المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 04 آذار/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.march04.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده/حِينَئِذٍ دَعَاهُ سَيِّدُهُ وقَالَ لَهُ: أَيُّهَا العَبْدُ الشِّرِّير، لَقَدْ أَعْفَيْتُكَ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الدَّيْن، لأَنَّكَ تَوَسَّلْتَ إِليَّ. أَمَا كَانَ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ رَفيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

الياس بجاني/كل قطعان أصحاب شركات الأحزاب متل بعضن

الياس بجاني/الذكرى السنوية للبطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون

الياس بجاني/ فيديو ونص/تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة من موقع هنا لبنان

رابط فيديو مقابلة من الخبير المالي غسان العياش من تلفزيون الجديد

رابط فيديو مقابلة مع النائب شربل مارون من موقع سبوت شوت

رابط فيديو مقابلة مع النائب ميشال المر من موقع سبوت شوط

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي اسعد بشارة من موقع دي ان أي

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 آذار 2023

مقدمات نشرات الاخبار السائية ليوم الجمعة 3/3/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لبنان بأخطر مراحله: أقل من حرب وأسوأ من "طلاق"/منير الربيع/المدن

كيف تتجنب وسائل الإعلام الرقمية التابعة للمقاومة عمليات الاستيلاء على نطاقاتها وحجبها/رانو حسن/معهد واشنطن

ريفي من معراب: لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر ولن نقبل سوى برئيس سيادي انقاذي اصلاحي

ملف انفجار مرفأ بيروت نحو التدويل

الياس البيسري مديرًا للأمن العام

من يورّط الجيش؟

"فقّاعة" العدد و"فزّاعة" المثالثة

اللواء ابراهيم من "الوظيفة"... إلى "الدَور"

برّي رئاسياً: اللعب على المكشوف

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن ادرجت 6 شخصيات روسية على لائحة العقوبات

مباحثات إسرائيلية ـ أميركية مع اقتراب النووي الإيراني من «الخط الأحمر» و{البنتاغون} يعمل على خطة طارئة للحرب ضد طهران

إيران محور محادثات رئيس أركان الجيش الأميركي في تل أبيب ويريد أن يعرف كيف سيحارب الإسرائيليون خارجياً وهم في «حرب داخلية»

غروسي في إيران لزيادة عمليات التفتيش النووي بعد اقتراب طهران من عتبة صنع قنبلة نووية

أكثر من 40 إصابة في أحدث «هجمات السمّ» على مدارس البنات الإيرانية والسلطات أوقفت 4 أشخاص بتهمة تعنيف والدة طالبة

رئيسي يلوم {الأعداء} في قضية التسمم... ومطالب دولية بالتحقيق

إصابة 21 طالبة جامعية في إيران... وإمام جمعة زاهدان ربطها بقمع الاحتجاجات

واشنطن تضيف شركات إيرانية إلى لوائح العقوبات

السجينات الإيرانيات يرفضن الاستسلام

الكرملين حذر من إرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا قبل لقاء بايدن وشولتس

قائد مجموعة فاغنر الروسية: مدينة باخموت الأوكرانية "محاصرة عملياً"

لافروف: روسيا تعتمد في سياسة الطاقة على شركاء موثوقين مثل الصين والهند ولكن ليس الغرب

خيرسون: الوحدات الأوكرانية تواصل قصف البنية التحتية المدنية

باخموت تشتعل... وأوديسا تترقب هجوماً روسياً

بايدن وشولتز يبحثان منفردين في لقاء بالبيت الأبيض مستقبل الحرب في أوكرانيا

واشنطن تفرض عقوبات على مساعد وزير العدل الروسي وقضاة بسبب توقيف المعارض فلاديمير كارا مورزا بتهمة «نشر معلومات كاذبة» حول النزاع في أوكرانيا

زيلينسكي: لا بد أن تتحمل روسيا مسؤولية الحرب

هجوم داخل روسيا يُمهّد لتصعيد المواجهة وموسكو تلوّح بـ«رد حاسم»... وكييف تنفي صلتها

روسيا والصين تحبطان بياناً لـ«العشرين» يدين الحرب وبلينكن وفيصل بن فرحان اتفقا على تكثيف مساعي السلم العالمي

رسالة بايدن وشولتز لروسيا: سندعم أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاق الطائف طُبِّق عكسه: قانون انتخاب عصري، مجلس شيوخ، استقلال القضاء، حرية الزواج المدني، هيئة الغاء الطائفية، تطبيق قانون الإثراء غير المشروع/المحامي عبد الحميد الأحدب

لعنة موسى الشامي... المقتلة الأخلاقية!/نبيل بومنصف/النهار

ماذا يُحضّر «السياسي» عباس ابراهيم؟/عماد مرمل/الجمهورية

الانهيار دخل مرحلة مفصلية: الدولة تتفكَّك!/طوني عيسى/الجمهورية

هذا ما تريده واشنطن... من الإستحقاق الرئاسي وتوابعه/كلير شكر/نداء الوطن

برّي: مرشحنا فرنجية ومرشّحهم تجربة أنبوبية! لا تكرار لتجربة  ميشال سليمان وتعديل الدستور متعذّر لترشيح قائد الجيش/نقولا ناصيف/ألأخبار

تعويم الأحزاب على أنقاض الاعتراض الشعبي/هيام القصيفي/الأخبار

سلطان باشا الأطرش وأدهم خنجر | غدر فرنسا وتلفيق بعض الإعلام التلفزيونيّ/ريم منصور سلطان الأطرش/الأخبار

قصّة 3 معاونين سابقين و3 مسارات مسدودة: هل ينقذ عون وجعجع الحزب؟/جان عزيز/أساس ميديا

"حقنة" صيرفة لن تدوم طويلاً: الدولار سيجنّ مجدّداً/عماد الشدياق/أساس ميديا

السُّنّة مهدّدون كعرب 48.. فهل من حريري آخر؟/خالد البوّاب/أساس ميديا

لرئيس يفهم العالم.. ولا يمثّل إيران/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

مكيال الترسيم: قمحٌ أم ترسيم؟/خديجة حكيم/الجمهورية

«الحشد» والركوب على زلزال سوريا/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

إيران... زمن الاختراق والغموض الأميركي/إميل أمين/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بيان "هام جدا" من جمعيى المصارف بشأن الإضراب

قيومجيان: إذا فهمت تغريدتي كإساءة دينية فأنا اعتذر لأن ليس هذا المقصود بتاتا

رعد: نريد لشعبنا ان يعيش عزيزا وان يتقوى ببعضه يتعاون مع بعضه من دون ان يكون لأحد منة عليه

مقتل لبناني بـ10 رصاصات أمام طفله في أوستراليا!

المفتي قبلان: البلد "مكانك راوح" في أزماته وتعطيل الدولة و تشريع الضرورة أسوأ خيانة وطنية

نواف سلام حاضر عن الطائف: الاصلاحات المالية يصعب أن تعطي ثمارها ما لم تترافق مع إصلاحات سياسية طال انتظارها

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم

إنجيل القدّيس مرقس11/من19حتى25/:"لَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا. فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!». فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم»."

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/من هم الياجوج والماجوج في الأساطير وفي الدينات المسيحية والإسلامية واليهودية؟

Who Are The Gog and Magog

https://eliasbejjaninews.com/archives/71490/%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%ac%d9%88%d8%ac-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%ac%d9%88%d8%ac-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b7%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%81%d9%8a/

كثيراً ما نقرأ مفردات ومسميات وتشبيهات بالياجوج والماجوج.. فمن هم هؤلاء وأين هو موطنهم وما هو تاريخيهم؟ وهل هم خرافة أم حقيقة. في اسفل بعض المعلومات عنهم وهي مأخوذة من الكتب السماوية ومن دراسات تتعلق بهم.

 

كل قطعان أصحاب شركات الأحزاب متل بعضن

الياس بجاني/03 آذار/2023

*ما في اختلاف ولا فرق بين قطعان أصحاب شركات الأحزاب بلبنان. كلن ويعني كلن اغبياء وجهلة ومربوطين بحبال ذل التبعية والصنمية

*حزب الله والملالي ويلي بيشد ع مشدون لا يفهمون غير لغة القوة وكل من ينادي بالحوار معهم أو يثق بهم هو إما أهبل أو جبان أو ذمي مأجور

 

الياس بجاني: الذكرى السنوية للبطريرك الماروني الأول مار يوحنا مارون:/Saint Youhana Maroun’s Annual Rememberance Day

جمع وتنسيق/الياس بجاني

القديس مار يوحنا مارون، أو بطاركة الموارنة

بقلم/الفيلسوف والمؤرخ فؤاد أفرام البستاني

من كتاب معاني الأيام

https://eliasbejjaninews.com/archives/62913/saint-youhana-maroun-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84-%d9%85%d8%a7%d8%b1-%d9%8a%d9%88%d8%ad%d9%86%d8%a7/

تخص الكنيسة المارونية اليوم الثاني من شهر آذار كل سنة لأول بطاركتها القديس يوحنا مارون. وخلاصة الأبحاث في هذا القديس أنه ولد في قرية سروم في منطقة السويدية، قرب انطاكية، على العاصي، في النصف الأول من القرن السابع، ونشأ في أسرة مسيحية تقية. كان اسم أبيه اغاتون، وأمه أنوهامية.

 

فيديو ونص/تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

الياس بجاني/أحد شفاء الأبرص/من أرشيف سنة 2014

https://eliasbejjaninews.com/archives/36696/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-17/

بالصوت والنص/الياس بجاني: سؤال المؤمن اليوم لنفسه

لمن أعطيت مفتاح قلبي: لله أم للخطيئة ؟ للمحبّة أم للبغض؟ للصفح أم للغفران؟...أَلا تَعْلَمُونَ أَنَّكُم عِنْدَمَا تَجْعَلُونَ أَنْفُسَكُم عَبيدًا لأَحَدٍ فَتُطيعُونَهُ، تَكُونُونَ عَبيدًا للَّذي تُطيعُونَه

Don’t you know that to whom you present yourselves as servants to obedience, his servants you are whom you obey

 

فيديو ونص/تأملات إيمانية في عّبر ومفاهيم عجيبة شفاء الأبرص

الياس بجاني/أحد شفاء الأبرص

https://www.youtube.com/watch?v=D-JHcdLU3m8

25 شباط/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي علي حمادة من موقع هنا لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=NMDyUvDg3lA

هل أجاب الصحافي علي حمادة على السؤال الذي دفع شقيقه مروان الى مغادرة الاستديو؟

 

رابط فيديو مقابلة من الخبير المالي غسان العياش من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=hdpwQ7NyGG8

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب شربل مارون من موقع سبوت شوت

https://www.youtube.com/watch?v=tEwgWtWtSBE

كلامٌ خطير لـ شربل مارون عن تحقيقات المصارف و"مخطّط التوطين"... وتحذير من "اجتياح"!

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب ميشال المر من موقع سبوت شوط

https://www.youtube.com/watch?v=JQyxpFXCHug

"الرئيس قبل آخر الصيف"... ميشال المر يكشف عن خطوات "هامّة" ويتحدّى: نحن جاهزون!

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي اسعد بشارة من موقع دي ان أي

https://www.youtube.com/watch?v=045RXkhcHfU

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 3 آذار 2023

وطنية/03 آذار/2023

النهار

لوحظ أن الهدوء يسود المعركة البلدية بعدما بات حصولها مستحيلاً الى عدم حماسة السياسيين والنواب لإجرائها في الظروف الراهنة.

قبل ان ينفي احد المراجع كلاما منسوبا اليه كانت محطة تلفزيونية تابعة له قد تبنت الكلام وكررته في نشراتها ومواجزها.

قال رئيس كتلة نيابية ممانعة عن حليف له انه غير محاصر بالعقوبات من جراء تحالفاته السياسية بل من جراء ملف فساد فحواه وضع اليد على املاك سيدة اميركية لبنانية رفعت دعاوى ضده.

الجمهورية

فوجئ وزير بأنّ شقيقه الذي كلّفه رئاسة لجنة أساسية تابعة لوزارته قد رفع تعرفة سلعة أساسية تتعلق بالتأمين.

قال زوّار صرح روحي إنها المرة الأولى التي يجدون فيها سيّد بكركي بهذا القدر من الغضب وتعميم المسؤولية منذ أشهر طويلة.

نقل عن مرجع سياسي رداً على سؤال عن مصير استحقاق محلّي جوهري بالقول: "خلّي عيونك عاليمن".

اللواء

اعتبر قطب سياسي لقاءات سفيرة دولة كبرى، ولو لمناسبة قرب مغادرتها لبنان، إلا أنها أشبه باستطلاع سياسي، إذ إنها معظم الوقت تبدو مستمعة الى إجابات مَن تلتقيهم.

شهدت سوق الدولار السوداء، طوال فترة قبل الظهر حالة من الهستيريا في أوساط الصرافين الشرعيين، بعد خبطة المركزي في السوق!

يُحدد لبنانيون يعيشون في الخارج شهر أيار نقطة فصل بين مرحلتين، فإما بدايات انفراج، أو تفاقم الانهيارات نحو الأسوأ.

نداء الوطن

يتردّد أنّ أكثر من طامح لرئاسة الحكومة، بدأ توزيع الحقائب على المقرّبين منه.

يقول مرجع ديني إنّه لا يُمكن المسّ بالمناصفة فهذا يعني قراراً بتهجير المسيحيين لأنه من دون المناصفة لن يبقى أيّ مسيحي في البلد.

علم ان رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي التقى قبل مغادرته لبنان امس قائد الجيش العماد جوزاف عون.

أثناء إطلاق «السجل الزراعي» امس في الأونيسكو لوحظ ان الوزير الحاج حسن ذكر وزراء الزراعة السابقين وسها عن اسمي الياس سكاف وأكرم شهيب.

البناء

قال سياسي مخضرم إن توصيف مرشح التجربة الأنبوبية الذي استعمله الرئيس نبيه بري هو استعارة بلاغية لتظهير وجود فريق ليس لديه مرشح طبيعيّ قابل للحياة أسوة بالمولود الطبيعي ويجري تجارب أنبوبية لإنتاج مولود فيطرح أسماء اختبارية. وكان الاجدر بالردّ أن يكون سياسياً لا جنسياً.

قرأ مصدر نيابي في وصف الحزب التقدمي الاشتراكي لرد ميشال معوّض على الرئيس نبيه بري بـ «الهمايوني» إشارة لفقدان معوض الأهليّة كمرشح رئاسي قادر على احتواء الأزمات والتعامل بلياقة مع المرجعيات، رغم أي خلاف. وقال المصدر لقد قدّم معوض نموذجاً عن إدارة للسياسة لا تليق بمقام الرئاسة.

الأخبار

تلقت قيادة التيار الوطني الحر استفسارات من جهات خارجية بينها عواصم أطراف لقاء باريس الخماسي عما إذا كان الخلاف بين التيار وحزب الله تكتيكياً أم استراتيجياً، وهل الأمر متعلق فقط بملف الرئاسة أم يشمل قضايا أخرى، وهل رفع سقف التصعيد من جهة التيار هو لتحسين شروط التفاوض مع الحزب أم أن الخلافات أكثر جدية؟

فوجئت قيادات حزبية استقبلت أخيراً وفداً مما يسمى «الجبهة السيادية من أجل لبنان» بتسويق هؤلاء أنه «لا يُمكن رد مشروع حزب الله ومحاربة نفوذه إلا بالمواجهة العسكرية»، مذكّرين، خصوصاً أثناء اللقاء مع الحزب التقدمي الاشتراكي، بأحداث 7 أيار، ما استدعى من مسؤولي الاشتراكي الرد بأن «هذه المرحلة انتهت، أي خلاف مع أي طرف لا يعني فتح جبهة معه».

أكد السفير المصري في بيروت ياسر العلوي أمام نواب وقيادات سياسية من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، أن القاهرة تدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة لأنه «الأكثر مقبولية» لدى أطراف خارجية، خصوصاً الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

بعد انسحابهم من جلسة اللجان المشتركة، الثلاثاء الماضي، تجمّع نواب القوات والكتائب والتيار الوطني الحر خارج القاعة للتداول. وعندما همّ النائب سامي الجميل بالمغادرة، طلب منه نائب القوات جورج عدوان البقاء قليلاً، فقال له الجميل: «بس تصير تحبني أكتر من نبيه بري ببقى معكن»، فردّ عدوان: «يعني ما رح تبقى معنا بحياتك».

الأنباء

شكّل بيان صادر عن أحد النواب ذريعة واضحة لطرف سياسي لعدم الاقتراب من اي تفاهم مع النائب المذكور.

بعد عدم التمديد لمدير عام الأمن العام السابق، يتوقع نائب بارز ان يمتد ذلك إلى باقي المواقع المسؤولة أخرى في الدولة.

 

مقدمات نشرات الاخبار السائية ليوم الجمعة 3/3/2023

وطنية/03 آذار/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

كلما داويت جرحا سالت بدل الجرح جراح! هذا حال لبنان اليوم فلا ينتهي سجال حتى يشتعل آخر وآخر فصوله ما شهدته صفحات مواقع التواصل في الساعات الماضية حول كلام مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان عن زواج المتعة في معرض موقف سياسي وما لاقاه من استنكار شيعي سياسي وديني علما أن قيوميجيان عاد واعتذر.

لكن السجال الرئاسي فلا يبدو قابلا للاعتذار من أي من جهة لا بل بدا وكأنه معركة حرق أوراق أو بأحسن الأحوال خلط أوراق سواء على مستوى الاسماء المرشحة أو لجهة اختبار صبر القوى الأساسية في مجلس النواب والاستعداد للانتقال الى الخطة باء التي ما زالت بحكم النوايا ليس إلا وكأن كل فريق ينتظر كشف أوراق خصمه قبل أن يبادر والنتيجة حتى الآن لا جلسة انتخاب ولا رئيس وبالتالي لا تعاف في الأفق. (ألكن ألله).

وفي إطار تنفيس الاحتقان العام أعلنت جمعية المصارف استمرارها في تعليق الاضراب وإبقاء أبواب المصارف مشرعة أمام الحركة الاقتصادية. فيما بقي التخبط المالي سيد الموقف خصوصا في السوبرماركت حيث تآكلت القدرة الشرائية  للمواطنين مع التسعير بالدولار على الرفوف.

اما على مسار تنقيب النفط والغاز فكانت اليوم خطوة مهمة باجاه الامام مع اعلان  وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية  عن إتمام الإجراءات القانونية مشيؤا الى موافقة مجلس شورى الدولة لإنشاء مرفأ جديد مخصص للخدمات اللوجستية المتعلقة بالأنشطة البترولية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

إنتقل الإشتباك في الملف الرئاسي من الركود الى مرحلة جديدة إثر إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري أن مرشح الثنائي الوطني معروف وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد أن سمته الورقة البيضاء من دون كتابة إسمه.

ولعل وضع ترشيح فرنجية في الصدارة وحده هو الذي كشف كل أوراق الأطراف الأخرى والتي تمت ترجمتها عبر جوقة أصحاب بيانات فارغة في السياسة... لا تنضح سوى بالإسفاف والشخصنة وتجاوز الحد الأدنى من الأدبيات وأسقط حظوظ مرشح (تجربة جس النبض) بعد أن استهلك دزينة من الجلسات وبإقرار من رئيس حزب القوات سمير جعجع نفسه الذي بدأ يكوع نحو خيار تعطيل الجلسات

معيشيا وزير التربية عباس الحلبي وعد ووفى واصدر عدة قرارات تتعلق بمطالب الاساتذة

فهل تتجاوب معه روابط المعلمين في التعليم الرسمي وتستأنف عملية التدريس صباح الاثنين ام ستمدد الاضراب لاسبوع اضافي من الاجازة القسرية للطلاب؟.

وفي المشهد ايضا انخفاض جديد في اسعار المحروقات ترافق مع تأرجح جديد للدولار في السوق السوداء نزولا وصعودا.

فيما بقيت قرارات حاكم المصرف المركزي الاخيرة الطاغية على المشهد المالي والاقتصادي ولاسيما رفع دولار صيرفة الى 70 الف ليرة.

قرار من المؤكد سيرفع معه الفواتير ومنها الكهرباء التي ستزيد عبئا جديدا على جدول اعباء المواطن اللبناني.

فلسطينيا لا يكاد يمر يوم من دون مواجهات واحتكاكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين واخر فصولها استشهاد طفل فلسطيني في الضفة  ومنع قوات الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان من دخول بلدة حوارة.

والى طهران التي وصلها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (رافائيل غروسي) على راس وفد رفيع المستوى  والطبق الاساسي في محادثاته سيكون البرنامج النووي السلمي الايراني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

الحراك الديبلوماسي مستمر في الملف الرئاسي . بطلة الحراك: السفيرة الاميركية دوروثي شيا، التي زارت  النائب ميشال معوض. زيارة المرشح الرئاسي للمعارضة  تأتي في سياق جولة تقوم بها السفيرة الاميركية على عدد من القيادات اللبنانية، في وقت يبدو ان الاجواء الرئاسية تتبلد والى مزيد من التعقيدات.

ففريق الممانعة مصر على موقفه بانتخاب سليمان فرنجية، وهو يوحي انه قادر على تأمين ال 65 صوتا له، علما ان لغة الارقام تناقض ذلك. في المقابل  فريق المعارضة  يتصلب اكثر فاكثر ضد انتخاب فرنجية، ويلوح بمقاطعة جلسات الانتخاب. وقد اصبحت المقاطعة عنده بمثابة قرار استراتيجي، في حال تبين له ان فرنجية يمكن ان يحوز الاكثرية في مجلس النواب.

وهو موقف عبر عنه النائب اشرف ريفي اليوم، اذ اكد ان فريق المعارضة ليس جمعية خيرية ليؤمن النصاب للفريق الاخر، وانه سيعتمد كل الطرق الديمقراطية لمنع وصول اي مرشح محسوب على محور الممانعة.

توازيا، ترددت معلومات ان الرئيس نبيه بري سيدعو الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قبل بدء شهر رمضان. والارجح ان سيناريو الجلسة المنتظرة سيكون تماما كسيناريو الجلسات السابقة.

هكذا يستطيع بري ان يقول لجميع الذين ينتقدونه انه ليس هو من يقفل ابواب مجلس النواب، بل حالة الاستعصاء السياسي. ماليا، جميعة المصارف اعلنت في بيان اصدرته، تمديد تعليق اضرابها حتى العاشر من آذار،  وذلك تسهيلا لعمل المؤسسات والافراد واعادة تقييم ما قد يستجد من تطورات بشأن تنفيذ مطالبها.

والواضح ان المسار القضائي الذي سلكته قضايا المصارف اراحها نسبيا ، لكنها لا تزال على حذرها بالنسبة الى التطورات، لذلك تكتفي بتعليق الاضراب من دون ان تعلن فكه نهائيا.

في الاثناء بدأ المواطن يشعر اكثر فاكثر بثقل المعاناة الاقتصادية والاجتماعية الناتجة من ارتفاع سعر منصة صيرفة الى سبعين الف ليرة. فهل من الطبيعي ان ترتفع اسعار كل السلع والخدمات ارتفاعا جنونيا  في ظل غياب اي اجندة اصلاحية تأخذ مطالب الناس وهمومهم في الاعتبار؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

هل انتفت فجأة حظوظ كل من سليمان فرنجية والعماد جوزيف عون؟

لا اجابة حاسمة بعد، لكن من الواضح ان مواقف الساعات الاربع والعشرين الماضية خلطت كل الاوراق.

فبالنسبة الى فرنجية، بات اكيدا ان الرياض ابلغت موقفا سلبيا من دعم رئيس المردة، سواء على المستوى الاقليمي والدولي في اجتماع باريس، او على الخط المحلي، عبر الاجواء التي سمعها تيمور جنبلاط ووائل بو فاعور خلال زيارتهما الاخيرة للسعودية، او من خلال التصلب الذي عاد اليه سمير جعجع لناحية تعطيل النصاب، بعدما ابدى مرونة نسبية في المرحلة الماضية في انتظار اشارة الرياض. واليوم، اكد اشرف ريفي المؤكد من معراب، التي زارها مشددا على تعطيل النصاب لمنع وصول فرنجية او اي مرشح حليف لحزب الله، لأننا لسنا جمعية خيرية كما قال.

اما بالنسبة الى قائد الجيش، فقرار الثنائي الشيعي السلبي من دعمه عبر عنه بصراحة كبيرة امس نبيه بري، الذي خصص الجزء الاكبر من حديثه لإحدى الصحف لابراز رفضه تعديل الدستور، في موازاة اعلان فرنجية المرشح الرئاسي الرسمي لحركة امل وحزب الله.

فهل قضي الامر؟ اجابتان محتملتان:

اولى متسرعة، تؤكد ذلك وتدعو الى التفتيش عن الاسم الثالث الذي سيتوج الحل.

وثانية تدعو الى التمهل، لأن الجمود ليس من طبيعة السياسة المحلية، على وقع السياسة الاقليمية والدولية المتحركة، ولاسيما على الخط السعودي-السوري.

لكن، في كل الاحوال، يبقى سؤال اخير لعله الاهم: بغض النظر عن شخص الرئيس المقبل، ما هي اولويات الولاية الرئاسية الجديدة، وماذا عن الخطوط العريضة للحل المنشود للأزمة؟

حتى الآن، وحده التيار الوطني الحر قدم ورقة، وجال بها على الكتل، باستثناء القوات التي تقفل الباب على نفسها منذ الانتخابات النيابية الاخيرة، رافضة اي تلاق مع التيار، وساعية بذرائع مختلفة الى اجهاض مبادرة بكركي الهادفة الى التوصل الى تفاهم رئاسي يحفظ للمسيحيين ما تبقى لهم بعد التنازل الكبير في السيادة والصلاحيات، الذي لم يبخل به جعجع على حساب المسيحيين واللبنانيين قبل ثلاثة عقود على الاقل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

اليوم موقفان لافتان ، الأول لجمعية المصارف والثاني للهيئات الإقتصادية ، جمعية المصارف قررت الاستمرار في تعليق الإضراب حتى العاشر من هذا الشهر واتخذت سلسلة قرارات أبرزها، بحسب البيان : 

تصحيح القرارات غير القانونية وغير المبررة المتخذة بحق بعض المصارف ورؤساء وأعضاء مجالس إداراتها، كالحجز على الأملاك الخاصة ومنع السفر لمدة غير محددة خلافا للصلاحية المكانية والنوعية للقضاة.

التحقق من صفة المودع المدعي على المصرف.

مطالبة الدولة بالإقرار بالديون المترتبة بذمتها لصالح مصرف لبنان .

أما الهيئات الأقتصادية فرفضت رفع الدولار الجمركي معتبرة أن هذا القرار هو بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على القطاع الإقتصادي الشرعي الذي ينازع من أجل البقاء، وإطلاق العنان للإقتصاد "الأسود" وللتهريب والتزوير.

وطالبت الهيئات الإقتصادية وبإلحاح بتعليق العمل بهذا القرار.

بين المصارف والهيئات ، يبدو واضحا أن الأمور المالية والاقتصادية ليست على ما يرام على الإطلاق.

هكذا ، لأن الأفق السياسي مسدود ، فإن الملفات السياسية تراجعت ، لتتقدم الملفات الحياتية والمعيشية والاقتصادية ... الأسعار فالتة، لا من حسيب أو رقيب ، وزارة الإقتصاد عاجزة ، وقد سلمت رؤوس المستهلكين وجيوبهم إلى الصناديق في السوبرماركت التي تحولت إلى ما يشبه المقصلة لقطع الجيوب ... لا أحد يعرف معايير التسعير بالدولار ؟ ما هي هوامش الأرباح بين كلفة السلعة إلى حين وصولها إلى مستودع المستورد ؟ ونسبة الأرباح حين وصولها إلى السوبرماركت ؟ كيف يتم التسعير بالدولار ؟ وعلى أي منصة يتم التسعير؟

المواطن في وضع كارثي ، وزير الإقتصاد أدى قسطه للعلى وأتاح التسعير بالدولار ، المستوردون وأصحاب السوبرماركت في " شهر عسل " بعدما شرعت لهم وزارة الإقتصاد ما كانوا يقومون به من دون قرار.

اللبناني اصبح مطوقا : التسعير بالدولار في كل القطاعات : من الطبابة والاستشفاء إلى الأدوية إلى المواد الغذائية ، وهذا التسعير لا يعتمد معايير مقبولة بل هناك تفلت بالأسعار حتى بالدولار... كما أن دولرة الفواتير على سعر المنصة ، ضاعف من إرهاق المواطن ، ومثال على ذلك فاتورة الكهرباء المثقلة بالضرائب ، هكذا ، السلطة تفتش على " القرش السهل " وهوالقرش الموجود في جيب المواطن ، ولكن حين تفرغ الجيوب ، كيف ستحصل السلطة ضرائبها؟ ماذا عن الشروط التي يضعها صندوق النقد الدولي ؟ الدولة في واقع اسوأ من الأنهيار ، إنها في واقع التحلل؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

أهل مكة أدرى بشعاب بعبدا..

وبمفعول رجعي عن تغريدة سفير المملكة وليد البخاري، ومع قرب ظهور هلال رمضان يتبين بالوجه الشرعي أن البخار الابيض لم يصعد من مدخنة السعودية ليحلق فوق بنشعي.. وأنه بالتغريد قطع السفير الامل مرحليا على كل المتفائلين بموقف الرياض من ترشيح فرنجية ومعادلته بنواف سلام ، لاسيما عندما استند الى حكمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب بقوله: الأمل كالسراب يغر من رآه ويخلف من رجاه...

واستنادا الى فتوى تويتر فإن المملكة لا تزال تقيم الحد على رئيس تيار المردة.. وبينت أن ثنائية  فرنجية-سلام الفرنسية وضعت في سلة مثقوبة, أو أقله في المرحلة الحالية التي لا يتبين فيها عنب اليمن من بلح الشام.

وفيما السفيرة آن غريو لم تقطع الامل وتمضي في مبادرتها واستطلاعاتها الدولية للمعلومات الرئاسية.. فإن نظيرتها الاميركية دورثي شيا تجري مشاورات صامتة، وهي اختارت اليوم دعم الابن المعلن لقوى المعارضة ميشال معوض...

وعلى مدى ساعة من الوقت كانت الرئاسة طبق اللقاء الأساسي، وخرجت السفيرة شيا من دون تصريح.. ليتولى معوض مهمة نفي التهمة عن التدخل الأميركي في الملف.

