المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 28 تموز/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.july28.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/حزب الله كارثة مدمرة تدمر لبنان وتضطهد اهله

الياس بجاني/فجور الثنائ الشيعي الإرهاي الملالوي

الياس بجاني/تحية للإستاذ سيمون أبو فاضل الذي تعرض اليوم لإعتداء سافر من قبل السيد وئام وهاب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للكاتب والصحافي علي حمادة من موقع جريدة النهار يشرح من خلالها خلفيات زيارة المندوب الفرنسي لودريان الذي عاد إلى بيروت دون أفكار جديدة

رابط فيديو مقابلة بروكست من ام تي في مع الصحافي سيمون أبوفاضل

 رابط خمسة تقارير ومقالات تبين بالإثباتات أن حزب الله هو وراء انفجار المرفأ وأن إيران شحنت له نترات اليورانيم

برّي يتحول "بطريركاً" للاقتصاد والتشريع والحكومة.. والشغور الرئاسي/منير الربيع/المدن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 تموز 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/7/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

لودريان: أيلول آخر فرصة.. أو ننسحب ونفرض العقوبات

الخارجية الفرنسية: لودريان اقترح على كل الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس عقد لقاء في لبنان خلال أيلول

برّي استقبل لودريان مجدّداً: كوّة فتحت في الملف الرئاسي

لودريان يطرح عقد لقاء بين الأفرقاء اللبنانيين لانهاء الشغور الرئاسي

سامي الجميّل: لم نعطِ جوابا نهائيا للودريان بانتظار التشاور بين أفرقاء المعارضة

بقرادونيان التقى لودريان

لمس من بري الإنفتاح على مرشح جديد وقطر مستعدّة للحلّ

لودريان: "إجتماع عمل" بدل الحوار و"الخماسية" تعتبره الفرصة الأخيرة

ضوّ والدّويهي وصادق التقوا لودريان: أكّدنا تمسّكنا بعقد جلساتٍ مفتوحة لانتخاب رئيس

دار الفتوى تُحيي "استشهاد الحسين": سابقة في العالم الإسلامي

السفير بخاري: السعودية لا تتدخل في أسماء المرشحين لرئاسة لبنان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

"سانا": استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 21 آخرين في تفجير إرهابي في السيدة زينب

 غوتيريس: عصر الاحتباس الحراري انتهى وحل عصر الغليان العالمي

تواصل المعارك في السودان والدعم السريع يهاجم قاعدة للجيش بأم درمان

البيت الأبيض: لا مؤشر على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية في الانقلاب في النيجر

 الامم المتحدة تدعو إلى ضرورة "الافراج فورا" عن رئيس النيجر المحتجز

الأمم المتحدة تعلن «تعليق» عملياتها الإنسانية في النيجر

النيجر... نهاية حكم بازوم... الجيش دعم الانقلاب وحذر من أي «تدخل عسكري خارجي»

أميركا تنشر مقاتلات «إف 35» لردع استفزازات إيران والخارجية ستقدم معلومات إضافية للكونغرس حول تعليق مهمة مالي

مسؤولون أميركيون يؤكدون بدء الهجوم الأوكراني «الرئيسي» المضاد جنوباً للوصول إلى بحر آزوف وقطع الجسر الوحيد لروسيا مع القرم

الجيش الأوكراني يستعيد قرية من القوات الروسية في الجبهة الجنوبية

بوتين يحشد «الحلفاء» في القمة الروسية – الأفريقية ووعود بزيادة التبادل التجاري وتوسيع إمدادات الغذاء... والسلاح

تعرُّض مرفأ أوديسا لهجوم تزامناً مع القمة الروسية الأفريقية وتضرر 26 منشأة للبنية التحتية في الموانئ الأوكرانية خلال 9 أيام من الهجمات الروسية

ظهور مفاجئ لزعيم «فاغنر» في قمة سان بطرسبورغ... وموسكو تلتزم الصمت

زيلينسكي زار كاتدرائية في أوديسا طاولها القصف الروسي

 بوتين يعلن عزم روسيا افتتاح عدد من المؤسسات التعليمية الروسية في إفريقيا لاستيعاب 10 ألاف طالب

روسيا تؤكد أنها عثرت على "آثار متفجرات" في سفينة شحن في البحر الأسود

الخارجية الفلسطينية: اقتحام بن غفير للأقصى شرعنة إسرائيلية رسمية لتهويده

الاردن: قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته خطوة استفزازية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دراسة للدكتورة منى فياض: العنف الثقافي والسياسي في المجتمعات الإسلامية/منى فياض/ASO Studies/

أبعد من الشغور والتلاعب بالرئاسة والدستور!/حنا صالح/الشرق الأوسط

مواجهة المنظومة تمرين داخلي ايضا/د. حارث سليمان/جنوبية

اجتماع السُّنّة مطلب مسيحيّ وضرورة وطنيّة/د. فادي الأحمر/اساس ميديا

 معركة مصرف لبنان: الحقيقة غير المنشورة/جان عزيز /اساس ميديا

لودريان ينزل عن "شجرة" فرنجية: التشاور في أيلول/زياد عيتاني/اساس ميديا

أيّ طائف يريد الثنائيّ الشيعي؟ (2/2)/د. محيي الدين الشحيمي/اساس ميديا

العنوان: "حزب الله" فلا تضيِّعوا البوصلة/جان الفغالي/نداء الوطن

جنبلاط إذا حكى عن الأسد/أحمد عياش/نداء الوطن

رجل دولة واحد بألف زعيم/مصطفى علوش/نداء الوطن

برّي يتسلّم توصيات "الخارجية" بشأن النازحين/أكرم حمدان/نداء الوطن

السنّة نحو تحمّل المسؤولية... ودار الفتوى ترفع الصوت!/طوني كرم/نداء الوطن

لقانون الإسرائيلي الجديد يخلّف تداعيات على الأمن والعلاقات مع الولايات المتحدة/ديفيد ماكوفسكي/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي عرض أموراً تربوية مع رئيس جامعة البلمند

ميقاتي اجتمع مع نواب حاكم مصرف لبنان: المرحلة تتطلب تعاون الجميع للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي النسبي

باسيل: أي حوار لإضاعة الوقت هو مرفوض من قبلنا

الجبهة المسيحية: تماسك المعارضة يمنع وصول مرشح حزب الله

بخاري كرم مفتي الجمهورية وتشديد على التمسك باتفاق الطائف

دريان:  لن نوفر جهدا في التعاون مع المعنيين في عملية انتخاب الرئيس

رعد: لأخذ معاناة شعبنا في عين الإعتبار وإنجاز الإستحقاق الرئاسيّ

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون

إنجيل القدّيس لوقا11/من52حتى54/:”قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَلوَيْلُ لَكُم، يَا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم حَمَلْتُم مِفْتَاحَ المَعْرِفَة، فَأَنْتُم مَا دَخَلْتُم، وَمَنَعْتُمُ الَّذينَ يَدْخُلُون». وَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاك، بَدَأَ الكَتَبَةُ وَالفَرِّيسِيُّونَ يُضْمِرُونَ لَهُ حِقْدًا شَدِيدًا، وَيَسْتَدْرِجُونَهُ إِلى الكَلامِ عَلَى أُمُورٍ كَثِيرَة، وَيَتَرقَّبُونَهُ لِيَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ مِنْ فَمِهِ”.

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مشكلة لبنان وشعبه وحكامه: احتلال وذمية وانتهازية وطروادية وتبعية وعبادة اصنام

الياس بجاني/26 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114133/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%83%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b4%d8%b9%d8%a8%d9%87-%d9%88%d8%ad%d9%83%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a7/

بالعربي المشبرح، لبنان بلد محتل بالكامل، وكل أصحاب شركات الأحزاب فيه من مسيحيين واسلام ودروز وكفرة ويساريين، هم راضخين بذل للمحتل، وراضين ان يعملوا تحت سلطته، وسلطة حكامه الأوباش. ولهذا يشاركون في الإنتخابات ولا يعلنون العصيان المدني،  والتوقف عن الهوبرة لهرطقات وأكاذيب تجار المقاومة والتحرير… نواب وزراء ورؤساء كلهم في هذه الخانة البائسة.

أما شعبنا، “الغفور” بأكثريته فهو مرتبط بأصحاب شركات الأحزاب المرتين ويقدسهم، وبالتالي راضي بوضعية العبيد والعبوية والصنمية.

نفس هؤلاء القطعان التابعين لأصحاب شركات الأحزاب، هم من انتخبوا نواب عبيد وذميين مثلهم، ويوهمون انفسهم والناس بأنه بالإمكان ممارسة الحرية والديموقراطية والإنتخابات بظل الإحتلال وحكامه العبيد.

فماذا نتوقع وأية نتائج قد تأتي منهم؟

للمرة الألف، لبنان يحتله حزب الله الفارسي والإرهابي، وهو رهينة ومخطوف، ودولته مارقة وفاشلة، وحكامه عبيد وطرواديين اذلاء.

من هنا، لا حلول من داخل لبنان بظل احتلال حزب الله، ومع حكام وأحزاب ذميين وشعب مصلحجي و”غفور”.

الحل إن جاء فسوف يكون من الخارج، وبالقوة العسكرية الدولية، ولكن حتى الآن هذا الخارج متفرج ومساند لحزب الله ولملالي إيران.

والأخطر في حال شعبنا “الغفور” يكمن في قلة إيمانه وخور رجائه وتفضيله بغباء ثقافة الأبواب الواسعة، على ثقافة الأبواب الضيقة (بالمفهوم الإنجيلي).

انشاء الله تكون هيدي اللغة مفهومي وواضحا.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله كارثة مدمرة تدمر لبنان وتضطهد اهله

الياس بجاني/27 تموز/2023

حزب الله سرطان خبيث يفتك بلبنان وباللبنانيين وبدولتهم وهويتهم ونمط حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم وبكل هو نظام وحريات وحقوق

 

فجور الثنائ الشيعي الإرهاي الملالوي

الياس بجاني/25 تموز/2023

فجور وعنجهية واستكبار وشوفة حال الثنائي الشيعي بقياداته كافة دليل عقد دونية لم يخفف منها السلاح والهيمنة وضرب كل مؤسسات الدولة

 

تحية للإستاذ سيمون أبو فاضل الذي تعرض اليوم لإعتداء سافر من قبل السيد وئام وهاب

الياس بجاني/20 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120314/120314/

والشعبٌ إذا ضرب الحذاء برأسه.. صاح الحذاء بأي ذنب أضربُ

تحية من القلب للإستاذ سيمون أبو فاضل، ناشر موقع الكلمة اونلاين، هذا الصوت السيادي والإستقلالي الصارخ بالحق والحقيقة، وإن ما تعرض له اليوم خلال حلقة “صار الوقت” عبر تلفزيون ال أم تي من إعتداء سافر ووقح وشوارعي من قبل السيد وئام وهاب، هو عملياً أكبر من جريمة لأنه استهدف مبدأ حرية الرأي المقدسة.

إن كل مفردات الشجب والإستنكار لا تفي بالغرض، لأن المعتدي وللأسف هو من زقاقية جماعة ثقافة الصرامي، وقد تعود دون رادع، ومنذ سنين على المفاخرة بهذه الثقافة الهمجية مستقوياً بهيمنة وإرهاب الإحتلال الملالوي وفائض قوته وأسلحته.

إن ما تعرض له اليوم أبوفاضل الصحافي وصاحب الرأي الحر، هو مجرد عارض من رزم أعراض المرض السرطاني الذي يفتك بلبنان وبشعبه، ألا وهو الإحتلال الملالوي… وبالتالي لا خلاص للبنان من وضعيته الحالية المأساوية قبل اندحار هذا المحتل واستعادة السيادة والإستقلال وسلطة القانون.

بيانات وئام  وهاب وحزبه تنضح بما في عقول اصحابها من عفن وجنون واستكبار وانكار وثقافة صرامي زقاقية. حالهم حال القحباء التي تبشر بالعفة

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق للكاتب والصحافي علي حمادة من موقع جريدة النهار يشرح من خلالها خلفيات زيارة المندوب الفرنسي لودريان الذي عاد إلى بيروت دون أفكار جديدة، بل حاملاً اقتراحات تتمحور في اطر حوار بعد شهر يركز على مواصفات الرئيس. حمادة أكد أن حظوظ فرنجية انعدت وأن الإجتماع الخماسي اعاد توجيه البوصلة في الإتجاهات الصحيحة. واشار أنه ورغم كل التناقضات هناك رفض مسيحي لرئاسة فرنجية، وأن دعوة حزب الله للحوار هي دعوة للرضوخ والإستسلام. في الخلاصة أفاد حمادة إلى أنه لا يمكن أن ينجح عهد أي رئيس جمهورية في لبنان دون علاقات ممتازة مع الدول العربية والأهم رضاها الكلي.

https://eliasbejjaninews.com/archives/120518/120518/

27 تموز/2023

 

رابط فيديو مقابلة بروكست من ام تي في مع الصحافي سيمون أبوفاضل

https://www.youtube.com/watch?v=mkHOMplxXqc

 

في اسقل رابط خمسة تقارير ومقالات تبين بالإثباتات أن حزب الله هو وراء انفجار المرفأ وأن إيران شحنت له نترات اليورانيم

20 آب/2020

https://eliasbejjaninews.com/archives/89637/%d8%ae%d9%85%d8%b3%d8%a9-%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%88%d9%85%d9%82%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ab%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%a7%d8%aa-%d8%a3/

 

برّي يتحول "بطريركاً" للاقتصاد والتشريع والحكومة.. والشغور الرئاسي

منير الربيع/المدن/28 تموز/2023

"الحوار قائم صدقّوني". لتلك الكلمة مآثر كثيرة في قاموس السياسة اللبنانية. دعوة اللبنانيين لتصديقه، له أكثر من معنى، خصوصاً لدى الغوص في شخصية القائل. وهو هنا رئيس مجلس النواب نبيه برّي. يمكن أن تتعدد صور الرجل. لكل صورة تصور مختلف. صورته بربطة عنق ذات اللون الأخضر تشير إلى الظهور بمظهر رئيس حركة أمل. والصورة الأخرى بربطة عنق زرقاء داكنة، يريد الرجل فيها أن يظهر رجلاً للحوار والتشاور وإدارة المؤسسات الدستورية. من بين الصور أيضاً، يمكن التقاط ثلاث، واحدة ما قبل 17 تشرين، وأخرى في أعقابها، وثالثة في وصفه بات "بطريركاً" للسياسة والتشريع والسلطة التنفيذية.

إلا كسر الفرنسيين

عندما يقول نبيه برّي إن الحوار قائم، فهو يشير إلى الجميع بأنهم يضطرون للعودة إليه. وهو الداعي الأول إلى هذا الحوار للوصول إلى تفاهم، فيما رفضه آخرون داخل لبنان. كما أنه رفض من قبل الدول الخمس التي اجتمعت في الدوحة. عملياً تغيرت تسمية الحوار إلى "مشاورات مكثفة" أو ورشة عمل تفضي إلى فتح المجلس النيابي، وإبقاء الجلسات مفتوحة بانتظار انتخاب الرئيس. أما من يتخلّف أو يعرقل فسيكون عرضة للعقوبات.

في كل الأحوال أصبح هذا الكلام مستهلكاً إلى حدود بعيدة وخصوصاً من قبل الفرنسيين. الأهم تبقى صورة نبيه برّي، الذي بتشديده على الحوار يريد تحقيق نقطتين، الأولى أن يعيد الجميع إليه. والثانية أن لا يكون الفرنسيون قد كُسروا في لبنان، خصوصاً أن أي انكسار لهم سيعني تجاوز الغاية من الحوار التي يريدها جزء من الأفرقاء اللبنانيين.

ما بعد 17 تشرين

ما قبل 17 تشرين، لعب نبيه بري دوراً توفيقياً بين قوى متعددة، كانت قد اعترضت على أداء ميشال عون وسياسته. يتهمه خصومه بأنه أحد أبرز معرقلي عهد عون. فيما حلفاؤه يشكرون له وجوده، فلولاه لكانت وقائع كثيرة قد فرضت. ما بعد ثورة تشرين، ارتدى برّي ربطة العنق الخضراء، في رمزية تشير إلى حركة أمل، وربما إلى "أيام بربور" (زمن الحرب). يريد الرجل الإثبات للجميع بأنه خرج أقوى، فهو الذي يقود البلاد، في حكومتها وبرلمانها، وفي رئاستها الشاغرة ما بعد الشغور. ليس تفصيلاً أن يبدأ مسؤول فرنسي زيارته إلى لبنان بلقاء برّي ويختتمها باللقاء معه مجدداً. إثبات القوة، هو محط تنافس بين برّي وباسيل، الذي أيضاً جهد كثيراً لتجاوز لكمات 17 تشرين، وذهب بعيداً في تجاوزها. من آليات تجاوز تداعيات الثورة، هو أن يبدي برّي تمسكاً وتشبثاً بترشيح سليمان فرنجية، يفرض ما يريده في سياسة المصرف المركزي، ويتجاوز في أكثر من محطة رئاسة الحكومة، ليبدو وكأنه فارضاً لأجندتها أو جداول اعمال جلساتها، وهو ما حصل منذ حادثة "الساعة" إلى الإعلان عن تحديد موعد انعقاد جلسة للبحث في تعيين حاكم للمصرف المركزي. كان برّي يبيع الجميع من كيسهم، على قاعدة أنهم سيعودون كلهم إليه، أي إلى وسيم منصوري، وبذلك سيكون هو صاحب الفضل بارتضاء ذلك.

الربح والخسارة

تقدّم رئيس مجلس النواب عرّابي الساعين إلى تعيين حاكم جديد، وهو أمر رفضه حزب الله متلقفاً فرصة مررها له برّي في استقطاب التيار الوطني الحرّ أكثر. كان برّي على علم بأن الجلسة لن تعقد والتعيين لن يتم، لكنه اختار أن يخسر في الشكل ويربح في المضمون. برّي من الأشخاص الذين يعرفون جيداً متى يربح وكيف يخسر، ويختار لنفسه تحديد الخسارة. في الخسارة هنا مراكمة في رصيد فرنجية أيضاً. إذ أن ما جرى ينطوي على تطور مهم في العلاقة بين برّي وحزب الله. هي المرة الأولى التي يفترق فيها الطرفان على هذا النحو من الوضوح والعلنية في أمور داخلية. تلك هي دفعة على الحساب من قبل الحزب، وقد انضم إلى تلك الدفعة تيار المردة ورئيسه سليمان فرنجية، الذي أيضاً انتفض مسيحياً بمقاطعة وزرائه للجلسة. وهو تسليف للقوى المسيحية بأنه لا يخرج منها، كما أن أي تفاوض على رئاسته لا بد أن يكون ضمن سلّة شاملة تشمل حاكم المصرف المركزي وقيادة الجيش وغيرهما. ربطة العنق الزرقاء، قد ترمز لدى برّي إلى أحد ألوان علم فرنسا، فرنسا التي أعادها إليه ويستعيدها. في الحوار وفي الانتظار. انتظار الخريف في أيلول. فبرّي ينتظر وكأنه في مقتبل العمر، وهو الرافض أن يؤول خريفه إلى شتاء وسبات.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 تموز 2023

الوكالة الوطنية للإعلام/27 تموز/2023

النهار

ينقل عائدون من دول إفريقية وغربية، المآسي التي تواكب الجاليات اللبنانية في هذه الدول بفعل ترهّل الديبلوماسية اللبنانية، وغيابها عن مواكبة ومتابعة شؤون هذه الجاليات وشجونها.

يلاحظ ازدياد معدل جرائم القتل العائلية وفي ما بين الاقارب وابناء البلدة الواحدة.

يتردد ان هيئات الاستشارات في وزارة العدل اعتبرت ان المناقلات الديبلوماسية في وزارة الخارجية لا تحقق العدالة ما بين الديبلوماسيين.

عاد الطلب على الايجارات بل زاد عما سبق بسبب عدم القدرة الحالية لدى الشباب على الشراء.

الجمهورية

توصّلت التحقيقات الخارجية الى تحديد هوية المتلاعبين بأسعار العملة الخضراء في عطلة نهاية الأسبوع، وليس مُستبعداً صدور قرار بفرض عقوبات على شركات مالية وأشخاص في وقت قريب.

يقوم بعض السّاعين إلى النجومية الرئاسية باتصالات لترتيب مواعيد لهم في عاصمة خليجية، لكن على رغم المساعي التي بذلوها فإنه لم يتم ترتيب موعد لأحد منهم بعد.

سُئل مسؤول كبير عن سر تفاؤله حول الملف الرئاسي؟ فقال: التفاؤل خير من التشاؤم، ألم يقل: تفاءلوا بالخير تجدوه؟

اللواء

ما تزال الأونروا تتجاهل المطالبة بدفع فواتير الكهرباء في المخيمات، مع العلم أن هناك اتفاقاً على ذلك مع شركة الكهرباء.

لم تُطوَ صفحة التفاعلات في حدث جنوبي فصولاً وهي مرشحة للتفاعل في أي وقت.

جرت اتصالات مع شخصيات مصرفية للتعيين في مركز حاكم مصرف لبنان، ضمن أولويات، لو توافرت الفرصة لإنعقاد جلسة التعيين.

نداء الوطن

تبيّن أنّ أحد كبار المتعهّدين قد خسر جزءاً كبيراً من استثماراته في تركيا بسبب الخلاف بين «الشيف بوراك» ووالده.

تحرّض بعض الروابط العمالية على مدير عام بارز محمّلة إيّاه مسؤولية ضبط المساعدات الممنوحة للموظفين وتنظيمها، علماً أنّ رئيسة مجلس الخدمة المدنية قد أيّدت كافة الاقتراحات التي وردت إليها بهذا الشأن.

تكشف مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان أن خطة الكهرباء التي وعد وزير الطاقة بتحقيقها، أصيبت بانتكاسة كبيرة من جرّاء العجز عن الجباية من المخيّمات الفلسطينية، وتابعت هذه المصادر: القرض الذي أعطي للمؤسسة من المصرف المركزي، كان مشروطاً بتحقيق الجباية، لكن القرض طار والجباية لم تتحقّق.

البناء

يقول إعلاميون روس بارزون على صلة بالكرملين إن نقاشاً جدياً يجري في دوائر القرار حول كيفية وقف حرب الاستنزاف الأميركية المبنية على عدم وجود قوات أميركيّة في أوكرانيا مقابل عدم قيام روسيا بفعل المثل في سورية، حيث تتواجد قوات أميركيّة يوازيه نقاش لكيفية ترجمة الحرص على العلاقة مع تركيا دون استخدام هذه العلاقة الى ورقة مساومة تركية لتحسين الشروط مع الغرب.

قال مرجع سياسي إن التعامل الحذر مع مبادرة المبعوث الرئاسي الفرنسي بين تجنب إطلاق توقعات الفشل عبر الإيحاء بأنها فرصة للحل وتجنب إعلان الرفض بالإيحاء أنها موضع دراسة نابع من القناعة المسبقة، بأن لا ظروف ناضجة للحلول وأن تقطيع الوقت يستدعي التنبه لعدم تحمّل مسؤولية فشل المبادرة.

الأنباء

يبدو أن المكابرة برفض حل سياسي وحيد للخروج من الأزمة بدأت تلين، ولكن تحت ضغط الإشارات الخارجية.

شبح الفراغ يكبر أكثر فأكثر، والمخارج المعتمدة في ادارة قد لا تصحّ في أخرى وربما تكون خطرة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/7/2023

الوكالة الوطنية للإعلام/27 تموز/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لم يتصاعد الدخان الأبيض من السراي الحكومي ولم يكن أصلا مفاجئا تعذر انعقاد مجلس الوزراء في جلسة كان هدفها تفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان والبحث في الوضعين النقدي والمالي مع اقتراب نهاية ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة.

ذلك أن عدد الوزراء المقاطعين أو المتضامنين مع المقاطعين كان المؤشر المسبق على عدم توافر نصاب الجلسة وهؤلاء هم وزراء التيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الله والحزب الديمقراطي اللبناني.

بعد "اللا جلسة" قال الرئيس نجيب ميقاتي في بيان انه كانت أمامنا اليوم فرصة لمعالجة مؤقتة لملف مرتبط بالوضعين المالي والنقدي معربا عن اسفه لأن الحسابات السياسية للأطراف المعنية داخل الحكومة لها الأولوية على ما عداها وداعيا كل طرف إلى أن يتحمل المسؤولية عن قراره واعتبر ان التباهي بالتعطيل لا يخدم احدا من اللبنانيين.

وعليه بقيت إشكالية حاكمية مصرف لبنان ما دفع الرئيس ميقاتي الى حث نواب الحاكم قبل الاجتماع معهم مجددا على عدم الاستقالة لكنه قال في دردشة مع الاعلاميين إنه لا يتوقع ان تسوء الأمور كما يفترض البعض مشيرا الى ان الحلول متاحة.

هذه الحلول تستند الى ما يتم نقاشه من اقتراح قانون او مشروع قانون يتيح لنواب الحاكم الصرف خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على ما أوضح ميقاتي الذي اكد انه لا يخشى قفزات كبيرة للدولار.

بالنسبة للحاكم الموشكة ولايته على الانتهاء رياض سلامة فإنه سيطوي صفحته في المركزي على ما أعلن في متن مطالعة مسهبة قدمها في اطلالة تلفزيونية وداعية ودافع فيها عن السياسات التي اعتمدها على مدى ثلاثين عاما مؤكدا ان ودائع الناس ليست في مصرف لبنان بل في المصارف ومعتبرا نفسه كبش محرقة.

في السياسة واصل الموفد الرئاسي الفرنسي ملء الفراغ في البلاد حاملا هذه المرة مشروع حوار لبناني في أيلول حول مواصفات رئيس الجمهورية تنطلق بعده جلسات انتخابية في مجلس النواب.

