المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 28 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march28.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الٱسْتِقصَاء! فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/الياس بجاني: إخراج لبنان من التوقيت الدولي فتنة وعارض من أعراض احتلال إيران وحزبها الإرهابي للبنان

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

 

عناوين الأخبار اللبنانية

احذروا اللعب بالنار/أبو أرز – اتيان صقر

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين ٢٧-٣/٢٠٢٣

"سلاح خطير"... أمل ترد بقوة بعد انتهاء معركة "الساعة"!

الملف اللبناني “عالخط” بين ماكرون وبن سلمان

الاتحاد الأوروبي للبنانيين: ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

استدعاء غادة عون بدعوى من ميقاتي

رسائل رئاسية خلف فيديو التوقيت… بري: “الأمر لي”

خماسي باريس: مقاربة موحّدة لملف لبنان عابرة للتباينات الاقليمية

لجنة أهالي المفقودين اختتمت معرضها في الذكرى ال40 لتاسيسها

غريو من السرايا: الأحوال باتت طارئة وملحة ويجب استعادة زمام الامور على أسس تستند إلى الحوار البناء

ما صحة ترحيل الكويت للبنانيين!

الجيش اللبناني يتسلّم الدفعة السادسة من الهبة القطرية

"ساعة" الرئاسة على التوقيت المسيحي.. لا الثنائي ولا الفرنسي/منير الربيع/المدن

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول دفاعي رفيع يُحذر من هجمات يُخطط لها أعداء إسرائيل

البيت الأبيض: بايدن نقل قلقه لنتنياهو إزاء ما يحدث في إسرائيل

إسرائيل إلى «أسبوع شلل» ونتنياهو يستبدل وزير الدفاع

الاحتجاجات تجتاح إسرائيل… والمعارضة: نتنياهو تجاوز الخط الأحمر

نتنياهو يعلن تجميد" الإصلاح القضائي" موقتا

البيت الأبيض: بايدن نقل قلقه لنتنياهو إزاء ما يحدث في إسرائيل

الإمارات وإسرائيل تعلنان بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة

خطة إيرانية لفرض غرامة تصل إلى 6 آلاف دولار لضبط «الحجاب»

قيادي سابق في «الحرس»: الاحتجاجات لم تشارك فيها الطبقة الفقيرة وأكثر القتلى من قوات الشرطة

الشرطة الإيرانية تسعى لمضاعفة عدد قواتها استعداداً لمواجهة احتجاجات متوقعة في 400 مدينة ومنطقة

موسكو: لا نستبعد أي خيارات للرد على العقوبات الغربية

بوغدانوف: روسيا تتابع بقلق الاحتجاجات في إسرائيل

موسكو تستضيف لقاءً رباعياً بشأن سورية وسط تقارب بين دمشق وأنقرة

البيت الأبيض يُلوِّح بإجراءات إضافية لحماية القوات الأميركية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن شريط الأستاذ والنجيب/نديم قطيش/اساس ميديا

لا لائحة بطريركيّة لمرشّحين لرئاسة الجمهوريّة/د. فادي الأحمر/أساس ميديا

ميقاتي مُعتكِف و"زعلان": طارت "زَودة" القطاع العامّ… إلا إذا/ملاك عقيل/أساس ميديا

هل تبدّل باريس اقتراحها للرئاسة اللبنانية؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

أعطاب لبنان والتسوية في الإقليم/سام منسى/الشرق الأوسط

في صبيحة اليوم ال1259 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

"فخامةُ" النجيبِ... وقعتُمْ في "فخِّ" التقسيمِ!/الهام فريحة/الأنوار

عقارب الساعات اللبنانية.. وأفاعيها/سناء الجاك/سكاي نيوز عربية

لو كان باستطاعة صندوق النقد محاكمة المسؤولين.. فهل يفعل!؟/جورج شاهين/الجمهورية

حوار الرياض مع الحزب بإيحاء ايراني وشروط السعودية واضحة/صفاء درويش/الجمهورية

سيناريوهان بعد رحيل سلامة في تموز/ايفا ابي حيدر/الجمهورية

مشقّة العيش بين إسرائيل وإيران/أيمن جزيني/أساس ميديا

السوريون بين غضب الطبيعة وتداعيات الصراع/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي اتصل بميقاتي واكدا ان "المدخل الأساسي لانتظام عمل المؤسسات الدستورية انتخاب رئيس للجمهورية"

مجلس الوزراء: التوقيت الصيفي انطلاقا من ليل الاربعاء- الخميس

بخاري من الصيفي: واثقون بإرادة الشعب اللبناني وقدرته على النهوض الجميل: الخفة في التعاطي مع الأمور أوقعت البلد في انقسام

لقاء سيدة الجبل دان التحريض الطائفي: نرفض قرار تأخير تقديم الساعة خلافا لقرار مجلس الوزراء

قاووق من زبقين: قرار انتخاب الرئيس لن يكون إلاّ قراراً لبنانياً

رسالة من قبلان للراعي والمسيحيين: لبنان ينتظركم

عفو شقيق زينب زعيتر عن قاتلها.. والحاضر يعلم الغائب

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة

“إنجيل القدّيس يوحنّا07/من01حتى13/:”بَعْدَ ذلِك، كَانَ يَسُوعُ يَتَجَوَّلُ في الجَلِيل، ولا يَشَاءُ التَّجَوُّلَ في اليَهُودِيَّة، لأَنَّ اليَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ قَتْلَهُ. وكَانَ عِيدُ اليَهُود، عِيدُ المَظَالِّ، قَريبًا. فقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «إِنتَقِلْ مِنْ هُنَا، وَٱذْهَبْ إِلى اليَهُودِيَّة، لِكَي يُشَاهِدَ تَلامِيذُكَ أَيْضًا ٱلأَعْمَالَ الَّتِي تَصْنَعُهَا. فَلا أَحَدَ يَعْمَلُ شَيْئًا في الخَفَاء، وهُوَ يَبْتَغِي الظُّهُور. إِنْ كُنْتَ تَصْنَعُ هذِهِ الأَعْمَال، فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَم»، لأَنَّ إِخْوتَهُ أَنْفُسَهُم مَا كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا حَانَ وَقْتِي بَعْد، أَمَّا وَقْتُكُم فَهُوَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ حِين. لا يَقْدِرُ العَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُم، لكِنَّهُ يُبْغِضُنِي، لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَة. إِصْعَدُوا أَنْتُم إِلى العِيد، وأَنَا لا أَصْعَدُ إِلى هذَا العِيد، لأَنَّ وَقتِي مَا تَمَّ بَعْد». قَالَ لَهُم هذَا، وبَقِيَ في الجَلِيل. وبَعْدَمَا صَعِدَ إِخْوَتُهُ إِلى العِيد، صَعِدَ هُوَ أَيْضًا، لا ظَاهِرًا بَلْ في الخَفَاء. فَكَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَهُ في العِيد، ويَقُولُون : «أَيْنَ هُوَ ذَاك؟». وكَانَ في الجَمْعِ تَهَامُسٌ كَثِيرٌ في شَأْنِهِ. كَانَ بَعْضُهُم يَقُول: «إِنَّهُ صَالِح»، وآخَرُونَ يَقُولُون: «لا، بَلْ هُوَ يُضَلِّلُ الجَمْع». ومَا كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ عَنْهُ عَلَنًا، خَوْفًا مِنَ اليَهُود”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/الياس بجاني: إخراج لبنان من التوقيت الدولي فتنة وعارض من أعراض احتلال إيران وحزبها الإرهابي للبنان

27 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116942/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a5%d8%ae%d8%b1%d8%a7%d8%ac-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84/

*بداية، إنه وبظل الاحتلال، فإن الحاكم والوزير والنائب وصاحب شركة الحزب والمتمول وأكثر الإعلاميين ورجال الدين هم يا ذميين يا خايفين يا طرواديين.

*إن قرار نجيب ميقاتي المتعلق بالتوقيت هو قرار فتنوي هدفه إحداث شرخ مسيحي إسلامي وفتنة مذهبية خدمة لأجندة المحتل الإيراني المتمثل بحزبه الإرهابي المسمى كفراً "حزب الله"، وذلك على خلفية فرق تسُد.

*فيديو بري وميقاتي كشف المؤامرة، وهو يبين الهدف الفتنوي والاستعلائي حيث أن بري أمر بفوقية، ونجيب النجيب أطاع بذل ونفذ.

*ادراياً ودستورياً إن قرار تقديم الساعة كان اتخذه مجلس الوزراء سنة 1998، وبالتالي لا يحق لرئيس الوزراء أن ينفرد بتغييره أو بإلغائه دون قرار المجلس.

الدرس الوطني الذي من الضرورة تعلمه من الواقعة انه بقدرة الناس ومهما قست الظروف وصعبت أن تتحدى وتعارض وترفع الصوت وتنجح دون تبعية والتحاق بأصحاب شركات الأحزاب الذميين والتجار، وهنا نعني بالحديد أولئك الذين خانوا ثورة الأرز وباعوا تجمع 14 آذار وارتضوا ممارسة السياسة تحت مظلة وسلاح واحتلال وأجندة حزب الله الإيراني والإرهابي والمحتل.

باختصار، أن من قام بحملة الاعتراض على فتنة بري وميقاتي، وعلى هرطقتهم هم مجموعة صغيرة من الناشطين الأحرار والسياديين المقثفلة بوجههم كل وسائل الإعلام، وقد اجبروا وسائل الإعلام وأصحاب شركات الأحزاب وكثر الناشطين اللحاق بهم ولو متأخرين بهدف المزايدة والشعبوية وليس عن قناعة مبدئية ووطنية .. هؤلاء هم الخميرة المقدسة والوطنية..وهم  كثر من أقرانهم من كل المذاهب والطوائف والشائح المجتمعية سوف يخمرون عجين الوطن ويستردوا استقلاله المصادر وقراره المغيب وسيادته المنتهكة.

*****

كتب لنا اليوم السفير هشام حمدان معلقاً على قرار الفتنة ما يلي: "الرجاء النظر إلى مسالة الساعة وغيرها من الأمور من منطلق غير طائفي.

١- السيد نجيب ميقاتي هو رئيس وزراء كل لبنان. كان من الضروري قبل إن يقرر بموضوع الساعة أن يدرس الأمور من منطلق وظيفته الوطنية وليس المذهبية.

٢- موضوع عطلة نهاية الأسبوع ( الأحد) وعدد أيام العطل ( عيد الميلاد ورأس السنة) والساعة الصيفية والشتوية، هو موضوع عرفي دولي وليس موضوع مسيحي أو إسلامي لبناني. حتى الإمارات أعادت النظر في برامجها بسبب المصالح الاقتصادية والعلاقات الدولية.

هذا بالإضافة إلى أن هذه القرارات تمت في مجلس الوزراء وليس بقرار رئيس الحكومة.

دعونا نهتم بالمسائل الهامة لوطننا. لا يجب أبدا أن تسمح لهم مجددا بلعبة التهييج المذهبي والطائفي لتمرير مصالحهم.

لذلك يجب وقف النظر إلى الأمور، أية أمور، من منطلق طائفي ومذهبي والنظر إليها ببعد قانوني وطني" 

 

فيديو ونص/الياس بجاني: إخراج لبنان من التوقيت الدولي فتنة وعارض من أعراض احتلال إيران وحزبها الإرهابي للبنان

https://www.youtube.com/watch?v=6yNlVBtvpa0&t=43s

27 آذار/2023

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

الياس بحاني/26 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/38018/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d8%ac%d9%8a%d8%a8%d8%a9-%d8%b4/

“جئت إلى هذا العالم للدينونة، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون”. (يوحنا 09/39)

كم بيننا من أفراد وجماعات هم حقيقة عميان بصيرة، وقليلو إيمان، وخائبو رجاء، في حين أن عيونهم من الناحية الصحية سليمة مئة في المائة، غير إن علتهم تكمن في عمى البصيرة وليس عمى البصر، فهم وإن كانت عيونهم متعافية إلا أنها تحجب عن عقولهم ووجدانهم وقلوبهم المحبة فيعشون في ظلام دامس بعيدين عن الله. الأعمى ابن طيما الشحاذ الذي هو موضوع مقالتنا نذكره اليوم في كنائسنا المارونية ونسمي الأحد السادس هذا من الصوم الكبير باسم عجيبة شفائه، (أحد شفاء الأعمى).

يعلمنا الكتاب المقدس أن ابن طيما ولد أعمى ولم يكن يعرف الفرق بين النور والظلام، إلا أنه كان متنوراً في قلبه وضميره وإيمانه، وقوى وعنيد وثابت في رجائه. هذه العجيبة وردت في إنجيل القديس يوحنا 09(/01-41)، وفي إنجيل القدّيس مرقس (10/46-52)، وفي إنجيل القديس متى (20/29-34)

العجيبة كما وردت في إنجيل القدّيس مرقس(10/46-52): ووَصَلُوا إِلى أَرِيحا. وبَيْنَمَا يَسُوعُ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحا، هُوَ وتَلامِيذُهُ وجَمْعٌ غَفِير، كَانَ بَرْطِيمَا، أَي ٱبْنُ طِيمَا، وهُوَ شَحَّاذٌ أَعْمَى، جَالِسًا عَلَى جَانِبِ الطَّريق. فلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ يَسُوعُ النَّاصِرِيّ، بَدَأَ يَصْرُخُ ويَقُول: «يَا يَسُوعُ ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فَٱنْتَهَرَهُ أُنَاسٌ كَثِيرُونَ لِيَسْكُت، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يَزْدَادُ صُرَاخًا: «يَا ٱبْنَ دَاوُدَ ٱرْحَمْنِي!».فوَقَفَ يَسُوعُ وقَال: «أُدْعُوه!». فَدَعَوا الأَعْمَى قَائِلِين لَهُ: «ثِقْ وٱنْهَضْ! إِنَّهُ يَدْعُوك». فطَرَحَ الأَعْمَى رِدَاءَهُ، ووَثَبَ وجَاءَ إِلى يَسُوع. فقَالَ لَهُ يَسُوع: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَصْنَعَ لَكَ؟». قالَ لَهُ الأَعْمَى: «رَابُّونِي، أَنْ أُبْصِر!». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «إِذْهَبْ! إِيْمَانُكَ خَلَّصَكَ». ولِلْوَقْتِ عَادَ يُبْصِر. ورَاحَ يَتْبَعُ يَسُوعَ في الطَّرِيق”.

يعطينا انجيل القديس يوحنا (09/08-34) المزيد من التفاصيل التي تبين لنا الإضطهاد والإرهاب اللذين تعرض لهما الأعمى بعد شفائه من أجل أن ينكر ما حصل: “”فتساءل الجيران والذين عرفوه شحاذا من قبل: أما هو الذي كان يقعد ليستعطي؟ وقال غيرهم: هذا هو. وقال آخرون: لا، بل يشبهه. وكان الرجل نفسه يقول: أنا هو! فقالوا له: وكيف انفتحت عيناك؟ فأجاب: هذا الذي اسمه يسوع جبل طينا ووضعه على عيني وقال لي: إذهب واغتسل في بركة سلوام. فذهبت واغتسلت، فأبصرت. فقالوا له: أين هو؟ قال: لا أعرف. فأخذوا الرجل الذي كان أعمى إلى الفريسيين، وكان اليوم الذي جبل فيه يسوع الطين وفتح عيني الأعمى يوم سبت. فسأل الفريسيون الرجل كيف أبصر، فأجابهم: وضع ذاك الرجل طينا على عيني، فلما غسلتهما أبصرت. فقال بعض الفريسيين: ما هذا الرجل من الله، لأنه لا يراعي السبت. وقال آخرون: كيف يقدر رجل خاطئ أن يعمل مثل هذه الآيات؟ فوقع الخلاف بينهم. وقالوا أيضا للأعمى: أنت تقول إنه فتح عينيك، فما رأيك فيه؟ فأجاب: إنه نبي! فما صدق اليهود أن الرجل كان أعمى فأبصر، فاستدعوا والديه وسألوهما: أهذا هو ابنكما الذي ولد أعمى كما تقولان؟ فكيف يبصر الآن؟ فأجاب والداه: نحن نعرف أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. أما كيف يبصر الآن، فلا نعلم، ولا نعرف من فتح عينيه. إسألوه وهو يجيبكم عن نفسه، لأنه بلغ سن الرشد. قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن هؤلاء اتفقوا على أن يطردوا من المجمع كل من يعترف بأن يسوع هو المسيح. فلذلك قال والداه: إسألوه لأنه بلغ سن الرشد.

وعاد الفريسيون فدعوا الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: مجد الله! نحن نعرف أن هذا الرجل خاطئ. فأجاب: أنا لا أعرف إن كان خاطئا، ولكني أعرف أني كنت أعمى والآن أبصر. فقالوا له: ماذا عمل لك؟ وكيف فتح عينيك؟ أجابهم: قلت لكم وما سمعتم لي، فلماذا تريدون أن تسمعوا مرة ثانية؟ أتريدون أنتم أيضا أن تصيروا من تلاميذه؟ فشتموه وقالوا له: أنت تلميذه، أما نحن فتلاميذ موسى. نحن نعرف أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعرف من أين هو. فأجابهم الرجل: عجبا كيف يفتح عيني ولا تعرفون من أين هو! نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين، بل لمن يخافه ويعمل بمشيئته. وما سمع أحد يوما أن إنسانا فتح عيني مولود أعمى. ولولا أن هذا الرجل من الله، لما قدر أن يعمل شيئا. فقالوا له: أتعلمنا وأنت كلك مولود في الخطيئة؟ وطردوه من المجمع”

رغم أن ٱبْنُ طِيمَا كان أعمى وحاسة النظر عنده تالفة ومعطلة، غير أنه ومن خلال إيمانه وثقته بالله أدرك بعقله وقلبه أنه في حال ذهب إلى المسيح وطلب منه الشفاء فبقدرته أن يشفيه ويعيد له نعمة النظر التي حرم منهما منذ ولادته. عندما اقترب من المسيح تمرد ورفض التقيد بتعليمات وتحذيرات الذين حاولوا منعه من تحقيق غايته فلم يأبه ولم يرتد ورفع صوته عالياً ومدوياً معلناً أن المسيح هو المخلص وأنه قادر على إعادة نظره إن رغب بذلك، وطلب من المسيح أن يشفيه فكان له ما أراد. لم ييأس ولم يُحبط ولم يقبل بوضعية العاجز غير القادر على رؤية طريق الخلاص والسير عليها. عرّف قدرة وألوهية المسيح ولجأ إليه طالباً الرحمة والنعمة فحصل عليهما ومن ثم تبعه وتتلمذ له. رفض الإذعان لهرطقات الكتبة والفريسيين وبعناد الأبطال لم يُبدل ولم يغير كلمة واحدة عما قاله عن الأعجوبة. اتُهم بالخيانة والعمالة للغريب إلا أنه تمسك بالحقيقة وشهد لها غير مبالي بما سيوقعه عليه رجال الدين اليهود من تحريم ونبذ وعقاب ومضايقات. مشى الطريق لأنه كان في النور وهم ضلوا لأنهم عميان بصر وبصيرة وقليلي إيمان. ولو نظرنا اليوم حولنا في زمننا الحالي نجد أن الحال لم يتغير حيث أن جماعات المؤمنين يتعرضون للمضايقات والإضطهاد والذل والأذى الجسدي في معظم بلدان العالم إلا أنهم يقاومون بعناد متكلين على الله تماماً كما كان حال ابن طيما.

ما أحوجنا اليوم كلبنانيين مقيمين ومغتربين أن نقتدي بمثال هذا الأعمى المؤمن فنسير بقوة وعناد وإيمان وثبات على طريق الخلاص ونطلب من الله نعمة النور الإيماني لينير دروبنا وعقولنا وينجينا من شر عبادة مقتنيات الأرض الفانية وأن لا يدخلنا في فخاخ الشرور والتجارب الإبليسية.

من المحزن أن دفة سفينة وطننا الأم لبنان يمسك بها ويتحكم بحركتها رعاة وقادة وسياسيين ومسؤولين عميان بصر وبصير وقد أوقعوه بسبب قلة إيمانهم وخور رجائهم في آفات الفوضى والاضطرابات والحروب وزرعوا بين أبنائه بذور الفتنة وثقافة الموت .

يا رب نور عقولنا لندرك أنك محبة، وابعد عنا ظلمة الخطيئة ونجنا من التجارب.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

https://www.youtube.com/watch?v=NM-_dYAkFYw&ab_channel=EliasBejjani

الياس بجاني/نص وفيديو/عجيبة شفاء الأعمى والعمى هو عمى القلب وليس عمى البصر

26 آذار/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

احذروا اللعب بالنار

أبو أرز – اتيان صقر/27 آذار/2023

ان انقسام اللبنانيين حول الالتزام بالتوقيت الدولي او عدمه، ليس انقساماً طائفياً كما يبدو للكثيرين، بل مجرّد قرار متسرّع وغير مدروس اتخذه رئيس حكومة تصريف الاعمال بالاتفاق مع رئيس المجلس.

وعليه، نطلب من اللبنانيين عدم الانجرار وراء الشحن الطائفي الذي يغذيه زعماء الطوائف من اجل تعزيز مواقعهم المهزوزة… والتمسك بوحدتهم الوطنية التي رسمتها عوامل التاريخ والجغرافيا عبر الازمنة…

متذكرين دائماً القول المأثور: الطائفية لعبة الاذكياء للسيطرة على عقول الاغبياء

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين ٢٧-٣/٢٠٢٣

وطنية/27 آذار/2023

* مقدمة نشرة اخبار  “تلفزيون لبنان”

جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة سابقا للبحث في الوضع المالي للقطاع العام والتي ألغاها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على خلفية ردات الفعل القاسية والشحن الطائفي الغرائزي بسبب عدم الانتقال الى التوقيت العالمي تمّ استبدالها بالدعوة الى جلسة استثنائية ظهر اليوم تناولت فقط بندا" وحيدا" هو التوقيت فتقررت الساعة الصيفية وخرج الرئيس نجيب ميقاتي في نهاية الجلسة ليوجه كلمة الى اللبنانيين أو إذا صحّ القول كلاما معاكسا" للضخ الطائفي :

"لم أكن يوماً إلا صاحب رغبة وإرادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة اخراجها من العتمة والعوز والعزلة ولم أكن يومًا من هواة التحدي والمناكفة ولم أكن يومًا من هواة التعدي على مقامات ومرجعيات دينية او زمنية والتطاول عليها مختتما  اللهم اشهد اني بلّغت" ..

الرئيس ميقاتي أعلن قرار جلسة مجلس الوزراء: "الانتقال الى التوقيت الصيفي بَدءا" من ليل الاربعاء الخميس المقبلين".. وأضاف:

"لنكن واضحين ليست المشكلة ساعة شتوية او صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر\ انما المشكلة الفراغ في الموقع الاول في الجمهورية، ومن موقعي كرئيس للحكومة لا اتحمل اي مسؤولية عن هذا الفراغ بل تتحمله القيادات السياسية والروحية المعنية\ وبالدرجة الأولى كل الكتل النيابية...ميقاتي كرّر الدعوة الملحة الى انتخاب رئيس للجمهورية"..

أما مصطلح اعتكاف فقد أورده الرئيس ميقاتي في السياق الآتي: "أسهل ما يمكن أن اقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء ، وأصعب ما اقوم به هو الاستمرار في تحمّل المسؤولية".

في الغضون ولأن مسألة توقيت الساعة ليست قضية الساعة ومع تأزم الوضع اللبناني ومدى الخطورة الذي عكسه تقرير صندوق النقد الدولي وفيما التحولات في الإقليم تتوسع في شكل لافت منذ توقيع اتفاق 10 اذار بين السعودية وايران برعاية الصين في بكين أعلن قصر الاليزيه عن  اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان عبّرا خلاله عن قلق مشترك حِيال الوضع في لبنان وكرّرا العزمَ على العمل معا للمساعدة في إخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تمرّ بها...

بالتوازي مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف في ختام زيارتها لبنان نهاية الاسبوع كررت الاعراب عن ذهولها من عدمِ جلوس اعضاء البرلمان معا" والعمل على مجموعة من التسويات حول مرشح واحد لرئاسة الجمهورية.. و"استغربت أكثر" أنها لم تلاحظ أي شعور بالعجلة لدى العديد من القادة والسياسيين والنواب اللبنانيين بالضرورة الملحّة لانتخاب الرئيس.

*مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ام تي في”

ابتداء من ظهر اليوم: توقيت الساعة لم يعد قضية الساعة. عقارب الساعة ستُقدّم ابتداء من منتصف ليل الاربعاء- الخميس، ما يعيد لبنان الى خريطة التوقيت الدولي من جديد. فهل ستسكت العقارب التي افتعلت المشكلة عن الحل؟ ام ان عقارب المنظومة ، وما اكثرها ، جاهزة كل يوم لافتعال مشكلة جديدة لتخفي فضائحها الكثيرة والكبيرة؟

مهما يكن، وبعد كل ما حصل،  يفترض  قول كلمة حق في الرئيس نجيب ميقاتي. فلا شك ان الرجل أخطأ، لكن الرجل الرجل هو من يعرف كيف يعود عن خطأه حتى لا يتحول خطأُه  خطيئة. وهذا ما فعله ميقاتي هذه المرة، فكانت عودته عن الخطأ فضيلة.

وطالما ان رئيس الحكومة قرر ان يعود عن الاخطاء التي يرتكبها هو او ترتكبها حكومته، فليته يضرب بيد من حديد، ويسأل وزير الاشغال العامة والنقل  اين اصبح ملف تلزيم الترمينال 2 من مطار بيروت ، اي هل سلم علي حمية هيئة الشراء العام الوثائق والاوراق التي طلبتها لتتخذ قرارها  المنتظر؟

على اي حال: ما حصل في قضية التوقيت سيحصل مثله في قضية تلزيم المطار. فال "ام تي في" لن تسكت ولن تتراجع، وستكمل المعركة حتى النهاية، لأنه لا يحق  لوزير الاشغال ولا لسواه حجب المعلومات،  لا عن هيئة الشراء العام ولا عن لجنة الاشغال النيابية، ولا عن اي جهة رقابية أخرى. اذ هل نحن في دولة مؤسسات ام في دولة محكومة من مافيات وعصابات؟

رئاسيا، امران لافتان. الاول: الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي ووولي العهد السعودي، والثاني زيارة وليد جنبلاط الى باريس. والواضح ان جنبلاط، وبعد ظهور حقيقة الموقف السعودي وتراجع الموقف الفرنسي اصبح في جو التوصل الى مرشح وسطي يرضي جميع الاطراف،

ولا يشكل انتصارا لفريق على فريق آخر. وهو ما اكده النائب هادي ابو الحسن الذي نفى ما يشاع عن توجه اللقاء الديمقراطي لانتخاب سليمان فرنجية عازيا الامر الى الخيارات السياسية لفرنجية. فهل بدأت المرحلة "ب" من المعركة الرئاسية عبر البحث جديا  عن شخصية وسطية توافقية  ترضي الجميع؟.

* مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون المنار”

بتوقيتٍ لا يَحتملُ التأويلَ ولا التغيير، وبساعةٍ حاسمةٍ من مصيرِ الصهيونية، مصحوبةٍ بثباتِ الزمنِ الفلسطيني، فانَ الحدثَ والخبرَ وكلَّ الوقتِ في فلسطينَ المحتلة.. ساعاتٌ صعبةٌ تضعُ الكيانَ العبريَ عندَ مفترقٍ خطير، وتَقسِمُ المستوطنينَ المجمعينَ على الاحتلالِ والعدوانِ بينَ ساحاتٍ متعددةٍ متضاربةٍ بل مشتبكةٍ حتى بالسلاح..

عشراتُ الآلافِ يُطوِّقونَ الكنيستَ الصهيونيَ وآخرونَ حولَ بيتِ بنيامين نتنياهو، واحزابُ اليمينِ تدعو لتظاهراتٍ تقابلُ تحركاتِ احزابِ اليسار، وسطَ تعطلٍ لحركاتِ المرافئِ والبنوكِ والمطار، وكبرياتِ الشركاتِ العاملةِ في الكيان..

