتبروها مجرد تمرين أكاديمي»، مشيراً إلى أن «المفتاح ليس التمسُّك بالخطوط التاريخية، بل بالواقع الآن. لقد قبل الجانبين الخط الأزرق بوصفه خط عمل حالياً، ولكنه ليس حدوداً معترفاً بها».

فرصة للبنان

ولم يشأ هوكستين الخوض في نهج إدارة الرئيس ترمب تجاه لبنان، لكنه أشار إلى أن لبنان أمام «فرصة لإعادة صياغة مستقبله ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال تعديلات تدريجية. بل بتغيير جذري». وأكد أن «هناك إمكانات هائلة في لبنان. إذا استطاع البلد استعادة الفرص الاقتصادية وفرص العمل من خلال إصلاحات اقتصادية وقانونية جادة، فقد يكون المستقبل مشرقاً للغاية». وزاد أن «(حزب الله) لم يعد قادراً على الهيمنة على السياسة. (حزب الله) ليس سوى ذراع لإيران، دولة أجنبية تحاول فرض إرادتها السياسية على لبنان»، مؤكداً أنه «لا ينبغي لإسرائيل ولا لسوريا ولا لأي جهة أخرى أن تفرض إرادتها العسكرية. هذه لحظة لبنان لاتخاذ قراراته بنفسه». وإذ أقر بأن «هناك ما يدعو إلى القلق في شأن سوريا اليوم»، رأى أن «هناك أيضاً فرصة»، معتبراً أن لقاء ترمب والشرع «كان تطوراً إيجابياً». وقال: «الشرع يقول كل ما هو صائب. ما دامت أفعاله تُطابق أقواله، فهو يستحق الدعم». وزاد أن ذلك «يشمل تأمين الحدود بين سوريا ولبنان. ويجب أن يكون للاجئين السوريين أيضاً طريق للعودة إلى وطنهم، ما يُخفف الضغوط على لبنان والدول المجاورة».

لبنان يستحق النضال

وعن إمكان اعتماد لبنان على أصدقائه التقليديين، قال هوكستين: «لبنان لا يحتاج إلى صدقات بقدرما يحتاج إلى استثمار». وأضاف «لبنان يمتلك رأسمال بشرياً عالميّ المستوى. فإذا حلّ مشكلاته في الحوكمة يمكنه أن يستعيد مكانته كدولة نابضة بالحياة. وهو لا يزال البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمكن لجميع أتباع الديانات العيش فيه بكامل الحقوق المتساوية. وهذا أمر يستحق النضال من أجله».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تنتظر فشل المفاوضات لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية

جنوبية/22 أيار/2025

تستعد إسرائيل عسكريا وتجري مناورات تدريبية استعدادا لتوجيه ضربة سريعة للمنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بحسب موقع اكسيوس الاميركي. وتعتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن التوصل إلى اتفاق نووي أمر غير محتمل، وأن المفاوضات على وشك الفشل.وذكر الموقع أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن “نافذة الفرصة” لشن ضربة ناجحة ربما تغلق قريبا. ولذلك، إذا فشلت المفاوضات، فسوف يتعين على إسرائيل أن تتحرك بسرعة. ورفض المصدر الكشف عن سبب اعتقاد الجيش بأن فعالية الضربة ستقل في وقت لاحق. وقالت: “تم إجراء العديد من التدريبات، والجيش الأميركي يراقب كل شيء ويفهم أن إسرائيل تستعد”. وأضاف: “بنيامين نتنياهو ينتظر فشل المحادثات النووية وخيبة أمل ترامب من المفاوضات قبل أن يتمكن من إعطاء الضوء الأخضر”.وقال مسؤول أميركي لوكالة أكسيوس إن إدارة ترامب تشعر بالقلق من أن نتنياهو قد يشن ضربة دون موافقة مسبقة من الرئيس ترامب.

وأفاد مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو عقد اجتماعا حساسا هذا الأسبوع مع مجموعة من كبار الوزراء ومسؤولي الأمن والاستخبارات لبحث تقدم المفاوضات النووية. في هذه الأثناء، من المقرر أن تبدأ الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران في روما يوم الجمعة.وكان مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قد قدم اقتراحا مكتوبا لنظيره الإيراني خلال الجولة السابقة قبل عشرة أيام، وكانت الآمال في التوصل إلى اتفاق تتزايد. لكن المفاوضات واجهت عقبة رئيسية تتعلق بحق إيران في امتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم محليا. لدينا خط أحمر واضح للغاية: التخصيب. وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة إيه بي سي نيوز: “لا يمكننا السماح بقدرة تخصيب بنسبة 1%”. لكن الزعماء الإيرانيين أكدوا مراراً وتكراراً أنهم لن يوقعوا على أي اتفاق يحظر التخصيب. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن أي ضربة إسرائيلية ضد إيران لن تكون ضربة منفردة، بل حملة عسكرية تستمر أسبوعا على الأقل.وستكون مثل هذه العملية معقدة للغاية وخطيرة بالنسبة لإسرائيل والمنطقة بأكملها. وتخشى دول المنطقة من أن تؤدي الضربة إلى تسرب إشعاعي واسع النطاق واندلاع حرب شاملة. وفي مؤتمره الصحفي الأول منذ ستة أشهر، قال نتنياهو يوم الاثنين الماضي: “إن إسرائيل والولايات المتحدة على تنسيق كامل بشأن القضية الإيرانية”.وأضاف: “نحن نحترم مصالحهم، وهم يحترمون مصالحنا، وهما متطابقتان تقريبا”. وأكد أيضًا احترامه لأي اتفاق يمنع إيران من تخصيب اليورانيوم والحصول على الأسلحة النووية، مضيفًا: “في كل الأحوال، تحتفظ إسرائيل بالحق في الدفاع عن نفسها ضد أي نظام يهدد بإبادتها”. إقرأ أيضا: المحاصصة تحت شعار المناصفة في بيروت..

 

اتهام منفذ هجوم المتحف اليهودي في واشنطن بالقتل العمد.. وثيقة تكشف

العربية.نت/22 أيار/2025

كشفت وثيقة قضائية أن وزارة العدل الأميركية وجهت الخميس اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى للمشتبه به الوحيد في إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في واشنطن مما تسبب في مقتلهما، وفق رويترز. يشار إلى أن موظفيْن بالسفارة الإسرائيلية في واشنطن قُتلا مساء الأربعاء بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي وسط العاصمة الأميركية. من مسافة قريبة وأوضح مراسل "العربية/الحدث" أن مهاجماً أطلق النار على رجل وامرأة قبل أن يحاول الدخول إلى مبنى المتحف.كما أضاف أن المهاجم أميركي وقد أطلق النار على الموظفين من مسافة قريبة. بدورها، أعلنت السفارة الإسرائيلىة مقتل 2 من موظفيها "أثناء حضورهما فعالية بالمتحف اليهودي". من جهتها أوضحت شرطة واشنطن خلال مؤتمر صحافي، أن المهاجم يدعى إلياس رودريغيز من شيكاغو ويبلغ 30 عاماً، دون سجل إجرامي. وقالت إنه أطلق النار قبل دخوله المتحف، ما أدى إلى مقتل اثنين.

كما أشارت إلى أن المهاجم صرخ "فلسطين حرة"، مردفة أنه تم اعتقاله، وسلم سلاحه. من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن هجوم واشنطن "دليل على التحريض العنيف ضد إسرائيل". وأكد أنه أصدر تعليماته بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات إسرائيل الدبلوماسية حول العالم بعد هجوم واشنطن. كما تعهد بـ"محاربة معاداة السامية، والتحريض العنيف ضد إسرائيل... بلا هوادة"، حسب قوله. إلى ذلك اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بعض الدول الأوروبية بالتحريض ضد إسرائيل، معتبراً هجوم المتحف اليهودي في واشنطن "جريمة معادية للسامية".

وأكد في مؤتمر صحافي أن "ممثلي إسرائيل حول العالم هدف للإرهاب". وقال: "أدعو زعماء العالم للتوقف عن التحريض ضد إسرائيل". واتهم دولاً أوروبية عدة بالتحريض ضد إسرائيل. بالمقابل وصفت وزارة الخارجية الفرنسية اتهامات ساعر لمسؤولين أوروبيين بالتحريض على معاداة السامية بأنها "مشينة وغير مبررة". يذكر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان أعلن أن التحقيقات ما زالت مستمرة، والبحث متواصل من أجل معرفة دوافع مطلق النار.في حين دان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم، قائلاً: "إنها جريمة مروعة ومدفوعة بمعاداة السامية". وأضاف على منصته "تروث سوشال": "هذه الجرائم المروعة في واشنطن والتي من الواضح أنها مدفوعة بمعاداة السامية، يجب أن تتوقف، الآن!". كما أكد أن لا مكان في الولايات المتحدة "للكراهية والتطرف".

 

رسالة لمنفذ هجوم المتحف اليهودي.. كتب 900 كلمة عن حرب غزة

العربية.نت/22 أيار/2025

تُحقق الشرطة الأميركية، فيما إذا كان منفذ هجوم المتحف اليهودي في واشنطن إلياس رودريغز الذي اتهم بقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية، قد نشر بياناً مطولاً معادياً لإسرائيل على الإنترنت قبيل ارتكاب الجريمة بيوم واحد، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية لموقع "نيويورك بوست".

وتركز الشرطة على التحقق من صحة بيان تداولته منصات التواصل الاجتماعي، مكون من 900 كلمة يحمل اسم إلياس رودريغز فور اعتقاله. والرسالة، المؤرخة في 20 مايو 2025 أي قبل يوم من الهجوم توحي بأن الحادثة كانت ردا على الحرب الإسرائيلية في غزة.

وجاء في مقاطع من الرسالة المطولة: "إن الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين تتحدى الوصف.."، مضيفاً "قضت إسرائيل على القدرة على مواصلة إحصاء القتلى، الأمر الذي خدم إبادة جماعية بشكل ناجح.."، مشيرا "حتى وقت كتابة هذا التقرير، سجلت وزارة الصحة في غزة 53,000 قتيل، وما لا يقل عن عشرة آلاف تحت الأنقاض، ومن يدري كم من آلاف آخرين ماتوا بسبب الأمراض والجوع..". وتساءل في الرسالة عن "عن نسبة الأطفال الذين تعرضوا للتشويه والحروق والانفجارات"، مضيفاً "نحن الذين سمحنا بحدوث هذا لن نستحق أبدا غفران الفلسطينيين". كذلك قال في الرسالة المتداولة "العمل المسلح ليس بالضرورة عملاً عسكرياً.. عادة ما يكون مسرحاً واستعراضاً، وهي سمة مشتركة مع العديد من الأعمال غير المسلحة.."، مضيفاً "بدا الاحتجاج السلمي في الأسابيع الأولى للإبادة الجماعية وكأنه يُشير إلى نقطة تحول. لم يسبق قط أن انضم عشرات الآلاف إلى الفلسطينيين في شوارع الغرب.. لم يسبق قط أن أُجبر هذا العدد الكبير من السياسيين الأميركيين على الاعتراف، خطابياً على الأقل، بأن الفلسطينيين بشر أيضاً". وتابع في الرسالة قائلاً "لكن حتى الآن، لم يُحدث الخطاب صدىً يُذكر.. ويتباهى الإسرائيليون أنفسهم بصدمتهم من الحرية التي منحهم إياها الأميركيون لإبادة الفلسطينيين".

كما أضاف "إن الإفلات من العقاب الذي نراه هو الأسوأ بالنسبة لنا نحن القريبين من مرتكبي الإبادة الجماعية". وتابع "نحن المعارضون للإبادة الجماعية نكتفي بالقول إن الجناة والمحرضين قد فقدوا إنسانيتهم. أتعاطف مع هذا الرأي وأدرك قيمته في تهدئة النفس التي لا تطيق تقبّل الفظائع التي تشهدها، حتى لو كانت معروضة عبر الشاشة. لكن اللاإنسانية أثبتت منذ زمن طويل أنها شائعة بشكل صادم وعادية، وإنسانية.. قد يكون الجاني أبًا محبًا، أو ابنًا بارًا، أو صديقًا كريمًا وخيّرًا، أو غريبًا ودودًا، قادرًا على التحلي بالقوة الأخلاقية حين تناسبه الظروف، وأحيانًا حتى عندما لا تناسبه، ومع ذلك يكون وحشًا في النهاية.".

وفي النهاية كتب "أحبكم يا أمي، وأبي، وأختي الصغيرة، وبقية عائلتي وأنتي O". وختم رسالته بالقول "فلسطين حرة"، مضيفاً توقيعه "إلياس رودريغيز". وقتل موظفا السفارة الإسرائيلية بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية على يد رجل شوهد يسير ذهابا وإيابا خارج المتحف قبل أن يطلق النار، ويرديهما قتيلين، وفق ما أفادت شرطة واشنطن. وأضافت الشرطة أن المتهم اعتقل، كاشفة أنه يدعى إلياس رودريغز، ويبلغ من العمر 30 عاما، دون سجل إجرامي. يذكر أن السفارة الإسرائيلية كانت أعلنت مقتل 2 من موظفيها "أثناء حضورهما فعالية بالمتحف اليهودي"، وكانا يخططان للزواج بحسب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر.

 

وزيرة العدل الأميركية تؤكد أن منفذ هجوم المتحف اليهودي تصرف بمفرده

العربية.نت/22 أيار/2025

قالت وزيرة العدل الأميركية، اليوم الخميس، أن السلطات الأميركية تؤكد أن المشتبه به في إطلاق النار في المتحف اليهودي في واشنطن تصرف بمفرده. كما قالت بام بوندي في تصريحات صحافية، "منفذ هجوم واشنطن سيُحاسب بأقصى عقوبة"، مضيفة "لم يكن أحد يتوقع الهجوم على المتحف اليهودي".

كما قالت إنه تم "تعزيز الإجراءات الأمنية في مناطق عديدة بعد إطلاق النار". ومتحف كابيتال اليهودي لا يبعد سوى 800 متر فقط عن مبنى الكابيتول الأميركي، وما يقارب 2.4 كيلومتر عن البيت الأبيض، وفق مراسل "العربية/الحدث". من جانبه، ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بواقعة إطلاق النار وكتب على منصة تروث سوشيال أن "جرائم القتل المروعة هذه في واشنطن العاصمة، المرتبطة بوضوح بمعاداة السامية! يتعين أن تنتهي، الآن". وأضاف "لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة".  قالت وزيرة العدل الأميركية، اليوم الخميس، أن السلطات الأميركية تؤكد أن المشتبه به في إطلاق النار في المتحف اليهودي في واشنطن تصرف بمفرده. كما قالت بام بوندي في تصريحات صحافية، "منفذ هجوم واشنطن سيُحاسب بأقصى عقوبة"، مضيفة "لم يكن أحد يتوقع الهجوم على المتحف اليهودي".كما قالت إنه تم "تعزيز الإجراءات الأمنية في مناطق عديدة بعد إطلاق النار". ومتحف كابيتال اليهودي لا يبعد سوى 800 متر فقط عن مبنى الكابيتول الأميركي، وما يقارب 2.4 كيلومتر عن البيت الأبيض، وفق مراسل "العربية/الحدث". من جانبه، ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بواقعة إطلاق النار وكتب على منصة تروث سوشيال أن "جرائم القتل المروعة هذه في واشنطن العاصمة، المرتبطة بوضوح بمعاداة السامية! يتعين أن تنتهي، الآن". وأضاف "لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة". بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قلبه يؤلمه من أجل عائلتي القتيلين "اللذين انتهت حياتهما في لحظة على يد قاتل معادٍ للسامية".وأضاف عبر منصة إكس "نشهد الثمن الباهظ لمعاداة السامية والتحريض الجامح ضد دولة إسرائيل. الافتراءات الدموية ضد إسرائيل تتزايد، ويجب محاربتها حتى النهاية". وأضاف إنه سيتم تعزيز الترتيبات الأمنية في البعثات الإسرائيلية حول العالم. وقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن بإطلاق نار أمام المتحف اليهودي في وسط العاصمة الأميركية على يد رجل شوهد يسير ذهابا وإيابا خارج المتحف قبل أن يطلق النار، ويرديهما قتيلين، وفق ما أفادت شرطة واشنطن. وأضافت الشرطة أن المتهم اعتقل، كاشفة أنه يدعى إلياس رودريغز، ويبلغ من العمر 30 عاما، دون سجل إجرامي.

 

ماذا نعرف عن حادث إطلاق النار أمام المتحف اليهودي بواشنطن؟..تسبب في مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية... والمهاجم هتف: «الحرية لفلسطين»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/22 أيار/2025

ذكرت وثيقة قضائية أن وزارة العدل الأميركية وجّهت، اليوم الخميس، اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى للمشتبه به الوحيد في إطلاق النار على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في واشنطن مما تسبب في مقتلهما. وتحقق شرطة العاصمة في دوافع المتهم بقتل الموظَفَين في السفارة الإسرائيلية، خلال خروجهما من حفل في المتحف اليهودي، شمال غرب واشنطن. وبعدما حددت هوية مطلق النار وقالت إنه يدعى إلياس رودريغز ويبلغ 31 عاماً من مدينة شيكاغو، قال شخص مطلع على التحقيق إن الشرطة تعتقد بأن المشتبه به استهدف الحفل عشوائياً، ولم يكن لديه هدف محدد قبل وصوله إلى المكان، وإنه قام بإطلاق النار على أول من خرج من مكان الحفل في تلك اللحظة. ورغم أن هوية مطلق النار لا توحي بأن له جذوراً عربية، غير أن الحادث عد «خرقاً امنياً» في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل التحذير من عمليات قد تستهدف سفاراتها في الخارج، بسبب حربها في غزة بعد أن شنت حركة «حماس» هجوماً عبر الحدود في7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأعلنت السلطات مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن في إطلاق نار أمام المتحف اليهودي، في هجوم أوقف منفذه الذي نادى بفلسطين حرّة وأثار استهجاناً واسعاً بعدّه «معادياً للسامية» ورأت الدولة العبرية أنه ينمّ عن «تحريض» ضدّ إسرائيل. وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم في منشور على «إكس» إنّ «اثنين من أفراد طاقم السفارة الإسرائيلية قُتلا بطريقة عبثية هذا المساء قرب المتحف اليهودي في واشنطن». وذكرت وزيرة العدل الأميركية لقناة «فوكس نيوز» أن السلطات الأميركية تعتقد أن المشتبه به في إطلاق النار تصرف بمفرده، مؤكدة تعزيز الإجراءات الأمنية في مناطق عديدة بعد الحادث.

تعزيز التدابير الأمنية

أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، تعليمات بتعزيز التدابير الأمنية في بعثات بلاده الدبلوماسية حول العالم، عادّاً أن هذا الهجوم ينمّ عن «تحريض ثائر» على العنف ضدّ إسرائيل التي تغذّي عملياتها العسكرية في قطاع غزة عدّة حركات احتجاجية مؤيّدة للفلسطينيين في بلدان كثيرة، من بينها الولايات المتحدة. وعلّق الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الحادثة، كاتباً على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» أن «هذه الجرائم الفظيعة... المدفوعة بطبيعة الحال بمعاداة السامية ينبغي أن تتوقّف الآن!»، ومشيراً إلى أنه «لا مكان للكراهية والتعصّب في الولايات المتحدة». كما أدان وزير الخارجية ماركو روبيو الهجوم وأكّد أن السلطات ستلاحق المسؤولين عنه. وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي: «كان هذا عملاً سافراً من العنف الجبان والمعادي للسامية. لا شك في ذلك: سنتعقب المسؤولين ونقدمهم للعدالة». وقبل الهجوم الذي ارتكب عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (الأولى فجر الخميس بتوقيت غرينتش)، «شوهد رجل يسير ذهاباً وإياباً خارج المتحف. وهو اقترب من مجموعة من أربعة أشخاص وأخرج سلاحاً يدوياً وأطلق النار»، بحسب ما قالت رئيسة الشرطة في واشنطن باميلا سميث خلال إحاطة إعلامية مشيرة إلى أن المشتبه به تصرّف وحيداً وهو أطلق شعارات مؤيّدة للفلسطينيين خلال توقيفه. وقدّمته الشرطة على أنه إلياس رودريغيز (30 عاماً) الذي أصله من شيكاغو في شمال الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ثنائي شاب

وكان المتحف اليهودي الذي يقع في قلب واشنطن على مقربة من الكابيتول يستضيف وقت الهجوم احتفالاً من تنظيم اللجنة الأميركية اليهودية التي ندّدت بـ«هجوم مدفوع بكلّ وضوح بالكراهية ضدّ اليهود، شعباً ودولة». وكشف السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر في إحاطة إعلامية أن «الضحيتين اللتين سقطتا... باسم فلسطين حرّة هما ثنائي شاب كان على وشك أن يعقد خطوبته. وقد اشترى الشاب خاتم الخطوبة هذا الأسبوع ليطلب يد شريكته الأسبوع المقبل في القدس». ونشرت السفارة الإسرائيلية صورة للثنائي مبتسماً على «إكس» وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهما يارون ليسينسكي، البالغ 28 عاماً بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، وسارة لين ميلغريم، وهي مواطنة أميركية يهودية بحسب الصحيفة. وكشفت مصادر دبلوماسية في برلين، الخميس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن ليسينسكي كان يحمل أيضاً الجنسية الألمانية.

«حفل استقبال للدبلوماسيين الشباب»

كانت اللجنة اليهودية الأميركية التي نظمت الحفل في متحف العاصمة اليهودي قد أعلنت عبر الإنترنت بأنه «حفل استقبال للدبلوماسيين الشباب»، يهدف إلى جمع المهنيين اليهود الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و45 عاماً، بالإضافة إلى المجتمع الدبلوماسي في واشنطن. وقالت المجموعة في الدعوة الإلكترونية: «نحن متحمسون لتقديم موضوع هذا العام: تحويل الألم إلى هدف»، مضيفةً أن الفعالية ستضم أعضاء من مجموعات تعمل على الاستجابة للأزمات الإنسانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال تيد دويتش، الرئيس التنفيذي للجنة «نشعر بحزن عميق لوقوع عمل عنف لا يُوصف خارج مقر الفعالية».

«التحريض على معاداة السامية»

وأكّد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أن «الإرهاب والكراهية لن يكسرانا»، مشدّداً على أن «إسرائيل والولايات المتحدة ستبقيان متّحدتين للدفاع عن شعبينا وقيمنا المشتركة». واتّهم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الدول الأوروبية بالتحريض على بلاده، قائلاً خلال مؤتمر صحافي: «هناك صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل وجريمة القتل هذه». وأضاف: «هذا التحريض يُمارس أيضاً من جانب قادة ومسؤولين في العديد من الدول والهيئات الدولية، خصوصاً في أوروبا»، في إشارة إلى المظاهرات الكبيرة في عدّة مدن حول العالم تنديداً بالعملية العسكرية في غزة. وواجهت إسرائيل عاصفة من الانتقادات الأوروبية في الآونة الأخيرة مع تكثيف حملتها العسكرية في غزة، إذ حذرت منظمات حقوقية من أن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 11 أسبوعاً على إمدادات المساعدات جعل القطاع الفلسطيني على شفا مجاعة. وتوالت التنديدات من باريس وبرلين ولندن وروما والمفوضية الأوروبية بما عُدّ هجوماً معادياً للسامية. ومنذ هجوم حركة «حماس» غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الذي أدّى إلى اندلاع الحرب في غزة ومقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني بحسب بيانات الحركة التي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة، تشهد الولايات المتحدة، كغيرها من البلدان، موجة من الحراك المؤيّد للفلسطينيين، لا سيّما في الجامعات، فضلاً عن تنامي الأفعال المعادية للسامية. والخميس، أقرّ «حزب الاشتراكية والتحرير» اليساري الراديكالي في الولايات المتحدة بأن رودريغيز كان «لفترة وجيزة» من بين أعضائه سنة 2017، لكنه أكّد على «إكس» أن المشتبه به لم يعد ينتمي إلى صفوفه وألا صلة له بالهجوم المنفذ.

«من أجل غزة»

وفي مقطع فيديو متداول على شبكات التواصل الاجتماعي، يظهر رجل ملتحٍ يضع نظّارتين ويرتدي سترة وقميصاً أبيض يتعرّض للتوقيف ويُقتاد من عدّة أشخاص، دون أيّ مقاومة.وقبل الخروج من الباب، يتحوّل إلى الكاميرا والحضور هاتفاً مرّتين «حرّروا فلسطين». وأخبر شهود أن منفذ الهجوم في واشنطن دخل بعد العملية إلى المتحف اليهودي، إذ ظنّ الحرس أنه من الضحايا قبل أن يكشف هو عن فعلته. وقالت كايتي كاليشير لوسائل إعلام أميركية: «كانت الساعة نحو 21:07 عندما سمعنا طلقات نارية. ثم دخل رجل بدا أنه فعلاً في حالة صدمة. وكان الناس يتكلّمون معه ويحاولون تهدئته. وأتى للجلوس إلى جانبي فسألته إن كان بخير وإن كان يريد شرب الماء». وأخبر يوني كالين بدوره أن «حرّاس الأمن سمحوا بدخول الرجل، ظنّاً منهم، في اعتقادي، أنه ضحية. وقد بلّله المطر وكان بكلّ وضوح في حالة صدمة... وجاءه البعض بالماء وساعدوه على الجلوس... فطلب منهم الاتّصال بالشرطة». ثمّ أخرج كوفية وأعلن مسؤوليته عن الهجوم قبل أن يُقتاد من دون أيّ مقاومة. وقد قال بحسب كاليشير: «أنا فعلتها، فعلتها من أجل غزة». وكان يردّد: «ما من حلّ سوى الانتفاضة»، بحسب كالين قبل إخراجه من المبنى وهو يهتف «حرّروا فلسطين!». وفي عام 2014، قتل الفرنسي مهدي نموش أربعة أشخاص في هجوم استهدف المتحف اليهودي في بروكسل.