ومثلما بدأ جان إيف لودريان زيارته الثانية للبنان بلقاء الرئيس نبيه بري الثلاثاء الماضي اختتمها اليوم أيضا بلقاء ثان مع رئيس المجلس الذي جدد التأكيد ان كوة قد فتحت في الملف الرئاسي وقال إنه في النهاية لا مفر من الحوار وتلاقي الكتل النيابية والعمل معا لانتخاب رئيس للجمهورية مشددا على ان     هذه المهمة والواجب الدستوري والوطني يبقيان مسؤولية اللبنانيين أولا وأخيرا وقال الحوار قائم ... صدقوني.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

الضبابية. كلمة واحدة تختصر استحقاقين: حاكمية مصرف لبنان، ورئاسة الجمهورية. في الإستحقاق الأول، مجلس الوزراء لم ينعقد بعدما قاطع حزب الله، والمردة، والديمقراطي اللبناني الجلسة، إضافة طبعا إلى المقاطعة الدائمة للتيار الوطني الحر. هكذا استعيض عن جلسة مجلس الوزراء باجتماع تشاوري في مكتب رئيس الحكومة، أعقبته دردشة لميقاتي مع الإعلاميين أكد خلالها أنه لم ينجح بعد في ثني نواب الحاكم عن الإستقالة. لكن اجتماع ميقاتي بنواب الحاكم بعد الظهر بدل في المواقف، فالنواب الأربعة لم يعودوا مصرين على الإستقالة، بعدما أدركوا أن استقالتهم ستزعزع الوضع المالي، وبعدما لمسوا أن مجلس النواب سيتجاوب مع مطلبهم بإصدار قانون يتيح لهم صرف 200 مليون دولار شهريا، على مدى ثلاثة أشهر شرط أن ترد الحكومة المبلغ خلال سنة. باختصار، ما يجري هو عملية شراء للوقت. فالإستحقاق الرئاسي ينبغي أن يتحرك بدءا من أيلول، لذلك فإن القوى السياسية تريد أن تشتري الوقت من مصرف لبنان لمدة ثلاثة أشهر، عل الفرج السياسي يأتي، ما يخرج الوضع الإقتصادي - المالي من مآزقه الكثيرة

رئاسيا، جان ايف لودريان انهى جولته اللبنانية الثانية كما بدأها، أي بلقاء جمعه بالرئيس نبيه بري. اللافت ان بري كرر بعد لقائه الثاني بلودريان ما قاله بعد الاجتماع الاول، من ان كوة قد فتحت في الملف الرئاسي. فهل ثمة كوة فتحت حقا، ام ان بري يبالغ في تفاؤله؟ البيان الصادر عن وزارة الخارجية الفرنسية في نهاية زيارة لودريان  يشير الى ثلاثة أمور. الاول : الدعوة الى اجتماع بين جميع المشاركين في عملية الانتخاب في ايلول المقبل للاتفاق على مواصفات الرئيس العتيد واولوياته. الامر الثاني: الذهاب بعد ذلك الى اقتراع مفتوح في مجلس النواب لانتخاب رئيس. الامر الثالث تأكيد فرنسا ان ما طرحه لودريان هو طرح باسم مجموعة الدول الخمس لا باسم فرنسا فقط. طبعا قوى الممانعة لن تمانع في اجراء حوار، لذا فان الموقف الاساس يتعلق بالمعارضة.  وفي المعلومات ان قوى المعارضة التي اجتمعت بعد ظهر اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تعط موافقتها النهائية على المشاركة في الاجتماع الحواري، بل هي بصدد تحضير جواب مفصل ومشترك. والارجح انها  ستسرسل كتابا  الى لودريان طالبة منه توضيح بعض الامور. فاذا اقتنعت المعارضة باجوبة لودريان ستشارك في الاجتماع الحواري في ايلول، والا فان الوضع سيبقى على ما هو عليه، وبالتالي فان كوة الرئيس بري ستتحول سرابا !.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

مشاورات وزارية استعاض بها الرئيس نجيب ميقاتي عن الجلسة الحكومية، التي تعثر انعقادها لتعذر نصابها ..

ونصب اعين الجميع حاكمية المصرف المركزي وما سترسو عليه الآراء خلال الساعات الاخيرة لرياض سلامة في الحكم ..

المقصود من الجلسة الحكومية كان التشاور في مقترحات لتفادي الشغور في منصب الحاكمية – قال ميقاتي، والمقصود من التغيب الحفاظ على حسن سير عمل المؤسسات يقول الوزراء الذين لم يحضروا، اما الفرصة لمعالجة مؤقتة للوضعين المالي والنقدي، ومنعتها الحسابات السياسية داخل الحكومة – كما قال، فهي قائمة ضمن تطبيق قانون النقد والتسليف، وتكاتف جميع السلطات لتدارك الامور.

اما الامر اللافت بكلام الرئيس ميقاتي امام الصحفيين انه لم ينجح بعد في ثني نواب الحاكم عن الاستقالة، وهو ما رد عليه نواب الحاكم بعد لقائهم ميقاتي في السراي عصرا من ان تلويحهم بالاستقالة كان لحض الجميع على تأمين المتطلبات القانونية والتنفيذية للحفاظ على الحد الادنى من استقرار الامور المالية والنقدية..

في الامور الرئاسية يستكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جولته على المسؤولين، فزار حارة حريك حيث التقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي، والقى ما في جعبته من طروحات ليسمع الموقف الثابت لحزب الله واساسه الحوار، قبل ان ينتقل لودريان مجددا الى عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، الذي لا يزال يرى ان كوة فتحت في جدار الازمة..

ولحل الازمة سيكون حزب الله ايجابيا ومنفتحا لنقاش اي افكار مطروحة – حسب مواقف قياداته الذين أكدوا الترحيب بكل جهد ايجابي يؤدي الى اختيار رئيس وطني جامع ..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

الجلسة الحكومية التي فشل ثنائي بري-ميقاتي في عقدها اليوم مظهر اضافي من مظاهر التخبط والفشل الذي تعيشه المنظومة، للمرة الاولى منذ التسعينات، بعدما بات محسوما ان شمس الاول من تموز المقبل ستشرق على مصرف مركزي محرر من محاسب الطبقة السياسية التي امعنت في تدمير اقتصاد لبنان وتخريب ماليته العامة، بالتزامن مع تسلطها السياسي على الناس.

ومهما تمسكن رياض سلامة في اطلالاته الاعلامية، فحججه ضعيفة امام ادعاءات القضاء الاوروبي، والنشرات الحمراء للانتربول، وقبل كل شيء امام ارتفاع نسبة الفقر في لبنان بشكل يفوق الخيال.

اما الحجج الخارجية والداخلية لايصال احد اركان المنظومة الى قصر بعبدا، لتعويض ما فاتها على عهد الرئيس ميشال عون، فاضعف من حجج سلامة، والزيارة الثانية لجان ايف لودريان تعبير صريح عن فشل الخطة القاضية بالتمديد للمنظومة بشخص رئيس “منها وفيها”، حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان اصدرته في ختام الزيارة الثانية للموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان، انه اقترح الدعوة في أيلول الى عقد لقاء في لبنان للتوصل إلى توافق على القضايا والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي على الرئيس المقبل أن يتولاها.

وأضاف البيان أن الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظل ظروف مؤاتية لانتخاب رئيس.

وأوضحت الخارجية الفرنسية أن طرح لودريان يحظى بدعم شركاء وأصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة، كما أنه لقي انفتاحا من الأطراف اللبنانيين.

وفي انتظار الحلحلة الرئاسية المؤجلة، عاد ميقاتي اليوم الى سياسة النعامة، المتناقضة مع دعوة لودريان واعضاء اللقاء الخماسي الى التشاور حول برنامج، لا فقط على رئيس، فحاول تحميل الوزراء المتغيبين عن جلسته الفاشلة، المسؤولية عن الاوضاع الراهنة او التي قد تنشأ بعد نهاية ولاية سلامة، مبرئا حكومته وممارسات السنوات الثلاثين الماضية من المأساة التي نعيشها اليوم، ومعتبرا انها ناتجة حصرا عن تداعيات الفراغ الرئاسي، قبل ان يعلن عن لقاء جديد مع نواب سلامة، الذين شددوا بحسب رئاسة الحكومة، على ان البيان الذي اصدروه سابقا كان يهدف الى حض الجميع على تأمين المتطلبات القانونية والتنفيذية للحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار الذي لا يقتضي المس به اليوم، مثمنين تجاوب القوى السياسية لتأمين المتطلبات حكوميا ونيابيا وقانونيا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

فشل الكائن البشري في المحافظة على بيئة سليمة للكرة الأرضية، فانتقلت المشكلة من الاحتباس الحراري إلى ما هو أخطر، إلى الغليان العالمي. انه تغير مناخي حقيقي ويمكن اسرع مما هو  متوقع، وللبنان حصة منه، ويظهر ذلك بوضوح في الحرارة المرتفعة الزائدة عن معدلها العادي.

وفشلت السياسة اللبنانية في المحافظة على انتقال سلس للسلطات، سواء الرئاسية أو الحكومية أو الحاكمية، فانتقلت المشكلة من الفراغ المحقق والاحتباس السياسي والمصرفي إلى المأزق والغليان على كل المستويات. على رغم الاجتماعات المتعلقة بما بعد ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فإن كل الإقتراحات لم تر النور حتى الساعة، وكل ما في الأمر تلاحق اجتماعات بين رئيس الحكومة ونواب الحاكم من دون أن يخرج الدخان الأبيض من أي من هذه الاجتماعات، ما يطرح السؤال التالي: كيف سيكون الوضع عليه الثلاثاء المقبل، اليوم الأول بعد ان يغادر رياض سلامة منصبه؟

في ملف زيارة الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جان إيف لو دريان، الزيارة الثانية انتهت، وإلى اللقاء في أيلول المقبل، في زيارة ثالثة يفترض أن تحمل ترجمة لما طرحه لودريان، أي عقد لقاء للأطراف اللبنانيين.

الخارجية الفرنسية أوضحت أن طرح لودريان يحظى بدعم شركاء وأصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة، كما أنه لقي انفتاحا من الأطراف اللبنانية، من دون أن تعطي الخارجية الفرنسية أي تفاصيل أخرى.

في الجهود الداخلية لتنسيق المواقف، توقف المراقبون باهتمام عند اللقاء الذي جمع السفير السعودي في لبنان ومفتي الجمهورية مع النواب السنة، وجاء هذا اللقاء في سياق تنسيق المواقف، بما يشكل ردا غير مباشر على ما روجت إليه إحدى الشخصيات اللبنانية بأنها مكلفة بمبادرة من المملكة، وتبين أن هذا الترويج مشبوه، وأن السفارة السعودية في لبنان هي التي تعبر عن موقف المملكة.

البداية من اعلان الامين العام للامم المتحدة ان عصر الاحتباس الحراري انتهى، وحل عصر الغليان العالمي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

بشهادة الأمم المتحدة : إنه عصر الغليان العالمي. فسخونة الأرض بلغت أعلى مستوى لها في تاريخ الكوكبومع أن زنار النار لف القارات الخمس إلا أن موجات الحر المرعبة سجلت في النصف الشمالي من الكرة الأرضية  وعلى هذا الجمر لم تجد الرؤوس اللبنانية الحامية من يبردها.

 وفي مغامرة الفرصة الأخيرة أنهى الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته ما بعد الاستطلاعية من حيث بدأها من عين التينة بعد رصده إشارات إيجابية بثها الرئيس نبيه بري من المرصد الرئاسي وفيها تراءت له  كوة قد فتحت  في الجدار  وفي طريق العودة إلى عين التينة  عبر الموكب الفرنسي باتجاه حارة حريك للقاء حزب الله  وعاد حاملا الرايات الحسينية كتذكار.

في محصلة زيارة لودريان إلى لبنان أن لا مبادرات بعد اليوم  وهو تخطى بدعة التقاطع إلى استبدال الحوار بالتشاور على طاولة العمل في خريف البلاد وتفوق على اللبنانيين في سياسة شراء الوقت بالمجان وبلا ضريبة مضافة على شهور من فراغ رئاسي أصاب بلعنته رأس السلطة النقدية الأولى فبعد أن حسم حاكم المصرف المركزي رياض سلامة أمره بمغادرة مقر الحاكمية فور انتهاء ولايته نشطت الخلية الوزارية إلا أن عدم اكتمال نصابها طير الجلسة التي تغيب عنها الوزير الوصي يوسف خليل لعلمه المسبق بتفكيك مفعولها فتشظت إلى لقاء وزاري تشاوري نتج عنه اجتماع تشاوري آخر في منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع نواب الحاكم الأربعة . 

طارت الجلسة فنعاها ميقاتي ببيان براءة الذمة وقال كانت أمامنا اليوم فرصة لمعالجة موقتة لملف مرتبط بالوضعين المالي والنقدي وعبر عن أسفه من أن الحسابات السياسية للأفرقاء المعنيين داخل الحكومة كانت لها الأولوية على ما عداها  فليتحمل كل فريق المسؤولية عن قراره وحمى الله لبنان.

 تعذر النصاب في السرايا واكتمل عديد لجنته الخماسية في البلاتينوم وأفضى اجتماع نواب الحاكم الأربعة زائدا ميقاتي إلى تحول في مسار التهديد بالاستقالة بسلة تطمينات من تجاوب القوى السياسية لتأمين المتطلبات حكوميا ونيابيا وقانونيا والنزول عند رغبتهم في تأمين الغطاء  السياسي للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار  وبالتكافل والتضامن الحكومي والنيابي .

انتزع رباعي الدفع المركزي شرعية البقاء من تشريع الضرورة وعلى قاعدة الضرورات تبيح المحظورات سيستدعى الاحتياطي مخفورا إلى الصرف  وتجفيف الودائع حتى آخر مليم.   

وهذا الحل دخلت عليه دار خلدة باعتبارها الوصية على نائب الحاكم الثاني بشير يقظان , فاوفدت الوزير السابق صالح الغريب للقاء مع رئيس التيار جبران باسيل الذي كان متوجها نحو الحارس القضائي .

وطرح الحزب الديمقراطي قضى بتبني الخطة التي تقدم بها نواب الحاكم الى لجنة الادارة والعدل مع تحمل المجلس النيابي مسؤولياته لجهة تشريع الاقتراض  ووفق اجواء الحزب فان باسيل رحب وتبنى وفيما عدا دقيقة الصمت المدوية لأهالي ضحايا تفجير المرفأ على مسافة أيام من ذكرى الكارثة الثالثة  فإن هذه الثرثرة فوق الانهيار برؤوسه الفارغة باقية وتتمدد إلى شتاء البلاد.

 

 تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

لودريان: أيلول آخر فرصة.. أو ننسحب ونفرض العقوبات

المدن/27 تموز/2023

من حيث بدأ زيارته إلى لبنان، أراد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان اختتامها، بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة. وضع لودريان بين يدي رئيس المجلس كل ما تجمّع عنده من معطيات حول جولته ولقاءاته المختلفة، التي عقدها وغادر بعدها من دون الإدلاء بأي تصريح. انتهت جولة لودريان بتأجيل المباحثات إلى شهر أيلول المقبل، وسط وضع تصور لآلية اعتماد الحوار، والذي اطلق عليه مصطلح "مشاورات مكثفة" أو ورشة عمل تشاورية في مجلس النواب، الغاية منها الذهاب إلى فتح أبوابه وإبقاء جلساته مفتوحة إلى حين انتخاب الرئيس. وفي حال قررت إحدى الكتل التعطيل أو العرقلة فستتعرض للعقوبات.

في حارة حريك

في يومه الثالث التقى لودريان وفداً من كتلة الوفاء للمقاومة، برئاسة النائب محمد رعد، في مقر الكتلة في حارة حريك. وحسب ما تشير مصادر متابعة، فإن لودريان لم يحمل جديداً في طروحاته. كما شدد على ضرورة الوصول إلى اتفاق على انتخاب الرئيس، متحدثاً عن مواصفات بدلاً من اقتراح الأسماء والدخول في تفاصيلها. كذلك، التقى لودريان الأمين العام لحزب الطاشناق ورئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان. وتمت خلال اللقاء مناقشة الأوضاع العامة، ولا سيما الملف الرئاسي، حيث قدّم الموفد الفرنسي مبادرته الرئاسية.

كما التقى لودريان بالنائب عماد الحوت، والذي أعلن في بيان انه "التقى باسم اللقاء النيابي المستقل الموفد الفرنسي إيف لودريان، واستمع للطرح الجديد بعقد جلسات عمل في لبنان حول مهام  الرئيس المقبل ومواصفاته يتبعها جلسات انتخاب"، وقال: "أكدنا تفضيل الآلية الدستورية للانتخاب، وأنه لا مانع لدينا من نقاش محصور بمهام الرئيس ومواصفاته ضمن مدى زمني قصير".

مع التغييريين وآخرين

من بين اللقاءات، اجتماع مع وفد من النواب التغييريين، ضم النواب مارك ضو، وضاح الصادق، وميشال دويهي، فيما اعتذر آخرون عن الحضور. في المقابل، التقى لودريان أيضاً عدداً من النواب السنة، بينهم فيصل كرامي، وأحمد الخير وعبد العزيز الصمد. وهنا تسجل نقطة لافتة حيث حصل التزامن مع دعوات لودريان للنواب السنة، كان هناك دعوات لهم إلى العشاء في دارة السفير السعودي. كما أن نقطة لافتة أخرى لا بد من تسجيلها وهي التي تتعلق بدعوة لودريان لعدد من السفراء العرب والأجانب إلى لقاء في قصر الصنوبر يوم الأربعاء، وخلال اللقاء وجه عدد من السفراء الأوروبيين أسئلة مباشرة إلى لودريان حول حركته وإذا كانت منسقة مع الدول الخمس التي اجتمعت بالدوحة، فأجاب المبعوث الفرنسي بالإيجاب من دون أي تعليق من قبل السفراء الآخرين.

ونقلت مصادر عن لودريان قوله أنّ "المشاورات الّتي ستحصل في أيلول حول مواصفات الرّئيس ومهامه، هي الفرصة الأخيرة من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة، وإذا لم تنجح جلسة المباحثات فستسحب الدّول الخمس يدها من الملف اللّبناني؛ ومَن يعرقل الانتخابات سيتمّ فرض عقوبات عليه".

بيان لودريان

وفي ختام الزيارة صدرعن المتحدث بإسم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان البيان التالي:" قام السيد جان إيف لودريان، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في لبنان ، بزيارة ثانية إلى لبنان في الفترة من 25 إلى 27 تموز / يوليو. وكما فعل خلال زيارته الأولى ، شدّد لجميع محاوريه على ضرورة الخروج من المأزق السياسي والمؤسسي الحالي الذي يفرضه تمديد فترة الشغور الرئاسي الذي يشكل مخاطر كبيرة على لبنان ودولته واستقراره.

وفي هذا السياق ، اقترح على جميع الفاعلين المشاركين في عملية انتخاب رئيس الجمهورية دعوتهم ، في أيلول ، إلى اجتماع في لبنان يهدف إلى التوصل إلى توافق حول القضايا والمشاريع ذات الأولوية. على الجمهورية أن يقود ، وبالتالي ، الصفات اللازمة للوفاء بها. الهدف من هذا الاجتماع هو خلق مناخ من الثقة والسماح للبرلمان بالالتقاء بخطى حثيثة مع الظروف المواتية لإجراء اقتراع مفتوح للخروج بسرعة من هذه الأزمة. يحظى نهج التيسير والمساعي الحميدة هذا الذي أطلقته فرنسا بالدعم الكامل من شركاء وأصدقاء لبنان المجتمعين في الدوحة في 17 تموز / يوليو.

وأشار المبعوث الشخصي إلى الانفتاح البناء لجميع محاوريه اللبنانيين على هذا النهج الملموس والبراغماتي المتمحور حول انتخاب رئيس الجمهورية وما عليه فعله لإلزام لبنان بطريق التعافي والاستقرار لتمكينه. لاستعادة مكانتها في بيئتها الإقليمية واستعادة ثقة المجتمع الدولي.

وفي السياق أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الى أن "الموفد الفرنسي لودريان شدّد لجميع محاوريه على ضرورة الخروج من المأزق السياسي الحالي الذي يفرضه تمديد فترة الشغور الرئاسي". وذكرت المتحدثة، أن "لودريان اقترح دعوة في أيلول إلى اجتماع في لبنان يهدف إلى التوصّل إلى توافق حول القضايا والمشاريع ذات الأولوية".

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قال في ملخص صحافي:" نواصل العمل مع الشركاء بما في ذلك فرنسا لحث المسؤولين اللبنانيين على انتخاب رئيس."

من جهته أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل أننا لم نُعطِ جوابًا نهائيًا للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بانتظار التشاور بين أفرقاء المعارضة، والذي سيحصل بين اليوم والغد، وسيكون لدينا جواب موحد إن شاء الله. وقال: "إن كان لدى حزب الله النية لملاقاة الفريق الآخر إلى منتصف الطريق فيجب أن يسحب مرشحه ويُلاقينا على الحوار. عندها لا مشكلة لدينا". وشدد الجميّل على أن ما يهمنا هو ألا يتحوّل الحوار الى آلية لفرض إرادة حزب الله على باقي اللبنانيين.

بيان ضو ودويهي والصادق

وقد أصدر النواب الثلاثة، مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق، بياناً جاء فيه: "التقينا مساء أمس الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في قصر الصنوبر، بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو، حيث شرح لنا في لقاء مطوّل دام أكثر من ساعتين، تفاصيل مبادرته الجديدة تجاه الاستحقاق الرئاسي، والتي يقوم بها بتنسيق مع الدول الخمس (قطر، السعودية، مصر، الولايات المتحدة وفرنسا)، مؤكّداً على مضمون بيان لقاء ممثليها الأخير في الدوحة، خصوصاً لجهة ضرورة احترام الآليات الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، كما لجهة الإجراءات التي ينوي المجتمع الدولي فرضها على المعرقلين.

وأكّد لودريان أن هذه المحاولة هي الوحيدة التي يقوم بها أصدقاء لبنان من أجل إيجاد مخرج للأزمة، من خلال دعوة الكتل النيابية لاجتماع عمل في أيلول المقبل، محصور بالانتخابات الرئاسية، وتحديداً بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهورية، وبالمهمة التي سيقوم بها خلال عهده.

أمّا من جهتنا، فقد شدّدنا على تمسّكنا بالآليات الدستورية وبموقفنا المبدئي المبني على ضرورة إجراء جلسات انتخابية مفتوحة ومتتالية في المجلس النيابي فوراً، احتراماً وتطبيقاً للدستور. وأكّدنا للوزير لودريان دعمنا للبيان الصادر عن الاجتماع الخماسي في الدوحة، وعلى أهمية قرار البرلمان الأوروبي الذي أشار بوضوح إلى الجهات المسؤولة عن التعطيل واستمرار الفراغ الرئاسي، مع تحفظنا على البند 13 المتعلق بملف اللاجئين.

وبعد نقاش مستفيض في تفاصيل المبادرة التي طرحت علينا، استمهلنا الوزير لودريان لإجراء مشاورات مع باقي الزملاء وبعض الكتل النيابية ومستقلين، بغية التوصل إلى موقف موحّد يخدم المصلحة الوطنية ويحفظ الدستور ويسمح بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وفي ختام اللقاء، عبرنا للموفد الفرنسي عن تطلعات الشعب اللبناني لاستعادة الدولة وتحقيق السيادة والعدالة ومحاسبة المسؤولين عن الواقع الحالي، والتي عبروا عنها منذ 17 تشرين 2019، كما وحذرنا من خذلان الشعب اللبناني من قبل المجتمع الدولي واستسهال الذهاب نحو تسويات تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وتسمح للسلطة السياسية باستغلال التعطيل المتعمد لإعادة تجديد نفسها.

 

الخارجية الفرنسية: لودريان اقترح على كل الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس عقد لقاء في لبنان خلال أيلول

وطنية/27 تموز/2023

أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية  في بيان اوردته "وكالة الصحافة الفرنسية" ، في ختام زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان،  انه "اقترح على كافة الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية، دعوتهم في أيلول الى عقد لقاء في لبنان هدفه التوصل إلى توافق على القضايا والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي على الرئيس المقبل أن يتولاها". وأضاف البيان أن "الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظل ظروف مؤاتية لانتخاب رئيس".  وأوضحت الخارجية الفرنسية أن "طرح لودريان يحظى بدعم شركاء وأصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة، كما أنه لقي انفتاحا من الأطراف اللبنانية".

 

برّي استقبل لودريان مجدّداً: كوّة فتحت في الملف الرئاسي

الوكالة الوطنية للإعلام/27 تموز/2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو حيث جرى عرض للاوضاع العامة لا سيما ملف رئاسة الجمهورية. وقد غادر لودريان بعدها بدون الإدلاء بتصريح. بدوره الرئيس نبيه بري وبعد اللقاء مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان جدد التأكيد على أن كوّة قد فتحت في الملف الرئاسي. برّي عرض أيضاً تطورات الاوضاع العامة والمستجدات السياسية خلال لقائه الوزير السابق غازي العريضي. وبعد الظهر استقبل رئيس المجلس رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير والنائب السابق محمد نصر الله.

*هذا وكان لودريان التقي بقردونيان ووفد من حزه وكذلك التقي محمد رعد.

 

لودريان يطرح عقد لقاء بين الأفرقاء اللبنانيين لانهاء الشغور الرئاسي

AFP/27 تموز/2023

طرح مبعوث الرئيس الفرنسي إلى لبنان جان-إيف لودريان على الأفرقاء السياسيين عقد لقاء في أيلول يهدف إلى توافق ينهي الشغور الرئاسي المستمر منذ نحو تسعة أشهر، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس. وبدأ لودريان الثلثاء مهمة جديدة في بيروت تتخللها لقاءات مع مسؤولين وأحزاب سياسية في إطار مساع تقودها فرنسا، بلا جدوى حتى الآن، لتسريع انتخاب رئيس، بينما يبدو الملف اللبناني غائباً عن الاهتمام الدولي وحتى الإقليمي. وفي ختام زيارته، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن لودريان "اقترح على كافة الأطراف الفاعلة في عملية انتخاب رئيس للجمهورية دعوتهم في أيلول لعقد لقاء في لبنان هدفه التوصل إلى توافق على القضايا والمشاريع ذات الأولوية التي ينبغي على الرئيس المقبل أن يتولاها". أضاف البيان أن "الهدف من هذا اللقاء هو خلق مناخ من الثقة يتيح للبرلمان الاجتماع في ظل ظروف مؤاتية" لانتخاب رئيس. ويقدم لودريان بذلك رؤية جديدة للحل تعتمد على التوافق على برنامج عمل الرئيس قبل انتخابه على وقع الانقسامات السياسية الحادة بين الأطراف اللبنانيين. وتأتي زيارة لودريان إلى بيروت إثر اجتماع حول لبنان عقده ممثلون للسعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وقطر في الدوحة في 17 تموز. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن طرح لودريان "يحظى بدعم شركاء وأصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة"، كما أنه لقي "انفتاحاً" من الأطراف اللبنانية.

 

سامي الجميّل: لم نعطِ جوابا نهائيا للودريان بانتظار التشاور بين أفرقاء المعارضة

وطنية/27 تموز/2023

أكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في حديث عبر "العربية – الحدث"، "أننا لم نُعطِ جوابًا نهائيًا للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بانتظار التشاور بين أفرقاء المعارضة والذي سيحصل بين اليوم والغد وسيكون لدينا جواب موحد". وقال: "إن كان لدى حزب الله النية لملاقاة الفريق الآخر إلى منتصف الطريق، فيجب أن يسحب مرشحه ويُلاقينا على الحوار عندها ولا مشكلة لدينا". وشدد على أن "ما يهمنا هو ألا يتحوّل الحوار الى آلية لفرض إرادة حزب الله على باقي اللبنانيين".

 

بقرادونيان التقى لودريان

وطنية - المتن/27 تموز/2023

 التقى الأمين العام لحزب "الطاشناق" ورئيس كتلة نواب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.  تمت خلال اللقاء، بحسب بيان صادر عن "الطاشناق"، "مناقشة الأوضاع العامة، ولا سيما الملف الرئاسي، حيث قدّم الموفد الفرنسي مبادرته الرئاسية."