وفي المقام، هادن معوض رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط على خلفية موقفه من السجال الذي اندلع بين مرشح قوى الرابع عشر من آذار ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي هذا الإطار أفادت مصادر اللقاء الديمقراطي  أن التناغم بين جنبلاط وموقف بري لا يعني التخلي عن معوض بقدر ما سعى لاحتواء التجييش في بالخطاب الطائفي.

ورأت المصادر أن لا مدخل الى التوافق من خارج الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري لأن الجدل العقيم لا يجدي.

وفي مقابل عملية بحث اللقاء الديمقراطي عن خيار جامع.. فإن مرشحه وبحسب المصادر هو الشخص التوافقي الذي تجمع عليه القوى السياسية استدارة جنبلاط نحو عين التينة، قوبلت بغزوة إلى معراب نفذها النائب أشرف ريفي. وبعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن ريفي انضمام فصيل "تجدد" إلى الجمهورية القوية حيث أدى قسم التعطيل ومقاطعة جلسات انتخاب الرئيس..

وقال: لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر، ولن نقبل برئيس غير سيادي إلا أن فاقد الشيء لا يعطيه.. فعن أي سيادة يتحدث ريفي، والبلد واقع على فالق يفصل بين ضفتين أميركية وإيرانية.. يربطهما جسر محروق يمر بين اليمن والسعودية.

ومع اقفال ممرات العبور رئاسيا لفت كلام لحزب الله عن انه اليوم يخوض معارك ما قبل الفتح سياسيا وعسكريا واقتصاديا من دون ان يحدد مستوى المعارك وخطوط نارها.. وذلك بانتظار كلمة "نصرالله والفتح" يوم الاثنين المقبل بمناسبة تكريم الجرحى والاسرى المقاومين.

وأما القوات اللبنانية فعابت على غيرها ما في نفسها بتقديم النصح وعدم انتظار القرار الخارجي للتحرك في الموضوع الرئاسيوما مواقف وتطورات نهاية الأسبوع  " النصفية " إلا خميرة لما شهدته جلسة اللجان النيابية المشتركة التي فضحت المستور وأخرجت الانقسام الطائفي إلى العلن.

وما كان سرا تحت مسميات وذرائع الميثاقية والحقوق المسيحية كشف الحجاب عنه وصار اللعب على المكشوف ولهذه العملة وجه آخر لا يعفيها من مسؤولية التعطيل ولو بورقة بيضاء.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

لبنان بأخطر مراحله: أقل من حرب وأسوأ من "طلاق"

منير الربيع/المدن/04 آذار/2023

يدخل لبنان أخطر مراحل انقساماته السياسية. لم يعد أحد من القوى السياسية يمتلك قدرة على المبادرة أو حتى على المناورة. يبلغ الاشتباك السياسي مستوى المواجهة العلنية المباشرة، والتي ترسي أجواءً انقسامية في البلاد، التي غدا فيها الفرز عمودياً بشكل رهيب، يمكنه أن يؤسس لفلتان أمني، ولتعزيز نزعات "الطلاق"، أو رفع مستوى الدعوات للمركزيات المناطقية. إنها حرب أهلية إعلامية وسياسية حتى الآن. وكأنها تبدو مقدّمة لحرب أكثر خطورة، ما لم يتدارك اللبنانيون مستوى الخطورة الذي يقتربون منه.

الصراع على هوية البلد

في الصورة القائمة مشهدان، مشهد من الحقبة الممتدة بين العامين 2006 و2008، ومشهد آخر يعود إلى حقبة الحرب الأهلية. الخطاب الطائفي والهجوم السياسي، المعطوف على تشبث سياسي بمرشح من هنا أو هناك، أو صراع ذات طابع إقليمي ينعكس في إطار الصراع على هوية البلد وجوهر وجوده، فيه ما يشبه أحداث ومقدمات للحرب الأهلية، وسط رهانات كثر على "انفتاح" عربي على سوريا قد يعزز غلبة طرف على حساب الطرف الآخر. وهو ما يستدعي رداً مباشراً من الخصوم، بأن نجاح حزب الله في فرض مرشحه لرئاسة الجمهورية سيواجه بمنع النصاب الدستوري لانعقاد الجلسة. وفي حال لم يتمكن المعترضون من ذلك فإنه سيلجأون إلى خيارات أبعد من اللامركزية الإدارية والمالية والموسعة. وهي بالمعنى المباشر الطلاق واستحالة التعايش. أما المشهد المتأتي من حقبة الإنقسام العمودي بين العامين 2006 و2008 فأيضاً ينطوي على السجالات السياسية العقيمة، والتي غالباً ما كانت تؤدي إلى أحداث أمنية متنقلة وصولاً إلى معركة 7 أيار. لكن الفارق بين الأمس واليوم هو بعض التشابك في التحالفات السياسية، فحينها كان الطرف الشيعي متحالفاً مع آخر مسيحي، فيما السنّة يتحالفون مع طرف مسيحي في المقابل. اليوم يبدو المشهد مغايراً، في ظل التوتر المسيحي-الشيعي، وغياب أي دور مؤثر للسنّة. وهذا سيعطي طابعاً انقسامياً على أساس طائفي بين المسلمين والمسيحيين.

خيبة مسيحية

أمام هذا الواقع، يشعر المسيحيون بأنهم في موضع التخلي عنهم من قبل المسلمين. فحزب الله مثلاً، والذي كان لديه كتلة نيابية مسيحية واسعة ووازنة، تخلّى عنها في سبيل دعم ترشيح سليمان فرنجية، على الأقل من وجهة نظر التيار الوطني الحرّ. كذلك الأمر بالنسبة إلى القوى المسيحية الأخرى المعارضة للحزب، كالقوات اللبنانية والكتائب والمسيحيين المستقلين، يستشعرون تخلياً إسلامياً سنياً عنهم، من خلال إما التشتت السنّي وإما الصورة الانطباعية المأخوذة عن موقف تيار المستقبل أو النواب الذين يدورون في فلكه، بأنهم لا يمانعون انتخاب فرنجية. حتى أن التيار الوطني الحرّ كان في الفترة الأخيرة يعبّر عن أن سعد الحريري هو الذي يمثل السنّة، ولا بد له من العودة، وأُطلقت مواقف فيها بعض من الغزل باتجاه الحريري، إلا أنها سرعان ما تبددت، بفعل استشعار العونيين أن الحريري وخلال زيارته الأخيرة لبيروت بدا متحمساً لخيار فرنجية أيضاً. مثل هذا الشعور، سيدفع المسيحيين إلى التقوقع أكثر، وإلى نزعات الانفصال أو التقسيم أو الطلاق. وهو ما يظهر في آلية ممارسة العمل السياسي داخل المؤسسات، وكان آخرها تعطيل عمل اللجان النيابية المشتركة. ذلك سيكون له آثار واقعية على الأرض من الناحية الاجتماعية. كل ما يجري يندرج في سياق التهافت، في ظل غياب أي فكرة جذابة قابلة للنقاش، حتى أن الدخول في سياق من التوتير لن يكون له أي قابلية للاستمرار أو إطالة أمد الاقتتال، لأن ذلك لا أحد يريده ولا أحد جاهزاً له في الداخل، في ظل الإصرار الخارجي على ضرورة الحفاظ على الاستقرار. هنا ثمة من يعتبر أن كل ما يمكن لهذه السلطة أن تقوم به سينقلب عليها، طالما أن ليس هناك حواضن لمثل هذه المشاريع، فيما ذلك هو أحد أبرز تجليات مشاهد الانهيار، التي قد تطول من دون إيجاد أي صيغ للمعالجة، ووسط عدم الاستعداد للذهاب إلى الصراع المفتوح. وبذلك يبقى النزيف قائماً ومستمراً.

 

كيف تتجنب وسائل الإعلام الرقمية التابعة للمقاومة عمليات الاستيلاء على نطاقاتها وحجبها

رانو حسن/معهد واشنطن/03 آذار/2023

تواصل وسائل الإعلام الرقمية التابعة للمقاومة، التي تديرها الجماعتان الإرهابيتان «كتائب حزب الله» و «حركة النجباء»، تعديل أسماء نطاقاتها وعلاماتها التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تجنب التعرض للإغلاق.

في 22 حزيران/يونيو 2021، صادرت وزارة العدل الأمريكية 33 نطاقاً للمواقع الإلكترونية مرتبطاً بـ"اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية". كما شملت عمليات الإغلاق هذه قائمة بالمواقع العراقية المرتبطة بجماعات المقاومة الإسلامية و"اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية"، وهو فرع من "اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية". غير أن العديد من القنوات التي تم إغلاقها تجد طرقاً أخرى للعودة إلى شبكة الإنترنت، وهذا هو الحال أيضاً بالنسبة لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي أغلقتها شركات التواصل الاجتماعي. وسيتناول هذا الموجز ثلاث حالات، اثنتان منها هما وسائل إعلام "قناة النجباء" التابعة لـ "حركة حزب الله النجباء" و"قناة الاتجاه" التابعة لـ "كتائب حزب الله"،  ومنصة إلكترونية تابعة لـ «كتائب حزب الله» هي قناة "كاف" الإعلامية. وقد وجدت كل واحدة من هذه القنوات التلفزيونية أو التواصل الاجتماعي أساليب بسيطة لتغيير بصمتها الرقمية، مثل إجراء تعديلات طفيفة على علاماتها التجارية وتسمياتها وعناوين "محددات مواقع المعلومات" الإلكترونية لتجنّب الكشف عنها وإغلاقها.

[على سبيل المثال]، قامت "قناة الاتجاه" التابعة لـ «كتائب حزب الله» بنقل نطاق الموقع الإلكتروني لمحطتها التلفزيونية بعد سلسلة من عمليات الإغلاق التي نفذتها وزارة العدل الأمريكية. فانتقلت من نطاقات .com إلى نطاقات .iq، وهي نطاقات يصعب حظرها. وتحسّباً لإغلاق حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، غيّرت "قناة الاتجاه" أيضاً اسمها على مواقع "تويتر" و "فيسبوك" و "إنستغرام" من "قناة الاتجاه" إلى "إي تي بلس" ("ET Plus").

وتستخدم "قناة النجباء" التكتيكات والتقنيات نفسها لتجنب إغلاقها. فقد غيّرت عنوان "محدد موقع المعلومات" الخاص بها من Alnujaba.tv إلى Alnojaba.tv بعد أن تم الاستيلاء على اسم النطاق. ومع أنها لم تغير اسم حسابها على "تويتر" أو علامته التجارية، إلا أنها اتخذت الخطوات اللازمة لتعقيد استهدافها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

غيرت اسم حسابها على "فيسبوك" إلى "Al-N TV" بصورة كاملة، حيث جمعت شعارها الأصلي برموز أخرى للتشويش على أعمال الرصد. ومن الإجراءات المثيرة للاهتمام التي اتخذتها "قناة النجباء" هي أنها تروج على "إنستغرام" لبرامج شعبية (لا تُبثّ على قناتها) لجذب المشاهدين واختلاق واجهة خارجية تبدو عادية وغير ضارة للمراقب العادي.

على موقع يوتيوب، غيرت اسمها بالكامل إلى "نواة الحقيقة"، وذلك على الأرجح بسبب عمليات الإغلاق المتعددة التي استهدفت قنواتها السابقة على هذا الموقع.

كما عملت قناة "كاف"، وهي منصة رسمية لـ «كتائب حزب الله»، على نقل نطاقها إلى وتملك منصة على "يوتيوب" و "فيسبوك" تدعى "كاف للإعلام" وتضم 1.8 مليون مشترك. أما على "تويتر"، فتستخدم علامة تجارية مختلفة تماماً، حيث يقوم إعلامي يدعى محب شراد بنشر أخبار «كتائب حزب الله» وبياناتها.

وتبيّن هذه الحالات الثلاث كيف نقلت وسائل الإعلام التابعة للمقاومة مواقعها الإلكترونية إلى نطاقات iqالتي يمكن أن تعيد توجيه تركيز الوكالات الأمريكية والمدعين القانونيين إلى الجهات المضيفة الجديدة لهذه المواقع - أي نطاق iq. الذي تديره هيئة الإعلام والاتصالات العراقية التي استولت عليها مؤخراً الكتل السياسية للمقاومة.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، أعادت المقاومة تغيير تسمياتها في محاولة للتغلب على عمليات الإغلاق التي تقوم بها وزارة العدل الأمريكية. فتستخدم علامات تجارية مختلفة بعض الشيء، وأسماء متشابهة مع اختلافات صغيرة، وعناوين معدلة لـ "محددات مواقع المعلومات" لتبقى مفتوحة وتصل إلى جمهورها. إن التحدي الذي يواجهه المحققون هو أن الكشف عن هذه التغيّرات يتطلب مراقبة القنوات الأم على تلغرام التابعة للمقاومة لرصد أي تغييرات في علاماتها التجارية على "تويتر" أو "فيسبوك" أو "يوتيوب" أو المواقع الإلكترونية.

https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/kyf-ttjnb-wsayl-alalam-alrqmyt-altabt-llmqawmt-mlyat-alastyla-ly-ntaqatha-whjbha

 

ريفي من معراب: لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر ولن نقبل سوى برئيس سيادي انقاذي اصلاحي

وطنية/الجمعة 03 آذار 2023

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب عضو كتلة "التجدد" النائب اشرف ريفي، في حضور عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب ايلي خوري ومساعد الأمين العام لشؤون الانتخابات جاد دميان. اثر اللقاء قال ريفي:"كانت الجلسة في اطار التشاور والتنسيق مع الدكتور جعجع في ظل المرحلة الحساسة والخطرة والاستراتيجة التي يمر بها البلد"، مؤكدا "رفض اي مساومة في الملف الرئاسي اذ لن نقبل سوى برئيس سيادي انقاذي اصلاحي، كما سنرفض اي رئيس رمادي او من الطرف الآخر، باعتبار اننا نؤمن بأن انقاذ لبنان يتطلب رئيسا يتمتع بالمواصفات التي نتمسك بها". وشدد على "الاستمرار في مواجهة اي مرشح تابع لمحور الممانعة احتراما للبلد وابنائه ومستقبله"، وقال:"لا يهول علينا احد، اذ لا مصالح لدينا بل التزام وطني وقناعة واستراجية". واعتبر ان "الشراكة الوطنية لا تتوقف عند العدد لأنها شراكة لبنانية تعددية ونوعية، فنحن وقفنا العد منذ بداية عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي ان من تناول نسبة المسيحيين في لبنان كلامه غير مقبول". وردا على سؤال عن "امكان تأمين كتلة التجدد النصاب لايصال رئيس من محور الممانعة"، قال:"لسنا جمعية خيرية لنؤمن النصاب للفريق الآخر، لا بل سنعطله لأننا لن نسمح بأن يسجل التاريخ اننا كنا  سذج،  او ألا يغفر لنا ابناؤنا. فحبذا لو نتذكر ان هذا الفريق عطل النصاب في الجلسات الـ11 السابقة وغادر الجلسة بعد الدورة الأولى. سنعتمد اي طريقة ديمقراطية لمنع وصول اي مرشح محسوب على هذا المحور بعد ان جربناه خلال السنوات الست الماضية وأوصلنا الى جهنم. البلد لم يعد يحتمل الغرق أكثر فأكثر، على اثر انهيار مؤسساته وقطاعاته كافة وعملته الوطنية، الى جانب عجز اللبنانيين عن تأمين أقل متطلبات الحياة". ونفى ريفي "امكانية تأمين الفريق الآخر الـ65 صوتا كما لن يتمكن، على خلاف ما يشاع"، ورأى انه "لو استطاع ذلك لكان دعا الى جلسة انتخابية"، مجددا التأكيد  اننا "ثابتون على مواقفنا التي تصب في مصلحة البلد وتساهم في اخراجه من هذا الآتون من خلال رئيس انقاذي، غير فاسد وغير منبطح امام النظام الايراني". وختم: "المشروع الايراني بات في المقلب الآخر نحو الانهيار، ولكن نوجه تحية الى شعبه البطل الذي ينتفض على نظام الملالي. وهنا نسأل حزب الله، اين تأخذون الناس بعد ان فجرتم الصراع المذهبي وعيشتموهم في وهم تاريخي؟ هذه المنظومة الايديولوجية غير مقبولة اسلاميا. ماذا استفدتم من جر الشباب وموتهم في الحرب السورية؟ فهل ساهمتم في انقاذ سوريا ؟ وماذا بقي منها؟".

 

ملف انفجار مرفأ بيروت نحو التدويل

يوسف دياب/الأنباء” الكويتية/الجمعة 03 آذار 2023

يبدو أن التحقيق بملف انفجار مرفأ بيروت سيتخذ مسارا مختلفا، في ظل العراقيل التي تواجهه داخليا، حيث كشف مصدر رسمي لبناني بارز عن «توجه جدي لإنشاء لجنة تقصي حقائق دولية تضع يدها على هذا الملف». وأكد المصدر لـ «الأنباء» أن «المسألة أصبحت جدية وهناك تقبل دولي للأمر، إذ أبدت سفارات دول كبرى تجاوبها مع هذا الطلب، في ظل التعقيدات التي تواجه المحقق العدلي طارق البيطار، ولإنعاش الأمل لدى أهالي الضحايا في ان القضية لن تترك رهن إرادة معرقلي التحقيق». وقال المصدر، الذي رفض ذكر اسمه «هناك قنوات قانونية وسياسة وضعت قيد الدرس في لبنان والخارج لتشكيل لجنة تقصي حقائق بما يجنبها العراقيل السياسية التي واجهت اللجنة التي شكلت في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري»، مشيرا إلى أن «هناك رغبة جدية لإنشاء هذه اللجنة ضمن آليات الاتفاقات الدولية لحقوق الانسان، ويفترض بلجنة التحقيق أن تكون ذات صلاحية مطلقة بحيث لا تحول دون تنفيذ مهمتها اي حصانات سياسية وغير سياسية».

 

الياس البيسري مديرًا للأمن العام

صحف/الجمعة 03 آذار 2023

صدر عن وزارة الداخلية والبلديات قرارًا يحمل الرقم 251, تقضي بتكليف العميد الياس البيسري بإدارة المديرية العامة للأمن العام بصفة مدير عام بالإنابة.

 

من يورّط الجيش؟

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 03 آذار 2023

تبيّن بعد التدقيق، أن ما جرى ادعاؤه حول مشاركة الجيش اللبناني في مناورات عسكرية أميركية إلى جانب الجيش الإسرائيلي لم يكن دقيقاً. وذكر مصدر معنيّ أن ضباطاً من الجيش اللبناني، شاركوا في جوانب محددة ضمن المناورة بعدما تأكد لديهم عدم مشاركة أي من الجنود أو الضباط أو القطع العسكرية الإسرائيلية، وذلك انسجاماً مع التعليمات التي وزعت عليهم من قبل قيادة الجيش. وقال المصدر إن الإعلان عن الدول المشاركة ووضع أعلامها من قبل الدولة المسؤولة (أي الولايات المتحدة) لم يتّسم بالشفافية، أي بإظهار نوعية المشاركة وخريطتها، إنما تقصّد شمل الدول كافة في نفس الإعلان بصرف النظر عن طبيعة المشاركة أو حدودها.

 

"فقّاعة" العدد و"فزّاعة" المثالثة

فادي عيد/ليبانون ديبايت"/الجمعة 03 آذار 2023     

في كواليس الإنقضاض على اتفاق الطائف لتغيير الصيغة اللبنانية الميثاقية، يرى بعض صنّاع القرار أن استحضار الأعداد الديموغرافية لكل من المكوّنات اللبنانية أساسي، على الرغم من غياب أي مسح إحصائي سكاني منذ أوائل القرن الماضي، إستحضاراً ضرورياً للتهويل بموجب تغيير صيغة المناصفة إلى مثالثة، يقابله في ذلك تهويل آخر بالفيديرالية. ثمة من حلف موضوعي على ما يبدو بين الطرحين، على أن ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن عدد المسيحيين، وتكاثف أعداد المهاجرات والمهاجرين منهم بفعل الأزمة الإقتصادية - الاجتماعية، وانسداد الأفق، والخوف على المصير، يبدو أن فقّاعة العدد وفزّاعة المثالثة، ستستمر في سياق السجال السياسي، خصوصاً مع استدامة الشغور في رئاسة الجمهورية. في هذا السياق، الشديد التعقيد، يعلِّق مصدر مواكب لدينامية البطريركية المارونية وديبلوماسية الفاتيكان، أن " لبنان ميثاق عيشٍ معاً في التعدّدية، وهذا ما يجعل منه نموذجاً حضارياً، والإستعانة بالأعداد، مع توجيه رسالة الحرص على مسيحيي لبنان والشرق تناقض فاضح، ولا يمكن التعمية على هذا الخروج عن الدستور بالإحتماء بالقول بزيارة إلى حاضرة الفاتيكان، الذي يُعلَمُ أركانها كيف يتم ضرب الهوية اللبنانية، ومن يتولى ذلك، وكيف يتم تنفيذ ذلك بإرساء أعراف جديدة". ويضيف المصدر:" الزيارات البروتوكولية سيسمع فيها من يستشرسون للقيام بها، سيسمعون فيها كما سمعوا قبلاً الحقيقة كما هي، لا كما يحاولون تعميمها ب"بروباغندا" خبيثة". أما عن هجرة المسيحيين فيتابع المصدر: " اللبنانيات واللبنانيون يتعرّضون لجريمة منظّمة تفقيراً، وتيئيساً، وتجويعاً، وتهجيراً، فالأزمة وطنية وليست مسيحية أو إسلامية، أو بين المسيحيين والمسلمين، وهذا ما يسعى البعض إلى تعميمه، وقد وقعت بعض القيادات في خطيئة تبنّي هذا المنطق. لذا، فإن إنقاذ لبنان بهويته هو الأساس مع استعادة السيادة وتحرير الدولة. هنا البوصلة، عدا ذلك لن يبقى لبنان".

 

اللواء ابراهيم من "الوظيفة"... إلى "الدَور"

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 03 آذار 2023       

بعبارة "لا مكان للتقاعد"، طوى المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، صفحة "الوظيفة" وفتح صفحة "الدور" أو "الأدوار الوطنية" التي توقّعها له رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. تساؤلات عدة مطروحة حول طبيعة الدور المستقبلي للواء ابراهيم، ولا تزال الأجوبة عليها معلّقة على الطابع الذي سترتديه المرحلة السياسية المقبلة، والمهمات الدقيقة التي قد تفرضها، والتي لن يكون من السهل، أن تؤديها شخصية سياسية وأمنية، ولو كانت سابقة وديبلوماسية. فسنوات العمل والمهام التي راكمها اللواء ابراهيم في السنوات الماضية، عزّزت موقعه في قيادة المفاوضات في الملفات الكبرى، من العلاقة مع "اليونيفيل"، إلى الإمساك بملف المخيمات الفلسطينية، وصولاً إلى الوساطة في محادثات ترسيم الحدود البحرية، مروراً بمفاوضات من أجل إطلاق العسكريين المختطفين من قبل التنظيمات الإرهابية. وبالتالي، فإن الدور مستمر وقائم للواء ابراهيم، بينما الصيغة الرسمية لم تتحدّد بانتظار ما ستحمله المرحلة المقبلة من عناوين وملفات ومهمات، والتي تفترض الإستعانة بخبرته في ظل التحديات التي تنتظر الساحة الداخلية مع انسداد الأفق السياسي وتصاعد وتيرة الحملات وتكريس الإنقسامات. ويشدّد المحلّل والكاتب السياسي قاسم قصير، على أن دور اللواء ابراهيم، لم ينتهِ، وذلك، خلافاً لكل التحليلات والتأويلات والقراءات المختلفة لمشهد تقاعده.

وحول الدور الجديد الذي ينتظر اللواء ابراهيم، يتحدّث المحلِّل قصير ل"ليبانون ديبايت"، عن أدوار سياسية ومستقبلية تنتظره، وإن كانت لم يتم تحديدها حتى الآن. كذلك، يشير قصير، إلى أن القرار بالنسبة لمن سيخلف ابراهيم، لم يُحسم بعد، علماً أنه، وبالطبع، فإن العميد الياس البيسري، يتولى مهام المدير العام بالوكالة. وعن الإطار الذي سيواصل من خلال اللواء ابراهيم، الملفات التي لا تزال مطروحة على الطاولة بين لبنان ودولٍ عدة، وبشكلٍ خاص ملف النازحين السوريين، كشف المحلِّل قصير، وحسب معلومات موثقة، فإن نشاطات ومهمات غير محدّدة حتى الآن ستوكل إليه. ولفت إلى أن اللواء ابراهيم، سيأخذ إستراحةً لفترة زمنية، ثم سيعاود نشاطاته. وعن احتمال عودته كوزير، وفق ما تردّد أخيراً، يقول قصير، إن ما من معلومات حول المهمة التي سيقوم بها، مشيراً إلى أن "كل شيء وارد".

 

برّي رئاسياً: اللعب على المكشوف

الأخبار/03 آذار/2023

عملياً، نقل كلام رئيس مجلس النواب نبيه برّي لـ«الأخبار»، أول من أمس، معركة الاستحقاق الرئاسي إلى محطة جديدة، سيكون ما بعدها مختلفاً عما قبلها. إشهار بري - وهو المعني الأول دستورياً ونيابياً، وأحد طرفي الثنائي مع حزب الله - ترشيح سليمان فرنجية بهذا الوضوح، لم يكن «زلّة لسان»، بل إعلان ما كان معروفاً، وإلزام لنفسه، وحليفه حزب الله. وهو استند إلى جملة عوامل ليلعب على المكشوف، ويعيد موضعة ترشيح فرنجية في الصدارة، واضعاً كل الأوراق على الطاولة، وإن لم يلعب «صولد»، داعياً الجميع إلى كشف أوراقهم.

من بين هذه العوامل اللقاء الخماسي الذي عُقد في باريس مطلع الشهر الماضي، والذي جاءت نتائجه مخيبة للطرف الذي كان يراهن على الخروج بزخم لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون. كان بري شديد الوضوح، تبعاً لذلك، في إشهار الفيتو أمام انتخاب عون. وفي هذا رسالة ضمنية بأن تصلّب الخارج والتهديد بالفوضى الشاملة لفرض خيارات رئاسية لن يقابل إلا بتصلّب أكبر، مع إدراك الخارج بأن لا فرصة لتمرير الاستحقاق من دون موافقة الثنائي. أضف إلى ذلك، إدراك بري أن الخارج منخرط في النقاش حول ترشيح فرنجية وليس ممانعاً له. وفي هذا السياق، جاء تسريب عين التينة أخيراً لما دار بين رئيس المجلس والسفيرة الأميركية دوروثي شيا، وقول الأخيرة له «لِمَ نكون ضدّ فرنجية... وماذا لو انتُخب». أما محلياً، فقد حرص رئيس المجلس على إبقاء الباب موارباً أمام تفاهم يبدو صعباً مع التيار الوطني الحر، بإشارته إلى «الورقة البيضاء التي سمت فرنجية من دون أن تكتب اسمه»، مدرجاً أصوات التيار ضمن هذا الترشيح. وهو إذ لم يغفل إمكان انتخاب فرنجية بالنصف زائداً واحداً، لفت إلى أن دوافع التأخر في إعلان ترشح فرنجية «المحاولات المبذولة لتوفير أوسع تأييد له»، و«انتظار الوقت» حتى يقتنع تكتل لبنان القوي بالانضمام إلى تأييد انتخابه. وفي مقابل تظهير عناصر قوة المرشح الوحيد الجدي في السباق الرئاسي، حرص بري على إقفال الباب نهائياً أمام ترشيح قائد الجيش والجزم بأن لا تكرار لتجربة ميشال سليمان بانتخابٍ من دون تعديل دستوري، وبأن «تعديل الدستور متعذّر». كما حرص، بالمقدار نفسه، على التقليل من شأن مرشح «الوقت الضائع»، ميشال معوض، مدركاً أن الطرف الآخر استهلك مرشحه عبر 11 جلسة، وهو ما أقرّ به بشكل غير مباشر رئيس حزب القوات سمير جعجع، أخيراً، بإشهاره سيف تعطيل الجلسات. «نقلة» بري تضع الاستحقاق أمام مرحلة جديدة، وتترافق مع رهانين اثنين: تسوية ما يقتنع بها باسيل تتيح غطاء وطنياً وميثاقياً لترشيح فرنجية، وتغير في المزاج الإقليمي يفتح الطريق إلى قصر بعبدا أمام الأخير. وفي هذا السياق، فإن الموقف السعودي يبدو حتى الآن الأكثر حدة خارجياً تجاه هذا الترشيح. لكن رئيس المجلس يلمس تهدئة سعودية - سورية، ويدرك السعوديون أنه إذا كان فرنجية - محلياً - حليفاً للثنائي، فإنه - إقليمياً - حليف لدمشق.

«نقلة» بري تترافق مع رهانين: تسوية تقنع باسيل وتغير في المزاج الإقليمي

كلام بري استدعى أمس رداً نارياً من معوض الذي وصف فيه رئيس المجلس بأنه «ميليشيوي»، معتبراً أن القول «إن مرشحنا جدي أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية فيه إساءة إلى رئيس جمهورية شهيد هو الرئيس رينه معوض، وإلى جميع النواب والكتل التي صوّتت للنائب ميشال معوض». وقد ردّ المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل على معوض بالقول «أتحفنا رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض الذي يعيش في فقاعة الترشيح منذ أكثر من خمسة شهور بكلام أقل ما فيه أنه بلا تربية»، مضيفاً «للمعجزة نقول نتفهم شعورك بعدما أيقنت أنك تحولت إلى أُنبوب تجارب سياسي في مختبر من رشحك وضحك عليك». من جهته، تمنّى الحزب التقدمي الاشتراكي، في بيان أمس، «لو يذهب البعض إلى تلبية دعوة الحوار التي وجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكي نخرج من الأفق المسدود، بدل توزيع التهم بطريقة همايونية بحق بري أو أي مكوّن وطني وروحي، مهما كان الاختلاف السياسي على أشده».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

واشنطن ادرجت 6 شخصيات روسية على لائحة العقوبات

وطنية/03 آذار/2023  

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 6 مواطنين روس، بينهم نائب وزير العدل وقضاة وموظفون في لجنة التحقيق الروسية، بحسب "روسيا اليوم". وقالت وزارة الخزانة الأميريية اليوم، أن "القائمة السوداء الجديدة تتضمن نائب وزير العدل أوليغ سفيريدينكو، وقاضية "محكمة باسماني" في العاصمة موسكو إيلينا لينسكايا، والمحقق في القضايا ذات الأهمية الخاصة، للجنة التحقيق أندريه زاداتشين.