ومن قلقِ البيتِ الابيضِ واستنفارِه الى الخشيةِ الاوروبيةِ على مصيرِ الكيان، وذهولٍ من بعضِ بناةِ مشاريعِ التطبيعِ في مِنطقتِنا – يغرقُ الصهاينةُ او يكادونَ بحربٍ اهلية، وليسَ بينَهم من هو مؤهلٌ لاجتراحِ الحلولِ وانقاذِ صورتِهم التي سَقَوْها من دماءِ وعذاباتِ اهلِ المنطقةِ لعقود، وتراها تَنكسرُ وهيبتَها، فتَظهرُ حقيقةُ بيتِ العنكبوت.. في البيوتِ اللبنانيةِ المنكسرةِ على ساعةٍ صيفية، تَسببت بسُحُبٍ لم تكن عابرة، وعواصفَ سياسيةٍ وامطارٍ طائفيةٍ وسيولٍ غزيرةٍ جرفت كلَّ مُدَّعَياتِ الوحدةِ الوطنيةِ والشراكةِ والسلمِ الاهلي، تراها اليومَ كأنها تَغسِلُ كلَّ معاناتِها وتُصلحُ دولارَها وتَبني اقتصادَها وتَنظِمُ مؤسساتِها بعودةِ مجلسِ الوزراءِ الى التوقيتِ الصيفي فجرَ الخميسِ المقبل..

فبعدَ ايامٍ خارجةٍ عن كلِّ فصولِ المنطق، تداعى مجلسُ الوزراءِ الى جلسةٍ ببندٍ وحيدٍ هو معالجةُ التوقيتِ اللبناني القاتل..

وبعدَ نقاشاتٍ تقررَ الغاءُ قرارِ رئيسِ الحكومةِ تمديدَ العملِ بالتوقيتِ الصيفي الى الواحدِ والعشرينَ من نيسانَ لحلِّ مشكلةٍ واحدةٍ ومواجهةِ الضخِّ الطائفي البغيضِ واِسكاتِه، كما قالَ الرئيسُ نجيب ميقاتي الذي وضعَ الجميعَ امامَ مسؤولياتِهم الوطنيةِ في حمايةِ السلمِ الاهلي والاقتصادِ الوطني وانتخابِ رئيسٍ للجمهورية، لا سيما القياداتِ السياسيةِ والروحيةِ المعنيةِ التي حمَّلَها مسؤوليةَ الفراغِ الرئاسي ..

فما نحتاجُه هو الخطابُ المسؤول، والمزيدُ من الهدوءِ والتروي بمعالجةِ الامور، كما دعا رئيسُ كتلةِ الوفاءِ للمقاومة النائبُ محمد رعد، لا الذهابُ الى الخطابِ التحريضي والطائفي البغيض، فالبلدُ بازماتِه لا يَحتملُ والمركبُ اِن ثُقِبَ سيَغرقُ الجميع...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في”

أما وقد تراجع نجيب ميقاتي عن الخطأ المشترك مع نبيه بري، الذي أدخل البلاد في بلبلة كانت في غنى عنها، في ظل ما تعانيه من كوارث، فقد وجد اللبنانيون أنفسهم اليوم أمام ردِّ فعل من إثنين:

فإما “عفا الله عما مضى”، و”العودة عن الخطأ فضيلة”، وإما وضع النقاط على الحروف، كي لا يتكرر الخطأ:

فلاتخاذ القرارات التنفيذية في لبنان آليات محددة في الدستور والقوانين المرعية، وهي لا تصدر عن لقاء شخصيتين لا تختصران مؤسستين دستوريتين بأي حال من الأحوال، ولا وفق منطق “مشيلن ياها”، او مقولة “ما اتخذ قد اتخذ”.

ولاتخاذ القرارات التنفيذية ايضاً تحضيرات ضرورية، وتداعيات ينبغي ان تكون مدروسة، حتى لا يضطر صاحب العلاقة المباشرة الى التلعثم مراراً خلال الادلاء بقرار التراجع، أمام المنطق والعقل.

اما دروس الماضي القريب، التي اضيفت اليها اليوم قضية التوقيت الصيفي، فكثيرة:

بعد أحداث 17 تشرين، ثمة من رفض الكابيتال كونترول السريع، مطلقاً شعار “حقوق المودعين مقدسة”، فطارت الأموال ولم يُقر القانون.

وعندما طُرحت اقالة حاكم مصرف لبنان، ثمة من قال “نحن في حاجة الآن لكل الناس، وليس للاستغناء عن الناس، واعداً بعودة الدولار الى الثلاثة آلاف بحلول الإثنين. اما اليوم، فمعروف ما وصل اليه سعر الدولار.

وفي مرحلة الكورونا، ثمة من منع حكومة حسان دياب من التريث لأيام قبل فتح المطار امام المغتربين الراغبين بالعودة، ريثما تتخذ اجراءات الوقاية، فكانت النتيجة موجة كبرى من الوباء القاتل.

وفي سياق التحضر للانتخابات النيابية الاخيرة، ثمة من اراد اجراء الانتخابات في 27 آذار 2022، الموعد الذي تصادف ذكراه اليوم، وكاد ان يطير الاستحقاق لأنه كان مهتماً بالنكايات السياسية أكثر من حال الطقس.

هذه بعض النماذج عن طريقة ادارة البلاد.

والقصة ليست قصة اشخاص ولا طوائف ولا مذاهب، بل صراع مستمر بين نهج الدولة، ونزعة اللادولة. والأمر بات يتوجّب حصول مقاومة سياسة شاملة، كما أعلن التيار الوطني الحر في تعليقه اليوم على العودة عن قرار التوقيت.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد”

مجلس الوزراء مجتمعا انقذ  الرئيس نجيب ميقاتي من " قيام الساعة " الحكومية فتراجع  المجلسُ بالاجماع عن قرار لم  يتخذه واعاد العقارب الى صيفها واخرجها من المذكرة الشتوية التي ايقظت مشاعرَ طائفية.

وحتى شروق هذا النهار كان ميقاتي قد اتخذ قرار العزلةِ ورمي الكرةِ في ملعب الثائرينَ مسيحياً والمترددينَ  اسلامياً  على الرغم من ثنيه عن هذه الخطوة  وتثبيته في منصبه عبر عددٍ من رؤساء الحكومات السابقين.

وبدا هذا التوجه واضحا في خطاب ميقاتي عند       الردودِ الطائفيةِ البغيضة وقال إنها دفعتني الى التساؤل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمَّن عَجِزَ عن تحملها بنفسهِ لاسيما من النخب السياسية الرافضة 

وضع َقائمةٍ بمرشحين للرئاسة.

وفي توصيف ميقاتي فان المشكلةَ ليست  ساعة ًشتوية او صيفية انما  هي بالفراغِ الرئاسي ، محملا هذا الفراغ الى القيادات ِالسياسيةِ والروحيةِ المعنية وبالدرجةِ الأولى الكتَل النيابيةَ كافة تلك التي فضّت النصاب خلال  إحدى عشرة َ جلسةِ انتخابٍ سابقًا/

ولدى اعلانه بمرارةٍ العودة َ الى التوقيت الصيفي اعتبارا من ليل الاربعاء- الخميس كان ميقاتي يؤكد للرأي العام اننا  اليوم حللنا مشكلةً واحدةً لمواجهة الضخ الطائفي واسكاته، لكنه وضع   الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية ودعاهم لإنتخاب رئيسٍ جديد للبلاد وتأليف حكومةٍ جديدةٍ من دون ابطاء قائلا: لقد تحمّلت ما ناءت تحتَه الجبال من اتهاماتٍ واضاليلَ وافتراءات ,أقول للبنانيين جميعا إن لكلِّ انسان قدرتَهُ على التحمّل، اما قدرتي فهي قيدُ النفاد

واللهم اشهد انّي قد بلّغت .. مكررة معجلة .

واستعادة ميقاتي لقدرته انما تمت بضخ ارواح اشتراكية ساهمت عبر النائب هادي ابو الحسن ووزير التربية عباس الحلبي بتكريس الحلول والتي دخل ايضا على خطها وزراءَ هددوا بالانسحاب من الحكومة ما لم تتراجع عن مذكرة التوقيت الشتوي وتعود الى صيفها العالمي . 

وبعد ان غسل  رئيس الحكومة في جلسة اليوم ذنوبا ارتكبها بالشراكة مع الرئيس نبيه بري قرر ان يطهّر الروح

بادائه مناسك َ العمرة في السعودية خلال اليومين المقبلين ويرجُمَ الشياطينَ التي اغرتْهُ للّلعب بالوقتِ في غفلةٍ من الزمن .

لكنَّ المملكةَ الصائمة عن اسمِ الرئيس لن تُدليَ في مواسم ِ العمرة باسماءِ اشارةٍ وقد تشاركتِ المواصفاتِ الرئاسية مع فرنسا في اتصالٍ جرى بين ولي العهدِ السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس ايمانويل ماكرون .

وتبعا لبيان الاليزية فقد اعرب  الطرفان  عن  "قلقٍ مشتركٍ حيالَ الوضعِ في لبنان وكرّرا عزمَهُما على العملِ معاً للمساعدةِ في إخراجِ البلاد من الأزمةِ العميقة التي تمرُّ بها

فيما كانت زياراتُ السفير وليد البخاري على مرجعياتٍ سياسيةٍ في بيروت تؤكدُ  على الثقةِ  من إرادةِ وتطلعاتِ الشعبِ اللبناني للخروج من الأزماتِ لا سيما وأنَّ لبنان عَوَّدَنا على مناعتِهِ تُجاه الأزمات وقدرتِهِ على النهوض منها.

ومع تردّد معلوماتٍ عن زيارة يعتزم ماكرون القيام بها الى الرياض لبحث الملف مباشرة مع القيادة السعودية فإن القياداتِ اللبنانيةَ لم تُبدِ للآن اي تجاوب مع قلقٍ زرعه صندوق النقد الدولي او مع

تحذيراتٍ مَبْنية  على ما في الصندوق قدمتها المسؤولة الاميركية باربرا ليف

 ذلك لأن المسؤولين اللبنانيين قيادات ٍ واحزابا وناشطين مع جمهورهم العظيم انشغلوا بحديث الساعة وبخوض حروب على المتاريس والحواجز الطائفية .. وهم انفسُهم لو توحدوا  لانتخبوا رئيسا خلال ساعةٍ واحدة .

فهل تتمكن بكركي التي قادت 

معركة استعادة الساعة ا من ان تضغط على الرعية لاستعادة الرئاسة ؟

 لا اجوبة سوى صلاةٍ تقام في اربعاء ايوب ..

 واذا كان لبنان مرفوعا على صلاة  بعد موقعة الساعة .. فإن اسرائيل اصبحت الان بلا مواقيت او موازين .. حكومتُها تسقط تحت اقدام الشارع .. وقياداتُها ضربتهم صاعقة ٌ التعديلات ِ القضائية .

 بنيامين نتانياهو مطوق محليا واميركا بعد ان تجرأ واقدم على ازاحة رجل اميركا الاول في طاقمه الوزاري .

 

"سلاح خطير"... أمل ترد بقوة بعد انتهاء معركة "الساعة"!

ليبانون ديبايت/الاثنين 27 آذار 2023

إنتهت معركة "الساعة" بعد أن أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تراجعه، والسير بالتوقيت الصيفي بدءاً من ليل الأربعاء الخميس القادم، وذلك بعد يومين من التصريحات النارية بين جميع الأطياف، فكيف جاء تعليق حركة أمل على المشهدية الأخيرة بعد اتهام الرئيس نبيه بري بالتسبب بها؟!

في هذا السياق أسف عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب أشرف بيضون على التطورات والصورة التي شهدها اللبنانيون في اليومين الماضيين، بعد قرار تأجيل تقديم الساعة. وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت" قال بيضون: "الموضوع لم يكن يستدع ردة الفعل هذه، وبصرف عن القرار كيف صدر ومدى صحته، إلا أنه أُخذ إلى مكان بعيد كل البعد عن الواقعية وعن المعيار الطائفي المذهبي". وأضاف، "كان يمكن لأي جهة أو طائفة معينة شعرت بأي حرج من هذا القرار أن يؤخذ من زاوية الحوار والتلاقي وأن تتم المقاربة برؤوس باردة لا حامية لأن البلد لا يحتمل".

وتابع بيضون، "كنا نرغب أن لا نرى هذا المشهد في الساعات الأخيرة لأن لبنان على كف عفريت ولا يجوز مقاربة أي ملف بهذه الزاوية الضيقة التي تدمر كل لبنان". وأكمل، "الطائفية سلاح خطير جداً ودائماً ينقلب حتى على أصحابه، وإذا شعر أحد من الطوائف أن هذا القرار يؤثر سلباً عليها كان يمكن عرض الموضوع عبر الحوار البناء وعبر مناقشة هادئة وواضحة وشفافة وعلنية". وأردف بيضون، "لم يكن من الجائز التصرف بسياسة كسر عظم وأخذ اللبنانيين وراءنا، والخطورة أن الأمر بدأ من الأعلى إلى الأسفل، فمن سلك هذا الأمر هم الرؤوس الذين يفترض بهم أن يكونوا صمام أمان لهذا الوطن لا أن تجره إلى مكان لا تحمد عقباه". وحول وصف النائب جبران باسيل القرار بالـ "تخلف" والـ "رجعية"، أجاب، "هذا الكلام يرد إلى صاحبه ومن المعيب أن نسمع هذه اللغة، كان الأفضل منافشة الأمر في جلسة حكومية بمسؤولية وطنية عالية بدلاً من هذا الإقتتال الطائفي المذهبي البغيض وزج الشوارع اللبنانية كلها في آتون الطائفية".

وختم بيضون بالقول، "نتأمل أن يتوحد قطبا الحزبين المارونيين القوات والتيار الوطني الحر ليس على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إنما على تقديم الساعات اللبنانية إلى الأمام من خلال الجلوس على طاولة حوار في مجلس النواب للتوافق على رئيس والجلوس على طاولة مجلس الوزراء لمقاربة المواضيع الملحة".

 

الملف اللبناني “عالخط” بين ماكرون وبن سلمان

صحف/الإثنين 27 آذار 2023

ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووليّ العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان تعزيز تعاونهما في مجال الدفاع والطاقة، وجدّدا عزمهما على “العمل معا” لمساعدة لبنان. وذكر الإليزيه أنّ الزعيمين عبّرا خلال اتّصال هاتفي عن قلق مشترك حيال الوضع في لبنان وكرّرا عزمهما على العمل معا للمساعدة في إخراج البلاد من الأزمة العميقة التي تمرّ بها. وأوضح أنهما أشادا بـ”ديناميّة علاقتهما الثنائيّة” ولا سيّما لناحية “تعميق التعاون في مجالي الاقتصاد والثقافة”. وأكدت الرئاسة الفرنسيّة أنّهما بحثا أيضا في المجالات التي يمكن تعزيز هذا التعاون فيها، خصوصا في ما يتعلّق بقضايا الدفاع والطاقة.

من جهة ثانية، رحّب ماكرون بقرار السعوديّة وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسيّة، مشددا على “أهمّيته للاستقرار الإقليمي”.

 

الاتحاد الأوروبي للبنانيين: ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/الإثنين 27 آذار 2023

شدّد مسؤول لجنة الحوار في الاتحاد الأوروبي مع وفد النواب اللبنانيين الموجود في بروكسيل على أهمية أن يساعد اللبنانيون أنفسهم كي يساعدهم المجتمع الدولي، لافتًا الى أن الاتحاد الأوروبي ما زال داعما للبنان ولا سيما في معالجة تداعيات أزمة النزوح السوري. وطالب بتنفيذ سريع للإصلاحات وأن يتم التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وتحدّث أعضاء اللجنة عن خطورة الوضع في لبنان وهم العالم كله متفق على ضرورة التوصل إلى اتفاق سريعا مع صندوق النقد الذي وصلت أصداء ما قاله من خطورة عن الوضع اللبناني إلى الأوروبيين ووافقوه على ذلك. وطرح النواب اللبنانيون مواضيع متعددة، وشدد النائب فؤاد مخزومي على أهمية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على من يعيقون الإصلاحات، وتحدث النواب عن التأثيرات السلبية لأزمة النازحين وعن فشل السلطة في التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد والفشل في إدارة البلاد وانتخاب رئيس للجمهورية، كما أثار النواب ضرورة المساعدة في القطاعين الصحي والتربوي.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

استدعاء غادة عون بدعوى من ميقاتي

المؤسسة اللبنانية للإرسال/الإثنين 27 آذار 2023

أفادت الـ”LBCI” بأن المحامي العام التمييزي القاضي عماد قبلان استدعى مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون الى جلسة إستجواب الخميس بناءً على دعوى قدح وذمّ اقامها ضدها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

 

رسائل رئاسية خلف فيديو التوقيت… بري: “الأمر لي”

نجوى أبي حيدر/المركزية/الإثنين 27 آذار 2023

بمعزل عن قرار مجلس الوزراء اليوم في ما خص العودة الى اعتماد التوقيت الصيفي و”العودة عن الخطأ فضيلة”، بعدما قسّمت مذكرة رئاسة الحكومة “الآحادية” او بالاحرى “الثنائية” لبنان طائفيا ومذهبيا وفكريا انقساما مقيتا واحدثت ارباكا غير مسبوق في مختلف القطاعات، وفصلته عن الساعة العالمية، وبعيدا مما خلّفت من تداعيات فوضوية وملامح “فدرلة” انعكست بوجه فاقع على مواقع التواصل الاجتماعي، فأضافت الى المشهد السوداوي المعيب للبلاد سوادا وتأخيرا وتخلفاً، اثبتت وقائع الساعات الاخيرة بما تخللها، ان خلف الفيديو المُسَرّب لرئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ما هو أبعد من مخاصمة لبنان الوقت وخروجه من المدار الدولي، الى تمرير رسالة وصفقة وفّر لها التوقيت الغطاء المناسب ونجح معدو السيناريو في اصابة الهدف. وبين التوقيتين الصيفي والشتوي في عزّ الربيع، كان للمخرج ما اراد. ذلك ان المعركة اشتعلت وانخرط فيها مجمل اللبنانيين، منقسمين بين مسلم ومسيحي غير مدركين ان من نسج وحاك “المكيدة” لا علاقة له لا بالمسيح ولا بالنبي محمد ولا بالصوم والصلاة، وجلّ ما يهمه تضارب عقارب ساعات اللبنانيين ليضبط عقربه على توقيت مصالح تنهش الدولة ومؤسساتها وتتغذى من جهل أعمى بعدما حولوا اللبناني من مبتكر ومبدع وخلّاق الى باحث عن لقمة عيش وتوفير ثمن صفيحة بنزين ولاهث خلف معونة اجتماعية. في قراءة للمشهد السوريالي الذي خيم على البلاد منذ لحظة الاعلان عن مخالفة نظام التوقيت العالمي وما تخلله من منحى طائفي مخيف استخدم كل عدة العمل وادوات الانقسام المذهبي، علما ان الجدوى الفعلية خلف اعتماد التوقيتين اقتصادية بحتة تتصل بتخفيض استهلاك الطاقة والكهرباء في بلد منهار مفلس يستجدي كهرباء من هنا وطاقة من هناك، تقول اوساط سياسية مراقبة لـ”المركزية” ان اللبنانيين من اصغرهم الى اكبر معمّر يدركون ان الرئيس بري يُحكم القبضة على المجلس النيابي ومقر الرئاسة الثانية في عين التينة الى درجة يصعب على “البرغشة ان توزّ” من دون علمه، فكيف لفيديو مسجل من داخل مكتبه بينه والرئيس ميقاتي ان يُسرَّب من دون علمه؟ والحقيقة الساطعة انه بعلمه وأكثر، لكن السؤال لماذا؟

تعتبر الاوساط ان خلف الفيديو رسالة وقطبة مخفية، اُريد ايصالُها، عنوان الرسالة “الامر لي”. وتقول ان كمّ الاستهزاء الذي ظهر عبره يشكل قطعة من بازل المشهد العام الذي انحرفت اليه البلاد نحو الانحلال والانهيار والافلاس ، ذلك ان مقاربة الملفات على طريقة ” مرحبا يا خال”، لا تدير دولة يفترض انتشالها من قعر الهاوية بل تزيدها غرقاً. وتضيف، مع ان الرئيس ميقاتي شرح في الفيديو كيف ان ابقاء التوقيت على حاله يتضارب مع التوقيت العالمي لا سيما بالنسبة الى شركات الطيران، الا انه سرعان ما اصدر المذكرة بالابقاء على التوقيت الشتوي، ملبياً رغبة الرئيس بري، فكيف يُفسر الامر؟ وتردف ان الرئيس بري الذي كان له ما اراد، استقطب الاهتمامات والانظار ليقول بصريح العبارة انا الرقم 2 في الدولة بعد رئيس الجمهورية وفي ظل الشغور تصبح الكلمة لي وليس للرئاسة الثالثة.

وفي معرض سردها لواقع الأمر والحال، تذكّر الاوساط بمرحلة الشغور الرئاسي قبل انتخاب الرئيس ميشال عون على مدى عامين ونيف، لتقول تولى الرئيس تمام سلام ادارة مرحلة الفراغ طوال هذه الحقبة على رغم ما تخللها من شدّ حبال وكباش بين المعارضة والموالاة ، فأحسن وابلى افضل بلاء ولم يوقع البلاد في اي اشكال، خلافا لما يدور اليوم على مسرح الصراعات من نكايات واستهتار واستخفاف بلبنان وشعبه باتخاذ قرارات آحادية وثنائية من دون دراسة جدواها واستئثار بالحكم. وتضيف: والى الرسالة السياسية، قد يكون الرئيسان حاولا بقرارهما بيع شعبهما ساعة من الوقت لكسب ودّه بعدما سلبوه حياته وماله وابسط حقوقه المعيشية، او انهما وكما بات متداولا سعيا الى تغطية السموات بالقبوات والهاء اللبنانيين بالساعة وتوقيتها لتمرير واحدة من صفقات العصر بتلزيم مطار رفيق الحريري الدولي لشركة من دون مزايدة، او اشاحة النظر عن رفع رواتب واجور موظفي القطاع العام والعسكريين او لابعاد الشبهة في دور الثنائي السلبي في ملف الرئاسة واحجام الرئيس بري عن توجيه الدعوة الى جلسة انتخاب رئيس، بعدما بات هناك مرشح لكل فريق، والارجح ان ثمة من يسعى الى اخفاء تداعيات اتفاق اقليمي كرّس “خسارة” له في الداخل بدأت تتظهر مفاعيلها تباعاً، وليست لعبة الساعة الا محاولة لاعادة عقاربها الى الوراء.

 

خماسي باريس: مقاربة موحّدة لملف لبنان عابرة للتباينات الاقليمية

لارا يزبك/المركزية/الإثنين 27 آذار 2023

في أعقاب جولة قامت بها على المسؤولين اللبنانيين، قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى بربرا ليف، ان لبنان في مرحلة حرجة للغاية، مشددة على ضرورة “إنتخاب رئيس مجلس النواب في أسرع وقت”. وأشارت الى أن “لا مرشح رئاسيا للإدارة الأميركية وإنما يوجد صورة لنوع المرشح، الذي نعتقد أن لبنان بحاجة إليه، شخص لا يتعرّض للإنتقاد الأخلاقي وشخص يضع لبنان أولاً ويضع إحتياجات لبنان للأمن القومي أولاً شخص يعمل بطاقةٍ وبإدارةٍ على مجموعة حرجة من القضايا الإقتصادية”. وتابعت “أنا لا أفهم غياب العجلة التي على ما يبدو العديد من القادة السياسيين وأعضاء البرلمان لا يشعرون بها”. ولفتت ليف إلى أنّ “ليس هنالك أي خلاف، ونتحدث بانتظام مع زملائنا الفرنسيين ومع العديد من البلدان الأخرى لأننا جميعًا لدينا إنشغال واحد، وهو الأزمة التي يمر بها لبنان”. واضافت “يمكن لمجلس النواب والحكومة اللبنانية وقف الإنهيار الحاصل إذا تم تنفيذ الإصلاحات”. وعن التقارب السعودي – الإيراني الحاصل، أكدت أن “الإدارة الأميركية تشجع على هذا التقارب نظراً لما له من إنعكاسات إيجابية على المنطقة وتحديدا على لبنان”.

بدوره، السفير السعودي وليد البخاري توقف السبت في معراب، عند اهمية انتخاب رئيس سيادي اصلاحي، وفق مصادر القوات اللبنانية التي اكدت ان لا تبدّل في المقاربة السعودية للملف اللبناني. الدبلوماسي الذي حذّر من مغبّة عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان، لفت إلى أن الاتفاق السعودي – الإيراني تضمّن الرغبة المشتركة لدى الجانبين لحل الخلافات عبر التواصل والحوار بالطرق السلمية والأدوات الديبلوماسية، مؤكداً أن يد “المملكة” ممدودة كما دائماً للتَّعاون والتحاور مع دول المنطقة والعالم، في كل ما من شأنه حفظ أمن المنطقة واستقرارها، لذا جهود المملكة المبذولة تهدف إلى تأمين شبكة أمان دولية لمواجهة التحديات والمخاطر، صوناً لمبدأ العيش المُشترك ورسالة لبنان في محيطه العربي والدولي. واذ رأى أن لبنان عضو مؤسّس في جامعة الدول العربية من هنا يرتبط حماية شعبه وإنقاذ هويته بالأمن القومي العربي والسلام الإقليمي والدولي، وضع البخاري العمق العربي في الإطار الطبيعي لحل الأزمة اللبنانية. كل هذه المواقف، تؤكد وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، ان لا خلافات جوهرية بين “الخُماسي الدولي” الذي يتابع الملف اللبناني، بل هناك تقاطع في الخطوط العريضة المتعلقة بالرئاسة وبالازمة المحلية ككل. صحيح ان باريس حاولت في فترةٍ ما طرحَ مقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، غير ان ممانعة الداخل لها، جعلتها تتراجع، وعادت لتتقاطع مع باريس والرياض على العناوين الاساسية الكبرى. وقد تبيّن في خلاصة لقاءات الدبلوماسيين الاجانب في لبنان، ان هناك إجماعا خارجيا على ضرورة ان يكون الرئيس جامعا ولا يشكل استفزازا لاحد وعلى ان يعيد لبنان الى عمقه العربي والى علاقات جيدة مع العالم، وعلى ان يقود مسيرة الاصلاح والانقاذ ويوصل لبنان الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، كما ان العواصم الكبرى متفقة على عدم طرح اسماء وعلى ان اللبنانيين عليهم هم، ان يجدوا اسم الرئيس الذي يؤمّن اوسع توافق. يمكن القول اذا ان اي تباعد بين اعضاء “الخماسي”، في قراءتهم المستجدات على الساحتين الاقليمية او الدولية، لن يؤثر على رؤيتهم الموحّدة للمعضلة اللبنانية، ويمكن القول ايضا ان حقبة التباين حول طرح “المقايضة” الفرنسي المَنشأ، باتت من الماضي وتم تجاوزها.. ويبقى ان تؤثّر النداءات الدولية، في مواقف القوى المحلية الرئاسية قبل انهيار الهيكل، تختم المصادر.

 

لجنة أهالي المفقودين اختتمت معرضها في الذكرى ال40 لتاسيسها

وطنية/الإثنين 27 آذار 2023

اختتمت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان المعرض الذي اقامته في الذكرى ال40 لتأسيسها بعنوان "خط زمني 40 سنة" ، في مبنى جريدة السفير في الحمرا، والذي يضم 150 محطة 255 وثيقة إنفوجرافيك وتجهيزات. وزار محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود وعقيلته، المعرض واطلع على كل الوثائق والتجهيزات المعروضة، واعرب عن "دعمه للقضية وقناعته بضرورة زيارة الجميع  لهذا المعرض، و لاسيما الطلاب والتلامذة  للإطلاع على بشاعة الحرب ولأخذ العبر لضمان عدم تكرارها"، لافتا  الى "ضرورة نقل المعرض إلى بيت بيروت بصورة دائمة ليتسنى لأكبر عدد ممكن من زيارته".

وقد رحبت رئيسة اللجنة وداد حلواني ب"مبادرة المحافظ وابلغته، باسمها  وباسم الهيئة الإدارية وجميع أهالي المفقودين، أنها  سوف تعمل على  تنفيذ ذلك بالسرعة الممكنة"، شاكرة له دعمه ومبادرته".

 

غريو من السرايا: الأحوال باتت طارئة وملحة ويجب استعادة زمام الامور على أسس تستند إلى الحوار البناء

وطنية/الإثنين 27 آذار 2023

إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع السفيرة الفرنسية أن غريو بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية. وأعلنت السفيرة بعد اللقاء:" بحثت الأوضاع الراهنة في البلد مع الرئيس ميقاتي مثلما نقوم به بانتظام مع رئيس المجلس النيابي ومع كل الأطراف السياسية. واتفقنا، أن هناك حاجة ملحة للحوار ولحسن سير المؤسسات ولانتحاب رئيس للجمهورية ولتشكيل حكومة جديدة". اضافت: "ان تدهور الأوضاع المعيشية للبنانيين تدعونا لأن نكون قادرين على الإستجابة لكل احتياجاتهم، واتفقنا بأن الاحوال باتت طارئة وملحة ويجب استعادة زمام المبادرة على أسس تستند الى الحوار البناء".

