المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 25 نيسان/لسنة 2024

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

                http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2024/arabic.april25.24.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

Below is the link for my Twitter account.

في اسفل رابط حسابي ع التويتر

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

عناوين النشرة

عنوان الزوادة الإيمانية

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

 

عناوين مقالات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

الياس بجاني/نص وفيديو: أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جبران باسيل نموذج فاقع للسياسي الطروادي والأسخريوتي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من “موقع ليبانون اون” مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/قراءة سيادية واستقلالية دون خطوط حمراء

الأحزاب الأرمنية أحيت الذكرى الـ 109 للإبادة في أنطلياس

تهديد إسرائيلي لنصرالله.. "وما حصل لغزة سيحدث لبيروت"

تل أبيب تعلن عن «عملية هجومية» على كامل الجنوب اللبناني

تصعيد متبادل و«حزب الله» يطلِق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل

من يجرؤ على مواجهة الحزب.. قبل تدمير لبنان؟/خيرالله خيرالله/اساس ميديا

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 نيسان 2024

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 24/4/2024

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

واشنطن: هناك احتمال لخفض التصعيد والانتقال إلى ترسيم الحدود

غارات الجنوب تُنذر بالأخطر و"بلطجة" نيابية تُمدّد للبلديات

تحرّك فرنسي وقلق بريطاني... فضل الله: لكل مرحلة سلاحها

بعد 200 يوم.. تغير بطبيعة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل

«نصفهم قتل والآخر مختبىء».. غالانت يدعي قتل عناصر لـ«الحزب»!

اسرائيل تستهدف انفاقا ارضية لحزب الله.. وعمليات انتقامية ردا على مجزرة حانين!

344 شهيداً وشهيدة في الجنوب خلال 200 يوم… والحزب «يجرد» عملياته ضد إسرائيل

العمليات الإسرائيلية التدميرية: لتهجير الجنوب وإجبار "الحزب" على التفاوض؟/منير الربيع/المدن

نواب صيدا وجزين ضد التمديد: هياكل الدولة تتساقط تباعاً/محمد دهشة/نداء الوطن

"حزب الله" وعراقيون يسدّون الفراغ وإيران تُقلّص وجودها في سوريا

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

مزاعم إسرائيلية بتأييد الإدارة الأميركية «اجتياحاً محدوداً» في رفح

العديد من الإسرائيليين يحذرون من أنها مغامرة ليست مضمونة النتائج

«200 يوم على حرب غزة»... ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟

بعد 200 يوم... إسرائيل «عالقة» في حرب من دون حسم

محللون بارزون: غطرستنا ستقودنا إلى هزيمة تاريخية

إسرائيل تؤكد أنها ماضية في عملية رفح

بطلب مباشر من بايدن.... واشنطن أرسلت صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا

الرئيس الأميركي أعلن إرسال معدات عسكرية إضافية «خلال ساعات»

استقالة قائد المنطقة الوسطى في إسرائيل أخطر من استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية

قادة اليمين سعداء بالتخلص منه والجيش قلق من مغادرة «الجنرالات الموهوبين»

وزير إسرائيلي يسخر من بايدن... ويدعو لانتخاب ترمب

لبيد يستنكر مهاجمة واشنطن بعد إقرار مساعدات لتل أبيب

نائب إيراني: يمكننا رفع تخصيب اليورانيوم إلى 90% في نصف يوم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شعار “وحدة الساحات” يهتز والنظام السوري يتمايز عنه … مجريات الحرب في غزة دفعت بطهران للتراجع ونفي ضلوعها في عملية السابع من أكتوبر/سوسن مهنا/انديبندت عربية

"شرعية نيابية" للنازحين مبروك/جان الفغالي/نداء الوطن

لماذا لا يرى أتباع إيران الحقيقة؟/فاروق يوسف/أساس ميديا

في انتظار "الحماقة"/عماد موسى/نداء الوطن

"أمرك سيّد"/أحمد عياش/نداء الوطن

هكذا يتموضع باسيل إستعداداً للإنتخابات المقبلة/غادة حلاوي/نداء الوطن

الضغط على الأوروبيين في ملف النزوح: هل تنجح الخطة؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

الشوف وجبيل نحو استئناف استقبال المعاملات الجديدة ... "إتهامية" جبل لبنان تُصوّب ادّعاء النيابة العامة في "العقارية"/طوني كرم/نداء الوطن

أميركا ــ إسرائيل وبعض علامات الأزمنة/حازم صاغية/الشرق الأوسط

والميليشيات...!/طارق الحميد /الشرق الأوسط

“الجماعة” بعد انخراطها في جبهة الاسناد… من معها؟/حسين زياد منصور/لبنان الكبير

رهان “عوني” على بو صعب لتحرير “التيار” من هيمنة باسيل/زياد سامي عيتاني/لبنان الكبير

تهديدات اسرائيل للبنان: حرب نفسيّة أم اقترب الانفجار الكبير؟/جورج حايك/لبنان الكبير

وجدي معوض: أوقفوا مهزلة الرقابة الاهلية كأداة للقمع الممانعجي بدل الحديث عن ثقافتان/منى فياض

استمرار تطهير المسيحيين: يوم ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية/ريمون إبراهيم/ معهد جاتستون

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جهاز إعلام الكتائب عن الياس المر: فتح الماضي ليس لصالحه

بري بحث وميقاتي في المستجدات السياسية والميدانية واستقبل البطريرك يونان وأبو فاعور

دريان التقى السفير السعودي والتشديد على التجاوب مع مساعي اللجنة الخماسية

السفارة البريطانية عممت بيانا عن زيارة نائب رئيس هيئة أركان الدفاع

المارشال هارفي سميث، : استمرار دعم المملكة المتحدة للجيش اللبناني

تكتل "الجمهورية القوية" حذر من مغبة التعدي على الدستور

عقيص: في حال أقر قانون التمديد للبلديات سنطعن به

المفتي قبلان ل"شركاء الوطن": البلد بحاجة للجميع والمطلوب اعتدال يلم شملنا ويضمن تعدديتنا وتنوعنا

 

تغريدات مخاتر من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم الأربعاء 24 نيسان/2024

 

تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب.لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس

الياس بجاني/فيديو ونص: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

تحية من القلب للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

الياس بجاني/24 نيسان/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/54563/elias-bejjani-a-tribute-of-pride-dignity-to-the-armenian-people%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5/

في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية، يوجد وثيقة تعود إلى العام ١٩١٦، تنقل عن وزير الحرب في الإمبراطورية العثمانية وقتها أنفر باشا قوله: "يجب تنظيف الإمبراطورية من الأرمن ومن مسيحيي جبل لبنان . قضينا على الأرمن بالسيف، وسوف نقضي على اللبنانيين بالمجاعة."

سيفو (القتل بالسيف) مجازر استهدفت السريان سوريين وعراقيين حرض عليها الجيش التركي ونفذته قبائل كردية. بدأت عام ١٩١٤ واستمرت عدة سنوات قتل ٤٠٠ ألف سرياني. الدولة التركية تنفي حصولها. بين ١٩١٤ و٢٠٢٣ انخفضت نسب المسيحيين في الشرق الأدنى الى حدود الانقراض ما لم يحصل الا مع المماليك.

نستذكر المئتي الف شهيد من موارنة جبل لبنان، الذين قضوا في المجاعة على يد العثمانيين ١٩١٥- ١٩١٨ ، بالإضافة الى مجازر سيفو ، بحق السريان الكلدان والاشوريين واليونانيين. وأيضًا مجازر بحق الارمن. الذين دائمًا يأخذون حقهم في الذكرى ولا تذكر مذابح الآخرين إلا لِمامًا.

في كل ٢٤ نيسان، نكرر القول: الاعتراف بالمجازر والابادة التي تعرّض لها الشعب الارمني والسرياني والاشوري والكلداني، ضرورة تاريخية لمسار المصارحة والحقيقة. تحية الى شعوب جبارة عرفت كيف يحافظ على ذاكرتها الجماعية وتصمد وتحيا وتتفوّق في كل زمان ومكان #الابادة_الارمنية #مجازر_سيفو

نتعلّم من ذكرى الإبادة الأرمنية ان العدالة قضية لا تموت وهي عابرة للأجيال ولن تطمسها السنين أو حتى العقود. تحية لكلّ من ناضل وما زال،  للاعتراف الرسمي بهده الابادة، وتحويل هذه الذكرى الاليمة الى يوم وطني ما يؤدي إلى تنقية الذاكرة وإنصاف الضحايا وعائلاتهم.

من القلب وبصوت عال نوجه تحية اكبار واجلال للشعب الأرمني ولشهداء هذا الشعب المناضل والمؤمن والعنيد في الدفاع عن إيمانه ومعتقده وقوميته ووجوده وحضارته..كل سنة في 24 نيسان يجدد الشعب الأرمني عهوده ووعوده المقدسة ليحافظ ويصون إيمانه ووجوده وقضيته.

بعد مرور 109 سنين على حرب الإبادة التي اقترفتها السلطنة العثمانية بحق الشعب الأرمني على خلفية دينية واثنية وعرقية وهمجية وغرائزية، لا يزال هذا الشعب العنيد المنتشر في كل أصقاع الدنيا مؤمناً بربه وبحق إنسانه بحياة كريمة وبقضيته العادلة.

مليون ونصف مليون أرمني مدني، أطفال ومسنين، رجال ونساء، قتلوا بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم على أيدي قوات العثمانيين المجرمين، ومن لم يقتل وينكل به اجبر على الهجرة والتشرد.

تحية من القلب والوجدان لهذا الشعب الحي والمؤمن الذي كان أول شعب في العالم تتبنى مملكته الدين المسيحي ديناً رسمياً لها، وهو شعب مناضل وبإيمان وتقوى وصبر قد أعطى العديد من القديسين والبررة وقدم الشهداء ولا يزال.

كلبناني مسيحي ماروني لا أتعاطف فقط مع الشعب الأرمني واتحسس أوجاعه وأؤيد قضيته العادلة وأشاركه الإيمان بالمسيح الفادي وبكل القيم المسيحية التي في مقدمها المحبة والمسامحة والفداء، لا، بل افتخر بأن في وطني الأم لبنان شريحة أرمنية فاعلة ساهمت ولا تزال في الحفاظ علية والدفاع عنه.

في القرن الواحد والعشرين لم يعد السكوت مقبولاً تحت أية حجج على حروب الإبادة العثمانية بحق الشعوب الأرمنية والسريانية والأرامية والكلدانية والمارونية واليونانية.

المطلوب اليوم من كل شعوب العالم، ومن جميع المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية، ومن الأديان كافة أن تعترف بما تعرض له الشعب الأرمني من حرب ابادة وأن تضغط على الحكومة التركية للإعتراف بهذه الإبادة ومن ثم اتخاذ كل الإجراءات الإنسانية والحقوقية الملزمة.تحية من القلب إلى الشعب الأرمني في الذكرى المئوية لحرب الإبادة العثمانية التي تعرض لها.

يبقى أن من يتفلت من قضاء الأرض وعدلها، هو بالتأكيد لن يتفلت من حساب الرب وعدله وحسابه العادل يوم الحساب الأخير.

 

الياس بجاني/فيديو: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

تحية من القلب للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

https://www.youtube.com/watch?v=7Eg7QbBMj1o&t=772s

24 نيسان/2024

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع  الكاتب الألكتروتي 

http://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو:أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جبران باسيل نموذج فاقع للسياسي الطروادي والأسخريوتي

أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

الياس بجاني/22 نيسان/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/81198/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%83/

الياس بجاني/أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جبران باسيل نموذج فاقع للسياسي الطروادي والأسخريوتي

أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

الياس بجاني/22 نيسان/2024

 من يتابع، جبران باسيل، هذا المخلوق الطروادي بيقرّف من السياسة والسياسيين في لبنان، ولكن جبران هذا ليس حالة شواذ، بل حالة قاعدة في ممارسة السياسة في لبنان.جبران باسيل المعاقب أميركياً بسبب الفساد والإفساد هو نموذج وقح وفج وفاقع لغالبية ثقافة وعقلية وصفر وطنية وخور إيمان أصحاب شركات الأحزاب في لبنان المحتل.

عملياً وفي الواقع المعاش على أرض الحقيقة، فإنه لا وجود في لبنان لأحزاب بالمفهوم الديمقراطي الغربي حيث تداول للسلطة، وشفافية مصادر التمويل وعلنية الموازنات، وحرية القرار، ووضوح الأهداف الورؤيا من انتخابات ومحاسبة.

احزاب لبنان هي مقابر للحريات، ولحواس النقد، وللإستقلالية الفكرية والوطنية، كما أنها مرتع للرؤية التونالية، وفقاسة للغنمية والصنمية.

في لبنان حالياً شركات أحزاب تجارية وعائلية ومذهبية محلية تعمل 100% على خدمة مصالح ونفوذ أصحابها..

وفي هذه الخانة “الإقطاعية”  تندرج كافة الأحزاب المحلية، والأحزاب الوكالات، بنسب كبيرة.

كما توجد في وطن الأرز المحتل أحزاب عقائدية ودينية هي وكلاء للخارج وتعمل كلياً غب إرادته وتعليماته، ولنا في هذه الخانة مثال حزب الله الفاقع حيث أنه 100% إيراني بكل شيء.

المنتمون للأحزاب في سوادهم الأعظم هم عملياً إما ودائع لقوى احتلالية، أو منتفعين ووصوليين وانتهازيين، أو باحثين عن أدوار أو حماية، أو أتباع غنميين..

وكل هؤلاء لا فرق بينهم وبين العبيد في حرية القرار حيث ينفذون ولا يقررون.. ويساقون إلى المسالخ دون .حتى “معمعة”..!!!

في الغالب فإن الحزبي في لبنان يعبد صاحب شركة الحزب ويؤلهه “ويهوبر له” ويسير خلفه على عماها حتى لو ساقه إلى جهنم..

الحزبيون في لبنان وبما يقارب نسبة ال 99% يعتبرون بعدائية موصوفة بأن كل من يعارض صاحب شركة حزبهم إما هو حاقد أو حاسد أو جاهل.. ودائماً بالطبع عميل وخائن!!

من المستحيل أن تناقش وتتحاور مع حزبي وتصل إلى نتيجة مجدية، وإن أخطئت وفعلت “فدق المي مي” وفالج لا تعالج.

الحزبيون هؤلاء حتى في بلاد الانتشار حيث الأنظمة الديمقراطية والأحزاب المنظمة فهم لا يختلفون بطباعهم وممارساتهم وثقافتهم الغنمية وعمى تبعيتهم وغشاوة بصرهم عن أقرانهم في الوطن الأم..

من يدخل على صفحات معظم الحزبين على الفايسبوك والتويتر والإنستغرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي يرى أن إخواننا وأخواتنا هؤلاء يزينون مواقعهم وبفخر واعتزاز إما بصور لهم مع أصحاب شركات أحزابهم في حال كانوا من المحظوظين بهكذا صور، أو بصور لمعبوديهم هؤلاء مع القديسين.

في المحصلة بؤس هكذا أحزاب وبؤس هكذا حزبيين..وبؤس هكذا تبعية وعبودية وبالتأكيد بؤس هكذا غنمية.

في الخلاصة فإن سرطان الأحزاب هو كارثة والعبرة التي من الضرورة أخذها من الكارثة هذه للتخلص منها والتغلب عليها تلخص في القول المأثور، “من لا يعترف بعلته، علته تقتله”.

 

الياس بجاني/فيديو: /أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جبران باسيل نموذج فاقع للسياسي الطروادي والأسخريوتي

https://www.youtube.com/watch?v=hNe2ePWlkmo&t=366s

أحزاب لبنان الشركات والوكالات: جهل وعبودية واستغباء وصنمية وقطعان

22 نيسان/2024

 

**الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من “موقع ليبانون اون” مع الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/قراءة سيادية واستقلالية دون خطوط حمراء لكل ما هو واقع لبنان فيه من احتلال إيراني وتعتير وفقدان رؤية قيادات وسياسيين ومتاجرين بقضية فلسطين وشعارات مقاومة وممانعة منافقة ومسرحية/رؤية تحليلية لمستقبل المنطقة

https://eliasbejjaninews.com/archives/129175/129175/

25 نيسان/2024

 

الأحزاب الأرمنية أحيت الذكرى الـ 109 للإبادة في أنطلياس

وطنية – المتن/24 نيسان/2024

أحيت الأحزاب الأرمنية الثلاثة، الهنشاك والرمغافار والطاشناق، الذكرى الـ 109 للإبادة الأرمنية في احتفال خطابي اقيم في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا في أنطلياس حضره نوّاب ووزراء حاليون وسابقون وسفير أرمينيا في لبنان فاهان اتابكيان. ألقيت كلمات لممثلي الأحزاب الثلاثة تلاها بيان مشترك عن القضية الأرمنية والإبادة التي حصلت في بدايات القرن الماضي، واختتم بعظة للكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان تناول فيها "مواقف تركيا وأذربيجان العدائية ورفض تركيا المستمر الاعتراف بما حدث في أوائل القرن الماضي" . كما شجب "تكرار الإبادة في القرن الحادي والعشرين في آرتساخ"، وطالب ب"عودة أهاليها إلى أراضيهم". وكانت الاحزاب الأرمنية الثلاثة نظمت قبل الحفل مسيرة بالمناسبة انطلقت من برج حمود وصولا إلى الكاثوليكوسية في أنطلياس.

 

تهديد إسرائيلي لنصرالله.. "وما حصل لغزة سيحدث لبيروت"

المدن /24 نيسان/2024

أشار أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى أن حزب الله تكبد خسائر فادحة خلال الحرب. وقال: "نحن مستعدون تماماً لاتخاذ الإجراءات المناسبة، كما أعطينا فرصة مناسبة للدبلوماسية". وأكد بأن "حزب الله يجر لبنان إلى الحرب، وما حصل في غزة سيكون في بيروت".

تهديد لنصرالله

بدورها نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تقريراً جديداً، ألمحت فيه إلى أنّ إقدام إسرائيل على تصفية مسؤولين كبار في حزب الله، يُشكل رسالة لأمين عام الحزب السيد حسن نصرالله بأنه "في مرمى النيران". ونقلت معاريف عن مصادر أنه "عندما يلاحظ نصرالله أن الجيش الإسرائيلي يخترق المراكز الأساسية للحزب، ويقضي على كبار ضباطه، فهو يعلم أنهُ عندما تندلع الحرب الشاملة مع إسرائيل، سيكون في مرمى النيران، ونصرالله يعي تماماً أنه عندما يكون هناك تصعيد في القتال ضد إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي سيعرف مكان وجوده بالضبط، وسيحدد كيفية مهاجمته والقضاء عليه". وقال تقرير معاريف: "في حال أطلق حزب الله صواريخه نحو حيفا، فسيكون ذلك خطاً أحمر وسيكون إشارة لبدء حرب شاملة. مع ذلك، فإن استهداف عكا ونهاريا هو عمل لا يزال ضمن قواعد لعبة الحرب المحدودة والتفاهمات غير المكتوبة، لأنه تم من دون إيذاء المدنيين".

مأزق استراتيجي

من جهتها أوضحت "القناة 12" الإسرائيلية أنّ "عمليات حزب الله طالت محيط حيفا وعكا ومستوطنة أفيفيم"، مشيرةً إلى أن "لا نهاية في الأفق" وأنّ "التسوية السياسية تبدو بعيدة"، وذلك في ظل إجلاء المستوطنين من المنطقة الحدودية مع لبنان. وفي هذا السياق، تحدّث عدّة مسؤولين إسرائيليين مع القناة، وأكّد العقيد احتياط في الجيش الاسرائيلي، كوبي ماروم، أنّ هناك مأزقاً استراتيجياً في الشمال، وإنجازاً هائلاً لحزب الله على صعيد الوعي. وأقرّ، في حديث مع "القناة 12" الإسرائيلية، بأنّ "نيران الجيش لا تنجح في تحقيق الإنجاز الاستراتيجي"، متسائلاً "على الرغم من مرور 7 أشهر على الحرب، كيف لا يدمّر الجيش البنية التحتية لحزب الله؟".

وبشأن المستوطنين، تحدّث ماروم عن تفكّك "المجتمعات" في الشمال، حيث أصبح رؤساء المجالس "يقفون كالمتسوّلين على باب وزير المالية". وشدّد العقيد احتياط على أنّ إسرائيل أمام هذا الواقع قد خسرت الشمال. قنصل الجيش الاسرائيلي سابقاً في ولاية لوس أنجلوس الأميركية، ياكي دايان، قال بدوره للقناة الإسرائيلية نفسها إنه "مع كل القيود الأميركية سيكون من الصعب جداً فتح معركة واسعة في الشمال". ووصف إخلاء المستوطنين من "كريات شمونة" بالخطأ، مشيراً إلى "ضرورة التغلّب على هذا الخطأ من أجل عودتهم إلى المستوطنات". من جهته، وصف قائد وحدة "اليمام" السابق في الجيش الاسرائيلي دافيد تسور، نتائج التصعيد عند الحدود مع لبنان بـ"الكارثة الفظيعة". وفي شهادته "للقناة 12"، نقل مستوطن إسرائيلي صاحب مصلحة تجارية شمالي فلسطين المحتلة، صورة عن تداعيات الحرب وإخفاقات حكومة الجيش الاسرائيلي عند الجبهة مع لبنان. وقال إنّ ما يجري في الشمال "مخيف وجنوني"، مقدّراً أنّ "20 إلى 30% من الإسرائيليين في الشمال لن يعودوا إليه لأنهم خائفون وفي حالة صدمة". كذلك، تحدّثت وسائل اعلام إسرائيلية عن دراسة قرارٍ يقضي بإلغاء "الاحتفال الديني السنوي" في "ميرون" هذا العام أو تقليصه بشكل كبير بسبب الحرب في الشمال. من جانبها، تحدثت "القناة 13" الإسرائيلية مع عضو طاقم الجاهزية في مستوطنة "مرغليوت" شمالي فلسطين المحتلة، تسيون كيرن، وأكد أنّ "هذه المستوطنة أشبه بمدينة أشباح".

 

تل أبيب تعلن عن «عملية هجومية» على كامل الجنوب اللبناني

تصعيد متبادل و«حزب الله» يطلِق عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل

الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

في اليوم الـ200 للحرب في جنوب لبنان، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن قواته تقوم بـ«عملية هجومية» على كامل الجنوب، قائلاً إنها قضت على نصف قادة «حزب الله»، في وقت سُجّل فيه تطوّر عسكري عبر إدخال تل أبيب استراتيجية «الحزام الناري» إلى الجنوب وسط تصعيد متبادل بين الطرفين. وقال غالانت في بيان له إثر جولة تفقدية عند الحدود الشمالية مع لبنان: «انتشرت الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان بأكمله»، مؤكداً أنه تم «القضاء على نصف قادة (حزب الله) في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». أتى ذلك بعدما كان الجيش الإسرائيلي قال إنه شنّ «هجوماً واسع النطاق طال نحو 40 هدفاً تابعاً لـ(حزب الله) في محيط عيتا الشعب في جنوب لبنان من خلال طائرات حربية وقصف مدفعي»، مشيراً إلى أنه هاجم «مستودعات لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية وغيرها». وبحسب البيان، فإن «حزب الله» «يستخدم منطقة عيتا الشعب لأغراض إرهابية وقد وضع في هذه المنطقة عشرات الوسائل والبنى التحتية الإرهابية التابعة للمنظمة والتي تم توجيهها صوب الجبهة الداخلية الإسرائيلية». من جهتها، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن «إسرائيل نفذت حزاماً نارياً قرب عيتا الشعب وعدد من القرى المحيطة بها»، في تطور يشبه استراتيجية القصف في غزة، وذلك عبر تنفيذها أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلة وردة، وهي مساحة لا تتخطى الكيلومتر الواحد.

وجاءت الضربات الإسرائيلية بعدما أعلن «حزب الله» إطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مستعمرة شوميرا في شمال إسرائيل واستهدافه مبنى يوجد فيه جنود إسرائيليون «في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأوقعوهم بين قتيل ‏‏وجريح»، وتجمعاً لجنود إسرائيليين في ‏حرش نطوعة وموقع الراهب؛ وذلك رداً على مقتل مدنيتين مساء الأربعاء، إحداهما طفلة (11 عاماً) في قصف إسرائيلي على منزل في بلدة حانين جنوبي لبنان، كما كان قد تبنى الثلاثاء، هجوماً بطائرات مسيّرة على موقعين عسكريين إسرائيليين شمال مدينة عكا، «ردّاً» على مقتل أحد مقاتليه بضربة إسرائيلية في جنوب لبنان في وقتٍ سابق. واستمر القصف المتقطع طوال ساعات النهار على بلدات الجنوب، حيث أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف حارقة على الحرج الواقع بين الضهيرة ويارين وشنّ الطيران غارة استهدفت منزلاً في أطراف بلدة علما الشعب لجهة بلدة الضهيرة. وفي اليوم المائتين للحرب على جبهة الجنوب، نشر «حزب الله» أرقاماً حول «خسائر إسرائيل»، معلناً عن سقوط أكثر من ألفي شخص بين جريح وقتيل، وأنه نفذ 1650 عملية عسكرية، تتوزع بشكل أساسي بين 186 مستوطنة و176 نقطة حدودية و51 استهدافاً جوياً و55 موقعاً خلفياً. ولفت «حزب الله» إلى أن القصف أدى الى تدمير 722 وحدة استيطانية وإسقاط خمس مسيّرات و5 منصات للقبة الحديدة ومصنعين عسكريين، إضافة إلى 192 آلية عسكرية. وفي لبنان، حيث تغيب الإحصاءات الرسمية لخسائر الحرب نتيجة المعارك المتواصلة، تشير التقديرات إلى تدمير أكثر من 1200 وحدة سكنية وتضرر أكثر من 5 آلاف وحدة بشكل جزئي. هذا وبينما سُجّل نزوح أكثر من 100 ألف مواطن جنوبي من منازلهم في المناطق التي تتعرض للقصف، قُتل في لبنان 380 شخصاً على الأقلّ بينهم 252 عنصراً في «حزب الله» و72 مدنياً، بينهم أطفال ومسعفون وصحافيون.

 

من يجرؤ على مواجهة الحزب.. قبل تدمير لبنان؟

خيرالله خيرالله/اساس ميديا/25 نيسان/2025

تكمن المشكلة المزمنة التي يعاني منها لبنان في غياب المحاسبة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بقضايا كبرى في مستوى دخول حرب مع إسرائيل بفتح جبهة جنوب لبنان. مَن يحاسب صاحب القرار الخطير؟ بل الأخطر في تاريخ لبنان منذ قيامه، والمتمثّل في إدخال البلد في حرب تبدو نتائجها معروفة سلفاً في هذا العالم المتوحّش الذي ليس فيه مَن يردع إسرائيل.  يعتبر القرار القاضي بربط مصير لبنان بحرب غزّة أخطر من قرار موافقة مجلس النوّاب بأكثرية كبيرة على اتّفاق القاهرة في أواخر عام 1969. بعدما وقّعه قائد الجيش وقتذاك العماد إميل بستاني وياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذيّة لمنظّمة التحرير الفلسطينيّة.

كان اتّفاق القاهرة، الذي رعاه جمال عبد الناصر قبيل وفاته في أيلول 1970، يعني، بين ما يعنيه، تخلّي لبنان عن جزء من السيادة على أرضه ووضعها في تصرّف طرف آخر مسلّح هو منظمة التحرير الفلسطينيّة.

لم يوجد في لبنان، وقتذاك، سوى عدد قليل من السياسيين من طينة ريمون إدّه، للتحذير من النتائج المترتّبة على توقيع اتفاق القاهرة. كان الوصول إلى الكارثة التي توقّعها ريمون إدّه أمراً منطقياً.

يبدو واضحاً أنّ أهل الجنوب، حيث دُمّر، استناداً إلى مصدر موثوق به، نحو 1,500 منزل تدميراً كاملاً، فيما أُصيب نحو ستّة آلاف منزل بأضرار مختلفة، باتوا مغلوبين على أمرهم، أكانوا شيعة أو من طوائف ومذاهب أخرى.

لا صوت لأهل الجنوب وسط كلّ ما يدور على أرضهم من معارك وعنف. يرتفع كلّ يوم عدد الجنوبيين المضطرّين إلى مغادرة بلداتهم وقراهم إلى أماكن آمنة. فيما ليس ما يشير إلى وجود جهة رسميّة تسمّي الأشياء بأسمائها وتطرح سؤالاً من نوع: ألا يزال في الإمكان تفادي الكارثة التي يظهر أنّ البلد، الذي فقد بوصلته السياسيّة، ذاهب نحوها بخطى ثابتة؟

يبدو لبنان في طريقه إلى كارثة كبيرة غصباً عن إرادة أبنائه ما دامت إيران تعتبره أحد خطوط الدفاع عنها وعن مشروعها التوسّعي.

يبدو لبنان في طريقه إلى كارثة كبيرة غصباً عن إرادة أبنائه ما دامت إيران تعتبره أحد خطوط الدفاع عنها وعن مشروعها التوسّعيالمحاسبة آتية.. في إسرائيل

الأكيد أنّ إسرائيل التي تشنّ حرباً وحشيّة على غزّة وأهلها ليست مثلاً يحتذى به. لكنّ اللافت أنّه بدأت تظهر في الدولة العبريّة إشارات تدلّ على أنّ يوم المحاسبة عن هجوم “طوفان الأقصى” آتٍ لا محالة. إنّه الهجوم الذي شنّته “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) على المستوطنات القائمة في منطقة غلاف غزّة. قبل أيّام قليلة قدّم استقالته الجنرال أهارون حاليفا رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة الإسرائيلية، الذي كان مسؤولاً عن المنطقة التي تفصل غلاف غزّة عن غزّة نفسها. شاء حاليفا تحمّل المسؤولية عن الضربة التي تلقّتها إسرائيل يوم السابع من أكتوبر 2023. الرجل يحترم نفسه. لن يكون الأوّل والأخير في السير على طريق تقديم استقالته. سيتبعه ضبّاط آخرون يرون أنّهم يتحمّلون جزءاً من مسؤولية الضربة التي تلقّتها إسرائيل ولا سابق لها منذ قيامها.

لبنان

ليس بعيداً اليوم الذي سيوجد فيه مَن يحاسب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يحميه حالياً توسيع إيران الحرب مع إسرائيل واختيارها الردّ بهجوم بواسطة المسيّرات والصواريخ على استهداف قادة “فيلق القدس” المسؤولين عن شؤون لبنان وسوريا وفلسطين. وذلك في أثناء اجتماع لهم في القنصلية الإيرانيّة في دمشق. لن يمرّ وقت طويل قبل أن تستعيد المجموعات الإسرائيلية التي تطالب بمحاسبة “بيبي” نتنياهو المبادرة. في المقابل، لم يصدر إلى الآن ما يشير إلى أنّ “حماس”، المتمسّكة بشروط المنتصر، أخذت علماً بما حلّ بغزّة وبما تسبّب به “طوفان الأقصى” من خراب ودمار وتشريد آخر للشعب الفلسطيني.

ينقص لبنان في أيّامنا هذه مَن يقوى، من داخل ما بقي من منظومة السلطة، على التحلّي ببعض المنطق، كما كانت الحال مع ريمون إدّه في عام 1969

ماذا عن موقف “فتح”؟

لا يمكن هنا سوى التوقّف عند موقف “فتح” الذي دعا “حماس” إلى تحمّل مسؤوليّاتها بصراحة كبيرة. هذا الموقف الذي غطّاه محمود عبّاس (أبو مازن) يُعتبر من بين المواقف القليلة ذات الطابع الإيجابي التي اتّخذها “أبو مازن” الذي رفض، مباشرة بعد هجوم “طوفان الأقصى”، تحمّل مسؤوليّاته كاملة والتعاطي مع الهجوم الحمساوي ونتائجه بمنطق رجل الدولة الحقيقي!  ينقص لبنان في أيّامنا هذه مَن يقوى، من داخل ما بقي من منظومة السلطة، على التحلّي ببعض المنطق، كما كانت الحال مع ريمون إدّه في عام 1969. ينقص المسؤول، أو شبه المسؤول، الذي يقول ما يجب قوله عن فتح جبهة الجنوب. صحيح أنّ الكلام لن يغيّر شيئاً ما دام الحزب فصيلاً في “الحرس الثوري” الإيراني ينفّذ ما تطلبه منه إيران. لكنّ الصحيح أيضاً أنّ من الضروري تسجيل موقف تاريخي في هذه الأيام التي بات فيها مصير البلد على كفّ عفريت.

فحوى ما يجب قوله، في بلد ليس فيه مَن يحاسب، أنّ من الضروري عمل كلّ ما يمكن عمله لتفادي الكارثة، بما في ذلك الاعتراف بأمرين:

– الأمر الأوّل أنّ فتح الجنوب لم يمنع تدمير غزّة على رؤوس أبنائها.