 

مباحثات إسرائيلية ـ أميركية مع اقتراب النووي الإيراني من «الخط الأحمر» و{البنتاغون} يعمل على خطة طارئة للحرب ضد طهران

لندن - تل أبيب/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

في أعقاب الكشف عن تقدم إيران في تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 84 في المائة، ما يقترب جداً من النسبة المطلوبة لإنتاج قنبلة، قرر كل من تل أبيب وواشنطن بدء مداولات عميقة لمواجهة هذا التطور. وسيسافر وفد رفيع عن الحكومة الإسرائيلية، يشمل وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، إلى العاصمة الأميركية في الأسبوع المقبل للالتقاء مع المسؤولين عن هذا الملف في البيت الأبيض والبنتاغون ووزارة الخارجية. وقالت مصادر سياسية إن الوفد الإسرائيلي سيلتقي كلاً من مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنطوني بلينكن، ومسؤولين أميركيين كباراً آخرين. لكن هذه ستكون مقدمة للمداولات التي سيجريها وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في إسرائيل بعد زيارة وفد درامر - هنغبي، إلى واشنطن، حسبما أفاد موقع «والا» الإسرائيلي. وسيصل أوستن إلى تل أبيب في نهاية الأسبوع المقبل. وجرى ترتيب لقاءات له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، والرئيس يتسحاق هرتسوغ. وبحسب موقع «واللا» الإخباري في تل أبيب (الأربعاء)، فإن اللقاءات ستشمل مختلف القضايا الكبرى، ومن بينها التعاون المشترك والأوضاع الإقليمية والوضع في الساحة الفلسطينية، لكن الموضوع المركزي سيكون التقدُّم في البرنامج النووي الإيرانيّ، وإلى أي مدى يمكن الوصول بالشراكة الأميركية الإسرائيلية في مواجهته.

- تهديد موثوق

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الاثنين، عثورها على يورانيوم مخصب بدرجة نقاء تصل إلى 83.7 في المائة في منشأة فوردو. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إنها تجري مناقشات مع طهران بشأن اليورانيوم. وعليه، تكلم نتنياهو مع عدد من قادة الدول، وذكّرهم بموقفه، وقال إن إسرائيل تعتبر الوصول إلى 90 في المائة هو خط أحمر، يفترض أن يغير كل المعادلات في التعامل مع إيران، ويستدعي تدخل العالم الغربي كله، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة. المعروف أن نتنياهو كان قد اعتبر الوصول إلى تخصيب يورانيوم في إيران لدرجة 90 في المائة هو خط أحمر. يذكر أن التقديرات الإسرائيلية تقول إن إيران تمكنت من تخصيب اليورانيوم ما بين درجة 83 في المائة و87 في المائة. ففي حين تقول لجنة الطاقة الدولية إن درجة التخصيب في المواد التي عثر عليها مؤخراً بلغت 84 في المائة، يقول الإسرائيليون إنه في المداولات مع جهات استخبارية غربية كان هناك من قال إنها 83 في المائة، وآخرون قالوا 86 في المائة، وهناك من أكد أنها نسبة 87 في المائة. ويقول نتنياهو إن هناك ضرورة ملحة لتقديم تهديد عسكري جاد وذي مصداقية لوقف إيران، التي لا تهدد إسرائيل فقط، بل كل دول المنطقة، وتهدد الأمن العالمي. وإذا لم تعمل هذه الدول، فإن إسرائيل ستضطر إلى العمل وتطلب دعماً سياسياً وعسكرياً لها في ذلك.

والثلاثاء، أبلغ كولن كال، وكيل وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية، مجلس النواب أن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة «في غضون 12 يوماً». وقال مسؤول أمني في تل أبيب لموقع «واللا» إن إيران وصلت إلى أعلى مستوى تخصيب حققته على الإطلاق، لكن «المخابرات الإسرائيلية والأميركية متفقتان على أنه رغم هذا التقدم، فإن الأمر سيستغرق من إيران عاماً أو عامين آخرين لإنتاج رأس حربي نووي يمكن دمجه في صاروخ باليستي. لكنهما مختلفان حالياً حول وتيرة العمل لإجهاض المشروع النووي».

- قلق متنامٍ

وبحسب التقرير في الموقع: «يتنامى قلق الولايات المتحدة وإسرائيل إزاء التقدم غير المسبوق في البرنامج النووي الإيراني. ولذلك فإن زيارة الوفد الإسرائيلي ترمي إلى إقناع واشنطن بضرورة تشديد الخطاب الأميركي وتوجيه تهديد جدي ومباشر باستخدام الخيار العسكري. لكن الوفد يخشى أن يظهر الأميركيين تحفظات إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية». ونقل الموقع عن عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، قولهم إن «الإدارة مهتمة بالعمل مع نتنياهو لاحتواء إيران، لكن سيكون من الصعب القيام بذلك إذا استمرت النيران تشتعل في فناء نتنياهو الخلفي». ويقولون: «كيف يمكنك محاربة إيران، وأنت تقود معركة داخلية للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي ومئات ألوف الإسرائيليين يتظاهرون ضدك؟». ولفت التقرير إلى أن الوزير أوستن سيتحدث في إسرائيل عن هذا الموضوع بشكل صريح. وسيقول: «إن الاستعدادات التي تقوم بها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران في المنطقة تستدعي تهدئة الأوضاع في الجبهتين، الداخلية والفلسطينية».

- خطة طوارئ أميركية

أتت هذه التطورات، في وقت كشفت وثائق أميركية عن خطة طوارئ أعدها البنتاغون للحرب ضد إيران. ونقل موقع «إنترسبت» الأميركي عن «وثائق سرية» أن البنتاغون خصص ميزانية لعمليات سرية طارئة على صلة بخطة حرب ضد إيران. وتسمى الخطة الطارئة «الحارس الداعم»، وتلقت تمويلاً عامي 2018 و2019، تبعاً لما ورد بالدليل الذي صدر خلال السنة المالية 2019. ويفرض الدليل السرية على خطة «الحارس الداعم» باعتبارها خطة حرب طارئة يعكف البنتاغون على صياغتها، تحسباً لوقوع أزمة محتملة. وهذه المرة الأولى التي يكشف النقاب عن خطة «الحارس الداعم»، ولم توضح الوثائق حجم إنفاق البنتاغون على الخطة خلال هذين العامين، بحسب موقع «إنترسبت». ورداً على سؤال حول ما إذا كان البرنامج مستمراً، قال الميجور جون مور، المتحدث الرسمي باسم القيادة المركزية الأميركية، لموقع «إنترسبت»، إنه «من حيث السياسة المتبعة، لا نعلق على (البرامج المرقمة). وتبقى إيران المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وتشكل تهديداً للولايات المتحدة وشركائنا. ونتولى باستمرار مراقبة التهديدات بالتنسيق مع شركائنا الإقليميين، ولن نتردد إزاء الدفاع عن المصالح الوطنية الأميركية بالمنطقة». وقال خبراء في الشؤون العسكرية الأميركية إن وجود خطة «الحارس الداعم» توحي بأن المؤسسة العسكرية الأميركية تتعامل بجدية مع إيران بما يكفي لأن تعد لها إطار عمل استراتيجي. علاوة على ذلك، تؤدي خطط من هذا النوع إلى عواقب دون الحرب، مثل تنفيذ تدريبات عسكرية. والشهر الماضي، أجرت وحدات من الجيشين الأميركي والإسرائيلي مناورات حربية باسم «جونيبر فالكون»، ركزت على مختلف سيناريوهات الدفاع الجوي والأمن السيبراني والاستخبارات والخدمات اللوجيستية. وكانت ثاني تدريبات مشتركة هذا العام، بعدما شارك أكثر من 6 آلاف جندي أميركي، و1500 جندي إسرائيلي، و140 مقاتلة حربية، بينها 104 طائرات أميركية، وسفن بحرية، في مناورات «سنديان البازلت» نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، التي تمحورت حول محاكاة شن غارات والتمرن على سيناريوهات معقدة، وكانت أكبر مناورات تجري بين البلدين.

- طهران تسعى لـ«إس 400»

تسعى إيران للحصول على أنظمة دفاع جوي جديدة من روسيا، يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنها سوف تقلص فرصة تل أبيب في شن هجوم محتمل يستهدف البرنامج النووي لطهران، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة. وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء نقلاً عن مصادر إسرائيلية وأميركية على علم بالمباحثات، بأن احتمالية حصول إيران على أنظمة «إس 400» سوف تسرع من قرار إسرائيل شن هجوم محتمل. ويشار إلى أن روسيا لم تقل علناً إنها سوف تمد إيران بالأسلحة، ولكن العلاقات بين موسكو وطهران أصبحت أكثر قرباً منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في 24 فبراير (شباط) الماضي، إن البيت الأبيض يعتقد أن موسكو قد تزود إيران بطائرات مقاتلة ومعدات عسكرية أخرى، في مقابل دعم إيران الواسع لحرب روسيا في أوكرانيا. وجاء التعليق بعدما أشارت تقارير إلى سعي إيران لشراء مقاتلات «سوخوي 35». وقال نائب إيراني إن بلاده قد تحصل على المقاتلات في شهر مارس (آذار) الحالي. وأجرت دفاعات القوات المسلحة الإيرانية تدريبات على أوضاع «واقعية» في مواقع حساسة «يمكن أن يطمع فيها الأعداء وسيناريوهات لتهديدات»، حسبما أعلن رئيس الأركان محمد باقري. وشملت التدريبات التي انتهت أول من أمس محاكاة لمواجهة طائرات مسيرة وصواريخ كروز ومقاتلات. وهذه أول تدريبات تعلن عنها إيران، بعدما تعرضت منشأة عسكرية في مدينة أصفهان لهجوم بطائرات مسيرة في 28 يناير. واتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءها.

 

إيران محور محادثات رئيس أركان الجيش الأميركي في تل أبيب ويريد أن يعرف كيف سيحارب الإسرائيليون خارجياً وهم في «حرب داخلية»

تل أبيب/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

وصل إلى إسرائيل (الجمعة)، رئيس الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الجنرال مارك ميلي، في زيارة خاطفة تنتهي صبيحة السبت، ليتداول مع نظيره هرتسي هليفي، ووزير الدفاع، يواف غالانت، ورئيس الموساد، ديفيد برنياع، ومسؤولين أمنيين آخرين، القضايا الإقليمية، خصوصاً سبل الكفاح المشترك ضد إيران ومشروعاتها العسكرية؛ وتحديداً بعد كشف العثور على أورانيوم مخصب بدرجة 84 في المائة. وقالت مصادر سياسية إن ميلي لن يلتقي السلطة الفلسطينية «ولكنْ هناك احتمال بأن يلتقي مع جهات ليست إسرائيلية». وقد نشر النائب الأسبق لرئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية (الموساد)، رام بن باراك، تغريدة في شبكات التواصل الاجتماعي قال فيها إن الأميركيين يأتون الواحد تلو الآخر ليفهموا كيف يريد «القادة الأغبياء عندنا» أن يحاربوا إيران وهم يفتحون جبهات خلفية ملتهبة؛ مثل الهجوم الجنوني على أجهزة القضاء، والدخول في خلاف مع أكثر من 60 في المائة من السكان، وهناك جبهة أخرى تشتعل في المناطق الفلسطينية. وقال بن باراك، الذي كان حتى ما قبل شهرين رئيساً للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، وهو على اطلاع واسع على الأوضاع في الملف الإيراني، إن الأميركيين يستصعبون فهم السياسة الإسرائيلية في هذا الشأن. وهم قلقون من الشروخ المتنامية في المجتمع الإسرائيلي، ومن التصعيد في المناطق الفلسطينية، ويتساءلون عما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جاداً فعلاً في وضعه الموضوع الإيراني على رأس أجندته وهو يفتح جبهتين حادتين، كما هي الحال الآن. يذكر أن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أيضاً سيصل إلى إسرائيل يوم الأربعاء المقبل، ضمن جولة شرق أوسطية تشمل مصر والأردن. وقبل هذه الزيارة، سوف يتوجه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، إلى الولايات المتحدة (الأحد)، في زيارة لمدة يومين؛ حيث سيلتقيان مع مسؤولين في الإدارة الأميركية، بينهم مستشار الأمن، جيك سوليفان، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وستتركز المحادثات على إيران أيضاً. وأشارت «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي إلى أن زيارة ميلي لإسرائيل تأتي في ظل توتر بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية في الأسابيع الأخيرة، ومن بين أسباب التوتر قرار الحكومة الإسرائيلية شرعنة بؤر استيطانية عشوائية وبناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في المستوطنات، إلى جانب أقوال رئيس حزب «الصهيونية الدينية»، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى «محو قرية حوارة من الوجود»، والاستياء الأميركي من خطة إضعاف جهاز القضاء. وطالبت الإدارة الأميركية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالتنديد علناً بأقوال سموتريتش.

لكن نتنياهو يمتنع عن التنديد بأقوال سموتريتش، كما أنه هو نفسه شبّه المتظاهرين في تل أبيب ضد خطة إضعاف القضاء، والذين تعرضوا لعنف الشرطة، أول من أمس، بإرهاب المستوطنين في حوارة مطلع الأسبوع الحالي. ووصف ابنه يائير المتظاهرين بالإرهابيين، وتوعدهم بالاعتقال والمحاسبة. وقال مسؤولون أميركيون لنظرائهم في إسرائيل إنهم يخشون من ترجمة أقوال سموتريتش حول حوارة إلى اعتداءات إرهابية ينفذها مستوطنون، مثلما فعلوا يوم الأحد الماضي.

 

غروسي في إيران لزيادة عمليات التفتيش النووي بعد اقتراب طهران من عتبة صنع قنبلة نووية

لندن - طهران/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفايل غروسي، أمس الجمعة، إلى طهران؛ لإجراء مناقشات بشأن برنامج إيران النووي، وذلك بعد اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصّب بمستوى قريب من صنع قنبلة ذرية. وكان في استقبال غروسي في المطار، المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي. ومن المقرر أن يلتقي، خلال الزيارة التي تستغرق يومين، الرئيس إبراهيم رئيسي، ومدير المنظمة الإيرانية محمد إسلامي، ومسؤولين آخرين. ووفق تقرير، غير مُعَدّ للنشر، للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه «وكالة الأنباء الفرنسية»، يوم الثلاثاء، فقد جرى اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7 %؛ أي أقل بقليل من نسبة الـ90 % اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو الواقع تحت الأرض على بُعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة طهران. وبرّرت إيران، التي تنفي رغبتها في حيازة السلاح النووي، الأمر بالإشارة إلى «تقلّبات لا إرادية» أثناء عملية التخصيب، مؤكدة، في الوقت نفسه، «عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60 %». وكانت فرنسا، أول من أمس الخميس، قد وصفت «التطورات غير المسبوقة» بأنها «مُقلقة جداً». وسيسعى رفايل غروسي، خلال زيارته، إلى «وصول أقوى إلى الموقع ورفع عدد عمليات التحقق»، وفقاً لمصدر دبلوماسي في فيينا، كما يريد التفاوض بشأن تنفيذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمليات تفتيش مكثفة للمنشآت النووية، بعدما زادت إيران مؤخراً من عمليات تخصيب اليورانيوم. وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن غروسي سيتحدث بعد ذلك إلى الصحافة لدى عودته إلى فيينا، في نهاية يوم السبت.

وتأتي هذه الزيارة القصيرة بعد عام على الزيارة الأخيرة للدبلوماسي الأرجنتيني إلى طهران في مارس (آذار) 2022، في الوقت الذي بدا فيه من المحتمل التوصل إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات بين الدول الكبرى وطهران بشأن الملف النووي الإيراني. لكن في سياق جيوسياسي متقلّب بفعل الحرب في أوكرانيا، ضاعت هذه الفرصة. ومنذ ذلك الحين تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا وبعض دول الشرق الأوسط، مثل إسرائيل، بشأن تقدّم إيران باتجاه إنتاج قنبلة نووية. ولهذا يتمثل طموح الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في «إعادة إطلاق الحوار» بعد أشهر على توقفه، في الوقت الذي تتراجع فيه إيران تدريجياً عن موجبات الاتفاق المبرم في عام 2015 للحدّ من أنشطتها النووية، في مقابل رفع العقوبات الدولية. ووصل الاتفاق إلى طريق مسدود منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترمب. وتأمل طهران في أن يؤدي رفع العقوبات الدولية القاسية، ولو جزئياً، إلى انتعاش اقتصادها المنهَك، خصوصاً بسبب نقص الاستثمارات الأجنبية. وفي سباقها التكنولوجي، تُضاعف طهران عدد أجهزة الطرد المركزي في مواقعها المنتشرة بالبلاد، كما تُواصل تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية. وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ندَّد، في اجتماعه الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، بعدم تعاون إيران فيما يتعلق باكتشاف آثار يورانيوم مخصَّب عُثر عليها في 3 مواقع غير معلَنة. من جهته، أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز، عن قلقه حيال التقدم المفاجئ للبرنامج النووي الإيراني، معتبراً أن الإيرانيين لا يحتاجون سوى بضعة أسابيع لبلوغ نسبة 90 % من التخصيب، «إذا قرّروا تجاوز هذا السقف». لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لا تعتقد أن المرشد الإيراني علي خامنئي قرر «استئناف برنامج التسلح الذي نقدِّر أنه عُلّق أو أُوقف نهاية عام 2003». غير أنه أبدى قلقاً مماثلاً إزاء التطور «الخطير» في التعاون العسكري بين طهران وموسكو. ويرى البعض أن من الممكن أن تُزوّد موسكو طهران بمُعدات عسكرية متطورة، مما يمكّن الأخيرة من التعامل بشكل أفضل مع التهديدات.

 

أكثر من 40 إصابة في أحدث «هجمات السمّ» على مدارس البنات الإيرانية والسلطات أوقفت 4 أشخاص بتهمة تعنيف والدة طالبة

لندن - طهران/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

استمرت أمس سلسلة الهجمات المتعمدة بالغازات السامة التي ضربت عشرات المدارس في إيران. واستهدف هجوم جديد مدرسة ثانوية بمدينة أردبيل شمال غربي إيران، في وقت أعربت فيه «اليونيسيف» عن قلقها، بموازاة مطالبة أميركية لطهران بالتحقيق في الأحداث.

وأفادت قناة «اللجنة التنسيقية لنقابات المعلمين» على «تلغرام» بأن هجوماً جديداً بمواد سامة أصاب أكثر من 40 طالبة بمدرسة ثانوية في مدينة أردبيل، ذات الأغلبية الأذرية التركية. وقالت القناة: «عانت تلميذات من غثيان وضعف في العضلات والتهاب الحلق، بعد تنشق رائحة كريهة»، مشيرة إلى نقلهن للمستشفى لتلقي العلاج. وأضافت في تقرير: «لحسن الحظ؛ فإن الحالة الصحية لجميع الطالبات اللائي نُقلن إلى المستشفى جيدة».

وأفادت قناة «بي بي سي - فارسي»، الخميس، بأن أكثر من 1000 طالبة في 60 مدرسة، تعرضن للتسمم بالغاز، في سلسلة من الحالات المسجلة منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت وسائل إعلام حكومية إن الرئيس إبراهيم رئيسي وجه تعليمات «طارئة» إلى وزير الداخلية أحمد وحيدي بـ«متابعة القضية في أسرع وقت ممكن... وإطلاع» الناس على سير التحقيق من أجل «تبديد مخاوف الأهالي». وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن حالات التسمم رصدت في نحو 10 مدارس على الأقل. ونقلت «رويترز» عن وسائل إعلام رسمية أن الهجمات وقعت في أكثر من 30 مدرسة في 4 مدن على الأقل.

وقدرت المتحدثة باسم لجنة الصحة البرلمانية، زهراء شيخي، الأربعاء، إصابة نحو 800 طالبة في مدينة قم منذ تسجيل أولى حالات التسمم عبر الجهاز التنفسي في أواخر نوفمبر الماضي، و400 في بروجرد (غرب). وجرى إدخال بعض التلميذات إلى المستشفى لفترة وجيزة. وأشارت وسائل إعلام محلية إلى إصابة الفتيات بشلل مؤقت. وقال وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، إن مئات الفتيات الإيرانيات في مدارس مختلفة تعرضن لهجمات «تسميم خفيفة» خلال الأشهر القليلة الماضية، وإن الإصابة ليست لها أعراض جانبية. وقالت وزارة الصحة الأحد إن «بعض الأفراد» يسعون عبر ذلك إلى «إغلاق كل المدارس؛ خصوصاً مدارس الفتيات».

وأثارت القضية غضباً في البلاد، وندد البعض بصمت السلطات عن العدد المتزايد من المدارس التي شهدت هذه الظاهرة. وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تجمعات لأسر الطالبات، وتُسمع فيها هتافات منددة بالنظام، كما ردد بعض الأهالي شعار: «المرأة... الحياة... الحرية» الذي تحول إلى شعار أساسي في الاحتجاجات التي هزت البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» بدعوى «سوء الحجاب» في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وزاد غضب الإيرانيين على شبكات التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو على نطاق واسع يظهر رجلاً يرتدي ملابس مدنية يشد والدة من شعرها بعنف أمام مدرسة للبنات في طهران. حضرت الأم أمام مدرسة ابنتها في طهران، بعدما أُبلغت بأن طالبات أصبن بتسمم جراء تنشق نوع من الغاز. وأعلن وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، والقضاء والشرطة العمل على معاقبة الفاعل في أسرع وقت. وقالت السلطات إنها أوقفت 4 أشخاص.

وقالت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «4 أشخاص أوقفوا على خلفية قضية المرأة التي تعرضت للضرب أمام مدرسة (أبان 13)». وكانت شرطة طهران قد أصدرت بياناً أعلنت فيه «عدم تورط» أي شرطي «بشكل مباشر أو غير مباشر في هذه الواقعة».

والمعروف أن عناصر وزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات «الحرس الثوري» ينتشرون بملابس مدنية في مواقع تشهد احتجاجات. ولم يجر توقيف أي شخص على خلفية القضية حتى الآن. وكانت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» قد أعلنت اعتقال 3 أشخاص، لكن وزير الداخلية أحمد وحيدي؛ وهو من جنرالات «الحرس»، قد نفى الخبر. يأتي تفاقم ظاهرة تسمم الفتيات بعد مرور 6 أشهر على وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 عاماً، في 16 سبتمبر الماضي بعد اعتقالها لدى «شرطة الأخلاق» في طهران بدعوى «سوء الحجاب». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، مساء الأربعاء، إن الولايات المتحدة حثت إيران الأربعاء على التحقيق في التقارير التي أفادت بتعرض فتيات في مدارس مختلفة لهجمات بسم خلال الأشهر الماضية. وقالت منظمة «اليونيسيف» في حسابها الخاص بإيران على «تويتر» إنها «تتابع الأخبار المتعلقة بحالات تسمم التلاميذ في المدارس». وقالت في تغريدة باللغة الفارسية: «المدرسة ملاذ آمن للأطفال والمراهقين للتعلم في بيئة آمنة وداعمة». وحذرت المنظمة من «التأثير السلبي» لمثل هذه الأحداث على المعدل المرتفع لتعليم الأطفال؛ خصوصاً الفتيات، الذي تحقق خلال العقود الأخيرة في إيران. وقالت المنظمة إنها «مستعدة لتقديم أي دعم». وكتب السفير البريطاني في طهران، سايمون شيركليف: «بصفتي أباً؛ أتعاطف مع كل الآباء والأمهات الإيرانيين (والإيرانيات) القلقين على أطفالهم في المدارس بسبب سلسلة حالات التسمم التي لا تتوقف».

 

رئيسي يلوم {الأعداء} في قضية التسمم... ومطالب دولية بالتحقيق

إصابة 21 طالبة جامعية في إيران... وإمام جمعة زاهدان ربطها بقمع الاحتجاجات

لندن - طهران/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

ألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس، بمسؤولية تعرض مئات من طالبات المدارس الثانوية في أنحاء البلاد للتسميم، على أعداء لبلاده، فيما انضمت الأمم المتحدة وألمانيا إلى مطالب دولية بـ«تحقيق شفاف» لكشف «جميع حالات» تسميم طالبات في إيران. وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها جنيف، إن هجمات السم استهدفت 37 مدرسة، في 4 مدن على الأقل، وبدأت الهجمات في نوفمبر (تشرين الثاني) بمدينة قم، لكنها اشتدت الأسبوعين الماضيين، مما دفع بعض أولياء الأمور إلى منع بناتهن من الذهاب للمدارس. وعلق الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لأول مرة على الحادث في خطاب عام. وقال في كلمة أمام حشد بجنوب إيران أمس، للتلفزيون الرسمي على الهواء: «هذا مخطط أمني لإحداث الفوضى في البلاد مع سعي الأعداء إلى بث الخوف وانعدام الأمن بين أولياء الأمور والتلميذات». وكانت إيران قد ألقت باللوم على الدول الغربية بإذكاء الاحتجاجات التي اجتاحت عموم إيران، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب. وقال وزير الصحة الإيراني بهرام عين اللهي الثلاثاء، إن مئات الفتيات في مدارس مختلفة عانين من التسمم. وأشار بعض السياسيين إلى احتمال استهدافهن من جماعات معارضة لتعليم الفتيات. وأمس، أفادت وكالة «إيسنا» الحكومية نقلاً عن شهرام صيادي، رئيس جامعة الطب في محافظة البرز المجاورة للعاصمة طهران، بأن عدداً من طالبات هذه الجامعة أصبن بالتسمم خلال وجودهن في السكن الجامعي. وقال صيادي إن 21 طالبة جرى نقلهن مساء الخميس، إلى المستشفى بـ6 سيارات إسعاف وحافلة. وأضاف: «جميعهن بحالة جيدة ويغادرن المستشفى تدريجياً».

- اعتقالات

قبل ذلك، نشرت وكالتا «فارس» و«تسنيم» التابعتان لـ«الحرس الثوري»، تسجيل فيديو من سائق شاحنة، أوقفته السلطات بدعوى نشر مواد سامة قرب مدرسة. وكانت الداخلية الإيرانية قد نفت تقارير عن اعتقالات. وقال رضا كريمي صالح، نائب حاكم ضاحية برديس بشمال شرقي طهران، إن ناقلة وقود عثر عليها بجوار مدرسة في إحدى ضواحي طهران رصدت أيضاً في مدينتين أخريين، ومن المحتمل أن تكون متورطة في حوادث التسميم. وأفاد بأن السلطات صادرت الناقلة وألقت القبض على سائقها، حسبما نقلت «رويترز» عن وكالة «تسنيم». وأوضح أن الناقلة نفسها كانت أيضاً في قم وبروجرد بإقليم لرستان بغرب إيران، حيث عانت تلميذات أيضاً من التسميم. ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل. وقال صالح، في إشارة إلى منطقة برديس: «الحراس في موقف للسيارات، حيث كانت ناقلة الوقود متوقفة، أصيبوا أيضاً بالتسمم».

- تحذير من استياء عام

لم يحدد الرئيس الإيراني من هؤلاء «الأعداء»، ولم يقدم دليلاً على اتهاماته. وفي أدبيات المسؤولين الإيرانيين يقصد بـ«الأعداء» عادة الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى تتهمها طهران بالعمل ضد مصالحها. في الأثناء، قال خطيب جمعة زاهدان، وأبرز رجال الدين السنة في إيران، عبد الحميد إسماعيل زهي، إن «كثيرين يعتقدون أن التسمم في المدارس هو استمرار لقمع الاحتجاجات». وأثارت القضية موجة غضب في البلاد، حيث استنكر البعض صمت السلطات حيال تزايد عدد المدارس المعرضة للخطر. وحذر إسماعيل زهي، السلطات، من أن الهجمات على المدارس ستؤدي إلى استياء عام بين الإيرانيين. وقال: «تسمم التلميذات عمل غير إنساني ومعادٍ للإسلام وعداء مع تعليم النساء وانتقام من حراكهن». وقال: «نأمل في تحديد هوية المسؤولين عن الجريمة المتسلسلة ومحاسبتهم على أفعالهم». وانتقد إسماعيل زهي، السلطات الإيرانية، على «الكذب» بشأن قتل المحتجين، وكذلك بشأن الهجمات بالغاز السام على مدارس البنات. وقال: «الفتيات اللاتي شاركن في الاحتجاجات الآن يواجهن هذا التعامل». ودعا إلى وقف مثل هذه التصرفات، وقال: «من يعلمون ولا يتصدون لهذا السلوك لا يستحقون بلادنا». وأضاف: «من يصدق أن المسؤولين والأجهزة الأمنية والعسكرية لا تعرف (المنشأ)؟ يعرفون أشياء بديهية على وجه السرعة، لكن لا يعرفون قضية انتشرت على نطاق واسع»، منتقداً إنكار بعض المسؤولين لوقائع الاحتجاجات، وقال: «أسوأ حاكم يكذب على أمته... الكذب أسوأ أنواع فنون الحكم»، وأضاف: «أكاذيب رجل الدين هي أسوأ أنواع الأكاذيب». من جانبه، قال إمام الجمعة وممثل المرشد الإيراني في مشهد، رجل الدين المتشدد أحمدي علم الهدى، إنه تجب «مواجهة نزع الحجاب». وقال علم الهدى وهو والد زوجة الرئيس الإيراني: «اليوم، حرب العملة وإشاعة سوء الحجاب، استراتيجيتان للعدو وتجب مواجهتهما». وقال: «لا يمكن للقوة الأمنية للنظام أن تبدي مرونة في هذا المجال... يجب عليكم جميعاً، نساء ورجالاً، أن تواجهوا تيار نزع الحجاب».

- طهران مطالبة بالتحقيق

في جنيف، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة)، إلى إجراء تحقيق بشفافية في الهجمات. وقالت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني، في إفادة صحافية: «نعبر عن قلقنا العميق إزاء الاشتباه باستهداف الفتيات عمداً في ظروف تبدو غامضة». وأضافت أنه ينبغي إعلان نتائج التحقيق الحكومي وتقديم الجناة إلى العدالة. من جانبها، تبقى منظمة الصحة العالمية على اتصال بالسلطات الصحية الإيرانية. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن الوكالة على اتصال مع السلطات الصحية الوطنية والمتخصصين في المجال الطبي بشأن هذه الحوادث، وكانت «تستخدم وسائل أخرى لاستيعاب ما حدث بشكل أفضل حتى تكون لدينا أدلة أفضل». بدورها، قالت أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية اليوم (الجمعة)، إن تقارير عن هجمات بالسم تستهدف تلميذات في إيران، صادمة، ويجب التحقيق فيها بشكل كامل، لتنضم بذلك ألمانيا إلى الولايات المتحدة في التعبير عن المخاوف من الأمر. وكتبت بيربوك على «تويتر»: «يجب أن تتمكن الفتيات من الذهاب إلى المدرسة بلا خوف... هذا حقهم الإنساني ببساطة. يجب التحقيق بشكل كامل في كل الحالات».