 

ما صحة ترحيل الكويت للبنانيين!

الكلمة اولاين/27 آذار/2023

أعلنت وزارة التربية الكويتية الاستغناء عن أكثر من 2000 معلم وافد ورئيس قسم في 14 تخصصا، ضمن خطتها إحلال مواطنين بدلا منهم. وأكدت الوزارة أن المشمولين بقرار الإحلال بالخطة ينتمون إلى 24 جنسية من مختلف دول العالم، هي: سوريا، ومصر، والعراق، والأردن، والهند، ونيجيريا، وإيران، واليمن، والمغرب، ولبنان، وإرتريا، والسنغال، والسودان، وعمان، وتونس، وأفغانستان، وكندا، والصومال، وإيطاليا، وكينيا، وروسيا، والفلبين، وغانا، وباكستان. وأكّد وزير التربية والتعليم العالي في الكويت حمد العدواني في كانون الأول الماضي، أن الوزارة ستنهي عمل عدد من المعلمين الوافدين بعد نهاية العام الدراسي الحالي، لفسح المجال لتكويت بعض التخصصات التزاما بخطة الحكومة.

 

الجيش اللبناني يتسلّم الدفعة السادسة من الهبة القطرية

المدن/27 آذار/2023

تسلّمت قيادة الجيش الدفعة السادسة من الهبة المالية القطرية، التي قدمها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر الشقيقة، للجيش اللبناني، وذلك في إطار مبادرات دولة قطر لدعم العسكريين وتحسين ظروفهم المعيشية. وثمّن قائد الجيش العماد جوزاف عون هذه الخطوة المشكورة، معتبرًا أنها بالغة الأهمية في ظل الأزمة الحالية التي يعاني منها لبنان. وقد باشرت قيادة الجيش توزيع الهبة بالتساوي على جميع العسكريين. وكان الجيش اللبناني أعلن في 12 آب عن تسلمه الدفعة الأولى (لم يحدد قيمتها) من هبة مالية قطرية قيمتها الكلية 60 مليون دولار، لدعم رواتب عناصره. وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان حينها، إنها "ستباشر خلال هذا الأسبوع توزيع الهبة بالتساوي على جميع العسكريين" من دون الإعلان عن قيمتها. وحسب البيان "أعرب قائد الجيش جوزيف عون عن تقديره لهذه المبادرة القيّمة تجاه المؤسسة العسكرية اللبنانية"، معتبرًا أنّ دولة قطر "تبقى سندًا قويًّا للبنان وجيشه في أوقات الشدائد". وأعرب عون عن أمله بأن "تتعزّز العلاقات بين الجانبين في المستقبل". وفي حزيران 2022 أعلنت قطر تقديم 60 مليون دولار لدعم الجيش اللبناني، حسب بيان لوزارة الخارجية القطرية. وقالت الوزارة آنذاك إن ذلك "يأتي في إطار التزام قطر بدعم لبنان والوقوف إلى جانب شعبه، إضافة إلى إيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي المشترك".

 

"ساعة" الرئاسة على التوقيت المسيحي.. لا الثنائي ولا الفرنسي

منير الربيع/المدن/27 آذار/2023

بالعودة إلى معادلة السياسة فنّ الممكن، فإن خطوة الحكومة في التراجع عن مذكرة تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي، هو تراجع عن أمرٍ بدا على الفور غير عملي واعتباطي ولا ينسجم مع المنطق. المذكرة المتسرعة كانت خطأ تراجعت عنه الحكومة من دون الاعتراف به. لكنه شكّل فرصة للخروج من تكريس المزيد من الانقسام ودوافع الدعوات إلى التقسيم والانفصال. عدا أنه لا توجد إجابة واضحة عن السبب الحقيقي الذي يقف وراء اتخاذ مثل هذا القرار، وتعمّد تسريب شريط الفيديو المصور. كما لا يمكن التبرير لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي هذه الاستجابة السريعة لما أملاه رئيس مجلس النواب نبيه برّي.

استفزاز المسيحيين!

قد تكون حسابات برّي كثيرة، ولو كان ذلك له معان شخصية أكثر منها عامة. خصوصاً أن رئيس المجلس الذي وجد نفسه مكبلاً في الفترة الأخيرة، بعدما عملت القوى المسيحية على إفشال جملة مبادرات أقدم عليها، أولها الدعوة إلى الحوار الوطني لانتخاب رئيس للجمهورية، ثانيها عقد جلسة تشريعية، ثالثها تعطيل جلسات اللجان النيابية المشتركة، رابعها عدم التجاوب مع ترشيحه لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا داخلياً ولا خارجياً، وبالتحديد مع المملكة العربية السعودية. ربما كل هذه الأسباب إلى جانب عدم توفر رغبة خارجية باستفزاز المسيحيين سياسياً وفي الاستحقاق الرئاسي تحديداً، دفعت برّي إلى الإقدام على هذه الخطوة كنوع من التصعيد الشخصي، والذي أراد من خلال إثبات القدرة على التأثير واتخاذ القرار، وأنه في حال تمت محاصرته في المجلس النيابي فإنه نافذ في مجلس الوزراء.

طعم الانتصار

بالانتقال إلى القوى التي اعترضت على هذه المذكرة، وهي محقة في ذلك، إلا أن الحملات التي اتخذت طابع الانقسام المذهبي والطائفي كانت مجانبة تماماً للصواب وبعيدة عن وجاهة الاعتراض. وما بين التصعيدين أو التوترين، فإن من دفع الثمن كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي انفجرت الأزمة في وجهه، سواء من قبل وزراء رفضوا الالتزام بما أقرته مذكرته، أو حتى بدفعه إلى التراجع فيما بعد. فكان تراجعه هو أقصى ما أمكن للإقدام عليه، فيما افتقد لفنّ تجنّب الوقوع في مثل هذا الخطأ، علماً أن الخطأ نتج عن رئيس مجلس النواب.

في هذه المعركة، وبكلام صريح وواضح، فإنها أكسبت المسيحيين نسبياً بعضاً من المعنويات والشعور بمقومات "انتصار" في كسر قرار الحكومة ورئيس مجلس النواب معاً، ودفعهما إلى التراجع. وهذه ستكون فرصة للقوى المسيحية للقول بضرورة وحاجة تكرار مثل هذا الانتصار في استحقاقات أخرى، أهمها استحقاق إنتخاب رئيس للجمهورية. وهذا ما قد تتجه نحوه القوى المسيحية في البحث عن قواسم مشتركة، لتكرار التجربة في كسر "قرار" الثنائي الشيعي بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وكسر قرار ميقاتي أيضاً الذي عبّر في أكثر من مناسبة بأنه يؤيد وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية.

بالتأكيد، التمسك المسيحي باعتماد التوقيت الصيفي سيدفع الكتل المسيحية إلى التمسك برفض فرنجية، في محاولة منها لرفض ما يسعى الآخرون إلى فرضه عليهم.

ماكرون وبن سلمان

وعليه، فإن التراجع الذي حصل عن تأخير اعتماد التوقيت الصيفي، لا بد أن يقابله تراجع في السياسة أيضاً، انطلاقاً من قاعدة فنّ الممكن. فيما يبقى السؤال الأساسي عن الجهة التي ستتراجع. وهنا الحديث يتعلق بجهتين، خارجية وداخلية. في الداخل، المواقف على حالها. الكتل المسيحية ترفض فرنجية، والثنائي الشيعي يتمسك به. أما خارجياً، فالسعودية متمسكة بموقفها الرافض لمبدأ المقايضة، فيما كانت باريس متمسكة بأن المخرج الواقعي الوحيد هو تلك المقايضة، التي يختلف عليها أركان الإدارة الفرنسية، وفق المعلومات. في هذا السياق، جاء الإتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي لا بد من تسجيل جملة نقاط أو استنتاجات منه.

أولاً، الرئيس الفرنسي هو الذي بادر إلى الاتصال بولي العهد السعودي. ثانياً، جاء الاتصال كنوع من الاستعاضة عن زيارة كان ينوي ماكرون القيام بها إلى السعودية خلال سفره إلى الصين الأسبوع المقبل، على أن يقوم بزيارة إلى الرياض في الأسابيع المقبلة، بدأ العمل على ترتيبها. ثالثاً، كان الاتصال متوقعاً. وقد ذكرت "المدن" الأسبوع الفائت بأن ماكرون سيحاول التواصل بشكل مباشر مع بن سلمان سعياً لإقناعه بالرؤية الفرنسية حول المقايضة، إلا أن الجواب السعودي كان ثابتاً في رفض ذلك. رابعاً، حصل الاتصال والذي أكد فيه الطرفان على ضرورة التعاون والمساعدة لإنقاذ لبنان من أزمته. وبالتالي، لو أن ماكرون نجح فيما أراد لكانت صيغة البيان قد اختلفت، وأشار في متنه إلى تقدم حققه. بينما ما يظهر هو العكس، من خلال إبقاء البيان في إطار العموميات. وهو ما تفسرّه مصادر متابعة بأنه اضطرار فرنسي للاقتراب أكثر من وجهة النظر السعودية. خصوصاً أن في الاتصال أيضاً قد تم البحث في مجموعة مشاريع واستثمارات تطمح فرنسا لتحقيقها مع السعودية، بمجالات الطاقة والدفاع. وهذا الموضوع الأساسي الذي يتم تحضير زيارة ماكرون إلى الرياض على أساسه.

هنا، تقول مصادر متابعة، إن فرنسا هي التي تظهر تغييراً في المواقف منذ الاجتماع الخماسي في باريس إلى ما بعده، بينما السعودية تبقى ثابتة على موقفها ولا تدخل بالتفاصيل، وتقول إن ليس لديها مصالح أو استثمارات في لبنان. وبالتالي، شروطها للحل وللمواصفات الموضوعة لم تتغير، ما يعني أن على باريس تغيير موقفها. هنا، لا بد من العودة إلى فنّ الممكن وفن اللاممكن.. وإذا ما كانت فرنسا ستتراجع فعلياً عن طرح المقايضة طالما أنها مرفوضة من جانب واسع في لبنان ومن الخارج أيضاً.

حركة السفيرين

داخلياً، شهدت الساحة اللبنانية تحركان. الأول، للسفيرة الفرنسية آن غريو، من خلال لقائها قبل أيام برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وأمس الإثنين بلقائها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مع التشديد على ضرورة الشروع في حوار للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فيما تركز الاهتمام الفرنسي في الأيام الماضية حول ما جرى في ملف تلزيم المطار لبناء مبنى جديد للمسافرين، وسط امتعاض فرنسي مما حدث. وهنا، ثمة من يفسّر ذلك بأن باريس تريد كل الاستثمارات لشركاتها، كما حصل مع cma cgm، وصولاً إلى خلاف بين شركات فرنسية وألمانية حول الاستثمار في المرفأ، وفي مرافق أخرى.

أما التحرك الثاني، فكان للسفير السعودي وليد البخاري، الذي زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل.

في نتائج جولة البخاري موقف واضح وهو إبلاغ الجميع بالتوجه السعودي نفسه حيال مقاربة حل الأزمة اللبنانية، والإشارة إلى أن السعودية لا تريد استفزاز أي طرف ولا الوصول إلى أي صيغة تسوية تشكل غلبة لطرف على حساب الآخر، مع إبلاغ القوى المسيحية بأن الرياض لا تريد استفزاز المسيحيين أو جعلهم في موقع المستثنى أو المستبعد عن اتخاذ اي قرار يتعلق بانتخاب رئيس الجمهورية.

..وحركة جنبلاط

أما في الخارج، فكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، يلتقي في باريس برئيس المخابرات الخارجية الفرنسية برنار إيمييه، لتبادل وجهات النظر، لا سيما أن جنبلاط يعتبر أنه لا يمكن السير بفرنجية في ظل رفض القوى المسيحية له، ورفضه خارجياً أيضاً. كما أنه جدد شرحه لمقاربته أو مبادرته التي تقدّم بها. فيما سمع من إيمييه وجهة النظر الفرنسية، علماً أن المعطيات تفيد بأن إيمييه لا يوافق على مسألة المقايضة، والتي يؤيدها إيمانويل بون بقوة وهو الذي كان صاحب الدور الأساسي في ترشيح سعد الحريري لفرنجية في العام 2015. من هنا لا بد من انتظار الجهة التي ستعتمد فنّ الممكن، وتلجأ إلى التراجع.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول دفاعي رفيع يُحذر من هجمات يُخطط لها أعداء إسرائيل

عواصم – وكالات/الإثنين 27 آذار 2023

حذر مسؤول دفاعي إسرائيلي رفيع من احتمالية تعرض البلاد لهجمات من قبل أعداء إسرائيل الذين يرون فيها “دولة ضعيفة”، بسبب مشروع الإصلاح القضائي المثير للجدل، قائلا “أعداؤنا يرون أن إسرائيل ضعيفة ولديها قدرة محدودة في الرد الانتقامي، خاصة في ظل ضعف الدعم الدولي”، زاعما أن “هناك هجمات يجري التخطيط لها على أساس افتراضهم أن إسرائيل مشلولة”، حسبما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.وقال المسؤول: “أصبح الوضع الداخلي عنصرا رئيسيا، حيث يشير جميع اللاعبين إلى حقيقة أن إسرائيل في أزمة خطيرة من وجهة نظرهم، ويمكن أن تؤدي إلى انهيار إسرائيل”، مضيفا أن وجهة نظره كانت تتوافق مع وجهة نظر قائد الجيش هيرزي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن “الشاباك” رونين بار ورئيس وكالة الاستخبارات “الموساد” ديفيد بارنيا. وقال المسؤول الدفاعي إن الجيش الإسرائيلي “يتمتع بكفاءة كاملة” على الرغم من تهديد المئات من ضباط الاحتياط بمقاطعة الخدمة التطوعية بسبب المشروع، مضيفا “لكن استمرار العملية التشريعية دون اتفاق سيؤدي إلى الإضرار بالكفاءة” التي يتمتع فيها الجيش. وقال “أعتقد أننا يجب أن نفهم أن وقف (التشريع) الآن أمر ضروري؛ لأن هناك خطر إضعاف الجيش والإضرار بكفاءته، وكذلك في ضوء رؤية أعدائنا”. وجاءت تصريحات المسؤول الدفاعي بعد يوم من إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد انضمامه علنا إلى الذين حضوا على تعليق العملية التشريعية، وهي أول علامة رئيسية على وجود معارضة للمشروع من داخل الائتلاف الحاكم.

 

البيت الأبيض: بايدن نقل قلقه لنتنياهو إزاء ما يحدث في إسرائيل

وطنية/الإثنين 27 آذار 2023

قال البيت الأبيض إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر عن مخاوفه بشأن الوضع في إسرائيل مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط احتجاجات على التعديل القضائي المزمع"ن بحسب وكالة "رويترز". وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن "بايدن كان "صريحا للغاية" مع نتنياهو.

 

إسرائيل إلى «أسبوع شلل» ونتنياهو يستبدل وزير الدفاع

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/الإثنين 27 آذار 2023

أعلن المحتجون في إسرائيل عن «أسبوع شلل» سيبلغ أوجه الأربعاء ويشمل محاصرة مقر «الكنيست» (البرلمان) في القدس الغربية بمئات ألوف المتظاهرين. ورفع الجنرالات الحاليون والسابقون في الجيش الإسرائيلي وبقية الأجهزة الأمنية من تدخلهم في الاحتجاجات الجارية، وبدأوا بعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، محذرين من أن الاستمرار في تنفيذ خطته الانقلابية على القضاء وسن القوانين بشكل جارف، باتا يمسان عضد الجيش. وألقى وزير الدفاع يوآف غالانت خطاباً متلفزاً دعا فيه الائتلاف إلى وقف العملية التشريعية إلى ما بعد عيد الفصح اليهودي ومناسبات أخرى في الشهر المقبل للسماح بإجراء حوار بشأن الإصلاح القضائي، مؤكداً في الوقت نفسه دعمه إجراء تغييرات في الجهاز القضائي ومطالباً بوقف الاحتجاجات فوراً. وفيما رحبت قيادة الاحتجاج بتصريحات غالانت، طالب مسؤولون في الليكود بإقالته، محذرين من أن السكوت سيجعل وزراء ونواباً آخرين يتمردون. وفي خطوة درامية، أعلن نتنياهو، (مساء الأحد)، إقالة وزير الدفاع في حكومته الجنرال يوآف غالانت، لأنه يطالب بوقف خطة الحكومة الانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي. غير أن نتنياهو يبدو ماضياً في حملته الانقلابية ويحاول إنجاز «كل الدفعة الأولى من القوانين» في الأيام القريبة.

 

الاحتجاجات تجتاح إسرائيل… والمعارضة: نتنياهو تجاوز الخط الأحمر

سكاي نيوز عربية/الإثنين 27 آذار 2023

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، مما تسبب في اندلاع احتجاجات، بعد يوم من دخوله في خلاف مع الحكومة وتصريحاته التي طالب فيها بوقف خطة أثارت جدلا وانقساما بشأن تعديل النظام القضائي في البلاد. ومع انتشار نبأ إقالة وزير الدفاع، خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع تل أبيب والقدس ملوحين بالأعلام الإسرائيلية. وتجمعت حشود أمام منزل نتنياهو في القدس واخترق المحتجون الطوق الأمني من أحد الجوانب. وبعد نحو ثلاثة أشهر من تشكيله للحكومة، دخل ائتلاف نتنياهو المؤلف من أحزاب قومية ودينية في مأزق بسبب الانقسامات القوية حول خطط التعديلات القضائية. وقال زعيما المعارضة يائير لابيد وبيني جانتس في بيان مشترك “لا يمكن أن يتحول أمن الدولة إلى ورقة في اللعبة السياسية. نتنياهو تجاوز خطا أحمر الليلة”. ودعا لابيد وجانتس أعضاء حزب الليكود إلى عدم المشاركة في “سحق الأمن القومي”. وبعد إعلان قرار إقالة جالانت، لم يوضح مكتب نتنياهومن سيحل محل وزير الدفاع المقال ولم يدل بمزيد من التفاصيل.

 

نتنياهو يعلن تجميد" الإصلاح القضائي" موقتا

وطنية/الإثنين 27 آذار 2023

أعلن رئيس الوزراء  العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم ، تجميد "الإصلاح القضائي" موقتا، وسط أزمة سياسية متصاعدة تسببت في احتجاجات في الشوارع في جميع أنحاء البلاد، وفق "سكاي نيوز".

وقال نتنياهو: "لست مستعدا لتفريق الشعب ودائما أنادي إلى الحوار". اضاف: "لا أقبل نداءات العصيان وأطلب من قيادة الجيش والأجهزة الأمنية أن يقفوا في وجه حركة العصيان"، داعيا الى الدخول في مفاوضات وبنية حسنة ومنع انقسام الشعب". وقال: ان" تعليق مشاريع القوانين الخاصة بالإصلاحات في المنظومة القضائية يأتي من منطلق الرغبة في التوصل لتوافق واسع في الآراء".

 

البيت الأبيض: بايدن نقل قلقه لنتنياهو إزاء ما يحدث في إسرائيل

وطنية»/الإثنين 27 آذار 2023

 قال البيت الأبيض إن "الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر عن مخاوفه بشأن الوضع في إسرائيل مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط احتجاجات على التعديل القضائي المزمع"ن بحسب وكالة "رويترز". وأضاف المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن "بايدن كان "صريحا للغاية" مع نتنياهو.

 

الإمارات وإسرائيل تعلنان بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة

أبوظبي، عواصم – وكالات/الإثنين 27 آذار 2023

 وقعت الإمارات وإسرائيل على بدء سريان اتفاقية التجارة الحرة بينهما، والتي تهدف إلى تقليص التعريفة الجمركية عن نحو 96 في المئة من البضائع المتداولة بين الجانبين. وقال السفير الإماراتي لدى إسرائيل محمد آل خاجة عبر “تويتر” إنه “بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قمت بالتوقيع مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على اتفاقية التعاون الجمركي”، معتبرا الخطوة ستفعل اتفاقية التجارة الحرة بين الإمارات وإسرائيل بشكل رسمي، متوقعا مضاعفة التجارة البينية وتحسين مستوى المعيشة وخفض أسعار السلع. من جانبه، قال نتانياهو إن الاتفاقية ستؤدي لتنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة بين إسرائيل والإمارات، مضيفا “واثق من أننا سنواصل توسيع دائرة السلام لإسرائيل مع جيران إقليميين آخرين. بدوره، قال وزير الخارجية إيلي كوهين إن “دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ نبأ مهم للاقتصاد الإسرائيلي لتعزيز العلاقة مع الإمارات، ودليل إضافي على أهمية اتفاقيات إبراهيم”.

 

خطة إيرانية لفرض غرامة تصل إلى 6 آلاف دولار لضبط «الحجاب»

قيادي سابق في «الحرس»: الاحتجاجات لم تشارك فيها الطبقة الفقيرة وأكثر القتلى من قوات الشرطة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/الإثنين 27 آذار 2023

كشف نائب إيراني عن تفاصيل خطة جديدة تعدّها السلطات لضبط الحجاب في البلاد، بما يشمل فرض غرامات مالية تصل إلى 6 آلاف دولار. فيما قال قيادي سابق في «الحرس الثوري» إن أغلب الموقوفين في الاحتجاجات الأخيرة من الطبقة «المترفة»، نافياً أن تكون الأسباب الاقتصادية أو تململ الطبقة الفقيرة وراء الحراك الاحتجاجي. رغم تراجع الاحتجاجات الشعبية في أغلب مناطق إيران، فإن أسبابها واحتمالات عودتها من جديد لا تزال محور النقاش بين الأوساط السياسية والأجهزة المشاركة في صنع القرار بإيران. وقال القيادي السابق في «الحرس الثوري» الجنرال محسن رفيق دوست، في مقابلة مسجلة مع وكالة «إيسنا» الحكومية، إن «العدو الأجنبي وسوء الإدارة» من الأسباب الرئيسية في اندلاع الاحتجاجات التي هزت البلاد على مدى 6 أشهر. وإذ دعا رفيق دوست إلى استخلاص العبر من احتجاجات «المرأة... الحياة... الحرية»، قال إن «جميع المشكلات في البلاد جذورها اقتصادية، إذا تمكنا من حلها، فستُحل بقية المشكلات بسهولة أكبر». وأوضح في هذا الصدد: «في جزء كبير من المجتمع؛ الآن مشكلة المعيشة مطروحة». وقال إن هذه المشكلات «ليس مطلب الثورة أو غايتها»، مضيفاً أن «بعضها سببه الضغوط الخارجية، والبعض الآخر سوء إدارتنا». ولفت رفيق دوست إلى أن «البلاد شهدت مشكلات في الأشهر الأخيرة... أولاً شعارهم لم يكن اقتصادياً؛ كان شيئاً آخر، وكلما حاولوا أن ينزلوا من يتعرضون للضغط الاقتصادي للشارع فشلوا. على خلاف ذلك؛ عندما أراد النظام أن يستعرض، شارك هؤلاء الذين يعانون من وضع معيشي متدهور». وأشار إلى أن غالبية الموقوفين في الاحتجاجات من «الطبقة المترفة» في المجتمع، دون أن يشير إلى عدد المعتقلين. وقال: «مثلما اطلعنا على المعتقلين في أعمال الشغب وكما رأينا منشأهم، كانت الطبقات الضعيفة (الفقيرة) في المجتمع هي الأقل حضوراً، أغلبهم كانوا من المترفين أو شبه المترفين في المجتمع. لقد كانوا يسعون وراء أشياء أخرى». وشدد على أن من قاموا بالاحتجاجات، «كانوا مشتتين إلى حد كبير، ولم يكن لديهم رؤوس (قادة)، ومن حاولوا طرحهم قادةً كانوا سيئي السمعة، وفاسدين».

وتحدث رفيق دوست عن حاجة البرلمان والحكومة إلى «ثورة»، مشدداً على ضرورة ترك كل ما يتعلق بالشأن الاقتصادي للشعب. وانتقد لجوء الحكومة إلى بيع ممتلكاتها، وقال: «سيكون هذا مؤقتاً ومهدئاً، يجب تصغير الحكومة نفسها». وشدد على أن 35 مليوناً من أصل نحو 85 مليون إيراني يعانون من وضع معيشي صعب للغاية، محذراً من أن ترك الأوضاع كما هي الآن «سيؤدي إلى تمرد الناس» وقال: «نحن نصرخ ونقول يجب ألا نتجاهل وضعهم المعيشي». وكان رفيق دوست، لعقد من حياته السياسية، على رأس مؤسسة «بنياد مستضعفان» الخاضعة مباشرة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي. وأيضاً كان من بين أبرز صقور حزب «مؤتلفة» المحافظ والذي هو من الأحزاب المتنفذة بين التجار؛ خصوصاً بازار طهران، لسنوات عديدة، وقبل يتولى تلك الأدوار، كان رفيق دوست آخر من شغل منصب «وزير الحرس الثوري» قبل إلغاء الحقيبة الوزارية في أواخر الثمانينات.

ومن دون أن يشير إلى أرقام، قال رفيق دوست إن «عدد قتلى قوات إنفاذ القانون (الشرطة) أكثر من عدد قتلى هذه الأحداث (المحتجين)؛ لأننا أردنا أن نظهر للعالم أن هؤلاء لا يسعون وراء الإصلاح وإنما التخريب». ومع ذلك، قال إن «إلزام الحجاب بالقوة سيؤدي إلى رد فعل سلبي».

ولم تقدم السلطات حتى الآن إحصائية رسمية حول المعتقلين، لكن القضاء الإيراني قال في وقت سابق من هذا الشهر إن 22 ألف متظاهر، كانوا من بين 80 ألف سجين أطلق سراحهم بموجب عفو عام أعلنه المرشد الإيراني علي خامنئي، الشهر الماضي، بمناسبة ذكرى الثورة. وقالت «منظمة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا)» في إحصائية سنوية نشرتها قبل أيام، إن عدد المعتقلين وصل إلى 29688 شخصاً. وقتل 70 عنصراً من قوات الأمن في الاحتجاجات، فيما تقدر وكالة «هرانا» عدد القتلى في صفوف المحتجين بـ530 شخصاً، من بينهم 71 طفلاً.

وبعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب» في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، عمت الاحتجاجات إيران وشكلت أحد أصعب التحديات أمام طهران منذ ثورة 1979. وتمكنت حملة أمنية ازدادت حدتها من قبل قوات الأمن من كبح الاضطرابات إلى حد كبير في الأسابيع الماضية. وترفض النساء في كثير من مناطق العاصمة طهران وكبريات المدن الإيرانية ارتداء الحجاب، رغم تأكيد السلطات على ضرورة ارتداء الحجاب وإن لم يكن بشكل صارم. وتدوول مقطع فيديو أمس لبوابة حديقة كبيرة في مدينة شيراز، ويظهر شخص يرتدي ملابس مدنية يشكر النساء اللاتي يلتزمن بالحجاب، وفي الوقت نفسه يمنع دخول النساء اللائي لا يرتدين الحجاب.

في غضون ذلك، نقلت مواقع إيرانية عن ممثل مدينة رفسنجان بمحافظة كرمان، النائب المتشدد حسين جلالي، قوله إن السلطات ستفرض غرامة مالية تتراوح بين 5 آلاف ريال و30 مليار ريال (ما بين نحو 10 دولارات و6000 دولار) على النساء بسبب «سوء الحجاب».

وبحسب موقع «بونباست دوت كوم» للصرف الأجنبي، بلغ سعر الدولار الواحد 507 آلاف ريال في السوق الحرة الإيرانية أمس الأحد. وقال جلالي إن «المجلس الأعلى للثورة الثقافية» و«المجلس الأعلى للأمن القومي» صادقا على خطة جديدة لضبط الحجاب عبر فرض الغرامات، وذلك بعد عقد 300 اجتماع، مشيراً إلى أن موضوع الغرامات عرض على مكتب المرشد الإيراني والجهاز القضائي، على أن تقدمه الحكومة في شكل قانون خلال أسبوعين لكي يصادق عليه البرلمان ويدخل حيز التنفيذ، وفق ما نقل موقع «عصر إيران» الإخباري. ولم يصدر أي تعليق من الحكومة أو القضاء الإيراني والهيئات التي أشار إليها النائب الإيراني. وأوضح النائب: «سيكون وضع الحجاب أفضل من الماضي». وأشار إلى أن العقوبات تستهدف من لا يلتزمن الحجاب في 7 مجموعات؛ هي: «داخل السيارات، وفي الأماكن العامة والمطاعم، والدوائر والمنظمات الحكومية، والمراكز التعليمية والجامعات، والمطارات والمحطات، وشبكة الإنترنت، والشارع والممرات». ووصف النائب الخطة بـ«الذكية للغاية»، قائلاً إنها «لا تحتاج تدخلاً جسدياً». وأشار إلى غرامات أخرى؛ منها «إبطال رخصة قيادة السيارة، وإبطال جواز السفر بين المشاهير وأصحاب المنصات التي تحظى بمتابعة جماهيرية على شبكات التواصل، فضلاً عن منعهم من استخدام الإنترنت».