– أمّا الأمر الآخر فهو الاقتناع بأنّ السلاح غير الشرعي الإيراني في جنوب لبنان، وهو السلاح الذي حال دون تنفيذ القرار 1701، ليس سوى الطريق الأقصر لأخذ البلد إلى كارثة محقّقة لا يزال في الإمكان تفاديها بشرط واحد. يتمثّل هذا الشرط في القبول بما تطرحه فرنسا بشأن تنفيذ القرار الولي وهي التي لا تزال، على الرغم من كلّ التحفّظات عن سياستها، الطرف الدولي شبه الوحيد الذي يسعى إلى تفادي زوال لبنان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 24 نيسان 2024

وطنية 24 نيسان 2024

النهار

حضرت إلى بيروت الأسبوع الفائت شخصية أكاديمية أوروبية صاحبة باع طويل في حقلي العلوم المالية والتشريع لالقاء محاضرة، إلا أن الجامعة التي تدّرس بها طلبت إليها العودة فوراً لأسباب أمنية واستعيض عن اللقاء بمحاضرة عن بعد بواسطة تقنية “الزوم” بحضور نواب  وخبراء اقتصاديين وماليين.

التقى سفير دولة أوروبية كبرى وفاعلة شخصية سنية تعيش في الخارج ومن دون إعلام. وتناولا في جلسة طويلة  آخر التطورات في لبنان والمنطقة.

ينشط نواب سابقون وناشطون سياسيون على تسويق طرح أن المجلس الحالي غير قادر على انتخاب رئيس الجمهورية  نتيجة انقساماته الحالية، وأن من الاسلم إجراء انتخابات مبكرة بعد وقف الحرب في غزة والجنوب لحسم مصير انتخابات الرئاسة الأولى.

الجمهورية

تجزم جهة فاعلة في اللجنة الخماسية بأنه على رغم وجود أفق للفراغ الرئاسي فإن لبنان سيشهد تحولاً كبيراً يؤدي لإنتخاب رئيس هذا الصيف.

قال سفير أوروبي إنه يقرأ دفقاً للمواقف من أزمة عمرها أكثر من 13 سنة، ولا أحد يفعل شيئاً.

سيقوم سفير غربي بارز بزيارة إلى أكثر من دولة عربية معنية بالأزمة اللبنانية دفعاً لإستحقاق كبير.

اللواء

يلعب سفير دولة ضمن مجموعة الخماسية دور «المنسق النشط» لاعتبارات تتعلق بالعلاقات الجيدة مع مختلف الأحزاب السياسية.

بات بحكم المؤكد أن التيار الوطني الحر يؤيد التمديد للمجالس البلدية والاختيارية لتجنب اشكالات قد تقع، لاسيما لجهة الانتخابات في العاصمة..

أثار موقف علني ومستجد حول الحراك في دولة مجاورة لما يجري داخل غزة، أسئلة عن التوقيت والأهداف.

نداء الوطن

يتردد أنّ اتصالات على مستوى حكومي ستسبق اتصالات الأمن العام بالمسؤولين السوريين لمعالجة مسألة المسجونين والمحكومين السوريين في لبنان.

يلعب غياب الكيمياء بين نائب وسطي ونائب مقرّب من مرجعية نيابية، دوراً سلبياً في وصول مبادرة كتلة وسطية، إلى برّ الأمان.

نجح رئيس بلدية بترونية مقرب من رئيس تيار بارز، في لعب دور للجم التوترات المحلية وتقريب وجهات النظر مع خصم مسيحي.

البناء

توقّع ناشطون في الحركات الطالبيّة أن تؤدي مشهدية الحركة الطالبية في أميركا إلى اشتعال ثورة طالبية على مستوى العالم أسوة بما جرى في ستينيات القرن الماضي، عندما اجتمعت التحولات الدولية مع الحركة الاحتجاجية المناهضة لحرب فيتنام التي انتهت بثورة طالبية شملت عواصم العالم. وبدأ أغلبها تضامناً مع طلاب الجامعات الأميركية بوجه القمع عبر اعتصامات داخل الحرم الجامعي امتدّ لشهور في اغلب الجامعات في العالم وأدّى إلى ولادة مفاهيم سياسية جديدة وولادة أحزاب جديدة.

قال خبير في الشؤون العسكرية إن أي هجوم إسرائيلي كبير من نوع معركة رفح أو حرب على لبنان أو حرب مع إيران أصبح خارج البحث إلا بمقدار ما يكون قرار الحرب أميركياً لا إسرائيلياً. فقد أظهرت معركة الردع التي دارت في أجواء الأردن وفلسطين المحتلة أن جيش الاحتلال لم يعد يملك القدرات اللازمة لأي من هذه الحروب والتعامل مع تداعياتها منفرداً، وأن الحصول على إجازة الدعم المسبق أميركياً يتحول إلى شرط مسبق لخوض أي حرب منها.

الأنباء

تسجيل اجتماعات مكثفة تتمحور حول ملف اساسي تحضيراً لخطوات عملية قريبة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 24/4/2024

وطنية/24 نيسان/2024

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

تتجه الأنظار الى مجلس النواب الذي يعقد غدا جلسة تشريعية على جدول أعمالها التمديد للمجالس البلدية والاختيارية والدفاع المدني فيما دعا مجلس الوزراء الى عقد جلسة يوم الجمعة حيث تم توزيع جدول بنودها المؤلف من 36 بندا.

وعشية الجلستين التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وضع رئيس المجلس بنتائج زيارته لفرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كما كان اللقاء مناسبة لبحث آخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة.

وفي شأن متصل يزور بيروت وزير الخارجية الفرنسي (ستيفان سيجور نيه) في إطار الدور الفرنسي المتعلق بالأوضاع جنوبا وملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

عند الجبهة الجنوبية وسع العدو الاسرائيلي دائرة النار مستهدفا بلدات الجنوب بغارات مكثفة نفذتها طائراته الحربية وتجاوز عددها العشرين غارة على طول الخط الحدودي بالتزامن مع تحليق مستمر لطائرات الإستطلاع على علو مرتفع وسط ردود من المقاومة دفعت إعلام العدو الى وصف اليوم بالساخن معلنا أن المستوطنات تعرضت لقصف عنيف.

وبعد تجاوز مئتي يوم ويوم من الحرب المدمرة والهيستيرية على قطاع غزة تواصلت حرب الإبادة وركز الإحتلال قصفه على رفح وبيت لاهيا مطالبا السكان بالمغادرة في حين يواصل الفلسطينيون البحث عن جثامين الشهداء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر.

في المقابل تكشف المزيد من الإستقالات المتتالية ضمن قيادة جيش العدو إذ أعلن ضباط كبار بينهم أربعة بدرجة قادة وحدات ميدانية الاستقالة والحبل على الجرار.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

الجنوب في مكان، والمنظومة الحاكمة في مكان آخر. فالحدود اللبنانية- الاسرائيلية شهدت اليوم اقوى تصعيد ميداني. اذ بلغ عدد الغارات منذ الصباح حوالى اربعين غارة ، ما شكل زنار نار حول عدد كبير من القرى والبلدات الحدودية.  الغارات المركزة والمكثفة ترافقت مع اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي يواف غالنت تنفيذ عملية هجومية في الجنوب ورفع درجة تأهب الجيش الاسرائيلي والاعلان عن اغلاق الشوارع والطرق المتاخمة للحدود.

كما اعلن غالنت ان الفترة المقبلة ستكون حاسمة في جنوب لبنان. فهل ما يحصل يعني ان الحرب الكبيرة آتية لا محالة، ام ان اسرائيل  تلوح بالحرب لتنال مطالبها من دون حرب؟ في الداخل، المسؤولون واركان المنظومة منشغلون بأمر آخر: التمديد للمرة الثالثة على التوالي  للمجالس البلدية والاختيارية، وهو امر يضرب ما تبقى من مبدأ تداول السلطة، ويجعل لبنان، بفضل مسؤوليه، في مصاف الدول الفاشلة .

مرة جديدة انها طبقة سياسية عاجزة ومتآمرة لا تريد لا انتخاب رئيس للجمهورية ولا حتى انتخاب مجالس بلدية واختيارية!.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بالقصاص العاجل، كان تأديب الصهاينة على عدوانهم المتواصل وتطاولهم على المدنيين اللبنانيين لا سيما في حانين التي تعطرت بعبق شهادة الطفلة سارة قشاقش وعمتها مريم ..

سلسلة من العمليات النوعية التي اوجعت المحتل، فارتفع صراخ اعلامه متحدثا عن خسائر مادية وبشرية..

وان اطبقت الجهات الرسمية الصهيونية على المعلومات حول خسائرها البشرية، فان الهستيريا الصهيونية عكست حجم الوجع الذي الحقته بهم المقاومة الاسلامية.

من مستعمرة افيفيم حيث اصابت صواربخ المقاومة مبنى يتحصن به جنود صهاينة،فاوقعتهم بين قتيل وجريح، الى حرش ناطوعاه الذي وصلته الصواريخ مستهدفة تجمعا لجنود الاحتلال بشكل مباشر،وصولا الى شوميرا ومارغليون ورويسات العلم، حيث كانت ضربات المقاومين مسددة ومباشرة..

وكعادتهم كان عويل المستوطنين مرتفعا واتهاماتهم مباشرة لحكومتهم العاجزة، واصفين اليوم في مستوطنات الشمال بالساخن..

وعلى سخونتها هي رمال غزة التي يتقلب فوقها الجنود الصهاينة اما مضرجين بدمائهم او تائهين بخياراتهم، ويحترق تحتها جنودهم الاسرى الذين بعثوا برسالة اليوم الى حكومتهم رفعتها المقاومة الى الشاشات، فاتهمها باسمه الجندي الاسير هرش بولين بالتخلي عنهم، طالبا منهم الخجل والاستقالة لعجزهم عن تحريرهم من قبضة حماس..

وان اخذت الحماسة القادة الصهاينة كعادتهم الى التهويل والوعيد، فان معايدتهم لجمهورهم في الفصح اليهودي كانت بفشل جديد، حيث عاودت المقاومة الفلسطينية ضرب غلاف غزة بصليات صاروخية، اكدت العجز الصهيوني الصارخ عن تغيير المعادلات بعد أكثر من مئتي يوم من الاجرام والدمار غير المسبوقين..

اما الاميركيون فيسابقون الوقت لحماية الكيان المنهك والمشظى، مكذبين انفسهم وكل ادعاءات محاولات وقف الحرب، معلنين عبر رئيسهم جو بايدن بدء ارسال المساعدات التي اقرها الكونغرس الى تل ابيب فورا..

وفور تأمين المساعدات الاميركية العسكرية عاد الحديث عن الحملة العسكرية على رفح، فتحدث الاعلام العبري عن زيارة القادة الامنيين الصهاينة الى القاهرة للتنسيق بنية عدم الحاق الضرر بالمصالح المصرية، كما تحدثت وسائل الاعلام العبرية...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

بعدما بات واضحا للمعنيين في الداخل والخارج، أن الخرق السياسي في لبنان مستحيل في ظل استمرار الاحتدام الإقليمي، عادت الأنظار تتركز على المشهد الميداني الموزع بين غزة وجنوب لبنان، ولاسيما في ضوء التهديدات الاسرائيلية المتجددة، المترافقة مع استعدادات إضافية على الارض.

ففي شأن غزة، تأكيد لمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بأن إسرائيل ماضية في شن هجوم يستهدف حماس في رفح، مع العمل لإبعاد المدنيين، على وقع تأكيد من الرئيس الاميركي جو بايدن، الذي وقع اليوم حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل، أن أمن الكيان العبري بالغ الأهمية، كاشفا أن المساعدات ستساهم في دعم الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

 أما بالنسبة الى الجنوب اللبناني، فإعلان من الجيش الاسرائيلي عن قصف اربعين هدفا لحزب الله خلال دقائق معدودة اليوم، في وقت رأى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارة لقيادة المنطقة الشمالية، أن القوات الإسرائيلية تقوم بعملية هجومية على جنوب لبنان بأكمله، معتبرا أن حوالى نصف قادة حزب الله الميدانيين في جنوب لبنان تمت تصفيتهم، والنصف الآخر إما غادر لبنان او يختبئ، وان الفترة القادمة ستكون حاسمة، والكلام دائما لوزير الدفاع الاسرائيلي.

اما ردود المقاومة، فتتواصل كما ونوعا، وتحقق إصابات مباشرة، بدليل الجدل الدائر في داخل كيان العدو حول جدوى القتال في الشمال، الذي يبقى سكانه المستوطنون خارج غالبية المناطق الحدودية مع لبنان.

غير ان الحركة على الساحة المحلية، محورها في الساعات المقبلة حفلة مزايدات جديدة، عنوانها رفض التمديد للبلديات والمخاتير حتى في ظل الحرب، وقد مهد لها نواب حزب القوات اليوم خلال مؤتمر صحافي. هذا مع الاشارة الى ان المعطيات تؤكد توافر النصاب لجلسة الغد، حيث يسود توافق عام على عدم جهوزية الحكومة، ولاسيما وزارة الداخلية والبلديات، لإتمام الاستحقاق، على رغم التصريحات غير الواقعية في هذا الاتجاه.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، أن جيشه يشن عملية هجومية على جنوب لبنان بأكمله وانه قضى على نصف  قادة حزب الله في الجنوب.

كلام غالانت تزامن مع قصف اسرائيلي شديد استهدف اربعين هدفا تابعا لحزب الله في محيط عيتا الشعب وحدها، فيما قال الحزب انه اطلق عشرات الصواريخ على بلدة شوميرا في اسرائيل.

ما يحصل حتى الان، لا يخرج عن تبادل العمليات الذي يجري منذ اندلاع "طوفن الاقصى "وفق قاعدة التصعيد المحسوب.

تصعيد توسع في اليومين الاخيرين، فطال ضباطا لحزب الله في مناطق عميقة في الداخل اللبناني مثل عدلون والبازورية,كما طال في المقابل شواطئ عكا في عملية معقدة، نقلت وكالة رويترز ان حزب الله استخدم خلالها طائرات مسيرة مصممة لإبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشغولة، بينما أطلق طائرات أخرى محملة بمتفجرات طالت أهدافا إسرائيلية.

صحيح ان في كلام غالانت تهديد,ولكنه ختمه قائلا: "نعمل على تعزيز الاجراءات العملانية لاعادة سكان الشمال الى بلداتهم,في حال فشلت الجهود السياسية."

ومن باب الجهود السياسية هذه,يترقب اللبنانيون المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه اعتبارا من الاحد في لبنان اولا, ثم السعودية ثم اسرائيل .

ووفق معلومات الLBCI فإن باريس، التي حصلت على اجوبة واضحة من بيروت وتل ابيب,على ما سمي بورقتها لوقف القتال,تريد تحضير الارضية للانتقال لحظة توقف الحرب على قطاع غزة ,لبدء العمل على تنفيذ القرار 1701,وصولا الى تحقيق وقف نار يكون اطول من الذي تحقق في العام 2006.

ليبقى هنا السؤال: اين الولايات المتحدة من الحراك الفرنسي, واين آموس هوكشتاين,وهل سيعود فعلا الى لبنان؟

هذا كله يحصل فيما وقع الرئيس الاميركي على قانون للامن القومي منح بموجبه مساعدات أمريكية جديدة بمليارات الدولارات,لكل من اوكرانيا واسرائيل قائلا: حزمة المساعدات ستمنح البلدين القدرة على الانتصار,ونقلها سيبدأ في الساعات المقبلة، هي ستسهم في دعم الدفاعات الجوية الاسرائيلية، وهذا يصب مباشرة في مصلحة امننا القومي.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

واشنطن: هناك احتمال لخفض التصعيد والانتقال إلى ترسيم الحدود

غارات الجنوب تُنذر بالأخطر و"بلطجة" نيابية تُمدّد للبلديات

نداء الوطن/25 نيسان/2024

عندما جلس رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس قبالة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في عين التينة، ليتبادلا أطراف الحديث حول جلسة البرلمان اليوم، كان الإعلام في لبنان والعالم ينقل تباعاً أنباء الغارات الإسرائيلية الأعنف على الجنوب منذ 8 تشرين الأول الماضي.

وعلى هذا النحو عاش لبنان أمس، وسيعيش اليوم. فهو واقع بين سلطة سترتكب اليوم جريمة موصوفة في حق الديموقرطية بالإجهاز في الجلسة النيابية على استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، وبين ترك الجنوب في مهبّ «مُشاغلة» أفلتت آلة الإجرام الاسرائيلية من عقالها وأوصلته البارحة الى جحيم الغارات المهولة التي أنزلها الطيران الحربي بالمناطق الحدودية. وسيكون لبنان هذا النهار على موعد في ساحة النجمة، ظاهره تشريع وباطنه «بلطجة» من أجل إلغاء الاستحقاق البلدي والاختياري الذي دعا اليه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي الشهر المقبل. وقدّرت المعلومات أن تنعقد الجلسة النيابية بنصاب سيبلغ 84 نائباً يصوّت من بينهم 67 لمصلحة «تطيير» الاستحقاق، فيما سيعارضه 17 نائباً. أما بقية أعضاء المجلس وعددهم 44 نائباً، فلن يحضروا الجلسة رفضاً لمهزلة الإجهاز على الاستحقاق الانتخابي.

ومن مجزرة الديموقراطية الى محنة الجنوب. فقد أفادت المعلومات الرسمية أنّ إسرائيل استهدفت عيتا الشعب وعدداً من القرى المحيطة بها، وقالت إنّ الطيران الحربي الإسرائيلي نفّذ حزاماً نارياً من الغارات الجوية بلغت أكثر من 13 غارة استهدفت أطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط وخلّة وردة». من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه شنّ «هجوماً واسع النطاق طال حوالى 40 هدفاً»، وصفها بأنها مستودعات وبنى تحتية تابعة لـ»حزب الله» في محيط عيتا الشعب في القطاع الغربي من الحدود الجنوبية، بالطائرات الحربية والقصف المدفعي. وتذرّع بأنّ «الحزب» يستخدم وسائله القتالية في منطقة عيتا الشعب لضرب «الجبهة الداخلية الإسرائيلية».

وشنّ الطيران الإسرائيلي أيضاً، غارات عدة على مواقع في الجنوب، وقصفت المدفعية منطقتي كفرشوبا وشيحين، فيما استهدف «حزب الله» تموضعات وتجمعات ومواقع للجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية. وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أنّ القوات الإسرائيلية تنفّذ «عملية هجومية» على جنوب لبنان، بعد تبادل إطلاق النار على نحو شبه يومي عبر الحدود بين البلدين. وقال في بيان: «انتشر الكثير من القوات عند الحدود، وتقوم قوات الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان بأكمله»، من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية. وأكد أنه تم «القضاء على نصف قادة «حزب الله» في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». وأشار الى «التعامل مع بدائل عدة حتى يتمكن سكان الشمال من العودة إلى منازلهم، والفترة المقبلة ستكون حاسمة» . من جانبه، أكد متحدث من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لوكالة «فرانس برس» أننا «لم نرصد أي عبور بري اليوم (أمس)». وفي واشنطن، تناولت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف في مؤتمر صحافي التقلبات المستمرة والجهود المبذولة لتهدئة التوترات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقالت: «كانت هناك درجة عالية من التقلّب على تلك الحدود، ودرجة مقلقة للغاية من التقلب». وسلطت الضوء على المصاعب التي تواجهها المجتمعات العالقة في النزاع، مشيرة إلى أنّ «المجتمعات على جانبي تلك الحدود اضطرت للإجلاء إلى أجزاء أخرى من لبنان وإسرائيل للبقاء بعيدة عن الأذى». وإذ لفتت الى أنّ «احتمال التصعيد حاد»، أردفت قائلة: «حذرنا إسرائيل بالطبع من ردّها على الهجمات التي بدأها «حزب الله» في الساعات الأولى مع تطور الهجمات. لقد طلبنا من إسرائيل أن تكون حذرة في الطريقة التي تردّ بها».

وختمت: «هناك بالتأكيد احتمال لخفض التصعيد، ثم الانتقال في نهاية المطاف إلى جهد ديبلوماسي لترسيم الحدود».

 

تحرّك فرنسي وقلق بريطاني... فضل الله: لكل مرحلة سلاحها

نداء الوطن/25 نيسان/2024

غداة المحادثات الفرنسية ـ اللبنانية في قصر الاليزيه بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، يُرتقب وصول وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه السبت، في اطار جولة له في الشرق الأوسط، ليناقش مع المسؤولين اللبنانيين «مقترحات فرنسية هادفة لإعادة الاستقرار عند الحدود بين لبنان وإسرائيل». وفي موقف بريطاني، أوضح نائب رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية المارشال الجوي هارفي سميث، بعدما انهى زيارة إلى لبنان استغرقت يومين، أنه كرر خلال اجتماعاته موقف بلاده «المتمثّل في عدم جرّ لبنان إلى صراع إقليمي»، وعملها «بشكل وثيق جنباً إلى جنب مع شركائها اللبنانيين للتخفيف من التوتّر في المنطقة والأعمال العدائية المستمرة على طول الخط الأزرق»، والتزامها المستمر «بدعم الجيش اللبناني»، وذلك وفق بيان للسفارة البريطانية في بيروت، الذي نقل أيضاً عن السفير البريطاني هايمش كاول قلق بلاده «إزاء استمرار القتال في الجنوب»، وقوله: «الآن، وأكثر من أي وقت مضى، مهم أن نعمل معاً لتجنب المزيد من التصعيد في جنوب لبنان والمنطقة». سياسياً، وفيما وضع ميقاتي خلال زيارته عين التينة، رئيس مجلس النواب نبيه بري في نتائج زيارته الأخيرة لفرنسا، وبحثا آخر المستجدات السياسية والميدانية، أعلن النائب حسن فضل الله «أن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، وقد وضعت كل السيناريوات والخيارات والخطط على المستوى العسكري والسياسي والشعبي والإعلامي للتعامل مع أي تطور»، و»عند كل اعتداء، هناك ردّ، ولكل تصعيد يقابله تصعيد، ولكل مرحلة سلاحها ونوعيتها وخططها». أما في المواقف، فقد أبدى السفير السعودي وليد البخاري، الذي زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب لتهنئتهما بعيد الفطر، «حرص بلاده على استقرار لبنان ودعم تعزيز الوحدة والتقارب في ما بين اللبنانيين»، وشدد على «أهمية المساعي والجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان»، آملاً في أن تصل «إلى حلول سريعة من خلال الحوار الذي تجريه مع الجميع»، وذلك وفق المكتب الإعلامي في دار الفتوى. بدوره، اكد دريان ضرورة التعاون مع اللجنة الخماسية، فيما أمل الخطيب في أن تفضي جهودها «إلى ايجاد حلول تخرج لبنان من حالة الانسداد السياسي».

وفي اطار استكمال الجولات التي يقوم بها تكتل «الاعتدال الوطني»، زار وفد منه ضم النواب وليد البعريني، سجيع عطية، محمد سليمان وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في حضور النائب فادي كرم.

أما في ملف النزوح السوري الذي يضغط على لبنان اكثر فأكثر، فقد سأل جعجع: «متى يحذو رئيس الحكومة ووزير الداخلية حذو بريطانيا، ويعملان على متابعة عمل الأجهزة الأمنية من أجل إعادة اللاجئين غير الشرعيين إلى سوريا»؟ وذلك بعدما لفت إلى أن بريطانيا «دولة القانون والمؤسسات، دولة حقوق الانسان والحرية والعدالة، أقر مجلس نوابها (مجلس العموم) قانوناً بترحيل كل مهاجر غير شرعي».وشدّد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب امام سفير هنغاريا في لبنان فيرنز تشيلاغ على ضرورة معالجة ازمة النزوح بأسرع وقت، خاصة بعد التغيير الملاحظ في وجهة نظر الاتحاد الاوروبي لهذا الملف». هذا الملف ناقشه وفد لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية مع ميقاتي، وأكد رئيسها النائب فادي علامة إصرار الدولة اللبنانية على متابعته، وأن «هناك وحدة موقف في لبنان حول ملف النازحين»، وعشية جلسة التمديد للمجالس البلدية والاختيارية اعتبر تكتل «الجمهورية القوية» أنّ التمديد للبلديات هو «المسمار الثالث في نعش الديموقراطية، اذ ان حالة الحرب التي يعيشها أهلنا في الجنوب لا يجب أن تشكل حائلاً دون ممارسة اللبنانيين حقهم الانتخابي، وكان حري بالحكومة ان تجري الانتخابات في المناطق التي لا تشهد توترات أمنية وأن تؤجلها في مناطق الجنوب». وأهاب النائب جورج عقيص بـ»النواب المتردّدين الانضمام الينا ومقاطعة الجلسة»، وقال «في حال أقرّ القانون سنتعامل معه كقانون غير دستوري وسنطعن به». كما أعلنت كتلة «تجدد» مقاطعتها الجلسة «رفضاً للتمديد للمجالس البلدية والاختيارية، باعتبارها استحقاقاً دستورياً من غير المقبول المس بتوقيت ومبدأ إجرائه تحت أي ظرف أو عذر». اخيراً، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال جلسة عند الساعة الرابعة من بعد ظهر غد الجمعة، للبحث في جدول اعمال يتضمّن 36 بنداً.

 

بعد 200 يوم.. تغير بطبيعة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل

بيروت- وسيم سيف الدين/الأناضول/24 نيسان2024

مع مرور 200 يوم منذ بدء الاشتباكات الراهنة بين “حزب الله” وإسرائيل جنوب لبنان، تصاعدت وتوسعت المواجهات تدريجيا وشهدت تغيرا كبيرا على مستوى الرقعة الجغرافية ونوعية السلاح. وكسرت هذه المواجهات قواعد الاشتباك، عبر تغييرات جذرية في طبيعة ومفهوم الاشتباك بين الطرفين؛ ما انعكس على المستوطنات الإسرائيلية الشمالية والجنوب اللبناني. وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ لبنانية في الجنوب. ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يتبادل “حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفا يوميا متقطعا؛ أسفر عن قتلى وجرحى، معظمهم في لبنان. ويقول الحزب إنه يتضامن مع قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر الماضي، لحرب إسرائيلية بدعم أمريكي، خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات فلسطينية وأممية. ووفق خبراء، فإن ثمة تغير أساسي بين حربي 2006 و2023، فلم تعد إسرائيل تمتلك منفردة السيطرة على الجو، إذ أسقط “حزب الله” 3 طائرات مسيّرة إسرائيلية من طراز “هرمس 450” بصواريخ أرض- جو. وهذه أول مرة، يُسقط فيها “حزب الله” هذه المسيّرة، وهي ثالث أكبر مسيرة إسرائيلية، بعدما سبق له أن أسقط مسيّرات صغيرة عبر تقنيات الحرب الإلكترونية. ولذلك، فإن إسقاط “هرمس 450 يعني تقييد حركة الطائرات الإسرائيلية في سماء لبنان، ولهذا قصف الجيش الإسرائيلي دفاعات جوية لـ”حزب الله” في البقاع (شرق)؛ ردا على إسقاط المسيّرة، حسب الخبراء. وإسقاط “هرمس 450، وفق الخبراء، ألقى الضوء على نظام الدفاع الجوي التابع لـ”حزب الله”، الذي نجح في السنوات الأخيرة في تطوير قدراته العسكرية بدرجة كبيرة مقارنة بالحال في حرب يوليو/ تموز 2006. ويأتي التصعيد الراهن بين إسرائيل و”حزب الله”، المدعوم من طهران، عقب شن تل أبيب في 19 أبريل/ نيسان الجاري هجمات بطائرات مسيّرة تم إسقاطها في سماء مدينة أصفان وسط إيران، وفق مصادر متطابقة. وفي 13 أبريل الجاري، أطلقت إيران لأول مرة من أراضيها نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة على إسرائيل؛ ردا على هجوم صاروخي اتهمت تل أبيب بتنفيذه واستهدف القسم القنصلي في سفارة طهران لدى دمشق مطلع الشهر نفسه.

ترسانة ضخمة

ورغم أنه لا يُعرف حجمها، إلا أن “حزب الله” يمتلك، وفق متابعين، ترسانة أسلحة ضخمة تمكن من تطويرها وتوسيعها على مدى السنوات الماضية، في مقابل امتلاك إسرائيل منظومة دفاع جوي متطورة. وفي تصعيد لافت، استخدم الحزب في الأيام الأخيرة أسلحة جديدة للمرة الأولى، منها صواريخ “بركان” ومنصة الصواريخ “ثأر الله” و”فيلق” و”الماس 3. واستخدم الحزب بشكل رئيسي الصواريخ الموجهة وقذائف مدفعية، وبشكل أقل صواريخ أرض- جو، ضد المسيّرات الإسرائيلية. وقال الخبير الاستراتيجي العميد الركن المتقاعد هشام جابر للأناضول إنه “منذ حرب 2006، وسّع حزب الله بشكل كبير ترسانته من ناحية الكمية والنوعية”. وتابع أن “الحزب يمتلك أسلحة كثيرة لم يظهرها بعد، ويُقال إن لديه 10 آلاف صاروخ دقيق جهزها لضرب (مدينتي) حيفا وتل أبيب، في حال فتحت إسرائيل حربا واسعة لا يريد الحزب الذهاب إليها”. ورأى أن “إسرائيل تعمل على التصعيد، وليس حزب الله، في محاولة لاستدراج الحزب ليكون البادئ بالحرب؛ لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستطيع تحمل أن يكون المبادر لإشعال حرب يريدها”. والجانب الإسرائيلي، وفق جابر، “محشور جدا في شمال فلسطين المحتلة (إسرائيل)، ويتعرض لضغط كبير من النازحين الذي تجاوز عددهم مئة ألف، وتعطل الاقتصاد في 28 بلدة وقرية مهجرين من سكانهم (شمال إسرائيل)”. واعتبر أن “إسرائيل لا تستطيع الاستمرار في الحرب لوقت طويل، وخاصة أن نحو 45 ألف عسكري إسرائيلي موجودون في حالة استنفار دائم وتُستنزف يوميا جراء الخسائر التي تتكبدها”. وقال جابر إن “حزب الله متنبه إلى أن إسرائيل تريد أن تستدرجه ليكون البادئ بالحرب، ولهذا تذهب إلى ضرب العمق اللبناني في البقاع، أي على 200 كلم عن الحدود الجنوبية”.  ولفت إلى أن “الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال في أحد خطاباته: إذا وسعوا وسعنا، ولكن لن نوسع بالجغرافيا، بل نوسع بنوعية السلاح وكمية الأسلحة المستخدمة”. وزاد بأن “حزب الله يرد على العدو الضربة باثنتين، ويوقع خسائر في جميع المستوطنات على طول الحدود اللبنانية، ويستهدف مراكز عسكرية وتجمعات لجنود، ولديه بنك أهداف واسع جدا، ولكنه لا يريد توسيع الحرب”. ومنذ أسابيع، تشهد حدود لبنان الجنوبية تصعيدا غير مسبوق بوتيرة ونوعية الهجمات المتبادلة بين “حزب الله” وإسرائيل، والتي ارتفعت حدتها مع ادعاء تل أبيب اغتيالها كوادر من الحزب في غارات متفرقة. ورجح جابر أن “الوضع سيبقى على ما هو عليه حاليا، ولكنه يتوسع تدريجيا، وهي قصة عض على الأصابع (اختبار قوة التحمل)، ومَن يقول الأخ (يتأوه) أولا يخسر، والحزب حريص أن لا ينطقها حاليا، وخاصة أنه لن يفتح الجبهة”.

تصعيد إضافي

أما الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد الركن خالد حماده فرجح، في حديث للأناضول، أن الوضع سيشهد خلال الأسابيع المقبلة “تصعيدا إضافيا، على الأقل من الجهة الإسرائيلية”. وأضاف أن “كل تصريحات قادة إسرائيل تؤشر إلى أن الجبهة اللبنانية أصبحت مؤثرة، ويريد الإسرائيلي أن يذهب بعيدا في اشتباكاته واستهدافاته”. ورأى أنه “في حال الوصول إلى اتفاق هدنة في غزة، سيكون لبنان عرضة لتصعيد؛ فالهدف البعيد في المنطقة أصبح هدفا أمريكيا”. وهذا الهدف، حسب حماده، هو “تأمين استقرار إسرائيل، ولن يبقى وضع الحدود مع فلسطين المحتلة، سواء في لبنان أو سوريا أو غزة، على ما كان عليه قبل 7 أكتوبر الماضي”. وقدَّر أن “حزب الله لم يستخدم سلاحا أو استراتيجية جديدة؛ فهو مقيد بما تسمح به إيران التي لا تريد التصعيد، بل المحافظة على الاشتباك حتى لو على حساب دماء اللبنانيين، لتحسين مفاوضاتها مع أمريكا”. وتابع أن “الحزب ينفذ ما تريده إيران؛ لأن لبنان هو الساحة الوحيدة التي تطل منها طهران على الساحة الإقليمية وتحاور الولايات المتحدة”. حماده اعتبر أن “العمليات الحالية (لحزب الله) ما زالت دون مستوى عمليات 2006، فليس هناك استهداف للعمق الإسرائيلي، بالرغم من ضراوة الضربات الإسرائيلية في العمق اللبناني”. وأردف: “إسرائيل تضرب كافة أهداف حزب الله في العمق من جزين (جنوب) إلى ساحل الشوف (وسط) والهرمل وبعليك (شرق)، بينما إيران تُلزم حزب الله بأن لا يذهب إلى مزيد من التصعيد ويبقى قتاله منضبطا”. واعتبر أن “جبهة لبنان هي الوحيد المشتعلة بالمنطقة، فاشتباكات غزة أصبحت محدودة ومعروفة الأهداف، وهي محاولة للضغط على (حركة) حماس لعلها تخفف شروط التفاوض وإطلاق الأسرى الإسرائيليين”. وتتمسك “حماس” بضرورة إنهاء الحرب، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم، وإدخال مساعدات إنسانية كافية إلى قطاع غزة، فضلا عن إعادة إعماره. ومنذ أكثر من 200 يوم، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”.