 

لمس من بري الإنفتاح على مرشح جديد وقطر مستعدّة للحلّ

لودريان: "إجتماع عمل" بدل الحوار و"الخماسية" تعتبره الفرصة الأخيرة

نداء الوطن/27 تموز/2023

اكتسبت لقاءات اليوم الثاني من زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وقبل اختتامها اليوم، مزيداً من الوضوح لجهة ما حمله بصفته، كما قال، ممثلاً للاجتماع الخماسي لأجل لبنان الذي عقد أخيراً في قطر. وبدا من خلال المعلومات والتحليلات أنّ اجتماع العمل، وهي التسمية البديلة للحوار بحسب لودريان، الذي يطرح انعقاده في أيلول المقبل، سيكون «الفرصة الأخيرة» أمام اللبنانيين. ووفق معطيات مصادر واسعة الاطلاع أدلت بها لـ»نداء الوطن»، أنّ لودريان قال أمام من التقاهم أمس»إن موضوع الاستحقاق الرئاسي أمام حائط مسدود». لذلك اقترح كأحد المخارج للانسداد دعوة الأفرقاء الى «اجتماع عمل وليس الى حوار»، مرجحاً بداية أيلول لانعقاده، من دون أن يذكر تاريخاً أو مكاناً محددين. وقال لودريان، بحسب المصادر، إنّ هناك موضوعين للنقاش، هما: المواصفات المطلوبة من الرئيس المقبل، والمهمات المنتظرة منه، ثم يصار الى الدعوة لإنتخاب الرئيس.

ويقول لودريان إنه أتى بهذا الطرح بناء على موافقة الدول الخمس التي اجتمعت أخيراً في الدوحة. وفي تقدير ممثلي هذه الدول «أنّ اجتماع العمل هو الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين. وإذا ما فشل هذا الطرح سيضعون الأمر على عاتق اللبنانيين». وبحسب تحليل بعض من التقوا لودريان أنّ الأمر يشبه معادلة «مخايل الضاهر أو الفوضى» الشهيرة، التي طرحتها الولايات المتحدة في نهاية ولاية الرئيس الأسبق أمين الجميل عام 1988، لكنها لم تتكلل بالنجاح. ورأى هؤلاء المحللون أنّ لودريان عندما حصر النقاش في بندين، كأنه يقول للمعارضة «إن لديكم هواجس حيال طروحات قد يثيرها «حزب الله» كمدخل لتغيير النظام أو تعديله والذهاب الى سلة من الاتفاقات تشمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان». لذلك يقول لودريان إنه حدّد جدول أعمال الاجتماع ببندين كي «يقطع الطريق على اية محاولة لتعديل اتفاق الطائف عبر مناقشة فضفاضة»، واللافت كان اقتراح المبعوث الفرنسي حصر اجتماع العمل واللقاءات المرافقة بمدة زمنية محددة. وخلصت هذه الأوساط الى القول أنّ هناك متسعاً من الوقت حتى أيلول، من أجل توحيد موقف قوى المعارضة، وإخضاع طرح لودريان لمزيد من المناقشة. وكذلك إجراء الاتصالات اللازمة بالدول المعنية لمعرفة أوجه الفائدة في الطرح الجديد. وفي موازاة ذلك، أفادت معلومات أنّ الموفد الفرنسي لمس من رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه فتح الباب أمام مرشح جديد غير سليمان فرنجية مرشح فريق الممانعة الحالي، وان الجانب القطري في الاجتماع الأخير للجنة الخماسية أبدى الاستعداد للبحث في حل للاستحقاق الرئاسي العالق منذ نهاية تشرين الأول الماضي.

وشملت لقاءات الموفد الفرنسي أمس حزب «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» ورئيس «تيار المردة» ونواباً مستقلين وتغييريين. وسيزور اليوم الضاحية الجنوبية لبيروت للقاء ممثلي «حزب الله»، وفي مقدمهم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد. وقد استبق نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لقاء «الحزب» بلودريان بتأكيد تمسكه بترشيح فرنجية والقول: «يبدو أنّ الحل يحتاج إلى وقت». أما مصادر النائب فيصل كرامي وبعد اجتماعه بلودريان، فتحدثت عن «السلة» انطلاقاً من ترشيح فرنجية، والتي تنتمي الى المبادرة الفرنسية السابقة التي تخلت باريس عنها.

 

ضوّ والدّويهي وصادق التقوا لودريان: أكّدنا تمسّكنا بعقد جلساتٍ مفتوحة لانتخاب رئيس

الوكالة الوطنية للإعلام/27 تموز/2023

اعلن النواب مارك ضو وميشال الدّويهي ووضاح صادق أنّهم التقوا مساء أمس الأربعاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في قصر الصنوبر، في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو. واشاروا في بيان الى ان "لودريان شرح لنا في لقاء مطوّل دام أكثر من ساعتَين، تفاصيلَ مبادرته الجديدة تجاه الاستحقاق الرئاسي، والتي يقوم بها بتنسيق مع الدول الخمس (قطر، السعودية، مصر، الولايات المتحدة وفرنسا)، مؤكّداً مضمون بيان لقاء ممثليها الأخير في الدوحة، خصوصا لجهة ضرورة احترام الآليات الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية كما لجهة الإجراءات التي ينوي المجتمع الدوليّ فرضها على المعرقلين". أضاف البيان: "أكّد لودريان أنّ هذه المحاولة هي الوحيدة التي يقوم بها أصدقاء لبنان من أجل إيجاد مخرج للأزمة، من خلال دعوة الكتل النيابية لاجتماع عملٍ في أيلول المقبل محصور بالانتخابات الرئاسية وتحديداً بالمواصفات التي يجب أن يتمتع بها رئيس الجمهوريّة وبالمهمة التي سيقوم بها خلال عهده". وتابع: "أمّا من جهتنا، فقد شدّدنا على تمسّكنا بالآليات الدستورية وبموقفنا المبدئيّ المبنيّ على ضرورة إجراء جلسات انتخابية مفتوحة ومتتالية في المجلس النيابي فوراً احتراماً وتطبيقاً للدستور. وأكّدنا للوزير لودريان دعمنا للبيان الصادر عن الاجتماع الخماسي في الدوحة، وعلى أهمية قرار البرلمان الأوروبيّ الذي أشار بوضوحٍ إلى الجهات المسؤولة عن التعطيل واستمرار الفراغ الرئاسي، مع تحفظنا على البند الـ13 المتعلق بملفّ اللاجئين". أضاف البيان: "بعد نقاش مستفيض في تفاصيل المبادرة التي طرحت علينا، استمهلنا الوزير لودريان لإجراء مشاورات مع باقي الزملاء وبعض الكتل النيابية ومستقلين بغية التوصل إلى موقفٍ موحّد يخدم المصلحة الوطنية ويحفظ الدستور ويسمح بإنجاز الاستحقاق الرئاسي". وختم: "في نهاية اللقاء، عبرنا للموفد الفرنسي عن تطلعات الشعب اللبناني لاستعادة الدولة وتحقيق السيادة والعدالة ومحاسبة المسؤولين عن الواقع الحالي والتي عبروا عنها منذ 17 تشرين 2019، كما وحذرنا من خذلان الشعب اللبناني من قبل المجتمع الدولي واستسهال الذهاب نحو تسويات تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتسمح للسلطة السياسية باستغلال التعطيل المتعمد لإعادة تجديد نفسها".

 

دار الفتوى تُحيي "استشهاد الحسين": سابقة في العالم الإسلامي

نداء الوطن/27 تموز/2023

دعوة دار الفتوى الى العلماء من جميع المناطق اللبنانية، لحضور المجلس الخامس والعشرين من «مجالس النور» تحت عنوان: «الحسين ذاك الشهيد: عاشوراء مدرسة إيمان وتضحية»، وذلك غداً الجمعة العاشر من محرم 1445 الموافق 28 تموز 2023، أثارت جدلاً وصدمة في الأوساط السنية والشيعية على حدٍّ سواء، لأنّها حملت سابقة غير معهودة تبنّتها دار الفتوى، ويبدو أنّها ستكون محطة سنوية في إطار النشاط الدعوي للمؤسسة الدينية. صاحب المبادرة أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي أوضح لـ»نداء الوطن» أنّ «ذكرى استشهاد الحسين هي ذكرى ينبغي الوقوف عندها لأخذ العبرة من هذه التضحية والشهادة العظيمة والوقوف في وجه الظالم». وقد خصّصت أمانة الفتوى «مجلس النور» المقبل للإضاءة على هذه الذكرى، مؤكِّدة أنّ «هذا المجلس هو مجلس علمي ليس له أيّ طابع آخر لبيان فضائل ومناقب واستشهاد سيدنا الحسين، وحقٌّ علينا جميعاً أن نقف عند هذه الأخلاق والتضحيات العظيمة ولإعطاء صورة عن هذه الذكرى بعيداً عن أيّ تجاوزات ونبذاً لأيّ فتنة في الأمة». أثارت الدعوة جلبة في الشارع الشيعي من بيروت إلى طهران، كما أنّ بعض التيارات السلفية انتقدت الدعوة، وعلى الأرجح أن تكون لها تداعيات واسعة، لأنّها المرة الأولى التي يجرى فيها إحياء ذكرى استشهاد الحسين في أكبر مساجد لبنان ومن المؤسسة الدينية الرسمية.

 

السفير بخاري: السعودية لا تتدخل في أسماء المرشحين لرئاسة لبنان

الشرق الأوسط/27 تموز/2023

أكد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري أنه «ليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع»، مشددا على «تنفيذ اتفاق الطائف الذي حمى اللبنانيين ويحميهم».

موقف بخاري جاء خلال تكريمه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حفل عشاء أقامه على شرفه في دارته في اليرزة في حضور أغلبية النواب المسلمين السنة. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى «بأن المفتي دريان شكر السفير بخاري على هذا الحفل، وأكد أن أي لقاء يجمع اللبنانيين مرحب به، وشدد على أن المسلمين السنة في لبنان هم مكون أساسي في الخيار والقرار الوطني وينبغي أن يكونوا موحدين على الثوابت اللبنانية التي تضمن حقوق الجميع دون استثناء. ودعا إلى الالتزام والتمسك باتفاق الطائف نصا وروحا وأي كلام خلاف ذلك هو مرفوض ومدان ويعقد الحلول التي لا يمكن إلا أن تكون من خلال اتفاق الطائف الذي أجمع عليه اللبنانيون بدعم عربي ودولي». وحذر المفتي دريان من يحاول إيهام الناس بأن قرار انتخاب رئيس للجمهورية بيد فئة من اللبنانيين دون أخرى، بل الجميع معني ومشارك باختيار الشخصية الرئاسية التي ستكون مؤتمنة على النظام والدستور ليبقى لبنان سيدا حرا عربيا مستقلا متعاونا مع أشقائه العرب والدول الصديقة، وأبدى ارتياحه وتأييده لكل ما يبحث في اللجنة الخماسية التي يعول عليها الكثير من الانفراجات، وهي تؤكد ما يطمح إليه اللبنانيون وتتعاطى بحكمة عالية ودراية مخلصة ودبلوماسية مشهود لها في تطوير الحوار البناء للوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية أولا قبل أي شيء آخر. واعتبر أن الحوار الوطني هو مطلب الجميع ولكن يبدو متعثرا لعدة أسباب، وهذا يتطلب مزيدا من الوحدة والإقدام على أخذ مبادرات فورية وفي طليعتها انتخاب رئيس وتأمين حاجات الناس المعيشية.

وأكد دريان أن «الفشل ممنوع والحذر والتأني مقبول، وتمسكنا بالثوابت الوطنية هو من إيماننا المطلق بأن لبنان لا يمكن إلا أن يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي على أسس العيش المشترك التي ضمنها الدستور في المساواة والمواطنة بين كل اللبنانيين، ولا ينبغي أن ينكفئ أحد عن دوره بل مشاركة الجميع هي الأساس لضمان الحقوق والطمأنينة، وهذا ما تسعى له دار الفتوى في توحيد الرؤية الوطنية والرؤى مع كافة الأطياف السياسية والمرجعيات الدينية، وما قامت به بجمع نواب المسلمين السنة في اللقاء الوطني الذي عقد منذ عام في الدار كان في هذا الإطار، وصدر عنه توصيات وطنية بامتياز حدد فيها مواصفات رئيس لكل اللبنانيين الذي ينبغي للنواب أن ينتخبوا على أساسها، فانطلاقا من ذلك نعاهد اللبنانيين بأننا لن نوفر جهدا في التعاون مع كل المعنيين في عملية انتخاب الرئيس للوصول إلى حلول أو قواسم مشتركة نستطيع من خلالها إيجاد مخرج بالتعاون مع عمقنا العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين وبقية الأشقاء العرب، مع الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للنهوض بالوطن، ودار الفتوى واللبنانيون أوفياء لمملكة الخير ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع لبنان في كل مراحل أزماته، وأوصي نوابنا أن يكونوا كعهدنا بهم أقوياء في كلمة الحق موحدين لخدمة لبنان، يكثفون لقاءاتهم واجتماعاتهم لبلورة موقف واحد جامع، وأن يسارعوا إلى انتخاب رئيس يتمتع بمناقبية عالية وصفات حميدة جامعا للبنانيين وأمينا على قسمه وحفظ اتفاق الطائف وتنفيذه». من جهته، أكد السفير بخاري أن «موقف المملكة العربية السعودية ثابت في دعمها للبنان الدولة والمؤسسات ومساعدة اللبنانيين وحرصها عليهم، وهي تقوم بجهود دائمة ومتواصلة وكبيرة في اللجنة الخماسية وتقدم كل الأفكار والطروحات التي تساهم في إنقاذ لبنان، وليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع، وهذا خيار للسادة النواب وهي تطرح معايير ومواصفات فقط، وأشار إلى أن السعودية تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني، وبتنفيذ اتفاق الطائف الذي حمى اللبنانيين ويحميهم، وتؤيد أي لقاء فيه خير للبنانيين وتتمنى أن يجري انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

"سانا": استشهاد خمسة أشخاص وإصابة 21 آخرين في تفجير إرهابي في السيدة زينب

وطنية»/27 تموز/2023

استـشهد خمسة اشخاص وأصيب  واحد وعشرون آخرون جراء" تفجيـر إرهابي" طال بلدة السيدة زينب بريف دمشق (شارع كوع السودان) إثر انفجار دراجة نارية بالقرب من سيارة أجرة نوع سابا، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا". وذكرت وزارة الداخلية في بيان عبر قناتها على “تيلغرام” أن "دوريات من شرطة ناحية السيدة زينب وفرع الأمن الجنائي بريف دمشق وفوج إطفاء ريف دمشق والإسعاف حضرت إلى مكان التفجير إضافة إلى محافظ ريف دمشق وقائد الشرطة، وتم نقل جثامين الشهداء والمصابين إلى مشافي دمشق وريفها".

 

غوتيريس: عصر الاحتباس الحراري انتهى وحل عصر الغليان العالمي

لندن-طهران: «الشرق الأوسط»/27 تموز/2023

اعتقلت السلطات الإيرانية ممثلة بتهمة «إشاعة انعدام الأمن النفسي في المجتمع»، بسبب تمنيها الشفاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذكرت وكالتا «تسنيم» و«فارس»، التابعتان لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أن الممثلة شهره قمر اعتُقلت بسبب «نشر محتوى يدعم مثيري الشغب، والإساءة للمسؤولين، وتمنيات بالشفاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ودعم الكيان الصهيوني، والتحريض على الفوضى في الشارع». بدورها نقلت وكالة «مهر» الحكومية عن وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب، أن «القضاء الإيراني ينظر في عدة ملفات تتعلق بالأمن النفسي في مجال الإنترنت». وسُئل الوزير عما إذا كان يراقب الإنترنت بنفسه، وقال: «إذا لم أراقبه فلا يمكنني أن أكون وزيراً». وجاء الاعتقال بعد أيام من نشر الممثلة رسالة، عبر حسابها على «إنستغرام» الذي يتابعه 4 ملايين، تتمنى فيها الشفاء لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وكتبت على صورة نتنياهو: «لقد دعوت لصحتك، دمت سالماً». وخضع نتنياهو لعملية جراحية في القلب، الأسبوع الماضي، قبل أن يغادر المستشفى ويستأنف عمله. منشور «ستوري» على حساب الممثلة شهره قمر حول نتنياهو تسبَّب في اعتقالها وقبل ذلك بأسابيع نشرت الممثلة رسالة أخرى تنتقد فيها المسؤولين على تهديداتهم بشأن محو إسرائيل، وتقول: «يجب عليكم أولاً أن تُشبعوا بطون الجياع في كردستان وبلوشستان و...». وقال موقع «ديده بان» الإخباري، المقرَّب من الإصلاحيين، إن الممثلة شاركت في فيديو دعائي لصالح حملة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الانتخابات الأخيرة، وانتشر الفيديو على نطاق واسع في شبكة «تلغرام». وانتقد الصحافي والمحلل السياسي أحمد زيد آبادي اعتقال الممثلة، وكتب، عبر حسابه على شبكة «تلغرام»: «على ما يبدو، اعتقلوا ممثلة بسبب تمني الشفاء لنتنياهو». وأضاف: «تمنيات الشفاء لنتنياهو في الواقع دعاء لتدمير إسرائيل». وتابع: «لا يوجد زعيم يقرب الدولة العبرية من هاوية عدم الاستقرار والسقوط مثل نتنياهو... إذا مات فسيأخذ مكانه سياسي معتدل سيعمل على ائتلاف دولي ضد إيران، لهذا فإن صحة نتنياهو ليست في صالح الجمهورية الإسلامية وشعارها بشأن محو إسرائيل».

 

تواصل المعارك في السودان والدعم السريع يهاجم قاعدة للجيش بأم درمان

وطنية/27 تموز/2023

تتواصل المعارك في العاصمة السودانية إذ يتبادل كل من الجيش وقوات الدعم السريع الهجمات على المواقع التابعة لكل جانب، بحسب ما نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية"عن شهادات السكان. وأفاد سكان من ضاحية غرب الخرطوم الكبرى أم درمان الوكالة بأنهم شهدوا "قصفا بالمدفعية الثقيلة والصاروخية من شمال مدينة أم درمان باتجاه الخرطوم". كما أشار آخرون إلى هجوم من قبل قوات الدعم السريع على قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال أم درمان "باستخدام مسيرات".وأكدت قوات الدعم السريع في بيان أن "قواتها الخاصة نفذت فجر اليوم (الخميس)، مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية بكرري أم درمان". وتابعت أن هذا الهجوم أسفر عن "تدمير 3 طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية والمؤن ومقتل وجرح العشرات من قوات الانقلابيين". وإلى ذلك أعلنت رئاسة قوات الشرطة في بيان مقتل مساعد المدير العام للإمداد الفريق عمر محمد ابراهيم حمودة "إبان أحداث قيادة قوات الاحتياطي المركزي بالخرطوم".

وكانت قوات الدعم أعلنت الأسبوع الأخير من الشهر الماضي "السيطرة التامة على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي" في العاصمة. وأفاد بيان الشرطة أنه "تأكد استشهاد الفريق شرطة عمر محمد إبراهيم حمودة وبمعيته عدد من الضباط وضباط الصف والجنود .. بعد أن لقنوا العدو درساً في معاني الوطنية والثبات". وأكد الجيش في بيان  اليوم عودة وفده من السعودية الاربعاء بعد انخراطه لمدة شهر تقريبا في مباحثات غير مباشرة برعاية السعوديين، لوقف إطلاق النار. وأفاد البيان "تباحث الوفد حول مسودة لوقف العدائيات تم التوافق فيها على كثير من النقاط". وتابع "إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية ومن بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بكافة مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق، أدى إلى عدم التوصل لاتفاق وقف العدائيات، ونتيجة لذلك عاد وفدنا". وأبدى الجيش استعداده "لمواصلة المباحثات متى تم استئنافها بعد تذليل المعوقات".

 

البيت الأبيض: لا مؤشر على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية في الانقلاب في النيجر

رويترز/27 تموز/2023

أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير اليوم الخميس أن الولايات المتحدة "لا ترى أي مؤشر يعتد به على تورط روسيا أو قوات مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في الانقلاب في دولة النيجر، على ما أوردت "رويترز".وأضافت للصحافيين في إفادة أن واشنطن تحض المواطنين الأميركيين في النيجر على توخي الحذر.

 

الامم المتحدة تدعو إلى ضرورة "الافراج فورا" عن رئيس النيجر المحتجز

وطنية/27 تموز/2023

دعت الأمم المتحدة  إلى  "الافراج فورا" عن رئيس النيجر محمد بازوم وإلى إعادة النظام الدستوري في هذا البلد بعدما احتجزه عسكريون وأعلنوا استيلاءهم على الحكم. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الانسان فولكر تورك في بيان نقلته" وكالة الصحافة الفرنسية":  "يجب بذل كل الجهود لإعادة النظام الدستوري وحكم القانون. يجب الافراج فورا ومن دون شروط عن الرئيس محمد بازوم وضمان امنه".

 

الأمم المتحدة تعلن «تعليق» عملياتها الإنسانية في النيجر

الشرق الأوسط/27 تموز/2023

أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس، «تعليق» العمليات الإنسانية للمنظمة في النيجر بسبب الانقلاب، علماً بأن البلد المذكور يواجه وضعاً إنسانياً «معقداً»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (اوتشا)، بأن عدد من يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في النيجر ارتفع من 1.9 مليون إلى 4.3 مليون شخص في 2023، بينما يتوقع أن يبلغ عدد ضحايا انعدام الأمن الغذائي الحاد ثلاثة ملايين شخص بين يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) قبل الحصاد المقبل.

 

النيجر... نهاية حكم بازوم... الجيش دعم الانقلاب وحذر من أي «تدخل عسكري خارجي»

الشرق الأوسط/27 تموز/2023

بدأت الأمور تتضح في النيجر، في اليوم الثاني من احتجاز الرئيس محمد بازوم، على يد أفراد من كتيبة الحرس الرئاسي، كانوا أعلنوا مساء الأربعاء الإطاحة به وتعطيل العمل بالدستور وإغلاق حدود البلاد وفرض حظر تجول، قبل أن يؤكد الجيش، الخميس، دعم التحرك الذي أصبح من الممكن وصفه بأنه «انقلاب عسكري» مكتمل الأركان. القيادة العامة لأركان الجيوش في النيجر، بعد يوم كامل من الصمت، أصدرت بياناً قالت فيه إنَّ قيادات الجيش عقدت أمس اجتماعاً قررت على إثره الوقوف في صف قادة الانقلاب على حكم محمد بازوم. وأوضح البيان أن قائد أركان الجيش، الجنرال عبده صدّيق عيسى، وبقية القيادات العسكرية الأخرى في الجيش، اتخذوا القرار «حرصاً على ضمان سلامة رئيس الجمهورية وعائلته، وسعيًا لتفادي أي مواجهة دموية بين مختلف التشكيلات المسلحة، ستؤدي إلى حمام دم، وتهدد أمن السكان». وأكد الجيش أن قراره نابع أيضاً من «حرصه على ضمان وحدة قوات الأمن والدفاع». لكن لا يمكنُ القول إن قيادات الجيش متجانسة، فكثيراً ما كانت تبرز على السطح خلافات عاصفة بين القيادات العسكرية في النيجر. قيادة أركان الجيش بعد أن بررت قرار دعم الانقلاب حذرت من أن «أي تدخل عسكري خارجي، مهما كان مصدره، سيؤدي إلى نتائج كارثية وغير محسوبة العواقب على شعبنا، وسيدخل بلدنا في الفوضى»، وهو ما اعتبره مراقبون تحذيراً ضمنياً للقوات الفرنسية التي ترابط في قواعد عسكرية بالنيجر، ويصل عددها لأكثر من 1500 جندي فرنسي. لكن مراقبين آخرين ذهبوا إلى أن تحذير الجيش موجه إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، التي أعلنت رفضها للانقلاب، وسبق أن أحبطت محاولات انقلابية سابقة بالتدخل العسكري المباشر، كما حدث قبل سنوات في غامبيا، وبعد ذلك في غينيا بيساو. وأكد الجيش في نهاية بيانه أن «النيجر سيبقى حصناً منيعاً في وجه انعدام الأمن والاستقرار الذي تنشره المجموعات الإرهابية المسلحة ومجموعات أخرى للجريمة المنظمة».

وطلبت قيادة أركان الجيش من قوات الأمن والدفاع أن «تحتفظ بتركيزها منصباً على مهمتها الأساسية، وأن تحافظ على جاهزيتها القتالية المشهودة، من أجل مواصلة الحرب على الإرهاب والجريمة المنظمة»، وفق نص البيان. وعلى الرغم من أن قادة الانقلاب أعلنوا، في بيان الإطاحة بالرئيس، تشكيل مجلس عسكري تحت اسم «المجلس الوطني لحماية الوطن»، من دون تسمية رئيسه، فإن المصادر مجمعة على أن الجنرال عمر تشياني هو زعيم الانقلاب والحاكم الجديد للبلاد، وهو الذي ظل يقود الحرس الرئاسي طوال السنوات العشر الأخيرة. وفيما تعيش النيجر خامس انقلاب عسكري منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، بدت شوارع العاصمة نيامي، صباح الخميس، هادئة والحركة فيها طبيعية بينما كان الجميع يترقب مصير بازوم المحتجز في القصر الرئاسي، حتى إذا أعلن الجيش دعمه للانقلابيين شهدت بعض الشوارع مسيرات مؤيدة للانقلاب، تخللها هجوم على مقر للحزب الذي يتزعمه بازوم، ورفع للعلم الروسي. وخصصت الصحف أعدادها الصادرة اليوم للحديث عن الأوضاع بعناوين بارزة، وسط تضارب واضح ما بين صحف وصفت ما يجري بـ«الانقلاب العسكري»، وأخرى ظلت تصفه بأنه «محاولة انقلابية»، فيما ذهبت أخرى لتختار عنواناً على شاكلة «نهاية حكم بازوم». ولم يعرف بعد مصير محمد بازوم (63 عاماً)، المحتجز رفقة عائلته في شقة سكنية بالقصر الرئاسي، على الرغم من أن الانقلابيين أكدوا أنهم يضمنون سلامته، وهو ما عاد الجيش ليؤكده في بيان دعم الانقلاب، فيما جددت الأمم المتحدة الخميس دعوتها للإفراج الفوري عن بازوم. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، في بيان: «أنا مصدوم وحزين جراء محاولة الانقلاب العسكري في النيجر، وأدينها بأشد العبارات... يجب بذل كل الجهود لإعادة النظام الدستوري وحكم القانون».