وفرض الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عقوبات على «المجلس الأعلى للثورة الثقافية»؛ وهو هيئة يسمي جميع أعضائها المرشد الإيراني علي خامنئي، وهي ترسم السياسات العامة في الثقافة والتعليم والفنون، وكذلك القضايا التي تخص الحجاب والأخلاق والعفة سواء أكانت للرجال أم للنساء.

 

الشرطة الإيرانية تسعى لمضاعفة عدد قواتها استعداداً لمواجهة احتجاجات متوقعة في 400 مدينة ومنطقة

طهران ــ لندن: «الشرق الأوسط»/الإثنين 27 آذار 2023

دعا قائد القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية، حسن كرمي، إلى مضاعفة عدد القوات تحسباً لمواجهة احتجاجات محتملة في 400 موقع من البلاد. وقال كرمي، وهو ضابط سابق في «الحرس الثوري» برتبة عقيد، إن مواجهة الاحتجاجات ستكون ضمن أجندة هذه المؤسسة العسكرية خلال العالم (الإيراني) الجديد.

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن كرمي قوله إن «رؤيتنا تشمل تغطية اضطرابات وتحركات محتملة للأعداء في 400 مدينة ومنطقة على الأقل». وأوضح كرمي أن القيام بعملية بهذا الحجم في 400 منطقة إيرانية يحتاج إلى مضاعفة عدد القوات، رغم أنها مدرجة على لائحة العقوبات الأميركية والأوروبية.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد بثت تسجيلاً وثائقياً عن تدخل وحدة «نوبو» التابعة للقوات الخاصة خلال الاحتجاجات الأخيرة، بالتزامن مع احتفالات عيد النوروز. ووصف كرمي الاحتجاجات التي اندلعت في الأشهر الأخيرة بـ«الفتنة الفائقة»، قائلا: «تغلبنا على الفتنة بعملية (لبيك يا زينب) ولم يتمكنوا من بلوغ أهدافهم». وأوضح أن قواته تنظم عملياتها بـ«التناسب مع الجغرافيا والتهديدات»، لافتاً إلى أنها تملك المعدات اللازمة لأي نوع من العمليات. وربط كرمي بين قمع الاحتجاجات والتطورات الإقليمية، قائلا: «آثار وتداعيات عملية السيطرة على الاضطرابات الأخيرة ترتبط بالترتيب السياسي الجديد في المنطقة».

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد ألقى، في خطابه السنوي مؤخراً، باللوم على الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، متهماً إياهم بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية التي هزّت البلاد على مدى أشهر، وأغلق في الوقت نفسه، دعوات التغيير في الداخل، مشدداً على أن الاقتصاد أهم القضايا التي تواجه البلاد. ورحّب بتنمية العلاقات الدبلوماسية آسيوياً، وترك الباب مفتوحاً أمام العلاقات مع الأوروبيين بشرط أن يتجنبوا «التبعية العمياء» لسياسة الولايات المتحدة.

ودفع خامنئي بروايته عن الاحتجاجات التي عصفت بأنحاء البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وانتقد الولايات المتحدة، متهماً إياها بإثارة الحركة الاحتجاجية. وأضاف خامنئي أن «الرأي العام يجب أن يكون على دراية بالقضايا الأساسية للبلاد والمشاركة فيها. إذا لم يرحب الرأي العام بفكرة ما، فإنها لن تتحقق عملياً». ونوّه صاحب كلمة الفصل في البلاد في خطابه الذي بثه التلفزيون الإيراني، بأن «التطور والانتقال اللذين يريدهما الأعداء هما النقطة المقابلة للنقطة التي نعتقدها»، متهماً هؤلاء بالسعي لتغيير «هوية إيران الإسلامية عندما يتحدثون عن الانتقال في الهيكل والثورة. فغايتهم هي حذف جميع الأشياء التي تذكر الناس بهويتهم». وأضاف أنهم «يعارضون ذكرى المرشد الإيراني الأول (الخميني) وولاية الفقيه». ونقلت وكالات رسمية إيرانية عن خامنئي قوله «غاية العدو هي تغيير الحكومة القائمة على السيادة الشعبية الدينية، إلى حكومة موالية لهم، على ما يبدو في شكل ديمقراطية غربية وهمية. إن من يتحدث في الداخل عن تغيير الدستور يكرر ما يقوله الأعداء». وكان خامنئي يشير ضمناً إلى دعوات الاستفتاء التي طرحها الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، وأبرز رجل دين سني في إيران، وإمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي. وقال خامنئي في نبرة تحذيرية «إذا لم نكن يقظين، فمن الممكن أن نضر نقاط قوتنا باسم التغيير».، ملقياً اللوم على من سماهم «الحريصين على النظام والمحبين للثورة لأنهم لا يتوخون الحذر بعض الأوقات من أجل القيام بحركة إيجابية ويضرون بذلك نقاط القوة».

وكان وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، قد اتهم بدوره «الأعداء» بالوقوف وراء الأزمة الاقتصادية في البلاد؛ خصوصاً تدهور سعر الريال الإيراني أمام الدولار والعملات الأجنبية الأخرى. وتخشى السلطات من تجدد الاحتجاجات بسبب تراجع سعر العملة الإيرانية وتدهور الوضع المعيشي.

وقال وزير الداخلية في تصريح لصحيفة «همشهري»: «إننا نعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد في قضية العملة، مؤامرة»، مضيفا: «نحن لا نرى أن الأسباب الاقتصادية فقط داخلة في التهاب سوق العملات، بل إنها مؤامرة ينتهجها العدو. فعندما لم يتوصل العدو إلى نتائج في أعمال الشغب، تدخل في المشهد الاقتصادي وقضية العملة كي يجعلها أساساً لإثارة الاضطرابات في البلاد». وتابع وحيدي أن «التضخم من مشكلاتنا الاقتصادية المزمنة. فعندما تَسَلَّمْنا الحكومة كان التضخم 59 في المائة، ثم انخفض كثيراً وتراجع إلى 40 في المائة».

وأدت إعادة العقوبات الأميركية في 2018 إلى إلحاق الضرر باقتصاد إيران، من خلال الحد من صادراتها من النفط، والوصول إلى العملات الأجنبية. في غضون ذلك، توقفت المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية لكبح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ما أدى إلى تراجع التوقعات الاقتصادية بشأن مستقبل إيران. وكانت الحكومة السابقة برئاسة حسن روحاني قد واجهت اتهامات برفع سعر الدولار في الأسواق لتعويض نقص الموازنة وتوفير نفقات الحكومة.

 

موسكو: لا نستبعد أي خيارات للرد على العقوبات الغربية

وطنية/الإثنين 27 آذار 2023

صرح مدير إدارة التعاون الاقتصادي في وزارة الخارجية الروسية دميتري بيريشيفسكي، بأن موسكو لا تستبعد أي خيارات للرد على العقوبات الغربية، مؤكدا استعدادها لأي سيناريوهات. وقال بيريشيفسكي، في حديث لوكالة "نوفوستي" اليوم: "لا نستبعد أي خيارات للرد على القيود الغربية غير الشرعية. تتوفر لدينا الإمكانات والأدوات المناسبة، ونحن مستعدون لأي تطور للأحداث"، مضيفا مع ذلك موسكو تسعى لتجنب إجراءات بالغة الشدة. وتابع: "لذلك، لا أود أن أتحدث عن سيناريوهات (نهاية العالم) الخاصة بالاقتصاد والغذاء والطاقة، والتي يمكن أن تؤدي إليها سياسة تشديد العقوبات دعونا نكون متفائلين إلى حد ما ونأمل أن الفطرة السليمة ستظل سائدة وأن النخب الغربية غير الصديقة ستدرك أخيرا أن مواجهة العقوبات مع روسيا أمر معيوب وعبثي". وأوضح أن روسيا تتعامل مع العقوبات الغربية بطريقة محسوبة ومناسبة، مسترشدة بمبادئ "لا تؤذي نفسك". وختم: "عند وضع إجراءات الاستجابة، نركز على حماية مواطنينا والشركات المحلية، والحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني ونظامه المالي. وينصب التركيز على الابتعاد عن الدولار واستبدال الواردات وتعزيز الاستقلال التكنولوجي".

 

بوغدانوف: روسيا تتابع بقلق الاحتجاجات في إسرائيل

وطنية/الإثنين 27 آذار 2023

 نقلت وكالة "تاس" عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إن موسكو تتابع بقلق الوضع الحالي في إسرائيل حيث اندلعت يوم أمس احتجاجات واسعة النطاق. وقال بوغدانوف، الذي يشغل كذلك منصب مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا: "نراقب الوضع هناك، لكن بقلق طبعا. المهم بالنسبة لنا عدم ظهور مشاكل لمواطنينا الموجودين هناك".

 

موسكو تستضيف لقاءً رباعياً بشأن سورية وسط تقارب بين دمشق وأنقرة

البيت الأبيض يُلوِّح بإجراءات إضافية لحماية القوات الأميركية

موسكو، دمشق، عواصم – وكالات/الإثنين 27 آذار 2023

 كشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أن المشاورات الرباعية على مستوى نواب وزراء خارجية روسيا الاتحادية وسورية وتركيا وإيران، قد تجرى في موسكو في أوائل أبريل المقبل، قائلا لوكالة “سبوتنيك” الروسية ردا على سؤال بشأن احتمال عقد مشاورات رباعية على مستوى نواب وزراء الخارجية في صيغة روسيا وتركيا وسورية وإيران، “نحن نستعد… قريبا”، مضيفا: “أعتقد أنه في بداية أبريل في موسكو، ستكون المشاورات من أجل التحضير للاجتماع الوزاري”. وفيما لا تزال تفاصيل اللقاء المرتقب بمشاركة أطراف تركية وإيرانية وروسية مع النظام السوري مبهمة، قال مصدر ديبلوماسي غربي إن المشاورات المتعلقة بانعقاد اجتماع اللجنة الرباعية لمعاوني وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري متواصلة، موضحاً أن الجهود لعقد الاجتماع مستمرة، كاشفا لصحيفة “الوطن” السورية أن هناك تقاربا حيال عدد من النقاط التي منعت حصول الاجتماع حتى الوقت الحالي، مع الإشارة لزيادة احتمالية الانعقاد. وبيّن المصدر الذي لم تسمه الصحيفة، أن هناك أموراً أصرّ عليها النظام السوري تتعّلق بانسحاب تركيا من بعض الأراضي، موضحا أن هذه النقطة ما زالت على طاولة المحادثات، معتبرا ذلك سيشكل أرضية للانطلاق إلى أي محادثات سياسية تجمع سورية وتركيا على طاولة واحدة.

وتجري موسكو اتصالات للتحضير للقاء بين الرئيسين التركي والسوري، على الرغم من اشتراط رئيس النظام بشار الأسد انسحاب القوات التركية من سورية قبل لقائه أردوغان، بينما رأى الأخير أن ذلك غير مقبول. في غضون ذلك، أكد منسق الاتصالات الستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة الأميركية لا تعتزم تقليص وجودها العسكري في سورية بعد سلسلة من الضربات على قاعدتها، مبيناً في الوقت نفسه أنه لا يستبعد اتخاذ إجراءات رد ضد الميليشيات الموالية لإيران. وبشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على وجودها العسكري في سورية، قال كيربي في مقابلة مع قناة “سي بي إس”: “نحن ملتزمون بهذا تماما.. مهمتنا التي تتلخص بالقضاء على داعش لن تتغير، هناك نحو 1000 جندي أميركي في سورية يقومون بهذه المهمة، هذا أقل بكثير من ذي قبل، لكنه كاف وسنواصل تنفيذ المهمة”. ولم يستبعد كيربي شن هجوم على الجماعات الموالية لإيران في سورية، قائلا “لا أستبعد بالتأكيد إمكانية تنفيذ هجوم في حال رأى الرئيس جو بايدن أن هناك ضرورة لحماية جيشنا وقواعدنا”. على صعيد آخر، بحث وزراء زراعة سورية والاردن ولبنان والعراق في اجتماعات عقدت في العاصمة السورية دمشق، سبل تعزيز التبادل التجاري والامن الغذائي ودعم المشاريع الاقليمية ومواجهة التحديات المناخية وتحسين الانتاج الزراعي في الدول الاربع. وذكرت وكالة الانباء السورية “سانا” أن الاجتماعات التي استمرت يومين تخللها جلسات حوارية وعرض لستراتيجيات القطاع الزراعي والروزنامة الزراعية للدول الاربع وتوقيع مذكرة تفاهم في المجال الزراعي، ناقلة عن وزير الزراعة السوري محمد قطنا إن اجتماعات دمشق توجت بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الزراعي، تعد نقطة بداية نحو مستقبل افضل للدول العربية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

عن شريط الأستاذ والنجيب

نديم قطيش/اساس ميديا/الإثنين 27 آذار 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/116950/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d8%b9%d9%86-%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d8%b7-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%aa%d8%a7%d8%b0-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ac%d9%8a%d8%a8-%d8%aa%d9%88%d9%82%d9%8a/

يصعب الجزم أيّهما أسوأ في لبنان اليوم. السلطة الغاشمة التي أسفرت عن أبشع وجوه التعاطي مع الشأن العامّ عبر فيديو الدردشة بين "الأستاذ" و"النجيب"، أم قطاعات واسعة مريضة من الشعب اللبناني، لم تتأخّر لحظة عن رسم خطوط التماس المذهبي بين "توقيت المسلمين" و"توقيت المسيحيّين".

فيديو "الأستاذ والنجيب"، يكشف عن كلّ ما هو خطأ في لبنان ويمكن له أن يكون أقصر تأريخ مصوَّر لماذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه.

النجيب كرئيس حكومة

النجيب، كرئيس حكومة، هو رأس السلطة التنفيذية، التي لا يُخفي الأستاذ، شهواته المزمنة بشأنها، على الرغم من أنّه رئيس المجلس "السيّد نفسه" والذي لا يقبل الأستاذ المسّ بصلاحيّاته ودوره وموقعه انطلاقاً من التزامه اللاهوتي باتفاق الطائف وبند الفصل بين السلطات.. مع ذلك تجاوز الأستاذ بعض إيمانه بالفصل بين السلطات وأعطى تعليماته للنجيب الذي بدوره التزم بها على الرغم من مخالفتها للدراسة التي أعدّها بنفسه حول إشكاليات عدم الالتزام بالتوقيت الصيفي العالمي..

ما حصل فضيحة لأنّه يعبّر عن عقلية متخلّفة في إدارة الشأن العامّ، وممارسة المسؤولية، وعمل السلطات، وهي العقليّة التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه

"أيَّ طيران"، قال الأستاذ للنجيب، وكأنّ لبنان قد أتمّ طلاقه مع العالم برمّته وما عاد يقلع أو يحطّ عندنا مَن يجب أخذ ترتيباتهم بعين الاعتبار بإزاء قرار مثل هذا القرار. وكاد، لو ألحّ النجيب، أن يقول الأستاذ "بلا طيران بلا بطّيخ"، ولا أستبعد أن يضيف "آبل وكلّ منتجاتها متل هونيك شغلة يا نجيب.. الدني رمضان.. ولو!!".. وطبعاً سيتناسى النجيب أنّه من آل الميقاتي، أي الأسرة التي يُقال أنها أخذت اسمها من مهنة تحديد مواقيت الصلاة عند المسلمين فجراً وظهراً وعصراً ومغرباً وعشاء.. لا بأس أن يكون الأستاذ، هو الأستاذ وهو "الميقاتي" في الآن عينه، بمعنى الميقاتي كمهنة والميقاتي كموقع دستوري…

التوقيت الصيفيّ يلائم لبنان

من المفارقات أنّ أسباب نشأة التوقيت الصيفي تلائم متطلّبات لبنان الحالي أكثر من غيره.

"فخدعة" تقديم الساعة إلى الأمام بمقدار ساعة واحدة خلال أشهر الصيف كانت تهدف إلى إطالة ساعات النهار وتأخير عتمة المساء لساعة إضافية. بدأت الفكرة بشبه مزحة في مقال لبنجامين فرانكلين في عام 1784، كآليّة لتوفير الإنفاق على الشموع في المساء والليل، واكتساب ساعة مسائية إضافية بفضل ضوء الشمس أو بقاياها. وعُرفت لهذا الأمر تطبيقات متفرّقة ولأسباب متعدّدة، قبل أن تؤسّس ألمانيا في عام 1916 قواعد التطبيق الحديث لـهذه "الخدعة". وتمّ اعتماد إجراء تقديم الساعة لأوّل مرّة كإجراء في زمن الحرب بهدف توفير الطاقة، وما لبث أن انتشر بسرعة في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية. تبنّته الولايات المتحدة في عام 1918، لتعود وتلغيه بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، ثمّ استأنفت العمل به خلال الحرب العالمية الثانية، وعزّزت اعتماده خلال أزمة النفط في السبعينيّات.

إذاً ارتبط التوقيت الصيفي بالأزمات الكبرى وبالحاجة إلى الاستفادة من ضوء النهار وتأخير حلول المساء ولو بمقدار ساعة. أليس هذا ما يحتاج إليه اللبنانيون في ظلّ واقع التردّي في قطاع الكهرباء وارتفاع كلفة المحروقات على المواطنين بسبب الانهيار المريع للقدرة الشرائية وتبخّر قيمة العملة المحلّية؟!!

أمّا ذريعة تسهيل ساعات الصوم على الصائمين المسلمين، بحجّة تأخير ذهابهم إلى العمل ساعة في الصباح، ومنحهم بالتالي ساعة إضافية للراحة والنوم، ففيها افتراض مبالَغ فيه أنّ للناس في لبنان وظائف ودوامات ودورة عمل متكاملة تستوجب ترتيبات من نوع ترتيب "الأستاذ والنجيب". هل تنبّه المسؤولان الكبيران إلى أنّ موظّفي القطاع العام لا يداومون في دوائرهم منذ فترة طويلة جدّاً؟ هل هم على دراية بحجم المعاملات المتراكمة في الدوائر العقارية والنافعة والوزارات والمصالح والمؤسّسات بسبب عدم قدرة الموظّفين على الوصول إلى أشغالهم لأنّ الرواتب ما عادت تغطّي نفقات التنقّل ليوم واحد؟؟وحدِّث ولا حرج عن القطاع الخاص بانهياره اللاحق بالانهيار العام في البلاد.

كان يمكن، لو أنّ هناك ضرورة فعليّة لعدم تقديم الساعة، أن يستدعي رئيس الحكومة ممثّلي الهيئات الاقتصادية والتجارية وأن يتّفق معها على تقديم بداية دوام العمل ساعة واحدة وأن يوعز بما هو مماثل إلى القطاع العام، وأن يبقي بالتالي على التزام لبنان بالتوقيت الصيفي العالمي، الذي يرتبط بحركة المطار والحركة المالية وغيرها من الأنشطة التي ما تزال تربط بين لبنان والعالم.

الفضيحة

ما حصل فضيحة لأنّه يعبّر عن عقلية متخلّفة في إدارة الشأن العامّ، وممارسة المسؤولية، وعمل السلطات، وهي العقليّة التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه. أمّا بعض ردّة الفعل الشعبية فهي تعبير أكثر إثارة للغثيان، مع تحويل السجال حول التوقيت الصيفي إلى متراس طائفي بين اللبنانيين، وسيف يُضاف إلى سيوف التخلّف التي بها يقطعون المزيد من حبال الوصل والعيش المشترك بينهم.

العنجهيّة المغلّفة "بالهضامة" المنتهية الصلاحيّة، التي مارسها برّي، هي تعبير عن المشكل الحقيقي في لبنان، وهو هيمنة أكثر التجارب السياسية تخلّفاً في تاريخ البلد على مقاليد الحكم والإدارة. نبيه برّي هو بهذا المعنى الدولة العميقة الأصلية للمنظومة التي أخذت البلاد إلى جهنّم.

الخضوع المرَضيّ الذي مارسه نجيب ميقاتي حيال تعليمات الأستاذ تعبير آخر عن الاختلال المرعب في توازن النظام السياسي، والذي يقول علناً لكلّ من يريد أن يكون رئيس حكومة الآن ومستقبلاً، إنّ خضوعك هو بوّابة التكليف وبوّابة التشكيل وبوّابة الحكم.

ردّ الفعل المذهبي، المسلم المستقوي بفرض عدم تقديم الساعة، والمسيحي الذي لم يرَ في ما حصل إلا لحظة تنافس طائفي مع المسلمين، تعبير ثالث عن أنّنا ما عدنا نعيش في دولة فاشلة وحسب، بل في مجتمع فاشل، بات هو العنوان الأوّل للجحيم.

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

لا لائحة بطريركيّة لمرشّحين لرئاسة الجمهوريّة

د. فادي الأحمر/أساس ميديا/الإثنين 27 آذار 2023

منذ أيام يقوم الصرح البطريركي بحراك سياسي أملاً بإخراج الاستحقاق الرئاسيّ من "عنق الزجاجة" الذي وضعته فيه صراعات الأطراف السياسيّة، وبخاصّة المسيحيّة. ويبدو أن الكلّ ينتظر نتيجة حراك بكركي ليبني على الشيء مقتضاه، على الرغم من أنّه لم يعد في لبنان شيء يُبنى عليه في السياسة ولا في الاقتصاد ولا في المال ولا في الاجتماع. "لا تضع بكركي لائحة لمرشّحين لرئاسة الجمهوريّة"، تؤكّد مصادر كنسيّة وتصرّ على التأكيد. والسبب التجارب المريرة السابقة للوائح البطريركية. يقضي الحراك البطريركي بتجميع الأسماء المتداولة لرئاسة الجمهوريّة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من قبل كلّ الأطراف، المسيحيّة منها وغير المسيحيّة، المارونيّة وغير المارونيّة. ويقضي أيضاً باستطلاع قبول أو رفض كلّ طرف لكلّ من هذه الأسماء. وفيما بعد سيتمّ إبراز الأسماء التي تتقاطع عندها أغلبية الأطراف لتتنافس في البرلمان.

عقبات ومحاذير

لا شكّ أنّ "الحراك البطريركي" هو عملية دقيقة ومعقّدة دونها عقبات ومحاذير.

العقبات كثيرة:

- الأولى: حالات الرفض المتبادلة للمرشّحين المطروحين من قبل الأطراف السياسيّة، بخاصة المسيحيّة منها. فمن يطرحه حزب القوّات، يرفضه التيار والكتائب. ومن يقبل به التيار، يرفضه حزبا القوّات والكتائب. ومن يطرحه حزب الكتائب يرفضه الآخران. أمّا سليمان فرنجية فلن يطرح أيّ شخصية ما دام "مرشّح الثنائي الشيعيّ". هذا عن الشخصيات المستقلّة التي تطرح نفسها للرئاسة. إذاً هناك مجموعة فيتوات مسيحيّة متبادلة. بعضها معلن (ضدّ سليمان فرنجية)، وبعضها الآخر غير معلن. وهذا ما يعقّد "الحراك البطريركي".

لقاءات المطران بو نجم مع بعض القادة المسيحيين أتت بعد لقاءاته في أبرشيّته مع نواب متنيّين، موارنة وكاثوليك وأرثوذكس، ينتمون إلى الأحزاب والتيارات المسيحيّة

- الثانية: الناخب الداخليّ الأكبر في هذا الاستحقاق، أي الثنائي الشيعي. صحيح أنّ الحزب أعلن استعداده للحوار في الاستحقاق بعدما جاهر بدعم سليمان فرنجية، لكنّ الكلّ يعرف ما معنى الحوار مع حزب الله! والكلّ يعرف نتيجته! أمّا نبيه برّي فيبدو منفتحاً على الحوار لكن في أسماء تتوفّر فيها شروط الحزب (عدم طعن المقاومة بالظهر) وتؤمّن استمرار المكاسب السياسيّة له وللمنظومة بحيث لا تعمل على اجتثاثها من خلال إصلاحات أو سياسات معيّنة.

- الثالثة: النواب السُّنّة. إذ لا مرشّح لدى غالبيّتهم. أمّا "سُنّة حزب الله" فيؤيّدون سليمان فرنجية. لكنّ تأييد البعض لترشيحه يبقى مرتبطاً أو مرهوناً بحسابات إقليميّة عربيّة.

في ما خصّ محاذير الحراك البطريركي فهي أيضاً كثيرة:

- أوّلها، غرق بكركي أو إغراقها في الصراعات المسيحيّة - المسيحيّة واللبنانيّة - اللبنانيّة المتعلّقة بالاستحقاق.

- ثانيها، تنصُّل الأطراف من تأييدها لأسماء معيّنة.

- ثالثها، العرقلة الدستورية التي تلي الحراك البطريركي. فأيّ حراك في الموضوع الرئاسي، محلّياً كان أو خارجيّاً، لا بدّ أن يمرّ في المجلس النيابيّ من خلال دعوة رئيسه إلى جلسة لانتخاب الرئيس، والتزام الكتل عدم مقاطعتها والتعامل الإيجابي معها على أنّها منافسة ديمقراطية بين مرشّحين.

دوافع الحراك البطريركيّ

يُدرك البطريرك الماروني كلّ هذه العوائق والمحاذير. وعلى الرغم من ذلك يقوم بمبادرته انطلاقاً من حرصه على إنقاذ الوضع. وهو ماضٍ فيها لعدّة أسباب:

1- قناعته أنّ الاستحقاق لبنانيّ بالدرجة الأولى، وأنّ على الأطراف الداخليّة القيام بواجبها. وهذا ما يردّده في عظاته.

2- عدم اتّفاق الأطراف الخارجيّة، بعد اجتماعات باريس الخماسية أو الثنائية، على حلّ للاستحقاق الرئاسي اللبنانيّ.

3- سماع البطريرك الماروني من عدّة أطراف خارجية، أبرزها فرنسا والفاتيكان، عن ضرورة قيام اللبنانيين بواجبهم في الاستحقاق الرئاسي، كما في ملفّات الإصلاح، قبل طلب المساعدة من الخارج. وهذا ما أكّده الفاتيكان من جديد خلال استقباله نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال.

"لا تضع بكركي لائحة لمرشّحين لرئاسة الجمهوريّة"، تؤكّد مصادر كنسيّة وتصرّ على التأكيد

4- الجمود القاتل للاستحقاق، بخاصّة بعدما علّق نبيه برّي دعواته إلى عقد جلسات لانتخاب رئيس للجمهوريّة.

5- عجز كلّ الأطراف عن إحراز أيّ تقدّم في الاستحقاق، بمن فيهم حزب الله الذي أعلن أمينه العام في إطلالته الأخيرة أنّ الأمور تسير ببطء في موضوع الرئاسة، كي لا يقول إنّها متوقّفة بالكامل.

لقاءات المطران بو نجم المنفصلةيبقى التأكيد أنّ الحراك البطريركي منفصل عن "الحراك السياسيّ" الذي يقوم به المطران أنطوان بو نجم. هذا ما تؤكّده مصادر كنسيّة أيضاً. لقاءات المطران بو نجم مع بعض القادة المسيحيين أتت بعد لقاءاته في أبرشيّته مع نواب متنيّين، موارنة وكاثوليك وأرثوذكس، ينتمون إلى الأحزاب والتيارات المسيحيّة.

خليفة المطران يوسف بشارة في أبرشية أنطلياس المارونيّة ربّما يسعى إلى استعادة تجربة "قرنة شهوان". ولكنّ الظروف الكنسيّة والمسيحيّة والوطنيّة اليوم مختلفة تماماً عمّا كانت عليه عام 2001. لن ندخل في الظروف الكنسيّة. ولكن على المستوى المسيحيّ، فالزعماء المسيحيون موجودون اليوم في لبنان على رأس أحزابهم وتيّاراتهم السياسيّة، ولن يقبلوا بمشاركة الدور والسلطة مع أيّ شخصية، سياسيّة كانت أم كنسيّة. فهم بالكاد يقبلون بالدور الوطنيّ الذي يلعبه بطريرك الطائفة، وأحياناً كثيرة يعرقلونه.