 

«نصفهم قتل والآخر مختبىء».. غالانت يدعي قتل عناصر لـ«الحزب»!

جنوبية/24 نيسان2024

اعلن الجيش الإسرائيلي اننا “قصفنا 40 هدفا لحزب الله في عيتا الشعب بجنوب لبنان”، فيما ادعى وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت اننا “نهاجم عناصر “حزب الله” نصفهم قتل والآخر مختبئ”.

واضاف، “الفترة المقبلة ستكون حاسمة في جنوب لبنان”، وسط الانباء عن رفع الجيش الإسرائيلي درجة تأهبه ويغلق الشوارع والطرق المتاخمة للحدود مع لبنان.

 

اسرائيل تستهدف انفاقا ارضية لحزب الله.. وعمليات انتقامية ردا على مجزرة حانين!

جنوبية/24 نيسان2024

صعيد جديد تعيشه الحدود الجنوبية، مع استمرار المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

فقد زنر الطـيران الحربي الاسرائيلي بحزام ناري من الغارات الجوية بلغت اكثر من 13 غارة، اطراف بلدتي عيتا الشعب وراميا ، جبل بلاط وخلة وردة. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان انه دمر منصة لإطلاق صواريخ في طيرحرفا وبنى تحتية لحزب الله في مركبا وعيتا الشعب جنوب لبنان، مضيفاً انه “قصف بالمدفعية منطقتي كفرشوبا وشيحين لإزالة تهديد”. في السياق، اشار مدير مكتب الحدث في فلسطين زياد حلبي الى ان الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان استهدفت على الأغلب أنفاقا أرضية لحزب الله وهي مبرمجة مسبقا وليست ردا على قصف من الحزب. عمليات حزب الله: الى ذلك، أشار “حزب الله” في بيان ان “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‌‌‏والشريفة وفي اطار الرد ‌‏على اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وتحديداً المجزرة ‌‏المروعة في حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين، ‏استهدفنا مستعمرة شوميرا، بلدة طربيخا اللبنانية، بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيوشا”.واعلن الحزب انه استهدف “تجمعاً لجنود العدو في ‏حرش نطوعة ردا على مجزرة ‏‏‏حانين”. كذلك، أعلن “حزب الله”، في بيان، أنّه “‏استهدف عند الساعة 10:05 مموقع الراهب بالقذائف ‏المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة”. وأعلن في بيان آخر ان “في إطار الرد ‏‏على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية و تحديدا المجزرة في ‏‏حانين وسقوط شهداء وجرحى مدنيين، إستهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية يوم الأربعاء 24-04-‏‏‏‏2024 *مبنى يوجد فيه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم بالأسلحة المناسبة وأوقعوهم بين قتيل ‏‏وجريح

 

344 شهيداً وشهيدة في الجنوب خلال 200 يوم… والحزب «يجرد» عملياته ضد إسرائيل

جنوبية/حسيم سعد/24 نيسان2024

مئتا يوم على حرب الإشغال والإسناد، قدم في مئويتها الثانية، كل فريق جردة الخسائر على جانبي الحدود، لا سيما الخسائر البشرية، في وقت شهد فيه هذا اليوم، تصعيداً إسرائيليا عسكرياً وسياسياً، تمثل الأول بتنفيذ أكثر من 15غارة، على بقعة واحدة، فيما حمل الثاني تهديدات من وزير الحرب الإسرائيلي، يتوعد بحسم الأمور على الجبهة الشمالية وأعادة المستوطنين، وزعمه القضاء على نصف قيادات حزب الله وإختباء النصف الآخر .جاء كلام غلانت، مع ورود مقاطع فيديو لنقل تعزيزات إسرائيلية إلى منطقة الحدود الشمالية لفلسطين مع لبنان، فيما وزع حزب الله، قائمة بعلمياته، منذ بدء حرب الإشغال في الثامن من تشرين الاول العام 2023، وذلك على وقع عمليات جديدة، إستهدفت إنتشارات ومواقع للعدو، وغارات هي الأعنف، منذ ستة أشهر، تركزت على محيط عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط، وإمتدت ليلاً إلى منطقة جبل الريحان، في منطقة جزين، وذلك تزامناً مع إعلان وزارة الصحة اللبنانية، في تقريرها حول الوضع في الجنوب، عن تسجيل 1359 إصابة في الجنوب، بينها 344 شهيداً وشهيدة، غالبيتهم من الذكور.  وأعلن “حزب الله”، في جردة تفصيلية حول مجريات العمليات العسكرية عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، أنه كبد العدو الإسرائيلي ألفي إصابة بين قتيل وجريح، وتنفيذ 1650 هجوماً متنوعاً، من ضمنها إسقاط 5 مسيرات، وإستهداف 67 مركز قيادي، ومصنعين عسكريبن، وتنفيذ 55 هجوماً جوياً، إضافة إلى إرغام 230 ألف مستوطن على النزوح، من مستوطناتهم، باتجاه الداخل الفلسطيني المحتل، من 43 مستوطنة. كما رد “حزب الله”، على مجزرة حانين، التي إستشهدت فيها المواطنة مريم قشاقش وإبنه شقيقها سارة قشاقش 10 سنوات، التي يفترض أن تشيع غداً في حانين، وهاجم على التوالي إنتشاراً لجنود العدو في مستطونة ” نطوعة” ومواقع رويسات العلم، ومبنى يتحصن فيه جنود إسرائيليون في أفيفيم، وموقع الراهب، كما شيع الحزب، في بلدة قلاويه، في منطقة بنت جبيل الشهيد المهندس حسين عزقول، الذي أغتيل امس بطائرة مسيرة إسرائيلية إستهدفت سيارته، في منطقة عدلون، على طريق عام صيدا – صور ، بمشاركة النائب حسن فضل الله، الذي أعلن جهوزية المقاومة لأي رد .

 

العمليات الإسرائيلية التدميرية: لتهجير الجنوب وإجبار "الحزب" على التفاوض؟

منير الربيع/المدن/25 نيسان/2024

في الجنوب، وعلى مدى الأشهر الطويلة من المواجهات المستمرة، ثمة عامل إنساني واجتماعي لا يأخذه كثر في الحسبان. وهذا أكثر ما يشكل تحدياً وتهديداً وإحراجاً للإسرائيليين. ذاك العامل يرتبط ببقاء الناس في منازلها، على الرغم من معايشة حالة الحرب الحقيقية الدائرة هناك. وهي التي لا يعيشها اللبنانيون الآخرون حتى في مناطق جنوبية ربما لا يصلها دوي الانفجارات والقصف والغارات.

التمسك بالأرض

لربما كان مشهد "الزحف" البشري الكبير في أيام عيد الفطر باتجاه القرى الجنوبية أحد أكثر المشاهد الاستفزازية للإسرائيليين. وهذا له مجموعة أسباب واعتبارات. أولاً، هناك ثقة عامة بأن الإسرائيليين يركزون على استهداف المواقع العسكرية أو التي فيها شبهة بذلك. لا سيما أن كل ضربة سابقاً حصلت واستهدفت مدنيين كان الإسرائيليون يوصلون رسائل بأنهم لم يتقصدوا ذلك. ثانياً، قناعة لبنانية بأن الإسرائيليين لن يستهدفوا المدنيين من خلال ارتكاب مجازر. وهم يستندون إلى ما قاله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إحدى إطلالاته السابقة، في معرض ردّه على كلام اسرائيلي بعدم استهداف المدنيين. إذ قال بما معنا أنهم لا يستهدفون المدنيين أو المنشآت المدنية، لأنهم لا يستطيعون ذلك ويتحسبون للردّ الأكبر والأعنف الذي سيقدم عليه الحزب. ثالثاً، هناك جانب من التحدي لدى الجنوبيين للتركيز على مسألة التمسك بالأرض والتشبث بها فوق الدمار وعلى الرغم من المواجهات. رابعاً، جزء من المواجهة والتحدي يتصل بإنتاج نزعة متفوقة على الإسرائيليين، الذين اضطروا إلى إجلاء كل سكان المستوطنات الشمالية، وألغوا الحياة بشكل كامل فيها، وسط ضغوط كبرى يمارسها هؤلاء السكان على الحكومة الإسرائيلية، باعتبارها قد تخلت عن الشمال وغير قادرة على فعل شيء، بينما اللبنانيون يمارسون حياتهم وموجودون.

الأرض المحروقة

كل هذه العوامل بالإضافة إلى عناصر أخرى، تدفع الإسرائيليين الى تكثيف عملياتهم العسكرية التدميرية. ووفق هذه القراءة، يمكن توصيف الغارات الكثيفة والمتزامنة التي شنّت الأربعاء باتجاه بلدة عيتا الشعب، وهي أكثر البلدات التي تعرضت لعمليات قصف. وقد يكون هناك أهداف متعددة من وراء ذلك. أولها أن يتم جعل المنطقة غير مأهولة، واعتماد سياسة الأرض المحروقة، وتخويف الناس في القرى الحدودية لدفعهم للمغادرة. ثانيها، ما يحاول الإسرائيلي تسويقه بأن هذه المنطقة تحتوي على أنفاق عسكرية لحزب الله، لا سيما أن الإسرائيليين ووفق سرديتهم يعتبرون أن كل القرى الحدودية فيها أنفاق. هناك جانب آخر في السردية الإسرائيلية لا يجب إغفاله، خصوصاً بالنظر الجغرافي لعيتا الشعب، والتي تبدو إحدى أكثر البلدات التي يهتم بها حزب الله، نظراً لموقعها. فيما يحاول الإسرائيليون من خلال هذه الضربات اكتشاف ما لدى الحزب فيها، أو ربما ما هو تحت الأرض، أو التلويح بأنه يمهد لتوغل عسكري باتجاهها، سيكون هدفه وعنوانه هو تدمير الأنفاق. ولكن هنا لا يمكن التنبؤ بالمفاجآت التي يحضرها حزب الله، خصوصاً أن الإسرائيليين يضعون في حساباتهم أنهم سيتعرضون لكمائن كبيرة وخسائر كثيرة، فيلجؤون إلى عمليات التدمير لتخويف الناس والضغط على الحزب لتجنب مثل هذه السيناريوهات، أو المواجهة المباشرة الالتحامية. ما يجري من تصعيد العمليات والعمليات المضادة، هو نوع من الضغط المتبادل، في سبيل إعادة رسم قواعد اشتباك جديدة كي لا يتسع إطار المواجهات أو الضربات التي قد تتحول الى حرب واسعة. الإسرائيليون يسعون من خلال معادلة تخويف الناس وزيادة الضغط العسكري على الحزب، دفعه إلى القبول بالمفاوضات ووقف المواجهة، في مقابل إصرار حزب الله على رفض هذه المعادلة وتوسيع نطاق استهدافاته وصولاً إلى شمال عكا، في إطار إبراز استعداده لأي تصعيد أو سيناريو مستقبلي.

 

نواب صيدا وجزين ضد التمديد: هياكل الدولة تتساقط تباعاً

محمد دهشة/نداء الوطن/25 نيسان/2024

خارج الاصطفاف السياسي الحاد، يمضي نائبا صيدا عبد الرحمن البزري وأسامة سعد ومعهما نائب جزين المستقل شربل مسعد، في التعبير عن مواقفهم إزاء أي استحقاق، سواء كان رئاسياً أو بلدياً أو اختيارياً، أو يتعلق بالملفات اللبنانية الساخنة وفق ما يرونه مناسباً للمواطنين الذين منحوهم ثقتهم في الانتخابات النيابية الأخيرة، حيث خاضوا المعركة متحالفين، وبعيداً عن أي تحالف مع أحزاب وقوى السلطة. اليوم، يكرّر النواب البزري وسعد ومسعد مواقفهم المبدئية مع الاستحقاق البلدي، حيث من المقرر أن يعقد مجلس النواب جلسة تشريعية للتصويت على اقتراح القانون المعجل المكرر الذي يهدف إلى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية الحالية حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025، وقد تقدّم به النائب جهاد الصمد، وسط انقسام بين مؤيد ومعارض ومتحفظ. سعد أبلغ مجلس النواب أنه سيتغيب عن حضور الجلسة لأسباب صحية، مؤكّداً أن موقفه ضد التمديد، وذلك بعدما تعرض لوعكة صحية في 17 نيسان وخضع لعملية قسطرة في القلب في مستشفى لبيب الطبي في صيدا. وأرفق بلاغه بالكتابة على منصة "إكس": الوزير المولوي يحدد مواعيد انتخابات البلديات والنائب الصمد يقترح قانوناً للتمديد الثالث للبلديات... التكاذب المتبادل فادح، هياكل الدولة تتساقط تباعاً".

بالمقابل، قال مسعد لـ"نداء الوطن": "موقفنا واضح بالنسبة للانتخابات البلدية والاختيارية، نحن مع إجرائها وضد التمديد أو التأجيل"، وأوضح أنه لم يشارك في العام الماضي في جلسة التمديد بل تقدّم بطعن إلى المجلس الدستوري بالموضوع، وأنه "مع إجراء كل الاستحقاقات على اختلافها في مواعيدها لأنها من أسس الحياة الديمقراطية. وأكثر من ذلك، نحن نعتبر أن المجلس النيابي هيئة انتخابية وليس تشريعية، في ظل الفراغ الرئاسي، وأن المهمّة الأولى له هي انتخاب الرئيس كي تستقيم الأمور وسنحضر اليوم مع البزري إلى البرلمان لاعلان موقفنا من دون المشاركة في الجلسة لأننا ضد التمديد". على المستوى الشعبي، يراقب أبناء منطقتي صيدا وجزين الجلسة وسط انقسام واضح، البعض مع التمديد ارتباطاً بموقف الثنائي الشيعي أي حركة "أمل" و"حزب الله" وامتداداً إلى "التيار الوطني الحرّ" الذي قرّر حضور الجلسة والتصويت مع التمديد" (لا يتمثلون بدائرة صيدا – جزين نيابياً)، والبعض الآخر ضدّه ارتباطاً بموقف "القوات اللبنانية" (يتمثلون بالنائبين غادة أيوب وسعيد الأسمر) والنواب المستقلين (البزري، سعد ومسعد)، و"الكتائب"، فيما نائب "الجماعة الإسلامية" عماد الحوت سيشارك، ولكنه سيصوت ضدّ التمديد. في معادلة انقسام الآراء، لكل واحد منهم أسبابه ومبرّراته، المؤيدون يؤكدون أن العدوان الإسرائيلي على الجنوب سبب كاف للتأجيل، فلا يعقل أن تجري الانتخابات في مناطق من دون أخرى، وحتى لو جرت الانتخابات والدولة شبه مفلسة كيف للبلديات أن تقوم بدورها التنموي من دون أن تقبض مستحقاتها المالية، بينما المعارضون يشدّدون على ضرورة إجرائها باعتبارها استحقاقاً دستورياً من غير المقبول المسّ بتوقيته ومبدأ إجرائه تحت أي ظرف أو عذر"، ناهيك عن كونها حلقة إضافية في سياق التعطيل المستمر للانتخابات الرئاسية وسائر الاستحقاقات ومنها تشكيل الحكومات. يبقى الإشارة إلى أن تأجيل الانتخابات عبر التمديد يتطلب قانوناً يصدر عن البرلمان، ويخضع للمراجعة من قبل المجلس الدستوري في حال تقدم 10 نواب أو إحدى المرجعيات الدستورية المختصة بطلب لإبطاله.

 

"حزب الله" وعراقيون يسدّون الفراغ وإيران تُقلّص وجودها في سوريا

نداء الوطن/25 نيسان/2024

أفاد أمس مصدر مقرّب من «حزب الله» و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» وكالة «فرانس برس»، أنّ إيران قلّصت وجودها العسكري في سوريا، بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت عدداً من قادتها العسكريين. وقال مصدر «الحزب» للوكالة إنّ القوات الإيرانية «أخلت منطقة الجنوب السوري، وانسحبت من مواقعها في ريف دمشق ودرعا والقنيطرة»، خلال الأسابيع الماضية. وأضاف أنه بقي للإيرانيين في دمشق «مكتب تمثيلي فقط يتمّ عبره التواصل بين الدولة السورية والحلفاء». وأشار الى أنّ الاجتماعات «كانت تُعقد داخل القنصلية الإيرانية، ظناً (من منظّميها) أنهم بمأمن من الضربات الإسرائيلية». بدوره، قال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن: «أخلت القوات الإيرانية مقرّات بدءاً من دمشق وفي جنوب البلاد، وصولاً الى الحدود مع الجولان المحتل من إسرائيل، خشية استهدافها مجدداً». وأضاف أنّ مقاتلين من «حزب الله» وآخرين عراقيين حلّوا محل القوات الإيرانية في المناطق المذكورة. ونقلت الوكالة الفرنسية عن زوّار العاصمة السورية قولهم إن الحضور الإيراني بات أقل وضوحاً في دمشق، مع إغلاق مكاتب وإزالة صور ولافتات وأعلام كانت مرفوعة في العديد من الأحياء. ويتركّز الوجود الإيراني حالياً، وفق المصدر المقرّب من «حزب الله» و»المرصد»، في منطقة السيدة زينب ومحيطها جنوب دمشق. وجاء تقليص عدد القوات الإيرانية بعد غارة المزّة في دمشق في 20 كانون الثاني الماضي والتي أودت بخمسة مستشارين إيرانيين، بينهم مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه. وبحسب «المرصد»، غادرت دفعة من المستشارين الإيرانيين خلال شهر آذار عدّة مناطق في سوريا، من بينها بانياس. وفي وقت لاحق، نقلت مواقع إخبارية عن «مسؤول في محور المقاومة» قوله: «لا توجد في سوريا من الأساس أي قوات إيرانية، بل مستشارون عسكريون وبشكل قانوني وباتفاق مع السلطات السورية».

 

ثفاصيل الأخبار والإقليمية

مزاعم إسرائيلية بتأييد الإدارة الأميركية «اجتياحاً محدوداً» في رفح

العديد من الإسرائيليين يحذرون من أنها مغامرة ليست مضمونة النتائج

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

على الرغم من نفي واشنطن، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن الإدارة الأمريكية غيرت موقفها، مؤخراً، ووافقت على أن تقوم إسرائيل باجتياح لمدينة رفح، ولكن بشرط أن يكون ذلك اجتياحاً محدوداً. لكن هذه الموافقة، زادت من تحذيرات من قوى عديدة داخل إسرائيل، تعد هذا الاجتياح عملاً غير مهني من الناحية العسكرية ولا جدوى منه، بل قد يكون مغامرة غير مضمونة النتائج. وقالت هذه المصادر، إن واشنطن التي اطلعت على أربع خطط لاحتلال رفح، ما زالت تشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين خلال هذا الاجتياح، وقد اعترضت على الخطط الأربع وتنتظر تقديم خطة جديدة. الخطة الأخيرة تتحدث عن تقسيم رفح إلى أربعة أقسام، ينفذ احتلالها مربعاً تلو الآخر. فإذا فشلت في حماية المدنيين، توقف العملية وإن نجحت تواصل نحو المربع التالي. وبحسب صحيفة «يسرائيل هيوم»، فإن القرار الإسرائيلي بالاجتياح «جاء بعد أشهر طويلة من التأجيلات والمداولات والضغوط الدولية والجدالات الحزبية، والتغيير الأمريكي في الموقف جاء بعد رد قائد حماس في القطاع، يحيى السنوار، قبل بضعة أيام، برفض اقتراح الوسطاء لصفقة المخطوفين». وأبلغ رئيس فريق المفاوضات، ديفيد بارنياع، رئيس «الموساد»، أن «السنوار لا يريد صفقة إنسانية وإعادة المخطوفين ويواصل استغلال التوتر مع إيران والسعي إلى وحدة الساحات وإلى تصعيد شامل في المنطقة». تضيف الصحيفة: «يمكن الافتراض بأن ضبط النفس الإسرائيلي بالنسبة للرد على هجوم الصواريخ والمسيّرات من جانب إيران، والرد الموضعي المنسوب لها تجاه منظومة الدفاع الجوي الإيراني قرب أصفهان، يرتبطان أيضا بتليين المواقف الأميركية من العملية في رفح».

وذكرت قناة «كان 11»، أن عملية التحضير لاجتياح رفح وإخلاء السكان المدنيين في المدينة الذين يعدون نحو 1.4 مليون فلسطيني ستستغرق نحو ثلاثة أسابيع، على افتراض أن حماس لن تمنع المواطنين الفلسطينيين من الفرار من المكان، وفترة أطول في حال منعتهم. وقالت إن العملية العسكرية نفسها ستستمر، حسب التقديرات، لنحو ستة أسابيع، ولكن هناك شكوك كبيرة في أن تكون مجدية في تحقيق أهدافها المعلنة وهي «تصفية حماس في رفح وتحرير الرهائن المحتجزين هناك».

وتقول «يسرائيل هيوم»، إنه مهما يكن من أمر، فالجيش قال في الفترة الأخيرة إن أربع كتائب لحماس في رفح ليست من الكتائب الأقوى للحركة في القطاع. وإن الكتائب الأقوى التي فككت في الأشهر الأخيرة كانت في مدينة غزة وفي خان يونس. وحسب التقديرات، «تمكن غير قليل من المخربين في الأشهر الأخيرة من الفرار إلى رفح، وبالتالي لا يستبعد الجيش الإسرائيلي قتالاً شديداً في المكان».

تضيف الصحيفة: «يجب الانتباه إلى التقديرات بوجود مخطوفين تم تهريبهم إلى رفح، وإحدى المهام المركزية للقوات ستكون محاولة إعادتهم. فمنذ بداية الحرب نجح الجيش الإسرائيلي في أن ينقذ بقوة الذراع ثلاثة مخطوفين أحياء فقط والعثور على بضع جثث لمخطوفين. قيادة الجيش قالت في الأسابيع الأخيرة إنها تؤيد الصفقة لأنها الطريقة الأفضل لإنقاذ المخطوفين وهم على قيد الحياة. لكن كما أسلفنا، فإن السنوار الذي لا يعاني من ضغط سياسي، يتمتع بمساعدة إنسانية من دولة إسرائيل بالمجان من خلال ضغط العالم، ولا يواجه ضغطاً عسكرياً ذا مغزى في الأسابيع الأخيرة، ويصر على الشروط الأولية غير المقبولة من ناحية إسرائيل». في الأثناء، باشرت إسرائيل في إقامة «حقل خيام» ضخم لاستيعاب مئات ألوف الفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم من رفح. ويقول أفريام غانور، الذي يعد من أهم الخبراء في مكافحة الإرهاب: «بعد أكثر من نصف سنة على حرب لا ترى نهايتها، في الوقت الذي يوجد هناك من يجعل الدخول المتوقع للجيش الإسرائيلي إلى رفح هدفاً سيوفر صورة النصر لهذه الحرب، فإن الواقع عملياً مختلف تماماً. فالدخول إلى رفح، المعقل المحصّن الأخير لحماس وكذا مكان مخطوفينا الذين سحبوا إلى هناك مع تيار المخربين الذين فروا إلى معركة البقاء الأخيرة، يرفع بقدر كبير الخوف لأنه في أثناء مناورة الجيش سيتأذى المخطوفون أيضاً». وقال إن من يوهم نفسه بأن رفح ستكون اللحظة الأخيرة لهذه الحرب وستؤدي إلى تقويض حماس، لا يفهم على ما يبدو تصريح نتنياهو بأننا على مسافة خطوة من النصر... نكتة هذيان منقطعة عن الواقع. فمئات المخربين الذين نجوا من هجوم الجيش الإسرائيلي على مدى نصف سنة من الحرب انتشروا في أرجاء القطاع، من بيت لاهيا وبيت حانون في الشمال حتى بني سهيلا وخان يونس في الجنوب. ويسيطرون على الأماكن التي خرج الجيش الإسرائيلي منها، ويطلقون الصواريخ وقذائف الهاون نحو بلدات الغلاف وبينها عسقلان. هم يعرفون المنطقة على نحو ممتاز، الأنفاق وفوهاتها. واقترح إقامة جهاز مدني من السكان المحليين غير المشاركين في الحرب، يحل المشكلات الإنسانية، كالطب، والتعليم، والأمن الشخصي، والعمل. مشدداً على أنه من دون هذا الجهاز، سيصبح قطاع غزة صيغة أخرى من حرب فيتنام التي تورط فيها الأميركيون في حرب عصابات ضروس على مدى نحو تسع سنوات مع 58 ألف قتيل، وفي النهاية طووا ذيلهم وأعادوا قواتهم إلى الديار مع انتصار شمال فيتنام. وعدّ الخطأ الأكبر لهذه الحكومة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أنها بدلاً من أن تقيم أجهزة السيطرة المدنية تلك، يتصرف الجيش الإسرائيلي اليوم في قطاع غزة مثلما في الضفة، «يدخل بقوات محدودة نسبياً لاستعراض القوة ولضرب المخربين، بحسب المعلومات الاستخبارية، ويتعرض للإصابات ويكون بعيداً عن خلق ردع – سيطرة». ويختتم غامور، بقوله: «هذه وصفة مؤكدة للتورط، لأنه مع الزمن سيتعلم المخربون الذين يعرفون المنطقة والجيش الإسرائيلي جيداً، نقاط ضعف الجيش داخل القطاع، ما سيكلف ثمناً دموياً باهظاً وأليماً».

 

«200 يوم على حرب غزة»... ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟

القاهرة: فتحية الدخاخني/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

بعد مرور 200 يوم على اندلاع الحرب في قطاع غزة، لا تزال الجهود الرامية لوقف إطلاق النار مستمرة، حتى لو بصورة مؤقتة، وإن لم يكن هناك «أفق واضح» بشأن قدرة جهود الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة على «حلحلة الأزمة»، في ظل «عقبات وعثرات» عدة عرقلت التوصل إلى اتفاق «هدنة»، بين إسرائيل وحركة «حماس»، حيث يتمسك كل طرف منهما بشروطه، دون «أي رغبة في إبداء تنازلات». ولم تتوقف الحرب منذ انطلاقها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، سوى أسبوع واحد، عقب اتفاق بين الجانبين (إسرائيل حركة «حماس»)، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بوساطة مصرية - قطرية، أطلقت خلاله «حماس» سراح ما يزيد على 100 من المحتجزين لديها في حين أفرجت إسرائيل عن سراح نحو ثلاثة أمثال هذا العدد من الأسرى الفلسطينيين. ومنذ تلك «الهدنة الوحيدة» دأب الوسطاء على الدفع في اتجاه اتفاق آخر «أوسع وأكثر شمولاً»، لكن جهودهم لم تؤتِ ثمارها حتى الآن؛ ما أرجعه خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، إلى «حسابات خاطئة من جانب طرفي الصراع (إسرائيل وحركة «حماس»)». ويوضح عكاشة، لـ«الشرق الأوسط»، أن «تل أبيب قبٍلت بالهدنة الأولى اعتقاداً منها أنها ستسهم في تخفيف الضغط، من ثم حسم المعركة بسرعة لصالحها، في حين كانت (حماس) تأمل أن تستطيع خلق ضغط دولي يدفع نحو إنهاء الحرب؛ اعتقاداً منها أن قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اتفاق معها يضعف موقفه، ويكسر من صورته داخل المجتمع الدولي؛ كونه يصنف الحركة (إرهابية)».لكن يبدو أن أياً من تلك الآمال لم يتحقق، فلا تزال أتون الحرب مشتعلة، دون أفق واضح لإمكانية وضع حد لها في المستقبل القريب. وخلال الأشهر الماضية، كان الأمل في تحقيق «هدنة» يتصاعد حيناً، ويخبو حيناً آخر، في ظل اصطدام جهود الوسطاء بـ«تعنت إسرائيلي» مستمر، وبـ«شروط» لا تقبل حركة «حماس» التنازل عنها. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، عوّل كثيرون على «إطار اتفاق هدنة من ثلاث مراحل، مدة كل مرحلة 40 يوماً» تم التوافق عليه في اجتماع عقد في باريس، بحضور رؤساء استخبارات مصر والولايات المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى رئيس الوزراء القطري. وكان ينتظر أن يؤدي، إذا ما وصل إلى مرحلته الأخيرة، إلى مناقشة وقف كامل للحرب.

لكن هذا الإطار، الذي وُصف في حينه من قِبل مسؤولين في إسرائيل والولايات المتحدة بـ«البنّاء»، لم يتحول واقعاً، بعد ست جولات من المفاوضات الماراثونية غير المباشرة، انتقلت من باريس إلى القاهرة والدوحة، ثم باريس مرة ثانية. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يناقش مع رئيس المخابرات الأميركية ويليام بيرنز جهود الوساطة (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

ووسط تفاؤل حذر، توقع مراقبون أن تسفر المفاوضات عن اتفاق خلال شهر رمضان الماضي، حيث كان الوسطاء يسعون بجدية لتقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة «حماس»، لكن على ما يبدو كان للطرفين حسابات أخرى، حيث «رفضت تل أبيب تقديم تنازلات» بشأن الانسحاب من قطاع غزة أو السماح بعودة النازحين إلى شمال القطاع، آملة في تحقيق انتصار في المعركة. بينما كانت «حماس» تعول على «إمكانية اشتعال الشارع العربي في رمضان؛ ما قد يشكل ضغطاً على حكومة نتنياهو». ومرة أخرى، يبدو أن «الحسابات الخاطئة تحكم مواقف الطرفين»، فلا الشارع العربي اشتعل كما أملت «حماس»، ولا إسرائيل حققت أهدافها بالقضاء على الحركة. وهنا يقول عكاشة إن «الطرفين دخلا المفاوضات مجبرين، دون إرادة حقيقية في الاتفاق». لكن هذا لم يثنِ الوسطاء عن تكرار المحاولة، لتستضيف القاهرة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، جولة جديدة من المفاوضات، عرض خلالها مدير المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز مقترحاً للتهدئة تم تسليمه إلى حركة «حماس». ونص المقترح، وفق ما تم تداوله إعلامياً، على هدنة من ستة أسابيع يتم خلالها إطلاق سراح 40 رهينة إسرائيلية في مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يومياً وعودة النازحين من شمال غزة إلى بلداتهم. ورغم تأكيدات مصرية بأن الجولة الأخيرة «شهدت تقدماً ملحوظاً»، وحديث مراقبين عن إمكانية الوصول إلى اتفاق خلال عيد الفطر، لم يتمكن الوسطاء من إقناع الطرفين بقبول الصفقة، لتصل المفاوضات إلى «طريق مسدودة». وهنا يقول خبير الشؤون الإسرائيلية إن «أياً من الطرفين لا يرغب في تقديم تنازلات؛ لأن ذلك معناه خسارته المعركة»، مشيراً إلى أن «تل أبيب تسعى لتحقيق نصر عسكري عبر اجتياح مدينة رفح، وتتجه حركة (حماس) إلى الانتحار السياسي». وأصبح مصير المفاوضات مجهولاً، لا سيما مع إعلان رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن «بلاده تقوم بعملية تقييم شامل لدور الوساطة الذي تقوم به»، إثر اتهامات إسرائيلية وأميركية للدوحة بـ«عدم ممارسة ضغط كافٍ على (حماس)». لكن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أكد في مقابلة له مع شبكة «سي إن إن» الأميركية الأسبوع الماضي، أن «المحادثات مستمرة ولم يتم قطعها أبداً»، وإن أشار إلى أنه «لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد». ومنذ جولة المفاوضات غير المباشرة، التي استضافتها القاهرة في السابع من أبريل (نيسان) الحالي، لم يتم الإعلان عن موعد جديد لاستئناف المباحثات، بينما تتبادل إسرائيل وحركة «حماس» المسؤولية عن «عرقلة» جهود الوساطة.

 

بعد 200 يوم... إسرائيل «عالقة» في حرب من دون حسم

محللون بارزون: غطرستنا ستقودنا إلى هزيمة تاريخية

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

رغم مرور 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة، من الصعب أن تجد أحداً في إسرائيل يتحدث عن «انتصار ساحق» سوى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. حتى الجيش، الذي لا ينافسه أحد في الغرور والغطرسة، ويفترض فيه أن ينهي الحرب بانتصار، بات يتحدث بلغة أكثر تواضعاً. وأنزل سقف التوقعات من هذه الحرب، من «إبادة حماس» إلى «شل قدرتها على الحكم»، ومن «تحرير المختطفين بالقوة» إلى «تحريرهم بالقوة أو بالمفاوضات»، بيد أن نتنياهو يصر على لغة الانتصار الساحق. وبالمقابل، فإن كبار الخبراء يرفضون هذا المنطق، ويحذرون من فشل كبير، بل إن عدداً منهم يحذر من هزيمة. خبير الشؤون الأمنية والاستراتيجية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، يقول: «نحن عالقون. ووصلنا في هذه الحرب إلى باب موصود استراتيجياً». ويؤكد أنه في قضية الأسرى: «إسرائيل فقدت بمبادرتها كل وسائل الضغط على (حماس)».

