المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 21 آذار/لسنة 2024

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2024/arabic.march21.24.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

Below is the link for my Twitter account.

في اسفل رابط حسابي ع التويتر

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

الياس بجاني/استدعاء القضاء لمكرم رباح الصوت الحر والسيادي والإستقلالي هو استدعاء لكل لبناني يرفض الإحتلال ويشهد للحق

الياس بجاني/فيديو ونص/عجيبة شفاء الأعمى...العمى عمى القلب وليس عمى البصر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

معركة إبراهيم منيمنة ومعركة مكرم رباح ليست شخصية بل عامة ووطنية/حنا صالح/فايسبوك

لقاء مسيحي اليوم في بكركي وورقة مشتركة للتبني

غارة دير الزور تستهدف قائد في الحزب؟!

اول شهيد منذ بداية رمضان.. الجبهة الجنوبية تنحسر وتقتصر على عمليات «روتينية»

قصف اسرائيلي وغارات جنوبا..!

ميقاتي سيدفع للجنوبيّين... ماذا عن مساهمة إيران؟

حزم الراعي... يقطع الطريق على تكريس "الحوار" عرفًا

حزب الله والإمارات: دور إيران والأسد وتفاهمات أخرى/منير الربيع/المدن

لبنانيون محتجزون في الإمارات يعودون إلى لبنان مع وفيق صفا

معلومات جديدة عن زيارة وفيق صفا الى الإمارات..

إسرائيل قادرة على تعطيل المطار إلكترونياً وأكثر: ما العمل؟/خضر حسان/المدن

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

قتال «حزب الله» وإسرائيل يعود إلى «قواعد الاشتباك الأولى»

أسبوع كامل بلا إصابات... وتراجع بوتيرة القصف

لبنان: الحراك الرئاسي على وقع هدنة غزة... تأجيل اللقاءات إلى ما بعد عيد الفطر

البعريني: من الواضح أن الاستحقاق بات مرتبطاً بمسار الحرب رغم نفي البعض

«إقصاء المسيحيين» عن الإدارة اللبنانية… شكاوى وتبادل اتهامات

«التيار» يتزعم الحملة و«القوات» تقول إنه يدعي «البطولات الوهمية »

باريس تتوسط بين «حزب الله» وإسرائيل لخفض منسوب المواجهة جنوباً بمبادرة من رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية

دبلوماسيون يقترحون «توسيع المنطقة العازلة» بين لبنان وإسرائيل

منعاً للانزلاق إلى الحرب ولأنه «لم يعد كافياً» العودة إلى الوضع السابق

«لا ننام الليل»... بلدات شمال إسرائيل تتوجس من اندلاع حرب مع «حزب الله»

إسرائيل: أنشأنا لواء «ههاريم» لترتيب الوضع الدفاعي على حدودنا مع لبنان وسوريا

أحزاب لبنان تتفق على رفض حبس الصحافيين..وتكريس "حق التقاضي"

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

«خطة سلام»... وقف الحرب ومسار لدولة فلسطينية

بلينكن في المنطقة... وأميركا تعرض على إسرائيل خطة بديلة لرفح... والسعودية تدعم «أونروا» بـ40

«حماس»: رد إسرائيل على مقترحنا لوقف النار جاء سلبياً

هل تهدئ جولة بلينكن المخاوف المصرية من اجتياح رفح؟ وسط أنباء عن طرح البيت الأبيض «بدائل» على إسرائيل

ولي العهد السعودي يبحث مع بلينكن التطورات في قطاع غزة ومحيطها

واشنطن تطرح على إسرائيل خطة بديلة لاجتياح رفح وتصفية «حماس»

نتنياهو يرسل سياسيين إلى واشنطن... والأميركيون يدعون غالانت

واشنطن تطرح على إسرائيل خطة بديلة لاجتياح رفح وتصفية «حماس»

ماذا تحمل أجندة «السداسية العربية» خلال الاجتماع مع بلينكن؟

لقاء القاهرة سيتطرق إلى سيناريوهات أبعد من وقف إطلاق النار في غزة

مقتل 3 بقصف إسرائيلي لسيارة في جنين بالضفة الغربية

إسرائيل توسّع حربها على الشرطة ولجان الطوارئ في غزة… والهدف «نفوذ حماس» قدرة الحركة على تنظيم إدخال المساعدات أحد أهم أسباب «معركة الشفاء»

الحوثيون يتبنّون قصف سفينة... ويفجّرون منازل على ساكنيها في رداع

بن مبارك: هجمات الجماعة مخطط إيراني لا علاقة له بفلسطين

أميركا تعاقب 3 شبكات لتوريد المعدات الصاروخية والنووية لإيران

خامنئي: الاقتصاد نقطة ضعفنا الأساسية والأزمة المعيشية تهيمن على خطابات «النوروز» في إيران

أميركا تتعهد بتقديم 47 مليون دولار لدعم السودان ودول مجاورة

السعودية تدعم «الأونروا» بـ40 مليون دولار لإغاثة غزة

رداً على مقتل أحد جنودها... تركيا تدمر 27 موقعاً لـ«الكردستاني» شمال العراق

فيدان قال إن الاتفاق الأمني مع بغداد هو القرار الأكثر واقعية بين البلدين

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المساءلة الشعبية بديل هزل الواقع التراجيدي/حنا صالح/الشرق الأوسط

إيران تستقوي بالحوثيين في المواجهة مع أميركا/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

غزة في اليوم التالي/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

"إحنوا رؤوسكم أمام...حزب الله"!/فارس خشان/نيوزليست

وفيق صفا في الإمارات هو الخبر اليوم./حنا صالح/فايسبوك

لئلّا "نظنّ سوءاً".. بالخماسي!/نبيل بومنصف/النهار

سنتحمل الحرب وحدنا!!/د. منى فياض

فخ إيراني أوقع بحماس وباعها على مراحل/أنور مالك/موقع أكس

 

تغريدات مخاتر من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم الأربعاء 20 شباط/2024

 

تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم. أَمْوَالُكُم تَعَفَّنَتْ، وثِيابُكُم صَارَتْ مَأْكَلاً لِلعُثّ. ذَهَبُكُم وفِضَّتُكُم قَد صَدِئَا، وصَدَأُهُما سَيَكُونُ شهادَةً عَلَيكُم، ويَلْتَهِمُ كالنَّارِ لُحُومَكُم

رسالة القدّيس يعقوب05/من01حتى06/:"يا إِخوَتِي : هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا الأَغْنِيَاء، إِبْكُوا ووَلْوِلُوا عَلى الشَّقَاءِ الآتِي عَلَيْكُم. أَمْوَالُكُم تَعَفَّنَتْ، وثِيابُكُم صَارَتْ مَأْكَلاً لِلعُثّ. ذَهَبُكُم وفِضَّتُكُم قَد صَدِئَا، وصَدَأُهُما سَيَكُونُ شهادَةً عَلَيكُم، ويَلْتَهِمُ كالنَّارِ لُحُومَكُم: تِلْكَ هِيَ الكُنُوزُ الَّتي ٱدَّخَرْتُمُوهَا لِلأَيَّامِ الأَخِيرَة! وأُجرَةُ العُمَّالِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقولَكُم، وما زِلْتُم تَحْبِسُونَهَا عَنْهُم، ها إِنَّها تَصْرُخ! وصِياحُ أُولئِكَ الحَصَّادِينَ بَلَغَ أُذُنَي رَبِّ الجُنُود! لقَدْ عِشْتُم عَلى الأَرْضِ في التَّنَعُّمِ والتَّرَف، وفي يَوْمِ الذَّبائِحِ أَتخَمْتُم قُلُوبَكُم. لقد حَكَمْتُم عَلى البَارِّ وقَتَلْتُمُوه، وهُوَ لا يُقَاوِمُكُم.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس

كثر من أصحاب الجبب والقلانيس وغالبية السياسيين وأصحاب شركات الأزاب هم مجرد صنوج وأبواق ينفذون فرمانات الملالي وعبيدهم المنافقين، تجار المقاومة

الياس بجاني/20 آذار/2024

للأسف، فإن غالبية العاملين في السياسة والإعلام، ومعهم كثر من أصحاب الجبب والقلانس هم مجرد موظفين عند ملالي إيران وخدمهم في لبنان المتاجرين نفاقاً بشعارات المقاومة والممانعة.

هؤلاء ليسوا من مذهب واحد أو شريحة مجتمعية محددة، بل هم وباء سرطان إبليسي ضرب المجتمع اللبناني وينخر في عظامه.

هم عملاً بكل المعايير كتبة وفريسيين وملجميين وطرواديين بأكثر من امتياز، بذل وخور رجاء وإيمان يطيعون دون تردد من يدفع رواتبهم الشهرية ويؤمن لهم المواقع في السلطة والمؤسسات، وخصوصاً الإعلامية والنيابية والوزارية منها.

أبالسة ع إشكال بشرية، خدروا ضمائرهم، وكلسوا قلوبهم،ولوثوا نعمة الحرية، وعهروا الكلمة، وشوهوا الحقيقة،وليس في ممارساتهم ومواقفهم وكلامهم غير الكفر والشوارعية وإدمان الاستسلام الأعمى والتبعية.

ممارساتهم  عهر 24 قيراط دون خلفيات وطنية، أو إيماني أو أخلاقية، بل تبعية كاملة لصاحب العمل الممول الذي حالياً هو ملالي إيران ووكلائه الأوباش في لبنان المتاجرين بنفاق بالمقاومة والممانعة ومحاربة إسرائيل وأميركا..في حين أن الوقائع كافة تؤكد أنهم مجرد أذناب وخدم عند من يدعون أنهم الأعداء.

إن أخطر هؤلاء المرتزقة هم كثر من أصحاب الجبب والقلانيس الذين وصل حد العهر عند بعضهم الصلاة للمجرمين والقتلة وجماعات الإرهاب الذي يحتلون لبنان ويقتلون ناسه ويعهرون الدولة وكل مؤسساتها.

إنه واقع مرير ومخيب ومأساوي ما يعيشه الشعب اللبناني ولكنه هو واقع حقيقة الوضع الراهن.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

الياس بجاني/20 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/archives/128047/128047/

بين الظلمة يتوه الشعب اللبناني، وفي غياب القيم والمبادئ الإنسانية ترقص الأرواح في مهب الرياح، وتغرق الضمائر في بحر الخيانة.

في زمن البؤس والضياع هناك كثر من أصحاب الجبب والقلانيس، وغالبية السياسيين والنواب والوزراء وأصحاب شركات الأحزاب وتجار المقاومة والممانعة المنافقين والإرهابيين والجهاديين، أصبحوا مجرد أدوات في يد الملالي الفجار والتجار، ينشرون ويسوّقون بوقاحة للنفاق والفوضى والنرسيسية وثقافة شرعة الغاب والبربرية في كل مكان.

هؤلاء ليسوا إلا عبيداً لأعداء لبنان والإنسانية. هم بموت ضمير يبيعون الوطن وأهله ويسلبون الحريات، وينكرون الحقيقة ويعملون بالخيانة، ويحطمون كل أمل للبنانيين في الحياة الكريمة، بظل دولة القانون والمؤسسات والحقوق.

هم طواعية وبفرح الأبالسة يستسلمون للظلم وللظالمين وللإرهاب والجهادية، ويبايعون الجريمة بعبادة الدم، وفي خضم الفتن والفوضى يتأرجحون، بين قيّم الوطن وأهواء الطغاة الفرس وعبيدهم المحليين من الطرواديين والمرتزقة.

إنهم ليسوا إلا أدوات للعهد والفوضى والفساد. يعيثون في لبنان القداسة فساداً وجوراً، ويرمون بالأخلاق في زبالة النسيان، في سبيل السلطة والمال، ويبيعون الضمائر والقيم والمبادئ وكل ما هو إنسان وإنسانية وحق وحقوق.

في وجه هذا الواقع الإحتلالي الفارسي والإرهابي المرير والمحزن والمأساوي، سوف نبقى مع كل سيادي وحر واستقلالي حراساً للهوية والتاريخ، وللوجود والكرامة نصرخ بصوت مدوي، مطالبين بالحرية والعدالة، وحاملين عن قناعة وبإيمان رايات الحق والصدق والعدالة.

نحن، وكل من هو رافض للاحتلال الفارسي، ولكل هو إرهابي وجهادي وشيطاني ونفاق مقاومة وممانعة وحروب عبثية، لن نستسلم للظلم والفساد وقوى الاحتلال، ولن نتراجع عن مطالب العدل، وسنبقى صامدين كالأسود في وجه العواصف، حتى نعيد بناء وطننا الغالي ونسترد استقلاله وسيادته وكرامة إنسانه المظلوم.

يبقى أن وطن الأرز، لبنان، هو وطن القداسة والقديسين، وهيكل للعبادة، وقفٌ لله، كما قال لموسى… ومن هنا فإن كل مواطن لبناني حر وسيادي واستقلالي ولبنانوي هو مكلف حراسة هذا الهيكل ومكلف برد الأعداء عنه ومحاربتهم بفروسية وإيمان وعناد لا يلين.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

https://www.youtube.com/watch?v=x157baoRgr4

الياس بجاني/20 آذار/2025

 

فيديو ونص/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

الذكرى السنوية لعيد مار يوسف البتول

الياس بجاني/19 آذار/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/63277/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d9%88%d8%ac/

تحتفل الكنيسة المارونية بالذكرى السنوية لعيد القديس مار يوسف البتول في ١٩ آذار من كل سنة. تحمل هذه الذكرى المقدسة أهمية خاصة لعائلتنا، حيث نتوارث هذا الاسم بفخر منذ أجيال. في هذه الذكرى المباركة نتوسل إلى الله وملائكته لحماية ابننا الحبيب يوسف وحفيدنا جوزيف، اللذين يحملان هذا الاسم المقدس.

يعتبر العيد مناسبة مهمة في الطقس الماروني، حيث يتم بالصلاة تكريم حياة القديس يوسف البتول، زوج السيدة العذراء مريم ووالد يسوع المحترم. إن المؤمنين والمتدينين، ولا سيما الموارنة اللبنانيين، لا يعتبرون العيد هو مجرد يوم احتفال بالذكرى، بل يُعتقدون أيضًا أنه عيد ميلاد القديس يوسف.

في لبنان، يُنظر إلى القديس يوسف باعتباره القديس الحامي للعائلة، ولدوره المثالي كزوج مخلص وأب، هذا وتعتبر حياته مثالًا يقتدى به في التفاني والطاعة والإيمان والتواضع والعمل الجاد، وهي صفات تتعلق به وتقدرها وتمارسها العائلات في بلدنا الحبيب منذ زمن بعيد.

كان تكليف القديس يوسف الملائكي مهمة عظيمة؛ فقد كُلف من قبل الله برعاية يسوع المسيح والسيدة العذراء مريم، فتمم مسؤولياته بحب عميق وصادق وبتفانيٍ وتجرد، وأصبح رمزًا للأبوة والإخلاص والعمل للعائلة.

جسد القديس يوسف كل معاني الإيمان والطاعة والأمانة والتفاني.

وفيما نحن نكرم هذا القديس الكبير اليوم، لا بد وأن نتأمل أيضًا في الفضائل التي جسدها، تواضعه وقوته وتفانيه في تنفيذ مشيئة الله.

نصلي من أجل أن يستمر إرث القديس يوسف في إلهامنا للقيام بأدوارنا الأبوية والرعوية داخل عائلاتنا ومجتمعاتنا، متمثلين بمثاله في الإيمان والعطاء والمحبة والتفاني والتجرد.

في هذا اليوم المقدس والمبارك، نقدم صلوات الشكر والتضرع، إلى الرب على كل عطاياه ونعمه، ونبارك كل من يحمل اسم يوسف، متطلعين لأن نسير على خطى فضائل قديسنا الحبيب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

فيديو/الياس بجاني: سيرة وفضائل مار يوسف البتول

الذكرى السنوية لعيد مار يوسف البتول

https://www.youtube.com/watch?v=DNUj3tgb95M&t=11s

/19 آذار/2024

 

استدعاء القضاء لمكرم رباح الصوت الحر والسيادي والإستقلالي هو استدعاء لكل لبناني يرفض الإحتلال ويشهد للحق

الياس بجاني/17 آذار/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/127934/127934/

إن استدعاء الناشط السيادي د. مكرم رباح من قّبل القضاء على خلفية رفضه المُحّق والدستوري للإحتلال، ومجاهرته بمواقفه المعرية لممارسات هذا الإحتلال وهرطقاته، وإرهابه، وتوريطه لبنان واللبنانيين بحروب عبثية خدمة لمشاريع إيران الإستعمارية والتوسعية والمذهبية، هو أمر مستنكر ومرفوض. إن هذا التطاول والإعتداء الفاضح اللاالقانوني على د. رباح يؤكد أن لبنان بلد محتل، ومؤسساته كافة مخطوفة ومهيمن عليها، واداة طيعة بأمرة حزب الله، الإرهابي والفارسي والجهادي، والعدو الهمجي للبنان، ولشعبه المحب للسلام بكل شرائحه.

إن هرطقات استعمال القضاء لإهداف فارسية وإرهابية وقمعية، خدمة للمحتل حزب الله ولأسياده الملالي، هي ممارسات مستنكرة ومرفوضة، ولكنها لن تنتهي إلا بانتهاء الإحتلال، وبتنفيذ كل القرات الدولية الخاصة بلبنان، وبعودة السيادة والإستقلال، وحكم القانون ومحاكمة كل رموز الإحتلال.

 

الياس بجاني/فيديو ونص/عجيبة شفاء الأعمى...العمى عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/17آذار/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/38018/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%b4/

(من أرشيف عام 2014)

الياس بجاني/فيديو/عجيبة شفاء الأعمى.. العمى عمى القلب وليس عمى البصر

https://www.youtube.com/watch?v=gv3muCMBKhY&t=330s

17آذار/2024

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

معركة إبراهيم منيمنة ومعركة مكرم رباح ليست شخصية بل عامة ووطنية

حنا صالح/فايسبوك/20 آذار/2024

معركة إبراهيم منيمنة ومعركة مكرم رباح ليست شخصية بل عامة ووطنية بوجه هذا التمادي في الإستفراد بمصير بلد ومصير شعبه من جانب حزب الله الذي يهدد نهجه البلد وأهله بمصير مماثل لما نشهده في غزة! ومن أجل ماذا؟ من أجل حرب بالوكالة مرتبطة بالإستراتيجية الإيرانية ومشروع إيران الكبرى وحجم دورها اللاحق عندما يقبل مجرم حرب كنتنياهو وقف الأعمال العسكرية، فتتم بأرواح اللبنانيين وعلى حساب حيواتهم وحقوقهم! هذا المنحى خطير وسيتعمق ويتسع أكثر مع "ذوبان الثلج.." ووضوح الرؤية والأبعاد. إنها مواجهة مفروضة تستدعي هبة من كل التشرينيين الذين فجروا أعمق ثورة في تاريخ لبنان، ضد منهبة العصر التي يتشارك بها كل الطبقة السياسية التي نهبت وأفقرت ووضعت البلد أمام الإبادة الجماعية ومصادرة الحريات وتحويل لبنان رصيف هجرة للقادرين وخصوصاً الفئات الشابة! والتحدي اليوم أن تقيم القوى التشرينية إنطلاقاً من من حالات التأسيس الحزبية الجنينية المنظمة شبكة أمان للناشطين كما لمواطنينا، منفتحة على التعاون مع جهات أخرى متضررة أو ذات مصلحة بجبه المنحى البوليسي، لكن دون أي وهم بتركيب جبهات معارضة سياسية فوقية

 

لقاء مسيحي اليوم في بكركي وورقة مشتركة للتبني

وكالات/21 آذار/2024

يعقد في بكركي اليوم اجتماع للقوى المسيحية وفي مقدمهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وسيكون بعيدا من الإعلام، وأفادت المعلومات بأن اللقاء في بكركي حصل بناء على مبادرة كنسية وهي استكمال لمبادرة المطران انطوان أبي نجم وهي تأتي في إطار محاولة للاتفاق على ورقة سياسية.

 

غارة دير الزور تستهدف قائد في الحزب؟!

الكلمة أونلاين/20 آذار/2024

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن دويّ انفجارات في مدينة الميادين في ريف دير الزور في سوريا، تزامنا مع تحليق مسيّرات. وقال المرصد السوري لـ”الحدث”، إنّ “3 صواريخ استهدفت مدينة الميادين”. وفي هذا السياق، أشارت مصادر الحدث إلى “مقتل 5 من كبار القيادات الإيرانية بينهم قائد بحزب الله في سوريا في غارة على الميادين بريف دير الزور”.“.

 

اول شهيد منذ بداية رمضان.. الجبهة الجنوبية تنحسر وتقتصر على عمليات «روتينية»

حسين سعد/جنوبية/20 آذار/2024

كادت ساعات قبل ظهر اليوم، توحي بأن الحرب على الجبهة الجنوبية، قد توقفت، او حدثت هدنة غير معلنة. فلم تسجل غارات للعدو الاسرائيلي وهجمات ل”حزب الله”، على مواقع الإحتلال طيلة هذه الساعات، التي سنحت للكثير من ابناء القرى الحدودية، التوجه إلى بلداتهم لتفقدها، في ظل إقدام عدد من العائلات على مواصلة زراعة التبغ. مع ساعات المساء، إنقلب المشهد الجنوبي، فبدأ بسلسلة غارات حربية للطيران الإسرائيلي، مستهدفاً منزلا في وسط بلدة القنطرة في قضاء مرجعيون، كانت بداخله مجموعة من عناصر أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل) ما تسبب بإستشهاد احد العناصر، محمد علي موسى قميحة (لواء)، 36 عاماً، من بلدة كفرصير، في منطقة النبطية، الذي نعته الأفواج، شهيداً دفاعاً عن الجنوب ولبنان، أثناء القيام بواجبه الجهادي، ليرتفع مع هذا الشهيد، عدد شهداء حركة أمل منذ بداية العدوان الإسرائيلي وحرب الإسناد والإشغال دعماً لغزة، إلى 12 شهيداً، في حين بلغ عدد عناصر حزب الله 239 شهيداً. وإلى هذه الغارة الحربية، التي دمرت المنزل تدميراً كاملاً في القنطرة، وأصيب بداخله عنصر من “أمل” إلى جانب قميحة، وهو الشهيد الاول منذ بداية شهر رمضان، نفذت طائرات العدو غارات على منازل في الغندورية وكفركلا ويارون وعيتا الشعب ومروحين، جرى تدميرها بالكامل، رد عليها “حزب الله” بمهاجمة أربعة مواقع للإحتلال في رويسات العلم، زبدين، هونين، والمرج، بالأسلحة المناسبة، متحدثا في بياناته عن إصابة هذه المواقع مباشرة. وكان الملاحظ خلال الأسبوع الجاري، تراجع الحماوة الحربية على طول جبهة الجنوب، سواء عمليات “حزب الله” او غارات وقصف العدو، حيث تتزامن هذه البرودة، المتماشية مع برودة الطقس جنوباً، مع إرتفاع نسبة المجازر الإسرائيلية، بحق الفلسطينيين في غزة، حاصدة مئات الشهداء، على وقع تكثيف الإتصالات السياسية والمفاوضات للتوصل إلى هدنة في غزة وإنسحاب هذه الهدنة على جنوب لبنان، الذي يكرر عبر مسؤوليه، بانه لا يريد الحرب، مع إسرائيل، إذا لم تشن الأخيرة عدواناً برياً على لبنان، مجدداً موقفه الإلتزام بتنفيذ القرار 1701، وهذا ما عبر عنه في الرد على الورقة الفرنسية.

 

قصف اسرائيلي وغارات جنوبا..!

الكلمة أونلاين/20 آذار/2024

استهدفت دبابة ميركافا بـ 5 قذائف مباشرة أطراف راميا وبيت ليف بالتزامن مع قصف مدفعي على المنطقة نفسها، بعد ظهر اليوم. واستهدف الجيش الاسرائيلي محلتي الدباكة وكروم المراح شمال شرق بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الثالثة الا ربعا عدوانا جويا حيث نفذ غارة استهدفت بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت بلدات العديسة، كفركلا، رب ثلاثين، وميس الجبل. واستهدف قصف مدفعي اسرائيلي وادي حامول عند اطراف الناقورة. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي قبل الظهر على بلدة العديسة.

وتعرض وادي السلوقي ما بين الخامسة والنصف والسادسة والنصف صباحا لقصف مدفعي إسرائيلي من عيار 155 ملم. وأطلق الجيش الاسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة فجرا، باتجاه الأحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب في القطاع الاوسط من مواقعه المتاخمة للخط الأزرق.

حزب الله: في المقابل، اعلن حزب الله "استهداف إنتشار لجنود العدو الصهيوني في موقع بركة ريشا ومحيطه". واعلنت "المقاومة الاسلامية" في بليان، انه "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة، ‏استهدف مجاهدونا عند الساعة 16:30 من بعد ظهر اليوم ‏الثلاثاء 19-03-2024 قوة عسكرية صهيونية جنوب موقع برانيت بالأسلحة الصاروخية وأصابوها إصابة مباشرة". كما صدر عن "المقاومة الإسلامية" البيان التالي: استهدف مجاهدو "المقاومة الإسلامية" عند الساعة 14:40 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 19-03-2024 تحركاً لجنود العدو الصهيوني داخل موقع المالكية بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابةً مباشرة. أدرعي: في الاثناء، زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن “حزب الله” وحركة “أمل” استخدما سيارات إسعاف تابعة لجمعية “الهيئة الصحية الإسلامية” في جنوب لبنان لأغراض عسكرية. وكتب أدرعي عبر منصة “اكس”: “يتم تشغيل سيارة الإسعاف من قبل حمولة شيت التي يرأسها المدعو حسن محمد شيت، والتي تدير كذلك الحكم المحلي في القرية المعروفة باعتبارها معقلاً لـ”حزب الله”، وبعد تحليل نمط نشاط سيارة الإسعاف، لوحظ أنها تتصرف بشكل غير طبيعي بين المواقع التابعة لـ”حزب الله” بعد تعرضها لقصف، حتى في حالات يُستغنى فيها عن الحاجة لنقل المصابين وكذلك بعد مهاجمتها بفترة طويلة”. وأضاف: “حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، فإن سيارات الإسعاف يستخدمها “حزب الله” و”أمل” من أجل نقل العناصر بين الأماكن في المناطق التي تستطلعها قوات الجيش الإسرائيلي، وكذلك من أجل نقل الوسائل القتالية أو المعدات للنشاطات العسكرية”. وكان أطلق مساء أمس، عددا من القذائف المدفعية الثقيلة على اطراف بلدات رامية وعيتا الشعب ومروحين. وتعرضت بلدة حانين في القطاع الشرقي لقصف مدفعي ما ادى الى اضرار جسيمة في الممتلكات وشبكة الكهرباء. ويعمد الجيش الاسرائيلي منذ أقل من اسبوع، الى تدمير كلي لعدد من البلدات الجنوبية وتهجير سكانها وانعدام سبل العيش فيها، خصوصا القرى المتاخمة للخط الازرق والحدود مع فلسطين المحتلة.