 

أميركا تنشر مقاتلات «إف 35» لردع استفزازات إيران والخارجية ستقدم معلومات إضافية للكونغرس حول تعليق مهمة مالي

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نشرت سرباً من 12 مقاتلة من طراز «إف 35 لايتنينغ 2» في الشرق الأوسط؛ لتعزيز القدرات الجوية في منطقة مسؤوليتها، كجزء من العمليات الهادفة لردع إيران وروسيا عن الأعمال الاستفزازية، فيما تزايدت التسريبات في واشنطن حول تعليق المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت، بعد تقارير عن تسريب معلومات في شأن اتفاق نووي جديد مع طهران. وأفاد الناطق باسم القوة الجوية التاسعة لدى القيادة المركزية الأميركية الكولونيل مايك أندروز، في بيان، بأنه «بالتنسيق مع حلفائنا الإقليميين وشركائنا والبحرية الأميركية، ستشارك طائرات (إف 35) مع طائرات من طرازي (إف 16) و(إيه 10) الموجودة بالفعل في المنطقة للمساعدة في مراقبة مضيق هرمز»، على أثر محاولات «الحرس الثوري» الإيراني الاستيلاء على سفن تجارية، مضيفاً أن «سعة (إف 35) وقدرتها المتزايدة ستسمح للولايات المتحدة بالتحليق في المجال الجوي المتنازع عليه عبر مسرح العمليات إذا لزم الأمر». وأتت طائرات الشبح التي نشرت من سرب المقاتلات الاستطلاعية الرقم 421 في قاعدة هيل الجوية بولاية يوتا الأميركية. ولم تحدد المواقع الدقيقة لعملية النشر هذه. وأفادت القيادة المركزية للقوات البحرية سابقاً هذا الشهر بأن البحرية الإيرانية حاولت بشكل غير قانوني الاستيلاء على سفينتين تجاريتين في مضيق هرمز وخليج عمان. ووقع الحادثان في المياه الدولية. وبصورة متزامنة، كثفت الطائرات الحربية الروسية من مضايقاتها للطائرات الأميركية فوق سوريا؛ ففي حادثين في 23 يوليو (تموز) و26 منه، أطلقت مقاتلات روسية قنابل إنارة ألحقت أضراراً بمسيرتين أميركيتين. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 17 يوليو، أنها سترسل مقاتلات إضافية من طرازي «إف 35» و«إف 16»، فضلاً عن سفينة حربية إلى الشرق الأوسط، في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد استيلاء إيران على سفن الشحن التجارية ومضايقتها في الآونة الأخيرة. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أن المسؤولين في الوزارة على اتصال بالكونغرس بشأن قضية مالي، مضيفاً أن معلومات جديدة ستقدم إلى أعضاء الكونغرس قريباً. وقال باتيل: «لا نزال على اتصال مع الكونغرس في شأن طلباتهم للحصول على مزيد من المعلومات والتوضيح في شأن هذا الأمر، بما في ذلك من خلال المراسلات مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب»، مضيفاً: «نتوقع تزويدهم بمعلومات إضافية قريباً». وقبيل هذه التصريحات، نشر موقع «واشنطن فري بيكون» الإخباري تقريراً يفيد بأن «مالي ربما كشف معلومات سرية لشبكة من مؤيدي طهران وأنصار خطة الاتفاق النووي في الولايات المتحدة الذين يعرفون باسم: غرفة الصدى».

وأضاف أن «مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ أثاروا أسئلة بعدما تخلف مالي في منتصف مايو (أيار) الماضي عن حضور اجتماع مغلق حول المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي». ولفت إلى أن «غياب مالي باعتباره كبير الدبلوماسيين المشاركين في ملف المفاوضات الإيرانية أمر مشكوك فيه، وفي ذلك الوقت، أبلغ مسؤولو إدارة بايدن المشرعين أن مالي كان في إجازة لأسباب شخصية»، ملاحظاً أنه «بعد شهر واحد فقط، كشف التحقيق مع مالي بسبب إساءة استخدام معلومات سرية، وأن هذه التهمة كانت خطيرة لدرجة أن مسؤولية التحقيق نقلت من وزارة الخارجية إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، (إف بي آي». وأفاد التقرير أيضاً بأنه في محادثة مع عدد من مسؤولي الأمن القومي الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة حول قضية مالي، وصف الموقع «تسريب معلومات سرية لعدو أجنبي» بأنها «أخطر تهم مالي»، مضيفاً أن «العدو الأجنبي يمكن أن يكون إيران أو دولة أخرى». ويتهم مالي أيضاً بأنه «أجرى محادثات سرية مع دبلوماسيين إيرانيين في الأمم المتحدة، ربما من دون إذن من وزارة الخارجية». ونقل الموقع عن صحيفة «طهران تايمز» أخيراً أن مالي متورط في «تفاعلات مشبوهة مع مستشارين غير رسميين من أصل إيراني»، مضيفة أن تصريحه الأمني «ألغي في أواخر أبريل (نيسان)  الماضي». وأوردت أن «مالي على اتصال روتيني بعدد كبير من دعاة النظام الإيراني»، وأن «هؤلاء الحلفاء يعملون كوسطاء للمفاوضات مع الحكومة الإيرانية». وكتب محلل الأمن القومي لي سميث في مجلة «تابليت ماغازين» أنه «كان جزء كبير من عمل مالي نشرَ المعلومات في كل أنحاء الشتات الإيراني المقيم في الولايات المتحدة والتي وجدت طريقها في النهاية إلى طهران». وأضاف أن «حقيقة أن التفاصيل حول تعليق مالي تأتي من وسائل الإعلام الإيرانية وليس الأميركية، هي دليل كبير على أن أمراً كبيراً مفقوداً من حساب البيت الأبيض المصغر للغاية».

 

مسؤولون أميركيون يؤكدون بدء الهجوم الأوكراني «الرئيسي» المضاد جنوباً للوصول إلى بحر آزوف وقطع الجسر الوحيد لروسيا مع القرم

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

نقل مسؤولون أميركيون عن نظرائهم الأوكرانيين أن قواتهم تنخرط الآن في الهجوم الرئيسي المضاد في جنوب شرقي البلاد، دافعين بالمزيد من القوات والعتاد على ثلاث جبهات رئيسية قرب زابوريجيا، سعياً إلى اختراق الخطوط الدفاعية الروسية الشديدة التحصين ولا سيما في أوريخيف، والوصول إلى بحر آزوف، بينما أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصاعد كبير في القتال. وعزا المسؤولون الأميركيون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، الزخم في العمليات العسكرية الأوكرانية إلى ثلاثة أسباب، يتعلق أولها بالتطورات الأخيرة؛ إذ إنه «لأكثر من سبعة أسابيع، قاتلت القوات الأوكرانية على طول ثلاث جبهات رئيسية عبر عدة مئات من الأميال في شرق وجنوب شرقي البلاد، وضغطت لإيجاد نقطة ضعف لإحداث اختراق في الدفاعات الروسية المحصنة بشدة». وأضافوا أن القوات الأوكرانية أحرزت «تقدماً ثابتاً» للعبور من حقول الألغام الروسية والتحصينات الأخرى. وأشاروا إلى عامل آخر يتصل بالاضطرابات داخل القيادة العسكرية الروسية، حيث «استشعرت القوات الأوكرانية فرصة» مع إقالة القائد الإقليمي الروسي الميجور جنرال إيفان بوبوف، الذي خاطب قواته في تسجيل مدته أربع دقائق الشهر الماضي، واتهم رؤساءه «بتوجيه ضربة لقواته من خلال إقالته من منصبه انتقاماً لإعلانه الحقيقة حول مشاكل ساحة المعركة أمام القيادة العليا خلف الأبواب المغلقة». أما السبب الثالث فيعود إلى «نقاط الضعف الروسية المحتملة»، ولا سيما بعد استهداف المدفعية الأوكرانية لنقاط المدفعية الروسية ومستودعات الذخيرة ومراكز القيادة في المناطق الواقعة خلف الخطوط الأمامية، مما أوجد «نقطة ضعف يمكن استغلالها إذا كانت القوات الأوكرانية المتقدمة قادرة على اختراق الدفاعات الروسية وإحداث فوضى في العمق». وقال مسؤول غربي، الأربعاء، إن «الروس مرهقون»؛ لأنهم «لا يزالون يعانون مشاكل في الخدمات اللوجيستية والإمداد والأفراد والأسلحة». وعلى رغم تقدم القوات الأوكرانية، فهي لا تزال على مسافة 60 ميلاً (نحو 100 كيلومتر) من بحر آزوف. ولكن إذا تمكنت من الوصول إليه سيقطع الجسر البري الوحيد لروسيا إلى شبه جزيرة القرم، وهي قناة رئيسية لنقل القوات والمعدات والإمدادات الروسية إلى أوكرانيا. وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار إن القوات الأوكرانية «تتقدم تدريجياً» في اتجاه مدينتي ميليتوبول وبيرديانسك الساحليتين، لكنها لم تحدد المسافة التي قطعت. وكذلك قال مسؤولان أميركيان إنهما يعتقدان أن «التوجه الرئيسي» لأوكرانيا هو التوجه إلى روبوتين، التي تبعد نحو 6 أميال عن مدينة أوريخيف، ونحو 50 ميلاً شمال ميليتوبول. وأقر المسؤولون الروس والأوكرانيون بوجود قتال عنيف حول بلدة روبوتين، لكنهم قدموا روايات متضاربة. وبينما أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنه جرى صد الهجوم الأوكراني على المنطقة التي تسيطر عليها روسيا، نفى مسؤول أوكراني التصريحات الروسية عن تدمير 20 دبابة أوكرانية و10 ناقلات جند مدرعة، موضحاً أن القوات الأوكرانية تكبدت بعض الضحايا. وادعت وزارة الدفاع الأوكرانية أنها أجهضت الهجمات الروسية في مواقع عدة على طول الجبهة التي يبلغ طولها 600 ميل (نحو ألف كيلومتر) وحققت بعض المكاسب في استعادة الأراضي المحتلة في منطقة زابوريجيا كجزء من «عملية هجومية في اتجاهات ميليتوبول وبيرديانسك». وتعامل مسؤول أميركي بحذر مع التقارير الواردة من الجبهة، متجنباً استخلاص النتائج من التحركات الأولية في ساحة المعركة. لكنه أكد أن الاتجاه الرئيسي للهجوم المضاد بدأ بالفعل. وقال: «إننا نشهد دلائل على تحركات تمهيدية لقوات إضافية في منطقة زابوريجيا للدخول في القتال»، مضيفاً أنه «ليس من الواضح ما هو الغرض من تلك التحركات». ورجح أن تكون «الوحدات أرسلت إلى هناك لتشكيل العمليات، وهي مهام تساعد في تهيئة الظروف المواتية لمعركة أكبر، مثل العثور على نقاط ضعف لاستغلال دفاعات العدو أو تدميرها». وأضاف أنه «من المحتمل أيضاً أن تأتي القوات الجديدة لتحل محل الجنود المنهكين من القتال الشرس ضد القوات الروسية المتحصنة». وعلناً، شعر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالثقة بأن الهجوم المضاد لأوكرانيا «فشل»، وأن إمدادات الأسلحة التي يرسلها الغرب لن تساعد أوكرانيا على الفوز في الحرب. وقال بوتين على هامش قمة للزعماء الأفارقة في بطرسبرغ: «نؤكد أن الأعمال العدائية اشتدت وبطريقة كبيرة».

 

الجيش الأوكراني يستعيد قرية من القوات الروسية في الجبهة الجنوبية

كييف/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

صرحت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار بأن الجيش استعاد قرية ستارومايورسكي من القوات الروسية في الجبهة الجنوبية، حيث كثفت قوات كييف هجومها المضاد في الأيام الأخيرة. وكتبت ماليار على «تلغرام»: «تم تحرير ستارومايورسكي في منطقة دونيتسك. إن مدافعينا ينفذون حاليا عمليات تطهير»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأعلنت الولايات المتحدة، يوم (الثلاثاء)، أنها ستقدم مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، وسط هجومها المضاد الذي يهدف لتحرير مناطق في الجبهتين الجنوبية والشرقية من سيطرة القوات الروسية.

 

بوتين يحشد «الحلفاء» في القمة الروسية – الأفريقية ووعود بزيادة التبادل التجاري وتوسيع إمدادات الغذاء... والسلاح

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

أطلقت القمة الروسية - الأفريقية التي عُقدت (الخميس)، في عاصمة الشمال الروسي سان بطرسبرغ، مرحلة جديدة في التعاون بين روسيا وبلدان القارة الأفريقية. وفي مقابل تأكيد موسكو حرصها على زيادة التبادل التجاري وتوسيع إمدادات الغذاء والمساهمة في رفع القدرات العسكرية لبلدان القارة، لمواجهة التحديات الخارجية التي تواجهها، أكد القادة الأفارقة خلال القمة عزمهم على منح التعاون مع موسكو في مختلف المجالات طابعاً استراتيجياً طويل الأمد. وحضر القمة الثانية من نوعها بعدما كان القادة الروس والأفارقة قد التقوا في أول قمة من هذا النوع قبل أربع سنوات، زعماء ومسؤولون من 49 بلداً أفريقياً، ولم يخفِ الرئيس فلاديمير بوتين ارتياحه لانعقاد القمة في توقيتها على الرغم من الضغوط الغربية الواسعة التي مورست لحمل بلدان القارة على مقاطعة الاجتماع في روسيا. وقال بوتين في كلمته أمام قادة الاتحاد الأفريقي إن بلاده منفتحة على تعزيز التعاون في المجالات كافة. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا بلغ عام 2022 نحو 18 مليار دولار، وزاد في النصف الأول من عام 2023 بنحو 35 في المائة، كما أن مجالات التعاون الرئيسية بين روسيا والقارة الأفريقية باتت تشمل الطاقة واستخدام التربة والزراعة ومجالات أخرى كثيرة لم تكن تدخل في قطاعات التعاون التي كانت تقتصر مع بعض بلدان القارة على إمدادات السلاح والتقنيات العسكرية. وأكد الرئيس الروسي استعداد روسيا للمساعدة في تعزيز سيادة الدول الأفريقية، وقال إن بلاده ترى في أفريقيا «شريكاً مهماً وأساسياً»، وتعد الاتحاد الأفريقي منظمة إقليمية رائدة، وأعرب عن أمله في تتخذ مجموعة الدول العشرين في قمتها المقبلة بالهند قرار انضمام الاتحاد الأفريقي إليها.

وتطرق بشكل موسع إلى أزمة إمدادات الغذاء بسبب تعطل «صفقة الحبوب»، وأكد أن روسيا مستعدة لتوفير ما بين 25 و50 ألف طن من الحبوب مجاناً لبوركينا فاسو وزيمبابوي ومالي والصومال وجمهورية أفريقيا الوسطى وإريتريا خلال الأشهر المقبلة. وشن حملة قوية على الغرب، وقال إن الدول الغربية «تتهمنا زوراً بالتسبب في الوضع الراهن للأزمة في سوق الغذاء العالمية، إلا أنها في الوقت نفسه تعيق إمدادنا بالحبوب والأسمدة للدول المحتاجة».

ودافع بوتين عن قرار بلاده الانسحاب من صفقة الحبوب، وزاد: «لمدة عام تقريباً بعد إبرام الصفقة المزعومة، تم تصدير ما مجموعه 32.8 مليون طن من الحبوب من أوكرانيا، ذهب أكثر من 70 في المائة منها إلى البلدان ذات المستويات المرتفعة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، بينما بلغ ما وصل إلى دول مثل إثيوبيا والسودان والصومال وعدد من الدول الأخرى أقل من 3 في المائة». وزاد أنه «لم يتم الوفاء بأي من شروط الصفقة المتعلقة برفع الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة من العقوبات ووصولها إلى الأسواق العالمية، وتم وضع العراقيل أمام تبرعنا بالأسمدة المعدنية لأفقر البلدان المحتاجة. وقد تم إرسال دفعتين فقط إلى أفريقيا من أصل 262 ألف طن من الأسمدة المحجوبة في الموانئ الأوروبية: 20 ألف طن إلى ملاوي و34 ألف طن إلى كينيا والباقي ظل في أيدي الأوروبيين». وقال الرئيس الروسي إن «حصة روسيا في سوق القمح العالمية بلغت 20 في المائة، في مقابل أن حصة أوكرانيا أقل من 5 في المائة، ما يعني أن مساهمة روسيا في الأمن الغذائي العالمي كبيرة، وهي مورد دولي قوي ومسؤول عن جزء كبير من المنتجات الزراعية العالمية. وأولئك الذين يجادلون في هذا الأمر، وفي أن فقط توفير ما تسمى (صفقة الحبوب لتصدير الحبوب الأوكرانية) هم ببساطة يشوهون الحقائق، ويقولون الأكاذيب. تلك ممارسات الدول الغربية لعقود، إن لم يكن لقرون خلت، وستستمر بلادنا في توفير الإمدادات الإنسانية لدعم الدول والمناطق المحتاجة». وتعهد بوتين بمساعدة الدول الأفريقية في مجالات عدة لتطوير قدراتها على صعيد ضمان الأمن الغذائي، وقال إن موسكو «سوف تعمل لكي تتمكن أفريقيا في المستقبل، من خلال تطبيق التقنيات الزراعية المناسبة والتنظيم المناسب للإنتاج الزراعي، ليس فقط من إطعام نفسها، وضمان أمنها الغذائي، بل لتصبح كذلك مصدرة لأنواع مختلفة من الغذاء، ولن تلاقي في ذلك سوى كل الدعم من جانب روسيا».

وتطرق كذلك إلى رزمة واسعة من المساعدات التي تنوي بلاده تقديمها إلى بلدان القارة بينها «دعم الزملاء في أفريقيا ليس فقط فيما يتعلق بالتعليم العالي، ولكن كذلك في مؤسسات التعليم العام والثانوي وإعداد كوادر المعلمين. ونتطلع إلى تدريس اللغة الروسية في بعض الدول».

وقال بوتين إن برامج التبادل ما بين الشباب في روسيا وأفريقيا تتسع باطّراد. وشدد على عزم موسكو أيضاً على تعزيز التعاون في مجال الإعلام لا سيما في مجال المضمون الإعلامي. وقال: «توجد خطط لافتتاح عدد من القنوات الروسية في أفريقيا». وفي قطاع الطاقة، قال الرئيس الروسي إن صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز الطبيعي المسال من بلاده إلى أفريقيا زادت بمقدار 2.6 مرة، ويوجد الآن أكثر من 30 مشروعاً واعداً للطاقة بمشاركة روسية في 16 دولة أفريقية بدرجات متفاوتة من التنمية. وحث البلدان الأفريقية على توسيع تعاونها مع موسكو في مجال مواجهة تداعيات العقوبات الغربية، وقال إنه «من الضروري التحرك بنشاط أكبر في مجال التحول إلى التسويات المالية للمعاملات التجارية بالعملات الوطنية، بما في ذلك الروبل، من أجل زيادة توسيع النطاق الكامل للعلاقات التجارية والاقتصادية. ونحن، في هذا الصدد، على استعداد للعمل مع البلدان الأفريقية لتطوير بنيتها التحتية المالية، وربط المؤسسات المصرفية بالنظام الذي تم إنشاؤه في روسيا لنقل الرسائل المالية، التي تسمح بالدفع عبر الحدود، بعيداً عن بُعد الأنظمة الغربية الحالية المقيدة». بدوره أشاد رئيس الاتحاد الأفريقي عثمان غزالي، بالـ«تعاون الروسي مع بلدان القارة لمكافحة المشكلات الزراعية». وفي إشارة إلى التعويل الأفريقي على دعم تطلعات القارة الأفريقية، زاد أنه «يحق لأفريقيا المشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات الدولية، وأن يكون للاتحاد الأفريقي مكان في مجلس الأمن، وأتمنى أن تؤيد هذه الفكرة روسيا. وبين دول مجموعة العشرين لا بد أن تشارك أفريقيا كذلك في عمل هذه المجموعة. إن توسيع الوجود الأفريقي في مجموعة العشرين أمر في غاية الأهمية اليوم». وأكد أن «قارتنا تثق بمستقبل التعاون الروسي - الأفريقي القائم على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. وقمتنا الحالية ستتيح لنا التقدم نحو السلام والازدهار لروسيا وأفريقيا لمصلحة الشعوب».

اللافت أن الكرملين حرص على إضفاء طابع ديني على جهود حشد المواقف الأفريقية لصالح موسكو في المواجهة مع الغرب. وفي كلمة ألقاها رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل، أمام الحاضرين، قال إن «تقديس الاستهلاك، وتدمير مؤسسة الأسرة التقليدية هي جزء من قائمة غير كاملة لكل المآسي التي تغرزها القيم الغربية المزعومة. هذا الخطر لا يهدد فقط روسيا أو البلدان الأفريقية. وعلى الرغم من الضغوط الشديدة ترفض أغلبية الدول الأفريقية تشريعات زواج المثليين والقتل الرحيم وغيرها من الخطايا». وأعرب عن يقين بأن «روسيا وأفريقيا بإمكانهما أن تعرضا على العالم نموذجاً للعلاقات النزيهة والعادلة بين الشعوب، إلا أن بعض الدول الغربية ما زالت متأثرة بماضيها الاستعماري، وما زالت تفكر بهذه العقلية».

اللافت أن كلمات بعض رؤساء الوفود الأفريقية حملت تركيزاً على عزم بلدان القارة على توسيع الاعتماد على روسيا ليس فقط في مجالات إمدادات الغذاء والحبوب بل في قطاع التسلح الذي توليه بلدان القارة أهمية كبرى. وقال وزير الدفاع الأوغندي فينسنت سيمبيا، إن بلاده تعتزم خلال قمة بطرسبرغ، بحث موضوع تطوير مركز إقليمي لصيانة المعدات العسكرية، بما في ذلك المعدات الجوية مع روسيا. وأضاف الوزير أنه «من الأنسب الآن إجراء صيانة للمعدات العسكرية في أوغندا أو في المنطقة. يمكن أن تصبح أوغندا مركزاً لصيانة المعدات من البلدان الأخرى. كما تعلمون، الدول الأفريقية تستخدم المعدات العسكرية الروسية منذ فترة طويلة وتقوم بإصلاحها، لذا فإن وجود مركز لخدمة المعدات الأرضية والجوية أمر مهم للغاية». وكان لافتاً أيضاً، أن موسكو مع الأبعاد السياسية والاقتصادية للقمة تعمدت أن تنظّم على هامشها معرضاً ضخماً عرضت فيه كبرى الشركات الروسية منتجاتها وصناعتها التي تنوعت من المنتجات والسلع إلى المواد الغذائية إلى الأسلحة والمعدات العسكرية مروراً بالمروحيات والآليات الزراعية. كما شملت فعاليات المنتدى الاقتصادي الإنساني «روسيا - أفريقيا» الذي أُقيم على هامش القمة أيضاً، عدة محاور من أبرزها، «الاقتصاد العالمي الجديد» الذي يركز على توسيع نطاق التعاون بين قطاعي الأعمال الروسي والأفريقي والأمن والعلوم والتكنولوجيا. وبالتزامن مع انعقاد القمة، وجَّهت روسيا رسائل نارية إلى الغرب حول رفض استئناف العمل بصفقة الحبوب قبل تنفيذ الشروط الروسية المطروحة. إذ شنت موسكو هجوماً واسع النطاق على عدد من الموانئ الأوكرانية التي تُستخدم لنقل وتخزين المواد الغذائية والأسمدة، وتزامن ذلك مع تأكيد بوتين أمام القمة أن «مشاة البحرية والقوات الجنوبية تُظهر بطولة منقطعة النظير وتُلحق خسائر فادحة بالمعدات العسكرية والأفراد لدى القوات الأوكرانية».

 

تعرُّض مرفأ أوديسا لهجوم تزامناً مع القمة الروسية الأفريقية وتضرر 26 منشأة للبنية التحتية في الموانئ الأوكرانية خلال 9 أيام من الهجمات الروسية

موسكو: «الشرق الأوسط» كييف/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

تستهدف الهجمات الروسية موانئ أوديسا على نحو متكرر منذ انسحاب موسكو من مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الأسبوع الماضي، وهي اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة وسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ أوديسا لمدة عام تقريباً. وتزامناً مع القمة الروسية الأفريقية في سانت بطرسبورغ، التي عرض فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزويد الدول الأفريقية بالحبوب تعويضاً عن النقص الذي تواجهه، قال حاكم منطقة أوديسا الأوكرانية، إن روسيا قصفت البنية التحتية للموانئ في منطقة أوديسا في هجوم صاروخي، مما أسفر عن إلحاق أضرار بمحطة للشحن. وقال أوليه كيبر حاكم إن روسيا أطلقت صواريخ كاليبر على ميناء لم يحدده من غواصة في البحر الأسود. وأضاف أن مبنى أمنياً دُمر ولحقت أضرار بسيارتين. وقال سلاح الجو الأوكراني، كما نقلت عنه «رويترز»، إنه لم يتمكن من إسقاط صواريخ كاليبر، لكنه أعلن إسقاط 8 طائرات مسيرة الليلة الماضية في مناطق أخرى من أوكرانيا. وقالت ناتاليا هومينيوك المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، إن عاصفة رعدية ساعدت روسيا في الهجوم. وفي ظل الهجمات، اجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع قادة الجيش في مدينة دنبرو بجنوب شرق أوكرانيا؛ لمناقشة «الوضع في الجبهة ومسار الأعمال الهجومية والعدائية وبيانات الاستطلاع». وأضافت: «استغل العدو الظروف الجوية وأطلق الصواريخ وسط الرعد والرياح، وعلى ارتفاع منخفض للغاية لجعل رصدها أكثر صعوبة». قال أولكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، في بيان صدر في وقت متأخر أمس الأربعاء، إن 26 منشأة للبنية التحتية بالموانئ الأوكرانية وخمس سفن مدنية تضررت خلال تسعة أيام من الضربات الجوية الروسية. وقال المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إهنات لمحطة إخبارية عن الصواريخ الروسية: «في منطقة لفيف تحولوا 180 درجة وانتهى بهم الأمر بالطيران إلى منطقة خميلنيتسكي في منطقة ستاروكوستيانتينيف». وأضاف أنه تم اعتراض المقذوفات فوق مناطق كييف وخاركيف ودنيبرو. وتم اعتراض ما إجماليه 36 صاروخ كروز بحلول المساء، وفقاً للقوات الجوية. وفي غضون ذلك، أطلق إنذار جوي في جميع أنحاء البلاد.

ونفذت القوات الجوية الأوكرانية عدة غارات جوية ناجحة بطائرات «سو 24» باستخدام صواريخ كروز «ستورم شادو» على مستودعات الذخيرة الروسية في شبه جزيرة القرم على البحر الأسود. وتعرضت قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية لهجمات متكررة بالصواريخ من قبل الجيش الروسي منذ بدء الحرب الروسية واسعة النطاق منذ أكثر من 17 شهراً. ولم يعرف في البداية ما إذا كان هناك أي دمار نجم عن الضربات الروسية هذه المرة. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، الأربعاء، أنها اعترضت 36 صاروخ كروز أطلقتها روسيا في موجة قصف جديدة، وذلك في الشهر الثامن عشر من غزو موسكو لأوكرانيا. وكتب قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشتشوك على «تلغرام»: «في 26 يوليو (تموز)، تم تدمير 36 صاروخ كروز للعدو»، من دون أن يوضح ما إذا كانت صواريخ روسية قد بلغت أهدافها خلال هذا الهجوم، أم لا. كما وسعت روسيا من هجماتها ضد أوكرانيا، واستهدفت على ما يبدو مطاراً عسكرياً في غرب البلاد. وتردد أن هدف الهجمات كان قاذفات مقاتلة من طراز (سو 24) في مطار ستاروكوستيانتينيف العسكري. وقالت القوات الأوكرانية إنها اعترضت 3 صواريخ طراز «كاليبر» في حملة ضربات أولى بعد الظهر، ثم 33 صاروخاً طراز «إكس - 101» و«إكس - 555» مساء. وأوضح المصدر نفسه، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، أن الصواريخ أطلقت من 8 قاذفات استراتيجية روسية «تو - 95»، من الجهة الجنوبية الشرقية في اتجاه غرب أوكرانيا. كذلك، أشارت القوات الجوية إلى قصف روسي آخر مساء الأربعاء، بواسطة مقاتلات «ميغ - 31» أطلقت 4 صواريخ فرط صوتية طراز «كينجال» يصعب اعتراضها.