 

إيران وأميركا إلى جولة خامسة وسط تباين بشأن التخصيب

لندن – طهران/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

أكد وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، أن الجولة الخامسة من المحادثات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني ستعقد غداً (الجمعة) في روما. وتأتي الجولة الجديدة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، وسط تصاعد التوتر بين الجانبين بعدما أصر كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية سعيهم لإبرام اتفاق لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في أراضيها إطلاقاً. وجاء التأكيد العُماني بعدما أبدى وزير الخارجية الإيراني تحفظات على المشاركة احتجاجاً على «المطالب غير المنطقية»، رغم أنه أكد تمسك طهران بخيار التفاوض وعدم انسحابها من المسار الدبلوماسي.

 

طهران: لدينا القدرة على صنع سلاح نووي لكن ليس لدينا رغبة في القيام بذلك

عراقجي أكد أن لا اتفاق مع أميركا من دون الحصول على «ضمانات»

لندن/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس، إن بلاده لديها القدرة على صنع سلاح نووي، ولكن «ليس لديها رغبة في القيام بذلك». ونقلت وكالة «تسنيم» للأنباء، التابعة لـ«الحرس الثوري»، مساء اليوم، عن عراقجي قوله إنه لن يكون هناك اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي من دون حصولها على «ضمانات». وأوضح عراقجي أنه لا تزال هناك «خلافات جوهرية» مع الولايات المتحدة، مضيفاً أن واشنطن لا تعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. وتابع قائلاً: «مستعدون لاتخاذ إجراءات لطمأنة الجميع بشأن سلمية البرنامج النووي الإيراني، من ضمنها القبول بقيود تقنية مؤقتة وليست دائمة، ومقابل ذلك نتوقع رفع العقوبات». وأضاف: «أقول بصراحة، إذا كان هدفهم من التفاوض هو وقف التخصيب في إيران فلن يكون هناك اتفاق... لن نتخلى عن حقوقنا المشروعة، وتخصيب اليورانيوم يجب أن يستمر في إيران، لكننا لا نمانع توسيع عمليات التفتيش». وأعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، أمس، أن الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية - الأميركية غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي ستُعقد في روما، الجمعة.

 

وزير الخارجية الإيراني: لا اتفاق مع أميركا من دون «ضمانات»

طهران/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

نقلت وكالة «تسنيم للأنباء» مساء اليوم الخميس عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله إنه لن يكون هناك اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي من دون حصولها على «ضمانات». وأوضح عراقجي أنه لا تزال هناك «خلافات جوهرية» مع الولايات المتحدة، مضيفا أن واشنطن لا تعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. وتابع قائلا «مستعدون لاتخاذ إجراءات لطمأنة الجميع بشأن سلمية البرنامج النووي الإيراني من ضمنها القبول بقيود تقنية مؤقتة وليست دائمة ومقابل ذلك نتوقع رفع العقوبات».وأضاف «أقول بصراحة، إذا كان هدفهم من التفاوض هو وقف التخصيب في إيران فلن يكون هناك اتفاق... لن نتخلى عن حقوقنا المشروعة، وتخصيب اليورانيوم يجب أن يستمر في إيران لكننا لا نمانع توسيع عمليات التفتيش». وقال عراقجي عبر منصة إكس إنه سيسافر إلى روما لحضور الجولة الخامسة من المباحثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة المقررة غدا. وعبر وزير الخارجية الإيراني عن اعتقاده بأنه لن يكون من الصعب الاتفاق على مسار يؤدي إلى التوصل إلى اتفاق.

 

عراقجي لقناة «الشرق»: تخصيب اليورانيوم العقبة الرئيسية في المفاوضات...تحدث عن تحسن كبير للعلاقات مع السعودية وتطور تدريجي مع مصر والبحرين

دبي/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن العقبة الرئيسية في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة تكمن في ملف تخصيب اليورانيوم، مبيناً أن إيران تعد العملية «إنجازاً علمياً ووطنياً لا يمكن التراجع عنه». وأوضح في مقابلة خاصة مع قناة «الشرق» أن البرنامج النووي الإيراني «سلمي بالكامل»، وأن طهران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مشيراً إلى أن «الضغوط والتهديدات الأميركية لن تؤثر على موقف إيران»، ولذلك تجرى المفاوضات بشكل غير مباشر عبر وساطة عمانية. وأضاف عراقجي أن تخصيب اليورانيوم «يمثل رمزاً للسيادة الوطنية الإيرانية»، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني «قدّم تضحيات جسيمة» من أجل هذا البرنامج، في إشارة إلى سلسلة الاغتيالات التي طالت علماء نوويين إيرانيين، والتي تتهم طهران إسرائيل بالوقوف وراءها. وأعرب عراقجي عن استعداد بلاده لزيادة الشفافية في برنامجها النووي، شريطة «احترام حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية»، مشدداً على أن «أي اتفاق يجب أن يضمن هذه الحقوق بشكل واضح». كما رفض عراقجي تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب التي قال فيها إن إيران لا تحتاج إلى برنامج نووي «سلمي»، عادّاً أن «الشعب الإيراني وحده من يحدد احتياجاته». وأكد أن طهران «لا تفاوض تحت التهديد، بل تحدد هي شروط وأسلوب التفاوض»، مضيفاً أن «الشعب الإيراني لا يستسلم للضغوط، بل يواصل الدفاع عن حقوقه الوطنية والسيادية، وفي مقدمتها البرنامج النووي». وأكد أن العقوبات الأميركية «لم تُضعف إرادة إيران»، وأنها ما زالت متمسكة بالطابع السلمي لبرنامجها النووي، رغم «الاغتيالات، والتخريب، والعقوبات». وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، و«عدم التزام» الدول الأوروبية بتعهداتها، دفعا إيران إلى تقليص التزاماتها، محذراً من أن أي تلويح أوروبي بتفعيل آلية «سناب باك» للعودة التلقائية إلى العقوبات الأممية «يعد إجراءً غير قانوني وستترتب عليه تبعات سياسية».

وفيما يخص العلاقات الإقليمية، تحدث عراقجي عن تحسن كبير في العلاقات مع السعودية، مشيراً إلى تبادل الزيارات بين المسؤولين، ووجود تعاون سياسي واقتصادي بين الجانبين، مؤكداً أن التعاون الإيراني - السعودي يشكل ركيزة أساسية للاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل محاولات الكيان الإسرائيلي تأجيج التوترات.وفي السياق ذاته، أشار إلى أن العلاقات مع كل من مصر والبحرين تشهد تحسناً تدريجياً، لافتاً إلى وجود مشاورات سياسية منتظمة رغم غياب التمثيل الدبلوماسي الكامل. أما بشأن سوريا، فأعرب عن دعم بلاده لرفع العقوبات المفروضة عليها، لكنه قال: «لسنا في عجلة من أمرنا لإقامة هذه العلاقات»، مضيفاً: «عندما ترى الحكومة السورية بنفسها مدى إمكانية استفادة الشعب السوري من العلاقة مع إيران، سنكون مستعدين للاستجابة لطلبهم». وأوضح أن تعزيز التعاون مع دول الجوار يمثل أولوية استراتيجية لطهران، رغم «التحديات والمشكلات الناجمة عن العقوبات الأميركية»، واستدرك أن العلاقات الاقتصادية مع دول الجوار، ولا سيما الصين وروسيا، في توسع مستمر، وهناك فرص كبيرة للتعاون مع دول آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وبشأن الصراع الإيراني - الإسرائيلي، قال عراقجي: «إسرائيل لا تجرؤ على مهاجمة إيران، وهي تدرك تماماً قدراتنا الدفاعية واستعدادنا للرد المناسب»، مؤكداً أن «الرسالة التي أوصلناها دائماً هي أن أي هجوم على إيران، بغض النظر عن مصدره، سيُقابَل برد متناسب وحاسم». وأعرب عن اعتقاده أنه «لا يمكن لأي جهة أن تفكر في مهاجمة إيران نظراً لقوة قدراتها الدفاعية». كما دافع عن ترسانة الأسلحة الإيرانية، بما في ذلك البرنامج الصاروخي، مضيفاً أنه «ذو طابع دفاعي وردعي»، وصرح: «أعتقد أن هذا الطابع الردعي أثبت فاعليته حتى الآن، فجاهزيتنا الكاملة للرد والدفاع عن أنفسنا ساهمت في الحفاظ على أمن إيران بشكل مستمر». وشدد عراقجي على أن إيران عازمة على لعب دور بناء في تحقيق الاستقرار الإقليمي من خلال الحوار والتعاون.

 

ترمب ونتنياهو يناقشان اتفاقاً محتملاً مع إيران

البيت الأبيض: الرئيس يعتقد أن المحادثات تمضي في المسار الصحيح

واشنطن: هبة القدسي/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تناقشا حول الاتفاق المحتمل مع إيران، والوضع في غزة، إضافة إلى تقديم التعازي في مقتل اثنين من الموظفين في السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن، مساء الأربعاء.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن ترمب أوضح في اتصال، اليوم (الخميس)، أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن ترمب «وافق على ضرورة ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية». وأوضحت ليفيت أن ترمب أشار إلى أن الأمور تمضي في المسار الصحيح، فيما يتعلق بالمحادثات مع إيران، حيث تجري الجولة الخامسة من المحادثات بين الجانبين الأميركي والإيراني في العاصمة الإيطالية روما، الجمعة، بواسطة سلطنة عمان. وأعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، أمس، أن الجولة الخامسة من المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي ستُعقد في روما، الجمعة. وذكر تقرير لشبكة «سي إن إن»، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تُسمّهم، أن إسرائيل تستعد لاستهداف مواقع نووية إيرانية، رغم استمرار المحادثات الدبلوماسية. وفي أعقاب هذا التقرير حذّرت إيران من أنها ستحمّل الولايات المتحدة مسؤولية أي هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية. وعبّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم (الخميس)، عن قلقه إزاء تقارير تفيد بأن إسرائيل تخطط لشنّ هجوم على منشآت نووية إيرانية، مطالباً مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة تلك التقارير فوراً، وبشكل حازم.

شروط ترمب

وقد تعهد الرئيس ترمب مراراً بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وشدّد على ضرورة التوصل إلى اتفاق أقوى من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد أوباما عام 2015، الذي انسحب منه ترمب عام 2018 خلال ولايته الأولى. وألمح ترمب خلال زيارته الخليجية أنه يعتقد أن إيران قد قبلت بشروط رئيسية، وأن نهجه الدبلوماسي سيمنع الصراع العسكري، ويغادر الوفد الأميركي، الذي يضم ستيف ويتكوف المبعوث الرئاسي المقرب من الرئيس ترمب، ومسؤول السياسات في وزارة الخارجية مايكل أنطون، الذي يتولى الجوانب الفنية. ويواجه الجانبان معضلة التوصل إلى اتفاق حول تخصيب اليورانيوم الذي أصبح نقطة خلاف رئيسية. فبينما سمح اتفاق عام 2015 بالتخصيب منخفض المستوى للاستخدام المدني حتي درجة نقاء 3.67 في المائة، والحفاظ على مخزون يورانيوم يبلغ 300 كيلوغرام، تُخصّب إيران اليورانيوم الآن إلى 60 في المائة، ولكنه لا يزال أقل من نسبة 90 في المائة اللازمة لصنع الأسلحة. وقدّر آخر تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن برنامج إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب بنحو 830 كيلوغراماً. وتقدر وكالات الاستخبارات الأميركية أن إيران لم تبدأ بعد برنامجاً للأسلحة النووية، لكنها «قامت بأنشطة تُمكّنها من إنتاج سلاح نووي، إذا اختارت ذلك». وقد صرّح ويتكوف، نهاية الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأميركية تريد وقفاً كاملاً لتخصيب اليورانيوم، فيما أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في شهادته أمام الكونغرس الثلاثاء، تمسك إدارة ترمب بمطلبها وقف إيران تخصيب اليورانيوم تماماً. وقال روبيو: «لا يمكن لإيران امتلاك القدرة على التخصيب، لأن ذلك يجعلها في نهاية المطاف قوة نووية على عتبة النجاح».وعندما سأل أحد المشرعين روبيو، أشار إلى أن الولايات المتحدة ستبقي على العقوبات المفروضة على تطوير إيران للصواريخ الباليستية، وهو موضوع لم يتطرق إليه صراحةً اتفاق عام 2015. وقال روبيو: «هناك عقوبات تتعلق بالإرهاب، وعقوبات تتعلق ببرنامج الصواريخ الباليستية، هذه العقوبات، إذا لم تكن جزءاً من الاتفاق، فستبقى سارية». وقال روبيو، الذي كان يتحدث قبل ساعات من صدور تقرير شبكة «سي إن إن» حول استعداد إيران لضرب المواقع النووية الإسرائيلية، إنه «ليس سرّاً أن إسرائيل تدرس الخيارات العسكرية».

 

المحادثات الإيرانية - الأميركية في جولة «كسر العظم» بسبب «الخطوط الحمراء»

عراقجي: النجاح في إحباط العقوبات يُحبطُ من يفرضونها ويساعدنا في المفاوضات

لندن – طهران/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

تدخل المفاوضات الإيرانية - الأميركية، الجمعة، مرحلة كسر العظم مع تشبث الطرفين بـ«الخطوط الحمراء»، في خامس جولة من المسار الدبلوماسي بوساطة عمانية. وتعود المفاوضات إلى العاصمة الإيطالية روما التي استضافت الجولة الثانية من العملية التفاوضية في 19 أبريل (نيسان)، بعد أسبوع من بداية الجولة الأولى في العاصمة العمانية، مسقط، التي احتضنت الجولتين الثالثة والرابعة. وأعلن وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي، الوسيط بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، استئناف المحادثات، بعد ساعات من شكوك أثارتها طهران بشأن مشاركتها في المفاوضات. وكتب بدر البوسعيدي على منصة «إكس» أن «الجولة الخامسة من المباحثات بين إيران والولايات المتحدة ستعقد في روما، الجمعة في 23 مايو (أيار)»، وأنهى بذلك التكهنات التي أثارها عراقجي، صباح الأربعاء، بقوله إن طهران «لم تحسم بعد مشاركتها في الجولة المقبلة».

ومن الجانب الأميركي، أفاد مصدر مطلع، اليوم (الخميس)، أن ويتكوف سيتوجه إلى روما، حسب «رويترز». وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن المسؤول الكبير في وزارة الخارجية مايكل أنطون سينضم إلى ويتكوف. وأضاف «من المتوقع أن تكون المناقشات مباشرة وغير مباشرة». ويشرف أنطون على فريق الخبراء ضمن الوفد الأميركي المفاوض. وفي وقت سابق، أعلنت طهران، بدورها، موافقتها على المشاركة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في بيان، إن طهران وافقت على «اقتراح قدمته عُمان لتنظيم جولة أخرى من المحادثات الإيرانية - الأميركية»، الجمعة، في روما.

وأضاف بقائي أن الوفد المفاوض الإيراني «مصمم وثابت الخطى» في السعي لضمان حقوق الشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، بما في ذلك التخصيب، ورفع العقوبات الظالمة، ولن يدخر أي جهد أو مبادرة لتحقيق ذلك». ومن شيراز في جنوب إيران، قال عراقجي، الخميس: «كلما زاد نجاحنا في تعطيل العقوبات، زاد إحباط المُعَاقِبين، وهذا يساعدنا في المفاوضات». وأضاف عراقجي في مستهل أول اجتماع إقليمي للدبلوماسية الاقتصادية: «لو كانوا متأكدين من أن العقوبات ستجبرنا على الركوع، لما تفاوضوا معنا. مقاومة الشعب الإيراني وقدرة تجارنا جعلتا العقوبات غير مؤثرة بشكل فعال». وقال عراقجي، صباح الأربعاء، إن «التصريحات المتطرفة لا تساهم في دفع الحوار إلى الأمام... نحن نواجه على طاولة المفاوضات مطالب مفرطة، لكننا لم نتخلَّ عن الدبلوماسية في أي مرحلة».

«تأثيرات خارجية»

وقبل تأكيد عقد الجولة الخامسة، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول إيراني قوله: «لا نريد جولة مفاوضات جديدة تفشل». وأضاف: «نريد بالتأكيد مواصلة الدبلوماسية»، لكنه استدرك أن تصريحات ويتكوف «جعلت المفاوضات أكثر صعوبة». وأشار المسؤول إلى أن ويتكوف قد يكون تحت ضغوط من معارضي أي اتفاق مع إيران: «أعلم أن هناك ضغوطاً هائلة عليه من داخل الولايات المتحدة وأطراف أخرى بالمنطقة، لكن هذا ليس مشكلتي. لا يمكنه مواجهة الضغوط على حسابنا». وأوضح المسؤول: «إذا كان الهدف ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، فهذا ممكن بل سهل التحقيق. لكن إذا أرادت الولايات المتحدة سلب حقوقنا أو مطالب غير واقعية، فهنا تكمن المشكلة»، وهي جملة وردت في مناسبات عدة على لسان عراقجي والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وقال مصدر مقرب من الخارجية الإيرانية للصحيفة إن الفريق المفاوض أراد في البداية جولة مفاوضات واحدة تمتد 2 - 3 أسابيع لتجنب «تأثيرات خارجية» تعيق التقدم. لكن المفاوضين الأميركيين رفضوا، مفضلين حضور ويتكوف لجلسات قصيرة في عمان وإيطاليا.

تشكيك

والثلاثاء، استبعد المرشد الإيراني علي خامنئي أن تفضي المفاوضات إلى نتيجة. وقال: «خسئوا من يقولون إن على إيران وقف تخصيب اليورانيوم». وفي إشارة إلى المبعوث الأميركي، قال: «على الطرف الأميركي ألا يتفوه بالهراء». وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يأمل التوصل إلى اتفاق مع إيران، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في واشنطن، الثلاثاء. وشدد روبيو على أن المفاوضات على ملف التخصيب بوصفه الأكثر حساسية، وقال إن واشنطن لن تسمح لإيران بأي تخصيب، وستستمر العقوبات المتعلقة بالصواريخ والإرهاب حتى بعد الاتفاق لردع النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن الاتفاق لن يكون سهلاً. وأوضح روبيو أن إيران تستخدم التخصيب وسيلةً للردع والوصول إلى عتبة السلاح النووي، مؤكداً أن هذا هو جوهر الخلاف في المحادثات الجارية. وكان ويتكوف قال، في وقت سابق الأحد، إن الولايات المتحدة «لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المائة من قدرة التخصيب».

تباين داخلي

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، إن بعض الجهات سعت إلى تعليق تخصيب اليورانيوم مؤقتاً في إطار اتفاق مع الولايات المتحدة، متهماً إياها بـ«الخيانة وضعف الإرادة». وقال كوثري، وهو جنرال في «الحرس الثوري» أيضاً: «منذ البداية، أكدت لفريقنا المفاوض أن هذه المحادثات لن تُثمر؛ لأن الفجوة بين المطالب الأميركية والثوابت الوطنية التي حددها المرشد لا يمكن تجاوزها». وأضاف في حديث لموقع «إيران أوبزرفر» الإخباري، أن المفاوضات هذه المرة تختلف جذرياً عن مفاوضات الاتفاق النووي السابق، حيث استسلم فريق المفاوضين بسهولة»، مضيفاً أن «الأمور اليوم تحت الرقابة الكاملة، والفريق المفاوض يتحرك وفق استراتيجية واضحة ويحظى بالدعم الكامل من القيادة». وأوضح كوثري أن «بعض المسؤولين والجهات الداخلية طرحوا فكرة تعليق التخصيب مؤقتاً كمدخل للتفاهم مع الولايات المتحدة، في خطوة اعتبرناها آنذاك خروجاً عن المسار الوطني، بل تهديداً للسيادة».

وتابع: «لو كانت نية إيران إنتاج سلاح نووي لاستطعنا ذلك بسهولة. لكننا لا نسير وفق منطق الإملاءات الغربية. من تظن أميركا نفسها حتى تملي علينا قراراتها؟». وأضاف: «لا نخشى أي هجوم أميركي لأنهم عاجزون عن فعل أي شيء، ولو كانوا قادرين لقاموا به بالفعل». وقال كوثري إن «إيران لن تقبل بأي اتفاق لا يراعي مصالحها الاستراتيجية وحقوقها النووية المشروعة»، مضيفاً: «كل جولة تفاوض لن تكون إلا مضيعة للوقت إن لم يُدرك الطرف الآخر أن الشعب الإيراني لن يخضع للضغوط أو الابتزاز». وعن إمكانية التوصل لاتفاق جديد، أجاب كوثري: «المفاوضات مع أميركا لن تنجح. يظنون أننا سنستسلم كما في السابق، لكن هذه المرة المفاوضات تحت سيطرة كاملة. فريق التفاوض الحالي يتحرك بحزم ويحظى بالدعم الكامل، ونأمل أن يلتزم بالإطار المحدد والخطوط الحمراء». ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أحمد خاتمي، أحد أئمة الجمعة وممثلي خامنئي في طهران، أن «المفاوضات المباشرة مع أميركا لا تتناسب مع الشرف والعقلانية والحكمة، لكننا نواصل المفاوضات غير المباشرة بتوجيه من القيادة». وأضاف: «تخصيب اليورانيوم قد يكون تقنية لصنع القنبلة الذرية أيضاً، لكننا نعارض السلاح؛ لأن تعاليمنا الدينية تحظر استخدام أسلحة الدمار الشامل». ورأى أن «ترمب يقدم نفسه كمجنون ليخيف الشعوب والحكومات، لكن الشعب الإيراني سيجعله أكثر جنوناً؛ لأنه لا يوجد في قاموس شعبنا الخوف من العدو». من جانبه، قال الرئيس الإصلاحي السابق، محمد خاتمي، إن «المفاوضات والتواصل لا يعنيان الاستسلام للعدو، بل هي إجراء لتحقيق الإمكانيات لصالح الخير الوطني». وأضاف خاتمي، في بيان للمؤتمر العام لحزبه، أنه «ليس من الصحيح أن يكون الصوت العالي لمن يعتبرون العقوبات نعمة... يجب أن نرى ما إذا كانت سياساتنا تستند إلى المصلحة العامة وخير البلاد». على نقيض ذلك، تساءلت صحيفة «كيهان»، المقربة من مكتب المرشد الإيراني: «ألم يحن الوقت لوقف المفاوضات مع أميركا؟»، وقالت: «يجب أن تحل سياسة (المقاومة النشطة) محل هذه العملية المرهقة والمحفوفة بالمخاطر للتفاوض مع ذئب يبتسم بينما يبرز مخالبه». وقالت: «التجربة أثبتت أن الأميركيين لا يفهمون سوى لغة القوة، وفي كل مرة تراجعت أمام الشعب الإيراني، لم يكن ذلك في ساحة المفاوضات، بل في مواجهة صمود الشعب وتقدمنا الداخلي. واليوم، نفس الوصفة هي الحل للتقدم». بدورها، وصفت صحيفة «وطن أمروز» الرئيس الأميركي بـ«سجين الوهم»، وقللت على صفحتها الأولى من أهمية تقرير شبكة «سي إن إن» بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، ووصفته «الحملة النفسية السخيفة التي كشفت فراغ يد ترمب». وقالت إن الإدارة الأميركية «ترتكب أخطاء في الحسابات بشأن البرنامج النووي الإيراني».

«خطة بديلة»

ونقلت «رويترز» عن مصادر إيرانية، الثلاثاء، أن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة لتطبيقها في حال انهيار الجهود الرامية إلى حل الخلاف النووي المستمر منذ عقود، وذلك في ظل تعثر المحادثات بين واشنطن وطهران جراء التوتر المتصاعد بين الطرفين بشأن تخصيب اليورانيوم. وأضافت المصادر أن إيران ربما تلجأ إلى الصين وروسيا «كخطة بديلة» إذا استمر هذا التعثر. لكن في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن وانشغال موسكو بحربها في أوكرانيا، تبدو خطة طهران البديلة هشة. وقال مسؤول إيراني كبير: «الخطة البديلة هي مواصلة الاستراتيجية قبل بدء المحادثات. ستتجنب إيران تصعيد التوتر، وهي مستعدة للدفاع عن نفسها... تتضمن الاستراتيجية أيضا تعزيز العلاقات مع حلفاء مثل روسيا والصين».وقال اثنان من المسؤولين الإيرانيين ودبلوماسي أوروبي إن طهران ترفض شحن كل مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج، أو الدخول في مناقشات حول برنامجها للصواريخ الباليستية. ويحذر محللون من أن دعم الصين وروسيا له حدود؛ فالصين تصر على تخفيضات كبيرة للنفط الإيراني، وربما تضغط من أجل تخفيض الأسعار مع ضعف الطلب العالمي على الخام. وفي حال انهيار المحادثات، وهو سيناريو تأمل كل من طهران وواشنطن تجنبه، فلن تستطيع بكين أو موسكو حماية إيران من عقوبات أميركية وأوروبية أحادية الجانب. وحذرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على الرغم من عدم مشاركتها في المحادثات الأميركية - الإيرانية، من أنها ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على وجه السرعة. وبموجب قرار الأمم المتحدة الخاص بالاتفاق النووي لعام 2015، فإن الدول الأوروبية الثلاث لديها مهلة حتى 18 أكتوبر (تشرين الأول) لتفعيل ما يسمى «آلية إعادة فرض العقوبات». ويحذر دبلوماسيون من أن التوصل إلى اتفاق قبل ذلك التاريخ يعني، في أفضل الأحوال، إطاراً سياسياً أولياً، كما في عام 2013، حيث يقدم الجانبان تنازلات ملموسة فورية، مما يتيح وقتاً لمفاوضات أكثر تفصيلاً.