 

ميقاتي سيدفع للجنوبيّين... ماذا عن مساهمة إيران؟

شادي هيلانة/أخبار اليوم/20 آذار/2024

وعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، نائب كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله في وقت سابق، بالتعويض للمتضررين من الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب، كما تحدث فضل الله حينها، عن المسؤوليات المترتّبة على الدولة اللبنانية والإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الحكومة، فيما ميقاتي كان متجاوباً بشكل كبير وأكد تحمّل المسؤولية، فقررت الحكومة نهاية العام الماضي دفع 10 ملايين دولار من موازنة العام 2024، كتعويضات مالية للمتضررين من حرب فرضت عليهم قسراً في المناطق الجنوبية. وبالاستناد الى ذلك، تكشف معلومات صحافية، أنّ الحكومة ستصرف ما قيمته 20 ألف دولار لعائلة كل شهيد، و40 ألف دولار أميركيّ لكلّ وحدة سكنية دمّرت بالكامل، لكن السؤال المطروح: هل سينال كل مُتضرر حقه أم ستطغى سياسة المحسوبيات على أصحاب الأفضليات؟ ايضاً لم لا يتحمل من اتخذ قرار الحرب مسألة التعويض، كون "حزب الله" لم يشاور ميقاتي حين خاض مغامرته جنوباً واتخذ القرار بدلاً عن حكومة لديه فيها وزراء، وايضاً أليست الأموال المدفوعة هي أموال كل اللبنانيين، اذاً فليتحمل من خاض حرب استنزاف وتسبب بتهجير قرى عن بكرة أبيها بحجة أنها تحولت الى مناطق عسكرية؟ في الواقع، يرى محللون، ان تورط الحزب بمواجهة اسرائيل، جاء انطلاقا من ان الحرب تشكّل هدفاً استراتيجياً للقيادة الإيرانية التي تقودها وتحركها وتدعمها بعيداً من أراضيها وحدودها، من خلال وكلائها في الإقليم، كي تُبرم في المقابل صفقات سرّية بينها وبين واشنطن، على حساب امن واستقرار لبنان وتحديدا الجنوب منه. وفي السياق عينه يجزم المراقبون الدوليون، انّ ايران لن تساهم ولا بأي شكل بعمليات إعادة إعمار من أي نوع في الجنوب، مثلما انعدمت مساهماتها الاعمارية في كل دول "محور الممانعة"، اكان في سوريا او في اليمن والعراق، فيما ستعوض عن ذلك بمزيد من الخطابات السياسية التي تدين العدوان، وايضاً ابداء التعاطف الشديد مع لبنان الذي يعد امنه من امن طهران.

 

حزم الراعي... يقطع الطريق على تكريس "الحوار" عرفًا

المركزية/20 آذار/2024

ليس تفصيلا ان يتحدث البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بكل صراحة، امام سفراء الخماسي الدولي، عن اهمية التمسك بالدستور اللبناني وعدم تجاوزه. فقد اشارت مصادر بكركي، فور انتهاء الاجتماع في الصرح الاثنين بين الراعي والخماسي، الى ان "البطريرك أعرب للسفراء عن استغراب سلوك طريق شائك قد لا ينجح فيما الدستور واضح والمسار الديمقراطي يقضي بفتح المجلس". اضافت: البطريرك تمنّى التوفيق للسفراء الخمسة رافضاً تكريس أعراف سابقة للاستحقاقات الدستورية والمتمثّلة بالحوار التقليدي. على اي حال، قال الراعي شخصيا امس: صارحت السادة السفراء، أنّ طريق الحلّ مرسوم في الدستور، وأنّ التوافق على شخص، على الرغم من جمال الكلمة، منافٍ للدستور وللديموقراطيّة وللمنطق في جوّ الإنقسام السائد في البلاد. فالتوافق كما نرى يعطي حقّ الفيتو على الأشخاص، ويخلق العداوات مجّانًا في عائلتنا اللبنانية. هناك فرق كبير بين وضع فيتو على هذا أو ذاك من الأشخاص وعدم التصويت له. الحلّ هو في الذهاب إلى المجلس النيابيّ وانتخاب الرئيس وفقًا للمادة ٤٩ من الدستور، من بين الأشخاص المطروحة أسماؤهم أو غيرهم وكلّهم جديرون، وذلك في جلسات متتالية. وبنتيجة الإقتراعات يتوافق النوّاب على اختيار الرئيس الذي تحتاج إليه البلاد في الظروف الراهنة، والذي يحصل على العدد المطلوب من الناخبين يكون هو الذي يتوافقون عليه".

في السياق ذاته، قال مسؤول الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض انّ البطريرك الراعي استغرب امام السفراء التمسك بالدعوة الى الحوار للتوافق على انتخاب رئيس البلاد بينما هناك دستور يحكم العملية الانتخابية والدستور هو أسمى القوانين، فلماذا تجاوزه؟ مشيراً الى انّ الآلية الدستورية إتُّبِعَتْ في انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف رئيس الحكومة ولم يحصل حوار حولها، فلماذا لا يتمّ الرجوع للدستور في انتخاب رئيس الجمهورية بدل استهلاك الوقت في الحوار"؟ ورأى غياض، انّ دعوة رئيس المجلس النيابي إلى الحوار ستكون بمثابة سابقة لجهة تكريس الحوار والتوافق على انتخاب المنصب الاول الماروني في البلاد، ونخشى ان يتكرّس الشغور الرئاسي بشكل دائم كل مرّة تحت عنوان الحوار والتفاهم المسبق، وكان من الافضل والاسهل "والألطف" البقاء على اقتراح كتلة نواب الاعتدال "بالتداعي" لعقد التشاور بدل توجيه الدعوة من رئاسة المجلس. لذلك رحّبت بكركي بمبادرة التكتل. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة، فإن اطرافا سياسية عدة، وتحديدا القوى المعارضة، رفعت منذ أشهر ولا تزال، شعار رفض فكرة "الحوار" الذي يجب ان يسبق كل عملية انتخاب، والتي يتمسك بها رئيس مجلس النواب نبيه بري. الا ان الاخير، لم يلن، وحتى بعد ان تجاوبت جهات مع المبادرة التي حملها اليها تكتل الاعتدال الوطني، لم يتردد في نسفها عبر الاعلان انه مصر على ان يترأس الحوار وان يوجه بنفسه الدعوة اليه. واذا سلّمنا جدلا ان بعض اطراف الخماسي، اعتبر ان "الحوار امر لا يضرّ، واذا كان يحلّ العقدة الانتخابية، فلتتجاوب معه القوى الاخرى"... فإن الموقف الصارم الذي أعلنه امامهم في هذا الشأن، رأسُ الكنيسة المارونية، رافضا تكريس أعراف تسبق الانتخابات الرئاسية ومتمسكا بالدستور وباللعبة الديمقراطية، ورافضا التنازل والتراجع لما يريده بري، وإن لم يسمّه بالاسم، هذا الحزم الكنسي، يمكن القول انه قطع الطريق في شكل شبه نهائي على فكرة الحوار، و"محاها" مِن "بال" الخماسي.. وهو سيزيد المعارضة الرافضة للحوار، تمسكا بهذا الرفض، وبالدستور.. فكيف سيردّ بري؟!

 

حزب الله والإمارات: دور إيران والأسد وتفاهمات أخرى

منير الربيع/المدن/21 آذار/2024

تطور بارز حملته زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. في الشكل قبل المضمون. إذ ليس من الأمر التفصيلي أن يجري حزب الله زيارة إلى الإمارات بعد انقطاع طويل في العلاقات، وبعد اتهامات كثيرة ساقها الحزب للإمارات حول العلاقة مع إسرائيل، ووصفها بمدن الزجاج. طائرة خاصة حطت في مطار بيروت أقلت صفا إلى هناك، للبحث في ملف الموقوفين. حتى الآن لا يزال هناك إصرار على إدراج الزيارة في خانتها الأمنية فقط. ولكن أي اتفاق أمني لا بد له أن يمرّ بطرقات سياسية كثيرة، ولا بد له أن يعبد المزيد من الطرقات أيضاً، خصوصاً في ظل التحولات الكبيرة التي تمر بها المنطقة.

الأسد وإيران

مسار السعي لإطلاق سراح الموقوفين اللبنانيين في الإمارات أُطلق قبل فترة، وقد مرّ بمراحل كثيرة، بدءاً من العام 2021 إلى عام 2023 وصولاً إلى اليوم. ففي العام 2021 حصل تواصل بين الحزب ودولة الإمارات عبر جهات متعددة لإطلاق سراح المعتقلين. وتم إطلاق سراح عدد من غير المحكومين، واتفق على استكمال المسار الذي عاد وتعرقل لاحقاً. وفي سنة 2023 تم إطلاق سراح 6 موقوفين أيضاً، بعد وفاة الموقوف غازي عز الدين. أما الزيارة الحالية، فحسب المعلومات، هي تمتد على مسار طويل من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة. وحسب المعلومات، هناك جهات لبنانية كانت مشاركة في التواصل. كما تفيد المعلومات بأن إيران على علم ودعم لهذا المسار، وكذلك الأمر بالنسبة إلى النظام السوري ورئيسه بشار الأسد شخصياً، الذي كان له دور أساسي. وبعض المعلومات القريبة من الحزب تصف الزيارة بأنها أتت بعد ضمانات تلقاها الأسد حول الأجواء الإيجابية لإطلاق سراح الموقوفين المحكومين، والذين يحتاجون إلى عفو لإطلاق سراحهم. يعدّ هذا المسار استكمالاً لمسار انفتاحي تسلكه الإمارات منذ فترة، باتجاه إيران وباتجاه دمشق. هنا تجدر الإشارة إلى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قبل أشهر إلى الإمارات ولقاء رئيسها الشيخ محمد بن زايد. في تلك الزيارة طلب ميقاتي من الإمارات تسهيل إصدار التأشيرات للبنانيين، والعودة إلى فتح السفارة في بيروت، وإطلاق سراح الموقوفين. وُعِد ميقاتي خيراً، ولكن حصلت تطورات مع عملية طوفان الأقصى، فيما بقيت الإمارات على مسار تقاربها مع إيران ومع دمشق، وعملت على تعزيز حضورها في سوريا. هنا يأتي دور لبنان، إذ أن تعزيز الوضعية في سوريا يحتاج إلى تعزيز الحضور في لبنان أيضاً، انطلاقاً من العلاقة مع حزب الله ومع القوى اللبنانية الأخرى.

الغاز.. والعلاقة مع قطر

في العام 2021 أيضاً، ومع مسار الانفتاح، ترددت معلومات لبنانية وديبلوماسية حول استعداد الإمارات للعب دور أساسي في ملف التنقيب عن النفط والغاز في لبنان. ولكن فيما بعد تراجع هذا الحديث، خصوصاً في ظل دخول قطر على خطّ المشاركة في كونسورتيوم التنقيب في الجنوب. ولكن حالياً تشير بعض المعلومات إلى أنه في حال الوصول إلى تفاهمات وتقدم مسار العلاقات بين الإمارات ولبنان، يمكن أن يتجدد البحث في دخول الإمارات إلى الاستثمار في الغاز في حقول أخرى مستقبلاً. قبل فترة، قال المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، إن أميركا معنية بالعمل على وقف إطلاق النار على الحدود الجنوبية والحصول على دعم خليجي لتعزيز وضع الجيش في الجنوب. من يعرف في الأدبيات والخلفيات الأميركية، يدرك أن هوكشتاين لم يكن يقصد السعودية لدى استخدام عبارة "دعم دول الخليج"، بل كان يقصد دولاً أخرى، وبالتحديد قطر والإمارات. وهنا تجدر الإشارة إلى العلاقات المتقدمة بين الجانبين، وآخرها زيارة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد إلى قطر ولقائه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. أولاً لتعزيز وضع الجيش وتكريس الإستقرار، وبعدها فتح المجال أمام الإستثمارات من قبل الجانبين. هنا لا بد من الإشارة إلى أن أحد العاملين على ترتيب زيارة وفيق صفا إلى الإمارات هو رجل أعمال لبناني يعمل في مجال تسليح الجيوش، ويمتلك شركة أسلحة، وسبق له أن عمل على توفير أسلحة ولوازم عسكرية للجيش اللبناني. هناك من يعلق على زيارة صفا إلى الإمارات بالقول: "الزيارة لها خلفيات أمنية وأكثر". تبقى الأيام هي الكفيلة في إظهار ما هو هذا الأكثر، الذي يمر من بيروت إلى صنعاء وما بينهما دمشق وغزة، في ظل البحث على إعادة ترتيب الوضع في المنطقة، ولا سيما في ظل الترابط ما بين الوضع في غزة وفي جنوب لبنان.

 

لبنانيون محتجزون في الإمارات يعودون إلى لبنان مع وفيق صفا

جنوبية/20 آذار/2024

نسبت وكالة “رويترز” إلى أربعة مصادر مقربة من حزب الله أن المسؤول عن وحدة الارتباط والتنسيق التابعة لحزب الله وفيق #صفا قام بزيارة إلى الإمارات لتسهيل إطلاق سراح أكثر من عشرة مواطنين لبنانيين محتجزين هناك. ولم يصدر بعد رد من وزارة الخارجية الإماراتية على طلبات “رويترز” للتعليق. وقالت المصادر إن صفا سافر إلى الإمارات أمس الثلثاء. وقالت المصادر إن المحتجزين أُلقي القبض عليهم بتهم منها تقديم الدعم والتمويل إلى حزب الله. وأضافت المصادر الأربعة أن المحتجزين سيُفرج عنهم خلال الأيام المقبلة وسيرافقون صفا في رحلة العودة إلى لبنان. وذكر مصدر أن الزيارة تشير إلى جهود تخفيف “بعض التوترات الإقليمية”، من دون الخوض في تفاصيل. وشملت تحركات السياسة الخارجية للإمارات في الأعوام القليلة الماضية إعادة العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد وتطبيع العلاقات مع إسرائيل في 2020. وبدأت الإمارات إعادة التواصل مع طهران في 2019، وأعادت السعودية علاقاتها مع إيران العام الماضي. وأعلنت الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي حزب الله جماعة إرهابية في 2016. وفرض المجلس عقوبات عليه في 2013 لمشاركته في حرب سوريا. وقادت الإمارات تحركات العرب لإعادة العلاقات مع الأسد على مدى الأعوام القليلة الماضية. وعادت سوريا إلى جامعة الدول العربية العام الماضي بعد تعليق عضويتها لأكثر من عقد. وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية أن الإمارات أفرجت العام الماضي عن عشرة مواطنين لبنانيين احتجزتهم السلطات هناك لشهرين.

معلومات جديدة عن زيارة وفيق صفا الى الإمارات...!

الكلمة أونلاين/20 آذار/2024

أفادت مصادر سياسية بارزة لجريدة "الأخبار" بأن "زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا للإمارات، محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين في الإمارات، وأشارت إلى أن «هذه الزيارة أتت بعد مسار طويل من المحادثات بدأ منذ حوالي ستة أشهر». وكشفت المصادر أن «الإمارات حاولت أكثر من مرة فتح قنوات للتواصل المباشر مع الحزب بينما كان الأخير يرفض هذا الأمر، ووقتها كان الملف في حوزة المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي أوكِلت إليه مهمة متابعته، وأدّت الاتصالات التي قامَ بها آنذاك إلى إطلاق سراح عدد منهم عام 2021، إذ أفرجت الإمارات يومها عن ثمانية لبنانيين عادوا إلى بيروت بموجب اتفاق بين السلطات اللبنانية ونظيرتها الإماراتية لإطلاق سراحهم، وذلك بعد توقيفهم لأشهر عدة في الدولة الخليجية لاتهامهم بالتعامل مع حزب الله». كذلك وُعد إبراهيم بالنظر في إطلاق بقية المعتقلين في أي مناسبة وطنية أو دينية مقبلة. غير أن الملف لم يُغلق، واستمرت الإمارات في اعتقال عدد من المواطنين، إلى أن اضطرت منتصف العام الماضي إلى الإفراج عن خمسة معتقلين لبنانيين بعد وفاة أحد الموقوفين، غازي عز الدين، في سجنه، ودفنه في الإمارات. وفيما يفترض أن يعود صفا من الإمارات اليوم، تقول المصادر إن هناك معلومات عن إمكان أن يصطحب الموقوفين معه بعد الإفراج عنهم وهم: عبدالله هاني عبدالله (الخيام - محكوم مؤبّد)، علي حسن مبدر (صيدا - مؤبّد)، أحمد علي مكاوي (طرابلس - محكوم 15 سنة)، عبد الرحمن طلال شومان (كفردونين - مؤبّد)، أحمد فاعور (الخيام - محكوم 15 سنة)، فوزي محمد دكروب (زقاق البلاط - مؤبّد)، وليد محمد إدريس (البقاع - محكوم 10 سنوات). وكشفت المصادر أن «فتح قنوات التواصل بين الإمارات والحزب أتى بعدَ وساطة من دولة إقليمية»، علماً أن مساعيَ بذلها مسؤولون أمنيون لبنانيون لدى نظرائهم السوريين ولدى الحكومة العراقية للتوسط لدى الإمارات لإقفال هذا الملف. وأكّدت المصادر أن «الاتصالات التي كانت قائمة أحيطت بسرية تامّة ولم يكن أحد على علم بها ولا حتى حلفاء الحزب في الداخل الذين استوضحوا عن ذلك بعد تسريب الخبر، وأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أوكلَ المهمة لصفا، باعتبارها أمنية بامتياز ولا أبعاد سياسية لها»، جازمة بأن «ملف الموقوفين هو الملف الوحيد الذي يبحثه صفا في الإمارات ولا علاقة لزيارته بالملف الرئاسي ولا ملف الحرب».

 

إسرائيل قادرة على تعطيل المطار إلكترونياً وأكثر: ما العمل؟

خضر حسان/المدن/20 آذار/2024

يُنقَل عن عالِم الفيزياء النظرية وعِلم الكون، ستيفن هوكينغ، قوله إن "شكل الحياة الوحيد الذي أنشأناه حتى الآن، مدمِّرٌ تماماً"، وذلك في معرض وصفه التأثير السلبي للكم الهائل من التطور المعلوماتي والتقني الذي بات بحوذة البشر. ولا يعني ذلك رفضه التطوّر التكنولوجي بحدّ ذاته، بل ينبع وصفه من أن العالم اليوم "تملؤه الفوضى السياسية والاجتماعية والبيئية". وعليه، يتساءل هوكينغ عمّا إذا كان "الجنس البشري سيتمكّن من الدَوام لمئة عام أخرى في ظل هذه الفوضى". والمؤسِف، أن أبرز المعدّات التكنولوجية تطوّراً، هي اليوم بيَد أكثر الدول توليداً ودعماً للفوضى والحروب والأزمات الاقتصادية والمعيشية والبيئية. ولا تخرج إسرائيل من دائرة التصنيف هذه، إذ أنها إحدى الجهات المتفوّقة في التكنولوجيا العسكرية في المنطقة والعالم، سيّما تكنولوجيا المعلوماتية التي تمكِّنها من اختراق الأجهزة الإلكترونية لخصومها، والتشويش على عملها أو حتى السيطرة عليها والتحكّم ببعضها. الأمر الذي يعرّض الأمن القومي لأي دولة أو جهة تخوض مواجهة مع إسرائيل، ما لم تكن محصَّنة هي الأخرى بتكنولوجيا مناسبة.

التشويش جزء من الحروب

يلعب التشويش أدواراً مهمة في الحروب، منها بشكل أساسي إعاقة أو حجب اتصالات جيش ما، بين أفراده أو مع قياداته، أو إعماء الرادارات عن كشف حركة الطائرات أو الصواريخ. ومن جانب اقتصادي، يعطِّل التشويش الأجهزة الإكترونية اللاسلكية، ومنها أجهزة الاتصالات والانترنت وأنظمة الملاحة البرية والبحرية والجوية، إذ تتّصل كلّها بالأقمار الاصطناعية وتُنتِج أو ترسل أو تتلقّى بياناتها عبر تلك الأقمار. وبذلك، تتفاوت التأثيرات الاقتصادية للتشويش، من عرقلة مصالح الأفراد والمؤسسات الصغيرة، وصولاً إلى مرافق الدولة وعلى رأسها المطارات والموانىء البحرية وحركة التجارة البرية، بنسبة أقل.

واستُعمِلَ التشويش بكثرة خلال الحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب الباردة. ووصولاً إلى اليوم، لا تكفّ الأجهزة الإسرائيلية عن إضعاف وحجب الإشارات اللاسلكية المتنقّلة من وإلى الأقمار الاصطناعية، حاملة البيانات المطلوبة لتسيير شؤون الأفراد والمؤسسات والدول. ومع بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في أعقاب الحرب على قطاع غزّة، منذ تشرين الأول 2023، يبدو بوضوح تأثير التشويش على تراجع خدمات الاتصالات والانترنت، لكن أن يصل الأمر إلى انعكاس ذلك على حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت، فهو أمر بالغ الخطورة.

لا خطر على الملاحة

يحصل التشويش نتيجة إرسال باقة من الإشارات اللاسلكية بترددات مختلفة، من مكان معيّن وتركيزها على الموجة نفسها في بقعة أخرى، ما يشكّل تزاحماً في الترددات المشابهة، فلا يعود الجهاز المقصود، قادراً على تمييز المعلومة على الموجة الأصلية التي يريدها. ولتبسيط الأمر، إذا كان أحدهم ينتظر رسالة أو توجيهاً أو أمراً معيّناً من طرفٍ ثانٍ، عبر موجة بتردّد 5000 ميغاهيرتز، يدخل الطرف الثالث على التردّد نفسه، ويرسل إشارات بكميات هائلة تعرقل تواصل الطرفين الأول والثاني، إما بالإرسال أو الاستقبال. وعليه، فإن التشويش هو نتيجة نهائية لعملية اختراق موجات لاسلكية معيّنة. يقوم العدوّ الإسرائيلي خلال فترة الحرب الراهنة، بتركيز إشارات كثيرة نحو مراكز لبنانية حيوية، من ضمنها المطار وشبكات الاتصالات. وحذّرَ وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية من التشويش الإسرائيلي على مطار بيروت، والذي حذّرت منه الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران EASA من ضمن تحذيرٍ عام تناول منطقة شرقي البحر المتوسّط. ورأت الوكالة في 6 تشرين الثاني 2023 أن التشويش وانتحال نظام تحديد المواقع GPS في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتفرض بالفعل خطراً ناشئاً على جميع شركات النقل الجوي بما في ذلك الشركات الأوروبية". ولذلك، أبلَغَ حمية سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، مخاطر التشويش الإسرائيلي على المطار، وطالبها ببذل دول الاتحاد الأوروبي الجهود لاتخاذ تدابير جذرية لإزالة هذا الخطر البالغ على سلامة الطيران في المنطقة برمته، وذلك خلال مشاركتها في مؤتمر تحت عنوان "دعم سلطات الطيران في لبنان في مجالي السلامة والأمن"، في المطار، مطلع الشهر الجاري. رغم التحذيرات من تأثير التشويش على حركة الملاحة الجوية، إلاّ أن مصادر في وزارة الاتصالات، تقرّ في حديث لـ"المدن"، بالخطر المحتمل للتشويش "لكن حتى الآن ما زالت الأمور تحت السيطرة ولم يصل التشويش إلى حدّ تهديد حركة الاتصالات والانترنت أو التأثير على حركة الملاحة الجوية، إذ لم يخترق العدوّ الإشارات المستعمَلة بين برج المراقبة في المطار وبين الطائرات". وتشير المصادر إلى أن القلق يبدأ حين "يقترب العدوّ من الإشارات المستعملة في المطار، فيعرقلها ويعطِّل تجاوُب الطائرات مع برج المراقبة، أو يعطيها معلومات خاطئة". وتستبعد المصادر تخطّي الوضع القائم لأن "التشويش سيف ذو حدّين، إذ يمكن للبنان التشويش على المراكز والأجهزة الإسرائيلية. كما أن التشويش الإسرائيلي على مطار بيروت يهدّد سلامة الطيران الدولي، بما في ذلك طيران دول صديقة لاسرائيل، ما يستتبع أزمات دولية لا تريد إسرائيل خوضها". أما تحذيرات وزير الأشغال، فهي "أمر طبيعي. لأن ما يحصل يتعلّق بجانب أمني يفترض التحذير منه قبل حصوله، ويندرج ذلك ضمن خانة الحماية المسبقة". بالتوازي، يمكن للتشويش أن يصيب حركة الملاحة البحرية، وإسرائيل لديها القدرة على شلّ تلك الحركة. لكن النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة البحرية، إيلي زخور، يطمئن أن استهداف البواخر بالتشويش مستَبعَد. لكن في جميع الأحوال "المخاطر المتعلّقة بالسفن، لا تُزن مع المخاطر المحدقة بالطائرات. فإذا تمّ التشويش على سفينة ما، سيعمد قبطانها إلى إطفاء جهاز التتبُّع، ويُخفي السفينة عن الرادار، فيعطِّل الهدف من التشويش. ويمكن للسفينة البقاء في البحر إلى حين انتهاء التشويش، لكن ماذا عن الطائرات، هل يمكن لقبطان الطائرة البقاء في الجوّ لفترات طويلة جداً؟ ففي البحر لن تغرق السفينة، أما في الجوّ فستقع". ولذلك، لا خطر على الملاحة البحرية. تقرّ المصادر بأن إسرائيل تملك الإمكانيات لإعماء وشلّ حركة الأجهزة اللبنانية. ولذلك على لبنان التحرّك رسمياً نحو التحذير الدولي من مغبّة تفاقم التشويش ودخوله مرحلة الخطر، لأنه سينعكس على عمل الشركات الخاصة والمؤسسات الأمنية ومرافق الدولة. وتلفت المصادر النظر إلى أن التشويش موجود في لبنان منذ عقود، ولا يقتصر على الدور الإسرائيلي الذي يتزايد في أوقات النزاعات والحروب. وترى المصادر أن حدود التشويش الإسرائيلي، رغم الامكانيات التقنية الهائلة، "لن تتخطّى مرحلة الإزعاج والتهديد".

