المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 تموز/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.july29.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حزب الله كارثة مدمرة تدمر لبنان وتضطهد اهله

الياس بجاني/فجور الثنائ الشيعي الإرهاي الملالوي

الياس بجاني/تحية للإستاذ سيمون أبو فاضل الذي تعرض اليوم لإعتداء سافر من قبل السيد وئام وهاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع العميد خالد حماده  من موقع سبوت شوت

رابط فيديو مقابلة مع الإعلامي جان عزيز من تلفزيون “أم تي في

من أرشيف 2021/المحامي ادوار حشوة مرة أخرى يؤكد بالوثائق والوقائع والأسماء أن حزب الله ونظام الأسد هما من استورد نترات الأمونيوم ويفضح مسلسل أكاذيب نصرالله/

رابط فيديو مقابلة بودكست من محطة الجديد مع النائب السابق انطوان زهرا تناولت الملفات اللبنانية

الساخنة والعلاقة مع نبيه بري ورأيه بـ بشار الأسد وإن كان يطمح لرئاسة القوات اللبنانية؟

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 تموز 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 28/7/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

تأكيدٌ لبناني بشأن ترسيم الحدود الجنوبية البرية!

موافقة مبدئية على طرح لودريان… وتخوّف!

لودريان: “أولويات الرئيس” أوّلاً… والرياض: الحوار بعد الانتخاب

لودريان يحاول إغراء معارضي الحوار

طيّ صفحة استقالة نواب الحاكم

“الحزب” للودريان: لا رئيس بدون رضانا!

شرطٌ أميركي بشأن مساعدات الجيش اللبناني!

قضية عمر حرفوش تحرم ميقاتي من لقاء لودريان

هجومٌ عنيف من الرئيس لحود على "الوزير الحاقد"

النّزوح السّوري... والمجاعة الآتية إلى لبنان!

لقاءٌ قريب بين عون ونصرالله؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة: روسيا لم تعرض حبوباً مجانية على برنامج الأغذية العالمي

بوتين: اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد والأزمة الأوكرانية ليست السبب في ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا

رئيس الاتحاد الافريقي: بوتين مستعد للحوار وإيجاد حل بشأن أوكرانيا ونحتاج لإقناع كييف

البيان الختامي لقمة روسيا - إفريقيا اكد رفض سياسة العقوبات الأحادية

السيسي: الدول الإفريقية تنشد السلم والأمن وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها

رئيسة مجلس الأعمال الروسي العربي اعلنت إطلاق منصة أعمال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

أوكرانيا اعلنت نقل الاحتفال بعيد الميلاد إلى 25 كانون الأول

الدفاع الروسية اعلنت إعتراض صاروخ "إس-200" معدل أطلقته قوات كييف على مدينة تاغانروغ

الدفاع الروسية: إحباط محاولة أوكرانية لاستهداف مواقع في مقاطعة موسكو بمسيرة

بوتين: روسيا تدرس "بعناية" المقترحات الإفريقية لإنهاء الصراع في أوكرانيا

الأمم المتحدة نددت بعمليات الإعدام في الكويت وسنغافورة

تعيين الجنرال عبد الرحمن تشياني رجل النيجر القوي الجديد

انقلابيو النيجر يحذرون فرنسا من التدخل بشؤون البلاد الداخلية

إردوغان استبدل نواب رئيسة المصرف المركزي في تركيا

ترامب يتعهد مواصلة السباق الرئاسي حتى لو حكم عليه

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معالم النقاش حول النظام الفدرالي/شارل الياس شرتوني

معركة مصرف لبنان: الحقيقة غير المنشورة/جان عزيز /اساس ميديا

الهدف العميق من مخطّط انهيار لبنان/طوني عيسى/الجمهورية

فرنسا تتبرّأ من سليمان فرنجية/محمد المدني/ليبانون ديبايت

لودريان يُخيّر اللبنانيين بين تسويتين/منال زعيتر/اللواء

ما “مغزى” استمهال لودريان التشاور حتى أيلول؟/وسام أبوحرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية

التشكيلات الديبلوماسية… بالأسماء والمواقع/غادة حلاوي/نداء الوطن

هل يسمح القانون بتعيين مدير موقت للمركزي؟/إيفا أبي حيدر/الجمهورية

الفرصة الأخيرة” رئاسيًّا: كيف ستستغلّها المعارضة؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

من هو والد مستشارة رياض سلامة صاحب “هبة” الـ 1.8 مليون يورو؟/جنى بركات - صحافية لبنانية/موقع درج

حاكمية مصرف لبنان بين بري ونصرالله/بقلم أحمد عيّاش//leb talks/28

ما صلة الحسين العربي بالأكاسرة!!/أحمد عدنان/لبنان الكبير

القرنة السوداء: الدم لا يجعل الباطل حقّاً/سامر زريق/أساس ميديا

بشرّي: لا مساومة على ملكيّة القرنة السوداء/سامر زريق/أساس ميديا

أيلول التسوية: باسيل يسأل أم يجيب؟/ملاك عقيل/أساس ميديا

أيلول لودريان ينتظر نتائج تواصل الدوحة مع طهران؟/وليد شقير/أساس ميديا

حوار أم تشاور.. السؤال: على مين؟/زياد عيتاني/أساس ميديا

لبنان بلد الأقليات الطائفية المتشاركة فهل يحتمل التقسيم؟/سوسن مهنا/أنديبندت عربية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بلدية بقاعصفرين تقدمت بطلب رد القاضي العقاري في الشمال تيريز مقوم لعلة التحيز الواضح

"اليونيفيل": وفاة جندي من الكتيبة الغانية واصابة اثنين اخرين ولبناني بحادث سير في الضهيرة بين آلية لنا وسيارة مدنية

رئيس الكتائب تخوف من تفكك المعارضة: حزب الله مسؤول عن الشغور الرئاسي بسبب استخدامه منطق الاستقواء

باسيل من المتن: لا لاستمرار سياسة سلامة ولا لحوار غير منتج كل عناد يقابله عناد ولن يكتب لشيء النجاح بتغييبنا

الشيخ الخطيب خلال إحياء الليلة العاشرة من محرم: لماذا لا تستجيبون للتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة تقوم بتعيين حاكم جديد للمركزي؟

نعيم قاسم: لتحديد خيارات لبنان السياسية والاسراع في انتخاب الرئيس

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا

إنجيل القدّيس متّى23/01حتى12/”كَلَّمَ يَسُوعُ الجُمُوعَ وتَلامِيْذَهُ قَائِلاً: «على كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّون. فَٱعْمَلُوا بِكُلِّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُم وٱحْفَظُوه، ولكِنْ مِثْلَ أَعْمَالِهِم لا تَعْمَلُوا. فَهُم يَقُولُونَ ولا يَعْمَلُون. إِنَّهُم يَحْزِمُونَ أَحْمَالاً ثَقِيلَة، ويَضَعُونَها عَلى أَكْتَافِ النَّاس، وهُم لا يُرِيْدُون أَنْ يُحَرِّكُوهَا بِإِصْبَعِهِم. وجَمِيْعُ أَعْمَالِهِم يَعْمَلُونَها لِيَرَاهُمُ النَّاس: يُعَرِّضُونَ عَصَائِبَهُم، ويُطَوِّلُونَ أَطْرَافَ ثِيَابِهِم، ويُحِبُّونَ مَقَاعِدَ الشَّرَفِ في الوَلائِم، وصُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، والتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات، وأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ : رَابِّي! أَمَّا أَنْتُم فلا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ: رَابِّي! لأَنَّ مُعَلِّمَكُم وَاحِد، وَأَنْتُم جَمِيعُكُم إِخْوَة. ولا تَدْعُوا لَكُم على الأَرْضِ أَبًا، لأَنَّ أَبَاكُم وَاحِد، وهُوَ الآبُ السَّمَاوِيّ. ولا تَقْبَلُوا أَنْ يَدْعُوَكُم أَحَدٌ مُدَبِّرين، لأَنَّ مُدَبِّرَكُم وَاحِد، وهُوَ المَسِيح. وَلْيَكُنِ الأَعْظَمُ بَينَكُم خَادِمًا لَكُم. فَمَنْ يَرْفَعْ نَفْسَهُ يُوَاضَع، ومَنْ يُوَاضِعْ نَفْسَهُ يُرْفَع.”

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مشكلة لبنان وشعبه وحكامه: احتلال وذمية وانتهازية وطروادية وتبعية وعبادة اصنام

الياس بجاني/26 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114133/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%87-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a7/

بالعربي المشبرح، لبنان بلد محتل بالكامل، وكل أصحاب شركات الأحزاب فيه من مسيحيين واسلام ودروز وكفرة ويساريين، هم راضخين بذل للمحتل، وراضين ان يعملوا تحت سلطته، وسلطة حكامه الأوباش. ولهذا يشاركون في الإنتخابات ولا يعلنون العصيان المدني،  والتوقف عن الهوبرة لهرطقات وأكاذيب تجار المقاومة والتحرير… نواب وزراء ورؤساء كلهم في هذه الخانة البائسة.

أما شعبنا، “الغفور” بأكثريته فهو مرتبط بأصحاب شركات الأحزاب المرتين ويقدسهم، وبالتالي راضي بوضعية العبيد والعبوية والصنمية.

نفس هؤلاء القطعان التابعين لأصحاب شركات الأحزاب، هم من انتخبوا نواب عبيد وذميين مثلهم، ويوهمون انفسهم والناس بأنه بالإمكان ممارسة الحرية والديموقراطية والإنتخابات بظل الإحتلال وحكامه العبيد.

فماذا نتوقع وأية نتائج قد تأتي منهم؟

للمرة الألف، لبنان يحتله حزب الله الفارسي والإرهابي، وهو رهينة ومخطوف، ودولته مارقة وفاشلة، وحكامه عبيد وطرواديين اذلاء.

من هنا، لا حلول من داخل لبنان بظل احتلال حزب الله، ومع حكام وأحزاب ذميين وشعب مصلحجي و”غفور”.

الحل إن جاء فسوف يكون من الخارج، وبالقوة العسكرية الدولية، ولكن حتى الآن هذا الخارج متفرج ومساند لحزب الله ولملالي إيران.

والأخطر في حال شعبنا “الغفور” يكمن في قلة إيمانه وخور رجائه وتفضيله بغباء ثقافة الأبواب الواسعة، على ثقافة الأبواب الضيقة (بالمفهوم الإنجيلي).

انشاء الله تكون هيدي اللغة مفهومي وواضحا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله كارثة مدمرة تدمر لبنان وتضطهد اهله

الياس بجاني/27 تموز/2023

حزب الله سرطان خبيث يفتك بلبنان وباللبنانيين وبدولتهم وهويتهم ونمط حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم وبكل هو نظام وحريات وحقوق

 

فجور الثنائ الشيعي الإرهاي الملالوي

الياس بجاني/25 تموز/2023

فجور وعنجهية واستكبار وشوفة حال الثنائي الشيعي بقياداته كافة دليل عقد دونية لم يخفف منها السلاح والهيمنة وضرب كل مؤسسات الدولة

 

تحية للإستاذ سيمون أبو فاضل الذي تعرض اليوم لإعتداء سافر من قبل السيد وئام وهاب

الياس بجاني/20 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120314/120314/

والشعبٌ إذا ضرب الحذاء برأسه.. صاح الحذاء بأي ذنب أضربُ

تحية من القلب للإستاذ سيمون أبو فاضل، ناشر موقع الكلمة اونلاين، هذا الصوت السيادي والإستقلالي الصارخ بالحق والحقيقة، وإن ما تعرض له اليوم خلال حلقة “صار الوقت” عبر تلفزيون ال أم تي من إعتداء سافر ووقح وشوارعي من قبل السيد وئام وهاب، هو عملياً أكبر من جريمة لأنه استهدف مبدأ حرية الرأي المقدسة.

إن كل مفردات الشجب والإستنكار لا تفي بالغرض، لأن المعتدي وللأسف هو من زقاقية جماعة ثقافة الصرامي، وقد تعود دون رادع، ومنذ سنين على المفاخرة بهذه الثقافة الهمجية مستقوياً بهيمنة وإرهاب الإحتلال الملالوي وفائض قوته وأسلحته.

إن ما تعرض له اليوم أبوفاضل الصحافي وصاحب الرأي الحر، هو مجرد عارض من رزم أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه، ألا وهو الإحتلال الملالوي… وبالتالي لا خلاص للبنان من وضعيته الحالية المأساوية قبل اندحار هذا المحتل واستعادة السيادة والإستقلال وسلطة القانون.

بيانات وئام  وهاب وحزبه تنضح بما في عقول اصحابها من عفن وجنون واستكبار وانكار وثقافة صرامي زقاقية. حالهم حال القحباء التي تبشر بالعفة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع العميد خالد حماده  من موقع سبوت شوت/مناطق الشيعة ستنفجر ومعركة إنهاء الحزب بدأت وتمرّد أمني خطير/حزب يداهم الأجهزة الأمنية ويسعى للهيمنة عليها/معركة سلاح حزب الله فُتِّحت دولياً ومصيره هو بيد إيران

حزب الله سيتخلى عن فرنجية مقابل ثمن يسعى إليه كتعزيز مكانته في النظام السياسي والإداري/حزب يداهم الأجهزة الأمنية ويسعى للهيمنة عليها

https://eliasbejjaninews.com/archives/120550/120550/

موقع سبوت شوت/28 تموز/2023

أكد رئيس المنتدى الإقليمي للإستشارات والدراسات العميد خالد حماده أن زيارة الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لو دريان تختلف بطابعها عن الزيارات السابقة وهي لا تمثل وجهة النظر الفرنسية إنما الدولية المنبثقة عن ثلاث مؤشرات”. وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال حماده: ” تأتي الزيارة بعد إجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة، وبعد البيان الذي أصدرته والذي شدّد على ضرورة الالتزام بالدستور وبالإصلاحات الإقتصادية وبتوصيات صندوق النقد الدولي، كما تأتي بعد بيان البرلمان الأوروبي الذي لم يتطرق فقط إلى مسالة النازحين بل إلى الإصلاح والفساد والميليشيات المسلحة والمسؤولية السياسية، إضافة إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أشار الى سلاح حزب الله، وتخطي عناصره الخط الأزرق والتدريبات العسكرية التي يقوم بها”. وتابع ” عندما يقول لودريان أنه عائد إلى بيروت في أيلول، قد يكون الهدف إعطاء فترة سماح للقوى السياسية اللبنانية لتسوية أوضاعها قبل الإعلان عن قرارات دولية تختص بالوضع اللبناني وبالقرار 1701 وإمكانية تعديله، وقد تكون هناك حلول على المستوى الداخلي على صعيد  الجماعات وليس على صعيد مجلس النواب، الذي أثبت عدم فعاليته في حل الأزمة”. ورأى أن الكلام الذي نُقل عن النائب محمد رعد، موجه نحو الخارج يراد منه التأكيد على هيمنة حزب الله على القرار السياسي اللبناني، وهو رد على المجتمع الدولي يقول فيه، “نحن متمسكون بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، أما أنا فلا أزال عند رأيي من أن الحزب سيتخلى عن فرنجية مقابل ثمن يسعى إليه كتعزيز مكانته في النظام السياسي والإداري”. وعن الخلاف بين رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل وحزب الله، إعتبر حماده أنه “خلاف على إقتسام السلطة، والرئيس ميشال عون وصل إلى الرئاسة نتيجة صفقة مكنت حزب الله من الإمساك بمقدرات الدولة، وباسيل كعمه يريد تكريس زعامته السياسية على المناطق التي يسيطر عليها”. كما لم يستبعد في الختام “حصول بعض الإضطرابات الأمنية الداخلية فكل منطقة تمرّ بنزاع دولي مغلق من دون حل، يجب ان تبقى ساخنة عبر بعض التنظيمات الإرهابية وبعض التفجيرات على طريقة ما كان يحصل في العراق”.

 

رابط فيديو مقابلة مع الإعلامي جان عزيز من تلفزيون أم تي في، يلقي من خلالها الأضواء على الملفات الساخنة كافة وآخر تطورات الملف الرئاسي ويطالب باسيل بوقفة ضمير والتوقف عن السعي للمصالح الشخصية وأشار إلى أن جوزيف هون هو فرصة لإعادة بناء الدولة

https://www.youtube.com/watch?v=4ajFt9Yjs2o

/28 تموز/2023

 

من أرشيف 2021/المحامي ادوار حشوة مرة أخرى يؤكد بالوثائق والوقائع والأسماء أن حزب الله ونظام الأسد هما من استورد نترات الأمونيوم ويفضح مسلسل أكاذيب نصرالله/مع تقرير الغاردين وترجمته وتقارير أخرى ذات صلة

*حزب الله وعصا موسى/المحامي ادوار حشوة /16 كانون الثاني/2021

*اسرائيل وحزب الله وتفجير لبنان/المحامي ادوار حشوة/08 آب/2020

*ما علاقة نترات الامونيوم بالنظام السوري؟/الشرق الاوسط - 16 كانون الثاني 2021

*غارديان": شحنة تفجير مرفأ بيروت على صلة برجال الأسد/المدن/الجمعة 15 كانون الثاني 2021

*الخطوط السورية تستأنف الرحلات بين حلب وبيروت بعد 10 سنوات من الانقطاع... وجدل حول خرق لبنان للعقوبات/الشرق الأوسط»/16 كانون الثاني/2021

*لا لبنان جديد خارج حقيقة المرفأ/نديم قطيش/أساس ميديا/الأحد 17 كانون الثاني 2021

*حاطوم يستبق القضاء: رجال الأسد استوردوا "أمونيوم" المرفأ.. إلى بيروت؟/ترجمة هشام عليوان/أساس ميديا/ السبت 16 كانون الثاني 2021L/بقلم مارتين Martin Chulov (الغارديان)

*Businessmen with ties to Assad linked to Beirut port blast cargo/Martin Chulov/The Guardian/January 15/2021

https://eliasbejjaninews.com/archives/95020/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d8%af%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%ad%d8%b4%d9%88%d8%a9-%d9%85%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%b1%d9%89-%d9%8a%d8%a4%d9%83%d8%af-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ab/

2021

 

رابط فيديو مقابلة بودكست من محطة الجديد مع النائب السابق انطوان زهرا تناولت الملفات اللبنانية الساخنة والعلاقة مع نبيه بري ورأيه بـ بشار الأسد وإن كان يطمح لرئاسة القوات اللبنانية؟

https://www.youtube.com/watch?v=GmO-N-cagbQ

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 28 تموز 2023

وطنية/28 تموز/2023

الجمهورية

علّق أحد النواب الحزبيين على حوار يجري بين طرفين سياسيين: لا نتوقع شيئاً من هذا الحوار، طالما أنّ الفريق الآخر قد حسم خياراته.

نُقل عن مسؤول حزبي كبير أننا سنبقى متمسّكين بدعم مرشحنا لرئاسة الجمهورية، طالما هو ماضٍ في الترشيح، ومُخطىء من يعتقد أنّ في إمكانه أن يعدّل في موقفنا أو يُغيّره.

نائب سابق يدعو إلى تقسيم النقابات، تبيّن أنّ له عقوداً مع منظمات خارجية تؤمن بهذا التوجّه.

اللواء

كشف مصدر دبلوماسي أن عاصمة ضمن «المجموعة الخماسية» أجرت محادثات مع عاصمة إقليمية كبرى حول استئناف المفاوضات مع دولة كبرى، وحضر ملف لبنان عرضاً.

يدور لغط، متمادٍ بالتفاعل، في مجموعات تنتمي إلى تيار معروف، على خلفية الجدوى من معاودة الحوار مع حزب كان شريكاً في تفاهم مع الطرفين.

يجري اهتمام دبلوماسي وسياسي بالمنطقة التي سينتقل إليها حاكم مصرف لبنان بعد 31 تموز؟

نداء الوطن

يزور وفد من المفوّضية السامية للاجئين وزارة الخارجية للبحث في موضوع داتا النازحين التي رفضت المفوّضية تسليمها، ما اضطرّ الخارجية إلى اتّخاذ قرار بوقف كل المعاملات الخاصة بها والتي تقرّ في الخارجية.

يتردّد أنّ الموفد الفرنسي جان إيف لودريان كرّر أكثر من مرّة أمام ضيوفه عبارة «لا مرشح لدينا ولن نزكّي مرشحاً».

يتحدّث عدد من رؤساء البلديات الحاليين في عكار في مجالسهم، عن نيّتهم عدم خوض الانتخابات البلدية المقبلة، عازين الأسباب إلى الأوضاع المالية الصعبة التي تمرّ بها البلديات ويشيرون إلى أن المرحلة المقبلة، بحاجة إما إلى مغتربين لاستلام زمام البلديات أو إلى متموّلين.

البناء

تفاجأ رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج خلال مراجعته أثناء لقاء أنقرة بين قيادتي فتح وحركة حماس، برعاية الرئيس التركي رجب أردوغان بأن عمليات اعتقال لكوادر من حماس في الضفة الغربية تمّت عند انعقاد اللقاء ونفذتها جماعة محسوبة على القيادي في فتح حسين الشيخ الذي يتولى التنسيق مع الاحتلال ووصفها بمحاولة التشويش على اللقاء.

قال مصدر مالي إن حسم أمر تولي نائب الحاكم الأول وسيم منصوري مهام الحاكم في مصرف لبنان بدعم نيابي حكومي يستدعي في ظل تدفقات مالية كافية لتأمين الاستقرار النقدي وربما تحسّن سعر صرف الليرة استنفار النيابة العامة المالية لملاحقة جوقة محللين وإعلاميين من أيتام الحاكم السابق سوف تجهد لدب الذعر المالي ويواكبها مضاربون سوف يحاولون التلاعب بالسوق.

الأنباء

انفصام غير مفهوم في المواقف المحذرة من الانهيار والفوضى والمعطّلة في الوقت نفسه لأي مسعى للحد من وتيرة الأزمة المتفاقة.

السيناريوهات السيئة تراجعت والمرحلة في مؤسسة أساسية ستتقطع بالحد الأدنى من الاستقرار.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 28/7/2023

وطنية/28 تموز/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

غادر الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لبنان على نية العودة اليه في ايلول المقبل للجلوس مع الكتل والافرقاء على طاولة الحوار الجدية للبحث في الملف الرئاسي والغوص في تفاصيله اكثر من اسماء المرشحين ومواصفاتهم وبرامجهم وخططهم الاقتصادية الانقاذية وسط قبول داخلي وخارجي للحوار وتاكيد عليه لحل ازمة الشغور في سدة الرئاسة الاولى.

وبالانتظار لبنان على موعد مع استحقاقات مهمة  ابرزها الشغور في منصب حاكمية البنك المركزي وما ستؤول اليه الامور لناحية تسيير المرفق العام والحفاظ على المالية العامة في الدولة علما بأن النائب الأول للحاكم وسيم منصوري سيعقد مؤتمرا صحفيا قبل ظهر الأثنين المقبل.

وبالحديث عن انتظام المالية العامة  فقد اعلنت وزارة المال أنها حولت الى مصرف لبنان رواتب العسكريين والموظفين كافة وكذلك معاشات المتقاعدين  ليصار الى تحويلها الى المصارف الخاصة  حيث يتسلمها المعنيون ابتداء من صباح يوم الاثنين نهاية الشهر الحالي.

داخليا استعدادات لإحياء العاشر من محرم الحرام بمجالس ومسيرات دعت اليها حركة امل في مختلف المناطق اللبنانية.

ومن مجلس بعلبك المركزي اكد نائب رئيس حركة امل هيثم جمعة ان الحركة تتعرض للتشويش والتضليل والتشكيك لانها ثابتة على مواقفها الوطنية والعربية ولن تتغير  وهي ورئيسها تدعو الى التلاقي والحوار من دون شروط مسبقة.

فلسطسنيا ادى الاف المصلين الصلاة فجرا في المسجد الاقصى المبارك وسط دعوات مقدسية للنفير العام واعلان الغضب لمنع المستوطنين من مواصلة اقتحاماتهم للمسجد الشريف  اما في الميدان الفلسطيني اقتحامات لقوات الاحتلال في عدة مناطق في الضفة الغربية وبيت لحم ورام الله وعمليات المقاومة مستمرة لمواجهة الاحتلال.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة  غدا لا يعلو صوت الا صوت الحسين ( ع )  فلبنان والعالم الاسلامي على موعد مع احياء العاشر من المحرم وما تحمله هذه المناسبة من دروس وعبر تبدأ بالتضحية ونصرة المظلومين وإحقاق الحق ولا تنتهي بالشهادة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

مبدئيا، قضي الامر. فيوم الاثنين المقبل سيكون اليوم الاخير لرياض سلامة في مصرف لبنان بعد ثلاثين عاما من توليه الادارة المالية للبنان. ومبدئيا ايضا, فان نواب الحاكم الاربعة لن يستقيلوا .

فالاتصالات والاجتماعات والمباحثات اثمرت على ما يبدو، وادت الى تراجع نواب الحاكم عن قرارهم بعد تلقيهم ضمانات وتطمينات، إن من رئيس مجلس النواب نبيه بري، او من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي .

لذلك دعا نائب الحاكم الاول وسيم منصوري الى مؤتمر صحافي يعقده قبل ظهر الاثنين المقبل، لتحديد موقفه ورفاقه من مسألة خلافة سلامة.

والارجح ان منصوري سيعلن قبوله تحمل المسؤولية وفق معايير يضعها امام الرأي العام . لكن اللافت في السياق الموقف الذي عبر عنه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، اذ رفض تولي نائب الحاكم الشيعي المسؤولية، لأن الاخرين سيحملون الشيعة المسؤولية في استمرار الانهيار.

لكن كثيرين يعتبرون ان ما كتب قد كتب، وان موقف الخطيب هو لرفع المسؤولية مستقبلا عن الطائفة الشيعية، في حال فشل منصوري في مهمته.

سياسيا،انها مرحلة انتظار موقف قوى المعارضة من طرح جان ايف لودريان. فالموقف المذكور سيحدد الاتجاه الرئاسي في ايلول، وما اذا كان الشهر الاخير من اشهر الصيف سيشكل بداية الفرج ام لا.

في الانتظار، الحوار الجاري بين حزب الله والتيار الوطني الحر يتواصل ويتعمق ، وهو ما اشار اليه النائب اسعد ضرغام الذي قال إن التيار دخل مرحلة مهمة جدا في الحوار مع حزب الله.

لكن بمعزل عن مجريات الحوار، فان الورقة التي قدمها النائب جبران باسيل الى حزب الله للبحث فيها، والتي تكشف ال MTV تفاصيلها تطرح سؤالين جوهريين. فباسيل يطالب فيها باقرار اللامركزية الادارية والمالية، والقانون الخاص للصندوق الائتماني، وتعزيز برامج الشفافية في التفتيش المركزي والقضاء ومصرف لبنان، اضافة الى تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء.

فهل اضحى الحزب عند باسيل هو الدولة وهو صاحب القرار الاوحد في الجمهورية حتى يطلب منه هذه الامور؟ والأهم: طالما ان باسيل يؤمن بهذه المبادىء فلم لم يسع  خلال العهد القوي الى محاولة ترجمتها على الارض، وهل يحق له ان يطلب من العهد الاتي غير المعروف سيده ، ما لم يتحقق في عهد مؤسس التيار؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

من كربلاء وعاشورائها تمشي جموع الموالين الى بقية الله – حفيد رسول الله – المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .. يحملون حزنه على جده الحسين عليه السلام ، ويعاهدونه بالاقتصاص من كل ظالم ومتسلط في هذه الايام ..

ومن المعاني التي رسختها الثورة الحسينية هتافات مؤمنة بالسيرة والقضية، أن هيهات منا الذلة، بدات اليوم من افغانستان وباكستان واليمن وتركيا وايران والعديد من دول العالم، على ان تلتحق بهم جموع العراقيين والسوريين واللبنانيين وكل المؤمنين على وجه البسيطة.. اما منبر الامام الحسين عليه السلام في لبنان فعلى موعد مع حفيده الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، حيث سيكون الموقف والبيان في ختام مسيرة التلبية والاحزان غدا في الضاحية الجنوبية لبيروت.. فيما منبر اليمن الابي حمل رسالة من السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى القدس وفلسطين واهلها الصامدين، بأن زمن انتصار دمهم وسيفهم على المحتل بات قريبا..

في الزمن اللبناني الصعب، ساعات ضبابية تلف مصرف لبنان وترخي بثقلها على المشهد العام . ومع اقرار الجميع بانتهاء عهد رياض سلامة فان الاحاديث عن خلافته تتعدد منابرها، ومع ضيق الخيارات فان العين على ما سيدلي به نائب الحاكم الاول وسيم منصوري خلال مؤتمره الصحافي غير المسبوق الذي دعا اليه صباح الاثنين..

في السباق الرئاسي تطلع لبناني الى محطة ايلول ، التي اودعها جان ايف لودريان الافرقاء اللبنانيين، كمنطلق لمحادثات بسقف زمني محدد تناقش ملف الرئاسة وما يدور في فلكها. وفيما يدور الكثيرون حول انفسهم، يراهنون على الوقت وما سيحمله لهم، حمل حزب الله والتيار الوطني الحر الحوار خيارا، ومشيا في مباحثات ثنائية اوضح معالمها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

وقت مستقطع اضافي حصل عليه الفرنسيون

ووقت ضائع اضافي سيتحمله اللبنانيون من عمر أزمتهم الحادة.

حدد لودريان ايلول موعدا لعودته، وبدأت الاطراف اللبنانية بتحديد مواقفها من الطروحات الفرنسية غير الحاسمة، مع موافقة مبدئية للمشاركة في مشاورات ايلول. فهل يكون طرف ايلول برئيس للجمهورية مبلولا؟

وهل تزال الحواجز التي تعيق وصول موكب الرئيس المنتخب الى القصر الجمهوري منذ تسعة اشهر ؟ ام ان الشغور الرئاسي مرشح لاتمام عامه الأول، وربما دخول عام ثان؟ في ظل عامل اضافي تمثل بموقف رئيس التيار الوطني الحر الذي ربط اي تنازل رئاسي للتيار لصالح الدولة والجمهورية بقانونين مدعوفين سلفا حول اللامركزية الادارية والمالية الموسعة والصندوق الائتماني.

قد تحمل الاسابيع الفاصلة عن عودة لودريان بعض الاجوبة.

لكن الايام القليلة المقبلة ستحمل اجوبة حاسمة عن مصير حاكمية مصرف لبنان.

فالأكيد ان صفحة رياض سلامة طويت بقوة تدقيق جنائي يبقى كابوسه قبل نشره، وبقوة ملاحقات قضائية في اوروبا كما في لبنان، وبحكم مذكرتي توقيف دوليتين وتحقيقات لا تزال مستمرة.

لم يخرج رياض سلامة بإرادته من المركزي محافظا على بعض من ماء الوجه، بل أخرج بعد ان أحرج شعبا بكامله، وإن كان خطره على العملة الوطنية وحقوق الناس مرشحا للاستمرار الى ما بعد 31 تموز.

يغادر سلامة الاثنين، بعدما حسم نواب الحاكم الثاني والثالث والرابع كما تشير المعلومات موقفهم بعدم الاستقالة، بانتظار الموقف الأساسي للنائب الأول وليد منصوري المرتقب الاثنين في مؤتمر صحافي يعقده في مصرف لبنان. وسط ايجابية تصر مصار السراي على اشاعتها بعد الاجتماع الثالث بين ميقاتي ونواب الحاكم.

وجاء لافتا ايضا ثناء باسيل على ما اعلنه نواب الحاكم في ورقتهم في 20 تموز برفض الاستمرار في سياسات سلامة. اما التفكير باعطاء نواب الحاكم تشريعا في مجلس النواب، فمشروط بأن يقرض المصرف المركزي الحكومة لأمور غير مفتوحة ومحددة بنوعها وبكلفتها، على ان تعيدها في فترة محددة من خلال موازنة صحيحة للعام 2024، ومشروط ايضا يإقرار القوانين الاصلاحية، ضمن برنامج زمني محدد وواضح ومبرمج. هذه شروط التيار، كما اعلنها باسيل، وخلاف ذلك، ليتحمل اصحاب المنظومة مسؤولية يتحملونها منذ الآن عن اي انهيار اضافي واي تلاعب بسعر الصرف او تخريب لموسم الصيف اذا حصل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

كأن الأمور معدة بإتقان، ولا مكان للمصادفات، حصل ذلك في الأمن العام، بقي الحديث حتى اللحظة الأخيرة عن التمديد للواء عباس ابراهيم، إلى أن حصل ما كان في الحسبان، اللواء الياس البيسري مديرا للأمن العام بالإنابة.

من الأمن العام إلى مصرف لبنان: يبقى الحاكم لتسيير المرفق العام، نائب الحاكم لا يستلم لأن الشيعة يرفضون تلقف كرة النار المالية إلى حيث وصلت، يتحدث الرئيس بري عن جلسة لمجلس الوزراء لتعيين حاكم... لا يكتمل نصاب الجلسة فتطير.... يجري الحديث عن استقالة نائب الحاكم ويستمر في تصريف الأعمال، نواب الحاكم الثاني والثالث والرابع لزوم ما لا يلزم، يستمر نائب الحاكم على خطى الحاكم لجهة الصرف من الاحتياط الإلزامي أي من اموال المودعين، فهل تطلع الصرخة في وجهه؟ وهل ترفع شعارات "يسقط حكم المصرف"؟

لن يتغير شيء، الصرف سيستمر، وما كان يقوم به سلامة، بغطاء من السلطتين التنفيذية والتشريعية، سيقوم به منصوري، ربما بغطاء مكتوب، هذا كل الفرق.

 إنها المهزلة المأساة اللبنانية، يلهون الناس بمن يحق له وبمن لا يحق له، بمن يملك صلاحيات ولا يملك صلاحيات، وفي نهاية المطاف سيوقع منصوري على الصرف، وإذا لم يوقع تعم الفوضى.

بين الأمن العام ومصرف لبنان، لاعب واحد وعراب واحد، إنه صاحب الأرانب: طير اللواء ابراهيم، وها هو اليوم يثبت رجله في مصرف لبنان، وسيم منصوري، ستنزع الأسلاك الشائكة من حول مصرف لبنان، وكذلك مكعبات الباطون المسلح، سيغادر رياض سلامة لكن المأزق سيستمر.

ومن الأرنب المالي إلى الأرنب الرئاسي، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أخرج من كمه أرنبا رئاسيا، فجهر علنا ما كان يقوله همسا: "اعطونا سلفا اللامركزية الواسعة والصندوق الائتماني، وبرنامج بناء الدولة وخذوا منا اكبر تضحية لست سنوات وهي القبول من جهتنا بأي رئيس جمهورية، وأضاف: "لن نكون جزءا من مرشح فاشل، ولا برنامج فاشل، ومن يريد الفشل فليفشل وحده وشكرا على دعوته لنا لنكون جزءا من سلطة فاشلة".

باسيل قال: "أعطونا" لكنه لم يشرح من يقصد بال"نا"؟ هل هو حزب الله؟ هل هو العراب جان إيف لودريان الذي سيعود في أيلول؟

إذا كانت "اللامركزية الموسعة موجودة في الطائف ولم تنفذ منذ ثلاثة وعشرين عاما، فمن سيوافق عليها اليوم؟ وإذا تمت الموافقة عليها، هل تنتظر انتخابات الرئاسة إلى حين إقرارها بقوانين؟ ثم ماذا عن الصندوق الإئتماني؟ من يملكه ليعطيه؟

حتى إشعار آخر، كلام سياسي لا أكثر ولا أقل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

أثقل يوم الاثنين براجمات قرارات من سندات الخزينة المالية السياسية فعلى موعد الحادية عشرة من قبل الظهر، سيعقد نائب الحاكم الاول وسيم منصوري مؤتمرا صحافيا شبك أليافه القانونية مع السرايا الحكومية وجلسة الحكومة عند الرابعة عصرا ومنصوري الحاكم المنتظر رفع من أسعاره وأدرجها على منصة المقايضة: "أعطوني الأمان التشريعي لأحكم"،

وتحت هذا البند دارت اتصالات ومشاورات طيلة هذا اليوم.. وهي مرشحة للاستمرار في الساعات المقبلة لتأمين مستلزمات الحماية من الشمس السياسية الحارقة للحكام ورهن منصوري مؤتمره بادراج الجلسة مشروع قانون يجيز الاقتراض.. واذا تعذر الامر في مجلس الوزراء يتقدم عشرة نواب باقتراح قانون يقر في المجلس النيابي..