 

واشنطن تضيف شركات إيرانية إلى لوائح العقوبات

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

أضافت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، شركات شحن وبتروكيماويات، إيرانية أو مرتبطة بإيران، بما في ذلك شركتا شحن مقرهما الصين، إلى لوائح العقوبات التي تفرضها واشنطن على النظام في طهران. واستهدفت العقوبات الجديدة أيضاً 20 سفينة شحن مرتبطة بشركات في الصين وفيتنام والإمارات العربية المتحدة، وفقاً لما أوردته وزارة الخزانة الأميركية في موقعها على الإنترنت، استناداً إلى أمر تنفيذي صدر عام 2018 بغرض استهداف قطاعات النفط والمال والنقل الإيرانية. وقبل أسابيع، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 9 شركات أعلنت أنها «متورطة في إنتاج أو بيع أو شحن منتجات نفطية إيرانية بمئات الملايين من الدولارات إلى مشترين في آسيا». وتعد هذه العقوبات أحدث إجراء من إدارة الرئيس جو بايدن للحد من قدرة الحكومة الإيرانية على جني الأموال من منتجات الطاقة الخاضعة للعقوبات، في وقت لا تزال فيه جهود إحياء الاتفاق النووي الإيراني متعثرة، فيما تواصل إيران تزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في غزو أوكرانيا. وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، براين نيلسون، إن «إيران تلجأ بشكل متزايد إلى المشترين في شرق آسيا لبيع منتجاتها البتروكيماوية والنفطية، في انتهاك للعقوبات الأميركية»، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تواصل التركيز على استهداف مصادر طهران للعائدات غير المشروعة، وستواصل فرض عقوباتها على أولئك الذين يسهلون هذه التجارة عن عمد».

 

السجينات الإيرانيات يرفضن الاستسلام

باريس/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

أنشدت معتقلات في سجن إيفين في طهران بشجاعة أغنية «بيلا تشاو» الثورية باللغة الفارسية في حركة تحدٍ ودعم للاحتجاجات في إيران على الرغم من المخاطر التي تهدّدهن، وسجّلت ابنة إحدى السجينات صوتهن خلال اتصال هاتفي. وقالت النساء «اسمعوا جيداً: واحد، اثنان، ثلاثة»، وبدأن بالغناء. وتابعن «كل واحدة منا للجميع والجميع لكل منا»، وهن يضحكن ويصفقن. يعود المقطع الصوتي اللافت إلى يناير (كانون الثاني)، ونشرته ابنة إحدى السجينات على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح رمزاً لشجاعة النساء المحتجزات في هذا السجن المعروف بظروفه الصعبة جداً، واستعدادهن لمواصلة دعمهن للاحتجاجات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. والعديد منهن محتجزات منذ سنوات مثل الناشطة البيئية نيلوفر بياني التي اعتقلت في 2018. وأمضت أخريات السنوات العشر الأخيرة بين السجن والإفراج عنهن ثم العودة إلى السجن. قُبض على بعض المحتجزات قبل وقت طويل من اندلاع حركة الاحتجاج التي تتقدمها نساء واندلعت في أنحاء مختلفة من إيران عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً)، في 16سبتمبر (أيلول) بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق في طهران بدعوى سوء الحجاب.

- حيلة إعلامية

ويتزايد عدد السجينات في سجن إيفين نتيجة قمع الاحتجاجات. وأُفرج عن نساء عديدات خلال الأسابيع الماضية بينهن الصحافية والناشطة في مجال حقوق النساء عليا مطالب زاده التي نشرت ابنتها التسجيل الصوتي لأغنية «بيلا تشاو» وانتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، والباحثة الفرنسية - الإيرانية فريبا عادلخاه المحتجزة في إيران منذ يونيو (حزيران) 2019، وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي. وكانت طهران أعلنت قبل فترة وجيزة العفو عن «عدد كبير» من المدانين، من بينهم بعض المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة. لكن مدافعين عن حقوق الإنسان وصفوا العفو بأنه «حيلة إعلامية» بينما ما زالت ناشطات عديدات في السجن، بينهن الناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي، والناشطتان البيئيتان سبيده كاشاني ونيلوفر بياني التي حُكم عليها عام 2020 بالسجن عشر سنوات بتهمة «التجسس، والمدافعة عن حقوق العمال سبيده غوليان، والناشطة الألمانية - الإيرانية في مجال حقوق الإنسان ناهد تقوي». وقالت ياسمين رمزي، نائبة مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن تلك النساء محرومات من حرياتهن؛ لأن الهيئة الحاكمة في إيران «ترتجف من كلماتهن». وأضافت «الحجاب ركن من أركان الثورة الإسلامية، وكذلك خضوع النساء. يكرهون سماع النساء وقولهن أستطيع أن أفعل ما أريد!».

- صوت الثورة

ووجّه مركز حقوق الإنسان في إيران عريضة وقّعتها نحو 40 منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان إلى السويد، الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، تدعو الدول الأعضاء إلى استدعاء السفراء الإيرانيين لدى بلادهم بمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 مارس (آذار) ومطالبتهم بـ«الكف عن سجن النساء وممارسة العنف بحق اللواتي يطالبن بحقوقهن وحرياتهن الأساسية في إيران، ووقف العنف الجسدي والجنسي ضد المعتقلات والمتظاهرات». وبرزت نرجس محمدي، وهي إحدى النساء اللواتي غنّين «بيلا تشاو»، كإحدى أكثر السجينات انتقاداً للأوضاع في الأشهر الأخيرة. ونددت بأوضاع السجن في إيفين وأيدت الاحتجاجات. وفي ديسمبر (كانون الأول)، نشرت رسالة مفتوحة من السجن كاشفة عن اعتداءات جنسية تعرضت لها معتقلات، وأشارت إلى حالات اغتصاب نساء أثناء استجوابهن. وقالت ياسمين رمزي «أثبتت النساء أنهن صوت التغيير والحرية والمساواة. أحد أسباب بقاء نرجس في السجن هو أن السلطات تخافها. تجعلهم يرتجفون».

ووصفت سبيده غليان، التي تقضي حكماً بالسجن لخمس سنوات بتهمة دعم إضراب، في رسالة مروعة نشرتها «بي بي سي» باللغة الفارسية في يناير، أساليب يستخدمها من يقومون بالاستجوابات لانتزاع اعترافات قسرية، وانتشار أصوات الصراخ في أنحاء السجن. وقالت «اليوم، الأصوات التي نسمعها (...) في أنحاء إيران أعلى من صرخات غرف الاستجواب، إنه صوت الثورة، صوت الحقيقة: امرأة، حياة، حرية»، في إشارة إلى شعار يُردّد خلال المظاهرات.

 

الكرملين حذر من إرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا قبل لقاء بايدن وشولتس

وطنية/03 آذار/2023  

حذّرت روسيا من أن إرسال شحنات أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى "إطالة" أمد النزاع، وذلك قبل لقاء في واشنطن بين الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس.  ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين  قوله:"نلاحظ أن الولايات المتحدة تواصل سياستها الهادفة إلى زيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا". وأضاف أن عمليات التسليم "لن يكون لها تأثير حاسم على نتيجة الهجوم (في أوكرانيا) لكن من الواضح أنها ستطيل أمد هذا النزاع وستكون لها تداعيات مؤسفة على الشعب الأوكراني". وتابع المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن "ذلك يضع عبئًا كبيرًا على اقتصاد تلك الدول وله تأثير سلبي على رفاهية مواطنيها، بما في ذلك في ألمانيا". ويستقبل جو بايدن المستشار الألماني أولاف شولتس في واشنطن اليوم  في ما يعد مناسبة لإظهار وحدة أمام موسكو وبكين. ووفق المتحدث باسم المستشار الألماني، فإن هذا الاجتماع يهدف خصوصا إلى التشاور بشأن تطورات النزاع في أوكرانيا والدعم الذي يمكن أن يقدمه حلفاء كييف.

 

قائد مجموعة فاغنر الروسية: مدينة باخموت الأوكرانية "محاصرة عملياً"

وطنية/03 آذار/2023  

اعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكريةاليوم أن قواته باتت "تحاصر عمليًا" مدينة باخموت حيث تتركز حالياً المعارك في شرق أوكرانيا. وقال يفغيني بريغوجين في فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق "تلغرام" واوردته "وكالة الصحافة الفرنسية": إن "وحدات فاغنر حاصرت باخموت عمليا، ولم يعد هناك سوى طريق واحد" للخروج من المدينة. ودعا بريغوجين، الذي يحارب رجاله على الخطوط الأمامية في هذه المعركة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إصدار أوامر للقوات الأوكرانية بالانسحاب من المدينة، التي دُمّر جزء كبير منها وحيث مُني الجانبان بخسائر كبيرة. وقال بريغوجين: "رغم أنّنا واجهنا في السابق جيشاً أوكرانياً محترفاً كان يقاتلنا، فإنّنا اليوم نرى المزيد والمزيد من كبار السن والأطفال. إنّهم يقاتلون، ولكن حياتهم في باخموت قصيرة، يوماً أو يومين".  وأضاف: "أعطوهم الفرصة لمغادرة المدينة، إنها محاصرة عملياً".

 

لافروف: روسيا تعتمد في سياسة الطاقة على شركاء موثوقين مثل الصين والهند ولكن ليس الغرب

وطنية/03 آذار/2023

نقلت "روسيا اليوم" عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، في منتدى ريسينا للحوار، في نيودلهي ، إن روسيا لن تعتمد بعد الآن على شركاء الطاقة الغربيين، وستعتمد في سياسة الطاقة على شركاء موثوق بهم، بما في ذلك الصين والهند. وقال ردا على سؤال حول تأثير الصراع في أوكرانيا على سياسة الطاقة الروسية: "الحرب التي نحاول وقفها والتي بدأها الغرب ضدنا باستخدام الشعب الأوكراني، بالطبع أثرت على السياسة الروسية، بما في ذلك سياسة الطاقة. والأمر بإيجاز هو أننا لن نعتمد بعد الآن على أي شركاء في الغرب". وشدد على أن روسيا "لن تسمح لهم (الغرب) بتفجير المزيد من خطوط الأنابيب". أضاف: "ستكون سياسة الطاقة الروسية من الآن فصاعدا موجهة نحو شركاء موثوق بهم، أولئك الذين يمكن الوثوق بهم، الهند والصين، بالطبع من بينها". وجدد لافروف في وقت سابق تأكيده على موقف روسيا الذي يطالب بضرورة إجراء تحقيق عاجل وشفاف في الهجمات الإرهابية التي استهدفت خطوط أنابيب نقل الغاز "السيل الشمالي".

 

خيرسون: الوحدات الأوكرانية تواصل قصف البنية التحتية المدنية

وطنية/03 آذار/2023  

أفادت خدمة الطوارئ في منطقة خيرسون بأن القوات الأوكرانية تواصل قصف البنية التحتية المدنية في التجمعات السكنية على الضفة اليسرى لنهر دنيبر ، بحسب "روسيا اليوم" . وأشارت إلى  أن الوحدات الأوكرانية أطلقت، أمس الخميس، 59 قذيفة مدفعية على المنطقة بما في ذلك التجمعات السكنية بيستشانوفكا وكازاتشي لاغيريا وكرينكي وكارداشينكا وساغي وكورسونكا ونوفايا زبوريفكا وأليوشكي. وتابعت أنه خلال الليلة الماضية قصفت القوات الأوكرانية البنية التحتية المدنية في التجمعات السكنية نوفايا كاخوفكا وكاخوفكا وغولايا بريستان وتافرييسك وكايري وكرينكي وكازاتشي لاغيريا وأطلقت عليها 49 قذيفة مدفعية. وذكرت أنه يتم الآن التأكد من المعلومات حول وقوع إصابات أو أضرار مادية.

 

باخموت تشتعل... وأوديسا تترقب هجوماً روسياً

بايدن وشولتز يبحثان منفردين في لقاء بالبيت الأبيض مستقبل الحرب في أوكرانيا

موسكو: رائد جبر - برلين: راغدة بهنام - واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

أمطرت قوات روسية ومرتزقة مجموعة «فاغنر»، آخر طرق الوصول إلى مدينة باخموت الأوكرانية المحاصرة بقذائف المدفعية أمس (الجمعة)، وهم بذلك على مقربة من تحقيق أولَ نصرٍ كبير لموسكو في نصف عام بعد أكثر معارك الحرب دموية. وقال يفغيني بريغوجين رئيس «فاغنر»: «وحداتنا حاصرت تقريباً باخموت، ولم يعد هناك سوى طريق واحد، والأمور تزداد إحكاماً». وتزايدت المخاوف الأوكرانية من شن هجوم مباغت من جهة الغرب، باتجاه مدينة أوديسا، وهي المدينة الكبرى الوحيدة على البحر الأسود التي أخفقت محاولات روسيا للسيطرة عليها، منذ بدء العملية العسكرية في فبراير (شباط) من العام الماضي. من جهة أخرى، بدأ المستشار الألماني أولاف شولتز، الجمعة، زيارة للولايات المتحدة وبحث في لقاء منفرد مع الرئيس جو بايدن مستقبلَ الحرب في أوكرانيا. وعملت واشنطن وبرلين معاً بشكل وثيق، لتزويد كييف بالمساعدات العسكرية والإنسانية، ولكن كانت هناك أيضاً خلافات حول قضايا مثل توفير الدبابات، وشعرت واشنطن أحياناً بالإحباط من تردد برلين. وأكد منسق الاتصالات الاستراتيجية لدى مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أنَّ على جدول أعمال النقاشات «التحديات التي تطرحها الصين»، في وقت تتَّهم فيه واشنطن بكين بدراسة تسليم موسكو أسلحة. من جهة أخرى، نقلت مجلة «فورين بوليسي» عن مسؤولين أميركيين، وفي حلف «الناتو»، أن موسكو تنوي تزويد طهران بمقاتلات ومروحيات وأنظمة دفاع جوي، مقابل بناء الأخيرة مصنعاً للمسيّرات في روسيا. أوديسا تتحصن تحسباً لهجوم روسي من جهة الغرب

 

واشنطن تفرض عقوبات على مساعد وزير العدل الروسي وقضاة بسبب توقيف المعارض فلاديمير كارا مورزا بتهمة «نشر معلومات كاذبة» حول النزاع في أوكرانيا

واشنطن: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، فرض دفعة جديدة من العقوبات بحق ستة مسؤولين روس من بينهم مساعد وزير العدل والقضاة المسؤولين عن اعتقال المعارض الروسي فلاديمير كارا مورزا والتحقيق معه بتهمة «نشر معلومات كاذبة» حول النزاع في أوكرانيا. وقد اعتقل المؤرخ والمدافع عن حقوق الإنسان مورزا (41 عاما) في أبريل (نيسان) في موسكو بعد ان انتقد الهجوم الروسي مما قد يعرضه لعقوبة بالسجن تصل إلى 35 عاما. وتتهمه السلطات الروسية بالقاء خطاب أمام نواب في ولاية أريزونا الأميركية اتخذ خلاله «موقفا ضد نظام (فلاديمير) بوتين وجرائم الحرب التي ترتكبها القوات المسلحة الروسية» في اوكرانيا كما ذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان. والأشخاص المستهدفون بالعقوبات هم مساعد وزير العدل أوليغ سفيريدينكو والقاضية المسؤولة عن التحقيق إيلينا لينسكايا والمحقق أندريه زاداشين ودانيلا ميخييف التي تدخلت كخبيرة خلال جلسة الاستماع لاقوال كارا مورزا. كما تم استهداف قاضيين آخرين هما ديانا ميشينكو وإيليا كوزلوف. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تغريدة إن «محاولات الكرملين لإسكات المنتقدين مثل فلاديمير كارا مورزا لن تنجح في إخفاء الحقيقة بشأن حربه في أوكرانيا»، داعيا إلى «الإفراج الفوري عنه مع سجناء الرأي الآخرين». تطال العقوبات هؤلاء الاشخاص «لتورطهم في انتهاك خطير لحقوق الإنسان بحق فلاديمير كارا مورزار175 بموجب قانون ماغنيستكي الذي يسمح للولايات المتحدة بمعاقبة المسؤولين عن هذا النوع من الانتهاكات. ويحمل هذا القانون الذي تم تبنيه في 2012 في الولايات المتحدة اسم محام روسي توفي في الحبس الاحتياطي بعد كشف فضيحة فساد، وهو يسمح للإدارة الأميركية بفرض عقوبات على جميع المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في أنحاء العالم. وتنص العقوبات على تجميد أصول الاشخاص المستهدفين في الولايات المتحدة وكذلك الكيانات التي يمكن أن يكونوا فيها غالبية المساهمين بشكل مباشر أو غير مباشر. وتُضاف إلى ذلك العقوبات التي أصدرتها وزارة الخارجية وتمنع الأشخاص الستة وأقاربهم من دخول الولايات المتحدة. جدير بالذكر أن فلاديمير كارا مورزا هو نائب رئيس المنظمة غير الحكومية «أوبن راشا» التي أسسها رجل الأعمال ميخائيل خودوركوفسكي.

   

زيلينسكي: لا بد أن تتحمل روسيا مسؤولية الحرب

كييف/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيتعين على الدولة الؤوسية والقيادة العسكرية الروسية يوما ما تحمل مسؤولية الحرب العدوانية على أوكرانيا. وقال في خطابه المسائي عبر الفيديو إن هذا الأمر كان الموضوع الرئيسي لمؤتمر عقد الجمعة في مدينة لفيف، وضم ممثلين للاتحاد الأوروبي ومؤسسات أوروبية أخرى. وأوضح أن البحث تناول «مسؤولية روسيا وقيادتها - المسؤولية الشخصية - عن العدوان والإرهاب ضد بلدنا وشعبنا»، مضيفاً «وحين يحاسبون ستعود العدالة». ومعلوم أن أوكرانيا تحاول منذ أشهر تحقيق فكرة إقامة محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن الحرب. ووفقا لزيلينسكي، ناقش المدعون العامون ووزراء العدل من بلدان عديدة هذه المسألة في لفيف الجمعة. وقال الرئيس الأوكراني: «إننا نحشد أقصى مقدار من الدعم للمحكمة الخاصة بالعدوان الروسي على أوكرانيا... نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان نجاح المحكمة الجنائية الدولية في مقاضاة مجرمي الحرب الروس وأن تضمن سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية الوطنية محاكمات عادلة لجميع القتلة والجلادين الروس». وكانت وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال العدالة الجنائية (يوروجاست) قد أعلنت الشهر الماضي تأسيس مركز للتحقيقات الجنائية في الهجوم الروسي سيُفتتح في لاهاي الصيف المقبل، ويعمل على جمع أدلة يحتمل استخدامها في محاكمات مستقبلية. وقالت ميروسلافا كراسنوبوروفا ممثلة الادعاء الأوكرانية والعضو في «يوروجاست« إن القضاء الأوكراني وثق حتى الآن أكثر من 71 ألف جريمة حرب.

 

هجوم داخل روسيا يُمهّد لتصعيد المواجهة وموسكو تلوّح بـ«رد حاسم»... وكييف تنفي صلتها

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

بات الوضع في أوكرانيا مرشحاً لمزيد من تصعيد المواجهة بعدما شهدت مقاطعة بريانسك الروسية المحاذية للحدود مع أوكرانيا أمس (الخميس)، هجوماً لافتاً تضاربت المعطيات بشأنه بين الروايتين الروسية والأوكرانية. وقالت موسكو إن «وحدات من الكوماندوز الأوكراني» توغلت إلى البلدة الحدودية وأطلقت النار على سيارة متحركة قبل أن يقوم أفرادها باحتجاز رهائن، فيما نفت أوكرانيا صلتَها بالحادثة، ورجحت أن تكونَ الأجهزة الخاصة الروسية قد دبّرته لـ«تخويف الروس» أو أن تكون مجموعات معارضة لسياسات الكرملين نفّذت الهجوم. وزاد من الغموض حول الحادث غياب أي معلومات عن طبيعة تطورات الوضع في المنطقة التي شهدت الحادثة. كما أنَّ اختيار موقع الهجوم في مناطق الشمال، بعيداً عن خطوط التماس في الجنوب الأوكراني، أثار تساؤلات إضافية، فضلاً عن وقوع الهجوم على مقربة من الحدود البيلاروسية. وأفادت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، في بيان، أنَّ وحداتها بالتعاون مع قوات الجيش «حاولت تصفية مجموعة مسلحة من القوميين الأوكرانيين» عبرت الحدود. وعقد مجلس الأمن الروسي اجتماعاً طارئاً بحضور الرئيس فلاديمير بوتين، لبحث كيفية التعامل مع التطور، وقال بوتين إنَّ المهاجمين «فتحوا النار على مدنيين روس»، وتعهد بأنَّ الجيش الروسي «سيحمي المدنيين من النازيين الجدد والإرهابيين الذين لطالما عذبوا وقتلوا الناس من قبل في دونباس». وفتحت هذه العبارة على توقع اتخاذ روسيا تدابير لما وُصف بأنَّه «رد حاسم» على الهجوم.

هجوم بريانسك... معطيات متضاربة واستعدادات روسية لـ«رد حاسم»

 

روسيا والصين تحبطان بياناً لـ«العشرين» يدين الحرب وبلينكن وفيصل بن فرحان اتفقا على تكثيف مساعي السلم العالمي

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

فشل الاجتماع الوزاري لدول «مجموعة العشرين» في تمرير بيان يدين الحرب في أوكرانيا، بعدما تم إحباط الخطوة من قبل روسيا والصين. وعلى هامش الاجتماعات، واجه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، نظيره الروسي سيرغي لافروف، وجها لوجه في لقاء وجيز، بمطلب أن تنهي روسيا «حربها العدوانية» ضد أوكرانيا، كما دعاه إلى العودة إلى معاهدة «ستارت الجديدة» للحد من الأسلحة النووية وإطلاق المواطن الأميركي بول ويلان. وبعد يوم من الاجتماعات في العاصمة الهندية نيودلهي، أكد بلينكن حصول اللقاء الأول وجهاً لوجه لمدة أقل من عشر دقائق مع لافروف منذ إعلان روسيا الحرب ضد أوكرانيا قبل أكثر من عام. ودافع بلينكن عن المنظمات متعددة الجنسيات مثل مجموعة العشرين والأمم المتحدة، حيث غالباً ما أدَّت معارضة روسيا ودول أخرى إلى إعاقة إصدار بيانات إجماعية ضد الحرب. وتعليقاً على اللقاء مع لافروف، قال بلينكن: «قلت لوزير الخارجية ما سبق وأن قلته، على غرار كُثر آخرين، الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة وما قاله العديد من وزراء خارجية دول مجموعة العشرين اليوم: ضعوا حداً لهذه الحرب العدوانية وانخرطوا في دبلوماسية هادفة يمكن أن تثمر سلاماً عادلاً ودائماً». في المقابل، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنَّ بلينكن بادر إلى هذا اللقاء الذي كان عابراً. وخلال اجتماعات نيودلهي، أجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان محادثات ثنائية مع العديد من وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع. والتقى الوزير السعودي نظيره الأميركي واتفق معه على «تكثيف العمل المشترك لإرساء الأمن والسلم في المنطقة والعالم». كما استعرضا «العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها ودعمها في مختلف مجالات التعاون والتنسيق المشترك». الصين وروسيا ترفضان مطالبة موسكو بوقف الأعمال الحربية في أوكرانيا

 

رسالة بايدن وشولتز لروسيا: سندعم أوكرانيا ما دام ذلك ضرورياً

واشنطن/الشرق الأوسط/04 آذار/2023: «الشرق الأوسط»

وجه الرئيس الأميركي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز الجمعة رسالة وحدة من البيت الأبيض إلى روسيا، لكن أيضا إلى الصين بشكل غير مباشر. وهذه الزيارة الثانية للمستشار إلى واشنطن بعد زيارة أولى في 7 فبراير (شباط) 2022 حين كانت روسيا «تحشد قواتها» على الحدود الأوكرانية، كما قال بايدن من المكتب البيضوي، حيث أدلى الزعيمان بتصريحات موجزة للصحافة. ثم وعد الغربيون بـ«الرد» و«وفينا بوعدنا»، كما أضاف الرئيس الأميركي شاكرا شولتز الجالس إلى جانبه. وتابع «عززتم» الدعم لكييف، وذلك بعدما وافقت ألمانيا بعد تردد طويل على تسليم أوكرانيا دبابات.

من جهته، اعتبر شولتز أنه «من المهم جدا» توجيه «رسالة» تتعلق بأوكرانيا، وهي «"أننا سنواصل (دعمها) ما دام ذلك ضروريا». وتثير هذه الزيارة حفيظة الكرملين الذي حذّر قبل الاجتماع، من أنّ إرسال شحنات أسلحة غربية جديدة لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة «نلاحظ أن الولايات المتحدة تواصل سياستها الهادفة إلى زيادة شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا». وأعلن البيت الأبيض الجمعة مساعدة عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار تتكون أساساً من ذخائر. ولا يتضمن برنامج زيارة المستشار الألماني مؤتمرا صحافيا مشتركا الأمر الذي أثار تساؤلات في الصحافة الألمانية خصوصا في ظل الضبابية حول تسليم أوكرانيا دبابات ألمانية الصنع. وبالتالي، حاول الزعيمان تبديد هذا الانطباع وجزم شولتز بأن العلاقات الثنائية «جيدة جدا». ويضغط الرئيس الأميركي منذ وصوله إلى البيت الأبيض علناً على برلين لحضها على التخلي عن مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» الذي كان سيربطها بروسيا. كما كانت مسألة تسليم أوكرانيا دبابات مصدر توتر. ووافقت ألمانيا أخيرا في 26 يناير (كانون الثاني) على إرسال عدد من دبابات «ليوبارد» إلى أوكرانيا، مما أعطى الدعم العسكري الذي يتلقاه هذا البلد بوجه الغزو الروسي بعدا جديدا. كما وعدت الولايات المتحدة بإرسال مدرعات، الأمر الذي أثار في الأيام الأخيرة تفسيرات مختلفة. وأقر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان الأحد بالتوتر بين البلدين كاشفاً أن ألمانيا شددت على أنها لن ترسل دباباتها «إلا إذا وافق الرئيس ايضا على إرسال دبابات أبرامز». وأوضح أن بايدن «قرر بالأساس عدم إرسال (مدرعات) لأن عسكريّيه قالوا له إنها لن تكون مفيدة في ساحة المعركة». لكن إزاء إصرار ألمانيا، بدل الرئيس الأميركي موقفه وتصرف «من أجل وحدة صف الحلف (الأطلسي) ولضمان حصول أوكرانيا على ما تريد». وأكد الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الخميس أن على جدول أعمال النقاشات أيضا «التحديات التي تطرحها الصين»، في وقت تتهم واشنطن بكين بالنظر في تسليم موسكو أسلحة. ولاحظ البيت الأبيض بارتياح تحذير المستشار الألماني بكين علانية من تقديم دعم عسكري لروسيا.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اتفاق الطائف طُبِّق عكسه: قانون انتخاب عصري، مجلس شيوخ، استقلال القضاء، حرية الزواج المدني، هيئة الغاء الطائفية، تطبيق قانون الإثراء غير المشروع

المحامي عبد الحميد الأحدب/03 آذار/2023

القرن العشرين كان قرن "العقائد" في السياسة، كما الحزب النازي، كما الحزب الشيوعي، كما الإخوان المسلمين، وكما الحزب القومي السوري، ثم تحول القرن الحادي والعشرين الى قرن "الهوية"!

وكان العالم يعيش منقسماً الى قسمين وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية انقسم العالم من جديد الى قسمين: الدول ذات النظام "العقائدي" والدول "الديمقراطية" التي فيها الحريات. وفي الدول العقائدية كان الحكم بيد حزب واحد هو الذي يحكم وفق مبادئه العقائدية والإقتصادية والإجتماعية، وكان الإقتصاد في يد الحزب الواحد الحاكم، أما في الدول الديمقراطية فالأحزاب متعددة الإتجاهات السياسية وكانت الإنتخابات هي التي تختار الحزب الحاكم الذي يمكن ان يتحالف مع أحزاب اخرى قريبة من سياسته اذا لم يكن عدد نوابه مُشكِّلاً الأكثرية.

القرن العشرين كان قرن الحرب الباردة منقسماً الى مجموعة من الدول العقائدية وعالم آخر محكوم من احزاب تؤمن بالهوية. في نهاية القرن العشرين سقط حائط برلين ولم يعد العالم منقسماً الى بارد وساخن، ولا الى عالمين، وهرع ابناء الدول العقائدية الى النظام الديمقراطي، ونشأت دول العالم الثالث التي خرجت من الوصاية والإنتداب لِتُكَوِّن رأياً عاماً وتخوض معارك فيما بينها وبقي تأثيرها نظرياً في مجرى الأحداث اكثر منه فعلياً!

لبنان خاض الحرب الأهلية الأولى سنة 1958 في أيام حلف بغداد، فكان العالم الديمقراطي يساند كميل شمعون والعالم العقائدي يساند المعارضة التي كان على رأسها كمال جنبلاط وصائب سلام وخلال هذه الحرب الأهلية اللبنانية حصل انقلاب خطير في العراق أطاح بالعائلة المالكة وعُلق ولي العهد الأمير عبد الإله على المشنقة وسُحل نوري السعيد في طرقات بغداد وأعلن النظام الجديد  تأييده لعبد الناصر، ونزل الأسطول السادس الأميركي على الشواطئ اللبنانية ونزلت فرق عسكرية في الأردن لحماية العرش الأردني وتغير وضع الحرب الأهلية في لبنان، دخلت اميركا مع عبد الناصر في مفاوضات تُبقي لبنان على الحياد ولا ينضم الى حلف بغداد ولا الى حلف في عالم الأنظمة العقائدية وانتهت الحرب الأهلية سنة 1958 بشعار صائب سلام: "لا غالب ولا مغلوب" واختارت اميركا وعبد الناصر اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية واستطاع فؤاد شهاب ان يُبقي الجيش على الحياد ويمنع إلتحام الطرفين بما يطيح بلبنان.