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

قتال «حزب الله» وإسرائيل يعود إلى «قواعد الاشتباك الأولى»

أسبوع كامل بلا إصابات... وتراجع بوتيرة القصف

بيروت/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

تراجع تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان في الأسبوع الأخير، الى الحدود الدنيا، حيث لم تُسجل على الضفة اللبنانية أو الإسرائيلية أي إصابات في صفوف مدنيين أو مقاتلين، فيما تراجع النشاط العسكري الجوي الإسرائيلي أيضاً، رغم تسجيل تبادل يومي للقصف بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، حسبما يرد في بيانات الطرفين. وشهدت المنطقة الحدودية مع إسرائيل في جنوب لبنان، قبل حلول رمضان، أعنف وتيرة قصف في الأسبوع الماضي، أدت إلى تسجيل قتلى مدنيين ومقاتلين في صفوف «حزب الله» والجماعة الإسلامية، وأطلق «حزب الله» أكثر من مائة صاروخ كاتيوشا يومياً باتجاه الجولان والجليل، فيما ردت إسرائيل بقصف بعلبك في شرق لبنان، وتكرر التبادل في نفس النقاط الجغرافية، قبل أن تهدأ الأمور. وتسود توقعات لدى خبراء عسكريين في لبنان، بأن التصعيد الأخير بقصف الجولان وبعلبك، بدا على أنه قواعد اشتباك جديدة وضعها الطرفان، بجهة قصف الجولان مقابل قصف بعلبك والعكس صحيح، وهو تقدير عسكري تحدثت عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأسبوع الماضي. وأدت التهدئة على الجبهتين الى إعادة جغرافيا القصف إلى الإطار المحصور في جنوب لبنان. وبالفعل، لم يتخطَ القصف الإسرائيلي منذ الأسبوع الماضي، وتحديداً يوم الأربعاء الماضي، منطقة جنوب لبنان، واعتمدت القوات الإسرائيلية بشكل أساسي على سلاح المدفعية، إلى جانب غارات جوية بوتيرة أقل مما شهدته الفترة الماضية، لكنها تستهدف منازل في أغلبها خالية، وتدمرها. أما «حزب الله»، الذي يعلن يومياً عن تنفيذ عمليات يتراوح عددها بين 4 و9، فيؤكد فيها أنه يستهدف مواقع عسكرية، وتموضعات وتجمعات لجنود، لكن الجانب الإسرائيلي لم يعلن عن أي قتيل أو إصابات، كما لم يعلن أي طرف لبناني عن سقوط إصابات. ولا يعني ذلك أن المعارك توقفت. فقد أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري: «(حزب الله) يجر لبنان إلى تصعيد خطير لكن هناك نافذة دبلوماسية ما زالت مفتوحة». وأضاف في حديث تلفزيوني: «(حزب الله) رفض دعوتنا للسلام على الحدود». ويواصل «حزب الله» قصف المواقع العسكرية المتاخمة للحدود اللبنانية، دون التمدد إلى العمق أكثر. وأعلن الثلاثاء عن تنفيذ 9 عمليات عسكرية، حيث استهدف مقاتلون تجمعات ‏لجنود إسرائيليين في موقع «بركة ريشا» ومحيطه بالأسلحة الصاروخية، وفي داخل موقع المالكية، وفي محيط «تلّة الطيحات» وجنوب موقع برانيت، ومحيط رويسات العلم الذي تعرض لقصف أيضاً، فضلاً عن قصف مستوطنة «زرعيت» بصاروخ (فلق 1)، حسبما جاء في بيان الحزب. ولم يصدر الحزب أي إعلان عن أي عملية يوم الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ غارة جوية في عمق لبنان استهدفت منشأة إنتاج لـ«حزب الله»، وقال إنها تقع «في قلب حي مدني»، حيث «يعمد (حزب الله) لتخزين المواد الخطرة والوسائل القتالية». وقال المتحدث أفيخاي أدرعي إنه «منذ بدء القتال، يعمل الجيش ضد تعاظم (حزب الله) العسكري، ويضرب قدراته على نقل الوسائل القتالية ويهاجم البنى التحتية لإنتاج الوسائل القتالية».

 

لبنان: الحراك الرئاسي على وقع هدنة غزة... تأجيل اللقاءات إلى ما بعد عيد الفطر

البعريني: من الواضح أن الاستحقاق بات مرتبطاً بمسار الحرب رغم نفي البعض

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

وصلت الجهود التي تبذل لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان إلى حائط مسدود رغم محاولة بعض الأطراف الإيحاء بأن الأبواب لا تزال مفتوحة على الحل. وهذه النتيجة تعكسها بشكل واضح المواقف التي صدرت عن مختلف الأطراف، وآخرها من قبل البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي هاجم بشكل مباشر خلال لقائه سفراء دول «اللجنة الخماسية» من أجل لبنان، طرح رئيس البرلمان نبيه بري للحوار، رافضاً تكريس أعراف تخالف الدستور، ومن ثم قول رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن بري أطاح بمبادرة كتلة «الاعتدال الوطني». هذه الأجواء تعكس انفراط عقد محاولات إخراج الأزمة الرئاسية من المأزق، وتحديداً جهود «الخماسية» و«الاعتدال» على حدّ سواء، وتجعل كل الحلول مرتبطة بما ستنتهي إليه حرب غزة، رغم نفي البعض ذلك، وعلى رأسهم «حزب الله». وهذا الأمر يقوله بصراحة النائب في «الاعتدال» وليد البعريني، مشيراً إلى أن كل الجهود واللقاءات أرجئت إلى ما بعد عيد الفطر المبارك. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «بناء على كل المواقف واللقاءات التي قمنا بها يبدو واضحاً، رغم الإيجابية التي يبديها معظم الأطراف، أنه تمّت فرملة كل التحركات بانتظار ما ستنتهي إليه الهدنة في غزة»، كما يقول: «ينفي البعض ربط الملف الرئاسي بغزة، لكن يبدو واضحاً أن الاستحقاق بات مرتبطاً في العمق بمسار الحرب، وبما ستؤول إليه الأمور في غزة». ورغم هذه الفرملة يرفض البعريني القول بأن الجهود فشلت، معوّلاً على المواقف الإيجابية التي تصدر في هذا الإطار، لكنه يلفت في المقابل إلى أن التكتل الذي يتواصل بشكل دائم مع رئيس البرلمان حصل على إجابات على مبادرته من قبل معظم الأفرقاء، باستثناء «حزب الله» وحليفيه «تيار المردة» والنائب فيصل كرامي، قائلاً: «يبدو واضحاً أن التجاوب مرتبط بهدنة غزة». وبعدما كان رئيس «القوات» حمّل بري مسؤولية إحباط مبادرة «الاعتدال»، يرى ريشار قيومجيان، الوزير السابق، ومسؤول العلاقات الخارجية في «القوات» الذي كان حاضراً الاجتماع الذي جمع رئيس «القوات» مع سفراء «اللجنة الخماسية»، الثلاثاء، أن أفق الأزمة الرئاسية مسدود، رامياً الكرة في ملعب «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل)، اللذين لا يتجاوبان مع كل الحلول المطروحة، ويتمسكان بترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، عادّاً أن «حزب الله» يمسك البلد بأكمله بما فيه الملف الرئاسي رهينة بيده، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أنهم يربطون الانتخابات الرئاسية بحرب غزة، رغم نفيهم هذا الأمر، إلا إذا خضع الجميع لهم وتم انتخاب مرشحهم». ويجدّد قيومجيان التذكير بأن المعارضة أبدت ليونة مرات كثيرة في مقاربتها الملف الرئاسي من التراجع عن ترشيح النائب ميشال معوض، والاتفاق على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وتطرح اليوم الاتفاق على خيار ثالث أو الدعوة لجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس ليفوز من يحصل على أكبر عدد من الأصوات، ويقول: «لكن فريق الممانعة يرفض كل هذه الطروحات، ولا يبدي الحد الأدنى من التجاوب، إضافة إلى أنهم أجهضوا مبادرة (الاعتدال)، متمسكين بفكرة الحوار، وأن يترأسه رئيس البرلمان الذي هو يدير المجلس النيابي وليس رئيس النواب». وكان سفراء «اللجنة الخماسية» قد استأنفوا حراكهم هذا الأسبوع بلقاء كل من بري والراعي، ومن ثم جعجع ورئيس الحزب «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط. والسفراء هم: سفيرة الولايات المتحدة الأميركية ليزا جونسون، وسفير فرنسا هيرفيه ماغرو، وسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، وسفير مصر علاء موسى، وسفير قطر سعود بن عبد الرحمن آل ثاني. والأربعاء، جدّد رئيس البرلمان نبيه بري دعوته جميع الأفرقاء إلى التلاقي والتشاور والتفاهم، «لأن التشاور وحده كفيل بعدم إقصاء أحد، وبإنهاء هذه المراوحة المتحكمة بالملف الرئاسي»، وفق ما نقل عنه الوزير السابق وديع الخازن. ولفت الخازن بعد اللقاء إلى أن بري تطرق إلى الموضوع الرئاسي، وعدّه «هاجساً وطنياً، بل إنه بمثابة همه اليومي، وما دعواته المتكررة للانتخابات إلا من قبيل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الدستورية والوطنية، إذ لا يمكن تجاهل هذا الاستحقاق؛ لأنه يأتي في صلب الواجبات المناطة بالمجلس»، مكرراً دعوته جميع الأفرقاء إلى التلاقي والتشاور والتفاهم، لأن التشاور وحده كفيل بعدم إقصاء أحد، وبإنهاء هذه المراوحة المتحكمة بالملف الرئاسي. وأضاف الخازن: «أكد الرئيس بري أنه متى لاحت بارقة الأمل لن يتوانى عن تجاوز كل العوائق التي تحول دون ذلك، لأنه مصمم في أي وقت ولحظة لعقد الجلسة، وإذا تم التوافق المذكور، فلا بد وأن يلقى من المراجع الدولية والإقليمية كل الدعم المطلوب، وإلا كنا مثل من يستدرج العروض على يد الخارج لإلزامنا بخيار بعيد عن المواصفات اللبنانية لاختيار الرئيس المقبل». ونقل الخازن عن بري دعمه الكامل وتقديره لحراك سفراء المجموعة الخماسية، وتشجيعه كتلة «الاعتدال الوطني»، وكل الخيرين في البلد للمضي في جهودهم الحميدة، عسى أن تثمر كل هذه المساعي خيراً للبلاد.

 

«إقصاء المسيحيين» عن الإدارة اللبنانية… شكاوى وتبادل اتهامات

«التيار» يتزعم الحملة و«القوات» تقول إنه يدعي «البطولات الوهمية »

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

تشكو قيادات مسيحية في لبنان منذ شغور سدة الرئاسة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، من ما تراه سعياً من حكومة تصريف الأعمال لـ«الانقضاض على صلاحيات الرئاسة الأولى ومواصلة مجلس النواب عمله التشريعي بشكل طبيعي من دون انتخاب رئيس جديد للبلاد، وكذلك إجراء تعيينات لا تراعي التوازن الطائفي». لكن هذه الشكوى ترافقت مع سجالات بين القوى المسيحية التي تبادلت الاتهامات وصولاً إلى وصف «القوات اللبنانية» الحراك الذي يقوم به «التيار الوطني الحر» الموالي للرئيس السابق ميشال عون بأنه «ادعاء بطولات وهمية». ويرد رئيسا الحكومة ومجلس النواب إصرارهما على انعقاد المجلسين لحرصهما على تسيير أمور الدولة الملحة، ويحمّلان من يغيّب نفسه عنهما مسؤولية عدم المشاركة باتخاذ القرارات. ورفع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الثلاثاء، الصوت محذراً الحكومة التي وصفها بـ«المبتورة وغير الميثاقية» من تعيين 234 خفيراً جمركياً كلهم من المسلمين، عادّاً أنه لو تم ذلك فإنه سيعني «الإصرار على إقصاء المسيحيين من الدولة». وفضّلت الحكومة عدم البت بقرار تعيين الخفراء لمزيد من الدرس، وحرصاً كما قال رئيسها على «الوحدة الوطنية». وفي فبراير (شباط) الماضي، شنّ البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، هجوماً عنيفاً على معطّلي انتخاب رئيس للجمهورية، متحدثاً عن «عملية إقصاء مبرمج للموارنة عن الدولة، بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهورية وإقفال القصر الجمهوري»، مستهجناً «انتهاك الدستور عبر بدعة الضرورة التي يعتمدها مجلس النواب ومجلس الوزراء ليجري التعيينات».

رازي الحاج: باسيل أمعن في ضرب المسيحيين

ويرى عضو تكتل «الجمهورية القوية»، النائب رازي الحاج، أن «إقصاء المسيحيين يبدأ من رأس الهرم، أي من خلال تعطيل الانتخابات الرئاسية، وهو تعطيل يتحمل مسؤوليته محور الممانعة الذي يخطف الرئاسة ويرفض أن يدعو من خلال رئيس المجلس النيابي إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا المحور «يخطف أيضاً قرار السلم والحرب، من خلال إقحام لبنان بجبهة لمساندة غزة؛ ما يجعل كل البلد معرّضاً لخطر الحرب الموسعة»، مضيفاً: «إن من مظاهر الإقصاء مواصلة عمل مجلس النواب تحت عنوان تشريع الضرورة، واتخاذ قرارات إدارية لملء شواغر بطريقة فئوية واضحة لا تعكس الرغبة في الحفاظ على التنوع الموجود في البلد». ويرى الحاج أن «هناك ملفات كثيرة تؤكد أن هناك منطقة مستهدفة مقابل مناطق أخرى تعيش فوق القانون، لا تدفع الضرائب، وحيث لا يطبق فيها القانون»، عادّاً أن «إقفال الدوائر العقارية في جبل لبنان حصراً، وإقفال النافعة في منطقة الدكوانة تحت عناوين مكافحة الفساد، تبين أنه لتنفيذ مخطط معين». ورداً على باسيل الذي يحمّل رافضي المشاركة في اجتماع للقيادات المسيحية في بكركي لبحث الهواجس حول الوجود والدور المسيحي مسؤولية الوضع الحالي للمسيحيين، يقول الحاج: «لا فائدة من الالتقاء معه من أجل الصورة، وهو أمعن بضرب المسيحيين والسيادة والكيان اللبناني عبر تغطيته لسلاح (حزب الله). أما نحن فنتصدى لهذا الواقع على أكثر من جبهة، سواء في المجلس النيابي أو من خلال الخطوات العملية على الأرض في أكثر من ملف، والتواصل العميق والبنّاء مع بكركي. نحن نخوض المعركة من خلال عدم التراخي وعدم تسليم البلد لـ(حزب الله) عبر السماح له بفرض مرشحه الرئاسي».

حايك: إمعان في التعدي على صلاحيات الرئيس

ويخوض «التيار الوطني الحر» منذ فترة معركة تحت عنوان «التصدي لإقصاء المسيحيين عن السلطة والانقضاض على صلاحيات الرئاسة الأولى»، ويرى نائب رئيس «التيار» ناجي حايك أن التيار يقوم «بكل ما يلزم للدفاع عن لبنان، وبكل ما يلزم للدفاع عن فريق معين من اللبنانيين في حال لحقه ظلم ما، وبخاصة إذا كان الفريق الذي نحن نمثله، أي الفريق المسيحي»، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن هناك «إمعاناً بالتعدي على صلاحيات رئيس الجمهورية، التي وفي حال شغور سدة الرئاسة تُحال للحكومة مجتمعة، وليس لرئيسها، ولا حتى لأكثرية أعضائها، كما أنه وعند إحالة رؤساء مصالح أو مديرين عامين مسيحيين إلى التقاعد يخرجون بتركيبة ما لتعيين موظف غير مسيحي، على طريقة البلطجة، وهذا ما يقوم به الرئيس ميقاتي ومن لف لفه، كما الثنائي الشيعي الذي يغطيه». وأكد حايك مواصلة «رفع الصوت، وقد نصل للعصيان المدني وإقفال الطرقات؛ لأننا نخوض معركة حياة أو موت».

أبو كسم: على الجميع الالتزام بالميثاقية

من جهته، يرى رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، المونسنيور عبدو أبو كسم، أنه «سواء كان هناك نية بإقصاء المسيحيين عن الحكم أم لا، فما يُفترض التعامل معه هو الأفعال والأعمال التي تؤكد أن هناك خللاً. فنحن لم نعد في موقع القرار، وتحولنا إلى موقع الاعتراض والدفاع عن حقوقنا»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نلتزم بالميثاقية والشراكة، وهذا يفترض أن يلتزم به اليوم شركاؤنا بالوطن في ظل الشغور الرئاسي». ولا يُنكر أبو كسم أن «القوى المسيحية تتحمل جزءاً أساسياً من المسؤولية بخصوص الواقع الذي نحن فيه اليوم»، عادّاً أنه «يكفي التفاهم بين القوى المسيحية على بعض القضايا كي يكون الوضع مختلفاً»، منبهاً من أن هناك من يستثمر في «التشرذم المسيحي». في المقابل، يستهجن القيادي في «المردة»، النائب السابق كريم الراسي، الخطاب الطائفي القائم اليوم والحديث عن إقصاء المسيحيين، عادّاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك من يغيب نفسه كتيار سياسي وليس كطائفة. هم قاطعوا لفترة الانتخابات النيابية ويقاطعون اليوم الحكومة ومجلس النواب، وبالتالي هم الخاسرون». ويضيف الراسي: «يكفي متاجرة باسم المسيحيين. هم يقاتلون باسم تيار معين وينادون بالتقوقع باسم المناطقية والحزبية والطائفية». ويستغرب الراسي إصرار البطريرك الماروني على إصدار مواقف سياسية من دون أن يكون هناك من يرد عليه، قائلاً: «عليه ألا يتبنى وجهة نظر فريق في لبنان؛ لأنه إذا خسر سيخسر معه. وبكركي يفترض أن تنطق باسم كل المسيحيين وليس فريقاً منهم». وأصدرت «القوات» الأربعاء بياناً تحدثت فيه عن دأب «التيار الوطني الحر» في الأيام الأخيرة على «إطلاق حملة ينسب فيها لنفسه بطولات وهمية، مدعياً التصدي للتعيينات المجحفة بحق المسيحيين التي كانت الحكومة تنوي إقرارها، ولا يتوقّف عند هذا الحدّ، إنما يعمد إلى مهاجمة القوى السياسية ومن ضمنها (القوات اللبنانية)؛ لأمر الذي يتنافى مع الوقائع والحقائق» مشيرة إلى أن «ما أوقف هذه التعيينات هو الاتصالات السياسية الواسعة التي حصلت وتولتها مجموعة من القوى والشخصيات، بدءاً من بكركي وصولاً إلى (القوات اللبنانية) وما بينهما من أحزاب وشخصيات سياسية، وذلك من خلال التواصل مع الرئيس نجيب ميقاتي ومروحة من الوزراء بهدف الضغط لإزالة هذا البند عن جدول أعمال الحكومة، بينما (التيار) أعجز من التأثير على الحكومة».

 

باريس تتوسط بين «حزب الله» وإسرائيل لخفض منسوب المواجهة جنوباً بمبادرة من رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية عن أن خفض منسوب المواجهة في الأيام الأخيرة بين «حزب الله» وإسرائيل على امتداد الجبهة الشمالية، بخلاف ما كانت عليه سابقاً، لا يعود إلى رداءة الأحوال الجوية، وإنما إلى تجاوب الطرفين مع الوساطة التي تولاها رئيس الاستخبارات الفرنسية الخارجية، نيكولا ليرنر، خلال زيارته إلى بيروت التي تخللها اجتماعه بمسؤول بارز في الحزب، في سياق اجتماعاته التي عقدها مع مسؤولين لبنانيين، سياسيين وأمنيين، تناولت بشكل أساسي مرحلة ما بعد التوصل إلى هدنة على الجبهة الغزاوية، في حال أن الوساطة الأميركية - المصرية - القطرية تكللت بالنجاح على أمل أن تنسحب على جنوب لبنان. وأكدت المصادر الدبلوماسية الأوروبية لـ«الشرق الأوسط» أن مجرد التوافق غير المباشر على خفض منسوب المواجهة في جنوب لبنان، من وجهة نظر باريس، سيدفع باتجاه التهدئة، التي يُفترض أن تبدأ في غزة وتمتد تلقائياً إلى الجبهة الشمالية، ما يعزز تغليب الحلول الدبلوماسية على الحل العسكري، بخلاف التهديدات التي يطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأركان فريق حربه، على خلفية أن الهدنة الغزاوية لا تنسحب بالضرورة على جنوب لبنان.

خفض المواجهة باب لتطبيق القرار 1701

فالتوافق على خفض منسوب المواجهة، بحسب المصادر الدبلوماسية، يمكن أن يفتح الباب أمام إعطاء الأولوية للحلول السياسية، بتطبيق القرار الدولي 1701، كونه الناظم الوحيد لتحديد الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، خصوصاً أن ليرنر تطرق في لقاءاته، سواءً كانت رسمية أو تلك التي عقدها مع مسؤولين بارزين في «حزب الله»، إلى الورقة التي أعدّتها فرنسا وأودعتها لدى الحكومة اللبنانية، التي سجلت ما لديها من ملاحظات عليها، من دون أن تتعاطى بطريقة سلبية مع مضامينها. ولفتت المصادر إلى أن مجرد التوافق على خفض منسوب التوتر، يعني حكماً أن تل أبيب ستضطر للتعاطي معها إيجابياً، بشكل يؤدي إلى تراجع الحلول العسكرية التي لا يزال نتنياهو وفريق حربه يلوّحون بها. وقالت إن ليرنر بحث في لقاءاته الرسمية التي شملت، إضافة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، توفير كل أشكال الدعم للمؤسسة العسكرية ليكون في وسعها، إلى جانب القوات الدولية «يونيفيل»، الانتشار في منطقة جنوب الليطاني، على أن يتلازم ذلك مع فتح باب التطوع لتأمين العدد المطلوب من العسكريين لتطبيق القرار 1701.

«حزب الله» سيلتزم بالهدنة الغزاوية

ورأت المصادر الدبلوماسية أن الهدنة الغزاوية ستنسحب على جنوب لبنان، وأن «حزب الله» سيلتزم بها، وهو ليس في وارد التفرُّد، خلال سريانها، بمساندة حركة «حماس» في حربها مع إسرائيل، وهذا ما أبلغه لجهات عربية ودولية لم تنقطع عن التواصل معه. وقالت إن الحزب ليس لديه نية بتوسعة الحرب، وهو يتعاطى بجدية مع النصائح التي أُسديت له بعدم السماح لإسرائيل باستدراجه لتوسعتها، ما يتطلب منه ضبط أدائه في رده على محاولة إسرائيل استدراجه إلى التصعيد رداً على غاراتها الجوية في العمق اللبناني. وأكدت المصادر أن الحزب يتعامل بالمثل في رده، باستهدافه مناطق تقع في العمق الإسرائيلي، وقالت إنه يحرص على ضبط أدائه في المواجهة المشتعلة من دون أن يجنح نحو التصعيد العسكري بلا ضوابط، بغية الإبقاء على مجريات المعركة تحت السيطرة، استعداداً للتعاطي لاحقاً مع مرحلة ما بعد التوصل إلى هدنة على الجبهة الغزاوية، وإن كان يسعى من حين لآخر لتمرير الرسائل لإسرائيل بأن المواجهة تبقى محكومة بتوازن الرعب، برغم أنها كانت السباقة في تخطيها في غالب الأحيان قواعد الاشتباك المعمول بها منذ صدور القرار 1701 الذي كان وراء وقف العمليات العسكرية، من دون أن يتحول إلى وقف شامل لإطلاق النار. ويبقى السؤال: إلى متى يستمر خفض منسوب المواجهة في جنوب لبنان؟ وهل الظروف مواتية لتطبيق القرار 1701 الذي لا يزال تنفيذه عالقاً منذ اندلاع حرب تموز يوليو (تموز) 2006؟ وكيف سيتصرف المجتمع الدولي في حال أدت الوساطة إلى فرض هدنة على الجبهة الغزاوية؟ وما مدى استعداد فرنسا للعب دور لتنفيذ القرار 1701، خصوصاً وأنها تشكل رأس حربة في عداد القوات الدولية «يونيفيل» العاملة في جنوب الليطاني؟

 

دبلوماسيون يقترحون «توسيع المنطقة العازلة» بين لبنان وإسرائيل

منعاً للانزلاق إلى الحرب ولأنه «لم يعد كافياً» العودة إلى الوضع السابق

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

لمح دبلوماسيون في الأمم المتحدة إلى وجود اقتراحات لـ«توسيع نطاق المنطقة العازلة» بين لبنان وإسرائيل كإجراء لوقف دوامة التصعيد الحالية بين «حزب الله» وإسرائيل، في ظل مخاوف متزايدة من «سوء تقدير» يمكن أن يؤدي إلى توسيع الحرب في غزة. وورد الكلام عن هذه الاقتراحات والمخاوف خلال الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الثلاثاء، حين استمع الأعضاء الـ15 إلى إحاطتين، الأولى من المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا والثانية من وكيل الأمين العام لشؤون عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا في شأن التقرير الأخير للأمين العام أنطونيو غوتيريش حول الجهود المتواصلة لتنفيذ القرار 1701، على رغم عمليات القصف المتبادلة على جانبي الخط الأزرق والاستهدافات الإسرائيلية في عمق الأراضي اللبنانية، وصولاً إلى الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة البقاع. وطبقاً لما قاله أحد الدبلوماسيين من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس لـ«الشرق الأوسط»، فإن الجلسة «شهدت إجماعاً» على «القلق من التصعيد عبر الخط الأزرق في الأسابيع الأخيرة»، وكذلك على «الحاجة إلى التنفيذ الكامل» للقرار 1701، فضلاً عن «دعم دور اليونيفيل للمساعدة في الحيلولة دون المزيد من التصعيد».

دور «اليونيفيل»

وهذا ما عكسه أيضاً دبلوماسي آخر بقوله: «نحن لا نزال قلقين للغاية من الوضع على الحدود» اللبنانية - الإسرائيلية بسبب استمرار التوتر وعمليات القصف، محذراً من أن «أي استفزاز يمكن أن يقود إلى التصعيد، وهذا ما ينبغي أن يتجنبه الجميع». وإذ لمح إلى الاتصالات التي تجريها بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن مع إيران بالإضافة إلى كل من إسرائيل ولبنان، شدد على أهمية أن تضطلع اليونيفيل بـ«دور أكثر فاعلية» عبر تسيير المزيد من الدوريات و«الاستعداد لخفض التوتر في حال التصعيد»، مشيراً إلى «البحث عن طريقة ما لتوسيع المنطقة العازلة (بهدف) حماية إسرائيل» من الهجمات التي تتعرض لها من الجانب اللبناني، وأن «تقوم القوات المسلحة اللبنانية بضبط الوضع الأمني في الجنوب، في استكمال للجهود التي تقوم بها منذ عام 2006». وتزداد مخاوف غوتيريش التي عبر عنها خلال تقريره حيال الوضع المتوتر عبر الخط الأزرق في ظل الانتهاكات المستمرة لوقف الأعمال العدائية وتبادل إطلاق النار المتكرر بين «حزب الله» والجماعات المسلحة الأخرى غير الحكومية في لبنان من جهة وإسرائيل من الجهة الأخرى، ما «يشكل تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان وإسرائيل والمنطقة»، مطالباً بـ«عملية سياسية لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع» انطلاقاً من التنفيذ الكامل للقرار 1701. وحض الطرفين على «الاستفادة الكاملة من آليات الاتصال والتنسيق» التابعة للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل». وكرر التعبير عن «المخاوف الجدية في شأن حيازة أسلحة غير مرخصة خارج سلطة الدولة في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والخط الأزرق»، مسمياً «حزب الله» وغيره من الجماعات المسلحة من غير الدول.