وفي حالتي المشروع والاقتراح فإن الاجازة تتطلب عقد جلسة نيابية لتشريع الضرورة وقبل ذلك سيبقى منصوري معلقا على شجرة الاستقالة للتهديد فقط وللضغط على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وهو استحصل على فتوى شرعية من اعلى مرجعية دينية في الطائفة الشيعية وارتفع على منصة خطبة الجمعة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب عندما قالها بعبارة تحمل ابعاد الحرم المصرفي: انا ارفض ان يتولى نائب الحاكم الشيعي المسؤولية لانهم سيحملون الشيعة المسؤولية في استمرار الانهيار لكن الشيخ سيهدأ في خطبة الجمعة المقبلة.. والمنصوري سيستوي على الحكم..

والوعد بالغطاء سيكون متوافرا لنصرف ما في الجيب من دون ان ننتظر وصول ما في الغيب..

وفي اسوأ الحالات فإن نائب الحاكم الحالم بالحكم يستخدم وسامته السياسية والمالية للترهيب والترغيب..

واذا قرر التهرب من المسؤولية فإن رياض سلامة سيظل اصيلا حتى آخر دقيقة من تاريخ الحادي والثلاثين من تموز الثانية عشرة ليلا وستكون القرارات النهائية في الخلافة من توقيعه وطريقة الحل عبر المقايضات تتوزع من الفراغ في الحاكمية الى الفراغ الاكبر في رئاسة الجمهورية...

وبعدما أتم الشغور شهوره التسعة.. ظهرت عوارض الطلق على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فافتتح سوق المضاربة السياسية بانشائه منصة موازية لسعر صرف المواقف.

وحدد سقوف التداول بها على شروطه وثبتها على معادلة "خذوا الرئاسة وخذوا منا أكبر تضحية لست سنوات.. وسلفونا اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني والبرنامج الإصلاحي"،

فهل استشعر باسيل أن الرئاسة تبتعد يوما بعد يوم عن ميرنا الشالوحي وقال "خذوا المناصب وأعطوني المكاسب؟

أم إنه رمى أوراقه التعجيزية للعب بها في الوقت الضائع؟

وعلى الفراغ مثلث الأضلاع عسكريا ومصرفيا وسياسيا، يقدم رئيس التيار نفسه المنقذ والمرشح الذي لا بديل عنه للرئاسة كل السيناريوهات تكتسب مشروعية طرحها من سيرة باسيل الذاتية كسمسار للجمهورية ومحطاته التعطيلية في كل الاستحقاقات الدستورية وإمساكه بمفاصل القرارات ببدع الميثاقية والحقوق المسيحية والمراسيم الجوالة، وآخرها بدعة التقاطع على انتخاب رئيس وسيرته الحافلة توجها بالانقضاض على العهد وتصريف أعماله كرئيس الظل في قصر بعبدا لست سنوات خلت كان فيها أحد الرؤوس المدبرة للمنظومة الحاكمة...

واليوم يختبئ جبران خلف إصبعه وينقلب على ذاته، ويقول إن هذه المنظومة مسؤولة عن الفساد وعن كل ما سيحصل بالسوق ابتداء من الثلاثاء وخلال عشاء هيئة قضاء المتن في التيار صوب باسيل على الحوار فأصابت شظاياه حزب الله.. بقوله إن الحوار مدفوع الأجر و"مش ببلاش" وعلى تشاور جان إيف لودريان باعلانه اننا  لن نعطي وقتا لأحد مجانا رئيس التيار استفز التيار عندما لم يقرأ في صفوفه إلا نجمه الخاص كمرشح لا ينافس "عبقريته" أحد..

وساوم باسيل على قناعاته الموقته عندما عرض جهاد ازعور في المزاد العلني السياسي وبادله بلامركزية وصندوق والصندوق  الائتماني كان  مربط خيل رئيس التيار..

وهو الذي لم يؤتمن على جمهورية طيلة ست سنوات ومن خلاله يريد أن يحجز له مقعدا في عملية اختيار الأعضاء لوضع اليد على إدارة قطاع النفط ونعمه، مع منظومة يتهمها بالفساد ومستعد للجلوس معها على طاولة المحاصصة...

واكتملت حفلة الدجل الباسيلي بالمطالبة بالإصلاح في دولة أمسك بزمامها عهدا كاملا برئيسه وقصره وقراراته وانتهى به الامر الى اعلان البيعة لاي رئيس مقبل.. في مقابل الحجز الاحتياطي على مقدرات لبنان برا وبحرا.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

تأكيدٌ لبناني بشأن ترسيم الحدود الجنوبية البرية!

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/28 تموز/2023

أكّدت مندوبة لبنان الدائمة بالوكالةِ لدى الأممِ المتحدة في نيويورك المستشارة جان مراد “استعدادَ لبنان لاستكمالِ عملية ترسيم حدوده الجنوبية البرية والبحثِ في كيفية معالجة النقاط الخلافية المتبقية المتحفظِ عليها ضمن إطار الإجتماعات الثلاثية، بحضور الأمم المتحدة بما يعزز الهدوء والاستقرار في المنطقة”. كلامُ مراد جاء خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عُقدت حول الأوضاع في الشرق الاوسط، حيث تناولَت أيضا الاعتداءات الاسرائيلية في الجنوب.

 

موافقة مبدئية على طرح لودريان… وتخوّف!

 الجمهورية/28 تموز/2023

أكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” أنّ هناك قبولا مبدئيا من معظم الأطراف بالمشاركة في طاولة التشاور التي دعا اليها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان في أيلول المقبل. لكن المصادر نفسها أبدت خشيتها من أن يؤدي هذا الطرح الى مزيد من تقطيع أو تمرير الوقت الضائع بعد تخدير اللبنانيين بانتظارات جديدة.

 

لودريان: “أولويات الرئيس” أوّلاً… والرياض: الحوار بعد الانتخاب

نداء الوطن/28 تموز/2023

حزم أمس الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية الفرنسية جان إيف لودريان حقائبه وغادر لبنان، فيما بدا أنه في زيارته الثانية انتقل مبدئياً من ضفة مبادرة، كانت تتماهى مع فريق الممانعة، الى ضفة نتائج اجتماع اللجنة الخماسية لأجل لبنان الذي انعقد أخيراً في الدوحة. فهل تمضي الأمور في الاتجاه الجديد للمبادرة الفرنسية في أيلول المقبل، عندما يعود الى لبنان في زيارة ثالثة، فتكون «الثالثة ثابتة»، كما يقال؟ بحسب معلومات «نداء الوطن»، هناك حراك قطري موازٍ للتحرّك الفرنسي غير معلن منذ اجتماع الدوحة في 17 الجاري، وقد انقسمت التقديرات السياسية بعد جولة لودريان والحراك القطري إلى قسمين:

قسم متفائل بالحراك الدولي الذي عبّر عنه اجتماع «الخماسية»، وينمّ عن حماسة هذه الدول لحسم الملف الرئاسي، حيث يفترض أن تتولى قطر جانب الاتصالات الدولية، وتحديداً مع طهران، بعدما أبدت الدوحة استعدادها للمساعدة في انجاز الاستحقاق الرئاسي.

ويرى المتفائلون أنّه من المتوقع أن يثمر «التزخيم» في الحراك الدولي، تسوية تأتي برئيس من الفئة الثالثة من المرشحين، فيما يفترض أن يكون الحوار اللبناني- اللبناني الذي سترعاه باريس عبر لودريان، السلّم الذي سيُنزل القوى السياسية عن شجرة التصعيد، خصوصاً أنّ خيارات الثنائي الشيعي باتت مقفلة، ومن غير المتوقع أن يؤدي الحوار بين «حزب الله» ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى خروق نوعية بسبب انعدام الثقة بينهما بعد الخلافات والأضرار التي أصابت العلاقة الثنائية. وقسم متشائم يرى أنّ الثنائي الشيعي يراهن على تمديد الشغور إلى حين انتهاء ولاية قائد الجيش جوزاف عون لكي يخرج من السباق الرئاسي، ومن بعدها لكلّ حادث حديث. الى ذلك، علمت «نداء الوطن» أن السعودية تركز على «أولوية» انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يجرى الحوار بعد انتخابه. وفي الوقت نفسه، أعلن بيان أصدرته أمس السفارة الفرنسية ان لودريان «اقترح على جميع الجهات الفاعلة التي تشارك في عملية انتخاب رئيس الجمهورية «دعوتهم من أجل عقد لقاء في أيلول في لبنان، يرمي إلى بلورة توافق في شأن التحديات التي تواجه رئيس الجمهورية المستقبلي والمشاريع ذات الأولوية التي يجب عليه الاضطلاع بها، وبالنتيجة المواصفات الضرورية من أجل تحقيق ذلك». ولفت الى أنّ «خطوة التيسير والمساعي الحميدة التي بادرت بها فرنسا»، تحظى «بدعم كامل من شركاء لبنان وأصدقائه» الذين اجتمعوا في الدوحة في 17 تموز الجاري. وتضمّن اليوم الثالث من زيارة لودريان الثانية لقاء ممثلي «حزب الله» في الضاحية الجنوبية لبيروت، والأمين العام لحزب «الطاشناق» ورئيس «كتلة نواب الأرمن» النائب هاغوب بقرادونيان، وأخيراً زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للمرة الثانية.

 

لودريان يحاول إغراء معارضي الحوار

الأنباء الإلكترونية/28 تموز/2023

استمر الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في حراكه، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي مرّة أخرى إلى جانب عدد من النواب، وبات واضحاً أنّه يحمل طرح الحوار على المواصفات، والذي سيكون موعده أيلول المقبل، محاولاً اغراء معارضي الحوار للمشاركة، وهذا ما أكّدته وزارة الخارجية الفرنسية، التي شدّدت على ضرورة التوافق حول الأولويات الرئيسية التي يجب على الرئيس المستقبلي أن يعمل عليها، والمواصفات الضرورية لمواجهتها. في هذا السياق، فإن العين ستكون على المعارضة، وبشكل خاص “القوات اللبنانية” وما إذا كانت ستقبل في المشاركة في حوار جامع، وذلك انطلاقاً من أنها ترفض كل المساعي الحوارية التي تُطلق بين الحين والآخر أو يدعو إليها برّي، على قاعدة أنّه غير مجدٍ وغير دستوري. وفي الإطار، اجتمع نواب المعارضة واتفقوا على إصدار جواب موحّد تجاه عرض لودريان في الأيام القليلة المقبلة. عضو تكتّل “الجمهورية القوية” النائب سعيد الأسمر كشف عن لقاءات داخلية في حزب “القوات اللبنانية”، وأخرى داخل التكتّل، بالإضافة إلى اجتماعات مع نواب المعارضة، وذلك للتأكيد على أن هذا الفريق لا زال موحّداً في مواقفه، ولإفشال أي محاولة “أخذ بالمفرّق”. وشدد الأسمر في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، على أن “موقفاً موحّداً من المرتقب أن يصدر عن فريق المعارضة، ولهذا السبب استمهلنا الرد من أجل اتمام اللقاءات والاتفاق، مع التأكيد على أن موقفنا من الاستحقاق الرئاسي نفسه لم يتغيّر”. ولفت إلى أن “البحث جارٍ لتحديد الموقف من طرح لودريان، الذي يطالب بورشة عمل يتم خلالها تحديد مواصفات رئيس الجمهورية المقبل والنقاط التي قد نجتمع عليها في هذا الخصوص، والاتفاق على دور الرئيس أيضاً”.في سياق متصل، شهدت اليرزة لقاءً بين السفير السعودي وليد البخاري ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان وعدد من النواب السنّة. لم يكن اللقاء محاولة لجمع النواب السنّة في سياق موحّد، خصوصاً وأنّ بعضهم ينتمي إلى أقصى المعارضة، فيما البعض الآخر في صف الفريق الممانع. ووفق مصادر مطلعة على الاجتماع، فإن البخاري عاد وأكّد موقف اللجنة الخماسية الذي صدر ومواصفات رئيس الجمهورية التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماع، وأبدى قلقه من تأخّر إنجاز الاستحقاق الرئاسي. إذاً، طرح جديد يدور في الأروقة السياسية، قوامه التواصل بين مختلف الأطراف للاتفاق على مواصفات رئيسٍ جديد للجمهورية، لكن موعد هذا الحوار متأخّر بعد أكثر من شهر، وبالتالي فإن الملف الرئاسي سيعود إلى ثلاجة الانتظار بعد حماوة تمّوز.

 

طيّ صفحة استقالة نواب الحاكم

 جريدة اللواء/28 تموز/2023

كشفت مصادر متابعة لـ”اللواء” عن حدوث خرق في الاجتماع الثالث الذي عقد بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ونواب حاكم مصرف لبنان الاربعة، ويقضي بالتخلي عن فكرة الاستقالة مقابل وعد بأن تتقدم الحكومة يوم الاثنين بمشروع قانون الى مجلس النواب يجيز لنواب الحاكم تحويل اموال للدولة للإنفاق على مدى ثلاثة اشهر. وشارك في الاجتماع النواب الاربعة: وسيم منصوري، بشير يقظان، سليم شاهين والكسندر مراديان. وعنوان البحث، حسب البيان الصادر عن مكتب ميقاتي: مرحلة ما بعد انتهاء ولاية سلامة. الى ذلك، افادت معلومات عن اتفاق سياسي مبدئياً، يقضي بعقد جلسة نيابية تحت عنوان «تشريع الضرورة»، لاقرار صرف اعتماد بإقتراض الحكومة من مصرف لبنان اموالا لزوم حاجات الدولة لأربعة أشهر بقيمة 800 مليون دولار. وعلى هذا الاساس، انتفت اسباب استقالة نواب حاكم مصرف لبنان الذين يستعدون لتولي مهامهم في حال تمّ اقرار التشريع الذي كانوا يطالبون به. وعلمت «اللواء» من مصادر متابعة للموضوع ان نواب الحاكم سينتظرون اتصالات الايام القليلة المقبلة لتقرير الموقف، لكن المبلغ الذي ستطلبه الحكومة للإستقراض موجود في المصرف المركزي سواء كان 200 مليون دولار او 800 مليون مقسطة على أربعة اشهر. لكن المهم ان تنعقد الجلسة التشريعية من دون اعتراضات سياسية من رافضي «تشريع الضرورة» إذا كان لا بد من حل أزمة شغور منصب حاكم المركزي. واوضحت المصادر أنّ نائب الحاكم وسيم منصوري ليس هو من يطلب من مجلس النواب إصدار قانون لصرف القرض، بل الحكومة تطلب، وهو الامر الذي يعالجه ميقاتي مع بري.

 

“الحزب” للودريان: لا رئيس بدون رضانا!

جريدة اللواء/28 تموز/2023

علمت «اللواء» انه خلال لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع النائب محمد رعد بوصفه رئيساً لكتلة الوفاء للمقاومة، سمع الموفد الفرنسي كلاما مباشراً وموجها لوجه: «نحن متمسكون بخيار رئيس “المردة” سليمان فرنجية، ولن نتنازل عنه، ولا رئيس سينتخب بالترهيب والترغيب ودون رضانا». لكن، اذا كان “الحزب” يريد فرنجية فعليه تأمين الاصوات المسيحية اللازمة لانتخابه، هكذا لمح لودريان، مضيفا بأن “المملكة او أي دولة من دول اللقاء الخماسي لن تضغط على حلفائها المسيحيين للسير بفرنجية”.

 

شرطٌ أميركي بشأن مساعدات الجيش اللبناني!

 ليبانون ديبايت /الجمعة 28 تموز 2023

اشترطت الولايات المتحدة الأميركية من أجل صرف الأموال التي خصّصتها كمساعدات الى الجيش اللبناني، أن يتمّ تزويدها بداتا تشمل كل المستفيدين العسكريين. وقد حصل هذا الأمر فعلاً، حيث جرى تزويد برنامج "الأمم المتحدة الانمائي undp” بالداتا بعدما جرى تزويد نسخاً منها بالتوازي الى إحدى شركات تحويل الأموال اللبنانية والتي اتُفق على أن تتولّى صرف المبلغ شهريًا. ورُبِطَت الخطوة بإطار رغبة الولايات المتحدة إكساب صرف الأموال بعدًا أكثر شفافية. يُذكر أنّ الولايات المتحدة وجدت صعوبات في تقديم الأموال بشكل مباشر الى الجيش كونه يتعارض مع القوانين الأميركية، فلجأت إلى خدمات مكتب الأمم المتحدة الإنمائي.

 

قضية عمر حرفوش تحرم ميقاتي من لقاء لودريان

 ليبانون ديبايت/الجمعة 28 تموز/2023

نشر ليبانون ديبايت أول من أمس خبراً بعنوان "ميقاتي ممنوع من لقاء لودريان"، ولم يكشف الخبر عن أسباب عدم وجود رئيس الحكومة على جدول مواعيد المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي، رغم سعي ميقاتي لحصول اللقاء. وبحسب المعلومات، فأن لودريان رفض لقاء ميقاتي الذي طلب من السفيرة الفرنسية آن غريو ترتيب اللقاء لكنها اخبرته أن المبعوث الفرنسي يرفض هذا الأمر، والسفير الفرنسية بالاصل كانت قد وضعت ميقاتي على جدول مواعيد لودريان في اليوم الاول له في لبنان وتحديداً بعد موعد رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وتكشف المعلومات، أن سبب تمنع لودريان عن لقاء ميقاتي هو ملف صاحب مبادرة جمهورية لبنان الثالثة عمر حرفوش، لا سيما أن مجلسي الشيوخ والنواب الفرنسي طلبا مؤخراً من الحكومة التدخل في قضية حرفوش وأن يقوم لودريان بصفته المبعوث الخاص بما يلزم لكشف تفاصيل القضية التي يريد من خلالها ميقاتي اعتقال حرفوش ووضعه في سجن القبة.

ورداً على بيان مكتب ميقاتي الذي نفى ما ورد، تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد أي سبب عقلاني لعدم لقاء لودريان - ميقاتي، خصوصًا أن الأخير هو رئيس حكومة حالي ولودريان ملزم بلقاءه بروتوكولياً، الا اذا كان هناك سبب هام بعدم حصول اللقاء وهو أن لودريان قرر عزل ميقاتي وعدم اللقاء به تحسباً لفضيحة ما قد تكشفها الأيام القادمة. وتكشف مصادر مطلعة، أن قضية عمر حرفوش تفاعلت بشكل كبير في فرنسا الاسبوع الماضي، وهذا ما دفع لودريان إلى تجنب ميقاتي خصوصاً وأن تقارير الاتحاد الأوروبي أعطت تفاصيل تؤكد استخدام ميقاتي السلطة السياسية التنفيذية عبر القضاء اللبناني لتنفيذ خطته ضد حرفوش، وهو ما يعتبر جرم سياسي كبير بحسب المعايير الاوروبية. لم يرضخ المبعوث الفرنسي لضغوط ميقاتي الذي استخدم كافة الوسائل لرؤية لودريان ولو لدقائق، كما أن لودريان رفض دعوة ميقاتي إلى العشاء ورفض الحديث معه هاتفياً.

 

هجومٌ عنيف من الرئيس لحود على "الوزير الحاقد"

الشرق الاوسط/الجمعة 28 تموز 2023

شنّ رئيس الجمهورية السابق إميل لحود، هجوماً عنيفاً على وزير الخارجية السابق فارس بويز، واتهمه بـ"مغالطات". وجاء ذلك في رسالة من لحود إلى "الشرق الأوسط"، ردّ فيها على الحوار الذي نُشر مع بويز في سلسلة من خمس حلقات. ورفض لحود، في رده، إدراجه ضمن "زلم سوريا" في لبنان، وقال إنه "حليف استراتيجي لها" و"نفتخر بذلك". وأطلق رئيس لحود على بويز صفة "الوزير الحاقد". ورد على قول بويز إنه زار سوريا أكثر من ثلاثين مرة، فقال إن بويز "التهى على الأرجح بإرضاء السوريين وأهمل واجباته تجاه وطنه"، واصفاً علاقة الوزير السابق بالسوريين بأنها قامت على "المصلحة الشخصية".ودافع لحود عن علاقته مع سوريا، قائلاً: "كانت العلاقة دوماً استراتيجيّة وكانت اللقاءات قليلة في أثناء قيادتي للجيش وتوليّ رئاسة الجمهوريّة، ولكن الالتقاء على النظرة الاستراتيجية والمصلحة المشتركة كان موجوداً من دون تنسيق، وهذا أمر نفتخر به". وأضاف، "كذلك نفتخر بأنّنا كنّا في قيادة الجيش تقنيين، كما سمّانا بويز، فلولا ذلك لما تمكّنا من دمج المؤسسة العسكريّة وقمنا بإعادة بنائها".

 

النّزوح السّوري... والمجاعة الآتية إلى لبنان!

أخبار اليوم": /28 تموز/2023

بمعزل عن المخاطر الاقتصادية والمعيشية والأمنية التي يتسبّب بها اللّجوء السوري في لبنان، وتثبيته فيه، فإنه لا بدّ من التحذير من المجاعة الآتية، في ما لو بقيَت الأمور على حالها في هذا الملف.

غير قابل للحياة

مناطق سوريّة كثيرة هي في حالة من المجاعة الفعلية وغير المُعلَنَة، منذ مدّة طويلة نسبياً، فيما لا أحد يراقب من يأتي ويذهب من والى لبنان، وما هي الكميات التي ينقلها أو يهرّبها من مزروعات، ومأكولات، و... هذا فضلاً عن أن القنبلة الديموغرافية السوريّة المُثبَّتَة في لبنان، والمرجّحة لأن تُصبح أشدّ انفجاراً مع مرور الوقت، ستصل به (لبنان) الى حالة البلد الغير قابل للحياة، بالملموس.

أزمة

فما تنتجه الأرض اللبنانية من مزروعات، وقمح... ومن مواد للصناعات الغذائية، ولصناعة الخبز، كانت لتكون أكثر "كفاءة" في مفعولها ونتائجها، لو كانت مخصَّصَة للديموغرافيا اللبنانية وحدها بحسب أكثر من خبير، ورغم الأزمات التي تعصف بالبلد والعالم حالياً. ولكن توطين شعب آخر في لبنان، ذات حاجات هائلة، يزيد الضّغط على كل المستويات، وسيزيد الضّغط أكثر مستقبلاً، عندما ستتضاعف القنبلة الديموغرافية السورية أكثر فأكثر. ناهيك عن أن لبنان يمرّ بأسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه، وبات عاجزاً عن استيراد الكثير من الأمور، وهو يتّجه لمزيد من الصعوبات في تأمين حاجات شعبه مع مرور الوقت، فيما هو بلد لا يصدّر الكثير أصلاً، أي انه يُعاني من صعوبات في توفير العملات الصّعبة.

مجاعة

وهذا يعني في مكان ما، أن تحذير بعض الأصوات من احتمال الوصول الى مجاعة حقيقية في لبنان مستقبلاً، بسبب الديموغرافيا السوريّة، ليست خرافة، ولا يمكن الاتّكال على المساعدات الدولية فقط، لمواجهة مثل تلك المخاطر. فعلى سبيل المثال، وبالنّظر الى الشراء من بعض الأفران، قد نجد أن عائلة لبنانية واحدة تكفيها ربطة خبز واحدة في اليوم. وأما عائلة سوريّة واحدة في لبنان، فقد تحتاج الى ربطتَيْن أو ثلاث، في اليوم الواحد. وهذا ينسحب على الخضار والفاكهة، ومختلف أنواع المأكولات، والمشروبات، ناهيك عن استهلاك المياه في بلد يُعاني من مشاكل مائية، ومن صعوبات حتى في توفير مياه الشرب، وغيرها من الأمور، وهو ما يهدّد بنقل المجاعة من بعض المناطق السورية الى لبنان، في أي وقت مستقبلاً.

"قلّة"

أشار رئيس بلدية القاع بشير مطر الى أن "حتى لو كانت لدينا الأراضي اللازمة للزراعة، فالحصول على مياه الري الكافية بات صعباً أكثر من الماضي، وذلك بموازاة فقدان الإدارة السليمة في لبنان بكل المجالات، وهو ما يصعّب القدرة على تعويض النّقص اللبناني بمستويات القمح والمزروعات بسبب ضغط الديموغرافيا السورية. وهذا يعني أننا سنصل الى مشاكل جديّة مستقبلاً". ورجّح في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، أن "يرتفع مستوى الشعور بـ "القلّة" لدى المواطن اللبناني، سواء بسبب النازح السوري، أو بسبب الممارسات الداخلية على صعيد شراهة التجار، أو الفلتان الحدودي والتهريب الى سوريا. فالتهريب سيأخذ من الجائع اللبناني الى الجائع السوري، بشكل سيصعّب الحديث عن أي مسعى لتحقيق أي فائض في لبنان. والمشاكل ستزداد خصوصاً إذا تفلّت دولار السوق السوداء، وسط صعوبات اقتصادية كثيرة من بينها صعوبة فتح اعتمادات من أجل الاستيراد بالكميات اللازمة. والطرف الأضعف، أي الشعب اللبناني، هو الذي يُعاني أكثر في العادة".

ولادات

ولفت مطر الى أنه "يُمكن إيجاد من يزرع في القرى. ولكن الناس بحاجة الى سلّة غذائية كاملة. فمن يزرع بندورة مثلاً يحتاج الى زيت، والى جبنة ولبنة أيضاً. وإذا كانت لديك ثروة حيوانية ستحتاج الى علف، والى من يعتني بها حتى تُنتج كما يجب. ووسط المتغيّرات المناخية الحاليّة، والمياة المُكلفة، وجفاف الآبار، نرى أن هناك الكثير من المشاكل المُنتَظَرَة مستقبلاً". وأضاف: "الولادات السورية الكثيرة في لبنان تحتاج الى معدّل يصل الى 600 "حفاض" في اليوم الواحد، وهذه مشكلة أيضاً على مستوى كيفيّة معالجتها والتخلّص منها لاحقاً، وليس فقط تأمينها. ونُضيف إليها مشاكل الصرف الصحي، وزيادة التلوّث بوتيرة سريعة، وزيادة إنتاج النفايات من جراء النازحين، في دولة تتخبّط بكل شيء، وفيما البلديات تتخبّط بالعمل لوحدها أيضاً. فإذا سُمِح بوضع حمّام لمخيّم للنازحين، سيساهم ذلك بعدم زيادة التلوث والأمراض طبعاً، ولكنّه سيساعد على إبقائهم في لبنان من جهة أخرى. ولا خطّة رسمية لشيء".

الأمن

وأكد مطر "تفشي السرقات وتعاطي وترويج المخدرات والكبتاغون في صفوف النازحين السوريين. وحتى إن الذين يُلقى القبض عليهم، يتمّ الإفراج عنهم بعد مدّة قليلة، ولا يُسلَّم ملفّهم لنزع صفة النّزوح عنهم. وبالتالي، يعودون الى الممارسات نفسها من دون أي حلّ". وختم: "تكاليف النزوح السوري أكبر بكثير من أي مساعدة يمكنها أن تساهم في استضافته. والخوف الأساسي هو من أن يُستعمَل بعضهم في أي يوم من الأيام، لافتعال شيء معيّن، أو للقيام بعمل أمني معيّن في لبنان، خصوصاً أننا لا نعرف تماماً من يحمل السلاح منهم".

 

لقاءٌ قريب بين عون ونصرالله؟

شادي هيلانة/أخبار اليوم/28 تموز/2023

يبدو جلياً انّ حزب الله والتيّار الوطني الحر، يعيدان احياء اتفاق مار مخايل للحفاظ على الحكم والسيطرة على الدولة، والدفع نحو المنافع والمكاسب التي يسعيان الى اقتناصها في زمن الاستحقاقات والتعيينات المهمة، بمعنى آخر يريدان "حصة الاسد"، ولا بد من أن تكشف الأيام المقبلة ان كانت "طبخة" تقاسم السلطة بينهما وضعت على النار في احدى الغرف المغلقة. وبما انّ المؤشرات كلها تدّل على انعاش اتفاق شباط 2006، فهل سيتوج الحوار الذي يجري بين مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، ورئيس التيار جبران باسيل بتخلي الحزب عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، مقابل ملاقاة باسيل في منتصف الطريق اي العودة عن خياره المتقاطع مع المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور؟ اما بالنسبة الى التسوية، فكان باسيل قد حدد لائحة مطالبه، خلال عشاء هيئة قضاء المتن في التيار، قائلا: "أعطونا سلفاً اللامركزية الموسعة والصندوق الائتماني وخذوا أكبر تضحية منا على ست سنوات". حتى اللحظة لا يمكن الكلام عن عودة المياه الى مجاريها بين التيار والحزب، بإعتبار ان الاخير ليس من السهل أن يتخلى عن مرشحه خصوصاً أمام قاعدته الشعبية، ولكن يمكن للطرفان البناء على بعض القواسم المشتركة لأن الخلاف الكبير لا يزال موجوداً.

اذاً، وفق المراقبين السياسيين لن يحصل تطور جوهري او مهم في العلاقة بين الطرفين، فالطريق مسدود امام تعبيد طريق رئيس جمهورية يتوافق عليه الطرفان، وهما يدركان جيداً انّ الشغور سيطول الى حين حصول وقائع تفرض نفسها على الجميع، اي تدخل دولي واقليمي واضح المعالم والاهداف.

وامام التقارب بين صفا وباسيل، هل هناك امكانية للقاء يجمع الرئيس السابق ميشال عون مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تؤكد اوساط قريبة من حارة حريك، عبر وكالة "أخبار اليوم" أن الأمور لم تصل الى النقاش بهذه المرحلة، فلم يتم طلب موعد ولا إتفاق على لقاء.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

الأمم المتحدة: روسيا لم تعرض حبوباً مجانية على برنامج الأغذية العالمي

وطنية/28 تموز/2023

 قال كارل سكاو نائب مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للصحافيين اليوم الجمعة إن "روسيا لم تعرض تقديم أي حبوب مجانية للبرنامج". وأضاف سكاو، على ما نقلت عنه "رويترز": "لم نجر محادثات في شأن أي حبوب مجانية حتى الآن. لم يتم الاتصال بنا لأي مناقشة من هذا القبيل".

 

بوتين: اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد والأزمة الأوكرانية ليست السبب في ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا

وطنية/28 تموز/2023

ظهر اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاطا بحوالى 15 من رؤساء الدول الإفريقية في سانت بطرسبرغ خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية. أما الرسالة من  هذه الصورة فتتمثل في تأكيده أن موسكو تنوي العمل "جنبا إلى جنب" مع القارة السمراء التي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".  وقال: "إن اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد"، مشيرا إلى أنه "يريد بناء شراكة استراتيجية"، مع هذه القارة التي أقام معها الاتحاد السوفياتي علاقات قوية.

وأعلن أن بلاده "اتفقت مع القادة الأفارقة المشاركين في قمة تستضيفها سان بطرسبرغ على تعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب ومواجهة الاستعمار الجديد". وأكد "التزام جميع دولنا بتشكيل نظام عالمي منصف وديموقراطي متعدد الأقطاب، والعزم المشترك على مكافحة الاستعمار الجديد وتطبيق عقوبات غير مشروعة ومحاولات تقويض القيم الأخلاقية التقليدية". واضاف: "إن السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار عالميا بما في ذلك للمواد الغذائية، يعود ليس لأزمة أوكرانيا وإنما لسياسات غير محسوبة في مجال الطاقة اعتمدها الغرب". وأشار الى أن "الأزمة في أسواق الأغذية ظهرت أثناء مكافحة وباء فيروس كورونا عندما أغلقت الدول الصناعية مصانعها واضطرت لدعم سكانها على حساب الآخرين. وان التيسير الكمي الذي تم بموجبه طبع العملات الورقية غير المغطاة، هو أيضا ما أثر في تفاقم الأزمة". وقال: "لقد لجأوا في الطاقة إلى موارد صديقة للبيئة بسياسة غير مدروسة، خطأ وراء آخر وهو ما قلب الأمور رأسا على عقب في سوق الأسمدة وسوق الطاقة، وهذا هو السبب في ارتفاع الأسعار في جميع المجالات، والذي ظهر حتى قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية". ولفت الى أن "أحداث أوكرانيا تحفز هذه العملية إلى حد ما، لكنها ليست السبب الأساسي".  وقال: "السبب الجذري يكمن في الأخطاء الجوهرية التي ارتكبتها الدول الصناعية في السياسة المالية وسياسة الطاقة، وهذا هو سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".  وفي اليوم السابق، سحب الرئيس الروسي من جعبته ورقة "دبلوماسية الحبوب"، متعهدا "تسليم الحبوب بشكل مجاني إلى ست دول إفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة أثارها تخلي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.  غير أن، ما وصفته الوكالة، بعملية "الإغواء" التي مارسها سيد الكرملين تجاه إفريقيا لا تعود فقط إلى فترة الصراع في أوكرانيا. فمنذ عدة سنوات، تقوم روسيا بتحركات دبلوماسية واقتصادية في القارة، مع عرض خدماتها الأمنية للدول الواقعة في قبضة التهديد الجهادي، عبر مجموعة فاغنر المسلحة. ولكن في الأشهر الأخيرة، كان على روسيا أن تكثف بحثها عن بدائل من الشركاء الأوروبيين التاريخيين. وفي إشارة إلى هذا الاهتمام، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولتين في القارة منذ مطلع السنة، في محاولة لجذبها إلى معسكر موسكو، مقدما ذلك على أنه حصن في وجه "الإمبريالية" و"الاستعمار الجديد" الغربي.

 كذلك، لا تزال موسكو تحظى بدعم العديد من قادة أميركا الجنوبية وآسيا، خصوصا الدول التي تتعرض لانتقادات بسبب ممارساتها السلطوية. وفي هذا السياق، رفض الحلفاء التاريخيون لموسكو مثل فنزويلا وكوبا، إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا خلال القمة الأولى بين أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت سابق من  هذا الشهر. واكتفى القادة في بيانهم المشترك بالإعراب عن "قلقهم العميق إزاء الحرب الدائرة على أوكرانيا" من دون أن يذكروا موسكو. حتى أن هذه الصيغة البسيطة لم تحصل على الموافقة بالإجماع، اذ رفضت نيكاراغوا الانضمام إليها. ومن دون أن تمضي إلى حد دعم موسكو، رفضت البرازيل بقيادة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إمداد أوكرانيا بالسلاح أو فرض عقوبات على روسيا، داعية الأوروبيين والأميركيين إلى وقف "تشجيع الحرب".

 

رئيس الاتحاد الافريقي: بوتين مستعد للحوار وإيجاد حل بشأن أوكرانيا ونحتاج لإقناع كييف

وطنية/28 تموز/2023

قال رئيس الاتحاد الإفريقي ورئيس جزر القمر غزالي العثماني، إن "الرئيس الروسي مستعد للحوار بشأن أوكرانيا"، وقال بعد القمة الروسية الإفريقية، في تصريحات صحافية: "أظهر لنا الرئيس بوتين استعداده للدخول في حوار وإيجاد حل، والآن نحن بحاجة إلى إقناع الجانب الآخر. آمل أن ننجح".