وبعد هزيمة العرب سنة 1967 قرر الفلسطينيون ان يأخذوا امرهم وشؤونهم بيدهم فبدأت منظمة "فتح" بقيادة الإستقلالية الفلسطينية ثم كانت "منظمة التحرير الفلسطينية" وتكاثرت المنظمات وصارت اقوى المنظمات هي منظمة التحرير التي اسسها ورئسها ياسر عرفات وذهبت كل منظمة الى دولة عربية ولكن لبنان في ذلك خرج من "اللا غالب واللا مغلوب" بعد هزيمة 1967 ليسقط في العالم العقائدي الذي كانت سوريا من اركانه. فسقط "اللا غالب واللا مغلوب" على صوت واحد في انتخابات رئاسة الجمهورية بفوز سليمان فرنجية وأخذ لبنان بسليمان فرنجية يقترب من عالم "العقيدة"، فاندلعت حرب اهلية جديدة بدأت "بالبوسطة" التي مرت في عين الرمانة تهتف لفلسطين وللعروبة في شوارع عين الرمانة حيث تسيطر "القوات اللبنانية الكتائبية" التي تميل الى العالم الديمقراطي فحصلت مجزرة بين اهالي عين الرمانة وسكان البوسطة أفضت الى اكثر من 25 قتيل وفي محاولة لتهدئة الوضع جرى توقيع اتفاق القاهرة الذي حلّل الحرام وحرّم الحلال واندلعت حرب اهلية محطتها الكبرى كانت بجيش الردع العربي مكوَّناً من فرقة من كل الدول العربية الذي انسحبت منه مع الأيام الفِرَق العسكرية العربية كلها وبقي الجيش السوري وحيداً في الساحة فصار جيش الردع العربي هو الجيش السوري وصارت السياسة في لبنان هي سياسة سوريا وصارت السلطة الفعلية في الطريق الجديدة، وأُحرقت السرايا وصارت القرارات السياسية تصدر من صبرا وشاتيلا ومن الرئيس الأقوى من الرئيس اللبناني هو ياسر عرفات. وقُصف القصر الجمهوري وانتقل رئيس الجمهورية الى جونية! وسقط لبنان في عالم "العقيدة" محكوماً من سوريا وضباطها وحافظ الأسد!

من سنة 1975 الى سنة 1989 اسقطت الحرب الأهلية الإسلامية الفلسطينية المسيحية اكثر من 200 الف قتيل الى أن كان الطائف لمحاولة العودة الى "اللا غالب واللا مغلوب"، ولكن المحاولة بالكاد أوقفت إطلاق النار ولم تُطبِّق ولا عالجت الأزمة علاجاً صحيحاً وحيادياً اذ ان اول من سقط من ضحاياها ثم اغتيل هو رئيس الجمهورية المنتخب في زغرتا رينيه معوض، صادقت على ما اتُّفق عليه في الطائف وسُمِّي "اتفاق الطائف". وكما اتفاق القاهرة اتفاق مار مخايل الذي ولّده اتفاق الطائف. القاهرة فتحت الباب صغيراً لسوريا فإن اتفاق الطائف فتح الباب عريضاً لسوريا فاستحكمت طبقة سياسية كبيرة ميولها الى العالم العقائدي وطبقة أصغر ميولها الى عالم الهوية.  

وكان اتفاق القاهرة مسنوداً من سوريا واتفاق الطائف مسنوداً من السعودية وكان بطل الطائف هو رفيق الحريري، ولما شعرت سوريا ان الأجواء أخذت تميل الى الخروج من "اتفاق القاهرة" وفي ذلك الوقت تنحى الشاه امبراطور ايران ليأتي الى الحكم الإيراني رجال الدين فتحول الطائف الى "اتفاق قاهرة" جديد مسنوداً من سوريا وايران.

ولكن الطائف أتى من حيث لا يريد، الى سوريا من جديد وأتى بإيران، وحل محل ياسر عرفات حسن نصرالله وحزب الله محل منظمة التحرير الفلسطينية وحصل خلل كبير بين الحرب الأهلية القائمة على "اتفاق القاهرة" والحرب الأهلية القائمة على اتفاق "الطائف".

في تطبيق اتفاق القاهرة، قاد الحرب الأهلية فيها منظمة ذكية قليلة الفساد أما مجموعة مار مخايل فأدار لبنان فيها مجموعة غاية في الغباء والفساد فانفجر الوضع في 17 تشرين 2019، ومر اتفاق الطائف بمحطات وكان العراق في حرب مع سوريا وساند العراق قبل غزوه للكويت حرباً مقنَّعة سُمِّيت حرب التحرير وقادها قائد الجيش ميشال عون ولكن الخطيئة التي ارتكبها العراق عَزَلَتْه عن العالم فاستعاد حافظ الأسد مكانته في حكم لبنان وصار صدام حسين معزولاً.

وعاد لبنان فاقداً سيادته من جديد: ايام اتفاق القاهرة محكوماً من "طريق الجديدة" وايام اتفاق مار مخايل محكوماً من الضاحية. هناك دمشق وهنا ايران.

واندلعت ثورة باردة وقفت باردة بدون قدمين عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون وصارت المعركة والحرب في انتخابات رئاسة الجمهورية وبين الحرب الأولى والثانية سقطت كل مؤسسات ومراكز الدولة ولم يعد في لبنان دولة بل صارت تحكمه دويلة، والجمر تحت النار والطائفية تغلي كما لم تغلِ في تاريخ لبنان الطائفي.

وقيادة الجبهتين كلها غباء وفساد، وهدير الحرب يطنّ في الآذان والكل يتكلمون والكل يجتهدون والكل يتخوّفون من الفوضى، ولكن لكل نائب رأي، في التايخ وفي اوقات كهذه يتقارب ويتّحد المتقاربون سياسياً للخروج من الأزمة ولكن لا أحد يحرّك ساكناً.

صمت وسكوت، والبلد ينزل اكثر في الهاوية وكأن اللبنانيين أصبحوا بلا مشاعر.

الأزمة أخلاقية بالدرجة الأولى والرأي هو الشيء الوسط بين العلم والجهل، وأكبر شرّ غير الظلم هو ان لا يدفع الظالم ثمن ظلمه.

 

لعنة موسى الشامي... المقتلة الأخلاقية!

نبيل بومنصف/النهار/03 آذار/2023

لن نستغرب ان يكون "التقزز" ولا اقل من ذلك ، الشعور الحقيقي الذي ينتاب اللبنانيين عند سماعهم او مشاهدتهم او قراءتهم للتصريحات السياسية السائدة في زمن بلوغ الانهيار المتعاظم حدود وضع لبنان عند مرتبة البلد الأول في لائحة البلدان المصابة بكوارث الانهيارات المالية والاقتصادية . تثبت وقائع الايام الاخيرة المثبت في انفجار واقع مجتمعي هو الأشد دراماتيكية في مآل شعوب تناوبت عليها المصائب والكوارث الى حدود ضياعها ضياعا تاما امام القدرة على التغيير والانتفاض وتبديل الأحوال فاذا بتداعيات الانهيار تتحول بالكامل الى الانسان اللبناني الضحية الف مرة .

ان ينتحر موسى الشامي تاركا اطفاله وعائلته فريسة المصيبة واليأس والفقر فيما نسمع ما نسمع من غرغرة السفاهات السياسية التي نعيشها وعقم لحس المبرد في الإجراءات المصرفية والمالية للجم أخر مراحل الانهيار المتدحرج ، فهي علامة انتحار المجتمع المدني المواطني المسحوق تحت وطأة يأس بلغ منتهاه المفجع ولا يجدي شيء بعد الان في احتوائه . هذا الجاري في يوميات اللبنانيين هو افظع من الجرائم المنظمة التسلسلية التي تخطف الضحايا تباعا بسياقات منهجية ، بل يرقى الى مستوى المجازر الجماعية التي لا حاجة معها الى الأسلحة والسواطير والسكاكين . وهذه الطبقة السياسية القابعة على حياة اللبنانيين ومصيرهم لم تعد مجرد عنوان مفجع قاتم لعار وطني مقيم فقط بل هي أسوأ شهادة قاتمة على عجز لبنان من ان يقوم من بين الأنقاض على ايدي من جدد انتخابهم قبل اشهر في اخطر انتحار عام .

قد يخفف من عقدة الذنب عند اللبنانيين ان يشاهدوا انفجارا شعبيا حادا في إسرائيل ، العدو الديموقراطي ، ضد حكومة اليمين المتطرف ورئيسها بعد أسابيع فقط من تشكيلها ووسط تساؤلات غريبة عن شعب يوصل أكثرية الى الحكم وينتفض ضدها بعد أسابيع . كما قد يخفف غلواء القهر عندنا ان نستعيد تجارب شعوب في بلدان غربية وشرقية ولاتينية انتخبت رؤساء – ظواهر في السياسات المتطرفة العوجاء وتكبدت بسببهم اثمانا كارثية . لكن المقارنات تسقط في لبنان امام عصف الانهيار التاريخي غير المسبوق الذي دفع بلبنان الى التقدم نحو تصدر قائمة الانهيارات الاضخم تاريخيا منذ قرنين فيما طبقته السياسية الراهنة لا تزال تقيم على كراسي مواقعها ولا تزال تستسهل مقتلة اللبنانيين في كل دقيقة تحت وطأة ارتهان وعمالة جزء كبير من هذه الطبقة وعجز وقصور ورعونة جزء اخر منها وفي كل الأحوال ثبوت ما لا يحتاج الى اثبات من قيام هوة مرعبة بين هذه الطبقة عموما وناسها واللبنانيين بشكل عام . اخطر ما يعاني منه اللبنانيون الذين تبلغ نسبة اليأس عند جماعات وافراد منهم حدود الانتحار انهم لا يجدون استشعارا صادقا حقيقيا مع معاناتهم لدى من يمثلونهم حتى يذرف هؤلاء دموع التماسيح على كارثة لبنان . انها علامة "جديدة" لم تكن في غابر الحقبات حتى الحربية والقتالية التي مرت على لبنان . كان زعماء تلك الحقبات وساستها ، وعلى رغم كل ما مر في تاريخ الحروب والأزمات ، اكثر التصاقا واشد صدقا و"اقرب الى القلوب" ممن خلفهم لاحقا وحتى الساعة في ما يسمى ساسة لبنان . انها ظاهرة سقوط عارم يتعين فيها توقع اسقاط الساسة لا انتحار الناس يأسا . واقله احترموا انفجار هذا اليأس وكفوا عن "الضرب على أعصاب" اللبنانيين وانكفئوا عن المشهد الكارثي لئلا تلاحقكم اللعنات الى يوم الدينونة !

 

ماذا يُحضّر «السياسي» عباس ابراهيم؟

عماد مرمل/الجمهورية/03 آذار/2023

للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، أمضى اللواء عباس ابراهيم، في اليوم الأول بعد تقاعده، «صبحية طبيعية» مع زوجته التي احتفَت بهذا «الانجاز العائلي» غير المسبوق، فيما باشَر ابراهيم التخطيط الهادئ لتفاصيل الدور الذي سيؤديه في المرحلة المقبلة. لكنّ ابراهيم لن يستغرق، على الارجح، كثيراً من الوقت في الاستعداد للدور الجديد او المتجدد الذي تبدو معالمه واضحة بالنسبة إليه، خصوصاً انّ تجربته الغنية على مستوى هندسات «الأمن السياسي» خلال سنوات خدمته، ستسمح له باختصار المراحل والمسافات نحو بلورة موقعه المقبل، مُتكئاً على شبكة واسعة من العلاقات وعلى خبرة وافية في التعامل مع الملفات. ويتجه ابراهيم نحو اعتماد مكتب للاستقبالات الرسمية والدبلوماسية والأنشطة السياسية، الى جانب عقد اللقاءات الشعبية، علماً انه كان لافتاً انّ زوار ابراهيم في منزله خلال اليوم الأول لتقاعده، كانوا في أغلبهم من أصحاب المشكلات والقضايا العالقة الذين قصدوه طلباً لمساعدته في معالجتها، وكأنهم يشعرون بأنه لم يُبارح بعد مركزه. كذلك، من المتوقع ان يلتقي ابراهيم قريباً مجلس نقابة المحررين حيث سيرسم أمامه مساره المستقبلي المُفترض وسيُحدد مواقفه حيال بعض التحديات السياسية وملابسات تعذّر التمديد له، فيما يلفت المطلعون على ما يخطط له ابراهيم الى انه لا يريد حَصر حضوره ضمن البيئة الشيعية وانه يتطلّع الى ان يكتسب حراكه المقبل بُعداً عابراً للطوائف والاصطفافات، تماماً كما كان خلال قيادته الأمن العام. وقد فتح عدم التمديد للواء ابراهيم في قيادة الأمن العام الباب على اجتهادات وتفسيرات واسعة، ذهب أغلبها الى إضفاء نوع من «الشبهة السياسية» حول اسباب ما جرى معه.

ولئن كان لدى ابراهيم شيء من العتب، ولو بدرجات متفاوتة، على بعض الذين كانوا معنيين بملف التمديد له، الا انّ العارفين يؤكدون انه غير «زعلان» لاقتناعه بأن لا مفر عاجلاً أم آجلاً من أن يغادر أيّ موظف أو مسؤول مهما علا شأنه، المنصب الذي يشغله، فالمسألة في رأيه هي مسألة وقت، «ومَن لم يتقاعد اليوم سيتقاعد غداً».

وأكثر ما أراحَ ابراهيم، وفق المحيطين به، هو انّ التجاذب الحاد الذي حصل حول التمديد لولايته من عدمه قد انقلب لصالحه شعبياً، بعدما ساهمت كثرة الاخذ والرد في «استفزاز» شريحة من الناس المُنحازين إليه، وأدّت الى توليد موجة تعاطف معه.

ولئن كان هناك من يعتبر بأنّ ثنائي حركة أمل - «حزب الله» لم يخض معركة التمديد لإبراهيم بالشراسة المطلوبة، وانه لو خاضها بهذا الشكل لاستطاع ان يربحها بالتأكيد، الا انّ القريبين من «الثنائي» يؤكدون ان الحقيقة ليست على هذا النحو وإن كان ظاهر الأمور قد يوحي بالعكس للبعض.

ويعتبر هؤلاء انّ «قانون الطبيعة» تغلب في نهاية المطاف على ابراهيم، بمعنى ان التفاعل بين مجموعة من الوقائع والحقائق هو الذي أفضى الى خروجه من قيادة الأمن العام، من دون أن تكون نظرية المؤامرة هي رافعة هذا الخروج.

ويشير القريبون من «الثنائي» الى انّ إبقاء ابراهيم في مركزه بعد تجاوزه سن الـ 64 كان يحتاج إلى قانون من مجلس النواب، «والرئيس نبيه بري حاول جاهداً عقد جلسة تشريعية يكون من بين بنودها حتى بعد تقليصها، التمديد لابراهيم، لكنّ اعتبارات الكتل المسيحية حالت دون التئامها تحت شعار ان لا تشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية». امّا لماذا لم يضغط «حزب الله» بكل ثقله على الرئيس نجيب ميقاتي بغية تأمين مخرج حكومي للتمديد، تحت طائلة مقاطعة جلسات مجلس الوزراء، كما يتساءل «المرتابون»، فإنّ المُطّلعين على موقف الحزب يشيرون الى ان علاقته بابراهيم متينة «لكن لم يكن مناسباً ان يهدّد بمقاطعة مجلس الوزراء من أجل شخص مع التقدير لأهميته ومكانته»، فيما هو، أي الحزب، اختلف أصلاً مع التيار الوطني الحر لأنه أصرّ على المشاركة في الجلسات الوزارية انطلاقاً من ضرورات خدمة مصالح الناس.

ويتوقع المحيطون بـ»الثنائي» ان يحصل دَفع قوي في اتجاه تعيين ابراهيم وزيراً في الحكومة المقبلة، الى جانب ترشيحه الى الانتخابات النيابية المقبلة.

 

الانهيار دخل مرحلة مفصلية: الدولة تتفكَّك!

طوني عيسى/الجمهورية/03 آذار/2023

مع مطلع شباط الفائت، بدأ الانهيار يتخذ طابعاً أكثر شراسة، ويتّسم بمزيد من العنف والفوضى، وسط اقتناع لدى كثيرين بأنّ هذا الانهيار مدروس ومنظّم. وثمة من يعتقد أنّ "طبخة" الانهيار اقتربت من تحقيق هدفها الأساسي، وهو تفكيك الدولة. ولذلك، يمكن القول عن الوضع اللبناني: الآتي أعظم.

بديهي أن يبقى انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الهدف الأول حالياً. لكن الفراغ الرئاسي يجري استغلاله لخداع الرأي العام، إذ يُقال: من دون رئيس للجمهورية لا يمكن تحقيق الإصلاح. وغالباً ما يجري تسويق هذه الخرافة لذرّ الرماد في العيون، فيما منظومة السلطة لا تريد الإصلاح ولا بناء المؤسسات ولا تهمُّها خطط الإنقاذ أساساً، والدليل إلى ذلك واضح. فالانهيار المالي انكشف في 17 تشرين الأول 2019، على رغم وجود حكومة مكتملة المواصفات الدستورية آنذاك، رئيسُها سعد الحريري الذي يقود أوسع تيار سياسي في الطائفة السنّية، وأركانُها يمثلون القوى السياسية على اختلافها.

وكذلك، في ذلك الحين، كانت قد مضت 4 أعوام من ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يقود أحد أكبر تيارين يمثلان المسيحيين. وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ولا يزال، يمثل أحد الركنين السياسيين الأساسيين في الطائفة الشيعية. وهذا يعني أنّ الانهيار وقع فيما لم يكن أي مركز شاغراً.

وعلى العكس، بقيت تتكامل عناصر الانهيار، على مدى سنوات قبل 17 تشرين، برعاية طاقم السلطة نفسه. أي إنّ الفساد وهدر المال العام وتجاوُز الدستور والقوانين كانت مزدهرة بلا حسيب أو رقيب. ولم يقم أي من أركان السلطة بقرع جرس الإنذار إزاء الكارثة الآتية.

بل كانت تَرِد إلى المسؤولين تحذيرات دولية وعربية مباشرة، أبرزها الرسائل الفرنسية التي سبقت مؤتمر «سيدر» في العام 2018 وواكبته وأعقبته. وقد طرح الموفدون الفرنسيون على لبنان اقتراحات عملية، كان تنفيذها سهلاً آنذاك، لتجنّب السقوط المحتّم، لكن أياً من أركان السلطة لم يبدِ التجاوب.

والأنكى أنّ هذه السلطة عمدت إلى تخوين أصوات المعارضة وخبراء الاقتصاد والصحافيين، من ذوي المهنية والحسّ الوطني والرؤية، ورفعت الشعارات التي تطالب هؤلاء بالسكوت «لئلا يساهموا في زعزعة الثقة في البلد و»تطفيش» المستثمرين». وهذه الذريعة هي نفسها التي تُستخدم في الأنظمة غير الديموقراطية.

بعد 17 تشرين، خرج الحريري من الحكومة ثم انسحب من الحياة السياسية، وتشكّلت حكومتان أخريان ترأستهما شخصيتان أقل تمثيلاً للطائفة السنّية، لكن نهج السلطة لم يتغيّر. وفيما كان الانهيار في ذروته، خرج عون من السلطة، تاركاً الموقع شاغراً، فيما الحكومة في وضعية تصريف الأعمال، لكن شيئاً لم يتغيَّر أيضاً، لا خلال وجود الرئيس ولا بعد خروجه.

إذاً، لا الانهيار ناجم عن غياب رئيس الجمهورية، ولا كان قيد المعالجة عندما كان الرئيس جالساً على كرسيّه في بعبدا. واستنتاجاً، لن يتوقف هذا الانهيار ولو تمّ انتخاب رئيس، أياً يكن. وأساساً، ليس وارداً وصول الرئيس «السوبرمان» الذي يتحدّى العوائق ويحقق معجزة الإصلاح الممنوعة، لأنّ القوى النافذة إيّاها لن تسمح إلّا برئيس على شكلها ومثالها أو برئيس يوافق مسبقاً على إبقائها ممسكة بزمام السلطة ومصائر الناس على طريقتها.

إذاً، يمكن الخروج من الانهيار، الآن، وحتى في ظلّ الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال، لو وُجدت الإرادة الفعلية للإصلاح عند طاقم السلطة. لكن هذا الإصلاح ممنوع، لأنّه يكشف الفساد والهدر ويفضح هذا الطاقم أمام الرأي العام. ولذلك، تقوم القوى النافذة بتعطيل القضاء والمؤسسات الرقابية مسبقاً.

الذين كانوا على تماسّ مع الرئيس الحريري بضعة أيام، في زيارته الأخيرة لبيروت، نقلوا عنه انطباعات وتوقعات بالغة السلبية عن البلد للمرحلة المقبلة. وهم يقولون إنّ الرجل لم يَظهر يوماً، حتى في أسوأ ظروفه، محطَّماً كما في كان هذه الزيارة. ومن الواضح أنّه يمتلك من المعلومات ما يبرِّر هذا الانطباع.

وفعلاً، في الأسابيع الأخيرة، بدأ البلد ينزلق أكثر في «جهنم» التي تحدث عنها عون. ويعتقد بعض المطلعين أنّ الانهيار ما زال في بداياته، وأنّ ما ينتظر البلد أكبر بكثير. وعندما يُسأل هؤلاء عن الآتي يقولون: عندما يتقاطع الانهيار المالي مع فراغ أو شلل في المؤسسات، ومع تصادم سياسي داخلي وانقسام في القرار، يصبح حتمياً أن تتفكَّك الدولة وتصبح فاشلة. وعندذاك، ستخضع للوصايات الخارجية حتماً. وهذا هو الحال الذي بدأ لبنان ينتقل إليه، إلّا إذا حدثت معجزة. وهذا الاحتمال معدوم، لأنّ المعجزات يحققها الصالحون. وهؤلاء لا وجود لهم في «جهنم».

 

هذا ما تريده واشنطن... من الإستحقاق الرئاسي وتوابعه

كلير شكر/نداء الوطن/03 آذار/2023

يحيط الالتباس بموقف الولايات المتحدة من الاستحقاق الرئاسي، ومن خلفه الملف اللبناني برمّته، في ضوء ما يُنقل عن عدم ممانعة الإدارة الأميركية لوصول رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، فيما لوحظ أنّ ممثلة واشنطن الى طاولة اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس، اعتصمت معظم الوقت بالصمت واكتفت بالإصغاء باستثناء تأكيدها أهمية الإبقاء على سياسة فرض العقوبات. في الواقع، يتبيّن أنّ واشنطن لم تنخرط كثيراً في الوحول اللبنانية بعد إنجازها ملف ترسيم الحدود والذي كان يُعتبر واحداً من أولويات إدارة جو بايدن في المنطقة، لدرجة متابعة تفاصيله بنفسه والحرص على عدم خربطته، وتحديداً من جانب الأصدقاء. وعلى شاكلة ملف الترسيم، يقول بعض المطلعين عن كثب على السياسة الأميركية إنّ مقاربة الإدارة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط تقوم على أساس إنجاز الصفقات، أي الـDeal، بعدما كانت لفترة طويلة ترتكز على إدارة الصراعات، ها هي اليوم تعمل على التسويات.

أمّا غير ذلك، فلا تبدو واشنطن مهتمة بثنايا الملف اللبناني، إلا من زاويتين محددتيْن:

الأولى، وأهمها الحؤول دون انهيار الهيكل فوق الرؤوس بشكل يطيح الاستقرار الهش ويحوّل الساحة اللبنانية إلى مستنقع فوضى «يوجع الراس» ويفجّر ملف النازحين السوريين. ولهذا تعمل الإدارة الأميركية على تقديم الحدّ الأدنى من المساعدات، وتحديداً الإنسانية، ومنها ما يتصل على سبيل المثال بالطاقة، لتطويق اندفاعة الانهيار المالي والاقتصادي والتخفيف من سرعته وحدّته.

بالتوازي تُبقي واشنطن على سياستها في دعم المؤسسة العسكرية، وهي سياسة ليست بجديدة لكنّ تدهور الوضع الاجتماعي يملي عليها رفع منسوب المساعدات لتحسين قدرات المؤسسة في مواجهة التحديات الأمنية وتحسين ظروف ضباطها وعناصرها، الاجتماعية.

ولهذا، يقول بعض المطلعين عن كثب على السياسة الأميركية إنّ موقف واشنطن من المؤسسة العكسرية لا يرتبط أبداً بالموقف من رئاسة الجمهورية، ولا بموقفها من قائد الجيش العماد جوزاف عون ولو أنّ للأخير مكانة جيدة لدى المسؤولين الأميركيين. لكن، لمقاربة الإدارة الأميركية للاستحقاق الرئاسي، شروط وظروف لا تتصل أبداً بسياسة دعم المؤسسة العسكرية، وسياسة الدعم هذه، لا تعني أبداً دعم وصول قائد الجيش إلى سدّة الرئاسة. هذان ملفان منفصلان تماماً.

الإصلاحات ممر إلزامي

الثانية، تتصل بملف الإصلاحات البنيوية والمالية، حيث تعتبر الإدارة الأميركية أنّ إخراج المؤسسات الدستورية اللبنانية من دوامة الفساد التي تدمّر الإدارة العامة وتطيح المالية العامة، هو هدف بحدّ ذاته، ولا بدّ بالتالي من توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وفق الشروط التي يضعها. ويؤكد المطلعون أنّ واشنطن لن تتساهل في هذا المنحى وتعتبر أنّ توقيع لبنان مع صندوق النقد هو ممر إلزامي لا يمكن الهروب منه أو القفز فوقه مهما بلغت حدّة الأزمة الاقتصادية أو غامرت الطبقة السياسية برهانها على الفوضى الاجتماعية.

بناء على هذين الاعتبارين، يشير المطلعون على موقف الإدارة الأميركية، إلى أنّ واشنطن تنظر إلى الاستحقاق الرئاسي من منظار الإصلاحات التي يريدها صندوق النقد الدولي لكي يستعيد الاقتصاد انتظامه المالي وعافيته. ويلفتون إلى أنّ المقاربة الأميركية للاستحقاق تقوم على الاعتبارات الآتية:

- أولاً، المطلوب حكومة ذات مكونات غير ملوثة بلوثة الفساد، مستعدة للمضي في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد، حيث يكشف المطلعون أنّ المسؤولين الأميركيين لا سيما مسؤولي البيت الأبيض يؤكدون أنّه في حال أنجز لبنان ما هو مطلوب منه، فستبادر الإدارة الأميركية إلى دعم الحكومة الجديدة سواء من خلال مساعدات مالية أو الدفع باتجاه تأمين استثمارات تساعد على النهوض بالوضع الاقتصادي. المهم عبور اختبار صندوق النقد بنجاح. وهذا شرط لا يبدي الأميركيون أي تنازل في شأنه.

- ثانياً، في ما خصّ الرئاسة، يحرص المسؤولون الأميركيون على عدم الانخراط في لعبة الأسماء لا دعماً ولا رفضاً، وهذا ما قصدته السفيرة الأميركية دوروثي شيا خلال «تمشايتها» الشهيرة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. بالأساس، لا ترغب واشنطن في تبني مرشح يُحسب عهده عليها، ولهذا تقارب الملف من منطلق الظروف الشاملة ورزمة الشروط المتكاملة. بناء عليه، يشجع الأميركيون على ابرام تفاهم لبناني يأتي برئيس قادر على محاورة كل اللبنانيين، كما المحيط العربي. والمقصود هنا، السعودية. ويؤكد المطلعون أنّ واشنطن لا تفصح بوضوح عن شرط إشراك السعودية في التفاهم الرئاسي، أقله بشكل علني، لكنها تسارع إلى وضعه على طاولة مقاربتها حين تُسأل عن حقيقة موقفها. وبهذا المنحى يصير ترشيح فرنجية حرجاً طالما أنّه لم ينل تأييد المملكة، أسوة بترشيح قائد الجيش بسبب رفض الثنائي الشيعي له، لينتقل البحث إلى اسم ثالث.

ويؤكد المطلعون أنّ الجولة الأولى لممثلي اللقاء الخماسي في لبنان، حملت «الجزرة» للمسؤولين اللبنانيين، وفق تأكيدات مسؤولين أميركيين، على طريقة أنّه على اللبنانيين المسارعة لانجاز الاستحقاق من خلال التفاهم في ما بينهم. لكن الجولة الثانية، يفترض أن تحمل «العصا»، وهو أمر متروك وفق الأميركيين، للإدارة الفرنسية التي تتابع الملف اللبناني بعناية.

في اعتقاد المطلعين على موقف الإدارة الأميركية، أنّ الجولة الثانية من الضغط الدولي يفترض أن تثمر دفعاً باتجاه تسريع عقارب الاستحقاق اللبناني خصوصاً اذا صدقت نوايا الإدارة الفرنسية واستخدمت «العصا» في مسعاها الرئيسي، مشيرين إلى أنّ المسؤولين الأميركيين يضعون في رأس قائمة معرقلي الملف الرئاسي، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل كونه العقبة الأساس أمام التفاهم، فيما اللافت في تقديرات المسؤولين الأميركيين كما ينقل عنهم المطلعون، هو اعتبارهم أنّ «حزب الله» أكثر مرونة من باسيل، ويفترض ألّا يطول الوقت قبل أن يبدي اهتمامه بتسوية تأتي برئيس، من فئة الأسماء الثالثة.

أمّا بالنسبة للمواعيد المحتملة لانجاز الاستحقاق، فيقول المطلعون إنّ تقديرات الإدارة الأميركية تفيد باحتمال انجاز الانتخابات الرئاسية قبل موعد مغادرة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في تموز المقبل.

 

برّي: مرشحنا فرنجية ومرشّحهم تجربة أنبوبية! لا تكرار لتجربة  ميشال سليمان وتعديل الدستور متعذّر لترشيح قائد الجيش

  نقولا ناصيف/ألأخبار/الخميس 2 آذار 2023

https://www.al-akhbar.com/Politics/357777/%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%B4%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8%B0-%D8%B1-%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AD-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A

منذ الجلسة الحادية عشرة في 19 كانون الثاني، لم يلتئم البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية. ليس في حسبان رئيس المجلس نبيه برّي تحديد موعد الجلسة الثانية عشرة ما لم تلتئم لانتخاب الرئيس لا الاكتفاء باستعراض الأحجام والأصوات المدلاة في الجلسات المنصرمة

في ما مضى وصف الرئيس نبيه برّي الجلسات المتتالية لانتخاب الرئيس بأنها «مهزلة». اليوم يقول إن لا جلسة «مسرحية» يدعو إليها.