وقال مسؤول أوروبي كبير: «ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الأمر سيستغرق وقتاً أقل من الثمانية عشر شهراً التي استغرقتها المفاوضات في عام 2013، وخصوصاً أن المعايير والوضع الجيوسياسي صارا أشد تعقيداً في الوقت الحالي».

 

إدارة ترمب تبطل حق جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب

الشرق الأوسط/22 أيار/2025

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أنها أبطلت حق جامعة هارفارد في تسجيل الطلاب الأجانب في خضم نزاع متفاقم بين سيّد البيت الأبيض والصرح التعليمي المرموق. وجاء في رسالة وجّهتها وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إلى رابطة «آيفي ليغ» التي تضم ثماني من أشهر جامعات البلاد: «بمفعول فوري، تم إبطال الترخيص الممنوح لبرنامج الطلاب وتبادل الزوار الأجانب بجامعة هارفارد»، في إشارة إلى النظام الرئيسي الذي يُسمح بموجبه للطلاب الأجانب بالدراسة في الولايات المتحدة. وترمب مستاء من الجامعة التي تخرّج منها 162 فائزاً بجوائز نوبل، لرفضها طلب إدارته إخضاع عمليات التسجيل والتوظيف لهيئة إشراف، على خلفية اتّهامه إياها بأنها «مؤسسة يسارية متطرفة معادية للسامية» ومنخرطة في «أيديولوجيا اليقظة (Woke)» التي لا ينفك يوجّه إليها انتقادات حادة. في الشهر الماضي، هدّد ترمب بمنع الجامعة من تسجيل الطلاب الأجانب إذا لم توافق على طلب الإدارة الخضوع لإشراف سياسي. وكتبت نويم في رسالتها «كما شرحت لكم في رسالتي في أبريل (نيسان)، فإن تسجيل الطلاب الأجانب هو امتياز». وشدّدت الوزيرة على "وجوب أن تمتثل كل الجامعات لمتطلبات وزارة الأمن الداخلي، بما فيها متطلبات الإبلاغ بموجب أنظمة برنامج الطلاب والزائرين، للاحتفاظ بهذا الامتياز».

وتابعت «نتيجة لرفضكم الامتثال لطلبات متعددة لتزويد وزارة الأمن الداخلي معلومات ذات صلة، وإبقائكم على بيئة غير آمنة في الحرم الجامعي معادية للطلاب اليهود وتشجّع توجهات مؤيدة لحماس وتطبّق سياسات (التنوع والمساواة والإدماج) العنصرية، فقد فقدتم هذا الامتياز». شكّل الطلاب الأجانب أكثر من 27 بالمائة من المسجّلين في هارفرد في العام الدراسي 2024-2025، وفق بيانات الجامعة. وتعذّر الحصول على تعليق فوري من الجامعة على القرار.

 

سجال إسرائيلي - أوروبي من بوابة هجوم واشنطن

ساعر يرى «صلة مباشرة» بين انتقاد قادة أوربيين والهجوم... وفرنسا: تصريحات «غير مبررة» ومشينة

تل أبيب: نظير مجلي/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

جدّد الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، مساء الأربعاء، السجال الأوروبي - الإسرائيلي، الذي تصاعد بقوة خلال اليومين الماضيين، بعد انتقادات ومراجعات حادّة من عواصم أوروبية لاستمرار الحرب التي يشنّها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على غزة.

وبينما حمّل وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قادة أوروبيين جانباً من المسؤولية، وقال إنهم حرّضوا ضدّ تل أبيب، رفضت الخارجية الفرنسية التصريحات الإسرائيلية، وقالت إن تلك التهم «غير مبررة» ومشينة. وأطلق أميركي يُدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 31 عاماً، النار على موظفيَّ السفارة؛ يارون ليشينسكي، وخطيبته سارة ميلغريم، بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن العاصمة. وتوالت الإدانات الدولية والأوروبية للحادث، وتطابقت التعليقات الغربية بشأنه، من جهة اعتباره «معاداة للسامية». أمّا وزير الخارجية، جدعون ساعر، فقد حمَّل قادة أوروبيين جانباً من المسؤولية.

وكانت عواصم أوروبية قد أظهرت، قبل أيام، حراكاً مناوئاً لتصعيد نتنياهو حربه ضد غزة. وأعلن الاتحاد الأوروبي أن اتفاقية شراكته مع إسرائيل ستخضع للمراجعة، في ظل الوضع «الكارثي» في قطاع غزة، كما قرّرت بريطانيا وقف مفاوضات للتجارة الحرة مع الجانب الإسرائيلي.

ويوم الأربعاء، أطلق جنود إسرائيليون الرصاص على دبلوماسيين أوروبيين وعرب، في مدينة جنين بالضفة الغربية، ما أثار عاصفة تنديد، ومطالبات بالتحقيق، وقرّرت عواصم أوروبية استدعاء السفراء الإسرائيليين لديها للاحتجاج.

ربط بين انتقاد إسرائيل والهجوم

لكن وزير خارجية إسرائيل سعى، بعد ساعات من الهجوم على موظفي سفارته في واشنطن، للربط بين المسارين، وقال في مؤتمر صحافي، بالقدس، يوم الخميس: «هناك صلة مباشرة بين التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل، وبين هذه الجريمة (مقتل الموظفين)». واستطرد: «هذا التحريض يمارسه أيضاً قادة ومسؤولون من كثير من الدول والمنظمات الدولية، ولا سيما أوروبا»، دون أن يذكر أسماء دول أو منظمات بعينها. في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، كريستوف ليموين، إن باريس ترفض التصريحات الإسرائيلية التي تتهم بعض المسؤولين الأوروبيين بالتحريض على معاداة السامية. وذكر أن تلك التصريحات «غير مبررة» ومشينة. وأضاف في مؤتمر صحافي: «فرنسا ندّدت، وتندد بجميع الأعمال المعادية للسامية، وستواصل فعل ذلك دون لبس». وقالت شرطة واشنطن إنه أميركي، يُدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 31 عاماً، وليست له «أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من قبل أجهزة إنفاذ القانون». ولم يدخر المسؤولون الإسرائيليون وسعاً في إبراز الواقعة، والتنديد بكل من يقف وراء تنظيمات مثل «حماس».

التنديد الإسرائيلي

أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحادثة، متعهداً بـ«محاربة معاداة السامية والتحريض ضد إسرائيل دون هوادة»، ومؤكداً أنه سيتم تعزيز الأمن في السفارات الإسرائيلية حول العالم. كما أدان الرئيس إسحاق هرتسوغ الهجوم، وقال في بيان: «هذا عمل دنيء ينم عن كراهية ومعاداة للسامية... الإرهاب والكراهية لن يكسرانا». وتحدث أيضاً وزير الأمن القومي اليميني المتشدد، إيتمار بن غفير، عن الهجوم، معبّراً عن تعاطفه مع أسرتي الموظفَين. ووجد بن غفير الفرصة سانحة للهجوم على منتقدي إسرائيل في الداخل، فقال: «للأسف، تستمد معاداة السامية في أنحاء العالم قوتها من السياسيين البغيضين في إسرائيل، الذين يتهمون جنود جيش الدفاع الإسرائيلي بقتل الأطفال كهواية. دماء القتلى تلطخ أيديهم». وكان يشير بوضوح إلى يائير غولان، السياسي اليساري والنائب السابق لقائد الجيش، الذي أثار موجة غضب في إسرائيل عندما قال يوم الاثنين: «إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم... إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة». وأضاف غولان، في تصريحات لهيئة البثّ الإسرائيلية: «الدولة العاقلة لا تشنّ حرباً على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تهدف إلى تهجير السكان». وألقت أيضاً وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريجيف، بقدر من المسؤولية عن هجوم واشنطن على تصريحات غولان التي أيّدها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عنها قولها: «هذا هو تأثير غولان وأولمرت... يرتبط تعريض حياتنا للخطر ارتباطاً مباشراً بالتصريحات الوهمية والكاذبة التي أطلقاها، هما وآخرون». ووصف داني دانون، مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إطلاق النار بأنه «عمل إرهابي معادٍ للسامية». وكتب على موقع «إكس»: «إيذاء الدبلوماسيين والجالية اليهودية يتجاوز الخط الأحمر. ونحن على ثقة بأن السلطات الأميركية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي».

إدانات أميركية وأوروبية

وتدفقت أيضاً أصوات الشجب الأميركية والأوروبية التي عدّت الحدث مدفوعاً «بمعاداة السامية». وكتب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على منصة «تروث سوشيال»: «يجب أن تنتهي فوراً جرائم القتل المروعة في واشنطن، والمدفوعة بوضوح بمعاداة السامية». وأضاف: «لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة... تعازينا لأسرتي الضحيتين». وكتب وزير خارجيته، ماركو روبيو، على منصة «إكس»: «كان هذا عملاً سافراً من العنف الجبان والمعادي للسامية». وفي أوروبا، استنكر وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الحادثة ووصفها بأنها «عمل شنيع ووحشي ومعادٍ للسامية»، مؤكداً أنه «لا شيء يبرر العنف». كما عبَّر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، عن «الصدمة»، وقال إن هذا «عمل فظيع معادٍ للسامية». وعبّر كذلك وزير خارجية النرويج، إسبن بارث إيدي، عن «حزنه». أيضاً مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبَّرت عن «صدمتها»، وقالت: «لا ينبغي أن يكون هناك مكان للكراهية والتطرف ومعاداة السامية... في مجتمعاتنا». وندَّد وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، «بمشاهد الرعب والعنف»، وكتب على منصة «إكس»: «معاداة السامية... ينبغي أن تتوقَّف. وينبغي ألا تعود فظائع الماضي»، مبدياً «تعاطفه» مع إسرائيل.

وندّد المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، «بشدّة» بالواقعة. وجاء في منشور له على «إكس»: «أنا مصدوم بنبأ مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن... إنه عمل معادٍ للسامية».

من هما الموظفان؟ ومن المهاجم؟

ربما لعبت هوية القتيلين ونشاطهما دوراً - ولو يسيراً - في سيل الإدانات والشجب؛ فقد كانا يشاركان في نشاط كُرّس للبحث عن وسائل وأدوات يمكن أن تُحدث تغييراً في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والانعطاف به من المأساة إلى الأمل. وكان هناك تركيز في هذا النشاط على سبل مساندة المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون الجوع والتشرد والدمار في قطاع غزة. وكان ليشينسكي يعمل في السفارة في وظيفة «مساعد في قسم الأبحاث»، وكانت خطيبته ميلغريم باحثة في قضايا السلام، وتعدّ في إسرائيل «ناشطة سلام». أما الأميركي مطلق النار عليهما، فهو أيضاً باحث، وينتمي إلى تنظيمات تناصر القضية الفلسطينية وتقيم مظاهرات سلمية احتجاجاً على سياسة الحكومة الإسرائيلية.

 

«حماس»: إسرائيل تواصل «جريمة التجويع الممنهج» عبر تقنين دخول المساعدات

غزة الشرق الأوسط/22 أيار/2025

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنّ إسرائيل تواصل ارتكاب «جريمة التجويع الممنهج» بحق أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، عبر تقنين دخول المساعدات الإنسانية، وإخضاعها لمعادلات أمنية وسياسية. وأضافت الحركة، في بيان، اليوم الخميس: «ما تم إدخاله من مساعدات بعد 81 يوماً من الإغلاق الكامل لا يمثل سوى نقطة في محيط الاحتياج الطبيعي لقطاع غزة، الذي كان يتطلب قبل الحرب نحو 500 شاحنة يومياً لتلبية الحد الأدنى من متطلبات الحياة». وأوضحت: «واليوم، لا تتجاوز الكميات المسموح بدخولها أقل من عُشْر هذا الرقم، وسط تزايد عدد النازحين، وانهيار المنظومة الصحية، واتساع رقعة الجوع وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال». وحذرت الحركة مما وصفتها بمحاولات إسرائيل «تمرير مخططها بإقامة ما يُشبه (معسكرات اعتقال) في مناطق جنوب القطاع تحت غطاء المساعدات، وهو مخطط استعماري مرفوض لن يُكتب له النجاح». وجدّدت الحركة مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية «بالضغط العاجل لكسر الحصار كلياً». وفي وقت سابق اليوم، حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن قطاع غزة ما زال يواجه خطر المجاعة رغم استئناف بعض المخابز عملها إثر دخول شاحنات تحمل مساعدات إلى القطاع الليلة الماضية.

 

نتنياهو يعلن اختيار جنرال في الجيش لمنصب رئيس جهاز «الشاباك»

تل أبيب الشرق الأوسط/22 أيار/2025

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، اختياره الجنرال ديفيد زيني رئيساً جديداً لجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت)، متحدياً قرار المدعية العامة للدولة، الأربعاء، بمنعه من ذلك. وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو: «أعلن رئيس الوزراء نتنياهو هذا المساء قراره تعيين اللواء ديفيد زيني رئيساً جديداً للشين بيت»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». اعتبرت المدعية العامة في إسرائيل، الخميس، أن الآلية التي اعتمدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتعيين الجنرال ديفيد زيني رئيساً مقبلاً لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، كانت «معيبة». وقالت غالي باهاراف - ميارا، وهي أيضاً المستشارة القانونية للحكومة، في بيان: «هناك شكوك جدية (في أن نتنياهو) تصرف في حالة من تضارب المصالح، وآلية التعيين معيبة». ودعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الجنرال ديفيد زيني إلى رفض تولي رئاسة «الشاباك»، بعدما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعيينه على رأس جهاز الأمن الداخلي. وكتب رئيس حزب «يش عتيد» (يمين الوسط)، على منصة «إكس» أن «نتنياهو في وضع من تضارب خطير للمصالح. أدعو الجنرال زيني إلى الإعلان أنه لا يستطيع القبول بهذا التعيين ما دامت المحكمة العليا لم تعلن موقفها من هذه القضية». وقالت منظمة غير حكومية إسرائيلية، الخميس، إنها ستقدم التماساً قانونياً لمنع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تعيين رئيس جديد لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك). وأعلنت «الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل» أنها «ستقدّم التماساً آخر إلى المحكمة العليا في الأيام المقبلة ضد هذا التعيين غير القانوني، وستواصل الوقوف بحزم ضد محاولات ضرب النظام القانوني وسيادة القانون في إسرائيل»، واصفة قرار تعيين الجنرال ديفيد زيني بأنه خطوة «تحد»، بعد أن اعتبرت المدعية العامة أن على الحكومة التريث في هذا التعيين. عدّت المحكمة العليا في إسرائيل، الأربعاء، إقالة حكومة بنيامين نتنياهو لرئيس جهاز الأمن الداخلي رونين بار قراراً «مخالفاً للقانون»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وأوردت المحكمة في قرارها بشأن طعون قُدمت إليها في هذه القضية، أن «قرار الحكومة وضع حداً لولاية رئيس الشين بيت (المعروف أيضاً بالشاباك) اتخذ بناء على إجراء غير ملائم ومخالف للقانون».

 

نائب جمهوري أميركي يدعو لقصف غزة بالقنابل النووية...وَصَف القضية الفلسطينية بـ«القضية الشريرة»

واشنطن الشرق الأوسط/22 أيار/2025

دعا النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، راندي فاين، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، إلى «قصف (قطاع) غزة بالأسلحة النووية». وقال فاين، في أعقاب إطلاق النار المميت الليلة الماضية على اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية أمام المتحف اليهودي في واشنطن، حيث كانت تُقام فعالية للجنة اليهودية الأميركية: «الحقيقة أن القضية الفلسطينية قضية شريرة». وأضاف فاين: «النهاية الوحيدة للصراع (في غزة) هي الاستسلام التام والكامل لمن يدعمون الإرهاب الإسلامي»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». واستطرد: «في الحرب العالمية الثانية، لم نتفاوض على الاستسلام مع النازيين. لم نتفاوض على الاستسلام مع اليابانيين. قصفنا اليابانيين مرتين للحصول على استسلام غير مشروط... يجب أن يكون الأمر نفسه هنا. هناك خطأٌ عميقٌ في هذه الثقافة، ويجب دحره». ولا تزال شرطة العاصمة الأميركية، تحقق في دوافع المتهم بقتل موظفين اثنين في السفارة الإسرائيلية، خلال خروجهما من حفل في المتحف اليهودي، شمال غربي واشنطن، في هجوم أوقف منفذه الذي نادى بفلسطين حرّة وأثار استهجاناً واسعاً بعدّه «معادياً للسامية» ورأت الدولة العبرية أنه ينمّ عن «تحريض» ضدّ إسرائيل. وبعدما حددت هوية مطلق النار وقالت إنه يدعى إلياس رودريغز ويبلغ 31 عاماً من مدينة شيكاغو، قال شخص مطلع على التحقيق إن الشرطة تعتقد أن المشتبه به استهدف الحفل عشوائياً، ولم يكن لديه هدف محدد قبل وصوله إلى المكان، وإنه قام بإطلاق النار على أول من خرج من مكان الحفل في تلك اللحظة. وقصفت الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس (آب) 1945، بالقنابل الذرية بسبب رفض اليابان للاستسلام في الحرب. وكانت هذه الهجمات هي الوحيدة التي تمت باستخدام الأسلحة الذرية في التاريخ.

 

سحب الجنسية الكويتية من 1292 شخصاً أغلبهم على بند «أعمال جليلة»

الكويت/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

قرَّرت السلطات الكويتية، الخميس، سحب وفقد الجنسية من 1292 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء، في إحدى كبرى حالات السحب دفعة واحدة منذ بدأت اللجنة عملها مطلع مارس (آذار) 2024، وهو رقم مشابه لحالات سحب وفقد الجنسية التي تمّت في 14 مايو (أيار) الماضي، وبلغت 1291 حالة.

وقالت وزارة الداخلية الكويتية، في بيان، إن «اللجنة العليا لتحقيق الجنسية» عقدت، الخميس، اجتماعها برئاسة الشيخ فهد اليوسف، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وقررت سحب وفقد وإسقاط الجنسية الكويتية من 1292 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان صحافي، أن اللجنة قررت فقد شهادة الجنسية الكويتية وفقاً للمادتين «10 و11» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته من 8 حالات لـ«الازدواجية». وأضافت أن اللجنة قررت سحب شهادة الجنسية الكويتية وفقاً للمادة «21 مكرر أ» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته من 189 حالة «غش وأقوال كاذبة (تزوير)، وممن يكون قد اكتسبها معهم بطريق التبعية». وأشارت إلى أن اللجنة قررت سحب الجنسية الكويتية وفقاً للمادة «13» فقرة «1» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته من 73 حالة «غش وأقوال كاذبة (تزوير)، وممن يكون قد اكتسبها معهم بطريق التبعية» (أعمال جليلة). وأوضحت أن اللجنة قررت إسقاط الجنسية الكويتية وفقاً للمادة «14» فقرة «3» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته من حالة واحدة لـ«المساس بولائه للبلاد». وذكرت أن اللجنة قررت سحب الجنسية الكويتية وفقاً للمادة «13» فقرة «4» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته (مصلحة عليا للبلاد) من 50 حالة (إحصاء 1965)، وممن يكون قد اكتسبها معهم بطريق التبعية. وبينت أن اللجنة قررت سحب الجنسية الكويتية وفقاً للمادة «13» فقرة «4» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته (مصلحة عليا للبلاد) من 967 حالة (أعمال جليلة)، وممن يكون قد اكتسبها معهم بطريق التبعية. كما قررت اللجنة سحب الجنسية الكويتية وفقاً للمادة «13» فقرة «4» من قانون الجنسية الكويتية رقم «15» لسنة 1959 وتعديلاته (مصلحة عليا للبلاد) من 4 حالات (مادة ثامنة).

 

ترمب أبلغ الأوروبيين أن بوتين لا يريد إنهاء الحرب لأنه يعتبر نفسه «منتصراً»

الكرملين ينفي التقارير الإعلامية ويقول إن موسكو تعرف ما دار بين الرئيسين

واشنطن: إيلي يوسف/ الشرق الأوسط/22 أيار/2025

أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد وقف الحرب في أوكرانيا؛ لأنه يعتقد أنه منتصر. هذا ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» المحسوبة على الجمهوريين، التي أضافت في تقرير لها أن ترمب أبلغ هذا الأمر للقادة الأوروبيين الذين اتصل بهم بعد مكالمته الهاتفية مع بوتين الاثنين. ومع ذلك لم يفرض عقوبات إضافية على موسكو، وبدلاً من ذلك، اقترح إجراء محادثات على مستوى أدنى في الفاتيكان بين روسيا وأوكرانيا. كان هذا الاعتراف هو ما يؤمن به القادة الأوروبيون منذ فترة طويلة بشأن بوتين، لكنها المرة الأولى التي يسمعون فيها ذلك من ترمب. كما أنه يتعارض مع ما دأب ترمب على قوله علناً، وهو أنه يعتقد أن بوتين يريد السلام بصدق. ورفض البيت الأبيض التعليق، وأشار إلى منشور ترمب على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين، حول محادثته مع بوتين. وقال: «كانت نبرة وروح المحادثة ممتازة. لو لم تكن كذلك، لقلت ذلك الآن».

الكرملين ينفي

غير أن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، نفى تقرير الصحيفة، وقال إن «روسيا تعرف ما قاله ترمب لبوتين، ولا تعرف ما قاله للقادة الأوروبيين، وتقرير (وول ستريت جورنال) يتناقض مع التصريحات الرسمية لترمب، وما نعرفه نحن أيضاً». وكان ترمب قد أجرى مكالمة هاتفية سابقة مع القادة الأوروبيين، يوم الأحد، قبل يوم من محادثته التي استمرت ساعتين مع بوتين. وقد أشار حينها إلى أنه قد يفرض عقوبات إذا رفض بوتين وقف إطلاق النار، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثة. غير أنه يوم الاثنين غيَّر موقفه مرة أخرى، حيث لم يكن مستعداً لفرض عقوبات، وبدلاً من ذلك، قال إنه يريد المضي قدماً بسرعة في محادثات بين روسيا وأوكرانيا بالفاتيكان. وقال ترمب للصحافيين، يوم الاثنين، بعد مكالمته مع بوتين: «هذه ليست حربي. لقد تورطنا في أمر ما كان ينبغي لنا التورط فيه». وأشار في مكالمة هاتفية مع القادة الأوروبيين، يوم الأحد، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدرش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى أنه سيرسل وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الخاص كيث كيلوغ إلى المحادثات المتوقع عَقدُها في الفاتيكان.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تنضم إلى أوروبا في فرض عقوبات على صادرات الطاقة الروسية والمعاملات المصرفية. وصرح السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، الحليف المقرب من ترمب، أمس (الأربعاء)، بأنه جمع 81 صوتاً من أعضاء مجلس الشيوخ مستعدين للمشاركة في إعداد مشروع قانون من شأنه أن يشدد بشكل كبير عقوبات الطاقة وغيرها على موسكو.

لا ترتيبات روسية لاجتماع الفاتيكان

وفي معرض تعليقه على المفاوضات المقترحة في الفاتيكان، التي أشار إليها أيضاً الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، الذي قال إن «هناك المزيد من الوسطاء» ولا يقتصر الأمر على واشنطن وإنما تشارك أوروبا أيضاً، نفى المتحدث باسم الكرملين، بيسكوف، ذلك، وقال: «لا، لا توجد اتفاقات حتى الآن، لا توجد ترتيبات محددة للاجتماعات المقبلة، ولم نتوصل بعدُ إلى اتفاق، ويجري العمل على تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إسطنبول». وأضاف بيسكوف أن روسيا وأوكرانيا لم تحددا موعداً لإجراء محادثات مباشرة أخرى لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات و«لا يوجد اتفاق ملموس بشأن الاجتماعات المقبلة. لم يتم الاتفاق عليها بعد». تقول «وول ستريت جورنال» إنه بالنسبة للأوروبيين، فقد ساهمت جهودهم الدبلوماسية التي بدأت قبل نحو 10 أيام، بهدف دفع ترمب للضغط على بوتين في التأكيد أن دعم أوكرانيا أصبح الآن مسؤولية تقع على عاتقهم إلى حد كبير. وقالت إن الأوروبيين لا يعتقدون أن إدارة ترمب ستوقف صادرات الأسلحة الأميركية طالما أن أوروبا أو أوكرانيا تدفع ثمنها. من ناحيته قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن الاستعدادات جارية لتبادل الأسرى المحتمل، الذي وصفه بأنه «ربما النتيجة الحقيقية الوحيدة» للمحادثات في تركيا. وقال بيسكوف إن عملية تبادل الأسرى «عملية شاقة للغاية» و«تتطلب بعض الوقت». لكنه أضاف أن «العمل مستمر بوتيرة سريعة، والجميع يبدي اهتماماً بإتمامها بسرعة».