 وفي وقت سابق قال الرئيس بوتين في القمة الروسية الإفريقية إنه سيناقش مساء اليوم  الوضع حول أوكرانيا مع زعماء الدول الإفريقية. وأضاف بوتين: "الليلة سوف نناقش مع الدول الإفريقية المهتمة الوضع حول أوكرانيا. ويجري إنشاء عدد من الاتصالات الثنائية مع القادة الأفارقة".  كما أشار الرئيس الروسي إلى أنه مقتنع بأن "الأحداث الرئيسية للبرنامج الرسمي للقمة الروسية الإفريقية الثانية عقدت في جو بناء وودي وبشكل مثمر للغاية".  بوتين: اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد والأزمة الأوكرانية ليست السبب في ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا

وطنية - ظهر اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاطا بحوالى 15 من رؤساء الدول الإفريقية في سانت بطرسبرغ خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية. أما الرسالة من  هذه الصورة فتتمثل في تأكيده أن موسكو تنوي العمل "جنبا إلى جنب" مع القارة السمراء التي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". وقال: "إن اهتمام روسيا بإفريقيا يتزايد"، مشيرا إلى أنه "يريد بناء شراكة استراتيجية"، مع هذه القارة التي أقام معها الاتحاد السوفياتي علاقات قوية. وأعلن أن بلاده "اتفقت مع القادة الأفارقة المشاركين في قمة تستضيفها سان بطرسبرغ على تعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب ومواجهة الاستعمار الجديد". وأكد "التزام جميع دولنا بتشكيل نظام عالمي منصف وديموقراطي متعدد الأقطاب، والعزم المشترك على مكافحة الاستعمار الجديد وتطبيق عقوبات غير مشروعة ومحاولات تقويض القيم الأخلاقية التقليدية". واضاف: "إن السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار عالميا بما في ذلك للمواد الغذائية، يعود ليس لأزمة أوكرانيا وإنما لسياسات غير محسوبة في مجال الطاقة اعتمدها الغرب".  وأشار الى أن "الأزمة في أسواق الأغذية ظهرت أثناء مكافحة وباء فيروس كورونا عندما أغلقت الدول الصناعية مصانعها واضطرت لدعم سكانها على حساب الآخرين. وان التيسير الكمي الذي تم بموجبه طبع العملات الورقية غير المغطاة، هو أيضا ما أثر في تفاقم الأزمة".  وقال: "لقد لجأوا في الطاقة إلى موارد صديقة للبيئة بسياسة غير مدروسة، خطأ وراء آخر وهو ما قلب الأمور رأسا على عقب في سوق الأسمدة وسوق الطاقة، وهذا هو السبب في ارتفاع الأسعار في جميع المجالات، والذي ظهر حتى قبل اندلاع الأزمة الأوكرانية".  ولفت الى أن "أحداث أوكرانيا تحفز هذه العملية إلى حد ما، لكنها ليست السبب الأساسي".

 وقال: "السبب الجذري يكمن في الأخطاء الجوهرية التي ارتكبتها الدول الصناعية في السياسة المالية وسياسة الطاقة، وهذا هو سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية".  وفي اليوم السابق، سحب الرئيس الروسي من جعبته ورقة "دبلوماسية الحبوب"، متعهدا "تسليم الحبوب بشكل مجاني إلى ست دول إفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة أثارها تخلي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.   غير أن، ما وصفته الوكالة، بعملية "الإغواء" التي مارسها سيد الكرملين تجاه إفريقيا لا تعود فقط إلى فترة الصراع في أوكرانيا. فمنذ عدة سنوات، تقوم روسيا بتحركات دبلوماسية واقتصادية في القارة، مع عرض خدماتها الأمنية للدول الواقعة في قبضة التهديد الجهادي، عبر مجموعة فاغنر المسلحة.  ولكن في الأشهر الأخيرة، كان على روسيا أن تكثف بحثها عن بدائل من الشركاء الأوروبيين التاريخيين. وفي إشارة إلى هذا الاهتمام، قام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بجولتين في القارة منذ مطلع السنة، في محاولة لجذبها إلى معسكر موسكو، مقدما ذلك على أنه حصن في وجه "الإمبريالية" و"الاستعمار الجديد" الغربي. كذلك، لا تزال موسكو تحظى بدعم العديد من قادة أميركا الجنوبية وآسيا، خصوصا الدول التي تتعرض لانتقادات بسبب ممارساتها السلطوية.  وفي هذا السياق، رفض الحلفاء التاريخيون لموسكو مثل فنزويلا وكوبا، إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا خلال القمة الأولى بين أميركا اللاتينية والاتحاد الأوروبي في بروكسل في وقت سابق من  هذا الشهر. واكتفى القادة في بيانهم المشترك بالإعراب عن "قلقهم العميق إزاء الحرب الدائرة على أوكرانيا" من دون أن يذكروا موسكو. حتى أن هذه الصيغة البسيطة لم تحصل على الموافقة بالإجماع، اذ رفضت نيكاراغوا الانضمام إليها. ومن دون أن تمضي إلى حد دعم موسكو، رفضت البرازيل بقيادة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إمداد أوكرانيا بالسلاح أو فرض عقوبات على روسيا، داعية الأوروبيين والأميركيين إلى وقف "تشجيع الحرب"

 

البيان الختامي لقمة روسيا - إفريقيا اكد رفض سياسة العقوبات الأحادية

وطنية/28 تموز/2023

عبر البيان الختامي لقمة روسيا - إفريقيا، عن "رفض المشاركين لسياسة العقوبات الأحادية، والعقوبات الثانوية، وتجميد أرصدة الذهب والاحتياطيات النقدية"، بحسب وكالة "نوفوستي".  وجاء في نص البيان الذي نشر على موقع الكرملين عبر الإنترنت: "نعارض استخدام سياسة العقوبات الأحادية غير المشروعة، والعقوبات الثانوية، وممارسات تجميد أرصدة الذهب السيادي، واحتياطيات النقد الأجنبي". كما أكد البيان "رفض أساليب الابتزاز السياسي الذي يُمارس ضد قيادات الدول الثالثة، لإجبارها على الانضمام لسياسة العقوبات، أو للتأثير على المسار السياسي والاقتصادي للدول".

 

السيسي: الدول الإفريقية تنشد السلم والأمن وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها

وطنية/28 تموز/2023

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم  في الجلسة العامة للقمة "الروسية الإفريقية" في مدينة سان بطرسبورغ، والتي يترأسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين  ان "الدول الإفريقية هي دول ذات سيادة تنشد السلم والأمن وتبحث عن التنمية المستدامة التي تحقق مصالح شعوبها أولا وتنأى بنفسها عن الصراعات"، كما ذكرت "روسيا اليوم". وقال: "نواجه عددا ضخما من التحديات تهدد محددات أمن القارة وحقوق الأجيال القادمة". أضاف : "إن مصر كانت رائدة وسباقة في انتهاج مسار السلام  وحلحلة الصراعات يجب أن تتأسس على ميثاق الأمم المتحدة وضرورة التعامل مع مسببات الأزمات لا سيما المتعلقة بمتطلبات الأمن القومي للدول". وتابع: "مصر تندد بالعقوبات غير الشرعية خارج إطار القوانين الدولية". وعن ازمة الحبوب قال: "لا بد من وضع حد لارتفاع أسعار الحبوب. أؤكد أهمية حلول عاجلة لأزمة الحبوب والأسمدة مع البحث عن الدعم في مجال التكنولوجيات الزراعية لإفريقيا". كما أعرب عن "تطلع مصر أن تحظى المطالب الإفريقية في إطار مجموعة العشرين وبدعم روسيا في المحافل الدولية لمطالب الاتحاد الإفريقي". واكد  على "التزام مصر في انخراطها في جهود تعميق الشراكة الاستراتيجية مع روسيا من خلال تسخير الأدوات والإمكانيات المصرية وعبر تفعيل التعاون القائم بين الشركات المصرية ونظيرتها الروسية".

 

رئيسة مجلس الأعمال الروسي العربي اعلنت إطلاق منصة أعمال لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

وطنية/28 تموز/2023

أعلنت رئيسة مجلس الأعمال الروسي العربي تاتيانا غفيلافا، إطلاق منصة تكنولوجيا تجريبية لتطوير الأعمال MENA.ONLINE (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحسب "روسيا اليوم"  وجاء الاعلان خلال جلسة نقاش في إطار قمة "روسيا - إفريقيا" المنعقدة في مدينة سان بطرسبورغ الروسية بحضور قادة ومسؤولين كبار من الدول الإفريقية.وبحسب المسؤولة فإن "المنصة عبارة عن مساحة أعمال رقمية تجمع ممثلي الأعمال من مختلف البلدان من أجل توسيع الاتصالات وتوسيع فرص الأعمال خارج بلدهم".

 

أوكرانيا اعلنت نقل الاحتفال بعيد الميلاد إلى 25 كانون الأول

وطنية/28 تموز/2023

ستحتفل أوكرانيا، اعتبارا من كانون الأول المقبل، بعيد الميلاد في 25 من الشهر المذكور بدل السابع من كانون الثاني كما جرت العادة، بعدما وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة قانونا ينص على ذلك، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية".  واشارت المذكرة التفسيرية للنص الذي صوت عليه النواب منتصف تموز الى انه "لطالما خضع الشعب الأوكراني للأيديولوجية الروسية في كلّ مجالات الحياة تقريبًا، بما في ذلك في اتباع التقويم اليولياني والاحتفال بعيد الميلاد في السابع من كانون الثاني".  وأضافت: "إن النهضة القوية للأمة الأوكرانية تتواصل"، مؤكدة ان "النضال المستمرّ والمثمر من أجل الهوية يساهم في (تنامي) رغبة كلّ أوكراني في عيش حياته الخاصة مع عاداته الخاصة وأعياده الخاصة". ويُعدّ قرار نقل موعد الاحتفال بعيد الميلاد واحدًا من قرارات اتخذتها أوكرانيا في السنوات الأخيرة لتبتعد من موسكو، لا سيّما عبر إعادة تسمية شوارع ومدن تعود إلى الحقبة السوفياتية.  ويعكس القانون الهوة التي اتسعت بين كنائس كييف وموسكو منذ عدة سنوات والتي عززها الغزو الروسي لأوكرانيا منذ بدأ في شباط 2022. بعدما كانت خاضعة لوصاية روسيا الدينية لعدة قرون، تمّ إعلان الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية مستقلة عن بطريركية موسكو في العام 2019. وفي أيار/مايو 2022، أعلنت الكنيسة الأوكرانية التي بقيت مرتبطة بموسكو بدورها استقلالها ردًا على الدعم الذي عبر عنه البطريرك الروسي كيريل للحرب. ولا تزال كنائس أرثوذكسية قليلة في العالم، بينها كنيستا روسيا وصربيا، تعتمد التقويم اليولياني في احتفالاتها الدينية وليس التقويم الغريغوري الذي وُضع في نهاية القرن السادس عشر.

 

الدفاع الروسية اعلنت إعتراض صاروخ "إس-200" معدل أطلقته قوات كييف على مدينة تاغانروغ

وطنية/28 تموز/2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "الدفاع الجوي الروسي تمكن من اعتراض صاروخ "إس-200" معدّل أطلقته قوات كييف، وتسببت شظاياه بإصابات وتضررت بعض المباني في تاغانروغ بمقاطعة روستوف"، بحسب "روسيا اليوم". وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها: "نفذ نظام كييف في 28 يوليو هجوما إرهابيا على البنية التحتية السكنية لمدينة تاغانروغ بمقاطعة روستوف بصاروخ مضاد للطائرات من نظام الدفاع الجوي "إس-200" بعد أن تم تحويله إلى خيار هجومي".

 وأكدت الوزارة أنه "تم اكتشاف الصاروخ الأوكراني واعتراضه في الجو بواسطة منظومات الدفاع الجوي الروسية. وسقطت شظايا الصاروخ الأوكراني الذي تم إسقاطه على أراضي تاغانروغ".

 وأشارت إلى أن "العمل الإرهابي الذي ارتكبه نظام كييف أدى إلى تضرر عدة مبان وسقوط ضحايا من المدنيين".

 

الدفاع الروسية: إحباط محاولة أوكرانية لاستهداف مواقع في مقاطعة موسكو بمسيرة

وطنية/28 تموز/2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية  إحباط محاولة كييف لمهاجمة أهداف في مقاطعة موسكو باستخدام طائرة بدون طيار الليلة الماضية. وقالت الدفاع الروسية في بيان اليوم أوردته "روسيا اليوم": "فجر اليوم، تم إحباط محاولة نظام كييف تنفيذ هجوم إرهابي بواسطة طائرة بدون طيار على أهداف في مقاطعة موسكو"، مضيفة أن قوات الدفاع الجوي دمرت المسيرة المعادية دون أن يؤدي الحادث إلى وقوع إصابات أو أضرار. وفي وقت سابق اليوم، أفاد عمدة موسكو سيرغي سوبيانين بإسقاط طائرة بدون طيار في مقاطعة موسكو، مشيرا إلى عدم وجود ضحايا أو أضرار جراء محاولة الهجوم الفاشلة.

 

بوتين: روسيا تدرس "بعناية" المقترحات الإفريقية لإنهاء الصراع في أوكرانيا

وطنية/28 تموز/2023

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة خلال الجلسة العامة للقمة الروسية الإفريقية رفض استغلال المناخ وحماية حقوق الإنسان وما يسمى بأجندة الأجناس لأغراض سياسية، كما دعا إلى إشراك الأفارقة بشكل فعال في المنظمات الدولية، كما افادت "روسيا اليوم" .

وقال: "لا نسمح باستخدام سياسة القواعد بدلا من القوانين والذي يضع القواعد هو الغرب، روسيا وإفريقيا متضامنتان في سعيهما نحو عالم متعدد الأقطاب"، مشيرا الى ان "روسيا تدرس "بعناية" المقترحات الإفريقية لإنهاء الصراع في أوكرانيا". أضاف : "التسوية الإفريقية للأزمة الأوكرانية مهمة لأن إفريقيا على استعداد لحل القضايا الدولية، وليست وساطة من قبل ما يسمى بالعالم الديموقراطي الحر". وتابع: "نحن على استعداد لدراسة مقترحات خاصة بتوسيع تمثيل إفريقيا في هيئة الأمم المتحدة بما في ذلك ضمن سياسة إصلاح مجلس الأمن الدولي". واكد "الوضع في عدد من المناطق الإفريقية، ولم يتم تسوية النزاعات القومية والإثنية، ولا زالت هناك أزمات سياسية واجتماعية واقتصادية وهو إرث النظام الاستعماري ونهج فرق تسد". وقال: "روسيا تهتم بالتعاون الوثيق بين هيئات إنفاذ القانون الإفريقية والأجهزة الروسية المنوطة بذلك". واعلن "يشارك عدد من الدول في التدريبات العسكرية الروسية، ونزود حوالي 40 دولة إفريقية بالأسلحة لجيوشها في إطار الاتفاقيات الثنائي، مضيفا: "تعاود السفارتان الروسيتان في بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية إلى عملهما". واشار الى ان "القمة التي جرت أمس تدل على أن روسيا وإفريقيا يريدان توطيد تعاونهما في عدد من القطاعات، ولدى رجال أعمالنا ما يعرضونه على زملائهم في إفريقيا. زيادة التبادل التجاري وتنويعه يتطلب التعامل بالعملات الوطنية وسنزيد من إمدادات الحبوب، في العام الماضي كان حجم التصدير للحبوب 11 مليون طن، والنصف الأول من هذا العام بلغ حجم الإمدادات 10 ملايين طن،  على الرغم من كل العقوبات غير الشرعية ضدنا". وتابع: "سنوفر الإمدادات الغذائية في إطار برنامج الأمم المتحدة، سنورد 25-50 ألف طن لكل من الدول الإفريقية الست مجاناً. سندعم الدول في التكنولوجيات الزراعية". وقال: "نقلنا المختبرات الطبية إلى إفريقيا أثناء جائحة كورونا، وشطبنا ديون بقيمة 23 مليار دولار، مضيفا:"مستعدون جنبا إلى جنب مع الدول الصديقة أن نعمل من أجل المستقبل وبناء شراكة استراتيجية متبادلة المنفعة. نقيم العلاقات مع كل دولة إفريقية، ونقيم تلك العلاقات في إطار عالم متعدد الأقطاب".

 

الأمم المتحدة نددت بعمليات الإعدام في الكويت وسنغافورة

وطنية /28 تموز/2023

نددت الأمم المتحدة بالإعدامات التي نفّذتها كل من الكويت وسنغافورة مؤخرا ودعت البلدين لوقف تطبيق العقوبة، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". وكانت سنغافورة اعدمت شنقا مواطنة تبلغ 45 عاما دينت بتهريب المخدرات، في أول عملية إعدام لامرأة في البلاد منذ نحو 20 عاما، وفق ما أفاد مسؤولون. أما الكويت، فأعدمت خمسة أشخاص الخميس بينهم المدان الرئيسي في تفجير استهدف مسجدا شيعيا في الدولة الخليجية العام 2015 وأودى ب 26 شخصا وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية، وفق ما أعلنت النيابة العامة. وكانت هذه ثاني عملية إعدام في الكويت في أقل من عام بعدما أعدمت في تشرين الثاني سبعة أشخاص بينهم امرأتان دينوا بارتكاب جرائم قتل. وكانت هذه أول عمليات إعدام في الكويت منذ 2017.  وقال الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيف ماغانغو في بيان: "نشجب عمليات الإعدام العديدة التي نُفّذت هذا الأسبوع في الكويت وسنغافورة ونعارض عقوبة الإعدام مهما كانت الظروف". وتابع: "نحض الكويت وسنغافورة على وقف الإعدامات فورا والانضمام إلى أكثر من 170 دولة حتى الآن ألغت أو علّقت تنفيذ عقوبة الإعدام".

 

تعيين الجنرال عبد الرحمن تشياني رجل النيجر القوي الجديد

وطنية /28 تموز/2023

تلا الجنرال عبد الرحمن تشياني بياناً نقله التلفزيون الوطني في النيجر اليوم ، بصفته "رئيس المجلس الوطني لحماية الوطن"، وهو المجلس العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد بازوم. وبرّر رئيس الحرس الرئاسي الجنرال تشياني، الذي بات الرجل القوي الجديد في النيجر، الانقلاب بـ"تدهور الوضع الأمني" في البلاد الذي قوّضه عنف الجماعات الجهادية، وفق ما ذكرت " وكالة الصحافة الفرنسية".

 

انقلابيو النيجر يحذرون فرنسا من التدخل بشؤون البلاد الداخلية

وطنية/28 تموز/2023

دعا العسكريون الانقلابيون في النيجر فرنسا إلى عدم التدخل في الشأن الداخلي للنيجر، وذلك بعد يومين على احتجازهم للرئيس محمد بازوم داخل المقر الرئاسي، بحسب ما افادت "روسيا اليوم" . وفي رسالة مصورة، حذر المتحدث باسم ما يسمى بـ"المجلس الوطني لحماية الوطن" القوات الفرنسية من التدخل في الشأن الداخلي للنيجر، مشيرا إلى أنه لاحظ "هبوط طائرة عسكرية فرنسية في المطار الدولي رغم إغلاق الحدود البرية والجوية حتى إشعار آخر". وكان عسكريون من الحرس الرئاسي في النيجر، أعلنوا امس، في بيان عبر التلفزيون، عزل رئيس البلاد، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجول، وتعليق عمل جميع المؤسسات، مؤكدين للمجتمع الدولي "التزامهم بسلامة الرئيس بازوم المعنوية والجسدية وفقا لقوانين حقوق الإنسان". في غضون ذلك، أكدت الرئاسة النيجرية أن "عناصر من الحرس الرئاسي حاولت تنظيم تمرد ضد الدولة، لكنها لم تحصل على دعم من القوات المسلحة"، موضحة أن "الجيش والحرس الوطني مستعدان لمهاجمة العناصر المتورطة في التمرد". واليوم أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن "رئيس النيجر محمد بازوم بصحة جيدة"، وقالت :"إن بازوم تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة".  وشددت على أن "الانقلاب في النيجر ليس نهائيا بعد"، آملة في أن "يستجيب الانقلابيون الذين احتجزوا رئيس البلاد إلى الدعوات الدولية للعودة إلى الحكم الديموقراطي".

 

إردوغان استبدل نواب رئيسة المصرف المركزي في تركيا

وطنية/28 تموز/2023

أصدر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مرسوما رئاسيا اليوم  قضى بإقالة النواب الثلاثة لمحافظة البنك المركزي التركي وتعيين 3 نواب جدد. ووفق المرسوم الذي نشر في الجريدة الرسمية التركية فجر اليوم ونقله "روسيا اليوم": "تمت إقالة: إيمراه شينير، طه تشاكماك ومصطفى دومان من مناصبهم كنواب لرئيس البنك المركزي التركي، في المقابل تم تعيين: عثمان جودت آكتشاي، فاتح كاراهان وخديجة كاراهان (وهي كبيرة مستشاري الرئيس التركي إردوغان) كنواب لرئيسة المركزي التركي حفيظة غاية أركان".

 

ترامب يتعهد مواصلة السباق الرئاسي حتى لو حكم عليه

وطنية /28 تموز/2023

أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الجمعة أنه لن يتراجع عن ترشحه إلى البيت الأبيض إذا حكم عليه في أي من التحقيقات الجنائية القائمة ضده، على ما اوردت "وكالة الصحافة الفرنسية". وسئل ترامب (77 عاما) المرشّح الأوفر حظا في الانتخابات التمهيديّة للحزب الجمهوري لعام 2024، عن الاتهامات الفدرالية والتهم التي يواجهها بعد يوم من إضافة المدعين الفدراليين ثلاث تهم جنائية إلى لائحة الاتهام الموجهة ضده والمتعلقة بقضية الوثائق السرية. وقال الرئيس السابق في مقابلة مع المذيع اليميني جون فريدريكس عبر الإذاعة ردا على سؤال إن كان سيوقف حملته في حال الحكم عليه، "كلا على الإطلاق. لا يوجد في الدستور ما يقول إنه يمكن ذلك". وأضاف "حتى المجانين في اليسار المتطرف يقولون كلا على الإطلاق وإن هذا لن يوقفني (..) هؤلاء الناس مرضى. ما يفعلونه مروع للغاية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

معالم النقاش حول النظام الفدرالي

شارل الياس شرتوني/28 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120545/120545/

إن مناخات الإرهاب الفكري السائدة تجاه الطروحات الفدرالية ليست بطارئة بقدر ما تغلف محظورات إيديولوجية، وسياسات سيطرة، وقراءة إختزالية للتاريخ اللبناني. لا تكمن المشكلة في رفض أو قبول النظام  الفدرالي، بل في الرفض المبدئي لطرح الموضوع وشرح إشكالياته ومقاربته، كأحد الحلول للأزمات السياسية المتوالية منذ بدايات لبنان الكبير، خاصة وأن الأفق السياسي الذي انتظمت على أساسه الجمهورية اللبنانية منذ نشأتها، هو توافقي ودستوري وديموقراطي وبقي كذلك، على الرغم من كل الأزمات الكيانية والسياسية التي عصفت به على مدى المئوية. الجمهورية الأولى التي عرفت بالمارونية السياسية لم تخرج يومًا عن الثقافة السياسية الميثاقية والتوافقية والديموقراطية، بإتجاه خيارات إنقلابية وسياسات سيطرة وتحالفات إقليمية حاضنة لها، في حين أن السياسات المعارضة لها كانت بالمبدأ إنقلابية على الكيان الوطني، والمبنى الدستوري وروايته الميثاقية المؤسسة.

إن واقع التأزم السياسي ليس عارضا بل نتيجة لأزمة شرعية الكيان الوطني، وتعطيل المؤسسات الدستورية، وتحويل لبنان أرضا لنزاعات بديلة أو منطلقًا لسياسات انقلابية داخلية وإقليمية. إن أية مقاربة للأزمات اللبنانية المتلاحقة (شرعية الكيان وسياسات وضع اليد السورية منذ الحقبة الفيصلية ووصولا الى الحقبة الناصرية، مرورًا بالحقبة الفلسطينية-اليسارية وحبكاتها على خطوط تقاطع الحرب الباردة بمتغيريها الدولي والعربي، ووصولًا الى التحالف الشيعي-العلوي الذي تديره سياسة النفوذ الايرانية …) تتجاهل التداخل بين المتغيرين الداخلي والخارجي الذي تنعقد على أساسه السياسات الانقلابية، هي جزء من المعميات الايديولوجية الإرادية التي تسعى الى تبرير السياسات الانقلابية  دونما اكتراث كبير لتردداتها الكارثية على بلاد أنهكتها سياسات عدم الاستقرار المديدة.

إن أية مقاربة للحل السياسي خارجًا عن ضرورة إيجاد تفاهم حول مسألة شرعية الكيان والمؤسسات الديموقرطية، ورواياتها الميثاقية والليبرالية والدستورية المؤسسة، تندرج ضمن سياق تعطيل إرادي يستهدف الاستقرار في البلاد، والمناخات الديموقراطية والليبرالية، وأولويات حل المسائل المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تحول بشكل مصطنع وإرادي دون إنفاذ الحلول التقنية المتوافرة، وتطبيع الحياة الاقتصادية على قاعدة إصلاحات مالية هيكلية. إن المسار الانقلابي الحالي على خط التقاطع الشيعي اللبناني، النظام الإيراني، والحكم العلوي في سوريا، هو تكملة لإرث انقلابي ينتظم هذه المرة على أساس سياسة النفوذ الايرانية في منطقة الشرق الأوسط الكبير، مما يعني أن الأولوية الانقلابية الخارجية هي التي تحكم الأولويات الانقلابية الداخلية، وتفسر سياسة المماطلة والنسف الارادي للتسويات الديموقراطية والحلول التقنية للأزمات المالية وتردداتها الاقتصادية والاجتماعية القاتلة.

إذن، لا إصلاحات ممكنة لجهة الهندسة الدستورية ما لم نبدأ باشكاليات الاستقرار، وشرعية الكيان والدولة وسيادتها الفعلية على شؤونها الحكومية والتدبيرية. لا إمكانية لحلول سياسية فعلية في بلد حيث التداول على السلطة رهن بسياسات النفوذ الاقليمية وصراعاتها، وحل الأزمات المالية شأن تقرره الاوليغارشيات السياسية-المالية والمالية خارجا عن الأحكام الدستورية والتشريعات التنظيمية، ومشاركة المواطنين أصحاب الودائع (Stakeholders vs Shareholders)، والسياسات الخارجية والدفاعية مبنية على أولويات سياسة النفوذ الإيرانية ومواقيتها، والسلطة القضائية مستخدمة طوعًا من قبل مراكز النفوذ السياسية والمالية، وإدارات عامة ما هي الا آليات تستعملها الاوليغارشيات لترفيد مواردها ونفوذها، والمؤسسات الأمنية والعسكرية والوزارات المشرفة عليها، مراكز نفوذ من أجل السيطرة على روافع الأمن والسياسة والاقتصاد والاجتماع، على قاعدة المحاصصات وتوزع  المسالب بين أطراف الاوليغارشيات الحاكمة المتقلبة.

لا إمكانية لاجراء  أي أصلاح خارجًا  عن الاعتبارات التالية:

-البت بشرعية الكيان الوطني اللبناني على نحو فعلي لا إسمي، إتفاق الطائف تحول من وثيقة دستورية تأسيسية لمرحلة ما بعد الحرب، الى غطاء لسياسة وضع اليد السورية ومن ثم الإيرانية على حيثيات الحياة السياسية وآليات الحكم، على قاعدة تحالفات متبدلة مع الاوليغارشيات المتوالية، واستعمال روافع النفوذ الداخلية على قاعدة المقايضات المتبادلة. أدت مفارقات إتفاقية الطائف القانونية الى تعطيل السلطة الاجرائية في البلاد، وتحويل مجلس الوزراء الى سلطة تعطيل تحتكم عمليا إلى سلطات الوصاية الخارجية والداخلية، ومجلس النواب الى صندوق إيقاع لسياسات النفوذ بمتغيريها الخارجي والداخلي .هذه الاصلاحات ترتبط عضويا باقرار وضعية الحياد السياسي تجاه المداخلات الاقليمية التي تشكل المفاعل الثابت للتشابكات النزاعية على تعدد محاورها . 

-الهندسة الدستورية في بلادنا قامت على قواعد ديموقراطية وليبرالية إرادية وتوافقية خارجة عن كل قواعد الاجتماع السياسي التي حكمت الجوار الاقليمي، وهذا ما تسعى الى القضاء عليه السياسات الانقلابية المتعاقبة.

-لبنان مجتمع سياسي پلورالي إنطلق من تعددية دينية أسست للتعددية الحضارية، والثقافية، والسياسية والاجتماعية، والنظام السياسي ليس بنظام ديني أو إيديولوجي يملي خيارات فكرية أو دينية أو حياتية على  مواطنيه، خلافًا لأنظمة المنطقة أو للخيارات الأيديولوجية التوتاليتارية الشيوعية والقومية. الجمهورية اللبنانية قائمة على أسس إجرائية وعلى قيم سياسية مشتركة تؤسس للمساواة بين المواطنين على إختلاف انتماءاتهم (Procedural Republic). إن الخلط الايديولوجي بين النظام الديني والتعددية الدينية، هو نهج متعمد يستهدف التعددية اللبنانية على إختلاف مدلولاتها وتطبيقاتها. لقد اعترف الدستور اللبناني (١٩٢٦،١٩٨٩)  بالتعددية وبجدلية الحقوق الفردية والجماعية دون أن  يصل بها الى خواتمها لجهة استكمال توحيد قوانين الأحوال الشخصية، لجهة الزواج عند المسيحيين، والزواج والميراث عند المسلمين، نظرا لاعتراضات مبدئية في الأوساط الإسلامية، ولكنه لم يحل دون الاعتراف بها إذا ما  عقدت أو أقرت خارج البلاد، أو دون تجاوزها في حال توافر توافق سياسي حولها.

-النظام السياسي اللبناني ليس دينيا خلافا للتوصيفات الأيديولوجية، إن واقع التعددية الدينية هو مناف للحكم الديني لانه حال دون تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية على المسيحيين وغير المسلمين، وقام على أساس المساواة والتعددية الدينية والجنسية كما تقرها الشرعة العميمة لحقوق الانسان، والاندماج الإرادي على قاعدة المساواة في المواطنية. النظام اللبناني تجاوز نظام الملل باتجاه التداخل الوظيفي الذي ينتج عن مفهوم المواطنة والتواصل الديموقراطي بين المواطنين.ناهيك أنه أسس  للتمايز المبدئي بين الدائرة السلطوية والمجتمع المدني وافسح مجال التواصل الجدلي بين الاثنين.

- النظام اللبناني لم يستثن الهندسة الدستورية الفدرالية لجهة الأحوال  الشخصية أو الحقوق الجماعية (في مجالات التربية والعمل الاجتماعي، والاستشفائي…) وافسح المجال لمعارضتها في حال تعديها أو تجاهلها الحقوق الفردية، في مجالات الأحوال الشخصية والخيارات الحياتية، ولم يحل دون العمل السياسي والعام من أجل تعديل التشريعات العائدة لها، وحماية حقوق المدافعين عنها. الأمر الذي استدعي عملا مزدوجًا على مستويات العمل التشريعي، والنضال السياسي، والنقاشات العامة ودورها في تحفيز الثقافة الليبرالية وترجماتها الحقوقية.

-الهندسة الفدرالية تستلزم، بادئ ذي بدء، وجود كيان وطني غير متنازع على شرعيته، ووجودا موضوعيًا للدولة خارجًا عن مصالح الفرقاء السياسيين وارتباطاتهم، وإرادة عيش مشتركة تلتئم حول إعلانات مبدئية (Eidgenossenschaft) وتفاهمات حول حيثيات الهندسة البديلة، وتوزع القرار بين الحكم المركزي الذي يشرف على السياسات الخارجية والدفاعية والمالية والعدلية المشتركة، وعلى مؤالفة أداء الحكومات المحلية مع المبادىء الدستورية المشتركة، وحماية المساواة  في الحقوق المواطنية وإحترام حقوق الانسان، على أسس التوازي والاستقلالية التدبيرية (السياسات العامة:ضرائب محلية، عدل، تربية، صحة، بيئة، أشغال عامة، سياسات إجتماعية وإنمائية…)، ورأب التفاوتات بين المناطق والمشاركة في إدارة الفدرالية من خلال البرلمان الاتحادي. إن الحد من السلطة المركزية في لبنان قد أصبح واجبًا لاحتواء سياسات السيطرة الفئوية، ببعديها الداخلي والخارجي، التي خبرناها طوال المئوية والتي تفسر جموح السياسات الشيعية حاليًا التي ترفض التسوية لحساب السيطرة، ولإعادة الأولوية للعمل المهني على حساب سياسة النفوذ في الحياة العامة وما ينشأ عنها من ريوع ومحاصصات وزبائنيات وحيازات وفساد بنيوي كالذي نعاينه.

لقد آن أوان الخروج عن الخطاب الغوغائي، والتعدي السافر على الوقائع، وسياسات السيطرة بمندرجاتها الداخلية والإقليمية، إذا ما أردنا إنهاء سياسة "الأزمات المتناسلة"، والعمل على تخريج تسويات متوافرة على كل المستويات، والخروج من منطق التطاول والتنافي الذي تسعى سياسة السيطرة الشيعية الى فرضه، من خلال سياسة الاهتراءات المديدة، والإرهاب والجريمة المنظمة، والتبدل القسري للجغرافيا البشرية والمدنية.سياسات السيطرة تولد مضاداتها وأي تماد فيها سوف يفتح الباب واسعًا في منطقة متفجرة فقدت توازناتها لحساب صراعات نهيلية مفتوحة ولا أفق لها.

 

معركة مصرف لبنان: الحقيقة غير المنشورة

جان عزيز /اساس ميديا/ الجمعة 28 تموز 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120570/120570/

في العسكر ثمّة تكتيك قتالي اسمه الستار الدخانيّ. هو كناية عن قنابل تُصدر دخاناً كثيفاً، بما يشكّل جداراً حاجباً للرؤية يُستخدم للتغطية على هجوم في نقطة غير محسوبة.

المبدأ نفسه موجود في الرياضة والسياسة والمال والأعمال، وخصوصاً في عالم الجريمة والسرقة، وفي كلّ نشاط إنساني تقريباً. إنّه التمويه بتسميته الحيادية أو التضليل بتوصيفه الفعليّ.

ما يجري حول مصرف لبنان ستارٌ دخانيّ كثيف. أمّا الهدف فهو سرقة نحو 9 مليارات دولار بقيت من أموال الناس. إنّه شريط من نوع تلفزيون الواقع. تدور أحداثه الآن في لبنان. ويستحقّ المشاهدة وكشف السيناريو.

الزمن السوري

لفهم ما يحصل، فلنبدأ بمسلَّمة: كلّنا نعرف الزمن السوري. وما يزال "خبراؤه" في مذكّراتهم، غير المنشورة، يروون وقائع مذهلة كيف كان غازي كنعان يعيّن سلطات الدولة كلّها. من ساكن بعبدا حتى آخر عبدٍ مسكون بهاجس سلطة ونفوذ.

يومها لم يكن المنصَّبون يهتمّون بمصدر شرعيّتهم أو مقبوليّتهم لدى ناسهم أو لدى اللبنانيين. شرعية عنجر كانت كافية لتختصر عندهم كلّ المرجعيّات والشرعيّات. كان يكفي لها أن تسمّي ليصبح المُسمّى "شرعيّاً" مزوّداً ومحصّناً بكلّ أدوات "الشرعية".

لكنّ المشكلة ظهرت بعد جلاء السوري. طُرح السؤال على أركان التركيبة: كيف ننسج الآن شرعيّةً لسلطتنا ونضمن استمرارها واستدامتها بعد عنجر؟

مصرف لبنان بات مفلساً، وبالتالي أعجز من أن يستمرّ في اللعبة، وصولاً إلى خروج رياض سلامة بالشكل الذي يخرج به، وهو ما لا يشجّع أيّ شخص آخر على متابعة مهمّته

سريعاً تقاطع أركان السلطة على أنّ المطلوب لذلك يقتضي العمل على مستويَيْن اثنين: على مستوى الناس، كما على مستوى تكوين أدوات السلطة وتركيب ماكيناتها وعُدّة شغلها كاملة على مستوى البلد.

- أوّلاً على مستوى الناس، كان الموضوع سهلاً. ثلاث عبارات كانت كافية:

مسيحيّاً: "حقوق المسيحيين وتعويضهم عن حرمانهم منافع الدولة طوال الزمن السوري".