على المستوى الوطنيّ، قام لقاء "قرنة شهوان" ليكون جبهة سياسيّة تواجه الاحتلال السوريّ للبنان. وللتذكير، حينها كان التيار الوطنيّ الحرّ يناضل ضدّ الاحتلال السوريّ. أمّا اليوم فقد أصبح احتلال لبنان إيرانياً من خلال هيمنة حزب الله على القرار السياسيّ في البلاد، فيما التيار الوطنيّ الحرّ ما يزال متحالفاً معه (على الرغم من تصدّع هذا التحالف). وهو ساهم في بسط هيمنة الحزب على قرار البلاد خلال فترة رئاسة ميشال عون للجمهورية. كما أنّ مؤسّسه ورئيسه الحاليّ زارا بشار الأسد في دمشق. ويبعثان إليه اليوم بالرسائل الإيجابيّة عسى أن يكون للتيار دور في الاستحقاق الرئاسيّ.

"الحركة بركة". هذا ما كانت تقوله جدّتي. لذا نأمل أن يأتي حراك بكركي ببركة ما للبنان واللبنانيين في زمن الصوم لدى المسيحيين والمسلمين، وأن يسمع النواب المسيحيون المجتمعون في بكركي في "أربعاء أيوب" (5 نيسان المقبل)، ومن خلفهم كلّ نواب الأمّة وزعمائها وسياسيّيها، صرخات اللبنانيين الذين فاقت معاناتهم أضعاف أضعاف معاناة أيّوب.

 *أستاذ في الجامعة اللبنانية

لمتابعة الكاتب على تويتر: Fadi_ahmar@

 

ميقاتي مُعتكِف و"زعلان": طارت "زَودة" القطاع العامّ… إلا إذا

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 27 آذار 2023

لم يَجد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طريقة للخروج من المأزق الذي وَضَع نفسه فيه إلا... بالاعتكاف! كَبرت كُرة ثلج "التوقيتين" إلى حدٍّ قد يقود ميقاتي، وفق مصدر مطّلع، إلى "الاعتكاف عن الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء إلى حين انتخاب رئيس جمهورية. قد تكون خطوة أولى أو نهائية بهذا الاتجاه. فالرجل عبّر عن زَعَلِه وقرّر الردّ على طريقته".

ما هو موقف برّي؟

كان لافتاً في هذا السياق أنّ مقدّمة NBN المحسوبة على الرئيس نبيه برّي لم تشِر في مقدّمتها التلفزيونية مساء السبت إلى "إعصار التوقيت"، مؤكّدة في الوقت نفسه موعد "جلسة مجلس الوزراء اليوم حيث يفترض إقرار زيادات على مستوى التقديمات الاجتماعية".

بالتزامن كشف وزير الثقافة محمد وسام مرتضى أنّ ميقاتي "قد يدعو إلى عقد  جلسة للحكومة الخميس المقبل أو في وقت قريب، لبحث مسألة التوقيت الصيفي. وقد يشكّل ذلك المخرج للورطة التي أوقع ميقاتي نفسه فيها!

سريعاً قوطَبَ العونيون على القرار الضمنيّ لميقاتي، والذي وَصَفه قريبون منه بـ"تسجيل اعتراض"، من خلال تغريدة لنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قال فيها: "إذا كنت عم بتفكّر يا دولة الرئيس بما أظنّ أنّك تفكّر فيه، فحسناً تفعل، ومن الأفضل وقف هكذا تصريف للأعمال لم يأتِ إلا بالشرخ والبهدلة للّبنانيين"، متّهماً ميقاتي مع تحييد الرئيس برّي بـ"تقسيم البلد طائفياً".

اتّهم ميقاتي قيادات وطنية وسياسية بجرّ البلاد نحو انقسام طائفي بدلاً من أخذ المواقف والتحذيرات الدولية من خطورة الأوضاع بالاعتبار والتوحُّد على إتمام المعالجات المطلوبة

إلغاء الجلسة لا تأجيلها

بدت لافتةً في البيان الذي صدر عن رئاسة الحكومة الإشارة إلى إلغاء لا تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة اليوم وعلى جدول أعمالها بند شبه وحيد هو إقرار مشروعَيْ مرسوم يتناول أوّلهما تعويض إنتاجية لموظّفي الإدارات والمؤسّسات العامّة ومقدّمي الخدمات الفنّية والأسلاك العسكرية عن أيام العمل الفعلي وفق سعر منصة صيرفة، ويتضمّن الثاني تعديل بدل النقل الذي يُحتسب بليترات البنزين وفق معدّل وسطي شهري.

تجدر الإشارة إلى أنّ بعض الوزراء في حكومة ميقاتي عبّروا صراحة عن عدم التزامهم بالقرار الذي صدر عن الأمانة العامّة لمجلس الوزراء وينصّ على تمديد العمل بالتوقيت الشتوي، وهو ما كان سيؤدّي إلى مشهد غير مألوف في تاريخ الحكومات، إذ سيحضر وزراء إلى الجلسة "بِفَرق ساعة" عن الوقت المُحدّد، والأهمّ أنّ نصف الوزراء تقريباً لن يلتزموا أصلاً بتوقيت "ميقاتي- برّي" خلال عملهم في وزاراتهم. في هذا السياق تفيد المعطيات أنّ قرار إلغاء جلسة مجلس الوزراء قد صدر تفادياً لاحتمال عدم اكتمال النصاب.

وقد شكّل موقف وزير التربية عباس الحلبي المحسوب على النائب وليد جنبلاط الضربة الأقوى لقرار السراي إذ اعتبر في بيان أصدره أمس أنّ "قرار مجلس الوزراء المتعلّق باعتماد التوقيت الصيفي يبقى سارياً ما لم يتمّ تعديله في جلسة لمجلس الوزراء، وأنّ التوقيت الصيفي في المدارس والمهنيات والجامعات يبقى معتمداً على قاعدة شرعية القرار وتأكيد وحدة أهل التربية، فلا يجوز أن نترك المؤسسات التربوية والمهنية والجامعية في حيرة من أمرها، والأهل على غير هدى لجهة أي ساعة يتوجه أولادهم إلى المدارس".

لكن وزير التربية وبعدما تبلّغ من الرئيس ميقاتي ليل أمس توجّهه للدعوة لجلسة لمجلس الوزراء للبحث بموضوع التوقيت الصيفي عاد وترك للمسؤولين عن المدارس والمهنيات والجامعات الرسمية والخاصة حرية اختيار وقت فتح مدارسهم ومؤسساتهم اليوم.

في المقابل علم "أساس" أنّ قائد الجيش العماد جوزف عون أصدر يوم السبت تعميماً داخلياً طلب فيه من القطاعات العسكرية "الالتزام بتعميم رئاسة مجلس الوزراء في ما يتعلق بتحديد التوقيت الصيفي بحيث يبقى التوقيت كما هو عليه".

جمّع ميقاتي مآخذه المتراكمة نتيجة مواقف القوى المسيحية الرافضة لانعقاد جلسة مجلس الوزراء والتي تتّهمه بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية من خلال إصدار مراسيم بثلاثة تواقيع لرئيس الحكومة، وأضافَ إليها ما سمّاه "محاولة جرّ البلاد إلى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات، وإعطاء إجراء إداري بحت منحى طائفياً بغيضاً"، ليذهب باتّجاه إعلان أول عصيان وزاري منذ صدور مراسيم تشكيل حكومته في أيلول 2021.

شكّل موقف وزير التربية عباس الحلبي المحسوب على النائب وليد جنبلاط الضربة الأقوى لقرار السراي

إلى ذلك اتّهم ميقاتي "قيادات وطنية وسياسية بجرّ البلاد نحو انقسام طائفي بدلاً من أخذ المواقف والتحذيرات الدولية من خطورة الأوضاع بالاعتبار والتوحُّد على إتمام المعالجات المطلوبة، وتفعيل اجتماعات الطوارئ ومناقشة كيفية الخروج من المخاطر التي عبّر عنها صندوق النقد الدولي"، قائلاً: "أمام النواب والقيادات السياسية والروحية المَعنيّة مسؤولية انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة. فليتحمّل كلّ طرف مسؤوليّته. وللبحث صلة".

فعليّاً صبّ ميقاتي، المغضوب عليه أصلاً، الزيت على "نار" حكومته حين ارتضى أن يكون المُنفّذ لرغبة صديقه الرئيس نبيه برّي، في جلسة دردشة في عين التينة تقصّد الرجلان تسريبها "لايف"، بإخراج لبنان بشحطة قلم من نظام التوقيت العالمي بعد خروجه منذ سنوات من النظام العالمي الماليّ، وعبر الإصرار على اتّخاذ بعض القرارات بمنطق "الدكّانة".

الأرجح أنّه لم يكن أحد من اللبنانيين ليُجادل في حقّ الصائم أن يستفيد من ساعة بالناقص في "النقلة" بين التوقيتين الشتوي والصيفي لو اتُّخذ القرار بروح من المسؤولية تفترض الأخذ بالاعتبار حساسية القرار و"طبخه" قبل أشهر من إصدار القرار النهائي بالإبقاء على التوقيت الشتوي طوال شهر رمضان، واتّباع الأصول القانونية التي تجنِّب لبنان المُنهار مزيداً من "الجرصة" الدولية التي تتجاوز الإرباكات على مستوى الطيران العالمي ومطار بيروت إلى إرباك وضياع في كل تفصيل مرتبط بتوقيت الساعة وصولاً إلى "مدارس الأولاد" وحضور الموظفين إلى مكاتبهم وساعات تشغيل وإطفاء الموتورات والتعدّي على النظم العالمية الموصولة بأجهزة الكومبيوتر والهواتف الذكية. حتى السفارات العربية والأجنبية العاملة في لبنان والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج لم تتمكّن من الالتزام بقرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي.

حصار ميقاتي

هكذا حوصر ميقاتي خلال ساعات من جميع الجهات: الأحزاب المسيحية، والرأي العامّ بكلّ طوائفه، وبكركي ومطرانية الروم الأرثوذكس، والمدارس الكاثوليكية، ومعظم وسائل الإعلام، وانفرزت النقابات والقطاعات والجمعيات والمؤسّسات بين مؤيّد ورافض لقرار رئيس مجلس الوزراء الذي صدر قبل أن يقطع ميقاتي المسافة بين عين التينة والسراي. هذا وكانت لكلام النائب جبران باسيل أمس خلال عشاء التيار الوطني الحر ارتداداته بعد قوله: "نحن منمشي على توقيتنا وعلى التوقيت العالمي ووقت المتطوّرين وليس على وقت المتخلّفين والرجعيين"، إذ أجّج السجال الطائفي أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، مع العلم أنّ باسيل أكّد أنّ "المَشكَل غير طائفي، لكنّ سياسة العنجهية والتسلّط هي التي تريد فَصلنا حتى عن محيطنا العربي الذي يعتمد التوقيت الصيفي". وليلاً انتشرت أخبار عن احتمال توجيه ميقاتي دعوة اليوم لعقد جلسة مجلس الوزراء، بعد الخلاف حول التوقيت الصيفي والشتوي، الذي أخذ منحىً طائفياً حادّاً.

لمتابعة الكتاتب على تويتر: MalakAkil@

 

هل تبدّل باريس اقتراحها للرئاسة اللبنانية؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/27 آذار/2023

قال مصدر سياسي لبناني مواكب عن كثب للّقاءات التي عقدتها مساعِدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، مع عدد من القيادات اللبنانية، في زيارتها الخاطفة لبيروت، الجمعة الماضي، إن الاستحقاق الرئاسي لم يغِب عن جدول أعمال المحادثات التي أجرتها وكان حاضراً بامتياز، وإنما من خلال دعوتها للتوافق على رئيس للجمهورية يجري انتخابه استناداً إلى التفاهم على تسوية يجري إنتاجها بين الكتل النيابية. وتوقّف المصدر السياسي أمام الموقف الأميركي حيال الاستحقاق الرئاسي الذي عبّرت عنه ليف في لقاءاتها مع المسؤولين؛ ومن بينهم 5 من النواب السنّة هم: فؤاد مخزومي، عبد الرحمن البزري، وضّاح الصادق، إبراهيم منيمنة، وبلال الحشيمي. وأكد، لـ«الشرق الأوسط»، أن موقفها لم يكن متناغماً مع الاقتراح الفرنسي الذي يقضي بانتخاب زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، في مقابل تكليف السفير السابق نواف سلام بتشكيل الحكومة العتيدة.

وكشف أن عدداً من النواب السنّة الذين التقوا ليف أبدوا أمامها اعتراضاً على مبدأ المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة؛ في إشارة إلى الاقتراح الفرنسي بذريعة أنه أقرب إلى التعيين، منه إلى الانتخاب.

ولفت النواب إلى أن ليف لم تتطرق، في تعليقها، إلى اعتراضهم على المقايضة، وفضّلت أن يأتي ردُّها بطريقة غير مباشرة بقولها إنه ليس لدى واشنطن أي مرشح لرئاسة الجمهورية، وتترك انتخابه للبرلمان للتوافق على اسم يدفع باتجاه الوصول إلى تسوية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزُّم.

واعتبر هؤلاء النواب أن ما سمعوه على لسان ليف يأتي في سياق الرد الدبلوماسي على الاقتراح الفرنسي، من دون دخولها في سجال مباشر، وأكدوا، في ضوء موقفها الذي أدلت به، أن هذا الاقتراح لا يحظى بتأييد أميركي. ورأى عدد من هؤلاء النواب أن باريس تكاد تغرّد وحيدةً في اقتراحها حول التسوية الرئاسية، خصوصاً أن مسؤولين في السفارة الفرنسية في بيروت بدأوا يلتفون على ردود الفعل السلبية حيال الاقتراح الفرنسي، وإن كان انتخاب الرئيس يأخذ بعين الاعتبار مراعاة موقف الثنائي الشيعي بدعمه ترشيح فرنجية من دون إغفال موقف إحدى الكتلتين المسيحيتين اللتين ترفضان تأييده وتسعى للبحث عن مرشح آخر. ونقل النواب عن لسان المسؤولين الفرنسيين في السفارة الفرنسية ببيروت، قول أحدهم لزميل لهم إن هناك من أساء فهم ما اقترحته السفيرة آن غريو، والذي ينمّ عن رغبتها في استمزاج آراء الكتل النيابية؛ في محاولة لإعادة تحريك الملف الرئاسي وإخراجه من التعطيل الذي يحاصره، خصوصاً أنه لا دعوة في المدى المنظور لعقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية.

كما نقلوا عن المسؤول الفرنسي قوله إن مبادرة الرئيس بري بدعم ترشيح فرنجية، والتحاق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله به بضمّ صوته إلى حليفه الاستراتيجي، لم يخدما زعيم تيار «المردة»، وكان من الأفضل أن يُترك له اختيار التوقيت المناسب للإعلان عن ترشّحه بصورة رسمية، رغم أن الدستور اللبناني لا ينص على أن يتقدّم مسبقاً من البرلمان بإعلانه عن ترشّحه. ورداً على سؤال أوضح هؤلاء النواب أن تركيز ليف على ضرورة التوصل إلى تسوية من شأنها أن تأتي برئيس من خارج الاصطفافات التقليدية في ظل الانقسام العمودي في البلد، لا يعني أن واشنطن تضع فيتو على هذا الاسم أو ذاك، ونمن ثم تفضّل أحد المرشحين على الآخرين، وأكدوا أنهم لم يسمعوا منها أي موقف يُشتمّ منه أن الإدارة الأميركية تضع فيتو على مرشح معين، وكان قد سبق للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا أن عكست الموقف الأميركي لدى اجتماعها بالرئيس بري.

وأكد هؤلاء أن ليف تبنّت، على بياض، التحذير الذي أطلقه صندوق النقد الدولي لجهة أن لبنان يمر بوضع خطير جداً، وقالوا إنها شدّدت على ضرورة الإسراع بالاتفاق معه، بالتلازم مع انتخاب رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد؛ ليكون في مقدوره أن يتدارك الأخطار المترتبة على عدم إنجاز الاستحقاقات الأخرى؛ في إشارة إلى تفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان فور انتهاء الولاية الممدّدة للحالي رياض سلامة؛ لأن هناك ضرورة لإدارة الملف المالي على قاعدة الالتزام بالإصلاحات التي يطالب بها صندوق النقد.

وكشف أحد النواب أن سفراء الدول العربية لدى لبنان، والمنتمين إلى دولهم الأعضاء في اللجنة الخماسية (السعودية، مصر، قطر)، يتحدثون لغة واحدة ويقرأون في كتاب واحد أنه لا مرشح لديهم للرئاسة، وهذا ما عبّر عنه سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري بقوله، بعد لقائه رئيس حزب «القوات» اللبنانية سمير جعجع، إنه لم يبحث في الأسماء، وجرى التشديد على ضرورة الإسراع في إتمام الاستحقاق الرئاسي والإتيان برئيس من خارج الاصطفافات.

لذلك فإن المشهد السياسي، بشقّيه الإقليمي والدولي، المحيط بالاستحقاق الرئاسي لإنهاء الشغور الذي يأخذ البلد إلى مزيد من الانهيار والتخبّط، وكما يقول المصدر السياسي، يستقر حالياً على تفاهم بين الدول العربية الأعضاء في اللجنة الخماسية وبين الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ما يحتّم على فرنسا أن تعيد النظر في اقتراحها الرئاسي. وعلمت «الشرق الأوسط»، وفق المصدر نفسه، أن المشاورات الثنائية بين الدول الأعضاء لم تنقطع، وما زالت قائمة منذ أن انفضّ اجتماع اللجنة في باريس التي تشارك فيها بغية التوصل إلى موقف موحد يُفترض أن يشكل رافعة لانتشال انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي يدور فيها.

فهل تعيد باريس النظر في موقفها؟ وكيف ستتصرف الكتل النيابية؟ وهل ترفض التواصل مع بعضها بحثاً عن رئيس توافقي لأن انقسامها يعزّز الانقسام الخارجي بخلاف توحّدها ما أمكن لإنضاج تسوية يرعاها المجتمع الدولي من خلال اللجنة الخماسية من دون إقفال الباب أمام انضمام دول أخرى لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان؟

 

أعطاب لبنان والتسوية في الإقليم

سام منسى/الشرق الأوسط/27 آذار/2023

ندر أن شهدت المنطقة حراكاً دبلوماسياً باتجاهاتٍ تسوَوِيَّة توافقية كما هي الحال الآن، أقله منذ الألفية الثانية. تركيا تعيد وصل ما انقطع مع كثير من الدول، قطر ومصر ودول الخليج تسعى لاحتواء سوريا، السعودية وإيران اتفقتا برعاية الصين وضمانتها على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإحياء الاتفاقات الثنائية السابقة، وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، هذا دون أن ننسى موجة التطبيع مع إسرائيل، ولو أنها جاءت في سياق مختلف.

الاستثناء الوحيد الذي يسير عكس السير وبقي بمنأى عن رياح التوافق هذه هو لبنان. فالبلد الصغير يعيش أسرع تفكك درامي شهده منذ بدايات المحطة الأخيرة من أزماته عام 2019، المحنة تواصل تفاقمها، وبات البلد قاب قوسين من الدخول إلى نادي الدول الفاشلة، أو لعله بات في عدادها. التهاوي الجنوني لسعر الصرف قضى على العملة الوطنية، أزمة المصارف وضياع أموال المودعين استفحلت، وانهيار المؤسسات والإدارات العامة بلغ دركاً تصعب معه إعادة بنائها. شلل قطاعي كامل حكومي وإداري ومالي وتربوي وصحي، إلى أزمة نازحين متعاظمة، بينما المنظومة الحاكمة تتصرف وكأنها تعيش على كوكب آخر وحتى ضمن نظام شمسي مختلف.

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: لماذا لم تظهر أي ملامح لوصول الرياح التسووية إلى بيروت؟ علماً بأنه اصطلح على اعتبار السياسة فيها مرآة لما يجري حولها، وغالباً ما انتقلت إليها الخلافات والنزاعات الإقليمية حتى وصفت الحرب الأهلية التي ضربت البلاد عام 1975 بأنها حرب الآخرين على أرض لبنان.

إن مراجعة شريط الأزمات اللبنانية السياسية منها أو الأمنية في أعوام 1958 و1969 و1975 وغيرها، ترينا طغيان العوامل الإقليمية في إشعالها، ولو ألبست أثواب نزاعات أهلية بين المسلمين والمسيحيين حول المشاركة في السلطة، وإصلاح النظام السياسي، وغيرها من القضايا. تبلورت أهمية العوامل الإقليمية في أزمات لبنان زمن الاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية وبعدها الهيمنة الإيرانية. ومنذ الزلزال السياسي العربي الإقليمي باغتيال الرئيس رفيق الحريري سنة 2005 وحتى اليوم، ما يُسيّر الخلاف حول جميع القضايا هو النزاع على موقعه الجيوستراتيجي، بمعنى: إلى أي محور ينتمي لبنان: المحور الغربي أو الشرقي، المحور العربي - الخليجي أو المحور الإيراني السوري الممانع؟ كل فريق يتهم الآخر بالتبعية والانصياع إلى راعيه الدولي أو الإقليمي. على مقلب آخر، المواقف الدولية والعربية من لبنان وسلطته الحالية واضحة: لم يعد من مجال للقبول لا بهيمنة «حزب الله» على صناعة القرار بجوانبه كافة، ولا بفساد مستشرٍ من أعلى الهرم إلى أسفله. كل مساعدة للبنان تبدو على الصعيد الأول كمن يطلق الرصاص على رجله وعلى الصعيد الثاني كمن يضع ماء في سلة.

إذا صح هذا التوصيف للحالة اللبنانية والمنطقة تشهد تفاهمات، حتى لا نقول تسويات كبرى أو حلولاً، وإذا صح أن العرب سيحتضنون بشار الأسد، وإيران ستقتنع بضرورة التهدئة مع السعودية وتحترم موجباتها، ماذا يتبقى محلياً من أوجه خلاف عصي بين الأطراف اللبنانية المتنازعة؟ وإذا صح أن عزلة لبنان الدولية والعربية سببها تمحوره الممانع قسراً بسبب هيمنة «حزب الله»، أقوى أذرع إيران في المنطقة، فلماذا التوافق الإقليمي المزمع مع الأصيل لا ينسحب توافقاً مع الوكيل؟

بداية الأطراف الرئيسة هي ثلاثة: القوى المسماة «سيادية»، وغالبيتها من الأحزاب المسيحية الرئيسة، وغالبية القوى السنية رغم تشتتها، وغالبية درزية متأرجحة بين «السياديين» و«الممانعين». هذه القوة تتفق على عناوين عريضة، مثل السيادة وحصرية السلاح، وتحول «حزب الله» إلى قوة سياسية كغيره من الأحزاب. تتنازع هذا الفريق طروحات مختلفة ومشاريع حلول متباينة، تتراوح من تطبيق اتفاق الطائف إلى اللامركزية الموسعة، إلى الفيدرالية وغيرها.

القوة الثانية هي المحور الممانع بقيادة «حزب الله» و«حركة أمل» وبعض الحلفاء من الطوائف الأخرى. وتجدر الإشارة إلى شقوق في هذا المحور جراء الخلافات بين «حزب الله» وحليفه المسيحي «التيار الوطني الحر».

القوة الثالثة عمادها عدد من كبار رجال الأعمال والمصرفيين وبعض من المتمولين، إلى جانب قوى مستقلة أخرى من مثقفين وناشطين سياسيين ليسوا بالضرورة على تفاهم أو توافق كامل. هذه القوة تركز على الإصلاح السياسي والمالي والإداري، وتؤجل البحث في القضايا المتعلقة بسلاح «حزب الله» وأدواره الإقليمية، وهي متفقة على استبعاد رموز المنظومة الحاكمة برمتها دون استثناء. أما القوى الأخرى من تغييريين أو مستقلين، فإن تأثيرهم محدود، لا سيما بعد خمود الانتفاضة الشعبية بالزخم الذي اتسمت به سنة 2019.

ما مدى تأثر هذه القوى بخاصة، ولبنان بعامة، بنتائج الاتفاق السعودي- الإيراني، دون مبالغات أو أوهام أو تمنيات؟

الإجابة مرتبطة بمسار تنفيذ الاتفاق السعودي- الإيراني واستشراف تداعياته. الأمور تشي بأن البلدين على سكة التطبيع، وقد أعلن الأسبوع الفائت عن اجتماع قريب لوزيرَي الخارجية يعيد فتح السفارات بينهما. إنما عودة العلاقات الدبلوماسية لا تعني نزع فتيل الأزمات كلها، ومن الصعب أن يصل الطرفان إلى مجموعة تفاهمات دفعة واحدة، بل سنشهد تدرجاً بالأولويات يؤدي إلى ما يشبه الإدارة العقلانية لساحات النزاع، أكثر منه إلى علاقات دافئة، ترضي أولويات المتفقين والراعي الصيني الهادف إلى تثبيت الاستقرار السياسي والأمني حماية لمصالحه الاقتصادية.

بالمباشر، السعودية باقية وإيران باقية، ولكل منهما سياساته ورؤياه. المملكة لم تتغير، وتبقى أولوياتها وقف الاعتداءات على أراضيها، لا سيما من اليمن أو العراق، وعدم العبث بأمنها الداخلي، ومعالجة مقبولة لحرب اليمن، وقضية تهريب المخدرات والكبتاغون إلى أراضيها، ولن تساوم على أمن دول الخليج. أعادت السعودية التموضع سياسياً في ظروف إقليمية ودولية أقل ما يقال فيها إنها شديدة التعقيد، ويخطئ من يعتقد أن الرياض تنازلت لطهران. بالمقابل لن تفرط إيران في مكتسبات حققتها على مدى أربعين سنة في لبنان والعراق، بل في سوريا أيضاً، وسنرى إن كان الاتفاق انعطافة استراتيجية في سياستها. يضاف إلى ذلك اعتماد نجاح الاتفاق على دور صيني جديد لم تعهده المنطقة من قبل، وسيبقى إلى أجل ليس بقريب تحت الاختبار.في هذا السياق، أرى أن المملكة لن تدعم معنوياً ومادياً حكماً في لبنان يسيّره «حزب الله»، كما لن تتخلى إيران في المدى القريب عن استراتيجية الأذرع المحلية، خصوصاً «حزب الله» كأداة أمنية وسياسية عابرة للحدود اللبنانية نحو أدوار إقليمية ودولية. وكما سئمت السعودية وغيرها من الدول من «الدلع اللبناني» وضعف القوى التي دعموها، ولن يطالبوا برئيس فاقع، قد تعمد إيران إلى نزع طبقة من جلدها عبر تغليف طموحاتها. وما يرجح ذلك أمران، الأول بدء الحزب بتأمين مداخيل ذاتية عبر اقتصاد موازٍ تخفف كثيراً من أعباء إيران تجاهه، والثاني هو عدم رغبته الحكم المباشر في لبنان، لأن ذلك لن يسمح له بمتابعة أدواره ومهماته العابرة للدولة من جهة، وسيمنعه من التنصل من تحمل مسؤولية الحكم في مرحلة صعبة سياسياً واقتصادياً. سيترك لحلفائه إدارة شؤون البلد بينما يقودها هو من الخلف.

في المحصلة، لا نعرف ما سيقدمه الاتفاق السعودي الإيراني للبنان من حلول. الشيء الوحيد المتاح يكمن في قدرة اللبنانيين على الإفادة من أجواء التهدئة الإقليمية للوصول إلى توازن مع «حزب الله» يعيد لبنان إلى شاشة رادار الاهتمامات العربية والدولية. لن يحك جلد لبنان إلا اللبنانيون، ومهما بلغت قوة «حزب الله» يبقى الأقوى بين ضعفاء.