وطاولت هذه الضربة منطقة خميلنيتسكي في غرب أوكرانيا، والتي سبق أن استهدفتها روسيا مراراً. وأضافت القوات الأوكرانية أن «المعلومات المتصلة بتداعيات إطلاق (صواريخ) +إكس - 47 كينجال+ هي في طور التوضيح». وشكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي للعسكريين صدَّهم القسم الأكبر من الهجوم الجوي الروسي، موضحاً أن «بعض الصواريخ أصاب (هدفه) وسقطت شظايا من صواريخ». ولاحظ أن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية التي حصلت كييف على معظمها من الغربيين، وبينها خصوصاً نظام «باتريوت» الأميركي المتطور، قامت «بعمل ممتاز». وفي منطقة دنيبرو بوسط شرق أوكرانيا، أعلن الحاكم سيرغي ليساك عبر «تلغرام» أن شظايا صاروخ روسي تسببت باندلاع حريق تمت السيطرة عليه من دون أن يسفر عن ضحايا. وتعلن روسيا بانتظام أنها تضرب أهدافاً عسكرية في منطقة خميلنيتسكي التي تبعد مئات الكيلومترات من خط الجبهة. قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، إن الأيام القليلة الماضية شهدت تكثيفاً لهجمات كييف خاصة على خط المواجهة الذي يمر عبر منطقة زابوريجيا الأوكرانية. وأضاف بوتين متحدثاً إلى التلفزيون الروسي، على هامش قمة روسية أفريقية في سان بطرسبرغ، أن أوكرانيا لم تحقق أي نجاح في أي مكان على الجبهة. على صعيد آخر، نقلت وكالات أنباء روسية، الخميس، عن جهاز الأمن الاتحادي قوله إنه أحبط «هجوماً إرهابياً» كان مزمعاً على سفينة حربية تابعة لأسطول البلاد في البحر الأسود، مضيفاً أنه ألقى القبض على بحار روسي. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الجهاز قوله إن البحار اعتقل وبحوزته قنبلتان محليتا الصنع. وذكر أنه مشتبه به أيضاً في نقل أسرار الدولة إلى أوكرانيا.

وأفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الخميس، بأنه في حين تواصل القوات الأوكرانية عملياتها الهجومية الرئيسية في زابوريجيا، تعد مروحية «كاموف كا52 -» الهجومية، من أكثر أنظمة الأسلحة الروسية تأثيراً في هذا القطاع. وذكر التقييم الاستخباراتي الذي نشر على موقع منصة «إكس» («تويتر» سابقاً)، أن من المحتمل جداً أن تكون روسيا خسرت نحو 40 طائرة «كاموف كا52» منذ اندلاع غزوها للأراضي الأوكرانية، إلا أن هذا النوع من المروحيات جعل أوكرانيا تتكبد تكلفة باهظة. ويرجح أن روسيا عززت خلال الأشهر الأخيرة، قوتها في الجنوب، بعدد صغير على الأقل من النماذج الجديدة من طراز «كا52 - إم»، وهي طائرة معدلة بشكل كبير، قائمة على الدروس المستفادة من تجربة روسيا في سوريا، بحسب ما ورد في التقييم. وتشمل الأدلة التي تدعم استخدام طراز «إم» في أوكرانيا، صوراً نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لأفراد طاقم وهم يقفون بجوار الطائرة الجديدة.

 

ظهور مفاجئ لزعيم «فاغنر» في قمة سان بطرسبورغ... وموسكو تلتزم الصمت

موسكو: «الشرق الأوسط» روما/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

أفادت مصادر روسية، اليوم الخميس، بأن يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة ظهر على هامش قمة روسيا - أفريقيا الثانية المنعقدة في سان بطرسبورغ، حيث يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عددا من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، وذلك بعد شهر من تمرده القصير ضد القيادة العسكرية الروسية. وتدور أحاديث في القمة عن وجوده في المكان، في أحد فنادق المدينة، لكن لم يصدر أي تصريح رسمي روسي بهذا الخصوص. ونشر ديمتري سيتي مدير المركز الثقافي الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى، المعروف باسم البيت الروسي، صورة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اليوم الخميس، زعم أنها لاجتماع بين بريغوجين وسفير تلك الدولة الأفريقية في سان بطرسبورغ. وقال سيتي إن السفير شارك الصورة الأولى من القمة مع بريغوجين الذي تنشط قوات مجموعة «فاغنر» التابعة له في جمهورية أفريقيا الوسطى. وبحسب التقرير، ظل بريغوجين في مسقط رأسه سان بطرسبورغ حتى بعد محاولة الانقلاب القصيرة في 24 يونيو (حزيران). ولم يعلق رئيس مجموعة «فاغنر» على الأمر في البداية، فيما تمت مشاركة الصورة على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي - بما في ذلك القنوات القريبة من المجموعة. ورغم ذلك، أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن بريغوجين عقد الاجتماع في فندق تريزيني بالاس وليس في «أكسبوفورم» نفسه، مقر انعقاد القمة، الذي يحظى بحراسة أمنية مشددة. وأصابت الدهشة وسائل الإعلام الروسية من أن بريغوجين، الذي تحدث مؤخرا إلى بوتين في الكرملين، قد تم على ما يبدو إعادة تأهيله. إلا أن بعض المراقبين قالوا إن بوتين، الذي يبدو أنه يحاول إيجاد تسوية معه، سيتخلص منه لاحقا.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين الثلاثاء إن الرئيس الروسي ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ناقشا في محادثات جرت على مدى يومين موضوع مجموعة «فاغنر». وتوجه لوكاشينكو، الذي ساعد في التوصل لاتفاق لإنهاء تمرد «فاغنر» على كبار الضباط بالجيش الروسي الشهر الماضي، إلى سان بطرسبورغ يوم الأحد لعقد المحادثات مع بوتين. وقال بيسكوف إن بوتين ولوكاشينكو لم يتوصلا بعد إلى أي اتفاقات جديدة في المحادثات الأحدث، ولكنه أضاف: «في إطار العلاقات الوثيقة ينسق الرئيسان مواقفهما». وأضاف بيسكوف أن جدول الأعمال تضمن «موضوع مجموعة فاغنر وموضوع التعاون التجاري والاقتصادي ودولة الاتحاد والتهديدات الخارجية بطول حدود دولتينا». وبعد التمرد على القيادة العسكرية الروسية الذي عده العالم تقريبا انقلابا عسكريا، كاد وجود مرتزقة «فاغنر» يوشك على الانتهاء، ورغم ذلك لا يزال جيش الملياردير يفجيني بريغوجين على قيد الحياة.وقالت جمهورية أفريقيا الوسطى، الدولة الإفريقية الرئيسية التي تنشط فيها «فاغنر»، إن روسيا ستواصل حضورها في البلد، سواء بواسطة المجموعة المسلحة الخاصة أو بصيغة مغايرة. وقالت الرئاسة إن عشرات من مقاتلي مجموعة «فاغنر» وصلوا إلى البلاد للمساعدة في تأمين استفتاء دستوري في 30 يوليو (تموز) قد ينتج عنه تمديد ولاية الرئيس فوستان آركانج تواديرا. وكان مئات من مقاتلي «فاغنر» قد غادروا جمهورية أفريقيا الوسطى بعد أيام من تمرد بريغوجين. وأثار التمرد تساؤلات حول مستقبل عمليات «فاغنر» العسكرية والتجارية في دول بينها جمهورية أفريقيا الوسطى. وكان قد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أسابيع أن مستقبل مجموعة «فاغنر» في أفريقيا يعتمد على «الدول المعنية». وقال لافروف: «مصير هذه الترتيبات بين الدول الأفريقية ومجموعة فاغنر هو أولا وقبل كل شيء مسألة تخص حكومات الدول المعنية ما إذا كانت ستواصل هذا النوع من التعاون أم لا». من جانبها، دعت فرنسا جميع الدول المعنية إلى النأي بنفسها عن «فاغنر»، وقالت إنها مستعدة لفرض عقوبات إضافية على خلفية الجرائم المنسوبة إلى المجموعة في مسارح عملياتها. كما أعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة تطال المجموعة خصوصا على خلفية نشاطها في جمهورية أفريقيا الوسطى. وفرضت الولايات المتحدة الاثنين عقوبات على ثلاثة مسؤولين من مالي، بينهم وزير الدفاع، بعد اتهامهم بمساعدة مجموعة «فاغنر» على بدء أنشطتها في البلاد والتوسع فيها. وقال جيك سوليفان مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي أمام مؤتمر أسبن للأمن قبل أسبوع إن مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة لم تعد تقاتل في أوكرانيا في الوقت الحالي. ووصف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، حضور مجموعة «فاغنر» في أفريقيا وانتشارها الواسع في القارة، بـ«الأمر المثير للقلق»، بحسب ما أوردته وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء، اليوم الخميس.

 

زيلينسكي زار كاتدرائية في أوديسا طاولها القصف الروسي

وطنية/27 تموز/2023

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  في مدينة أوديسا  والتي استهدفتها موسكو مرارا، كاتدرائية التجلي التي أصيبت بأضرار جراء قصف روسي طاولها أخيرا. وقالت الرئاسة الاوكرانية في بيان اوردته " وكالة الصحافة الفرنسية" إن "فولوديمير زيلينسكي عاين في كاتدرائية التجلي الدمار الناجم عن القصف الروسي الكثيف أخيرا على البنى التحتية المدنية والوسط التاريخي لأوديسا". واضافت أن "رئيس الدولة اطلع على حجم الدمار في الكنيسة ووضعها الراهن"، اضافة الى إمكان إعادة بنائها. وكاتدرائية التجلي هي الكاتدرائية الارثوذكسية الأكبر في اوديسا وادرجتها اليونسكو بداية هذا العام على لائحة التراث العالمي للانسانية. وقد تضررت الاحد جراء قصف روسي عنيف. وتابعت الرئاسة أن "المذبح دمر بالكامل واصيب الهيكل الداعم للمبنى بأضرار". ونفى الكرملين استهداف الكاتدرائية، مؤكدا أن الدمار الذي لحق بها سببه صواريخ أوكرانية للدفاع الجوي، أطلقت لاعتراض الصواريخ الروسية التي كانت تسقط على المدينة.

 

 بوتين يعلن عزم روسيا افتتاح عدد من المؤسسات التعليمية الروسية في إفريقيا لاستيعاب 10 ألاف طالب

وطنية/27 تموز/2023

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمته أمام المشاركين في قمة روسيا أفريقيا في سان بطرسبورغ  عزم روسيا فتح عدد من المؤسسات التعليمية الروسية في إفريقيا، بحسب "روسيا اليوم". وقال : "سنساعد في دعم الزملاء في إفريقيا فيما يتعلق بالتعليم العالي، ولكن كذلك في مؤسسات التعليم العام وإعداد الكوادر. نتطلع إلى تدريس اللغة الروسية في بعض الدول ، يدرس أكثر من 10 آلاف طالب من إفريقيا في المعاهد الطبية الروسية". أضاف: "تزداد برامج التبادل ما بين الشباب في روسيا وإفريقيا. أدعو الشباب من إفريقيا لزيارة سوتشي لمهرجان الشباب آذار المقبل التي يشارك فيها أكثر من 20 ألف شاب وفتاة من أكثر من 110 دولة".

 

روسيا تؤكد أنها عثرت على "آثار متفجرات" في سفينة شحن في البحر الأسود

وطنية/27 تموز/2023

قال جهاز الأمن الروسي اليوم  :"إنه عثر على آثار متفجرات على متن سفينة شحن متجهة إلى ميناء روستوف-نا-دونو الروسي". وأوضح جهاز الأمن الفدرالي في بيان، نقلته وكالة "فرانس برس" أنّ "السفينة الآتية من تركيا أبحرت في السابق إلى ميناء ريني الأوكراني ومنعت من دخول المياه الإقليمية الروسية".

 

الخارجية الفلسطينية: اقتحام بن غفير للأقصى شرعنة إسرائيلية رسمية لتهويده

وطنية/27 تموز/2023

دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اقتحام الوزير الإسرائيلي بن غفير صباح اليوم  للمسجد الأقصى المبارك، بمشاركة غلاة المتطرفين من أتباعه. واعتبرت في بيان صدر عنها واوردته "وفا": "هذا الاقتحام غطاء إسرائيلي رسمي للاقتحامات المتواصلة، ولما يتعرض له المسجد الأقصى من مخططات تهويدية، وفرض تغييرات قسرية على واقعه التاريخي والقانوني القائم، كجزء لا يتجزأ من عمليات تهويد القدس وتغيير هويتها وتفريغها من أصحابها الأصليين". وحمّلت نتنياهو "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا الاقتحام الاستفزازي"، مطالبة ب"تدخل دولي عاجل لحماية القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، والإدارة الأميركية بترجمة مواقفها إلى أفعال تجبر دولة الاحتلال على وقف إجراءاتها أحادية الجانب غير القانونية".

 

الاردن: قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته خطوة استفزازية

وطنية/27 تموز/2023

دان الأردن اليوم إقدام الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير على "اقتحام" المسجد الأقصى في القدس، وحذر من تبعات ذلك الخطيرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سنان المجالي: "قيام وزير إسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف وانتهاك حرمته وممارسات المتطرفين تمثل خطوة استفزازية وخرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها"، على ما ذكرت " وكالة الصحافة الفرنسية".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

دراسة للدكتورة منى فياض: العنف الثقافي والسياسي في المجتمعات الإسلامية

منى فياض/ASO Studies/27 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120512/120512/

يشهد العالم الذي نعيش فيه حقبة تتسم بالعنف. معظم الثقافات والمجتمعات تمر حالياً بمرحلة يسود فيها التأزم. لدينا حرب روسيا على أوكرانيا ما يهدد اوروبا. هناك صعود للإرهاب اليميني العنصري المتطرف في الغرب وانقسام عامودي في معظم دول الغرب.

لكن ما يهمنا معالجته هنا هو العنف السائد في البلدان العربية – الإسلامية وفهم دوافع عنف الإسلام السياسي الذي بلغ أوجه في العقد الفائت مع داعش والقاعدة من قبلها.

ربما تتطلب معالجة الموضوع الاتفاق على بعض المقدمات الضرورية.

الفرق بين العدوانية والعنف

في الحقيقة العنف طالما كان موجوداً منذ القدم وأفظع مما نشاهد الآن لأنه كان مقبولاً ومشجّعاً عليه. الجديد ربما تنوع اشكال العنف، وخصوصاً المرضيّة منها، وتطوير قدرة البشر على قتل اعداد كبيرة جدا بواسطة أدوات تخفف على المرء وطأة الفعل العنيف لأنه يحدث عن بُعد، كأن يكبس الطيار زراً صغيراً فيرسل صواريخ تحمل اطناناً من المتفجرات وتخلف أعداداً كبيرة من الضحايا دون ان يعاين ضحاياه مباشرة. الأسلحة تزداد فتكاً وتطوراً وتخفف الشعور بالذنب عند من يقوم بها في نفس الوقت.

بينما كان الصراع يحصل قديماً عن قرب، يتلاحم جسدان للقتال حتى الموت، فيستخدم المقاتل جسده، الأيدي والأسنان... مع معاينة آثار هذا العنف، ما يجعل ممارسته أثقل وأشد وطأة.

هذا، كما علينا أيضاً التفريق بين العدوانية كحاجة بيولوجية وكدفاع عن النفس، وهاتان حاجتان ضروريتان لأي كائن كي يعيش. فنحن نعيش على استهلاك كائنات حية من ناحية، كما أن من حقنا الدفاع عن أنفسنا تجاه خطر يهدد حياتنا من ناحية اخرى. أما العنف المعني بهذه التسمية فهو العنف من اجل العنف والايذاء، وهو ينتج عادة عن ظروف غير سوية يوجد فيها الكائن الحي، سواء كان انساناً او حيواناً .

خصوصية العنف الديني، داعش والقاعدة وامثالهما

الارهاب الديني السائد يهدف لتقديم عرض قوة تدميرية لا تهاب شيئا، ويمكنها ان تكبد ضحاياها عنفا وسوء معاملة كما يحلو لها دون حدود، من اجل الايحاء بانها لا تخضع للعدالة الانسانية. انها خاضعة فقط امام الله، زاعمة انها من يقيم العدل باسمه.

عندما يصبح الله حياً بين ايدي البشر، يتهيأ لهم ان لا شيء مستحيل امامهم، فيرتكبون الفظائع باسم القداسة.

نموذج عن الاتجاه الذي يدمغ ثقافتنا بالعنف: فؤاد اسحق الخوري

في كتابه "العنف سيد الاحكام" حاول فؤاد اسحق الخوري وصف المميزات التي تطبع الذهنية السائدة في العالم العربي. يجب الإشارة هنا الى انه نشر هذا الكتاب في مطلع التسعينيات، بعد المرور بحرب أهلية فظيعة وهيمنة الجيش السوري واحتلال اسرائيل للبنان؛ ربما ساهم ذلك في صدور هذا الموقف الحاد.

على كل جعلته الأوضاع في البلاد العربية يتوجه بسؤال: الى أي حد نملك في بلادنا تقاليد ديموقراطية عريقة تساعد على تكوين نخبة قادرة على التفكير بحرية وعلى تحليل الوقائع؟

وفي هذا السياق ينتقد الخوري قول البعض "ان الديموقراطية من صلب الاجتماع العربي ويعودون الى روايات تنم عن رحابة صدر الحاكم او الخليفة واستعداده للتجاوب مع بعض رغبات عامة الناس.. ويرى أن هذا التغني بالأسلوب الديموقراطي يعتبر الديموقراطية طريقة تعامل وتفاعل شخصي بين الناس تمارس بشيء من اللين بين الحاكم والمواطن، ولا تقيمها كمؤسسات ونظم سياسية تولّي الشعب على الحاكم. فالممارسات الديموقراطية تقوم على نظم ومؤسسات وليس على علاقات شخصية تقوم عليها قواعد الحكم والدولة.

وبرأيه هناك أربع قواعد تتحكم في تصور العرب الذهني:

1- التصوّر اللاهرمي للكون والمجتمع.

2- فكرة أن الضعف يكمن في الانفراد أو الاستفراد.

3- فكرة أن القوة تكمن في الجماعة والتجمع، أو في الاجماع والاجتماع.

4- تعطى الأوّلية في التعامل والتفاعل بين البشر للتكتيك والقدرة على التحرك والمناورة.

ويمكن تلخيص رأيه كالتالي: في غياب التنظيم الهرمي للسلطة تصبح الهيمنة محور العلاقات الاجتماعية والسياسية، ويصبح القطب المهيمن هو القاعدة التنظيمية التي يدور الافراد التابعون في فلكها. ومن ثنائية الظهور بمظهر القوي، من جهة، والتعامل مع العالم على أنه مؤلف من وحدات متساوية ومستقلة، كعنقود العنب، من الجهة الاخرى، يُفرض علينا السعي الدائم لنكون الأولين بين المتساوين.

وفي هذا التصور اللاهرمي للمجتمع يصبح التفرد والانفراد ضعفاً. فإذا كانت الحقيقة مكونة من وحدات مستقلة ومنفصلة ومتساوية، فلا تتجلى القوة الا في المجموعة، أي جمع الحبات المستقلة. والمثل الشائع أن العصا الواحدة يمكن أن تكسر بينما يمكنها المقاومة عند تجميعها. لذا يخاف العرب الانفراد "استفرده" التي تعني أيضاً "استضعفه".

وبسبب هذا الصراع يسعى المرء أن يكون مهيمِناً وإلا فإنه سيصبح مُهَيمناً عليه. فليس هناك من خيار آخر. ويصبح الحكم "لمن غلبَ". ومن هنا لا حاجة لوضع قواعد معيّرة للخلافة. الخلافة لصاحب القوة والنفوذ، أو المنتصر.

يقول المثل:" ابتعد عن الشر وغنّي له"، الشعب متفرج على مسرح السياسة. جمهور لا يحكم ولا يحاسب حاكماً. فهو مجموعة حبات مستقلة ومنفصلة – مثل عنقود عنب- لا تقوم قيامتها الا بقيادة أمير.

يتابع الخوري: نحن شعب يعاني من الوحدة في قلب المجموعة. ننشد المجموعة لتبوء المركز الأول فيها. نطلب المساواة سعياً وراء الهيمنة ومن هنا بروز البطل المفرد يتكرر بمفرده مع تعاقب الأزمنة (العاشق أو المنتقم أو الناصر أو الفاتح...) لا وجود لطبقات في عالمنا، الكل سواسية كأسنان المشط، كسلسلة وكمسبحة..

وهذه الظاهرة اللاهرمية تتكرر في المعتقدات الدينية والعبادات، إن أول من آمن بالاسلام وبرسالة محمد، "صحابة" متساوون معه وليسوا "تلاميذه" كما يوصف من آمن بالمسيح. المسلم يؤدي فريضة الصلاة ويرتبط بالله مباشرة وما الامام سوى أمثولة يحتذى بها، يقلَّد. وحساب المؤمن عند ربه.

ومن ناحية اخرى ترتبط الدولة بالبطل وكم من واحدة زالت بزواله. الهيمنة محور العلاقات المميزة في المجتمع العربي، والاستئثار بالقوة هو الذي يميز فصائل المجتمع برمته. وإذا كانت الهيمنة أسلوباً في التعامل بين البشر يصبح اللجوء الى العنف سيد الموقف. نتقرب من الناس من أجل استغلالهم بشكل أفضل وبقصد الربح وليس لإقامة العدل بالضرورة. كذلك عادة استخدام الفاظ النسب، السادات استخدم "ابنائي" التي ترمز الى الوصاية والابوة، ترمز الى الرأفة والموقف السلطوي في نفس الوقت. عبدالناصر استخدم "أخوة" و"أخوات" خصوصاً في الأزمات، وكان يتحاشى لفظة مواطنين الا في الحالات الرسمية. وهو الأمر نفسه الذي أثار دهشة نوتوهارا كيف أن الحاكم العربي يخاطب مواطنيه:" بيا ابنائي وبناتي! الأمر الذي يعطيه صفة القداسة وواجب طاعته. وهو بهذا يضع نفسه فوق الشعب وفوق النظام والقانون، ويحل محل الأب ويتخذ صفة الإله الصغير".

يضع فؤاد اسحق خوري اللوم فيما نحن عليه على الذهنية العربية ويجد أنها المسؤولة عن وضعنا الحالي. ذلك أن الممارسات السياسية والاقتصادية في أي مجتمع لا تتم بمعزل عن البنية الاجتماعية والقيم السائدة فيه. فهذه حصيلة تلك: أي أن النظم السياسية والاقتصادية تتخذ أشكالاً مختلفة في مجتمعات مختلفة تبعاً لاختلاف البنية الاجتماعية واختلاف القيم بالذات. بهذا المعنى يصبح وجود أو غياب الممارسات الديموقراطية في المجتمع العربي شأناً اجتماعياً، نحن مسؤولون عنه.

لكن نقاش خوري يطال مستوين، الأول هو ان ما يرصده من خصائص تميز الذهنية العربية يتعلق بالمجتمع التقليدي الذي سبق المرحلة الحالية التي تتميز ببروز أنماط جديدة من السلوك ومن التنظيم، فالأسرة النواتية وبروز الفرد تطبع فئات مهمة في مجتمعاتنا، ربما عبرت عنها الثورات التي عمت العالم العربي منذ نهاية العالم 2010، وتم إخمادها حلياً بواسطة تكاتف الأنظمة العربية في محاربتها بدعم من الأنظمة الغربية لكنها تعبّر عن روح جديدة وذهنية مختفلة.

أيضاً يمكن ان نضيف على خوري: وكما ان النظم السياسية هي نتيجة للبنية الاجتماعية، يمكن للممارسة السياسة ان تؤثر وتغير في البنى الاجتماعية عبر القوانين والمؤسسات، وإلا لامتنع التغيير. وهذا ما يحصل في الدول الوطنية التي تسود في العالم حالياً. وهذا ما جهد ارنست رينان على اظهاره في كتابته عن ما هو الوطن؟

العرب من وجهة نظر يابانية: نوتوهارا

كتب نوتوهارا بعد أن تعرف على العالم العربي منذ العام 1974 وزار العديد من بلدانه وأقام فيها لفترات، مسجلاً انطباعاته المحايدة عن هذا العالم. من الملفت ان أول ما يقوله عن عالمنا العربي: "ان الناس في شوارع المدن العربية غير سعداء، ويعبر صمتهم عن صرخة تخبر عن نفسها بوضوح" . وهو يعيد هذا الشعور إلى غياب العدالة الاجتماعية، لأنها أول ما يقفز الى النظر. وهذا ما يؤدي بنظره الى الفوضى. كما أنه يلاحظ كثرة استعمال العرب لكلمة ديموقراطية، وهذا لا يعبر سوى عن شيء واحد، أي عكسها تماماً، ألا وهو القمع وغياب الديموقراطية. ولهذا القمع وجوه عدة: منع الكتب، غياب حرية الرأي وحرية الكلام وتفشي ظاهرة سجناء الرأي.

ويشير نوتوهارا، كمراقب أجنبي، أن العالم العربي ينشغل بفكرة النمط الواحد، على غرار الحاكم الواحد. لذلك يحاول الناس ان يوحدوا اشكال ملابسهم وبيوتهم وآرائهم. وتحت هذه الظروف تذوب استقلالية الفرد وخصوصيته واختلافه عن الآخرين. يغيب مفهوم المواطن الفرد وتحل محله فكرة الجماعة المتشابهة المطيعة للنظام السائد. وعندما تغيب استقلالية الفرد وقيمته كإنسان يغيب أيضاً الوعي بالمسؤولية: عن الممتلكات العامة مثل الحدائق او الشوارع او مناهل المياه ووسائل النقل الحكومية والغابات، باختصار كل ما هو عام، والتي تتعرض للنهب والتحطيم عند كل مناسبة.

كما يجد أن الناس هنا لا يكترثون او يشعرون بأي مسؤولية تجاه السجناء السياسيين، الأفراد الشجعان الذين ضحوا من أجل الشعب، ويتصرفون مع قضية السجين السياسي على أنها قضية فردية وعلى أسرة السجين وحدها ان تواجه اعباءها. وفي هذا برأيه أخطر مظاهر عدم الشعور بالمسؤولية. يعطي مثلاً عن زياراته الخمس لتدمر (سوريا) دون ان يعرف ان فيها سجناً مشهوراً وهو حتى الآن لا يعرف موقع هذا السجن بسبب الخوف الذي يحيط به بالطبع. فعند السؤال عن سجن ما يخاف الشخص ويهرب، كأن الأمر يتعلق بسؤال عن ممنوع او محرم. إنه الخوف الذي يمنع المواطن العادي من كشف حقائق حياته الملموسة. وهكذا تضيع الحقيقة وتذهب الى المقابر مع اصحابها.

تظهر لنا تعليقات نوتوهارا انه يبحث عن أسباب لسلوك الناس من حوله في النظام السياسي وطبيعة الحكم محمّلاً بنية الأنظمة في دولة الاستبداد وفي النظام السياسي القمعي لنشوء هذه الظواهر، وليس للطبيعة البشرية او لذهنية الناس او جوهر الطبيعة العربية. الذهنيات تتحول وتتطور ولو ببطء شديد، وهذا ما عملت عليه مدرسة حوليات التاريخية.

الأسئلة التي تُطرح هنا

من أجل محاولة وضع الأمور في نصابها: هل هناك، تاريخياً، ثقافة خالية من العنف؟ وهل حقاً أن التطرف والعنف هما من طبائع الاسلام؟ وان الثقافة العربية والدين الاسلامي يتصفان بالعنف؟

العنف والتعذيب من السمات الجوهرية للعصور القديمة.