روبيو لا يصف بوتين مجرم حرب

ويوم الأربعاء، أحجم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن وصف الرئيس الروسي بوتين بأنه «مجرم حرب»، مؤكّداً أن الأولوية تقضي بالتفاوض لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وخلال جلسة استماع متوترة في مجلس النواب، ذكّره النائب الديمقراطي بيل كيتنغ، بالانتقاد اللاذع الذي وجّهه إلى بوتين عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ، قبل توليه منصبه وزيراً للخارجية، وسأله إذا كان ما زال يعتبر بوتين «مجرم حرب». وردّ روبيو قائلاً إن «جرائم ارتكبت في الحرب بأوكرانيا وستتمّ المحاسبة عليها لكن هدفنا الآن هو إنهاء هذه الحرب»، في ترداد واضح لمواقف ترمب. وأضاف: «دعوني أقول لكم إن كلّ يوم تستمرّ فيه الحرب، يقتل أشخاص ويصاب فيه المزيد من الأشخاص ويرتكب فيه بصراحة المزيد من جرائم الحرب». واعتبر كيتنغ تصريحات روبيو «غير متماسكة» و«تنطوي على التباس». وردّاً على سؤال آخر من نائب جمهوري، قال روبيو: «لولا الاتصالات التي جرت بين الولايات المتحدة وروسيا سنة 1961، لكان العالم قد انتهى إبّان أزمة الصواريخ الكوبية!» وميدانياً تستمر حرب الطائرات المسيَّرة ويحتدم القتال في بعض المناطق الرئيسية على الجبهة بين الطرفين. وقالت روسيا، الخميس، إن الدفاعات الجوية أسقطت 105 طائرات مسيَّرة أوكرانية فوق مناطق روسية، 35 منها كانت متجهة نحو موسكو. وذكر سيرغي سوبيانين، رئيس بلدية موسكو، أنه تم إسقاط العديد من الطائرات المسيَّرة التي كانت متجهة نحو المدينة. وقالت روسيا، الخميس، إنها أطلقت صاروخاً من طراز «إسكندر-إم» على جزء من مدينة بوكروف في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، مما أدى إلى تدمير منظومتين صاروخيتين من طراز «باتريوت» و«رادار». وذكرت القوات الجوية الأوكرانية أن أضراراً وقعت في منطقة دنيبروبتروفسك، بعد هجوم، لكنها لم تحدد نوع السلاح المستخدم. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الروسية تتقدم في نقاط رئيسية على الجبهة، وأفاد مدونون للحرب موالون لروسيا بأن القوات اخترقت الخطوط الأوكرانية بين بوكروفسك وكوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن أعنف المعارك على الخطوط الأمامية تدور حول بوكروفسك، ولم يشر إلى أي تقدم روسي.

ميرتس يحذر من الوضع «المتوتر»

من جانب آخر، قال المستشار الألماني فريدرش ميرتس، الخميس، إن تعزيز الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بقوات ألمانية في ليتوانيا سوف يساعد في الدفاع عن الحلف العسكري ضد «أي عدوان». وقال ميرتس خلال زيارة لفلنيوس ليدشن رسمياً لواء مدرعات ألمانيّاً جديداً، إن الأفعال الروسية لا تهدد أمن أوكرانيا فحسب، ولكن أيضاً أمن أوروبا والمنطقة الأوروبية الأطلسية. وأضاف ميرتس، وإلى جانبه الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا: «الوضع الأمني هنا في دول البلطيق ما زال متوتراً للغاية». وتابع ميرتس: «سوف نرسل هذا اللواء لحماية الجناح الشرقي بالكامل لـ(الناتو). وسوف يدافع عن أراضي الحلف ضد أي عدوان». ووصف ناوسيدا زيارة ميرتس بأنها «إشارة قوية». ويحقق الجيش الألماني إنجازاً جديداً بتمركز دائم لوحدة عسكرية تابعة له في الخارج. وكانت عمليات الانتشار السابقة مؤقتة. وتأتي هذه الخطوة رداً على الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

 

مصادر العربية: 19 قتيلاً بانفجار مخزن أسلحة سري للحوثيين

العربية.نت/22 أيار/2025

وقع انفجار كبير الخميس في مخزن أسلحة للحوثيين في منطقة صَرِف بمديرية بني حِشِيش شمال شرقي العاصمة صنعاء، وفق مصادر "العربية/الحدث". وأكدت المصادر أن الانفجار وقع بفعل فاعل، حيث لم يحدث أي قصف جوي لموقع المخزن الذي يُعتقد أنه سري تحت الأرض. كما أضافت أن الانفجارات في المخزن استمرت قرابة ساعتين، تطايرت خلالها المقذوفات في أرجاء المنطقة المحيطة بالمخزن وتسببت بأضرار كبيرة في المنشآت والمحال التجارية وبعض المنازل في الأحياء المجاورة. كما أفادت بمقتل 19 شخصاً وإصابة نحو 40 آخرين في الانفجار.

 

نتنياهو لماكرون وستارمر وكارني: أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية

العربية.نت/22 أيار/2025

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة لكل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني، "أنتم على الجانب الخطأ من العدالة والإنسانية"، بعد أن ندّدت العواصم الثلاث بـ"أفعال مشينة" لحكومته في قطاع غزة. كما قال في بيان مصور بالإنجليزية نشره مكتبه اليوم الخميس، "أقول للرئيس ماكرون، ورئيس الوزراء كارني، ورئيس الوزراء ستارمر: عندما يشكركم القتلة والخاطفون فأنتم على الجانب الخطأ من العدالة. أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية. وأنتم على الجانب الخطأ من التاريخ". وتابع "قادة أوروبا خدعوا بدعاية حماس"، مشيرا إلى أن عمليات إسرائيل العسكرية ضد الحركة الفلسطينية "ستتواصل". كما أضاف "يريدون من إسرائيل أن تستسلم وأن تقبل ببقاء حماس وأن يعيدوا تنظيم صفوفهم وأن يكرروا مجزرة السابع من تشرين الأول/أكتوبر مرارا وتكرارا". وتابع "إنهم يشجعون حماس على مواصلة القتال إلى ما لا نهاية". كذلك قال "تقارير المؤسسات الدولية بشأن المجاعة في غزة "كاذبة"، مشيرا إلى أن إسرائيل تعتزم إقامة مناطق آمنة كبيرة في جنوب غزة وسيتم نقل السكان إليها.

تهديد بريطاني فرنسي كندي

وهددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا واصلت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة.

كما علقت بريطانيا محادثاتها مع إسرائيل بشأن اتفاقية للتجارة الحرة وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع اتفاقية شراكة تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية في ظل "الوضع الكارثي" في غزة. ولا يزال الفلسطينيون في غزة ينتظرون وصول الغذاء اليوم الأربعاء رغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على الحكومة الإسرائيلية للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى سكان القطاع الذين أصبحوا على شفا مجاعة بعد حصار دام 11 أسبوعا. وبحسب إحصاءات عسكرية إسرائيلية، دخل إلى قطاع غزة أقل من 100 شاحنة مساعدات منذ يوم الاثنين عندما وافقت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على رفع الحصار عن سكان القطاع.

لا طحين

ومع استمرار استهداف القطاع بالغارات الجوية والدبابات، ما أسفر عن مقتل العشرات اليوم الأربعاء، قال أصحاب مخابز وشركات نقل محلية إنهم لم يستلموا بعد إمدادات جديدة من الطحين وغيره من المواد الأساسية.

وفرضت إسرائيل الحصار في أوائل مارس آذار، متهمة حماس بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين، وهو ما تنفيه الحركة. وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة ردا على الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأسفر بحسب الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة واقتيادهم إلى غزة. وبحسب السلطات الصحية في غزة، أسفرت الحملة الإسرائيلية على القطاع عن مقتل أكثر من 53600 فلسطيني. ودمرت الحملة القطاع الساحلي، وتقول منظمات الإغاثة إن علامات سوء التغذية الحاد منتشرة فيه على نطاق واسع.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

أهل الذمة بين التكفيريين السنة والشيعة

الكولونيل شربل بركات/22 أيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143572/

لن يهنأ بال لأحد في هذا الشرق طالما يحلم البعض بالتفوّق على الآخرين لإنتمائهم الديني وكأن الله لا يأبه إلا بهم.

لنقرأ ما توصل إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد ابن سلمان، إذ يقول بأن كل النظريات التكفيرية مرفوضة وبأنها لا تشبه المسلمين ونحن نقبل القرآن ككتاب الله ولا نقبل بالمتاجرين بالأحاديث

هل سيتمكن الاعتدال الاسلامي من تخليص الدين الحنيف من رواسب الماضي؟

اليوم يحاول بعض الفصائل من المقاتلين السنة في سوريا تذكير المسيحيين بدفع الجزية بينما يواجهون العلويين بتهمة مساندة الطاغية "الأسد" والدروز بتمهمة مساندتهم من قبل أخوتهم في اسرائيل

**

يعيش الشرق الأوسط منذ فترة نهاية الخلافة العثمانية، وبالرغم من كل الشعارات التقدمية والنظريات الفلسفية والتفاعلات الاقتصادية وتأثير الحروب العالمية والصراعات الفكرية، إلى اليوم هاجس الطروحات الدينية التي ترتكز على العودة إلى مفاهيم انطلاقة الاسلام وانتشاره خارج الجزيرة العربية، وبالتالي فرض التمييز بين "المؤمنين" وغيرهم من الرعايا، وخاصة سكان البلاد الذين دعيوا "بأهل الذمة"، وذلك لتشجيع الملتحقين بالدين الجديد على الانضمام للقوى المحاربة، والتي تسعى لنشر السيطرة بين القبائل والشعوب مستندة إلى هذا الحافذ النفسي والمادي على السواء. وبينما اعتمد العرب الخارجين من الصحراء إلى بلاد الشام على رجال الادارة خاصة المسيحيين لبناء دولتهم، وقد كان هؤلاء أختلفوا مع جباة الأمبراطورية الذين طالبوهم بدفع المتأخر عليهم من أعباء الضرائب والرسوم فور تخلصهم من نير احتلال جيوش كسرى التي كانت نهبت خيراتهم وأرهقتهم وأذلتهم لعدة سنوات، ما دفعهم إلى تفضيل الخضوع لسيطرة فرسان الصحراء هؤلاء وهم اكتفوا بالقليل، ومساعدتهم على تنظيم دولتهم والتخلص من هيمنة الادارة الامبراطورية الكثيرة المطالب. وقد سادت نظرية حرية العمل والانتاج في مقابل التطوع بالجندية لخدمة النظام الجديد ومشاريعه التوسعية، ومن هنا كان التمييز بين من يعمل وينتج مقابل من يلتزم بالقتال لتأمين الاستقرار لهؤلاء. ولذا كان على المنتجين، الذين لا يُسألون عن أفكارهم ومعتقداتهم الدينية طالما قبلوا بحكم المسلمين، دفع "الجزية" أي المتوجب للخزانة من أجل تأمين رواتب المتطوعين للعمل في مجال الأمن والدفاع أو عمليات المهاجمة والتوسع. 

هذه النظرية الاقتصادية التي سادت مع توسع الدولة في بلاد الشام بدأت تتغير ما بعد احتلال بلاد الفرس والتحاق عناصر من وسط آسيا تباعا في الدين الجديد، حيث قلت أعداد "أهل الذمة"، وهم أهل البلاد في مناطق الشام ومصر وشمال أفريقيا، بينما لم يكن هناك الكثير منهم في البلاد البعيدة صوب الشرق، ومن هنا أصبح المبدأ السائد هناك أن تُسلم أو تقتل. وهكذا توقفت الفتوحات عند مواجهة الشعوب القادرة على الدفاع عن نفسها (في الصين أو منغوليا أو الهند...) وتلخصت الدعوة بالقوة أو حدّ السيف. 

الحكم الأموي كان يعتمد على العرب أكثر من بقية الأجناس، ولكن منذ التغيير الذي طرأ على الحكم مع وصول العباسيين، بدأ تأثير الشعوب الأخرى على الحكم خاصة الفرس ثم الأتراك وبالتالي على التفسيرات الدينية، فكثرت الاجتهادات، ومن هنا اللجوء إلى الأحاديث المستقاة من قصص وأخبار رويت ونقلت عن النبي والصحابة لدعم فكرة التكفير وتغليب هذه الروايات على المنطق والعلاقات الطبيعية، وحتى على النصوص القرآنية أحيانا، وتفوّق هذه الاحاديث التي تدعو إلى حق المسلمين بالسيادة على غيرهم من الشعوب لدرجة الاستعباد، فهؤلاء يعيشون تحت رحمة المسلمين "المقاتلين" ويلتزمون وحدهم دفع الجزية أو الضرائب المفروضة لحاجات الدولة. 

بعد سقوط السلطنة العثمانية وانتصار الفكر العلماني المتأثر بالثورة البلشفية انتهى دور الخليفة فساد نوع من النوستالجية لدور جديد للمسلمين خاصة مع الأخوان في مصر. وبالرغم من التأثير السوفياتي وتفشي الاحزاب اليسارية تحت شعارات الوحدة العربية، بقي الحلم بالتفوق الاسلامي يلهب الجماهير إن في أحداث فلسطين أو في مواجهات لبنان، ليعود بمظهر جديد مع جماعة القاعدة التي اعتمدت ما سمي بالسلفية أو التنظيمات التكفيرية المختلفة ومنها جماعات الجزائر التي قتلت أكثر من مئتي ألف من المسلمين الآمنين هناك وتنظيم داعش الذي اعتمد القتل والتهجير في سوريا والعراق ومجموعات باكو حرام في نيجيريا وسائر بلدان أفريقيا وغيرها من التنظيمات التي تنادي بالاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي حيث تمادت الخمينية الشيعية المتمثلة بولاية الفقيه والتي تسعى بنفس الوسائل للهيمنة والتسلط بتكفير الكل وخاصة السنة "أحفاد يزيد" ولو بطريقة مختلفة. ولكن الهدف واحد وهو تعبئة الموالين للقتال في سبيل الله وقتل الآخرين أو طردهم بينما يدفع الباقون الجزية لكي يعيشوا بحماية هؤلاء المقاتلين.

اليوم يحاول بعض الفصائل من المقاتلين السنة في سوريا تذكير المسيحيين بدفع الجزية بينما يواجهون العلويين بتهمة مساندة الطاغية "الأسد" والدروز بتمهمة مساندتهم من قبل أخوتهم في اسرائيل. ولكن هل كان الشيعة في حزب الله والفاطميون والافغان وغيرهم من التنظيمات التابعة لإيران أرحم على السنة أو على المسيحيين وبقية أهل الذمة؟ وماذا فعل شيعة جماعة حزب الله هؤلاء يوم تمكنوا من السيطرة في لبنان ولو بشكل جزئي؟ هل كانوا أرحم على البقية من اللبنانيين؟ وماذا عن دفع الجزية من قبل المسيحيين وغيرهم من المختلفين عنهم؟ ألم يتمنّعوا عن دفع الرسوم للدولة بحجة القتال وحولوا الجباية على الآخرين؟ وماذا عن الوظائف والمعاشات والاستفراد بالحكم؟ أليس هذا أيضا من قبيل جعل الكل أهل ذمة واستفرادهم هم بالامتيازات تحت شعار أنهم وحدهم "المقاومون" اي المقاتلون؟ 

العقلية التي لا تزال سائدة بين التكفيريين سنة وشيعة لن تتوقف ولن تتغير قبل أن يعود هؤلاء عن فجورهم ويفهموا بأن الكل مواطنون متساوون تحت القانون ولا حق لأحد بالسيطرة مهما كان دينه أو انتماءه أو تاريخه، وعليه أن يقبل بالدولة وبأحكام القانون ولا يحلم بالتمييز أو الاستعلاء، وإلا فكل ظالم سيبلى بأظلم ولن يهنأ بال لأحد في هذا الشرق طالما يحلم البعض بالتفوّق على الآخرين لإنتمائهم الديني وكأن الله لا يأبه إلا بهم. 

فلنتروى قليلا ولنقرأ ما توصّل إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد ابن سلمان، وهو سيصبح خادم الحرمين الشريفين مستقبلا، إذ يقول بأن كل النظريات التكفيرية مرفوضة وبأنها لا تشبه المسلمين ونحن نقبل القرآن ككتاب الله ولا نقبل بالمتاجرين بالأحاديث التي منها ما هو منحول أو غير دقيق ولا يخدم الاسلام بل يضر به. 

فهل نتأمل بمستقبل زاهر في هذا الشرق بعد كل المعاناة؟ وهل سيتمكن الاعتدال الاسلامي من تخليص الدين الحنيف من رواسب الماضي؟ وهل تكون مدة اربعة عشر قرنا هي المعدل في حياة الأديان ليبدأ فيها نوع من النقد الذاتي؟ فقد كان القرن الخامس عشر تاريخا مهما في الكنيسة الكاثوليكية أيضا حيث تعرضت لهزة أعطتها اندفاعة جديدة رفضت خلالها الكثير من النظريات وغيرت مسارها التاريخي. وهل أن الدين اليهودي أيضا كان تعرّض لنفس الهزة في الفترة الزمنية المتقاربة نفسها والتي أعقبت تبشير الرسل وانتشارهم حول العالم المعروف؟        

 

نزع سلاح الفصائل الفلسطينية في لبنان يعني نزع سلاح حزب الله

حنين غدار وإيهود يعاري/معهد واشنطن/22 أيار/2025

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143584/

(ترجمة من الإنكليزية بحرية بواسطة الياس بجاني بالإستعانة بعدد من مواقع الترجمة الألكترونية)

نظرًا للتنسيق العميق، التاريخي والمستمر، بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وحزب الله، لم يعد مقبولًا أن تتعامل بيروت مع هذه الجماعات بشكل منفصل. بل يتوجب عليها صياغة استراتيجية موحدة لنزع سلاحها بالكامل – وكلما أسرعت في ذلك، كان أفضل.

في الأسبوع الماضي، وجّه المجلس الأعلى للدفاع في بيروت تحذيرًا إلى حماس وسائر الفصائل الفلسطينية المسلحة، من القيام بأي أنشطة تُعرض أمن لبنان للخطر. جاء هذا التحذير عقب اجتماع ضم أعضاء المجلس والرئيس جوزيف عون، تقرر خلاله العمل على نزع السلاح الكامل من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أصدر عون ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بيانًا مشتركًا أعلنا فيه إنهاء ظاهرة "الأسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة"، والتزما بعدم تحويل المخيمات الفلسطينية إلى "ملاذ آمن للجماعات المتطرفة".

ورغم أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله في تشرين الثاني/نوفمبر نص صراحة على نزع سلاح جميع الميليشيات، ركزت الحكومة اللبنانية حتى وقت قريب على سلاح حزب الله بين نهر الليطاني والحدود الجنوبية. إلا أن إطلاق خلايا حماس من لبنان وابلاً من الصواريخ على إسرائيل في نيسان/أبريل، دفع المجتمع الدولي إلى تصعيد الضغط لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني أيضًا.

ورغم حزم اللهجة الرسمية الجديدة، لم يطرح المسؤولون بعد خطة واضحة أو جدولًا زمنيًا لتنفيذ نزع السلاح فعليًا. وفي حين سلّمت حماس اثنين من عناصرها المطلوبين على خلفية الهجوم الصاروخي، لم تُبدِ أي نية لتسليم أسلحتها، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى جدية الدولة في تنفيذ التزاماتها.

إرث معقد متعدد الأجيال

يمثل نزع سلاح الفصائل المنتشرة في المخيمات الفلسطينية الستة عشر في لبنان تحديًا معقدًا للقدرات المحدودة للدولة. فبموجب اتفاق القاهرة عام 1969، سُلّمت السيطرة الأمنية على المخيمات من السلطات اللبنانية إلى "قوات الكفاح المسلح" التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومنذ ذلك الحين، لم تدخل القوى الأمنية اللبنانية تلك المخيمات.

ويعيش في هذه المخيمات نحو 200 ألف شخص، من بينهم آلاف المقاتلين المنتمين إلى فصائل مختلفة، أبرزها حماس والجهاد الإسلامي و"الجماعة الإسلامية" التي شكّلت ذراعًا عسكرية تُعرف بـ"قوات الفجر". وقد برز مؤخرًا انقسام داخل الجماعة الإسلامية، أسفر عن إقالة قائدها العسكري محمد طقوش وتفكيك جناحه المسلح.

أما فصائل مثل فتح الانتفاضة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة، فلطالما اعتمدت على النظام السوري كداعم رئيسي، ولعبت دورًا محدودًا في هجمات حزب الله خلال الحرب الأخيرة. ورغم أن الجيش اللبناني سيطر في كانون الأول/ديسمبر الماضي على ثلاث قواعد للجبهة في البقاع، إلا أن تسوية سياسية أبقت على سيطرتها الجزئية على قاعدتها الأساسية في الناعمة جنوب بيروت.

تشكل هذه الفصائل ما تبقى من نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية الذي ترسخ في لبنان بين 1972 و1982، حين شاركت، تحت قيادة عرفات، في القتال ضد حزب الكتائب وضد إسرائيل بالتنسيق مع حزب الله. وكانت مخيمات مثل عين الحلوة، الرشيدية، نهر البارد، وبرج البراجنة مركزًا أساسيًا لهذا النشاط، بل ووفرت تحصينات منيعة خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

واليوم، تواجه السلطات اللبنانية واقعًا عمره جيلان من النفوذ المسلح في هذه المخيمات، حيث تجذّرت تلك الجماعات ووسّعت نفوذها ليطال المدن المجاورة والمجتمعات الريفية. وبالتالي، فإن أي خطة لنزع السلاح يجب أن تكون مدروسة وحذرة. ويبدو أن الرئيس عون وخليفته في قيادة الجيش، العماد رودولف هيكل، يفضلان التفاوض على تسليم منظم للأسلحة، لتجنّب اندلاع صراع داخلي واسع.

حزب الله... العائق الأكبر

فرص النجاح في التفاوض مع الفصائل الفلسطينية ترتبط بشكل وثيق بموقف القادة العسكريين الجدد في حزب الله، أبو علي حيدر وهيثم الطباطبائي، اللذين يتماهيان على الأرجح مع الموقف الإيراني الرافض لنزع سلاح الفلسطينيين، خشية أن يُستخدم ذلك كمقدمة لنزع سلاح الحزب ذاته.

لطالما استخدم حزب الله هذه الفصائل كورقة ضغط داخلية وخارجية، خصوصًا في أوقات لا يرغب فيها بخوض مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو خصومه اللبنانيين. ومع مراقبة إسرائيل والجيش اللبناني واللجان الدولية لأي تحرك، قد يرى حزب الله في الفصائل الفلسطينية أداة مثالية لتمرير أجندته دون أن يتحمل الكلفة مباشرة.

ومع ذلك، فإن دعم هذه الفصائل في تحدي الدولة سيؤدي إلى نقمة شعبية لبنانية واسعة، وربما يجر الحزب إلى صراع داخلي هو في غنى عنه. لذلك، قد يفضّل حزب الله التريّث والمماطلة.

عامل آخر يتمثل في دور محمود عباس، الذي قد يعرض مناصب ومزايا لقادة فتح مقابل تسليم السلاح. لكن تأثيره محدود، إذ إن بعض القادة (مثل الإخوة مقداد في عين الحلوة) انحازوا فعليًا إلى حزب الله وفيلق القدس، رغم بقائهم رسميًا ضمن فتح.

أما حماس، فهي الطرف الأخطر، ولن تستجيب لعباس. بل قد تستغل زيارته لإظهار تحدٍ علني يعزز حضورها. وتُضاف إلى ذلك التحولات الأخيرة في عين الحلوة، حيث أضعفت الاشتباكات نفوذ فتح، ما عزز سطوة حماس وحزب الله على القرار داخل المخيم.

تفكيك "جبهة الرفض"... من لبنان إلى الشام

نزع سلاح الفصائل في لبنان لا يمكن فصله عن الجهود الإقليمية الأوسع لتفكيك "جبهة الرفض الفلسطينية"، التي تعارض أي تسوية مع إسرائيل. ففي سوريا، أغلقت الحكومة الجديدة قواعد هذه الفصائل واعتقلت بعض قادتها. وفي الأردن، تنفذ السلطات مداهمات وتضبط أسلحة وطائرات مسيّرة بحوزة حماس والإخوان المسلمين.

لكن المهمة الأصعب والأكثر تعقيدًا تبقى في لبنان.

التوصيات

بسبب الترابط العميق بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وحزب الله، فإن نزع سلاح أي طرف دون الآخر غير ممكن. الجيش اللبناني يفضّل تجنب المواجهة خوفًا من انفجار داخلي مع الفلسطينيين والشيعة، لكن "الحوار" وحده لا يكفي. ولا تزال بيروت تفتقر إلى خطة عملية.