وفي قضية اجتياح رفح «لا يزال نتنياهو يدير مفاوضات مع واشنطن حول حجم العملية الإسرائيلية وجدواها، والأميركيون لم يصادقوا على الخطط الإسرائيلية حتى الآن»، وفي قضية «اليوم التالي» ما زالت إسرائيل تتخبط، وكل اقتراحاتها في الموضوع غير واقعية و«حماس»، رغم أنها خسرت نحو 75 في المائة من قوتها العسكرية، ما زالت تسيطر على كثير من المناطق والمجالات. وعلى الجبهة اللبنانية «يتصاعد التوتر، ولكن لا يوجد حسم باتجاه حرب شاملة أو اتفاق سياسي، والجميع ينتظر انتهاء القتال في غزة»، وعلى جبهة إيران «تفشل إسرائيل في إنشاء تحالف إقليمي؛ لأنها لا تتقدم في الموضوع الفلسطيني، ولا تعترف بالأمر الأساسي، وهو أن هذه القضية هي المفتاح لتسوية كل المشكلات». ويختتم الخبير الإسرائيلي قائلاً: «إسرائيل مجبَرة على التنازل عن موقفها المتصلب تجاه القضية الفلسطينية والتجاوب مع المطلب الأمريكي. فمن دون التعاون الاستراتيجي مع إدارة الرئيس جو بايدن، فإننا لن نظل عالقين في طريق دون مخرج فحسب، بل إننا سننهي الحرب بهزيمة».

ماذا تحقق؟

وعلى النهج نفسه تقريباً، يقول الفيلسوف الإسرائيلي العالمي، يوفال نواح هراري، في مقال له في «هآرتس»، إن «الحرب أداة عسكرية لتحقيق الأهداف السياسية، وهناك معيار واحد للنجاح في الحرب: هل جرى تحقيق الأهداف السياسية؟ بعد مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المروعة، اضطُرت إسرائيل إلى العمل لإطلاق سراح المختطفين ونزع سلاح (حماس)، لكن هذه لم تكن أهدافها الوحيدة. وفي ضوء التهديد الوجودي الذي تشكله إيران وعملاء الفوضى التابعون لها، كان على إسرائيل أيضاً أن تعزز التحالف مع الديمقراطيات الغربية، وتعزز التعاون مع العناصر المعتدلة في العالم العربي، وتؤسس نظاماً إقليمياً مستقراً، لكن حكومة نتنياهو تجاهلت كل هذه الأهداف، وبدلاً من ذلك سعت إلى الانتقام، ولم تطلق سراح جميع المختطفين، ولم تقضِ على (حماس)». ويزيد هراري: «لقد تسببت (حكومة نتنياهو) عن عمد في وقوع كارثة إنسانية هائلة على 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ما أدى إلى تقويض الأساس الأخلاقي والسياسي لوجود دولة إسرائيل. كما أن الكارثة الإنسانية في غزة، وتدهور الوضع في الضفة الغربية يعملان أيضاً على تغذية الفوضى، وتشويه تحالفنا مع الديمقراطيات الغربية، ويجعلان من الصعب التعاون مع دول مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية. وبعد أكثر من 6 أشهر من الحرب، لا يزال كثير من المختطفين في الأسر، ولم تُهزم (حماس) بعد، لكن قطاع غزة مدمر بالكامل تقريباً، وقُتل عشرات آلاف من مواطنيه، وأصبح معظم سكانه لاجئين يتضورون جوعاً».

دولة منبوذة

ومن وضع غزة إلى وضع إسرائيل نفسها، ينتقل هراري في تحليله، ويقول: «إلى جانب غزة، جرى تدمير الوضع السياسي لإسرائيل أيضاً، التي أصبحت دولة منبوذة ومكروهة حتى من قبل الكثيرين الذين كانوا أصدقاء لها قبل وقت ليس ببعيد. إذا اندلعت حرب شاملة وطويلة الأمد ضد إيران ووكلائها، فإلى أي مدى يمكن لإسرائيل أن تثق بأن الولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية والدول العربية المعتدلة سوف تخاطر من أجلها، وتزودها بالمساعدة العسكرية والدبلوماسية التي تحتاج إليها؟ وحتى لو لم تندلع مثل هذه الحرب، فإلى متى ستتمكن إسرائيل من البقاء دولةً منبوذةً؟ ليس لدينا موارد روسيا. ومن دون علاقات تجارية وعلمية وثقافية مع بقية العالم، ومن دونها الأسلحة والمال الأميركيين، فإن السيناريو الأكثر تفاؤلاً الذي يمكن أن نطمح إليه هو أن نكون كوريا الشمالية في الشرق الأوسط». ويختتم هراري: «تتركز عيون معظم الإسرائيليين الآن على طهران، وحتى قبل ذلك لم نكن نريد حقاً أن نرى ما يحدث في غزة والضفة الغربية. ولكن إذا لم نقم بتغيير جذري في تعاملنا مع الفلسطينيين، فإن غطرستنا ورغبتنا في الانتقام ستقوداننا إلى هزيمة تاريخية». وفي هذه الأيام، التي يحيي فيها اليهود في إسرائيل والعالم أول أيام عيد الفصح العبري، يرجعون إلى التوراة. وفيها قصة مهمة تتعلق باليهود وغزة. إنها قصة شمشون الجبار، ذلك البطل اليهودي الذي اختطفه الفلسطينيون إلى غزة، واحتُجز في الأسر وفي الظلام وتعرض لتعذيب شديد. والعقلاء يعدونها رمزاً مخيفاً جداً.

أطول حرب

ويقول الكاتب في «معاريف»، بن كسبيت: «لقد قال شمشون: (سأنتقم انتقامة واحدة... ولتمت نفسي مع الفلسطينيين). منذ 7 أكتوبر، أصبحنا مشابهين جداً لشمشون في أشياء كثيرة – الغطرسة، والعمى، والانتقام، والانتحار – لدرجة أنه من المخيف جداً أن نتذكر البطل المتعجرف الذي انهار المنزل على رأسه وقتل روحه في سبيل قتل الفلسطينيين». إن الإسرائيليين، حتى المؤيدين لنتنياهو، يشعرون بأن خطأً ما كبيراً حدث في هذه الحرب، يجعلها «أطول حرب في تاريخ الدولة» ويظهرها عاجزة عن إيجاد مخرج مشرف منها، ويبقيها بعيدة عن تحقيق أي من أهدافها. لقد حصدت هذه الحرب حتى الآن نتائج مأساوية أيضاً للإسرائيليين. ووفق الإحصاءات الرسمية للجيش الإسرائيلي، قُتل في الحرب حتى الآن 1483 إسرائيلياً، بينهم 605 جنود، و61 رجل شرطة، و5 من رجال المخابرات، و8 من قوات الدفاع المدني، و804 مدنيين، وجرح 3294 بينهم 1583 جندياً، وهذا عدا المصابين النفسيين، ومع ذلك فهناك أصوات كثيرة تشكك في صحة الأرقام، وتتحدث عن خسائر أكبر. كذلك فهناك 133 أسيراً، بينهم 31 قُتلوا بشكل مؤكد، ويوجد أكثر من 100 ألف مواطن جرى إخلاؤهم من بيوتهم في البلدات الواقعة شمال إسرائيل وفي بلدات غلاف غزة.

خسائر اقتصادية

أما عن الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة فإنها تقدر بنحو 60 مليار دولار. وفي الخسائر الاقتصادية سُجل انخفاض بنسبة 6.6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع النمو الاقتصادي للعام الحالي بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضي. وفقدت إسرائيل قوة الردع، ليس فقط في الهجوم المباغت في 7 أكتوبر الماضي، بل بمجرد استمرار الحرب 200 يوم (حتى الآن)، يجري فيها استخدام جيش نظامي واحتياطي يصل إلى 600 ألف جندي مقابل تنظيم مسلح صغير لحركتي «حماس» و«الجهاد» وبقية الفصائل لا يتعدى قوامها 50 ألفاً، يعد هذا فشلاً. اهتزت مكانة إسرائيل الدولية. وباتت تحاكم بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وجريمة إبادة شعب في محكمة العدل العليا الدولية في لاهاي. ولا ترى نهاية لهذه الحرب بعدُ، ولا لتبعاتها الإقليمية والدولية.

 

إسرائيل تؤكد أنها ماضية في عملية رفح

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، أنه «سيمضي قدماً» في عمليته ضد رفح في جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن أربع وحدات قتالية تابعة لحركة «حماس» موجودة في المدينة. وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر في مؤتمر صحافي: «ستمضي إسرائيل قدماً في عمليتها لاستهداف حماس في رفح». وأضاف: «هناك أربع كتائب (من حماس) متبقية في رفح، لا يمكن أن تكون محمية من إسرائيل. سنهاجمها». وذكر مينسر أنه تمت تعبئة «لواءين احتياطيين (...) للقيام بمهام دفاعية وتكتيكية في غزة». ووفقاً للمتحدث باسم الحكومة، قضى الجيش الإسرائيلي على «ما لا يقل عن 18 أو 19 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس». ويشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستمضي قدماً في الهجوم على رفح حيث يتجمّع أكثر من 1.5 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة. وتقول إسرائيل إنها ستعمل قبل بدء الهجوم على إخلاء المدينة من المدنيين. وتعارض الولايات المتحدة هجوماً بريّاً على رفح، كذلك عبّرت دول عدة عن قلقها إزاء ذلك، بينما عدت منظمات غير حكومية إجلاء المدنيين من رفح أمراً غير ممكن. وقال مينسر الأربعاء إن «ما لا يقلّ عن 26 ألف إرهابي قتلوا أو اعتقلوا أو أصيبوا في ساحة المعركة». واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضد إسرائيل أدى إلى مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليين. ورداً على الهجوم، تنفّذ إسرائيل عمليات قصف عنيفة تترافق منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية، ما تسبّب في مقتل 34262 شخصاً، معظمهم من المدنيين، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

 

بطلب مباشر من بايدن.... واشنطن أرسلت صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا

الرئيس الأميركي أعلن إرسال معدات عسكرية إضافية «خلال ساعات»

واشنطن/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

وقع الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (الأربعاء)، قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وأعلن أنّ الدفعة الأولى من المعدات العسكرية ستغادر إلى كييف «خلال ساعات». وقال بايدن من البيت الأبيض بعد ساعات قليلة من إقرار الكونغرس خطة مساعدات ضخمة لأوكرانيا وكذلك لإسرائيل وتايوان، إنّ النصوص التي تم التصويت عليها «ستجعل أميركا والعالم أكثر أماناً». وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، أن واشنطن أرسلت صواريخ «أتاكمس» (ATACMS) بعيدة المدى إلى أوكرانيا «خلال الشهر الحالي»، حتى قبل إقرار الكونغرس الأميركي حزمة مساعدات جديدة لكييف أمس. وقال إن هذه الشحنة أُرسلت «بناء على طلب مباشر من الرئيس بايدن في فبراير (شباط)»، مضيفاً أن الصواريخ التي كانت جزءاً من أحدث حزمة مساعدات أُرسلت إلى كييف في 12 مارس (آذار)، «وصلت إلى أوكرانيا خلال الشهر الحالي». وكان بايدن قد أكد بعد التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل وأوكرانيا أنها تتضمن أيضاً مليار دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية لغزة، «سنقوم على الفور بتأمين هذه المساعدات وزيادة حجمها... بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية والمياه النظيفة». وطالب الرئيس الأميركي، إسرائيل، بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية على الفور إلى سكان غزة. وختم: «على إسرائيل ضمان وصول كل هذه المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة دون تأخير».

 

استقالة قائد المنطقة الوسطى في إسرائيل أخطر من استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية

قادة اليمين سعداء بالتخلص منه والجيش قلق من مغادرة «الجنرالات الموهوبين»

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

آأكدت مصادر سياسية وعسكرية بتل أبيب أن إعلان قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، الجنرال يهودا فوكس، أنه ينوي الاستقالة من منصبه في أغسطس (آب) المقبل، يشكل ضربة كبيرة للمؤسسة العسكرية. وعلق عدد منهم على مظاهر الفرح التي بدت واضحة في ديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قائلاً إن «هذا الحدث المفرح لدى نتنياهو ورفاقه في اليمين هو بمثابة مصيبة بالنسبة للقدرات العسكرية»، وحذرت من هزة ذات تبعات قوية على مستوى استراتيجي عالمياً، لافتين إلى أنها «أخطر حتى من استقالة رئيس (أمان) (شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش)، أهرون هاليفا».

المعروف أن الجنرال فوكس، ورغم صداقته المميزة مع الجنرال هاليفا، فإن استقالته جاءت لأسباب مختلفة ولا تمت بصلة إلى أوضاع الحرب على غزة، ولا إلى الإخفاق الذي حصل قبيل السابع من أكتوبر (تشرين الأول). فهو مسؤول عن الضفة الغربية وليس عن غزة. لذلك فإن استقالته تثير علامات سؤال واستفهام كثيرة جداً. ويعد الفلسطينيون والمستوطنون اليهود على السواء فوكس «معادياً لهم». بالنسبة للفلسطينيين يعد لعنة، لأنه المسؤول المباشر عن التصعيد الذي تشهده الضفة الغربية منذ توليه زمام القيادة، في أغسطس 2021. وفي مارس (آذار) 2022، باشر تنفيذ خطة عسكرية باسم «كاسر الأمواج»، ينظم خلالها حملات اعتقال ليلية، تستمر حتى اليوم، أي لأكثر من سنتين، بلا توقف. وقد استهدفت الاعتقالات بحسب البيانات الرسمية «مشتبهين بالنشاط الإرهابي المسلح في جميع أنحاء الضفة الغربية».

كما تعمد إجراء الاعتقالات بشكل جماعي، حيث يداهم في كل ليلة 10 - 15 بلدة لاعتقال شخص أو أكثر. أول عملية اعتقال مثل هذه تحولت إلى عملية احتلال عسكري بكل معنى الكلمة، يشارك فيها مئات الجنود والضباط، يطوقون البيت المقصود بعدة دوائر: تطويق للبلدة، تطويق آخر للحي، وتطويق ثالث للبيت. ويحتلون أسطح البيوت المحيطة، بعد اقتحامها والبطش بسكانها. ثم يقتحمون بيت المعتقل وينشرون جو رعب. وإذا جرى الاعتراض فيرد الجيش بعنف وحدة. وإذا جرت مقاومة فيتم إطلاق الرصاص الحي والقنابل وحتى الصواريخ بلا تردد.

وقد تسببت هذه الاعتقالات في عدة اشتباكات، في بعض الأحيان، وكلما وقعت إصابة في الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم (ووقعت بالفعل إصابات كثيرة)، كان ينتقم بطرق جنونية. ففي مخيمات اللاجئين مثلاً، دمّر الجيش الإسرائيلي البنى التحتية تماماً، الشوارع والمجاري وخطوط المياه وقنوات التصريف والجوالات والكهرباء. حصل هذا في معظم المخيمات، وبشكل خاص في مخيمات جنين ونور شمس وبلاطا والعوجا. وكان يجلب الجرافات من طراز «D - 9»، ويدخلها في أزقة المخيم لتهدم بيتاً، وفي طريقها تهدم الأسوار وكل ما تصطدم به، بما فيها البيوت والمقاهي والحوانيت. وحيثما يصطدم بمقاومة وكمائن، وقد اصطدم فعلاً بكثير من المقاومة، كان يدمر ويقتل أكثر، واستخدم الطائرات المقاتلة من طراز «إف 16» و«أباتشي» ليقصف البيوت والطائرات المسيّرة للاغتيالات.

عداء المستوطنين

المعروف أن هذا التصعيد، ترافق مع تشكيل حكومة اليمين المتطرفة بقيادة نتنياهو، وتعيين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وزيراً ثانياً في وزارة الدفاع، وإيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي، وهما اللذان جلبا معهما سياسة البطش بالأسرى في السجون ومضاعفة الاقتحامات للأقصى وانفلات المستوطنين، وتشكيل حرس وطني عبارة عن ميليشيات مسلحة، الذي كان أحد الأسباب الأساسية لانفجار هجوم حماس في 7 أكتوبر. لكن الجنرال فوكس، حاول في بعض الحالات عمل بعض التوازن، فمنع إقامة بؤر استيطانية وأخلى بعضاً منها وفرض حوالي 20 أمر اعتقال إداري ضد مستوطنين أشاعوا الفوضى، وخططوا لعمليات إرهاب يهودي ضد الفلسطينيين. وقبل عدة شهور كشف النقاب عن أنه أجري تدريباً في الجيش على سيناريو قيام إرهابيين يهود بخطف فلسطيني رهينة. لذلك، ناصبه المستوطنون العداء، ودعا بن غفير لإقالته، وتعرض لحملة تحريض دموية من المستوطنين في الشبكات الاجتماعية، ونشرت صوره عليها شارة النازية (الصليب المعقوف)، وصور أخرى ألبسوه فيها حطة فلسطينية. ويقال إن رئيس الشاباك، رونين بار، دخل ذات مرة غاضباً على نتنياهو، وقال له: «في عهدك سيتم اغتيال جنرالات في الجيش». وتم وضع حراسة خاصة على فوكس، ليكون اللواء الوحيد في الجيش تحت حراسة 24 ساعة، وذلك خوفاً من اغتياله بأيدٍ يهودية. لذلك، فقد أصيب فوكس باليأس. وحسب هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، فإن فوكس اجتمع برئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، قبل نحو الشهر، وأبلغه أنه يعتزم الاستقالة من منصبه، في الصيف المقبل. لكن الخبر تسرب فقط يوم أمس. ونقلت هيئة البث عن مقربين من فوكس أنه يشعر بأنه «استنفد نفسه»، وقرر إنهاء مسيرته العسكرية بعد 6 سنوات من ترقيته إلى رتبة لواء، خدم خلالها لمدة ثلاث سنوات بصفته ملحقاً عسكرياً في واشنطن، وثلاث سنوات كان فيها قائداً للمنطقة الوسطى. وحاول هليفي ثنيه عن عزمه، مؤكداً له أنه ضابط واعد ويريد له أن يعين نائباً لرئيس الأركان. لكنه رفض. ورجّح موقع «واي نت» أن تكون «الأجواء الصعبة والمشحونة في الجيش بشكل عام وهيئة الأركان العامة بشكل خاص، في ظل الحرب (على غزة)، قد دفعت فوكس إلى الاعتقاد بأنه من الصواب أن يخلع زيه العسكري ويعود للحياة المدنية». ويخشى هليفي أن تكون هذه الاستقالة بداية لسلسلة استقالات لكبار الضباط في الجيش من دون علاقة مع موضوع الحرب، أو إضافة للضباط الذين ينوون الاستقالة بسبب إخفاق 7 أكتوبر، مثل رئيس الأركان نفسه وقائدي القيادة الجنوبية الحالي والسابق، ورئيس شعبة العمليات، وقائد فرقة غزة وضباط آخرين موجودين في قائمة الذين يتحملون مسؤولية مباشرة، وسيضطرون إلى استخلاص العبر من ذلك. ولذلك تعد استقالة فوكس بداية إعصار في الجيش الذي يُعتقد أنه سيتعرض لهزة كبيرة. إزاء كل ذلك، يبدو أن نتنياهو وحده يواصل التصرف كأن هذه الأمور لا تتعلق به أبداً، بل يعتقد أنه يفرك يديه فرحاً. إن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل سيكون هائلاً، وإن هذه النار ستحرق بالتالي أيضاً ثياب نتنياهو بينما هي على جسده.

 

وزير إسرائيلي يسخر من بايدن... ويدعو لانتخاب ترمب

لبيد يستنكر مهاجمة واشنطن بعد إقرار مساعدات لتل أبيب

تل أبيب/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

في الوقت الذي يواجه فيه يهود حول العالم تبعات السياسة الإسرائيلية وممارساتها في قطاع غزة والضفة الغربية، خرج المسؤول عن علاقات تل أبيب مع أبناء الديانة، وزير «الشتات» عاميحاي شيكلي، بتصريحات معادية للرئيس الأميركي، جو بايدن. فاتهمه بأنه «ضعيف» وسخر من تحذيراته لإيران وأذرعها بالكلمة الشهيرة: «إياكم أن تفعلوا (Don't)». وقال شيكلي إنه لو كان مواطناً أميركياً لصوت للرئيس السابق، دونالد ترمب. وتصريحات شيكلي جاءت ضمن سلسلة تصريحات ومقالات ودراسات تهاجم الإدارة الأميركية على سياستها وممارستها للضغوط على إسرائيل، وترى أن إدارة بايدن تمنعها من إعلان حرب على إيران وتوسيع الحرب نحو لبنان واجتياح رفح، وتتهمها بأنها «تقيد إسرائيل، وتشوش على خططها الحربية». لكن صدور تصريحات كهذه عن وزير من حزب «الليكود» الذي يقوده نتنياهو، يُعدّ اعتلاءً لدرجة أخرى في سلم التبجح الإسرائيلي على الولايات المتحدة وقياداتها، ويثير تساؤلات عدة لدى المعارضة، التي تشعر أن الحكومة تقامر بالعلاقات مع واشنطن. ويُعبّر عن هؤلاء زعيم المعارضة، يائير لبيد، والذي قال عبر منصة «إكس» إن «هجوم الوزير شيكلي يأتي بعد عدة ساعات فقط من مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي على مساعدات بـ 14 مليار دولار لإسرائيل، وقبل عدة ساعات من توقيع الرئيس بايدن نفسه على القرار. هذا دليل آخر على أن الحكومة التي تتحكم بمقاديرنا هي حكومة غباء كامل». وكان شيكلي يتكلم، خلال مقابلة في الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» (الأربعاء)، التي استضافته لتسأله ماذا سيفعل بصفته مسؤولا عن «يهود الشتات» وهو يرى كيف تنفجر مظاهرات طلابية صاخبة في الولايات المتحدة ضد السياسة الإسرائيلية والتي في ظلها يتعرض الكثير من اليهود إلى اعتداءات عنصرية وترتفع شعارات تنادي بسقوط إسرائيل؟... فلم يجد شيكلي من يتهمه بذلك سوى الرئيس بايدن. وأسهب: «أقوال بايدن بخصوص المظاهرات في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ضعيفة، وسياسة بايدن تُقيّد إسرائيل، ولا تسمح لها بممارسة ضغط كبير في رفح مثلما كنا نريد». وزاد أنه كان «سينتخب ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية؛ لأن الولايات المتحدة بقيادة بايدن لا تعكس قوة وهذا الأمر يضر بدولة إسرائيل، بينما ترمب يبدو رئيساً قوياً». ومع إقرار شيكلي بأن «بايدن صديق لإسرائيل» لكن الوزير الإسرائيلي عبّر عن اعتقاده بأن «الرئيس الأميركي يخضع لضغوط كبيرة للغاية تؤثر عليه، وتلحق ضرراً حقيقياً بالعلاقات بين الدولتين». وبحسبه «إذا نظرت إلى استراتيجية بايدن بشأن ما حدث في أفغانستان وأوكرانيا والشرق الأوسط تفهم كم هو ضعيف. فهو قال لـ(حزب الله) ولإيران في بداية الحرب بكلمات حازمة: (إياكم أن تفعلوا)، وبعد ذلك رأينا النتائج». وفيما يتعلق بالمظاهرات في الجامعات الأميركية، وجد شيكلي متهماً آخر، في الدوحة. فقال: «يوجد مال قطري كثير وصل إلى هذه الجامعات في العقود الأخيرة، وخاصة إلى كليات الآداب». وتابع أنه «لا أعلم إذا كان بإمكاننا كوزارة شتات القضاء على هذه الظواهر. فهي جزء من ثقافة تقسم العالم إلى ظالمين ومظلومين، وإسرائيل والرجل الأبيض هم الظالمون القامعون، والفلسطينيون هم أكثر المظلومين والمقموعين». يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تروج أن مظاهرات الاحتجاج الضخمة في العالم ضد حربها على غزة، وما يترافق معها من تدمير ومجازر هي «معادية للسامية، وناجمة فقط عن العداء العنصري لليهود». وتتجاهل الصور التي تعكس ما يجري على أرض غزة، والتي تُظهر كيف تمارس إسرائيل حرباً ضد المدنيين بالأساس، وتتسبب بالجوع وتدمر المستشفيات والمساجد والكنائس، وتقتل الأطباء والممرضات والصحافيين والعاملين في الإغاثة.

 

نائب إيراني: يمكننا رفع تخصيب اليورانيوم إلى 90% في نصف يوم

لندن-طهران/الشرق الأوسط/24 نيسان/2024

بعد انتقادات حادة، عاد النائب الإيراني المتشدد جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، للدفاع عن موقفه بشأن قدرة بلاده على الوصول إلى مستويات الأسلحة في وقت قياسي. وقال كريمي قدوسي، ممثل مدينة مشهد وعضو «جماعة بايداري» المتشددة، إن بلاده يمكنها استخلاص اليورانيوم بنسبة 90 في المائة في نصف يوم. وجاء تعليق النائب في مقطع فيديو انتشر الأربعاء في مواقع إيرانية، ويبدو أنه يرد على انتقادات طالته بعد تصريحات مثيرة للجدل. وكتب كريمي قدوسي مساء الاثنين على منصة (إكس) «إن بلاده يمكنها القيام بأول اختبار نووي خلال أسبوع واحد، إذا صدر أذن بذلك». وقالت وسائل إعلام إيرانية إنه كان يشير إلى فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن تحريم الأسلحة. وفي مقطع الفيديو الذي ظهر فيه كريمي قدوسي، أفاد بأن «خبراء قالوا لنا إننا بحاجة إلى نصف يوم لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم من 60 إلى 90 في المائة، الوقود الأساسي لرأس نووي» حسبما نقل موقع «انتخاب» الإخباري. وأضاف النائب أن «الأمر ليس سراً، ويمكننا إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ذلك». ووصف العملية بـ«الممكنة، والسهلة جداً من الناحية الفنية». وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في منشأتي نطنز وفوردو منذ شهور طويلة. وعثر المفتشون الدوليون على جزيئات يورانيوم تصل إلى 84 في المائة في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، لكن طهران قالت إنه بسبب «خطأ تقني». وأشار كريمي قدوسي إلى التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والمخاوف من تعرض المنشآت الإيرانية لضربات إسرائيلية. وقال أيضاً إنه «بعد عملية الوعد الصادق، والحديث عن مهاجمة الكيان الصهيوني للمنشآت النووية الإيرانية، وتدمير فوردو ونطنز، اتخذ قائد حماية المنشآت النووية موقفاً مفاده بأن الهجوم على المنشآت يعادل العبور من الخطوط الحمر للجمهورية الإسلامية في إنتاج السلاح النووي، ورجح أن تتغير الفتوى إذا هاجم الأعداء المنشآت النووية». وكان كريمي قدوسي يشير إلى تحذير أحمد حق طلب، القائد المسؤول عن حماية المنشآت النووية في «الحرس الثوري»، الذي قال الأسبوع الماضي إن بلاده ستعيد النظر في عقيدتها، وسياستها النووية إذا تعرضت منشآتها لهجمات إسرائيلية. وحاولت الخارجية الإيرانية التخفيف من تلويح المسؤول، وقال المتحدث باسمها ناصر كنعاني الاثنين إن «الأسلحة النووية لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية»، وأضاف: «قالت إيران مرات عدة إن برنامجها النووي يخدم الأغراض السلمية فقط. ولا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا النووية».

النائب المتشدد كريمي قدوسي يتحدث في فيديو وتبدو خلفه صورة قاسم سليماني

وقال كريمي قدوسي في الفيديو إن «التهديد ليس موجهاً لإسرائيل، إنما موجه لأوروبا، وأميركا». وأشار كريمي قدوسي في جزء من خطابه إلى رفض خامنئي إنتاج صواريخ باليستية يتخطى مداها ألفي كيلومتر. وقال «إذا امتلكنا رأساً نووياً يجب أن يكون لدينا صاروخ يصل إلى عشرة آلاف كيلومتر، لهذا قال المرشد إن القادة العسكريين طلبوا رفع مدى الصواريخ، لكنني لم أسمح بذلك». وأضاف النائب: «إذا أصدر المرشد ترخيصاً بذلك، فإن العلماء والخبراء لن يتركوا الأمر للحظة». وأشار النائب للانتقادات التي طالته بسبب تصريحاته. وقال «البعض يقول إن ذلك قد يؤثر على المفاوضات النووية»، وأضاف «لا، هذا الأمر سيزيد من سرعة المحادثات، لكي يتدارك الأوروبيون الأمر، وألا يتمادوا في فرض العقوبات على إيران، يجب أن يجلسوا على طاولة المفاوضات، ويستسلموا لمنطق أمتنا». ومع ذلك، قال كريمي قدوسي إن «إنتاج واستخدام السلاح أمر غير مقبول بناء على فتاوى المرشد، لكن عندما يُقرر، ويقول، فسنهددهم على أي مستوى يهددوننا، أي إذا وجهوا تهديداً نووياً لنا، فسنرد بتهديدات نووية، حينها لا يمكن أن نرد عليها بصواريخ كاتيوشا». وحذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الثلاثاء، من أن إيران أمامها «أسابيع وليست أشهراً» للحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتطوير قنبلة نووية، لكنه أضاف أن «هذا لا يعني أن إيران تمتلك أو ستمتلك سلاحاً نووياً في تلك الفترة الزمنية». وأفاد غروسي في تصريحات صحافية بأن «الرأس الحربي النووي الفعال يتطلب أشياء إضافية كثيرة بمعزل عن امتلاك المواد الانشطارية الكافية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

شعار “وحدة الساحات” يهتز والنظام السوري يتمايز عنه … مجريات الحرب في غزة دفعت بطهران للتراجع ونفي ضلوعها في عملية السابع من أكتوبر

سوسن مهنا/انديبندت عربية/الأربعاء 24 نيسان/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/129164/129164/

هل لا يزال شعار “وحدة الجبهات” صامداً أم دخل التاريخ كشعارات سابقة راجت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مثل “جبهة الصمود والتصدي”، و”الصراع العربي- الإسرائيلي”، و”وحدة المسار والمصير”؟ منذ انطلاق حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، خرجت أصوات كثيرة، لسياسيين ومتابعين، تلوم إيران على أنها لم تنخرط في الحرب بوجه إسرائيل، على رغم أنها لطالما أعلنت العداء لها وتوعدت بـ “سحقها”، وتم اتهامها بأنها “خذلت” شعاراً رفعته في يوم من الأيام وهو “وحدة الساحات“، وتنصلت منه. في المواقف، وعند اندلاع الحرب، قالتها طهران بكل صراحة إنها ليست ضالعة في هجوم “حماس” الذي أدى إلى مقتل وجرح وأسر مئات الإسرائيليين، وهو ما أعلنته بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في التاسع من أكتوبر، وقالت “ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكننا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأن فلسطين فقط هي التي تتولى ذلك بنفسها”.ثم أتى كلام الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصرالله في السياق نفسه، نافياً أن يكون الحزب أو أي طرف آخر على علم مسبق بعملية “حماس”، مستدركاً عدم علمه بأمر العملية بإطلاقه شعاراً آخر تمثل بـ”جبهات المساندة” أو الإسناد أو “المشاغلة”، وذلك عبر فتح جبهة الحدود اللبنانية الجنوبية. ومن ثم علقت جماعة كتائب “حزب الله” العراقية، وبعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليها، عملياتها العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية بهدف “منع أي إحراج للحكومة العراقية”، وفق بيانها.

مجريات حرب غزة فككت الجبهات

“وحدة الساحات”، هو شعار أطلقه “محور الممانعة” بعد معركة “سيف القدس” كما أسمتها “حماس” أو “حارس الأسوار” كما أسمتها إسرائيل، في مايو (أيار) 2021. ووفقاً لتفنيد “الممانعة” أن تلك المعركة أعادت ترابط ووحدة الجبهات من غزة إلى القدس والضفة الغربية، والأراضي المحتلة عام 1948، وصولاً إلى سوريا ولبنان وإيران واليمن والعراق.

النظام الإيراني لطالما أصر على رفع شعار “وحدة الجبهات” لكن مجريات الحرب في غزة، وما تبعها من تصعيد من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، دفع بطهران إلى التراجع ونفي ضلوعها في الأحداث، وصولاً إلى كلام وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان من العاصمة اللبنانية بيروت، فبراير (شباط) الماضي، الذي قال فيه “نتطلع إلى السلام والاستقرار في المنطقة ويجب بذل الجهود لإنهاء الحرب على غزة وإزالة خطر توسيع نطاق الحرب في المنطقة”، مشدداً على ضرورة الذهاب إلى حل سياسي، وداعياً الطرفين بضرورة عدم التعويل على المسار العسكري.