سنّيّاً: "دم رفيق الحريري". ثمّ لاحقاً بعد 7 أيّار وحكومة ميقاتي 2011: "مظلوميّة أهل السُّنّة".

أمّا شيعيّاً فكان القاموس أكثر غنى وتكثيفاً: "الحرب الشيطانية على المقاومة". "خرج المارد الشيعي من القمقم ولا قوّة تعيده إليه"... وصولاً إلى معادلات مكتومة من نوع "يريدون إعادتكم ماسحي أحذية"...

ثلاث عبارات تنميطيّة كانت كافية لحسم زعامات القبائل الثلاث الأساسية. لا بل شكّلت غطاءً لانتقال أيّ زعيم من أقصى يمين إلى أقصى يسار. وبالعكس. من سيادي إلى استتباعي. ومن تغييري إلى إقطاعي، ومن إصلاحي إلى إفسادي... بلا أيّ محاسبة أو حتى سؤال من ناسه: "إنّها مصلحة الطائفة". عبارة شكّلت أضخم غسّالة للعقول والجيوب في التاريخ السياسي والبشري.

مصلحة الزعيم ومصلحة الجماعة

صار المخلوق المتحرّك على الأرض اللبنانية، بصفته مسيحياً أو سنّياً أو شيعياً أو درزياً، والمصطفّ خلف زعيم قبيلته، يؤمن بأنّ استفادة الزعيم من منافع الدولة ومغانم السلطة، ولو عبر إثراء شخصي له أو لعائلته، إنّما هو اقتطاعٌ مشروعٌ من "الدولة الظالمة"، لصالح القبيلة المظلومة. لا بل هو اقتطاع ضروري لتأمين مصلحة جماعته. وبالتالي مصلحة هذا المواطن بالذات شخصياً.

هكذا لم يعد هناك فساد. بل سلسلة اقتطاعات قَبَليّة من جسم "الدولة غير العادلة"، لصالح قبائل الطوائف الساعية إلى عدالتها وخيرها الخاصَّين. وهكذا يُفهم نجاح الزعماء في طوائفهم أكثر، كلّما نجحوا أكثر في "اقتطاعاتهم" تلك من الدولة. لأنّهم بذلك يكونون أكثر قدرة على إقناع قطعان القبيلة بأنّهم هم الضامنون لهم وهم حماة قبيلتهم والمدافعون عنها وعن حقوقها المسلوبة والمهدورة من قبل الدولة، أو من قبل القبائل الأخرى وزعمائها...

- ثانياً، تركيب أدوات السلطة: هنا لم يخطئ الزعماء لحظة. منذ البداية عرفوا أنّ مفاصل اللعبة محدّدة بهذه العناوين: التوظيف. الخدمات. والإنفاق. وثلاثتها مطلوبة على مستوى القطاعين العامّ والخاصّ. وبالتالي كلّها متمحورة حول عنصر واحد: المال.

لكن من أين يأتي هؤلاء الزعماء بالمال المطلوب؟

هنا وُلدت منظومة الزبائنية الشاملة.

بكلّ بساطة اتُّخذ قرار بتضخيم حجم إنفاق الدولة بشكل هائل، لا من أجل الإنماء طبعاً، ولا لتنفيذ مشاريع حيوية، ولا لإقامة بنى تحتية، بل للإنفاق وحسب، بغرض تكوين شبكة مصالح حول كلّ زعيم من زعماء المنظومة. وهو إنفاق رسميّ عبر الزعماء حصراً طبعاً، يسمح لكلّ منهم بأن يبني حوله طبقة جديدة من "سماسرة السلطة" أو "رجال الزعيم". فيصير لكلّ زعيم قبيلة مصرفيّوه ومتعهّدوه في الأشغال ومقاولوه في الطاقة وتاجر محروقاته ومستورد أدويته ووكيل سيّاراته وبلطجيّ كسّاراته ومرامله... وصولاً إلى تمويل إعلامه وناديه واتّحاده الرياضي ومهرجانه السياحي وجمعية زوجته وطبعاً حركته الشخصية وحزبيّته.

هكذا ضاعت الودائع

كان المطلوب حجماً ضخماً من الإنفاق الرسمي، بما يسمح للمنظومة باقتطاع ما يكفي منه، لتكوين تلك الطبقة من عدّة الشغل والنصب.

لكن من أين يأتون بتمويل هذا الإنفاق؟

بكلّ بساطة، أو صفاقة، تكفّل مصرف لبنان بسحب أموال الناس. عبر كلّ المغريات والحوافز الممكنة. من فوائد مرتفعة إلى سلسلة من السرّيّات. تأخذ المنظومة تلك الأموال مباشرة من المصرف عبر شهادات الإيداع أو مواربة عبر المصارف الخاصة بسندات الدين والتوظيفات الإلزامية. وتنفقها باسم الموازنة الحكومية، على تكوين تركيبتها الزبائنية. ثمّ تردّها لأصحابها بالليرة اللبنانية، التي طُلب أيضاً من المركزي تغطية طباعتها إلى ما لا نهاية، تحت غطاء عجز الموازنة وعجز ميزان المدفوعات.

ولأنّ عمليّة كهذه تحتاج إلى وسيط، كُلّفت المصارف الخاصة بهذا الدور. لقاء عمولة تفضيليّة. ومع تطمين مسبق وجازم: "لا تخافوا. إذا حصل أيّ تطوّر سلبي، وهو بنظرنا مستبعد لا بل مستحيل، نظراً لسيطرتنا الكاملة على اللعبة، نسمح لكم بتهريب أموالكم مع أموالنا. وأصلاً تكونون طوال فترة اللعبة قد هرّبتم ما يكفي لقاء خدمتكم لنا"...

هكذا أُنفق طوال 18 عاماً أكثر من مئة مليار دولار. بين ودائع الناس وما تيسّر من مساعدات خارجية ومن جبايات وعائدات للدولة. أُنفقت كلّها، ولم يحصل مواطن على كهرباء.

أصلاً موضوع الكهرباء أفضل قرينة جنائية على جريمة المنظومة. يقدّر جواد عدرا، في تغريدة له، هامش الربح السنويّ غير المشروع لمافيا المحروقات سابقاً، بنحو 300 مليون دولار، يتقاسمها أركان المنظومة عبر ممثّليهم في تلك المافيا. وروى وئام وهّاب أنّه سمّاهم بالأسماء لميشال عون.

لكنّ ما لم يحسبوه أو يهتمّوا له، أنّ جريمة اقتطاعهم 300 مليون دولار هذه، كانت كلفتها على الخزينة العامّة، 3 مليارات دولار عجزاً سنوياً في مؤسّسة كهرباء لبنان. ورتّبت على الناتج الوطني خسائر سنوية ربّما بلغت ضعفَيْ هذا الرقم.

للمناسبة، ذات مرّة اقترحت جدّيّاً ميراي ميشال عون (التي كان الرئيس السابق يصفها بأنّها عقله، والتي تركت بعبدا قبل نهاية العهد بسنوات) فكرة قانون لتمويل الأحزاب اللبنانية رسمياً من قبل الحكومة، كما تفعل الدول الديمقراطية، بحيث تدفع الدولة مثلاً خوّة المحروقات البالغة 300 مليون دولار سنوياً مباشرة للأحزاب، فتوفّر على الكهرباء 2.7 مليار، وعلى الاقتصاد أكثر بكثير. لكنّ الفكرة رُفضت كليّاً ولم تُقبل مناقشتها حتى...

والأمر نفسه في كلّ القطاعات الأخرى التي سُخّرت لبناء تركيبة الزبائنية المذهبية بنجاح، بما جعل المواطن المخدوع والمسروقة ودائعه والمحروم من أدنى حقوقه، يستمرّ في مبايعة زعيمه!

الآن وصلوا إلى محطّة حاسمة ونقطة تغيير:

السلطة لم تعد قادرة على تغطية اللعبة ولا على تطمين أيّ قائم بها. فبين شغور مؤسّساتها ونفاد إمكاناتها واحمرار عين بعض الخارج منها، صارت عاجزة عن فرض استمرار الجريمة على عملائها. وهذا ما يفسّر رفض نوّاب الحاكم.

فيما مصرف لبنان بات مفلساً، وبالتالي أعجز من أن يستمرّ في اللعبة، وصولاً إلى خروج رياض سلامة بالشكل الذي يخرج به، وهو ما لا يشجّع أيّ شخص آخر على متابعة مهمّته.

أمّا المصارف الخاصّة فتحوّلت إلى مفهوم مصارف - زومبي، تنتظر إمّا لحظة للهرب، وإمّا وعد المنظومة لها بإنقاذها وإعادة تعويمها على حساب شطب كامل أموال الناس.

هكذا انفجرت أزمة الحاكمية. فهاجس المنظومة الوحيد هو الاستمرار في اللعبة وإنفاق آخر قرش ممّا بقي من ودائع الناس لضمان بقائها في السلطة أطول مدّة ممكنة، على أمل أن يكون الوقت كافياً وكفيلاً بنجاتها وبإعادة تخدير الناس.

المطلوب استمرار وضع اليد على 9 مليارات دولار من آخر أموال الناس، كافية لمدّ السلطة بالأوكسيجين لسنة أو سنتين. يخلق الله بعدها ما لا نعلم. إنّها مسألة حياة أو موت للمنظومة. لا سماح فيها ولا مزاح. من هنا شراسة المعركة المعلنة والمفتوحة.

وكلّ الأسلحة مسموحة فيها. من التهديد إلى التصفية المعنوية على الأقلّ. فكيف بستار دخانيّ حاجب للرؤية عن سرقة آخر 9 مليارات دولار؟!

 

الهدف العميق من مخطّط انهيار لبنان

طوني عيسى/الجمهورية/28 تموز/2023

يقول العارفون إنّ الانهيار الذي يتمرّغ فيه لبنان لن ينتهي، مهما طال أمده، قبل أن تتحقّق الغايات المنشودة منه. فالانهيار لم يقع عبثاً، وتوقيته مدروس بدقّة.

 في مطلع التسعينات من القرن الفائت، جاء إلى لبنان رجل طموح يدعى رفيق الحريري، بعد رحلة أعمال مثيرة بدأها من المملكة العربية السعودية وامتدت لتشمل الكثير من البقع في العالم.

كان الحريري قد نجح في التوسط مع القوى النافذة محلياً وخارجياً، فولدت في العام 1989 تسوية الطائف التي أنهت الحرب في لبنان، وأرست مساراً كان مخطّطاً له أن يقود إلى ما يمكن تسميته «الجمهورية الثانية»، تقوم على أنقاض «جمهورية أولى» تأسست في العام 1943، وباتت عملياً من الماضي.

بدا الحريري مقتنعاً بأنّ الشرق الأوسط مقبل خلال أعوام قليلة على تسويات كبرى ومعاهدات سلام بين المتصارعين، ورأى أنّ من الحكمة استباق التطورات والاستعداد لملاقاتها، بإطلاق مشاريع تتلاءم وطبيعة الدور الذي يضطلع به لبنان تقليدياً. ولذلك، ركّز الحريري خصوصاً على اقتصاد المال والخدمات.

لكن الطائف أجبر الحريري على إبرام صفقة مع دمشق، بتغطية عربية ودولية: تولّى هو شؤون المال، وهي تولّت شؤون السياسة والأمن. وفي تقديره أنّ هذه الصيغة كانت مناسبة له كي يكسب الوقت القصير، انتظاراً للتسويات التي انتظرها بفارغ الصبر. لكن هذه التسويات تأخّرت كثيراً. لقد ذهب الحريري ضحية الوقت. اضطر الزعيم السنّي الصاعد إلى تركيب صيغة تتوزع فيها المكاسب على كل النافذين، في لبنان وخارجه، لكي يشعروا بالرضا ويتيحوا له أن يعمل. وقيل إنّ الفساد المقيم تقليدياً في كل شيء في لبنان، شهد وثبة هائلة في تلك المرحلة، توازياً مع الصعود الصاروخي للاقتصاد، ولو على أسس هشّة وشكلية، كما ظهر لاحقاً. في رؤية رفيق الحريري أنّ في إمكان لبنان أن يفعّل دوره التقليدي كبوابة لا بديل منها بين العرب والعالم، وأن يربح الرهان على مستوى الشرق الأوسط، سياسياً واقتصادياً وثقافياً.

باغتيال الحريري يمكن القول إنّ الطموح إلى استعادة هذا الدور التقليدي الذي لطالما تمتّع به لبنان، بين الشرق والغرب، ارتكازاً إلى ميزات جغرافية وديموغرافية، اغتيل أيضاً. وربما كان هذا ذلك واحداً من الأهداف المباشرة أو غير المباشرة لعملية الاغتيال.

فكل التحوّلات التي جرت منذ العام 2005 أظهرت أنّ لبنان يخسر دوره الريادي أكثر فأكثر، حتى بات اليوم مرتهناً تماماً لإرادات القوى الخارجية. واللافت هو سكوت بعض الداخل عن هذا الواقع، ما يمكن اعتباره تواطؤاً. وجاء الانهيار المالي في السنوات الأخيرة، وما أعقبه من كوارث، ليتسبب بتلاشي لبنان وخسارته كل مناعة أو قدرة على التصرّف بشكل مستقل وسيادي.

وللدلالة إلى هذا التلاشي، يمكن النظر إلى الطريقة الدونية التي يتعاطى بها الكثير من العرب مع لبنان، وإلى موقف الاتحاد الأوروبي الذي أراد فرض أمر واقع على لبنان يهدّد كيانه في ملف النازحين السوريين، وإلى الطريقة التي يتعاطى أركان اللجنة

الخماسية وطهران مع السياسيين وذوي السلطة. ثمة جهات كثيرة تستفيد اليوم من خسارة لبنان دوره الإقليمي، أو هي تنتقم منه لأنّها متضرّرة من هذا الدور. وفي طليعة هذه الجهات إسرائيل طبعاً. ولكن أيضاً، في الصراع الذي تخوضه إيران لامتلاك زمام الأمور في لبنان، سيفقد لبنان شخصيته ودوره التقليدي بين العرب والعالم. وفي أي حال، إنّ أصدقاء لبنان العرب، في الخليج تحديداً، تمكنوا في فترة الغياب اللبناني من أخذ موقعه التقليدي.

فالإمارات العربية المتحدة استطاعت أن تكون صلة الوصل بين العرب والعالم، وأن تستقطب أكبر حشد غربي من الخبرات في مختلف المجالات وأن تقود حواراً بين الحضارات والأديان. وكذلك، تستعد المملكة العربية السعودية لأكبر عملية تطوير وإنماء وحداثة في ظلّ قيادتها الجديدة. وعلى رغم ذلك، يبذل العرب كل جهد لمساعدة لبنان على استعادة توازنه، بحسن نية بالتأكيد، فيما القوى السياسية في لبنان غارقة في صراعات يصعب تحديد طبيعتها. وثمة من يخشى أن يكون بعضها ضالعاً في عملية ممنهجة لإضعاف لبنان وتجريده من أي قدرة أو دور، لمصلحة قوى نافذة في الخارج.

وهذا الواقع يرجح المعلومات التي تردّدت دائماً، ومفادها أنّ القوى الخارجية كانت تدرك أنّ فساد السياسيين اللبنانيين سيقودهم إلى رهن البلد للخارج. وعلى رغم ذلك، بقي هؤلاء يحظون بالدعم والتمويل من الخارج. وكان ممكناً أن يقع الانهيار قبل 5 سنوات أو 10 سنوات. ولكن الانهيار وقع في خريف 2019، في غمرة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران. ولبنان إحدى ساحاته. واليوم، يبدو لبنان مقبلاً على محطات مفصلية في مسار انهياره المستمر منذ نحو 4 سنوات. فالقوى الإقليمية والدولية المستفيدة من هذا الانهيار لن تسمح بإخراج لبنان منه قبل أن يدفع الثمن المطلوب. وهنا تبدو المشكلة أكثر تعقيداً، لأنّ مصالح هذه القوى متضاربة. وسيكون مطلوباً أن تتوافق هي أولاً على الثمن الذي يجب أن يدفعه لبنان. ولذلك، قصة الانهيار معقّدة جداً ومريرة، واللبنانيون أنفسهم شركاء فيها.

 

فرنسا تتبرّأ من سليمان فرنجية

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الجمعة 28 تموز 2023

تحوّل جان إيف لودريان من مبعوث فرنسي إلى مندوب عن اللجنة الخماسية المؤلفة من خمسة دول، الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، قطر ومصر.

وبات لودريان مفوضاً دولياً لحل أزمة لبنان الرئاسية التي لن تنتهي إلاّ بفوز رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أو غيره من الذين يحظون بموافقة "الثنائي الشيعي."

زيارة لودريان ولقاءاته مع مختلف القوى السياسية، كشفت أن باريس قرّرت وقف التغريد خارج سرب اللقاء الخماسي، وقد أوضح لودريان أن فرنسا أعادت التوازن لمبادرتها وعلّقت دعمها لترشيح الوزير فرنجية، وأن أي تحرّك دولي بالملف اللبناني سيكون منسّقاً بين كافة دول "الخماسي".

وكما صرّح لودريان أنه عائد في أيلول، تعهد أمام النواب أنه لن يدعو إلى ما يسمى بطاولة حوار نظراً لحساسية التعبير لدى بعض القوى، بل سيدعو إلى جلسات عمل "تشاور" تتطرّق فقط إلى مهام الرئيس ومواصفاته، على أن يتمّ بعدها الدعوة إلى جلسات انتخاب تخلص إلى انتخاب رئيس للجمهورية، مع التشديد على ضرورة معاقبة كل من يعطِّل أو يساهم في عدم إنجاز الإستحقاق الرئاسي.

الأمر اللافت، أن لودريان أخبر القوى السياسية أن جلسات العمل لن تتطرّق سوى إلى ملف رئاسة الجمهورية، بمعنى أن المعادلة التي تقول بأن انتخاب رئيس جمهورية من فريق 8 آذار مقابل منح رئاسة الحكومة لفريق 14 آذار قد انكسرت.

إستبشر الرئيس نبيه برّي خيراً بطرح لودريان، يعتبر رئيس المجلس النيابي أن لديه الوقت الكافي لتأمين أصوات إضافية لصالح مرشحه فرنجية، خصوصاً أن ما يحتاجه الأخير للوصول إلى بعبدا لا يتخطى الـ 15 صوتاً، وهو ما يراه برّي أمراً ممكناً مع تعذّر توافق قوى المعارضة على مرشح ينال 65 صوتاً. ثم أن دخول اللقاء الخماسي مباشرة بالملف الرئاسي وتبنّيه إيجاد الحل للأزمة يساهم في تخفيف الضغوط الدولية على "الثنائي الشيعي"، على اعتبار أن "حزب الله" وحركة "أمل" عطلا إتمام الإستحقاق لتمسّكهما بفرنجية دون التفكير في مرشّح آخر.

الأمر الآخر الذي يستند إليه برّي، هو الحوار بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، إذ يعوِّل رئيس حركة "أمل" على قوة الحزب في "ركلجة" عدادات جبران باسيل، وإقناعه بالتفكير بفرنجية، وإذا لم يقتنع باسيل بالتصويت لفرنجية لم لا يتمّ إقناعه بتأمين النصاب.

 

لودريان يُخيّر اللبنانيين بين تسويتين

منال زعيتر/اللواء/الجمعة 28 تموز 2023

بصراحة، إذا لم يكن اسم قائد الجيش العماد جوزف عون حاضرا جنبا الى جنب اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في أية جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، ستكون الجلسة كسابقاتها، ولن تؤدي بطبيعة الحال الى إتمام هذا الاستحقاق الدستوري وإنهاء الشغور الرئاسي، وهذا يضعنا أمام احتمالين:

أولا: إجراء المجلس النيابي تعديلا دستوريا للسماح بترشيح قائد الجيش في أيلول أو أوائل تشرين أي قبل انتهاء ولايته، وهذا الخيار دونه عقبات أهمها وجود حكومة مستقيلة، وعدم وجود رغبة جديّة لدى بعض أفرقاء الداخل في إزالة العوائق القانونية أمام دخول عون جدّيا نادي المرشحين الرسميين للرئاسة. ثانيا: انتظار انتهاء ولاية العماد عون في الشهر الأول من السنة الجديدة، وبعدها إجراء الانتخابات الرئاسية، أي عمليا تمديد الشغور أقلّه 6 أشهر. في تفاصيل مساعي مبعوث التحالف الخماسي جان إيف لودريان، فان فرنسا تنازلت عن مبادرتها لصالح تسويق معادلة رئاسية جديدة قوامها «فرنجية – عون»، ولكل اسم «باكيج» كاملة ستدير الدولة معه تتعلق بهوية رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان وقائد الجيش والصندوق السيادي للنفط والخطة الاقتصادية والعلاقة مع صندوق النقد الدولي وباقي التعيينات الأساسية في الدولة.

وفقا للتفاصيل الجديدة، وصلت رسالة للثنائي الوطني مفادها أن تخلّي حزب الله تحديدا عن فرنجية سيمنحه امتيازات في المواقع الأخرى، فيما ان نجاحه في تأمين الأصوات الكافية لفوز مرشحه في الانتخابات الرئاسية يعني تخلّيه عن معظم تلك الامتيازات والموافقة على إدارة الدولة والمشاركة في الحكم عبر الرئاسة الأولى. منذ أيام قليلة، جاء رد الحزب عبر نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم «نحن لا نريد مكتسبات سواء في الوظائف أو في الاتفاقات الطائفية أو الحزبية أو أي شيء آخر»… وهذه الرسالة سبقت حتى لقاء الحزب بلودريان «فالحزب مستعد للتخلّي عن كل شيء مقابل انتخاب فرنجية لان رئاسة الجمهورية إدارة بلد، ونحن اخترناه لانه يمتلك مواصفات الرئيس الوطني الجامع ولمعرفتنا باتجاهه السياسي ورؤيته العامة التي تتناسب مع لبنان الوطني المجاهد المحرر»…

أما خلال لقاء لودريان، فكان الحزب حريصا على اكمال الرسالة وجها لوجه معه «نحن متمسّكون بخيار فرنجية ولن نتنازل عنه، ولا رئيس سينتخب بالترهيب والترغيب ودون رضانا»…

لكن، إذا كان الحزب يريد فرنجية فعليه تأمين الأصوات المسيحية اللازمة لانتخابه، هكذا لمح لودريان، مضيفا بان المملكة أو أي دولة من دول اللقاء الخماسي لن تضغط على حلفائها المسيحيين للسير بفرنجية… في حين ان الضغط الوحيد الذي سيمارس هنا، هو إلزام جميع القوى اللبنانية التي تحضر ما اتفق على تسميته «طاولة العمل أو الحوار المصغّرة في أيلول» بحضور أية جلسة انتخابات رئاسية تليها شرط عدم فرط النصاب تحت أي ظرف وتأمين الميثاقية التي يكفلها الدستور للرئيس المقبل.

ثمة معلومة أساسية في هذا السياق، كان سبق لمصادر في الثنائي الوطني الإشارة إليها مسبقا لـ«اللواء» حول أهمية الصوت السنّي في المعادلة الرئاسية الجديدة لجهة تحديد هوية الرئيس المقبل… تقول مصادر قيادية ان السنّة سيشكّلون بيضة القبان في اختيار الرئيس، فأي فريق مسيحي لن يكون قادرا وحده على إعطاء أي رئيس للجمهورية الميثاقية الكافية لتشريع عمله داخليا وخارجيا دون الصوت السنّي، في السياق، فان المملكة لا ترضى بتهميش السنّة وإخراجهم من المعادلة الرئاسية في حين ان المطلوب ترتيب البيت اللبناني سياسيا واقتصاديا تحت سقف اتفاق الطائف وعودة الثقل السنّي تحت رعاية المملكة السعودية.

وعليه، يبدو ان مهمة حزب الله بترتيب علاقته مع التيار الحر أكثر من أساسية لأسباب داخلية تتعلق بأهمية هذا التوافق «الإسلامي – المسيحي» لحماية التعايش الوطني والسلم الأهلي، ولأسباب أهم تتعلق بانتخاب فرنجية بغطاء مسيحي وازن يشكّل شرطا أساسيا لدول اللقاء الخماسي لمباركة انتخابه… وهنا تحديدا، أكد لودريان ان أي توافقا داخليا وفق احدى الصيغتين سيؤمّن للرئيس المقبل بمعزل عن اسمه الغطاء «العربي – الدولي» لإنقاذ لبنان.

 

ما “مغزى” استمهال لودريان التشاور حتى أيلول؟

وسام أبوحرفوش وليندا عازار/الراي الكويتية/الجمعة 28 تموز 2023

حَزَمَ الموفدُ الفرنسي جان – إيف لودريان حقائبَه بعد 3 أيام من لقاءاتٍ مكوكية في بيروت، حَمَلَ فيها ما وُصف بأنه فكرة مدعومة من شركاء باريس في «مجموعة الخمس» حول لبنان تقوم على عقْد «ورشة عمل» في أيلول المقبل تتناول الأزمة الرئاسية، مواصفاتٍ وبرنامجاً، على أن يكون حصولها مرهوناً بفتْح البرلمان لجلسات انتخاب متتالية حتى تَصاعُد «الدخان الأبيض». وقد انطبع اليوم الأخير من زيارة لودريان بمحطّتين ذات دلالات:

– الأولى في جغرافيّتها، إذ حملت الموفد الفرنسي إلى الضاحية الجنوبية لبيروت حيث التقى رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، خلافاً لاجتماع حزيران الماضي بين الرجلين (خلال الجولة الأولى من مهمة لودريان) والذي كان في قصر الصنوبر (المقر الرسمي للسفير الفرنسي).

– والثانية في زمانها، وتمثّلت في الزيارة الثانية خلال أقل من 48 ساعة التي قام بها لودريان لرئيس البرلمان نبيه بري، الذي كرر أن كوةً فُتحت في الملف الرئاسي.

وإذا كان الاجتماع مع بري، وُضع في إطار الرغبة في الحصول على صورة واضحة حيال مسألة «الجلسات المتتالية» التي قد تكون «جاذبةَ» قوى المعارضة إلى «ورشة التشاور» التي لم يكن اتضح قبيل مغادرة لودريان شكلها، وهل تكون بجلوس المتخاصمين حول طاولة مستديرة يرعاها وهو المرجَّح، أم بمشاورات ثنائية أو ثلاثية يجريها الديبلوماسي المخضرم على ضفتي «الممانعة» والمعارضة، فإن علامات استفهام توهّجت حيال مغزى تحديد سبتمبر موعداً لما اعتُبر «آخِر المحاولات» العربية – الدولية، التي تتولاها كل من واشنطن والرياض وباريس والقاهرة والدوحة، لتأمين مظلة لـ «هبوطٍ ناعم» يقي لبنان… الارتطام المميت.

وراوحت القراءات لموعد سبتمبر بين حدّيْن:

– الأول اعتبر أنه يعطي فسحةً لأفرقاء الداخل لترتيب أوراقهم على أساس أن «وقت اللعب انتهى» وأن ساعة الحقيقة اقتربت، فإما يوقفون المغامرة بمستقبل لبنان وشعبه وينتخبون رئيساً عبر الآليات الدستورية وبعد أن ترعى فرنسا، ومن خلْفها دول «مجموعة الخمس» الأخرى، «منصة تشاور» شرط أن تكون قابلة للصرف رئاسياً، وإما تلجأ هذه الدول إلى ما لوّحت به خلال اجتماع الدوحة من إجراءات (عقوبات) بحق المُمْعِنين في تعطيل الاستحقاق الرئاسي ومَن يأخذونه رهينة منذ نحو 10 أشهر.

– والثاني عَكَسَ تَخَوُّفاً من ارتداداتٍ محتملة أو استثمار ممكن لهذه المهلة، وسط اعتبار أوساط مراقبة أن تحديد أيلول كموعد مفترض للمشاورات الرئاسية – التي اعتُبرت «صيغة مخفّفة» من حوارٍ سعى لودريان لتسويقه الشهر الماضي ولكنه اصطدم برفض داخلي (المعارضة) وخارجي – قد ينعكس سلباً على «التوازن الدقيق» وإن السلبي الذي تم إرساؤه في الملف الرئاسي وتُرجم في جلسة 14 حزيران بتفوُّقٍ بالنقاط لمرشحِ تَقاطُع غالبية المعارضة مع التيار الوطني الحر أي جهاد أزعور على مرشح «حزب الله» وحلفائه سليمان فرنجية قبل أن يعمد نواب الممانعة، إلى تطيير النصاب.

وفي رأي الأوساط، أن استمهال التشاور حتى سبتمبر من شأنه أن يشكّل «مساحة زمنية ذهبية» لقوى الممانعة تتبلور خلالها نتائج الحوار المستعاد بين «التيار الحر» وحليفه «حزب الله» والذي يتمحور حول محاولة تبديد هواجس النائب جبران باسيل من خيار فرنجية، ولو عبر ضماناتٍ متعددة الوجه يكون الحزب «بوليصة التأمين» للالتزام بها، وهو ما سيعني بحال نجاحه حصول التشاور بموازين مختلفة تماماً تنطلق من حصول فرنجية على غالبية النصف زائد واحد أو يقترب منها، الأمر الذي سيضع المعارضة تحت الضغط في ضوء عدم قدرتها على لعب ورقة تعطيل النصاب، خصوصاً ما لم تكن أمّنتْ تقاطعاً بديلاً قابلاً لـ «كسْر» حظوظ زعيم «تيار المردة». من هنا كانت الأنظار على ما إذا كان «عرْضُ» لودريان سارٍ لِما بعد مغادرته، ما لم يكن حصل على «جواب نهائي» من الأطراف، كما على موقف قوى المعارضة التي كانت ترفض الحوار وفق صيغه التي جرت محاولات لاعتمادها في الفترة الماضية من «الممانعة» كما من باريس، علماً أن ممثلين لهؤلاء عقدوا اجتماعاً بعد الظهر، وسط انطباعٍ بأن أي فريق لن يعمد إلى الظهور بمظهر معرقلِ مسارٍ محكوم في نهايته بانتخاب رئيسٍ وانطوى في الشكل على:

– مراعاة للمعترضين على حوارٍ سقط اسمه وحتى طابعه المفتوح واعتُبر «تصفيراً» للملف الرئاسي وترشيحاته، بمعنى أنه لا ينطلق من تسميات بل من مواصفاتٍ تتلازم مع البرنامج الرئاسي الذي يراعي طبيعة المرحلة لبنانياً ومدعوماً بسقفٍ عالٍ كرسّه اللقاء الخماسي في الدوحة وشنّ «حزب الله» حملةً عليه أخيراً.

– في المقابل، أقرّ المسار المفترض بالحاجة إلى «كلام مسبق» بين الأفرقاء اللبنانيين حول الأزمة الرئاسية، ولو مرهوناً بحتمية الانتخاب بعد ذلك، في ما بدا محاولة لاسترضاء فريق «الممانعة» الذي لا بد أنه يتوجّس من أي التزامٍ مسبق بجلسات انتخاب متتالية.

وفيما كانت وزارة الخارجية الفرنسية تعلن أن لودريان وجّه خلال زيارته دعوة إلى «الفاعلين المشاركين في عملية انتخاب رئيس الجمهورية لاجتماع في أيلول»، برز موقف للسفير السعودي وليد بخاري خلال عشاء تكريمي أقامه لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان أكد فيه أنه «ليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، وهذا خيار للسادة النواب وهي تطرح معايير ومواصفات فقط»، مشيراً إلى «أن السعودية تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني، وبتنفيذ اتفاق الطائف، وتؤيد أي لقاء فيه خير للبنانيين وتتمنى أن يَجري انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد».

 

التشكيلات الديبلوماسية… بالأسماء والمواقع

غادة حلاوي/نداء الوطن/الجمعة 28 تموز 2023

بعد توقيع الوزير عبدالله بو حبيب، باشرت وزارة الخارجية والمغتربين تنفيذ المناقلات الديبلوماسية الخاصة بالفئة الثالثة. اثنان وثلاثون ديبلوماسياً أبلغوا بضرورة إتمام الإجراءات للالتحاق بسفارات لبنان في الخارج حيث انتدبوا بتوزيع طائفي على الشكل الآتي: 13 مارونياً من أصل 17 للمسيحيين أي بنسبة 45 في المئة، مقابل 15 للمسلمين. ولم توقّع المناقلات «نكاية»، ولكن من أجل تسيير المرفق العام بين لبنان والسفارات في الخارج، فإقرارها والإصرار عليها كانا لازمين، رغم الاعتراضات السياسية التي أثيرت في شأنها، ومنها ما اندرج في سياق الانسجام مع المبدأ الرافض أيَّ تعيين في ظل الحكومة الحالية، وبعضها الآخر جاء اعتراضاً على عدد من أسماء العائدين. وبين من شملتهم المناقلات واختيروا من دورتي 2019 والتي سبقتها، سيُعيّن القائم بالأعمال حيث شغر المنصب، من بين الأعلى رتبة في دورته، وإذا صودف وجود اثنين بين الأعلى رتبة يُختار الاسم الأول، حسب ما ورد في مرسوم التعيين. وتؤكّد مصادر وزارة الخارجية على توزيع عادل للمناقلات بين الطوائف، ولو أنها ليست عادلة بين المذاهب. وتوضح اللائحة التي تضمّنت أسماء من شملتهم المناقلات حسب التوزيع الطائفي أنّ للموارنة حصة الأسد منها حيث بلغت 13 من أصل 17 مسيحياً.

كان يفترض أن يتساوى عدد المغادرين مع عدد العائدين لولا استثناءات متعلّقة بالعدد المتوافر في الخارج، فسيغادر 13 من الموارنة ويعود عدد مماثل، كذلك يغادر اثنان من الكاثوليك ويعود اثنان، لكن مقابل ستة من المغادرين من الطائفة الدرزية سيعود أربعة فقط، هو مجمل العدد الموجود. كذلك سيغادر ثمانية من الشيعة ويعود ستة، لكونه العدد المتوافر. وعُلم أنّ مساعي وتدخلات سياسية بذلت للإبقاء على ثلاثة ديبلوماسيين من الشيعة في مراكزهم في الخارج، بما يشكّل استثناء، لكنّها باءت بالفشل. وبين من شملتهم المناقلات خمسة ديبلوماسيين سيشغلون مناصب شاغرة في الأساس.

بدأ المعيّنون الإلتحاق بمراكز عملهم تدريجياً في سفارات واشنطن ونيويورك وباريس. أما المناقلات في المراكز الكبرى، وتلك التي تزيد على خمسة ديبلوماسيين فرفض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بتّها حالياً.

وممّن شملتهم المناقلات للفئة الثالثة في سفارات العواصم الكبرى:

– في سفارة لبنان في واشنطن سيلتحق كلّ من: وائل هاشم وبشير طوق (مارونيان) راوي حمدان (سني) خالد حمادة (درزي) ودانا غزلي (شيعية) وهي المرة الأولى التي تشمل المناقلات ديبلوماسياً شيعياً إلى سفارة لبنان في واشنطن، أضيف مراعاة للتوازن الطائفي.

– في نيويورك، سيلتحق كلّ من: جان مراد برتبة قائم بالأعمال وروي زغبي (مارونيان) محمد علي جرادي (سني) سماح دبوق (شيعي) نورما أبي كرم (أرثوذكسية).

– في باريس سيلتحق كلّ من: زياد طعان (شيعي) قائماً بالأعمال، يوسف جبر وميشال أسمر (مارونيان) وتحتفظ مارونية ثالثة بمركزها، وفاطمة زيادة (سنية) ستنتقل من مركزها في مونتريال إلى باريس، بالإضافة إلى الملحقة الإقتصادية راشيل علم الدين (سنية).

– في سفارة لبنان في بروكسل سينتقل كلّ من: سينتيا شدياق (مارونية) ومايا سماحة (كاثوليكية) ومحمد علي عيتاني (سني) وملحق اقتصادي من آل زعيتر(شيعي).

– في سفارة لبنان في برلين تم تعيين كلّ من: سوزان موزة (شيعية) إليان جبور (مارونية) كمال أبي راشد (درزي) والملحق الاقتصادي عبدو مدلج (ماروني).