الجيش اللبناني

وأجمعت الخلاصات التي تلقاها الدبلوماسيون في الأمم المتحدة حول الجلسة المغلقة على ضرورة معالجة ثلاثة محاور أساسية من التصعيد الحالي عبر الخط الأزرق، ومنها أولاً «تهدئة الوضع الأمني» و«وقف الاستفزازات» بين إسرائيل من جهة و«حزب الله» وغيره من الجماعات المسلحة في جنوب لبنان بما يسمح بـ«عودة عشرات آلاف النازحين من الجانبين الإسرائيلي واللبناني إلى قراهم وبلداتهم». وهذا ما «يستوجب تعزيز الدور الذي يضطلع به الجيش اللبناني مع القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان وتوفير الدعم اللازم وصولاً إلى هذه الغاية». وأقر ممثلو الدول بأن هذا الهدف «لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال تفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية، وأبرزها حالياً انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة قادرة على القيام بالإصلاحات المالية والاقتصادية وتعيد ثقة المؤسسات الدولية، ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بلبنان».

 

«لا ننام الليل»... بلدات شمال إسرائيل تتوجس من اندلاع حرب مع «حزب الله»

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

يتوجس السكان النازحون من المناطق الحدودية مع لبنان في شمال إسرائيل، لدى تلقيهم اتصالاً من ديفيد أزولاي الذي يبلغهم عادة بسقوط صواريخ أطلقها «حزب الله» على منازلهم المهجورة. ووفق تقرير أعدته «وكالة الصحافة الفرنسية»، يعيش الرجل البالغ من العمر 57 عاماً بمفرده في الغالب منذ أن نزح جميع سكان المطلة تقريباً في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وبصفته رئيساً لمجلس البلدة، شعر أزولاي بأن من واجبه البقاء، وتفقد الأضرار التي تحدثها الصواريخ والقذائف التي يطلقها «حزب الله» على شمال إسرائيل «مساندة» لـ«حماس» الحليفة له. يتطلب منه ذلك النوم في ملجأ في المطلة التي يحدها لبنان من الغرب والشمال والشرق، ومن ثم تفقد الأضرار في فترات الهدوء. ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، تعرّض 130 منزلاً من أصل 650 للقصف، وبعضها احترقت طوابق كاملة فيها، وغطى مداخلها حطام الزجاج والركام. ويرى أزولاي أن الحل الوحيد يمكن في شنّ حرب مفتوحة لإبعاد الحزب عن الحدود، وجعل المنطقة الشمالية في إسرائيل آمنة ليتمكن سكانها من العودة إليها. وأضاف للصحافيين خلال زيارة إلى بلدة المطلة نظمتها السلطات الإسرائيلية: «تعبنا من الحرب، ولكن ليس لدينا خيار آخر في الوقت الحالي. إنهم يطلقون النار على منازل المدنيين، وليس على قواعد الجيش».

«لا أنام الليل»

وأكدت ضابطة المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابقة ساريت زيهافي أن الانطباع السائد بين الإسرائيليين في الشمال هو أن «حزب الله» يحاول إشعال الحرب، رغم أن تحليلات الخبراء وتصريحات مسؤولي الحزب المدعوم من طهران، تناقض ذلك. وقالت للصحافيين خلال عرض كان جزءاً من الزيارة إن «(حزب الله) يفضل جرّ إسرائيل إلى الحرب بدلاً من الشروع فيها. لكنهم ما زالوا قادرين على التسلل». وأضافت: «لا أنام الليل من قلقي من أن ينتهي بنا الأمر إلى وقف لإطلاق النار لن يقضي على قدراته بشكل كامل». ويشير محللون إلى أن الضرر على جانبي الحدود كبير، لكنهم يرون أن ذلك لا يعني أن الحرب الشاملة حتمية. وقال هاميش كينير، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط لدى مؤسسة «فيريسك مابلكروفت»، إن «(حزب الله) لا يرغب على الأرجح في خوض حرب واسعة النطاق؛ لأنه لن يمتلك فيها عنصر المفاجأة، وهو أمر ضروري للحزب عندما لا يميل ميزان القوة العسكرية لصالحه». وأضاف أن «قيام إسرائيل بشن حرب واسعة النطاق ما زال غير مرجح في ظل استمرار تركيزها على محاربة (حماس) والدفع بمواردها في تلك الحرب». ورأى حسين إيبش من معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن إسرائيل، وليس «حزب الله»، هي التي تصعّد النزاع، بما في ذلك من خلال القصف الجوي في العمق اللبناني، مثل مدينة بعلبك (شرق) البعيدة نحو 100 كيلومتر من الحدود. وتحدث عن مؤشرات على أن إسرائيل تستعد «لهجوم الربيع» في لبنان، أو على الأقل تعمل جاهدة على توجيه رسالة بأنها تستعد لذلك. وقال: «هم يريدون خلق انطباع بأن هذه الحرب لا مفر منها لجعل شمال إسرائيل آمناً للعيش فيه مرة أخرى».

«تغيّر كل شيء»

ومنذ بدء التصعيد، قتل أكثر من 300 شخص في لبنان جراء القصف الإسرائيلي، معظمهم من عناصر «حزب الله»، بحسب حصيلة أعدتها الوكالة، استناداً إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية. وفي إسرائيل، قال الجيش إن ما لا يقل عن 10 جنود وسبعة مدنيين قتلوا. وتعد هذه الخسائر ضئيلة مقارنة بالحرب بين إسرائيل و«حماس».مع ذلك، في كريات شمونة، وهي بلدة في شمال إسرائيل هجرها معظم سكانها، قال نائب رئيس الأمن أرييل فريش إن هجوم «حماس» غيّر النظرة إلى «حزب الله». وقال: «في السادس من أكتوبر، كان بإمكاننا الذهاب إلى المطلة، وأن نرى (حزب الله) وراء الحدود ونضحك. ها هو (حزب الله)، لديهم أسلحة، فماذا يعني ذلك؟ لدينا الجيش الإسرائيلي، ونحن في أمان». لكن بعد الهجوم «تغير كل شيء؛ لأننا فهمنا أن شنّ هجوم علينا هو خطر حقيقي». وشدد على أن زوال هذا التهديد هو السبيل لعودة الحياة إلى طبيعتها. وقال: «نريد السلام ونستحق السلام. هذا ليس سلاماً وهذه ليست حياة».

 

إسرائيل: أنشأنا لواء «ههاريم» لترتيب الوضع الدفاعي على حدودنا مع لبنان وسوريا

تل أبيب/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، اليوم (الأربعاء)، أن إنشاء لواء ههاريم في منطقة جبل الشيخ وجبل هار دوف (مزارع شبعا)، يأتي في إطار ترتيب الوضع الدفاعي الجديد على الحدود الإسرائيلية - اللبنانية والإسرائيلية - السورية بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وقال أدرعي لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «تغيرت منطقة الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ السابع من أكتوبر، وإلى جانب العمليات العسكرية الهجومية الكثيرة التي تقوم بها قوات الجيش الإسرائيلي ضد (حزب الله) داخل الأراضي اللبنانية، فهناك تحركات وإجراءات وخطوات يتم اتخاذها على الحدود بشأن ترتيب هذا الوضع الدفاعي الجديد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، والإسرائيلية - السورية». وأضاف: «لذلك تم اتخاذ قرار بإنشاء لواء جديد سيتولى مسؤولية الحدود التي كان يتولاها في السابق لواء حرمون أو لواء جبل الشيخ الذي كان يعمل على الحدود الإسرائيلية - السورية في منطقة جبل الشيخ». وتابع: «لكن الآن يضاف إلى هذا اللواء منطقة أخرى من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وهي منطقة هار دوف أو جبل الروس أو مزارع شبعا، وهذه المنطقة ستنضم إلى منطقة جبل الشيخ، وسيتولى مسؤولية حمايتها لواء جديد في الجيش الإسرائيلي». وأردف: «هذا يأتي في ضوء التغييرات والرؤية الدفاعية الجديدة للحدود الإسرائيلية – اللبنانية، والإسرائيلية – السورية، وفي ضوء الإجراءات التي يتم اتخاذها في الجيش بشأن تعزيز الحماية للحدود الإسرائيلية».

 

أحزاب لبنان تتفق على رفض حبس الصحافيين..وتكريس "حق التقاضي"

المدن – ميديا/الخميس 2024/03/21

أفضت النقاشات في مسودة قانون الإعلام، في لجنة الإدارة والعدل بالبرلمان اللبناني، الى "إجماع" على رفض عقوبة السجن للصحافيين، مع حفظ حق المتضررين بمقاضاة المشتبه فيهم من الصحافيين، شرط ألا تصل العقوبة بتاتاً الى الحبس، حسبما قالت مصادر نيابية مشاركة في النقاشات.

وهذه النتيجة، جاءت بعد "استنفار" نيابي في اللجنة التي تناقش المسودة في الوقت الراهن، عندما فوجئ مشرعون بأن مسودة القانون الممهورة بتاريخ تموز/يوليو 2021، تحتفظ ببنود تنص على تجريم القدح والذم والتحقير بحق رؤساء الدول، وتنصّ على فرض عقوبات جديدة على التشهير ضد السفراء والبعثات الدبلوماسية في لبنان، وذلك خلافاً لكل المقترحات السابقة، وفي مقدمها الملاحظات التي وضعتها "مهارات" بالتعاون مع المشرّع غسان مخيبر في العام 2010، كون التجريم يتعارض مع مقدمة الدستور اللبناني الكافل لحرية الرأي والتعبير.

نقاشات لجان البرلمان

خلال النقاشات الأولى في لجنة الإعلام، وبعدها في لجنة "الإدارة والعدل"، حاولت بعض المداولات ربط عقوبة "الحبس" بـ"المسّ بالرموز الدينية أو رئيس الدولة أو إثارة النعرات الطائفية"، حسبما قالت مصادر مطلعة على النقاشات لـ"المدن"، وهو ما تمت مواجهته بشكل حاسم لرفض عقوبة الحبس بالكامل، قبل أن تُحال النقاشات الى اللجنة الفرعية المنبثقة عن "لجنة الإدارة والعدل" لدراسة مسودة قانون الإعلام، وبدأت عملها قبل نحو شهرين.  وأفضت النقاشات الى واقع أن القوى السياسية والأحزاب الممثلة لها في البرلمان، أجمعت على رفض عقوبة الحبس، حسبما يؤكد نواب مشاركون في النقاشات، لكن ذلك لا يعني "إلغاء حق المتضررين من اللجوء الى القضاء كونه الجهة الوحيدة المخولة إحقاق الحق". ومع أن النواب يتشاركون التأكيد على مبدأ الحريات وحماية وجه لبنان، لكن النقاشات حين تدخل الى التفاصيل، يصبح النقاش أكثر حساسية. ويُنتظر أن يتكرّس هذا الإجماع في اللجنة الفرعية، وبعدها في الهيئة العامة لمجلس النواب حيث سيتم اقرار القانون.

اللجنة الفرعية

في هذا الوقت، لم تصل اللجنة الفرعية بعد الى مناقشة بنود متصلة بالعقوبات على الصحافيين وشكلها وطبيعتها، لكن النقاشات العامة في لجنة الإدارة والعدل قبل الآن، "عكست رفضاً من قبل أعضاء اللجنة لعقوبة حبس الصحافيين"، حسبما يقول عضو اللجنة الفرعية النائب فراس حمدان لـ"المدن"، مشيراً إلى أن الاختبار "سيكون أولاً عندما نصل لهذه النقطة في اللجنة، ولاحقاً في الهيئة العامة". ويؤكد حمدان، وهو عضو "كتلة التغيير" في مجلس النواب، أن تجريم الصحافيين "أرفضه بالكامل، ولا مبرر له بالمطلق، لأنه يتنافى مع مبدأ حرية الرأي والتعبير ومع طبيعة لبنان الديموقراطية والتي تميزه عن سائر الدول المحيطة به". كما تعهد بمواجهة اي اتجاه لتجريم الصحافيين أو حبسهم. وأشار الى ان التجريم على أساس الرأي "يتنافى مع دستور لبنان ومقدمته التي تنص على أن لبنان جمهوريّة ديموقراطيّة برلمانيّة، تقوم على احترام الحريّات العامّة، وفي طليعتها حريّة الرأي والمعتقد..."، كما تتنافى مع الشرعات والمواثيق العالمية التي وقع عليها لبنان، ومن ضمنها "الإعلان العالمي لحقوق الانسان"، و"الميثاق العربي لحقوق الإنسان" وكلها يكفل حرية التعبير التي يُنظر اليها على أنها ركيزة من ركائز الديموقراطية وتشكّل الدّعامة لجميع الحرّيات المدنية.

قوى سياسية

وتؤكد مواقف القوى السياسية في هذا الوقت، التوجّه العام نحو رفض عقوبة الحبس للصحافيين، من دون إسقاط حق التقاضي.

"القوات اللبنانية"

وأكد عضو كتلة "الجمهورية القوية" (القوات اللبنانية) النائب جورج عقيص خلال ندوة نظمتها "مهارات" في كانون الثاني/يناير الماضي، أن هناك 3 مبادئ عامة يجري العمل عليها في نقاشات مسودة القانون، وهي الحفاظ على دور لبنان الذي يعد "واحة لحرية التعبير"، وتخفيف القيود عن حق الوصول الى الاعلام، وعصرنة قانون الإعلام. ورأى عقيص، وهو رئيس اللجنة الفرعية المنبثقة عن "لجنة الإدارة والعدل"، "إننا نحتاج لإعادة نهضة للمحاكم، ونحتاج الى نظام ردع للإساءة لحق التعبير"، أما التعويض عن الأضرار "فيجب ألا يكون خارج المألوف".

وكان موقف "القوات" واضحاً حين صدر الحكم على ديما صادق، إذ أكد النائب ملحم رياشي "انني كنائبٍ عن الأمة اللبنانية جمعاء، أدعو إلى اسقاط عقوبة السجن فوراً عن ديما صادق وإحالة القضية الى محكمة المطبوعات، وما زيدَ على ذلك من "إثارة النعرات الطائفية" فأقل ما يُقال فيه، انّو طق حنك".

"التقدمي الاشتراكي"

من جهته، يرفض عضو كتلة "اللقاء الديموقراطي" (الحزب التقدمي الاشتراكي)، النائب بلال عبد الله، الخوض في تفاصيل المناقشات في اللجنة الفرعية المنبثقة عن لجنة الإدارة والعدل لدراسة مسودة قانون الإعلام، لكنه يؤكد لـ"المدن" "إننا في المبدأ مع حرية المعتقد وحرية إبداء الرأي".

"حزب الله"

غير أن عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) يذهب الى تفسير أكثر وضوحاً، بالتأكيد على "إننا تفاهمنا على ألا يكون هناك حبس للصحافيين"، وعلى "أن تكون هناك حرية مسؤولة"، وهو موقف الكتلة النيابية بطبيعة الحال، مشيراً الى إجماع لدى أعضاء اللجنة على رفض الحبس الاحتياطي للصحافيين، من دون إسقاط حق المتضررين في اللجوء الى القضاء.  وتتجسّد مفاهيم "ممارسة الحرية المسؤولة"، بـ"عدم المسّ بالسلامة الأمنية ووحدة البلاد، وعدم التحريض، وعدم ممارسة القدح والذم"، حسبما يقول الحاج حسن لـ"المدن". وفي حال خرق تلك المعايير، فإن المتضرر "يحق له اللجوء الى القضاء، وهي محكمة مدنية، تتميز بسرعة بتّ القضايا". ويشرح الحاج حسن: "من حق المتضرر الذي يعتبر أن هناك اتهاماً له، أو ممارسة أخطاء بحقه مثل القدح والذم، من حقه التقاضي"، مضيفاً: "هذا حق لأي متضرر، لكننا طلبنا أن يكون البت بالدعاوى سريعاً، حتى يحصّل المتقاضي حقه بالقضاء"، لافتاً الى أن المقترحات حول العقوبة "تتراوح بين تنبيه وتوجيه إنذار، وتصل الى عقوبة مالية وفي أقصاها التوقيف عن العمل". ويشير الى اللجنة "تفرّق بين الانتقاد الذي يعد حقاً من حقوق الرأي والتعبير، وبين شتم العقائد مثلاً". واللافت أن النقاشات لا تفرق بين شخص يتعاطى الشأن العام، وأي شخص آخر، خلافاً لممارسات قائمة في دول أوروبية في هذا الوقت، تعتبر أن انتقاد الشخصيات العاملة في الشأن العام، مسموح.  يقول الحاج حسن إنه في حال "التعرّض لمقام الرئاسة، فمن حقه أن يلجأ الى القضاء لتحصيل حقه"، موضحاً أن "انتقاد الرئاسة شيء، والتعرّض بالشتيمة شيء آخر". ويضيف: "الحق بالتعبير عن الرأي مكفول، لكن الذي يعتبر نفسه متضرراً، سواء كان رجلاً سياسياً أو شخصية دينية أو أي مسؤول أو مواطن عادي، من حقه اللجوء الى القضاء، ولا يمكن حرمانه من حقه بالتقاضي، بمعزل عن صفته أو مسؤوليته". ومع إقرار الحاج حسن بأن مواقع التواصل ليست وسائل إعلام، إلا أنه يؤيد منح المتضررين من مخالفة عبر مواقع التواصل، حق اللجوء الى القضاء في المحكمة نفسها حيث تتم مقاضاة الصحافيين.

"حركة أمل"

وتتقاطع كتلة "التنمية والتحرير" (حركة أمل) مع الموقف السابق وتؤيده، إذ يؤكد عضو الكتلة النائب قبلان قبلان لـ"المدن" "إننا نعارض الحبس الاحتياطي، لكننا نشدد على حماية كرامات الناس بحقهم بالتقاضي". ويشرح: "نرفض تجريم الانتقاد حتى لو كان حاداً، وهو حق لكل انسان، وحق الصحافي بالانتقاد مكفول بطبيعة الحال، لكننا نرفض أن تتفلت الناس وتمس بكرامات البشر وتمارس الشتائم والاتهامات والذمّ، كما نرفض أن يخرج الصحافي عن دوره كصحافي وينزلق الى الشتيمة، لذلك يجب أن يكون هناك حق للمتضررين باللجوء الى المحاكم لحماية كراماتهم وتحصيل حقوقهم".

حكمان في العامين الأخيرين

الحال أنه، على مدى 14 عاماً من النقاشات والمقترحات، تكرر رفض الحقوقيين اللبنانيين لأي عقوبة متصلة بحبس الصحافيين، وازداد الرفض تأثيراً إثر حكمين قضائيين هزّا معظم الأحزاب السياسية والكتل النيابية المؤسسات الحقوقية. ففي 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، حكمت المحكمة العسكرية على مراسل جريدة "الأخبار" رضوان مرتضى بالسجن 13 شهراً بدعوى تحقير الجيش. وفي 11 تموز/يوليو 2023، أصدرت القاضية المنفردة الجزائية في بيروت، روزين حجيلي، حكماً قضائياً بسجن الاعلامية ديما صادق لمدة سنة في الدعوى المقامة ضدّها من قبل التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل، بجرائم القدح والذم وإثارة النعرات الطائفية. أثار الحكمان جدلاً واسعاً في لبنان، لأنهما يعدان سابقة لجهة إصدار أحكام السجن على صحافيين، أو في قضايا الرأي والنشر، لكن الحكم، وفق القانون، قائم. وحسب قانون العقوبات الصادر في العام 1943، تصل عقوبة "الذم" الى السجن حتى سنتين إذا وقع على رئيس الدولة، والسجن حتى سنة إذا وجّه إلى المحاكم أو الجيش أو الإدارات العامة أو إلى موظف يمارس السلطة العامة من أجل وظيفته أو صفته، والسجن حتى ثلاثة أشهر إذا وجّه الى موظف بسبب وظيفته أو صفته. أما عقوبة "القدح" فتصل إلى السجن حتى سنة إذا وقع على رئيس الدولة، وإلى ستة أشهر إذا وجّه إلى المحاكم أو الجيش أو الإدارات العامة أو إلى موظف يمارس السلطة العامة من أجل وظيفته أو صفته.  وأشار تقرير "منظمة العفو الدولية" في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 الى زيادة في الملاحقات القضائية التي تستهدف الصحافيين والنشطاء وغيرهم من منتقدي الحكومة في السنوات الأخيرة. وقد استُخدمت قوانين القدح والذم مراراً وتكراراً كتكتيك لترهيب الأفراد الذين ينتقدون السلطات والحدّ من قدرتهم على العمل بشكل مستقلّ والإبلاغ بحرية عن القضايا الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من القضايا الحقوقية.

عقوبة الحبس في مسودّة القانون

ولم تمنع الدعوات الحقوقية، واضعي مسودة اقتراح قانون الاعلام، من إعادة إدراج حبس الصحافيين. ففي المسودة الخاضعة للنقاش الآن في البرلمان، وهي نسخة تموز 2021،  نصت المادة 70 على الآتي: "إذا تعرضت إحدى وسائل الإعلام لشخص رئيس الدولة بما يتضمن قدحاً أو ذماً أو تحقيراً بحقه أو بحق رئيس دولة أجنبية غير دولة العدو الإسرائيلي، يكون للنيابة العامة الاستئنافية المختصة تحريك دعوى الحق العام بدون أي شكوى". وتضيف المادة في فقرتها الثانية: "إذا كان النشر قد تمّ في إحدى المطبوعات، تتخذ محكمة الاستئناف الناظرة في قضايا الإعلام بعد وضع يدها على الدعوى تدبيراً بمصادرة النسخة التي حصل فيها التعرض. إذا كان النشر قد تمّ بإحدى الوسائل المرئية أو المسموعة أو الإلكترونية تتخذ هذه المحكمة قراراً نافذاً على أصله بوقف النشر المذكور تحت طائلة غرامة إكراهية تحددها". ويعاقب مرتكب الجرم، وفقاً للمادة، "بالحبس من ستة اشهر الى سنتين وبالغرامة من عشرة أضعاف الحد الأدنى للأجور إلى عشرين ضعفاً، أو بإحدى هاتين العقوبتين". أما المادة 71 من المسودة فتنصّ على أن "يقضى بنصف العقوبة المنصوص عليها في المادة السابقة إذا وقع الجرم على أحد السفراء أو أحد رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في لبنان".

رفض حقوقي

قبل وصول المسودة الى اللجنة، وضعت منظمة اليونيسكو، بتكليف وتعاون مع وزارة الاعلام، بتاريخ 26 نيسان/أبريل 2023، تعديلات عليه. وحذفت ملاحظات "اليونيسكو" المادتين 70 و71 لأنه، "وفقاً للمعايير الدولية، يجب أن يُطلب من أولئك الموكلين بسلطات الحوكمة تحمّل درجة أكبر من النقد وعدم الخضوع لمزيد من الحماية". غير أن ملاحظات "اليونيسكو"، ليست الأولى في السياق الرافض للحبس، كونها تنسجم مع مواقف الجمعيات الحقوقية والناشطين الإعلاميين الذين مارسوا الضغط، منذ أكثر من عشر سنوات، للقفز فوق تلك النصوص، ورفض بالمبدأ وبشكل مطلق، عقوبة السجن التي يحدّدها قانون المطبوعات الحالي بشهرَيْن، ووردت مقترحات برفعها أكثر. كما رفض الحقوقيون احتفاظ النائب العام بسلطة توجيه اتهامات ضد الأفراد المتهمين بالتحقير أو بالتشهير بالرئيس، حتى من دون شكوى شخصية منه.

تحالف الحريات

إحدى وسائل الضغط، تمثلت في دعوة "تحالف الحريات في لبنان"، مجلس النواب، لجعل المناقشات التشريعية في اللجان البرلمانية علنية ومفتوحة، وإتاحة المجال لمداخلات ذات مغزى من المجتمع المدني بشكل خاص حول مشروع قانون الإعلام، وضمان أن قانون الإعلام الجديد يفي بالمعايير الدولية، بما في ذلك من خلال:

- إلغاء جميع المواد التي تُجرّم التحقير، بما في ذلك تلك الموجهة إلى رؤساء الدول؛ المؤسسات العامة والجيش والمسؤولين الحكوميين والأمنيين؛

- إلغاء أي أحكام تفرض عقوبات جزائية على الذم والقدح واستبدالها بأحكام مدنية وضمان أن تكون التعويضات الممنوحة متناسبة تمامًا مع الضرر الفعلي الناجم؛

- النص على أن الحقيقة ستكون الدفاع الفاصل في قضايا القدح والذم، بغض النظر عن الشخص المستهدف. وفي قضايا المصلحة العامة، يكفي أن يكون المدعى عليه قد تصرف بالعناية الواجبة لإثبات الحقيقة؛

- عدم منح الشخصيات العامة، بمن فيهم الرئيس، حماية خاصة من القدح والذم أو التحقير. لا يكفي مجرد اعتبار أشكال التعبير مهينة لشخصية عامة لتبرير فرض عقوبات. جميع الشخصيات العامة عرضة للانتقاد والمعارضة السياسية بشكل شرعي، ويجب أن يعترف القانون صراحةً بالمصلحة العامة في انتقاد الشخصيات والسلطات العامة.

- حصر التجريم فقط بالتصريحات التي ترقى إلى الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف. ويجب أن يحدد القانون بوضوح المقصود بكل من هذه المصطلحات، بالاستعانة بـ"خطة عمل الرباط" كدليل توجيهي.