وبعد سلسلة الغارات التي شنتها القوات الأميركية على مواقع لميليشيات تابعة لإيران في سوريا والعراق واليمن، اعتبر مراقبون أن ذلك جاء ليرسي معادلة جديدة تقوم على تفكيك الجبهات الإيرانية، وتقليص قدرات تلك الميليشيات، استناداً إلى مؤشرات عدة، منها، أنه أعادت الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، بعد أن كانت قد أزالت الجماعة من قائمة الإرهاب، كما وإعلانها عن تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر تحت مسمى “المبادرة الأمنية المتعددة الجنسيات”، والتي تضم 10 بلدان من بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا.

وفي التصعيد الأميركي أيضاً، أعلن الرئيس جو بايدن وبعد الهجوم الذي نفذته طائرات من دون طيار على قاعدة عسكرية أميركية تُعرف بـ “البرج 22” في منطقة الركبان بمديرية الرويشد، شمال شرقي الأردن، فبراير الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين، أن “ردنا بدأ اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نختارها”.

وجاء في بيان القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط “سنتكوم”، حينها، أن القوات ضربت أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا بينها مراكز قيادة وتحكم واستخبارات وكذلك مرافق لتخزين الصواريخ والمسيرات. وقال البنتاغون إن هذه المواقع “مكنت من شن هجمات ضد القوات الأميركية وقوات التحالف”. فيما كشفت تقارير صحافية أن الهجمات الأميركية “ضربت عصباً في هيكل الفصائل المسلحة الموالية لإيران، ودمرت ذخيرة كانت تجمع على مدار سنوات”.

ماذا تبقى من شعار “وحدة الساحات”؟

وبعد كل هذه المعطيات والمواقف، هل لا يزال شعار “وحدة الجبهات” صامداً أم دخل التاريخ كشعارات سابقة راجت في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، مثل “جبهة الصمود والتصدي”، و”الصراع العربي- الإسرائيلي”، و”وحدة المسار والمصير”؟.

يتوقف العديد من الكتاب والمراقبين على الموقف الإيراني من التنصل من عملية “حماس” في السابع من أكتوبر ونفيها العلم بتوقيتها، ويعتبرون أن هذا الموقف هو حجر زاوية في رسم وتحديد ملامح رؤية ومعادلة جديدة قد تتوضح في المرحلة المقبلة، وهي أن إيران ستبدأ بالتخلي عما يعرف بـ “المقاومة الفلسطينية” في مقابل الدعم المعنوي أو اللفظي والكلامي.

يشير الكاتب والمحلل السياسي سمير سكاف إلى أن “هناك وحدة الساحات، ولكن بمعايير إيرانية وليس بمعايير حماس أو الجماهير المؤيدة لتلك الأخيرة، والتي تطلب أن يكون التدخل الإيراني دائماً، وبمستوى الرد الأخير على إسرائيل”. وتابع أنه “ما زالت إيران ملتزمة بقواعد اشتباك، وعدم التورط بحرب إقليمية شاملة، حيث أن الرد الإسرائيلي على الرد لم يستتبعه رد إيراني، مما يعني أن طهران لا تريد التصعيد أكثر، ولن يكون هناك تحرك جدي لـ “فيلق القدس” باتجاه غزة، بل أنه تكتفي بتحريك أذرعها في المنطقة، وبخاصة عبر لبنان.

وبرأي المحلل سكاف أن ذلك يعود بسبب تواجد الأساطيل الغربية، إن كان في البحر الأحمر أو المتوسط، والتي أسهمت بالحد من فعالية الرد الإيراني.

ويردف سكاف “أن شعار وحدة الساحات ضعف في اليمن والعراق على حد سواء، حيث يلاحظ انخفاض معدل إطلاق الصواريخ أو الهجمات إن كان باتجاه إسرائيل، أو الأساطيل الموجودة في باب المندب. فيما المواجهة اليوم تحصل من باب المساندة والمساعدة وتخفيف الضغط عن “حماس” من قبل “حزب الله” منفرداً، مما يعني أن شعار “وحدة الساحات” يطبق فقط على الجبهة الجنوبية للبنان.

يرد الإعلامي فادي أبو دية في حديث مع “اندبندنت عربية” على نظرية تفكك وحدة الساحات، معتبراً أن “مشروع المقاومة اليوم يقوى بوحدة الساحات طالما أن العدو مشترك هو إسرائيل والهدف واحد هو تحرير فلسطين”. ويسأل “لماذا لا تتجسد وحدة الساحات، ألم تساند اليمن والعراق و “حزب الله” غزة بوجه إسرائيل؟.

ويضيف “لماذا تشككون بقيام وحدة الساحات من جانب ولا تشككون أو تقلقون من وحدة الساحات من جانب إسرائيل؟ ألم تأتي 10 دول لتدافع عن إسرائيل؟ ألا يعد ذلك وحدة ساحات عند الكيان الإسرائيلي؟

ويؤكد الإعلامي فادي أبو دية “أن وحدة الساحات تزداد وتنسق في غرفة مشتركة في كل لحظة، وتتصرف وفق مقتضيات المصالح الوطنية لكل جهة، وفي حال اندلعت أي حرب شاملة، فإن إسرائيل تعلم تماماً، أنها ستواجه محور المقاومة في كل ساحاته”.

تمايز بالموقف السوري

على رغم أن أحداث الحرب المباشرة بين إسرائيل و”حماس” اقتصرت حتى الساعة جغرافياً على غزة، وتمددت مع “حزب الله” إلى جنوب لبنان وبقاعه، لكن سوريا كانت بشكل أو بآخر معنية.

إذ استهدفت تل أبيب قيادات إيرانية مهمة من الحرس الثوري في سوريا خلال الأشهر الماضية.

ويعتبر الهجوم الذي طاول مقر القنصلية الإيرانية في دمشق، الأول من أبريل (نيسان) الجاري، مفصلياً في تاريخ المواجهات بين إيران وإسرائيل، وفيه قتل قائد “قوة القدس” في لبنان وسوريا محمد رضا زاهدي، وهو من بين 18 جنرالاً وقيادياً إيرانياً بارزاً استهدفتهم إسرائيل في أشهر قليلة، أي منذ السابع من أكتوبر، وتتهم طهران تل أبيب بالوقوف خلف هذه الاستهدافات.

لكن تبقى النقطة المفصلية في هذا الملف الاتهامات التي طاولت أجهزة الاستخبارات السورية بأنها ضالعة في هذه العمليات أو بالحد الأدنى لم تبلغ عنها بهدف منع حدوثها.

في الرابع من أبريل، أي بعد ثلاثة أيام من استهداف القنصلية، خرجت صحف عربية لتنقل عن مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن الأجهزة الأمنية الإيرانية رفعت تقريراً للمجلس بشأن احتمال ضلوع السلطات السورية في اغتيالات كبار قادة الحرس في سوريا، متحدثاً عن خروقات وتسريبات أمنية أدت إلى عمليات الاغتيال هذه بغطاء سياسي وأمني على مستوى عالٍ، في إشارة إلى السلطات السورية.

وكالة “رويترز” نقلت بدورها في فبراير (شباط) الماضي، عن ثلاثة مصادر، قولها إن الحرس الثوري أعرب عن مخاوفه للنظام السوري، من أن “تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دوراً في الضربات القاتلة الأخيرة”. وقال مصدر آخر مطلع على العمليات الإيرانية في سوريا، إن الضربات الإسرائيلية الدقيقة دفعت الحرس الثوري إلى “نقل مواقع العمليات ومساكن الضباط، وسط مخاوف من حدوث خرق استخباراتي”.

وليس بعيداً من الشأن الأمني، كان لافتاً غياب رئيس النظام السوري بشار الأسد عن المشاركة في إحياء “يوم القدس” والذي تحدث فيه كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونصرالله، ورئيس المكتب السياسي لـ “حماس” إسماعيل هنية، ومسؤول جماعة الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، وشخصية من العراق، فيما الهدف الأساسي من الاحتفالية كان التأكيد على شعار “وحدة الجبهات”.

وهذا ما أثار التساؤلات حول موقف سوريا وإذا ما كانت قد بدأت تنأى بنفسها عن الحرب الدائرة في غزة، ضمن التمايز عن مواقف حلف “الممانعة”، ما يعني بداية تغيير في المسار؟.

كما كان لافتاً في الفترة نفسها انتشار صور للأسد وعائلته، وهم يحتفلون بشكل طبيعي بعيد الفطر، إلى التواجد في أحياء دمشق القديمة… فيما كان التوتر على أشده بين تل أبيب وطهران. صور قُرأت على رسائل في أكثر من اتجاه، لعل أبرزها أن الحياة ماضية بشكل طبيعي في دمشق وأن الأخيرة غير معنية في الصراع القائم.

“سوريا ترى مصلحتها في الحضن العربي”

في هذا الإطار يقول المستشار القانوني في المفوضية الأوروبية الأكاديمي محي الدين الشحيمي في حديث مع “اندبندنت عربية”، “ربما يقرأ الإيراني هذه التحولات بعناية، حيث بدأ السوري بالمفاضلة والإقرار بأن مصلحته هي في دفء الحضن العربي. وتتشابه هذه المرحلة مع الحقبة المصرية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، عندما اتخذ قرار إخراج الخبراء السوفيات من مصر، وتحوله من الحضن السوفياتي إلى الحضن الغربي والتحالف الأميركي”.

ويستدرك المستشار القانوني الشحيمي بالقول إنه “من المبكر أو لعله من الاستباقي التكلم عن التموضع السوري وفسخ دمشق لمعادلة وحدة الساحات، لكن في الأمر إشارات عدة تحمل في طياتها دلالات استشرافية ليس أولها رد فعلها، وطريقة تعاطيها مع الحرب في قطاع غزة، وعبر مسلسل استهداف قادة الحرس الثوري على أرضها، كل تلك الأمور تدل على أن ما هو قادم سيكون مختلفاً، ومع انتهاجها سياسة النأي بالنفس عن الحرب وسكون جغرافيتها، إضافة إلى سلوكها الحياد لنظامها، وكأنها غسلت يدها من ما يدور ضمن محور وحدة الساحات في العمق، فيما الأمور الباقية هي الشكلية فقط”.

ويتابع الشحيمي أن “إيران تشك كثيراً في غطاء سوريا ونشاطها، لكن لا يمكنها الاستغناء عنها أو تعويضها لأسباب عدة، جغرافية، وسياسية ولوجستية وأمنية. كما أنها تحقق في تواطؤ محتمل من الجانب السوري. يمكن أن يكون عاملاً مسهّلاً بقصد أو عن خرق للوصول إلى الأهداف الإيرانية المثيرة والنوعية”. ويتابع أنه “من الممكن أن يكونوا كذلك قرابين إيرانية نفيسة جداً على درب جلجلة المفاوضات والتسوية المنتظرة، وعلى مذبح آلهة المفاوضات الكبرى مع انطلاق فرضية إيران الاستراتيجية في عدم حاجتها في مرحلتها الجديدة إلى رموز وقيادات مرحلتها القديمة والحالية”.

وعن الدور السوري، يشير أبو دية من جانبه إلى أن “سوريا التي احتضنت كل جهات المقاومة من اليمني إلى الفلسطيني إلى اللبناني والعراقي، لا يمكنها أن تنسحب، بل هي في صلب المعادلة، ربما تغيرت ظروفها وقدراتها بسبب استنزافها وحصارها على مدار السنوات الماضية إلا أنها لا تتخلى عن استراتيجيتها وعمقها، وامتدادها الجيوسياسي”. من جانبه، يقول المحلل السياسي سمير سكاف إن “سوريا من الأساس خارج المواجهة وغير موجودة ضمن ما يعرف بمبدأ وحدة الساحات. حيث أن القصف يطاول دمشق ولكن الرد يأتي عبر الحدود الجنوبية للبنان. ولم تكن هناك أي مواجهة مباشرة بين تل أبيب ودمشق على الإطلاق”.

 

"شرعية نيابية" للنازحين مبروك

جان الفغالي/نداء الوطن/25 نيسان/2024

قد يكون في العنوان، للوهلة الأولى، شيء من الغرابة، لكن عندما يُعرَف السبب يبطل... الاستغراب. معظم النازحين السوريين، ولا سيما منهم أولئك الذين يقيمون بطريقة غير شرعية، ومن دون أوراق قانونية، يجدون في كثير من رؤساء البلديات والمخاتير الغطاء والملاذ لإقامتهم، سواء بالاحتيال على القوانين المرعية الإجراء، او بتزوير الأوراق بمساعدة مخاتير وغطاء من رؤساء بلديات. معظم هؤلاء تمرَّسوا في المخالفات، ليقينهم بأن لا انتخابات، وبالتالي لن يحاسبهم الناخب، علماً أنّه يعرف كيف يميِّز رئيس البلدي الآدمي، من المرتشي، وكما يُقال: «البلد صغير، والناس يعرفون بعضهم بعضاً»، ولو كانت هناك انتخابات بلدية في موعدِها، لكان رؤساء البلديات المخالِفون تهيبوا الموقف، لأن زمن الحساب يكون قد اقترب، أما وأن التمديد هو المرجَّح، فلا بأس بالمخالفات لسنة إضافية.

المخالفات هنا تعني التمديد لبقاء النازحين السوريين المخالفين، فلو أن كل بلدية عالجت قضية النازحين لديها، لَما كانت هناك حاجة إلى تعداد أو إحصاء، فباستثناء المدن الكبرى، وهي تُعد على اصابع اليد الواحدة، بإمكان كل بلدية أن تحصي المقيمين ضمن نطاقها، سواء من لبنانيين أو سوريين، وبالنسبة إلى النازحين السوريين، يجري إحصاء الذين لديهم أوراق قانونية وأولئك المخالفين. في حال التمديد للمجالس البلدية والإختيارية، ستشهد البلدات والقرى اللبنانية «تمديداً» للمخالفات، لأنه لن يكون هناك مَن يحاسب، ولأنّ «هيبة صناديق الإقتراع» ستكون مفقودة. بهذا المعنى، فإنّ النتيجة المباشرة للتمديد للبلديات، ستكون تمديداً لمخالفات النازحين، وتأسيساً على ذلك، فإنّ الذين سيصوِّتون على التمديد للبلديات، كأنهم يصوِّتون على التمديد لبقاء النازحين السوريين، ولا سيما النازحين منهم، خصوصاً أنّ الكثير من البلديات في وضع المنحلَّة، والأمور متروكة للقائمقامين وللمحافظين، ما يتيح استسهال المخالفات، والمعلوم أن بعض القائمقامين في حال «الإنابة» أو»الوكالة» أو «التكليف»، فإذا كان القائمقامون بالأصالة يجدون صعوبة في معالجة عبء النازحين، فكيف مَن هم في وضع الإنابة أو التكليف أو الوكالة؟

انطلاقاً من هذا الواقع، فإن التمديد للمجالس البلدية هو «جريمة تشريعية موصوفة»، والمواطن اللبناني الذي يكتوي من مزاحمة النازح السوري له، في كل المجالات، سيجد ممثلي الأمّة منحازين إلى النازح المخالف وسيقدِّمونه على المواطن، ويعطونه «صك تمديد» لبقائه في لبنان من خلال التمديد للمجالس البلدية، التي تحميه، بدل محاسبتها في صناديق الإقتراع. في حقيقة الأمر، إنّ الذين يسيرون بالتمديد للمجالس البلدية، يخشون من أنه في حال جرت الإنتخابات، فقد ينكشف تراجع شعبيتهم في البلدات والقرى، وعندها يكون شعارهم: «ألف مرة تمديد، ولا مرة انكشاف تراجع الشعبية». مبروكٌ للنازحين المخالفين، كُتبَت لكم إقامة لسنة جديدة، والفضل لبعض ممثلي الأمة الذين يجب ألا ينسى مَن انتخبهم «فعلتهم المشينة».

 

لماذا لا يرى أتباع إيران الحقيقة؟

فاروق يوسف/أساس ميديا/25 نيسان/2024

لو صدّقت إيران كذبتها فذلك من حقّها. غير أنّ حكاية الآخرين مع تلك الكذبة تستحقّ أن يتأمّلها المرء من غير أن يسبق تأمّلاته بأحكام جاهزة. وإن كان أولئك الآخرون لا ينكرون الحقيقة التي تستند إليها تلك الأحكام لأنّهم مجرّد أتباع لا يملكون الإرادة المستقلّة في رؤية الوقائع واتّخاذ مواقف محايدة منها.

بطريقة ما أرادت إيران أن تردّ الاعتبار لما يُشاع عن قوّتها من خلال عدم الاستمرار في تكرار المعزوفة القديمة حول  “الردّ المناسب في الوقت المناسب”. وهي المعزوفة التي لم يتعب النظام السوري من ترديدها كلّما تعرّضت الأراضي السورية لعدوان إسرائيلي.

من حقّ النظام الإيراني أن يسعى إلى أن يثبت أنّه غير عاجز عن الردّ على العدوان الإسرائيلي كما هو حال النظام السوري. فإيران، التي تسعى إلى أن تلعب دوراً محورياً في المنطقة بعدما هيمنت على دول عربية عديدة، ليست سوريا التي يزعم الإيرانيون أنّهم حموا نظامها من السقوط. وهو ما جعل منهم طرفاً في الحوارات التي أقامتها روسيا بحثاً عن حلّ سياسي للأزمة في سوريا. منذ أن بدأ التدخّل الإيراني المباشر في الحرب السورية وإسرائيل توجّه ضربات إلى الأراضي السورية كان القصد منها تدمير قواعد للحرس الثوري. أو قتل عدد من ضبّاطه الذين يعملون بصفة خبراء أو تفجير مخازن أسلحة إيرانية في محيط مطار دمشق. في كلّ تلك الحالات لم تقُل إيران كلمة على الرغم من أنّها لم تخفِ جنازات ضبّاطها الذين يُقتلون في سوريا عن الإعلام. بطريقة ما أرادت إيران أن تردّ الاعتبار لما يُشاع عن قوّتها من خلال عدم الاستمرار في تكرار المعزوفة القديمة حول  “الردّ المناسب في الوقت المناسب”

سيناريو الثّأر المتّفق عليه

أوهم البعض نفسه بأنّ تلك الضربات لم توجّه إلى أهداف إيرانية بل إلى تجمّعات تابعة للحزب. وإن كان الأمر هو نفسه، غير أنّ الحقائق على الأرض تفيد بأنّ إيران التي نجحت في تنظيم ميليشيات عديدة موالية لها لم تمتنع عن التدخّل المباشر. ذلك ما كان معلوماً لإسرائيل التي لم تتوقّف عن استهداف المنشآت النووية في الداخل الإيراني. وإذا كانت إيران لم تردّ على الخروقات الإيرانية لمنشآتها النووية وتفجير أسلحتها وضرب قواعدها العسكرية في سوريا فإنّها وجدت نفسها محرجة أمام استهداف إسرائيل محيط قنصليّتها في دمشق وقتل واحد من أكبر جنرالاتها والمسؤول عن العمليات القتالية لفيلق القدس في سوريا، وهو ما يؤكّد ما ذهبنا إليه. لم تستشِر إسرائيل الولايات المتحدة قبل أن تضرب محيط القنصلية الإيرانية في دمشق وتقتل الجنزال زاهدي. لو أنّها فعلت لما حصلت على الموافقة. ذلك لأنّ للولايات المتحدة تجربتها حين قتلت سليماني وسمحت لإيران بعد ذلك بالردّ الذي جاء بعد اتفاق بين الطرفين. وإذا ما كان انتقام إيران قد حدث صوريّاً على الأراضي العراقية ولم يصَب أحد من الجنود في القاعدة الأميركية فإنّ الانتقام هذه المرّة لا بدّ أن يقع في الأراضي الإسرائيلية، وهو ما ينطوي على قدر هائل من الحساسية. ذلك لأنّ إسرائيل على الرغم من قدراتها النووية فإنّ مجتمعها هشّ، ولا يمكنه أن يقاوم الصدمات التي تأتي من الخارج. هو مجتمع خائف يعيش في محيط معادٍ له. لم تستشِر إسرائيل الولايات المتحدة قبل أن تضرب محيط القنصلية الإيرانية في دمشق وتقتل الجنزال زاهدي. لو أنّها فعلت لما حصلت على الموافقة

حفلة تنكّريّة والعقل غائب

هل يعني كلّ ذلك أنّ إسرائيل كانت قد تورّطت في أمر أكبر من قدرتها حين قتلت زاهدي في محيط القنصلية الإيرانية بدمشق؟ لم تفكّر إسرائيل في اختبار القوّة الإيرانية، فهي تعرف ما الذي تجرؤ إيران على القيام به في ظلّ استحالة انزلاقها إلى حرب شاملة، تفقدها السيطرة على الدول التي احتلّتها، علاوة على أنّ تلك الحرب قد تكون سبباً في سقوط النظام المكروه داخلياً. لذلك كانت مطمئنّة إلى أنّ الانتقام الإيراني سيكون في حدود مقبولة، غير أنّ ما حدث كان مفاجئاً لإسرائيل نفسها. ما فعلته إيران لم يكن سوى حفلة تنكّرية. ما وصل من مسيّراتها وصواريخها إلى الأراضي الفلسطينية لم يُحدث أيّ أثر يُذكر. أمّا ما لم يصل فقد كان ينطوي في الجزء الأكبر منه على حكايات فكاهية. فبعض الصواريخ والمسيّرات لم ينطلق أو سقط على الأراضي العراقية أو أُسقط في المجال الجوّي الأردني. وكان متوقّعاً بعد تلك الحفلة أن تُعلن القيادة العسكرية الإيرانية أنّها حقّقت أهدافها. ولكن لِمَ لم يتساءل أحد من التابعين لإيران عن تلك الأهداف، وقد امتنعت إيران عن ذكرها؟ يعود ذلك إلى قوّة وعمق غسل الدماغ الذي تعرّضوا له. فهم مؤمنون بإيران حتى لو كانت “لا ترد إلاّ في الوقت المناسب”!!

 

في انتظار "الحماقة"

عماد موسى/نداء الوطن/25 نيسان/2024

اطلق رئيس الجمهورية الإيرانية الإسلامية ابراهيم رئيسي من باكستان قنبلة صوتية جديدة متوعداً العدو المتغطرس أنه في حال قيامه «بأي عدوان جديد على الأراضي الإيرانية المقدسة، فإنّ الوضع سيكون مختلفاً تماماً، ولا أحد يعلم ما إذا كان سيبقى شيء من هذا الكيان». وسبق رئيسي صديقنا عبد (ناظر الخارجية الإيرانية) في رفع سقف التحدي»إذا إرتكبت أي حماقة في مهاجمة إيران فسنجعلها تندم على فعلتها». وكأن الإثنين يخاطبان بطريقة ما العدو بشيء من الود والتفهّم بما معناه: هجومكم الأخير على قاعدة جوية في مدينة أصفهان سنعتبره مجرّد هفوة لا ترتقي إلى مستوى الحماقة. والأمة الإسلامية بأسرها تنتظر بفارغ الصبر أن ترتكب إسرائيل حماقة على قدر التوقعات لنرتاح جميعنا، خصوصاً نحن أبناء هذا البلد التعيس وإخوتنا التعساء في سورية وفلسطين ودول الطوق وفي المغرب والمشرق والخليج.

ومسألة «الحماقة» باتت جزءاً من فن الخطابة والتحفيز والإستنهاض في إيران. في العام 2013 فجر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية قنبلة صوتية بمفعول هيدروجيني بقوله «إذا إرتكبت إسرائيل أي حماقة فسنسوي حيفا وتل أبيب بالأرض وسندمر تل أبيب تدميراً كلياً وتسوية ما فوق الأرض بالأرض» وبفعل هذا الخطاب باتت إسرائيل حذرة من الإقدام على أي حماقة. كل ما ارتكبته يندرج في خانة الرعونة وهي أقل بدرجتين من «الحماقة» ويقع «النزق» في منزلة بين هاتين المنزلتين.

القادة السياسيون يشطحون أحيانا فيما ينحو القادة العسكريون منحى أكثر دقة، ففي العام 2019 أكد القائد العام لجيش الجمهورية الاسلامية اللواء عبد الرحيم موسوي، وهو مش حبة أو حبتين، انه «اذا اراد العدو يوماً وبحساباته الخاطئة، ان يرتكب حماقة اختبار قوة ايران، فمن المؤكد سنوجه له ضربة قوية». وتأكيداً للمؤكد، بعد عامين على خطبة «سيادة اللواء» وَعد المتحدث الأعلى (وهل هناك متحدث أدنى؟) باسم القوات المسلّحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، «بتسوية تل أبيب وحيفا بالإرض إذا ما ارتكب الكيان الصهيوني حماقة تجاه إيران». والوعد الصادق هذا تنتهي صلاحيته في العام 3021. ولمسؤولي «الحزب» هنا، أقوال مأثورة في الحماقة، ومن الباقة نقتطف مأثورة للشيخ نعيم «إذا ارتكبت أي حماقة بحق لبنان فستكون بنسخة مطورة عن هزيمة تموز» في مفهوم الشيخ نعيم العسكري التسبب بتهجير 100 ألف جنوبي، ومقتل 316 لبناني مقابل 18 «صهيوني»، وتدمير معالم قرى هو معدل مقبول دون معدل الحماقة.في واقع الأمر، أخشى ما يخشاه العدو ورئيس حكومته الأحمق إدراكه «ان لحظة اندلاع حرب شاملة ستتحول تل ابيب وحيفا والمناطق المحتلة إلى ملاعب كرة قدم» على قولة شيخ الشباب إميل جونيور!

 

"أمرك سيّد"

أحمد عياش/نداء الوطن/25 نيسان/2024

جاء زمن «أمرك سيّد» بعد زمن «أمرك سيدي». سنشاهد اليوم آخر نماذج هذا الزمن في ساحة النجمة. إذ سيكون على كتف كل برلماني، بدءاً من الرئيس إلى العضو، ملاك «السيّد». فإذا ما نوديَ إلى التصويت على اقتراح قانون التمديد لولاية المجالس البلدية والاختيارية، ستجد من يقف على أكتافهم «السيد»، يسارعون إلى اعلان موافقتهم على الاقتراح. في المقابل، سيفوت على جماعة المعارضة هذا المشهد نتيجة مقاطعتهم الجلسة. من أفضل النماذج على الاطلاق التي تشرح فضائل الانسجام مع زمن «أمرك سيد» ثلاثة وكأنها واحد. الأول، هو الرئيس نبيه بري الذي يستحق عن جدارة لقب «الأستاذ» أو تحبباً «الإستيذ». واذا كان من وظائف من يحمل هذا اللقب تعليم التلامذة، فإن بري هو العبقري في تعليم أصول ممارسة طقوس الخضوع لـ»الإمرة». وبرهن بري الذي أمضى بلا توقف على مدى 32 عاماً رئيساً للبرلمان، أنّه خير من أعطيَ القوس لباريها. ولو تمت مراجعة هذه الأعوام المديدة التي لم يحظ بها مسؤول من قبله منذ أجدادنا الفينيقيين، لوجدت «النبيه» أنّه أبرع من أقنع «السيد» أنّه الحليف الذي لم تلده أمه. حتى في هذه الأيام التي يكاد أن يضيع فيه الجنوب ومعه لبنان يهتف بري «لبيك سيد» كي لا يزعج خاطر الأخير. ولهذا برهن رئيس حركة «أمل» أنّه لن يخطئ، فيقول لا سمح الله: «أبعد يا «سيد» سلاحك عن الجنوب، كي يبقى لنا الجنوب». هذا قليل من كثير الذي يُروى عن رئيس المجلس. أما النموذج الثاني، الذي لم يَجُد نادي رؤساء الحكومات بمثله فهو الرئيس نجيب ميقاتي. وكل ما ورد حول «النبيه» ينطبق على «النجيب»، وكأنهما توأم سيامي برأسَين وجسد واحد. وكم يود ميقاتي أن يهتف مع الهاتفين في جلسة مجلس النواب اليوم تأييداً لاقتراح التمديد. لكن «العين بصيرة» لأنه لم يعد نائباً في البرلمان الحالي. وعلى الرغم من ذلك، فـ»اليد ليست قصيرة» في عدد لا يحصى من المناسبات التي يعوّض فيها «النجيب» عن هذا النقص. ومن هذه المناسبات، لقاؤه الأخير مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واستطاع ميقاتي اقناع مضيفه في قصر الاليزيه باستبدال كلمة «انسحاب» بعبارة «إعادة تموضع». ولمن فاته تفاصيل هذا «الإنجاز» يمكن العودة إلى محاضر هذا اللقاء، فيتبين له أنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال شعر، وكأنه كمن لسعه ثعبان، عندما قرأ في الورقة الفرنسية أنّ كلمة «انسحاب» تعني تحديداً قوات «حزب الله» جنوب الليطاني. فسارع «النجيب» إلى تلطيف الكلمة بعبارة «إعادة تموضع». آخر النماذج الذي لم ينجب الزمان مثله، هو رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. فهذا النموذج الذي لديه مستقبل باهر يبتز فيه «النبيه» و»النجيب» معاً، سيبرهن اليوم في ساحة النجمة أنّه سيد من اتقن الاقتراب من «السيد» عندما تعتقد ان لا تلاقيَ بينهما. وكم سيشعر الأخير بالسعادة عندما يرى الوئام قد خيم على البرلمان بفضل وريث شريكه في «تفاهم مار مخايل». وفي حدود المتاح من الكلام في هذا المجال، السؤال هو: وما دخل «السيد» في جلسة مجلس النواب اليوم؟ الجواب: «في مرحلة المشاغلة، رجاء لا تشغلونا بأمر آخر».

 

هكذا يتموضع باسيل إستعداداً للإنتخابات المقبلة

غادة حلاوي/نداء الوطن/25 نيسان/2024

من بعيد يُرصد حراك سياسي انتخابي هادئ يجري خلف الكواليس. علاقة مستجدّة بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ونائب رئيس الحكومة السابق الياس المر يعمل على تعزيزها وسطاء مقربون من الطرفين. أتى ذلك في وقت ابتعد فيه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عن «التيار» ورئيسه عقب توقيع قرار فصله وسط ترجيحات عن بحث انتخابي له مع آخرين في «التيار» ممن قد يشملهم قرار الفصل في المراحل المقبلة. يمكن للمراقبين تلمس تموضعات سياسية انتخابية جديدة يؤكدها «التيار الوطني الحر» في معرض قراءة مفصلة لحراك رئيسه.

منذ انتخابات عام 2022 حتى اليوم كانت «صدمة» تشكيل كتلة نيابية، ثم كانت «الصدمة الثانية لكل من كان يعتبره معزولاً فلعب الدور الأكبر في الترسيم ليكسر عزلته مع الأميركيين». في الداخل «استطاع عزل سليمان فرنجية والابتعاد عن «حزب الله» من دون انفصال، واسترد العلاقة مع القلب الكاثوليكي لزحلة من خلال آل سكاف، ورتّب أموره مع وليد جنبلاط من دون تنازل، وفتح صفحة جديدة في العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون أي تراجع في الموقف من الإصلاح، فدخل على جزين التي خسرها تياره عام 2005 وأسس لتحالف مع ابراهيم عازار، ثم دخل الى المتن حيث بدأت مجموعة من النواب التفكير في انشاء تحالف خارج التكتل الذي كانوا ينضوون تحت لوائه». تمضي مصادره قائلة: «على المستوى المتني حقق باسيل خطوتين: تقول الأولى إنّ الخروج عن قرار «التيار» يعني الخروج منه. فيما تؤكد الثانية أنّ الخطوات التي اتخذت ستجعل كثيرين يراجعون حساباتهم في مناطقهم حيث جاءت الرسالة واضحة».

وفي المتن أيضاً استعاد مع الياس المر «علاقة توازن لم تذهب الى تحالفات انتخابية، لكنها ألغت الخصومة السياسية وجعلت التنسيق يخرق طريقه بينهما، خاصة بعدما خاض المر بالنيابة عن باسيل هجوماً على خصمين سياسيين هما سامي الجميل وسمير جعجع، أي أصبح لديه شريك في المواجهة بدليل ما قاله إنّه لا يرضى بتحالف نجله مع فريق حاول قتل والده وثانٍ لا ثقة به». تقارب باسيل والمر يعزز احتمال تحالف قد ينشئ تحالفات أخرى بين تياريين سابقين ومحازبين آخرين يفكرون في خوض الانتخابات خارج نطاق أحزابهم. لا شيء محسوم بعد، و»لكن المؤكد أنّ باسيل حرّك أحجار «الدومينو» وأوجد دينامية في المشهد السياسي في اللعبة الداخلية، كما أنّ موقفه بالإبتعاد عن «وحدة الساحات» قد يفتح له أبواباً على حوار مع الغرب، وهذا كله من منطق حماية المقاومة». يستعد «التيار» لدورة 2026 الانتخابية و»خوضها بطريقة مختلفة مع انفتاح أكبر على الكتل السياسية بعدما بدأت المواجهة ضده تخف تدريجياً»، وتقول مصادر باسيل إن «جزءاً من الثوار فتح حواراً معه. وليس تفصيلاً أن تعتبره يمنى الجميل شريكاً محتملاً في المقاربة السياسية للبنان».