مقالات مرتبطة

معوّض لبري: «ميليشيوي»... ومعاونه يردّ: «بلا تربية» الأخبار

عندما يُسأل مَن يكسر الجمود المطبق على الاستحقاق الرئاسي في ظل العجز المتواصل، يجيب: «سأجرّب كسره». ويضيف: «لن أدعو إلى موعد جديد ما لم أبصر أمامي المعطيات التي ستؤكد لي أننا سنكون في صدد انتخاب رئيس الجمهورية. لبنان لم يحتمل أشهراً في حال كهذه. بالكاد أسابيع».

عندما يُسأل أي معطيات يقصد، يجيب: «أن نصل قبل الذهاب إلى المجلس إلى تفاهم، إما على انسحاب أحد لأحد أو على تنافس مرشحين أو أكثر. عندما أتأكد أننا أصبحنا جاهزين للانتخاب لا لإهدار الوقت وتسجيل الموقف، أحدد فوراً موعد الجلسة».

يقال لرئيس المجلس إن للفريق الآخر مرشحاً معلناً فيما لفريقه، الثنائي الشيعي وحلفائه، لا مرشح معلناً لهم بعد، يقول: «مرشحنا معروف وهو سليمان فرنجية. الورقة البيضاء سمته من دون أن تكتب اسمه. لا يسع أحد القول إنه لا يعرفه. في الجلسة الأولى للانتخاب في 29 أيلول حصل على 63 صوتاً. النصف زائداً واحداً تقريباً. هو لا يزال مرشحنا والجميع يعرف ذلك. مرشحنا جدي وأكدنا عليه مراراً. أما مرشحهم فليس سوى تجربة أنبوبية».

يقارب رئيس البرلمان الاستحقاق الرئاسي تبعاً للمعطيات القائمة حالياً:

أولها، إن عدم تسمية فرنجية علناً لا يحجب واقع أنه مرشح فعلي «إلا أن عليه هو أن يقرر في أي وقت يعلن عن هذا الترشيح. ليست المرة الأولى يترشح وأوشك أن يصل إلى رئاسة الجمهورية عام 2015». أما دوافع التأخر في إعلان ترشحه لانتخابات لا تشترط سلفاً ترشيحاً مسبقاً، فيعزوها برّي إلى «المحاولات المبذولة لتوفير أوسع تأييد له». يحدد بالذات «انتظار الوقت» حتى يقتنع تكتل لبنان القوي ورئيسه النائب جبران باسيل بالانضمام إلى تأييد انتخاب فرنجية. يتوقف برّي في الوقت نفسه عند الدعوة التي أطلقها باسيل الثلاثاء إلى إجراء حوار من حول انتخاب الرئيس، فيذكّر بأنه وجّه الدعوة مرتين إلى هذا الحوار، فلم يُستجب.

ثانيها، اعتقاده بأن المشكلة التي يتخبط فيها الاستحقاق الرئاسي «ليست بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين المسلمين والمسلمين، ولا بين المسيحيين والمسيحيين، بل بين الموارنة والموارنة. ليست المرة الأولى يختلف الموارنة في ما بينهم على الرئيس، بعد اتفاق الطائف كما قبله. خلافهم ليس على الاستحقاق بل على مَن من بينهم يريد أن يكون رئيساً، ويريد في الوقت نفسه منع الآخر من أن يصير رئيساً للجمهورية. القاسم المشترك بينهم اعتراضهم على مَن لا يريدون، ولا يتفقون على مَن يقتضي أن يُنتخب رئيساً للجمهورية فيغرقون ويُغرقون الاستحقاق في المشكلة».

ثالثها، يختصر برّي الاستحقاق الرئاسي بأنه يدور من حول مرشحيْن اثنيْن فقط جديين هما فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون. يضيف: «كلاهما مرشحان من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة، ولا مرشحون فعليون سواهما. مرشحنا لا يحتاج إلى أن يعلن ترشيحه، بينما لم يعلنه قائد الجيش ومن غير المعتاد الآن كما من قبل إعلانه ترشيحه. انتخاب قائد الجيش يتطلب تعديلاً دستورياً أعتقد أن حصوله في الوقت الحاضر متعذر، إن لم يكن أكثر. لا الظروف الحالية تتيح حصوله، أضف عقبة أكثر تعقيداً تمنع تعديل الدستور في أي حال في ظل حكومة مستقيلة».

رابعها، يجزم برّي سلفاً بأنه ألقى وراء ظهره ما يتردد في أكثر من مناسبة عن احتمال تكرار سابقة 2008 في انتخاب قائد للجيش رئيساً للجمهورية من دون تعديل دستوري يطابق ما تنص عليه المادة 49. يقول برّي: «ما حدث عام 2008 كان استثناء له دوافعه وظروفه الموجبة. في الدوحة أبرم الأفرقاء اللبنانيون تسوية وطنية وفق برنامج وقّعوه، أحد بنوده انتخاب رئيس للجمهورية سُمي بالاسم في نص الاتفاق. إلا أن البنود الأخرى في اتفاق الدوحة لم تكن أبداً أقل أهمية لأنها أعادت بناء المؤسسات. انبثقت من الاتفاق حكومة جديدة ومجلس نيابي جديد. قال بتأليف حكومة متفاهم عليها بين الموالاة والمعارضة وحجم كل منهما وبقانون انتخاب استغرق وقتاً طويلاً للاتفاق عليه هناك. هذه التسوية حتمت استعجال انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

برّي: لا تكرار لتجربة 2008 وتعديل الدستور متعذّر

يضيف: «هل أذكّر بأنني من الدوحة في اليوم الأخير على أثر توقيع الاتفاق في 21 أيار 2008 أعلنت رفع الحصار من وسط بيروت وحددت موعد انتخاب الرئيس في 25 أيار. آنذاك وجدت الحل وأيدني فيه الوزير السابق بهيج طبارة - وكان قرار انتخاب الرئيس واستعجاله يتقدم ما عداه - أن تخطينا المهلة الدستورية في المادة 73 ما أتاح لنا تجاوز القيود المانعة لانتخاب موظفي الفئة الأولى ومنها قائد الجيش، أضف أن ثمة إجماعاً في مجلس النواب، كل المجلس وليس ثلثاه فقط، أيد اتفاق الدوحة، فذهبنا إلى انتخاب الرئيس ميشال سليمان بلا تعديل دستوري. في جلسة الانتخاب، الجميع يتذكر، أنني لم أستجب لموقف الرئيس الراحل حسين الحسيني والنائب بطرس حرب تعديل الدستور لانتخاب سليمان. قوة التسوية حمت قرار الانتخاب فلجأنا إلى تطبيق المادة 74 لا المادة 73 لانتخاب الرئيس».

خامسها، يرفض برّي أن يصير إلى التعميم على المجلس ما يرافق جلسات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وهو «اجتماع الضرورة». يقول: «ليس في الدستور ما يسمى تشريع الضرورة ولا اجتماع الضرورة لمجلس النواب. لأنه في عقد استثنائي في ظل حكومة مستقيلة إلى أن تؤلف حكومة جديدة، لمجلس النواب حق الانعقاد على إطلاقه، وكذلك حق الاشتراع على إطلاقه، وليس ثمة ما يحدّ من هذا الحق لا في تقليص جدول أعمال جلساته، ولا في منع التئامه في أي وقت. تجتمع الحكومة بحكم الضرورة تبعاً للشروط التي يقيّدها إياها تصريف الأعمال المنصوص عليه في الدستور. ليست الحال نفسها في مجلس النواب. عندما وقع شغور الرئاسة بين 25 أيار 2014 و31 تشرين الأول 2016 سنّ مجلس النواب في حضور الكتل كلها 77 قانوناً. أتريّث الآن في دعوته إلى جلسة عمومية آخذاً في الاعتبار الموقف المسيحي المعارض، وتجنّباً لتعريضه لشرخ ومقاطعة جلساته كالذي يصيب الحكومة الآن».

 

تعويم الأحزاب على أنقاض الاعتراض الشعبي

هيام القصيفي/الأخبار/الجمعة 3 آذار 2023

كل القراءات تصبّ في اتجاه واحد، حجم الاعتراض الشعبي على الانهيار محكوم بمفاصل حزبية وبطفرة الأحزاب التي تعيد إمساك الواقع الشعبي بعناوين سياسية وتجاذبات طائفية

غضّت الأحزاب والقوى السياسية و«المجتمع المدني» وشخصياته، التي تحوّل بعضها نواباً، النظر العام الماضي عن إرجاء الانتخابات البلدية، وخاضت على هذا الأساس، وعن سابق تصور وتصميم، الانتخابات النيابية، مفترضة أنها قادرة على التحكّم بها لاحقاً للإمساك بمفاصل المدن والبلدات حزبياً. المفارقة، اليوم، في الكلام عن الانتخابات البلدية ليس ربطاً باحتمال، ولو ضئيل، لإجرائها مع الشغور الرئاسي على غرار ما جرى في الشغور الفائت عام 2016، في ظل حكومة كاملة الصلاحيات، إنما في حماسة الجمهور الحزبي لهذه الانتخابات، رغم الواقع الحياتي والاقتصادي الذي يعيشه اللبنانيون، وما تعيشه البلديات نفسها من أزمات مالية.

وهذا يعكس، في مكان ما، طفرة الأحزاب مجدداً في الواقع السياسي، على قاعدة شدّ العصبيات السياسية والطائفية والحزبية، بتزكية مستمرة في ملفات رئاسة الجمهورية والحكومة والصلاحيات. وهذا الأمر ليس حكراً على طائفة أو فريق حزبي دون سواه. فإحدى مفارقات التعاطي مع الوضع اللبناني في الآونة الأخيرة النظر، خارجياً ومحلياً، باستخفاف الى غياب ردة فعل كان يفترض أن يقوم بها اللبنانيون تجاه الأوضاع التي يمرّون بها. فأن يتقبّل اللبنانيون انهيار الليرة الى هذا الحدّ، وارتفاع أسعار السلع الغذائية وثمن المحروقات وفاتورة الكهرباء، من دون معارضة إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يعكس حجم التموضع الحزبي والطائفي الذي بات أقوى من الاعتراض الشعبي.

وهذا من شأنه أن يعيد قراءة ما جرى في الانتخابات النيابية وما تعدّ له هذه الأحزاب على طريق إجراء الانتخابات البلدية التي قد لا تحصل، في عزّ الانهيار السياسي. وبعيداً عن محاولات بعض القوى السياسية الاستئثار بالتحرك النقابي واستخدامه أحياناً لغايات سلطوية، كما حصل في أكثر من محطة معيشية، قبل عام 2005 أو بعده، فإن بعض النماذج النقابية والتحركات المعيشية أخرجت الأحزاب من قدرتها على التحكم بالاحتجاجات. وما جرى في 17 تشرين الأول 2019، بغضّ النظر عن الاصطفافات اللاحقة والاستثمار السياسي لنواب وصلوا على متن شعارات المحتجّين، أفرز نواة من المتحركين احتجاجاً خارج الإطار الحزبي.

ما فعلته انتخابات عام 2022، أنها كرّست مساحة مختلفة عن الأحزاب، ومثّلت الذين تظاهروا احتجاجاً على الأوضاع المعيشية، وكان يؤمل البناء عليها مستقبلاً. لكن الممارسة السياسية لنواب هذه المساحة الشعبية أظهرت أنهم تصرفوا منذ انتخابهم على غرار نواب العائلات التقليدية، أو كنموذج حزبي خالص، وتصرف ناخبوهم كذلك على القاعدة نفسها. وهذا ما أدى الى ارتداد مضاعف في اتجاه الأحزاب - وهنا المعارضة في شقّ أساسي، فضلاً عن الأحزاب الأخرى التي حافظت على صعودها متّكئة على خطب نارية لشدّ عصب جمهورها في ظل عناوين تبدأ بأميركا وتنتهي بمعركة صلاحيات الحكومة. إذ لا يمكن أن يمرّ هذا الانهيار الكبير من دون أيّ ردّة فعل، لو لم تعد الأحزاب الكبيرة والصغيرة الى التحكّم بالجمهور الذي لن يتحرك إلا على وقع إشارة من قيادته الحزبية. ومن الصعب وضع كل هذا «التأقلم» مع الانهيار المالي، على عاتق يأس اللبنانيين، أو على أكتاف المغتربين والمؤسسات الاجتماعية الداعمة. فحجم التماهي مع هذا الوضع غير المسبوق لا يمكن أن يكون فقط نتاج التحويلات المالية الخارجية ورواتب المؤسسات والجمعيات الأجنبية العاملة في لبنان، ما يسحب أي مظهر اعتراضي. ثمّة طفرة حزبية وطائفية، أبعد من شعار كبير حول نوع المواجهة بين مشروعين في لبنان والمنطقة، تستفيد من كل الواقع السياسي المتشنّج، ومن الانقسام الحادّ طائفياً، لتعيد القواعد الى بيئاتها وتجعلها حكماً منصاعة الى قواعد التحرك الشعبي أو عدمه. وهذه الفورة الحزبية تعبّر عن نفسها في القبض على مفاصل الحركة الشعبية وعلى الملفات التي تجعل من السهل استثارة الغرائز السياسية والطائفية في كل الاتجاهات.

لا يمكن أن يمرّ هذا الانهيار الكبير من دون أيّ ردّة فعل لو لم تعد الأحزاب إلى التحكّم بالجمهور

بهذه الطفرة، يمكن فهم سكوت القواعد عن دفاع أحزابها والمؤسسات الدينية عن المصارف رغم سرقتها لأموال المودعين الذين هم جزء أساسي من تركيبة الأحزاب وهذه المؤسسات الدينية. وكذلك يمكن فهم تسليم القواعد الشعبية بانهيار أوضاعها لمصلحة المعركة الكبرى ضد حاكم مصرف لبنان، أو ضد العقوبات الغربية والحصار الأميركي. ثمة محاولة للإمساك بمفاصل الواقع الشعبي في كل الاتجاهات تحت عناوين متناقضة، وتعيد إنتاج مرحلة سبقت تظاهرات 17 تشرين، إنما بإحكام أكبر. وما يزيد من اندفاعتها، الانهيار المتمادي يوماً بعد آخر، إذ تكبر معه الحاجة الى اللجوء إليها عبر مساعدات أو عبر وساطة الدخول الى المستشفيات والحصول على الدواء. والأهم من كل ذلك اللجوء إليها في معركة خيارات مصيرية تضع الأحزاب في مواجهة بعضها بعضاً بعناوين تقسيمية وطائفية وسياسية، واختيار أيّ لبنان تريده هذه الأحزاب. تحت هذا الشعار يصبح الكلام عن الخبز والدواء والكهرباء من عدّة هذه المواجهة.

 

سلطان باشا الأطرش وأدهم خنجر | غدر فرنسا وتلفيق بعض الإعلام التلفزيونيّ

 ريم منصور سلطان الأطرش /الأخبار/ الجمعة 3 آذار 2023

https://www.al-akhbar.com/Opinion/357849/%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%B1%D8%B4-%D9%88%D8%A3%D8%AF%D9%87%D9%85-%D8%AE%D9%86%D8%AC%D8%B1-%D8%BA%D8%AF%D8%B1-%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%82-%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%81%D8%B2%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A

كان بين سلطان الأطرش والفرنسيين نزاع دائم منذ عام 1920 ووصوله مع رفاقه الخيّالة إلى قرية براق لنجدة يوسف العظمة في ميسلون. فلم يترك فرصة إلا وأعرب فيها عن عدم رضاه عن وجودهم في وطنه. وهو الذي رفض تقسيم سوريا إلى دويلات مسخ، ورفض إغراءات المحتلّ الفرنسي الذي عرض عليه رئاسة دويلة جبل الدروز! لذلك، حين أعلن بيانه الشهير "إلى السلاح" بعد معركة المزرعة، في آب 1925، قال فيه إنّ الهدف الأول لثورة عام 1925 هو توحيد سوريا ساحلاً وداخلاً، أي عودة سوريا الطبيعية إلى الحياة كما كانت، والهدف الثاني هو الاستقلال.

وكانت أول سانحة له انتفاضته الأولى على المستعمر الفرنسي، في تموز 1922، من أجل المجاهد أدهم خنجر الذي وصل إلى ساحة القريّا، بلدة سلطان الأطرش، مستجيراً، وسلطان خارجها، إذ كان في بلدة أمّ الرمّان، جنوب القريّا. ولم يستطع حينها الوصول إلى بيت سلطان، إذ تمّ القبض عليه في الساحة! ولو أن أدهم خنجر استطاع الوصول إلى بيت سلطان، لما تجرّأ المحتلّ على اعتقاله!

أوفد سلطان بعد علمه بالحدث وعودته إلى بلدته، شقيقه علي إلى السويداء لمقابلة الضابط الفرنسي ترنكا، لإطلاق سراح أدهم خنجر! لكنّ ترنكا قال لعلي الأطرش بسخرية، إنه في قلعة السويداء، فليذهب سلطان ليأخذه!

حين لم يُستَجب طلبه، خرج سلطان ورجاله لإطلاق سراح أدهم خنجر، فهاجم مع رفاقه الخيّالة الفرنسيين بالسلاح، وكانت معركة "تل الحديد" ضد المصفّحات الفرنسية التي ولّت الأدبار أمام فرسانه، فعطّلوا اثنتين، وقُتِلَ فيها الضابط بوكسان وثلاثة جنود آخرين، وأُسِرَ أربعة. وحاصروا السويداء والقلعة!

وصل وفد المجلس المحلّي إلى تل الحديد، وسيطاً ومُرسَلاً من الفرنسيين، حاملاً وعداً "بشرف الأمة الفرنسية" بتسليم سلطان أدهم خنجر، شرط فكّ الحصار الذي ضربه الثوار على السويداء وقلعتها وتسليم الجنود الأربعة الأسرى!

يقول سلطان الأطرش، بما معناه، "صدّقنا الوعد واعتقدنا أنّ الفرنسيين يحترمون شرف أمتهم، فسلّمنا للوفد الأسرى ورفعنا الحصار، بانتظار تنفيذ الوعد، لكنها كانت خديعة"! واكتشف الخديعة في أثناء عودته ورفاقه إلى بلدته، فبدأ الطيران بقصفهم لقتلهم، ثمّ دمّر بيته في القريّا!

كانت هذه انتفاضته الأولى التي دامت تسعة أشهر خلال عام 1922 وذلك رفضاً للاستعمار وتكريساً لتقاليد العرب الأصيلة في حماية الدخيل وصيانة الضيف. فحكم عليه الفرنسيون بالإعدام. فلجأ إلى الأردن. ولما عجز الفرنسيون عن القبض عليه، أصدروا عفواً عنه وعن جماعته. فعاد إلى السويداء في 5 نيسان 1923، واستُقبِلَ استقبالاً شعبياً كبيراً في غمرة زغردة النساء.

إثر عودة سلطان الأطرش من الأردن، قدّم له الضابط الفرنسي كاترو مبلغ ألف ليرة ذهبية تعويضاً عن هدم داره، لكنه رفضها رفضاً قاطعاً.

وحين سُئِلَ عن إعادة إعمار بيته، قال لسائليه: "إن الدار التي لم تستطع حماية أدهم خنجر لا تستحقّ أن يُعاد بناؤها".

وبالفعل، ترك ركام البيت على حاله، في غرب بلدته القريّا، ثم بعد فترة، بنى له بيتاً في شرق القريّا!

بقي سلطان حتى آخر يوم من حياته متحسِّراً على تمكِّن الفرنسيين من خداعه، وتالياً على عدم تمكّنه من إنقاذ الشهيد أدهم خنجر. لكنه تعلّم ألا يثق "بشرف الأمة الفرنسية"، لذلك، بعد انتصار الثوار في معركة المزرعة في 2 و 3 آب 1925، وضع شرطاً واضحاً بإطلاق المعتقلين والمنفيين من شباب الجبل مقابل تسليم الأسرى الفرنسيين!

لم يتنازل سلطان الأطرش عن أي مطلب من مطالبه وهي إعادة توحيد سوريا الطبيعية واستقلالها الناجز. واستمرّ بدعم قضايا العرب الكبرى بعد الاستقلال وعلى رأسها قضية فلسطين والقدس والجولان وكلّ الأراضي العربية المغتصبة.

أثارت أخبار معركة تل الحديد لتحرير أدهم خنجر من الأسر لدى الفرنسيين في قلعة السويداء في عام 1922 المشاعر الوطنية الصادقة في نفوس المغتربين، فنظم الشاعر القروي، رشيد سليم الخوري في البرازيل قصيدة رائعة بهذه المناسبة بعنوان "سلطان باشا الأطرش والتنك" (المصفّحة)، صوّر فيها حادثة الهجوم الصاعق على المصفّحات:

خففتَ لنجدة العاني سريعاً

غضوباً لو رآكَ الليث ريعا

وحولك من بني معروف جمع

بهم وبدونهم تغني الجموعا

وثبتَ إلى سنام (التنك) وثباً

عجيباً علّم النسر الوقوعا

فخرّ الجند فوق (التنك) صرعى

وخرّ (التنك) تحتهم صريعا

فيا لكَ غارة لو لم تُذِعْها

أعادينا لكذّبنا المذيعا

ويا لكَ أطرشاً لما دعينا

لثأر كنتَ أسمَعَنا جميعا

رحم الله سلطان الأطرش ورفاقه الذين جاهدوا في الثورة السورية الكبرى خلال اثني عشر عاماً، من عام 1925 ( المعارك العسكرية الأساسية) إلى عام 1937 (حرب العصابات والمنفى) والمقاومة التي تمثّلت برفض تسليم السلاح وبالاستمرار في درب النضال حتى تحقيق الاستقلال. لقد حلموا بوطن مستقلّ عزيز. نتمنى أن نكون اليوم على مستوى حلمهم، فننجز جلاء قادماً يمحو الاحتلالات المستجدّة التي غزتنا، كفيروسات المخرّبين والغرباء والجهل والفساد!

لقد أوصى سلطان على مدى حياته وبعد رحيله، في وصيّته السياسية، بالحفاظ على استقلال البلد الذي سالت في سبيله دماء طاهرة!

إنّ الأمم المتحضِّرة، التي تحترم تاريخها، تستعيده بفخر وصدق، لا بتلفيقه وتزويره في مقابلة تلفزيونية من بعض ضيوف بعض الإعلام، ظنّاً منهم أنهم يفيدون أنفسهم! تذكّر تاريخنا هو لاسترجاع صورة أمتنا الحيّة وذاكرتها التي حقّقت النصر على الاستعمار، فنالت استقلالها بدماء أبنائها وتضحياتهم، وبتضحيات قادتها، الذين استشرفوا قبل غيرهم ما يجب أن يكون عليه مستقبل أمتهم، فقادوا حركات التحرّر، فباتوا رموزاً وطنية وقدوة تُحتَذى.

لذلك، فمهما شوّه بعض الإعلام التلفزيوني وضيوفه ذكر القائد العام للثورة السورية الكبرى، فحضوره في الذاكرة الجمعية السورية، بل العربية، وفي ضمير أبناء العروبة، لا يزال متوهّجاً، وسيبقى كذلك إلى الأبد!

سلطان الأطرش... رحمك الله قائداً مخلصاً ذا رؤية ثاقبة للمستقبل.

رحمك الله يا جدّي ورحم رفاقك المخلصين ورحم شهداء ثورة الاستقلال وشهداء أمتنا العربية!

* أكاديمية سورية

 

قصّة 3 معاونين سابقين و3 مسارات مسدودة: هل ينقذ عون وجعجع الحزب؟

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 03 آذار 2023

رنّ جرس الهاتف في مكتب اليد اليمنى لسمير جعجع. على الخطّ المعاونان العمليّان لميشال عون.

من دون مقدّمات بدأ الكلام: منذ سنتين ونحن نقول ونردّد أنّ علينا أن نجمعهما. هذا هو الوقت لذلك.

أمين الجميّل في دمشق في رحلة 21 أيلول 1988 الأخيرة. مورفي أنجز معادلة مخايل الضاهر أو الفوضى. الفوضى بدأت.

التقى عون وجعجع في اليرزة. كان عرس هناك. حوّل لقاء أمين الجميّل وحافظ الأسد في الشام إلى شيء من مجلس عزاء.

اتّفق قائدا الجيش والقوات. لكن على التعطيل. فحقّقاه. انتصر الشغور الأوّل (بما أنّ فؤاد شهاب الكبير أنسى تاريخنا شغور 1952 بعد استقالة بشارة الخوري. أمّن انتخاب شمعون وأنقذ الوطن في ساعات). شغورٌ أوّل بدأ لفراغٍ كُتب أنّه استمرّ سنتين ونيّفاً.

اللعبة تبدو فعليّاً حيث يرفض الطرفان الاعتراف. عند عون وجعجع. أن يتّفقا اليوم على خيار منشود. لا على مجرّد تعطيل خيار مفروض

يبدو أنّه استمرّ ثلاثين سنة. وما زال يتمادى.

بعد أقلّ من أسبوعين غادر الجميّل إلى منفاه "الطوعي". بعد أقلّ من ثلاث سنوات لحق به عون إلى منفاه "القسري". بعد فترة مماثلة دخل جعجع زنزانة الاعتقال...

المشهد يتكرّر. تماماً وفق معادلة ماركس. المرّة الأولى مأساة أو مجزرة. في المرّة الثانية ملهاة أو مسخرة.

هذه بقيّة التفاصيل والنتائج.

تفصيلان بسيطان تغيّرا في السيناريو: بدل زيارة الجميّل لدمشق أوّل أيّام خريف 1988، اليوم هناك زيارة بعض العرب للعاصمة السورية، بعد دزينة أعوام على وأد ربيعها بالدم، لفرض معادلة "بشّار أو البغدادي".

وبدل أن يتواصل معاونو عون وجعجع مباشرة. التواصل اليوم بينهما عبر موفد بطريركيّ. أسقف شاب يُجمع عارفوه على أنّه من أبناء الله. متحمّس ملتزم. ربّما يحمل في ذاكرته شيئاً من حكاية "قرنة شهوان" المحظورة وفضلها على الاستقلال الثاني. حتى إنّه هدّد في بيان مكتوب عند اعتقال وليم نون، بالمواجهة "من قبلنا ومن قبل شعبنا بكلّ الوسائل القانونية المتاحة للحدّ من هذا الإسفاف القانوني".

إذاً كلّ المشهديّة تتكرّر. فرنجيّة الحفيد مكان الجدّ. حزب الله خلفه، مكان الأسد خلف جدّه، يُخفي ورقة مخايل الضاهر الجديد، حتى اللحظة الأخيرة. ماكرون يكرّر ميتران، بنسخة أونلاين. واشنطن تحوّلت من غلاسبي إلى من يوشوش عوكر ويشوّشها من دجّالي كاريش وسماسرته. وفي كلّ الأحوال أولويّاتها في أمكنة أخرى. روما هي روما من تحت ومن فوق. ثوابت واضحة. بلا وسائل ناجعة. بكركي كذلك. البقيّة جمهور أو كومبارس.

أربعة مسارات أساسية

لكنّ مشهد المسارات التي تُبنى عليها الرهانات والمغامرات أو مقامرات بيروت اليوم، يبدو أكثر وضوحاً:

- مسار أوّل خارجي بين الرياض وطهران. يُقال إنّ أيّ انفراج على هذا الخطّ، يسمّي لنا رئيساً. الآمال انتعشت بعد كلام عراقي عن جولة سادسة لمفاوضات بين جارَيْ بغداد، تتوقّع الأخيرة استضافتها على مستوى وزاري هذه المرّة. غير أنّ أحد زوّار الخليج بضفّتَيه في الأسبوعين الماضيين، يجزم أنّ الموعد سيتأخّر. ويجزم أكثر أنّه لن ينعكس مباشرة على لبنان. فيما الكلّ مدرك أنّ هاوية بيروت وانهياراتها أقرب من مواعيد بغداد بكثير.

- مسار ثانٍ للرهان، اسمه "النوويّ". أو خطّ واشنطن طهران. هنا أيضاً، المؤشّرات متفاوتة جدّاً، حتى التناقض. ما يعني أن لا شيء محسوم. هذه قاعدة السياسة الخارجية لعاصمة العالم. حين لا يكون إجماع، لا يكون قرار. البعض يقول إنّ تورّط طهران في مسيّرات كييف أقفل مسار الاتفاق النووي حاليّاً. بعضٌ آخر يجزم أنّ الدور الإيراني في حرب أوكرانيا طفيف جدّاً ولا تأثير له على مجرياتها. هو مجرّد ورقة مكشوفة ومحروقة يستخدمها الطرفان للتحرّش ببعضهما في بازار العودة إلى التفاوض. تفاوض هو في عمقه على بند أساسيّ واحد، كلّ ما حوله حواشٍ: "أنتم معنا أم مع الصين؟"، ولذلك لا حوار بعد، لأنّه لا جواب بعد.

بكلّ الأحوال، هنا أيضاً لا يمكن لبيروت أن تنتظر حسابات الانتظاريّين القدامى - الجدد.

بدل زيارة الجميّل لدمشق أوّل أيّام خريف 1988، اليوم هناك زيارة بعض العرب للعاصمة السورية، بعد دزينة أعوام على وأد ربيعها بالدم، لفرض معادلة "بشّار أو البغدادي"

- يبقى مسار ثالث خارجي، هو ما ظهر أخيراً عبر دبلوماسية الزلزال. زيارة بعض العرب لدمشق. هل تثمر زلزالاً في السياسة؟

كلّ المؤشّرات تستبعد ذلك. دوليّاً ليس تفصيلاً أن ينطلق في الكونغرس سريعاً قانون لإحباط "جهود نظام الأسد في سوريا لاستغلال كارثة الزلزال والتهرّب من الضغوطات الدولية والمحاسبة". مع كلّ خلفيّات المسألة وهوامشها أميركيّاً، عشيّة سنة تمهيديّات رئاسية في واشنطن وما يلازمها من مزايدات انتخابية. إقليمياً لا إجماع عربيّاً على أيّ خطوة سوريّة. والأصوات هنا ليست متساوية التثقيل في عمليّة اتّخاذ القرار. صوت ليبيا لا يعادل صوت السعودية. وصوت سلطة فلسطين لا يعادل صوت سلطات قطر.

يبقى الأهمّ في هذا المسار، أنّ سوريا اليوم ليست سوريا 1988. في الواقع وربّما بقرار منها، إفادةً من تجارب طويلة. وبالتالي فلا قدرة لها على حكم لبنان. ولا رغبة ربّما، إذا كان هناك من تعلّم في البلدين والشعبين.