(*) ينشر هذا التقرير ضمن برنامج زمالة مشروع "إصلاح الإعلام وتعزيز حرية التعبير في لبنان"، الذي تنفذه مؤسسة "مهارات" بدعم من الاتحاد الاوروبي. هذا المحتوى لا يعكس بالضرورة آراء الاتحاد الاوروبي.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

«خطة سلام»... وقف الحرب ومسار لدولة فلسطينية

بلينكن في المنطقة... وأميركا تعرض على إسرائيل خطة بديلة لرفح... والسعودية تدعم «أونروا» بـ40

الشرق الأوسط/21 آذار/2024

تناقش «السداسية العربية» مع وزير الخارجية الأميركي، في القاهرة، اليوم الخميس، تصوراً عربياً لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل، بحسب مصدر فلسطيني مطلع، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطة تستند إلى مبادرة السلام العربية». وذكر المصدر أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، الذي زار الدوحة والبحرين والمملكة السعودية في الأيام القليلة الماضية، وقبلها الإمارات، ناقش الخطة مع المسؤولين هناك، التي تعالج أيضاً ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي. وبحسب المصدر، فإن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة جزء من التصور القائم على ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، قبل إنهاء الحرب، من أجل تسلم السلطة مسؤولياتها في قطاع غزة والضفة الغربية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية. ويشارك الشيخ، الخميس، في اجتماع «السداسية العربية» في القاهرة مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يحضره أيضاً وزراء خارجية السعودية وقطر والإمارات ومصر والأردن. ولفتت المصادر إلى أن الخطة ما زالت في طور المباحثات مع الأميركيين. ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مدينة جدة، أمس، لإجراء مزيد من المحادثات مع القيادة السعودية، في إطار جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجرت في الأيام الأخيرة مداولات في البيت الأبيض حول بدائل لاجتياح رفح، أحدها بحسب موقع «واللا» الإخباري، يقضي بإرجاء اجتياح رفح لعدة أشهر، والتركيز على استقرار الوضع الإنساني وإعادة إعمار أولية لشمال القطاع وبناء مساكن لاستيعاب الذين نزحوا إلى رفح، لضمانة أن خطر استهداف المدنيين سيكون أقل بكثير، بحسب مسؤول أميركي. في سياق متصل، أبرمت السعودية عبر ذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، أمس، مع وكالة «الأونروا»، مذكرة دعم بقيمة 40 مليون دولار. وسيوفر هذا الدعم الغذاء لأكثر من 250 ألف شخص وخيماً لـ20 ألف أسرة في قطاع غزة.

 

«حماس»: رد إسرائيل على مقترحنا لوقف النار جاء سلبياً

بيروت/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

قال القيادي في حركة «حماس» أسامة حمدان، اليوم (الأربعاء)، إن الوسطاء في مساعي التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل أبلغوا الحركة أمس بموقف إسرائيل وكان «ردها سلبياً بشكل عام»، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي». وكانت «حماس» قالت أمس إنها قدمت للوسطاء في مصر وقطر تصوراً شاملاً لاتفاق مع إسرائيل «يرتكز على المبادئ والأسس التي تعدها ضرورية للاتفاق». لكن حمدان قال بمؤتمر صحافي في بيروت إن رد إسرائيل على المقترح «لا يستجيب لمطالب شعبنا ومقاومته... بل ويتراجع عن موافقات قدمها سابقاً للوسطاء ونُقلت إلينا عبرهم، إمعاناً في سياسة المماطلة مما من شأنه أن يعرقل المفاوضات، وربَّما يوصلها الى طريق مسدودة».وأكد القيادي الفلسطيني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته والأطراف التي دعمت «العدوان» على غزة يتحملون جميعاً مسؤولية تعطيل الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق. وشدد حمدان على ضرورة فتح جميع المعابر مع قطاع غزة وإدخال المساعدات، لا سيما إلى شمال غزة، كما حمل إسرائيل مسؤولية استهداف قوافل المساعدات وطواقم حمايتها وتأمينها. وأضاف: «مع كل جولة مفاوضات تصعد إسرائيل جرائمها ضد شعبنا ظناً منها أنها قد تحقق مكاسب على طاولة المفاوضات... نؤكد مجدداً أن ما لم يأخذه الاحتلال في المعركة العسكرية وبجريمة الإبادة الجماعية لن يأخذه بمكائد السياسة وألاعيب المفاوضات».

 

هل تهدئ جولة بلينكن المخاوف المصرية من اجتياح رفح؟ وسط أنباء عن طرح البيت الأبيض «بدائل» على إسرائيل

القاهرة: أسامة السعيد/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

يبدأ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس، زيارة إلى القاهرة، في وقت تتصاعد فيه وتيرة المخاوف من اجتياح إسرائيلي لمدينة رفح الفلسطينية، بينما كشفت تقارير إعلامية أميركية نقلاً عن مسؤولين أن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس «عدة بدائل» للعملية العسكرية البرية التي تريد إسرائيل تنفيذها جنوبي قطاع غزة، وسط تساؤلات عما إذا كانت جولة بلينكن ستهدئ المخاوف المصرية من اجتياح «رفح». وقلل خبراء من فرص نجاح جولة بلينكن إلى المنطقة في إحداث اختراق أو «بث رسائل طمأنة بشأن العملية الإسرائيلية المرتقبة في رفح». وأكدوا أن الولايات المتحدة «لا تبدي حسماً واضحاً» في رفضها اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدينة المحاذية للحدود المصرية، بل تريد ضمانات بشأن عدم الإضرار بشكل واسع بالمدنيين خلال تنفيذ ذلك الاجتياح. في غضون ذلك، نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين، الأربعاء، أن إدارة بايدن ستقترح بدائل على وفد إسرائيلي رفيع المستوى، من المقرر أن يزور واشنطن الأسبوع المقبل. وناقشت الإدارة الأميركية خلال الأيام الأخيرة «عدة بدائل» للاجتياح البري الإسرائيلي لرفح، حسب «أكسيوس». وقال مسؤولون أميركيون للموقع، إن أحد المقترحات «يدور حول تأجيل العملية العسكرية في المدينة، والتركيز على استقرار الوضع الإنساني في شمال غزة»، حيث المجاعة «وشيكة»، وفقاً لتقارير أممية. وأكد المسؤولون أن هناك «فكرة أخرى»، تركز في «المرحلة الأولى على تأمين الجانب المصري من الحدود مع غزة، كجزء من خطة مشتركة بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل»، وذلك من خلال «تدمير الأنفاق الموجودة تحت الحدود وإنشاء بنية تحتية لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة»، حسبما أشار الموقع الأميركي. وتعارض إدارة بايدن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، وقالت إنها تشعر بالقلق من عدم وجود خطة قابلة للتنفيذ من شأنها حماية الفلسطينيين. وجدد الرئيس الأميركي في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، التعبير عن «قلقه العميق» بشأن تنفيذ إسرائيل عملية برية في رفح، بحسب بيان للبيت الأبيض. وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، الاثنين، إن «العملية يمكن أن تمنع دخول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها من مصر إلى غزة، وتعزل إسرائيل دولياً، وتضر بمعاهدة السلام الإسرائيلية المصرية».

في المقابل، يُصر نتنياهو على تنفيذ عملية عسكرية في رفح «للقضاء على حركة (حماس)»، حيث قال في مناقشة سرية في لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست إنه «لا سبيل لتدمير (حماس) إلا باجتياح بري للمدينة الحدودية في جنوب قطاع غزة».

ونقلت قناة «24» الإسرائيلية عن نتنياهو قوله: «الأميركيون طلبوا منا عدم التحرك في رفح، ولكن ليس هناك خيار آخر، نحن بحاجة للسيطرة على محور فيلادلفيا». من جانبه، يرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية بمصر وجامعة القاهرة، والمتخصص في الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، أن زيارة بلينكن إلى المنطقة جزء من حراك متسارع تشهده المنطقة لاستباق عملية إسرائيلية في رفح، مشيراً إلى أن تلك العملية «تمثل تهديداً حقيقياً للعلاقات المصرية - الإسرائيلية». وأضاف فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن القاهرة لديها العديد من الأسئلة للوزير الأميركي تتعلق بالإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى فرض «ترتيبات أمنية انفرادية» في قطاع غزة، من بينها شق محور بوسط القطاع لاستخدامه في التوغل العسكري بحرية في أي وقت، إضافة إلى طبيعة الميناء المؤقت في غزة، وإذا ما كان يرتبط بإجراءات دائمة بعد انتهاء الحرب. ولفت إلى محورية التحركات الأميركية في التوقيت الراهن الذي بات فيه التوتر عنواناً للعلاقة بين القاهرة وحكومة نتنياهو، خاصة مع تكثيف التحركات الإسرائيلية بشأن عملية برية رفح، رغم التحذيرات المصرية والرفض الدولي. وحذرت مصر أكثر من مرة من خطورة إقدام إسرائيل على تنفيذ عملية عسكرية برية في مدينة رفح التي يتكدس فيها نحو 1.5 مليون فلسطيني، معظمهم نزحوا إلى المدينة الملاصقة للحدود المصرية نتيجة استمرار الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لجميع مناطق القطاع على مدى الأشهر الست الماضية، مؤكدة أن عواقب ذلك «ستكون وخيمة». وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين الماضي، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن توضح لإسرائيل عواقب القيام بعملية عسكرية في رفح بجنوب قطاع غزة، بعدما عبرت واشنطن عن معارضتها لمثل هذه الخطوة. وسبق لمصر أن حذرت من أن أي إجراءات إسرائيلية تقود إلى تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها ستكون بمثابة «تهديد جدي وخطير» لاتفاقية السلام بين البلدين الموقعة منذ عام 1979. من جهته، وصف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، زيارة بلينكن الراهنة إلى المنطقة بأنها «لكسب الوقت»، لافتاً إلى أن هدفها «التهدئة وليس الحل»، في محاولة لترضية الرأي العام الداخلي في الولايات المتحدة، وكذلك الرأي العام العربي، إلا أنه أشار إلى أن تلك التحركات «لا تبدو مقنعة». وأوضح حسن لـ«الشرق الأوسط» أن تهدئة المخاوف المصرية بشأن عملية إسرائيلية لاجتياح رفح «ربما تكون ضمن الأهداف»، لكنه قلل من احتمالات تحقيق الزيارة نجاحاً في هذا الصدد، بالنظر إلى الأولويات التي أعلنتها الخارجية الأميركية قبل زيارة بلينكن إلى المنطقة، فضلاً عن أن المواقف الأميركية من عملية رفح «ليست حاسمة بالقدر الكافي». ولفت مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن التصريحات الأميركية تنصب على مسألة توافر خطط بشأن كيفية التعامل مع المدنيين، إلا أنها لا تصل إلى مرحلة رفض العملية، مشدداً على أن الولايات المتحدة لديها القدرة على إلزام إسرائيل بوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، لكنها «تواصل ممارسة إضاعة الوقت ومنح إسرائيل فرصاً لإنجاز مهمتها في القطاع».

 

ولي العهد السعودي يبحث مع بلينكن التطورات في قطاع غزة ومحيطها

جدة/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بزيارة للمملكة ضمن جولته الحالية للشرق الأوسط. وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية. كان بلينكن قد وصل إلى جدة في وقت سابق، وبحث مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، تطورات الأوضاع في غزة ورفح، وأهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، كما ناقشا بذل جميع الجهود لضمان إدخال المساعدات الإنسانية الملحّة. وأكد الوزير الأميركي، في تصريحات لـ«العربية» و«الحدث»، قرب التوصل لاتفاق تهدئة في غزة، موضحاً أنه سيناقش، خلال جولته السادسة للمنطقة، اليوم التالي بعد الحرب. وأشار بلينكن إلى طرح واشنطن بدائل لعملية إسرائيل في رفح، لافتاً إلى أنه سيناقشها مع الإسرائيليين في واشنطن الأسبوع المقبل.

 

واشنطن تطرح على إسرائيل خطة بديلة لاجتياح رفح وتصفية «حماس»

نتنياهو يرسل سياسيين إلى واشنطن... والأميركيون يدعون غالانت

واشنطن تطرح على إسرائيل خطة بديلة لاجتياح رفح وتصفية «حماس»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

أكدت مصادر سياسية أميركية وإسرائيلية أن إدارة الرئيس جو بايدن، التي أدركت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يواصل استخدام الألاعيب السياسية لإطالة وقت الحرب بواسطة عملية اجتياح رفح، قررت الرد عليه بطرح مشروع بديل أو أكثر، يمنع الاجتياح ويتيح في الوقت ذاته الاستمرار في ملاحقة «حماس»، ولكن من دون الحاجة إلى دخول رفح والتسبب في قتل جماعي للفلسطينيين هناك. وبحسب موقع «واللا» الإخباري، فإن مسؤولَيْن أميركيين اثنين على الأقل ومسؤولاً إسرائيلياً ثالثاً، كشفوا، اليوم (الأربعاء)، أن إدارة بايدن تدرس «عدة مشاريع وخطط تكون بديلة عن الخطة الإسرائيلية للتوغل البري في رفح»، وسوف تطرحها خلال لقاءات مع الوفد الإسرائيلي الذي قرر نتنياهو، إيفاده إلى البيت الأبيض، الأسبوع المقبل. وكشف المسؤولان الأميركيان أن بايدن طلب من نتنياهو، خلال محادثتهما الهاتفية، مساء الاثنين الماضي، أن يجري اللقاء في البيت الأبيض «في محاولة لمنع صدام مباشر بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب عملية عسكرية في رفح». وكان من المتوقَّع أن يرسل نتنياهو وفداً عسكرياً أمنياً إلى «البنتاغون» والبيت الأبيض ليشرح ويُقنِع بضرورة اجتياح رفح، بحيث يتحدث جنرالات إسرائيليون مع جنرالات أميركيين بشكل موضوعي ومهني ويتبادلون وجهات النظر. لكن بايدن فوجئ، عندما نشر في تل أبيب أن نتنياهو لم يخبر قيادة الجيش بالأمر وسمعوا عنه من بيان البيت الأبيض، وكذلك عندما أعلن مكتب نتنياهو أنه قرر إرسال كلّ من وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، يرافقهما مسؤولون من الجيش والمخابرات. وعدّ الأميركيون هذا التصرف «فذلكة»، وردوا عليها بقرار توجيه دعوة إلى وزير الدفاع، يوآف غالانت، إلى واشنطن، في الأسبوع التالي، للتداول مع وزير الدفاع، لويد أوستين، وغيره من قادة «البنتاغون»، بشأن استمرار الحرب على قطاع غزة، بما في ذلك تأخير إرسال الذخيرة لإسرائيل من جهة، وموضوع اجتياح رفح من جهة ثانية. غالانت توجه إلى نتنياهو طالباً موافقته، وبحسب القناة «11»، وافق نتنياهو، وقال إنه يفعل ذلك «لصالح استمرار القتال، وبناء على طلب الرئيس الأميركيّ، جو بايدن». وشدّد بيان مكتبه على أن «نتنياهو أوضح أنه عازم على العمل في رفح من أجل القضاء نهائياً على ما تبقى من كتائب (حماس)، مع توفير الحلول الإنسانية للسكان المدنيين».

خطوط حمراء متناقضة

وأكدت مصادر إسرائيلية أن بايدن ونتنياهو وضعا، خلال محادثتهما، «خطوطاً حمراء» متناقضة بخصوص عملية عسكرية في رفح، دلت على عمق الخلافات بينهما. ووفقاً لموقع «واللا»، فإن إدارة بايدن تعارض اجتياح رفح، وتعتقد أنه ليس لدى إسرائيل خطة اجتياح قابلة للتنفيذ وتسمح بحماية النازحين المدنيين في المدينة. وبحسب المسؤولين الأميركيين المذكورين، فإن البيت الأبيض أدرك أنه لا يكفي القول لإسرائيل إن الولايات المتحدة تعارض اجتياحاً بريا لرفح، وإنما ينبغي طرح أفكار لعمليات بديلة. وقال أحد المسؤولين: «التخوُّف هو أن تفشل المفاوضات حول صفقة تبادل أسرى، وعندها ستتقدم إسرائيل نحو اجتياح رفح، وهذه ستكون نقطة انكسار في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل». وجرت في الأيام الأخيرة مداولات في البيت الأبيض حول بدائل لاجتياح رفح. وأحد البدائل الذي جرت دراسته يقضي بإرجاء اجتياح رفح لعدة أشهر، يتم خلالها التركيز على استقرار الوضع الإنساني وإعادة إعمار أولية لشمال القطاع، وبناء مساكن لاستيعاب السكان الذين نزحوا إلى رفح. وبعد ذلك يتم إخلاء السكان من رفح، ويجري اجتياح رفح، بادعاء أن خطر استهداف المدنيين سيكون أقل بكثير، بحسب مسؤول أميركي. وأشار مسؤول أميركي إلى مقترح آخر يقضي بالتركيز في المرحلة الأولى على حراسة الحدود بين مصر والقطاع، وتنفيذ خطة أميركية - إسرائيلية - مصرية مشتركة للعثور على أنفاق تحت محور فيلادلفيا وهدمها، إن وُجِدت، وإقامة بنية تحتية تمنع إدخال أسلحة إلى القطاع. ولكن نتنياهو، ومعه عدد غير قليل من المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، يخشون أن يكون التأجيل «مصيدة أميركية» ترمي إلى وقف الحرب تماماً، والتخلي عن فكرة إبادة «حماس»، والتفرغ لمهمة سياسية لإقامة دولة فلسطينية.في هذا الإطار، كُشِف عن زيارة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إسرائيل لبضع ساعات، الجمعة المقبل، ضمن جولته التي تشمل القاهرة والرياض. تأتي هذه الجولة، وفقاً لجهات أميركية، ليس فقط لتعزيز جهود الوساطة القطرية - الأميركية - المصرية وتحقيق «الهدنة» في غزة، بل أيضاً لمناقشة مرحلة ما بعد الحرب، ولمناقشة الأساس السليم لسلام إقليمي دائم، بحسب ما نقلته «رويترز».

صراع مكشوف

يُذكر أنه من وراء هذا الحراك يقف صراع مكشوف بين نتنياهو وبايدن، عنوانه الظاهر هو رفح، لكنه تعدى كثيراً الخلافات حول الحرب ودخل إلى باب الصراعات الحزبية؛ إذ يتهم نتنياهو بايدن بالتدخل في السياسة الإسرائيلية الداخلية ويسعى لإسقاط حكومته، ويتهم عناصر في القيادة السياسية الإسرائيلية بالتآمر مع بايدن عليه. في المقابل، بايدن يتهم نتنياهو بالتدخل في الانتخابات الأميركية ضده ولصالح منافسه ترمب. وفي المحادثة بينهما تطرقا إلى هذا الموضوع ونفى كل منهما التهمة عن نفسه، إلا أنهما لم يقولا كل الحقيقة. وكلاهما فعلاً يتدخل ويسعى لإسقاط الآخر. وعلَّق دبلوماسي إسرائيلي خدم في واشنطن بأن الفرق بين بايدن ونتنياهو في هذه المعركة أن الثاني غاضب وقلق جداً ويخشى فعلاً على كرسيه من التدخل الأميركي، وبايدن أقل قلقاً. والسبب أن يهود الولايات المتحدة يقفون مع بايدن ضد نتنياهو وضد المنافس الجمهوري دونالد ترمب. وأضاف: «يهود أميركا يخشون على إسرائيل من نتنياهو، ويشعرون بأن بايدن أكثر إخلاصاً لإسرائيل من نتنياهو». وفي موضوع رفح، لا يزال الأميركيون يرون أن اجتياحها ليس ضرورياً للانتصار على «حماس»، وأن الثمن الذي سيُجبى سيكون رهيباً، بل قد يتحول إلى كارثة إنسانية حتمية محرجة للولايات المتحدة وتمس بقدراتها على الدفاع عن إسرائيل وتوفير الغطاء لها في العالم. ولذلك، لدى الولايات المتحدة خطة بديلة تنوي طرحها بشكل رسمي على القيادات العسكرية الإسرائيلية، وقد بدأت تتداول فيها مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين. ولهذا السبب حاول نتنياهو منع باربرا ليف من الاجتماع مع قادة عسكريين، ولكنه تراجع. إلا أنه وافق على اقتراح بايدن بأن يرسل وفداً يتحدث مع قادة ليف في واشنطن. وهو ينوي إقناع واشنطن بأن اجتياح رفح أسهل وأقل خطراً من اجتياح خانيونس. وسيقول لهم إنه سيتمكن من إخلاء رفح من السكان، وعندئذ سيكون الاجتياح البري أقل تعقيداً من ذاك الذي كان في خانيونس. ففي خانيونس عملت الكتائب الأكثر نخبوية لـ«حماس»، وهناك كانت منظومة دفاعها كثيفة على نحو خاص. أما في رفح فالقصة مختلفة؛ الكتائب تُعد أقل نخبوية، والسكان المحليون معروفون بانتمائهم العشائري والتنظيمي الأقل، بعض من العشائر بدوية ومنطقة الحدود على الأقل سيئة السمعة، لأنها تدير عصابات إجرام بشعة يكرهها الفلسطينيون وهي متعاونة مع «حماس». لذلك فالمقاومة ستكون أضعف. لكن الأميركيين لا يقتنعون بهذا التقييم الإسرائيلي، ويفتشون عن بدائل أكثر جدية ومهنية.

 

ماذا تحمل أجندة «السداسية العربية» خلال الاجتماع مع بلينكن؟

لقاء القاهرة سيتطرق إلى سيناريوهات أبعد من وقف إطلاق النار في غزة

القاهرة: فتحية الدخاخني/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

تلتقي «الوزارية السداسية العربية»، الخميس في القاهرة، بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في اجتماع هو الثاني من نوعه خلال شهر تقريباً؛ لبحث الوضع في غزة، بحسب مصادر دبلوماسية عربية تحدثت لـ«الشرق الأوسط». وبينما لم تدلِ المصادر بمعلومات عن محاور النقاش الأساسية خلال الاجتماع، قال مراقبون إن «اللقاء سيتطرق إلى سيناريوهات أبعد من وقف إطلاق النار في غزة، بما يشمل اليوم التالي في غزة، فضلاً عن مناقشة تصور عربي لخطة سلام إقليمي شامل». ويأتي الاجتماع ضمن جولة إقليمية لبلينكن بدأت بجدة، الأربعاء، وتشمل مصر، قبل أن تضاف إليهما إسرائيل. وبحسب مصدر فلسطيني، كان قد تحدث إلى «الشرق الأوسط»، فإن الاجتماع السداسي في القاهرة، سيشارك فيه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، إلى جانب وزراء خارجية السعودية، وقطر، والإمارات، ومصر والأردن، حيث ستجري مناقشة «تصور عربي لخطة سلام إقليمي شامل، تبدأ بإنهاء الحرب على قطاع غزة، ثم إطلاق مسار يقود إلى إقامة دولة فلسطينية، مقابل تطبيع عربي واسع مع إسرائيل». وتعد هذه هي الجولة السادسة لوزير الخارجية الأميركي في المنطقة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال بلينكن، في تصريحات صحافية خلال زيارته لمانيلا (الثلاثاء)، إن «زيارته لمصر والسعودية تهدف لمناقشة الأساس السليم لسلام إقليمي دائم»، بحسب ما نقلته «رويترز». ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الولايات المتحدة تسعى لبلورة موقف عربي - فلسطيني - إسرائيلي مشترك بشأن كيفية إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب»، مشيراً إلى أن «بلينكن سيحرص خلال اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب على تبادل وجهات النظر معهم بشأن سيناريوهات اليوم التالي للحرب». وأضاف: «السلطة الفلسطينية اتخذت خطوات على الطريق في هذا المجال بتكليف محمد مصطفى بتشكيل حكومة تكنوقراط»، لافتاً إلى أنه «كان هناك اجتماع مماثل للسداسية العربية في السعودية الشهر الماضي». بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني أيمن الرقب، أن «(السداسية العربية) سبق وقدمت اقتراحها للولايات المتحدة بشأن تصورها لوقف الحرب في غرة وتحقيق السلام»، مضيفاً أن «جولة بلينكن هذه المرة مرتبطة أكثر بمحاولة تهدئة الجانب العربي، حيث إن واشنطن تدرك أن المشكلة في إسرائيل وليس في فلسطين». ورجّح الرقب «مناقشة عقد مؤتمر دولي للسلام، إلى جانب طرح مقترح أميركي بقرار لوقف إطلاق النار يعرض على مجلس الأمن». وبينما شدد هريدي على «ضرورة التفرقة بين مسارين؛ الأول متعلق بالمفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاق مرحلي بشأن التهدئة، والآخر متعلق بسيناريوهات اليوم التالي للحرب». وقال إن «الولايات المتحدة متواجدة في المسارين، وتتعامل معهما»، مضيفاً أن «الوسطاء في مصر وقطر يأملون أنه حال التوصل إلى هدنة مؤقتة، يمكن استغلال وقف إطلاق النار لبحث ما هو أبعد من ذلك، وهو جوهر مباحثات بلينكن مع (السداسية العربية)».

 

مقتل 3 بقصف إسرائيلي لسيارة في جنين بالضفة الغربية

رام الله/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

أفاد التلفزيون الفلسطيني، اليوم (الأربعاء)، بمقتل 3 أشخاص وإصابة آخر في قصف إسرائيلي لسيارة في جنين بالضفة الغربية، وذلك نقلاً عن الهلال الأحمر الفلسطيني. وأقر الجيش الإسرائيلي في بيان بتنفيذ القصف، حيث قال إن طائرة أغارت على عناصر وصفها بالإرهابية في جنين. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنيّة إسرائيلية أن فلسطينيين اثنين ممن سقطوا في الهجوم كانا في طريقهما لتنفيذ عملية. وأضافت: «تم القضاء على فلسطينيين مطلوبين، كانا يخططان لتنفيذ هجوم في الإطار الزمني القريب». كما أشارت الهيئة إلى أن الاثنين كانا مطلوبين للأمن الإسرائيلي سابقاً وتجري ملاحقتها منذ فترة بتهمة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. وأعلنت «هيئة شؤون الأسرى والمحررين»، و«نادي الأسير» في فلسطين، السبت الماضي، أن «قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت نحو 7605 مواطنين من الضفة، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي». وأوضحت الهيئة ونادي الأسير، في بيان صحافي، أن «هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا رهائن». وأضافا أن «قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال حملات الاعتقال، واعتداءات بالضرب المبرّح، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين».