وتضيف مصادره أنّه «بدأ صياغة مقاربة جديدة للمرحلة السياسية المقبلة تقوم على الثبات في الموقف والانفتاح على الحوار أي التوازن بين المبادئ والواقعية». أضف الى ذلك أنّه «لا رئيس جمهورية من دونه، ومعه الرئيس الجامع للبنانيين خيار قابل للتحقيق انطلاقاً من مشهد جزين وكلام الياس المر وزيارته قبل أقل من شهر الى زحلة وهو ما يقدم صورة عن الأيام المقبلة». أما على مستوى العلاقة مع «حزب الله» فهو اختلف مع حليفه السابق «خارج الحدود في وحدة الساحات، ولكنه ثبّت حق المقاومة في الداخل المسيحي، ويكفي أنّه تصدى للخطاب الذي ساد عقب اغتيال باسكال سليمان».

من وجهة «التيار»، فإن «إعادة التموضع التي يقوم بها باسيل تشبه اللحظة التي تمكّن فيها الرئيس ميشال عون من التموضع بعد انتخابات عام 2005 والتي أسست لمرحلة جديدة، مع فارق أنّه خضع لإختبارات صعبة لتياره انتهت الى فرض عقوبات عليه». يعيد باسيل ترميم تحالفاته ونسج الجديد منها مستعداً للمرحلة المقبلة، فيما لا يزال تفاهمه مع «حزب الله» في تراجع مستمر، وقد انخفض مستوى العلاقة بينهما وصار «على القطعة»، وكان آخرها انتخابات نقابة المهندسين التي لا يعتبرها «حزب الله» مؤشراً على جديد يسود العلاقة التي أرادها باسيل «على القطعة»، ويقبل «حزب الله» بذلك وهو يرى أنّ صيغة كهذه تضرّ بصاحبها خاصة في الاستحقاق الإنتخابي.

 

الضغط على الأوروبيين في ملف النزوح: هل تنجح الخطة؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/25 نيسان/2024

أحد لا يعلم حتى الآن ماذا ستكون عليه «الخطة السحرية» التي يبشّر بها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والتي سيحملها إلى مؤتمر بروكسل (لدعم سوريا والمنطقة) في أيار المقبل، للضغط على الاتحاد الأوروبي لإنقاذ لبنان من عبء النزوح السوري. بعد 13 عاماً على النزوح السوري بات واضحاً أنّ الخطط ليست ما يحتاج إليها لبنان لمعالجة هذا الملف بل التنفيذ والخروج من حالة الإنكار والعجز والشلل وانتظار الخارج والآخرين. يبدو أنّ ميقاتي نسي أو تجاوز الخطط الكثيرة لهذا الملف، ومن بينها خطط وزراء حكومته، هذا عدا عن أنّ هناك خطة حكومية واضحة ومحدّدة لعودة النازحين تشمل كلّ جوانب هذا الملف، سبق أن أقرّتها حكومة الرئيس حسان دياب.

ما يتبيّن أنّ «لدى الحكومة نية بتطبيق القوانين اللبنانية بطريقة صارمة أكثر، إضافةً إلى تشكيل عامل ضغط على الاتحاد الأوروبي بغية تحديد مناطق آمنة في سوريا يُمكن للنازحين العودة إليها، تقديم المساعدات للنازح السوري على الأراضي السورية وليس فقط على الأراضي اللبنانية، وممارسة عمل بوتيرة سريعة لجهة إنشاء مراكز لجوء في سوريا بحيث تتولّى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بناء مراكز إيواء للنازحين في حال كانت منازلهم أو قراهم مدمّرة»، بحسب ما يشرح النائب السابق علي درويش القريب من رئيس الحكومة.

حتى الآن، وبعد زيارة ميقاتي الباريسية، لا يظهر أنّ هناك تعديلاً كبيراً أو مؤثراً في الموقف الأوروبي، ويبدو أنّ معادلة «لا عودة قبل الحلّ السياسي الشامل» لا تزال الغالبة، وجلّ ما قد يحصّله لبنان من أوروبا «كمشة» دولارات. فماذا لو لم يتجاوب الاتحاد الأوروبي مع مطالب لبنان؟ وهل بات ميقاتي مستعداً للمواجهة واتخاذ القرارات اللازمة بمعزل عن موقف المجتمع الدولي؟ وهل أصبح رئيس حكومة تصريف الأعمال جاهزاً للتنسيق مع سوريا على المستوى المطلوب من النظام السوري بمعزل عن ردّ فعل الغرب؟

بحسب درويش، هناك وسائل يمكن أن يستخدمها لبنان إذا لم يلقَ آذاناً صاغية، ومنها إمكانية فتح البحار أمام السوريين للسفر إلى أوروبا إذا رغبوا في ذلك من دون أن تترتّب أي مسؤولية على الدولة اللبنانية جرّاء ذلك. ويشير إلى أنّه «حتى نهاية الشهر، ستتبلور صيغة ضغط أكبر من الدولة اللبنانية على الاتحاد الأوروبي لكي يكون أكثر تعاوناً في ملف النازحين السوريين. كذلك ستضغط الحكومة في موضوع تسليم كلّ التفاصيل أو «الداتا» في ما يخص النازحين السوريين المسجّلين».

ويشدّد درويش على أنّ ميقاتي طلب من الرئيس القبرصي الضغط على الاتحاد الأوروبي، وهذا سيتبلور في مؤتمر بروكسل. وإذا كانت هناك رغبة لدى الاتحاد الأوروبي، خصوصاً لدى المانيا وفرنسا الدولتين الأكثر فعالية في الاتحاد، في ترجمة هذا الموضوع، كان به، وإذا لم تحصل أي ترجمة ستكون هناك خطوات تصعيدية تجاه الاتحاد الأوروبي بغية التعاون». ويضيف: «عندئذ لنعتمد الوسيلة التي اعتمدتها تركيا، ولتصدر السلطة أمراً إلى الأجهزة الأمنية بعدم منع السوريين من مغادرة لبنان عبر البحر». لكن ألم تسقط ورقة الضغط هذه وبات استخدامها متأخّراً نظراً إلى أنّ قبرص باتت تعيد مراكب المهاجرين غير النظاميين إلى لبنان؟ يجيب درويش: «إذا أعادوهم يُمكن العمل للوصول إلى صيغة لإعادتهم إلى بلادهم وليس لبنان، بحيث تعلن الدولة اللبنانية أنّ أي مهاجر أو لاجئ لا يحمل الجنسية اللبنانية أو جواز سفر لبنانياً لا يُمكن إعادته إلى لبنان».

بالنسبة إلى التواصل مع سوريا، يشير درويش إلى أنّ هذا التواصل حصل من خلال وفود وزارية أو وزراء والمدير العام للأمن العام، وقد يحصل تواصل على «مستوى أعلى» في المرحلة المقبلة. وإذ يلفت إلى أنّ سوريا أبدت عدم ممانعتها لعودة النازحين، يشير إلى أنّها تقول أيضاً إنّها لا تملك الإمكانية لمساعدتهم.

من جهته، يقول المحامي الدكتور أنطوان صفير إنّ «لا خطة واضحة لدى الدولة اللبنانية»، معتبراً أنّ «النازحين يجب أن يعودوا إلى بلادهم ضمن خطة دولية، فلا العدد ولا البنية التحتية يسمحان بأن يكون لبنان بلد استقبال». لذلك، إنّ المطلوب بحسب صفير، أن «يكون للبنان خطة موحدة كدولة، وأن تُطلع الحكومة مجلس النواب على هذه الخطة لأنّ هذه الحكومة في واقع تصريف الأعمال». عبر خطة موحدة يصبح هناك ورقة عمل وهذه الورقة تصبح موضع نقاش بين لبنان والدول والمنظمات الدولية، لشرح مخاطر الوجود السوري، بحسب صفير. ويشير إلى أنّ «هناك مئات الآلاف من النازحين الذين يدخلون إلى سوريا ويعودون إلى لبنان، وبالتالي تسقط عنهم صفة النزوح أو اللجوء، وأنّ لا شيء إسمه نزوح لأسباب اقتصادية، فلبنان لا يمكنه أن ينتظر وقد لا تُحلّ الأوضاع في سوريا لمئة سنة». ويشدّد على أنّ «طرح لبنان يجب أن ينطلق من هذه الزاوية، وأن يكون هناك نوع من مفاوضات وضغط سياسي واستنفار لأصدقاء لبنان من دول عربية وغربية مستعدة للدعم في هذا الموضوع، فالمسؤولية في ملف النزوح مشتركة، وهي دولية وعربية».

 

الشوف وجبيل نحو استئناف استقبال المعاملات الجديدة ... "إتهامية" جبل لبنان تُصوّب ادّعاء النيابة العامة في "العقارية"

طوني كرم/نداء الوطن/25 نيسان/2024

تمخّضت التعقبات القضائية التي أدت إلى إقفال الدوائر العقارية في جبل لبنان منذ 19 كانون الأول 2022، فأنتجت قرارين اتهاميين في دائرتي بعبدا وعاليه بعد الشوف، كرّست من خلالهما استقرار اجتهاد الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي ربيع حسامي وسنداً للمادة 187 أصول المحاكمات الجزائية «على أنّ العطف الجرمي لوحده غير كافٍ للاتهام أو الظن إلا إذا اقترن بأدلة أخرى»؛ الأمر غير المتحقق، ما استدعى منع المحاكمة عن الجرائم المسندة إلى بعض الموظفين، وتغيير الوصف الجرمي بحق غالبية المدعى عليهم، من جناية إلى جنحة، ما خلا أمينة السجل العقاري في بعبدا.

وتكمن أهمية القرارين الصادرين عن الهيئة الاتهامية التي أصدرتهما غرفة القاضي ربيع الحسامي وعضوية المستشارتين معتوق وحيدر أحمد بتاريخ 18 نيسان 2024، في كونهما أعادا تصحيح ادّعاء النيابة العامة (قاضي التحقيق الأول نقولا منصور – ملف عقارية بعبدا، وقاضي التحقيق زياد الدغيدي – ملف عقارية عاليه)، وتشريح الظنّ بالادعاء على 35 موظفاً في أمانة السجل العقاري في عاليه، و35 آخرين في أمانة بعبدا، وإصدار قرار بمنع المحاكمة عن موظفَين اثنين في تلك الدائرة أيضاً، أي في أمانة السجل العقاري في بعبدا. ومع إحالة ملف عقارية الشوف إلى غرفة القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا لاستكمال مسار محاكمتهم أمام القاضية نضال الحويك قبل أسابيع، بجرائم تقع في خانة «الجنح»، لا تزال ملفات 3 دوائر عقارية عالقة عند قضاة التحقيق؛ حيث يستكمل قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان الاستماع إلى الشهود (السماسرة) والموظفين في أمانة السجل العقاري في جونية، كما يفعل أيضاً قاضي التحقيق نديم الناشف في أمانة السجل العقاري في جبيل وقاضي التحقيق حنا بريدي في أمانة السجل العقاري في المتن. ووسط ترجيح المتابعين على أنّ المقاربات القضائية المستجدة لملف عقارية جبل لبنان، بعد طلب مجلس الوزراء من الموظفين العودة إلى مزاولة عملهم «كالمعتاد»، كفيلة بدفع قضاة التحقيق إلى اعتماد المقاربة التي آلت إليها الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي ربيع الحسامي في الادعاء على موظفي أمانة السجل في المتن وكسروان وجبيل؛ برز تشديد على أنّ إقفال الدوائر العقارية في جبل لبنان، لم يكن من الأساس من أجل مكافحة الفساد وتعقّب المخالفين للقانون بل يحمل في طياته ما سيتكشف يوماً بعد آخر مع عودة الانتظام إلى عمل تلك الدوائر. وعلمت «نداء الوطن» أنّ أمانتي السجل العقاري في جبيل والشوف وبعد تسليمهما غالبية المعاملات المتراكمة، بصدد الإعلان بعد الانتهاء من عطلة عيد الفصح لدى الطوائف الشرقية، عن البدء باستقبال الطلبات الجديدة يوماً واحداً في الأسبوع. في حين ترزح المكاتب الأخرى تحت عبء المعاملات المتراكمة، والنقص الناجم عن استقالة بعض موظفيها، و»تواري» آخرين عن الالتحاق بالعمل بسبب التعقبات القضائية الصادرة بحقهم (ما يقارب 16 موظفاً بينهم 5 في أمانة السجل في كسروان، 4 في أمانة المتن، 4 في أمانة عاليه، و3 في أمانة السجل العقاري في بعبدا).

وفي سياق متصل، أوضحت جهات حقوقية متابعة، أنه وعلى الرغم من كون ملف دائرة بعبدا سيسلك طريقه إلى محكمة الجنايات بعد أن تمّ اتهام المدعى عليها ن. ش. (أمينة السجل)، «بجناية المادة 352 عقوبات، وإصدار مذكرة إلقاء قبض بحقها وإحالتها لمحاكمتها أمام محكمة الجنايات في جبل لبنان، والظن بها بجنح المواد 351 و356 و373 عقوبات و10/14 من قانون التصريح عن الذمة المالية والمصالح ومعاقبة الإثراء غير المشروع»، فإنّ المدعى عليهم الآخرين في أمانتي السجل العقاري في بعبدا وعاليه، تمّ الظن بهم بجنحة المادتين 10/14 من قانون التصريح عن الذمة المالية والمصالح ومعاقبة الإثراء غير المشروع، في حين تفاوت الادعاء عليهم بجنح المواد 351 و356 و373 عقوبات. ولفتت إلى أن ذلك يشكل مدخلاً أمام الموظفين الصادرة بحقهم مذكرات توقيف غيابية، للتقدم بطلبات استردادها أو وقف مفعولها مقابل كفالة من القاضي المنفرد الجزائي في الملفات التي أصبحت أمام القاضي المنفرد. أما موظفو المتن، كسروان وجبيل، فلا يمكنهم استرداد مذكرات التوقيف قبل انتهاء قاضي التحقيق من عمله وإصدار قراره الظني. وبعد الضرر المتمادي الناجم عن إقفال الدوائر العقارية في جبل لبنان، تكشف جهات متابعة أن بعض «السماسرة» سجلوا تراجعهم عن الإفادات الأولية التي أدلوا بها بعد تلمسهم الحرج من الموظفين الذين عادوا إلى ممارسة عملهم، وذلك بعدما توصلت التحقيقات، وبما لا يقبل الشكّ، أن لا تزوير ولا إصدار سندات خلافاً للقانون أو إفادات ينجم عنها تغيير لواقعٍ ما في الدوائر العقارية، وأن جميع الملاحقات مرتبطة حصراً بـ»إكراميات» دفعت للموظفين من أجل تسريع إنجاز المعاملات.

 

أميركا ــ إسرائيل وبعض علامات الأزمنة

حازم صاغية/الشرق الأوسط/25 نيسان/2024

تحت عنوان «تاريخ العلاقات الأميركيّة – الإسرائيليّة»، يمكن إدراج أحداث كبرى كثيرة ليست بالضرورة كلّيّة الانسجام. فمنذ البداية في مايو (أيّار) 1948، عارض وزير الخارجيّة جورج مارشال الاعتراف بالدولة العبريّة الوليدة، وشاع يومذاك كلام كثير عن انشقاق داخل إدارة هاري ترومان. ذاك أنّ الوزير، الذي ارتبط باسمه المشروع الشهير لإعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالميّة الثانية، كان منحازاً بقوّة إلى وجهة النظر البريطانيّة القائلة بوضع فلسطين في عهدة الأمم المتّحدة منعاً لنشوب حرب كبرى فيها كما في سائر الشرق الأوسط. ثمّ في 1956 وقف الرئيس دوايت أيزنهاور إلى جانب مصر ضدّ «العدوان الثلاثيّ» البريطانيّ – الفرنسيّ – الإسرائيليّ، مُغلّباً مصالح الولايات المتّحدة مع حلفائها التقليديّين في العالمين العربيّ والإسلاميّ على رعايتها دولةَ إسرائيل. هكذا أجبر أيزنهاور الأخيرة على الانسحاب من الأراضي التي احتلّتها، وأصدر تحذيراً خطيراً للبريطانيّين، ملوّحاً بأنّ غزوهم يهدّد بإجراءات عقابيّة تصدّع قيمة الجنيه الإسترلينيّ. أمّا في 1967 فحدث التحوّل النوعيّ باتّجاه التحالف والشراكة الكاملين بين واشنطن وتلّ أبيب. ذاك أنّ الانطباع الواسع في الغرب كان مفاده أنّ جمال عبد الناصر، حليف السوفيات يومذاك، يعمل على استئصال إسرائيل مرّةً وإلى الأبد. فطرده قوّات الطوارئ من غزّة وسيناء ثمّ إغلاقه المضائق البحريّة جاءا مصداقاً لأسوأ التكهّنات في صدد نواياه. فحين نشبت الحرب الخاطفة اقتنعتْ إدارة ليندون جونسون بأنّ الدولة العبريّة هي، في الشرق الأوسط، حليفتها الوحيدة التي تشاركها خوض الحرب الباردة، ولا تكتفي بخوضها، بل تحرز، في ستّة أيّام، انتصاراً باهراً يغيّر التوازنات الاستراتيجيّة الكبرى. لهذا أقيم، في 1973، ما عُرف بالجسر الأميركيّ الجويّ بين أميركا وإسرائيل، وذلك بعد أربعة أيّام فقط على نشوب القتال في 6 أكتوبر (تشرين الأوّل). هكذا أمدّ الجسرُ المذكور الإسرائيليّين بالسلاح والذخائر، مُتيحاً لهم استرجاع أراضٍ كان قد جلاهم عنها الجيشان المصريّ والسوريّ، ثمّ تمكّنوا من احتلال أراضٍ أخرى لم يكونوا قد احتلّوها في 1967. ونعرف أنّ غزو 1982 للبنان فجّر بدوره خلافات جدّيّة عكسها التوتّر الذي ساد العلاقة بين فيليب حبيب، مندوب رونالد ريغان، وألكسندر هايغ، وزير خارجيّته الذي ما لبث أن استقال. كما عبّرت عنها الكيفيّة التي أُخرج بموجبها مقاتلو منظّمة التحرير الفلسطينيّة من بيروت، وذلك قبل أن تتنافس الدولتان على أبوّة بشير الجميّل، وقبل تمايُزهما الكبير اللاحق في المفاوضات التي أفضت إلى معاهدة 17 مايو (أيّار) 1983 الإسرائيليّة - اللبنانيّة...

بطبيعة الحال هناك دائماً حذر مشروع من قراءة الحاضر بعين الماضي. فالتاريخ الثنائيّ الذي أشير إلى بعض عناوينه ينطوي على تحوّلات مؤثّرة في أوضاع الطرفين المعنيّين وفي الأوضاع الدوليّة الأشمل، كما تصبّ فيه النتائج المُنجرّة عن اللون الحزبيّ للإدارتين، وكذلك الأوضاع الاقتصاديّة في البلدين، وما إذا كان أيّهما يعيش ظرفاً انتخابيّاً، كما هي الحال راهناً. فبالتأكيد، وتبعاً لكلّ المتغيّرات، ليس كلّ حدث يطرأ استنساخاً لحدث سابق عليه، إلاّ أنّ من الممكن لحدث سابقٍ ما أن يكون واحداً من مصادر حدثٍ يطرأ. فهذا السابق قد يُلهم اللاحق، كما أنّ اللاحق قد يستشير السابق، وهذا بعد عمليّات من التكييف الذي يسهّل المهمّة. وفي هذا المعنى نجد اليوم شيئاً من كلّ تلك الأحداث في ما تستقرّ عليه العلاقات الثنائيّة في تفاعلها مع حرب غزّة، وذلك من غير أن تتساوى الأخيرة مع تلك الأحداث.

فمن تجربة 1956، حين كانت إسرائيل الطرف الغازي، هناك التشدّد حيالها في ما خصّ حماية المدنيّين والضغط لتجنّب المواجهات الأكبر، أكان على شكل عدوان على رفح، أم حرباً على لبنان، أو مواجهة مفتوحة مع إيران. وهذا ناهيك عن معاقبة المستوطنين اليهود حتّى لو كانوا عسكريّين.

ومن تجربتي 1967 و1973 هناك القناعة بأنّ إسرائيل هي ندّ إيران. وحتّى لو كان هناك خلاف معها في ما خصّ معالجة هذه المسألة، وهو خلاف واضح، يبقى التعويل حاسماً عليها في حال التدهور نحو خيارات أسوأ. أمّا النيّة الإباديّة التي عبّرت عنها عمليّة 7 أكتوبر، ثمّ مشاركة أطراف عربيّة في مقاتلة إسرائيل «المُطوّقة»، فأجازت التواطؤ مع الحرب الإباديّة الإسرائيليّة على غزّة، كما برّرت للأميركيّين وعموم الغربيّين تصويرها دفاعاً عن الذات. وعملاً بهذا التقدير كان السخاء في تقديم الدعم العسكريّ وغير العسكريّ، ما تُوّج قبل أيّام بأكثر من 26 بليون دولار، كما كان الموقف الأحمق الذي مثّله الفيتو على دولة فلسطين في الأمم المتّحدة. في هذا، ثمّة أمران مؤكّدان: الأوّل أنّ النتائج تختلف بحسب تقييم أميركا للفعل الإسرائيليّ. فإذا بدت لها معتدية، كما في 1956 و1982، تشدّدت حيالها، وإذا بدت لها معتدى عليها، كما في 1967 و1973 و7 أكتوبر، أجازت لها ما يصعب أن يُجاز.

أمّا الأمر الثاني فمفاده أنّ من التبسيط تلخيص التحالف الأميركيّ – الإسرائيليّ في معادلة واحدة ونهائيّة تقطع الطريق على كلّ سياسة وتُعدم إمكان التأثير من خارج المعادلة المغلقة هذه. ويبقى، في الأحوال كافّة، أنّ الأيّام المقبلة مرشّحة لأن تزوّدنا مزيداً من الدروس والمعاني التي تمتدّ مسارحها ما بين رفح وطهران، مروراً بالجنوب اللبنانيّ والعراق وسوريّا والبحر الأحمر.

 

والميليشيات...!

طارق الحميد /الشرق الأوسط/25 نيسان/2024

يناقش الاتحاد الأوروبي فرض مزيد من العقوبات على إيران بعد هجمتها المباشرة على إسرائيل عبر المُسيرات والصواريخ، وينصبّ النقاش على فرض عقوبات على المُسيرات والصواريخ، وما يتعلق بقطعها وتركيبها، فهل هذا يكفي؟ الأكيد لا. المفترض الآن أن يكون لدى دول الاعتدال العربية خطاب واحد رافض لوجود الميليشيات الإيرانية في منطقتنا، أو على حدود دولنا، وأعي أن هذه عملية معقَّدة، لكنّ البديل لها هو تدمير الدولة العربية، ومفهومها. الحقيقة أن الولايات المتحدة والغرب يتحركان الآن ليس لفرض الاستقرار في المنطقة، بل للتأكد من عدم تكرار ما حدث لثني إسرائيل عن رد أكبر على إيران، أي إن الهدف هو نزع فتيل مواجهة، وليس السعي لحلول مستدامة. وكل ذلك لا يعني دعم الاستقرار في المنطقة، أو ردع التمدد الإيراني، وإنما مجرد مسكنات خاصة بالأمن الإسرائيلي، وهذا خطر، لأن الأهم هو حماية دولنا المعتدلة، وما تبقى من دول عربية، إما مترهلة، وإما مترنحة، وإما من هي في شلل حقيقي بسبب الميليشيات الإيرانية. هناك دول فاشلة، مثل سوريا، حيث الوجود الأميركي والروسي، والتركي، والاحتلال الإيراني من خلال ميليشيات «فاطميون» و«زينبيون»، وكذلك «حزب الله»، وقبل أيام نشرت صحيفتنا قصة عن أن الحدود السورية - اللبنانية «في عهدة عصابات وعشائر». وهناك لبنان، حيث سطوة سلاح «حزب الله»، التي شلَّت الدولة، وعطلت الرئاسة والمصارف والقضاء، وحوَّلت لبنان إلى دولة مافيا، حيث الاختطافات والاغتيالات الجسدية، والمعنوية، مثل ملاحقة الزملاء الصحافيين والصحافيات بحجج واهية. وهناك اليمن والعبث الحوثي الذي عطَّل الملاحة البحرية، وأقحم اليمن في أزمة لا علاقة له بها خدمةً لإيران، ودفع البلاد ككل إلى شفير انهيار غذائي اقتصادي، وأمني. وهناك السودان الذي لا يقل الوضع فيه سوءاً. وما يحدث في السودان جريمة متكاملة بحق الناس وما تبقى من الدولة. والأعذار واهية، والردود ما هي إلا عبارة عن تخوين ولوم للجميع، بينما اللوم الحقيقي يقع على كل من حمل السلاح، ولوَّح بالأوراق الخارجية، وأياً كانت. أضف إلى كل ما سبق العراق، وخطورة ما يحدث فيه من تغول للميليشيات الإيرانية، وعلى رأسها «الحشد الشعبي»، ويحدث ذلك ولدى العراق مقدرة حقيقية على النهوض، ولا تحتاج بغداد إلى دعم مالي، أو خلافه. كل ما تحتاج إليه بغداد هو الإرادة، والإصلاح السياسي، وحصر السلاح بيد الدولة، وهذا ما يمكن أن يساعد به المجتمع الدولي، ودول الاعتدال، وبالتالي حصر قرار الحرب والسلم بيد الدولة، وليس بيد ميليشيات تأتمر بأمر إيران، وتُرهب أصوات العقل العراقية.

وبالطبع هناك ليبيا، والدوْرَان التركي والروسي، وغيرهما، ودور «الإخوان المسلمين»، وخطورة ما يحدث في ليبيا لا تنعكس على العالم العربي فقط، بل على الأمن الأوروبي، خصوصاً في قصة اللاجئين، ناهيك بتدمير مفهوم الدولة. هذا هو الواقع، ولا بد من موقف عربي، وخطة عربية أميركية - أوروبية للتعامل مع كل ذلك. يجب أن يكون خطر الميليشيات هو شغلنا الشاغل، وفي كل المحافل، فلا توجد دولة عربية معتدلة إلا وعلى حدودها ميليشيات إيرانية، وهذا خطر. ويجب أن يكون خطاً أحمر.

 

“الجماعة” بعد انخراطها في جبهة الاسناد… من معها؟

حسين زياد منصور/لبنان الكبير/24 نيسان/2024

حملت “قوات الفجر” – الجناح العسكري لـ “الجماعة الاسلامية” السلاح، وانخرطت في جبهة الإسناد التي فتحها “حزب الله” في 8 تشرين الأول، علها تخفف من وطأة الهجوم الاسرائيلي العنيف على قطاع غزة. دخلت “الجماعة” غرفة عمليات المقاومة المشتركة، الى جانب “الحزب” وعدد من الفصائل والكتائب التي برزت على ساحة المعركة، وطبعاً من دون نسيان حركة “حماس”، التوأم الفلسطيني لـ “الجماعة”. هذا الانخراط في جبهة الجنوب، وصفه الكثير من المراقبين والمتابعين بأنه توريط للسنة في لبنان في جبهة فتحها “حزب الله”، ما سيؤدي الى استهداف المناطق السنية، في الوقت الذي يعيش فيه اللبنانيون أوضاعاً معيشية واقتصادية صعبة، فما سيتم تدميره، لا يمكن إعادة اعماره، لأن من كان يجلب الثقة والدعم الخليجي والعربي والعالمي للبنان، ليس هنا، وهو الرئيس سعد الحريري. انطلاقاً من ذلك، والى جانب قضية التطرف، ألقي اللوم على “الجماعة” في دخولها جبهة “حزب الله”. ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، ظهرت خلافات عدة بين قيادات “الجماعة” ومسؤوليها حول هذا الملف، لدرجة تقديم البعض استقالاته. هذا الأمر نفته فيما بعد مصادر “الجماعة”، التي أوضحت في حديث مع “لبنان الكبير” أن قصة الاستقالات غير صحيحة، وأن بعض التباين في الآراء حصل فعلاً، وبعض المسؤولين اعتكف، الا أن الأمور اصطلحت وعاد هؤلاء الى مواقعهم ونشاطاتهم. وسط كل ذلك، ما هو موقف المناصرين والمنتسبين الى “الجماعة الاسلامية”؟ خصوصاً وأن لديها عدداً من التجمعات والنوادي الثقافية والاجتماعية والصحية والخدماتية، وليس ضرورياً أن يكون العاملون أو المتطوعون فيها من المنتسبين، لكنهم على الأقل من المؤيدين والمناصرين، وفي جولة عليهم اختلفت الآراء، وتباينت. وغالبية الاجابات التي حصل عليها “لبنان الكبير”، كانت مؤيدة، وبعضها مؤيد بشدة، لأن “الاشتراك في جبهة الاسناد، هو واجب ديني إسلامي، وأخلاقي، وأقل ما يمكن تقديمه الى الإخوة في غزة”. هذه الاجابة التي توحد خلفها عدد من الذين أيدوا قرار “الجماعة” بمعزل عن الاختلافات في الآراء بين القادة والمسؤولين. وهناك من وافق على هذا القرار، لكنه عبّر عن امتعاضه من المشاركة والتنسيق مع “حزب الله”، فهذه العملية، بحسبه، جعلت “الجماعة” والحزب “في خندق واحد”، مذكراً بالاختلافات والتباينات بين الفريقين، خصوصاً في ما يتعلق بالقضية السورية، وممارسات الحزب تجاه السنة، إن كان في سوريا أو لبنان، أو أي مكان يقاتل فيه. أما الأطراف التي رفضت، فيعود رفضها الى أسباب عدة، وعلى رأسها، خسارة شباب متعلم مثقف، بإمكانه خدمة القضية، ضمن اختصاصاته. مصادر مطلعة علقت على هذه القضية بالقول لـ”لبنان الكبير”: “الجماعة الاسلامية، في هذا الوقت بالذات، وبقرارها على الرغم من علامات الاستفهام حول من اتخذه، وتوريط السنة، تمكنت من شد عصب بعض السنة، والأهم أن قاعدتها الجماهرية، لم تتأثر، بل على العكس”. وتمنت لو بقيت “الجماعة” في عملها الاجتماعي والصحي والخدماتي والتنموي.

 

رهان “عوني” على بو صعب لتحرير “التيار” من هيمنة باسيل

زياد سامي عيتاني/لبنان الكبير/24 نيسان/2024

منذ الانتخابات النيابية في العام 2022، ظهر الخلاف الذي كان صامتاً بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ونائب رئيس مجلس النواب الوزير السابق إلياس بو صعب، على خلفية دعم باسيل لمرشح آخر على لوائح التيار في المتن على حساب بو صعب، بحيث جيّرت أصوات التيار لمنافس الأخير.

وتعمّق الخلاف بين الرجلين، عندما دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري بو صعب لنيابة رئاسة المجلس، خلافاً لإرادة باسيل، الذي كانت علاقته ببري دائمة التوتر، وإن لم تنقطع. وهذا ما هيأ المجال واسعاً أمام بو صعب للعب دور سياسي بارز من موقعه كنائب رئيس للبرلمان، مدعوماً من الرئيس بري، وجعله مفاوضاً باسم الدولة اللبنانية الى جانب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع المبعوث الرئاسي الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين بشأن هندسة اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل عام 2022. كذلك، فإن بو صعب عرف كيف يتمايز في أدائه السياسي عن باسيل، مبقياً على “شعرة معاوية” الحوارية مع مختلف الكتل النيابية، بحيث كان يحرص على التواصل مع غالبية القوى السياسية، لا سيما المتخاصمة مع باسيل. كل هذه العوامل فاقمت الخلاف بين الرجلين، ليبلغ ذروته، عندما اتهم بو صعب بعدم الالتزام خلال جلسات إنتخاب رئيس الجمهورية بقرار التيار باعتماد الورقة البيضاء، وأنه كان يصوّت لزياد بارود. كما أن أوساطاً مقربة من باسيل اتهمت بو صعب بأنه كان يسوّق تحت الطاولة لسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، بالتنسق مع بري، وقيل انه عندما سار التيار في التصويت للوزير السابق جهاد أزعور، إقترع بو صعب لفرنجية.