- لا يبقى لنا غير المسار اللبناني الداخلي، لتخريج الحلّ. وليد جنبلاط حسمها قبل سواه. قدّم سلّة أسماء وسطيّة. ليختار حزب الله من بينها رئيساً، كما نقل زميلنا زياد عيتاني في "أساس" أمس. المعادلة مزعجة في الشكل. الأخطر في المضمون. أن يقبل الحزب المبدأ. ثمّ يتصرّف كما فعل الأسد مع سلّة بكركي قبل 35 سنة. يومها اعتبرت دمشق كما لو أنّ "مسؤولي القطر اللبناني" رفعوا للأخ الأكبر 4 أسماء. فاختار هو خامساً. الفخّ نفسه يمكن أن يتكرّر اليوم. فيما الوضع مختلف حتى استحالة التعايش مع تكرار التجربة. خصوصاً معيشياً وماليّاً ونزفاً ديمغرافيّاً كاملاً.

هل يتفق عون وجعجع؟

اللعبة تبدو فعليّاً حيث يرفض الطرفان الاعتراف. عند عون وجعجع. أن يتّفقا اليوم على خيار منشود. لا على مجرّد تعطيل خيار مفروض، كما في أيلول 1988. وأن يكون الخيار وطنيّاً. لا بمنطلقات طائفية ولا بحسابات شخصية. فالأزمة على مستوى وطن. لا بين المدفون وكفرشيما هذه المرّة. ولا حول مدير عامّ "خزمتشي" لدى وريث موهوم. اختيار ينقذ حتى حزب الله من حشْرته، بين تحمّله مسؤولية الارتطام الكبير، إذا حكم وفشل حكماً، وتحمّله مسؤولية الدمار العظيم إذا استمرّ في التعطيل. خيار قادر على جمع الناس لا تمزيقهم. وللرجلين مصلحة جوهرية في ذلك. كي لا يكتب التاريخ أنّ عون أنهى نصف قرن من نضاله مسؤولاً عن حملة باسيل الرئاسية الفاشلة. وجعجع ختم مقاومته بسلسلة طويلة من زهر براعم لمّا تعقد لتثمر بعد.

يبقى هامشان ضروريّان:

- هامش أوّل:، لقاء اليرزة في 21 أيلول 1988، تكرّر في 18 أيار 2005، بعد 17 عاماً تقريباً. في نفس المكان. وإن انتقل من مكتب قائد جيش، إلى غرفة مواجهة السجناء، بين منفيّ عائد لتوّه، ومعتقل يستعدّ للخروج من زنزانته. 17 عاماً، لا وقت للرجلين لانتظارها مرّة أخرى.

- هامش ثانٍ: أنّ الثلاثة الذين تواصلوا هاتفياً لترتيب لقاء 1988، ما عاد هناك "مرحبا" بينهم وبين زعيمَيْهم...

والسلام...

لمتابعة الكاتب على تويتر: JeanAziz1@

 

"حقنة" صيرفة لن تدوم طويلاً: الدولار سيجنّ مجدّداً

عماد الشدياق/أساس ميديا/الجمعة 03 آذار 2023

بيان مصرف لبنان الذي قضى برفع سعر "صيرفة" إلى 70 ألفاً، وبيع الدولارات للمواطنين والمؤسّسات على السواء، هو "حقنة مخدّر" لا يبدو أنّها ستدوم أكثر من نهاية الأسبوع، ثمّ يعاود سعر صرف الدولار إلى التحليق مجدّداً في أقرب وقت.

ولدت ميتةً مبادرةُ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ولن تستطيع لجم الدولار كما هو مأمول لعدّة اعتبارات، أو "هموم" يحملها الحاكم فوق ظهره ولا يمكن التوفيق بينها:

1- يطمح الحاكم إلى أن يرحل عن منصبه نهاية شهر تموز، تاركاً خلفه في خزائن "المركزي" 10 مليارات دولار، حسبما يتردّد. ولذلك بيع الدولارات لمدّة طويلة لا يصبّ ضمن هذا الهدف، لأنّ هدفه الرئيس ينصبّ على شراء الدولارات وليس العكس.

2- يحاول سلامة الاستجابة لطلبات السلطة السياسية، خصوصاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يلحّ على لجم سعر الصرف. وقد ظهر هذا في "الاجتماعات المفتوحة" التي عقدها ميقاتي مع الحاكم ووزير المالية يوسف خليل منذ أيام، وكانت تخرج بين الحين والآخر بوعود تفيد بقرب التدخّل، الذي كانت تؤجّله بعد كلّ اجتماع، إلى أن خرج الدخان الأبيض مساء أمس الأول بعد طول انتظار.

ولدت ميتةً مبادرةُ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ولن تستطيع لجم الدولار كما هو مأمول لعدّة اعتبارات، أو "هموم" يحملها الحاكم فوق ظهره ولا يمكن التوفيق بينها

3- معلومات مصدرها مصرف لبنان تؤكّد أنّ أعضاء المجلس المركزي ما عادوا راضين على نهج بيع الدولارات في السوق عبر المصارف، إذ يعتبرون أنّ هذه الخطوة "غير مجدية"، خصوصاً أنّ المستفيدين منها هم عدد محدّد من أصحاب "السطوة" وبعض المضاربين وليس المواطنون. تفيد المعلومات بأنّ نواب الحاكم وأعضاء المجلس يتخوّفون من المساءلة على هذه البيانات، بعد رحيل سلامة، ولهذا ليسوا متحمّسين لها.

أسباب فشل صيرفة

أمّا الأسباب التي ستُؤدّي إلى فشل خطوة سلامة، أو في أفضل الاحتمالات عدم استمرارها أكثر من بداية الأسبوع المقبل، فهي بدورها كالتالي:

- يقول المثل الشعبي "من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب". الكثير من المواطنين الذين يطمحون إلى الاستفادة من ذاك البيان، لن يغيب عن بالهم البيان السابق الذي كبّدهم صرف الدولارات ثمّ حجز قيمتها بالليرة اللبنانية من دون قدرتهم على تحصيلها مجدّداً لا بالليرة ولا بالدولار. إذ تفيد المعلومات أنّه حتى بعض الموظفين احتُجزت لهم أموال في خزائن المصارف التي يعملون فيها من دون الوصول إلى نتيجة... وهذا كلّه كفيل بدفع الكثير من المتحمّسين إلى التردّد.

- عدم حماسة المصارف للتجاوب مع بيان الحاكم. فالمصارف تعتبر أنّها بغنى عن افتعال المشكلات مع عملائها والمواطنين، خصوصاً أنّ التزام مصرف لبنان بمضمون بيانه ليس أكيداً، وبالتالي فإنّ إتمام عمليات "صيرفة" قد لا يكون بدوره أمراً مضموناً.

- الضبابية في مسألة إضراب المصارف، واحتمال عودته بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي منحتها جمعية المصارف للسلطتين السياسية والقضائية، قد تؤدّي إلى احتجاز أموال المواطنين داخل المصارف مجدّداً وربّما إلى أجل غير معروف، وهذا سبب إضافي للتردّد.

يمكن القول في الخلاصة إنّ وظيفة "شراء الوقت" التي احترفها سلامة منذ بداية الأزمة إلى اليوم، قد تبخّرت... ولعلّ هذا يكون سبباً إضافياً لدى السلطة من أجل البحث بجدّية أكبر في حتمية رحيله

- رفع سعر صيرفة إلى 70 ألفاً جعل هامش الاستفادة من الفرق بين السعرين (سعر صيرفة وسعر السوق الموازي) ضيّقاً جداً، وبالتالي فإنّ أغلب من يفكّر في الاستفادة من البيان سيقوم بعملية حسابية بسيطة ويكتشف أنّ المخاطر قد تكون أعلى ممّا يمكن تحقيقه، خصوصاً إذا أُخذ في الحسبان النسبة التي تقتطعها المصارف من المبلغ وتراوح بين 4% و5% من أصل المبلغ المسحوب بالدولار.

لكن ماذا استفاد سلامة من هذا البيان؟

عمليّاً ستكون استفادة سلامة مزدوجة:

1- فهو استطاع أوّلاً أن يخفّف من انطلاقة الدولار إلى ما فوق 90 ألفاً، وخفضه نحو 8 آلاف ليرة في غضون ساعات. هذه التقليعة الجديدة من عتبة 81 أو 82 ألفاً قادرة على التخفيف من غضب المواطنين وإلحاح السلطة السياسية على تدخّله، ولو لأيّام، لكن سنعود مجدّداً إلى المربّع الأوّل.

2- سلامة والحكومة استفادا من "حقنة" البيان المخدّرة، من أجل خلق حجّة لرفع سعر منصة "صيرفة" من 45,400 ليرة إلى 70 ألفاً (بزيادة بلغت 54%)، وهو ما سيزيد من إيرادات الدولة عبر فواتير الكهرباء والاتصالات وبعض الرسوم المحتسبة بالدولار على سعر المنصة... وهو المكسب الأكبر.

لكن بمعزل عن هذا كلّه، يمكن القول في الخلاصة إنّ وظيفة "شراء الوقت" التي احترفها سلامة منذ بداية الأزمة إلى اليوم، قد تبخّرت... ولعلّ هذا يكون سبباً إضافياً لدى السلطة من أجل البحث بجدّية أكبر عن البديل..

 

السُّنّة مهدّدون كعرب 48.. فهل من حريري آخر؟

خالد البوّاب/أساس ميديا/الجمعة 03 آذار 2023

من الخطأ الظنّ أنّ الأزمة التي يعيشها لبنان تمثّل انهياراً سياسياً واقتصادياً عاديّاً يمكن تجاوزه بناء على تسوية مرحلية أو جزئية. ويتمثّل الخطأ الأكبر في إسقاط أزمات مماثلة في دول أخرى ووضعها في قالب لبناني مماثل. فللدول أدوار، ولا بدّ للبنان من إعادة البحث عن دوره.

تقلّبات الدور

كان دور لبنان رائداً طوال العقود الماضية، منذ النكبة الفلسطينية حتّى عام 2005:

- ما بعد النكبة كان مساحة استقطاب مالي لفورة البترودولار، وثقافي لفورة الأيديولوجيات المرتبطة بالمال العربي المتنوّع المصادر، ومعبراً لترانزيت التجارة والتصدير.

- في نهاية الستّينيات تحوّل ساحة صراع سياسي – عسكري أدّى في نهاية المطاف إلى حرب أهلية (1975 – 1990).

- افتتحت نهاية تلك الحرب حقبة إقليمية - دولية جديدة كان عنوانها "الأرض مقابل السلام"، فاستفاد لبنان من ذلك الظرف واستعاد ازدهاره السياسي والاقتصادي مع وعود السلام الموؤد.

- كان رفيق الحريري، بما يمثّله وطنيّاً ومن امتداد بفضل علاقاته العربية والدولية، رجل ذينك المرحلة والدور. وهدَف اغتيال الحريري إلى شطب ذاك الدور وإنهائه.

لا يمكن أن ينهار النظام المالي في بلاد تعيش مؤسّساتها كلّها، ومن ضمنها العسكرية والأمنية، هذا النوع من التجاذب والصراع، وتبقى هذه البلاد قادرة على حفظ وجودها بدون إحداث تغيير بنيوي وجذري فيها

منذ عام 2005 خاض لبنان صراعاً وجوديّاً كبيراً حول الدور والهويّة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ولا سيما لجهة وظيفة الاقتصاد وعلاقات لبنان الإقليمية والدولية، بعد خروجه من مرحلة الوصاية السورية.

أدّى ذلك إلى انقسام عموديّ في المجتمع وبين الجماعات اللبنانية، لم ينتهِ إلا بتسوية انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية سنة 2016، فدخلت البلاد في مسار الانهيار المشهود والمعيوش اليوم.

من الشارع إلى المؤسّسات

بين عامَي 2005 و2016 مرّ لبنان بمراحل انتقالية على وقع تسويات مرحلية، فلم تُحدَّد وجهته السياسية أو الاقتصادية، وبقي في حال من التعطيل المستمرّ، على الرغم من إنتاج حلول موضعية وجزئية، من قبيل انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومات. فانتقلت المعارك السياسية من الشارع إلى داخل المؤسّسات، في محاولات لمنع الانفجار في الشارع. وحدث ذلك بناء على سيناريو غرائبي:

- استقالت السلطة السياسية من أدوارها الأساسية، وعهدت إلى مؤسّستين أساسيّتين (المصرف المركزي والجيش) تسيير الأمور تسييراً يومياً.

- عمل مصرف لبنان على دفع تكاليف بقاء البلد واقفاً على قدميه في ظلّ الصراعات السياسية العبثية. كانت كلفتها كبيرة جدّاً: في عام 2005 كان موقف السلطة السياسية واضحاً في عدم اهتمامها بالحياة الاقتصادية، وانشغالها بالصراع السياسي والإقليمي. ووصلت البلاد إلى الانهيار وتعرية مصرف لبنان.

- تخلّت السلطة السياسية عن العمل على معالجة الوضع الأمني، فسلّمته إلى الجيش اللبناني، فيما كان الوضع يحتاج إلى معالجة سياسية.

كارثة عون - حزب الله

في عهد ميشال عون تفشّى الصراع في القطاعات والمؤسّسات كلّها، فأودى بالبلاد إلى الانهيار المالي. على وقعه نمت صراعات أخرى كان آخرها تهشيم القضاء وسقوطه المشهود في ظلّ الصراع على طاولة مجلس القضاء الأعلى، مع تعطيل مجلسَي النواب والوزراء والمصارف، وتراجع التعليم والمستشفى...

لم يبقَ سوى مؤسّسة واحدة متماسكة: الجيش اللبناني. واليوم بدأ يظهر الهجوم المركّز على الجيش، كآخر مؤسّسة قائمة. وهذا الهجوم مثلّث الأهداف:

- حسابات سياسية طائفية ضيّقة على الصعيد الماروني، ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها جبران باسيل: يكون هو زعيم الموارنة أو لا يكون أحد غيره. وبالتالي هل يكون هو الماروني الأخير؟

منذ عام 2005 خاض لبنان صراعاً وجوديّاً كبيراً حول الدور والهويّة، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ولا سيما لجهة وظيفة الاقتصاد وعلاقات لبنان الإقليمية والدولية، بعد خروجه من مرحلة الوصاية السورية

- الهدف الثاني يرتبط بالدعم الأميركي المتواصل للجيش. وهذا يجعله على تناقض مع المحور الذي يمثّله حزب الله.

- الهدف الثالث تتصدّره القوى التي تريد الفوضى في لبنان، وترى أنّها تناسبها وتصبّ في مصلحتها: انفراط البلد وإعادة تركيبه مجدّداً. وهنا يبرز سؤال: هل مَن يريد فرض الفوضى في لبنان لإعادة طرح سلاح حزب الله ومصيره على الطاولة؟

لا يمكن أن ينهار النظام المالي في بلاد تعيش مؤسّساتها كلّها، ومن ضمنها العسكرية والأمنية، هذا النوع من التجاذب والصراع، وتبقى هذه البلاد قادرة على حفظ وجودها بدون إحداث تغيير بنيوي وجذري فيها.

دور السُّنّة المنتظر

يستمرّ الصراع، لكنّه بدأ يتّخذ طابعاً واضحاً:

- هناك صراع مسيحي – مسيحي يقوده التيار العوني ضدّ كلّ المواقع المارونية الأساسية والمؤسّسات المعتبَرة من مرتكزات النظام.

- هناك صراع آخر بدأ يتّخذ طابعاً مسيحياً – شيعياً في ظلّ توتّر العلاقة بين التيار العوني وحزب الله.

وعليه، تتمثّل المشكلة الكبرى في ترك مثل هذا الصراع يتنامى حتى يصل إلى الانفجار. يسهم في ذلك:

- غياب المكوّن السنّيّ الوطني عن لعب الدور التاريخي المناط به والذي يتعلّق بالحفاظ على هيكلية الدولة وبنيتها الوطنية وأداء دور التوازن في موقع رئاسة الحكومة وامتداداتها.

- تشنّج مسيحي ودعوات إلى الانفصال أو الفدرالية.

- قدرة الثنائي الشيعي على بسط سيطرته على مناطقه بشكل واسع ومحكم.

ترْك الصراع يستمرّ بهذا الشكل يفضي بالمسيحيين إلى خيارات أكثر انعزالية، في مقابل إحكام الثنائي الشيعي قبضته على مناطقه. وهذا يشكّل عنصراً أساسياً في تغيير بنية لبنان التكوينية.

هناك مثال لما يعيشه لبنان اليوم: خلال الحرب الأهلية بعد سيطرة الميليشيات على بيروت، ومغادرة الرئيس صائب سلام لبنان، وتحطيم تنظيم "المرابطون"، واغتيال رجالات السُّنّة، وتحديداً الرئيس رشيد كرامي والمفتي حسن خالد، عاش لبنان في ظلّ سيطرة قوى الانقسام الطائفي وصراعاتها المسلّحة فيما بينها وفي داخل كلّ طائفة، وسط غياب كامل لأيّ مقوّمات سياسية قادرة على لجم ذاك الجنون الجهنّمي.

اليوم يكرّر المشهد نفسه من دون سلاح والسُّنّة غائبون عن أداء دورهم في التأسيس لمشروع وطني، انطلاقاً من العمل بمفهوم الجماعة لا الأفراد.

لم ينتهِ جنون الحرب الأهلية إلى بلورة دور واضح للسنّيّة الوطنية على صعيد المنطقة. وكان رفيق الحريري قد بلور ذاك الدور. اليوم هناك حاجة إلى رفيق حريري آخر وليس من ورثته كي لا يتحوّل واقع السُّنّة في ظلّ هذا الصراع إلى ما يشبه واقع عرب 48 في فلسطين.

 

لرئيس يفهم العالم.. ولا يمثّل إيران

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 02 آذار 2023

يمكن لتبسيط الأمور المساعدة في إيجاد مدخل لإعادة تشكيل لبنان ووقف الانهيار. يمكن تبسيط الأمور عن طريق سدّ الفراغ في رئاسة الجمهوريّة، علماً أنّه بات مطروحاً التساؤل التالي: هل هناك جمهوريّة حتّى تكون هناك حاجة ما إلى رئيس لها؟

على الرغم من كلّ هذا الانهيار اللبناني الذي لا قعر له، لا تزال الحاجة أوّلاً إلى رئيس جديد للجمهوريّة "عينه شبعانة"، كما يقول المثل الشعبي، لعلّ وعسى يساهم ذلك في توفير بعض الأمل.

يبدو مطلوباً، أكثر من أيّ وقت، العثور على الرئيس القدوة الذي يعرف ما يدور في المنطقة والعالم وكيف تعمل المؤسّسات الدولية. الأهمّ من ذلك كلّه ألّا يكون هذا الرئيس في تصرّف "حزب الله"... كما كانت عليه الحال في عهد ميشال عون - جبران باسيل.

بكلام أوضح، ثمّة حاجة إلى رئيس للجمهوريّة يكون مرجعية لكلّ اللبنانيين. رئيس يدرك في الوقت ذاته ما هو "حزب الله" وما هي طبيعة أدواره في لبنان وخارجه، في سوريا والعراق واليمن على سبيل المثال وليس الحصر.

ليس كثيراً على لبنان أن يكون لديه الرئيس القدوة الذي يعرف معنى أن يكون وزير الخارجية، خصوصاً عندما كان جبران باسيل في هذا الموقع، صوت "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران داخل مجلس جامعة الدول العربيّة

هناك حاجة أيضاً إلى رئيس يعرف ما هي إيران التي تقف خلف الحزب والتي تعتبره الأداة الخارجيّة، الأهمّ والأنجح، منذ قيام "الجمهوريّة الإسلاميّة" في عام 1979. الأكيد أنّ مثل هذا الرئيس اللبناني موجود. هناك عدد لا بأس به من الموارنة يتمتّعون بهذه الصفات. لكنّ السؤال: هل مسموح أن يكون للبنان رئيس للجمهورية يمتلك مثل هذه الصفات في ظلّ موازين القوى الإقليمية القائمة في المنطقة حالياً؟

الأكيد أنّ الظروف الراهنة لا تسمح بذلك في ظلّ إصرار "حزب الله" على أن يكون العهد الجديد مكمّلاً لـ"العهد القويّ" الذي يُعتبر من أهمّ إنجازات الحزب، كي لا نقول أهمّ ارتكاباته في حقّ لبنان واللبنانيين، في السنوات الأربعين الأخيرة.

لبنان صوت إيران في جامعة الدول العربية

من الطبيعي استمرار الفراغ الرئاسي في هذه الظروف بالذات حيث الحاجة أكثر من أيّ وقت إلى صوت لبناني عاقل يتحلّى بالاعتدال ويصارح اللبنانيين بما هي عليه حال بلدهم. سيستمرّ الفراغ الرئاسي في غياب تغيير جذري على الصعيد الإقليمي يُعيد لبنان إلى اللبنانيين. يُفترض في مثل هذا التغيير إعادة الاهتمام العربي والدولي بلبنان بدل الاكتفاء بالقول إنّ البلد ساقطٌ عسكرياً وسياسياً ولا مجال لإنقاذه بأيّ شكل.

نعم، لبنان في حاجة إلى الرئيس القدوة، أي إلى رئيس يتّخذ مواقف وقرارات معاكسة كلّيّاً لتلك التي اتّخذها الثنائي الرئاسي ميشال عون - جبران باسيل الذي عمل تحت شعار السلاح يحمي الفساد. في ظلّ هذا الشعار، عمل الثنائي، قبل أن يصل ميشال عون إلى قصر بعبدا، على منع الكهرباء عن لبنان واللبنانيين وتحويل هذا القطاع إلى مجال للسمسرات التي كلّفت الخزينة العامّة مليارات الدولارات. في ظلّ هذا الشعار أيضاً، قطع ميشال عون الطريق باكراً على تحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت حتّى لا تُعرف الحقيقة يوماً.

ليس كثيراً على لبنان أن يكون لديه الرئيس القدوة الذي يعرف معنى أن يكون وزير الخارجية، خصوصاً عندما كان جبران باسيل في هذا الموقع، صوت "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران داخل مجلس جامعة الدول العربيّة.

كان ذلك من الماضي القريب، هذا الماضي الذي شهد القضاء على النظام المصرفي اللبناني والقضاء في الوقت ذاته على كلّ المقوّمات التي قام عليها البلد. سمحت هذه المقوّمات للبنان بالصمود سنوات طويلة، وسمحت له أيضاً باستعادة جزء من بريقه في فترة قصيرة كان رفيق الحريري ينفّذ فيها مشروع إعادة الحياة إلى بيروت وغير ذلك من المشاريع، بما في ذلك عودة الكهرباء، التي عادت فعلاً في أيّامه.

في غياب تغيُّرات على الصعيد الإقليمي، لم يبقَ أمام اللبنانيين غير أن يحلموا برئيس جديد للجمهوريّة. فمن دون رئيس لن يتغيّر شيء، وسيظلّ الانهيار مستمرّاً ما دامت التوازنات في المنطقة على حالها

مؤسف أنّ التوازنات الإقليميّة لا تسمح في الوقت الراهن بوجود رئيس للجمهوريّة يعرف المنطقة والعالم ويعرف خصوصاً ماذا يعني اقتصاد "القرض الحسن" وماذا يعني غياب القدرة على التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

يبقى الأهمّ من ذلك كلّه ضرورة خروج اللبنانيين من النظام الذي فرضه عليهم "حزب الله"، وهو نظام كرّسه قانون الانتخابات المعمول به الذي سمح للحزب بأن يكون لديه أصوات 27 نائباً شيعياً من أصل 27 في مجلس النوّاب!

رئيس يفهم "العالم"

ليس سرّاً أنّ صلاحيّات رئيس الجمهورية باتت محدودة، لكنّ رئيساً يمتلك شخصية قويّة بالفعل، وليس بالكلام الكبير الفارغ من أيّ مضمون، ومعرفة بالمنطقة والعالم، يستطيع أن يصنع فارقاً. يستطيع مثل هذا الرئيس صنع فارق في بلد يحتاج أوّل ما يحتاج إليه إلى إعادة تشكيله بعدما قضى ميشال عون على مؤسّسة القضاء المستقلّ وعلى كلّ ما له علاقة من قريب أو بعيد بلبنان المزدهر ببعده العربي.

هل كثير على لبنان أن يحلم برئيس يعرف معنى تصويت مجلس النواب الأميركي بأكثرية 412 صوتاً ضدّ صوتين على قرار "يدين بشار الأسد بسبب استغلاله اللئيم والساخر لكارثة الزلزال بغية تفادي الضغوط الدولية والمحاسبة"؟

هل كثير على لبنان وجود رئيس يدرك التغيّرات التي يشهدها العالم في ضوء حرب أوكرانيا، وهي تغيّرات حملت وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى كييف؟

هل كثير على لبنان أن يكون لديه رئيس للجمهوريّة يقرأ في أحداث الثورة الشعبية الجديدة التي تشهدها "الجمهوريّة الإسلاميّة"؟

هل كثير على لبنان أن يكون لديه رئيس للجمهورية يستوعب معنى بدء إسرائيل بتصدير الغاز والنفط من حقل كاريش، فيما يقف "حزب الله" موقف المتفرّج بعدما لعب الدور الأساسي في ترسيم الحدود البحريّة مع "العدوّ"؟

هل كثير على لبنان أن يكون رئيسه متابعاً لِما يصدر عن وليم بيرنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من أنّ أولويّات الولايات المتحدة في هذه المرحلة هي أوكرانيا وروسيا والصين... وإيران.

في غياب تغيُّرات على الصعيد الإقليمي، لم يبقَ أمام اللبنانيين غير أن يحلموا برئيس جديد للجمهوريّة. فمن دون رئيس لن يتغيّر شيء، وسيظلّ الانهيار مستمرّاً ما دامت التوازنات في المنطقة على حالها وما دام على البلد العيش في ظلّ كابوس اسمه "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران.

 

مكيال الترسيم: قمحٌ أم ترسيم؟

خديجة حكيم/الجمهورية/03 آذار/2023

رغم ما تشهده الآونة الأخيرة من تحركات تجهيز واستعداد لبدء أعمال الحفر في الرقعة (9) من قبل مشغل الرقعة شركة «توتال» وما أثارته من تفاؤل وتساؤلات لجهة وجود قرار دولي لمساندة لبنان في تسريع عمليات التنقيب والإستخراج للثروة البترولية، إلا أنّ ما لا شك فيه هو أن كلّاً من الولايات المتحدة الأميركية والجانب الإسرائيلي حريص على معرفة جدوى المخزون الذي قد يحتويه «المكمن المحتمل» في الرقعة الرقم (9)، هذا المكمن الذي حرمنا حتى من تسميته «حقل قانا»، فلم نلاحظ اي ذكر لكلمة «قانا» في اتفاق الترسيم!

وبالتالي فإنّ الحفر في الحقل المُحتمل سيتم وسنراه عما قريب في الأشهر المقبلة، لكن السؤال الذي يطرح في هذا الإطار: هل يكفي إعلان مشغل الرقعة الرقم (9) عن وجود جدوى تجارية في المكمن المحتمل لسرعة اتخاذ قرار الإستثمار النهائي للمكمن؟

للأسف، فإن الجواب بالنفي. فقراءة بنود اتفاق الترسيم تكشف عن أن قرار الإستثمار النهائي لـ«الحقل المحتمل» في حال ثبت وجود مخزون تجاري فيه هو رهين إرادة الجانب الإسرائيلي. فالفقرة (ه) من القسم الثاني في الاتفاق تربط أي قرار نهائي بالإستثمار بسبق توقيع تسوية مالية بين الجانب الإسرائيلي ومشغل الرقعة الرقم (9)، تمثّل تعويضاً مالياً عن حقوق الجانب الإسرائيلي وحصته في المكمن المحتمل، وهذا الإتفاق يجب أن يتم قبل اتخاذ المشغل أي قرار نهائي بالإستثمار. وينبغي الاشارة هنا الى أنّ الدولة اللبنانية لا يحق لها الإطلاع على شروط التسوية المالية ومقدارها.

بل أكثر من ذلك، ففي حال كشف الحفر عن وجود جدوى تجارية في الحقل المحتمل، وما قد ينبىء بإمكانية وجود مخزونات محتملة خارج الحقل المحتمل وضمن نطاق الرقعة الرقم (9)، فإنه يحظّر على الشركات اللبنانية أو في حال أنشأت شركة بترول لبنانية وطنية المشاركة في أعمال التنقيب والإستخراج في الرقعة الرقم (9)، فالحظر لم يطاول فقط الحقل المحتمل بل طاوَلَ الرقعة الرقم (9) بكاملها! علمًا أن هذا الحظر لم يطاول الجهة الجنوبية من الحقل المحتمل في الجانب الإسرائيلي، فيمكن للشركات الإسرائيلية في ظل عدم وجود نص صريح بالحظر المشاركة في عمليات التطوير في الحقل المحتمل خارج الرقعة الرقم (9) في الجانب الجنوبي المحاذي للرقعة.

وأكثر من ذلك، فإنه وبعد مراضاة الجانب الإسرائيلي بالتسوية المالية مع مشغل الرقعة الرقم (9) في حال حدوثها، فإنه يحق للجانب الإسرائيلي وقبل المباشرة في تطوير التراكمات والمخزونات في حال وجدت في الحقل المحتمل، المشاركة في قرار منح الحقوق والطريقة التي يتم بها التنقيب عن أيّ من التراكمات او المخزونات التي قد يكشف عنها الحفر وفق الفقرة (أ) من القسم الثالث من اتفاقية الترسيم!

قد تكون كل هذه التساؤلات هي مجرد هواجس لِندع الأيام والأشهر المقبلة تكشف حقيقة وجودها.

على أمل أن يكون ما كَيّلنا به في مكيال الترسيم هو قمح وليس برسيمًا.

 

«الحشد» والركوب على زلزال سوريا

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

في المصائب والكوارث الطبيعية يرى الأسوياء من الناس الجانب الإنساني الصرف في المسألة، ويتعاطفون مع إخوانهم وأخواتهم في الإنسانية، فالزلازل مثلاً لا تضرب الناس طبقاً لأديانهم وطوائفهم وأعراقهم وألوانهم وأحزابهم. هذا هو الشعور الإنساني «الخام» الذي يخالج السواد الأعظم من بني البشر، لذلك يكون التفكير في توظيف المصائب التي من هذا النوع في بورصة السياسة، وأقبح من ذلك تمكين العمل الميليشاوي أو أي صنف من أصناف العمل المحظور، ضرباً من ضروب التشوه البشري السلوكي. زلازل سوريا وتركيا الأخيرة لم تسلم من محاولات التوظيف هذه، لنتحدث عن الزلزال في جانبه السوري، رغم أن شراسته الكبرى كانت على الجانب التركي. كتب أريك يافورسكي، من معهد واشنطن للدراسات، تقريراً عن كيف استغل ذلك «الحشد الشعبي» في العراق، وهو تجمع ميليشيات موالية للنظام الإيراني، وإن فرض نفسه على جسد الدولة العراقية، كما يعلم الجميع ملابسات هذا الفرض.