– في سفارة لبنان في جنيف شملت المناقلات كلاً من: سليم بدورة (كاثوليكي)، رايان سعيد (شيعي)، رنا خوري (مارونية)، حازم عبد الصمد (درزي) وأحمد سويدان (شيعي).

– في سفارة لبنان في روما سينتقل كلّ من: ميرا الضاهر (أرثوذكسية)، باسل عويدات (سنّي) وتوفيق متى (كاثوليكي).

– في سفارة لبنان في سيدني ستنتقل سارة ديراني (شيعية)، وإلى المكسيك كان يفترض أن تلتحق فاطمة المصري (شيعية) لكنها اعترضت، وتمّ تشكيل علي الديراني (شيعي) إلى أوتوا، ونسيم يحيى (شيعي) إلى بريتوريا، وماري فهيم إلى الفاتيكان، ونسيم أبو كرم (ماروني) إلى ستوكهولم، وفرح فرح (مارونية) إلى سيراليون، وجنيفر الحايك (مارونية) إلى لاهاي.

– وإلى سفارات دول الخليج تم تشكيل كلّ من: حنان ثابت (درزية) الى دبي، ومايا العضم (مارونية) إلى الكويت، وبانيلا عبد الله إلى أبو ظبي، وشانت وارطانيان (أرمني) إلى الدوحة، ولن يعود مقابله لعدم وجود أرمني.

وفي القاهرة ستبقى رحاب أبو زين (درزية) في مركزها، وينضمّ إليها منتقلاً من سفارة لبنان في البحرين داني برباري (أرثوذكسي)، ومن لبنان فرح سبليني وملحق اقتصادي من الشيعة.

أما إلى الرياض فشملت المناقلات فؤاد خزامة (كاثوليكي)، سلام أشقر (درزي) وملحقاً اقتصادياً من السنة.

 

هل يسمح القانون بتعيين مدير موقت للمركزي؟

إيفا أبي حيدر/الجمهورية/الجمعة 28 تموز 2023

يتمّ تداول معلومات تفيد بأنّ ضغوطاً تُمارس على نائب الحاكم الاول لثنيه عن استلام الحاكمية بعد رحيل سلامة، كما ينص عليه القانون، وتدعوه إلى مغادرة لبنان وعائلته تجنّباً لتحميل الطائفة الشيعية وزر الانهيار. على انّ المخارج التي تُدرس اليوم تتركّز على إدارة الحاكمية من خارج النواب الاربعة، مثل تعيين مدير قضائي مؤقت يتمتع بالخبرة والحنكة لإدارة السياسة النقدية في هذه المرحلة الانتقالية. على مسافة ايام من انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لا تزال الضبابية تلفّ مصير الحاكمية رغم انّ الاحتمالات المتوفرة تقلّصت. وبعدما سقط مخرج التمديد لسلامة، وفشل تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان أمس، بقي المخرج الوحيد المتوفّر استلام النائب الأول للحاكم وسيم منصوري الحاكمية، وهو ما ورد في قانون النقد والتسليف، رغم انّ استقالته ونواب الحاكم لا تزال واردة، بدليل ما أعلنه ميقاتي امس انّه لم ينجح في ثني نواب الحاكم عن الاستقالة.

إزاء هذا الواقع، عاد التداول امس بمخرج تعيين حارس قضائي على مصرف لبنان، الامر الذي طرحه «التيار الوطني الحر» منذ مدة، الاّ انّ هذا الطرح تشوبه مغالطات قانونية. كذلك جرى الترويج لمخرج تعيين مدير قضائي مؤقت لمصرف لبنان. ما الفارق بينهما؟ وهل يمكن ان يشكّلا مخرجاً لأزمة الحاكمية؟ ما المواصفات التي يجب ان يتحلّى بها المدير القضائي المؤقت، وما الصلاحيات المنوطة به؟

في السياق، يشرح المحامي المتخصّص في الشؤون المصرفية مروان صقر لـ»الجمهورية»، انّ الحارس القضائي يُعيّن عادة على أملاك معينة وعلى اشياء منقولة يُخشى عليها من التلف، اما المدير القضائي هو عندما يعيّن القضاء مديراً على مؤسسة او شركة لإدارتها خلال فترة شغور تمّر فيها وعدم القدرة على تجديد ادارتها بالطرق القانونية المعتمدة عادة. وعمّا إذا كان يمكن تطبيق تعيين مدير موقت لمصرف لبنان، قال صقر: «لم يسبق ان تمّ تعيين مدير قضائي على مؤسسة عامة، هذه الخطوة تحصل عادة في الشركات التجارية عندما يستحيل ادارتها بالطرق القانونية، أما في موضوع مصرف لبنان فالقانون واضح في كيفية ادارته في حال لم يستقل نواب الحاكم، ببساطة يتولّى نائب الحاكم الاول المهمّة، وبالتالي لا مبرّر لتعيين مدير قضائي (هذا في حال يجوز اعتبار انّه يمكن تعيين مدير قضائي على مؤسسة عامة).

أما في حال استقالة نواب الحاكم فيمكن لمجلس الوزراء تكليف نواب الحاكم الاربعة بالاستمرار في تسيير الاعمال تحاشياً للفراغ في المرفق العام». لافتاً الى انّه «تتوفّر في القانون الاداري مخارج لتفادي الفراغ، الامر غير المتوفر في الشركات الخاصة، لذا تتمّ الاستعانة بتعيين مدير قضائي».

ورداً على سؤال، أكّد صقر انّ الشخص الوحيد المخوّل التقدّم بطلب تعيين مدير قضائي لمصرف لبنان هو سلطة الوصاية عليه والمشرفة عملياً على المصرف المركزي وهو وزارة المالية، مستبعداً اللجوء الى هذا الخيار لعدة اعتبارات، منها انّه لا يمكن ضمان موافقة قاضي العجلة في مجلس الشورى على هذا الطلب طالما هناك صلاحية تخوّل مجلس الوزراء الطلب من نواب الحاكم الأربعة الاستمرار في تسيير الاعمال وفقاً لنظرية استمرارية المرفق العام. وقال: «في حال استجاب النواب لمطلب تسيير اعمال المرفق العام فلا يعود هناك من حاجة لتعيين مدير قضائي. أما في حال رفضوا ذلك- رغم استبعاد صقر ذلك- فيتمّ تعيين مدير قضائي على المرفق، على انّ مرسوم تعيينه يحدّد له صلاحياته، لكنه مبدئياً يتمتع بصلاحيات الحاكم وتصبح ادارة المركزي محصورة بشخصه بانتظار تعيين حاكم ومجلس مركزي جديد».

وعن مواصفات المدير القضائي، قال: «يجب ان يكون ابن القطاع وذو خبرة وحكمة».

 

الفرصة الأخيرة” رئاسيًّا: كيف ستستغلّها المعارضة؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/الجمعة 28 تموز 2023

في سبيل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية يحاول المؤثّرون تقديم الاقتراحات التي قد تُفرج عن هذا الاستحقاق الدستوري. لكنّ الاقتراح المطروح من الخارج وخصوصاً من دول اللجنة الخماسية من أجل لبنان (الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، السعودية، قطر ومصر) ليس كالاقتراح الصادر عن جهة داخلية، إذ فيما لا تداعيات من رفض القبول بالطروحات الداخلية، ليس من السهل مواجهة الدول الخمس التي تسعى إلى اختراق الجدار اللبناني رئاسياً.

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي طرح أخيراً عقد دورات انتخابية متتالية لانتخاب الرئيس العتيد من بين المرشحَين المطروحَين، فإذا تعذّر ذلك يُعقد حوار للوصول إلى مرشح ثالث. هذا الطرح لم يلقَ أي تجاوب. وعلى عكس طرح الراعي، أتى اقتراح اللجنة الخماسية عبر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي التقى القياديين السياسيين المعنيين باسم الدول الخمس كلّها وليس باسم بلاده. فحمل طرحاً يقضي بالحوار أولاً ثمّ عقد جلسات انتخابية متتالية. طرح الحوار هذا أتى مراعياً هواجس كلا الطرفين المختلفين رئاسياً وليس كما يشتهي «الثنائي الشيعي». فبدلاً من عبارة «حوار» استخدم لودريان مصطلح «إطار عمل» أو «اجتماع عمل» (Une réunion de travail). نتيجةً لمشاوراته الداخلية في زيارته السابقة، حدّد لودريان مكامن الخلاف، ونقلها إلى ممثّلي اللجنة الخماسية، ومنها أنّ هناك فريقاً يريد حواراً (الفريق المؤيّد لرئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية وتحديداً «الثنائي الشيعي») وآخر يرفض هذا الحوار (معارضون وتغييريون ومستقلّون وخصوصاً الأحزاب المسيحية المعارضة) ويتوجّس منه. هذا التوجّس تلاقى مع رفض خارجي، وخصوصاً مع رفض سعودي، لحوار يفتح الباب أمام تعديلات دستورية أو المسّ بـ»اتفاق الطائف». فكانت التخريجة، طرح «اجتماع عمل» محدود بالزمان والبنود، على أن تليه جلسات انتخابية مفتوحة.

لودريان كان واضحاً ومباشراً مع الذين التقاهم. وبحسب جهات التقته، شرح الموفد الفرنسي أنّ الطرح الذي يحمله يوفّق بين طالبي الحوار ورافضيه. وبالتالي، أتى لودريان ليبلغ إلى رافضي الحوار أنّ خشيتهم أخِذت في الاعتبار، مطمئناً إلى أنّ ما يطرحه «جلسة عمل» من دون أن يسمّيها حواراً، الهدف منها البحث في نقطتين محدّدتين: مواصفات رئيس الجمهورية العتيد والمهمّات المنتظرة منه. ويلي جلسةَ العمل هذه غير المفتوحة زمنياً، والتي قد تُعقد ليوم أو اثنين، دفعٌ من اللجنة الخماسية في اتجاه انتخابات رئاسية في دورات متتالية.

لودريان كان صريحاً وأبلغ إلى من التقاهم، بعد شرح الطرح الذي يحمله، أنّ «هذه الفرصة الأخيرة لكم كلبنانيين، وعليكم أن تدرسوها وتتلقّفوها»، مشدّداً على أنّه لا يتحدث الآن باسم فرنسا بل باسم الدول الخمس.

بهذا الطرح بُدّدت هواجس رافضي الحوار خوفاً من طرح ما هو أبعد من الرئاسة. كذلك أتى الاقتراح بصيغة تمنع المراوغة في «حوار طرشان» لا يوصل إلى نتيجة ويشكّل «منفذاً» لمعطّلي الانتخابات الرئاسية لنقل مسؤولية الشغور الرئاسي من النوّاب المعطّلين إلى المتحاورين. فهل تقبل المعارضة بهذه الصيغة من «الحوار» مهما كانت تسميتها، وتحديداً حزب «القوات اللبنانية» والأحزاب المسيحية؟

في ما يتعلّق بمضمون «جلسة العمل» المطروحة، تعتبر جهات معارضة، أنّ موقف المعارضة من هذا النقاش المرتبط بمواصفات الرئيس العتيد واضح، وحُدّد منذ عشرة أشهر. فاختيار ترشيح النائب ميشال معوّض ثمّ الوزير الأسبق الدكتور جهاد أزعور أتى بناءً على «المواصفات».

في شكل إعلان الموقف من طرح لودريان، استمهلت «القوات اللبنانية» وغيرها من أحزابٍ معارضة الموفد الفرنسي لإعلان الموقف، انطلاقاً من أمرين أساسيين: لا داعي للعجلة ولا يزال هناك متّسع من الوقت حتى أيلول المقبل، السعي إلى الخروج بموقف واحد لكلّ مكوّنات المعارضة انطلاقاً من أنّ هذا الموقف يكون وقعه أقوى من المواقف المتفرّقة إن كانت متشابهة أو متعارضة. إنطلاقاً من ذلك، ستنكبّ مكوّنات المعارضة على درس الردّ على اقتراح اللجنة الخماسية. وهذا البحث سيتركّز على سؤالين ووجهتي نظر: هل يجب رفض المشاركة في «اجتماع العمل» مسبقاً انطلاقاً من نتائجه المعروفة سلفاً في ظلّ تمسّك «الثنائي الشيعي» بمرشحه ومنطقه؟ أم يجب التجاوب مع الدول الخمس والمشاركة في هذا الاجتماع لإظهار «عدم عرقلة» هذا الاقتراح من جهة و»إحراج» الفريق الآخر بإظهار أنّه يعطّل الانتخابات الرئاسية إذا ظلّ متمسّكاً بمرشحه ورافضاً الرضوخ لاحقاً إلى الآلية الانتخابية الدستورية، فيظهر للجنة الخماسية، أنّ هناك فريقاً يجلس إلى طاولة الاجتماعات مع الفريق الآخر، لكنه لا يتردّد في تعطيل الانتخابات؟ وتأخذ المعارضة في الاعتبار خلال مشاوراتها، عوامل عدّة دافعة في اتجاه المشاركة في «اجتماع العمل»: «الحق الكذاب على باب الدار»، لكن هذه المرّة مع فارق كشفه وتعريته أمام المجتمع الدولي، هذا الاجتماع- الحوار يحصل لمرّة واحدة وليس مفتوحاً وتليه جلسات انتخاب مفتوحة، كشف إمعان الفريق الآخر في التعطيل مع ما قد يلي ذلك من عقوبات على المعطّلين سبق أن لوّحت بها اللجنة الخماسية، الدول الخمس سبق أن أصدرت بياناً على المستوى الرئاسي لصالح القوى المعارضة ينصّ على التزام النصوص المرجعية والسيادية و»اتفاق الطائف» والقرارات العربية، عدم منح الفريق الآخر مبرّراً للقول إنّ المعارضة لا تتجاوب مع طرح اللجنة الخماسية وبالتالي تتحمّل مسؤولية الشغور.

اجتماع تنسقي للمعارضة

وبدأت المعارضة بحثها في القرار الذي يمكن أن تتخذه على هذا المستوى، مع انتهاء زيارة لودريان. وستكون الاتصالات في ما بين مكوناتها مفتوحة وهي قائمة أساساً سواء ثنائياً أو جماعياً. في هذا الاطار عُقد أمس اجتماع ضمّ نواباً من «القوات» و»الكتائب» و»تغييريين» ومستقلّين. وقالت مصادر معنية إنّ هذا الاجتماع كلاسيكي يأتي في سياق الاجتماعات المتواصلة للمعارضة، وهو يُعقد أسبوعياً، تحديداً بين النواب الذين أعلنوا ترشيح أزعور من منزل معوض، إلّا أنّ معظم اللقاءات التنسيقية لا تعلن، على رغم أنّها مستمرّة ومتواصلة.

 

من هو والد مستشارة رياض سلامة صاحب “هبة” الـ 1.8 مليون يورو؟

جنى بركات - صحافية لبنانية/موقع درج/28 تموز/2023

حين سألت قاضية التحقيق الفرنسية مستشارة حاكم مصرف لبنان ماريان حويك عن تحويل مالي ضخم الى حسابها في سياق تحقيقات بشبهات تبييض أموال قالت إن المال من والدها. هذا التحقيق الخاص يعرض لحقيقة “الثروة” المزعومة لحويك وعلاقتها بحاكم مصرف لبنان.

منزل آل حويك في قرية حلتا

في قضاء البترون وعلى الساحل الشمالي للبنان، قرية صغيرة اسمها حلتا، لا شيء يميزها أكثر من شوارعها الضيقة وشجرها الكثيف، وهي منطقة مصنّفة (أي تخضع لمعايير سياحية خاصة كعدد الطبقات والقرميد)، ما يعني أن عقاراتها ثمينة. حلتا مسقط رأس مستشارة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ماريان حويك، حيث منزل العائلة الذي بناه والدها، حميد يوسف حويك. ورد اسم حميد حويك في التحقيقات الأوروبية المفتوحة ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشارته ماريان بشبهات تبييض أموال، إذ طرحت القاضية الفرنسية عليها سؤالاً حول وصول نحو 1.8 مليون يورو إلى حسابها في مصرف BGL BNP Paribas عام 2013، فاكتفت بالقول إنها “هبة من والدها”. نشر “درج” في تحقيق سابق، الوثيقة المسربة التي توضح المبلغ وتوقيع الرجل الوسيط الذي قام بعملية التحويل، نبيل عون، والذي تناوله “درج” أيضاً في تحقيق سابق. عند وصول الدفعة الأولى من الـ 1.8 مليون يورو، التي قدرت بنحو 410 آلاف يورو بتاريخ 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2012 وفقاً لوثيقة اطلع عليها “درج”، رجحت إدارة مصرف BGL BNP PARIBAS وجود طرف ثالث لهذه العملية الذي تمثل بشخص يرجح أنه رياض سلامة. حوّل عون، بصفته وسيطاً بين صندوق ائتماني يحمل اسم INTER JURA CY TRUST LTD وبين شركة Rise Invest التي تمكلها ماريان، من حساب حميد حويك عبر هذا الصندوق إلى ابنته المبلغ المذكور أعلاه. لكن، تعذر على المصرف حينها إثبات أن الصندوق الائتماني يعود إلى والدها، وبالتالي يبقى إثبات ماريان لذلك إشكالية تكتفي بتبريرها بأنها هبة من والدها، والذي يبدو أنه لم يقنع القاضية. 

الطرف الأساسي في تحويل هذا المبلغ هو رياض سلامة، لكن كان لا بد من إيجاد طرف ثالث لإتمام عملية التحويل، فكان الحل الأمثل والد ماريان، حميد حويك، في حال سئلت عن الأمر في المصرف. كانت خبيرة الجرائم المالية أني لانغ (Anne Leung) قد أوضحت لشركائنا  في “مشروع تعقب الجريمة المالية والفساد العابر للحدود” (OCCRP) بهذا الخصوص، قائلةً: “عندما يكون هناك تحويل مالي إلى حساب شركة تجارية ويكون مبرره هبة عائلية، فيجب أن يرفع في وجه العملية العلم الأحمر. وكون باناما من الجنات الضريبية (مقر الشركة التي تلقت التحويل)، فمن المنطقي أن يقوم المصرف بالتدقيق بحسابات شركة Rise Invest بطريقة أكثر تشدداً من الحالات العادية”.

من موظف كازينو إلى رجل أعمال

فور وصولنا الى القرية، توجهنا إلى منزل أحد أصدقاء حميد حويك – الذي رفض ذكر اسمه لأسباب خاصة – والذي عرفه منذ عام 2009 تقريباً، إذ استشاره حويك لبناء منزل عائلي في حلتا، قرب كنيسة مار يوسف. وساعده حينها على بناء منزله. ليست لهذا المنزل أي تفاصيل إضافية تثير الجدل أو الدهشة، فهو منزل قروي متواضع له حديقة صغيرة وبعض المساحات الزراعية. أشار صديق حميد إلى أنه قبل فترة وجيزة من بناء المنزل، كان حميد موظفاً في “الكازينو”. وأكد ذلك مختار القرية حنا يوسف منسى المقرب أيضاً من حميد، وأضاف أنه كان موظفاً “عادياً” على “الروليت” ويقتصر عمله على تغيير النقود أو رقائق الكازينو إلى رقائق “روليت”، وتدوير العجلة وإلقاء الكرة الصغيرة، والتأكد من أن اللاعبين لا يراهنون بعد فوات الأوان، ووضع العلامة على الرقم الفائز، وجمع الرقائق وسداد الرهانات الفائزة، وأشار المختار إلى أن راتبه كان كراتب أي موظف آخر في كازينو لبنان. ترك وظيفته في “الكازينو” لأسباب مجهولة وانتقل إلى عمله الحر، إذ افتتح شركة Kitwood SAL المسجلة في بعبدا تحت الرقم 2039643 لتصنيع وتصميم المطابخ عام 1981، وقال صديقه إنه كان كثير السفر إلى إيطاليا لاستيراد الخشب. عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تراجع عمل حويك، فسافر مع عائلته الصغيرة إلى فرنسا ليدير عمله من هناك وفقاً لصديقه. مع نهاية الحرب، عاد إلى لبنان وطوّر شركته مستفيداً من علاقاته المتشعبة، وبينما يدير أبناءه الشركة في لبنان كان يسافر إلى إيطاليا لجلب البضائع. تمكّن حميد من توسيع علاقاته السياسية مستفيداً من صداقته مع جرجي باسيل، والد رئيس “التيار الوطني الحر” والنائب جبران باسيل، وأكد المختار منسى أنه كان موالياً لـ”التيار الوطني الحر” خصوصاً مع صعود نجم باسيل الابن. أما صديقه، فيقول إنه لم تكن تجمعه أي علاقة مباشرة مع باسيل، إنما اقتصرت الصداقة على والده فقط الذي شاركه مقاعد الدراسة. في فترة استلام الوزيرة السابقة ندى البستاني، وهي من حصة “التيار الوطني الحر”، وزارة الطاقة، عيّنت ابنته، سعاد المعروفة بـ “سوزي”، منسّقة مشروع الحدّ من تلوّث بحيرة القرعون المستفيد من قرض البنك الدولي  (راجع درج)، أما حالياً فتشغل سعاد حويك منصب مستشارة وزير الطاقة وليد فياض. اللافت أن ابنته ماريان تُعتبر من أشد خصوم باسيل نتيجة إصرار تياره على التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، وفتح القاضية النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان غادة عون الملفات المصرفية، والتي تعتبر ماريان جزءاً أساسياً منها، لكن في الوقت عينه ساهمت العلاقة مع والد باسيل في جعل ابنته سوزي مستشارة وزير الطاقة والمياه. هذه العلاقات السياسية الوطيدة مكّنته من التعامل مع “الطبقة المخملية”، بحسب تعبير صديقه، وساعده ذلك على تصميم مطابخ للطبقة الثرية في البلد. بالإضافة إلى ذلك، كان يتردد إلى منزله أصحاب هذه الطبقة ذات السيارات الفارهة، وقال صديقه: “عندما كان يتصل بي على مأدبة عشاء، كنت الوحيد من الطبقة المتوسطة، وجميعهم كانوا فاحشي الغنى”.

العقارات والجلسات السياسيّة

لدى حميد أكثر من عشرة عقارات في مسقط رأسه، وأراض ورثها عن والده، يوسف، وفقاً للمختار. وعندما كان يصل إلى القرية لتمضية عطلة نهاية الأسبوع التي تمتد من الخميس إلى صباح الاثنين كما قال صديقه، يمضي معظمها في عقد الاجتماعات مع سياسيين وغير سياسيين، إضافة إلى دعوات الغداء والعشاء والحفلات. لم يشاهد صديق حميد يوماً سلامة في دارته، لكن في الوقت عينه لم ينفِ أن علاقة تجمع ربما الاثنين، لأن “معارف حويك كانت واسعة، خصوصاً أنه صهر عائلات سياسية مثل عائلتي الشدياق وقرداحي، إذ إن صهره لشقيقته الراحل وديع الشدياق كان نقيباً في الجيش اللبناني، أما الإعلامي جورج قرداحي فهو شقيق زوجته”.

بالعودة إلى وثيقة تحويل 1.8 مليون يورو الى ماريان، فقد تبيّن من المستندات المتاحة للهيئة الاستشارية المستقلة، أن هذه الشهادة تمت مناقشتها عبر البريد الإلكتروني مع المصرف عن طريق صندوق بريد خاص و”سري” يبدو أنه يخص رياض سلامة. ويتضح أن المصرف لا يملك وثائق دامغة تثبت الصلة بين الشركة المستعطفة ووالد ماريان حويك، بحسب وثيقة حصل عليها “درج”. من ناحية أخرى، يملك المصرف شهادة مكتوبة من مسؤول الشركة المانحة للأوامر – أي الشركة أو الجهة التي تصدر الأوامر أو التعليمات للمصرف للقيام بتحويلات مالية أو إجراءات مالية أخرى – وهذه الحالة هي Rise Invest، والتي يؤكد فيها أن العملية تمت لصالح طرف ثالث، وأن هذا الطرف هو والد ماريان حويك. وحسب المعلومات المتاحة للهيئة الاستشارية المستقلة، فإن هذه الشهادة قد مرت أيضاً بمراسلات بريد إلكتروني مع المصرف عبر “عنوان بريد إلكتروني خاص وسري مخصص لرياض سلامة”، والذي يعتبر طرفاً ثالثاً بالنسبة الى عملية التبرع الخاصة التي استفادت منها ماريان حويك. وبالتالي، لا يمكن استبعاد وجود ارتباط بين رياض سلامة والأموال المودعة في حساب شركة RISE INVEST.

الابتعاد من العمل

كان حويك يمضي معظم وقته في بيروت في سنواته الأخيرة قبل وفاته عام 2017، لإصابته بمرض السرطان، وقبل وفاته وزّع الميراث على أولاده، لكن المختار أنكر معرفته بالحصص الموزّعة على أولاده. بعد وفاته، استلم ابنه الأكبر يوسف شركة Kitwood وفتح فرعاً إضافياً لها في لارنكا، قبرص. أما ابنه الأصغر كارلو، فيتابع عمل الشركة ويديرها في لبنان، وتحديداً في منطقتي زوق مصبح- أدونيس والزلقا. خلاصة الأمر، يبدو أن مستوى ثراء حميد يوسف حويك لم يضعه في قائمة الأثرياء بحسب الشاهدين المقرّبين منه، أي مختار بلدة حلتا وصديقه المقرب. وهذا ما يفسر الارتياب من هبة بقيمة 1.8 مليون يورو قدّمها لابنته.

https://daraj.media/110367/

 

حاكمية مصرف لبنان بين بري ونصرالله

بقلم أحمد عيّاش//leb talks/28 تموز/2023

من دون التقليل من أهمية الموقف المسيحي من تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، لا بد أيضا من السؤال عن موقف الثنائي الشيعي من الموضوع نفسه؟

لو جرى الاكتفاء بالرفض المسيحي الذي أدى الى تطيير جلسة الحكومة التي كانت مخصصة لبت مصير منصب حاكم “المركزي” ، لكان الامر محصورا بنصف القصة. أما النصف الاخر ، وهو ما يجب شرحه الان فله حيثياته أدت الى ما أدت اليه يوم الخميس في 27 تموز .

تقول أوساط نيابية قريبة من الرئيس بري، انه عندما اتفق مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قبل يوميّن من الجلسة الحكومية التي لم تنعقد، كانت لديه الأسباب التي كانت كافية لإقناع الرئيس ميقاتي. وبدا من هذه الأسباب ان الرجليّن كانا لديهما المعطيات نفسها حيال مصير مصرف لبنان بعد انتهاء ولاية حاكمه رياض سلامة. ومن بين هذه الأسباب، ان هناك تشجيعا غربيا لكي يتم تعيين بديل لسلامة يتمتع بالكفاءة التي تجعل الانتقال سلسا من سلامه الى خلفه. وفي هذا السياق، ذكرت أوساط إعلامية ان الولايات المتحدة تعتبر منصبيّ حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش ، يجب الا يشغرا، بل يجب التعيين فيهما او التمديد عند الحاجة.

ربما هناك من يجادل في هذه الأسباب انطلاقا من معطياته. لكن، وبعد انتهاء محاولة تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وإعلان سلامه في اطلالته التلفزيونية الأخيرة انه سيغادر منصبه في نهاية تموز ، صار لزاما الحديث عن جانب آخر من هذا الموضوع.

عندما سارع بري يوم الثلاثاء الماضي الى التأكيد ان جلسة للحكومة ستعقد بعد يوميّن ، أوحى ان هناك معطيات يملكها رئيس البرلمان جعلته واثقا من انعقاد الجلسة. وما زاد موقف بري جدية، انه لم ينتظر موقف رئيس الحكومة ليقوم بالإعلان بنفسه عن جلسة تعيين حاكم “المركزي”. ووفق ما تردد يومذاك، ان بري كان واثقا من ان حليفه “حزب الله” موافق على عقد هذه الجلسة، ما يسهل توفير النصاب لها. غير ان هذا التكهن لم يستمر طويلا. فقد سارعت أوساط “الحزب” الى ابلاغ المعنيين ،ان ما قاله سابقا الأمين العام حسن نصرالله ما زال ساريا. وكانت هذه الأوساط تشير الى ان نصرالله سبق وقال ان منصب حاكم “المركزي” إذا شغر، فيمكن معالجته بتطبيق قانون النقد والتسليف. وبموجب هذا القانون يتولى النائب الأول للحاكم وسيم منصوري مهمات سلامة.

هذا التناقض بين بري ونصرالله في موضوع حاكمية مصرف لبنان، سلط الأضواء على العلاقات بين الجانبيّن على مستويات عدة بينها “المركزي”. وتعيد شخصية سياسية قريبة من الثنائي الى الاذهان واقعة منصب المدير العام للامن العام عندما اقترب موعد الشغور فيه عند نهاية ولاية اللواء عباس إبراهيم. وأشارت الى ان “الحزب” كان ميالا للتمديد للأخير. لكن الرئيس بري لم يكن منسجما مع رغبة نصرالله، ما أدى ووفقا للقانون الى ان يصبح العميد الياس البيسري خلفا لابراهيم.

قيل الكثير ولا يزال عن الأسباب التي أدت الى عدم التمديد للواء إبراهيم. كما سيقال الكثير عن عدم تعيين حاكم جديد ل”المركزي”. وفي موازاة القيل والقال، هناك من يشير الى مستوى التنسيق بين ابرز شخصيتيّن في الطائفة الشيعية ، أي بري ونصرالله. وفي أوساط الثنائي تأكيد على ان العلاقة بين الزعيميّن الشيعيين مستقرة على صعيد الأهداف الكبرى وفي مقدمتها الحفاظ على دور المقاومة التي يمثلها “حزب الله”. لكن ما دون هذه الأهداف، فهناك تنسيق بين الجانبيّن على مستوى المساعدين. وتلفت هذه الأوساط الى ان أي لقاء يعقده مباشرة رئيس حركة “أمل” والأمين العام ل”حزب الله” يكون من اجل التأكيد على وحدة الموقف حيال امر ما. وفي البحث عن آخر لقاء بين بري ونصرالله يتبيّن انه تم في آذار الماضي.

ما يستفاد مما سبق، ان بري كان خارج التنسيق مع نصرالله في موضوع حاكمية مصرف لبنان. وفي الوقت نفسه كان نصرالله داخل التنسيق مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في الموضوع نفسه. والخلاصة ، ان بري خسر الرهان في مصرف لبنان مثلما خسر نصرالله الرهان في الامن العام. وهناك لا يزال الكثير من الرهانات التي يمكن توقعها. لكن من الأفضل من الان فصاعدا، تفحص كل رهان من زاوية التنسيق بين زعيميّ الثنائي.

 

ما صلة الحسين العربي بالأكاسرة!!

أحمد عدنان/لبنان الكبير/28 تموز/2023

أحيى المسلمون الشيعة هذه الأيام ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام، وهي ذكرى مؤلمة في وجدان المسلمين لما يمثله حفيد رسول الله من رمزية أثيرة وجوهرية في صورة الإسلام ومعناه.

وإذ أعود إلى مؤرخي المسلمين الأوائل، كالطبري والذهبي والسيوطي وغيرهم من مؤسسي الذاكرة السنية، فإن الرواية حاسمة ونهائية. فالإجماع منعقد على تجريم أسوأ حكام المسلمين -إن صحت نسبته إلى الإسلام- يزيد بن معاوية، بل أن بعض المؤرخين كالسيوطي لم يتردد في لعن يزيد في تأريخه (تاريخ الخلفاء)، وقد خالفه في ذلك بعض فقهاء السنة المعتبرين الذين لم يلعنوا يزيداً تزكية له، إنما لتعففهم عن اللعن نفسه، فهم لم يلعنوا يزيداً ولم يلعنوا غيره استناداً إلى أن الرسول الكريم لم يبعث شتّاماً ولا لعّاناً، لكنهم في المقابل لم يوفروه إدانة وذمّاً، واعتبروه أميراً غاصباً ظلوماً جهولاً من زمرة الفسّاق والفسدة. والحقيقة أن عهد يزيد شاهد عليه، من اغتيال الحسين وأسر أسرته إلى حصار المدينة واستباحتها ثم قصف الكعبة بالمنجنيق. وكل جريمة من هذه تشرّع حرقه في الدنيا والآخرة، فإن حصل كل ذلك بعلمه فتلك مصيبة وإن لم يكن بعلمه فالمصيبة أعظم، لذلك راجت المقولة السنية: "إلعن يزيد ولا تزيد"، مع أن المذمة تقع على اللاعن قبل الملعون.

لذلك، وبضمير مرتاح، ليس من أهل السنة من يمجد يزيداً وإن زعم هذه الهوية. وفي المقلب الآخر، عند متطرفي الشيعة (وليس مطلق الشيعة) يأتي إحياء استشهاد الحسين بأسلوب مغرض. فالحسين عليه السلام، الذي أفديه بنفسي، ليس الشهيد الوحيد في الإسلام وليس الثائر الأوحد في العالم، لكننا لا نشاهد اللطم والندب والنجيش والتطبير على بقية الشهداء، بداية من حمزة بن عبدالمطلب (عمّ النبي) مروراً بابن الزبير وابن الأشعث، وليس انتهاء بتشي غيفارا إذا خرجنا من دائرة العرب والإسلام.

لماذا الحسين وليس حمزة، رضي الله عنهما؟ لأن اغتيال الحسين حصل بعد قيامة دولة المسلمين، أما استشهاد حمزة فتم في صراع بين كفر وإسلام، وبالتالي فإن متطرفي الشيعة - وليس مطلق الشيعة مجدداً - يستطيعون استغلال محنة الحسين في التجييش ضد الآخر المسلم السني (القاتل من وجهة نظرهم) لإعلاء منطق الثأر والإلغاء الطائفي. ويستغل متطرفو الشيعة التباس التاريخ عند العوام لتمرير تفسير طائفي متهافت - مباشرة أو مواربة - مفاده أن يزيد السني قتل الحسين الشيعي، مع أنه في تلك المرحلة لم تتشكل بنى السنة والشيعة كطوائف بالمعنى الصريح، بل كان كل المسلمين سنة. وإذا أردنا أن نتحدث بالمعنى السياسي وفق المنطق الطائفي المختل يمكن القول إن كان الآمر بالاغتيال سنيّا وفق منطقهم فالمنفذ شيعي، والمراجع التاريخية تؤكد أن الجيش الذي استهدف الحسين تكوّن ممن زعموا أنهم شيعته وأنصاره، حتى إن طقوس العزاء بدأت ندما من خاذلي الحسين تحت مسمّى التوابين.

ويحضرني اليوم كتاب "ثورة الحسين" للمرجع المعتدل السيد الجليل محمد مهدي شمس الدين، الذي يثير الاستغراب حين تلمس حسه النقدي في قراءة أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وابنه، وفي المقابل لا يفرق بين مكانة آل البيت، (علي وابناه) عليهم السلام، وبين أدائهم السياسي، وتفرغ تبريراً لتنازل الحسن وثورة الحسين مع أنهما أفضيا لنتيجة واحدة، فالتنازل سلّم الحكم لمعاوية، والثورة الحسينية لم تنه حكم بني أمية ولم تمنع حكم العباسيين الذين كانوا أشد على الشيعة "بالتوصيف السياسي هنا" وآل البيت من الأمويين. ألم يقل الشاعر: يا ليت جور بني مروان عاد لنا / وأن عدل بني العباس في النار.

ولم يقبل الشيخ مواربة تجيير غضبة المسلمين على اغتيال الحسين لغير الشيعة الذين لم يتكونوا آنذاك هيكلاً طائفياً مذهبياً كالسنة، بل أن أهم الغاضبين لا يمكن حسبانه إلا ضمن الأصول السنية الواضحة، عبدالله بن الزبير، حفيد أبي بكر الخليفة وابن أسماء ذات النطاقين.