 

في صبيحة اليوم ال1259 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/27 آذار/2023

بات بالإمكان الإطمئنان بأن صاحب الدولة ليس بوارد الإعتكاف، لأن الإجتماع الثلاثي(ميقاتي، السنيورة وسلام) إستبعد هذا الخيار، "إنطلاقاً من المسؤولية الوطنية"، والإقرار الضمني بأن خطأ كبيراً شاب القرار بتجميد العمل بالتوقيت الصيفي بإرادة عطوفة نبيه بري! بعدما تكرس تكراراً أن العشوائية والإرتجال والنفعية في أخذ القرارات لا حدود لها. لكن مهلاً لقد لفت الإنتباه أن إنعقاد هذا الإجتماع، تزامن مع تسريب صوتي لميقاتي يوم السابع من أذار الحالي، في إجتماع خصص للبحث في وضع المطار وإجراءات السلامة العامة، جأ فيه: "الإبقاء على التوقيتين الصيفي والشتوي، وسيتم إعتباراً من منتصف ليل 25 – 26 الجاري تقديم الساعة ساعة واحدة عملاً ببدء التوقيت الصيفي"! لذا لوحظ أن البيان الصادر عن اللقاء الثلاثي تمنى على دولته "متابعة تصريف أعمال الحكومة، ودعوة مجلس الوزراء في أقرب فرصة ممكنة لإتخاذ القرار المناسب في موضوع التوقيت"! فوجه ميقاتي منتصف الليل الفائت دعوة إلى مجلس الوزراء لينعقد ظهر اليوم ويناقش حصراً مذكرة ميقاتي بشأن تأجيل بدء العمل بالتوقيت الصيفي والبت بها، سواء لرفضها أو إقرارها!

وعليه، بعد دخول البلد في حرب التوقيت بين إلتزام التوقيت العالمي الطبيعي أو "توقيت بري – ميقاتي"، الذي رفضته الأكثرية لما يرتب من تداعيات، نتيجة توقيتين، وقد برز ذلك مثلاً في المطار فالمغادرة إرتبطت بالتوقيت العالمي والوصول إعتمد ساعة بري- ميقاتي، وفيما كانت كل أجهزة مصرف لبنان مرتبطة بالتوقيت العالمي بدا أن إلتحاق الموظفين سيتم على بدعة بري التي بصم عليها ميقاتي، في توجه مشغول لتحريك فتنة متقنة لتغطية سياسات تعميق الإنهيار وحرف الأنظار عن مسؤولية الفريق المتسلط الممعن في سياسات الإذلال وفرض تلاشي الدولة!

لقد أريد من هذه البدعة تفجير شحن طائفي وصولاً إلى تفجير صراع هويات، من شيء لا أساس له، لكن لا بد من التسليم بأن مصالح الجهات الأبرز في دفع البلد إلى الجحيم إلتقت، وأطلقت كمية من الحقد، إرتباطاً ب"معركة التوقيت"، ولئن إنجر لها بسطاء فقد كشفت المدى الذي بلغه التعصب الطائفي البشع لدى كثير من السياسيين الذين إنتهت صلاحيتهم الوطنية!

لكن يبقى الموجع فعلاً هذه القدرة على دفع الناس إلى وجهات طمس مصالحها والتنكر لوجعها وممارسة أكبر عملية غش لتوفير الحماية لقوى إنعدمت عندها الوطنية والأخلاق. والموجع جداً أن الإصتنفار المفتعل غاب عندما كان مطلوباً لمواجهة قرارات التعسف  التي دمرت إقتصاد البلد وحياة الناس وأكملت مخطط السطو على المال العام وسلب المتبقي من الودائع وتعميق نهج القضاء على مستقبل البلد! مؤلمة معركة التوقيت، نجح من صنّعها في ترسيخ مقولة أن المرض اللبناني عُضال لا شفاء منه، وأنه مكتوب على اللبنانيين العجز عن بلورة جديد آخر يبدد المخاوف على قاعدة ضمان الحقوق التي إنتهكوها. الأمر الذي كان أبرز العناوين التشرينية التي رفعها الناس بعد ثورة "17 تشرين"، لذا هدف ضابط إيقاع منظومة النيترات وتابعه المقيم في الكرسي الثالثة، إلى توجيه رسالة بأن "تشرين" حالة إستثنائية تم تجاوزها، ما يضع الأكثرية الموجوعة أمام حقائق لا تستطيع تجاهلها!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

"فخامةُ" النجيبِ... وقعتُمْ في "فخِّ" التقسيمِ!

الهام فريحة/الأنوار/27 آذار/2023

على وقعِ توقُّفِ الانترنتْ، وشبهِ خروجِ لبنانَ عن النظامِ العالميِّ للانترنتْ والاتصالاتِ، كما النارُ في الهشيمِ أنطلقتْ النكاتُ والتعليقاتُ المضحكةُ والمحزنةُ والمُخزيةُ، في آنٍ حولَ قرارِ لبنانَ الخروجِ عن النظامِ العالميِّ من حيثُ التوقيتُ.

هكذا قرَّرَ لبنانُ الفينيقيُّ والشعبُ الذي ينبعثُ من الرمادِ، والفريدُ من نوعهِ في العالمِ، والذي وحدهُ فيهِ تزلُّجٌ وسباحةٌ في الوقتِ عينهِ، ان يخالفَ النظامَ العالميَّ وينطلقَ لوحدهِ... وفي لحظةٍ أنطلقتْ كلُّ الاحقادِ المدفونةِ والاحاسيسِ المقرفةِ لتؤكِّدَ حالةَ الانفصامِ اللبنانيةَ واغواءاتِ الانقسامِ والفيدراليةِ والتوقيتِ الذاتيِّ بعدَ الامنِ الذاتيِّ لتدغدغَ المشاعرَ، وانطلقتْ من الاعلامِ دعواتُ العصيانِ والتمرُّدِ على قرارٍ ثنائيٍّ اتخذتهُ مرجعيتانِ اعتبرتا على دردشةٍ، أن بإمكانهما في لحظةٍ تغييرُ موازينِ الكونِ...

أينَ نحنُ يا عالمُ؟

مَعْ مَنْ نعيشُ؟

وكأنهُ لا تكفينا حالاتُ الانهيارِ حتى نشعرَ أننا امامَ مئةِ توقيتٍ، وكأننا امامَ اكثرِ من مئةِ سعرِ صرفٍ...

"فخامةُ" النجيبِ أنكمْ بقراركمْ غيرِ المسؤولِ أخذتمْ البلادَ الى "فخِّ" التقسيمِ،

والى الوقتِ الذاتيِّ تماماً كما كانَ يطمحُ البعضُ للامنِ الذاتيِّ وللنقدِ الذاتيِّ.

ماذا يعني ان تدخلَ بكركي الى رفضِ قرارِ الخروجِ عن النظامِ العالميِّ؟

أليستْ بدايةَ تمرُّدٍ على القراراتِ العشوائيةِ والهمايونيةِ التي تُفرضُ من فوقٍ، وخلافاً لايَّةِ دراسةٍ او تقييمٍ..؟

بالامسِ اخذتْ حكومةُ "الاكاديمي" حسان دياب قراراً بالتوقُّفِ عن دفعِ سنداتِ اليوروبوندز، واعلنتْ وحدها ومَنْ دونِ تشاورٍ مع احدٍ افلاسَ لبنانَ،

وها نحنُ اليومَ ندفعُ ثمنَ هذا القرارِ المجنونِ الذي أخذنا الى الخرابِ.

قراراتُ الدعمِ العشوائيةُ منذُ سنواتٍ من الليرةِ الى الكهرباءِ الى المحروقاتِ، منْ دفعَ ثمنها غيرُ اللبنانيِّ المغلوبِ على امرهِ.

قرارُ تسييبِ الحدودِ على التهريبِ والنازحينَ واللاجئينَ، من أخذهُ ومَنْ يدفعُ ثمنهُ غيرُ اللبنانيِّ اليومَ؟

هلْ نذكرَّكمْ "فخامةَ" النجيبِ أنتمْ واسلافكمْ في السلطةِ التنفيذيةِ بالقراراتِ العشوائيةِ التي اخذتموها ودمَّرتْ البلادَ؟ وجعلتْ الناسَ تفكِّرُ مراتٍ عديدةً بالتقسيمِ وبالفدراليةِ،

كونُ قسمٍ كبيرٍ منها لا يُطبَّقُ إلاَّ عليهمْ، فيما البعضُ الآخرُ غيرُ معنيٍّ لا بالقوانينِ ولا بالتشريعاتِ ولا بالانظمةِ؟

الخفَّةُ التي تعاملتمْ بها "فخامةَ" النجيبِ فيها مع الامورِ،من صندوقِ النقدِ الدوليِّ، الى ودائعِ الناسِ الى القضاءِ الى المصارفِ الى رواتبِ الموظفينَ الى ادويةِ المرضى والاستشفاءِ الى حياةِ العناصرِ الامنيةِ وطبابتهمْ،

هلْ تُدركُ مخاطرها على كلِّ هؤلاءِ وعلى القطاعاتِ؟ سألناكَ بالامسِ الاستقالةَ والرحيلَ حتى عن تصريفِ الاعمالِ. قراراتكمْ تُخرِّبُ اكثرَ مِما تُصلحُ، ووجودكمْ يدمِّرُ اكثرَ مِما يبني..

اذهبْ الى حيثُ تأكلُ "اللحمَ" القادمَ من اليابان لكمْ ولحاشيتكمْ وإشبعوا حتى التخمةَ، فيما شعبُ لبنانَ يموتُ جوعاً.. لم يشهدْ تاريخُ لبنانَ خفَّةً وإجراماً كالخفَّةِ والاجرامِ اللذينِ تتعاملُ بهما هذهِ المنظومةُ مع الناسِ، ولعلَّ الآتي منها اعظمُ...

فكيفَ نسامحها؟

 

عقارب الساعات اللبنانية.. وأفاعيها

سناء الجاك/سكاي نيوز عربية/27 آذار/2023

مفاتيح التوقيت في لبنان تعرضت إلى عملية تخريب متعمدة، أدواتها التعصب الطائفي الذي يتمسك به فريق لا يستهان به من اللبنانيين ومن طوائف عابرة للهوية الوطنية ومتغلبة عليها، بإمرة قادة هذه الطوائف.. وعن سابق تصور وتصميم.

وهكذا قامت ساعة الصيف والشتاء اللبنانية ولم تقعد لتستفيق عقارب الجهل والتحريض. وكأنه كان يكفيها إيعاز رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بتسريب "دردشة" عفوية بينه وبين "صديقه" رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بشأن عدم الانتقال إلى التوقيت الصيفي إلا بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.

وبالطبع، تجاوب ميقاتي مع رغبة الصديق الصدوق، الحريص على إراحة صائمين لا يملكون الإمكانات ليفطروا حتى على بصلة، مع أنه يقفل مجلس النواب بوجه انتخاب رئيس للجمهورية، ويحول دون إعادة الانتظام إلى الحياة العامة والإدارات والمصارف والمدارس والجامعات.

وكأن الساعة كانت تنتظر قيامتها بفعل هذا القرار ليدق زعماء الطوائف نفيرهم وتلتحق الجيوش الالكترونية بفضاءاتها الافتراضية، فيتحول كل ما في البلد إلى مهزلة حقيقية تكشف عورات اجتماعية وأخلاقية خطيرة، من شأنها أن تدحض كل إدعاءات التغني بالعيش المشترك وقبول الآخر.

وقمة المهزلة هي في قدرة مؤسسات تربوية وإعلامية ومالية وحتى رسمية على التمرد حيال القرار العشوائي لرئيس الحكومة، وتصويره وكأنه سيطيح بالمصالح العامة والخاصة، واستخدامه لتبرير تقسيم مذهبي بغيض، في حين أنه كان من الأجدى بجميع المعترضين التمرد على الجرائم الموصوفة للطبقة السياسية التي حوّلت اللبنانيين إلى متسولين للخبز والدواء والعلم والأمان المعيشي والسياسي والأمني، والإطاحة بهذه الطبقة التي لم تترك للشعب إلا الهرب من الجحيم الوطني بالهجرة الشرعية وغير الشرعية أو الانتحار.

لكن المفاجئ والمهين هو استخدام الخصومة السياسية في كيديات تدميرية، وكأن القرار العشوائي المتعمد هو ما قسم البلد، أو كأن رفض القرار واستخدام لغة طائفية محمومة ومسمومة هي السبب، في حين أن ما هو موجود أصلا في النفوس هو ما انفجر أو كأن للتوقيت مذاهب تتقاسمها الجماعات اللبنانية.

فتغيير الساعة أو عدمه ليس المسألة، ولا يساهم في فداحة الأوضاع، بالتالي فإن اتهام فريق بعينه أنه قائد تيار التخلف لا يهدف إلى اللحاق بركب التطور، وإنما بتبرير الرغبة بتحطيم الجسور بين الجماعات الفاقدة مستقبلها والمتمسكة بانتماءاتها المذهبية والحزبية المنبثقة من الطوائف.

وبعيدا عن تصريحات المسؤولين غير المسؤولة وعن الغارات التي تشنها الجيوش الافتراضية، تستمر الطبقة السياسية في تهريب صفقات الفساد، وآخرها في مطار بيروت الدولي من خلال قرارات لم تخضع لقرار مجلس الوزراء ولتمحيص المؤسسات الرقابية على المال العام.

كذلك يستمر تجاهل تقرير صندوق النقد الدولي وتغييب أجراس الإنذار التي أطلقها بوضعه نقاط الحقائق الكارثية المرة، التي اصابت وستصيب لبنان، كونه "حالياً على مفترق دقيق، حيث بقي على مدى أكثر من ثلاث سنوات، يواجه أزمة منقطعة النظير، حيث أدى التخلخل الاقتصادي الحاد، والانخفاض البالغ في قيمة الليرة اللبنانية والتضخم غير المسبوق"، إلى أضرار فاقمتها حالة اللامبالاة وأطاحت بمتوسطي الدخل الذين انضموا إلى من هم دون مستوى خط الفقر.

وكان يفترض، ودائما وفق تقرير الصندوق، "على الحكومة ومجلس النواب والبنك المركزي سوياً، اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة، للتصدي للضعف المؤسسي والهيكلي طويل الأمد، لتحقيق الاستقرار للاقتصاد وتمهيد الطريق أمام تعاف قوي ومستدام..".

لكن ما يفترض أن يحصل ولم يحصل لتنهار إمكانات لبنان الاقتصادية على المدى الطويل، لم يستفز المواطنين كما استفزهم قرار التوقيت المشبوه ودود الفعل المشبوهة أكثر بشأن عقارب الساعة.. وأفاعيها.

 

لو كان باستطاعة صندوق النقد محاكمة المسؤولين.. فهل يفعل!؟

جورج شاهين/الجمهورية/27 آذار/2023

لم يتسبب الموقف الذي اعلنه رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى لبنان ارنيستو راميريز بأي ردّ فعل شعبي او رسمي يمكن التوقف عنده، فاللبنانيون بمختلف مستويات فهمهم، يعرفون انّ "لبنان في وضع خطير للغاية"، ويمكن لأي منهم ان يشرح لراميريز ما يعانونه من مآسٍ تتخطّى ما حذّر منه، ومعه أي مرجع أممي، ديبلوماسياً كان أم مالياً. وعليه، لماذا لم يستدرج هذا الموقف اي ردّ فعل استثنائي؟

 منذ ان انطلقت فكرة الاستعانة بصندوق النقد الدولي كمؤسسة دولية يمكن ان تقدّم تصنيفاً جديداً للبنان تعيد حضوره، ولو بالخطوات الاولى، في المجتمع الدولي على اكثر من مستوى ائتماني ومالي ونقدي واستثماري، تلاحقت المواقف التي تشهّر بسياسات الصندوق وتتجاهل إنجازاته. وتوقف المغرضون خصوصاً أمام سلسلة من التجارب الدولية التي خاضها في بعض الدول، والتي اعتُبرت «فاشلة»، متجنّبة الإشارة إلى الأسباب الفعلية التي قادت تلك التجارب لتكون قاصرة عن تحقيق أهدافها. ولم تلقِ الضوء عمداً، على المنظومات السياسية الحاكمة التي قادت مثل تلك التجارب إلى نوع من الفشل، وهو ما لم يكن في قدرة الصندوق تجاوزها، فأبحرت تلك المجتمعات في بحر الفشل وعُدّت من الدول المفلسة والمارقة.

وفي مواجهة منظومة اعلامية وسياسية وحزبية مؤثرة في بعض الأوساط الشعبية والحزبية اللبنانية، وتكتسب بعضاً من الصدقية، لم تنجح المساعي التي بُذلت لشرح مهمّة الصندوق. فهو لم يجبر أي دولة في العالم على القيام بما لا تستطيع فعله، ولم يقد اياً منها إلى ما لم يرتكز على حجم قدراتها، وما يرضي سلطاتها ومؤسساتها الدستورية وممثلي المجتمعات المدنية من مختلف القطاعات النقابية والاجتماعية والاقتصادية والمالية والاعلامية. ولم يقتنع كثر من اللبنانيين بأنّ الصندوق يشترط هذه الموافقة الشاملة على أي اقتراح او خطوة مطلوبة لدى مختلف شرائح المجتمع في أي دولة تستعين به، وقدرتها على الإيفاء بالتزاماتها من ضمن مِهل محدّدة يمكن تقديرها مسبقاً، وذلك من أجل الحصول على جواز عبور يوفّره للعودة من العزلة التجارية والاقتصادية والمالية إلى الأسواق المانحة المفتوحة.

وبعيداً من التجارب الدولية المتعددة الوجوه التي اختلفت بين تلك الناجحة التي تمكنت من إثبات صدقية الصندوق بعد اكتساب رضا هيئاته التقريرية، وتلك الفاشلة التي عجزت عن نيل شهادته المانحة، بقيت التجربة اللبنانية فريدة من نوعها، باعتراف عدد كبير من الخبراء والعاملين السابقين في الصندوق والمؤسسات المماثلة له، ومعهم عدد من الاختصاصيين المحايدين غير المنخرطين في منظومة السلطات المتنازعة، وهو ما ترجمه وفده المقيم في لبنان وكشفته البعثات التفقدية التي زارته، وآخرها بعثة راميريز.

وتأسيساً على هذه المعادلة التي لم تعد تخضع لأي تشكيك، قياساً على التجارب السابقة الممتدة منذ ما قبل توقيع الاتفاق الأولي على مستوى الموظفين في 9 نيسان من العام الماضي، الذي استعجله المسؤولون اللبنانيون قبل أشهر قليلة على نهاية العهد السابق، فإنّ ما اطلقه رئيس البعثة أول أمس من تصنيف للوضع في لبنان، لم يحمل اي جديد. فما يعانيه اللبنانيون فاق كل تصور، وبات الفشل في الأداء الحكومي والمجلسي على كل شفة ولسان، وهو امر لا يحمل جديداً يُنذر بحجم المخاطر التي حذّر منها رئيس البعثة في نهاية جولته الواسعة على مختلف السلطات الرسمية وغير الرسمية، من دون ان يستثني الهيئات الإقتصادية والاجهزة العسكرية والأمنية، وتلك التي عقدها مع مجموعة من الخبراء من مختلف القطاعات الناشطة في لبنان.

وإن توقف المراقبون أمام بعض الملاحظات، فانّ اشارة البعثة إلى عدم حصول أي تقدّم على مستوى «الإصلاحات في لبنان» ووصفها بـ «البطيئة للغاية»، فإنّه قدّم لها أسبابها، عندما تحدث عن «درجات تعقيد الموقف». فالجميع يدرك مع اقتراب الذكرى السنوية الاولى لحفلة توقيع الاتفاقية بالأحرف الأولى، والتي باتت على مسافة ايام لا تتعدى الأسبوعين للاتفاق، أنّ شيئاً لم يتقرّر. ومردّ ذلك ليس بسبب الشلل الذي اصاب العمل الحكومي بفعل العجز عن تشكيل حكومة جديدة، بعدما تحوّلت حكومة نهاية العهد «حكومة تصريف الاعمال»، تفتقد ثقة السلطة التشريعية منذ ان تسلّم المجلس النيابي الجديد مهماته في 22 ايار وحتى نهاية ولاية رئيس الجمهورية في 31 تشرين الأول العام الماضي، إلى ان دخلت مبتورة تخضع للتشكيك في شرعيتها في مرحلة خلو سدّة الرئاسة من شاغلها والتي اقتربت من ان تدخل شهرها الخامس نهاية الشهر الجاري.

وإلى هذه العوامل التي أفقدت مطلب الصندوق بالتعاطي مع مؤسسات تتمتع بكامل مواصفاتها الدستورية أهميته قبل ان يلزمها بأي اتفاق او مِهَل، فقد أنجز المجلس النيابي بعض القوانين المطلوبة بطريقة مجتزأة أفرغتها من مضامينها، فجمّد العمل بقانون السرّية المصرفية إلى مرحلة محدّدة عبرت من دون الإفادة من مفاعيلها، ووقّعت الحكومة عقداً للتدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان بمئات آلاف الدولارات ولم تُعرف نتائجه بعد، بما يوحي انّ صفقة ما قد عُقدت وانتهت مفاعيلها، وليس من حق أحد الإطلاع على نتائجها خوفاً من فقدان ما هدفت اليه، او عجزاً عن تحقيق المبتغى منها سياسياً.

ولا تقف الأمور عند حدّ الاستلشاق بما هو مطلوب، فقد أقرّ المجلس النيابي باعتراف بعثة الصندوق قانوناً مشوّهاً للسرّية المصرفية الذي اعتمد آلية تعجيزية تقرّ بدور للمتهم بإعطاء الإذن للتحقيق في حساباته ومصادر ثروته. وعجز بعد ثلاث سنوات من إصدار قانون «الكابيتال كونترول» في انتظار تهريب الأموال المشبوهة والمسروقة قبل التثبت من قانونيتها، وتلك التي انتقلت من المالية العامة إلى جيوب المسؤولين، وبعد تهريب رؤوس اموال اصحاب المصارف واعضاء مجالس إدارتها وأصحاب النفوذ الذي لا يُردّ. كما انّها لم تقدّم بعد قانوناً للتعافي الاقتصادي والمالي والنهوض بالقطاعات الحيوية وإعادة هيكلة القطاع المصرفي، بعدما تعدّدت المشاريع التي تحمي المرتكبين وتسطو على أموال المودعين وتنقذ ناهبي المال العام. كما تهدف إلى تجهيل الفاعل - المسؤول عمّا وصلت اليه البلاد. وهم ليسوا اشخاصاً في حدّ ذاتهم اياً كانت مسؤولياتهم، بمقدار ما هم من منظومة تتبادل الخدمات والمنافع، ولو من مواقع سياسية وحزبية وطائفية متقابلة، جمعتهم الرغبة في الإثراء غير المشروع والسطو على المال العام وعمليات النهب والسرقة المقوننة بشكل من الأشكال.

وإن توقف المراقبون امام النصيحة التي وجّهها وفد الصندوق للحكومة اللبنانية اول من امس، بالتوقف عن الاقتراض من المصرف المركزي، تكفي الإشارة إلى القرارات التي أفرغت صندوقه من الإحتياطي الإلزامي، في عملية حماية ودعم للمشتقات النفطية والأدوية والمواد الغذائية والقمح، من دون اي تصنيف دقيق يحاكي حاجات الناس من فئآت مهمّشة ومحدودة الدخل، وقدّمت المليارات إلى التجار الكبار والمستوردين، بعد التوقف عن الإيفاء بالتزامات لبنان الدولية تجاه ديونه الخارجية وحاملي سندات اليوروبوند بأرقام زهيدة لم تتخطَّ أولاها المستحقة في التاسع من أيار العام 2020 المليار ومئتي مليون دولار، فتبخّرت عشرات المليارات منذ اتخاذ ذلك القرار المشؤوم، وتلاحقت الانهيارات المالية وأسقطت المؤسسات المكلّفة بتصنيف الدول والمؤسسات موقع لبنان إلى أدنى المراتب التي لم تصل اليها أي دولة فاسدة أو مارقة في العالم.

هذا غيض من فيض، ومن المؤكّد انّ المقال لا يتسع لقراءة ما أراده وفد صندوق النقد من تحذيراته، ولو كان بقدرته، فهل كان سيحاكمهم؟ فقد ثبت انّ في لبنان من لا يهابه من بين المسؤولين ولا يسأل عمّا يريده، وهم مستمرون في غيّهم، يناقشون في جنس الملائكة، للاستمرار في مواقعهم اياً كانت النتائج المترتبة على سياساتهم، وقد تكون من مصلحتهم زيادة عدد الفقراء والمهاجرين - المهجّرين إلى اصقاع العالم.

 

حوار الرياض مع الحزب بإيحاء ايراني وشروط السعودية واضحة

صفاء درويش/الجمهورية/27 آذار/2023

للمرة الأولى منذ العام 2010، تبدو مؤشرات التسويات في الإقليم وازنةً أكثر من تلك الممهّدة لاشتعال وتصعيد وحروب. إعادة تسوية كل من ايران وسوريا اوضاعهما مع المملكة العربية السعودية، ووصول المفاوضات بين هذه الأطراف إلى إعادة فتح السفارتين السعوديتين في دمشق وطهران وكذلك السفارة الايرانية في الرياض، يعني أنّ المنطقة تتجّه بهدوء نحو الضوء الأزرق، بعدما ذُيّلت بلونٍ أحمر على الخريطة الحرارية العالمية للأحداث في الفترة الماضية.

 هذا المستجد لا بدّ له أن يحمل انعكاسًا على الحالة اللبنانية التي تأثرت في ما مضى بالسياسات الإيرانية في المنطقة، حيث ارتأت بعض الدول تجفيف منابع الدعم للدولة اللبنانية انطلاقًا من إشتراك «حزب الله» في السلطة فيها. علاوة على ذلك، كان لاشتراك الحزب في معارك تخطّت حدود سوريا، أثرًا بالغًا على العلاقة السعودية مع لبنان. من هنا، تبدو واضحةً الحاجة اللبنانية إلى تسوية العلاقة بين «حزب الله» والدول العربية، بعد فتح باب العلاقات السعودية ـ الايرانية، لعلّ ما أفسده الخلاف الاقليمي لبنانيًا، تحمل التسويات في الخارج حلولًا تجاهه.

في هذا الإطار، تشير المعلومات إلى أنّ التواصل السوري ـ العربي الذي حصل أخيرًا، حمل معه طرحًا سوريًا لتقريب وجهات النظر بين القيادة في المملكة العربية السعودية وقيادة «حزب الله». انطلاقًا من هنا وتبعًا لتطوّر الاقليم، أتى الردّ السعودي غير ممانع لاتخاذ خطوة كهذه، ولكنه لم يضعها ضمن إطار مغاير عن إطار التقارب مع إيران. المعلومات تضيف أنّ الجانب السعودي كان قد رفض في السابق وساطات للتفاوض الآحادي مع «حزب الله»، على قاعدة أنّ الدولة لا تفاوض المجموعات، وانّما تفاوض الدول. ولكن بعد التسوية بين الرياض وطهران كان لا بدّ من إنهاء لملفات عدة عالقة بينها الملف اليمني، حيث يبدو أنّ الجانب الإيراني قد أعطى الضوء الأخضر لتليين الموقف فيه، وصولًا إلى تسوية تريدها ايران أن تتمّ مع اليمنيين عن طريق «حزب الله» لا عن طريق الدولة الايرانية نفسها!

وبعيدًا عمّا تريده ايران، من الواضح أنّ الديبلوماسية السعودية هنا تتقن ما تفعل، وأنّ اعادة رسم مشهد المنطقة بقيادة ولي العهد الامير محمد بن سلمان هو هدف واضح ومنشود لا يقف عند التفاصيل، والملف اللبناني في هذا الإطار هو تفصيل التفصيل، ولا يمكن أن يؤخّر الاستراتيجية السعودية في الانتقال بالمنطقة من مرحلة نزاع وشلل إلى واقع اقتصادي جديد ومزدهر، باتت معالمه ملموسة في الداخل السعودي تنمويًا وتطويريًا، وهو الواقع الذي أرساه بن سلمان منذ وصوله.