المهم في هذا التقرير أنه يذكر لنا بالنص مظاهر هذا الاستغلال من طرف هذه الميليشيات فيقول: «قيادة (المقاومة) في (الحشد الشعبي) - التي تتألف من إرهابيين ومنتهكين لحقوق الإنسان المدرجين على قائمة العقوبات الأميركية - وشركاؤها الإيرانيون يستخدمون على الأرجح الزلزال لتحسين تنسيقهم عبر الحدود بشكل كبير مع الأسد و(حزب الله) اللبناني، وإضفاء الشرعية على أنفسهم داخل العراق. من هنا، يتوجب التدقيق عن كثب في المواقع والعمليات الخيرية لـ(قوات الحشد الشعبي) في سوريا». هذا الاستغلال تم تحت غطاء العمل الإغاثي بتسميات مختلفة، منها «سيدة الشام زينب». كيف تم ذلك؟ يذكر التقرير أنه في حين يتولى رئيس أركان الحشد عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك) إدارة عمليات المساعدة، حيث تم إرساله إلى سوريا للإشراف المباشر على جهود الإغاثة، يعمل على تسهيل القوافل على الجانب العراقي من الحدود (قاسم مصلح) قائد عمليات الأنبار في «الحشد الشعبي»، والذي اعتقله المسؤولون العراقيون في عام 2021 فيما يتعلق بمقتل ناشط على يد عناصر في «كتائب حزب الله» في عام 2020. كل هذا تم بإشراف ومباركة من إسماعيل قآاني، الذي يحاول إكمال درب معلمه، زعيم ميليشيا القدس الإيرانية التي تولت إفساد حال البلاد والعباد في العراق وسوريا ولبنان واليمن.في اللحظة التي يرى فيها البشر العاديون ملامح الوجع لدى إخوتهم حين تضرب مطارق المصائب الطبيعية، يرى آخرون فرصاً ثمينة للتمكين والتسلل لواذاً تحت رهج الغبار… ولله العجب!

 

إيران... زمن الاختراق والغموض الأميركي

إميل أمين/الشرق الأوسط/04 آذار/2023

بشكل متسارع بدت أزمة إيران النووية تعود إلى قلب الأضواء مرة جديدة، خصوصاً بعد ما أعلنته صحيفة «إنترسبت» الأميركية من أنباء عن خطة الطوارئ التي وضعها البنتاغون للحرب مع إيران، عطفاً على الزيارة المثيرة التي سيقوم بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للشرق الأوسط، وزيارته للـ30 ألف جندي أميركي في المنطقة. هل توافرت معلومات استخباراتية لواشنطن تتعلق ببرنامج إيران النووي تستدعي التحرك سريعاً؟ هناك في الواقع تصريحات أميركية عدة تلفت الانتباه في الأيام القليلة الماضية، منها على سبيل المثال ما جاء على لسان وكيل وزير الدفاع الأميركي لشؤون السياسات كولن كال، من أن إيران يمكن أن تنتج الآن مواد انشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة في حوالي 12 يوماً. تالياً كان مسؤولون في إدارة بايدن يقطعون بأن ما يعرف بـ«زمن الاختراق»، أي مقدار الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج مادة انشطارية كافية لصنع قنبلة نووية، قد تقلص لأسابيع. تصريحات كال جاءت مواكبة لتأكيدات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي رصدت في إيران جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 84 في المائة، أي أقل قليلاً من نسبة 90 في المائة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية، وذلك في منشأة فوردو. لم يعد الأمر موصولاً فقط بنسبة التخصيب، بل يمتد كذلك لجهة ما تحوزه إيران من اليورانيوم، فقد ورد في تقرير تفصيلي لوكالة الطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قد زاد بما يقدر بنحو 87.1 كيلوغرام منذ آخر تقرير فصلي، ليصل إلى 3760.8 كيلوغرام.

هل على العالم أن يقلق من جراء هذه الأخبار؟

بحسب كيلسي دافنبورث، مدير سياسة عدم الانتشار النووي، بجمعية مراقبة الأسلحة، فإنه من الواضح تماماً أن إيران تخصب اليورانيوم إلى مستويات قريبة مما يلزم للحصول على السلاح النووي، كما أن الزيادة الكبيرة لإيران في مخزونات اليورانيوم الخصب أمر يشكل مصدر قلق خطير.

المتابع لتطورات المشهد الإيراني في جنبات البنتاغون يكاد يستشعر للوهلة الأولى أن هناك سيناريو ما يجري الإعداد له بسرعة كبيرة، وهو ما تقطع به دعوة دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، والخاصة بـ«تشكيل تحالف عالمي» من شأنه ردع التعاون الشرير بين إيران وروسيا.

يعنّ لنا أن نتساءل؛ ما الذي يقلق واشنطن بشكل واضح من إيران مؤخراً؟ المؤكد أن إيران باتت حجر عثرة عالمياً، وليس إقليمياً فقط، ولا سيما أن تهديداتها لم تعد محصورة بالشرق الأوسط فقط، بل باتت تحدياً عالمياً، وهذا جاء نتيجة التعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا، والنقل غير المشروع لطائرات مسيرة من إيران إلى روسيا، يتم استخدامها حالياً في أوكرانيا لقتل المدنيين بحسب الرؤية الأميركية. تبدو العتبة النووية الإيرانية على بعد خطوات، ولا سيما أن الصراع الروسي - الأوكراني يكاد يوفر فرصة ذهبية ربما لن تتكرر للوصول إلى القنبلة النووية... كيف ذلك؟

واشنطن كما ظهر من خلال زيارة بايدن إلى كييف عازمة على المضي قدماً في دعم أوكرانيا، وهو الأمر عينه الذي أكده ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الأطلسي. ليس سراً القول إن الروس يحتاجون إلى شحن مزيد من الطائرات من دون طيار والصواريخ وغيرها من القدرات، ما يعني أنه ما من مصلحة لموسكو في الضغط على إيران للوصول إلى اتفاق نووي جديد، مكايدة في واشنطن من جهة، وتفعيل الأدوار الجيوسياسية من جهة ثانية، عبر امتداد التعاون الثنائي مع الإيرانيين. للمرء أن يتخيل الدعم الذي يمكن أن توفره روسيا لإيران، عبر المحافل الدبلوماسية الأممية، وفي المقدمة منها مجلس الأمن، ومنع أي محاولة لإدانتها من خلال الاعتراض بالفيتو. ومن جهة ثانية، الخبرات النووية التي لدى روسيا، والتي قد تصبح طرفاً في مقايضة ما مع الملالي، وبخاصة إذا تأزم الوضع الروسي وطال أمد الحرب.

يدرك الروس أن الإيرانيين في مأزق، والمؤكد أنه من مصلحتهم أن يضيق الخناق على رقاب الإيرانيين، ما يسمح بدائرة حركة أوسع للروس في منطقة الخليج العربي، واقتراباً من الشرق الأوسط. يتحدث ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية، عن الجمود في محادثات فيينا بشأن استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة، وكيف أن الأمر محفوف بالتصعيد غير المنضبط.هل أميركا عازمة بالفعل على اتخاذ خطوات تنهي الأزمة النووية الإيرانية مرة واحدة، وإلى أجل بعيد؟ من جديد تطفو على السطح معادلة «تكافؤ الأضداد في الروح الأميركية الواحدة»، أي القول بشيء والعمل في اتجاه معاكس. وعلى غير المصدق، متابعة بقية حوار وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مع برنامج «واجه الأمة»، ففيه أضاف كلاماً غريباً، لا يتساوق مع طبيعة المستجدات النووية والصاروخية الإيرانية، ناهيك عن التعاون الخطير مع روسيا. يذهب بيرنز إلى أن «الولايات المتحدة لا تعتقد أن المرشد الأعلى آية الله خامنئي قرر استئناف برنامج التسلح، الذي علق أو أوقف في نهاية 2003». كيف يمكن للمرء أن يفهم هذا التصريح؟! والحيرة تزداد حين يضيف بيرنز بالقول: «إن إيران ما زالت بعيدة جداً من حيث القدرة على تطوير سلاح نووي». هذا رغم إقراره لاحقاً بأن «التطور الإيراني في مستويات التخصيب ومنظومات الصواريخ القادرة على حمل سلاح نووي يتقدم بوتيرة مقلقة». من نصدق؛ التصريحات الأميركية الساعية لتشكيل تحالف دولي عالمي، يتجاوز شركاء أميركا في الشرق الأوسط، أم ما يشبه التطمينات التي يقدمها بيرنز؟! باختصار غير مخل، إيران يمكنها اليوم، عند تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 في المائة، أن تمتلك قنبلة مماثلة لقنبلة هيروشيما، وحال حصلت على طائرات «سوخوي 35» من روسيا، تستطيع أن تلقيها على من تشاء! الخلاصة... زمن الاختراق النووي الإيراني يتلاشى، فيما تردد أميركا وغموضها، أو تماهيها مع الإيرانيين لا يزال سيد الموقف، فانظر ماذا ترى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بيان "هام جدا" من جمعيى المصارف بشأن الإضراب

وطنية/الجمعة 03 آذار 2023

أصدرت جمعية مصارف لبنان بياناً جاء فيه:

إن الجمعية العمومية، التي كانت قد أعلنت في اجتماعها تاريخ 6/2/2023 الإضراب بهدف معالجة الخلل في عمل المرفق العام القضائي تلقفت بإيجابية حذرة، القرارين الصادرين عن النيابة العامة التمييزية بتاريخ 28 شباط 2023، آملةً استكمالهما بالتدابير العمليّة لمعالجة هذا الخلل نهائيّاً،

وعليه، تقرر ما يلي:

1- إعادة التذكير بمطالب المصارف السابقة لجهة:

أ‌- توحيد المعايير واعتماد المساواة في تطبيق القانون على الجميع، خاصة عبر اعتماد قاعدة واحدة لدفع المصارف وديعة المودعين من جهة، وإيفاء المدينين ديونهم تجاه المصارف من جهة ثانيةٍ، حفاظاً على حقوق المودعين.

ب‌- تصحيح القرارات غير القانونية وغير المبررة المتّخذة بحق بعض المصارف ورؤساء وأعضاء مجالس إداراتها، كالحجز على الأملاك الخاصة ومنع السفر لمدّة غير محددة خلافاً للصلاحية المكانية والنوعية للقضاة.

ج‌- التحقق من صفة المودع المدعي على المصرف.

د- الالتزام بسريّة التحقيق المفروضة بالقانون.

2- مطالبة الدولة بتنفيذ القانون الذي تعاملت المصارف على أساسه مع مصرف لبنان، لا سيما المادة 113 من قانون النقد والتسليف ووضع خطة عملية لتنفيذ التزاماتها القانونية لتغطية الخسائر المسجلة في ميزانية مصرف لبنان والذي يمكن استخلاصها للمرة الاولى بوضوح من ميزانية مصرف لبنان الموقوفة بتاريخ 28/2/2023.

3- مطالبة الدولة بالإقرار بالديون المترتبة بذمتها لصالح مصرف لبنان، وتضمين الخطة المشار إليها أعلاه، التدابير العملية للمباشرة بمعالجتها.

4- مطالبة الدولة بتصويب خطة التعافي، وما نتج عنها من مشروعي إعادة التوازن للقطاع المالي وإعادة هيكلة المصارف، بهدف تمكين مصرف لبنان، من وضع خطة وجدول زمني لإعادة أموال المصارف المودعة لديه، والتي تؤكد عليها ميزانيته المنشورة مؤخراً، مما يشكل حجر الزاوية لمعالجة ودائع الزبائن في المصارف.

5- وبانتظار ما تقدّم،

أ‌- تكرر المصارف مطالبتها الدولة اللبنانية بإقرار قانون معجل مكرر يلغي بشكل كامل وبمفعول رجعي صريح السرية المصرفية عن جميع الحسابات المصرفية، فتضع بذلك حدّا للاتهامات المختلقة بحقها.

ب‌- تكرر المصارف على أنها تحت القانون وتحت المساءلة وفقاً لأحكام القانون اللبناني بكافة نصوصه، وتكرر احترامها للقضاء المحايد والعادل.

ج‌- تقرر تمديد تعليق إضرابها حتى تاريخ 10 آذار 2023 مساءً لتسهيل عمل المؤسسات والأفراد وإعادة تقييم ما قد يستجدّ من تطورات بشأن تنفيذ مطالبها، على ان يفوض مجلس الادارة بتمديد فترة التعليق في ضوئها.

 

قيومجيان: إذا فهمت تغريدتي كإساءة دينية فأنا اعتذر لأن ليس هذا المقصود بتاتا

وطنية/الجمعة 03 آذار 2023

صدر عن رئيس جهاز العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" الوزير السابق الدكتور ريشار قيومجيان البيان الآتي: " في معرض الرد على مواقف الرئيس نبيه بري الاخيرة عبر "الاخبار" والتي وصفت مرشح المعارضة بـ"التجربة الانبوبية"، إستخدمت في تغريدتي السياسية الصرف مصطلح "زواج المتعة" لتوصيف العلاقة بين الثنائي "حزب الله-أمل" وحلفائه. هذا المصطلح مستعمل في الخطاب السياسي كما مصطلح "الزواج الماروني" على سبيل المثال. لكن إن فهم كلامي كإساءة دينية أو مسّ بالفقه ما عاذ الله من قبل البعض في الطائفة الشيعية الكريمة، فأنا أعتذر لأن ليس هذا هو المقصود حتماً".

 

رعد: نريد لشعبنا ان يعيش عزيزا وان يتقوى ببعضه يتعاون مع بعضه من دون ان يكون لأحد منة عليه

وطنية - النبطية/الجمعة 03 آذار 2023

رأى رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "اننا اليوم نخوض معارك ما قبل الفتح على كل المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والانمائية والصحية وكل مرافق الحياة، نخوض هذه المعارك وقد تخرجنا من مدرسة كربلاء التي علمتنا كيف نصبر ونجاهد ونطيع اولياء امرنا ونتخطى الصعاب ونبذل ارواحنا ودمائنا".  وقال رعد، خلال رعايته حفل افتتاح خامس "مخازن الامام السجاد" في منطقة الجنوب الثانية في حزب الله عند مثلث حومين الفوقا - صربا - عين قانا في منطقة اقليم التفاح، في حضور مسؤول العمل الاجتماعي في حزب الله في منطقة جبل عامل الثانية عباس فخر الدين ، مسؤول قطاع اقليم التفاح الشيخ وسام سعادة ، المسؤول الثقافي الشيخ محمد جمعة وشخصيات ومواطنين: "هذا مخزن من مخازن الامام السجاد عليه السلام يضعه حزب الله بتصرفكم وانتم تخوضون معنا المواجهة والصمود بوجه اعداء الانسانية، الذين يريدون اذلالنا واخضاعنا ومصادرة هويتنا وقرارنا وسيادتنا في بلدنا، ونحن نقول ان هذا المخزن هو جرعة دعم لصمود شعبنا من اجل ان يتقوى فيها هذا الشعب للتصدي ومواجهة المؤامرات الاقليمية والدولية والتي يُستخدم فيها بعض المحليين المولعين بالخضوع والسجود للمستكبرين والضالين والطواغيت".  وختم: "نحن نريد لشعبنا ان يعيش عزيزا وان يتقوى ببعضه البعض وان يتعاون مع بعضه البعض وان يبلسم جراحاته من دون ان يكون لأحد مِنة عليه، هذا ما نضعة بيد اهلنا على اختلاف جهاتهم وتنوع مذاهبهم وطوائفهم في كل المناطق، وهذا هو خامس مخزن من مخازن الامام السجاد في منطقة الجنوب الثانية في جبل عامل".

بعد ذلك قص رعد الشريط التقليدي لافتتاح المخزن وجال والحضور في اقسامه.

 

مقتل لبناني بـ10 رصاصات أمام طفله في أوستراليا!

صحف/الجمعة 03 آذار 2023

قُتل الشاب اللبناني طه الصباغ ابن الـ40 عاماً أمام أعين ابنه البالغ 12 عاما، متأثرا بإصاباته بـ10 رصاصات، داخل سيارته خارج صالة ألعاب رياضية جنوبي غرب سيدني. إذ تم استدعاء خدمات الطوارئ إلى شارع كارلينغفورد بضاحية سيفتون بعد ورود تقارير عن إطلاق نار صباح الخميس، في حين أن الشرطة لا تعتقد أن الهجوم كان عشوائيًا لكن الدافع لا يزال غير واضح، وقد يكون حالة خطأ في الهوية.

 

المفتي قبلان: البلد "مكانك راوح" في أزماته وتعطيل الدولة و تشريع الضرورة أسوأ خيانة وطنية

وطنية/الجمعة 03 آذار 2023

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن "لوعة الشاب موسى الشامي رحمه الله حجة على كل من يستطيع الإغاثة فلم يفعل، موسى الشامي بكل مأساته ضحية بلد فاسد، وتجار خونة، وكيانات مالية نقدية فجرة، وبيئة مهووسة بالأنانية والضياع، ومن ضيع الفقير والمسكين والمعذب والمحتاج وزاد من إنهاك بيئتنا ومجتمعنا لن يكون له أي كرامة على الإطلاق بين يدي الله العظيم يوم النشور الأعظم، فاحفظوا واحذروا فإن هذا ما يلقاكم يوم لقاء الله".  ولفت المفتي قبلان إلى "أن البلد "مكانك راوح" في أزماته، ووضع الناس في أسوأ الحالات، والكيانات المالية وجماعة المصارف وكارتيلات المضاربة على الليرة ما هم إلا خونة أمانة، وطغاة وطن، وجماعة إجرام، لا مثيل لهم"... طالبا "من بعض الرؤوس الحامية التفكير بمصير لبنان، لا بكراسيها، خاصة أن الفراغ يبتلع الدولة ومؤسساتها ومرافقَها ويدفع بالبلد كله نحو المجهول".  وأكد المفتي قبلان أن "تعطيل الدولة وتعطيل تشريع الضرورة أسوأ خيانة وطنية، وكذلك تعطيل مجلس الوزراء. أما قضية انتخاب رئيس مقابل الدولة فشماعة مكشوفة لدى من يريد لبنان دكانا على قياسه، وكفانا تجارة بالبلد والمؤسسات الدستورية، ووضع البلد يقاس بالأيام والأسابيع لا بالشهور والسنين. فالكارثة على الباب، وفتيل الطبخة الدولية يكاد يشتعل، وهناك قوى وأدوات وكيانات داخلية تلعب لصالح واشنطن لعبة الفوضى أو الأمركة. ولكن احذروا لأن البلد لا يتحمل أي مقامرة من نوع الإغلاق الشامل للدولة".

 ووجه المفتي قبلان خطابه، الى الحاكم المركزي :"ماذا ستقول لله سبحانه وتعالى أنت والمصارف، ولم تتركوا وسيلة لإنهاك هذا الشعب المنهوب أصلا إلا واعتمدتموها؟ ما تفعلونه بمثابة إبادة للناس، رغم أن الدولة معدومة، ولا وجود لها في حياة الناس إلا بالمرفق الأمني، مع كل الشكر للأجهزة الأمنية. وإذا سكتنا عن رفع الدولار الجمركي، فذلك لضرورة إنقاذ مالية الدولة، لكن من غير المقبول أبدا أن تكون على حساب إبادة الناس، وفق نموذج طاعون صيرفة".  أضاف: "على الحكومة أن تعي بأن الأزمة الطاحنة تطال الدواء والكهرباء والاستشفاء وكافة خدمات الدولة بسعر صيرفة متوحش، والأسواق اليوم فلتانة، والنزوح أكل الأخضر واليابس، والسفارات تدفع نحو تفخيخ الشوارع، والمصارف والتجار والمولدات والمستشفيات أشبه بوحش ينهش الناس، وأنتم مؤتمنون على البلد ونريد حلا إنقاذيا للناس، ومن يتخلى عن مسؤولياته خائن، والناس لم تعد تحتمل والأعذار غير مقبولة أمام جنائز الناس". ونصح المفتي قبلان القوى السياسية "أن بادروا لأن هناك من يدير لعبة ذبح الناس على المكشوف. والنضال الوطني اليوم نضال لإنقاذ لبنان، و"ساحة الوطنية" اليوم مجلس النواب، وليس عرضَ العضلات ونسفَ الضرورات الإنقاذية للبلد. والشكليات عند انفجار البلد لا تنفع أحدا، والتمسك بالقشور فيما الناس تموت "سفاهة"، والحل بتشريع الضرورة وانعقاد الحكومة لمتابعة أمور الناس الحياتية خاصة، وإلا جماعة التعطيل هم أخطر على لبنان من الجيوش الغازية". وأكد أن "الحل سياسي بامتياز، والاتفاق السياسي اليوم ضرورة إنقاذية للبنان، والخطر كبير، وخرائط اللعبة الداخلية على الطاولة، وحذارِ من لعبة انتحار، فلبنان لا يقبل لعبة تقسيم، وتطيير مشروع الدولة يعني حربا أهلية، وحذارِ من إدارة ملفات وطنية بنزعة طائفية". وختم المفتي قبلان خطبته بتوجيه كلمة للقضاة بالقول:"عيب هذا الانقسام، وعيب هذا النحو من السقوط المكشوف، والقضاء اليوم متهم، والمطلوب قضاء فوق الزواريب السياسية، لأنه حين ينتهي القضاء تنتهي الدولة".

 

نواف سلام حاضر عن الطائف: الاصلاحات المالية يصعب أن تعطي ثمارها ما لم تترافق مع إصلاحات سياسية طال انتظارها

وطنية/الجمعة 03 آذار 2023

أقامت جمعية "المقاصد الخيرية الإسلامية" في بيروت محاضرة للسفير والقاضي في المحكمة الجنائية الدولية نواف سلام، بعنوان: "الطائف في النص والممارسة: أين الخلل؟"، في حضور وزراء سابقين ونواب ورئيس جمعية المقاصد الدكتور فيصل سنو والعديد من الشخصيات وذلك بدعوة من منبر المقاصد الثقافي في مبنى "سنى طبارة". وقال سلام: "وإن كانت الإصلاحات السياسية هي حجر الزاوية في وثيقة الوفاق الوطني التي باتت تعرف بـاتفاق الطائف، التي تبناها النواب اللبنانيون الذين اجتمعوا عام 1989 في المملكة العربية السعودية، فهذا الاتفاق كان يعكس ايضا مدى تداخل الأبعاد المحلية والخارجية في الأزمة اللبنانية الى حد انه ما كان ليرى النور لو لم يشمل بنودا متعلقة بتنظيم العلاقة اللبنانية - السورية وأخرى بتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، ناهيكم عن المتغيرات الإقليمية والدولية التي ساهمت بدورها بالوصول الى هذا الاتفاق، ولا سيما انحسار التوتّر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال عهد غورباتشوف".

أضاف: "لكنني أسرع للقول إنني من بين الذين يعتبرون انه طالما ان اتفاق الطائف لا يزال يشكل الأساس الذي يرتكز اليه سلمنا الأهلي، وان الدستور الذي عدل بموجبه قد اضحى مرجعية الشرعية السياسية في البلاد، فيكون علينا العمل أولا على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما شوه منها عند التطبيق، وعلى سد ثغرات الاتفاق التي ظهرت في الممارسة".

واعتبر أنه "من اجل تعزيز مفهوم دولة القانون لا شك في أن في إعادة صلاحية تفسير الدستور الى المجلس الدستوري، بحسب ما نص عليه اتفاق الطائف، ما سوف يعزز من شرعية مثل هذا العمل سندا لقرينة حيادية هذا المجلس وطبيعته القضائية، بينما إبقاء صلاحية تفسير الدستور (خلافاً للطائف) لدى مجلس النواب ينطوي على خطر تعريض أي تفسير قد يقدم عليه للانتقاد بحجة انه تفسير وضع لخدمة المصالح السياسية للأغلبية البرلمانية. قد لا يكفي إعادة الطائف الى مساره الأصلي، بل لا بد أيضا من سد ما ظهر فيه من ثغرات خلال الممارسة. واكتفي هنا بالشارة الى اهم ثلاث منها:

أولا: لا يحدد الدستور أي إطار زمني لبدء الاستشارات أو لتكليف رئيس حكومة جديد في حال حدوث ما يستلزم ذلك، مثل استقالة رئيس الحكومة أو اي "حالات" أخرى "تعتبر الحكومة مستقيلة" بموجبها. والدستور لا يفرض كذلك مهلة على الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة. لسد هذه الثغرة، لا شك انه لا بد من تحديد مهل واضحة لذلك كما يطالب البعض. ولكن هل يكفي ذلك لتجاوز العقبات التي قد تحول دون تشكيل الحكومة في حال استمرار الخلاف بين رئيس الوزراء المكلف ورئيس الجمهورية؟ والجواب هو طبعا "لا". ويبدو ان انسب علاج لحالات كهذه يكون بوضع آلية تسمح باللجوء الى تحكيم مجلس النواب لكونه "مصدر السلطات". والصيغ عديدة لذلك.

ثانياً: هناك مشكلة إضافية، لا حل لها في الطائف، تتعلق بحسن سير عمل السلطة التنفيذية في حال عدم توقيع الوزير المعني على مرسوم يضع حيّز التنفيذ قرارا اتُخِذ في مجلس الوزراء، او حتى تأجيل التوقيع عليه من دون مبرر مقبول. فمن أجل تفادي مأزق دستوري كهذا، يجب اعتبار قرار مجلس الوزراء نافذا بعد أسبوع (او عشرة أيام) من اتخاذه حتى إذا استمر الوزير المعني على موقفه وذلك قياسا على انه لو رفض رئيس الجمهورية التوقيع على المرسوم الذي يعطي القرار المتخذ في مجلس الوزراء صيغته التنفيذية فإن الدستور ينص على ان هذا القرار يصبح نافذاً بعد خمسة عشر يومًا في حال أصر مجلس الوزراء عليه. وفي الحالة المتعلقة بالوزير يصدر عندها المرسوم ذو الصلة بتوقيع رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية فيما يعتبر الوزير المذكور بحكم المستقيل. ويستند هذا الحل الى مبدأ ان السلطة التنفيذية في ظل الطائف أصبحت مناطة بمجلس الوزراء كمؤسسة. كذلك، ففي حال اعتبر كلٌّ من رئيس الحكومة أو رئيس الجمهورية ان الوزير المعني قد تخلّف عن المبادرة الى اتخاذ الخطوات المطلوبة لإصدار "مرسوم عادي" في الحالات التي قد تتطلب ذلك، اقتضى منحهما إمكان عرض الأمر على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار الذي يراه مناسباً في شأنه.

ثالثاً: بينما كانت كفة ميزان الصلاحيات بين السلطتين التنفيذية والاشتراعية تميل في مرحلة ما قبل اتفاق الطائف إلى السلطة التنفيذية، انقلبت مع اتفاق الطائف إلى السلطة الاشتراعية بدل أن يقيم توازنًا بينهما. والتوازن المقصود هنا هو من المبادئ الدستورية الأساسية في الأنظمة البرلمانية حيث أنّ مسؤولية الحكومة تجاه البرلمان وقدرة الأخير على إسقاطها بحجب الثقة عنها إنّما تقابله قدرة الحكومة على حلّ البرلمان. ويُعرف هذا المبدأ في الفقه الفرنسي بمعادلة moyens d’action réciproques entre gouvernement et parlement. والواقع انه بموجب الطائف باتت إمكانية حل السلطة التنفيذية لمجلس النواب تقتصر على أربع حالات من المستبعد جدا حدوثها وهي امتناع مجلس النواب عن الاجتماع طوال عقد او طوال عقدين استثنائيين متواليين لا تقل مدة كل منهما عن الشهر او في حال ردِّه الموازنة برمتها بقصد شل يد الحكومة عن العمل والحالة الرابعة هي أصرار المجلس بأكثرية ثلاثة ارباع أعضائه على مشروع تعديل للدستور لم توافق عليه الحكومة. وإعادة التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية يكون بنظرنا بإزالة لائحة الشروط هذه المطلوب توفّرها لإمكان حل مجلس النواب واستبدالها بتشديد القيود الخاصة بظروف الحل وتوقيته، كمنع اللجوء مثلاً الى هذا الخيار خلال السنة الأولى من ولاية المجلس كما تنص عليه المادة 12 من الدستور الفرنسي، على سبيل المثل".

تابع: "أعود للتأكيد أن الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة اليوم يصعب أن تعطي ثمارها المرجوة ما لم تترافق مع إصلاحات سياسية طال انتظارها. والمطلوب هنا أن يتم وضع موضع التنفيذ ما لم يطبق بعد من بنود اتفاق الطائف، وتصحيح ما نفذ منه ان خلافاً لنصه او لروحه، والعمل على سد ثغراته التي بيّنتها ممارسة السنوات الماضية. والمقصود هنا ليس إعادة توزيع للسلطة بين الطوائف المختلفة بل المقصود تعزيز دور المؤسسات الدستورية، وإعلاء مبدأ "منطق المؤسسات" على اي اعتبار آخر. ولعلّنا من خلال إعادة اتفاق الطائف إلى مساره الصحيح، نعود ونضع لبنان على طريق بناء الدولة الحديثة، الدولة القادرة على فرض استقلاليّتها عن الطوائف المختلفة وتكوين حيّز خاص بها. وليس المقصود هنا دولة تُقام في وجه الطوائف من جهة، ولا دولة تقوم على تسامح الطوائف تجاهها من جهة أخرى، بل دولة قادرة على احتواء الطوائف من ضمنها وعلى تجاوزها في آن". ختم: "لا جدال في أن الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان اليوم هي الأسوأ في تاريخه، لا بل أن هذه الأزمة، وبحسب البنك الدولي، هي واحدة من بين ثلاث أسوأ أزمات اقتصادية عرفها العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر، ولعل في ما تقدم ما يكفي للبيان على أن أي من الإصلاحات أو الإجراءات المالية والاقتصادية الملحة اليوم، لا يمكن أن تعطي الثمار المرجوة منها ما لم تترافق مع إصلاحات سياسية حقيقية". وقدم الدكتور سنو للقاضي سلام درع المقاصد عربون محبة وتقدير.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 03-04 آذار/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 03 آذار/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/116248/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1707/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For March 03/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/116250/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-march-03-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/