ومذ تقدمت إيران أغلب الصف الشيعي، تعاملت مع مأساة كربلاء كما تعامل الصهاينة مع المحرقة النازية البشعة، إذ استغل الصهاينة المحرقة في إقامة ألف محرقة ضد الفلسطينيين والعرب وإقامة وطن عنصري يهودي. وكربلاء توظفها إيران لإحياء الإمبراطورية الفارسية وسفك دم العرب والسنة، ولست أدري ما هو ذنب سني حماة أو الأنبار الذي يصلي على النبي وآله في كل صلاة بثارات الحسين من الشمر ويزيد وابن سعد وابن زياد الملفوظين من السنة قبل غيرهم، بل إن السنة حينها هم الذين اقتصوا من أولئك الأوباش جميعاً وانتهى الأمر، ولا أدري، أيضاً، ما هي صلة الحسين العربي المسلم بالأكاسرة الذين بادت دولتهم على يد العرب والمسلمين يتصدرهم آل البيت.

في العالم كله يتم الاحتفاء بالذكريات السعيدة، لذلك يبدو الاحتفاء بكربلاء غريباً وسلبياً، وأسلوب المتطرفين لا تفسير له سوى البحث عن الثأر المجاني وإرضاء شهوة الدم، ومع تراكمات التاريخ والتحريض والاستقواء الإيراني انتهت كربلاء إلى شعلة طائفية تستعملها "ولاية الفقيه" لأغراضها، فهذا الإيراني أو العربي المتأيرن الذي يقتل السنة والعرب في العراق أو في سوريا أو في لبنان يرفع شعار "لبيك يا حسين" والحسين من ذلك براء، فهو، عليه السلام، يريد كفوفاً تتصافح ونفوساً تتسامح كما يقول العلامة السيد علي الأمين، ولعلها من سخرية الأقدار أن يناصر حفيد للحسين كالسيد حسن نصرالله (أمين عام ما يسمى بحزب الله) حفيداً ليزيد ومثيله هو بشار الأسد على عموم المسلمين والعرب من أبناء الحسين وأحبابه لمصلحة دهاقنة فارس الحاقدين على العروبة وعلى الإسلام، ولقد كانت إسرائيل عنده شراً مطلقاً لكنه اليوم وجد دول السنة شراً أكبر، فصدق علي الوردي حين قال: "يبكون على الحسين في شهر محرم ويقتلونه في الأشهر الأخرى".

 

 

القرنة السوداء: الدم لا يجعل الباطل حقّاً..

سامر زريق/أساس ميديا/الإثنين 24 تموز 2023

أما وقد توضّحت التحقيقات الأمنية والقضائية والأجزاء التي كانت غامضة في جريمة القرنة السوداء، فإنّ الكلام عن السياق الذي أوصل إلى هذه النقطة الحسّاسة صار ممكناً، لا بل واجباً. هذا السياق كان الغائب الأكبر عن كلّ السرديّات التي سيقت في التقارير الإعلامية الكثيفة التي بُثّت أو كُتبت عقب الجريمة، ما خلا بعضها التي ذكرته إنّما بشكل مبتور أو منقوص، فغدا ما حصل وكأنّه نزاع على ملكيّة أرض سائبة أو مشاع، وهذا غير صحيح.

ما أسهم في بلوغ الاحتقان الطائفي ذروته حتّى كاد أنْ يوشك على الانفجار هو توحّد أغلب النخب المسيحية خلف الشعبوية، ليس لإحقاق الحقّ ومعاقبة من ارتكبوا جريمة القتل، بل سعيا للحصول على مكاسب "جيوسياسية" فيما هرول الكثير من الزعماء السُنّة إلى استرضاء أهل بشري مسلمين بالاتهام الموجه لأهالي بقاعصفرين قبل ظهور نتائج التحقيق. مواقف مهما عَظُمَت لا تساوي قيمتها الدماء التي سُفكت. كُثُرٌ أمعنوا في تصوير أبناء بقاعصفرين قطّاعَ طرق، ومحتلّين لأرض ليست لهم، ومغتصبين لحقوق، ومافيات تقيم الحواجز، وتنصب الدشم والمتاريس. وهذا كلّه وهمٌ وسراب، حسب ما أثبتته التحقيقات، وما تشير إليه الوقائع التاريخية المعزَّزة بالأدلّة والبيانات.

عودة إلى التاريخ

حينما أنشأت سلطات الانتداب الفرنسي دولة لبنان الكبير، قامت بترسيم الحدود الإداريّة لكلّ محافظة ومدينة وقرية. وحسب هذا الترسيم، دخلت القرنة السوداء ضمن الحدود الإدارية والجغرافية لبلدة بقاعصفرين، التي وصلت وقتها إلى "بركة اليمّونة"، قبل أنْ يتمّ إجراء بعض التعديلات عليها وتأخذ شكلها الحالي. تقول مرجعيات بشرّي إنّ لديها مستنداً عائداً إلى حقبة متصرفيّة جبل لبنان في العهد العثماني، يثبت أنّ القرنة السوداء كانت تابعة لها.

فلماذا لم يقُم أهالي ووجهاء بشرّي بالعمل على استرداد ما يعتبرونه حقّهم السليب في كيان وُجد من أجل الموارنة، ووقوفاً على خاطرهم، وفي ظلّ حكم المارونية السياسية؟ لماذا لا توجد أيّ مراسلة أو وثيقة بهذا الخصوص في الأرشيف الفرنسي العائد لفترة الانتداب؟ لو كان هناك شيء من هذا القبيل، أو حتّى طلب شفهي مدعوم من الكنيسة المارونية ما كان بوسع أيّ مندوب سامٍ فرنسي أنْ يتأخّر عن تلبيته. والحال عينه في فترة حكم المارونية السياسية التي استمرّت منذ الاستقلال حتى اندلاع الحرب الأهليّة.

عام 1968، صدر مرسوم بإنشاء بلدية بقاعصفرين بمساحة تبلغ 100 كيلومتر مربّع، وبحدود جغرافيّة تصل إلى ما بعد القرنة السوداء بقليل. مع ذلك لم يُسجَّل أيّ اعتراض في حينها. وهذا المرسوم موجود في خزائن وزارة الداخلية والبلديات. الإشكالات حول مياه ثلّاجات القرنة السوداء بدأت عام 1998، وهو العام الذي شهد إجراء أوّل انتخابات بلدية بعد الحرب، وعودة القوى المسيحية المعارضة للوصاية السورية إلى الواجهة.

يهمس المتابعون للقضية بأنّ "الرئيس ميقاتي ما أصدر قرار إحياء لجنة بتّ النزاعات إلّا استدراجاً للقوّات لتسليفهم خدمة سياسية. وبالفعل فقد جمّد القرار بعد اتّصال فقط من النائبة ستريدا جعجع، وحجّته جاهزة: وأد الفتنة"

بعدئذٍ تطوّرت الأمور إلى إطلاق نار على رعاة الماشية وقطعانهم، وأحياناً على أبناء بقاعصفرين كما  حدث في عام 2005 عقب خروج زعيم القوات اللبنانية وابن بشرّي الدكتور سمير جعجع، لكنّ بلدية بشري ومرجعيّاتها اتّهموا طابوراً خامساً بافتعال هذه الحوادث، فيما كانوا يسيّرون دوريّات لإزالة ما يعتبرونه تعدّيات على أرض ليست أرضهم، من دون أيّ تكليف رسميّ بذلك. يُجمع من تحدّثنا إليهم من بقاعصفرين على وجود رابط معنوي بالحدّ الأدنى بين تطوّر مسار الإشكالات والاعتداءات من قبل أبناء بشرّي وبين تطوّر حضور رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في المعادلة السياسية، وسيطرته على تمثيل بشرّي نيابياً وبلدياً. واللافت أنّ مسار الإشكالات اتّخذ طابعاً أكثر زخماً وحدّة عقب اتّفاق "أوعا خيّك"، الذي جعل من جعجع شريكاً مفترضاً للعهد العوني.

الدولة: القرنة السوداء في بقاعصفرين

عام 2020، انتخب مجلس بلدية بقاعصفرين بلال زود رئيساً للبلدية. ولأنّه محامٍ وخبير بالقوانين ودهاليزها، وثّق منذ انتخابه حتى حصول الجريمة 32 حادث إطلاق نار من قبل أشخاص من بشرّي، وتقدّم بموجبها بإخبارات إلى القضاء. بيد أنّ أحداً لم يتحرّك، وحُفظت جميع القضايا في "ثلّاجة" الدولة. يكشف زود في حديث لـ"أساس" عن قيام شركة بولونيّة بإجراء دراسة للمنطقة بتكليف من الدولة عام 2008، وترسيم نقاط حدود الأقضية بين الهرمل وبشرّي والضنّية، وتثبيت الملكيّة العقارية للقرنة السوداء لبقاعصفرين.

أكثر من ذلك، يشير زود إلى أنّه "عند حدوث نزاع أو خلاف مدني في القرنة السوداء، ينظر فيه القاضي المنفرد في الضنّية. وهو ما حصل في حوادث إطلاق النار والاعتداءات السابقة، التي حُوّلت جميعها إلى فصيلة سير الضنّية. حتّى رخص البناء والإفادات العقارية في القرنة السوداء يتمّ الاستحصال عليها من أمانة السجلّ العقاري في دائرة الشمال الأولى، التي تشمل طرابلس والضنّية والمنية، وليس من أمانة السجلّ العقاري في الشمال الثانية، التي تشمل الكورة والبترون وزغرتا وبشرّي. وبالتالي لا يوجد نزاع على ملكيّة القرنة السوداء، فهي محدّدة وفق مرسوم إنشاء بلدية بقاعصفرين عام 1968، وواضحة باعتراف الدولة ومؤسّساتها". علاوة على أنّ أمين السجلّ العقاري في الشمال (قبل التقسيم) أصدر تقريراً في آب 2014 وأرسله إلى محافظ الشمال أكّد فيه حرفيّاً أنّ "القرنة السوداء ضمن قضاء الضنّية".

يرفض زود تحويل القضية إلى القاضي العقاري الذي تضغط بعض القوى والنخب المسيحية من أجل حصوله. ويبيّن مرجع قانوني أنّ القاضي العقاري ينظر في نزاعات الملكية بين الأفراد، ولا صلاحية له في تحديد الحدود العقارية للأقضية، فـ "حدود القضاء لا تتغيّر بقرار محكمة، بل بحاجة إلى قانون". في حين يذكّر زود بالقاعدة القانونية بأنّ "المرسوم لا يلغى إلّا بمرسوم". ما دام الأمر كذلك، فلماذا الإصرار على الاحتكام إلى القاضي العقاري؟

لا يوجد شيء في لبنان غير مرتبط بالسياسة وأوزان القوى التمثيلية والطوائف والمذاهب. فالقاضي العقاري المُراد تحويل الملف إليه هي القاضية تيريز مقوّم المقرّبة من القوّات، والتي منحها وزير العدل جرعة دعم معنوي هائلة من على منبر بكركي، مع أنّه يعرف أكثر من غيره، وهو قاضٍ، أنْ لا صلاحيّة قانونية لها.

المسيحيّون: الخصم والحكَم

عام 2019، أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بشرّي جو خليل قراراً بإيقاف مشروع "بركة سمارة" في "جبل المكمل"، الذي كان يقوم بتنفيذه "المشروع الأخضر" في وزارة الزراعة، متذرّعاً باعتراض وزير البيئة حينذاك فادي جريصاتي على خرق القرار الصادر عام 1998، والذي قضى بتصنيف المنطقة بين المواقع الطبيعية الخاضعة لحماية وزارة البيئة ويُحظر فيها جميع أنواع الحفر لاستغلال مياه المتساقطات على ارتفاع أكثر من 2,400 متر.

القرار برمّته مخالف للقانون، فلا صلاحيّة مكانيّة لقضاء بشرّي في النظر بالقضية. لكنّ الضغوطات السياسية التي قادتها النائبة ستريدا جعجع أتت أُكلها، والتي شملت زيارة للرئيس نبيه برّي للطلب منه التدخّل لوقف المشروع. لذا ليس مفاجئاً أنْ لا حليف سنّيّاً للقوّات إلّا النائب أشرف ريفي.

"لماذا كلّ الذين يتابعون جريمة مقتل هيثم ومالك طوق مسيحيّون، أين القضاة المسلمون؟". هذا هو لسان حال أبناء بقاعصفرين. القاضية العقارية تيريز مقوّم، قاضية التحقيق سمرندا نصّار. من أعطى الإشارة القضائية هي المحامية العامّة الاستئنافية في الشمال ماتيلدا توما، في حين غاب تماماً المدّعي العام الاستئنافي في الشمال القاضي زياد المصري الشعراني، وهو من كان يجب قانوناً أنْ يفعل ذلك. وأيضاً مدّعي عام التمييز غسان عويدات الذي اشتكى حسب المعلومات من تجاوزه، لكنّه كظم غيظه ولم يتواصل مع قيادة الجيش واستخباراتها من أجل التصحيح.

يكشف زود في حديث لـ"أساس" عن قيام شركة بولونيّة بإجراء دراسة للمنطقة بتكليف من الدولة عام 2008، وترسيم نقاط حدود الأقضية بين الهرمل وبشرّي والضنّية، وتثبيت الملكيّة العقارية للقرنة السوداء لبقاعصفرين

هل السُّنّة أهل ذمّة؟

يهمس المتابعون للقضية بأنّ "الرئيس ميقاتي ما أصدر قرار إحياء لجنة بتّ النزاعات إلّا استدراجاً للقوّات لتسليفهم خدمة سياسية. وبالفعل فقد جمّد القرار بعد اتّصال فقط من النائبة ستريدا جعجع، وحجّته جاهزة: وأد الفتنة". أيّ مقام وأيّ هيبة بقيت لرئاسة الحكومة في تراجعها عن قرار لم يجفّ حبره بعد؟

أكثر من ذلك، بدا وزير الداخلية والبلديّات بسّام مولوي المسؤول الأوّل عن أمن البلاد، والذي تتبع البلديّات لوزارته، غير معنيّ بالجريمة ولا بتفاعلاتها الخطيرة وكأنّها حصلت في بلد آخر، مع أنّه يملك مفتاح الحلّ المتمثّل بالإفراج عن مرسوم إنشاء بلدية بقاعصفرين.

يعترض بعض أهالي بقاعصفرين ووجهائها أيضاً على ما يرونه استنسابية الجيش الذي ألقى القبض على 9 أشخاص من البلدة مقابل شخصين فقط من بشرّي كانا إلى جانب هيثم طوق حينما اشتبكت مجموعتهم مع شباب من بقاعصفرين. "أين الأشخاص الآخرون الذين شاركوا في إطلاق النار؟ ولماذا لم يُلقَ القبض على أفراد المجموعة البشرّانيّة التي اشتبكت مع الجيش وأطلقت النار على عناصره بعد شيوع خبر مقتل هيثم طوق؟". وممّا يجدر ذكره أنّ "3 مجموعات مسلّحة من شباب بشرّي توجد بشكل دائم في القرنة السوداء، كلّ واحدة منها مكوّنة من 5 إلى 10 أشخاص، والقتيلان من آل طوق كانا من أفراد هذه المجموعات"، وذلك حسب المعلومات التي حصلنا عليها من أبناء بقاعصفرين.

يطرح أبناء البلدة المعادلة التالية: "ماذا لو أنّ الاشتباك الذي حصل أدّى إلى وفاة شخص أو أكثر من بقاعصفرين، ولم تنجم عنه وفاة أحدٍ من بشرّي، هل تكون ردّة الفعل هي نفسها؟"، إضافة إلى أنّ ثمّة من يرى استنسابية في طريقة تعاطي الجيش مع القضية. فهو لا يحقّ له قانوناً طرد الرعاة من ملك خاص، فبدا وكأنّه يمهّد الطريق لتنفيذ مخطّط تغيير هويّة القرنة السوداء، ولا سيّما أنّه تمدّد في انتشاره إلى مسافات بعيدة، وأقام نقاط تفتيش قرب جبل الأربعين الذي يبعد قرابة ساعة ونصف عن القرنة السوداء. فهل ينحاز الجيش إلى الطرف الأقوى سياسياً؟

"من معه حقّ ليس بحاجة إلى أحد"، يقول رئيس بلدية بقاعصفرين بلال زود، ويضيف مختارها عمّار صبرا: "صمتنا من باب احترامنا لحرمة الدم وقدسيّته، ولإطفاء نار الفتنة، لكنّنا نعمل على تشكيل لجنة مشتركة من قضاء المنية والضنّية لمتابعة القضيّة سياسياً وقضائياً وشعبياً".

 

بشرّي: لا مساومة على ملكيّة القرنة السوداء

سامر زريق/أساس ميديا/السبت 29 تموز 2023

تتميّز بشرّي بطبيعة ساحرة، فهي ترتفع عن سطح البحر نحو 1,400 متر، وتعانق أحلامها الضباب. يحفّها وادي قنّوبين، وادي النسّاك والمتصوّفين الموارنة، ويشرف عليها جبل المكمل الذي تتربّع القرنة السوداء على عرشه الشاهق العلوّ، ويخترقه وادي قاديشا باتجاه الغرب، وفيه تتدفّق مياه نهر قاديشا الذي يصل إلى طرابلس فيصبح "أبو علي" ويسكب مياهه في جوف البحر.

إرث دينيّ وسياسيّ

في القرن السابع الميلادي شكّلت بشرّي والجبال والأودية المحيطة بها ملاذاً للموارنة المضطهَدين، فتحوّل وادي قاديشا إلى المركز الروحي للكنيسة المارونية. وصدّرت القدّيسين والرهبان إلى مختلف المدن والدساكر، فتمورنت أغلبها بجهدهم وزهدهم. لذا ليست غريبةً نسبة الالتزام الديني الكبير السائدة في بشرّي حتى اليوم.

يستمدّ أهلها صلابتهم التي لطالما اشتهروا بها من تضاريس البلدة القاسية، ومن شجر الأرز المعمّر. تبدو الجذور الفينيقية واضحة بدءاً من الاسم، فبشرّي تعني منزل عشتار، أحد الآلهة التي كان يعبدها الفينيقيون.

في عهد المماليك، برز نظام سياسي داخلي في المناطق والأرياف البعيدة عن سلطة الولايات المركزية، إذ عُهد إلى زعامات وعائلات محلّية تأدية دور الوسيط أو الوكيل عن الدولة، وعُرف هؤلاء الوكلاء عند الموارنة بـ"المقدّمين"، وكان مقدّم بشرّي رئيسهم جميعاً، ولذلك تُعرف بشرّي إلى اليوم ببلدة المقدّمين.

يذكر المؤرّخون أنّ سلطان المماليك الظاهر برقوق دخل بشرّي بعدما فرّ من محبسه في الكرك بالأردن عام 1338 م، وكان متنكّراً بزيّ درويش، فقام بتعيين الشدياق يعقوب بن أيوب مقدّماً وكتب مرسوماً بذلك. ثمّ بات في دير سيّدة قنّوبين، فأُعجب بحياة الرهبان وزهدهم، فكتب صحيفة أخرى بإعفائهم من الرسوم.

يشير كيروز إلى أنّ بلدية بشرّي أُسّست قبل قيام دولة لبنان الكبير، وهي وحدها من كانت تملك حقّ تلزيم المراعي في المنطقة إلى الرعاة بموجب دفاتر شروط عن طريق مزايدات علنية

جفاف سياسيّ وخدماتيّ

هذا الإرث الديني والسياسي العريق طواه قيام دولة لبنان الكبير، التي تحوّلت بشرّي في عهدها إلى بلدة نائية ومحرومة من الإنماء، وعانى أهلها من تأثيرات الصراع بين موارنة الجبل وساحله وموارنة الشمال، الذي ما يزال يلقي بآثاره على الساحة السياسية. كانت الحياة السياسية فيها قائمة على الصراع بين العائلات، مثلما هو الحال في زغرتا المجاورة، من دون أن تنجح الأحزاب الأيديولوجية المسيحية في اختراقها.

مع ذلك، حمل أبناؤها السلاح للدفاع عن القضية المسيحية منذ الأيام الأولى للحرب الأهلية، إذ أسّس نائبها جبران طوق "لواء المقدّمين"، ونائبها الآخر قبلان عيسى الخوري "لواء قاديشا"، وشارك اللواءان في معركة شكّا ضدّ الفلسطينيين في تموز 1975، التي قُتل فيها شبل نجل عيسى الخوري.

بقي هذا الواقع إلى أن بزغ نجم المتصوّف والمتمرّد على سلطة العائلات الإقطاعية سمير جعجع. في وجدان أهل بشرّي، يُعتبر تحوُّل جعجع إلى قطب سياسي بارز في المعادلة الوطنية تكريماً بمفعول رجعي للإرث الماروني المقدّس لبشرّي، وردّ اعتبار لجعجع بعد المظلومية التي تعرّض لها في زمن الوصاية السورية.

ما تزال بعض آثار الحرمان ماثلة بوضوح أمام الأعين. أبرزها الطريق الواصلة بين إهدن وبشرّي "البكر" منذ أيّام الفرنسيين، والتي يشعر السالك فيها أنّه سيقابل وسائل المواصلات القديمة من دواب وأحصنة وعربات. ثمّة من يرمي باللائمة على القطب الزغرتاوي سليمان فرنجية، صاحب النفوذ في عهد الوصاية السورية، و"صاحب" وزارة الأشغال في العديد من الحكومات، انطلاقاً من العلاقة التاريخية المتوتّرة بين بشرّي وزغرتا المدينة، ويستشهدون على ذلك بطريق إهدن التي تخضع للتعبيد والصيانة باستمرار.

في المقابل يُسجّل لنوّاب القوات نجاحهم في إنجاز طريق الكورة – بشري التي تمرّ بالديمان، بالإضافة إلى مجموعة أعمال أخرى من تعبيد طرقات، وجرّ مياه الشفة إلى قرى كانت محرومة من شريان الحياة، والجهود الكبيرة التي بُذلت في التعليم الرسمي والخاصّ والسكن الطلّابي، وصولاً إلى مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق الحكومي الذي سيتمّ افتتاحه بعد أشهر قليلة بجهود ومتابعة النائبة ستريدا جعجع، وسيضع حدّاً لمعاناة بشرّانيّة قديمة الأزل كانت تؤدّي إلى وفاة البعض قبل الوصول إلى أقرب مستشفى على بعد نحو ساعة بالسيّارة.

يشير أحد مخاتير بشرّي الذي رفض ذكر اسمه إلى أنّ النزاع بدأ مع تمديد أهالي بقاعصفرين نباريش لاستجرار المياه من ثلّاجات القرنة السوداء، فكان لذلك تأثير سلبي للغاية على ينابيع المياه التي تغذّي بشري أرضاً وشعباً

لا مساومة على القرنة

نسأل رئيس بلدية بشرّي فريدي كيروز عن سبب عدم مطالبة أهل بشرّي ووجهائها بالقرنة السوداء منذ تأسيس الكيان حتى عام 2005، فيجيب: "لماذا يطالب أحد بشيء يملكه؟". يشير كيروز إلى أنّ بلدية بشرّي أُسّست قبل قيام دولة لبنان الكبير، وهي وحدها من كانت تملك حقّ تلزيم المراعي في المنطقة إلى الرعاة بموجب دفاتر شروط عن طريق مزايدات علنية.

"لم يكن هناك تماسّ مباشر مع أهالي بقاعصفرين، فحدودنا مع عرب الفوار الذين لديهم عقارات ومقبرة في المنطقة منحتهم إيّاها الدولة العثمانية، بعدها جرد الإجاص التابع لبقاعصفرين". ما دام كلا الطرفين يعتبران ملكية القرنة السوداء محسومة، فلماذا لم يبدأ النزاع إلا عام 1998، وتطوّر بعد عام 2005؟

يشير أحد مخاتير بشرّي الذي رفض ذكر اسمه إلى أنّ النزاع بدأ مع تمديد أهالي بقاعصفرين نباريش لاستجرار المياه من ثلّاجات القرنة السوداء، فكان لذلك تأثير سلبي للغاية على ينابيع المياه التي تغذّي بشري أرضاً وشعباً. "حدثت مفاوضات بين نواب المنطقتين واستمرّت لفترة طويلة من أجل التوصّل إلى اتفاق حول مياه الثلّاجات. وعلى أساس اتفقوا، لكنّنا فوجئنا بمشروع إقامة بركة سمارة عام 2019، فتمّ تجميد الاتفاق وتطوّر النزاع فيما بعد".

والحال أنّ الاتفاق بين النواب كان شبه مستحيل بسبب القوانين الانتخابية الفئوية. فكلّ نائب لا بدّ أن يحسب ألف حساب قبل أن يُقبل على ما يُعتبر في المزاج الشعبي تنازلاً ولو عن شبر من القرنة السوداء، لأنّ ذلك سينعكس عليه سلباً في صناديق الاقتراع.

بحسب من وقفنا على رأيهم، فإنّ الموضوع لا دخل له بالسياسة، بل لمسنا تكتّماً نسبياً، وحرصاً شديداً على العيش المشترك، "نحن شعب واحد ومحكومون بالتعايش والتوافق، ولا داعي لتعقيد الأمور، المياه أمرها سهل. لدينا مشاكل جمّة في البلد، والأَولى والأهمّ تأمين معيشة الناس. أمّا ملكية القرنة السوداء فلا مساومة عليها، وهذا موقف بشرّي الموحّد بكلّ أطيافها السياسية". عمليّاً أتى التصعيد من خارج بشرّي، حينما أُدخلت القضيّة في دهاليز السياسة فأصبحت "قضية مسيحية".

ينفي المخاتير ورئيس بلدية بشرّي وقوف القوّات خلف المجموعات التي كانت تقوم بقطع نباريش المياه، ويشيرون إلى أنّ شطراً واسعاً من أهالي بشرّي كانوا معارضين منذ البداية للتسوية المؤقّتة

النزاع وتطوّراته

يقول رئيس بلدية بشرّي فريدي كيروز إنّه بناء على طلب الجيش واستخباراته حصل اتفاق سُمح بموجبه لأهالي بقاعصفرين بمدّ 5 نباريش لاستجرار المياه من الثلّاجات، "لكن الـ5 نباريش أصبحوا 55. اعترضنا كثيراً من دون جدوى. ثمّ أخذ أهالي بشرّي قراراً بإزالة النباريش وأبلغنا استخبارات الجيش بذلك".

ينفي المخاتير ورئيس بلدية بشرّي وقوف القوّات خلف المجموعات التي كانت تقوم بقطع نباريش المياه، ويشيرون إلى أنّ شطراً واسعاً من أهالي بشرّي كانوا معارضين منذ البداية للتسوية المؤقّتة، وهم من قطعوا النباريش، "وليس لدينا تأثير عليهم".

يلفت كيروز إلى أنّ بلدية بقاعصفرين "هي من ذهبت إلى المحكمة العقارية عام 2013، وكلّفت 3 مسّاحين من عندها لترسيم حدودها العقارية بالاستناد إلى خرائط الجيش اللبناني، التي لا يعوَّل عليها قانوناً". يضيف كيروز: "بعدها أرسلوا كتاباً إلى محافظ الشمال، طالبين تحويله إلى مصلحة الشؤون العقارية لتثبيت الحدود. وهذا المسار مخالف للقانون، فالحدود العقارية محدّدة بمرسوم، ولا تعدّل إلّا بمرسوم" (الأمر نفسه شدّد عليه رئيس بلدية بقاعصفرين).

تطوّر النزاع عام 2019 حينما شرع المشروع الأخضر بوزارة الزراعة في إنشاء "بركة سمارة"  لريّ الأراضي الزراعية، فاعترضت بلدية بشرّي ونوابها وأهلها. يشير كيروز إلى أنّ محافظ الشمال رمزي نهرا "أوقف المشروع لأنّ المنطقة غير محدّدة عقارياً. وأصدر قاضي الأمور المستعجلة قراراً بإيقاف المشروع لأنّ بلدية بقاعصفرين ليست لديها مستندات تثبت ملكية الأرض. واتّخذ مجلس شورى الدولة قراراً في المنحى عينه".

وصل الأمر إلى وزير المالية حينها علي حسن خليل فاتخذ قراراً بتسمية 4 مسّاحين وتحويل الملفّ إلى القاضي العقاري في الشمال. يقول كيروز: "قدّمنا وإيّاهم مستندات، ثمّ استمعت القاضية إلى كبار السنّ والمخاتير في كلتا البلدتين في جلسة استمرّت 8 ساعات. وصعدت بعدها مع الأشخاص الذين استمعت إليهم برفقة مدير الشؤون العقارية لتحديد النقاط على الأرض". يأسف كيروز لكون بلديّة بقاعصفرين قدّمت طلباً لكفّ يد القاضية العقارية تيريز مقوم عندما تبيّن لها أنّ حكم القاضية لن يكون في صالحها، فـ"لماذا لم يقدّموا طلب كفّ يد القاضية منذ بدء النظر في القضية قبل 4 سنوات؟".

يأسف أيضاً لعدم التزام البعض بالأعراف القروية التي تقضي الوقوف على خاطر أهل الشهيدين. ويسمّي البعض النائب جهاد الصمد بالاسم، فهو من سبق أن أقحم رمزاً دينياً بالقضية من باب التجييش الانتخابي. يتساءل كيروز: "لماذا لم تحصل مشاكل بيننا وبين أهل الهرمل على الرغم من الاختلاف السياسي والمذهبي؟ لماذا لم يحصل خلاف مع العرب؟"، ويخلص إلى أنّ "الهدف من كلّ ما حصل هو انتزاع ملكية القرنة السوداء، فالمشكلة ليست في المياه. نحن ملتزمون بما يقرّه القضاء، وإذا لم نحتكم إلى القانون فإلى ماذا سنحتكم؟".

السؤال الأهمّ: لو صدر حكم عن أيّ محكمة لصالح هذا الطرف أو ذاك، فهل يقبل به الطرف الخاسر؟ وما هي آليّة تطبيق هذا القرار في ظلّ الحدود المفتوحة على مصراعيها في المنطقة الجبلية المترامية، ودولةٍ استقالت من واجباتها وتحلّلت أغلب مؤسّساتها؟

 

أيلول التسوية: باسيل يسأل أم يجيب؟

ملاك عقيل/أساس ميديا/السبت 29 تموز 2023

بين آب وأيلول ما الذي يُمكن أن يتغيّر كي يُصبِح الحوار مُمكِناً ورئاسة الجمهورية مشروعاً جاهزاً للتطبيق؟ بعد جلسة 14 حزيران التي انتهت بشبه تعادل سلبيّ بين سليمان فرنجية وجهاد أزعور بفارق ثمانية أصوات لصالح الأخير تحرّكت ماكينة الثنائي الشيعي داعية إلى الحوار... ومن بين السطور "الحوار في ترشيح فرنجية".

قابل هذه الدعوة استنفار مضادّ رافض للحوار بكلّ أشكاله مع الدعوة المتكرّرة إلى فتح أبواب المجلس حتى انتخاب الرئيس في جلسات متتالية.

مهّد هذا التصادم الرئاسي إلى دخول فرنسي متجدّد على الخط من خلال تكليف وزير الخارجية الفرنسي السابق جان إيف لودريان مهمّة متابعة ما بدأ به باتريك دوريل. زيارتان للودريان لبيروت، ولقاءات بالجملة مع الكتل النيابية ونواب ومرشّحين للرئاسة وقائد الجيش وشخصيّات صديقة للفرنسيين... وما بينهما انعقد لقاء الدولة الخماسي الذي حَمَل عصا العقوبات من دون تبنّي أسماء رئاسية، لينتهي الأمر بـ "دعوة فرنسية إلى حوار في أيلول في مواصفات رئيس الجمهورية وبرنامج عمله" من دون رصد أيّ موقف حتى الآن من جانب الرافضين سابقاً للحوار، وعلى رأسهم القوات اللبنانية.

المفارقة أنّ لودريان خلال زيارتَيه للبنان لم يَسمع سوى آراء القيادات اللبنانية في "مواصفات الرئيس المقبل والبرنامج المنتظر منه". يستطيع لودريان أن يُسمّع غيباً ما ردّده هؤلاء أمامه!

فهل ينتظر الفرنسي، ومن خلفه الأميركي والقطري والسعودي والمصري، انعقاد طاولة حوار للوصول إلى قواسم مشتركة بين هذه الآراء المتضاربة التي ما تزال تبدو صعبة التحقيق، أم الوقت الباقي حتى أيلول قد يحمل معه بوادر تسوية ما تَضَع "الفَرض" الدولي على طاولة حوار أيلول ولن يكون على اللبنانيين سوى التنفيذ وملء الفراغات بالرئيس المناسب. وفق المعلومات، لم يتوصّل الحزب والتيار حتى الآن إلى نتيجة ملموسة في شأن ما يفرضه باسيل من مطالب تَسبق انتخاب رئيس الجمهورية

الفرصة الأخيرة

وَصَف لودريان حوار أيلول أمام بعض من التقاهم بـ "الفرصة الوحيدة والأخيرة" من دون أن يتلمّس هؤلاء معطيات جدّيّة من الزائر الفرنسي تنبئ بتحوُّل الملفّ اللبناني إلى "مادّة للنقاش الحامي" على طاولة التسوية المنتظرة.

لكنّ المهلة الفاصلة عن أيلول قد تحمل تطوّرات داخلية يتقدّمها الحوار القائم بين الحزب والتيار الوطني الحرّ. في مقال نَشَره موقع "أساس" في 20 أيار الماضي عَكَس موقفاً ضمنياً لباسيل أخذ طريقه إلى العلن للمرّة الأولى في عشاء التيار الوطني الحر مساء الأربعاء في المتن الشمالي. فقد أشار المقال إلى عدم ممانعة باسيل السير بترشيح فرنجية مقابِل الحصول على مطالب أساسية من أصحاب القرار، تحديداً الثنائي الشيعي، قبل أن يتوجّه إلى جلسة يكمل فيها نصاب الالتئام ويترك لكتلته النيابية "الفارِطة" من الداخل حرّية التصويت لفرنجية.

أوّل المطالب، كما وَرَد في المقال، إقرار اللامركزية الإدارية وسلّة إصلاحات من ضمنها الصندوق السيادي. ولأسباب مرتبطة بباسيل نفسه، ما يزال يُراهِن على تسوية قد تشمل فرنجية (بسبب إصرار الحزب على تبنّي ترشيحه) أو أيّ مرشح آخر... لكن ليس قائد الجيش العماد جوزف عون.

ثمن التسوية

ردّد باسيل في أيار أمام محازبيه: "انتخاب فرنجية يُناسِبنا لكن مع سلّة مطالب" وَصَفها في الخطاب الذي ألقاه في المتن بـ "الثمن"، حيث قال: "ثمن مرشّحهم لرئاسة الجمهورية بالنسبة لنا لن يكون أقلّ من لامركزية موسّعة يُدفع ثمنها سلفاً عبر إقرارها بقانون، وصندوق ائتماني يدفع ثمنه سلفاً أيضاً عبر إقراره بقانون، مع برنامج لبناء الدولة". ثمّ كرّر باسيل مساء أمس أمام محازبي  التيار في الشوف "عدم المقايضة على رئاسة الجمهورية وصلاحيّاتها وموقعها، بل نحن نأخذ ثمن الاسم على 6 سنوات".

هكذا بات القبول في الشارع العونيّ بفرنجية (بوصفه المرشّح الأوحد حتى الآن للحزب) مُمكِناً. أصلاً يتصرّف باسيل من منطلق أنّه الممرّ الطبيعي والمحتّم لأيّ ترشيح. وهو تقصّد من خلال التصويت لأزعور وتبنّي ترشيحه لأيام معدودة القول للحزب إنّه "حاجة إن لمعسكر المعارضة أو معسكر الثنائي الشيعي". بعد 14 حزيران طوى باسيل سريعاً صفحة أزعور وجلس قبالة الحزب يفاوِضه على مرشّحه فرنجية وأسماء أخرى طرحها من ضمنها زياد بارود، مذكّراً وفيق صفا بأنّ "فرنجية ما بيعمل رئيس من دوننا".يقول متابعون: هذه المرّة عاد لودريان إلى بيروت ناطقاً باسم المجموعة الخماسية فاتحاً الباب أمام خيارات رئاسية أخرى إضافة إلى فرنجية

صانع رؤساء؟

لكن هل يستطيع باسيل أن يكون فعلاً "صانع رؤساء"؟ وهل الحجم السياسي للتيار الذي "زمّ" كثيراً في السنوات الماضية يؤهله لذلك؟

وفق المعلومات، لم يتوصّل الحزب والتيار حتى الآن إلى نتيجة ملموسة في شأن ما يفرضه باسيل من مطالب تَسبق انتخاب رئيس الجمهورية، ولا سيّما أنّ الرئيس برّي له الكلمة الفصل في قوانين يفترض، بهذه الحال، أن تُقرّ بمطرقته النيابية.