نادرا ما تنجو ثقافة في العالم من العنف. ولطالما شكلت مشاهد العنف مصدر افتتان الجماهير وحماسها منذ زمن الغلادياتور في روما الى مصارعة الثيران او اقتتال الديكة ومشاهد الإعدام والتعذيب...

لأن بناء الامبراطوريات، التي ظلت سائدة الى ان بدأت الدولة – القومية بالتشكل منذ حوالي ال 200 عام، والحفاظ عليها يستلزم اراقة الكثير من الدماء إضافة للقمع الوحشي لمن تبقى. أن الحروب والاستعباد والترحيل والابادة الجماعية هي أدوات الامبراطوريات الكلاسيكية. وكانت تلقى مقاومة شرسة.

مع ذلك نجد أن النسل البيولوجي لتلك الشعوب التي قاومت انتهى بها الامر الى التماهي مع تلك الحضارة يتكلمون لغتها ويعبدون آلهتها. ذلك ان انتهاء الامبراطورية الرومانية على يد القبائل الجرمانية عام 476 لم يؤد الى نهوض مئات الشعوب التي كانت قد احتلتها روما، إذ لم يكن قد بقي منها شيء.

ان هدم الامبراطوريات لا يحرر الشعوب الخاضعة. اذ ان امبراطورية جديدة تندفع لتملأ الفراغ المتروك.

هذا لا يعني ان الامبراطوريات شر مطلق وانها لا تترك خلفها الا الدمار. ان صبغ كل الامبراطوريات بالاسود يعني التنصل من كل ارث امبريالي، ويعني رمي الجوهري من الثقافة الانسانية.

فالنخب الامبريالية تستعمل فائضها المالي ليس فقط لتمويل الجيوش والقلاع لكن ايضا لإنتاج الفلسفة والفنون والآداب والعلوم. ان نسبة مهمة من الانتاج الثقافي للإنسانية يعود لفائض استغلال الشعوب المغزية. فمكاسب الامبريالية الرومانية اعطت لشيشرون وسينيك وسانت اغوستان وقت الفراغ اللازم والموارد الضرورية كي يتفرغوا للتفكير والكتابة؛ وما كان يمكن بناء تاج محل دون الثروات المكدسة جراء استغلال المونغول للهنود ولما تمتعنا بموسيقى هايدن وموزارت دون المعاشات التي أمنتها لهم الامبراطورية الهبسبورغية.

سنجد الميراث الامبريالي عند الناس العاديين في غالبية الثقافات العصرية. معظمنا يتحدث ويفكر ويحلم اليوم باللغات الامبريالية التي فرضت على اجدادنا بالسيف. في شرق آسيا معظم السكان يتحدثون ويحلمون لغة امبراطورية الهان الصينية. وبغض النظر عن اصولهم، معظم سكان الاميركيتين، يتحدثون 4 لغات امبريالية: الاسبانية والبرتغالية والفرنسية او الانجليزية.

المغاربة والمصريون اليوم يتحدثون العربية ويتماهون مع العروبة ويعتبرون هوية الامبراطورية العربية التي غزت مصر في القرن السابع وسحقت الثورات التي انفجرت ضد هيمنتها، هويتهم. وذابت جميع الشعوب التي كانت موجودة.

حساسية جديدة تبرز

لكن هناك لحظة معينة في التاريخ بدأ فيها التحوّل نحو رفض العنف وإدانته ورفض التعذيب. ويعتبر الباحثون عامة ( فوكو في المراقبة والعقاب) أن نهايات القرن الثامن عشر عرفت مشاريع الإصلاح المتعلقة بالسجن بشكل متتابع ومتزامن في العديد من الأقطار الأوروبية وأميركا. الجديد الذي حملته هذه المشاريع، كان الاشمئزاز من التعذيب والقتل، ومشهد التنكيل بالمحكوم لم يعد مقبولاُ، بعد أن كانت الفرجة عليه تشكل مصدر لذة عظيمة ولقرون طويلة.

لكن هذه الحساسية الجديدة لم تمنع التضحية بملايين البشر في الحربين العالميتين الاولى والثانية ولا منعت بروز النازية وبشاعاتها ولا تمنع العنف الفردي المريض في الغرب بشكل عام. ناهيك عن الإرهاب اليميني والعرقي.

بالطبع أثارت الطرائق المستفزة التي استخدمتها داعش، وأخواتها، الكثير من الاشمئزاز. لكن الصحيح أيضاً ان الحضارة الغربية سبق ان مارست حتى وقت قريب أنواعاً من العقاب والقتل وتفننت في ابتداع أساليب عنف تفوق ما تقوم به داعش ولو أن هذه الاخيرة اطلعت على كتاب فوكو "المراقبة والعقاب" لأتحفتنا بأساليب إجرامية أكثر توحشاً.

بدايات رفض العنف

ومع ان العالم الاسلامي يغرق الآن في مخاض من العنف والتطرف؛ مع ذلك يجدر بنا تلمس بروز هذه الحساسية الجديدة ضد العنف المشار اليها لدى الكثير من الفئات الاجتماعية العربية. فشعار لا للعنف الذي رفع في كل من تونس ومصر، او “السلمية" في سوريا في السبعة أشهر الاولى من الثورة، هي تطبيق عملي لهذه المشاعر المستجدة. وفي لبنان معظم التحركات المعارضة لا تستخدم العنف، بالرغم من مواجهة اركان السلطة المهيمنة بالعنف.

وهنا أود أن أشير الى أن هذه "الحساسية" التي تعبّر عن نفسها بكل وضوح على الساحات العربية هي سمة مستجدة على مفهوم "الثورات" التي كانت تتسم دائماً بالعنف وحده: الثورة الفرنسية، الثورة الروسية والثورة الصينية إلخ... بحيث ان كلمة ثورة كانت تتماشى حكماً مع عنف ودم.

لفهم نشأة الإسلام السياسي السني والشيعي

انطلق التأسيس للإسلام السياسي مع ظهور حركة الاخوان المسلمين (كان عام 1928، أما السلطنة العثمانية فلقد سقطت عام 1924)، ولقد جاء كردة فعل على سقوط "الخلافة" العثمانية، فظهر تياران: القومي الذي يريد الوحدة العربية والانصهار وتحول الى تيار شوفيني، والإسلامي الذي يرفع الشعار الغائم : "الإسلام هو الحل".

ثم جاء احتلال فلسطين الذي شكل صفعة مدوية لهوية المسلمين، وفقدت الدول الوطنية العربية، حديثة التأسيس" المزيد من لا شرعيتها، لفشلها سواء في استعادة الخلافة الإسلامية او في القيام بمهام التحرير والتنمية والديموقراطية، فحولت هذه الأنظمة جيوشها وأجهزتها الأمنية، المعدة لمواجهة إسرائيل، الى شعوبها.

ومنذ السبعينيات، مصر، وقبل ذلك ظهور الحركة الوهابية في الجزيرة، ساهمت الدولة الوطنية بتغذية التوجه الديني بحثا عن غطاء وشرعية لفشلها (السادات لمواجهة الإرث الناصري) .

في هذا السياق حصلت الثورة الإيرانية التي استولى عليها رجال الدين وحولوا إيران الى دولة إسلامية مستلهمين النموذج الاخواني.

إثر الهزيمة السياسية والفكرية على الافراد لفهم سلوك الجماهير المهزومة

أثار الظهور الاعلامي المفاجئ لوائل غنيم بحالة وصفت بانها صادمة ضجة كبيرة؛ اذ بدا مشوشا ومضطربا ومشتت الذهن. ربما ليس من المستغرب ان يكون في حالته التي ظهر عليها بسبب الهزيمة التي لحقت بثورة 25 يناير وبثوارها الذين تبعثروا وادخلوا السجون.

لا بد من الاشارة الى ان اي هزيمة سياسية تترك أثراً كبيراً على من يتعرض لها. الهزيمة تصيب الذي يتعرض لها بهشاشة كبيرة وقد تعتبر نوعا من الموت: فيشعر المهزوم بالخسارة والغضب والحزن، وما يضاعف الاحساس بالهزيمة الطابع التملكي والمستحوذ والمثير للسياسة. فالفرد يوظف فيها جزءا كبيرا من حياته وطاقاته. تصبح جزءا من كيانه. لذا هناك شعور أكيد بالخيبة. ربما يدخل بعدها في قوقعته، بسبب الشعور بالعجز والخيبة. قبل ان يتقبلها البعض لاحقا. وقد تساعد اعمال عالم النفس فتحي بن سلامة في فرنسا في إلقاء الضوء على هذه الدينامية النفسية .

نموذج الانتحاريون

حاول فتحي بن سلامة في كتابه "الرغبة الغاضبة بالتضحية" ، ان يقدم تأويلا لمفهوم الرغبة بقتل النفس يتمحور حول مركز جاذب سمّاه المسلم الاعلى على غرار الأنا الأعلى الفرويدي.

ان تعيين مفهوم "المسلم الاعلى" يكتسب هنا قيمة تشخيصية للخطر الذي تعرض له المسلمون وحضارتهم، فتحولت الراديكالية الى عارض نفس - اجتماعي يشكل تهديدا جدياً. عاين بن سلامة ظهور طيف المسلم الاعلى خلال ممارسته العيادية في منطقة فرنسية. راقب على مر السنوات تصاعد عذاب، عُبِّر عنه ب "لَستُ" مسلما بما فيه الكفاية"، الذي قاد الى تكوين "ايمان حارق"، يدفعهم للمطالبة باسترداد عدالة تبلسم ندوبهم الهوياتية، التي تبلورت على شكل "جرح المثال الاسلامي" المحتاج الى الترميم، او حتى الثأر.

عند تحليل خطاب الاسلاميين الراديكاليين، الذي تمت ترجمته بلغة النظريات السياسية المعاصرة، تم تناسي ان هدفه الجوهري هو فبركة قوة فوق – دينية تعقد صلة مع المقدس الأثري والاضحوي ولو انها تلجأ الى التقنيات الحديثة. هذه الصورة نتاج واعٍ و لاواعي لقرن من الاسلاموية.

هذا الجرح الهوياتي او "المثال الاسلامي المجروح" يرتكز على ما ارتكب من إساءات في الماضي مما عرف بالاستعمار او الكولونيالية كما في الحاضر وتسببت بالهزائم المتراكمة التي عاشتها أجيال هذه المنطقة. بحيث يمكن القول ان الحركة الاسلامية ولدت من تروما تلك الصدمة، التي تبعت انهيار السلطنة العثمانية او الخلافة الإسلامية، التي انتشرت كالموجة بين الحشود. اما الاساءات الممارسة ضد المسلمين فتمتد من الحروب القديمة الى حروب الشرق الاوسط وفلسطين وافغانستان ومن ثم العراق.

كما ساهمت الثورة الإيرانية، التي أسست اول دولة سلامية بالمعنى الحرفي للكلمة، بإعطاء دفع قوي لتلك التيارات.

العنف السياسي

ثمة اتفاق بين أغلب الباحثين، أن العنف يصبح سياسياً عندما تكون أهدافه أو دوافعه سياسية. ويتفقون على تعريفه كالتالي: "استخدام القوة المادية، أو التهديد باستخدامها، لتحقيق أهداف سياسية". لكن هناك من يضيف انه "الاستخدام غير الشرعي للقوة، أو التهديد باستخدامها لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين". وهو ما ينطبق على ما تقوم به الجماعات الإرهابية على أنواعها.

تتعدد انواع العنف السياسي واهدافه كما القوى التي تمارسه.

تقليدياً انه العنف الموجه من النظام إلى المواطنين، أو إلى جماعات وعناصر معينة منهم، يعجز النظام القائم عن استيعابهم كقوى جديدة ترغب في المشاركة في السلطة والحصول على نصيب أكبر من الثروة والنفوذ. وذلك لضمان استمرار النظام، وتقليص دور القوى المعارضة أو المناوئة له والتي

تمثل تحدياً له لتحجيمها.

ويمارس النظام العنف من خلال أجهزته الرسمية كالجيش، والشرطة، والمخابرات، والقوانين الاستثنائية. ويُعرف العنف في هذه الحالة باسم "العنف الرسمي أو الحكومي". وهو شائع الاستخدام في الأنظمة الاستبدادية والشمولية.

هناك العنف الموجه من المواطنين، أو فئات اجتماعية معينة، كالعمال، والطلاب، والفلاحين، والأقليات، والأحزاب، والتنظيمات السياسية، إلى النظام أو بعض رموزه. ويتخذ العنف في هذه الحالة شكل التظاهرات، والاضرابات، والاغتيالات. ويُعرف العنف في هذه الحالة بالعنف الشعبي، أو العنف غير الرسمي.

العنف الموجه من بعض عناصر النخبة الحاكمة، إلى بعض عناصرها الأخرى. ويدخل هذا العنف في إطار الصراعات داخل النخبة، ويتخذ عدة أشكال: التصفيات الجسدية، والاعتقالات، وانقلابات القصر. وقد يصل الأمر إلى حد الصدامات المسلحة بين العناصر والقوى الموالية للأجنحة المتصارعة، داخل النخبة الحاكمة.

العنف الموجه من بعض القوى أو الجماعات، ضد جماعات أخرى داخل المجتمع، نتيجة أسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية. وهو "العنف السياسي المجتمعي". وفي لبنان تستعيد الصراعات بين الطوائف والمذاهب ألقها على وقع العنف السياسي الممارس من صهر العهد.

يستخدم العنف السياسي عندما يعجز النظام القائم عن استيعاب القوى الجديدة الراغبة في المشاركة في السلطة والحصول على نصيب أكبر من الثروة والنفوذ. فتلجأ إلى استخدام القنوة لضرب القوى، التي تمثل تحدياً لها وتحجيمها.

يرغب حزب الله، الذي عرف كحركة مقاومة إسلامية، بعد ان تحرر الجنوب، أن يصرف قوته المستندة الى سلطة السلاح وقداسة الولي الفقيه المشاركة في السلطة للحصول على نصيب أكبر من الثروة والنفوذ. وحتى الآن لم يستطع النظام تأمين هذا النصيب له من السلطة والنفوذ بشكل شرعي يضمن له استمراريته. لذا نراه يصارع الدولة نفسها من اجل تأمين أهدافه في الهيمنة عليها وتحويل لبنان الى دولة إسلامية على غرار النموذج الايراني.

خلاصة

يتبين لنا أن لا إمكانية للفصل بين العنف النفسي والعنف السسيولوجي، فهناك دائماً أسباب سوسيولوجة للعنف تتقاطع مع العوامل النفسية.

ويجدر التنبه الى أن العنف عند الافراد يكون في معظم الأحيان علامة على العذاب. معظم الباحثين لا يقبلون فرضية وجود حالات عنف لأسباب نفسية صافية، أي تلك التي لا تتضافر فيها العوامل الاجتماعية!! كما أنه لا وجود لحالات اجتماعية صافية.

هناك شروط وبيئات مولّدة للعنف والاجرام .

لذا يجب ان نأخذ بعين الاعتبار العلاقة بين البيئة وبين السلوك العنيف في سياق سيستيمي يربط بين العوامل ذات الصلة، مثل: العوامل الوراثية والبيولوجية، الاحباط، وعوامل التعلم المسبق لكل فرد، عاملي الطباع والشخصية، كما العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إضافة الى السياسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مراجع

في أن العنف الفلسطيني ليس إرهابا. منى فياض. صحيفة العرب اللندنية.

2ـ فؤاد اسحق الخوري: الذهنية العربية، العنف سيد الأحكام، دار الساقي، 1993.

3ـ “Qu'est-ce qu'une nation ?”

(Conférence prononcée le 11 mars 1882 à la Sorbonne

4ـ نوبوأكي نوتوهارا:العرب من وجهة نظر يابانبة، دار الجمل، ألمانيا، 2003

5ـ دور الدولة العلمانية في التأسيس للإسلام السياسي المتطرف. مقال/ منى فياض. جريدة النهار اللبنانية.

6ـ المسلم الأعلى كخلفية للاعتداء على سلمان رشدي. منى فياض. قناة الحرة.

Fethi benslama : Un furieux Desir de Sacrifice, Seuil, Paris, 2016

الإرهابي الراديكالي ومثاله الإسلامي الجريح. منى فياض. قناة الحرة. وصوت لبنان

9ـ منى فياض ان نتعامل مع العنف بيينا، دار النهضة العربية، بيروت، 2014.

https://asostudies.com/node/349?fbclid=IwAR1Xef3vxvVRnZu4Bd91ArjdH2YtwfmH5EeNsCE5FYwGszf7s1ipZ-Rjk8I

 

أبعد من الشغور والتلاعب بالرئاسة والدستور!

حنا صالح/الشرق الأوسط/27 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120530/120530/

تعالوا نتخيل الحالة السوريالية التي يعيشها لبنان. هزل على مسرح المصرف المركزي واستثمار في الشغور الرئاسي وتلاعب بالفراغ، ودوماً تجاوز للدستور واعتماد الفتاوى في الحياة السياسية... وراء كل ذلك مشروع اقتلاع وإلحاق وضابط إيقاعٍ واحد. لا شيء يحدث بالصدفة، لا السرقة ولا الارتهان للخارج، ولا تغييب المحاسبة وحجب العدالة كما محاصرة محاولات استعادة الدور والمكانة!

أمام نهب مبرمج للمال العام ولجيوب المواطنين وودائعهم ليصبح أكثر من 80 في المائة منهم تحت خط الفقر، فيمتد العوز وتتسع الفاقة، لا يرف جفن للمنظومة السياسية، فتستمر محاولات النافذين التمديد لرياض سلامة في حاكمية مصرف لبنان، بالزعم أنه الأقدر على إدارة الفوضى السائدة، والذريعة أن بوسعه ابتكار «أرانب» تمنع حدوث الارتطام المدمر! والمشترك بين هؤلاء من «موالاة» النظام كما «معارضته» إلى قيادات طائفية، استسهال القفز فوق القوانين والإمعان في طعن الدستور، والتعامي عن واقع أن سلامة بات مصنفاً لبنانياً وعالمياً كأبرز الفاسدين الناهبين، مدعى عليه بتبييض الأموال، وبحقه مذكرات توقيف دولية عن القضاء في فرنسا وألمانيا، وحُجزت أصوله المالية والعقارية في أوروبا وكذلك في لبنان.

يرسم المشهد حصيلة مكثفة لأداء طبقة سياسية أسقطت المساءلة واستتبعت القضاء وحصّنت «الإفلات من العقاب»، وغطت اختطاف «حزب الله» للدولة واحتجازه قرارها والتحكم بمصيرها. ورغم أن الارتطام حدث وهو كبير لا يرف لها جفن. فيعود بيان صندوق النقد (29 يونيو/حزيران) إلى التوقف أمام «السجل المخزي» للطبقة السياسية آخر 20 سنة، منذ ما قبل «باريس1 إلى سيدر»؛ إذ منعت الإصلاح وتنكرت لتعهداتها، مقدمة منافعها ومكاسبها الضيقة. ويتهم الصندوق الأحزاب السياسية الكبرى كافة التي تمثلت في لجنة «تقصي الحقائق البرلمانية» بأنها تواطأت ضد الإصلاح وبينها هيكلة المصارف، عندما التقت مواقف «المجلس المركزي لمصرف لبنان، ولجنة المال والموازنة، وجمعية المصارف على تحميل المجتمع عبء الخسائر في القطاع المالي»! في هذا التوقيت تتوسع أفقياً وتزدهر مؤسسة «القرض الحسن»!

ورغم الوضوح الدستوري بحصر القرار بيد مجلس الوزراء مجتمعاً. تتشارك الطبقة السياسية بتفاوت في القفز فوق واقع أن الحكومة مستقيلة دستورياً نتيجة الانتخابات فيمنع الصراع الشكلي على المحاصصة التأليف طيلة 6 أشهر هي الفترة الفاصلة بين انتخابات 15 مايو (أيار) 2022 وانتهاء الولاية الرئاسية ليل 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022. وهكذا، على أرض الواقع هناك حكومة مستقيلة، لم تنبثق عن البرلمان المنتخب، تصرّف الأعمال، وأُنيطت بها صلاحيات الرئاسة فوق صلاحياتها فاتسعت الهرطقة وتستمر الحكومة مركزاً شكلياً للقرار منذ 14 شهراً! لكن انتبهوا؛ فكل الصلاحيات آلت إلى ضابط الإيقاع إياه: قوة الأمر الواقع التي يمثلها «حزب الله» ودويلته، إنه الجهة التي تقرر متى يجتمع مجلس الوزراء وجدول أعماله وقراراته!

في الشغور الرئاسي والفراغ في السلطة وعشية انتهاء ولاية الحاكم سلامة يوم 31 الحالي، والفراغ المرتقب في قيادة الجيش يوم 10 يناير (كانون الثاني) مع تقاعد قائد الجيش، هناك جهة وحيدة تتحكم بالأمور. إنه «حزب الله» بما يمتلكه من فائض قوة مستفيداً من الخلل الوطني بموازين القوى، كما معرفته بنوعية معارضيه وأولوية مصالحهم الضيقة النفعية على كل ما عداها... فينتظر ولا يستعجل نضوج الثمرة وسقوطها في يده!

بعد عام 2005 تسبب «حزب الله» بثلاث أزمات شغور في الرئاسة. امتدت الأولى 6 أشهر بعد انتهاء ولاية لحود يوم 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، فاقتنص «الثلث المعطل» أي حق الفيتو على كل الدولة. أما في المرة الثانية، فامتد الشغور 30 شهراً بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان في 24 مايو 2014، فنال كل صلاحيات الرئاسة، وتكرّس منحى يدفع إلى الاستغناء عن الدستور والسير باقتلاع البلد ووضعه على مسار تغيير ديموغرافي. وفي المرة الثالثة الراهنة مستمر الشغور من 9 أشهر، ولائحة الشروط التسليم لمشروع الاقتلاع. وكل «التعفف» بالقول أن ليس المطلوب ضمانات مكتوبة ولا مثالثة، يندرج في سياق إتقان «الحزب» التلاعب بالأزمة، بتركيز عناوين تصرف النظر عن مصدر التأزيم وهو التسليم ببقاء السلاح والدويلة التي تغولت على الدولة!

بهذا السياق، إن للشغور في الرئاسة المعطوف على الفراغ في السلطة وتلاشي المؤسسات، والمحكوم بقوة السلاح مفاعيل خطيرة على كل اللبنانيين؛ لأن المعارضة المفترضة عاجزة عن صرف نفوذها النيابي، وسقف مواجهتها متدنٍ وتكرر مواقف خشبية خالية من المبادرة السياسية. هي تعرف أن الحل الطبيعي الدستوري معروف، لكن متعذر التطبيق؛ لأن «حزب الله» يحجبه، بعدما قبلت من الأساس، إثر «انتفاضة الاستقلال»، المضي معه في اللعبة السياسية من خارج الدستور ومندرجاته، وفاتها قصور هائل في أدائها منعها عن إدراك المنحى الذي يُدفع إليه لبنان.

خطر التلاشي قائم ويحاصر الكيان والوجود. البلد يدور في حلقة فراغٍ مقفلة تسرع تآكل الدولة، لكن الرهان على الإنقاذ حقيقي مع تنامي الإدراك أن لا مستقبل للبنان وشعبه مع مشروع «حزب الله» الإلحاقي، ولا مع مشروع الآخرين تجديد المحاصصة الغنائمية، ولا بديل عن كسر الخلل الوطني بموازين القوى. الحاجة ماسة إلى تجديد في السياسة يستعيد النخب التي لم تنغمس بالحالة الزبائنية التي ارتبطت بنظام المحاصصة ومنافعه ومكاسبه، كمحطة محورية في تحفيز الأطر السياسية التي تنشأ على خلفية مغادرة الحالة الانتظارية، وفتح قنوات تواصل مع المتضررين وهم أوسع الفئات التي خسرت كل شيء، وبهم ومعهم، يمكن الرهان على خلق البديل السياسي، في مسار صعب، لكنه ممكن لاستعادة الدولة من خاطفيها!

 

مواجهة المنظومة تمرين داخلي ايضا

د. حارث سليمان/جنوبية/الخميس 27 تموز/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/120525/120525/

أكدت اللجنة الخماسية لأجل لبنان، التي انعقدت في العاصمة القطرية بمشاركة مُمثلي السعودية ومصر والولايات المُتحدة وقطر، والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان،  في بيان ختامي على الإلتزام بسيادة لبنان واستقلاله، والتزام أعضاء البرلمان اللبناني بمسؤوليتهم الدستورية وأن يشرعوا في انتخاب رئيس للبلاد. وناقشت البلدان خيارات محددة فيما يتعلق باتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يعرقلون إحراز تقدم في هذا المجال. ورأت أنه لا بد أن ينتخب لبنان رئيسًا للبلاد يجسد النزاهة ويوحد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول، ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه ويشكل إئتلافًا واسعًا وشاملًا لتنفيذ الإصلاحات الإقتصادية الأساسية، ولا سيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي.

وشددت على أنها على إستعداد للعمل مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية التي لا مفر منها... كما شددت الدول الخمس على الحاجة الماسة إلى الإصلاح القضائي وتطبيق سيادة القانون، لا سيما فيما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020. وحثت بقوة القادة والأطراف اللبنانية على إتخاذ إجراءات فورية للتغلب على المأزق السياسي الحالي. وأكدت أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية لقرارات مجلس الأمن الدولي والإتفاقيات والقرارات الدولية الأخرى...، بالإضافة إلى الإلتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي تضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية والعدالة المدنية،  ولعل أهم ما في بيان الخماسية العربية والدولية التي اجتمعت مؤخرا في قطر، أن دول الخماسية قد غادرت الرهان الواهم التي روجت له فرنسا طويلا، على تعاون طوعي تقوم به منظومة الفشل والفساد والارتهان للخارج في لبنان، بتبني برنامج إصلاحي شامل، قامت بالمطالبة بتنفيذه جهات لبنانية وعربية ودولية، منذ سنة ٢٠٠٠ بعد مؤتمرات باريس ١ و ٢ و ٣، ثم أصبحت هذه الإصلاحات شرطا مسبقا مطلوبا تنفيذه كمقدمة لاعتماد برنامج "سيدر" الذي كان يمنح لبنان تمويلا لمشاريع بنى تحتية تصل ل ١٢ مليار دولار اميركي...

بعد الانهيار سنة ٢٠١٩ أضيف الى برامج الإصلاح  ووضع في رأس أولوياته إصلاح قطاع الكهرباء الذي تم تقييم أثره ب نصف قيمة الدين المالي للخزينة، كما أضيفت إصلاحات تشريعية طلبها صندوق البنك الدولي، متعلقة بقوانين الشراء العام والسرية المصرفية وتقييد حركة الرساميل، وانشاء هيئة لمكافحة الفساد. واصبح إصلاح الادارة العامة وتقليص حجمها وتمكين الدولة من السيطرة على معابرها الدولية، و احتكارها لحق جباية رسومها المالية والجمركية مطلبا لصندوق النقد الدولي، تماما كإعادة هيكلة القطاع المصرفي وإجراء تدقيق جنائي في وزارات الدولة وصناديقها.