 

إسرائيل توسّع حربها على الشرطة ولجان الطوارئ في غزة… والهدف «نفوذ حماس» قدرة الحركة على تنظيم إدخال المساعدات أحد أهم أسباب «معركة الشفاء»

الشرق الأوسط/21 آذار/2024

اغتالت إسرائيل مسؤولين في لجان الطوارئ في قطاع غزة، في خضم مرحلة جديدة من الحرب بدأتها على حكم «حماس» المدني في القطاع بموازاة الحرب المستمرة ضد الجناح المسلح للحركة. وقتل الجيش الإسرائيلي في هجوم من الجو، مدير لجنة الطوارئ في غرب غزة أمجد هتهت، عند دوار الكويت في مدينة غزة، من بين عشرات آخرين قتلهم في الهجوم المباغت والمستمر على مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ومحيطه. واغتالت إسرائيل هتهت بعد ساعات من اغتيال 3 من قادة الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة، وهم محمود البيومي، مدير مركز شرطة النصيرات، والمقدم رائد البنا، مدير جهاز المباحث في شمال غزة، ومدير العمليات المركزية للشرطة في غزة العميد فائق المبحوح. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل بدأت حرباً حقيقية على جهاز الشرطة الفلسطينية وجميع من يتعاون معه، بما في ذلك الناشطون في لجان الطوارئ والعشائر. وأضافت: «الهدف تقويض حكم حماس نهائياً ومنعها من لعب أي دور في موضوع المساعدات». ولا تتركز الحرب الإسرائيلية على مسؤولي المساعدات في منطقة شمال القطاع التي استؤنف فيها القتال على نحو واسع بعد هجوم إسرائيل على مستشفى الشفاء الطبي، بل طالت أيضاً مسؤولي طوارئ في رفح بأقصى جنوب القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي و«الشاباك» في بيان مشترك عن اغتيال أربعة مسؤولين في لجنة الطوارئ التابعة لـ«حماس» في رفح، وذكر البيان أن الأربعة مسؤولون عن نشاطات «حماس» والتواصل مع نشطاء في الميدان. وذكر البيان أنه بناء على معلومات استخباراتية من جانب الجيش الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية، هاجمت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي مسؤولين ساعدوا «حماس» على مواصلة السيطرة والعمل في الميدان، وقتلت سيد قطب الحشاش، وأسامة حمد ظاهر، وعوض الملاحي، وهادي أبو الروس، والذي كان ضابط عمليات في لجان الطوارئ. وبدأت إسرائيل حربها على الشرطة ولجان الطوارئ بعدما فشلت في تأمين المساعدات عبر عشائر وعائلات فلسطينية في منطقة شمال قطاع غزة، فضّلت التعاون مع «حماس» على إسرائيل. وأظهرت لقطات مصورة حصلت عليها «رويترز» قافلة من الشاحنات تدخل مدينة غزة محملة بمساعدات من الخارج خلال الليل بينما يراقبها عدد من الرجال المسلحين ببنادق وآخرون يحملون العصي. ومع تعهد القوات الإسرائيلية بالقضاء على «حماس» منذ الهجوم الذي شنته على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، فقد صار ظهور أي شخص مرتبط بالحركة، لتوفير الأمن بهدف توصيل المساعدات إلى من يحتاج إليها من المدنيين، أمراً محفوفاً بالمخاطر. وقال مسؤولون فلسطينيون ومصادر في «حماس» إنه لهذا السبب تدخلت كثير من العشائر وجماعات المجتمع المدني والفصائل، ومنها «فتح»، للمساعدة في توفير الأمن لقوافل المساعدات. ولم يذكر المسؤولون والمصادر أسماء العشائر والفصائل، لكنهم قالوا إن قدرة «حماس» على حشد مثل هذه الجماعات وراءها في ما يتعلق بالأمن تظهر أن الحركة لا تزال تحتفظ بنفوذها، وأن جهود إسرائيل لبناء نظام إداري خاص بها للحفاظ على النظام في غزة تواجه مقاومة. وقال مسؤول فلسطيني طلب عدم ذكر اسمه: «الخطة الإسرائيلية الرامية إلى إيجاد بعض العشائر للتعاون في مشروعاتها التجريبية لإيجاد بديل لحماس لم تنجح، بل أظهرت أن فصائل المقاومة الفلسطينية هي الوحيدة القادرة على إدارة الأمر بطريقة أو بأخرى». ورفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق، قائلا إن قواعد الاشتباك الخاصة بمنطقة حرب نشطة لا يمكن مناقشتها علنا.

ولم يكن لدى جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أي معلومات عن وجود رجال ملثمين يقومون بتأمين القوافل. وقال جيمي ماكغولدريك، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن الأمم المتحدة لا تعمل مع العشائر. وأضاف: «كنا نحاول إعادة الشرطة الزرقاء (الشرطة المدنية الفلسطينية) إلى المسار الصحيح مرة أخرى. استهدفت إسرائيل الشرطة الزرقاء في عدة وقائع، لأنها تعدها جزءاً من البنية التحتية لحماس». وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت «الشفاء»، وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة، فجر الاثنين، في عملية قالت إنها تستهدف مسؤولين في «حماس»، قبل أن تقتل العميد المبحوح، مسؤول العمليات في جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة «حماس»، والذي كان مسؤولاً عن عمليات الشرطة في قطاع غزة، بما في ذلك تأمين وصول شاحنات المساعدات وتوزيعها. وكان على اتصال مع «أونروا» ومع العشائر. وقال الجيش الإسرائيلي الأربعاء إنه قتل 90 مقاتلاً خلال اشتباكات بمحيط مستشفى الشفاء، لكن الفلسطينيين تحدثوا عن اغتيال وإعدام مسؤولين عن تأمين المساعدات. وقال إسماعيل ثوابته، مسؤول المكتب الإعلامي الحكومي، إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 100 فلسطيني خلال أسبوع واحد يعملون في مجال تقديم المساعدات. وأضاف: «الاحتلال يهدف من وراء عمليات القتل والمجازر بحق الباحثين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية إلى تكريس سياسة التجويع وتعميق المجاعة بشكل أوسع، رغم تحذيرات المنظمات والمؤسسات الدولية من التداعيات الخطيرة لذلك، وكذلك يهدف إلى محاولات لنشر الفوضى والفلتان الأمني والفراغ الإداري في قطاع غزة، غير أن ذلك فشل فشلاً ذريعاً بالتزامن مع حالة الإدراك والوعي الشعبي لمخططات الاحتلال». وأكد ثوابته أن معظم الذين قتلتهم إسرائيل في «الشفاء» كانوا من النازحين. كما قال «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، إنه وثق شهادات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي نفذ «إعدامات ميدانية» بحق مدنيين فلسطينيين نازحين داخل مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، في إطار عمليته العسكرية المستمرة بالمجمع. وإضافة إلى قتل نحو 100 فلسطيني، اعتقلت إسرائيل 300 قالت إنهم يخضعون لتحقيق من قبل محققين ميدانيين من الوحدة 504 التابعة لمديرية المخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك). وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن أكثر من 160 منهم تم نقلهم إلى إسرائيل لمزيد من الاستجواب. ولم يعلن الجيش أسماء معتقلين لكن مصادر فلسطينية وتقارير إسرائيلية تحدثت عن اعتقال المسؤول الكبير في «الجهاد الإسلامي» خالد البطش. وإذا تأكد اعتقال البطش، فسيكون أهم شخص تعتقله إسرائيل من قطاع غزة. والبطش (64 عاماً) هو أحد أعضاء المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي»، وكان على قائمة المطلوب قتلهم أو اعتقالهم. ومع استمرار العملية الإسرائيلية في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، احتدمت الاشتباكات الأربعاء وتوسعت لتطول مناطق أخرى في المدينة. وقال فلسطيني يعيش في مدينة غزة لـ«الشرق الأوسط»: «الحرب وكأنها بدأت من جديد».

المجاعة

إلى ذلك، حذّر نائب المنسق الطبي لمنظمة «أطباء بلا حدود» في قطاع غزة، محمد أبو مغيصيب، اليوم الأربعاء، من أن الفلسطينيين في شمال القطاع يعيشون أوضاعاً غير مسبوقة، في ظل شبح المجاعة الذي يُخيم على المنطقة بعد أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب. وقال أبو مغيصيب، في تصريحات، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «الأوضاع الصحية والإنسانية والاجتماعية شبه منهارة، والمساعدات التي تدخل، كما أكدنا منذ بداية الحرب، لا تكفي لسدّ احتياجات المستشفيات والنازحين في مناطق قطاع غزة المختلفة». وأضاف: «لم يشهد التاريخ الوضع الذي يعيشه المواطنون في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، وسط خطورة حدوث مجاعة في هذه المنطقة بسبب الحصار وعدم دخول المساعدات وصعوبة وصولها». وأشار أبو مغيصيب إلى أن التقارير الطبية، التي تصل إلى المنظمة من المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في الشمال، تفيد بأن هناك أطفالاً ومُسنين «يعانون مجاعة حقيقية، وهناك وفيات نتيجة سوء التغذية». وأردف قائلاً: «هناك صعوبة في عمل طواقمنا بجميع مناطق قطاع غزة، حيث أُجبرنا على إخلاء مستشفى الشفاء وعيادة (أطباء بلا حدود) في غزة، كما أخلينا مستشفيي الأقصى وناصر». كما أوضح نائب المنسق الطبي أنه لم يتبق في غزة مستشفيات عاملة سوى في رفح بجنوب القطاع، وفي المنطقة الوسطى، لكنها ليست كافية لاستيعاب النازحين. وتابع: «الآن، نعمل فقط في رفح بجنوب القطاع، ونحاول العودة للمناطق التي تراجع فيها القتال، مثل مستشفى الأقصى بالمنطقة الوسطى، وإلى مدينة غزة، لكن الوضع الأمني صعب، وفِرقنا الطبية تعاني هذه المخاطر». وأكد أن غالبية المستشفيات تضررت بشكل كامل، وقال: «هناك مستشفيات توقفت عن العمل، ومستشفيات تعمل بشكل جزئي، وفي خان يونس المستشفيات لا تعمل، وما تبقّى من مستشفيات فقط في المنطقة الوسطى ومستشفيات رفح، والتي لا تكفي للأعداد الكبيرة من النازحين». واختتم أبو مغيصيب حديثه بالدعوة إلى وقف الحرب، الدائرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، قائلاً: «بصفتنا مؤسسة دولية عاملة في قطاع غزة، نطالب بوقف الحرب؛ للوصول لجميع المرضى والجرحى، ومساعدة المستشفيات والعيادات العاملة بالقطاع، والتي أصبح وضعها كارثياً».

 

الحوثيون يتبنّون قصف سفينة... ويفجّرون منازل على ساكنيها في رداع

بن مبارك: هجمات الجماعة مخطط إيراني لا علاقة له بفلسطين

عدن: علي ربيع/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

غداة ضربات غربية استباقية ضد الحوثيين في اليمن، تبنت الجماعة الموالية لإيران قصف سفينة في البحر الأحمر زعمت أنها أميركية، إلى جانب إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وذلك ضمن مسلسل الهجمات البحرية والضربات الغربية المضادة للشهر الخامس على التوالي. هذه التطورات جاءت بالتزامن مع قيام الجماعة الحوثية بتفجير منازل على رؤوس ساكنيها في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وسط تنديد حكومي وشعبي واسعين. وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع في بيان إن قوات جماعته استهدفت، الثلاثاء، سفينة «مادو» في البحر الأحمر، بصواريخ مناسبة، زاعماً أنها سفينة أميركية، كما ادعى إطلاق عدد من الصواريخ على إيلات في جنوب إسرائيل. وكانت القيادة المركزية الأميركية، قد تبنت، الاثنين، ضربات استباقية على مواقع الجماعة الحوثية، وهي الضربات التي أكدتها الجماعة، حيث استهدفت مناطق متفرقة في محافظة الحديدة الساحلية. وأفاد البيان الأميركي بأنه في 18 مارس (آذار)، بين الساعة 1:00 ظهراً و7:40 مساءً (بتوقيت صنعاء)، نجحت قوات القيادة المركزية في الاشتباك، وتدمير 7 صواريخ مضادة للسفن، و3 طائرات من دون طيار، و3 حاويات تخزين أسلحة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن دفاعاً عن النفس. وأضاف البيان أنه تقرر أن هذه الأسلحة تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة، وأنه يجري اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة، وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

مخطط إيراني

وفي أحدث تصريحات لرئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، قال إن ما يحدث في البحر الأحمر «من هجمات إرهابية لميليشيا الحوثي ليس له صِلة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وإنما هو مخطط إيراني ممنهج ضمن مشروعها التخريبي الطائفي». وطلب رئيس الحكومة اليمنية من سفراء بلاده في العالم خلال اجتماع مرئي «تصحيح السرديات الخاطئة حول ما يجري في اليمن، وعكس الصورة الحقيقية، وتعزيز علاقات اليمن الخارجية». قال رئيس الحكومة اليمنية إن مسار السلام متوقف بسبب الهجمات الحوثية البحرية (سبأ) وتطرق بن مبارك إلى الوضع السياسي وعملية السلام، بعد توقف خريطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الخاص للأمين العام والتي رحبت بها الحكومة، وذلك بسبب التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، وتهديد الملاحة الدولية والذي أدى للتصنيف الخاص لميليشيا الحوثي كإرهابين دوليين، وقال إنه «بتوقف خريطة الطريق تراجع أفق الحل السياسي». ونقل الإعلام الرسمي اليمني عن رئيس الوزراء أنه «أشار إلى الحرب الاقتصادية، وسياسة التجويع التي تمارسها ميليشيا الحوثي الإرهابية، ورؤية الحكومة للتعامل معها، وإيجاد حلول ومعالجات لتجاوز تلك التحديات بما فيها الوضع الإنساني الكارثي مع انخفاض مستوى المساعدات الإنسانية المقدمة لليمن». وشدد بن مبارك على دور البعثات الدبلوماسية اليمنية في التحرك للتعريف بالكارثة البيئية جراء غرق السفينة «روبيمار»، وخطورة تكرار مثل هذه الحوادث، خصوصاً مع استمرار المواجهات في البحر الأحمر.

تفجير منازل

بالتوازي مع هجمات الحوثيين البحرية لم تتوقف انتهاكاتهم في الداخل، حيث أفادت مصادر محلية وحكومية بأن الجماعة فجرت منزلاً وغرفة ملحقة به في مدينة رداع، الثلاثاء، انتقاماً من ملاكه، وهو ما أدى إلى انهيار منازل مجاورة له على رؤوس ساكنيها، حيث تحدثت الأنباء عن وجود نحو 20 شخصاً تحت الأنقاض. وتداول ناشطون يمنيون مشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي لعملية التفجير وعمليات الإنقاذ اللاحقة من تحت الأنقاض، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى لم يتبين عددهم على الفور. وأدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في بيان، تفجير الحوثيين للمنازل، وقال إن الجماعة سيرت حملة من صنعاء لتفجير منازل أسرتي «ناقوس» و«الزيلعي» في حي «الحفرة» الواقع في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، ما أدى لتدمير عدد من المنازل المجاورة وانهيارها فوق رؤوس ساكنيها بمن فيها من النساء والأطفال، حيث لا يزال 20 منهم تحت الأنقاض. ووصف الإرياني الواقعة بأنها «جريمة تعيد للأذهان مشاهد تفجير الاحتلال الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين في قطاع غزة». وأضاف أن الجماعة صعَّدت جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين من قتل وتهجير وتفجير للمنازل، واعتدت على القرى والعزل في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، في استنساخ لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وامتداداً لمسلسل الإرهاب المتجذر الذي تمارسه منذ الانقلاب وفق تعبيره. وقال الإرياني إن «الميليشيات الحوثية اتخذت منذ الانقلاب من سياسة تفجير المنازل وتهجير سكانها قسراً منهجاً وأسلوباً لإرهاب المواطنين، والانتقام من المناهضين لمشروعها الانقلابي، حيث وثقت منظمات حقوقية قيامها بتفجير 900 من منازل قيادات الدولة والجيش والأمن والسياسيين والإعلاميين والمشايخ والمواطنين، لتكشف عن وجهها الحقيقي بوصفها تنظيماً إرهابياً، وتؤكد أنها أداة للقتل والتدمير، ولا يمكن أن تكون شريكاً حقيقياً في بناء السلام». ودعا وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات حقوق الإنسان، إلى «إدانة صريحة لهذه الجريمة النكراء التي تندرج ضمن سياسات التهجير القسري للمدنيين وجرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية».

 

أميركا تعاقب 3 شبكات لتوريد المعدات الصاروخية والنووية لإيران

لندن-واشنطن/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

فرضت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، عقوبات جديدة على 3 شبكات للمشتريات والتوريدات تدعم برامج إيران الصاروخية والنووية والدفاعية. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن الشبكات، التي لها مقرات في روسيا وإيران وتركيا وعمان وألمانيا، اشترت ألياف كربون وراتنجات إيبوكسي وغيرها من السلع التي تُستخدم في الصواريخ لصالح منظمة «جهاد الاكتفاء الذاتي» التابعة للوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري». وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون: «من خلال شبكات المشتريات والتوريدات السرية المعقدة، تسعى إيران إلى تزويد أطراف خبيثة في أنحاء العالم بأنظمة أسلحة تغذي الصراع وتخاطر بحياة عدد لا يُحصى من المدنيين». وأضاف: «ستواصل الولايات المتحدة استخدام أدواتنا لتعطيل هذه الشبكات ومحاسبة الدول التي من شأنها أن تساعد في نشر الطائرات دون طيار والصواريخ الإيرانية». وطالت العقوبات مواطناً ألمانياً من أصل إيراني يُدعى مازيار كريمي، متهماً بشراء راتنجات إيبوكسي، عبر شركاته في ألمانيا وتركيا وعمان. وكذلك شركة «مواد آلي البرز» و«بيشرو مبتكر بيوند» بالإضافة إلى 5 شركات تتخذ من تركيا مقراً لها وشركتين روسيتين، و3 شركات ألمانية، وشركة عمانية. وفي الشهر الماضي، أعلنت وزارة الخزانة عن إجراءات عقابية تستهدف برامج شراء الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية، في الوقت الذي تتطلع فيه واشنطن إلى زيادة الضغط على طهران، وسط مزاعم بأن وكلاء لها في العراق ولبنان وسوريا واليمن وقطاع غزة يهاجمون أهدافاً أميركية وإسرائيلية.

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، رفض طلباً تقدمت به 8 دول أوروبية لفرض عقوبات على إيران، بسبب إرسال أسلحة إلى جماعات موالية لها في المنطقة.وذكرت الصحيفة أن بوريل عزا رفضاً تقدمت به فرنسا وهولندا وألمانيا و5 دول أوروبية أخرى، إلى مخاوف من إضعاف الدبلوماسية النووية. وقال مسؤول أميركي للصحيفة، إن الاتحاد الأوروبي تلقى رسالة أميركية تؤكد دعمها لزيادة الضغط على طهران عبر عقوبات، بسبب نقل أسلحة إلى جماعات مسلحة في المنطقة، بالإضافة إلى روسيا.

 

خامنئي: الاقتصاد نقطة ضعفنا الأساسية والأزمة المعيشية تهيمن على خطابات «النوروز» في إيران

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن الوضع الاقتصادي المتدهور هو نقطة الضعف الرئيسية لبلاده، معبراً عن امتعاضه من المشكلات المعيشية التي تواجه الإيرانيين. وهيمن الوضع الاقتصادي على خطاب خامنئي السنوي المتلفز، بعد لحظات قليلة من حلول السنة الجديدة (النوروز) في إيران. وألقى خطاب خامنئي بظلاله على خطاب الرئيس إبراهيم رئيسي الذي استعرض أداء حكومته في المجال الاقتصادي، متحدثاً عن خفض التضخم الشهري بنحو 20 في المائة.وأطلق خامنئي على العام الجديد شعار «طفرة الإنتاج بمشاركة الناس». وقال: «في العام الذي أمامنا هناك كثير من العمل». وأضاف: «القضية الرئيسية للبلد هذا العام هي الاقتصاد. نقطة الضعف الرئيسية هي القضية الاقتصادية». ودعا خامنئي أمس إلى إزالة عقبات النشاط الاقتصادي من أمام عامة الإيرانيين، وقال: «إذا تقدمت حركة الإنتاج الوطني إلى الأمام بالنحو المرجو، فإن

كثيراً من المشكلات الاقتصادية، مثل التضخم والوظائف وقضية العملة الوطنية، ستتجه نحو الحل».

 

أميركا تتعهد بتقديم 47 مليون دولار لدعم السودان ودول مجاورة

واشنطن/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إن الولايات المتحدة تعهدت، اليوم (الأربعاء)، بتقديم مساعدات إنسانية جديدة بنحو 47 مليون دولار للاستجابة لحالات الطوارئ في السودان ودول مجاورة منها تشاد وجنوب السودان، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وأضافت الوزارة أن هذا التعهد يرفع إجمالي المساعدات الإنسانية الأميركية للسودان والدول المجاورة إلى أكثر من 968 مليون دولار منذ السنة المالية 2023.

 

السعودية تدعم «الأونروا» بـ40 مليون دولار لإغاثة غزة

الرياض/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

أعلنت السعودية، اليوم (الأربعاء)، عن ضخ 40 مليون دولار لتعزيز تمويل المملكة لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)»، وذلك عبر ذراعها الإنسانية؛ «مركز الملك سلمان للإغاثة». ويأتي التبرع المقدَّم من المركز والمخصص لغزة في وقت تواجه فيه «الأونروا» أزمة تمويل عسيرة بعد وقف الولايات المتحدة وبريطانيا دعمهما، في أعقاب اتهامات إسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي الوكالة، البالغ عددهم 13 ألفاً في غزة، في هجوم «حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وأوضح «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، في بيان، أن هذه المساعدة تهدف لـ«دعم جهود الإغاثة الإنسانية التي تقوم بها الوكالة في قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّها «توفّر الغذاء لأكثر من 250 ألف شخص وخيماً لـ20 ألف أسرة» في القطاع الفلسطيني الذي يشهد حرباً منذ أكثر من 5 أشهر بين إسرائيل و«حماس». وقال المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله الربيعة في البيان: «يأتي هذا الدعم استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان، بتقديم الدعم لشعب فلسطين في هذا الوقت الذي يشكل خطراً على الحياة». وتابع: «من المهم تلبية الاحتياجات الماسة للناس في غزة»، مؤكداً أنّ «مركز الملك سلمان للإغاثة يظل ملتزماً بدعم هذه الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية في هذا الوقت العصيب». وأشار المركز السعودي الذي يقدم مساعدات في أكثر من 94 دولة إلى أنّه سبق أن قدّم مساعدة قدرها 15 مليون دولار لـ«الأونروا» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي استُخدِمت لتقديم «المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء». وتشرف «الأونروا» على مراكز الإيواء، وتوفر الغذاء والرعاية الصحية لنحو مليوني شخص في غزة، بحسب موقعها الإلكتروني. إلى ذلك، حذر تقرير تدعمه الأمم المتحدة يوم الاثنين من أن شمال غزة يواجه مجاعة وشيكة، مع تصاعد الضغوط العالمية على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.

واستأنفت كندا وأستراليا والسويد تمويلها لـ«الأونروا» في الآونة الأخيرة، وعزَّز عدد من دول الخليج، والسعودية أيضاً، التمويل للوكالة التابعة للأمم المتحدة. لكن هذا ربما لا يكفي، بحسب المتحدثة باسم «الأونروا»، تمارا الرفاعي، التي قالت: «الولايات المتحدة هي أكبر مانحينا، ومن ثم فأي مبلغ من التعويضات المقدَّمة من الجهات المانحة الأخرى، مهما كانت سخية، لن يسد في الواقع الفجوة التي خلفتها الولايات المتحدة».

 

رداً على مقتل أحد جنودها... تركيا تدمر 27 موقعاً لـ«الكردستاني» شمال العراق

فيدان قال إن الاتفاق الأمني مع بغداد هو القرار الأكثر واقعية بين البلدين

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

شنّت القوات الجوية التركية غارات استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق، رداً على مقتل أحد الجنود الأتراك أثناء محاولة تسلل نفذها مسلحو الحزب في منطقة عملية «المخلب- القفل». وقالت الدفاع التركية، في بيان، الأربعاء، إنه تم تدمير 27 هدفاً لـ«العمال الكردستاني» في مناطق متينا وزاب وهاكورك وغارا وقنديل شمال العراق. وأضافت أن «العملية نفذها سلاح الجو، وأن الأهداف تشمل مخابئ ومغارات وأماكن إيواء للإرهابيين». وأعلنت الوزارة، ليل الثلاثاء - الأربعاء، مقتل جندي وإصابة 4 آخرين في محاولة تسلل من جانب عناصر «العمال الكردستاني» على إحدى النقاط التركية في منطقة العملية العسكرية (المخلب - القفل). وذكرت أنه تم القضاء على 6 مسلحين من «العمال الكردستاني» في الاشتباكات التي وقعت خلال صد محاولة التسلل. وأطلق الجيش التركي عملية «المخلب – القفل» في 17 أبريل (نيسان) 2022، ضد مواقع «العمال الكردستاني» في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان، في إقليم كردستان شمال العراق. في سياق متصل، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 26 من المشتبه في انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني في حملة أمنية انطلقت ضمن تحقيقات تجريها النيابة العامة في ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا.

خطوة واقعية

في غضون ذلك، عبّر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن ارتياحه لتصنيف العراق حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة، قائلاً إن هذه «الخطوة الأكثر واقعية التي اتخذها الجانبان التركي والعراقي». وصنّف بيان من «الخارجية» العراقية، الخميس الماضي، وجود حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية بأنه «خرق للدستور». وقال فيدان، خلال إفطار لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة كير شهير التركية، ليل الثلاثاء - الأربعاء: «سنحمي سيادة تركيا دائماً، ولن نسمح أبداً بممارسة الألعاب في بلدنا ومنطقتنا، ولن نسمح للمنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني و(داعش) بتهديد السلام ليس فقط سلام أمتنا ولكن أيضاً لإخواننا في المنطقة». وأضاف: «لقد اتخذنا مؤخراً الخطوة الأكثر واقعية في هذه الاستراتيجية مع العراق». واتفق الجانبان التركي والعراقي على إنشاء لجان دائمة مشتركة، تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل، في سلة واحدة. وناقش الطرفان المواقف المشتركة التي سيجري تبنيها، في مواجهة التطورات الإقليمية، ومختلف التحديات في المجالات الثنائية. وأكد الجانبان، في بيان مشترك عقب الاجتماع، الأهمية التي يوليها كل منهما لوحدة العراق السياسية وسيادته وسلامة أراضيه، وأكدا أن «حزب العمال الكردستاني» يشكل تهديداً أمنياً لتركيا والعراق، إضافة إلى أن وجوده على الأراضي العراقية يشكل انتهاكاً لدستور البلاد.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسة المتفرقة

المساءلة الشعبية بديل هزل الواقع التراجيدي!

حنا صالح/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

في منتصف الشهر السادس على بدء «حزب الله» حرب «مشاغلة» العدو «إسناداً» لغزة، آن أوان بدء فتح ملفات دفع لبنان إلى حربٍ مدمرة. الأسئلة مشروعة حول الثمن الكبير الذي يدفعه الجنوب وكل لبنان من قتلٍ وخراب، ويفترض التدقيق بنهج التعامي عن توقع الرد الوحشي الصهيوني وما أسفر عنه. قضايا متشعبة تتطلب مساءلة شعبية عميقة، لأن في ذلك تحديد السياق المفترَض للخروج من هزل الواقع التراجيدي الراهن! لقد آن أوان إدارة الظهر إلى لغة التحريض الخشبية ودعوات فحص دم لبنانيين مقهورين موجوعين يتم اتهامهم بالعمالة والخيانة لأنهم رفضوا الانجرار إلى حرب فرضتها أجندة المصالح الإيرانية!