الأبواب مفتوحة على اختراقات محتملة، ولذلك يبدو نائب البترون مزهوّاً بدورٍ يوحي من خلاله أنّه "الكلّ بالكلّ" إلى درجة إشهار المقايضة حول رأس الرئيس، و"إلا افشلوا لوحدكم وتحمّلوا تبعات فشلكم وحدكم". يقول متابعون في هذا السياق: "هذه المرّة عاد لودريان إلى بيروت ناطقاً باسم المجموعة الخماسية (واشنطن، السعودية، قطر، مصر، فرنسا) فاتحاً الباب أمام خيارات رئاسية أخرى إضافة إلى فرنجية. إذا رَسَت التسوية على فرنجية فلا مشكلة، إذ تتقاطع مع مسار داخلي ناشط على خطّ باسيل والحزب، لكنّ أيّ دور سيكون لباسيل إذا رست التسوية على قائد الجيش القادر على الاستحواذ على "ميثاقية مسيحية" مريحة مع دعم شيعي من الثنائي معاً أو من برّي ومن دون أصوات نواب باسيل؟". في خطابه الأخير بدا باسيل طوباويّاً لجهة إعلان رفضه تقديم "حصّة حرزانة لنا الآن وحصّة كاملة بعد 6 سنين لأنّنا نريد مشروع الدولة وبرنامج الرئيس"، ملمّحاً إلى وَعد من الحزب، على الأرجح، بانتخابه رئيساً للجمهورية في العهد المقبل، وبدا زاهداً حتى بمكاسب في قيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان وكلّ الحكومة والإدارات.

 

أيلول لودريان ينتظر نتائج تواصل الدوحة مع طهران؟

وليد شقير/أساس ميديا/السبت 29 تموز 2023

"الكوّة" التي فتحها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، كما وصف رئيس البرلمان نبيه برّي اقتراحاته بعقد مشاورات في أيلول حول "طاولة عمل"، خلّفت الكثير من الأسئلة، في انتظار اكتمال عقد الموافقات من سائر الكتل النيابية على دعوة لودريان الفرقاء إلى هذه الطاولة. والأسئلة بدأت فور مغادرة الموفد الفرنسي، عن المرحلة الفاصلة مع أيلول، ثمّ عن انعقاد طاولة "العمل" وما بعدها.

إنّ تحديد لودريان لجدول أعمال "الطاولة" ببندين، الأول يتعلّق بمواصفات الرئيس والبرنامج المطلوب أن يتبنّاه، والثاني الانتقال إلى عقد جلسات متتالية ومفتوحة لانتخابه، لا يغني عن طرح إشكاليّات. فلطالما شهدت الأشهر التسعة الماضية من الفراغ موجات من الآمال و"فتح الكوّات" انتهت بالخيبات.

الأسابيع الفاصلة: وساطة قطر مع إيران؟

- أوّلاً: ماذا سيجري من الآن حتى مطلع أيلول؟ ولماذا أجّل لودريان "طاولة العمل" أكثر من شهر؟

بالإضافة إلى الافتراض المنطقي أنّ شهر آب هو شهر إجازات، يراهن البعض على أنّ فسحة الوقت ستتيح مواصلة الاتصالات مع إيران مجدّداً لطلب تدخّلها لدى الحزب، من أجل تسهيل ملء الفراغ وعدم تعطيل النصاب في جلسات الانتخاب. هذه الاتصالات باشرتها قطر بزيارة وزير الدولة في الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي لطهران في 23 تموز، أي بعد خمسة أيام على اجتماع الدوحة الخماسي حول لبنان، في سياق وساطة الدوحة بين الجانبين الإيراني والأميركي لإحياء المفاوضات في الملفّ النووي الإيراني. لكن في 26 تموز صرّح المتحدّث الرسمي للخارجية القطرية محمد الأنصاري أنّ "التحدّيات كبيرة في هذا الملفّ، ولا يمكن أن تُحلّ من خلال وسيط واحد"، مشيراً إلى السعي "لتحويل هذه القضية الكبيرة إلى ملفّات يمكن التعامل مع كلّ منها على حدة، والوقوف عند نقاط ومفاصل معيّنة ومعالجتها بشكل منفصل، للوصول إلى صورة تجعل الوضع أقرب للاتفاق الشامل بين الطرفين".

يقول مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"أساس" إنّ الشخصيات التي التقاها لودريان يُفترض أنّها تمثّل الكتل البرلمانية، مرجّحاً أن يُدعى معظمها إلى اللقاء التشاوري في أيلول

لذلك يجري الحديث، حسب مصادر نيابية لبنانية مطّلعة على جانب من الجهد القطري، عن "الإفراج عن أرصدة ماليّة لطهران تقدَّر بقيمة 16 مليار دولار"، بعدما توقّفت المفاوضات المباشرة التي كانت جارية بين الأميركيين والإيرانيين في سلطنة عمان قبل أسابيع لخلاف على هذه النقطة وغيرها. ويتمّ التحرّك القطري في ظلّ دعوات إيرانية داخلية إلى ضرورة إحياء التفاوض الشامل مع الغرب والولايات المتحدة الأميركية، التي تنسّق معها قطر عن قرب، وتحمل منها الرسائل إلى طهران.

ورقة الرئاسة في طهران وحملة الحزب

- ثانياً: السؤال المتعلّق بلبنان، والمتّصل باقتراحات لودريان في هذا السياق: هل تأمل قطر الحصول على مقابل لوساطتها "النووية" أو تلك المتعلّقة بالأرصدة المالية، في لبنان، إذا صحّ أنّ التفاوض يدور حول هذه النقطة بالذات؟ الموفد الرئاسي الفرنسي ردّ على سؤال أحد النواب الذين التقاهم قبل مغادرته عن إمكان ضمّ إيران إلى الدول الخمس بالقول: "نحن ننسّق مع شركائنا الأوروبيين وغيرهم، ولا اعتراض على التواصل مع إيران"... والمعروف أنّ الجانب الأميركي سبق أن رفض ضمّ إيران إلى الخماسية، من دون تحريم التواصل معها. في المقابل، هناك قناعة ثابتة بأنّ طهران تمسك إلى صدرها أوراقاً للتفاوض مع الأميركيين، ومنها الرئاسة في لبنان.

- ثالثاً: هل تسريب استجابة الحزب لاقتراحات لودريان بعد اجتماعه مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، مؤشّر إلى ليونة منه تجاه فكرة عقد الجلسات النيابية المتتالية لانتخاب الرئيس؟ ينظر البعض بحذر إلى موقف "الحزب" نظراً إلى السوابق. فقادته حافظوا على وتيرة الحملة التي أطلقوها بعد الاجتماع الخماسي في الدوحة والرافضة لـ"إملاءات الخارج" والضغط الخارجي (آخرهم إبراهيم أمين السيد) أثناء وجود الموفد الرئاسي الفرنسي في بيروت واجتماعه بالنائب رعد.

الترجمة العمليّة للجلسات "المتتالية والمفتوحة"

- رابعاً: كيف سيترجم برّي عمليّاً بند الدعوة إلى جلسات متتالية ومفتوحة لانتخاب الرئيس إثر رفض التشاور على "طاولة العمل"؟ هل يدعو إلى جلسة يقفل فيها المحضر بعد تعطيل النصاب إثر الاقتراع في الدورة الأولى، تمهيداً للدعوة إلى جلسة أخرى في اليوم التالي مثلاً، ليُعاد الاقتراع مرّة أخرى في الدورة الأولى من دون الانتقال إلى الدورة الثانية بسبب سقوط النصاب، أم تجري الدورة الثانية فوراً لأنّه يكون حصل توافق بين الفرقاء اللبنانيين فينسحب الأمر على الجلسات اللاحقة؟ وهل يراهن "الثنائي الشيعي" على ضمان حصول مرشّحه على 65 صوتاً لصعوبة اتّفاق خصومه فيسرّع برّي في الدعوة إلى عقد جلسات متتالية؟

سبق لرئيس البرلمان أن وعد قوى دولية بالاستجابة لمطالبتها إيّاه بالدعوة إلى جلسات انتخاب، ففعل بعد جهد وضغوط، لكنّ تعطيل النصاب استمرّ تحت عنوان اشتراط الحوار، الذي قال حليفه الأمين العامّ للحزب السيّد حسن نصر الله إنّه "زهِق" (سئم) من تكرار الدعوة إليه. فهل يكون التشاور حول "طاولة العمل" مخرجاً لـ"الثنائي الشيعي" يبيّن أنّه تمّت تلبية شرطه بالحوار؟

لدى برّي ما يثلج صدره بعد اقتراحات لودريان، لأنّه جاءه من يأخذ عنه حِمل الدعوة إلى الحوار، وفق الصيغة التي اقترحها الموفد الفرنسي. فهو اتُّهم بأنّه يختبئ خلف شعار الحوار من أجل الامتناع عن دعوة البرلمان. وتعرّض لحملات في الداخل وفي الخارج أيضاً لهذا السبب.

مقابل استبعاد أكثر من مصدر سياسي ودبلوماسي اللجوء إلى العقوبات، أوضح المصدر الدبلوماسي الفرنسي لـ"أساس" أنّ بلاده كانت في السابق تعارض فرض هذه العقوبات، لأنّها لن تفيد

- خامساً: قبل تطبيق بند الدعوة إلى جلسات متتالية، يُطرح السؤال عن آليّة النقاشات على طاولة التشاور: هل تكون الخلاصة إسقاط المواصفات التي يتوصّل إليها الفرقاء على أسماء مرشّحين ويتمّ التوافق على أحدهم، حيث قد يعتبر داعمو رئيس "المردة" سليمان فرنجية أنّها تنطبق عليه، أم يبقى الخلاف على اسم المرشّح المفضّل قائماً فيجري حسم الأمر في صندوق الاقتراع...؟

من سيُدعى إلى "طاولة العمل"؟

- سادساً: كيف ستوجَّه الدعوات إلى اللقاءات التشاورية وبأيّ مقياس سيكون التمثيل السنّيّ؟ يقول مصدر دبلوماسي فرنسي لـ"أساس" إنّ الشخصيات التي التقاها لودريان يُفترض أنّها تمثّل الكتل البرلمانية، مرجّحاً أن يُدعى معظمها إلى اللقاء التشاوري في أيلول. وهذا ينطبق على النواب السُّنّة الذين اجتمع إليهم. فكلٌّ منهم يمثّل كتلة أو مجموعة، وبعضهم منضوٍ في كتل صغرى متعدّدة الطوائف. لذلك تُصنّف في سياق التهيّؤ لِما هو آتٍ الدعواتُ إلى توحيد موقف معظم النواب السُّنّة غير المنضوين في إطار التحالف مع "الثنائي الشيعي"، وأبرزها ما صدر عن المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان قبل أيام، وصولاً إلى عشاء السفير السعودي في بيروت وليد بخاري تكريماً للمفتي في حضور أكثريّة النواب السُّنّة، حيث استغلّ بخاري المناسبة لتأكيد ما صدر عن الاجتماع الخماسي من تمسّك باتفاق الطائف، مشيراً إلى أنّ "اقتراح الموفد الرئاسي الفرنسي ليس من أجل عقد مؤتمر للحوار الوطني لبحث الصيغة والنظام، فاتفاق الطائف هو الأساس واستكمال تطبيقه هو المطلوب، بل إنّها دعوة  إلى جلسات عمل ونقاش تتناول مواصفات الرئيس وقدرته على تنفيذ الإصلاحات وإدارة البلد في شكل سليم وبنزاهة، والتزام القانون، وصولاً إلى انتخابه. وهو يتولّى بعد انتخابه الدعوة إلى حوار وطني عندما يرتئي الحاجة إليه". وسمع النواب من بخاري نفياً لمقولات تخلّي المملكة عن لبنان وتأكيداً أنّها تتابع الحلول لأزمته في إطار الاجتماع الخماسي.

جاء كلام بخاري تزكية لاقتراحات لودريان، الذي واكبته الخارجية الأميركية ليل 27 تموز بإعلانها أنّها "ستواصل العمل مع الشركاء بما في ذلك فرنسا لحثّ المسؤولين اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية".

ماذا تعني "الفرصة الأخيرة"؟

- سابعاً: فسّر البعض عودة لودريان إلى اللغة القاسية التي سبق أن توجّه بها إلى القادة السياسيين في البلد، وذلك بقوله إنّها "الفرصة الأخيرة" وإنّ الدول الخمس ستسحب اهتمامها بلبنان إذا جرى إفشال اقتراحاته، بأنّه تلويح بتطبيق ما جاء في بيان الدوحة الخماسي: "ناقشنا خيارات محدّدة في ما يتعلّق باتخاذ إجراءات ضدّ أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدّم في انتخاب رئيس للبلاد".

رأى مراقبون أنّ لودريان تسرّع لأنّ انسحاب الخماسية من رعاية لبنان يعني إخلاء الساحة لإيران، ولأنّ التلويح بالعقوبات في تلك العبارة لا يخيف الجهات المقصودة بها لأنّها خاضعة لها في كلّ الأحوال.

العقوبات لم تعُد "تابو"

مقابل استبعاد أكثر من مصدر سياسي ودبلوماسي اللجوء إلى العقوبات، أوضح المصدر الدبلوماسي الفرنسي لـ"أساس" أنّ بلاده كانت في السابق تعارض فرض هذه العقوبات، لأنّها لن تفيد. وكانت باريس تعتبر بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون أن لا حاجة للعقوبات لأنّ مساوئ الشغور الرئاسي ستكون ضاغطة على الفرقاء، في ظلّ الأزمة الاقتصادية الماليّة، والحاجة إلى إعادة تكوين السلطة لتنفيذ الإصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإلى تدفّق المساعدات الخارجية، وستدفعهم إلى أن يسرّعوا انتخاب الرئيس. ولمّا لم يحصل ذلك، باتت باريس، حسب المصدر نفسه، تعتبر أنّ العقوبات "لم تعد "تابو" (محرّمة)، وبالتالي يمكن أن تكون متنوّعة تبدأ بالحرمان من التأشيرة، أو بقطع العلاقة السياسية، أو تكون على الأصول المالية... وليس سرّاً أنّ الجانب الأميركي في الخماسية أكثر الداعين إلى العقوبات".

 

حوار أم تشاور.. السؤال: على مين؟

زياد عيتاني/أساس ميديا/السبت 29 تموز 2023

كان الأجدى بالمبعوث الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان أن يُطلق على اللقاء الذي يسعى إليه في شهر أيلول المقبل اسم "لقاء العصف الذهني" (reunion de reflexion) وليس "طاولة التشاور" (la table de travail). فما قام به في زيارتَيه للبنان كان تشاوراً مع كلّ الأفرقاء، من يمثّل ومن لا يمثّل، ومن يملك تأثيراً ومن تغيب عنه الفعّالية. فما استثنى أحداً بجولتَيْه، لا ساحلاً ولا جبلاً، حتى وصل في بعض اللقاءات إلى أعلى الجرود.

ليست أزمة اللبنانيين في اسم الطاولة التي يسعى الفرنسيون عبر لودريان إلى إطلاقها في شهر أيلول المقبل، سواء كان طاولة للتشاور أو طاولة للحوار أو أيّ مصطلح لأيّ طاولة استعان به المبعوث الفرنسي ليعبّر عمّا سيفعله في الأشهر المقبلة، هذا إذا كان يملك هو ودولته القدرة والفاعليّة على فعل شيء.

أطلقوا على هذه الطاولة المنشودة ما شئتم من تسميات، فأزمة اللبنانيين وقضيّتهم: ماذا ستفعل؟ وإن كانت طاولة للحوار فما هو موضوع الحوار خاصّتها؟ هل هو حوار لاختيار اسم من الأسماء؟ أم حوارٌ لالتقاط صورة تكون ذكرى للقادم من الأيام؟ أم فخ سيُنصّب للدستور والطائف لتعديل من هنا أو إسقاط من هناك؟

أطلق لودريان على طاولة أيلول المقبل اسم "la table de travail"، أي "طاولة التشاور" وفقاً للدبلوماسية الفرنسية أو طاولة العمل وفقاً للقواميس اللبنانية والعربية من المعجم الكافي حتى كتاب "لسان العرب". والسؤال هنا: أيّ عمل وأيّ تشاور لأيّ طاولة؟ أو ربّما وجب علينا الذهاب إلى الكبير الشهيد سمير قصير مقتبسين من عنوانه الشهير قائلين: "حوار على مين".

يدرك لودريان أنّ المملكة العربية السعودية وضعت مواصفات للرئيس الذي ترى نفسها مستعدّة أن تتعاون معه، وأن تساعد لبنان عبره، مؤكّدة ذلك في سلسلة من البيانات واللقاءات والاجتماعات

المواصفات السعوديّة للرئيس

يدرك لودريان أنّ المملكة العربية السعودية وضعت مواصفات للرئيس الذي ترى نفسها مستعدّة أن تتعاون معه، وأن تساعد لبنان عبره، مؤكّدة ذلك في سلسلة من البيانات واللقاءات والاجتماعات. وتبنّى هذه المواصفات الموقِّعان معها حليفاها الولايات المتحدة وفرنسا في البيان الثلاثي الشهير الذي صدر عن اللقاء الذي عقدوه على هامش اجتماع الجمعية العامّة للأمم المتحدة في نيويورك في 21/9/2022، ثمّ دول مجلس التعاون الخليجي في قمّتهم في الرياض في 9/12/2022، وقبلهما كانت الورقة الكويتية التي سُلّمت للمسؤولين اللبنانين في 24/1/2022، ثمّ وقّع كلّ هؤلاء مجتمعين مع جمهورية مصر العربية على كلّ تلك المواصفات المطلوب أن يتحلّى بها الرئيس في ما صدر في الدوحة عن اللجنة الخماسية في البيان الشهير، وهذه المواصفات:

1- أن يجسّد النزاهة ويوحّد الأمّة.

2- أن يضع مصالح البلاد في المقام الأوّل.

3- أن يعطي الأولويّة لرفاه مواطنيه.

4- أن يشكّل ائتلافاً واسعاً وشاملاً لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية، ولا سيّما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي.

على خلفيّة كلّ ذلك، هل تبحث طاولة التشاور الموعودة مع المرشّحين الخمسة كلّ ذلك وتطابقهم مع تلك المعايير؟ هل يقول أحد منهم إنّه ليس سيادياً أم يعترف أحد منهم أنّه من القوم الفاسدين؟ أم يرفض أحدهم أن يكون عروبياً وحريصاً على العلاقات مع الدول العربية وفي مقدَّمها دول الخليج؟

لا أحد من المرشّحين الخمسة سليمان فرنجية وجوزف عون وجهاد أزعور وزياد بارود ونعمة افرام إلّا وسيقول إنّه يتمتّع بكلّ تلك المعايير، وكما سيقولون سيقول المؤيّدون لهم من أحزاب وتيّارات وكتل ونوّاب مستقلّين.

إذاً عمّ سيكون التشاور؟ وما الهدف الذي سيسعى إليه لودريان وهو أشبه بمن يداعب الكرات وينفث النار على أنّها سحر عظيم؟

يكون الحوار بعد انتخاب الرئيس لا قبله، ومن يسأل عن الحلّ نجيبه مستعيدين عبارة استعملناها في الانتخابات النيابية الأخيرة عندما غاب عند السُّنّة شخص الزعيم

تاريخ الحوار في لبنان

لبنان حافل بطاولات الحوار، ومصطلح الحوار تكرّر مراراً وتكراراً منذ عام 1975 بعد كلّ جولة حربية أو أزمة دستورية، وتنوّعت الأمكنة والأزمنة في استضافة طاولات الحوار من "جنيف" 1983 إلى "لوزان" 1984، ثمّ سان كلو 2007، وقبله الطائف حيث ولد دستورنا الجديد، فمجلس النواب في ساحة النجمة، ثمّ حوار قصر بعبدا وكذبة النأي بالنفس.

حوارات حوارات وكأنّنا نهوى الحوارات وصورها التذكارية من دون أن نأمل منها أيّ تطور جديد. لكن ما يجب الإشارة إليه أنّ كلّ تلك الحوارات وإن لم تكن مجدية فقد كانت تنعقد لحلّ قضية وأمر عظيم مثل وقف الحرب أو حلّ مسألة السلاح غير الشرعي إلا أنّها ما انعقدت يوماً لأجل انتخاب رئيس. حتى اتفاق الدوحة 2008 الذي شكّل "بروفا" للانقلاب على دستور الطائف تكلّم عن الكثير الكثير، ونتيجة لكلّ ذلك جاء انتخاب الرئيس في حينه، إلا أنّ أيّاً من هذه اللقاءات لم ينعقد لانتخاب رئيس.

يكون الحوار بعد انتخاب الرئيس لا قبله، ومن يسأل عن الحلّ نجيبه مستعيدين عبارة استعملناها في الانتخابات النيابية الأخيرة عندما غاب عند السُّنّة شخص الزعيم. قلنا "دعوا العشب ينبت فلا بدّ من أن يقدّم لنا الجديد". وفي هذا الاستحقاق نقول للداخل والخارج: فليكن كلّ الضغط والعمل على انعقاد جلسات الانتخاب في مجلس النواب ليتمّ انتخاب رئيس، أيّ رئيس، ما دام سيحظى بأكثرية أصوات من انتخبهم الناس قبل وقت قصير. أليست هذه هي الديمقراطية؟ أليس هذا ما يقوله دستور الطائف الذي ندّعي جميعنا التمسّك به فيما هناك من يعمل على إنكاره عند كلّ استحقاق عظيم؟

 

لبنان بلد الأقليات الطائفية المتشاركة فهل يحتمل التقسيم؟

سوسن مهنا/أنديبندت عربية/29 تموز/2023

يرى البعض، أن موضوع الفيدرالية أو إعادة النظر بتركيبة النظام الحالية، أو "أمن المناطق"، أو "الانفصال" وصولاً إلى الطلاق، أو أي صيغة من صيغ تغيير النظام الذي تأسس عليها "لبنان الحديث" منذ 1920، وليدة الأزمات التي يعيشها لبنان.

لكن بذرة فكرة التقسيم برزت منذ عهد المتصرفية في عهد الإمبراطورية العثمانية، حيث جرى اعتماد التوزيع الطائفي للسلطة، منذ إنشاء منطقة جبل لبنان الإدارية خلال القرن التاسع عشر، باعتبارها نواة لبنان الحديث.

وعلى غرار التسوية التي اعتُمدت في وقت سابق لإنهاء الصراع عام 1840، فقد تبنّى نظام الحكم الذي استحدث بعد الحرب الأهلية في جبل لبنان عام 1860، (المتصرفية)، الطوائف الدينية المختلفة باعتبارها أطرافاً سياسية فاعلة. وفي مرحلة ما بعد عام 1860، وتحت سلطة الوالي العثماني المسيحي غير العربي المعروف باسم المُتصرف، (وفقاً لدراسة "تفكّك اتفاق الطائف في لبنان: حدود تقاسم السلطة على أساس الطائفة" للباحث جوزيف باحوط)، أنشئ مجلس إداري خُصِّصت فيه مقاعد للطوائف الدينية الست الرئيسة في جبل لبنان، بما يتناسب مع الأعداد الإجمالية لأفرادها.

اللافت هنا أن تقاسم السلطة في مرحلة ما بعد عام 1860 وصيغة الحكم المحلي أعقبا النزاع الذي وضع الدروز في مواجهة الموارنة، وهما الطائفتان الرئيستان في منطقة جبل لبنان التي تمتعت بحكم شبه ذاتي. وبعد أن أعلنت فرنسا عن قيام لبنان الكبير عام 1920 وضمت إلى جبل لبنان ذات الغالبية المسيحية والدرزية، مدينة بيروت وكانت حينها ذات غالبية مسيحية أرثوذكسية، وطرابلس وصيدا وصور، وكان معظمها من السنّة، وجرى تقاسم السلطة على أساس طائفي. ووفقاً لذلك النظام وزعت المناصب في الدولة على الطوائف الدينية الثمانية عشر المعترف بها رسمياً ويمثلها أعضاء في مجلس النواب اللبناني حالياً.

لبنان "بلد لأقليات طائفية متشاركة"

كان لا بد من خلق نظام سياسي يتناسب مع هذا الموزاييك الطائفي، فجرى اعتماد ما يعرف بـ "الديمقراطية التوافقية"، وفي كتابه "أنماط الديمقراطية" يعرض أستاذ العلوم السياسية والمتخصِّص في السياسة المقارنة، أرند ليبهارت، أن الديمقراطيات التوافقية تظهر في المجتمعات المنقسمة على نفسها بسبب الوضع الإثني أو الديني والطائفي أو اللغوي. وهي وسيلة تلجأ لها النخب المختلفة للتوصل إلى صيغة تعايش بين مكونات المجتمع.

وهكذا ولدت الجمهورية اللبنانية الأولى التي كانت مثالاً للعيش المشترك، وعن هذا يقول واضع دستور استقلال لبنان عام 1926 المفكر ميشال شيحا، "لبنان بلد لأقليات طائفية متشاركة". أنهت الحرب الأهلية "الميثاق اللبناني" غير المكتوب، الذي اتفق عليه عام 1943، بين أول رئيسي للجمهورية والوزراء بعد الاستقلال بشارة الخوري ورياض الصلح، والذي قام على أساس الحياد، أي "لا شرق ولا غرب"، أي لا وحدة مع سوريا ولا لحماية فرنسا، والذي نعى فيه الوزير والصحافي السابق جورج نقّاش، في مقاله الشهير "سلبيتان لا تصنعان أمة"، لبنان بمسلميه ومسيحييه الذين لم يتمكنوا من الاتفاق يوماً على مفهوم للوطن الواحد، كان ذلك في شهر مارس (آذار) 1949.

حرب أهلية أو انقسام عقائدي؟

في دراسة نشرت على موقع http://E.International Relations البريطاني، بعنوان "شبح الصراع: تشكيل الطائفية اللبنانية وسياسات الهوية"، تفيد بأنه لدى تشكيل الجمهورية العربية المتحدة (وهو الاسم الرسمي للوحدة بين مصر وسوريا) عام 1958، أرادت العناصر الدرزية والسنية الانضمام إلى الجمهورية سعياً وراء الطموحات القومية العربية التي وضعها جمال عبد الناصر، بينما عارض المسيحيون والرئيس كميل شمعون في ذلك الوقت، وتلقوا المساعدة من سلاح مشاة البحرية الأميركية لإعادة الوضع القائم. سرعان ما جرت مشاركة الجهات الأجنبية في لبنان المُجزأ إلى صراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

مرةً أخرى، سيؤيّد السنة والدروز "منظمة التحرير الفلسطينية" من خلال فصيلها اللبناني "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن قوبل ذلك بمعارضة من قبل المسيحيين والشيعة. ونتيجة لذلك، استخدم المسيحيون الموارنة التنظيم شبه العسكري المعروف باسم حزب "الكتائب اللبنانية" والذي ساعد في اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 من خلال هجمات ضد فصيل "منظمة التحرير الفلسطينية"، وقد رعت هذه الهجمات وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، بعد أن سلمت الأسلحة إلى حزب "الكتائب اللبنانية" في أوائل السبعينيات من القرن العشرين.

كانت رسالة حزب "الكتائب" المتناقضة هي استبعاد النفوذ العربي والسوري في لبنان، لكنها قبلت التدخل السوري عام 1976. وفي الوقت نفسه، هاجم الحزب إياه ميليشيات مسيحية أخرى -مثل طوني فرنجية وهو سياسي بارز أسس "ميليشيات المردة"، مما يدل على أن الصراع كان خارج القضايا الدينية والذي يدعم مفهوم أن الطائفية لها أشكال مختلفة، ومع ذلك، فعلى رغم أن حزب "الكتائب" سمح لسوريا بالتدخل عام 1976، فقد دعم عملية "الليطاني" الإسرائيلية، أو حرب جنوب لبنان 1978 وهو اسم الحملة العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي على جنوب لبنان واحتل خلالها الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني، بهدف القضاء على عناصر منظمة التحرير. يؤكد هذا الأمر شيئين: أولاً وقبل كل شيء، الحفاظ على الطائفية بسبب افتراضات "الجذور التاريخية"، ومع ذلك لم يكن الأمر مجرد تقسيم ديني لأن مشاركة الجهات الفاعلة المتعددة تظهر أن البراغماتية، والتي تقوم على أن الأثر العملي هو المُحدِّد الأساسي في صدق المعرفة وصحة الاعتقاد بالحياة الاجتماعية للناس، غالباً ما تسود لتحقيق مكاسب سياسية إضافية، وثانياً، تُظهر هوية وسلوك الجهات الفاعلة المحلية انقسام المجتمع اللبناني، إضافة إلى نمط التغيير الآخذ في التطور والتغيّر، حيث تتشكل مصالح الجهات الفاعلة باستمرار. ويؤكد هذا مدى ضعف الدولة اللبنانية، وكذلك يوضح أن التقارير البدائية أقل شأناً من التحليلات الذرائعية وما بعد الثقافية. وفقاً لدراسة الموقع.

اتفاق الطائف – الجمهورية الثانية

وبعد الغزو الإسرائيلي الثاني، دخل لبنان حالة حرب في الفترة 1983-1990، حيث قادت القوات الخارجية المشهد. وأدى التهميش السياسي المستمر والإقصاء الاقتصادي للمجتمع الشيعي إلى تغذية المتطرفين من الشيعة وأدى إلى ظهور عناصر جديدة وهي منظمة "حزب الله" المؤيدة لإيران وهو ما ذكره العديد من المؤرخين والمحللين بمن فيهم جون لافين وماكس فايس وباسل صلوخ. وقد تم ضمان موقفها المؤيد لإيران بسبب الدعم المقدم من طهران، لكن لم يكن بوسع الدولة السيطرة على جميع جوانب المنظمة. ولذلك، فإن تورط القوى الفاعلة من غير الدول وزيادة صلاحيتها تؤكد أنها ميراث للطائفية الاستعمارية متحولة عن الصراع التقليدي بين الدول.

أدى التدخل الخارجي المستمر، وكذلك التحديات الداخلية من عام 1983 فصاعداً إلى تحويل الدولة اللبنانية. ومع وجود العديد من الكيانات التي انخرطت في الحرب الأهلية، فقدت الدولة احتكار العنف المشروع. بحلول عام 1984، كان الجيش الذي تسيطر عليه الحكومة عاجزاً، في حين اغتيل الرئيس المنتخب بشير الجميل، ودمر "حزب الله" السفارة الأميركية في بيروت عام 1983، فشلت الانتخابات في انتخاب رئيس دولة عام 1988، وأدت إلى حدوث تنافس سياسي في مناطق أخرى.

كان الرد على عدم الاستقرار هو "اتفاق الطائف" عام 1989، الذي دخل حيز التنفيذ عام 1990. كانت هذه الوثيقة أكثر من مجرد استجابة للتنافس السياسي، فقد دعت إلى إعادة هيكلة الطائفية في لبنان بمشاركة دولية. وأبقت على الرئيس الماروني لكنه خضع لحق نقض "فيتو" سُنِّي، وكان على مجلس النواب أن ينقسم بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين. كانت هذه محاولة للتأكيد على هوية عربية موحدة، لكن كل ما حققته بالفعل هو ضمان الهيمنة الأجنبية في لبنان.

على سبيل المثال، أعطيت سوريا "علاقة خاصة" مع لبنان وسمح لها بالتدخل في مسائل الأمن القومي، ودائماً وفقاً لدراسة الموقع البريطاني. وكان أن أعلن اتفاق الطائف 1989 عن ولادة الجمهورية الثانية، وعليه انتهت الصيغة الثنائية موارنة -سُنّة، مقابل الترويكا موارنة – سُنّة – شيعة.

"التقسيم هو الحل"

واعتبر تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية نشر في 18 سبتمبر (أيلول) 2020 بعنوان "التقسيم هو الحل لكل مصائب لبنان"، أن لبنان ارتكب خطأً فادحاً بالحفاظ على النظام الطائفي وفكرة المحاصصة في المناصب، لأنه بمرور الوقت، سيطر "حزب الله" الموالي لإيران على الدولة، وحرمت هيمنته على مفاصل الدولة اللبنانيين من غير الشيعة من حقوقهم، مؤكدة أنه حان الوقت لإعادة النظر في هذا النظام والاعتماد على نظام الحكم الفيدرالي.

وفي أعقاب انتخابات 2018، ونجاح تحالف "حزب الله" والرئيس اللبناني السابق ميشال عون، ابتهج الحزب بالنتائج كثيراً، ونشر نشطاء شيعة مقاطع فيديو على موقع "يوتيوب" وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي يثنون على "حزب الله"، ويقولون إن الوقت قد حان لحكم لبنان... تلك التطورات دفعت ببعض اللبنانيين ليتحدثوا عن الفيدرالية كخيار لضمان سلامتهم على المدى الطويل، على رغم عدم وضوح كيفية عمل ذلك في مجتمع طائفي مثل لبنان، بخاصة بعد معارضة "الحزب" لهذه الفكرة.

ويحتل هاشتاغ "الفيدرالية هي الحل"، صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وتمظهر هذا عبر مؤتمر "العقد الجديد من نظام الطائف إلى النظام الفيدرالي"، والذي نظمه ما يعرف باسم "المؤتمر الدائم للفيدرالية"، وعقد في يناير (كانون الثاني) الماضي، ويدعو المؤتمر إلى ضرورة الانتقال إلى نظام يرتكز على الأسس الديموغرافية - الجغرافية حفاظاً على الكيان ومنعاً للتقسيم.

وكان رئيس "القوات" سمير جعجع أعلن، أن استمرار الوضع على ما هو عليه غير مقبول ولا معقول، تماماً كما إمكان التجاوب مع وصول رئيس ممانع نتيجة الأمر الواقع القائم. ودعا لإعادة النظر بهذه التركيبة من دون تردد، من دون تصوير الأمر على أنه انقلاب على اتفاق الطائف الذي لم يطبق منذ 33 سنة".

وفي مؤتمره الـ 32، أعلن رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل أن "المطلوب تغيير الأسلوب والمساومات والتوحد كعلمانيين وطائفيين... لهذا السبب وانطلاقاً من هنا ومن هذه اللحظة نقول إننا لسنا مستعدين للخضوع لإرادة حزب الله في لبنان، وندعو كل اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم. ونقول للحزب، نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، وإذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها، ولكن لن نقبل أن نعيش كمواطنين درجة ثانية ولن نخضع، سنبقى هنا وسنواجه جميعاً مع بعضنا البعض".

في المقابل، قال رئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل، وفي رد منه على حليفه "حزب الله" لمشاركته في جلسة حكومة تصريف الأعمال، "مش ماشي الحال أبداً، ويجب البدء جدّياً باللامركزية الموسعة، إن لم يكن بالقانون بعد 30 سنة من الطائف، نبدأها على الأرض".

وفي هذا الصدد، دائماً ما راودت طائفة الدروز من جبال لبنان إلى مناطق الدروز في سوريا، أفكار وخيالات الانخراط في الأمن الذاتي والبقاء على الحياد في الوقت نفسه، أو تطلعوا إلى إنشاء مناطق عازلة فعلية تضمّنها القوى الإقليمية، سعياً إلى الحفاظ على الطائفة والبقاء على قيد الحياة. وبعد انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) 2019، قال وليد جنبلاط زعيم الطائفة الدرزية "الجبل على مشارفِ الجوع. الجبل ولبنان. لكن يهمّني الجبل".

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بلدية بقاعصفرين تقدمت بطلب رد القاضي العقاري في الشمال تيريز مقوم لعلة التحيز الواضح

وطنية - طرابلس/28 تموز/2023  

تقدمت اليوم بلدية بقاعصفرين عبر وكيلها القانوني المحامي مازن اسطنبولي، بطلب رد القاضي العقاري الإضافي في الشمال القاضي تيريز مقوم لعلة التحيز الواضح، فيما يعرف بالنزاع الحدودي بين قضاء المنية الضنية من جهة وبين قضاء بشري من جهة أخرى.