ومع وقوع الطلاق بين باسيل وبو صعب، يعاد فتح ملف الخلافات العميقة داخل التيار، والتي تتمحور جميعها حول إستئثار باسيل بالقرارات بصورة إستعلائية وديكتاتورية، ما دفع الكثير من القيادات التاريخية في التيار العوني الى الاستقالة أو الاقالة، مع بقاء العديد منهم في مواقعهم التنظيمية و/أو النيابية على مضض، حرصاً على عدم التسبب بمزيد من إتساع دائرة الخلافات والانشقاقات داخل التيار. ولا يزال بو صعب يحتفظ بعلاقة ممتازة مع الرئيس ميشال عون ويتمتع بمروحة واسعة من العلاقات السياسية المحلية والخارجية، وبحيثية شعبية داخل “التيار الوطني الحر”، لذا فإن خروجه من التيار ليس كخروج من سبقه مثل حكمت ديب وزياد أسود وماريو عون، فهو يملك قدرة واسعة على التحرك بإستقلالية، مع البقاء داخل الأروقة السياسية، ما يجعله غير متأثر بخروجه عن الأطر التنظيمية للتيار. وهذه الحالة التي يتميز بها عن سواه، تجعله قادراً على لعب دور إصلاحي وتطويري على صعيد التيار نفسه، لما يتمتع به من مصداقية وبراغماتية في أدائه السياسي، بعيداً عن الشعبوية والأنانية الذاتية. وفي هذا الاطار، لا تخفي قيادات وكوادر في التيار رهانها على أن يتولى بو صعب هذه المهمة الانقاذية للتيار، ليعود تياراً جامعاً للحالة “العونية” التي تمكنت من إكتساح الساحة المسيحية، قبل أن تتحول إلى حالة “باسيلية”، ساهمت في تراجع التيار وتقهقره، وتحويله الى أداة مفصلة على قياس رئيسه الحالي جبران باسيل.

 

تهديدات اسرائيل للبنان: حرب نفسيّة أم اقترب الانفجار الكبير؟

جورج حايك/لبنان الكبير/24 نيسان/2024

لا يمرّ يوم من دون أن تصدر مواقف اسرائيلية مهدّدة لبنان عموماً و”حزب الله” خصوصاً بالويل والثبور والرغبة في توسيع الحرب، والمفارقة أن هذه التهديدات اعتدناها منذ 8 تشرين الأول الفائت حتى اليوم، لكنها لم تترجم على أرض الواقع، بل بقيت الاشتباكات الدائرة على الحدود مضبوطة أميركياً، ولو تخللها بعض القصف الاسرائيلي بعيداً عن الحدود ولا سيما النبطية وصيدا وبعلبك والبقاع. لا شك في أن اسرائيل تمارس الحرب النفسية على “الحزب”، الذي يبادلها الأمر نفسه، وتُعتبر الحرب النفسية من أخطر الحروب، إذ قال نابليون بونابرت: “حرب العقول أقوى من حروب الأسلحة، وهناك قوتان فقط في العالم: العقل والسيف. وفي المدى الطويل، العقل دائماً ما ينتصر على السيف”. لطالما هدد الاسرائيليون لبنان بإعادته إلى العصر الحجري، ثم بعد حرب غزة، بدأوا يطلقون التهديدات بتحويله إلى غزة ثانية، وهذا الكلام يرددونه كل يوم، وسيستمرون في تكراره سواء على لسان رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو أو وزير الدفاع يوآف غالانت وربما عضو مجلس الحرب الاسرائيلي الوزير بيني غانتس.

لكن كل هذه التهديدات غير قابلة للتنفيذ في الوقت الحاضر لأسباب عدة، ويقول اللبناني الأصل أرنست حداد المطلّع بعمق على أبحاث مدير برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن ديفيد شينكر: “صحيح أن اسرائيل لم تنفّذ تهديداتها حتى الآن على صعيد جبهتها الشمالية ضد حزب الله، إلا أنها جادة وتنوي فعلاً شن هجوم كبير يهدف إلى تحييد أي تهديد مستقبلي يشكّله الحزب. وقد نجحت الولايات المتحدة الأميركية بوساطة موفدها آموس هوكشتاين في حصر الأعمال العدائية بين الجانبين الاسرائيلي واللبناني في إطار المساحة الحدودية، ولو شهدت تفلتاً من وقت إلى آخر، لكن هوكشتاين لم ينجح في التوصّل إلى وقف النار نهائياً ودفع الحزب إلى تنفيذ القرار 1701 أو إرجاعه 8 كيلومترات نحو نهر الليطاني، وتسليم الجيش اللبناني واليونيفيل المنطقة العازلة، ومن شأن ذلك أن يسمح بعودة المواطنين النازحين إلى منازلهم على جانبي الحدود. إلا أن الأمر لم يحصل بسبب ضعف السلطات اللبنانية ومحدوديتها، فيما قرار الحرب والسلم بيد الحزب ومرجعيته الايرانية”.

وقد يتساءل سائل: لماذا لم تبادر اسرائيل إلى شنّ حربها على “الحزب” طالما أنه يرفض أن يتراجع عن الحدود؟ يجيب حداد: “لا تريد الادارة الأميركية أن تجرّها اسرائيل في مواجهتها لحزب الله إلى حرب واسعة قد تتمدد إلى المنطقة لتشمل إيران، وهي على أبواب انتخابات رئاسية، لذلك جو بايدن كان صريحاً مع نتنياهو بأن أي حرب في جنوب لبنان ضد الحزب لن تلقى فيها اسرائيل مساعدة عسكرية من واشنطن في الميدان، علماً أن هناك تقريراً سرياً صدر عن وكالة استخبارات الدفاع يشير إلى أن إسرائيل، بإمكاناتها الحالية، ستواجه ضغوطاً شديدة لتحقيق النصر في حرب ضد الحزب”.

مع ذلك، لم تذهب الولايات المتحدة إلى حد تقييد المساعدات العسكرية لاسرائيل، ربما لأن العمليات الكبرى التي تخطط لها الأخيرة ضد “الحزب” ستتطلب مخزوناً جديداً من الأسلحة والذخيرة.

ويلفت حداد إلى أن “السبب الآخر الذي يعوق اسرائيل عن توسيع الحرب ضد الحزب هو حرب غزة، ومن المؤكد أنها تنتظر أن تنظّف الجبهة الشمالية في غزة من بقايا مسلحي حماس لتنقل المدنيين الفلسطينيين من رفح إلى شمال غزة، وعندها ستبدأ هجومها على رفح لتحقيق النصر الكامل ضد حماس، وما ان ينتهي الجيش الاسرائيلي من جنوب غزة والقضاء على الحركة سيشن حرباً كبيرة على الحزب لإبعاده بالقوة 8 كيلومترات عن الحدود، لكن من المتوقع أن يلعب هوكشتاين دوراً قبل بدء الهجوم الكبير على لبنان، للتوصّل إلى حل سلمي وديبلوماسي مع الحزب، على الرغم من أننا نستبعد قبوله بهذه الشروط، ففي نهاية المطاف، يستمد الحزب شرعيته في لبنان من عمليات المقاومة ضد اسرائيل، فهل يقبل بإلغاء نفسه؟”.

ولا بد من الاعتراف بعد كل جولة لهوكشتاين على المنطقة من دون أن تتكلل جهوده بحل نهائي بين اسرائيل و”الحزب”، بأن احتمالات أن تؤتي الديبلوماسية ثمارها تتضاءل، بل تتحوّل الكلمة أكثر وأكثر إلى الميدان حيث يصبح قتال اسرائيل مع “الحزب” أكثر فتكاً وتدميراً، بدليل وصول مسيّرات الأخير إلى عكا أمس أي إلى العمق الاسرائيلي، وخصوصاً أنه أفضل تسليحاً وتدريباً من “حماس” بدرجات كبيرة، وفي المقابل، تستشرس اسرائيل في عمليات اغتيال قادة كتيبة “الرضوان”، وهذا ما نشهده يومياً.

ويرى حداد أن “زيارة هوكشتاين المتوقعة إلى بيروت يوم الخميس المقبل أو بعده، لن يكون لها تأثير كبير لأن سخونة الأوضاع في المنطقة، وخصوصاً عشية بدء معركة رفح، ليست عاملاً مساعداً، كذلك ليس متوقعاً أن تخرج الأوضاع في الجنوب من عقالها قبل انتهاء حرب غزة، لكن فور انتهائها، من الصعب أن نتصور تردد إسرائيل في القيام بحرب ضد الحزب وهي مستعدة لها. وعندما تقرر ذلك، فمن الصعب أن نتصور أن واشنطن، على الرغم من المناشدات لتجنب التصعيد، ستمنعها عن القيام بها، ولا سيما إذا رفض الحزب الحلول الديبلوماسية”.

واللافت أن اسرائيل تبدو راضية عن وضعها العسكري على الجبهة الشمالية مع لبنان، وفق حداد، الذي يضيف: “تشير التقارير العسكرية الى أن الجيش الاسرائيلي تمكّن من خلق مساحات مسطّحة في القرى الحدودية بعد تدميرها، ومن شأن ذلك أن يساعده في أي عملية برية. من جهة أخرى، نجحت اسرائيل في توظيف تفوّقها العسكري التكنولوجي في عمليات اغتيال مسؤولي الحزب الميدانيين، بحيث بلغت الخسائر البشرية حتى اليوم ما لا يقل عن 300 عنصر، فيما لم يُقتل سوى قلّة من الجنود الاسرائيليين. لذلك ستستمر في عملياتها التي تكلّف لبنان والحزب كثيراً وسط انتقادات داخلية له، بسبب توريط لبنان في حرب لا علاقة له بها”.

قد يكون الوقت ضاغطاً على كل أطراف النزاع، إلا أن الحدّ الأقصى لاسرائيل سيكون مع حلول شهر أيلول، لأن هناك ضرورة ملحّة لسكّان الشمال للعودة إلى قراهم وبلداتهم، حين سيبدأ أبناؤهم العام الدراسي الجديد.

ويعتبر حداد أن “الترويج لأنصاف الحلول لا يُطمئن اسرائيل، ولا أظن أنه سيمرّ على حكومة الحرب كقيام الحزب، وفق تسوية معينة، بسحب معظم وحدة الرضوان من الحدود، لأن تجربة اسرائيل بعد حرب تموز 2006 كانت غير مشجعة، إذ سرعان ما يعود الحزب الى الانتشار في مواقعه ويرسّخ وجوده على الحدود، لذلك ستصرّ اسرائيل على وقف اطلاق النار واتفاق أوسع يحتفظ فيه الحزب بجميع قواته على بعد ثمانية كيلومترات من الحدود. وفي المقابل، ستنهي إسرائيل على الأقل بعض عملياتها الجوية فوق لبنان، بينما ستكون الحكومة اللبنانية ملزمة بنشر 15 ألف جندي من الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني بالتعاون مع اليونيفيل، ثم بدء المناقشات حول النقاط الحدودية المتنازع عليها على طول ما يسمى بالخط الأزرق. ونعتقد أن مثل هذه المفاوضات قد تؤدي على الأرجح إلى تعديلات حدودية بعدة مئات من الأمتار لصالح لبنان في المناطق التي تعترف إسرائيل بأنها ذهبت فيها شمال الخط الأزرق؛ ويشمل ذلك إعادة توحيد قرية الغجر المقسّمة”. لحظة الحقيقة تقترب بسرعة. وما دامت الحرب في غزة مستمرة، فإن اسرائيل تفضّل إبقاء الحرب مع “الحزب” منخفضة الحدة حتى لا تقاتل على جبهات كثيرة في وقت واحد. لذلك طلبت وساطة فرنسا لكبح جماح “الحزب” جنوباً، ولكن عندما تنتهي الحرب في غزة، فستكرّس اسرائيل جهودها للجبهة اللبنانية، وعندها سنصبح قاب قوسين من التدهور إلى حرب واسعة النطاق وأكثر تدميراً!

 

وجدي معوض: أوقفوا مهزلة الرقابة الاهلية كأداة للقمع الممانعجي بدل الحديث عن ثقافتان

منى فياض/24 نيسان/2024

لاحظنا مؤخراً شيوع مصطلح "ثقافتان". فتعلن بعض مكونات المجتمع اللبناني: "لا يمكننا التعايش معهم، وعلينا الانفصال عنهم". وال "هم" هنا تعني أولاً ممارسات حزب الله وبيئته. لكن ضمناً، تعني الشيعة كمكوّن، وصولاً الى المسلمين بمجملهم.

ومناسبة هذا الكلام، الغاء عرض مسرحية "وليمة عرس عند رجال الكهف" الذي كان مقرراً في الثلاثين من أبريل الجاري. وذلك بعد حملة الترهيب والتهديد والضغوط والتشهير التي تعرض لها مسرح المونو والكاتب والمخرج، وجدي معوض، والممثلين. ووصل الامر لتقديم إخبار ضد معوض أمام النيابة العامة العسكرية". وفسر ذلك بالهيمنة الثقافية المستجدة.

لكن تاريخ الرقابة مثقل في لبنان، فمن المعروف ان الامن العام يمارس رقابة مسبقة على الاعمال السينمائية والمسرحيات والمواد الثقافية المستوردة والمطبوعات والمناشير.

وتجدر الاشارة ان الرقابة ترتفع عادة مع الاضطرابات السياسية. لقد ارتفعت الرقابة بعد اغتيال الرئيس الحريري، وسلسة الاغتيالات التي تلت. ارتفعت أكثر من أي وقت مضى، بعد الحرب السورية. كما تكشف بيانات جمعية "مارس".

أما حظر المواد المرتبطة بإسرائيل واليهودية، فبدأ منذ عام 1950 مع حظر الفيلم الكوميدي "بائع الحليبThe Milkman، لأن بطل الفيلم من أصول يهودية. وامتدت الرقابة أحياناً كثيرة إلى فنانين ليس لهم صلات إسرائيلية أو صهيونية.

 وسلسلة القمع والمنع لا تعد ولا تحصى.

مؤخراً في عام 2017 منع فيلم “المرأة الخارقة”، لأنه من بطولة ممثلة إسرائيلية. وبعد سمح بعرض فيلم "ذا بوست" لسبيلبرغ، عاد ومنعه الأمن العام اللبناني، بسبب الضجة والانتقادات التي أثيرت. ومن ثم أعيد عرضه بقرار من وزير الداخلية.

ذلك ان منع الافلام لأن اليهودي الداعم لإسرائيل سبيلبرغ شارك فيها او اخرجها، سيعني منع نصف الأفلام العالمية.

لكن ما حصل مؤخراً مع مسرحية وجدي معوّض، ان جهات ممانعة، لم تلجأ هذه المرة الى الرقابة الرسمية التي اعتدنا على رقابتها العشوائية، كما حصل مثلا مع فيلم باربي، بل الى خطاب التخوين والكراهية والتحريض وصولاً الى التهديد بالعنف. وانقسم الرأي العامّ اللبناني بالطبع.

الملفت هنا مسألتان:

الخضوع للابتزاز الممانعجي المعتاد، الذي يمارس القمع الديكتاتوري، وعلى جميع المستويات وليس الثقافي فقط. المطلوب هنا مواجهة هذه الممارسات والخطاب التخويني، الصادر عن الجهة التي تنتظر استقبال الجندي اليهودي الإسرائيلي هوكشتين على أحر من الجمر، بعد ان رسّمت معه الحدود، بينما تلعن وجدي معوض لأن احد ممثليه، منذ عدة أعوام وفي فرنسا، حمل الجنسية الإسرائيلية.

يجب مواجهة النفاق والازدواجية. وبدل الحديث عن ثقافتين، في معرض القمع الأيديولوجي والسياسي، تتوجب المواجهة واللجوء الى القضاء والقوى الأمنية لفرض استمرارية العرض وحمايته.

يحق لأي كان مقاطعة العرض، وليس من حقهم منعه بأي حال من الأحول.

اما الاستنتاج انها ثقافة معينة تُفرض، فهذا تفسير خاطئ. أولا لأن الممانعة منوعة من جميع الطوائف، ولأن ما يمارس هو عنف أيديولوجي سياسي تحت غطاء ثقافي لاستسهال قمع الفنانين.

ان الفريق الممانع، يمارس ديكتاتورية القمع والترهيب السياسي والأيديولوجي على عدة مستويات. لم نسمّ ولا أي مرة نمط الحياة التي فرضها الاتحاد السوفياتي بأنه فرض "ثقافة جديدة" على السوفيات. كان معلوماً انه فرض أيديولوجية شيوعية عبر القمع السياسي أولا واخيراً. على غرار "الثورة الثقافية الصينية"، التي تبين انها ليست سوى قمع سياسي، أتت  نتائجه كارثية وتمت مكافحته.

وللحديث صلة، عن معنى الثقافة، الذي يتعدى الإنتاج الفكري والايديولوجيا او الطقوس والممارسات الدينية وحتى الخيارات السياسية والعقائدية.

 

استمرار تطهير المسيحيين: يوم ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية

ريمون إبراهيم/ معهد جاتستون/ 24 أبريل 2023  (ترجمة من الإنكليزية بواسطة موقع غوغل)

الأدلة ساحقة.

https://eliasbejjaninews.com/archives/129170/129170/

"لقد تم تسمير كل فتاة على قيد الحياة على صليبها، وتم وضع مسامير في قدميها ويديها..." - أورورا مارديجانيان، أرمينيا المنهوبة.

غالبًا ما يتم التغاضي عنه... هو أن هذه لم تكن إبادة جماعية للأرمن بقدر ما كانت إبادة جماعية للمسيحيين. وهكذا فإن الجملة الافتتاحية لقرار مجلس النواب الأمريكي رقم 296، الذي صدر في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية (2019)، تذكر بشكل صحيح "حملة الإبادة الجماعية ضد الأرمن واليونانيين والآشوريين والكلدان والسريان والآراميين والموارنة والمسيحيين الآخرين".

المسيحية هي ما كان مشتركًا بين جميع تلك الشعوب المتنوعة، وبالتالي كانت - وليس الجنسية أو العرق أو الأرض أو المظالم - هي العامل الحاسم النهائي فيما يتعلق بمن سيقوم الأتراك بـ "التطهير" ومن لن يقوموا "بتطهيره".

"كان المسيحيون يعتبرون كفاراً. والدعوة إلى الجهاد... كانت جزءاً من الخطة". - جوزيف يعقوب، مؤلف كتاب "عام السيف: الإبادة الجماعية للمسيحيين الآشوريين".

وأشار أحد شهود العيان إلى أن... "ارتكبت" "اعتداءات" ضد "حتى الأطفال"....

"لقد قدمت الفرصة [الحرب العالمية الأولى] لتطهير الأراضي التركية من العرق المسيحي." - وينستون تشرتشل.

"تستغل تركيا الحرب من أجل تصفية أعدائها الداخليين بشكل كامل، أي المسيحيين الأصليين، دون أن يزعجهم التدخل الأجنبي... لقد تمت تسوية المسألة. لم يعد هناك أرمن". — طلعت باشا، الزعيم الفعلي للدولة العثمانية أثناء الإبادة الجماعية، يونيو 1915.

أرسلت تركيا، في عام 2020، "جماعات جهادية" تطبق الشريعة الإسلامية من سوريا وليبيا... وارتكبت هذه الجماعات الإسلامية العديد من الفظائع. وشملت هذه الاعتداءات اغتصاب جندية أرمنية وأم لثلاثة أطفال، قبل تقطيع أطرافها الأربعة جميعها، وقلع عينيها، وإدخال أحد أصابعها المقطوعة داخل أعضائها التناسلية. – جريك سيتي تايمز، 25 سبتمبر 2020.

ولم يفلت من العقاب فحسب؛ استأنفت تركيا، حليفة الناتو، الإبادة الجماعية ضد أحفاد أولئك الذين كاد الأتراك يبادونهم منذ أكثر من قرن من الزمان - أي الأرمن والآشوريين.

وفي الآونة الأخيرة، في أواخر عام 2022، شنت تركيا آلاف الهجمات – الجوية وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار والمدفعية وما إلى ذلك – على عمق عدة أميال داخل الحدود الشمالية لسوريا. وهذا، بطبيعة الحال، هو المكان الذي تعيش فيه أغلب الأقليات الدينية - المسيحيون واليزيديون والأكراد، الذين تعرضوا قبل بضع سنوات للإبادة الجماعية على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش").

"هذه الهجمات العسكرية التي يشنها نظام رجب طيب أردوغان هي جزء من سياسة تركية أوسع لإبادة الشعب الكردي والآشوري [المسيحي] في شمال سوريا والعراق. لقد ارتكبت تركيا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القصف والقصف والاختطاف والاختطاف". التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء، وهذه الهجمات جزء من سياسات الإبادة الجماعية التي تتبعها تركيا تجاه الأكراد والمسيحيين والإيزيديين. – مرصد الإبادة الجماعية، 7 ديسمبر 2022.

"هذه الإبادة الجماعية هي نمط نراه، وهي بالتأكيد ليست جديدة... بالنسبة لأولئك الذين يقولون "ليست تحت مراقبتنا!" أو "لن يحدث مرة أخرى أبدًا!" - ها هو يحدث مرة أخرى! – شارمين هيدنج، رئيسة صندوق شاي ومقره الولايات المتحدة، ندوة عبر الإنترنت حول هجوم الإبادة الجماعية الذي ترتكبه تركيا على المسيحيين في سوريا، rumble.com، 15 ديسمبر 2022.

ولم تمر الإبادة الجماعية للأرمن دون عقاب فحسب؛ استأنفت تركيا، حليفة الناتو، الإبادة الجماعية ضد أحفاد أولئك الذين كاد الأتراك يبادونهم منذ أكثر من قرن من الزمان - الأرمن والآشوريين. في الصورة: الجنود العثمانيون يجبرون المدنيين الأرمن على السير عبر خربوت إلى سجن في مزيريه القريبة (إلازيغ حاليًا)، أبريل 1915. (مصدر الصورة: American Red Cross/Wikimedia Commons)

اليوم، 24 أبريل، هو يوم ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية. يقدم مشروع التثقيف بشأن الإبادة الجماعية ملخصًا لذلك الحدث المأساوي الذي حدث خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918):

"لقد لقي أكثر من مليون أرمني حتفهم نتيجة الإعدام، والمجاعة، والمرض، والبيئة القاسية، والإيذاء الجسدي. لقد فقد الشعب الذي عاش في شرق تركيا منذ ما يقرب من 3000 عام [وألفي عام قبل وصول الأتراك الغزاة] وطنه وقد تم القضاء عليها بشكل كبير في أول إبادة جماعية واسعة النطاق في القرن العشرين. في بداية عام 1915 كان هناك حوالي مليوني أرمني داخل تركيا، واليوم هناك أقل من 60.000.

"على الرغم من الكم الهائل من الأدلة التي تشير إلى الواقع التاريخي للإبادة الجماعية الأرمنية، وروايات شهود العيان، والأرشيفات الرسمية، والأدلة الفوتوغرافية، وتقارير الدبلوماسيين، وشهادات الناجين، فقد ذهب إنكار الإبادة الجماعية الأرمنية من قبل الأنظمة المتعاقبة في تركيا إلى حد كبير. من عام 1915 إلى الوقت الحاضر."

الأدلة ساحقة. منذ عام 1920، ذكر تقرير قدمته البعثة العسكرية الأمريكية إلى أرمينيا إلى مجلس الشيوخ الأمريكي أن "الاستغلال والانتهاك والتعذيب والموت قد تركوا ذكرياتهم المؤلمة في مائة من الوديان الأرمنية الجميلة، والمسافر في تلك المنطقة نادرًا ما تكون خالية من الأدلة على هذه الجريمة الأضخم على الإطلاق".

في مذكراتها، أرمينيا المنهوبة، وصفت أورورا مارديجانيان كيف تم اغتصابها وإلقائها في الحريم (بما يتوافق مع قواعد الحرب في الإسلام). وعلى عكس آلاف الفتيات الأرمنيات الأخريات اللاتي تم التخلص منهن بعد تدنيسهن، تمكنت من الفرار. في مدينة ملاطية، رأت 16 فتاة مسيحية مصلوبة: "كل فتاة تم تسميرها حية على صليبها،" كتب مارديجانيان، "توجد مسامير في قدميها ويديها، فقط شعرهن الذي تطايرته الريح، غطى أجسادهن". (تم تصوير مثل هذه المشاهد في الفيلم الوثائقي عام 1919 مزاد النفوس.)

ومع ذلك، غالبًا ما يتم التغاضي عن حقيقة أن هذه لم تكن إبادة جماعية للأرمن بقدر ما كانت إبادة جماعية للمسيحيين. وهكذا فإن الجملة الافتتاحية لقرار مجلس النواب الأمريكي رقم 296، الذي صدر في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية (2019)، تذكر بشكل صحيح "حملة الإبادة الجماعية ضد الأرمن واليونانيين والآشوريين والكلدان والسريان والآراميين والموارنة والمسيحيين الآخرين".

هذه الكلمة الأخيرة - المسيحيون - هي المفتاح لفهم هذا الفصل المأساوي من التاريخ: المسيحية هي ما كان مشتركًا بين كل تلك الشعوب المتنوعة، وبالتالي كانت - وليس الجنسية أو العرق أو الإقليم أو المظالم - العامل المحدد النهائي فيما يتعلق بمن. الأتراك سوف يقومون بالتطهير ولن يفعلوا ذلك.

وكما تساءل أحد أساتذة الدراسات الأرمنية:

"إذا كانت [الإبادة الجماعية للأرمن] عداء بين الأتراك والأرمن، فما الذي يفسر الإبادة الجماعية التي نفذتها تركيا ضد الآشوريين المسيحيين في نفس الوقت؟"

ووفقاً لأستاذ آخر، وهو جوزيف يعقوب، مؤلف كتاب "عام السيف: الإبادة الجماعية للمسيحيين الآشوريين":

"هذه السياسة الانتحارية للتطهير العرقي أثارتها القومية الإسلامية والتعصب الديني. وكان المسيحيون يعتبرون كفاراً. وكانت الدعوة إلى الجهاد... جزءاً من الخطة".

وبحسب يعقوب (ص 19)، فإن العديد من الوثائق الرئيسية، بما في ذلك وثيقة سريانية تعود إلى عام 1920، تؤكد أنه "كانت هناك خطة عثمانية لإبادة المسيحيين في تركيا".

ويروي يعقوب العديد من "الفظائع التي ارتكبها الأتراك والأكراد من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى قرية دون استثناء". وفي إحدى الحالات، اختار الأتراك والأكراد وغيرهم من "السنة" "ثمانية عشر فتاة من أجمل الفتيات الصغيرات" واقتادوهن إلى كنيسة محلية، "حيث تم تجريدهن من ملابسهن وانتهاكهن بدورهن فوق الإنجيل المقدس". وأشار أحد شهود العيان إلى أن "الاعتداءات" المرتكبة ضد "حتى الأطفال" كانت "مروعة للغاية لدرجة أن المرء يتراجع، ويجعل الجسد يقشعر".

غالبًا ما يتم الخلط بين الإبادة الجماعية والإبادة الجماعية للأرمن لأن عددهم أكبر بكثير من المسيحيين الآخرين، مما جعلهم وجه الإبادة الجماعية. وبحسب التقارير، ذبح الأتراك 1.5 مليون أرمني، و750 ألف يوناني، و300 ألف آشوري. وبالمقارنة بأعدادهم، فقد تم ذبح عدد أكبر من الآشوريين - نصف مجموع سكانهم البالغ 600 ألف نسمة.

ولأن كل فظائع الإبادة الجماعية هذه وقعت أثناء الحرب العالمية الأولى، فإن البعض، وخاصة تركيا، يزعمون أنها كانت في نهاية المطاف انعكاساً لذلك الحرب بكل ما خلفته من دمار مميت. في الواقع، كانت الحرب أحد العوامل، ولكن فقط لأنها وفرت للأتراك الغطاء اللازم للقيام بما كانوا يريدون القيام به منذ فترة طويلة.

وبعد وصف المذابح بأنها "محرقة إدارية"، لاحظ ونستون تشرشل أن "الفرصة [الحرب العالمية الأولى] قدمت نفسها لتطهير الأراضي التركية من العرق المسيحي". أو بكلمات لا لبس فيها لطلعت باشا، الزعيم الفعلي للإمبراطورية العثمانية أثناء الإبادة الجماعية:

"تستغل تركيا الحرب من أجل تصفية أعدائها الداخليين بشكل كامل، أي المسيحيين الأصليين، دون أن يزعجهم التدخل الأجنبي... لقد تمت تسوية المسألة. لم يعد هناك أرمن".

شهد هنري مورجنثاو، سفير الولايات المتحدة لدى الإمبراطورية العثمانية والشاهد الشخصي على الفظائع، قائلاً: "أنا واثق من أن تاريخ الجنس البشري بأكمله لا يحتوي على مثل هذه الحلقة المروعة مثل هذه". وأضاف أن ما يفعله الأتراك هو "مخطط مخطط له بعناية للقضاء على العرق الأرمني بشكل كامل". في عام 1918، كتب مورغنثاو:

"هل سيؤدي الترهيب الفاحش، والتعذيب القاسي، وقيادة النساء إلى الحريم، وفجور الفتيات الأبرياء، وبيع العديد منهن بثمانين سنتًا للواحدة، وقتل مئات الآلاف وترحيلهن إلى، وتجويعهن،؟ صحاري مئات الآلاف الأخرى، وتدمير مئات القرى والمدن، هل سيستمر التنفيذ المتعمد لهذا المخطط الشيطاني بأكمله لإبادة المسيحيين الأرمن واليونانيين والسوريين [أو الآشوريين] في تركيا، هل سيمر كل هذا دون عقاب؟"

ولم يفلت من العقاب فحسب؛ استأنفت تركيا، حليفة الناتو، الإبادة الجماعية ضد أحفاد أولئك الذين كاد الأتراك يبادونهم منذ أكثر من قرن من الزمان - أي الأرمن والآشوريين.

في أواخر عام 2020، بدأت أذربيجان المسلمة أعمالًا عدائية ضد الأرمن المسيحيين في استمرار للنزاع على الأراضي الجبلية غير الساحلية في ناغورنو كاراباخ المستمر منذ 35 عامًا. وسرعان ما انضمت تركيا إلى إخوانها في الدين من الأذربيجانيين، بل ويمكن القول إنها قادت الحرب ضد أرمينيا، على الرغم من أن النزاع لم يكن يعنيها بشكل واضح. وكما تساءل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بلاغياً: "لماذا عادت تركيا إلى جنوب القوقاز بعد مائة عام [بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية]؟" جوابه: "لمواصلة الإبادة الجماعية للأرمن".

أرسلت تركيا، في عام 2020، "جماعات جهادية" تطبق الشريعة الإسلامية من سوريا وليبيا، بما في ذلك فرقة الحمزة المؤيدة للإخوان المسلمين - والتي أبقت نساء عاريات مقيدات ومسجونات - لإرهاب الأرمن وذبحهم. لقد ارتكبت هذه الجماعات الإسلامية العديد من الفظائع (هنا، وهنا). وشملت هذه الاعتداءات اغتصاب جندية أرمنية وأم لثلاثة أطفال، قبل تقطيع أطرافها الأربعة جميعها، وقلع عينيها، وإدخال أحد أصابعها المقطوعة داخل أعضائها التناسلية.

وفي الآونة الأخيرة، في أواخر عام 2022، شنت تركيا آلاف الهجمات – الجوية وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار والمدفعية وما إلى ذلك – على عمق عدة أميال داخل الحدود الشمالية لسوريا. وهذا، بطبيعة الحال، هو المكان الذي تعيش فيه معظم الأقليات الدينية - المسيحيون واليزيديون والأكراد، الذين تعرضوا قبل بضع سنوات للإبادة الجماعية على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية ("داعش"). وقُتل العشرات، ودُمرت المباني والبنية التحتية. ردًا على ذلك، أصدرت منظمة مراقبة الإبادة الجماعية تنبيهًا طارئًا بشأن الإبادة الجماعية في 7 ديسمبر 2022:

"هذه الهجمات العسكرية التي يشنها نظام رجب طيب أردوغان هي جزء من سياسة تركية أوسع لإبادة الشعب الكردي والآشوري [المسيحي] في شمال سوريا والعراق. لقد ارتكبت تركيا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القصف والقصف والاختطاف والاختطاف". التعذيب والقتل خارج نطاق القضاء، وهذه الهجمات جزء من سياسات الإبادة الجماعية التي تتبعها تركيا تجاه الأكراد والمسيحيين والإيزيديين.

وضمت ندوة لاحقة عبر الإنترنت (ملخصة هنا) العديد من الخبراء الذين قرروا أن سلوك تركيا كان بمثابة إبادة جماعية. وقالت شارمين هيدنج، رئيسة صندوق شاي، وهي منظمة إنسانية، إن القوات البرية التركية تتألف من جهاديين سابقين من تنظيم داعش والقاعدة وتحرير الشام الذين "يرتكبون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ولديهم أجندة لإنشاء الخلافة". وسيقومون بالقضاء على الأقليات الدينية في هذه المنطقة". واختتم جريجوري ستانتون، رئيس منظمة مراقبة الإبادة الجماعية، بقوله:

"تركيا مجتمع إبادة جماعية... لقد ارتكبت تركيا الكثير من عمليات الإبادة الجماعية في التاريخ... وبالعودة إلى قرون عديدة، كانت [تركيا] معادية للمسيحية، وحاولت ذبح أكبر عدد ممكن من المسيحيين". وفي النهاية، فإن ما فعلته تركيا وما تفعله بالمسيحيين يجب أن يُنظر إليه في السياق الأوسع لما فعله المسلمون وما زالوا يفعلونه بالمسيحيين. ويتعرض حاليا ما يقدر بنحو 360 مليون مسيحي للاضطهاد، معظمهم في العالم الإسلامي.