وتزامنت هذه المطالب ايضا مع خارطة طريق تبناها البرلمان الاوروبي الذي شدد على ادانة سلوك الافلات من العقاب وطالب بقيام آليات مساءلة فعالة لتحقيق العدالة في جريمة انفجار المرفأ والاغتيالات والاعتداءات على القوات الدولية، ولم يكن تقرير الامين العام للامم المتحدة غوتيريس، بمناسبة تجديد مهلة عمل القوات الدولية في جنوب لبنان أقل وضوحا حين حدد خرق حزب الله للقرار ١٧٠١ عبر نشره قوات عسكرية تابعة له بين نهر الليطاني و الحدود الدولية، وحيث استعاد المطالبة بتنفيذ القرارين الدوليين ١٥٥٩ وال ١٦٨٠ وبنزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، ويضاف الى كل ما تقدم بيان  المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي مع لبنان بتاريخ 1 يونيو/ حزيران 2023. الذي  ورد فيه:

يواجه لبنان أزمة مصرفية ونقدية سيادية غير مسبوقة لا تزال مستمرة لأكثر من ثلاث سنوات . ومنذ بداية الأزمة، شهد الاقتصاد انكماشا ناهز 40 % ، وفقدت الليرة اللبنانية    98% من قيمتها، وسجل التضخم معدلات غير مسبوقة، كما خسر المصرف المركزي ثلثي احتياطياته من النقد الأجنبي.

واشار البيان الى الحالة الشديدة من عدم اليقين، والقيود في القطاع المصرفي، كما النقص الشديد في إنتاج الكهرباء وارتفاع أسعارها جميعها واعتبرها عوامل ما زالت تعيق النشاط الاقتصادي.

 وعقب التدهور الكبير في سعر الصرف خلال الربع الأول من عام 2023، ازدادت دولرة النقد وتسارعت وتيرة التضخم لتصل إلى   270% على أساس سنوي في شهر إبريل/نيسان 2023. وحسب التقديرات، ارتفع عجز المالية العامة إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي عام 2022 بسبب إنهيار الإيرادات، كما ارتفع عجز الحساب الجاري إلى حوالي 30% من إجمالي الناتج المحلي بسبب الزيادة الكبيرة في حجم الواردات، في ظل استمرار الاستثمار الأجنبي المباشر والتدفقات المالية الوافدة الأخرى على مستويات متدنية.

أن استمرار الوضع الراهن يمثل الخطر الأكبر على الآفاق، وستظل مستويات الثقة متدنية وستزداد الدولرة النقدية للاقتصاد في حال الاستمرار في إرجاء الإصلاحات. كذلك سيواصل سعر الصرف تراجعه لتظل معدلات التضخم مرتفعة. وسيتحول النشاط الاقتصادي إلى القطاعات غير الرسمية، مما سيزيد من صعوبة تحصيل إيرادات المالية العامة. وسيواصل مصرف لبنان، المثقل نتيجة الخسائر غير المعالجة وفقدان الثقة، خسارة احتياطياته الخارجية. وقد تتسارع وتيرة الهجرة الخارجية، لا سيما لأصحاب المهارات، مما سيؤدي إلى تقويض النمو مستقبلا. وسيكون الاستثمار في رأس المال المادي محدودا. ولن تتمكن المصارف من أداء دورها المهم في توفير الائتمان، وسيستمر تباطؤ النمو الحقيقي... وسيظل الدين العام على مسار غير مستدام نظرا لأنه من المستبعد السير في إعادة الهيكلة في ظل غياب الإصلاحات، مما سيحد بدرجة كبيرة من قدرة الدولة على الاقتراض. وستكون قدرة الدولة محدودة على توفير الخدمات، حيث أن تدني الإيرادات وغياب التمويل سيزيد من الضغط على النفقات (الاستثمار الرأسمالي، التوظيف والأجور) . وستزداد الأوضاع الاجتماعية هشاشة بمرور الوقت.

 ويشكل تقاطع البيانات والمواقف الدولية والعربية وكثافتها مؤشرا هاما وخطيرا لمرحلة قاسية من المواجهة مع المنظومة السلطوية في لبنان أو ما تبقى منها ...

وتراهن المنظومة في رفضها المتمادي على مدى ربع قرن للسير بأية إصلاحات ضرورية،  وفي الإصرار على هذا الرفض حتى بعد الانهيار، على ممارسة تعودت عليها، حيث كانت المساعدات الخارجية تأتي متزامنة مع طلبات الإصلاح فتستولي أطراف المنظومة على أموال المساعدات ثم تهمل تنفيذ الإصلاحات الموازية لها، ولذلك لا تدرك اطراف المنظومة ان الاستمرار في هذا السلوك لم يعد ممكنا، وان الدول والهيئات المانحة لن تعطي أموالا لسلطة فاسدة تسرقها، وقد نظمت مساعداتها الإنسانية إلى لبنان، على مدى ثلاث سنوات من عمر الأزمة، لكي تصل للمستفيدين منها دون المرور بأجهزة السلطة وأحزابها، أما الدعم النقدي والمالي الضروري من أجل اعادة النهوض الاقتصادي والتعافي المالي فهو مرهون بتوقيع صندوق النقد الدولي وشروطه، و بإعادة تشكيل سلطة نزيهة وشفافة، وهو ما وضع من ضمن مواصفات رئيس الجمهورية العتيد.

لذلك فإن الفراغ الرئاسي هو آخر متاريس المنظومة، التي تتحصن وراءه من اجل رفض السير بالاصلاحات و منع تفعيل مؤسسات الدولة ووظائفها المستباحة من محاسيب المنظومة واحزابها، والمعركة قائمة و معالمها وتفاصيلها تتضح بالمواقف العربية والدولية.

الموقف العربي والدولي يحاصر المنظومة ويتجه لمعاقبتها اذا لم ترضخ، والمنظومة تحاصر الناس وتحولهم من مواطنين لهم حقوق انسانية الى متسولين يسألون الصدقات، ماذا تفعل قوى التغيير في الداخل اللبناني!؟ وماهو دورها؟ في قيادة الشعب وشرائحه أصحاب المصلحة بقيام الدولة!؟

 

اجتماع السُّنّة مطلب مسيحيّ وضرورة وطنيّة

د. فادي الأحمر/اساس ميديا/ الجمعة 28 تموز 2023

أطلق مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ عبد اللطيف دريان نداءً وطنيّاً في رسالته إلى اللبنانيين لمناسبة رأس السنة الهجريّة. كانت رسالة قصيرة. كنّا نتمنى لو أنّها استفاضت في معالجة "الملفّات الشائكة والمعقّدة" التي تعاني منها البلاد في فصول وأبواب. فأزمة انهيار البلاد وتحلّل الدولة ومؤسّساتها تستحقّ. ولكن لا بأس. فخير الكلام ما قلّ ودلّ. وقد اختصرت الرسالة الأزمات ومسبّباتها ودلّت على طريق الخروج منها.

يحدّد المفتي سبب أزمات البلاد بـ"إصرار كلّ فريق على جذب المياه إلى طاحونه وحده". كلام ذكّرني بقول البطريرك الراحل نصرالله صفير: "لا تسير عربة يجرّها حصانان يشدّ كلّ منهما باتجاه". ولا عجب في ذلك. فالالتقاء بين المرجعيّتين الدينية والوطنيّة يعود إلى زمن البطريرك الراحل والمفتي الشهيد الشيخ حسن خالد. وهو واضح اليوم بين رسالة المفتي وعظات البطريرك بشارة الراعي وتصريحاته ورسائله البطريركيّة. لا يقتصر التقاء المرجعيّتين الوطنيّتين على توصيف الأزمة وأسبابها، إنّما يتعدّاه إلى الالتقاء على الثوابت الوطنيّة. وهذه أبرز الثوابت في رسالة المفتي وعظات البطريرك:

1- احترام الدستور: يرى المفتي أنّ الحلّ للخروج من أزمة انتخاب رئيس للجمهورية يكمن في احترام الدستور. "والدستور حدّد مساراً واضحاً لانتخاب الرئيس". وهذا الذي ما انفكّ البطريرك الراعي ينادي به من خلال دعوته النواب إلى الاضطلاع بمسؤوليّاتهم وانتخاب رئيس بحسب ما ينصّ عليه الدستور، منتقداً عدم إجراء دورات متتالية لانتخاب رئيس وتعطيل النصاب. وقد أشار المفتي أيضاً إلى "تعطيل ما لا يصحّ تعطيله".

الإنقسام السياسيّ التي تعاني منها الطائفة السنّيّة أدّت إلى إضعاف الموقف المسيحي المطالِب بقيام الدولة القويّة والفعليّة في مواجهة مشروع "دويلة الحزب" و"أيرنة" لبنان

2- التمسّك بالعيش المشترك: يدعو المفتي إلى الحفاظ على "العيش المشترك" خوفاً من "الفَتَت". بحسب الشخصيّة الدينيّة ذاتها "يخشى المفتي طروحات الفدراليّة" التي تكرّر الكلام عنها في الآونة الأخيرة من قبل أفراد أوحت وكأنّ هناك مناخاً مسيحيّاً مؤيّداً لها، علماً أنّ هذا الطرح ليس طرحاً مسيحياً. إذ ترفضه بكركي والأحزاب المسيحيّة. فالبطريرك الراعي، كما أسلافه، ما انفكّ يدعو إلى الحفاظ على العيش المشترك ووحدة البلاد. وهنا لا بدّ من توضيح كلام سمير جعجع حول إعادة النظر بتركيبة الدولة. فهو لا يعني الدعوة إلى الفدرالية. وهذه المسألة واضحة لدار الإفتاء بحسب الشخصيّة الدينيّة المقرّبة من المفتي.

3- الحفاظ على هويّة لبنان العربيّة: يدعو المفتي اللبنانيين إلى التأكيد للعالم أنّه "مهما اختلفنا فسنبقى محافظين على لبنان العربيّ الهويّة والانتماء". كلام، كما أكّدت لنا شخصيّة دينيّة سنّيّة قريبة جداً من المفتي، موجّه ضدّ "مشروع الممانعة وولاية الفقيه الذي يسلخ لبنان عن محيطه العربيّ" ويجعله غريباً عن هويّته وتاريخه وثقافته. وهذا ما يصبو إليه البطريرك الراعي عبر دعوته إلى انتخاب رئيس يعيد إصلاح علاقات لبنان مع محيطه العربيّ بعدما أدّت سياسات الحزب وتدخّلاته العسكريّة وتصريحاته ضدّ الدول العربيّة وأنظمتها وحكّامها إلى عزل لبنان عربياً.

4- تقديم مصلحة لبنان واللبنانيين على المصالح الشخصيّة والطائفيّة: المفتي، مثل البطريرك، يطلق صرخته الوطنيّة لا من أجل مصالح خاصّة به أو بالطائفة التي يمثّل، إنّما رأفة بـ "المواطن الذي يعاني الأمرّين في معيشته". وصرخته "هي صرخة كلّ الناس". فرجل الدين على تماسّ يوميّ ومباشر مع المواطن الفقير الذي يطرق باب المسجد أو باب الكنيسة طلباً للمساعدة. والشيخ والمفتي كما الكاهن والأسقف والبطريرك يسمعون له ويحاولون مساعدته بما تيسّر، عملاً بآيات "الدين السمح" وتعاليم "دين المحبّة". ولكنّ حلّ الأزمة التي أدّت إلى إفقار اللبنانيين هو بيد الدولة.

اجتماع السُّنّة مطلب مسيحيّ وضرورة وطنيّة

أطلقت رسالة المفتي نداء إلى النواب السُّنّة للاجتماع وإنهاء حال التشرذم. وجاء فيها أنّه "لا بدّ من أن تجتمعوا ليس لحفظ حقوقكم فقط، بل ولتحقيق المصلحة الوطنيّة". وأضافت: "إن لم يكن لكم بسبب وحدتكم وزن في انتخاب الرئيس العتيد، فلن يكون لكم وزن في الحكومة ورئيسها". هاجس المفتي يتخطّى أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة إلى اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة. ليس لأنّ رئيس الحكومة من الطائفة السنّيّة، بل لأنّ السلطة التنفيذيّة، بحسب الدستور، هي في الحكومة مجتمعة. وللخروج من الانهيار وإصلاح علاقات لبنان العربيّة لا يكفي انتخاب رئيس نزيه ومؤمن بهويّة لبنان العربيّة، إنّما يجب اختيار رئيس حكومة نزيه وقادر على إعادة إصلاح علاقات لبنان العربيّة أيضاً، ويجب تشكيل حكومة منسجمة قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة وطنياً وعربياً ودولياً، وعلى تقديم مشروع إعادة بناء الدولة ومؤسّساتها واقتصادها وماليتها ومجتمعها على أي مشروع آخر، وقادرة على إعادة ترميم علاقات لبنان العربية والدوليّة.

الإنقسام السياسيّ التي تعاني منها الطائفة السنّيّة أدّت إلى إضعاف الموقف المسيحي المطالِب بقيام الدولة القويّة والفعليّة في مواجهة مشروع "دويلة الحزب" و"أيرنة" لبنان. وهنا لا بدّ من التذكير بـ "الخطيئة السياسيّة" التي ارتكبها ميشال عون منذ عودته إلى لبنان وتصويب هجومه السياسيّ على "الحريريّة السياسيّة" وتحالفه مع الحزب. والسبب العميق لذلك أنّ التيار الوطنيّ الحرّ لا يمثّل الوجدان المسيحيّ ولو ادّعى حرصه على "المسيحيّة المشرقيّة" وتمثيلها. فمن يمثّلون الوجدان المسيحي، كما ذكرنا في مقال سابق لنا في "أساس"، هم البطريركية المارونيّة وحزبا القوّات والكتائب الذين يطالبون بالدولة القويّة وباحترام دستورها وبالحفاظ على علاقاتها العربيّة والدوليّة. وهذه الأطراف قلقة اليوم على لبنان من التشرذم الذي أصاب الطائفة السنّيّة الشريكة في تأسيس الكيان والدولة وفي ميثاق العيش المشترك. وهي تدرك أنّه في الشرق الدينيّ، لا يمكن إصلاح علاقات لبنان مع الدول العربيّة ذات الغالبيّة السنّيّة من دون استعادة الطائفة السنّيّة لدورها الوطنيّ وانتهاء حال التشرذم الذي أصابها. من هنا اجتماع السُّنّة هو أيضاً مطلب مسيحي وضرورة وطنيّة.

 

 معركة مصرف لبنان: الحقيقة غير المنشورة

جان عزيز /اساس ميديا/ الجمعة 28 تموز 2023

في العسكر ثمّة تكتيك قتالي اسمه الستار الدخانيّ. هو كناية عن قنابل تُصدر دخاناً كثيفاً، بما يشكّل جداراً حاجباً للرؤية يُستخدم للتغطية على هجوم في نقطة غير محسوبة.

المبدأ نفسه موجود في الرياضة والسياسة والمال والأعمال، وخصوصاً في عالم الجريمة والسرقة، وفي كلّ نشاط إنساني تقريباً. إنّه التمويه بتسميته الحيادية أو التضليل بتوصيفه الفعليّ.

ما يجري حول مصرف لبنان ستارٌ دخانيّ كثيف. أمّا الهدف فهو سرقة نحو 9 مليارات دولار بقيت من أموال الناس. إنّه شريط من نوع تلفزيون الواقع. تدور أحداثه الآن في لبنان. ويستحقّ المشاهدة وكشف السيناريو.

الزمن السوري

لفهم ما يحصل، فلنبدأ بمسلَّمة: كلّنا نعرف الزمن السوري. وما يزال "خبراؤه" في مذكّراتهم، غير المنشورة، يروون وقائع مذهلة كيف كان غازي كنعان يعيّن سلطات الدولة كلّها. من ساكن بعبدا حتى آخر عبدٍ مسكون بهاجس سلطة ونفوذ.

يومها لم يكن المنصَّبون يهتمّون بمصدر شرعيّتهم أو مقبوليّتهم لدى ناسهم أو لدى اللبنانيين. شرعية عنجر كانت كافية لتختصر عندهم كلّ المرجعيّات والشرعيّات. كان يكفي لها أن تسمّي ليصبح المُسمّى "شرعيّاً" مزوّداً ومحصّناً بكلّ أدوات "الشرعية".

لكنّ المشكلة ظهرت بعد جلاء السوري. طُرح السؤال على أركان التركيبة: كيف ننسج الآن شرعيّةً لسلطتنا ونضمن استمرارها واستدامتها بعد عنجر؟

مصرف لبنان بات مفلساً، وبالتالي أعجز من أن يستمرّ في اللعبة، وصولاً إلى خروج رياض سلامة بالشكل الذي يخرج به، وهو ما لا يشجّع أيّ شخص آخر على متابعة مهمّته

سريعاً تقاطع أركان السلطة على أنّ المطلوب لذلك يقتضي العمل على مستويَيْن اثنين: على مستوى الناس، كما على مستوى تكوين أدوات السلطة وتركيب ماكيناتها وعُدّة شغلها كاملة على مستوى البلد.

- أوّلاً على مستوى الناس، كان الموضوع سهلاً. ثلاث عبارات كانت كافية:

مسيحيّاً: "حقوق المسيحيين وتعويضهم عن حرمانهم منافع الدولة طوال الزمن السوري".

سنّيّاً: "دم رفيق الحريري". ثمّ لاحقاً بعد 7 أيّار وحكومة ميقاتي 2011: "مظلوميّة أهل السُّنّة".

أمّا شيعيّاً فكان القاموس أكثر غنى وتكثيفاً: "الحرب الشيطانية على المقاومة". "خرج المارد الشيعي من القمقم ولا قوّة تعيده إليه"... وصولاً إلى معادلات مكتومة من نوع "يريدون إعادتكم ماسحي أحذية"...

ثلاث عبارات تنميطيّة كانت كافية لحسم زعامات القبائل الثلاث الأساسية. لا بل شكّلت غطاءً لانتقال أيّ زعيم من أقصى يمين إلى أقصى يسار. وبالعكس. من سيادي إلى استتباعي. ومن تغييري إلى إقطاعي، ومن إصلاحي إلى إفسادي... بلا أيّ محاسبة أو حتى سؤال من ناسه: "إنّها مصلحة الطائفة". عبارة شكّلت أضخم غسّالة للعقول والجيوب في التاريخ السياسي والبشري.

مصلحة الزعيم ومصلحة الجماعة

صار المخلوق المتحرّك على الأرض اللبنانية، بصفته مسيحياً أو سنّياً أو شيعياً أو درزياً، والمصطفّ خلف زعيم قبيلته، يؤمن بأنّ استفادة الزعيم من منافع الدولة ومغانم السلطة، ولو عبر إثراء شخصي له أو لعائلته، إنّما هو اقتطاعٌ مشروعٌ من "الدولة الظالمة"، لصالح القبيلة المظلومة. لا بل هو اقتطاع ضروري لتأمين مصلحة جماعته. وبالتالي مصلحة هذا المواطن بالذات شخصياً.

هكذا لم يعد هناك فساد. بل سلسلة اقتطاعات قَبَليّة من جسم "الدولة غير العادلة"، لصالح قبائل الطوائف الساعية إلى عدالتها وخيرها الخاصَّين. وهكذا يُفهم نجاح الزعماء في طوائفهم أكثر، كلّما نجحوا أكثر في "اقتطاعاتهم" تلك من الدولة. لأنّهم بذلك يكونون أكثر قدرة على إقناع قطعان القبيلة بأنّهم هم الضامنون لهم وهم حماة قبيلتهم والمدافعون عنها وعن حقوقها المسلوبة والمهدورة من قبل الدولة، أو من قبل القبائل الأخرى وزعمائها...

- ثانياً، تركيب أدوات السلطة: هنا لم يخطئ الزعماء لحظة. منذ البداية عرفوا أنّ مفاصل اللعبة محدّدة بهذه العناوين: التوظيف. الخدمات. والإنفاق. وثلاثتها مطلوبة على مستوى القطاعين العامّ والخاصّ. وبالتالي كلّها متمحورة حول عنصر واحد: المال.

لكن من أين يأتي هؤلاء الزعماء بالمال المطلوب؟

هنا وُلدت منظومة الزبائنية الشاملة.

بكلّ بساطة اتُّخذ قرار بتضخيم حجم إنفاق الدولة بشكل هائل، لا من أجل الإنماء طبعاً، ولا لتنفيذ مشاريع حيوية، ولا لإقامة بنى تحتية، بل للإنفاق وحسب، بغرض تكوين شبكة مصالح حول كلّ زعيم من زعماء المنظومة. وهو إنفاق رسميّ عبر الزعماء حصراً طبعاً، يسمح لكلّ منهم بأن يبني حوله طبقة جديدة من "سماسرة السلطة" أو "رجال الزعيم". فيصير لكلّ زعيم قبيلة مصرفيّوه ومتعهّدوه في الأشغال ومقاولوه في الطاقة وتاجر محروقاته ومستورد أدويته ووكيل سيّاراته وبلطجيّ كسّاراته ومرامله... وصولاً إلى تمويل إعلامه وناديه واتّحاده الرياضي ومهرجانه السياحي وجمعية زوجته وطبعاً حركته الشخصية وحزبيّته.

هكذا ضاعت الودائع

كان المطلوب حجماً ضخماً من الإنفاق الرسمي، بما يسمح للمنظومة باقتطاع ما يكفي منه، لتكوين تلك الطبقة من عدّة الشغل والنصب.

لكن من أين يأتون بتمويل هذا الإنفاق؟

بكلّ بساطة، أو صفاقة، تكفّل مصرف لبنان بسحب أموال الناس. عبر كلّ المغريات والحوافز الممكنة. من فوائد مرتفعة إلى سلسلة من السرّيّات. تأخذ المنظومة تلك الأموال مباشرة من المصرف عبر شهادات الإيداع أو مواربة عبر المصارف الخاصة بسندات الدين والتوظيفات الإلزامية. وتنفقها باسم الموازنة الحكومية، على تكوين تركيبتها الزبائنية. ثمّ تردّها لأصحابها بالليرة اللبنانية، التي طُلب أيضاً من المركزي تغطية طباعتها إلى ما لا نهاية، تحت غطاء عجز الموازنة وعجز ميزان المدفوعات.

ولأنّ عمليّة كهذه تحتاج إلى وسيط، كُلّفت المصارف الخاصة بهذا الدور. لقاء عمولة تفضيليّة. ومع تطمين مسبق وجازم: "لا تخافوا. إذا حصل أيّ تطوّر سلبي، وهو بنظرنا مستبعد لا بل مستحيل، نظراً لسيطرتنا الكاملة على اللعبة، نسمح لكم بتهريب أموالكم مع أموالنا. وأصلاً تكونون طوال فترة اللعبة قد هرّبتم ما يكفي لقاء خدمتكم لنا"...

هكذا أُنفق طوال 18 عاماً أكثر من مئة مليار دولار. بين ودائع الناس وما تيسّر من مساعدات خارجية ومن جبايات وعائدات للدولة. أُنفقت كلّها، ولم يحصل مواطن على كهرباء.

أصلاً موضوع الكهرباء أفضل قرينة جنائية على جريمة المنظومة. يقدّر جواد عدرا، في تغريدة له، هامش الربح السنويّ غير المشروع لمافيا المحروقات سابقاً، بنحو 300 مليون دولار، يتقاسمها أركان المنظومة عبر ممثّليهم في تلك المافيا. وروى وئام وهّاب أنّه سمّاهم بالأسماء لميشال عون.

لكنّ ما لم يحسبوه أو يهتمّوا له، أنّ جريمة اقتطاعهم 300 مليون دولار هذه، كانت كلفتها على الخزينة العامّة، 3 مليارات دولار عجزاً سنوياً في مؤسّسة كهرباء لبنان. ورتّبت على الناتج الوطني خسائر سنوية ربّما بلغت ضعفَيْ هذا الرقم.

للمناسبة، ذات مرّة اقترحت جدّيّاً ميراي ميشال عون (التي كان الرئيس السابق يصفها بأنّها عقله، والتي تركت بعبدا قبل نهاية العهد بسنوات) فكرة قانون لتمويل الأحزاب اللبنانية رسمياً من قبل الحكومة، كما تفعل الدول الديمقراطية، بحيث تدفع الدولة مثلاً خوّة المحروقات البالغة 300 مليون دولار سنوياً مباشرة للأحزاب، فتوفّر على الكهرباء 2.7 مليار، وعلى الاقتصاد أكثر بكثير. لكنّ الفكرة رُفضت كليّاً ولم تُقبل مناقشتها حتى...

والأمر نفسه في كلّ القطاعات الأخرى التي سُخّرت لبناء تركيبة الزبائنية المذهبية بنجاح، بما جعل المواطن المخدوع والمسروقة ودائعه والمحروم من أدنى حقوقه، يستمرّ في مبايعة زعيمه!

الآن وصلوا إلى محطّة حاسمة ونقطة تغيير:

السلطة لم تعد قادرة على تغطية اللعبة ولا على تطمين أيّ قائم بها. فبين شغور مؤسّساتها ونفاد إمكاناتها واحمرار عين بعض الخارج منها، صارت عاجزة عن فرض استمرار الجريمة على عملائها. وهذا ما يفسّر رفض نوّاب الحاكم.

فيما مصرف لبنان بات مفلساً، وبالتالي أعجز من أن يستمرّ في اللعبة، وصولاً إلى خروج رياض سلامة بالشكل الذي يخرج به، وهو ما لا يشجّع أيّ شخص آخر على متابعة مهمّته.

أمّا المصارف الخاصّة فتحوّلت إلى مفهوم مصارف - زومبي، تنتظر إمّا لحظة للهرب، وإمّا وعد المنظومة لها بإنقاذها وإعادة تعويمها على حساب شطب كامل أموال الناس.

هكذا انفجرت أزمة الحاكمية. فهاجس المنظومة الوحيد هو الاستمرار في اللعبة وإنفاق آخر قرش ممّا بقي من ودائع الناس لضمان بقائها في السلطة أطول مدّة ممكنة، على أمل أن يكون الوقت كافياً وكفيلاً بنجاتها وبإعادة تخدير الناس.

المطلوب استمرار وضع اليد على 9 مليارات دولار من آخر أموال الناس، كافية لمدّ السلطة بالأوكسيجين لسنة أو سنتين. يخلق الله بعدها ما لا نعلم. إنّها مسألة حياة أو موت للمنظومة. لا سماح فيها ولا مزاح. من هنا شراسة المعركة المعلنة والمفتوحة.

وكلّ الأسلحة مسموحة فيها. من التهديد إلى التصفية المعنوية على الأقلّ. فكيف بستار دخانيّ حاجب للرؤية عن سرقة آخر 9 مليارات دولار؟!

 

لودريان ينزل عن "شجرة" فرنجية: التشاور في أيلول

زياد عيتاني/اساس ميديا/ الجمعة 28 تموز 2023

رست لقاءات المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الثانية للبنان على ثلاثة مؤشّرات:

1- إصرار فرنسي على الإمساك بموازين وزمام المبادرة والإدارة العملانية والتكتيكية في حلّ الملفّ اللبناني الآنيّ، على الرغم ممّا عنونه البيان الخماسي الأخير في الدوحة لجهة عدم تبنّيه أيّ وجهة نظر فردية لا تعبّر عن جوهر وروحيّة البيان الثلاثي الذي اتّخذ من الطائف والدستور اللبناني أساس الحلّ.