ويذكر أن بلدية بقاعصفرين قد تقدمت سابقا بطلب نقل الدعوى لعلة الارتياب المشروع بوجه القاضي تيريز المقوم أمام محكمة التمييز في بيروت في النزاع عينه.

 

"اليونيفيل": وفاة جندي من الكتيبة الغانية واصابة اثنين اخرين ولبناني بحادث سير في الضهيرة بين آلية لنا وسيارة مدنية

وطنية - صور/28 تموز/2023

 صدر عن "اليونيفيل" البيان الآتي: "وقع حادث سير مأساوي عند ظهر هذا اليوم، الجمعة 28 تموز، في محيط بلدة الضهيرة في جنوب لبنان بين آلية حفظ سلام تابعة لليونيفيل وسيارة مدنية، مما أسفر عن اصطدام السيارتين. وبكل أسف، ننعي أحد حفظة السلام التابعين لليونيفيل من غانا، والذي فقد حياته بشكل مأساوي في الحادث. ونتقدم بأحر التعازي والمواساة لعائلته في غانا في هذا المصاب الأليم. كما اننا نشعر بالحزن العميق، لأن مدنيا لبنانيا واثنين من أفراد حفظ السلام الغانيين الآخرين أصيبوا بجروح خطيرة في التصادم. وتم نقلهم على الفور إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وأطيب تمنياتنا بالشفاء العاجل للمصاب. وفتحت اليونيفيل تحقيقا شاملا لتحديد سبب الحادث".

 

رئيس الكتائب تخوف من تفكك المعارضة: حزب الله مسؤول عن الشغور الرئاسي بسبب استخدامه منطق الاستقواء

وطنية/28 تموز/2023

حمّل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل "حزب الله المسؤولية عن الأزمات السياسية والشغور الرئاسي، بسبب استخدامه منطق الاستقواء والهيمنة"، مؤكدا "الاستمرار في المواجهة، لأن الرضوخ يعني تسليم البلد له".

وتخوف الجميل في حديث إلى صحيفة "القبس" الكويتية، من "تفكك المعارضة، وتكرار الخطيئة السابقة"، موضحا "أهمية التنسيق الدائم بين أطرافها، والعمل على وضع تصور مشترك للمرحلة المقبلة".

وسأل ردا على الدعوات بشأن الحوار: "هل تقبل أي دولة في العالم أن تحاور ميليشيا مسلحة تقرر عنها مصير الدولة والشعب؟".

وسئل: مجلس شورى الدولة أصدر قراراً بإلزام وزير المال تسليمكم تقرير التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان فهل ذلك انتصار لكم أم للمعارضة أم للرئيس ميشال عون الذي خاض معركة التدقيق الجنائي؟

أجاب: "القضاء انتصر للشعب اللبناني لأن أموال مصرف لبنان هي أموال اللبنانيين، ومن حقهم أن يعرفوا كيف أُنفقت أو أُهدرت. القرار انتصار لمنطق المحاسبة، ولقدرة المجلس النيابي على القيام بدوره الرقابي والتشريعي، وأثبت أن بعض القضاة يملكون الجرأة للذهاب في قناعاتهم حتى النهاية".

سئل: ما هو المسار الذي ستسلكه هذه القضية بعد قول القضاء كلمته؟ وهل تعتقد أن الوزير سينفّذ هذا القرار؟

اجاب: "نحن بانتظار أن يلتزم الوزير بالتنفيذ، بعدما تم إبلاغه بالقرار القضائي. أما في حال تمنّعه عن تسليمنا تقرير شركة التدقيق الجنائي فسنطالب بغرامات إكراهية، كما سنواصل الضغط عليه".

اضاف: "في الحقيقة لا أعتقد أن وزير المال سيرضخ، لكننا مستمرون في هذه المعركة، لأن من حقنا أن نعرف أين أُهدرت أموال اللبنانيين. وأذكر أننا منذ لحظة المطالبة بالتدقيق الجنائي -نعترف أنه من الإنجازات التي قام بها الرئيس ميشال عون- كنا من الداعمين لهذا المسار، وطالبنا بأن يشمل التدقيق كل الوزارات والإدارات الرسمية، للكشف عن كل الصفقات، التي كانت تجري فيها".

سئل: لبنان في شغور رئاسي منذ 9 أشهر وحكومة تصريف الأعمال مُتَنازع على صلاحياتها والمجلس النيابي شبه معطل، ألا تكشف هذه الأزمات خللاً عميقاً في النظام يتطلب الذهاب إلى عقد اجتماعي جديد؟

اجاب: "كل هذه الأزمات ليست وليدة خلل في النظام السياسي. قد يكون النظام مسؤول عن 20 في المئة من مشاكلنا. ليس النظام السياسي ما يمنع انتخاب رئيس جمهورية، بل محاولة "حزب الله" فرض هيمنته على باقي المكونات اللبنانية. منطق الاستقواء والهيمنة هو الذي يمنع البرلمان من الانعقاد، وإلا كنا عقدنا دورات متتالية، وانتخبنا رئيس جمهورية".

اضاف: "حزب الله يضرب مبدأ المساواة بين اللبنانيين، هو من يقرر عنهم، وهو من يمتلك القدرة على تعطيل الاستحقاقات الدستورية، وعلى جر البلد إلى حرب، فيما الآخرون تحت سقف القانون. نحن اليوم أمام خيارين: إما الرضوح أو المواجهة، فبمجرد أن نسلم لمشيئة "حزب الله" سيُصار إلى انتخاب رئيس جمهورية، لكن في المقابل نكون سلمنا البلد إلى "حزب الله" ووضعناه في محور الممانعة، وهذا ما لن يحصل".

سئل:  هل أثمرت مواجهة "حزب الله" توحيد المعارضة على مرشح رئاسي؟

اجاب: "توحدنا بداية على دعم ترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، وهو من يمثل تطلعاتنا السياسية، ولنبرهن عن حسن نية ونكسر الجمود الحاصل، تراجعنا عن معوض، ودعمنا الوزير السابق جهاد أزعور، باعتباره مرشحاً توافقيا".

اضاف: "سياسة الانفتاح على الفريق الآخر ومد اليد ووجهت بالتخوين والتعطيل، وبمزيد من الاستقواء والفجور السياسي. هم مستمرون في هذا المنطق حتى هذه اللحظة، حيث تتحفنا قيادات "حزب الله" بتصاريح يومية، تتهمنا بتنفيذ أجندات صهيونية وغربية".

سئل: تقاطعتم كقوى معارضة مع "التيار الوطني الحر" على تأييد جهاد أزعور، فهل ما زال هذا التقاطع قائماً؟ النائب آلان عون صرح بأن أزعور كان محاولة لم تصل إلى نتيجة، فهل هذا مؤشر للانسحاب من هذا التقاطع؟

اجاب: "لا يزال جهاد أزعور مرشحنا، بتأكيد من كل الأفرقاء الذين دعموا هذا الترشيح، وقد تبلّغت رسميا من "التيار الوطني الحر" بأنهم مستمرون في هذا الخيار، كما من باقي الأحزاب ومن النواب المستقلين والتغييريين".

سئل: بيان اللجنة الخماسية من أجل لبنان التي اجتمعت في الدوحة، يلاقي إلى حد كبير مطالبكم، وهو أغفل الدعوة إلى الحوار كشرط لانتخاب رئيس للجمهورية وشدد على الاحتكام إلى الدستور لانتخابه، لكنه دعا في المقابل إلى انتخاب رئيس يوحّد اللبنانيين، فما رأيك؟

اجاب: "نحن أيضاً نريد رئيساً يوحّد اللبنانيين. جهاد أزعور ليس محسوباً على أحد، وأيّده "التيار الوطني الحر"، حليف "حزب الله". وبالتالي، هو قادر على جمع اللبنانيين. المشكلة أن "حزب الله" يريد رئيساً مطواعاً، لا رئيساً يوحّد اللبنانيين".

سئل: التقيتم الموفد الرئاسي الفرنسي في بيروت، فهل سمعتم منه أي جديد يخص الملف الرئاسي، علماً بأن الخارجية الفرنسية اعتبرت أن مهمته هي البحث عن حل توافقي؟ وهل يعني ذلك أن المرحلة السابقة طويت، وأن البحث جار عن خيار ثالث؟

اجاب: "التقيت لودريان، وأفضل أن تبقى المداولات بيننا سرية. كمعارضة، دعمنا الوزير السابق جهاد أزعور، باعتباره خيارا ثالثا، وليس مرشح مواجهة. فليطرح الثنائي الشيعي اسما توافقيا كما فعلنا".

سئل: بيان اللجنة الخماسية أيضا ذكر بتنفيذ اتفاق الطائف، فهل حزب الكتائب لا يزال مقتنعا بمرجعية الطائف؟

اضاف: "الدستور اللبناني هو النص الأعلى الذي ينظم الحياة السياسية. صحيح أن النظام بحاجة إلى تطوير، لكن من ضمن الآليات الدستورية. والدستور يتضمن في جوهره آليات التعديل".

سئل: هذا يستوجب حوارا لبنانيا - لبنانيا، فهل أنتم مع عقد هذا الحوار؟

اجاب: "نعم، إنما ليس بغياب رئيس الجمهورية".

سئل: هل سيكون للبنان رئيس في المدى المنظور؟ "حزب الله" يقول لكم "لا تجرّبونا.. نَفَسنا طويل"؟

اجاب: "ونحن نَفَسنا أطول. بالنسبة لنا، ليس وارداً عندنا الخضوع لمنطق الابتزاز والتهويل والتخوين، هل المطلوب أن نقر بمرجعية "حزب الله"؟ هل توافق كل الدول التي تعطينا دروسا بضرورة الحوار أن تحاور ميليشيا مسلحة، وأن يقرر فريق فيها مصير الدولة والشعب؟".

اضاف: "أما عن انتخاب رئيس في المدى المنظور، فنعم، سيكون لدينا رئيس جمهورية عندما يقرر "حزب الله" وقف التعاطي بمنطق الفرض والهيمنة على البلد. عندما يستخدم الأطر الديموقراطية، وليس القوة في فرض خياراته على باقي المكونات اللبنانية".

سئل: كيف تقيّمون السياسة الفرنسية؟ وما رأيك بتصريح السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو حين توجهت بكلام غير مسبوق إلى اللبنانيين، وتحديداً القوى المسيحية؟

اجاب: "لم أسمع تصريح السفيرة الفرنسية. الفرنسيون يسعون إلى إيجاد حلول للمأزق السياسي. المشكلة تكمن في أنهم ينطلقون في محاولاتهم هذه من تجربة الـ2016 (انتخاب الرئيس ميشال عون) التي استعمل فيها "حزب الله" الأدوات نفسها التي يلجأ إليها اليوم، أي التعطيل، معتقدا أن الجميع سيخضعون لإرادته في نهاية المطاف".

اضاف: "المعادلة الفرنسية تقول "لماذا إضاعة الوقت؟ فليذهب اللبنانيون إلى هذا الخيار". الفرنسيون يستنسخون التجربة السابقة، ونحن نؤكد لهم أن هذا الأمر لن يتكرر، على أمل أن تبقى المعارضة متماسكة وثابتة على هذا الموقف".

سئل: هل تتوجس من تضعضع المعارضة أو انقلاب أحد الأطراف على هذه المواقف؟

اجاب: "لدينا تجربة مرة في هذا الخصوص. عام 2016 عارضنا كلنا انتخاب ميشال عون، وفي نهاية المطاف بقينا وحدنا في المواجهة. اليوم نفتح صفحة جديدة، ولدينا فرصة لتوحيد المعارضة، على أمل ألا يرتكب أحد أطرافها الخطيئة السابقة نفسها".

سئل: بالمناسبة كيف أصبحت العلاقة مع حزب "القوات اللبنانية"؟ ولماذا لم تلتق رئيس الحزب سمير جعجع بعد؟

اجاب: "نحن على تواصل دائم في كل المواقف، اللقاءات غير مهمة، إنما التنسيق قائم، ونسعى إلى وضع تصوّر مشترك للمرحلة المقبلة".

سئل: لماذا نشهد توترا دائما على جبهة المعارضة وبعض التغييريين، مع العلم أنكم كحزب الكتائب كنتم الأقرب إلى الجموع المنتفضة في 2019؟

اجاب: "مشكلة قوى التغيير ليست مع حزب الكتائب، فنحن على تنسيق دائم، بل مع بقية الأفرقاء، وهذه العلاقة تحتاج إلى بناء ثقة".

سئل: تخوفتم من عودة الاغتيالات، وحمّلتم "حزب الله" المسؤولية، فما الذي استدعى هذه المخاوف؟

اجاب: "التهديد الأمني موجود دائماً. وصلتنا إشارات دفعتني إلى التحذير من عودة الاغتيالات قبل وقوعها".

سئل: على ماذا سيرسو مصير الحاكمية في ظل هذا الانهيار الاقتصادي المتمادي؟

اجاب: "لدينا 3 خيارات: إما التمديد لسلامة، أو تسلّم نواب الحاكم مهامه، أو تعيين الحكومة حاكماً جديداً. وهذه الخيارات تشبه طريقة تخيير أحد ما بشأن الطريقة التي يفضّل أن ينتحر بها. لسنا مضطرين للذهاب نحو حلول انتحارية بينما الحل موجود. حل يسمح بتعيين حاكم جديد، بتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات، باستنهاض البلد ورد الأمل للبنانيين: انتخاب رئيس للجمهورية".

سئل: لماذا لم تنسحب التفاهمات الإقليمية السعودية - الإيرانية أو الخليجية - السورية على لبنان؟

اجاب: "لأننا لم نصل بعد لمرحلة التفاهمات. هي محاولات لوقف التشنّج، وليست حلولاً لمشاكل المنطقة. في لبنان لدينا مشاكلنا الخاصة غير المرتبطة بأي بلد آخر، مشكلتنا في ميليشيا مسلحة تهيمن على قرار البلد". وردا على سؤال بشأن الأمور المطلوبة من لبنان لإعادة علاقاته مع الدول العربية إلى سابق عهدها، قال: "حزب الكتائب تربطه علاقات تاريخية بالدول العربية، خصوصاً دولة الكويت الصديقة، التي كانت دائماً منحازة إلى جانب الشعب اللبناني، وأفضالها كثيرة على لبنان".

اضاف: "حزب الله خرّب العلاقة مع الأشقاء العرب، ونتمنى أن تعود العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب إلى سابق عهدها، ونسعى بكل جهدنا لترتيب هذ العلاقات، مدركين أن لبنان لا يمكن أن يتنفّس اقتصادياً وحتى سياسياً من دون التفاعل مع محيطه العربي". وعن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، قال: "من دون تحقيق دولي لن نصل إلى الحقيقة. كل الاغتيالات التي حصلت هناك جريمة واحدة، وصل فيها التحقيق إلى نتيجة، هي اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري. وما كنا لنعرف الحقيقة لولا المحكمة الدولية. في دولة اللاقانون والميليشيا والأجهزة الأمنية المتضاربة لا يمكن الوصول إلى أي نتيجة إلا عبر تحقيق دولي. وهناك دعم دولي لهذا الموضوع، ونأمل أن ننتقل إلى إقرار آليات دولية للتحقيق".

 

باسيل من المتن: لا لاستمرار سياسة سلامة ولا لحوار غير منتج كل عناد يقابله عناد ولن يكتب لشيء النجاح بتغييبنا

وطنية/28 تموز/2023

حذّر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من "الاستمرار بالسياسة المالية والنقدية نفسها القائمة على الهدر والفساد بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عبر حاكم جديد او عبر نواب الحاكم"، موضحًا أن "الاستقرار الحقيقي يكون باحترام القوانين والشفافية ومنع السرقة والفساد والهدر واحترام قاعدة العرض والطلب في السوق واللجوء الى الاستقرار الطبيعي وليس المزيّف القائم على تثبيت سعر صرف الدولار على حساب المواطنين وأموال المودعين". وقال باسيل في كلمة ألقاها في عشاء هيئة قضاء المتن في "التيار الوطني الحر"، في حضور الرئيس ميشال عون:" في غضون ايام يرفع عن كاهل اللبنانيين كابوس رياض سلامة أحد أكبر أعمدة الفساد ورئيس المنظومة المالية الحاكمة في لبنان. كان من الافضل أن يتم طرد سلامة ومحاسبته وسجنه على أن يتم انتظار انتهاء ولايته، ولكن أقله منعنا التمديد له الذي كان يسعى له شركاؤه في المنظومة الفاسدة. سيحاول سلامة التخريب بما له من أدوات بعد انتهاء ولايته ليقول لنا أنه الأساس في الاستقرار النقدي. هم يهوّلون بارتفاع سعر صرف الدولار، ويحضّرون له. إن رياض سلامة كان يخالف القوانين لضبط سعر الصرف الذي يدفع من جيوب المواطنين وإيداعاتهم بالمصارف".

ورأى أن "الحل يكون عبر أمرين: اما ان يتم تعيين شخص مشهود له بالكفاءة و"الآدمية" عبر القضاء العدلي أو الإداري، أو أن يتم التوافق السياسي على الشخص المناسب بدلا من اللجوء الى أي إجراء غير دستوري تقوم به الحكومة". وقال: "في حال تعذر الوصول الى هذين الحلين، يبقى المخرج بحسب القانون ان يتسلّم نائب الحاكم الأوّل الصلاحيات الكاملة للحاكم ومعه المجلس المركزي بصلاحيات محدودة. والتلويح بالاستقالة غير مهم لأن استقالة نواب الحاكم المركزي لا تعفيهم من مسؤولية متابعة مهامهم".

وأمل أن "يتمسك نواب الحاكم بما عبّروا عنه بكتاب رسمي في 20 تموز حول عدم استعدادهم لمخالفة القوانين، والاستمرار بسياسة رياض سلامة، وانّهم يريدون منصة صيرفة حقيقية وشفافة غير وهمية، ويريدون توحيد سعر الصرف تدريجياً، ويريدون الاصلاحات القانونية من مجلس النواب، ويريدون تغطية قانونية لأي صرف من خارج القانون". ولفت باسيل الى "ضرورة إقرار القوانين الإصلاحية ووضع خطة إنقاذ اقتصادية ضمن برنامج زمني محدد، والى ضرورة إجراء تدقيق مالي وردع محاولات إخفاء تقرير التدقيق الجنائي". ودعا الى "اعتماد اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وإقرار الصندوق الائتماني" موضحًا ان "اللامركزية لا تعني تحويل الأقضية لمحميّات لزعامات فلامركزيّتنا هي لفتح المناطق وعدم اغلاقها بوجه بعضها، وهي أبعد ما يكون عن الانعزال والتقسيم. مركزية ما بعد الـ 90 خنقت الاقتصاد وجعلت الدولة تسرق شعبها والشعب يسرق دولته. امّا اللامركزية فهي لتقوية المناطق والناس ومناعة الدولة، وهي نظام يشعر معه كل إنسان أن الدولة تعطيه بقدر ما يعطيها ويدفع المواطن الى تسديد الضرائب والرسوم باطمئنان وثقة بأنها ستذهب الى الإنماء لا  الى جيوب الفاسدين والمتسلّطين."

وقال: "هذه المنظومة لا تريد إقرار القوانين الاصلاحية لأنها تريد الاستمرار بالفساد. والتيار الوطني الحر لن يشكل غطاء سياسيا لها ولن يساعدها. لن نساوم ولن نقبل بجوائز ترضية كما يتهموننا فلن نساوم على حساب الوطن. ما نريده هو بناء لبنان. نحن في التيار الوطني الحر لن نقبل ان نكون جزءا من مشروع فاشل، ندعمه ونحمل مسؤوليته وندفع ثمنه. ومن يريد الفشل فليفشل وحده وشكراً على دعوته لنا لنكون جزءاً من سلطته الفاشلة و"حصّة حرزانة" الآن او حصّة كاملة بعد 6 سنوات. لا نريدها لا الآن ولا بعد ست سنوات. نحن نريد الجمهورية والدولة وأي دعم تطلبونه منا نريد له مقابل ليس لجبران باسيل، ولا للتيار الوطني الحر بل للدولة للبنان والوطن. لن تغرينا لا قيادة جيش ولا حاكمية مصرف لبنان ولا كامل الحكومة ولا كل الادارات. لن يغرينا إلا ما هو أهم من اسم الرئيس، وهو مشروع الدولة في لبنان."

وبالنسبة للدعوة إلى الحوار رأى أن "الحوار او التشاور او المشاورات المكثفة لها شروطها للنجاح". وقال:"أي حوار لإضاعة الوقت او تشتيت الجهد هو غير مقبول ومرفوض من قبلنا. وأي حوار جدّي ويؤدّي الى نتيجة فعلية هو مرغوب ومطلوب شرط ان يتحدّد ببرنامج واضح، وبمدّة زمنية محدّدة وبنتائج واضحة. ويجب ربط نهاية الحوار بجلسات انتخاب يلتزم رئيس مجلس النواب بالدعوة اليها قبل بدء الحوار الذي يجب ان يكون على البرنامج والمواصفات وقد يفتح آفاقا لتسميات جديدة  او يوصل الى مرشح يحظى بالـ 65 صوتا. واذا جرت جلسات متتالية ولم يحصل احد على 65، لا تعود ملامة التعطيل ملقاة على الثنائي الشيعي، بل يصبح إلزاميا علينا جميعا إيجاد مرشح توافقي. لقد حان وقت الانتهاء من العناد والمكابرة وانتظار الخارج او تطورات الداخل." وأكمل باسيل في الملف الرئاسي: "كل عناد يقابله عناد، وكل تمسّك بمرشحهم يعني تمسّكا بمرشحنا جهاد ازعور وعدم التنازل عنه. لن يكتب لشيء النجاح في لبنان بتغييب التيار الوطني الحر. كل مرونة تقابلها مرونة. يجب ان ينتصر العقل خاصةً ممن هم معروفون برجاحة العقل، ولا يجب توقف البلد على كلمة او موقف شخصي". وختم كلمته متوجها الى "التياريين": "لا تخافوا على تيار صورته من صورة العماد عون ولد من رحم الشهادة والمعاناة. التيار يبقى قويا بكم ومعكم. انتم القاعدة الصلبة للتيار التي لم تهزمها الصعاب والأزمات.هذا التيار هو للمناضلين وللمضحّين والمقاومين. قد يمرّ فيه أصحاب المصالح ومتسلقي مناسبات وقانصي مواقع لكن اذا لم تكن طينتهم طينة نضال ومقاومة فهم لن يستمروا في التيار".

 

الشيخ الخطيب خلال إحياء الليلة العاشرة من محرم: لماذا لا تستجيبون للتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة تقوم بتعيين حاكم جديد للمركزي؟

وطنية/28 تموز/2023

أعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلىالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أنه أحيا الليلة العاشرة من محرم في مقره وبرعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب وفي حضور علماء دين وشخصيات سياسية وقضائية وعسكرية وامنية وتربوية واجتماعية ومواطنين،

وتلا المقرئ احمد المقداد ايات من الذكر الحكيم، كما والقى العلامة الخطيب كلمة قال فيها: "... هذه الليلة هي ليلة العاشر من شهر محرم والإمام الحسين (ع) وأهل بيته في صحراء كربلاء محاصرون حيث انتهت المفاوضات مع قادة الجيش الاموي الذين أصرّوا وبناءً على أوامر يزيد ان يضعوا الامام الحسين (ع) بين خيارين بين السلة والذلة وقد كان هذا الامر واضحاً لمن معه وعرفوا ان الحرب واقعة لا محالة مع عدم تكافؤ القوى عدداً وعدةً بين الطرفين، وأَن المعركة العسكرية لن تكون لصالحهم وهم محاصرون حصاراً مُطبقاً من كل جانب وحيل بينهم وبين الفرات مع وجود النساء والاطفال كان من الطبيعي لأي جماعة تعيش نفس الظروف وترى أن هناك مجزرة تنتظرها أن يَحدُث فيها اهتزاز في معنويات بعض أفرادها ويخلق لديهم حالة من التردد في الاستمرار على نفس الموقف، كان هذا اختباراً لهم هل يستمرون في نفس الموقف أو يتراجعون؟ ومن الطبيعي ان القائد وهو الامام الحسين (ع) كان يدرك جيداً هذا الأمر وانه غداً سيخوض بهم معركة تاريخية وتاريخيّتها في استثنائيّتها من جهة النتائج التي يريد تحقيقها بشهادته وآل بيته واصحابه بهذه الفاجعة الرهيبة وأن يُحدِث الانقلاب في حالة الأمة التي استكانت وتعايشت مع الوضع القائم، إذ استطاع بنو أمية تدجينها بحيث باتت تستسيغ العيش الذليل وأن ترى الفساد والانحراف والمنكرات والمظالم يرتكبها النظام جهاراً نهاراً دون أن يجرؤ أحد على الاعتراض أو إبداء الرأي".

وأضاف: "من حيث العدة والعدد فلا توازن وهي تشكل نقطة الضعف التي قد تسبّب الانهزام النفسي لدى جيشه فيُسْلِمُهُ إلى عدوه وتفشل الخطة التي أعدها لتحقيق هذا الهدف، لذلك جمع هؤلاء وأخبرهم حقيقة الوضع وما سيؤول اليه الحال وانه لا يطالبهم بشيء وليتخذوا من هذا الليل جملاً، أراد بذلك اختبار نيّاتهم ومدى إخلاصهم وثباتهم مُحكِماً خطته ليضمن النتيجة التي أرادها. وهكذا كان فقد أظهر هؤلاء إصراراً على نصرته والثبات معه والاستشهاد بين يديه من دون تردد وتقديم أنفسهم واموالهم وابنائهم دون أهل البيت، فقالوا له: أنفسنا دون أنفسكم وابناؤنا دون أبنائكم تعبيراً عن الثقة المطلقة بالقيادة وبأحقيّة القضية وعدالتها وعدم التردد في الشهادة في سبيلها وهي العناصر الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في أي معركة يراد لها أن تصل إلى أهدافها ولو في المدى البعيد، وحينما سألت السيدة زينب اخاها الحسين (ع) عنهم وهل اختبر نيّاتهم حتى لا يسلموه للأعداء أجابها (ع): (ولقد بلوتهم فلم أجد فيهم الا‌ الا‌شوس الا‌قعس يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل بمحالب امه)".

وتابع: "وقد عبّرت السيدة زينب (ع) عن ذلك تخاطب يزيد في الشام بعد شهادة الامام الحسين (ع) حين أنشد الشعر أمامها شامتاً جزلاً وفرحاً بمقتل الحسين:  ليتَ أشياخي ببـدرٍ شَهِـدوا جَزَعَ الخزرجِ مِن وَقْعِ الأسَلْ

فأهَلَّـوا واستَهـلُّـوا فَرَحـاً ثمّ قالـوا: يا يزيـدُ لا تُشَلّْ!  لستُ مِن خِنْدَفَ إنْ لم أنتقـمْ مِن بني أحمدَ ما كان فَعَـلْ!

توجّهت اليه بالتوبيخ قائلةً له: فوَاللهِ ما فَرَيتَ إلاّ جِلْدَك، ولا جَزَزْتَ إلاّ لحمك، تخاطبه بقوة المنتصر لا بذلّ المنهزم رغم ألم الفاجعة التي لم تقتصر أن عاشتها بكل تفاصيلها وجزئيّاتها فرأت إخوتها والشهداء مطرحين على الرمضاء كالأضاحي، بل إنّ ما حدث بعد المعركة من هجوم الاعداء على المخيم وما أصاب النساء من الخوف والذعر وحرق للخيام وتشتّت الأطفال في الصحراء وسلب النساء والاطفال والأَسْر بعد ذلك ما يهدّ الجبال الرواسي، نراها بعد كل ذلك تتصرف انها المنتصر وان عدوها المهزوم فقلبت النتيجة وأحسّ معها يزيد بخسارة المعركة".

وقال: "لقد بدأت أعلام الانتصار لثورة الامام الحسين من هذا المشهد حيث يمكننا القول ان معركة الانتصار لثورة كربلاء خاضتها السيدة زينب (ع) في الشام وكتبت فيها نهاية الانقلاب الذي قام به بنو أمية على مشروع الأمة مشروع الإسلام من هذه اللحظات ولذلك يمكن القول ان لمعركة كربلاء بطلان الامام الحسين والسيدة زينب عليهما السلام، وإن الإسلام مدين بعد الله تعالى للإمام الحسين والسيدة زينب حيث أسّسا لمرحلة جديدة من التاريخ قضيا فيها على عقدة الخوف لدى الأمة التي أحدثها معاوية بن أبي سفيان لملاحقته كل من عارضه بالاغتيال بدسّ السم حتى عرف ذلك شعاراً له او القتل أو السجن أو النفي، وخصوصاً لمن كان موالياً لعليّ بن أبي طالب (ع)، فقد لاحق شيعة عليّ تحت كل حجر ومدر حتى إذا أراد احد أن ينتقم من أحد بالقتل وشى عليه بأنه شيعي، والامر الثاني تفويت الفرصة عليه بجعل الإسلام ستاراً لشرعية الحكم الاموي وإبقاء الإسلام سالماً ونقيّاً من التحريف والتشويه".

وأكد أن "الشيعة تاريخياً دفعوا ثمن الحماية للإسلام والأمة ولم يكن لهم مشروع خاص سوى ذلك، فهم لم يخوضوا معارك مذهبية وإنما خيضت ضدهم وعُمِل دائماً على التشكيك بهم وبأهدافهم من قبل الانظمة التي رأت في نهجهم خطراً عليها، فهم أبطال الدفاع عن حرية الرأي والمعتقد والانتقاد عندما يرون في انحراف الحاكم خطراً على الامة ومعتقداتها وأبطال الدفاع عن قضايا الامة المحقة. وإنّ مشكلة الشيعة هي مع الحاكم الجائر والمنحرف ولهذا تعرّضوا للاضطهاد والملاحقة والتشويه والتكفير الذي مازال حتى اليوم سيفاً يُسلَّط عليهم كلما وجدت الانظمة المُظلِلَة فرصة لذلك ومصلحة تخدم أهدافها وحرّضت عليهم وعملت على عزلهم عن الامة ومحاصرتهم".

وجزم: "ليس هناك أي مشكلة مع الأمة أو مع الفرق الاسلامية الأخرى، فالشيعة وبالأخص الإمامية لم يسبق أن أفتوا بكفر أحد من المسلمين سوى النواصب وهذا حكم مجمع عليه بينهم وهذا ما كان عليه موقفهم من الحرب التي شنّها الغرب على الخلافة العثمانية حيث أفتى مراجعنا بوجوب الدفاع في مواجهة العدوان الغربي واحتلاله لبلاد المسلمين وهو نفس الموقف مع قضية المسلمين الاولى القضية الفلسطينية التي تبنيناها ووقفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الاسرائيلي من باب الأخوة الاسلامية والدفاع عن أرض الإسلام كما يفتي علماء التشيع". 

واستطرد: "لقد كانت قضية الوحدة بين المسلمين نصب أعين الاستعمار الغربي الذي رأى فيها عاملاً من عوامل القوة التي تقف عائقاً أمام أطماعه فعمل على التفريق بإحداث الفتنة مستغلاً إلى جانب بعض الانظمة العامل المذهبي والتعصب الاعمى والجهل لدى العامة من الناس بمقاصد مثيري الفتنة على القيام بخدمة أهدافهم وإشعال الحروب المذهبية لضرب المقاومة خدمة للغرب والعدو الصهيوني وأهدافهم الخبيثة في القضاء على كل ما يفشل مخططاتهم الخبيثة وأحدث الفتنة داخل الامة بين الأخوة في الدين الذين يتعرّضون معا لحرب شعواء تمسّ مصالحهم ومقدساتهم من هذا الغرب الخبيث الذي يدفع ببعض الكتاب والرسامين والحاقدين باسم حرية الرأي على التعرّض للقرآن بالحرق والتوهين ويخوض معركة الاسلاموفوبيا وإتهام المسلمين بالإرهاب والتحريض عليهم وربما التعرّض لحياتهم".

وأضاف: "من هنا نقول للجميع: إن الغرب وادواته لن يسمحوا بتوحد المسلمين وسيشوّهون أي خطوة باتجاه التقارب الذي لا يستهدف توحيد المذاهب وإنما التوحد على قضايا الأمة الكبرى التي هي واحدة سواء في الدفاع عن الإسلام وشعائره ورموزه التي يتعرّض لها الغرب كما سبق أن تعرضوا لنبينا محمد (ص) او للقرآن أو للذود عن المسلمين الذين يتعرّضون للقتل وأرضهم ومقدسّاتهم للاغتصاب كما يفعل الصهاينة مع الشعب المظلوم في فلسطين حيث يُقتلون وتُحتل أرضهم وتنتهك المقدسات".

وقال: "نشيد بكل خطوة باتجاه التقارب والتفاهم بين المسلمين الذين هم بنَصّ القرآن أخوة (انما المؤمنون أخوة) وهذه وصية نبينا (ص) في خطبة يوم النحر قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا هل بلغت". 

إنّ هذه الحرب تخاض بأشكال وتحت عناوين مختلفة وما نراه في لبنان تشن الحملات الاعلامية تخوّف اللبنانيين من الطائفة الشيعية ويتآمر عليهم، لقد أفسد هؤلاء البلاد والعباد ثم يريدون تحميلها نتائج فسادهم في قضية المصرف المركزي وشغور مركز الحاكمية كانت الاصوات والاعتراضات تعلو إلى السماء وان هذا المركز هو من حصة المسيحيين ثم فجأة تحوّل الامر إلى الاصرار على ان النائب الاول للحاكم عليه ان يتحمل هذه المسؤولية والا فهو يتهرب من مسؤولياته، أهو يتهرب أم انتم الذين لا تستجيبون للتوافق لانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة تقوم بتعيين حاكم جديد؟ هل لأنكم تريدون تحميل مسؤولية الانهيار للطائفة الشيعية؟ ونحن نعلم أن المسؤولية توجّه إلى طائفة الموظف ولا توجّه لشخصه من قبل القوى التي تتلاعب بالمحرّمات الوطنية، أُكرّر ما طالبت به النائب الاول بالاستقالة وإذا كانوا حريصين على المرفق العام فليقوموا بواجباتهم ويستجيبوا لدعوة التوافق".

وفي الختام تلا الشيخ حسن بزي مجلس عزاء حسيني.

 

نعيم قاسم: لتحديد خيارات لبنان السياسية والاسراع في انتخاب الرئيس

وطنية/28 تموز/2023

لفت نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في الليلة العاشرة من الإحياء العاشورائي في "قاعة الجنان" - طريق المطار، الى اننا "نرى اليوم إشعاع ضوء هو المقاومة الصادقة المضحية التي حررت الأرض والثروة النفطية ورسمت الحدود البحرية بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة"، وقال: "علينا أن نحتضن هذا الاتجاه الإيجابي لنتوفق في نتائجنا الأخرى التي نعمل عليها". واشار الى ان "الدعوة إلى الإصلاح ليست خطبا رنانة ولا بيانات متقنة، إنما سلوك سياسي وأخلاقي واقتصادي يترك بصماته في حياة اللبنانيين. أشهروا يا من تدعون الإصلاح نتيجة أعمالكم التي يمكن أن تضاف خيرا إلى لبنان، نحن نشهر نتيجة أعمالنا بمقاومتنا وجهادنا وعملنا المتقن من خلال الحكومة والمجلس النيابي وحضورنا في داخل الدولة. للأسف الجماعات المدعومة من قبل أميركا تعمل للفساد والإفساد ولا يمكنها إلا أن تحقق الأهداف الأميركية الفاسدة، ولا يمكن أن تحقق أي نتيجة لها علاقة بمصلحة لبنان"، داعيا إلى "الاستقلال الفعلي بقرارات فيها مصلحة لبنان وتحرير أرضه وتحديد خياراته السياسية والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 28-29 تموز/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها. من يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was suspended by twitter for reasons that I am not aware of. For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

****************

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 تموز/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/120535/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1746/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 28/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/120537/120537/