وفي التفاصيل، تؤكّد المعلومات، انّ المساعي نجحت بإمكانية إجراء حوار ولو بعيدًا من العدسات، في إحدى العواصم العربية، هدفه تبريد حالة التوتر بين السعودية والحزب، وأنّ للسعودية شروطًا عدة أساسية للحوار، ابرزها إنهاء حالة التمرّد العسكري على حدود اليمن معها، إضافة إلى عدم إبقاء لبنان منصّة للهجوم السياسي والاعلامي عليها، وكذلك إيجاد صيغة في ما بعد تضبط الحدود اللبنانية مع سوريا. وتتكتم المصادر عن اجواء «حزب الله» في هذا الصدد تحديدًا، ولكن واقع الامور يقول في وضوح، إنّ القرار الايراني الاستراتيجي اليوم هو العمل على التهدئة في الاقليم، والاستفادة من الرغبة السعودية في دفع الخلافات جانبًا، بناءً على أولويات وضعتها قيادة المملكة ولم تساوم فيها حتى مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن، فكيف الحال في ما تبقّى من دول وجماعات في المنطقة؟

 

سيناريوهان بعد رحيل سلامة في تموز

ايفا ابي حيدر/الجمهورية/27 آذار/2023

تُطوى في نهاية شهر تموز المقبل حقبة رياض سلامة على رأس حاكمية مصرف لبنان. لكن، وفي ظل الشغور الرئاسي، هل يمكن لحكومة تصريف الاعمال ان تعّين حاكماً جديداً؟ وفي حال تعذّر ذلك، إلى من تؤول المسؤولية قانوناً؟ قد يكون لبنان في المرحلة المقبلة على موعد مع شغور اضافي في احد المراكز الأولى في الدولة، لأنّ مركز الحاكمية يصبح شاغراً اعتباراً من الاول من آب، في حال استمرت المراوحة السياسية في البلاد على حالها. وبعدما تأكّد تعذّر التمديد لسلامة الذي يشغل منصبه منذ العام 1993، ما هي السيناريوهات المطروحة لمرحلة ما بعد حقبة سلامة؟ من هم المرشحون لتولّي المنصب؟ ماذا لو رفض النائب الاول تولّي المنصب كما يروّج البعض؟ وما هي المواصفات المطلوبة في الحاكم الجديد؟ في السياق، يؤكّد نائب حاكم مصرف لبنان السابق غسان العيّاش، أنّه عند انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان في اليوم الأخير من شهر تمّوز المقبل، لن تقع مبدئياً أي مشكلة قانونية، ما لم يكن هناك من يخطّط لدفع البلاد دفعاً إلى مأزق خطير. وأوضح في حديث لـ «الجمهورية»، أنّ قانون النقد والتسليف يحدّد عدّة طرق لحلول حاكم جديد مكان الحاكم الذي تنتهي ولايته. الطريقة الأسهل والأقصر والأفضل هي اجتماع مجلس الوزراء حتى في ظلّ حكومة تصريف الأعمال، لتعيين حاكم جديد مكان الحاكم الذي انتهت ولايته. وهذا التعيين ممكن في أي وقت من الآن وحتى نهاية شهر تمّوز، على أن ينصّ قرار التعيين، على أنّ ولاية الحاكم الجديد تبدأ في بداية شهر آب 2023 منعاً لأي فراغ وتلافياً أيضاً لتعيين حاكم جديد قبل نهاية ولاية الحاكم الحالي، مّما يعني إقالة الحاكم. لأنّ ذلك يتطلب إجراءات وشروطاً نصّت عليها المادّة 19 من القانون المذكور التي ورد فيها: «لا يمكن إقالة الحاكم من وظيفته الّا لعجز صحي مثبت بحسب الاصول، او لإخلال بواجبات وظيفته، في ما عناه الفصل الاول من الباب الثالث من قانون العقوبات، او لمخالفة احكام الباب 20، او لخطأ فادح في تسيير الاعمال».

إذاً، يفترض أن يجتمع مجلس الوزراء لتعيين حاكم جديد قبل نهاية تمّوز المقبل، فإذا لم يحصل ذلك يحلّ النائب الأوّل للحاكم تلقائياً محلّ الحاكم دون حاجة لأي إجراء إذ نصّت المادّة 25 على أنّه «بحال شغور منصب الحاكم، يتولّى نائب الحاكم الاول مهام الحاكم ريثما يُعيّن حاكم جديد». فإذا استقال نائب الحاكم الأوّل حتى لا يتولّى هذه المسؤولية بناءً لعدم رغبة الثنائي الشيعي بتولّي مسؤولية إدارة النقد في هذه الظروف المتفجّرة، يمكن أن يتولّى المسؤولية نائب الحاكم الثاني استناداً إلى المادّة 27 التي جاء فيها «بحال غياب الحاكم او تعذّر وجوده يحلّ محله نائب الحاكم الاول، وبحال التعذر على الاول فنائب الحاكم الثاني، وذلك وفقاً للشروط التي يحدّدها الحاكم»، مع العلم أنّ هذه المادّة تتعلق بغياب الحاكم أو نائبه الأول، ولا تتعلق بشغور الموقع.

وتابع العياش: «إذا سُدّت كل هذه الأبواب في نفس الوقت، ولم يُعيّن حاكم جديد وتعذّر تسليم الحاكمية لأحد نائبيه، وكما أشرنا، يكون ذلك وليد رغبة في مكان ما لتعطيل مصرف لبنان أسوة بتعطيل رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب. وفي هذه الحالة ستسود فوضى كبيرة في سوق النقد وفي المجال المصرفي، لأنّ لا أحد يستطيع الحلول محلّ مصرف لبنان في الوظائف التي أناطها به قانون لنقد والتسليف. هذا الاحتمال يشبه «نهاية العالم»، ويكشف نيّة شيطانية لتصفية الجمهورية اللبنانية».

ورداً على سؤال، أكّد العياش أنّه من الناحية القانونية الصرف لا فرق بين تعيين حاكم لمصرف لبنان بوجود رئيس الجمهورية وبين تعيين الحاكم من قِبل حكومة تتولّى صلاحيات الرئيس بسبب شغور الرئاسة. لكن من ناحية جوهرية، هناك فرق كبير، فمن الأفضل أن يأتي تعيين الحاكم كخطوة أولى في عهد جديد، وضمن خطّة أو تصوّر شامل للعهد لطريقة إنقاذ لبنان من مشاكله النقدية والمصرفية وإعادة بناء الاقتصاد وتوليد النموّ وإحياء القطاعات الاقتصادية المنهارة. ورأى العياش، أنّ تعيين الحاكم الجديد قبل انتخاب الرئيس هو خطوة قانونية محمودة ومطلوبة، أما تعيين الحاكم في ظلّ رئيس فعلي لرئاسة الجمهورية فهو بداية خطة وطنية شاملة للإنقاذ. وبما أنّ حديث المواصفات يغلب على حديث انتخاب رئيس للجمهورية، فعلينا أن نهتم أيضاً بمواصفات الحاكم الجديد لمصرف لبنان. وشدّد العياش على انّ الثقة بالبلد، أي بلد، ومستقبله واقتصاده من قِبل السلطات المالية الدولية والأسواق المحلية والخارجية، مرهونة إلى حدّ بعيد بالثقة بمصرفه المركزي وبحاكمه. المعارك الأخيرة حول مصرف لبنان، على تنوّعها، هشّمت الثقة بالمصرف، وبات ملحّاً اختيار حاكم يتمتّع بالثقة الداخلية والخارجية، ويتميّز بالأخلاق والشفافية والعلم وقوّة الشخصية والقدرة على مواجهة السلطة السياسية عندما تملي على المصرف المركزي تعليمات مناقضة لمصلحة البلد.

 

مشقّة العيش بين إسرائيل وإيران

أيمن جزيني/أساس ميديا/الإثنين 27 آذار 2023

ما من مشقّة تكابدها المنطقة العربية أصعب من العيش بين دولتين: إسرائيل وإيران. كلتاهما تحملان أحلاماً توسّعية. الاثنتان دولتان دينيّتان، وهو ما يجعلهما تغلّبان الإيديولوجية على السياسة.

العدوّان المتكاملان

نعم إسرائيل وإيران عدوّان متكاملان. أي تلتقي عداوتهما في نقطة واحدة: تشتغلان على "المدى الحيوي" نفسه، وهو بالتعريف: "كلّ الدول العربية".

- إسرائيل تحكمها القلنسوة. تراوح بين "إسرائيل الكبرى" وبين وصية ديفيد بن غوريون: "لا إسرائيل بدون القدس، ولا قدس من دون الهيكل". وهو ما يعني إمعاناً في تبديد وإسقاط حقّ من حقوق الشعب الفلسطيني. وكذلك انتهاك "مُقدّس" يمسّ المسيحيين والمسلمين.

- إيران تديرها العمائم. وترتبط مذهبياً بجماعات أهلية صغرى على مساحة العالم العربي. وهي راحت تغذّي نسق تلك الجماعات بالإيديولوجية، فتسبّبت بتوتّرات أمنية أصابت الكُلّ العربي.

- استراتيجية الدولتين مهجوسة بالتحكّم والسيطرة. كلتاهما ألغتا التنوّع وجعلتا المواطنين درجات. الكيان الإسرائيلي محكوم بالإيمان اليهودي والعقيدة الصهيونية. جمهورية الملالي تُقسّم الناس وفق معيارين: المذهب الشيعي والقومية الفارسية. وفي الحالين توزّعت الخسائر على الدول العربية بشراً وموارد.

ما من مشقّة تكابدها المنطقة العربية أصعب من العيش بين دولتين: إسرائيل وإيران. كلتاهما تحملان أحلاماً توسّعية

لم تترك تل أبيب دولة جوار عربية إلا وأصلَتها حروباً واجتياحات، والأمثلة تبدأ من فلسطين، فالأردن، مصر، سوريا، ولبنان. حلّقت طائراتها إلى العراق وضربته. بلغت أيضاً تونس فاغتالت القائد الفلسطيني أبا جهاد مُطلق "الانتفاضة" الأولى. وما لم تبلغه حرباً في الدول العربية الأخرى نفّذته عبر "مجموعات الضغط" اليهودية والصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا. لكنّ كلّ هذا أبقى الدول العربية قائمة، وعلى الرغم من تنويعاتها وتقسيم بعضها إلى "تقدّمية" و"رجعية". وما لم ينجح في فعله الكيان الإسرائيلي تكفّلت به طهران.

إيران لم تترك سبيلاً إلا وسلكته لتصديع الدول على أساس مذهبي وأقلّوي، والأمثلة تشمل لبنان، سوريا، العراق، واليمن، إضافة إلى أذرع جديدة لها راحت تنمو في غزة والضفة الغربية. ومن لم تستطع إدراكه ذهبت إليه ترويعاً وإرهاباً وتأليباً. هكذا حصل في السعودية والبحرين والكويت. قبل كلّ هذا وبعده، فهي تحتلّ ثلاث جزر إماراتية.

القتل والكراهية

الدولتان تحترفان القتال بالهويّات وبثّ الكراهيات:

- إسرائيل يحكمها أشدّ اليمين تطرّفاً. لغة هذا الفريق اليوم تستعيد ماضياً بدأ مع "مؤتمر هرتزل" وصولاً إلى بدايات التأسيس على أرض فلسطين. القتل المجاني والعبثي ضدّ الفلسطينيين يستمرّ بلا هوادة. حتى "عرب 48" يتمّ التعامل معهم على أساس هويّتهم، وهو ما يجعلهم مواطنين درجة عاشرة. واقع كهذا يجعلها دولة بشعوب كثيرة: يهود، إسرائيليين علمانيين، فلسطينيين ودروزاً.

- إيران على مثال إسرائيل: دستورها نصّ على "الإيمان الشيعي" بوصفه الهويّة. أهملت ما فيها من يهود ومسيحيين وعرب سُنّة. وهذا ما يجعل الكلام عن "شعوب إيرانية" صائباً ومحقّاً. القرار النهائي عند المرشد ومعه "الحرس الثوري". هيكلية الدولة من رئيس إلى حكومة بلا فاعليّة تُذكر في الاستراتيجيا، كما في اليوميات.

تجارب الرؤساء الإيرانيّين

الشيخ حسن روحاني والسيد محمد خاتمي وحتى المتطرّف محمود أحمدي نجاد أثبتوا أنّ مؤسسة الرئاسة الإيرانية بلا فاعلية، قياساً إلى الحرس الثوري والمرشد. محاولات هاشمي رفسنجاني رئيساً للجمهورية ثمّ لمصلحة تشخيص النظام، كانت بالغة الدلالة على من هو الحاكم الفعلي في الجمهورية الفارسية. كلّ هؤلاء حاولوا خلق استقرار ما مع المملكة العربية السعودية التي زاروها وأغدقوا الوعود بتحقيق "سلم" واحترام سيادة الدول. لكنّ شيئاً لم يتحقّق. روحاني ومعه وزير خارجيته جواد ظريف حاولا إعادة الوصل مع العالم، لكنّ قرار الخامنئي ومعه "حرسه الثوري" كان المضيّ في تصديع العالم العربي.

الأصدق إنباء في معاينة إيران هو قراءة تاريخها. الشاه لم يكن أقلّ سوءاً يوم راح يتوسّع في الخليج بعد الانسحاب البريطاني. الفاقع كان في سعي الخميني إلى السيطرة والتدخّل في مكة. عندما لم يفلح عام 1986 استدار ليمسك القضية الفلسطينية المرمية على الأرض العربية معلناً يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان "يوماً للقدس". وريثه الخامنئي لم يكن أقلّ فظاظة يوم وعد "المؤمنين" باسترجاع أرض الحرمين.

إيران لم تترك سبيلاً إلا وسلكته لتصديع الدول على أساس مذهبي وأقلّوي، والأمثلة تشمل لبنان، سوريا، العراق، واليمن

مستودعات أسلحة وميليشيات

إسرائيل لم تتغيّر منذ نشأتها حتى أواخر عشرينيات القرن الحالي. ازدادت عدوانية وتعصّباً مجنوناً بعدما أُقرّ قانون "دولة الأمّة اليهودية". إيران باقية أيضاً على حالها ما لم تسحب قواتها وتوقف تدخّلاتها وتتنبّه إلى مذهبيّتها ومراعاة الأقلّية. وسيبقى اسمها دولة احتلال ما لم تعترف بالأحواز ولم تنسحب من الجزر الإماراتية الثلاث.

في وضع كهذا يبقى أنّ أسوأ الأسوأ هو الركون إلى إسرائيل وإيران في صنع استقرار المنطقة العربية. هذه مسؤولية الدول العربية قبل أن تكون مسؤولية الدول الكبرى.

"الإبراهيمية" والتطبيع لم يقدّما شيئاً في وقف تحويل إسرائيل إلى مستودع أسلحة. أمّا إيران فلن تتخلّى عن "استثماراتها الأمنية والعسكرية" في الميليشيات منذ ثمانينيات القرن الماضي يوم أنشأت أول معسكر تدريب في لبنان العربي الهويّة والانتماء.

للعلم الديانة الإبراهيمية هي التي أقرّت لليهود بحقّهم بالأرض الفلسطينية.

انتفاضة الشعبين

الخبر السارّ الوحيد عن الدولتين هو تحرّك الرأي العامّ في داخلهما ضدّ سياسات النظامين للمطالبة بدولة حقيقية. وحده الرأي العام قادر على إحداث تغيير فعليّ يضبط أخطار هاتين الرقعتين الجغرافيّتين.

الرأي العام الإسرائيلي مدعوّ للتمسّك بالقضاء المستقلّ والدولة الحديثة التي تحكمها أيضاً القوانين الدولية، فهما اللذان يوقفان آلة الموت المُسلّطة على الفلسطينيين. وكما تحرّك من أجل الانسحاب من غزّة وجنين وأجزاء من الضفة إثر الانتفاضة الأولى، صار مأمولاً منه أن يقرّ بحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.

أمّا الرأي العامّ الإيراني الذي انطلق في أروع ثورة: "المرأة، الحياة، الحرّية"، فإنّ الآمال معقودة عليه لتحطيم النظام القائم الذي استثمر طويلاً في طغيان تخلّف "العمائم"، ولإعادة إيران إلى إيران وبشروط الدولة الحديثة.

من دون ذلك سيبقى العيش بين هاتين الدولتين مشقّةً ما بعدها مشقّة.

لمتابعة الكاتب على تويتر: jezzini_ayman@

 

السوريون بين غضب الطبيعة وتداعيات الصراع

فايز سارة/الشرق الأوسط/27 آذار/2023

سجل غضب الطبيعة، في الشهرين الماضيين، اثنين من أشد فصوله عتواً وكارثية على السوريين. ففي فبراير (شباط) الماضي، ضرب زلزال وسط شرق الأناضول، مركزه ولاية مرعش 11 ولاية تركية، ثم امتد باتجاه شمال وغرب سوريا، واجتاحت هزاته حلب وريفها وإدلب وريفها، ووصلت إلى اللاذقية وطرطوس وأنحاء سورية أخرى في جوار تلك المحافظات، وأوقع الزلزال خسائر فادحة بالسوريين من الناحيتين البشرية والمادية، ما جعل تلك الخسائر من أشد ما أصاب السوريين في الـ12 عاماً قسوة.

وقبل أن يتمكن السوريون من لملمة جراحهم وإحصاء خسائر الزلزال ونتائجه، ضربت موجات من السيول والفيضانات مناطق شرق جنوب الأناضول التركية، وامتدت إلى مناطق شمال وشرق سوريا، فأصابت إلى مناطق يسكنها سوريون في تركيا، مدناً وأريافاً ومخيمات النازحين في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، وامتدت إلى مناطق تجاورها، ومثل كارثة الزلزال، أصابت السيول السوريين في مناطق انتشارهم في مناطق شرق جنوب الأناضول وشمال شرق سوريا، فقتل وأصيب وفقد عشرات، ولحقت أضرار واسعة بالمناطق السكنية والزراعية التي اجتاحتها السيول، خاصة مناطق زراعة الحبوب في شمال شرق سوريا، التي تنتج الكميات الأساسية من القمح الذي يشكل المادة الغذائية الرئيسية لغالبية السوريين.

ومما يزيد أثر كارثة السيول، أنها جاءت بالتزامن مع تقارير منظمات دولية، تحدثت عن تراجع الموسم الزراعي، خاصة لجهة الزراعات الغذائية وأبرزها موسم الحبوب نتيجة انحباس الأمطار في الزراعات البعلية، ونقص تدفق مياه الأنهار، خصوصاً نهري الفرات ودجلة نتيجة قلة الأمطار من جهة وقيام تركيا بزيادة التخزين في سدود شرق الأناضول، وتراجع مساحات الأراضي المزروعة، مما سيؤدي - إضافة إلى عوامل أخرى - إلى حدوث مجاعة، أبرز تجلياتها انضمام نحو ثلاثة ملايين إلى أكثر من 12 مليوناً، يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائي.

وإذا كان حضور تأثير الطبيعة ظاهراً في الكوارث الثلاث، التي حدثت وتتواصل في الأشهر الأولى من عام 2023، فمن غير الممكن عزل نتائجها عما حصل في سنوات الصراع والمستمرة منذ مارس (آذار) 2011، خصوصاً أن الكوارث أصابت القسم الأكبر من السكان، ومدت تأثيرها إلى تجمعات السوريين في تركيا التي تضم أكبر عدد من السوريين ومعظمهم يقيم في المناطق التي شهدت الزلزال والسيول.

إن الأبرز في تأثير الصراع على ما حدث من كوارث طبيعية، أنه فاقم من نتائجها، خصوصاً ما أصاب السوريين من خسائر بشرية ومادية، وإذا كان من الصعب الدخول في تناول البيئات المحيطة وتفاصيلها، فإن من الصعب أيضاً الدخول في تفاصيل ومجريات ما حدث ونتائجه، وللسببين معاً، يمكن الاكتفاء بإشارات سريعة، تبين كيف عمقت تداعيات الصراع نتائج الكوارث، وجعلتها أكثر أثراً وأشد وطأة على السوريين في مناطقهم المختلفة.

أدت سنوات الصراع الطويل إلى إضعاف قدرات السوريين وتدهور أوضاعهم في كل المجالات، وعلى صعيد الإدارة مثلاً لم تعد لديهم إدارة واحدة، بل إدارات، وغالباً ما ظهرت إدارات داخل كل واحدة، محكومة بتوازنات وخلافات آيديولوجية وسياسية، بل دينية - طائفية، الأمر الذي عزز في بعض جوانبه حالة الفساد الإداري والمالي والفشل، التي تعصف بالإدارات القائمة لدى سلطات الأمر الواقع، وتدفع إلى تناقض سياساتها.

وبطبيعة الحال، فإن واقع الإدارة وثيق الصلة بحالة المؤسسات، حيث لم تعد هناك مؤسسات موحدة، وكل منطقة أقامت ما تشاء من مؤسسات وفق رؤيتها وخبرتها، وحتى المؤسسات ذات التخصصات الواحدة، تمايزت في تفاصيلها في التبعية الإدارية وفي المهمات وغير ذلك، وافتقدت في كل الأحوال أي مستوى من التواصل والاتصال فيما بينها رغم الاهتمامات والأهداف المعلنة المشتركة.

إن الأثر المباشر لضعف القدرات في مجال الإدارة والمؤسسات وما فيهما من أمراض الفساد والمحسوبية وخضوعها إلى اعتبارات، تتجاوز مهمات الإدارات والمؤسسات والعاملين فيهما إلى حد العبث، وعلى سبيل المثال، فإن الإدارات في مناطق الأمر الواقع الثلاث كانت فاشلة ومؤسساتها فاشلة أيضاً، وعجزت سلطة الأسد وسلطة الشمال الغربي عن إدارة المساعدات وإيصالها للمستحقين في مناطقها، وفي وقت عجزت الحكومة المؤقتة عن إدخال المساعدات من المعابر مع تركيا إلا بعد أيام من الزلزال، فإن حواجزها منعت دخول مساعدات مقدمة من مناطق شرق الفرات، وظهر أن بعض المساعدات العربية، التي تسلمتها الحكومة السورية، سُرقت وتسربت إلى الأسواق وتباع للمستهلكين، وعجزت الإدارات والمؤسسات في سلطة شرق الفرات عن مواجهة السيول والفيضانات في مناطقها، وفي تقديم مساعدة جدية للمتضررين.

الأهم مما سبق في موضوع الإدارة والمؤسسات، هو غياب شبه مطلق لأي إدارة أو مؤسسة سورية في التعامل مع المتضررين السوريين الذين قارب عددهم مليونين في الولايات التركية التي أصابها الزلزال، والتي شهدت سيولاً وفيضانات، ولأن كانت الحكومة التركية، لا تقبل ولا تشجع حضوراً سورياً مستقلاً فمن غير المؤكد أنها كانت سترفض مساعدة مؤسسات سورية في جهودها حتى لو كانت رمزية.

وفي واقع إدارتي شمال غرب وشمال شرق على ما بينهما من تمايز واختلاف، جسّد فشل الجميع في القيام بواجب إنساني قبل أن يكون واجباً وطنياً مرتبطاً بالنسبة لكل منهم بحسابات وحساسيات واعتبارات سياسية، وكله بخلاف ما ظهر من تفاعل إيجابي من سوريين في مختلف المناطق التي أصابها الزلزال، حيث نُظمت حملات من المساعدة الإيثارية من مختلف المناطق السورية باتجاه المناطق المتضررة، ونُظمت فرق من ناشطين ومن جماعات مدنية وأهلية لعبت دوراً في مساعدة الأهالي على مواجهة الكارثة ونتائجها.

غير أن الأهم والمفاجئ في موضوع الاستجابة في مواجهة الزلزال، كان دور وجهد فرق الدفاع المدني السوري المعروفة باسم الخوذ البيضاء، التي كانت تشكلت قبل سنوات في الشمال الغربي، وسعت إلى مد وجودها وجهدها إلى المناطق الأخرى، لكن قوى السيطرة هناك منعتها، وتتألف «الخوذ البيضاء» من ثلاثة آلاف متطوع بينهم وجود رمزي للسوريات، ومهمتهم الأساسية القيام بأعمال إنقاذ ومساعدة محدودة، لكنها ومع الزلزال تحولت إلى قوة الإنقاذ الرئيسية، حيث استغلت كل طاقاتها الإنسانية الهائلة وتقنياتها المتواضعة بل الضعيفة، لتسجل أهم حضور سوري في مواجهة الزلزال.

خلاصة القول في موضوعنا، أن غضب الطبيعة وكوارثها المختلفة، يمكن أن تكون أقل أو أكثر في نتائجها طبقاً لوضع البيئة المحيطة، والأسوأ هو ما أحاط بالكارثتين الأخيرتين، وهو ما يمكن أن يجعل القحط والمجاعة الظاهرين في الأفق أسوأ أيضاً، ليس فقط بسبب ما تركه الصراع من وقائع مادية في الحياة، بل بما خلفه من سلطات وإدارات ومؤسسات عاجزة وفاشلة وفاسدة رغم كل ادعاءاتها، فيما استطاع قليل من المؤسسات والأشخاص السوريين تأكيد القدرة على صنع ما هو مختلف في مواجهة الكوارث.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي اتصل بميقاتي واكدا ان "المدخل الأساسي لانتظام عمل المؤسسات الدستورية انتخاب رئيس للجمهورية"

وطنية/27 آذار/2023

أبدى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي،خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، "ارتياحه للقرار الذي صدر عن جلسة مجلس الوزراء في شأن العودة إلى التوقيت الصيفي". وأكد الراعي أن "لبنان يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة إلى المزيد من القرارات الحكيمة التي توحد اللبنانيين وتبعد كل أشكال الانقسام بينهم". وشددا على "ضرورة تجاوز أي اختلاف في وجهات النظر بروح وطنية جامعة، بعيدا من كل معيار طائفي أو فئوي". وجددا تأكيد "عدم إعطاء موضوع التوقيت الصيفي أي بعد طائفي أو فئوي". كما توافقا على أن "المدخل الاساسي لانتظام عمل المؤسسات الدستورية هو انتخاب رئيس للجمهورية". ودعوا "كل القوى المعنية بهذا الاستحقاق إلى مضاعفة جهودها لاتمامه في أسرع ما يمكن".

 

مجلس الوزراء: التوقيت الصيفي انطلاقا من ليل الاربعاء- الخميس

المركزية/27 آذار/2023

قرر مجلس الوزراء العودة الى التوقيت الصيفي ابتداء من ليل الاربعاء الخميس. وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي رأس جلسة لمجلس الوزراء خصصت للبحث في ملف التوقيت وشارك فيها نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي، ووزراء المالية يوسف الخليل، الأشغال العامة والنقل علي حميه، الشباب والرياضة جورج كلاس، شؤون التنمية الادارية نجلا الرياشي، الصحة فراس الأبيض، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، الداخلية والبلديات بسام مولوي، الإعلام زياد مكاري، التربية عباس الحلبي، الاتصالات جوني القرم، الصناعة جورج بوشكيان، العمل مصطفى بيرم، الثقافة محمد وسام المرتضى، البيئة ناصر ياسين، المدير العام للقصر الجمهوري انطوان شقير والامين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية . وأشار ميقاتي بعد الجلسة في مؤتمرٍ صحافي إلى أنه منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون وأنا أجاهد مع ثلة من الوزراء والجيش والقوى الأمنية كافة والجنود المجهولين من الموظفين في الإدارت العامة للحفاظ على هيكل الدولة اللبنانية التي إذا ما انهارت يصبح صعبًا جدًا إعادة تكوينها. ميقاتي قال: "لم أكن يومًا من هواة التحدي والمناكفة ولم أكن يومًا من هواة التعدي على مقامات ومرجعيات دينية او زمنية والتطاول عليها ولم أكن يوماً الا صاحب رغبة وارادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة اخراجها من العتمة والعوز والعزلة، وللأسباب الآنفة كان قراري بالدعوة الى عقد جلسات لمجلس الوزراء في الفترة الزمنية الماضية وكل القرارات التي اتخذت جاءت بدورها لتأمين سير المرافق العامة وللتخفيف عن الناس قدر الامكان". وقرر العدول عن قراره واعتماده التوقيت الصيفي ابتداءً من ليل الأربعاء الخميس مضيفاً: "مجلس الوزراء قرّر الابقاء على قرار مجلس الوزراء رقم 5 تاريخ 20-8-1998 باعتماد توقيت صيفي وشتوي من دون اي تعديل في الوقت الحاضر".

الكلمة كاملةً: وجاء في الكلمة التي ألقاها ميقاتي: "منذ نهاية ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، 

وأنا أجاهد وأكافح مع ثلة من الوزراء والجيش والقوى الامنية كافة والجنود المجهولين من الموظفين في الإدارت العامة للحفاظ على هيكل الدولة اللبنانية التي إذا ما انهارت يصبح صعبًا جدًا إعادة تكوينها. لم أكن يومًا من هواة التحدي والمناكفة. لم اكن يومًا من هواة التعدي على مقامات ومرجعيات دينية او زمنية والتطاول عليها. لم اكن يومًا الا صاحب رغبة وارادة في الحفاظ على البلاد ومحاولة اخراجها من العتمة والعوز والعزلة".

أضاف: "للاسباب الانفة كان قراري بالدعوة الى عقد جلسات لمجلس الوزراء في الفترة الزمنية الماضية. كل القرارات التي اتخذت جاءت بدورها لتأمين سير المرافق العامة وللتخفيف عن الناس قدر الامكان، في زمن عز فيه حسّ المسؤولية الجامعة عن بلد  كان ولا يزال الاجمل والنموذج الارقى في نظري ونظر الكثير من اللبنانيين . استمرار العمل بالتوقيت الشتوي حتى نهاية شهر رمضان الذي تشاورت بشانه مع رئيس مجلس النواب، سبقته اجتماعات مكثفة على مدى أشهر بمشاركة وزراء ومعنيين.