الأحداث كبيرة ومتتالية تستوقف المتابعين وتفجِّر الأسئلة. مع تلاشي الآمال بهدنة رمضان، فإن غزة ولبنان والمنطقة أمام أخطر التوقعات، التي من مؤشراتها للبنان حدثان كانت بيروت مسرحهما. الأول ما كُشِف من اجتماع مجلس حربٍ تمّ في بيروت ضم الحوثيين و«حماس»، وطبيعي أن يكون بالشراكة مع «حزب الله» ورعايته، قوبل بالتجاهل من بقايا السلطة التي تُتحف اللبنانيين بمواقف ذليلة. خطورة الاجتماع تكمن في استسهال جعل بيروت عاصمة علنية للمحور الإيراني؛ ما يعيد إلى الأذهان ما كانته يوماً عاصمة لـ«منظمة التحرير الفلسطينية» وحلفائها، والباقي معروف، لأن الجراح بالكاد اندملت!

أما الثاني، فهو لقاء نصر الله - قاآني، حيث، وفق «رويترز»، طمأن الأول الثاني بأنه «لا يريد أن تنجر إيران إلى حربٍ مع إسرائيل أو أميركا، وأن (حزب الله) سيقاتل بمفرده»! وراء هذا التسريب تبرئة ذمة لنظام الملالي لإبقاء إيران بعيدة عن أي استهداف؛ بعدم إعطاء إسرائيل ذرائع تتيح لها توجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني تعطله أو بالحد الأدنى تعيقه، وكذلك تعيد تأهيل نتنياهو أميركياً... لذلك يأخذ «الحزب» المواجهة على عاتقه، وليتحمل لبنان، وقد بات ساحة مستباحة، تبعات مثل هذه المواجهة المدمرة!

ترى هل «مشاغلة» العدو «إسناداً» لـ«حماس» وما آل إليه الوضع في غزة من إبادة جماعية واقتلاع أهلها ورميهم للمجاعة ودمارٍ ممنهج لعمرانها تستحق جعل الجنوب أرضاً محروقة واستباحة لبنان ومضاعفة انهياراته، والحصيلة أن الثمن المخيف لم ينجح في حماية حياة واحدة أو بقاء سقفٍ واحد؟ وبأي حق تقرر «المقاومة الإسلامية» - قوة «فيلق القدس» أن الكلمة للميدان؟ وإلى متى إنكار الواقع والإفراط في التعامي عن النتائج الكارثية لحرب «المشاغلة» والتباهي بأن لا بحث بأي استحقاق لبناني قبل وقف نار حرب التوحش الصهيوني على غزة؟ لكن ماذا لو استمرت هذه الحرب أشهراً أخرى؟ وها هو نتنياهو يروِّج لاستمرارها عامين على الأقل، فهل لعاقلٍ أن يتصور ما ستكون عليه حال لبنان وأحوال البقية الباقية من اللبنانيين؟ خصوصاً مع ربط الوضع والمصير بما يمكن أن تقرره مصالح مجرم حرب كنتنياهو يدرك جيداً أنه من لحظة تراجع العمليات العسكرية ستتم محاصرته سياسياً وشعبياً، ويوضع تحت المساءلة والمحاسبة؟

كل «بروباغندا» التباهي بالأضرار في الجانب الإسرائيلي، وهناك أضرار حقيقية؛ نزوح عن المستوطنات وتعطيل أعمال وخرابٍ وخسائر عسكرية واقتصادية، تبقى أعجز من أن تغطي حجم المآسي التي أُنزلت بالجنوب بشراً وحجراً. سقط أكثر من 300 ضحية ومئات الجرحى وهجرة جماعية طالت الأهالي جنوب الليطاني وامتدت إلى شماله، وتجاهل متعمَّد للدمار الذي أصاب البلدات الحدودية، فتحولت إلى ما يشبه حزاماً أمنياً فرضه العدو بالنار من الناقورة إلى تلال كفرشوبا، يمر في نحوٍ من 50 بلدة وقرية، سيكون متعذَّراً على الأغلبية العودة لو توقفت الأعمال الحربية، بعدما فقدوا البيت والحقل، وباتت الأرض مزروعة بالقنابل، ولوث القصف بالفوسفور المنطقة والمياه الجوفية، بعدما أحرق ثروة من حقول الزيتون والكرمة والأحراج، وأتى على الثروة الحيوانية، ودمَّر لسنوات زراعة التبغ، إضافة إلى تشريد عشرات ألوف التلامذة، ومعاناة تجاوزت الاقتصاد الجنوبي إلى الوطني، في زمنٍ تستفحل فيه الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي لم تعرف أي محاولة لكبحها، ولو جزئياً!

لكن بين أكثر ما يثير الأسى والخوف هو ما تسبب به «حزب الله» من انقسام عمودي في الاجتماع اللبناني، نتيجة استئثاره بقرار الحرب والسلم وبدئه «ميني حرب» وضعت لبنان في عنق الزجاجة، تندرج في سياق المهام الموكلة إليه خدمة للأجندة الإيرانية ومشروع ملالي طهران لتأبيد هيمنتهم! المقصود ما بات عليه البلد اليوم مع مناطق واسعة يدير أهلها الظهر للحرب الدائرة والمآسي المتأتية عنها، مع تمسكٍ بنمط حياة معين للقول إن ما يقوم به «حزب الله» لا يعنينا ولا يمثلنا. ويترافق كل ذلك مع اتساع مروحة الانتقاد حتى ضمن ما يُسمى البيئة الحاضنة التي راحت تشكك بجدوى هذه الحرب. يعرف «حزب الله» أن الشعارات؛ من «إسناد» غزة إلى «الدفاع» عن لبنان، وبينهما «توازن الردع» و«قواعد الاشتباك»، سقطت. المبادرة بيد الإسرائيلي الذي يتحكم بالميدان ويتسع في بنك الأهداف المستهدَفة، بعدما باتت مناطق واسعة، أبعد من جنوب الليطاني، خطرة على تحرك القيادات العسكرية. إنه وضع يحدُّ من قدرة «الحزب» على التقدم مع الانكشاف الأمني الاستخباراتي والفارق الكبير في القدرات العسكرية والطاقة النارية!

لم تسفر «المشاغلة» عن أي إسنادٍ حقيقي لغزة، بينما ارتداداتها على لبنان مخيفة، لا يبددها قول إن «مجتمع العدو بدأت مظاهر التعب عليه، وجيشه وسياسيوه تعبوا...». وكأن المجتمع اللبناني ينعم بالراحة والقدرة؟ وتُتوج هذه «البروباغندا» بمناشدة الأميركيين وقف الحرب، لأن الرئيس الأميركي «قادر بشحطة قلم أن يوقف العدوان على غزة»...! في حين أن الطريق الأقصر للحفاظ على ماء الوجه وحيوات الناس ومصالح البلد تتطلب وقف الاستفراد بالقرار وإنهاء هذه المغامرة، وتطبيق القرار الدولي من دون إبطاء!

 

إيران تستقوي بالحوثيين في المواجهة مع أميركا!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

ليل 14 فبراير (شباط) الماضي لاحظ سكان ضاحية بيروت الغربية إجراءات أمنية غير عادية، حيث أقامت عناصر مسلحة من «حزب الله» حواجز على الطرق الرئيسية والمفترقات الفرعية، فاعتقد الناس أن الإجراءات كانت متصلة بالمواجهة الدائرة مع إسرائيل، وتبين في ما بعد أنها كانت بسبب قدوم قائد «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل قاآني لزيارة أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله.

مصادر مختلفة وبعضها مقرب من الحزب قالت إن الاجتماع دام ثلاث ساعات وحضره هاشم صفي الدين وأحد أبناء نصر الله، وقيل إن قاآني نقل إلى نصر الله تعليمات المرشد علي خامنئي بضبط النفس وعدم التورط في تصعيد الحرب مع إسرائيل حتى لو غيرت القواعد وتوغلت إلى الداخل اللبناني، استفزازاً وتنكيلاً وقتلاً، فإيران لا ترغب في توسيع رقعة الحرب لتصبح شاملة، وهي تدرك أنه بعيداً من مغالاة الإعلام الممانع فإن الحرب ستكون مدمرة للذراع الإيرانية الأهم وهي «حزب الله» اللبناني والذي دفعت الكثير ليصبح مسيطراً على لبنان وبعض من سوريا.

وقد تسرب من أوساط الحزب شعور بعدم الرضا والإحباط، وانبرت بعض الأبواق الإعلامية التابعة للقول إن الحزب سيواجه منفرداً، وتداول مصطلحات جديدة كالتي أطلقها خامنئي مثل الصبر الاستراتيجي إلى جانب البصيرة. وبعد أن كان صوت نصر الله يصدح عالياً عن قوة الردع وقدرة التدمير لما بعد بعد حيفا، نادى قبل أسابيع بعدم استعمال الهاتف الخليوي منعاً للتنصت الإسرائيلي وكشف تحركات عناصر «حزب الله».

تبع ذلك «احتفال» أقامه «حزب الله» لميليشيات محور الممانعة في بيروت، حيث التزم الحوثيون بمواصلة هجماتهم من اليمن لتعطيل التجارة العالمية بحجة الدفاع عن غزة، وأكد «حزب الله» مواصلة سياسته التدميرية للبنان كي يصبح توأم غزة.

الوضع اللبناني هو نموذج للسياسة الإيرانية التي تناور وتواجه وتفاوض باستعمال أذرع استثمرت كل غالٍ ونفيس لتمكينها من السيطرة على دول، فتتحرك الأذرع بأمر النظام الإيراني خدمةً لمصالحه وليس مهماً إذا كان هذا ضد مصالح الدول، حيث الأذرع وضد شعوبها. المرة الأخيرة ولعلها الوحيدة التي واجهت فيها إيران بالمباشر كانت عندما تحدى تصديرها لثورتها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بحرب دموية ضدها في عام 1980 والتي استمرت لثماني سنوات ولم يكن لديها أي خيار في خوضها.

ليس لدى إيران أي رغبة في مواجهة مباشرة مع الغرب وبالأخص الولايات المتحدة، وجل ما تطمح إليه هو إقناع الأميركي أن لديها من السيطرة والنفوذ ما يمكنها من لعب الدور الأهم في الاستقرار أو عدمه، وعليه تأمل برفع الحظر الأميركي الخانق والإفراج عن المال الذي ما زال أغلبه مجمداً في المصارف العالمية. مشكلة النظام الإيراني أن الأميركي لا يثمّن كثيراً السيطرة الإيرانية على دول أضحت، بفضل إيران، فاشلة يعمّها الفقر والعوز، وهو يراهن على عنصر الوقت الذي سيُفقد إيران سيطرتها على الدول تماماً، مثل روسيا التي فقدت السيطرة على دول الاتحاد السوفياتي.

في هذه الأثناء، أدان أعضاء مجلس الأمن بأشد العبارات، الاثنين الماضي، هجمات الحوثيين/ إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر. تستقوي إيران بتحدي الحوثيين واستمرارهم في شن هجمات ضد السفن حتى بعد سلسلة من الغارات الأخيرة التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة التي استهدفت قاذفات الصواريخ في اليمن.

وفي الوقت نفسه، يولي المحللون اهتماماً وثيقاً لما يمكن أن يحدث بسبب هذا. إذ يُشتبه في أن سفينتين إيرانيتين، بهشاد وصفيز، تقدمان معلومات استخباراتية للحوثيين؛ مما يساعد على الهجمات ضد السفن التجارية والأميركية في البحر الأحمر.

بعد يومين فقط من الهجمات الأميركية ضد الوكلاء الإيرانيين في 2 فبراير الماضي، أصدرت إيران تحذيراً صارماً بعدم مهاجمة السفن. إذن، مع استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ماذا يمكن أن يحدث؟ يبرر مصدر أمني غربي قائلاً: من السهل القول إنه يجب على أميركا ضرب جميع قدرات إيران في المنطقة، وهذا يشمل وكلاءها ومواقعها. إن أميركا ترغب في توخي الحذر بشأن تحويل بحر العرب وخليج عدن وخليج عمان، وهي مسطحات مائية شاسعة، إلى منطقة أقل قابلية للتجارة الآمنة والنقل.

يعتقد محدثي أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة، سيكون الهدف هو ضرب الميليشيات التابعة لإيران في دول المنطقة والقضاء على بعض قادتهم، ثم رؤية كيف تنتشر هذه الرسالة في جميع أنحاء المنطقة. ومن ناحية أخرى، هناك الأسلحة الأميركية في المنطقة، فبالإضافة إلى «البي- وان» فإن لدى الولايات المتحدة غواصة نووية، ولديها عدد من القطع المتطورة للغاية والقادرة بشكل غير عادي، والتي ليس لدى إيران ووكلائها دفاعات أو قدرة على العمل ضدها أو مواجهتها. فكل هذا في حد ذاته رسائل واضحة ومكشوفة إلى إيران ورسائل إلى شركاء الولايات المتحدة في المنطقة. إيران حتى الآن بعيدة عن تلقي الضربات، وسيرى وكلاؤها أنها غير قادرة على فعل الكثير لحمايتهم.

لقد تأثر الشحن العالمي بالتأكيد. لا توجد إشارة حقيقية في الأفق على المدى القريب على أن الأعمال التجارية ستعود إلى المعتاد في البحر الأحمر. وفي ما يتعلق بمسألة الشحن، كان هناك الكثير من الحديث حول ما يعنيه ذلك من حيث التكاليف الإضافية وتأثير الطاقة في بعض الحاويات إضافة إلى ضغوط التضخم على بعض الحكومات.

ستظل حالة البحر الأحمر متوترة لبعض الوقت لأسباب عدة. على الرغم من أن عدد ووتيرة وكثافة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر قد تضاءلت وستستمر في التناقص مع قيام الولايات المتحدة بتدمير القدرة الأقرب إلى البحر الأحمر، إلا أن هذا جسم مائي لن يرغب أحد في اختباره بسفن الحاويات الباهظة الثمن إلى أن يعرف أنها ستكون آمنة. ومن المحتمل أن يستغل الحوثيون ذلك ويستخدمون الأسلحة المضادة للسفن طالما بقيت تعبر.

لكننا نشاهد البلدان الناشئة والدول النامية تأخذ هذا الوضع على محمل الوجع. إذ هناك أكثر من 40 دولة لديها مصلحة أو أسهم في السفن التي تم استهدافها حتى الآن. وهناك دول عانت كثيراً، التي تشاهد السلع الأساسية مثل خام الحديد والسلع المتفرقة الأخرى تتأخر أو تتعطل، وكذلك تسليم المنسوجات إلى الولايات المتحدة. ليس لدى هذه البلدان القدرة السهلة على تحريك الأشياء ذهاباً وإياباً والتسامح مع الاضطرابات في سلسلة التوريد الخاصة بها واقتصاداتها. لذا؛ فإن ضغوط التضخم، التي يمكن للغرب استيعابها قد تضرب اقتصاد هذه الدول، وهناك أيضاً القضايا الانكماشية، وقضايا الركود، وأسعار الطاقة وهذه أصعب بكثير بالنسبة إلى البلدان الناشئة والنامية.

في بعض الحالات هذه فرصة للاستثمارات، ولكنها أيضاً مصدر قلق لصانعي السياسات.

السؤال الذي يمكن طرحه على أولئك الذين يرغبون في الالتفاف حول قضية الشحن لن يكون ماذا سيحصل عندما يتوقف الحوثيون، إنما ما هي الخطة لدفع إيران إلى التراجع؟ لأنها ستسعى باستمرار إلى تعطيل كل المحاولات، بعد أن أصبح لها مع وكلائها تأثير عالمي. من هنا نتفهم طلب واشنطن للتفاوض غير المباشر مع إيران في عمان، للجم الحوثيين؛ لأنه حتى أميركا لم تسلم من التأثير المكلف لضربات الحوثيين، حيث تعرقلت سلسلة التوريد الأميركية واضطرت صناعات النقل بالشاحنات إلى الانتقال إلى الساحل الغربي من الساحل الشرقي؛ مما يجعل إطار الضرر واسعاً جداً. ويذكر أن مسؤولاً في جماعة «أنصار الله»، ‏شدد الاثنين الماضي، على استمرار عملياتها ضد مصالح الاحتلال الإسرائيلي حتى في حال دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر!

 

غزة في اليوم التالي

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/21 آذار/2024

كارثة غزة، لم تتبين آثارها النهائية بعد، ولا يمكن حصر عدد قتلاها حتى لو توقفت اليوم. فضحايا ما بعد الحرب هم أضعاف من يموتون بصواريخ طائراتها وحمم دباباتها.

التقديرات، أن الحروب التي قادتها أميركا منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، على دول عدة بينها أفغانستان والعراق وسوريا، فيما سمته حرباً على الإرهاب، وشارك فيها الناتو، قتلت نحو مليون شخص. لكن أبحاثاً موسعة قام بها «معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة» التابع لـ«جامعة براون»، الأميركية جاءت بنتائج صادمة، وغير متوقعة. تقول الدراسة التي عمل عليها أكثر من 60 باحثاً وخبيراً في حقوق الإنسان والقانون، إضافة إلى أطباء، تم اختيارهم جميعاً من جنسيات متنوعة لضمان الموضوعية، إن عدد القتلى في هذه الحروب وصل إلى أربعة ملايين ونصف المليون شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال والفقراء. فمن يقتلون بسبب الجوع والمرض ونقص الأدوية، بعد تدمير المؤسسات ودور الرعاية والتشرد، والتلوث البيئي، والصدمات، والانهيار الاجتماعي، هم أضعاف من يقضون بالضرب المباشر بنيران المعارك. لهذا يحذر الخبراء من أن ضحايا هذه الحروب، رغم مرور سنوات طويلة على بعضها، لا يزال عددهم إلى تصاعد، لأن الأذى المتدحرج لم ينقطع بعد.

الضربات الجانبية التي لم تدخل ضمن الدراسة، كثيرة أيضاً، إذ لم توفر العقوبات الأميركية بلداً معدماً مثل الصومال، وقطعت عنه المساعدات الإنسانية، بحجة أن أفراد «حركة الشباب» التي صنفتها إرهابية، يستولون عليها، وهذا مشابه لما تمارسه إسرائيل في غزة، بمعونة حلفائها، حين تتهم «حماس» بالاستيلاء على المساعدات، ليعود جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، ويعدّ أن لا دليل على ذلك، لكن، في الوقت الضائع، عشرات الأطفال ماتوا جوعاً، و«الأونروا» لا تزال من دون تمويل وتحت تهديد إنهاء الخدمات. مئات الغارات الأميركية على مدينة سرت الليبية، عام 2016، دمرت مستشفيات، ومراكز صحية، وتركت السكان نهباً للأمراض ومن دون رعاية. للتذكير، فإن ليبيا قبل الحرب كانت الأولى في النمو بين دول أفريقيا. في إلياذة هوميروس اليونانية «الحرب تصنعها الآلهة»، كما قال هيكتور بعد أن فشل في منع نشوبها مع الإغريق. أما في زمننا حيث كل التفاصيل مكشوفة، فهي حتماً، صناعة الأقوياء المتسلطين، للسيطرة  على ما يملكه الفقراء. بفضل الحروب أطالت أميركا عمر إمبراطوريتها وأحكمت سطوتها على العالم، بثمن متواضع بشرياً، مقارنة بما تسببت به للآخرين؛ مقتل سبعة آلاف جندي أميركي، وثمانية آلاف موظف من مقدمي الخدمات، وبضعة آلاف من الجنود المنتحرين بعد عودتهم من الخدمة، لا شيء، في حساب أهل السلطة. هؤلاء من فقراء الشعب أيضاً، وهم - كما دائماً - وقود الحروب التي يتقاسم غنائمها الأغنياء، بعد انفضاض الأزمة.

إدمان الحروب، وجشع بيع الأسلحة، وتشغيل مصانع الموت، بحسب جامعة براون، هي التي دفعتها إلى دراسة تريد من خلالها أن تكشف عما تسكت عنه السلطات الرسمية، التي تكتفي بإعلان الانتصارات الزائفة، وتتجاهل الحقائق. لا يحكى مثلاً عن 38 مليون نازح تركوا بيوتهم بسبب هذه الحروب التي قادتها أميركا. وهو رقم فظيع، يساوي سكان بلد متوسط بحجم أوكرانيا أو حتى كندا. هؤلاء إما نزحوا داخل بلادهم، أو توزعوا على بلدان المنطقة في غالبيتهم، ما يجعلنا من بين المناطق المنكوبة.

رغم كل ما يحكى عن الأهداف الإنسانية للحروب الأميركية، فإن دراسة جامعة براون تظهر أن تدمير الجيش الأميركي في أفغانستان كان ماحقاً. قبل الحرب كان 5 في المائة من الأطفال فقط يعانون سوء التغذية، وصار نصف أطفال البلاد في هذه المحنة. كما تركت أميركا أفغانستان ووراءها 97 في المائة من الأفغان فقراء، من دون أن نعرف لمن دفعت الـ36 مليار دولار من المساعدات الإنسانية، التي اقتطعت من ضرائب الأميركيين، لنشر الديمقراطية في العالم.

خرجت أميركا من أفغانستان، بعد أن سلّحت ميليشيات إسلامية، لها تاريخ أسود في قتل المدنيين، وذخائر موزعة في أنحاء البلاد، لا توفر مدارس وحقولاً زراعية، تنفجر، وتترك خلفها أبرياء بلا أطراف.

في ذكرى مجازر الأنفال، خرجت السيدة الأولى في العراق شاناز إبراهيم أحمد، تطلب من العالم ألا يخذل أهل غزة، كما خذل العراقيين قبل 36 عاماً يوم دفنوا في مقابر جماعية. حينها لم يكن من وسائل تواصل وكاميرات هواتف. «اليوم نحن نشاهد الإبادة الجماعية على وسائل التواصل وبالنقل المباشر، ولا يمكن أن نتجاهل الجريمة».

حين طلب الأميركيون من إسرائيل ألّا يقعوا في براثن الحماقات نفسها التي ارتكبوها في العراق، فلأنهم يعلمون كمّ الإجرام والخسائر الإنسانية التي جعلت أميركا تخسر بدل أن تفوز، رغم قوتها العسكرية الضاربة. لكن الإجابة الإسرائيلية كانت «لماذا تحرّمون علينا، ما حللتموه لأنفسكم؟!». هذا ليس تبرئة لساحة إسرائيل من جرائمها، وإنما للقول إن النهج واحد. لكن النتائج على إسرائيل ستكون أسوأ، بصرف النظر عن الشكل الذي ستنتهي إليه حرب غزة. فالهزيمة الأخلاقية لدولة كبيرة، مثل أميركا، تختلف جذرياً عن الوصمة التي ستكون على جبين بلد ملحق بالغرب، يعيش بالتنفس الاصطناعي والإمدادات الإنقاذية المتواصلة، ويروج لنفسه بالفرادة والتفوق الحضاري. الدراسة تحثّ الولايات المتحدة على الاعتراف بجرائمها وذيولها المستمرة، وعلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإصلاح ما دمّرته، والنظر في أمر الأبرياء الذين تركتهم خلفها، لا، بل ترى أن التعويضات للضحايا الذين لا يزالون يعانون، أمر حتمي. فهل سنسمع من المحكمة الدولية أمراً مشابهاً بعد أن أصبحت تهمة «الإبادة الجماعية»، أقرب إلى إسرائيل من حبل الوريد؟

 

"إحنوا رؤوسكم أمام...حزب الله"!

فارس خشان/نيوزليست/20 آذارأ2024

في وقت تمّ فيه إقصاء الدولة ومؤسساتها عن الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، وتعالت فيه الصرخات من تفلّت سلاح القوى المنضوية في إطار “جبهة المقاومة” بين السكان، وكان آخرها الظهور المسلّح ل”الجماعة الإسلامية” في العاصمة، وسط تبريرات تتمحور حول رفض الإعتراف بالحدود وبالدستور، إذ إنّ الحدود رسمها سايكس- بيكو والدستور لا يحل مكان القرآن الكريم، كما قال نائب رئيس الجماعة الإسلامية الشيخ عمر حيمور، قبل أيّام قليلة، ( في هذا الوقت) لم يجد القضاء العسكري الذي يتربّع فوق رأس النظام الأمني اللبناني ضالته سوى في ملاحقة الأستاذ الجامعي والباحث السياسي مكرم رباح المعروف بمواقفه الحادة ضد “حزب الله”، وهي مواقف تتماهى الى حد كبير مع سقف الشهيد لقمان سليم الذي كان قد اغتيل، في الجنوب، عقب تهديدات بالقتل تلقاها من “حزب الله”!

الحدث ليس في تكليف مفوضية الحكومة لدى المحكمة العسكرية للأمن العام اللبناني باستدعاء هذا الناشط السياسي المعارض الى التحقيق، بعد إدلائه بمواقف ضد “حزب الله” ونشاطاته العسكرية، بل في ما قيل لمكرم رباح خلال الإستجواب.

أفاد رباح أنّ مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي طلب من رتيب التحقيق في المديرية العامة للأمن العام القول له :” ولو يا مكرم ألا تعرف أنّ حزب الله هو مقاومة لبنانية جرى تشريعها في البيان الوزاري؟“.

وعلى هذه الخلفية التي أبلغها عقيقي الى رباح جرى التعاطي مع “المستجوَب” على أنّه مشتبه به كـ”عميل صهيوني”!

ويطرح لوم عقيقي لرباح، السؤال عن القوة القانونية للبيان الوزاري.

ولكن قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من الإشارة الى أنّ البيان الوزاري لم يتحدث بأيّ شكل من الأشكال عن “حزب الله” الذي يولي “المقاومة الإسلامية في لبنان” قوتّه المسلّحة ويكلّفها بالقيام بمهام في لبنان وسوريا واليمن وحيث ارتأى، بالإتفاق الكامل مع “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”. وهذا التنظيم المسلّح المسمى “المقاومة الإسلامية في لبنان” تتوافر أمواله وولباسه وعتاده وطعامه وأسلحته من إيران، وفق ما سبق أن أعلن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله.

ولقد ورد في البيانات الوزارية المتعاقبة منذ العام 2014 النص الآتي:” التأكيد على الحق للمواطنين اللبنانيين في المقاومة للإحتلال الإسرائيلي ورد اعتداءاته واسترجاع الأراضي المحتلة”.

وجاء هذا النص بمثابة تسوية بين رافضي سلاح “حزب الله” ودوره من جهة و”حزب الله” نفسه، من جهة أخرى، بحيث حلّ مكان الشعار الذي كان يتربع في البيانات الوزارية السابقة، حيث جرى تكريس شعار “الحزب”: الشعب والجيش والمقاومة!

وهذا النص لا يلزم أيّ مواطن لبناني بأن يرى في “المقاومة الإسلامية في لبنان” مقاومة مواطنية لبنانيّة، إذ إنّ هذا الفصيل بطبيعته ليس لبنانيًّا بل ينشط في لبنان.

كما أنّ هذا النص الوارد في البيان الوزراي لا يتيح ل”حزب الله” أن يفتح جبهة لبنان من أجل أن تكون جزءًا من الساحات التي تريد أن تتحد لمحاربة إسرائيل.

والأهم من ذلك أنّ البيان الوزاري، مهما ورد فيه، يضع السياسات العامة للحكومة اللبنانية ولا يشرّع توجهاتها، أي أنّه لا يجعلها قوانين يُعاقب كل من يخرقها.