وقد أشار الرئيس عون، في مقابلة تلفزيونية أخيرة، إلى تبادل رسائل مع حزب الله بهذا الشأن، لكنه شدد على ضرورة عدم التسرع. وربط بعض الحلول الداخلية بمسار مفاوضات واشنطن مع طهران – وهذا خطأ. يجب أن توضّح إدارة ترامب أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل ونزع سلاح الميليشيات هو أمر مستقل عن أي مفاوضات مع إيران.

وبالتالي، يجب على بيروت وضع خطة موحدة لنزع سلاح كل من الفصائل الفلسطينية وحزب الله. كما ينبغي لإدارة ترامب أن تدفع لبنان إلى تحديد جدول زمني واضح لإتمام ذلك، مدعومًا بإنذارات نهائية للفصائل. ويمكن أن تبدأ العملية بمداهمات محدودة في مخيمات صغيرة، ثم التوسع نحو مخيمات الجنوب الكبرى كعين الحلوة والرشيدية.

إذا استمر حزب الله في الرفض، فقد تصبح المواجهة الكبرى حتمية.

صحيح أن ثمن هذه المواجهة سيكون باهظًا، لكن كلفة الفشل ستكون أفدح: حرب شاملة مع إسرائيل، وبقاء حزب الله مهيمنًا على مقدرات الدولة وقرارها الخارجي.

قبل الحرب الأخيرة، لم يكن الجيش اللبناني قادرًا على مجابهة حزب الله وحلفائه، لكن المعادلة تغيّرت بعد الضربات الإسرائيلية المكثفة. أصبح الجيش الآن مؤهلاً عسكريًا، لكنه بحاجة إلى تفويض سياسي ودعم لوجستي. وإذا أظهرت بيروت جدية، فعلى واشنطن تقديم المساعدة اللازمة.

وأخيرًا، ينبغي على الولايات المتحدة وشركائها الدوليين اعتبار نزع السلاح شرطًا مسبقًا لأي دعم سياسي أو اقتصادي للبنان.

 

"أبو مازن" آخر الأبَوَات" ويسلِّم آخر بندقية

جان الفغالي/نداء الوطن/23 أيار/2025

حين كانت طائرة الرئيس الفلسطيني محمود عبَّاس، أبو مازن، تهم بالهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كان ينظر من نافذة الطائرة، فيرى المخيمات الفلسطينية، ولا شك أن الذاكرة عادت به إثنين وخمسين عاماً إلى الوراء، وتحديداً إلى أيار، أي في مثل هذا الشهر، من العام 1973، حين اندلعت اشتباكات بين الجيش اللبناني و"جيش التحرير الفلسطيني"، وبلغت قساوة المعارك حدّاً دفع الجيش اللبناني إلى استخدام سلاح الطيران. يذكر " أبو مازن" جيداً أنه كان في غرفة العمليات في أحد مخيمات بيروت مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، أبو عمَّار، وكان طرح موضوع السلاح الفلسطيني يُعتبر خيانة، حتى ولو كان الفلسطينيون يتجاوزون "اتفاق القاهرة" الذي وُقِّع قبل أربعة أعوام من تلك المعارِك، وذاك الاتفاق كان يقضي بتشريع السلاح الفلسطيني. والواقع أن السلاح الفلسطيني في لبنان بدأ ينتهك السيادة اللبنانية والقوانين اللبنانية المرعية الإجراء، في أواخر عهد الرئيس شهاب وبداية عهد الرئيس شارل الحلو، الذي في السنة الأخيرة من عهده تم توقيع اتفاق القاهرة. "تواطأت" الدول العربية على أن يكون "السلاح الفلسطيني" أو "الفلسطيني المسلّح" في لبنان، من بين كل دول المواجهة، فالأردن ضرب الفلسطينيين في ما عُرِف بـ "أيلول الأسود"عام 1970، والرئيس حافظ الأسد لم يسمح للفلسطينيين الخارجين من الأردن بالبقاء في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، بل اشترط للسماح لهم بالدخول إلى سوريا، من الأردن، أن يكون مرورهم "ترانزيت" إلى لبنان، وهكذا كان، فدخلوا إلى لبنان وتوزعوا على مخيماته ليشكِّلوا مع المسلحين الفلسطينيين الآخرين،"بؤر توتر" على امتداد الجغرافيا اللبنانية.  انخرط الفلسطينيون في الحرب اللبنانية، من الرصاصة الأولى، وانحازوا إلى ما سمي "الحركة الوطنية"، وقاتلوا معها على كل الجبهات، حتى قيل "إن الفلسطينيين هم جيش المسلمين".

دخلت إسرائيل مرتين لأبعاد الفلسطينيين من الجنوب: المرة الأولى عام 1978، والثانية، وهي الأكبر، في اجتياح العام 1982، والذي أدى إلى خروج منظمة التحرير من لبنان إلى تونس. كان يُفترض أن ينتهي موضوع السلاح الفلسطيني في لبنان بعد الاتفاق الفلسطيني- الإسرائيلي وعودة ياسر عرفات إلى الضفة الغربية، إذ لماذا يبقى السلاح الفلسطيني في لبنان فيما الرئيس الفلسطيني وقَّع اتفاقاً مع إسرائيل؟ بدءاً من ذلك التاريخ، ترسَّخ واقع أن السلاح الفلسطيني في لبنان بات في خدمة الأنظمة العربية، وتوزعت الفصائل الفلسطينية على الأنظمة العربية، وكانت في خدمتها وليس في خدمة "القضية الفلسطينية": "الصاعقة" عند النظام السوري، وجبهة التحرير العربية عند النظام العراقي، وحركة "حماس" اليوم عند إيران. ومعبِّر جداً كتاب "باتريك سيل" الذي حمل عنوان "أبو نضال – بندقية للإيجار". وهكذا كما أصبح السلاح الفلسطيني في لبنان عبئاً على لبنان، أصبح أيضاً عبئاً على السلطة الفلسطينية، ولهذا أتى رئيس السلطة الفلسطينية، آخر "الأبوات" ورفيق "أبو عمار" ليسلِّم آخر بندقية في المخيمات، وينتهي من السلاح الذي أصبح عبئاً.

 

سقوط دولة "حزب الله"؟

د. علي خليفة/نداء الوطن/23 أيار/2025

دولة "حزب اللّه" هي اليد الغليظة للنظام الإسلامي في إيران الممتدّة إلى لبنان. انتزعت الشيعة اللبنانيين من مجتمعهم واغتالت تاريخهم الثقافي والاجتماعي، ومنعت إقامة النظام عبر تعطيل آلياته وتعليق الدستور. وأنشأت أنظمة رديفة على جثة الدولة اللبنانية وأدوارها. فاستفحلت "المسألة الشيعية" حدّ تحويل لبنان إلى "مجتمع بلا دولة"، مجتمع الدم، ومدرسة التعبئة، واقتصاد العقوبات، وثقافة النمط الموجّه... تلك عناصر دولة "حزب اللّه". إن حرب الإسناد التي جعلت من الشيعة اللبنانيين وقوداً لمشروع إيران ومصالحها، أَوْدَت أيضاً بـ "حزب اللّه" إلى مقتلته. خسائر غير مسبوقة بالبنية العسكرية والمالية وتداعي المنظومة كلّها التي أقام عليها "حزب اللّه" دولته وغلواءها. مع استشراف ما بعد سقوط دولة "حزب اللّه"، يجب أن يخرج مشروع سياسي من الطائفة الشيعية بوجه "الثنائي"، ومشروع ثقافي يُحاكي الحداثة ويصالح مفاهيمها مع الفقه الشيعي، في سبيل تخطّي "المسألة الشيعية" واستعادة الدولة في لبنان فلا تكون مقتلة "حزب اللّه" هزيمة للشيعة.

كتب العلّامة السيد محمد حسن الأمين، بفمٍ مفوّه وحادّ، وخطاب صادق النبأ، وريشة راسخة ومتبحّرة في العلم، وقلبٍ نابض بالحب والقيم الإنسانية، إن "سلطة الحق الإلهي هي مؤامرة على التشيّع"... والعلّامة الأمين، في موقفه هذا، يشهر تصوّراً فذاً لتجديد الفكر الديني الإسلامي وتنزيهه عن طموح الحكم. وموجباته التصالح مع العلمنة التي عاداها بعض المتديّنين وعلماء الدين المسلمين، بينما بَنَت عليها الحداثة مقاربتها للدولة بأدوارها كافة كجهاز ناظم للمجتمع. وخيط الربط يطول بين المصطلحات المفتاحية والقاعديّة للحداثة، من العلمنة والدولة، إلى المواطنة والعيش معاً. إذ تصبح جميعها مفاهيم ناجزة في ظلّ الحداثة، ومعها الدين في الحداثة كمعطى ثقافي في المجتمع وكخيار فردي للإنسان. بدوره العلّامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين، أخذ جوانب لا تقلّ أهمية في مقاربة قضايا وإشكاليات متعدّدة في سبيل توفير فرص ليخرج من الفقه الشيعي مشروع ثقافي يحاكي الحداثة. رفض العلّامة شمس الدين فكرة الولاية العامة للفقيه واعتبر الولاية للأمة بمجموع أفرادها. وكذلك، العلّامة السيد علي الأمين كتب عن مفهوم ولاية الدولة باعتبارها الجهاز الشرعي الناظم للمجتمع من خلال القيام بأدوار ووظائف حصرية. ثمة ما يمكن استلهامه إذن على سبيل تقديم تأصيل فقهيّ يلاقي العقل السياسي الغربي في تعريف الدولة، ببعده الفلسفي والسياسي العملي ويجعل اللبنانيين الشيعة جزءاً من المشروع اللبناني. هكذا تصبح مصائب دولة "حزب اللّه"، عند الدولة اللبنانية والطائفة الشـيعية، فوائد.

 

لا سلاح خارج الدولة

أسعد بشارة/نداء الوطن/23 أيار/2025

لا جديد فلسطينياً في زيارة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) إلى بيروت. الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية واضح لا لبس فيه: كما تطالب بنزع سلاح حماس في غزة، فإنها تؤكد على ضرورة سحب السلاح من يد كافة الفصائل داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان. البيان المشترك اللبناني – الفلسطيني الذي صدر بعد لقاءات بعبدا، يمكن اعتباره وثيقة تاريخية غير مسبوقة، حيث لم يُبقِ لأي سلاح خارج الشرعية غطاءً أو مبرراً. لكن، وكما في كل محطة لبنانية، العبرة تبقى في التنفيذ، وهذا التنفيذ مرهون أولاً وأخيراً بقرار لبناني سيادي حازم ببسط سلطة الدولة الكاملة على كل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك المخيمات.

فور مغادرة طائرة أبو مازن لمطار بيروت، يُنتظر أن تصل طائرة أخرى تقل مسؤولاً أمنياً فلسطينياً رفيع المستوى، ليبدأ البحث العملي في آليات تنفيذ وثيقة بعبدا. هذه الوثيقة تنص على تنظيم الوجود الفلسطيني أمنياً واجتماعياً وقانونياً، وتفتح الباب أمام تحسين أوضاع الفلسطينيين في لبنان، شرط أن يكون ذلك تحت سقف الدولة اللبنانية.

السلطة الفلسطينية تطالب، بشكل واضح، بضمانات أمنية للفلسطينيين وحقوق مدنية وإنسانية طال انتظارها، لكن التحدي الأكبر يبقى في كيفية التعامل مع سلاح حماس والفصائل الإسلاموية التي زرعتها قوى "الممانعة" داخل المخيمات، واستخدمتها كورقة ضغط متفجرة كلما دعت الحاجة.

حماس اليوم في وضع حرج، فهي مطالبة بنزع سلاحها وتسليم كل المطلوبين الذين أطلقوا الصواريخ من جنوب لبنان في اعتداءات خارجة عن سلطة الدولة والجيش اللبناني. وعلى الأرجح، ستلجأ الحركة إلى التذرع بحجج وشروط وأولويات، إلا أن الرسالة أصبحت واضحة: لا سلاح خارج سلطة الدولة اللبنانية، ولا غطاء لأي جهة مسلحة تعمل خارج المؤسسة العسكرية الشرعية.إن سلاح حماس في لبنان لم يعد ورقة سياسية، بل أصبح عبئاً أمنياً واستراتيجياً على الفلسطينيين أنفسهم قبل غيرهم. وهذا السلاح بات يتصدر جدول الأولويات في النقاشات اللبنانية – الفلسطينية، وبات على طاولة القرار اللبناني الجاد، الذي لم يعد يملك ترف التأجيل.

الدولة فقط هي الحامية، وكل ما عداها هو فوضى متنقلة وخطر دائم.

 

زيارة ترامب الاستثمار والندّية واهمية القيادة وغياب لبنان

د. منى فياض/22 أيار/2025

بينما انشغل اللبنانيون بالانتخابات البلدية ونتائجها، انشغل العالم بالزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الاميركي ترامب الى دول الخليج، وعلى رأسها المملكة السعودية.

أطلقت هذه الزيارة التاريخية رياح التغيير والتفاؤل. يبدو انه زمن عربي جديد وواعد ومنفتح على المستقبل، وسينعكس على المنطقة العربية واستقرارها، في ظل القيادات الخليجية الشابة، وعلى رأسها القيادة السعودية. وظهرت تباشير ذلك مع الأداء المنسجم والتعاوني للمنظومة الخليجية ككل. فزمن الخلافات أصبح من الماضي.

الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي عقدت، في مجال الأمن والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والنووي والفضائي، بالغة الاهمية. هي جميعها تشاركية وعبارة عن توظيفات استثمارية بمليارت الدولارات، مثمرة لكلا البلدين، وستوفر مئات آلاف الوظائف.

أما المفاجأة الترامبية، فكانت رفع العقوبات عن سوريا، برغبة من الأمير بن سلمان، وطلب من الرئيس التركي؛ ما سيحمّلهما عبء مسؤولية سيرورة الأمن والاستقرار للدولة السورية. كما يسمح بإقامة توازن في النفوذ العربي في سوريا مقابل نفوذ تركيا. وسوياً يوازنان ويحدّان من التدخل الاسرائيلي.

ومن المفيد هنا الإشارة الى ملاحظة الرئيس ترامب، التي تمنى فيها "ان يساعد ذلك سوريا البقاء كدولة". وفي هذا ما يوحي بأن ترامب لا يرغب برؤية سوريا مفككة. كما انه يقضي على كل أمل لإيران بتخريب الوضع في سوريا، أو في استعادة نفوذها فيها.

أما لبنان الذي غاب عن هذه الفرصة التاريخية، ظل حاضراً بقوة في النقاشات وفي أحاديث ترامب وبن سلمان. فلقد ذكره على لسان الرئيس الاميركي عدة مرات، ما يبرز اهتمامه ودعمه للبنان. لكن الأمر تطلب منه التنبيه الى ضرورة الاستعجال في استكمال ما طُلب من لبنان تنفيذه دون تأخير. إذ قال: " يمكن للرئيس اللبناني بناء دولة بعيداً عن الحزب". هذه ال"يمكن" تترك للشك موضعاً حول الأداء اللبناني حتى الآن. وربما تفسر عدم حضور لبنان في الرياض جسدياً.

قال الرئيس الأميركي بوضوح، ان “لبنان لديه فرصة للتحرر من قبضة حزب الله، وأن بإمكان الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام بناء دولة جيدة مستقرة تعيش بسلام”.

إن تأكيد الرئيس الأميركي مرات عدة على ان: ” لدى لبنان فرصة لبناء دولة حقيقية بعيدا من قبضة حزب الله إذا نجحت مساعي الرئيس اللبنانيّ ورئيس الوزراء”. مرة اخرى تدل ال "هذه" أيضاً أنها تعني ان جهود بناء الدولة تأخرت ولم تنجح بعد، خصوصاً عندما لفت الى ان "فرصة لبنان تأتي مرة في العمر ليكون مزدهراً وفي سلام مع جيرانه".

فهل سنغتنم هذه الفرصة؟ وهل لو كان لبنان قد سرّع من خطواته في حصر السلاح بيد الدولة شمال الليطاني، لكان اختلف الأمر وشارك في القمة التاريخية!؟

أم اننا سنفوّت هذه الفرصة التاريخية المتاحة؟

وحظوظ ذلك لا بأس بها، فلنذكّر ان الرئيس ترامب لم يحمّل الحزب وحده مسؤولية تدهور الوضع خلال الفترة الماضية، فهو حمّل المسؤولية على (proxies) حلفائه أيضاً. والدليل على تواطؤ المشاركين في الحكم مع الحزب، تحالفهم معه في الانتخابات البلدية، بالرغم كلامهم عن ادانة رفض عدم تسليمه للسلاح؟

ما يعني انه للتحرر من قبضة حزب الله، يجب التصدي لمن شارك في إيصاله الى وضع اليد على لبنان، ويتحالف معه. من هنا ضرورة محاربة الفساد، والقيام بالإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري، بنفس الوقت الذي يضبط فيه السلاح. حينها يصبح بإمكان الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام بناء دولة سيدة ومستقرة تعيش بسلام.

الأمر الملفت أيضاً في هذه الزيارة، فيما عدا الاتفاقيات الاستثمارية الكبرى بالمليارات، قول ترامب: انه لم يأت ليعطي دروساً في كيفية العيش، بمعنى قبوله للثقافة المحلية دون الحكم عليها. وهذا التصريح ينم عن موقف يختلف جذرياً عن نوع التعاطي التقليدي - الغربي عموماً، والاميركي خصوصاً، مع العرب والخليجيين كأصحاب ثقافة أقل تحضراً، وكبدو راكبي يركبون الجمال ويسكنون الخيم. وفيه ابتعاد عن الموقف المتعالي والذي يتعامل مع العرب انطلاقاً من كليشيهات نمطية معتادة. ويتبنى هذا الموقف حتى الممانعون واليسار عموماً، ويصفون العرب تسمية محقِّرة، فيطلقون عليهم "الاعراب" او العربان، كمحاولة للتحقير.  ورحم الله السيد نصرالله الذي استخدمها أيضاً.

ترامب يأتي ليتعامل مع من التقاهم من موقف ندّي، يتعارض مع من لا يزال يتعامل مع الخليج على انه مجرد حقيبة مال يشتري بها رضى الاميركي.

ان الفرصة التاريخية التي شكلتها الزيارة، وما نتج عنها من فرص شراكات تاريخية، كان يمكن ان تكون إيران جزءاً منها، لولا خياراتها في الهيمنة، وتصدير ثورة التهمت حتى ابناءها وقوّضت بلاداً كانت مزدهرة.

 مع ذلك يمد الرئيس الأميركي يد الصداقة للنظام الإيراني فيما لو رغب بذلك.

كل ذلك إن دل على شيء، فعلى أهمية العلاقات الشخصية، وبالتالي أهمية الاشخاص الموجودين في قيادة مجتمعاتها نحو آفاق التطور والنمو والسلم. المنطقة تتغير هذه المرة على أيدي قادتها.

وأتمنى ان نستطيع من اللحاق بهذا التغيير الآتي.

 

التدريب على جمع المال وأكل الحلال

أحمد الصراف/القبس"/22 أيار/2025

باختصار شديد، ليس هناك هدف يبتغيه «الإخوان المسلمون»، ويسعون إليه ليل نهار، إلا الوصول إلى الحكم، ويعتبرون ذلك في كل أدبياتهم هدفاً شرعياً؛ فبقاؤهم كجماعة دعوية من دون الإمساك بالحكم، كما تحقق لهم لفترة وجيزة في مصر والسودان، أمر مؤقت وفرصة تمكين لا أكثر!

تأسست جماعة الإخوان قبل قرن من الزمان، ومع هذا لا يُعتبر ما حققوه حتى الآن شيئاً يُذكر، لكن عاماً واحداً من حكم مصر كان كافياً ليرى الجميع حقيقة فكرهم، وغياب استراتيجيتهم، لذا دفعت تفاهتهم ثلاثة ملايين مصري إلى الخروج في ثورة شعبية عفوية تطالب برحيلهم.

يُعتبر تغيير الفكر الجمعي للمجتمع وجمع المال من أهم وسائل وصول الإخوان إلى السلطة. فهكذا فعلت كل الأحزاب المتطرفة، دينية أو نازية أو شيوعية، لذا ركّز الإخوان على موضوع التعليم، وعلى مناهج المدارس، واتحاد الطلبة، وجمعية المعلمين، ومختلف وسائل الإعلام، وبثوا كُتّابهم بين أصحاب أعمدة الصحف، وأسسوا عشرات الجمعيات الخيرية، ووجّهوا أموالها إلى مئات الأنشطة الدعوية، وكل ذلك استعداداً ليوم «النفير» والقفز على السلطة، فهذا كان دائماً وأبداً حلمهم وهدفهم، لكن ما ساهم في عرقلة مشاريع وصولهم إلى الحكم، كمُّ الحرمنة وسوء الذمة المالية للكثيرين من المنتمين إليهم، وبالذات من كبارهم. فقد تجمّعت لدى بعض هذه الجمعيات، مبالغ طائلة، كان لا بد من تنميتها وتشغيلها لغرضين: أولهما توفير آلاف الوظائف لأعوانهم، خاصة من الوافدين، من خلال تأسيس عشرات الشركات والمشاريع التجارية، والتعليمية بالذات، وتحقيق عوائد ضخمة من وراء ذلك، وجمع ما يكفي من مال لتمويل أية حركة انقضاضية على السلطة، لذلك سعوا إلى تأسيس عشرات المدارس الخاصة، لاستخدام مناهجها وطرق التدريس فيها للتأثير في الناشئة وسلب عقولهم، وهي التي يتطلب الأمر إلغاء تراخيصها، لسوء نية القائمين عليها، التي يستغلونها، غالباً، لتخريب عقول طلبتها بسيّئ فكرهم السياسي.

يتطلب القيام بالعمل التجاري أو الاستثماري الحصول على ترخيص، وتوافر شروط، وهذه عادة ما لا تمتلكها الأحزاب الدينية، وفوق ذلك فإن القوانين تمنعها من ممارسة الأنشطة التجارية والاستثمارية، إضافة إلى عدم اعتراف بعض الجهات والدول بكياناتها السياسية، لذا تضطر إلى الالتفاف على هذه الأنظمة، من خلال تسليم مبالغ ضخمة من أرصدتها لأعوانها من «شاطر وفاطر وندى وكدى وسدى»، ليتولوا أمر إدارتها، وكانت ذمة بعضهم واسعة، فاستولوا عليها، أو على أجزاء منها، أو توفوا، وانتقلت تلك الثروات إلى ورثتهم قبل أن يتمكنوا من تحويل أرصدتها إلى غيرهم.

كما اتسمت عقليات أغلبية العاملين في هذه الأحزاب، ومن قياداتها، بميلها الشديد إلى متع الدنيا، فاستغلت نفوذها السياسي والمالي لتحقيق الدنيء من رغباتها، ولتمرير غير القانوني من معاملات زبائن شركاتها.

كما اشتهر عن الكثير منهم عدم ترددهم في استخدام الكذب وسيلة لتغطية المخجل من مواقفهم وخياناتهم الوطنية، كما حدث بعد التحرير مباشرة، وهو الموقف الذي كان مثار استغراب الكثير من المعلقين والشخصيات الكبيرة، كالأمير تركي الفيصل، والشيخ سعود الناصر، وغيرهما.

تسعى التنظيمات الدينية، عبر مختلف الوسائل، إلى الاحتفاظ بصلاتها وعلاقاتها مع الشباب، سواء عبر الاتحادات ودورات تحفيظ القرآن والتجمعات الكشفية، والمحاضرات، والكورسات الدراسية شبه المجانية، وتجمعات المساجد بين الصلوات وبعدها، تحت أسماء براقة، وتوزيع جوائز ثمينة على المشاركين فيها، وكسب قلوبهم، كبرنامج إعداد القيادات الاستراتيجية للشباب، الذي يعمل أونلاين على برنامج «زووم» من إسطنبول، حيث اختتمت المجموعة كورسها الأخير بحفل، تضمن خطباً من المشرفين على البرنامج، الذي يديره المشرف العام على إصدارات مجلة الإخوان المسلمين في الكويت، وهذا يكفي لمعرفة الهدف الحقيقي من وراء هذه الدورات، وهو «الكسب الناعم» للكوادر، من دون الإفصاح عن الوجه الحقيقي، الذي يقف خلف البرنامج!

 

حل الدولتين... لئلا تقوم «جمهورية حيفا»

فهد سليمان الشقيران/الشرق الأوسط/22 أيار/2025

لو تأملنا بشهادة كل من شارك في لبّ تبويب فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لوجدنا أن التسويف هو أسّ المعضلة؛ نعم عامل تضييع «الوقت» هو الأكثر فتكاً.

سبب ذلك أن العروض التي تُنتَزع من الإسرائيليين محدودٌ زمنها، وطاقات الزعماء في العالم لن تصرف كلها من أجل قضيةٍ واحدة يعتبرها بعض الرؤساء الغربيين ليست بذات أولوية، وآية كل ذلك أن القضيّة تتراجع قوّة العروض فيها مع تقادم الزمن. إن هذه الأزمة المعيشة حالياً سببها مركّب من قادة القضيّة بتسويفهم المريب، ومن قوّة إسرائيل وبطشها العنيف، وليس انتهاءً بمغامرات الحركات والأحزاب داخل وخارج فلسطين والتي تجرّ على المدنيين الأبرياء الويلات من دون أي مكاسب على الأرض.