هذا القرار كان الهدف منه إراحة الصائمين خلال شهر رمضان لساعة من الزمن من دون ان يسبب ذلك اي ضرر لأي مكوّن لبناني اخر، علما أن هذا القرار إتخذ مرارا في السابق.

 فجأة، من خارج السياق الطبيعي والاداري البحت، إعتبر البعض القرار تحديا له واعطاه بعدا لم أكن اتصوره يوما، لكني قطعًا لم اتخذ قرارًا ذا بعد طائفي او مذهبي. وما كان قرارٌ كهذا يستوجب كل هذه الردود الطائفية البغيضة والتي دفعتني لأتساءل عن جدوى الاستمرار في تحمل المسؤولية عمن عجز عن تحملها بنفسه، واقصد هنا النخبة السياسة التي اتفقت على كل رفض وسلبية لهذا المرشح او ذاك لرئاسة الجمهورية، وعجزت حتى عن وضع قائمة اسماء مرشحين للرئاسة للبدء بالعملية الانتخابية".

وتابع: "لنكن واضحين ليست المشكلة ساعة شتوية او صيفية تم تمديد العمل بها لأقل من شهر انما المشكلة الفراغ في الموقع الاول في الجمهورية، ومن موقعي كرئيس للحكومة لا اتحمل اي مسؤولية عن هذا الفراغ بل تتحمله القيادات السياسية والروحية المعنية وبالدرجة الأولى الكتل النيابية كافة تلك التي فضّت النصاب خلال 11 جلسة  انتخاب سابقًا، وتلك التي تعهدت بعدم تأمينه في جلسات لاحقة من دون ان تتفق على مرشح يواجه مرشح الفريق الآخر.  امام هذا الاستعصاء، وامام الدفع لجعل رئاسة الحكومة المسؤول الاول عما آلت اليه البلاد، قررت دعوة مجلس الوزراء اليوم لعرض ما سبق وورد في مذكرتي تاريخ 23 الجاري، بوجوب عرض الموضوع على مجلس الوزراء، وكان نقاش  هادئ، حيث أبدى كل وزير رأيه وقرر المجلس الابقاء على قرار مجلس الوزراء رقم 5 تاريخ 20-8-1998 باعتماد توقيت صيفي وشتوي من دون اي تعديل في الوقت الحاضر، ويبدأ التوقيت الجديد منتصف ليل الاربعاء- الخميس المقبل لاننا اضطررنا ان نأخذ فترة 48 لمعالجة بعض الامور التقنية بموجب المذكرة السابقة، فاعطينا وقتا لاعادة تعديلها".  وقال ميقاتي: "اليوم حللنا مشكلة واحدة لمواجهة الضخ الطائفي واسكاته، لكنني اضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية في حماية السلم الأهلي والاقتصاد الوطني وعمل المرافق العامة. من هنا  ادعو الجميع لإنتخاب رئيس جديد للبلاد وتأليف حكومة جديدة من دون ابطاء. لقد تحملت ما ناءت تحته الجبال من اتهامات واضاليل وافتراءات، وصمدت وعانيت بصمت غير اني اليوم اضع الجميع امام مسؤولياتهم. إن كرة النار اصبحت جمرة حارقة، فإما نتحملها جميعا وإما نتوقف عن رمي التهم والالفاظ المشينة بحق ببعضنا البعض. أسهل ما يمكن أن اقوم به هو الاعتكاف عن جمع مجلس الوزراء، واصعب ما اقوم به هو الاستمرار في تحمّل المسؤولية. حقا انني أمثل جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم، ولكنني ايضا أمثّل مكوّنا وطنيا أساسيا في الحكم وأعتز بذلك .كونوا على يقين أن الطائفة السنية ما كانت يومًا الا وطنية بالمعنى الشمولي وحافظت عبر التاريخ على وحدة البلاد والمؤسسات وعملت، عبر نخبها وقياداتها، على صياغة مشاريع وطنية لا طائفية منذ الاستقلال وتحملت إغتيال مفتيها ورؤساء حكوماتها ورجال دينها وسياسييها لأسباب وطنية بحتة وثمن ولائهم للبنان الواحد الموحد ولخطابهم الوطني اللاطائفي.

رغم ذلك لم تخرج عن ثوابتها في العيش الواحد بين جميع اللبنانيين، بل كانت ولا تزال وستبقى أم الصبي التي تمارس الفعل الوطني اللاطائفي على الدوام. وهنا أقول للبنانيين جميعا إن لكل انسان قدرته على التحمّل، اما قدرتي فهي قيد النفاد.  الى الصائمين أقول للصيام أجره عند الله، والله وحده من يجزي الصائمين، عسى ان تكون هذه الساعة في ميزان حسناتكم وسيكون ثوابكم مضاعفا في قبول صيامكم وصونكم وحدة وطنكم". وختم ميقاتي: "أخيرا، ليتحمل الجميع مسؤولياتهم في الخروج مما يعانيه اللبنانيون، فالمسؤولية مشتركة ولا يمكن، ومن غير العدل أن تلقى على عاتق شخص أو مؤسسة ويقف الآخرون متفرجين او مزايدين. اللهم اشهد اني عملت ما في وسعي فلا تكلفني ما لا طاقة لي به .اللهم اشهد اني قد بلغت. اللهم اشهد اني قد بلغت".

 

بخاري من الصيفي: واثقون بإرادة الشعب اللبناني وقدرته على النهوض الجميل: الخفة في التعاطي مع الأمور أوقعت البلد في انقسام

وطنية/27 آذار/2023

التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، في بيت الكتائب المركزي، في الصيفي، السفير السعودي وليد بخاري، يرافقه الملحق العسكري في السفارة فواز بن مساعد المطيري. وحضر اللقاء النائب الدكتور سليم الصايغ، رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الدكتور ميشال أبو عبد الله، ومنسق العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبدالله. وأفاد المكتب الإعلامي في الكتائب أن "اللقاء المطول تناول آخر المستجدات في المنطقة ولبنان، لا سيما الملف الرئاسي، حيث جرى تشديد على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن على أن يكون قادراً على مواكبة المرحلة التي يمر فيها لبنان وينكب على معالجة  كل الملفات لإخراج البلد من أزماته وفك عزلته عن العالم".

بخاري وأعرب بخاري عن ثقته "بتطلعات الشعب اللبناني وإرادته في الخروج من الأزمات، لا سيما أن لبنان عودنا على مناعته تجاه الأزمات وقدرته على النهوض منها".

الجميل

وبعد اللقاء، اعتبر رئيس الكتائب أن "الخفة في التعاطي مع الأمور وعدم احترام المؤسسات والدستور والقوانين وغياب الوعي اللازم لنتائج القرارات التي تتخذ، جرت البلد إلى توترات وأدت إلى خلق حال انقسام نحن في غنى عنها، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته من جر البلد إلى هذا المكان، وليس من قام بردة فعل". وقال: "إن الأجدى أن نضع أنفسنا في حال استنفار لإنقاذ لبنان واللبنانيين، بدل التلهي بسخافات  ليست سوى نموذج عن كوارث أكبر أوقعتنا فيها الخفة في التعاطي مع الملفات، ومنها الملف الاقتصادي الذي يديره أشخاص لا يفهمون في الموضوع". وأشار إلى أن "الأولوية يجب أن تنصب على قراءة ما صدر عن مندوبي صندوق النقد الدولي والتحذيرات التي أطلقوها حول فظاعة الكارثة الاقتصادية المستمرة كأنه لا يكفي أن نكون وصلنا إلى قعر الهاوية، بل نقوم بالحفر لنقع أكثر"، مؤكدا "الحاجة إلى شخصيات تملك الرؤية الضرورية لإنقاذ لبنان". وقال: "نحن اليوم ندق ناقوس الخطر، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والذهاب فورا إلى انتخاب رئيس للجمهورية يكون حقيقة قادرا على جمع اللبنانيين وإنقاذ لبنان، وهذا يحتاج إلى مؤسسات، وتلك لا يمكن أن تتفعل، إلا بانتخاب رئيس للجمهورية عبر دورات انتخاب متتالية، وأن يخفف الجميع من طموحاته في السيطرة على البلد وفرض وجهة نظره وأصدقائه وحلفائه على اللبنانيين، والانتقال إلى البحث الجدي في شخصيات تستطيع أن تجمع اللبنانيين وتكون في الوقت عينه متمسكة بسيادة لبنان واستقلاله، ولديها الاستعداد للغوص في كل الإصلاحات المطلوبة اقتصاديا أو سياسيا".

وردا على سؤال عن آثار الاتفاق السعودي – الإيراني، قال الجميل: "سنقوم بما فيه مصلحة بلدنا بمعزل عن أي تطورات في المنطقة أو العالم. وكما أشار سعادة السفير السعودي أكثر من مرة إلى أن بلاده حريصة على سيادة لبنان واستقلاله،  شرط أن نتحمل مسؤولية إنقاذ بلدنا، فنرحب بكل ما يتلاقى مع مصلحة بلدنا وأن نكون محصنين تجاه ما يضر به".  وعن موضوع الانتخابات البلدية، قال: "لا حاجة إلى جلسة لمجلس النواب لإجرائها، فالحكومة تملك أكثر من مصدر لتمويلها وكلفتها 8 ملايين دولار من دون العودة إلى مجلس النواب، وما رمي الكرة في ملعب المجلس إلا ذر الرماد في العيون".

 

لقاء سيدة الجبل دان التحريض الطائفي: نرفض قرار تأخير تقديم الساعة خلافا لقرار مجلس الوزراء

وطنية/27 آذار/2023

 أعلن لقاء سيدة الجبل رفضه "القرار الذي اتخذه رئيسا البرلمان والحكومة بتأخير تقديم الساعة شهراً إضافياً خلافاً لقرار مجلس الوزراء الصادر في 1998 والذي قضى بتقديم الساعة في آخر سبت من آذار". وقال في بيان، إثر اجتماع عقده إلكترونيا: "برز ثلاثة أنواع من الإعتراض على هذا القرار:

الأول مبدئي رفضاً للطريقة الإرتجالية في إدارة الدولة من خارج المنطق الدستوري والوطني والحسّ السليم وهو ما أظهره بالصوت والصورة إجتماع الرئيسين برّي وميقاتي. والثاني إعتراض عملي متعلّق بارتباط دورات العمل المحلية بالمواقيت العربية والدولية، وبالأخص محطات التلفزة والمطار، لاسيّما أنّ القرار صدر قبل 48 ساعة من الموعد المحدد ما خلق اختلالاً في هذه المصالح.

وهذان اعتراضان عقلانيان يؤيدهما اللقاء.

أما الاعتراض الثالث فمثّلته قيادات سياسية ودينية مأزومة ركبت موجة الانقسام الطائفي حول القرار وصبّت الزيت على النار واستغلت الأمر لشدّ عصب جمهورها". وإذ دان اللقاء "بشدّة التحريض الطائفي الحاصل"، أكد أن "ما جرى ليس خلافاً على تقديم الساعة من عدمه، بل يدلّ على عجز القيادات السياسية عن تقديم حلول للأزمات السياسية والاقتصادية الكبرى التي يتخبط بها لبنان وبالأخص أزمة رئاسة الجمهورية، ولذلك فهي تستغلّ أي حادثة من هذا النوع للهروب إلى الأمام والتنصّل من مسؤولياتها عن الأزمة". وختم: "أمام هذا الوضع الداخلي المتفجّر والخطير وأمام تتالي التطوّرات السياسية والعسكرية في المنطقة ما يجعلها تنام على شيء وتفيق على شيء آخر، فإنّ المطلوب أن يتمسكّ اللبنانيون بالدستور وقرارات الشرعية الدولية والعربية وأن يتوحدوا بجميع طوائفهم وفئاتهم حول مطلب وحيد هو رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان. فإمّا يكون الزمن اللبناني جزءاً من الزمن العربي والدولي وإمّا يكون جزءاً من الزمن الإيراني الذي تدور عقارب ساعته بخلاف ساعة العالم".يذكر أن الاجتماع عقد بمشاركة: أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أمين محمد بشير، أنطوان اندراوس، إيصال صالح، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حُسن عبّود، حبيب خوري، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنّير، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق ونبيل يزبك.

 

قاووق من زبقين: قرار انتخاب الرئيس لن يكون إلاّ قراراً لبنانياً

وطنية/27 آذار/2023

 شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله "الشيخ نبيل قاووق على أن "الانهيار الذي نشهده، يستوجب الاستنفار الدائم لتوفير المعالجة لا لمزيد من التأزيم". واكد خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة زبقين الجنوبية، أن" أولويتنا إيقاف الانهيار وأولوية الآخرين توظيفه واستثماره تناغماً مع العقوبات الأميركية على حساب شعبهم ولقمة عيشه". ورأى أن" لبنان لم يعد قادراً على تحمل المزيد من المراهنات والمغامرات غير المحسوبة".وأكد  أننا "نريد رئيساً يحمل مشروع توافق، ويريدون رئيساً مشروع فتنة بين اللبنانيين"، مضيفاً أن "انتظار الخارج من أجل انتخاب الرئيس ليس سوى مضيعة للوقت في الزمن الصعب"، مؤكداً أن "قرار انتخاب الرئيس لن يكون إلاّ قراراً لبنانياً أولاً وثانياً وعاشراً". وأشار إلى أن "المنطقة تدخل في مسارات وتحوّلات استراتيجية جديدة نتيجة التقارب مع سوريا وإيران، وعلينا أن نواكب هذا التحوّل لكي لا نبقى خارج المسار". وختم الشيخ قاووق بالقول :"إن مصالح لبنان تقتضي أن يكون لبنان أول المبادرين لتحسين وتطوير العلاقات مع سوريا".

 

رسالة من قبلان للراعي والمسيحيين: لبنان ينتظركم

 الوكالة الوطنية للإعلام/27 آذار/2023

وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان نداء إلى “البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والاخوة المسيحيين”، جاء فيه: “لأن البلد على عتبة أسوأ خراب أقول لغبطة البطريرك الراعي والزعامات المسيحية الشريكة بهذا البلد: هناك شيء غير مفهوم أبداً، وكأن لبنان مقاطعات ودويلات وكانتونات على طريقة “نحن وأنتم” وسط كارثة تطحن وجود الدولة والشراكة الوطنية وهناك من يريد طحنها عمداً وسط إصرار مريب على تعطيل جلسات تشريع الضرورة الوطنية بمجلس النواب بخلفية بوق ينادي بوقتين وساعتين وشارعين وإصرار غير مفهوم أبداً على نسف أي فعالية لحكومة تصريف الأعمال على قاعدة ميثاقية “نحن لا أنتم” رغم أن هذه الثنائية التقسيمية تعني نهاية لبنان ولا وجود لها إلا ببعض الرؤوس الحامية، كل ذلك توازياً مع دعاية مقصودة وخطيرة عن لبنان وإعادة توزيع السلطة واللامركزية والتعدد الثقافي الكياني وغير ذلك، بالإضافة إلى وضع سيف التعطيل الطائفي والنزعة الشخصية المقيتة على عنق مجلس النواب بخلفية سد الأبواب ونحر الجواب وترك لبنان على خشبة الفتنة ومنع أي طريق إنقاذي لهذا البلد الممدد للذبح، والأنكى أن بعض أهله يعمل على نحره جهاراً نهارا”.

وتابع: “لذلك أقول للبطريرك الراعي والأخوة المسيحيين: ما يجري يزيد من هدم الدولة وينحر الوحدة الوطنية ويضع لبنان على سكة حرب أهلية ويأخذ الشوارع نحو صدام يذكرنا ببوسطة عين الرمانة لا سمح الله. من هنا أقول للشعب اللبناني وللتاريخ كبراءة ذمة أمام الله والناس: لبنان انتهى أو كاد، ومن ينحره أهله، واللعبة الدولية المحلية تريد صلبه مشحّطاً بدمه، والمفتاح بيد بعض شركاء هذا البلد والتسوية تنتظرهم، وللأسف البعض يريد لبنان ممزقاً على صورة كانتونات تتذابح.

فهل المطلوب ترك لبنان لخرائط اللعبة الدولية المحلية التي تشحذ خناجرها وتدمغ خرائطها بالدم، وهل يجوز أن تتصدر بعض الأصوات الطائفية خطاب التمرد على السلطة المنهكة والمهددة بالتفكك بخلفية التعامل مع لبنان كمقاطعات أو كانتونات على طريقة “لنا ولكم” توازياً مع نزعة متعمدة تعمل عليها بعض الجهات لنسف الشراكة الوطنية وهدم بقية الدولة، أم المطلوب إعادة تكوين سياسي بألوان وثقافات شديدة الانفصال والانفجار”.

وقال: “للتاريخ ولشعب هذا البلد: نحن أشد تمسّكاً بالشراكة الوطنية والدفاع عنها والتضحية لأجلها، والقضايا المسيحية الوطنية هي نفس القضايا الإسلامية الوطنية، والشراكة الوطنية من صميمها بل على رأسها، لذلك أقول للشركاء بهذا البلد: لبنان لا يقبل ولا يستطيع ولا يمكنه الانقسام أو التوزيع أو التقسيم والتفكيك وأي لعبة كانتونات يعني حتماً حرب أهلية وكارثة لا سابق لها بتاريخ لبنان، وخراب سوريا وباقي دول المنطقة شاهد عيان، والكوارث الطامّة بطريقها إلينا إن لم تبادر زعامات هذا البلد وبالأخص الزعامات المسيحية وغبطة البطريرك الراعي سريعاً لإنقاذ لبنان من أخطر مذبحة وخراب وتعطيل سياسي غير مفهوم أبداً، والتبرير ممنوع، وإلقاء المسؤوليات جزافاً نحر للبنان، والإمعان بالقطيعة يعني القبول بتمزيق البلد، والخطاب الطائفي أسوأ نار، والشارع ملتهب، والدولة بلا موارد، وجيوش المخابرات الدولية تملأ لبنان، والقطاع الصحي الاجتماعي والأسواق أشبه بحرب، واللعبة الدولية المحلية محمومة جداً، والمستور ظاهر، والبروفات مكشوفة، والخرائط القذرة على الطاولة، ولدينا معلومات وتفاصيل وتفاصيل التفاصيل عن سيناريوهات خطيرة جداً، وجميع هذه التفاصيل خطيرة على المسلم والمسيحي وشراكة البلد ووجود الدولة وبقائها، والأرض والواقع والبوق الإعلامي والخطاب السياسي والتقارير المؤكدة والشحن الطائفي والتمرد غير المفهوم يصب بخانتها”.

وقال: “ليس من مصلحة المسيحيين والمسلمين منع التسوية الرئاسية وهدم مشروع الدولة ونحر الشراكة الوطنية ومقاطعة مجلس النواب وتعطيل مجلس الوزراء والتعامل مع انتخاب رئيس الجمهورية بنزعة “غالب ومغلوب”، والقضية أكبر من ساعتين ووقتين وشغور مركز رئاسي، والخطورة بالغة ولبنان على جمر، ومشروع الدولة مصلوب، والجحيم على الأبواب، والألغام بكل ناحية، والفتنة تتجوَّل، وفتيل المذبحة الوطنية يتغذَّى بالنار الطائفية والخرائط الدولية، وواشنطن تاجر دم، والإسرائيلي موجود بقوة، والأوروبي يريد لبنان مستودع موتى ولاجئين، واللعبة الدولية الإقليمية مغامرة قذرة ليست بصالح أحد في هذا البلد، وحين يقع الدم لا متاريس ولا سواتر تنجي هذا البلد من أم الكوارث وطاحونة المقابر”.

وأضاف: “والثابت بضرورة التاريخ والأرض وواقع الحاجة الوطنية هو التالي: لا متاريس، ولا تقسيم ولا دويلات، والضرورة الوطنية تلزم اللبنانيين بضرورة حماية مشروع الدولة وإنقاذه من أي فتنة دولية محلية مهما كان الثمن، والإسرائيلي والأميركي وجماعات إقليمية دولية لا يجيدون إلاَّ لعبة الخراب، وأوكرانيا خير دليل على ذلك”. وتابع: “فيا غبطة البطريرك وأيها الأخوة المسيحيون، لبنان ينتظركم، وإخراج البلد من كارثة التعطيل السياسي وسرطان القطيعة ينتظركم، وأم الكوارث بطريقها إلينا بل باتت بيننا، والتسوية الرئاسية المقبولة وطنياً تنتظركم، والقطيعة قطع للبنان، والتقسيم تفجير، والطائفية تدمير، والرؤوس الحامية أسوأ خطر على لبنان وشراكته الوطنية، والإصرار على “نحن وأنتم” هدم لآخر حجارة هذا البلد المطوّق بسكاكين العالم، فالعجل العجل لأن لبنان يقوم بوحدته الإسلامية المسيحية وشراكته الوطنية وإلا اشتعلت نار المذابح، وخيانة لبنان خيانة للرب ولشعب هذا البلد المنهك، فتداركوا لأن اللعبة الدولية وأوكار السفارات وسواتر مفوضية اللاجئين وجماعة الخرائط باتوا بالعلن، ولبنان على مفترق أخطر طريق على الإطلاق، ولا ينجينا من هذه الفتنة الصماء العمياء إلا تسوية رئاسية وطنية وتضامن وطني واسع بحجم إنقاذ لبنان، والخطر كل الخطر يكمن ببعض الرؤوس الحامية التي تعتقد أن مزيداً من القطيعة السياسية ومنع التسوية الرئاسية يعني تمزيق لبنان على طريقة الكانتونات رغم أن ذلك يضع لبنان بقلب الخراب. حمى الله لبنان من فتنة أهله لأن نار الخراب تلوح بالأفق”.

 

عفو شقيق زينب زعيتر عن قاتلها.. والحاضر يعلم الغائب

زهراء م.الديراني/المدن/27 آذار/2023

الحاضر في جريمة قتل زينب زعيتر، الزوجة والأم لثلاثة أطفال، هو صورة يتيمة لها، وحادثة مروية عن مصادر وشهود عيان، وشقيق يعفو عن زوجها القاتل.. والغائب، حكماً، هو الرواية الرسمية، وبيان القبض على القاتل واخضاعه للمحاسبة، وأصوات النساء المعنيات بالجريمة: أُمّ الضحية، شقيقاتها، رواية عائلتها، صوتها.. أي تفصيل آخر يبدد الالتباس. لا صوت آخر في الرواية المكتومة. وحده صوت الشقيق، ورجال العشيرة، وصورتهم لحظة افتتاح المقهى مرة أخرى، يظهر من الحادثة. صوت عائلتها مكتوم، تماماً كما كان صوتها قبل تنفيذ حكم الإعدام بها، بعشر رصاصات، فجّرت إحداها رأس زينب وعينها.

 ليتصور اللبنانيون انقلاب الرواية. ماذا لو ظهرت زينب زعيتر مع صديقاتها وجيرانها من النساء في فيديو يعلن فيه على الملأ، أنهن نفّذن "حكم القتل" بالزوج، وطالبن في الختام بإنهاء القضية، بدلاً من شقيقها وأصدقائه وجيرانه من الرجال؟

من الطبيعي أن يكون مقطعاً مصوراً كهذا صادماً، فالنساء في منظوماتنا الاجتماعية والثقافية لسن عادةً القاتلات، وبالطبع لن يعلنّ عن جريمتهن أو موافقتهن على جريمة نالت من روح فرد من عائلتهن.

سيبدو الأمر صادماً ومستهجناً وقبل كل شيء خارجاً عن المألوف، بل ستُلاحق النساء الظاهرات في الفيديو، بتُهم لا تقف عند التشجيع على القتل، وحماية القاتل(ة)، بل تتعداها إلى تشويه صورة النساء والعائلة والمجتمع اللبناني.

لكن انقلاب الأدوار في لبنان غير متاح. في مجتمع ذكوري، يعلو فيه صوت القبيلة فقط، ظهر شقيق زينب زعيتر في فيديو، مع أصدقائه وأقربائه في منطقة الشويفات في بيروت، ليعلنوا حكماً رجالياً صارماً بانتهاء قضية مقتل زينب على يد زوجها المتواري عن الأنظار. وفي الفيديو يبرّئون القاتل ويثنون على جريمته، وكأنهم يدعون الرجال كلهم إلى حذو حذوه، هو الذي يجب أن يمشي "ورأسه مرفوعة"، كما قالوا.  جاء الفيديو المصور بكاميرا هاتف ذكي، معلناً وبوضوح وبأصوات جهورية، عن مشهدين متكاملين: أولهما طاغٍ، وهو تغليب منطق القتل كقصاص يستند إلى تبريرات تبدأ بالشرف وتنتهي بالعشيرة، وهو منطق يتساوق مع ما نشهده من انسحابٍ للدولة وقوانينها وشرعيتها من المجال العام، ومن الخاص عندما يقتضي الأمر.  وثانيهما خفي، حاضر بغيابه وتخفيه هذه الدولة، وهو مشهد النساء، الضحايا منهن أو الناجيات، بأصواتهن وبتعابير وجوههنّ وحركات أياديهن، وقبل كل شيء ما يمكن لهنّ أن يعلنّه عن آرائهن ومواقفهن ومعاناتهن في مجتمع لم يكفّ يوماً عن إسكاتهن وإخفاء ملامحهن. يحتل الرجال في بلادنا مساحات السياسة والاقتصاد والريادة.. فبات من الطبيعي أن يحتلوا شاشات الهواتف وفضاءات الإعلام والتواصل الاجتماعي، بغض النظر عمّا يرتكبونه.

وصار من السهل على من يشبه شقيق زينب أن "يسوّق" لفعلته، وقد يجد بين مستخدمي/ات منصات التواصل الاجتماعي مَن يوافق على منطقه (قيل له أنها خانته فغسل شرفه بقتلها!). يبرر له ويعطيه الأعذار، لاسيما عندما يجد هذا المنطق تبريراً مدعّماً بمقولات يحنّ إليها الكثيرون اليوم بمواجهة ثقافة حقوقية جرت شيطنتها بحجة أنها مستوردة وغربية ولا تلائم مجتمعاتنا العربية التقليدية.

ربما رغب الظاهرون في الفيديو في استعادة صورة مُنادي الوالي، ذلك الرجل الذي شاعت مهنته قديماً، فكان إعلاميّ الحاكم الذي يُطلع الناس على أوامره وآخر الأخبار والمستجدات، فيطوف شوارع المدينة أو القرية بما لديه من أخبار، خاتماً بعبارة "الحاضر يعلم الغائب".

وللمفارقة يبدأ فيديو زعيتر بهذه العبارة، لكنها لا تكون هي نفسها الأخيرة. وكأن المنادي أيقن أن غائباً ما لن يصله هذا الفيديو. وربما تكون زينب هي هذا الغائب الأوحد.

وهكذا جمع فيديو الاعتراف "العلني"، بين ما يبدو للوهلة الأولى تناقضاً، بين القبيلة والتكنولوجيا، بين الفحولة و"التمدن" في الهيئة واللباس. لكن التناقض الظاهري هذا، سرعان ما يستحيل توافقاً في مجتمع لم يستطع الانتقال إلى عصر جديد، وتثقل كاهله موروثات يلجأ إليها لتبرير عنفه كأداة وحيدة لإثبات ما في مخيلته من فحولة وقوة. وفيديو حسونة زعيتر وأصدقائه، يثبت أن الحدود اللبنانية بين الريف والمدينة شديدة الالتباس: فإذا كنّا نتوقع تباينات اجتماعية وثقافية بين الريف والمدينة، فالفيديو ألغى توقعاتنا، أو على الأقل خفّضها، وأثبت واقعاً اجتماعياً هو في جوهره ترييفٌ حقيقي لمدينة متخيّلة. وبموازاة هذا الترييف تغييبٌ إضافي لنساءٍ كان من المفترض أن تكون المدينة ملاذاً لهن. لكن ما أبداه الفيديو جعل من هذا الافتراض وهماً. هكذا وقعنا نحن مشاهدي/ات الفيديو على خسارتين: الأولى زينب بالصوت والصورة، وهي تقول ما تريد وتصرخ مطالبةً بالعدالة. والثانية هي أيضاً زينب المدينة التي تحمي حقها وحقنا في الحياة.

"هذا الموضوع مُنتهٍ". تكاد تكون هذه العبارة الواردة في الفيديو، والتي تردد صدى مقولة "عفا الله عما مضى"، تكثيفاً لمنطق السلطات الطائفية والعشائرية والذكورية الرجعية المتكلة على فوقيةٍ واستعلاء و"هيبة" تتغذى على أجساد مَن لا حول ولا قوة ولا صورة له، وبالأخص النساء.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28 آذار/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116937/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1729/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 27/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116940/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-27-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/