وهذا يعني أن معارضة “حزب الله” ليست خرقًا للقانون، بغض النظر عن فحوى البيان الوزاري، ولا تتيح للقاضي، مهما كان موقفه أو رأيه أو مصلحته، أن يلاحق المواطنين اللبنانيين على أساسها!

في الواقع إنّ البيان الوزاري لا يلزم حتى الحكومة نفسها بمضمونه، إلّا لفترة وجيزة جدًّا، ولذلك، نجد أنّ هناك قوى موجودة في الحكومة الحالية تعلن، بوضوح وقوفها ضد “وحدة الساحات” وفتح الجبهة اللبنانية خدمة لغزة، الأمر الذي ينطبق على سبيل المثال لا الحصر على “التيار الوطني الحر” والرئيس السابق للجمهورية ميشال عون. “التيار” هو جزء من الإئتلاف الحكومة وعون هو من وقع مرسومها.

والأهم أنّ هذه الحكومة، بمكوّناتها وتركيبتها، لم تعد تعبّر عن الواقع الدستوري في البلاد، فهي حكومة تصريف أعمال مستمرة من ثقة منحها إياها مجلس نيابي سابق، أي أنّ المجلس النيابي الحالي لم ينظر في بيانها الوزاري، ليوافق عليه أو يرفضه أو يتحفظ على أجزاء من مضمونه.

إنّ محاولة القضاء العسكري التعامل مع البيان الوزاري كما لو كان نصًا دستوريًّا أو قانونيًّا خطر للغاية، فهو إذا سُمح له أن يكون أداة تهديد، فهذا يعني أنّ نصف المجلس النيابي، على الأقل، وبعض الحكومة وشرائح واسعة من اللبنانيّين اصبحوا تحت سقف الخطر، إن لم يحنوا رؤوسهم أمام “حزب الله”!

 

وفيق صفا في الإمارات هو الخبر اليوم.

حنا صالح/فايسبوك/20 آذار/2024

في صبيحة اليوم 1616 على بدء ثورة الكرامة

وفيق صفا في الإمارات هو الخبر اليوم. طار المسؤول الأمني في حزب الله في طائرة خاصة إلى أبوظبي والعنوان المعلن حل قضية 7 سجناء إرتبطوا بحزب الله، وتفيد معطيات يتم التداول بها أن السبعة سيعودون إلى بيروت برفقة صفا اليوم بالذات، وهم : عبدالله عبدالله( من الخيام)، علي مبدر( من صيدا)، عبد الرحمن شومان ( من كفردونين)، فوزي دكروب( من زقاق البلاط)، أحمد مكاوي (من طرابلس)، أحمد فاعور (من الخيام)، ووليد إدريس( من البقاع). لافتة جداً الزيارة التي تمت. والأيام الآتية بعد هذه الصفقة ستبين ما إذا كان لها من إرتباط بمسارات أخرى إقليمية وداخلية لبنانية. جريدة الأخبار" رفضت بشدة أن يكون للزيارة أي بعد غير قضية السجناء. قالت أن الملف الذي كان بحوزة عباس إبراهيم إنتقل إلى حزب الله مباشرة، وأن عملية التفاوض بدأت قبل 6 أشهر، وأن هذا المسار إنطلق بعد وساطة من دولة إقليمية، وأعادت الأخبار التأكيد أن "ملف الموقوفين هو الوحيد الذي يبحثه صفا في الإمارات ولا علاقة لزيارته بالملف الرئاسي أو ملف الحرب"!

وبعد،

الحريات بخطر شديد، فالقوى التي إطمأنت إلى متانة نظام "الحصانات" و"الإفلات من العقاب"، ماضية لفرض كاتم صوت ومنع الرأي المختلف وحجب الرأي الأخر، وإقفال كل نقاش يطال أساسيات قام عليها نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي ووضع لبنان واللبنانيين في عنق الزجاجة. بالأمس كان الصديق مكرم رباح وقبله طال الإستهداف العديد من الناشطين والإعلاميين، وبعده سيطال المنحى البوليسي الذي يسعون لتعميمه أكثر من مكرم واحد.. وبالأمس كان التطاول الآثم والتهديدات تطلق مستهدفة نائب بيروت ولبنان إبراهيم منيمنة، الذي رفض بشدة إستباحة السلاح المتفلت للعاصمة بيروت، وهو السلاح المحمي من حزب الله وميليشياته. الدفاع عن الرأي المختلف والإعلان نيابة عن اللبنانيين التصدي لمحاولة ميلشة البلد، هال المراهنين على موجة بوليسية تمكنهم من خنق اللبنانيين في زمن أولى أولويات الناس تحصيل لقمة الخبز وحبة الدواء وفرض إدارة ظهر للجور اللاحق بالجنوب وأهله وبكل اللبنانيين، والتعامي، كما الحكومة الواجهة والتابعة، عن أي إنتقادٍ أو مساءلة لمنحى حزب الله وأذنابه الطائفيين والمذهبيين ميلشة الدولة، مع المضي في أخطر مغامرة أدت حتى تاريخه إلى أكبر إستباحة للجنوب، الذي بات كمنطقة أرضه يباس محروقة وبمثابة حزام أمني تم فرضه بالنار بعد إقتلاع نحو 150 ألف مواطن هجروا قسراً عن ديارهم وأرزاقهم وضربت معيشتهم! معركة إبراهيم منيمنة ومعركة مكرم رباح ليست شخصية بل عامة ووطنية بوجه هذا التمادي في الإستفراد بمصير بلد ومصير شعبه من جانب حزب الله الذي يهدد نهجه البلد وأهله بمصير مماثل لما نشهده في غزة! ومن أجل ماذا؟ من أجل حرب بالوكالة مرتبطة بالإستراتيجية الإيرانية ومشروع إيران الكبرى وحجم دورها اللاحق عندما يقبل مجرم حرب كنتنياهو وقف الأعمال العسكرية، فتتم بأرواح اللبنانيين وعلى حساب حيواتهم وحقوقهم! هذا المنحى خطير وسيتعمق ويتسع أكثر مع "ذوبان الثلج.." ووضوح الرؤية والأبعاد. إنها مواجهة مفروضة تستدعي هبة من كل التشرينيين الذين فجروا أعمق ثورة في تاريخ لبنان، ضد منهبة العصر التي يتشارك بها كل الطبقة السياسية التي نهبت وأفقرت ووضعت البلد أمام الإبادة الجماعية ومصادرة الحريات وتحويل لبنان رصيف هجرة للقادرين وخصوصاً الفئات الشابة! والتحدي اليوم أن تقيم القوى التشرينية إنطلاقاً من من حالات التأسيس الحزبية الجنينية المنظمة شبكة أمان للناشطين كما لمواطنينا، منفتحة على التعاون مع جهات أخرى متضررة أو ذات مصلحة بجبه المنحى البوليسي، لكن دون أي وهم بتركيب جبهات معارضة سياسية فوقية!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن. (لن تكون هذه العودة يومية بل ستكون بشكل دوري وأكثر من مرة في الأسبوع).

 

لئلّا "نظنّ سوءاً".. بالخماسي!

نبيل بومنصف/النهار/20 آذار/2024

لا شك في ان ما ابلغه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى سفراء مجموعة الدول الخمس يشكل "كلاما جوهريا" لجهة التشبث بالدستور وحده ورفض أعراف التعطيل والتجويف للدستور وللأصول الانتخابية الديموقراطية وكفى . ومع ذلك ، وبعيدا من أي نزعة سخيفة للتخفيف والتقليل من أهمية تحرك خمسة سفراء لخمس من اكبر الدول الغربية والعربية حيال الازمة الرذاسية ، يقودنا موقف بكركي وسيدها الى معادلة حقيقية أساسية أخرى نتساءل معها : هل هذه الدول الخمس ، الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر ، التي لكل منها منفردة او من ضمن مجموعات دولية ، تاريخ مع التجارب والأزمات اللبنانية ، تتحرك فعلا على إيقاع الظن والاعتقاد ان الازمة الرئاسية هي ازمة "إجرائية" داخلية كما توحي موجات تحركاتها المتعاقبة ؟

الحال ان اللبنانيين "العاديين" جدا بغالبيتهم الساحقة ، لو كان لهم ان يحكموا على تحركات الدول وموفديهم وسفرائهم ، لنصحوهم بعدم إضاعة وهدر كل هذا الجهد فيما هذه الدول هي "اول وأكثر العارفين" ان شاءت اختصار الطرق ومساعدة لبنان فعلا في التخلص من ربقة وصاية على الازمة تقيمها ايران بالدرجة الأولى وتفيد منها في توظيف التسليم الدولي الضمني لنفوذها في لبنان أيا كانت تعبيرات الرفض الدولي والعربي لهذا النفوذ الآخذ في التعمق الخطير . قد يكون من غير الواقعي في واقع كالواقع اللبناني البائس المنهار إظهار علائم الاندهاش حيال سلوكيات دولية وديبلوماسية خارجية حيال البلد الذي عجز واستسلم امام واقع التلاعب والعبث بمساره الدستوري والديموقراطي وصار التعطيل أفة كبرى من افات تراجعه وتقهقره الى حدود تهدد كيانه المستقل كلا . ومع ذلك سيتعين على الدول الخمس تحديدا ، ما دامت تظهر تصميم الحد الأدنى لمعاينة الازمة والمضي في محاولات التوصل إلى إنهائها بانتخاب رئيس للجمهورية لا تتورط في تسميته وتعيينه على نمط ما كانت تعتمده الوصاية السورية بقوة الاحتلال الاستخباراتي والعسكري والسياسي المباشر ، ان تدرك ان طريق انعتاق لبنان تبدأ بسياسات واضحة حاسمة وجازمة تقول علنا وسرا بان ثمة مجموعة دول تمثل المجتمع الدولي لن تسمح لايران بتقويض الدولة والاستقلال والدستور والسياسة في لبنان . هذا البعد الأساسي في "المرجو" من خمس دول تملك ما تملكه من قدرات ومصالح ، مما ندرك ولا ندرك ، هو ما ينتظره اللبنانيون الاقحاح من مجتمع دولي طالما نادى بمعرفته بخطورة تذويب لبنان التعددي الديموقراطي خصوصا بعد انهياراته في السنوات الأخيرة . اما ان تغدو محاولات الدول الخمس ، التي لكل منها حتما تجاربها مع ايران ، اشبه بسكب المياه على رأس مريض محموم بمرض عضال ، فان ذلك لا يترك الكثير لتعاظم الخيبة المتجددة من تجارب طالما عانى لبنان من انها سلمت مصيره للمصالح والدول الإقليمية المتحكمة بمصيره .

لم يمر وقت ولا علا غبار ولم تذو تداعيات بعد على تلاعب الشهيات الإقليمية بلبنان ونظامه وشعبه وأرضه ، بما لا ينساه اللبنانيون الذين صار معظمهم مهاجرا فيما زحف شعب اخر برمته يتهدد الهوية والأرض والديموغرافيا بخطورة غير مسبوقة . اخطار كهذه لا تبقي الرهان كبيرا على ما يشبه "وساطة علاقات عامة" في ازمة ضرب النظام والدستور لئلا "نظن سوءا" بان مالكي القدرات الدولية العملاقة لا يقيمون أي أولوية جدية وعميقة لإنقاذ لبنان من براثن شهوات النفوذ القاتل .. ان لم يكن اكثر !

 

 سنتحمل الحرب وحدنا!!

د. منى فياض/20 آذار/2024

في الأفلام والمسلسلات نشاهد افراداً كانوا في موقع المسؤولية في حرب ما، واضطروا الى ارسال مواطنين لهم في مهمات قتالية او استخبارية، قضوا نتيجتها. نجد أن هؤلاء يشعرون بالذنب ويقضون باقي حياتهم تحت رحمة مساءلة ضميرهم حول اضطرارهم لإرسالهم عمداً لحتفهم، بالرغم من نبل قضيتهم.

لا أدري إذا كانت مثل هذه المشاعر تنتاب السيد نصرالله، او المسؤولين في حزبه. هل يشعرون بالمسؤولية عن رجالهم الذين تتصيدهم إسرائيل؟ وعن كل هذا الدمار والقتل والتهجير الذي يصيب بيئتهم، التي أغرقوها بشعارات "نبني ونحمي"؟ وبعد أن أمّنت وجودهم وحمتهم في أصعب الأوقات وقدمت لهم ابناءها وتحملت الانتقادات، لأنها قبلت ما ألبسوه لها من عادات وطقوس غريبة عنهم وعن ثقافتهم التقليدية. فكانت النتيجة المزيد من القتل والدمار والتهجير!!

ولو ان هذه التضحيات حمت غزة وأهلها، لهان الأمر. لكن كما نرى، محيت ثلاثة ارباع غزة عن وجه الأرض وأطفالها يقضون جوعا وعطشاً، والجنوب يلحق بها.

لماذا على الجنوبي ان يتحمل هذا القصاص المجاني؟ ولماذا الامعان بجعل لبنان ضحية الرهانات الخاطئة؟

قامت حماس بعمليتها وفي ظنها أن إيران عند وعودها بالقضاء على إسرائيل. وعندما حان هذا الوقت، نكصت وعودها وتخلت عن حماس. وطمأنت الاميركيين انها لن تشعل حرباً. لكن ذلك أوقعها في حيص بيص "وحدة الساحات". فمن أفضل من حزب الله" "حمّال الأسيّة" كي يبرهن عن وحدتها؟

دخل الحزب حرباً مدروسة في ظنه ضمن ما يسميه "قواعد الاشتباك". وكأنها لعبة شطرنج ولها قواعد مضبوطة، وليست حرباً مع عدو له حساباته وأهدافه. فالضربة المميتة التي تلقتها إسرائيل، جعلتها تستفيق من سياساتها الغبية في ضرب السلطة الشرعية لمنظمة التحرير، وفي نسج خيوط معقدة مع حماس، ظنتها كافية لتدجينها وإخضاعها لخططها الشيطانية في التغاضي عن احتلالها.

كما استفاق الغرب، والولايات المتحدة خصوصاً، الى إمكانية القضاء على إسرائيل، نقطة ارتكازهم في السيطرة على المنطقة وإضعافها وإشغالها ببؤر العنف المتنقلة. ان من يحارب إسرائيل الآن يحارب الغرب بأكمله، بالرغم من اختلاف الأداء او الخطاب. المطلوب القضاء على حماس، دون الكثير من الضحايا المدنيين، بسبب ضغط شعوبهم ليس إلا.

تنصلت ايران من التزاماتها بالمشاركة، وجاء قاآني يطلب عدم التصعيد. ونقلت رويترز ان جواب شمشون اللبناني: لا نريد توريط ايران في مواجهة مع اميركا او إسرائيل وسنتحمل الحرب بمفردنا؟

بالطبع، فالمصلحة الإيرانية التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية بعدم توسيع الحرب خارج غزة، لحماية مشروعها النووي، وعدم إعطاء ذريعة لنتانياهو بتنفيذ تهديداته السابقة بضرب منشآتها النووية.

واقصى ما تريده التفاوض مع الولايات المتحدة. ولقد نجحت إيران فالتسريبات تفيدنا انها تجري مباحثات سرية مع اميركا. لقد نجحت في استخدام طعم الحوثيين في البحر الأحمر. والنجاح الأكبر سيكون على حساب دم اللبنانيين، ووعد نصرالله بتحمل الحرب وحده!! وبهذا قد تحفظ إيران مقعدها، الى جانب الدول الكبرى، في المفاوضات القادمة على مستقبل المنطقة.

الجميع الآن ينتظر، باستسلام دون أي استعداد، متى ستنفذ إسرائيل تهديداتها وتعلن الحرب علينا!! ويشترطون وقف الحرب في غزة لتنفيذ القرار 1701. وفي يقينهم جميعا، انها ستتوقف في رمضان!!

لكن حتى الآن نتنياهو يخيّب ظنهم. فماذا لو كان نتنياهو يمارس نفس الاعيبهم وسياساتهم ولم يوقف الحرب قبل ان يطمئن من وقف أي تهديد للحزب في المستقبل؟

اليست الاجابة العمل سريعاً من أجل هدنة وتنفيذ 1701 و1559؟

ولحزب الله، ألم يحن الوقت لتراجعوا أنفسكم وتنقذون أهلكم، وتتبصرون بالذي تفعله ايران بنا وبكم؟

 

فخ إيراني أوقع بحماس وباعها على مراحل

أنور مالك/موقع أكس/20 آذار/2024

خانيونس-خاص

في اعتراف نادر أكد أحد كبار قادة #حماس في قطاع #غزة، أن الحركة التي عكفت على تقييم عملية 7 أكتوبر على مدار شهر كامل بعد التنفيذ خلصت إلى أن "إيران ساقت حماس إلى فخ قاتل موّهته بشكل جيد، وأنها قبضت أكثر من 30 مليار دولار، وتساهلا كبيرا بتطبيق العقوبات المفروضة عليها".

وشرح هذا القيادي شكل ومضمون الفخ عبر ما يلي:

- كان المستويان السياسي والعسكري في حماس مقتنعين تماما بأن شعار "وحدة الساحات" سيتم تطبيقه بشكل تلقائي وكامل عند اندلاع حرب مع الاحتلال في أي ساحة من الساحات (كلمة الضيف صباح 7 أكتوبر تؤكد ذلك).

- عدم مبادرة حزب الله مباشرة إلى شن هجوم عنيف على #إسرائيل بعد هجوم حماس فورا، وكذلك كل الميليشيات التابعة لإيران في #سورية عبر الجولان، مع مسيرّات وصواريخ للحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، ونشاط عسكري على شكل عمليات تسلل وإطلاق نار من الأردن بالتزامن مع تحريك الشارع بقوة، واقتحام الحدود الأردنية بعشرات آلاف السيارات القادمة من العراق تنقل عشرات آلاف من الموالين لإيران.

- تدخل #حزب_الله الخجول في اليوم التالي والذي انتقده #خالد_مشعل وموسى أبو مرزوق، شكل اكتشافا لطرف خيط الفخ المنصوب لحماس في غزة.

- التبريرات التي ساقها حزب الله لعدم وضع ثقله كله في المعركة أكدت لحركة حماس بما لا يدع مجالا للشك وجود فخ إيراني عميق.

- تنصل حزب الله من وعوده باستخدام كامل قوته إذا اجتاح جيش الاحتلال غزة برا.

- حضور حشدي عراقي رمزي إلى الحدود مع الأردن سرعان ما تبدد.

- اغتيال القائد السياسي العسكري الأول لحماس في الخارج (العاروري) بسلاسة ويسر في قلب مجمع قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، من دون رد من "محور المقاومة".

- ازدياد هيمنة حزب الله على وجود حماس في لبنان، وكذلك السيطرة تماما على "الجماعة الإسلامية" في #لبنان.

- الهجمات الحوثية التي لم تحدث أي تأثير على حرب الإبادة على غزة، بل خدمت حكم وهيمنة #الحوثيين وحققت مصالح إيران في البحر الأحمر، وألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد المصري.

- تهويل إيراني في الشهر الأول سرعان ما تلاشى تدريجا، مع الحديث عن المليارات التي وصلت إلى طهران.

- صمت القبور الذي يمارسه النظام السوري، ومنعه ما استطاع إطلاق القذائف من الأراضي السورية.

- توقف #طهران عن دفع المبالغ المعتادة لحماس مبررة ذلك بـ "خشيتها من الزج باسمها في 7 أكتوبر" الذي تنصلت منه بشكل كامل.

- قيام طهران بإدانة عملية 7 أكتوبر خلال اتصالاتها مع الأوروبيين والأميركيين.

كما قال هذا القيادي إن حركته تتجنب الآن الحديث عن وجود فخ، لأنها ليست بحاجة إلى مزيد من الخصوم والأعداء، لافتا إلى حماس تواجه صعوبة كبيرة جدا بإعادة التواصل مع عدد من الدول العربية، وأنها في شبه قطيعة مع فتح.

وأضاف هذا القيادي أن حماس لم تعد تملك إلا "نقطتي قوة" بدأت تفقدهما:

*  الأسرى، وهي تربط بقاء حكمها في غزة بإطلاق سراحهم، لأن إطلاقهم من دون ضمانات ببقائها سيجعل الاحتلال يواصل حربه ضدها.

* عدم وجود البديل الإداري الحكومي في القطاع… نقطة بدأت بالتآكل مع تشكيل لجان عائلية وعشائرية.

 

تغريدات مخاتر من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم الأربعاء 20 شباط/2024

ايلي خوري

ثـوابــت

البيسمع سياسيين وخاصة بوطة المحور عم بيحكوا عن "ثوابت" بيتصوّرلو شي هيك ستيل باطون مسلّح وحديد، يعني شي "ثابت" الله ما بيهزّو.

إي لأ. هي عندن ثوابت صحيح، بس پورتابل بتزيحا عزوقك (سفنج).

               

 كارن البستاني

وفيق_صفا يتعامل وكأنه جهة سياسية لبنانية رسمية ويفاوض بملف أسرى ح ز ب الله  في #الامارات بغطاء من #الاسد ورئيس الحكومة في #لبنان يعلن بتعويض ٢٠ الف دولار لكل عائلة تضررت في الجنوب تابعة للمقاومة  والبلد منهار اقتصاديا وأموالنا نهبت  ولن تسترد والحرب ليست حربنا وقد فرضت علينا … هزلت نجيب_ميقاتي جنوب_لبنان لبنان_لا_يريد_الحرب

 

سعد الحريري

صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري البيان التالي:

خضع الرئيس سعد الحريري لاستبدال لصمام القلب وقد تكلل بحمد الله بالنجاح، في العاصمة الفرنسية باريس. هذا الإجراء الطبي كان مبرمجا سلفا، والرئيس الحريري سيمكث بضعة ايام للراحة في باريس يعود بعدها إلى مقر إقامته في ابو ظبي

 

المستقل

شهيد الثورة علاء ابو فخر، ممكن نجيب ميقاتي يعطي عائلته ٢٠ الف دولار؟

 

سامي كليب

التبادل التجاري بين الامارات وايران  يقرب من 34 مليار دولار .

ايران هي الشريك التجاري الثاني للامارات بعد الصين

في الامارات 500 ألف إيراني واستثمارت ايرانية بالمليارات

6500 شركة ايرانية مسجّلة فقط في دبي

العلاقات مع طهران بعد التطبيع الاماراتي مع إسرائيل ارتفعت باكثر من 20٪..

وبعد التطبيع حصل تبادل الزيارات بين الرئيسين السوري والاماراتي.

والحوثيون لم يتعرضوا للامارات منذ بداية الحرب على غزة

هذه الدول تعرف مصلحتها، فلا تستغربوا زيارة وفيق_صفا المتعلقة بالموقوفين.

من كان حتى الامس القريب يظن ان السعودية وايران ستوقعان اتفاقًا من قلب الصين؟

ليس غير لبنان غارقًا بالاوهام .

 

روجيه إدّه

بلاها بيكفينا ذمّية مقوننة، ومقوقعة، ومغلوب على امرها، بتردد ببغائياً، القرارات الدولية وأرقامها المغيبينها،

قرارات "الحبر على ورق"، "ورفع العتب" منذ عقود،

"والفتو-اوب" مع #السفراء

وغالباً #السفيرات اللواتي يعطونهم الشعور بالوجود،

ومناسبة تيرددوا للحاشية، "قلنالها وقالتلنا"

ثم يستطردون، مراجل، وحكَم،

عن كذا وكيت،

ودولة القانون،

والدستور المسخ

تلك اللادولة الأداة،

التي ولدت فاشلة "تعتير مُكَلّس"، ومِسْخ القيادات

 

ايلي لسطفان

يعطيه الف عافية الحج وفيق_صفا

بس تفاوض وإطلاق سراح مساجين لبنانية مش لازم يكون من مهام الدولة اللبنانية؟

ما حدا شايف انو صار كتير غريب انه كل المفاوضات والتطبيع صارت عم بتصير مع #حزب_الله ؟

انه خلص صرنا رسمياً بدولة الحزب؟ اعلنوها تا نعرف حالنا..

كيف قبلانين كل شي في مسؤولين رسميين لبنانيين بهيدا الشي؟

وين هل المعارضة والسياديين؟

لا_تندهي

لبنان_لا_يريد_الحرب

الامارات

نجيب_ميقاتي

 

فارس سعيد

يوما بعد يومً يتبيّن ان الأزمة ازمة احتلال للقرار الوطني

وليست ازمة نظام

ولا تعالج بتكبير حجم التمثيل النيابي و لا بالانفصال

المعركة معركة استقلال

***

تنظيم زيارة و لو رمزيّة لنقابة اطباء لبنان إلى غزّة ضروريّة

التغنّي بدورنا القديم عن مستشفى العرب و جامعة العرب…لم يعد كافياً

***

ستتبيّن اسباب زيارة صفا إلى الامارات

مع التأكيد

١-حدثٌّ امني من الطراز الرفيع بسبب انفتاح الامارات على اسرائيل

٢-يتولّى حزب الله تنفيذ المهمّة

٣-يرفع حزب الله إلى مرتبة "دولة" تحت انف الأجهزة اللبنانيّة

حذّر la fontaine من"الضفضع الذي اراد ان يصبح ثوراً"

لا نزال في بداية المفاجآت

***

لماذا لا تنظم نقابة أصباء لبنان زيارة و لو رمزيّة إلى غزّة تضامنا مع أهلها و للتأكيد ان التضامن الإنساني مع فلسطين يتجاوز السياسة و يعطي قضيّة حق حقّها

ترداد اننا كنّا مستشفى العرب و جامعة العرب…و لم نعد كذلك لم يعد مفيداً

 

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 20-21 آذار/2024

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

 

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 آذار/2024

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/128030/128030/

ليوم 20 آذار/2024

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 20/2024/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/128033/128033/

March 20/2024/

 

Elias Bejjani/Video: In a time where the weakest are oppressed, the corrupt flourish, and immorality embodied in the Terrorist Hezbollah is celebrated while virtues are mocked,

https://www.youtube.com/watch?v=VWGDmKjGqqg&t=29s

Elias Bejjani/March 20/2024

 

Elias Bejjani/Video & Text: In a time where the weakest are oppressed, the corrupt flourish, and immorality embodied in the Terrorist Hezbollah is celebrated while virtues are mocked

https://eliasbejjaninews.com/archives/128040/128040/

Elias Bejjani/March 20/2024

 

الياس بجاني/فيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

https://www.youtube.com/watch?v=x157baoRgr4

الياس بجاني/20 آذار/2025

 

الياس بجاني/نص وفيديو: في زمن المّحل “العنزة بتفز ع الفحل” والعُهار الممثلين بحزب الله الإرهابي يبشرون بالعفة

الياس بجاني/20 آذار/2025

https://eliasbejjaninews.com/archives/128047/128047/

بين الظلمة يتوه الشعب اللبناني، وفي غياب القيم والمبادئ الإنسانية ترقص الأرواح في مهب الرياح، وتغرق الضمائر في بحر الخيانة.