لقد طرح الملك فهد في «فاس» مبادرةً كلُّ من قرأ بنودها رأى فيها الإنصاف حدّ الانتصار للفلسطينيين، ومن بعد قمة «فاس» بعقدين طرح الملك عبد الله «المبادرة العربية للسلام»، وهي امتدادٌ لإرادة الإنصاف للشعب المنكوب، ولكن للأسف ما من مجيب، وكل وقتٍ يمرّ من دون استجابةٍ لعرض يعني منح إسرائيل فرصة للتغوّل والتمدد، وتغيير الخرائط، وهذا ما لم ينتبه له بعض المسؤولين عن القضية.

لم يقع الإسرائيليون في حربٍ أهليّة داخلية، وإنما يتعاركون بقواعد الصيغة الديمقراطية، وضمن مؤسسات الدولة، وفي النائبات نراهم يستبسلون عسكرياً ونظرياً ضد الخصوم.

على المستوى النظري فإن الفلاسفة الإسرائيليين يطوّرون يومياً نظريتهم حول الدولة الإسرائيلية، وذلك عبر تبيئتها مفهومياً ضمن الهويّة اليهودية، حتى بعض العلمانيين والملاحدة من الإسرائيليين يعتبرون دولتهم يهودية بوصفها انتماء هوياتياً وليس بالشرط أن يؤمن بالعقيدة اليهودية، وهذا واضح ومشهود.

إن أولئك يبحثون ويؤسسون لنظرية الدولة باستمرار ضمن عدة مفهومية وسياسية وتشريعية، وينافحون عن مفهومهم بقوّة علميّة كبيرة، بينما يواجه الطرف الآخر كل ذلك بالكلام الإنشائي والعراك المعتاد.

على سبيل المثال، «حلّ الدولتين» الذي دعم عربياً ودولياً يحاول المنظّرون الإسرائيليون سحقه وجعله من الماضي. مثلاً الفيلسوف الإسرائيلي عمري بوم، صاحب كتاب «مستقبل لإسرائيل»، وهو باعث فكرة «جمهورية حيفا»، يقول: «لا نهاية للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا بالمساواة في الحقوق بينهم بعيداً عن حل الدولتين الفاشل».

لكن ماذا يعني بـ«جمهورية حيفا»؟!

يجيب عمري بوم في حوارٍ نُشر بمجلة «قنطرة»، قائلاً: «تعود فكرة (جمهورية حيفا) إلى خطة الحكم الذاتي الموضوعة من قِبَل مناحيم بيغن، والتي تم قبولها في الكنيست عام 1977 في مرحلة التحضير لاتِّفاقية السلام الإسرائيلية - المصرية. صحيح أنَّها تنص على عدم قيام دولة فلسطينية - مناحيم بيغن كان يرفض قيام دولة فلسطينية رفضاً قاطعاً - ولكنها كانت تتيح حقَّ تقرير المصير الوطني للفلسطينيين، وتتضمَّن على الأقل أيضاً حقاً محدوداً في عودة اللاجئين الفلسطينيين. والأهم من ذلك أنَّ جميع الفلسطينيين كان من المفترض منحهم الفرصة ليصبحوا مواطنين إسرائيليين. هذه الخطة لم يتم تنفيذها قطّ. ولكن سيكون من المفيد الاهتمام مرة أخرى بجوهرها، خاصة أنَّها قد تم اقتراحها من قِبَل شخص مثل مناحيم بيغِن، ولذلك من الصعب جداً رفضها واعتبارها «معادية للصهيونية». وأعلّق بأن هذه الفكرة ربما تكون هي الوجهة الإسرائيلية الحاليّة. فمن دون انتباهٍ ووعي، وإسراعٍ لاقتناص ما تبقى من فرص فإن حل الدولتين وهو آخر ما يمكن الظفر به سيكون من الماضي، ولكن ثمة من لا يأخذ الوقت ولا الزمن على محمل الجد. الخلاصة أن طرح «جمهورية حيفا» يعني سحق حل الدولتين؛ ثمة ضغط أميركي على إدارة نتنياهو بغية وقف إطلاق النار والبدء بالتفاوض، لكن إسرائيل قبل سنة ليست كما هي الآن، إن إسرائيل أكبر مستثمر بالوقت على عكس خصومها، إنها فعلياً تعتبر اليوم هو الغد الذي كانت تنتظره بالأمس.

 

ودائع ضائعة وإثراء غير مشروع: حارث سليمان كواليس أكبر أزمة مصرفية في لبنان

حارث سليمان/جنوبية/22 أيار/2025

في ندوة عقدت يوم الخميس الماضي بعنوان «الإصلاح المالي والنقدي ضرورة للنهوض الاقتصادي»، دعا إليها المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في بيروت – برج أبي حيدر وحضرها موقع «جنوبية»، أكد الدكتور حارث سليمان أن ما حدث في لبنان «ليس كما يُشاع مجرد خسائر وفجوة مالية»، بل هو، حسب تعبيره، «ودائع تم هدرها، وهناك أرباح من الانهيار».  وتابع: «الأزمة سببت خسائر لشريحة كبيرة من اللبنانيين لكنها في نفس الوقت سبب إثراء غير مشروع لشريحة أخرى»، معتبراً أن «أي معالجة، عن كيفية تعويض الخسائر هي معالجة قاصرة، جزء من الحل يكون باسترجاع الأرباح غير المشروعة وتسديد الخسائر منها».

وشدد سليمان على أن «الأزمة جرى فيها إعادة توزيع ثروة عبر إفقار شريحة كبرى وإثراء شريحة أخرى».

«الهندسات المالية» والحقائق المخفية

توقف سليمان عند تقرير شركة التدقيق المالي «ألفاريز أند مارسال» بعد خروج حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة من منصبه، مشيراً إلى أن «العملات الأجنبية في مصرف لبنان، تراجعت بنسبةٍ كبيرةٍ، في الفترة ما بين 2015 حتى 2020»، لافتاً إلى أن المصرف «انتقل من فائض العملة الأجنبية البالغ 7.2 مليارات دولار أميركي، قبل عام 2015 إلى عجز بلغ 50.7 مليار دولار أميركي في نهاية عام 2020». وتابع: «انخفضت الأصول بالعملات الأجنبية بنسبة 18 في المئة، وانخفضت الأصول بالعملات الأجنبية المحتفظ بها في الخارج، من 35.8 مليار دولار أميركي في عام 2015 إلى 18.4 مليار دولار أميركي في عام ٢٠٢٠». وأضاف: «كلفة الهندسات المالية بلغت 76 مليار دولار بحسب التقرير، لكن مصرف لبنان لم يعترف إلا بـ 56 ملياراً فقط»، مشيراً إلى أن هذه الكلفة «استفادت منها المصارف في الدرجة الأولى، وكبار المودعين وكبار المستثمرين الماليين بدرجة أقل، وأتت تلك الكلفة في نهاية الأمر على حساب المودعين». وقال سليمان: «زعم رياض سلامة أنه لجأ الى الهندسات المالية من أجل تصحيح العجز في ميزان المدفوعات، وهو زعم ثبت بطلانه، كما ثبت أن هذه الهندسات فضلاً عن ارتفاع كلفتها، كانت مضخة مالية لسحب الودائع بالدولارات الحقيقية، وسرقتها وتحويلها لصالح حسابات لدولارات وهمية (لولارات)، تم قيدها في حسابات أهل المنظومة السياسية والطائفية الحزبية وأصحاب المصارف وإداراتها، ثم تم تهريبها إلى الخارج، في عملية بونزي سكيم ponzi scheme». وأوضح: «تقدر قيمتها في الفترة بين ٢٠١٥ و٢٠٢٠ ب ٣٨ مليار دولار أميركي… ويضاف إلى ذلك حوالي ٧ مليار دولار أميركي أخرجتها المصارف بعد أن قيدت في حساباتها أرباحاً (وهمية) وجعلتها استثمارات خارج لبنان».

أسئلة حول حتمية الانهيار

طرح الدكتور سليمان سلسلة أسئلة حول طبيعة وحتمية الانهيار، قائلاً: «هل كان الإنهيار الاقتصادي حتمياً؟ وإذا كان لا بد أن يحدث انهيار، هل كان قدراً أن يكون هذا الانهيار شاملاً كاملاً، بحيث نشهد في وقت واحد وبدفعة واحدة؛ انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، وتدني القدرة الشرائية لأصحاب الأجور، وامتناع الدولة عن تسديد ديونها بعد تفاقم مديونيتها، وإفلاس النظام المصرفي وتوقفه عن الدفع بعد نضوب سيولته النقدية، وانهيار إدارات الدولة وملاكاتها، وتوقف الخدمات العامة، وإصابة أنظمة الصحة والاستشفاء والتعليم بالشلل والعجز؟». وأضاف متسائلاً: «هل كان ممكناً حصر الأزمة في جانب واحد والحيلولة دون شمولها كل ناحية أو قطاع؟ وإذا كان لا يمكن تفادي الانهيار المالي ومنع حدوثه، ألم يكن ممكناً على الأقل محاصرة أضراره وتقليص خسائره؟».

من الحضور في الندوة

غياب المساءلة وتواطؤ المنظومة

تطرق سليمان إلى غياب أي خطة جدية من قبل السلطة، وقال: «لا تريد المنظومة خطة سالازار ولا تلتزم مطالب صندوق النقد الدولي. إذن أية خارطة طريق للخروج من الأزمة تطرحها المنظومة الحاكمة؟». وأضاف: «لا تكتفي المنظومة باستدامة الأزمة والتكسب منها، بل تدير لعبة الإفلات من المساءلة والعقاب… وكل هذه الكارثة يحاولون قيدها ضد مجهول!». وتحدث عن أوليغارشيا المصارف قائلاً: «تتستر بثوب البراءة خداعاً ونفاقاً، على الرغم من انكشاف فضيحة شركة فوري التي أظهرت استيلاء الحاكم وأخوه وعائلته ومحظياته على مئات ملايين الدولارات كأرباح وساطة بينه وبين منصبه الوظيفي».

وأشار إلى منصة «صيرفة» التي «بلغ حجم التداول فيها أكثر من ٢٤ مليار دولار أميركي، وألحقت خسائر في رصيد مصرف لبنان ما يقارب ٢ مليار دولار أميركي، ذهب القسم الأكبر منها إلى جيوب النافذين في حاشية أحزاب السلطة ورموزها». وشدد على أن «هناك خمسة بنوك على الأقل ليس لها ديون على الدولة أو أن حجم ديونها لا يتعدى ١٠% من قيمة ودائعها… مع ذلك تمتنع هذه المصارف عن القيام بالتزاماتها تجاه مودعيها… في حين يتلكأ القضاء عن إحقاق العدالة بشكل يثير السخرية وبلغ درجات الغضب».

تهريب الأموال واستثمار المصارف بالخارجلفت سليمان إلى أن تهريب الأموال لم يتوقف حتى مع بداية الأزمة، قائلاً: «استمر تحويل أموال بعض النافذين إلى الخارج خلال الأشهر الستة الأولى من ٢٠٢٠، وهناك تقديرات تشير إلى هروب أو تهريب ودائع ورساميل بنحو 42 مليار دولار خلال ثلاث سنوات ٢٠١٨ و٢٠١٩ و٢٠٢٠». وأضاف: «بين عامي 2014 و2021، قامت المصارف اللبنانية بتوسيع استثماراتها الخارجية عبر فروع وشركات تابعة ومكاتب تمثيلية في عدة دول. بحسب المعلومات المتوفرة، بلغت قيمة هذه الاستثمارات حوالي 4.5 مليارات دولار». وأكد أن «موجودات القطاع المصرفي اللبناني خارج لبنان، يتوجب أن تخضع لتدقيق جنائي ومساءلة، لأن ما سمي أرباحاً حولت إلى استثمارات في الخارج، لم يكن إلا طريقة أخرى لسرقة ودائع العملاء».

الحل المقترح: العدالة والمحاسبة

قدم الدكتور سليمان رؤية عملية للخروج من الأزمة المالية، مشيراً إلى ضرورة الجمع بين الحل الجنائي والمالي والمصرفي والإداري، قائلاً:

«الحل العادل والممكن والمنصف والمطلوب، يتضمن جوانب وأبعادا مختلفة من القضائي الذي يستند الى تدقيق جنائي في حسابات كل المصارف ودفاترها وتحويلاتها، إلى البعد المالي النقدي، إلى الإصلاح في مرافق الدولة وتحسين عائداتها». «الحل المصرفي… حل سهل يرتكز على الحكم الذي أصدره القضاء الأميركي الفدرالي في قضية ponzi scheme مادوف».«يتم اعتماد الفصل في كل حساب مصرفي لأي زبون متعامل معه، بين الدولار الحقيقي والدولار الوهمي ابتداءً من تاريخ ١/١/٢٠١٥، الدولارات الحقيقية هي الرصيد بتاريخ ١/١/٢٠١٥، وكل ما أضيف إليها من أرصدة ليست ناتجة عن الفوائد. أما الأرصدة والدولارات الناتجة عن الفوائد فتسجل ك(لولار)». وأكد أن هذا القرار «سيسترد ما لا يقل عن 32 مليار دولار، فتشطب ثلاث مرات؛ واحدة من عجز الخزينة لدى مصرف لبنان، وثانية من الفجوة في مصرف لبنان وديونه لدى القطاع المصرفي، وثالثة تخفض البنوك مطلوباتها من مودعيها بالرقم نفسه».

وأشار أيضاً إلى ضرورة إعادة رسملة المصارف وإصلاح القطاع العام وضبط المعابر الجمركية، إلى جانب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي واتباع خطة إصلاحية شاملة.

 

بياع الخواتم

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/22 أيار/2025

مساء الاثنين الماضي، موعد نشرات الأخبار الرئيسة في كل مكان، ذَهلَ المذيعات وهنَّ يقدمنَ للمشاهدين، الذين سوف يذهلون بدورهم، نبأ غير متوقع: الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعلن أن التفاوض حول نهاية الحرب الروسية–الأوكرانية، سوف يبدأ فوراً. شيء شبيه بإعلان الاتفاق على التفاوض حول هدنة الحرب العالمية. قطار ترمب السريع يتوقف فجأة عند أخطر نزاع عسكري يمزق أوروبا منذ ثلاث سنوات. ومهندس (قائد) القطار هو الرجل الذي كان يقول قبل أشهر وسط العجب، والتعجب، إنه عندما ينصرف إلى المسألة، فسوف يحلها في 24 ساعة. الحقيقة أن الرجل قدم نفسه لنا بوصفه صانع عجائب، وليس بوصفه صانع سلام. إنه شخص متخيَّل مثل «بياع الخواتم» في المسرحية الرحبانية. وسوف ترون. ولكن هل الوقت وقت عجائب، والكرة من تحت هذا العالم لا تعرف في أي اتجاه تدور؟ لا يوجد شيء بعيد، أو مستبعد عند «الرئيس الطائر». وعندما تهبط الطائرة الرئاسية، وتطفئ محركاتها، لكي تكون على استعداد للإقلاع الفوري في الرحلة التالية، بعد الإعلان عن نبأ التفاوض بين موسكو وكييف بساعة، كان البيت الأبيض يبلغ رؤساء أوروبا بالأمر. سوف يكون هذا شيئاً تاريخياً مثل تلك المؤتمرات التي أعطت أسماءها سلام العالم. وعلى الذين شككوا في جديّة الرجل أن يسارعوا إلى الاعتذار بطريقة ما. لا يكف عن العمل، ولا يكف عن التحدث، ولا يكف عن السفر، ولا يكف عن الوعد بحل القضية التالية... هذا لا يعني أن كل شيء قد انتهى، لكن بالتأكيد، كل شيء قد بدأ. والمسائل ليست بهذه السهولة الرومانسية، لكن الحلول خلال 24 ساعة أصبحت على الطاولة.

القول إن حل النزاع الأوكراني-الروسي ممكن خلال 24 ساعة يعارض كل منطق. ولذلك، سوف يصر عليه.

 

جولة ترمب... اختبار عملي للعلاقة مع الخليج

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/22 أيار/2025

خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط بين 13 و16 مايو (أيار) 2025، برزت دول الخليج العربي، وتحديداً المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، أطرافاً محورية في التحول الجديد في السياسة الخارجية الأميركية، التي باتت تميل نحو البراغماتية والمعاملات المباشرة بدلاً من التحالفات الطويلة الأمد. وقد جاءت هذه الجولة في سياق ضغوط داخلية على إدارة ترمب، بخاصة على الصعيد الاقتصادي مع تصاعد التضخم، إضافة إلى التغيرات الجيوسياسية العالمية التي تشهد تنامي نفوذ قوى مثل الصين وروسيا. لذلك؛ سعى ترمب إلى تأمين مكاسب ملموسة من شركاء أميركا، مدفوعاً برغبة في إثبات فاعلية نهج «أميركا أولاً» أمام الرأي العام الأميركي. الزيارة كانت بمثابة اختبار عملي للعلاقات بين واشنطن والعواصم الخليجية، وقد أظهر ترمب خلال لقاءاته تفهماً لدور هذه الدول المتنامي في إدارة ملفات إقليمية ودولية معقدة. ففي السعودية، تم التوصل إلى تفاهمات بشأن ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في السوق الأميركية، إضافة إلى نقاشات بشأن تنسيق السياسات النفطية بهدف تهدئة الأسعار، التي تشكل مصدر قلق لإدارة ترمب داخلياً. وتوصل الطرفان إلى مقاربة توازن بين مصلحة المملكة في الاستقرار المالي ومصلحة أميركا في ضبط التضخم.

وفي أبوظبي، ركزت محادثات ترمب على الجانب التكنولوجي، حيث طلبت الإمارات تخفيف القيود الأميركية على تصدير الرقائق الإلكترونية عالية الأداء المستخدمة في مشاريع الذكاء الاصطناعي، وهو ما أبدت الإدارة الأميركية استعداداً لمناقشته مقابل التزامات إماراتية باستثمار استراتيجي في قطاع التكنولوجيا الأميركي وتخفيف الاعتماد على الموردين الصينيين. أما في الدوحة، فقد سعت قطر إلى تأكيد وضعها بصفتها شريكاً أمنياً موثوقاً من خلال المطالبة بتجديد التزامات واشنطن بشأن استمرار الوجود العسكري الأميركي على أراضيها، وتثبيت مكانتها حليفاً رئيساً من خارج حلف «الناتو». وقد أبدى ترمب تفهماً خاصاً للدور القطري بصفتها وسيطاً إقليمياً، لا سيما في ظل الجهود الدبلوماسية القطرية في قضايا مثل غزة وأفغانستان، رغم الانتقادات التي تواجهها قطر في واشنطن بسبب علاقاتها مع بعض الفصائل الفلسطينية. وتم الاتفاق على استمرار التعاون السياسي والأمني، بما يضمن مرونة الدور القطري في الوساطة مع الحفاظ على دعم واشنطن. من جهة أخرى، يُعتقد أن ترمب ناقش خلال جولته إمكان الحد من انخراط دول الخليج في الشراكات مع الصين، داعياً إلى تقليص التعاون الاقتصادي والتكنولوجي مع بكين. رداً على ذلك، يقول الخليجيون إنهم يتعاملون مع الصين بصفتها شريكاً اقتصادياً وليس بصفتها بديلاً أمنياً للولايات المتحدة، مؤكدين في الوقت ذاته التزامهم بالتعاون الدفاعي مع واشنطن. وقد بدا أن ترمب أدرك أهمية الإقناع لا الفرض، وتعهد بتقديم حوافز اقتصادية وأمنية مقابل تقارب أوثق مع أميركا. في المقابل، حضر خلال الجولة موضوع التطبيع مع إسرائيل من خلال الاتفاق الإبراهيمي إذ أكدت الإمارات التزامها بهذا الاتفاق مع رغبة في إعادة تفعيل بعض بنوده. اللافت، أن دول الخليج لم تكن مستقبِلة سلبية لمطالب واشنطن، بل قدمت بدورها قائمة مطالب واضحة، شملت رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، ودعم مشاريع إعادة الإعمار، والمطالبة بدور أكبر في رسم السياسات الإقليمية، بخاصة في ظل تغير موازين القوى. وقد أظهرت هذه الجولة أن الخليج بات لاعباً لا يُستهان به في النظام العالمي الجديد، قادراً على المناورة بين القوى الكبرى من دون التفريط في مصالحه.

في المحصلة، شكلت زيارة ترمب تأكيداً على تحوّل السياسة الأميركية إلى نمط أكثر مباشرةً وتوجهاً لعقد صفقات، لكنها كشفت أيضاً عن نضج متزايد في السياسة الخليجية، التي باتت تستثمر ثقلها المالي والسياسي لتأمين مصالحها الاستراتيجية، وتحديد شروط علاقتها مع واشنطن ضمن عالم متعدد الأقطاب.

إذن، بالنسبة إلى دول الخليج، شكلت الزيارة فرصة واختباراً في الوقت ذاته. فهي ترحب باهتمام واشنطن المتجدد، لكنها باتت أكثر انتقائية واستقلالية في تحالفاتها. لم تعد تقدم الولاء مجاناً، ولن تتجاهل بروز قوى عالمية بديلة. ما سيتبلور من هذه الزيارة قد لا يكون إعادة تعريف كاملة للعلاقة الخليجية - الأميركية، لكنه بالتأكيد سيوضح معالمها في عصر الاضطرابات العالمية وإعادة توزيع النفوذ.

 

سلاح المخيّمات… سقوط آخر الخطوط الحمر

نقولا ناصيف/أساس ميديا/23 أيار/2025

ثلاثة خطوط حمر صلبة غير قابلة للمحو طوال عقود ما بعد اتّفاق الطائف. بين ليلة وضحاها مُحيت تماماً أو أوشكت: وجود الجيش السوري في لبنان، سلاح “الحزب”، سلاح المخيّمات الفلسطينية. ثلاثيّة كان يتعذّر فصل أحد أضلعها عن الآخر نظراً إلى التصاقها بعضها ببعض، وكلٌّ منها ضَمِنَ بقاؤه استمرار الآخر. مثّلت تلك في نهاية المطاف الحواجز الحقيقية، تحت وطأة تداعياتها وفرض ربطها باستحقاقات إقليمية، العائق الفعليّ دون إعادة بناء الدولة اللبنانية بحجج جانب منها واقعي، والآخر وهمي، هو أنّها استمرّت بقوّة الخارج ولا يمكن إسقاطها إلّا بالقوّة نفسها. ما حصل أنّ محْوها تباعاً كان كذلك.

المفترض بما انتهى إليه البيان الرسمي للرئيسين جوزف عون ومحمود عبّاس يوم الأربعاء (21 أيّار)، إسقاط آخر الخطوط الحمر الإقليمية المرسومة من حول لبنان ودولته واستقراره. لم يتبنَّ البيان توصية المجلس الأعلى للدفاع المتّخذة في 2 أيّار بتحذير “حماس” من توريط لبنان في حرب مع إسرائيل واستخدام الأراضي اللبنانية وتعريض السياسة الخارجية للبنان للخطر فحسب، بل وتأكيد حصريّة السلاح في يد الدولة اللبنانية وإنهاء كلّ سلاح غير شرعي خارجها.

إلى أن توضع الآليّة الإجرائية لقرار الرئيسين، بات في حكم الساقط أخيراً المحظور الشائع، وهو ربط سلاح المخيّمات بالحلّ النهائي للقضيّة الفلسطينية، وتبريره بأنّه المانع الرئيسي للتوطين في لبنان ما دام التمسّك به يعني استمرار الكفاح المسلّح. تهاوت الذرائع هذه بعدما استحال في العهود الرئاسية المتعاقبة بعد اتّفاق الطائف الاقتراب من هذا الملفّ، أو التعرّض له، واعتباره أمراً واقعاً غير محكوم بالزمن ويستعصي إيجاد حلّ له من الداخل اللبناني، على نحو مطابق لما كان يقال عن الوجوديْن العسكري والأمنيّ السوريَّين في لبنان، وعن سلاح “الحزب”. هي الخطوط الحمر فوق الدولة اللبنانية. الحذر واجب

ليست مفارقة أن يقول الأمين العامّ الراحل لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله إنّ مخيّم نهر البارد بعد اعتدائه على الجيش في حزيران 2007 “خطّ أحمر”، قبل أن يثبت في الأشهر الثلاثة التالية وصولاً إلى أيلول وتصفية التنظيم الإرهابي “فتح الإسلام”، أنّه خطّ قابل للمحو، وقد محاه الجيش اللبناني.

بقوّة سوريا و”الحزب” استمرّ سلاح المخيّمات. وبقوّة سوريا ثمّ إيران استمرّ سلاح “الحزب”. وبقوّة التخويف من السلاح الفلسطيني مع ياسر عرفات وبعده “الحزب” استمرّ وجود سوريا في لبنان.