قبل أربعة قرون من غزو الأتراك وغزو آسيا الصغرى التي كانت مسيحية سابقًا، غزا العرب وأسلموا كل شمال أفريقيا والشرق الأوسط. لقد شهدت قرون من الاضطهاد والجهاد الصريح (الحروب المقدسة) تحول المسيحيين من أغلبية ساحقة إلى أقلية صغيرة. في بعض المناطق هناك انقراض (على سبيل المثال، في الجزائر، موطن القديس أوغسطين)، أو شبه انقراض للمسيحيين، وخاصة في أقدم المناطق المسيحية، مثل العراق وسوريا، حيث لا يزال المسيحيون يتحدثون الآرامية، لغة عيسى.

ففي نيجيريا، التي يبدو أنها لا تشترك في الكثير مع تركيا، باستثناء الإسلام، يُذبح مسيحي واحد على الأقل بسبب عقيدته كل ساعتين، حتى في حين يتجاهل العالم بشدة تلك الإبادة الجماعية.

ولذلك، اليوم، في يوم ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية، من الأهمية بمكان أن نتذكر الخلفية الحقيقية لهذا الحدث المأساوي وأهميته - كراهية المسلمين للمسيحيين - وأن نعرف أنه لا يزال مستمراً. وكما قالت شارمين هيدنج خلال الندوة عبر الإنترنت حول هجوم الإبادة الجماعية الذي ترتكبه تركيا على المسيحيين في سوريا:

"هذه الإبادة الجماعية هي نمط نراه، وهي بالتأكيد ليست جديدة... بالنسبة لأولئك الذين يقولون "ليست تحت مراقبتنا!" أو "لن يحدث ذلك مرة أخرى!" - ها هو يحدث مرة أخرى!"

*ريموند إبراهيم، مؤلف كتاب "المدافعون عن الغرب"، و"السيف والسيف، المصلوب مرة أخرى"، و"قارئ القاعدة"، وهو زميل شيلمان البارز المتميز في معهد جيتستون وزميل جوديث روزن فريدمان في منتدى الشرق الأوسط.

© 2023 معهد جيتستون. كل الحقوق محفوظة. المقالات المطبوعة هنا لا تعكس بالضرورة آراء المحررين أو معهد جيتستون. لا يجوز إعادة إنتاج أو نسخ أو تعديل أي جزء من موقع Gatestone الإلكتروني أو أي من محتوياته دون الحصول على موافقة كتابية مسبقة من معهد Gatestone.

https://www.gatestoneinstitute.org/19593/armenian-genocide-remembrance تحية صادقة للشعب الأرمني في ذكرى الإبادة الجماعية التي تعرض لها على يد السلطنة العثمانية.

الياس بجاني/24 نيسان 2024

اليوم السنوي لإحياء ذكرى المجازر العثمانية بحق الأرمن والموارنة والسريان والكلدان بين الأعوام 1914-1915.

وفي أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية، هناك وثيقة تعود إلى عام 1916، نقلت عن وزير حربية الدولة العثمانية في ذلك الوقت، أنور باشا، قوله: “يجب تطهير الإمبراطورية من الأرمن ومسيحيو جبل لبنان. لقد قضينا على الأرمن بالسيف وسنقضي على اللبنانيين بالمجاعة».

سيفو (القتل بالسيف): مجازر طالت الآشوريين السوريين والعراقيين، بتحريض من الجيش التركي، وتنفيذها من قبل العشائر الكردية. بدأت عام 1914 واستمرت لعدة سنوات، مما أسفر عن مقتل 400 ألف سرياني. والدولة التركية تنفي حدوثها. وبين عامي 1914 و2023، تراجعت نسب المسيحيين في الشرق الأدنى إلى حد الانقراض، وهو ما لم يحدث إلا مع المماليك.

واليوم نستذكر أيضاً وبكل حزن مئتي ألف شهيد من أبناء جبل لبنان الموارنة، الذين قضوا بالمجاعة على يد العثمانيين من 1915 إلى 1918، إضافة إلى مجازر سيفو بحق السريان الكلدان والآشوريين.

في 24 نيسان من كل عام نكرر: إن الاعتراف بالمجازر والإبادة الجماعية التي تعرضت لها الشعوب الأرمنية والسريانية والآشورية والكلدانية ضرورة تاريخية لطريق الصدق والحقيقة.

تحية للشعوب الصامدة التي حافظت على ذاكرتها الجماعية وازدهرت وتميزت في كل زمان ومكان. #الإبادة_الجماعية_الأرمنية #مجازر_سيفو

إن ذكرى #الإبادة_الجماعية_الأرمنية تعلمنا أن العدالة قضية تتجاوز الأجيال ولا يمكن محوها بمرور السنين أو حتى العقود. تحية لكل الناشطين الذين ناضلوا وما زالوا يناضلون من أجل الاعتراف الرسمي بهذه الإبادة الجماعية، سعياً لتحويل هذه الذكرى المهيبة إلى يوم وطني مخصص لتنقية الذاكرة وإنصاف الضحايا وأسرهم.

ومن أعماق قلوبنا وبأصوات مدوية، نتقدم بخالص تحيتنا وإجلالنا للشعب الأرمني لالتزامه الثابت في الدفاع عن عقيدته ومعتقداته وقوميته ووجوده وحضارته. في 24 أبريل من كل عام، يجدد الشعب الأرمني عهوده والتزاماته المقدسة بالحفاظ على عقيدته ووجوده وقضيته وحمايتها.

بعد مرور مائة وتسعة أعوام على الإبادة الجماعية التي ارتكبتها السلطنة العثمانية بحق الشعب الأرمني على أسس دينية وعرقية وعنصرية وهمجية وغريزية، لا يزال هذا الشعب الصامد المشتت في أنحاء العالم متمسكاً بإيمانه بربه. وحقهم الأصيل في حياة كريمة وقضية عادلة. لقد تم ذبح مليون ونصف مليون مدني أرمني، بما في ذلك الأطفال والمسنين والرجال والنساء، بلا رحمة مع سبق الإصرار والترصد على أيدي القوات العثمانية الإجرامية. أولئك الذين نجوا من الفظائع تعرضوا للإساءة والهجرة القسرية والتشرد.

تحية وثناء من القلب إلى هذا الشعب الصامد والمؤمن، الذي كان أول من اتخذ المسيحية ديانة رسمية له في العالم. إنهم شعب واجه الشدائد بالإيمان والتقوى والصبر، وأنجبوا العديد من القديسين والصالحين، وما زالوا ينتجون الشهداء حتى اليوم.

كمسيحي ماروني لبناني، أنا لا أتعاطف فقط مع الشعب الأرمني وأشاركه آلامه وأدعم قضيته العادلة وأؤيد إيمانه بالمسيح الفادي وجميع القيم المسيحية، بما في ذلك المحبة والغفران والفداء، ولكنني أتقبل أيضًا اعتزازي بالطائفة الأرمنية الناشطة في وطني لبنان، التي ساهمت وما زالت تساهم في الحفاظ عليه والدفاع عنه.

وفي القرن الحادي والعشرين، لم يعد الصمت مقبولاً تحت أي ذريعة، فيما يتعلق بحملات الإبادة العثمانية ضد الشعوب الأرمنية والسريانية والآرامية والكلدانية والمارونية واليونانية.

اليوم، أصبح لزاماً على جميع شعوب العالم والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمؤسسات الدينية الاعتراف بالإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الأرمني والضغط على الحكومة التركية للاعتراف بهذه الإبادة الجماعية، يليها تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة. التدابير الإنسانية والقانونية

تحية صادقة للشعب الأرمني في الذكرى المئوية للإبادة الجماعية العثمانية التي تعرض لها.

ويبقى المؤكد أن من يتهرب من الحكم والعدالة الأرضية لن يفلت من محاسبة الرب وعدله وحسابه العادل يوم القيامة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

جهاز إعلام الكتائب عن الياس المر: فتح الماضي ليس لصالحه

وطنية/24 نيسان/2024

صدر عن جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية البيان التالي: "يصر الوزير السابق الياس المر عبر جريدته أو في مقابلاته على مهاجمة رئيس الكتائب النائب سامي الجميل للنيل من مصداقيته وتشويه صورته، وقد أخذ هذا الهجوم طابعًا شخصيًا لا يمكن السكوت عنه. كنا قد آلينا على أنفسنا عدم الرد عليه وعلى مؤسسته، لكنه في كل مرة يعود لتكرار النغمة نفسها التي لا تفسر إلا بغرق الرجل بالحقد والضغينة معتمدًا تقنية تكرار الكذب ليعلق في أذهان الناس. لن ندخل في التفاصيل المتنية وزواريب بلدياتها ومخاتيرها مع "دولته"، إنما لا بد من تذكيره بأن زمن الطاعة والولاء وتحويل القرى والمناطق الى أملاك شخصية قد ولى، كما أن فتح الماضي هو حكما ليس لصالحه.  وعلى هذا لا نرى بهجوم المر سوى إعادة تقديم أوراق اعتماد إلى محور الممانعة ومن يقف خلفه، وتقديم طلب استسماح جديد لدى "حزب الله"، بعد انضمام نجله بالكامل إلى فريق التعطيل والمكابرة عله يقبل بعودته إلى صفوف تلامذته".

 

بري بحث وميقاتي في المستجدات السياسية والميدانية واستقبل البطريرك يونان وأبو فاعور

وطنية/24 نيسان/2024

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري  في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي وضع رئيس المجلس في نتائج زيارته الاخيرة لفرنسا ولقائه الرئيس ايمانويل ماكرون.كما كانت الزيارة مناسبة لبحث آخر المستجدات السياسية والميدانية على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. واستقبل بري بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان حيث تم عرض للاوضاع العامة في البلاد وشؤون وطنية.

 ومن زوار بري :عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور، حيث تم البحث في المستجدات السياسية وشؤونا تشريعية.

 

دريان التقى السفير السعودي والتشديد على التجاوب مع مساعي اللجنة الخماسية

وطنية/24 نيسان/2024

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري الذي قدم له التهاني بعيد الفطر السعيد. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى "ان البحث تركز حول آخر المستجدات على الساحة اللبنانية، واكد السفير بخاري حرص بلاده على استقرار لبنان ودعم تعزيز الوحدة والتقارب في ما بين اللبنانيين، وشدد على أهمية المساعي والجهود التي تقوم بها اللجنة الخماسية لمساعدة لبنان، آملا أن تصل هذه المساعي الى حلول سريعة من خلال الحوار الذي تجريه مع الجميع". من جهته، أكد المفتي دريان "ضرورة التعاون مع اللجنة الخماسية  التي تبذل وتقدم العديد من الطروحات والأفكار البناءة التي تساعد في الوصول إلى حلول، ودعا القوى السياسية إلى التجاوب مع سعي اللجنة الخماسية التي لديها مصداقية في التعاطي مع القوى السياسية لإيجاد مخارج ترضي الجميع، وأي مبادرة كانت تطرح هي من الداعمين الأول لها لحرصها على لبنان واللبنانيين". وقال: "الإصلاح يبدأ في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قوية والا سيبقى لبنان يعيش في الفوضى، واذا لم يساعدوا اللبنانيون أنفسهم ويتعاونوا مع الأشقاء والأصدقاء فسنستمر في حلقة مفرغة، وهذا مضيعة للوقت وسيؤدي بالبلد الى مزيد من الانهيار والتشرذم".

 

السفارة البريطانية عممت بيانا عن زيارة نائب رئيس هيئة أركان الدفاع

المارشال هارفي سميث، : استمرار دعم المملكة المتحدة للجيش اللبناني

وطنية/24 نيسان/2024

وزعت السفارة البريطانية في لبنان، بيانا، أشارت فيه الى ان نائب رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية المارشال الجوي هارفي سميث، انهى زيارته إلى لبنان يوم الثلاثاء 23 نيسان، التي استغرقت يومين. هذه زيارته الأولى وتأتي في اطار مناقشة جهود المملكة المتحدة للحد من التصعيد في المنطقة". أضاف البيان :"عقد المارشال سميث اجتماعات مع كل من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب. وأكد في رسالته دعم المملكة المتحدة لشعب لبنان وتعزيز الجيش اللبناني. وشدّد على التزام المملكة المتحدة المستمر بدعم الجيش اللبناني في سعيه لتحقيق الاستقرار والأمن في جميع أنحاء لبنان على الرغم من التحديات التي تواجهها البلاد. وفي شمال لبنان، شاهد كيف يواصل ضباط وجنود فوج الحدود البرية الأول تأمين سيادة لبنان ومكافحة التهريب والأنشطة الإرهابية بمهنية على أكثر من 100 كيلومتر من الحدود مع سوريا". وفي نهاية زيارته، قال المارشال سميث: "لقد أيقنت الشراكة الممتازة بين القوات المسلحة البريطانية واللبنانية على الحدود السورية، وكرّرت خلال اجتماعاتي موقف المملكة المتحدة المتمثل في عدم جر لبنان إلى صراع إقليمي. تعمل المملكة المتحدة بشكل وثيق جنبًا إلى جنب مع شركائها اللبنانيين للتخفيف من التوتّر في المنطقة والأعمال العدائية المستمرة على طول الخط الأزرق، وذلك بالتزامن مع الدعوة إلى إنهاء القتال في غزة."

كاول

وقال السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول: ""الآن، وأكثر من أي وقت مضى، مهم أن نعمل معاً لتجنب المزيد من التصعيد في جنوب لبنان والمنطقة. تشعر المملكة المتحدة بالقلق إزاء استمرار القتال في الجنوب. ونحن ملتزمون بدعم القوات المسلحة اللبنانية خلال هذه الأوقات الصعبة، وسنعمل مع شركائنا الدوليين من أجل سلام واستقرار طويلي الأمد.".

 

تكتل "الجمهورية القوية" حذر من مغبة التعدي على الدستور

عقيص: في حال أقر قانون التمديد للبلديات سنطعن به

وطنية/24 نيسان/2024

عقد تكتل "الجمهورية القوية" مؤتمراً صحافياً، في مجلس النواب، تناول  الانتخابات البلدية والأوضاع الراهنة.  واوضح النائب جورج عقيص باسم التكتل "ان التمديد للبلديات هو المسمار الثالث في نعش الديموقراطية، اذ ان حالة الحرب التي يعيشها أهلنا في الجنوب لا يجب أن تشكل حائلاً دون ممارسة اللبنانيين حقهم الانتخابي، وكان حري بالحكومة ان تجري الانتخابات في المناطق التي لا تشهد توترات أمنية وأن تؤجلها في مناطق الجنوب". وقال عقيص: "نحذر، من البرلمان، الأكثرية النيابية المتأهبة للتمديد من مغبة التعديات على الدستور، ونهيب بالنواب المترددين الى الانضمام الينا ومقاطعة الجلسة. وفي حال أقر القانون سنتعامل معه كقانون غير دستوري وسنطعن به". وختم عقيص: "انه التمديد الثالث، ولكلّ تمديد حججه الواهية. والتمديد يحصل رغم إعلان وزير الداخلية القدرة على إجرائها".

 

المفتي قبلان ل"شركاء الوطن": البلد بحاجة للجميع والمطلوب اعتدال يلم شملنا ويضمن تعدديتنا وتنوعنا

وطنية/24 نيسان/2024

 أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، بيانا، قال فيه: "بمنطق البلد والناس والتاريخ والوطن أقول: يا أهلنا وناسنا، يا شركاء الوطن، البلد بحاجة للجميع، بحاجة لتضامن وطني يليق بساعة الشدة والعسرة، بحاجة لمحبة وإنصاف عابر للطوائف، بحاجة أن نعيد توظيف إنسانيتنا بهذا البلد، بحاجة لطب وطني يجمع المفرق ويوصل الممزق ، بحاجة للتعامل مع بعضنا من زاوية أنا أنت وأنت أنا، بحاجة لمنطق الجسد الواحد كأساس للمواقف السياسية، بحاجة للكنيسة والمسجد، بحاجة للمسلم والمسيحي كأساس للعائلة الوطنية، بحاجة للأخوة التاريخية بين جبل كسروان وجبل عامل، بحاجة لضبط ذواتنا السياسية على قاعدة "احبب لغيرك ما تحب لنفسك"، بحاجة للمطران في المسجد والشيخ في الكنيسة".أضاف :"المطلوب اعتدال يلم شملنا ويضمن تعدديتنا وتنوعنا، وفي هذا المجال القطيعة السياسية جريمة وطنية، وترك البلد دون تسوية رئاسية نكران للعائلة اللبنانية الواحدة، وتاريخ المجلس النيابي من تاريخ التسويات الوطنية، ولا بد من تسوية رئاسية تليق بالطائفة اللبنانية التي تجمع كل طوائف لبنان".

 

تغريدات مخاتر من موقع أكس

تغريدات مختارة لليوم الأربعاء 24 نيسان/2024

ريشار كومجيان

تبقى القضية الأرمنية، قضية المليون ونصف شهيد حية في ذاكرتنا ويومياتنا، لن تموت طالما لدينا الإيمان والإرادة. يكتمل عزاؤنا في اعتراف أحفاد الجناة العثمانيين بحصول الإبادة_الأرمنية وتأمين التعويضات المعنوية والمادية خاصة للكنيسة الأرمنية.

نصلي للشهداء، لهم المجد والخلود

 

نديم الجميل

شعب لا ينسى شهداءه لا يموت . تحية لشعب ما زال متمسكًا بحقه ويعلي الصوت ليس فقط من أجل مَن ذُبحوا وقُتلوا وسُفكت دماؤهم، بل من أجل عالم يؤمن بالإنسان وحقوقه، من أجل عالم يؤمن بالعدالة والسلام.

صلاتي لشهداء الإبادة الأرمنية التي ما زالت في وجدان كل مؤمن بالحق والعدالة، على الرغم من مرور ١٠٩ سنوات عليها.

 

الفراد ماضي

لطالما رافقت الوحشية البشر، وتمظهرت تارة في قتل الانسان لأخيه كما في قضية قايين وهابيل وتارة في إبادة جماعية من "سيفو" إلى "كيفو" على الأشوريين والسريان إلى مذبحة_الأرمن وتهجيرهم، وتطول السبحة....

‏حرمت الأديان السماوية تلك الجرائم، وأدانتها الأمم المتحدة، تغير الجلاد مرارا" عبر التاريخ.

أما آن للجلاد أن يتعلم أن إرادة الشعوب في الحياة الحرة تبقى عصية على جبروته

 

الإمام الخامنئي

نواجه منذ سنين حظراً شديداً من قِبل أمريكا وأوروبا. ما هو هدف الحظر؟ يقولون كذباً إنّه بسبب السلاح النووي وحقوق الإنسان؛ كلا، ليس بسبب هذه الأمور. إنهم يفرضون الحظر على إيران لدعمها الإرهاب، ومَن هو الإرهابي من وجهة نظرهم؟ أهالي #غزة!

 

الإمام الخامنئي

الفاجعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بقصفه أهالي #غزة، لن تحقق له شيئاً.

 

الإمام الخامنئي

يُقدِم الكيان الصهيوني على تسوية مزرعة ومنزل سكني بالأرض بواسطة الجرافات لكي يبني مستوطنة هناك، والفلسطيني يدافع عن منزله الذي سُلبَ منه بالقوة؛ أهوَ إرهابي؟! الإرهابي هو مَن يقصفهم.

 

منير الربيع

حالياً، وبعد إقالة نائب رئيس مجلس النواب، #الياس_بو_صعب، من #التيار_الوطني_الحر، تبرز مؤشرات جديدة حول الاختلافات داخل التيار، وسط معطيات تفيد بأن عدداً من النواب لا يتقاطعون مع #باسيل وتتضارب مواقفهم معه. بعضهم يؤيد خيار ترشيح واحد منهم لرئاسة الجمهورية بدلاً من البحث عن مرشحين آخرين. لكن هؤلاء يرفضون القيام بأي حركة اعتراضية علنية، في ظل وجود #ميشال_عون. لأنه في حال أُخرجوا من التيار بموافقة #عون ستنتزع عنهم "الشرعية" والحيثية المسيحية، وسط معطيات تفيد بأن نواباً آخرين يتم استدعاؤهم إلى المجلس التحكيمي.

 

بيتر جرمانوس

مجددا في ذكرى مجازر الجيش التركي بحق الارمن والسريان والكلدان واليونانيين وتجويع موارنة جبل لبنان (ثلث مسيحيي الجبل ماتوا جوعا والثلث الثاني هاجر الى القارة الاميركية)، لا علاقة للعثمانيين بهذه المجازر اذ ان سنة 1913 اغتيل الصدر الأعظم محمود شوكت باشا، مما مكن لجمعية الاتحاد والترقي بالسيطرة على جميع مؤسسات السلطنة. الاتحاد والترقي" منظمة تركية ثورية تأسست باسم "جمعية الاتحاد العثماني" في 2 يونيو/حزيران 1889، ثم غيرت اسمها عام 1915، وسعت إلى تغيير نظام الحكم بدعوى إقامة "دولة ديمقراطية حديثة".

استطاعت الجمعية عزل السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909 والوصول إلى الحكم، وتبنت الفكر القومي وسارت وفق المذهب العلماني في سن التشريعات والقوانين.

أسست القيادة الجديدة (الباشوات الثلاثة) نظام الحزب الواحد ومارست سيطرة مطلقة على الدولة العثمانية، وساهمت بدخول السلطنة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول المحور سيما المانيا خلال الحرب الاولى. وأيضا خطط نظام الاتحاد والترقي ونفذ المذابح التركية المتأخرة وهي جزء من سياسات التتريك.

القومية التركية العلمانية هي المسؤولة عن المجازر التي إرتكبت بحق المسيحيين وليس السلطان العثماني

 

بيتر جرمانوس

هجوم متطرفين على منازل المسيحيين في قرية الفواخر - مركز المنيا، واحتراق عدد كبير من المنازل ومنع سكانها من الخروج والقوات الامنية المصرية تتدخل. يعتبر الدين المسيحي من الأديان الأكثر اضطهادا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وصولا الى درجة الإبادة.

 

افيخاي ادرعي

نعم يا حذيفة كحلوت, نحن "عالقون" في غزة من شماله إلى جنوبه وحتى في بحره، وداخل مراكز ثقلكم وأنفاقكم الاستراتيجية،،،

يا من هتف بالقتل، بحق الحق أنسيت أنك ظالم؟

أعمى بصرك عن عدل الله، وظلمك يُنطق كل ناطق

شهدنا وشهد الله على ما في قلوبكم من حقد وحسد

فويل لكم من عذاب الله، يوم لا ينفع الندم

فكفوا عن غيّكم، ولا تمثلون البطولة يا جبناء العصر

فالتاريخ لا يرحم، وسيسجل أفعالكم، ويخلد عاركم للأجيال القادمة

فالنور أقوى من الظلام، والحق سيُبهر كل الأنام

 

طوني بولس

بري "يحقر" النواب

 قبّل الدعوة لجلسة مجلس النواب كان نبيه بري حسم الجدل وقرر التمديد للمجالس البلدية والاختيارية. فبات دور النواب من خلال الجلسة النيابية مجرد "بصم" على القرار وليس القيام بدورهم النيابي والتشريعي. في شباط الماضي أجرت إسرائيل انتخابات المجالس البلدية باستثناء المناطق المجاورة للحدود اللبنانية وتلك المحاذية لقطاع غزة. عام 2022 تم التأجيل بذريعة إجراء الانتخابات النيابية وعام 2023 عدم وجود مخصصات مالية وعام 2024 الحرب في الجنوب.

 

اللواء جميل السيّد

ذكرى الإبادة الأرمنية…

كنا أطفالاً في منطقة سن الفيل،

كان الأرمن لا يزالون قيد التأقلم في جوار تلك المنطقة في بيوت التنك هناك،

كان معظمهم حِرَفِيّون جيّدون،

وكان معظم أهالي المنطقة يقصدونهم لشطارتهم في تصليح أي شيء في تلك الزواريب الضيقة المسمّاة على اسم المناطق التي نزحوا منها في ارمينيا، أذكر منها كامب سيس وكامب شرشبوك وغيرها، وكانوا يصرّون على الحفاظ على لغتهم ونادراً ما كانوا يتكلمون العربية لدرجة حفظنا منهم كأطفال بعض الكلمات، لا زال منها في ذاكرتي (إنْش كو  زيس)، بمعنى (كيفك)، وكذلك بعض الشتائم التي اتحفّط عنها…

المهم

أن الأرمن أصبحوا لبنانيين وأغنوا لبنان بمجالات عديدة ونادراً ما كانوا يسمحون لأنفسهم أن يتطرّفوا في الصراعات الطائفية إلا بضعة أفراد منهم هنا وهناك..

في ذكرى الإبادة، ليس في دائرتي الإنتخابية مواطنون أرمن كي أسايرهم من اجل بضعة أصوات كما فعل اليوم الكثير من تجار السياسة،

وأكتفي بالقول أنهم أثبتوا حيثما كانوا خارج بلدهم الأصلي أنهم شعبٌ حيّ، تماماً كما أثبت مغتربونا الذين هجّرتهم حروب الميليشيات بالأمس في الشوارع وفسادها اليوم في الدولة…

 

شريف حجازي

حسن نصرالله: قد نذهب للاستفتاء لقيام الدولة الإسلامية في لبنان (يقصد التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية)

https://twitter.com/i/status/1782518097443791245

 

محمد بركات

محمد_بركات لـالحدث": حرب_الجنوب ستدفع 100 ألف ناخب من قرى الشريط الحدودي إلى التفكير جديّاً في أنّ هذه المنطقة التي كانوا يقيمون فيها، ويفتتحون فيها المنازل والمحلات التجارية والمصالح.. قد لا تكون آمنة بعد اليوم. قد لا تكون وجهة للإقامة والعمل بعد اليوم.

محمد_بركات للجديد": لا يوجد قوّة سياسية تستطيع أن تدّعي أنّها قادرة على أن تحسم. وأوّلها  حزب_الله. فهو فقد نصابه الوطني: لا حليف سنيّاً، ولا حليف مسيحياً، ولا حليف درزياً. فقد قدرته على إيجاد حلفاء في المناطق والطوائف والمجموعات التي خارج بيئته. وحتّى بيئته اليوم تعترض على #الحرب في #الجنوب.

 

أحمد الجارالله

دمروا لبنان باسم المقاومه والممانعه باعوا لبنان وغزه واليمن والعراق والشام للأرهاب باسم الممانعه والمقاومه والشاري هي الدوله المارقه المعزوله عن العالم ….الدوله اليمنيه العظيمه دمروها لبنان التي كانت سويسرا الشرق الاوسط  أصبحت الان خرابه الشرق الاوسط بل خرابه العالم أربع عواصم عربيه باعها الخونه والعملاء من أهلها باعوها لشياطين الارهاب والدمار في إقليم المليشيات وخونه الاوطان !!!

 

 طوني أبي نجم

هيك بيصير فينا لما نايبة مش فاهمة شي. بولا يعقوبيان عم تنتقد قرار تم اتخاذه لتسهيل العمل في النافعة. الكشف على السيارات هناك لا علاقة له بالسلامة العامة. الكشف يعني "كز" رقم الشاسي على صك البيع لا أكثر ولا أقل. والسيارات المنقولة الى صفة "أنقاض" هي بنسبة 99% منها بسبب قرار مالك السيارة الأساسي الاحتفاظ بالرقم يللي كان عليها لأنه "مميز" وبالتالي يحولها أنقاض ليسجلها الشاري الجديد برقم جديد.  موضوع المعاينة لا علاقة له بهذا القرار، واساس ولا مرة المعاينة ادت الى منع سير السيارات التي لا تنطبق عليها مواصفات السلامة العامة للأسباب المعروفة. وبولا يعقوبيان مصرة تبيّن حالها "دويك في المدينة"… بقى الله يساعدنا على نواب آخر زمن والله يقوي الرائد محمد عيد يللي عم يعمل شغل كتير مهم بالنافعة منذ استلامه مهامه.

 

جورج إ. حايك

نستغرب كلام وتوجهات دولة الرئيس الياس المر السياسية، فهو يطالب بدولة المؤسسات، وترأس الانتربول، إلا انه يؤيّد وصول مرشّح محور الممانعة إلى رئاسة الجمهورية، مع العلم أن هذا المحور قضى على المؤسسات وحاول اغتيال المر وفق المحكمة الدولية!

 

طوني بولس

 يبدوا أن ملفات الوزير السابق الياس المر في وزارة الدفاع خطيرة ووزير الدفاع موريس سليم لديه الكثير من المعطيات وهو مطالب بكشفها للقضاء والرأي العام

من الواضح أن المر عاد إلى لبنان بصفقة لجوء لدى "الثنائي" تضمن إعادته الى وزارة الدفاع وتسليمه موقع نائب رئيس الحكومة.

يبدوا أن إلياس بوصعب الذي خسر التيار الوطني الحر مراهناً على أن يكون المدلل لدى "الثنائي الشيعي" بات يواجه منافسه الجديد الياس المر بالسباق إلى أحضان "الممانعة".

 

سمير جعجع

جريمة الرفيق باسكال سليمان ليست بالجديدة في ظل ما نعيشه في لبنان في السنوات الأخيرة في لبنان، والظروف التي رافقت الجريمة تدل على أن هذه العملية هي استهداف سياسي. التحقيقات حتى الآن تدل على أن مرتكبي الجريمة شكلوا عصابة سرقة ولكن المسؤولين عن هذه العصابة لم يتم تسليمهم حتى الآن وبالتالي رأينا بالموضوع لا زال كما هو.

 

فارس سعيد

تصرّ الدول المعنيّة بالملف اللبناني التركيز على تنفيذ كامل او تدريجي للقرار 1701 وانتخاب رئيس بأسرع وقت

يصرّ حزب الله على تأجيل الحلّ إلى ما بعد غزّة

في الحالة الأولي سيكون اسم الرئيس الجنرال جوزف عون

في الحالة الثانية سيكون اسم الرئيس الوزير سليمان فرنجية

او… ما يشبه

 

وضاح الصادق

الحقيقة التي علينا الاعتراف بها ومواجهتها،  هي أن المشكلة في لبنان، كانت بالامس، ولسنوات طويلة، وما زالت حتى اليوم، كامنة في المجلس النيابي. هناك ارتكبت كل المخالفات الدستورية، وهناك تم التشريع للفساد، وهناك خلقت مفاهيم سياسية هجينة، كالميثاقية وغيرها، وهناك اعطيت الثقة لحكومات الوحدة الوطنية العقيمة. ببساطة، هناك في مجلس النواب تمت هندسة انهيار لبنان، بمشاركة معظم الكتل والنواب، الذين أساؤوا، وما زالوا يسيئون، استخدام التفويض الذي أعطاهم إياه اللبنانيون لتمثيلهم.

 

الجنرال يعرب صخر

الياس المر وعقدة_استوكهولم وحركة العبيد:

في الزمن المر يصر المر وابنه الغر أنه الحلاوة، يؤثر الكر على الفتى الأغر، يعادى الحر ويوالى الشقاوة، على الحق يلتف ومع الباطل يصطف كأنه استطاب منه الكف.. وتظن العمارة بهذه الاستدارة أنها شطارة، وما هي إلا جكارة ومر المرارة ورأس ال..قارة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 24- 25  نيسان/2024

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

 

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 24/2024/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/129147/129147/

April 24/2024

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 24 نيسان/2024/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/129144/129144/

ليوم 24 نيسان/2024/

 

 

الياس بجاني/فيديو: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

تحية من القلب للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

https://www.youtube.com/watch?v=7Eg7QbBMj1o&t=772s

24 نيسان/2024

 

 

Elias Bejjani/Text & Video: Heartfelt greetings to the Armenian people on the anniversary of their genocide by the Ottoman Sultanate.

Elias Bejjani/April 24, 2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/129151/129151/

The Annual Remembrance Day of the Ottoman massacres against the Armenians, Maronites, Syriacs, and Chaldeans between the years 1914-1915.

n the archives of the French Ministry of Foreign Affairs, there is a document dating back to the year 1916, which quotes the Minister of War of the Ottoman Empire at that time, Enver Pasha, as saying: “The empire must be cleansed of the Armenians and the Christians of Mount Lebanon. We eliminated the Armenians by the sword, and we will eliminate the Lebanese by famine

 

الياس بجاني: تحية إكبار وإجلال للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

تحية من القلب للشعب الأرمني في الذكرى السنوية لتعرضة للإبادة من قبل السلطنة العثمانية

الياس بجاني/24 نيسان/2024

https://eliasbejjaninews.com/archives/54563/elias-bejjani-a-tribute-of-pride-dignity-to-the-armenian-people%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%83%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%88%d8%a5/

في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية، يوجد وثيقة تعود إلى العام ١٩١٦، تنقل عن وزير الحرب في الإمبراطورية العثمانية وقتها أنفر باشا قوله: “يجب تنظيف الإمبراطورية من الأرمن ومن مسيحيي جبل لبنان . قضينا على الأرمن بالسيف، وسوف نقضي على اللبنانيين بالمجاعة.”