على أهميّة البيان الرسمي اللبناني ـ الفلسطيني الأربعاء، ثمّة معطيات تتلازم معه توجب الحذر مقدار ما يمكن أن تبعث على التفاؤل، في الظاهر على الأقلّ، حيال المرحلة المقبلة. أبرزها اثنان:

أوّلهما، تزامن الخوض في نزع سلاح المخيّمات الفلسطينية مع حوار كان بدأ قبل شهر بين ممثّلَيْن اثنيْن لرئيس الجمهورية و”الحزب” هما محمد عبيد ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، يشارك فيه العميد المتقاعد أندره رحّال، ويرمي إلى وضع خطّة متدرّجة تقضي بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية شمال نهر الليطاني بعد “تنظيف” جنوبه من السلاح غير الشرعي. كلا طرفَيْ الحوار، الرئيس و”الحزب”، مطمئنّ إلى نيّات الآخر حياله أوّلاً، وإلى التوصّل إلى حلول ترضي كليهما: فإزاء تجاوبه بلا تردّد مع الإجراءات التي يقوم بها الجيش لوضع اليد على المواقع ومستودعات الأسلحة، يعبّر “الحزب” عن ارتياحه إلى المفردات غير المستفزّة التي يدلي بها عون عن الهدف المتوخّى، وهو “حصر السلاح في يد الدولة”، لا “نزع” ولا “تجريد”.

ضاعف في الارتياح كلام الرئيس عن مرحلة أساسية أولى في خطّته هي السلاح الثقيل، الأكثر إقلاقاً لإسرائيل والغرب، والمقصود به ترسانة الصواريخ والمسيّرات، على الرغم من معرفته تماماً بما يطالب به الأميركيون والإسرائيليون، وهو جمع كلّ سلاح متاح عند “الحزب” وليس تجزئته أو مفاضلة الخطير فيه على الأقلّ خطراً. مع ذلك، يُعوّل عون و”الحزب”، لاستعجال الخطى وتفادي إبطائها، على نتائج المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية وبلوغها اتّفاق البلدين على نزع فتيل التوتّر والوصول إلى حافة الانفجار في المنطقة، ومن بينها لبنان.

ضربة قاصمة

ثانيهما، من المعلوم أنّ تجريد المخيّمات الفلسطينية من السلاح أكثر تعقيداً من معضلته مع “الحزب”، خصوصاً في مخيّم عين الحلوة المسمّى “عاصمة الشتات” الفلسطيني في لبنان، كما لو أنّه يرمز، بما هو عليه من انغلاق وتحوّله قلعة مسلّحة، إلى حقّ العودة والدولة الفلسطينية. في واقع حاله، علاوة على البؤس الذي فيه والفقر ونقص الخدمات والاكتظاظ، لا يعدو في نظر الدولة اللبنانية، اليوم كما من قبل، كونه بؤرة إرهاب يلوذ بها الفارّون والمطلوبون والقتلة، وتضمّ خليطاً عجيباً من عشرات الشراذم والتنظيمات المسلّحة الأصولية التي فرّخت داخله، فلسطينية وغير فلسطينية، وتتناحر وتتقاتل فيه بسلاح فلسطيني. أضف توزّع الولاءات على نحو أضحت فيه حركتا “فتح” و”حماس”، المتنافستان في الأصل والمتعاديتان، من قوى المخيّم المتصارعة على مرجعيّته، وهو ما لا ينطبق على المخيّمات الفلسطينية الأخرى في الجنوب أو بيروت، غير المقفلة على جوارها.

من شأن هذا الواقع جعل مهمّة تجريد المخيّم الكبير والرئيسي غاية في الصعوبة. إقرار الرئيس عباس بحقّ الدولة اللبنانية في فرض سيادتها على أراضيها بما فيها المخيّمات، وإقرار الرئيس عون بأنّ لبنان لا يعترف إلّا بشرعيّة منظّمة التحرير الفلسطينية، ليسا كافيَين لتمكين السلطات اللبنانية من دخوله في ظلّ قوى أخرى ما إن يدخل الجيش أرض المخيّم حتّى يقتادها إلى وراء القبضان لأنّها مطلوبة من القضاء. مع ذلك، تصدر أصوات فلسطينية من داخل عين الحلوة ترفض قرار السلطات اللبنانية والبيان الرسمي.

ربّما يصبح من المفيد التذكير هنا بأنّ الليونة التي بات يبديها “الحزب” في قبول التخلّي عن سلاحه وعن المواقع ما إن أخلى الجنوب نهائيّاً وسلّمه إلى الجيش، لم تكن لتتأتّى لو لم يتلقَّ ضربة قاصمة قادته إلى هزيمة خياراته وآلته العسكرية. أخيراً قال رئيس الجمهورية إنّ “الحزب” بات أقرب إلى الاقتناع بتداعيات المرحلة الجديدة والتأكّد من أنّ الذراع الحديدية لُويت.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

عباس في عين التينة والسراي.. وتأكيد على إقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج أو داخل المخيمات

المركزية/22 أيار/2025

في اليوم الثاني لزيارته بيروت، واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين. عين التينة: واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الرئيس والوفد المرافق بحضور السفير الفلسطيني أشرف دبور وامين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات،  والمستشار الإعلامي للرئيس بري علي حمدان. اللقاء الذي استمر زهاء ساعة تناول تطورات الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل عدوانها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية إضافة للعلاقات اللبنانية الفلسطينية. هذا وكان قد اقيم للرئيس الفلسطيني مراسم استقبال رسمي في عين التينة حيث استقبله رئيس المجلس عند مدخل المقر ، ثم استعرض عباس ثلة من شرطة مجلس النواب  .  السراي: ومن عين التينة، انتقل عباس الى السراي حيث استقبله رئيس الحكومة نواف سلام، في السراي الحكومي، حيث عقد لقاء ثنائي، ومن ثم اجتماع أمني حضره عن الجانب اللبناني  رئيس لجنة الحوار اللبناني- فلسطيني السفير رامز دمشقية، والمدير العام لامن العام اللواء حسن شقير، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن طوني قهوجي والمستشار علي قرانوح. وعن الجانب الفلسطيني امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الاحمد، السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور احمد مجدلاني، مستشار الرئيس عباس للشؤون الدبلوماسية مجدي خالد، سفير فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور، امين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، إلى جانب المستشارين ياسر عباس ووائل لافي. تم خلال اللقاء البحث في الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان، وضمان احترام سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها بما فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وقد تم التأكيد من قبل الرئيسين سلام وعباس على: أن الفلسطينيين في لبنان يُعتبرون ضيوفًا، ويلتزمون بقرارات الدولة اللبنانية، مع التأكيد على رفض التوطين والتمسك بحق العودة.  تمسك الدولة اللبنانية بفرض سيادتها على جميع أراضيها، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية، وإنهاء كل المظاهر المسلّحة خارج إطار الدولة اللبنانية. وإقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج أو داخل المخيمات بشكل كامل، لتحقيق حصر السلاح بيد الدولة.

الاتفاق على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تطبيق هذه التفاهمات. التشديد على أهمية العمل المشترك على معالجة القضايا الحقوقية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، بما يضمن تحسين أوضاعهم الإنسانية من دون المساس بسيادة الدولة. كما أكد الرئيسان ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة ورفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، والالتزام بوقف إطلاق النار مع ضمان إيصال الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء القطاع وإزالة كل العقبات أمام دخول المساعدات وكل متطلبات التعافي وإعادة تأهيله، وانسحاب الجيش الإسرائيلي وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارته، وضرورة تحقيق إعادة إعمار قطاع غزة.  يجدد الرئيسان التمسك بحلّ الدولتين كحل عادل وشامل للصراع في المنطقة، وفق القرارات الدولية ذات الصلة ووفق المبادرة العربية للسلام التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002 لإقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني. ثم أقام الرئيس سلام مأدبة غداء على شرف الرئيس عباس والوفد المرافق. وكان الرئيس  عباس قد وصل عند الساعة الثانية عشرة والربع ظهرًا إلى السرايا الحكومية، حيث كان في استقباله في الباحة الخارجية الرئيس سلام. وقد أُقيمت له مراسم التشريفات الرسمية من قبل ثلّة من سرية رئاسة الحكومة.

 

الرئيس محمود عباس يتسلّم جائزة هاني فحص لـ«صنّاع السلام»: شعبنا الفلسطيني ضيف والمخيمات تحت سيادة الدولة!

جنوبية/22 أيار/2025

كرمت “أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام”، برعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في احتفال أقيم، مساء اليوم، في مركز التدريب والمؤتمرات التابع لشركة “طيران الشرق الأوسط – الإدارة العامة” – طريق المطار، ومنحته جائزة “صناع السلام”، تقديرا لدوره في إرساء المصالحة اللبنانية – الفلسطينية. حضر الاحتفال الرئيس نواف سلام وعقيلته سحر بعاصيري، الرئيس أمين الجميل، الرئيس ميشال سليمان، الرئيس تمام سلام، نائب رئيس الحكومة  طارق متري، وزيرا الصناعة جو عيسى الخوري والسياحة لورا لحود، السفير السعودي وليد البخاري، النائب وضاح الصادق، وشخصيات سياسية وإعلامية واجتماعية.

الجميل

بعد النشيد الوطني ونشيد دولة فلسطين، والوقوف دقيقة صمت من أجل غزة، ألقى الرئيس الجميل كلمة قال فيها: “أقف أمامكم اليوم في لحظةٍ تجمع التاريخ بالحاضر، وتُكرّم مسيرة نضال واعتدال، وتُحيي رجلاً آمن بالسلام الممكن رغم صعوباته، وبالكرامة الوطنية رغم الرياح العاتية، لافتًا إلى أننا نُكرّم اليوم الرئيس محمود عباس ليس فقط بصفته رئيس دولة فلسطين، بل بصفته ضميرًا حيًا للقضية الفلسطينية، وصوتًا عاقلاً وسط ضجيج الشعارات وانفجارات العنف”. أضاف: “وأني لأجد في هذا التكريم، من أكاديمية تحمل اسم العلامة الراحل هاني فحص، دلالة عميقة، لأن ما يجمع بين الرجلين – فخامة الرئيس عباس وسماحة السيد فحص – هو تلك الرؤية الإنسانية الرحبة، وذلك الإيمان بالحوار سبيلاً أوحد نحو مستقبلٍ عربي مشرّف، مشيرًا إلى أن “هاني فحص لم يكن مجرد رجل دين، بل كان أحد الجسور النادرة بين الضاحية والضفة، وصوتًا شيعيًا وطنيًا لا يخشى المجاهرة بالحق، داعيًا إلى الفصل بين المقاومة المشروعة والفوضى المسلحة، واعتبر أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن لبنان نفسه، لا شعارًا للمزايدة ولا بندقيةً للتفاوض”. وتابع: “اليوم، ونحن نُكرّم رجلاً من رجالات الحكمة والاعتدال، نستحضر هذا النهج لا كماضٍ جميل فحسب، بل كوصية لمستقبل لبنان والمنطقة، معتبرًا أننا في هذه اللحظات من الغليان الإقليمي وفي زمن التباسات الهوية وتكاثر الولاءات، أحوج ما نكون إلى رجال دولة من طينة هؤلاء، يؤمنون أن المواقف المبدئية لا تسقط مهما اشتدت العواصف، وأن كرامة الشعوب لا تُجزأ، لا في غزة ولا في بيروت”. وأكد الرئيس الجميّل ان “علاقته بالقضية الفلسطينية ليست ظرفًا طارئًا ولا تقاطعًا عابرًا. خلال أصعب مراحل الحرب اللبنانية، سعيتُ، رغم الضغوط والانقسامات، إلى بناء جسور التفاهم مع منظمة التحرير الفلسطينية، نعم، كانت هناك مواجهات وخلافات، ولكنني كنت من القلائل الذين آمنوا بضرورة الفصل بين الصراع المسلّح والحوار السياسي. ولعل كثيرين لا يعلمون أنني، حتى في خضم الحرب، فتحت قنوات الاتصال مع قيادات منظمة التحرير، لا من باب المساومة، بل من منطلق الإيمان بأن الاستقرار في لبنان لا يكتمل من دون التفاهم مع الفلسطينيين المقيمين على أرضه”. وتابع: ” أذكر أنني في أكثر من محطة سعيت إلى تجنيب المخيمات الفلسطينية الدمار، وكنتُ من أوائل من دعوا إلى وضع إطار سياسي – أمني ينظّم الوجود الفلسطيني في لبنان في ظل السيادة اللبنانية والاحترام المتبادل”.واردف:” بعد انتخابي رئيسًا للجمهورية، تابعت هذا النهج بحذر وحكمة، مدركًا أن لبنان لا يستطيع أن يعزل نفسه عن محيطه، وأن منظمة التحرير، بقيادتها التاريخية، هي العنوان الفلسطيني الشرعي الذي لا يمكن تجاوزه، وفي عام 2008، وفي حضور ممثل السلطة الوطنية الفلسطينية آنذاك، عباس زكي، عقدنا في مقر حزب الكتائب في الصيفي لقاءً تحت عنوان ‘المصارحة والمصالحة – ذكرى 13 نيسان’، أكدنا في خلاله على بناء أفضل العلاقات بين اللبنانيين والفلسطينيين على قاعدة رفض التوطين وتنظيم السلاح الفلسطيني ومنح اللاجئين حقوقهم الاجتماعية في انتظار عودتهم إلى ديارهم”. أضاف:” أشهد للتاريخ أن الرئيس محمود عباس كان وما يزال شريكًا مسؤولًا في ذلك المسار. رجلٌ لم يسمح لنفسه أن يُغرق فلسطين في وحول المغامرة، ولا أن يجعل من لبنان ساحة صراع إضافية. حافظ على علاقة متوازنة مع الدولة اللبنانية، واحترم سيادتها ومؤسساتها، وساهم في ضبط العلاقة الفلسطينية – اللبنانية بعد الحرب، بما يخدم مصلحة الشعبين”. وقال: ” اليوم، ونحن نعيش في عالم عربي مأزوم، وفي زمن تنهار فيه المبادئ تحت وقع التسويات الرخيصة، يبقى أبو مازن مثالًا على الثبات السياسي والوطني، وعلى أن التمسك بالحق لا يعني رفض الواقعية، وأن السلام لا يولد من الاستسلام بل من الشجاعة”. وختم : “أبو مازن، واعتقد أن هذا الإسم هو الأقرب إلى قلبك من حيث دلالته الشعبية وهويته النضالية، في تكريمكم اليوم، نُكرّم فلسطين الصامدة، ونكرّم الحكمة التي توازن بين الحق والممكن، ونكرّم الوفاء اللبناني – الفلسطيني الذي حرصنا، وسنحرص دومًا، على صونه وتطويره، لكم مني كل تقدير، ولأكاديمية هاني فحص للحوار والسلام الاحترام والدعاء بمزيد من الإشعاع الفكري والوطني”.

سلام

ثم تحدث الرئيس سلام فقال: “كلما استعدت بالذاكرة صورة العزيز هاني فحص أراه، كما يقول محمود درويش، “كالماشي تحت المطر… في شتاء آخر”. وفيما كان يمشي، لم يختصر الأيام في الاحداث القاسية، ولا في نزاعاتها على نحو يعيد اختراع الماضي ليجعل منه صراعا لا ينتهي ويحسب المواجهات الحاضرة استئنافا لعداوات قديمة. ولذلك، أحسن النظر الى اتصال لبنان بفلسطين، وقال إن فلسطين تجمعنا من أجل لبنان الذي لا نرى خرابه عمارا لفلسطين، فليس في انزال فلسطين في منزلة القلب من مجمل حياته أو مشاغله تفريط بهمومه اللبنانية او تنصل من انشغاله بنهوض لبنان وإعادة بناء دولته وإصلاحه، أكثر من ذلك، ذهب الى مصالحة واقعية ومبكرة بين اللبنانية والعروبة. وأدرك انها، رغم واقعيتها والحاجة اليها، ظلت هشة عند القوى السياسية وأخفقت في توحيد اللبنانيين حول مشروع الدولة وإعادة بناء وطن لا يكون مرمى لأحجار طائشة في لعبة أقدار، ولا ساحة مفتوحة وأرض منازلة وغلبة وإلغاء”.

أضاف: “المصالحة الاخرى المبكرة عنده، اختصت بالتوفيق بين محبة الجماعة الطائفية والتعلق بالجماعة الوطنية، فلم يعاد هاني فحص طائفته أبدا، مثلما فعل بعض أصدقائه ورفاق نضاله مع طوائفهم، فلم يتدبروا أمرهم، ولا أمر لبنان معها، غير انه لم يُستغرق في الولاء لها، أو الانحياز الى مصالحها، الفعلية او المفترضة. ولم يقع في أسر عصبية تجعل منها كتلة متجانسة في وجه كتلة متجانسة أخرى وتدفع بها في طريق القوة وتوسلها. وكانت له ممانعة قوية ضد انتظام حزبي يقوم لا على اعتناقه القضايا الكبيرة، وعلى التضامن الحر والاختيار الحر، بل يتطلب اذعانا لم يجد نفسه في معظم الاحوال مستعدا له أو راضيا به”.

وتابع: “استعان هاني فحص على الانتظام واطمئنانه الخادع بالسعي الى الحوار، والحوار عنده ليس زينة ولا زيا، ولا مجرد تخاطب، يتقابل فيه الكلام ازاء الكلام أو ضده. وفي طريق الحوار، سلك نحو تحقيق السلام بين اللبنانيين والفلسطينيين والى شفاء ذاكرتيهما الجريحتين، مدركا ان أي حوار جدير بهذا الاسم، ومن غير نقد ذاتي، يظل عقيما، فمارس صاحبنا الحوار والنقد الذاتي الذي اوصلنا الى “اعلان فلسطين في لبنان” فشق بجرأة قل نظيرها طريق المصالحة الحق. والمصالحة المستكملة تبقى في اول تطلعاتنا، فيما نجتمع حول الرئيس محمود عباس الذي ما انفكّ يصنع السلام اللبناني الفلسطيني ويحرص على صونه”.

وأردف: “يتمتع الرئيس محمود عباس برؤية سياسية متزنة، تستند إلى إدراك عميق لطبيعة التوازنات الدولية والإقليمية والعربية المؤثرة في إدارة الملف الفلسطيني. وقد جسد، من خلال مواقفه وممارساته، التحول من نهج الثورة إلى مفهوم الدولة، مؤمنا بأن الكفاح الوطني الفلسطيني لا بد أن ينتهي بحل سياسي شامل وعادل. وفي هذا السياق، رفض الرئيس عباس الدعوات إلى تسليح الانتفاضة، وتمسك بسلميتها، انطلاقا من قناعة راسخة بأن العودة إلى العنف من شأنها أن تبدد المكاسب السياسية التي تحققت على مدار سنوات النضال، وتضعف من الموقف الفلسطيني أمام المجتمع الدولي”.

وقال: “منذ وقت مبكر، تبنى خيار السعي إلى إقامة كيان فلسطيني مستقل على أراضي عام 1967، واعتبر أن مرحلة الكفاح المسلح لا بد أن تقود الى مسار تفاوضي، يُفضي إلى تسوية سياسية قائمة على حل الدولتين. وقد قدّم نفسه باعتباره “محاربا من أجل السلام”، واضعا هدف إحراج المجتمع الدولي – لا سيما الغرب – أخلاقيا وتاريخيا أمام مسؤوليته تجاه إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين، رفض التدخلات الخارجية في الشأن السياسي الفلسطيني، حرصا على استقلالية القرار الوطني ورفضا لأي اصطفاف في سياق سياسات المحاور الإقليمية. وكذلك، رفض أي تدخل فلسطيني في الشؤون الداخلية للدول العربية، وخص بالذكر كلا من لبنان والكويت وسواهما، مؤكدا التزامه الكامل مبادئ السيادة وعدم التدخل. كما شدد على رفضه لأي وجود مسلح خارج إطار الشرعية، سواء في فلسطين أو في الدول الشقيقة، وعلى رأسها لبنان”. وختم: “في مسيرة الرئيس محمود عباس، يمكن أن نختلف في الرأي، لكن لا يمكن إنكار الثوابت التي التزم بها في أخطر المراحل. شارك في هندسة اتفاق أوسلو، وسعى لبناء مؤسسات دولة رغم الاحتلال، وواجه الضغوط الدولية والإقليمية حين رفض ما اطلق عليه تسمية صفقة القرن. وفي لبنان، فقد تبنى نهجا مسؤولا، أكد احترام السيادة اللبنانية، ورفض تحويل المخيمات إلى ساحات للصراع أو أوراق ضغط، ورفض عسكرة المخيمات خارج الشرعية الوطنية. لقد حرص على أن يكون الوجود الفلسطيني في لبنان عنصر استقرار لا عنصر توتير، وسعى الى تحصين مجتمع اللاجئين، لا توريطه في صراعات لا ناقة له فيها ولا جمل. إنها مواقف نسجلها ونقدرها، كما نفعل في هذه المناسبة، ونبني عليها لما فيه مصلحة الشعبين اللبناني والفلسطيني. والشكر الكبير طبعا لمؤسسة هاني فحص وكل القيمين عليها، وكل من حافظ عليها حية وفاعلة”.

عباس

وتسلم الرئيس عباس الجائزة، وألقى كلمة قال فيها: “إن هذه الجائزة تحمل اسما غاليا وعزيزا، اسم العالِم والمفكر والإنسان والصديق، الفقيد الكبير السيد هاني فحص، الذي كان صوتا حرا وعقلا منفتحا، ومدافعا شجاعا عن القيم النبيلة: قيم الحوار والانفتاح والتسامح، وقبل كل شيء، عن فلسطين وقضيتها العادلة، حيث جسّد الراحل الكبير، في حياته ومواقفه، صورة الإنسان العربي المؤمن بوحدة المصير، وبأن العدالة هي السبيل إلى السلام”. وأضاف: “إن الراحل الكبير ترك مدرسة في الأخلاق والمواقف، ستبقى منارة للأجيال، وركناً من أركان العمل العربي المشترك في سبيل الحرية والكرامة. بكل فخر وامتنان، أتوجّه إليكم بجزيل الشكر والتقدير على هذا التكريم المشرّف، الذي أتلقاه اليوم من جائزة هاني فحص للسلام والتعددية، تكريما لمسيرتنا الوطنية والنضالية من أجل حماية حقوقنا الوطنية وتحقيق السلام العادل والشامل، وصون وحدة شعبنا الفلسطيني، والحفاظ على قرارنا الوطني المستقل”. وتابع: “إن زيارتنا إلى لبنان الشقيق تأتي تأكيدا على عمق الروابط التاريخية التي تجمع شعبينا، وعلى امتناننا للمواقف الأخوية، والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب اللبناني الشقيق إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، رغم ما مرّ ويمر به من ظروف وتحديات. إن الشعب الفلسطيني يقدّر عاليا كل التضحيات الجسام التي قدمها لبنان دولة وشعبا للقضية الفلسطينية، وتحمل تبعاتها منذ النكبة في عام 1948 وإلى يومنا هذا”. وجدد التأكيد على أن “شعبنا الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني، ونؤكد على موقفنا السابق، بأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضا، وأننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، على كل حدوده وفوق أراضيه”. كما جدد نداءه الذي دعا فيه “قادة العالم لكسر الحصار عن فلسطين، باستخدام كل الوسائل الممكنة لدى الدول لإنجاز ذلك، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة ووقف حرب الإبادة والتدمير والتجويع التي يتعرض لها شعبنا”.وقال: “إن أولويتنا في اللحظة الراهنة بعد وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وإدخال الاحتياجات الإنسانية والطبية، العمل على تولي دولة فلسطين لمسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وربطه مع الضفة والقدس، تحت نظام واحد، وقانون واحد، وسلاح واحد للدولة الفلسطينية. ولا ننسى في الوقت نفسه وجوب وقف العدوان على لبنان وشعبه الشقيق، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضه”. واضاف: “إننا نعمل على حشد الدعم الدولي لإعادة الإعمار، وللذهاب لعملية سياسية مستندة للشرعية الدولية، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية. وسنظل نعمل من أجل تعزيز الحوار والوحدة الوطنية وتمتين جبهتنا الداخلية على طريق الحرية والاستقلال والعودة، تنفيذا لما ورد أعلاه للموقف الفلسطيني الرسمي”. وحيّا “روح وذكرى الفقيد الكبير السيد هاني فحص”، وتوجه بالشكر العميق إلى “القائمين على هذه الجائزة الكريمة، وإلى كل من يؤمن برسالة السلام والتعددية والكرامة في عالمنا العربي. كما توجه بتحية إجلال ومحبة إلى عائلة الفقيد، زوجته وأبنائه وكل أحبائه، الذين واصلوا حمل رسالته الإنسانية النبيلة، وحافظوا على إرثه الفكري والروحي، الذي أصبح جزءاً من ضمير أمتنا”.

مصطفى فحص

وألقى نجل السيد هاني فحص مصطفى فحص كلمة شكر من الأكاديمية قال فيها: “في  معجم المعاني تعرّف المصالحة بأنها المسالمة والمصافاة وازالة كل اسباب الخصام، اي الإتفاق الذي يعقده المتنازعون، يفض نزاعاً قائماً او متوقعاً بتنازلات، والتنازل هنا يحتاج الى مراجعة ونقد للتجربة وشجاعة في اتخاذ القرار، وجرأته في الإعتذار قابلها من قاتله ونازعه برغبة في مصافحة ومصالحة، وهنا، يتصافح محمود عباس وأمين الجميل مع حفظ الألقاب، ليرتقيا شهوداً وشواهد وشهداء على ما كان وما سوف يكون”. اضاف: “يقول هاني فحص: وفلسطين تعيدنا اليها كما يبعثنا لبنان الى فلسطين،  لأن امنهما واستقرارهما وبناء دولتيهما المستقلتين هما امران متداخلان يصعب التفريق بينهما فهما بلا مبالغة حلم العرب”. وتابع: وقبل رحيله الأبدي بأيام قال “دبروا لنا دولة”، الدولة يا مولانا باتت الأن من دبار رفيق دربك، انت والسميرين ونسيب والياس وأخرين، واطمئنوا قليلاً وأضيئوا لصاحبكم طريق الإصلاح والسيادة لأنه موحش لقلة سالكيه، واما نحن الناجين مما ورثنا واورثتمونا من صداقات وخصومات فإننا في درب الرجاء الطويل من أجل الشفاء”. وختم: “رحم الله شهداء فلسطين ورحم الله شهداء الجبهة اللبنانية ورحم الله شهداء الحركة الوطنية ورحم الله شهداء المقاومة اللبنانية والوطنية والإسلامية، ورحم الله ضحاياهم الذين سقطوا بنيرانهم المقدسة، دفاعاً عن لبنانهم المقدس، وليصنع الله في قلوبنا وقلوبهم حب لبنان واحداً موحداً حتى لا يعود هذا الحب ليقتلنا مرتين”.

 

سلام من دار الفتوى: قطعنا شوطا مهما في الاصلاح ونسعى لوقف العدوان الاسرائيلي

المركزية/22 أيار/2025

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، رئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، وبحثا في الشؤون الوطنية وآخر المستجدات على الساحة اللبنانية ونتائج القمة العربية في بغداد.

وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى "أن الرئيس سلام، أكد خلال اللقاء أن الحكومة تقوم بالاتصالات والمساعي والجهود الديبلوماسية والسياسية عربيا ودوليا لوقف استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان الذي سيتجاوز الأزمة التي يمر بها بتضامن جميع أبنائه".وشدد الرئيس سلام على "أن الحكومة قطعت شوطا مهما في الإصلاح الملموس لدى المواطن في شتى الميادين وهي مستمرة في ورشة الإصلاح اقتصاديا ومعيشيا واجتماعية وإنمائيا وخصوصا في تفعيل مؤسسات الدولة الحاضنة للجميع، انطلاقا من اتفاق الطائف والدستور الذي يحفظ دور الجميع". واعتبر "أن علاقة لبنان مع أشقائه العرب، بدأت بالعودة الى طبيعتها وهي في مرحلة متقدمة من التعاون والمساعدة لما فيه خير الوطن".  من جهته،أبدى المفتي دريان حرصه "على دعم ومؤازرة الحكومة ورئيسها في عملها الوطني الجامع وما تقوم به من إصلاحات يشهد لها، داعيا الى المزيد من الإنجازات التي ينتظرها اللبنانيون وخصوصا الإسراع في حل مسألة الموقوفين اللبنانيين وغيرهم وخصوصا الإسلاميين منهم الذين مضت عليهم فترة طويلة دون محاكمات عادلة، وأبدى إرتياحه للأجواء التي سادت الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان وخصوصا في بيروت من هدوء وتنافس ديموقراطي عبر من خلالها كل اللبنانيين عن إرادتهم باختيار ممثليهم في المجالس البلدية والاختيارية، متوجها الى الرئيس سلام بالتهنئة على إنجازه ومتابعته لهذا الاستحقاق الوطني، ولحسن إدارته للعملية الانتخابية، مثمنا ما قام به كل من وزراء الداخلية والعدل والدفاع وقيادة الجيش اللبناني، والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وبقية القادة والأجهزة الأمنية المختصة على امتداد الأراضي اللبنانية، بالحفاظ على أمن اللبنانيين وسلامتهم وحسن سير العملية الانتخابية وشفافيتها".

 

نعيم قاسم لأهل الجنوب: استحقاقكم صمود في وجه الاحتلال ووفاء لدماء الشهداء

المركزية/22 أيار/2025

وجّه الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى أهالي الجنوب، دعاهم فيها إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات البلدية والاختيارية، معتبراً أن هذه المشاركة تندرج في إطار الصمود ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وقال قاسم: "يا أهلنا في الجنوب المقاوم، قدّمتم أعظم التضحيات في وجه العدوان الإسرائيلي، وأثبتّم أنكم أهل العزة والسيادة. أعدتم إعمار الجنوب بعد التحرير وعدوان تموز، واليوم تتحدّون المخاطر وتثبتون مجددًا أنكم أبناء الأرض". وأضاف أن استحقاق الانتخابات "هو محطة جديدة من محطات التمسك بالأرض وبقائها حيّة بأهلها"، مشدداً على أن "كل من راهن مع العدو الإسرائيلي يترقب نتائج هذا الاستحقاق".

وتابع: "نحن لا نخاطبكم لتحقيق الفوز، فأنتم فائزون بتكاتفكم والتفافكم حول حركة أمل وحزب الله، بل نخاطبكم لنجعل من هذا الفوز صاخباً بحضوركم الكثيف". وختم قاسم رسالته بالتأكيد على أن "المشاركة في الانتخابات هي جزء من إعادة الإعمار، ومن الوفاء لدماء الشهداء"، موجهاً التحية لأهالي الجنوب بقوله: "تحية لكم يا أشرف الناس وأوفى الناس وأعظم الناس".

 

جعجع: على الحكومة في أوّل اجتماع وضع جدول زمني واضح لجمع السلاح الفلسطيني

المركزية/22 أيار/2025

صدر عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، البيان التالي: إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الرئيس العربي الأول الذي يزور لبنان في العهد الجديد، وهذا ليس بجديد عليه لأنه حمل لبنان في قلبه دائما، واتخّذ خطوات جبّارة في سبيل قيام علاقات لبنانية فلسطينية صحيحة وسليمة. وما يُسجّل أيضا للرئيس عباس، هذه المرة، هو موقفه الواضح وضوح الشمس من مسألة السلاح الفلسطيني في لبنان، إذ إنه أكّد، وبعدما سبق وأكد مرارا وتكرارا، أن لا ضرورة لوجود أي سلاح فلسطيني في لبنان لا داخل المخيمات ولا خارجها، الأمر الذي، وللأسف، يتجنّب الكثير من المسؤولين اللبنانيين قوله بهذا الوضوح والصراحة. إنّ تصريحات الرئيس عباس المتتالية والتي تؤكد على ضرورة التزام الفلسطينيين جميعهم سيادة لبنان وقوانين الدولة اللبنانية وعدم جواز قيام أي عمل عسكري في لبنان أو من لبنان إلا من قبل الجيش اللبناني حصرا، دحضت كل ما كانت تتلطى خلفه جماعة الممانعة من لبنانيين وفلسطينيين من أجل مواصلة امتلاك السلاح غير الشرعي، ولأغراض داخلية لبنانية أو فلسطينية أو عربية لم تعد خافية على أحد. من هذا المنطلق، وبعد هذه المواقف الواضحة والحاسمة من قبل أرفع مرجعية فلسطينية، على الحكومة اللبنانية في أوّل اجتماع لها، ومن دون أي تأخير أو تباطؤ، وضع جدول زمني واضح لا يتعدى الأسابيع القليلة، لاتخاذ الخطوات العملية اللازمة من أجل جمع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وتولّي مسؤولية أمن المخيمات، كما أمن المناطق اللبنانية المحيطة بها، وذلك تحضيرا لجمع السلاح غير الشرعي في لبنان كله، وحلّ التنظيمات العسكرية غير الشرعية، ليتمكّن العهد الجديد من الانطلاق كما يجب. إن الشعب اللبناني عانى ما عاناه في السنوات الثلاثين الماضية بسبب وجود القرار العسكري والأمني والاستراتيجي خارج الدولة، فضلا عن وجود التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وقد حان الوقت كي ينعم الشعب اللبناني بدولة حقيقية تحتكر وحدها السلاح، ويكون القرار العسكري والأمني كله ضمن مؤسساتها.

 

بيان صادر عن قائد الجيش اللبناني/يوم التحرير

موقع أكس/22 أيار/2025

قائد الجيش العماد رودولف هيكل في أمر اليوم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير:

أيُّها العسكريون

في عيدِ المقاومةِ والتحرير، نقفُ أمامَ مناسبةٍ تاريخيةٍ بإنجازاتِها، متمثلةٍ بتحريرِ الجزءِ الأكبرِ منْ أرضِنا، بعدَ عقودٍ من احتلالِ العدوِّ الإسرائيلي، وهو إنجازٌ وطنيٌّ يحملُ رمزيةً كبيرةً عبرَ استعادةِ معظمِ أراضي الجنوب، بفضلِ صمودِ اللبنانيينَ وثباتِهم. اليوم، نستعيدُ بكلِّ اعتزازٍ تضحياتِ الشهداءِ التي جعلتْ هذا الإنجازَ ممكنًا، وظلّتْ ماثلةً أمامَنا، تمدُّنا بالقوةِ والعزيمةِ أمامَ المحنِ والشدائد. يأتي هذا العيدُ في ظلِّ مرحلةٍ ثقيلةٍ بصعوباتِها وأخطارِها، عَقِبَ عدوانٍ شاملٍ شنَّهُ العدوُّ الإسرائيليُّ على لبنان، ولا سيما الجنوب، مُوقعًا آلافَ الشهداءِ والجرحى ومسبِّبًا دمارًا واسعًا في الممتلكاتِ والبنى التحتية. هو عدوانٌ لا تزالُ آثارُهُ الكارثيةُ حاضرةً أمامَنا، لكنهُ أظهرَ في الوقتِ نفسِهِ تمسُّكَ اللبنانيينَ بروحِهِم الوطنية، واحتضانَهم أبناءَ وطنِهم خلالَ العدوان. وسطَ كلِّ ذلك، تحملتُم مسؤولياتِكم بمهنيةٍ عالية، واستعدادٍ كاملٍ لبذلِ أقصى الجهود، وسارعتم إلى ملاقاةِ التحدياتِ بعزيمةٍ لا تلين، وها أنتم تؤدونَ واجباتِكم رغمَ الصعوباتِ المضاعفةِ والظروفِ المعقدة. إننا نتوقفُ بإجلالٍ وإكبارٍ عندَ تضحياتِ جرحانا، وشهدائنا الذين جادوا بأرواحهم على دربِ الشرفِ والتضحيةِ والوفاء، كي يبقى الوطن.

أيُّها العسكريون

لقدْ باتَ منَ الواضحِ والمؤكد، أنَّ صمودَكم هو أحدُ أهمِّ أسبابِ استمرارِ لبنانَ ووحدةِ اللبنانيينَ وسلامةِ أمنِهم، وقد ظهرَ ذلكَ جليًّا في عملِكم المكثف، بهدفِ بسطِ سلطةِ الدولةِ على كاملِ الأراضي اللبنانية، وتطبيقِ القراراتِ الدوليةِ بالتنسيقِ الوثيقِ مع قوةِ الأممِ المتحدةِ المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، ولجنةِ مراقبةِ وقفِ الأعمالِ العدائية، والانتشارِ في الجنوبِ ومواكبةِ عودةِ الأهالي إلى قراهم وبلداتِهم. تُضافُ إلى ما سبقَ الإجراءاتُ الاستثنائيةُ لمحاربةِ الإرهابِ والجريمةِ المنظمة، وضبطِ الحدودِ الشماليةِ والشرقيةِ وحمايتِها، فضلًا عن حفظِ أمنِ الانتخاباتِ البلديةِ والاختيارية، التي تُجسدُ إرادةَ لبنانَ وعزمَ أبنائهِ وتمسُّكَهم بالأنموذجِ اللبنانيِّ الفريد، وتطلُّعَهم إلى مستقبلٍ أفضل. يجري ذلكَ فيما يُصرُّ العدوُّ الإسرائيليُّ على انتهاكاتِهِ واعتداءاتِهِ المتواصلةِ ضدَّ بلدِنا وأهلِنا، ويواصلُ احتلالَ أجزاءٍ من أرضِنا، ويعرقلُ الانتشارَ الكاملَ للجيشِ في الجنوب، ما يُمثّلُ خرقًا فاضحًا لجميعِ القراراتِ الدوليةِ ذاتِ الصلة.

أيُّها العسكريون

أنتم تُعطونَ بإرادتِكم وتضحياتِكم المثالَ الرفيعَ والمشرّفَ في التفاني المطلقِ من أجلِ لبنان، وتُبقونَ الأملَ حيًّا في نفوسِ اللبنانيين، وترسّخونَ الثقةَ المقدّرةَ من جانبِ الدولِ الشقيقةِ والصديقةِ بدورِ الجيشِ وكفاءتِهِ واحترافِه. ابقوا كما عهِدْتُكم سدًّا منيعًا يقي وطنَنا رياحَ الفتنةِ ويضمنُ السلمَ الأهلي، ويشكّلُ بارقةَ أملٍ لكلِّ المؤمنينَ بهذا الوطن. في المقابل، تبقى القيادةُ على عهدِها لكم، مُسخِّرةً كاملَ إمكاناتِها للوقوفِ إلى جانبِكم وتحسينِ ظروفِ حياتِكم بمختلفِ السبل.

التحدياتُ كبيرة، لكنها تَصْغُرُ أمامَ عزيمتِكم وتضحياتِكم، فَلْنَعْمَلْ معًا بقوةٍ وثباتٍ لبناءِ الوطنِ الذي يستحقُّهُ اللبنانيون.

 

حاكم مصرف لبنان يتخذ القرار الشجاع..فهل يواكبه وزير المالية؟

منير يونس (فايسبوك) جنوبية/22 أيار/2025

بيان هام جداً لمصرف لبنان أكد فيه أنّه “يواصل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتعاون مع مكاتب محاماة متخصصة في عدد من الدول الأوروبية والأجنبية، وذلك بهدف ملاحقة أي شخص معنوي أو طبيعي تولّى مسؤوليات في المصرف أو ارتبط به بصورة مباشرة أو غير مباشرة، واشتُبه بمشاركته في عمليات اختلاس أموال من المصرف، أو في أي شكل من أشكال الإثراء غير المشروع”.‏أضاف : “أكّدت شركة “ألفاريز ومارسال” أنها تسلّمت من مصرف لبنان جميع المعلومات المطلوبة لإنجاز “المرحلة الأولى” من المهام الموكلة إليها من قبل وزارة المال”، مجدّداً “استعداده التامّ للتعاون الكامل في حال قرّرت الدولة اللبنانية توسيع نطاق التفويض، وذلك التزامًا بمبدأ الشفافية”.

تعليق: هذا ما كان منتظراً منذ فترة طويلة، وها هو كريم سعيد يتخذ القرار بشجاعة.

‏على وزير المالية ياسين جابر طلب تجديد العقد مع شركة الفاريز اند مارسال ليشمل التدقيق الجنائي مرحلة ٢٠١٥-٢٠٢٥، على ان يشمل ذلك ليس فقط حسابات مصرف لبنان، بل تشابكات تلك الحسابات مع وزارة المالية منذ تولّي علي حسن خليل هذه الحقيبة. ‏اذا لم يفعل جابر ذلك فوراً سيُتهم بالتقصير والتغطية على المرتكبين، وعلى رئيس الحكومة نواف سلام ان يضغط عليه لانجاز هذه المهمة التاريخية، والتي من دونها ستبقى سرديات المسؤولية عن الأزمة متضاربة عمداً ليفلت المجرمون الحقيقيون من العقاب!

 

توتر وتصعيد ورسائل تهديد أمام منزل النائب ياسين في غزة – البقاع الغربي

المركزية/22 أيار/2025

أفاد مراسل "الجديد" عن تعرض منزل النائب ياسين ياسين في بلدة غزة – البقاع الغربي لهجوم كبير نفذه عدد من الأشخاص، وذلك على خلفية نتائج الانتخابات البلدية التي جرت مؤخرًا في البلدة، والتي اتخذ فيها النائب ياسين موقفًا حياديًا من طرفي التنافس. ووفق المعطيات، فقد أقدم المهاجمون – الذين وصلوا في أكثر من 15 سيارة – على ضرب باب المنزل في وقت لم يكن فيه النائب متواجدًا داخله. وقد تقدم النائب ياسين بدعوى قضائية ضد المعتدين، متهمًا إياهم بالهجوم والتهديد بالقتل. وبحسب المعلومات، يسود البلدة توتّر شديد على خلفية هذا الاعتداء، وسط تصاعد الخلافات العائلية والسياسية. واعتبر بعض الأهالي أن الهجوم يحمل رسائل تخويف واضحة موجهة لكل من قد يعارض أداء أو شرعية الهيئة البلدية المنتخبة. في حين بدأت الجهات الأمنية التحقيق في الحادثة، فيما دعت فعاليات المنطقة إلى الضرب بيد من حديد لكل من قام وحرض على مثل هذه الافعال، كما طالبت الفعاليات بالتهدئة وضبط النفس، تفاديًا لأي تصعيد إضافي يهدد السلم الأهلي في البلدة.

 

تغريدات مختارة من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم 21 آيار/2025

بيتر جرمانوس

يجب اجراء تحقيق مع ابراهيم الامين، حسن عليق ورضوان مرتضى. هذا ان كان حزب اللا جاداً بموضوع العملاء، لان هؤلاء اقدموا على اكبر عملية الهاء أمنية-اعلامية بتاريخ الحروب الحديثة والقديمة (مطران الحاج، د. امين اسكندر، كيندا الخطيب، الكاتب العدل في جل الديب، خليل صحناوي..).

 

الياس بجاني
جريمة ما يسمى عيد التحرير/يجب ان يتم إلغاء هذه الهرطقة. حزب الله لم يحرر الجنوب بل كان يحتله وهو من تسبب بتدميره وبقتل أهله وتهجيرهم. عيب ان يتم الإحتفال بهذه الكذبة..ضروري إلغائه ومحاكمة من فرضه على لبنان واللبنانيين.

 

يعرب صخر

٢٥_أيار_٢٠٠٠ عند كثير من اللبنانيين ليس عيد مقاومة وتحرير؛ بل ما هو إلا ذكرى يوم فاصل مشؤوم بين احتلالين بغيضين متعاقبين، وعملية تسلم وتسليم بين احتلال_إسرائيلي_سلف  واحتلال_إيراني_خلف.

 

نبيل الحلبي

بعد بيان اعداد العملاء والجواسيس المكتشفين داخل ميليشيا حزب اللا حتى الساعة، يتبين لنا أنّ كل تهم العمالة التي ساقها الحزب ضدنا في السنوات الماضية كانت مكيدة اسرائيلية..!

 

روي. لبنان بلد الأرز

عيد تحرير لبنان الحقيقي والحتمي يتحقق

📍وم يتم القضاء على المنظومة السياسية المالية الفاسدة التي تحكم لبنان!

📍يوم تتم الإطاحة بطاقم سياسي أنهك حياة اللبنانيين وأثرى على حسابهم وعلى حساب مستقبل أولادهم!

📍يوم ننتهي من الذمية وحامليها ليعود لبنان بلدا سيدا لأبنائه الأصيلين فقط!

 

بيتر جرمانوس

قتلُ الأبيض لا يُعدُّ عنصرية

الإبادة الصامتة جنوب أفريقيا

لقد امتدّت يد اليسار الغوغائي، وتفشّت عدوى "الووك" كداءٍ عضال، فتسلّلت إلى الوعي الغربي كالسمّ في العسل، تعبث بعقل الإنسان الأبيض، تُفكّك إرثه، تُشوّه تاريخه، وتزرع فيه شعور الذنب كمن يعلّق مشنقة في قلبه ويُلقّنه فنّ الانتحار المعنوي.

صار يخجل من لونه، من لغته، من أمجاده، ومن اسمه. يعتذر عن كل شيء، حتى قبل أن يُتّهم. وإذا دافع عن نفسه، قيل عنه "فاشي"، "عنصري"، "رجعي".

وهكذا، تُزرع الحفرة أمامه، ويُدفع ليقع فيها باسم العدالة، ثم يُصفّق لجلاديه وهو يظن أنّه ينتصر للإنسانية.

هذا ما نسمّيه العقل الانتحاري: عقلٌ أُفقد البوصلة، وأُغري بالهلاك وهو يبتسم.

إنها حرب ناعمة، أخطر من السلاح، تُشنّ على الهوية، باسم الحقوق، والنتيجة: حضارة تهوي، وشعب يتبرأ من نفسه.

 

منشق عن حزب الله

حزب_الله يعلن عن قتلاه بنظام التقسيط المريح

جديد: الحزب يحدد الأحد موعدًا لدفن ضحاياه الجدد

حزبٌ مهزوم، لم يخسر الحرب فحسب، بل تلقى ضربة قاصمة كشفت ضعفه الهش وفشله الذريع في التخطيط والتكتيك العسكري.

السؤال: لماذا هدّدنا باجتياح الجليل وما بعد حيفا

و نحن اوهن من بيت العنكبوت

 

منشق عن حزب الله

كفى كذبًا يا #حزب_الله

محمد حيدر، القتيل الذي سقط أمس  بغارة إسرائيلية في عيترون،  هو مسؤول عسكري في الحزب، وليس "مدنيًا"

زوجته أصيبت بالعمى في هجوم البيجر، ومع ذلك تستمرون بترويج الأكاذيب انهم  "مدنيين"!

 

منشق عن حزب الله

ماذا يعني لك عندما تسمع خبر مقتل قيادي من  حزب_الله

هل تفرح او تحزن !!!  هل تعلم ان من يصل إلى مرتبة قيادية في الحزب، يداه غارقتان بدماء اللبنانيين ، اغتيالات، خطف زرع متفجرات،

و شارك بسفك دماء السوريين و احتلال سوريا وان له تاريخ اسود  بتنفيذ عمليات إرهابية في دول عربية.

 

 علي حماده

https://x.com/i/status/1925190154266055025

مورغان اورتاغوس الى بيروت حاملة رسالة صارمة : كل السلاح في كل مكان . و الاستثمارات بدلا من قروض  "صندوق النقد الدولي" .

١- صواريخ اكتشفت في بيروت قبل شهر.

٢- نرع سلاح الحزب جنوب الليطاني و شماله. و لا يزال امام الدولة الكثير لتفعله.

٣- نزع السلاح مكافحة اقتصاد "الكاش " و اجراء اصلاحات يجذب الاستثمارات بدلا من المنح و القروض.

 

غسان بودياب

نرفض ونشجب ونستنكر وندين باشد وأقسى العبارات الاعتداء الارهابي الخطير الذي طاول ديبلوماسيين إسرائيليين امام المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن.

ستدفع الجهات المسؤولة عن التخطيط والتنفيذ ثمنا باهضا لان المساس بأمن الولايات المتحدة الأميركية القومي وتهديد  العاصمة والبعثات الدبلوماسية امر لا يمكن السكوت عنه، ولا

مكان للارهاب ومعاداة السامية في اميركا.

 

علي صبري حمادة

على الدوّار أول مدينة بعلبك وُضعت لوحة كبيرة كتب عليها " إنتصرنا " . الانتصار على من ؟! على غيركم من اللبنانيين ؟! هي كلمة يريدون استعمالها ولكن حبذا لو في وجه الأعداء ، وفي مكانها الصحيح.#بلديات

 

داني كرياكوس

 في معلومات متداولة و غير مؤكدة ان وفيق صفا انتقل الى فنزويلا مع عائلته

مش مسموح يهربوا لازم يحاكمو 

لازم ينشنق

 

بيتر جرمانوس

شخص يُدعى إلياس رودريغيز أقدم على اغتيال موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. في حال تبيّن أن إيران تقف وراء هذا العمل، فإن الحرب تصبح قاب قوسين أو أدنى.

 

وضاح الصادق

من الواضح أن البعض يحاول إلغاء حق المغتربين بالمشاركة في انتخاب كل المجلس النيابي، وحصرهم بستة مقاعد فقط، كون المغترب متحرر إلى حدّ ما من الضغوط السياسية والطائفية. سرقوا أموالهم، ويحاولون اليوم سرقة أصواتهم.

 

 نانسي اللقيس

https://x.com/i/status/1924924933156565393

محمود_قماطي عم يحملنا جميل!

يا خيّي، مين طلب منكن كل شوي تذكّرونا إنكن "دفعتوا دم"؟

نحنا كمان دفعنا من عمرنا، من أرزاقنا، من استقرارنا، ومن دم أولادنا وإخوتنا وأهلنا وجيراننا.

كل اللبنانيين قدّموا شهداء، من جورج حاوي لبشير الجميّل، من سناء محيدلي لجبران تويني، من عبود لداني شمعون ورفيق الحريري.

ما فيكن تحتكروا البارودة بزمن الاحتلال السوري، وتجوا اليوم تقولوا: "نحنا قدّمنا".

خلصونا بقا... الوطن مش ملكية خاصة.

******************************************

في أسفل رابط نشرة الأخبار اليومية ليومي 22-23 آيار/2025/

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 آيار/2025

/جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143565/

ليوم 22 آيار/2025/

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For May 22/2025/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/2025/05/143568/

For May 22/2025

**********************
حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

****

رابط موقعي الألكتروني، المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

https://eliasbejjaninews.com

Link for My LCCC web site

https://eliasbejjaninews.com

****

Click On The Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

*****

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط  https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

*****

حسابي ع التويتر/ لمن يرغب بمتابعتي الرابط في أسفل

https://x.com/EliasYouss60156

My Twitter account/ For those who want to follow me the link is below

https://x.com/EliasYouss60156

@followers

@highlight