2- تمظهر المنافسة الفرنسية القطرية، ضمن مساحة توزيع الأدوار لدول خليّة الأزمة كافّة، والتي تمسك بأطراف الحلّ النهائي بين كلّ من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، مع الإشارة إلى أنّ حركة قطر في الملفّ اللبناني لا تتخطّى إجماع دول مجلس التعاون الخليجي والنظرة السعودية للحلّ، وهو ما تأمن له المملكة، وكذلك أميركا التي لا تمانع الحركية القطرية المفيدة لها على مستوى الوساطة وإيصال الرسائل.

3- استبدال طاولة الحوار بدعوة إلى التشاور وفقاً للمصطلح الفرنسي "table de travail"، حيث استند المبعوث الفرنسي إلى أنّ المفيد يُستخدم وغير المفيد يُترك، ولذلك تتقدّم فرنسا بحذر في ما يتعلّق بنوع اللقاء وطريقة إدارته رافضةً رفضاً مطلقاً لحوار كلاسيكي شامل، وحاصرةً التشاور بانتخاب رئيس للجمهورية وملء سريع للشغور الرئاسي وعدم تخطّي هذا البند مع الاحترام الكامل لما يفرضه الدستور.

الخيار الثالث يتقدّم

أشارت مصادر خاصّة بـ"أساس" إلى أنّ "ما جرى في اجتماع الدوحة الخماسي حتّم على الفرنسي ترك عربته القديمة التي تمثّلت في ثنائية السلطة بين سليمان فرنجية ونواف سلام، لصالح الخيار الثالث، لكن من دون طرح أيّ اسم محدّد في هذه المرحلة، ولا سيّما أنّ الفرنسي توجّس من اللقاء القطري الإيراني الأخير بين المبعوث القطري ووزير خارجية إيران وطلب قطر من إيران المساعدة في الملفّ اللبناني، وهذا ما يعني الطلب من إيران المساعدة ضمن روحيّة التقارب السعودي الإيراني (وهي الكوّة)، وهذا ما يعني بداية الخيار الثالث جديّاً أكثر من أيّ وقت مضى، ولذلك ركبت فرنسا عربة الحلّ بالمفهوم الجديد من دون ترك القديم وإعلانها ذلك في العلن، لكنّ هذا يؤكّد البدء الجدّي بفكرة الخيار الثالث".

أشارت مصادر خاصّة بـ"أساس" إلى أنّ "ما جرى في اجتماع الدوحة الخماسي حتّم على الفرنسي ترك عربته القديمة التي تمثّلت في ثنائية السلطة بين سليمان فرنجية ونواف سلام، لصالح الخيار الثالث

وختم المصدر: "فقدت فرنسا حيويّة نظريّتها للحلّ، وهذا يعني تصفير كلّ خطواتها ومسوّداتها السابقة، وبالتالي تجميد مساعيها الفردية إلى حدّ الشلل، مع الإبقاء على تفويض لها ضمن ما توصّل إليه البيان الخماسي، وهو ما دفع الفرنسي إلى استغلال هذا الوقت الميت إنتاجياً كفترة ملائمة لزيارة لبنان، بعد الزيارات القطرية، كي لا يولد انطباع بفقدان فرنسا لدورها التنفيذي".

بالمقابل، علم "أساس" أنّ الحزب أبلغ عبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد المبعوث الفرنسي لودريان بعد لقاء دام لـ45 دقيقة أمس الخميس، وهو أقلّ زمنياً من اللقاء الذي جمع لودريان مع النائب فيصل كرامي، "تمسّك الحزب بترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية مع ترحيبه بالحوار أو التشاور تحت أيّ عنوان لحلّ مسألة الشغور الرئاسي بروح التوافق مع تأكيد التمسّك باتفاق الطائف وعدم المسّ به في هذا الاستحقاق وأيّ استحقاق مقبل". وأبلغ النائب رعد لودريان أنّ "الحلّ يجب أن يكون لبنانياً على أن يحظى بمباركة ودعم خارجيَّين ولا يمكنه أن يكون خارجياً فيما المطلوب أن يحظى بمباركة ودعم داخليَّين".

من جهتها أشارت مصادر النائب فيصل كرامي إلى أنّ "الوزير لودريان طرح موضوع التشاور خلال شهر أيلول المقبل، فأبلغه النائب كرامي تمسّكه بترشيح الوزير سليمان فرنجية مع الترحيب بأيّ دعوة إلى التشاور أو الحوار حول الملف الرئاسي، وتحديداً تحت سقف الطائف".

لفتت المصادر إلى أنّ النائب كرامي أكّد للودريان أنّ "الحلّ يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية لكنّه ليس كلّ الحلّ، بل هو مفتاح الحلّ ويجب أن يُستكمل بتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة وإجراء الإصلاحات الضرورية اقتصادياً وسياسياً بناءً على خطّة اقتصادية".

 

أيّ طائف يريد الثنائيّ الشيعي؟ (2/2)

د. محيي الدين الشحيمي/اساس ميديا/ الجمعة 28 تموز 2023

تزامن دعم بيان الدوحة الأخير والجامع لاتفاق الطائف، مع تأييد الثنائية الشيعية لاتفاق الطائف، من خلال مجموعة من التصاريح على لسان أقطابها وقياديّيها. فقد أعلن الرئيس نبيه برّي تمسّكه باتفاق الطائف ونهائية الكيان اللبناني وطناً مستقلّاً لجميع أبنائه ومكوّناته. لحقته التصاريح المتعدّدة والمتسلسلة لقياديّي الحزب التي شدّدت على تمسّكها باتفاق الطائف والصيغة اللبنانية على الرغم من عدم إشارته في وثيقته الأولى إلى نهائية الكيان اللبناني بشكل مباشر، وعلى الرغم من انخراطه في النظام اللبناني وإيمانه بدولة ولاية الفقيه كما يشير في في وثيقته الثانية. تفتح هذه الإشارات والدعوات والتأييدات الشهيّة على إشكالية مهمّة: أيّ طائف يريدون؟

هذا بالإضافة إلى تساؤلات متنوّعة، من أبرزها:

- هل لبنان هو كيان نهائي أو مؤقّت؟

- هل يشكّل اللبنانيون على أرضه كلّ أهله؟ أو هل هم جزء من جماعته؟

حين وقع الاجتياح العراقي للكويت في شهر آب من عام 1990، تحوّل الدور السوري من كونه مساعداً في إيجاد حلّ لهذه الأزمة اللبنانية خلال المرحلة الانتقالية، إلى طرف مخوّل إدارة هذا الملفّ بشكل دائم، بفعل الظروف الإقليمية والدولية. توقّف عبر هذا السلوك تطبيق اتفاق الطائف بشكل جذري وعكسي مشهود. فانتقل لبنان من حرب الشوارع الأهلية العبثية إلى حرب السلطة الشخصانية، والإدارات الاحتكارية العابقة برائحة الفساد والمحسوبة على قياس الحصص. دخل النزاع إلى الدستور. استعرت الخلافات على تفسير بنوده وموادّه، بفعل الإشراك الفوضوي لكلّ الميليشيات في السلطة. لم يُطبَّق الطائف أبداً، بل الاتفاق الثلاثي*، وتمّ ذلك من خلال استحداث نماذج الفدرالية الإدارية والحدود الوهمية، التي لا علاقة للدستور بها. لم يُحترم الطائف، فانتقلنا حينها من حالة اللادولة إلى اللامؤسّسات.

المطلوب هو تطبيق اتفاق الطائف بطريقة صحيحة، وليس عبر تفسيره باطنياً وتغييره والالتفاف عليه

الطائف هو الضمانة

يشكّل التمسّك باتفاق الطائف الضمانة الوحيدة لاستمرارية لبنان وبقائه وديمومته، فلا بديل عنه سوى الفوضى والمجهول. لم ولن تمرّ كلّ خطط التحايل والنيل منه، مع محاولات ضرب نموذج الوطن الرسالة وعروبة لبنان .

لذا لا يكون دعم اتفاق الطائف بالثأر من صيغة 1943 والميثاق الوطني. ولا تكون في فرض تغييرات في التوازنات القائمة والمؤسّسة بما يتلاءم مع وجهات النظر المتغوّلة الآنيّة.

لا تصحّ المحافظة على اتفاق الطائف باتّباع سياسة الأمر الواقع المتسلبطة في استعمال عناصر القوّة الآمرة البعيدة عن السياسة الديمقراطية، خدمة لتحقيق سياستهم وتمكين غلبتهم في السلطة:

- سياسياً عبر فرض ممارساتهم غير الدستورية باسم التوافق والميثاقية العرجاء.

- عسكرياً عبر عدم احترام مبدأ حصريّة السلاح بيد الدولة والجيش اللبناني.

- تنفيذياً عبر مصادرة قرار الحرب والسلم من الدولة والحكومة.

لا يتمّ تحصين اتفاق الطائف عبر الاستيلاء على العناصر الماليّة في الدولة، وفي خلق النظام المالي والاقتصادي الخاصّ، أو عبر تكريس المصرف المركزي الموازي من خلال مؤسّسات القرض الحسن.

اعتبرت الثنائية الشيعية نفسها خارج تسوية 1943 (السنّيّة - المارونية). جعلت من نفسها غير معنيّة بعمق هذا الميثاق الوطني. لكن جرى بعد توقيع الطائف توزيع بعض الصلاحيّات التي كانت محصورة حينها بيد رئيس الجمهورية على مجلس الوزراء مجتمعاً. فارتضى المكوّن الشيعي ذلك على مضض. سكت طوال مرحلة الترويكا في زمن الوجود السوري مع تربّعه على عرش البرلمان إلى أن حان وقت الانتفاضة، فانتفض بحجّة التوازنات والأحجام على نظام الطائف غير المطبّق والمستباح أصلاً، وانقضّ على السلطة بعد الخروج السوري.

بدأ مشوار تمرّد المكوّن الشيعي على هذا النموذج مع حليفه الوطني المسيحي، وشريكه في اتفاق مار مخايل، الطرف الناقم على صيغة الطائف (رئيس الجمهورية الأسبق ميشال عون) والساعي إلى إعادة أمجاد الجمهورية الأولى. وما يزال الثنائي يهدف، بغضّ النظر عن التصريحات، إلى تكريس لعبة ومفهوم الثلاثيّات التي تضرب دستور الطائف، والتي بدأت عملياً من خلال تطبيق الاتفاق الثلاثي في عام 1985، واستمرّت مع الترويكا.

شكّلت تسوية الدوحة في عام 2008 للثنائي الشيعي الجزء الأوّل من الانتصار على الميثاق الوطني، وأوّل خطوة على درب تكريس المثالثة. نجح في الدوحة بالوصول إلى الثلث الضامن وتفعيل مبدأ الأقلّية المعرقِلة السلبيّة، إضافة إلى مشاركته في الحكم، وانتزاع مبدأ التوقيع التنفيذي الثالث. أضحى الثنائي في السلطة والمعارضة في آن. يعمل بجهد من أجل تحويل الدوحة من اتفاق مرحلة غير دائم إلى عُرف دائم بحجّة المصلحة العامّة والاستقرار. وكان يُفترض أن يُستعمل مرّة واحدة، إلّا أنّه نجح في تثبيته بفعل ضغط قوى الأمر الواقع. يحاول النيل من صيغة المناصفة 1943 لتكريس ما يسمّى المثالثة، بحجّة أنّه غير موجود في الاتفاق، في حين أنّه اتفاق غير مكتوب يجمع بين جناحَي لبنان بالمناصفة بين المسلم والمسيحي.

لا تكون حماية الطائف عبر تكريس المثالثة والتوقيع الثالث، وهو الحجّة الظاهرية للاستيلاء على وزارة المالية. يتمسّك الثنائي اليوم بوزارة المالية

لا تكون حماية الطائف عبر تكريس المثالثة والتوقيع الثالث، وهو الحجّة الظاهرية للاستيلاء على وزارة المالية. يتمسّك الثنائي اليوم بوزارة المالية، فلا مجال لأيّ تمويل في الدولة مهما كان ضئيلاً، على الرغم من حصوله على ما يريده من المصرف المركزي على امتداد كلّ هذه السنوات.

تسعى هذه الثنائية اليوم إلى التمسّك بالقرار المالي والمصرفي، وقد نجحت في ذلك. يتشدّدون في إعادة هيكلة النظام المصرفي ما لم يُخلق توازن ثلاثي حتى داخل المؤسّسات المصرفية.

تهدف الحركيّات إلى قضم أجزاء من صلاحيّات حاكم المصرف المركزي وتشتيتها وعدم حصرها بمركز واحد مستقبلاً، مع إمكانية تعديل القوانين المالية وقانون النقد والتسليف الذي يخضع له المصرف المركزي. وهذا ما تعكسه طريقة التعامل مع القوانين الإصلاحية المطروحة حالياً، بدءاً من الكابيتال كونترول وخطوات التعافي الاقتصادي والشفاء المالي، إلى مسيرة التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

لا تتحقّق المحافظة على الطائف بإقفال أبواب المجلس النيابي أمام الاستحقاق الرئاسي. يحتاج الطائف إلى تفعيل وتنفيذ حقيقي لكلّ موادّه وبنوده القانونية، وخصوصاً ما يتعلّق بالانتخابات الرئاسية، التي لا يدعو الدستور إلى إجراء حوار في شأنها، وإنّما يدعو إلى عقد جلسات انتخابية على التوالي، لتحقيق هذا الاستحقاق وانتخاب رئيس.

لا يوجد مع الطائف:

- أيّ صيغة تتعارض وتتنافى مع منطق المناصفة، ووحدة الصيغة والجغرافية الوطنية، سواء طُرحت المثالثة والفدراليات والتجزئات والتقسيمات. وسقف الحلول هي اللامركزية الإدارية.

- لا ينصّ الطائف على التوقيع الثالث، وإنّما على توقيع الدولة الواحدة، وهو توقيع الجمهورية.

- لا جدوى من التفكير والعبث بالحوارات الشاملة قبل انتخاب الرئيس، أو حتى في إعادة استذكار المؤتمرات من سان كلو إلى الدوحة.

- لا يذكر الطائف الثلث الضامن المعرقِل، وإنّما يدعو إلى تطبيق النظام الديمقراطي حيث الحكم للأكثرية والمعارضة للأقلّية.

إذاً المطلوب هو تطبيق اتفاق الطائف بطريقة صحيحة، وليس عبر تفسيره باطنياً وتغييره والالتفاف عليه. يجب تنفيذه بأسلوب مجرّد وطني ومؤسّساتي يرتكز على الميثاق الوطني المعتمِد في الأصل على السيادة والاستقلالية، ورفض الحماية الأجنبية أيّاً كانت ورفض الاندماج. فأيّ طائف يريده الثنائي؟

* الاتفاق الثلاثي: هو اتفاق تمّ التوقيع عليه إبّان الحرب اللبنانية  في 28 كانون الاول 1985 بين كل من الحزب الاشتراكي وحركة أمل والقوات اللبنانية، وترجمت العديد من بنوده ومواده خلال مرحلة الطائف، بقوى الأمر الواقع والتسليم بواقعية الظرف المحلي وتقاطعه الإقليمي والدولي حينها خاصة ناحية منح سوريا نفوذاً قوياً على الساحة المحلية اللبنانية .

 

العنوان: "حزب الله" فلا تضيِّعوا البوصلة

جان الفغالي/نداء الوطن/27 تموز/2023

حين انسحب الجيش السوري من لبنان، في ربيع العام 2005، لم يُنجَز الإنسحاب إلا بعد عملية «تسليم وتسلم» بينه وبين «حزب الله» الذي تولّى كل «المهام» التي كان يقوم بها الجيش السوري، على كل المستويات، بدءاً بالمستوى الأمني، وصولاً إلى المستويات المتعلقة بالحدود البرية والمطار والمرفأ.

بسطاء النفوس اعتقدوا بأنّ زمن «الوصاية السورية» انتهى، لكن واقع الأمر أنّ هذه الوصاية انتقلت من عنجر إلى حارة حريك، حتى في العهد الأول بعد الإنسحاب السوري، عهد الرئيس ميشال سليمان، كانت «وصاية» حارة حريك طاغية، فلا توزير الا بموافقة «حزب الله»، ولا تعيينات إلا بإعطائه الضوء الأخضر. على سبيل المثال لا الحصر، «عُرِض» على «الحزب» أكثر من إسمِ ضابط لتعيينه مديراً للمخابرات، رفضها جميعاً، حتى تلك التي كان يريدها رئيس الجمهورية وقائد الجيش، إلى أن وافق على الإسم الأخير، أما الآخرون الذين رفضهم «الحزب»، علماً أنهم كانوا الأكثر كفاءةً، فتوزعوا ملحقين عسكريين!

«إعلان بعبدا» الذي كان البيان الأكثر سيادية في عهد الرئيس ميشال سليمان، تسبّب في القطيعة بين «حزب الله» والرئيس سليمان، ووصل الأمر برئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد إلى التهكّم على الإعلان قائلاً: «يغلوه ويشربوا زوماتو».

بعد عهد الرئيس سليمان، اتخذ «حزب الله» قراره بالانتقال من وضع اليد «عملياً» على الدولة، إلى وضع اليد «رسمياً»: شغور في سدة الرئاسة سنتين ونصف السنة، لإيصال العماد ميشال عون إلى بعبدا، وكرّت سبحة وضع اليد: تعيينات، مقررات مجالس الوزراء، وحتى الموافقة المسبقة على جداول أعمال مجالس الوزراء، وإلى المعادلة المعلنة «شعب وجيش ومقاومة»، أضاف «حزب الله» معادلة غير معلنة وهي: «حق الفيتو»، لا يمر قرار إلا بموافقة «الحزب»، لا في مجلس النواب ولا في مجلس الوزراء، ولا في الادارات الكبرى.

هذا الواقع كانت الدول المؤثِّرة في لبنان، تراقبه بدقة، فاتخذت قراراتها تباعاً بالخروج من الرِمال المتحركة اللبنانية، ولسان حالها يقول: «وليُقلِع اللبنانيون أشواكهم بأيديهم، فلماذا نساعد دولة هي دولة «حزب الله» أو سقطت في يد «حزب الله»؟ اليوم، الوضع هنا؟ ومن هنا إلى أين؟ ما القرار؟ الدول العربية، ولا سيما الخليجية منها، تقول للسائلين، من لبنانيين وغير لبنانيين، حين يُسألون عن إمكان مساعدتهم للبنان: «لبنان واقع تحت سيطرة «حزب الله»، فهل تريدوننا أن نساعد «حزب الله»؟ وحين يأتي الجواب: «لا قدرة لنا على مواجهة «حزب الله»، يأتيهم الجواب المضاد: «ولماذا علينا نحن أن نواجه «حزب الله» بدلاً عنكم». عملياً، هذه هي الدوامة الواقع فيها لبنان: الدولة تحت سيطرة «حزب الله»، وما لم يُطرَح الموضوع على هذا المستوى، فإنّ الطرح بأسلوب «التجزئة»، سيبقى قاصراً عن المعالجة المجدية، عنوان المعركة هو «حزب الله»، وأي حَرفٍ عن «مسار المعركة» ستبقى المعالجة قاصرة، فحتى لو انتُخِب رئيس وتشكلت حكومة وأعيد الإنتظام العام إلى الدولة، ولكن بقي سلاح «حزب الله»، فلا ينتظرنَّ أحد أي مساعدة من الخارج، فيبقى البلد في وضع المراوحة.

لا تضيعوا البوصلة، العنوان هو «حزب الله».

 

جنبلاط إذا حكى عن الأسد

أحمد عياش/نداء الوطن/27 تموز/2023

حلّ الفزع أخيراً على بعض حلفاء النظام السوري في لبنان من هذا النبأ: سيزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط دمشق والتحضيرات جارية للزيارة. حتى أنّ بعض هذا البعض من الحلفاء، سعى إلى ترويج النبأ كي يتم نفيه. وسبب نوبة الفزع هذه، أنّ رزق هؤلاء الحلفاء سينقطع إذا ما صدق النبأ. ففي القاعدة المعروفة: في حضور الأصيل لا داعي للوكيل. ماذا سيقول جنبلاط الشاب لو أراد الحديث عن العلاقات بين قصر المختارة والديكتاتور السوري؟

أجاب تيمور جنبلاط على جزء من السؤال. ففي المختصر المفيد، قال زعيم الاشتراكي ورئيس «اللقاء الديموقراطي» إنّه رفض ترشيح سليمان فرنجية كي لا يصل «صديق بشار الأسد» إلى قصر بعبدا. والحال على ما هي عليه، كيف يزور هو قصر الأسد؟

مرّت ثلاثة أجيال على المختارة في زمن حكم أسرة الأسد لسوريا. الجيل الأول، هو كمال جنبلاط الذي سعى ونجح كي تبلغ الزعامة الجنبلاطية مستوى غير مسبوق في تاريخ لبنان الحديث. فهو انتقل من طور النيابة إلى طور الزعامة الوطنية ليصل في نهاية المطاف إلى الزعامة عربياً ودولياً بفضل التزامه القضية الفلسطينية. هناك الكثير الذي يرويه معاصروه حول الثمن الذي دفعه جنبلاط الجدّ كي لا يدخل «السجن الكبير» الذي دعاه إليه الرئيس حافظ الأسد مؤسس سلطة هذه الأسرة على سوريا. وكان هذا الثمن حياته، ورضي أن يدفعه كي لا يرتبط بأي صفقة مع النظام الاسدي. ثم أتى جيل الابن، وليد جنبلاط الذي لديه الكثير من الأسرار حول العلاقة مع قاتل والده. ومن بين هذه الأسرار، أنّه في زمن الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 قام بخطوة أذهلت المقرّبين منه قبل الخصوم. وهذه الخطوة أتت عندما كانت منظمة التحرير تتلقى هزيمة أدت إلى إخراجها من لبنان. كما أتت عندما كان جيش النظام السوري يتلقى أيضاً هزيمة أدت إلى سحق قدراته الجوية وفرضت عليه انسحاباً من مناطق واسعة في لبنان بينها بيروت والمناطق المحيطة بها.

أمّا الخطوة التي قام بها وليد جنبلاط ، فتمثلت بطلب زيارة دمشق ولقاء حافظ الأسد. ويقول أحد الذين رافقوا جنبلاط الابن في رحلته إلى العاصمة السورية في عز الاجتياح عام 1982، أنّهم لم يصدقوا ما سمعوه من جنبلاط. كما لم يصدقوا أنّ الأسد الغارق في الهزيمة كان في وضع يسمح له أن يستقبل جنبلاط. لكن اللقاء تمّ، وقلائل هم الذين يعلمون حتى اليوم ما دار في ذلك اللقاء بعد خمسة أعوام على ارتكاب الأسد جريمة اغتيال كمال جنبلاط. فبعدما بادر وليد جنبلاط حافظ الأسد بالقول: «أتيت لاعقد معك تحالف الدم في وجه الاجتياح الإسرائيلي»، ردّ الأسد قائلا:» لقد كان والدك على حق».

في اعتقاد كثيرين من الأوساط ذات الصلة في العلاقات اللبنانية - السورية، أنّ زيارة وليد جنبلاط إلى دمشق عام 1982 أكسبته نفوذاً لدى النظام السوري امتد إلى حين وفاة حافظ الأسد عام 2000. ووصف هؤلاء هذا النفوذ بأنّه مستحق لأنّه عبّر عن قوة جنبلاط في زمن ضعف الأسد. ونأتي إلى زمن جنبلاط الحفيد وابن الأسد. فلا تيمور جنبلاط الواصل إلى زعامة المختارة في زمن الربيع العربي وثورة 17 تشرين اللبنانية بحاجة إلى بشار الأسد. كما أنّ الأخير الذي يمثّل أردأ نسخة للخيبة العربية منذ العام 2011 قادر أن يمنح أحداً نفوذاً.

 

رجل دولة واحد بألف زعيم

مصطفى علوش/نداء الوطن/27 تموز/2023

«أيها الناس: لقد أصبحت سلطاناً عليكم

فاكسروا أصنامكم بعد ضلال، واعبدوني

إنني لا أتجلى دائماً، فاجلسوا فوق

رصيف الصبر، حتى تبصروني

اتركوا أطفالكم من غير خبز واتركوا

نسوانكم من غير بعل، واتبعوني

احمدوا الله على نعمته فلقد أرسلني

كي أكتب التاريخ، والتاريخ لا يُكتب دوني

إنني يوسف في الحسن ولم يخلق الخالق

شَعراً ذهبياً مثل شعري وجبيناً نبوياً كجبيني

وعيوني غابة من شجر الزيتون واللوز

فصلّوا دائما كي يحفظ الله عيوني»

(نزار قباني)

في كل مرّة أظهر في وسيلة إعلامية، أو يتمّ استنطاقي من قبل إعلامي، أو حتى في اللقاءات مع بعض المستطلعين من الديبلوماسيين، يتكرر سؤال واستفهام عن زعامة أهل السنة في لبنان! من يتولاها ومن هو مؤهل لها وماذا حصل بعد غياب تلك الزعامة... إلى ما هنالك من أسئلة أصبحت بالنسبة لي هزلية بقدر ما هي متكررة. الغريب هو أنّ تلك الاستجوابات تأتي أحياناً من ممثلي دول ديموقراطية لا تعترف بالزعامات، بل برجال ونساء دولة ينجحون أو يفشلون، يخطئون ويحاسبون، أكان ذلك في القضاء أم في صناديق الاقتراع. ومع ذلك، فهم عندنا يسألون عن زعيم ما يقود الحشود كقطعان، وذلك لتسهيل التفاهم مع مرجعية محددة، بدل عناء البحث عن خيارات الناس وتطلعاتهم كمواطنين وأفراد، بعيداً عن الزعيم الملهم والمؤيد من القوى الماورائية والكيانات الأسطورية. لا شك عندي أنّ تلك الممارسات الغربية المصدر هي من مظاهر العنصرية التي ترى في إنساننا بأنّه غير مؤهل ليعامل كقيمة ذاتية، بل كقطيع يسوقه الزعيم.

بإعجابي الكبير بالسيدة أم كلثوم، وحتى بفهمي سحر الطرب على الأحاسيس والأسماع، شبّهت الزعيم بمطرب مبدع، يدخل الناس في العلاقة معه في حفلة طرب لا نهاية لها، وكلما زادت الوصلات والعِرب والإعادات، زادت صيحات الإعجاب. وكلما سمع المطرب الهتاف والإطراء، كان يكرر ويعيد «بقى يقلي وأنا أقولوه، وخلصنا الكلام كله... قريب وبعيد وبقينا نقول ونعيد...». حفلة طرب يفرغ فيها السامعون والمغنون أثقال أحاسيسهم الجياشة، ويعود كل منهم، كما قال نزار قباني «لا شيء معي إلا كلمات ليست كالكلمات...» فتنسى الناس خروج المطرب - الزعيم عن الإيقاع وسقطاته ونزواته وإخفاقاته تحت خدر الطرب. والمؤكد هو أنّ المصيبة ليست في المطرب وحده، بل هي في التفاعل السلبي بين جمهور السامعين المطروب بصوت وآهات المطرب، وبين عجز المطرب عن وقف حلقة الطرب لكونه مدمناً عليها.

أمّا رجل الدولة، وعذراً عن قول رجل فقد يكون امرأة، فهو يشبه طبيباً يقوم بعملية جراحية مع فريق من الاختصاصيين والتقنيين، يستشيرهم وينصحونه، ليأخذ القرار على عاتقه، ويتحمل المسؤولية، نجاحاً أم إخفاقاً. من المؤكد أنّ المريض سيخرج من غرفة العمليات مصاباً بالغثيان، مع ذاك الحسّ المقيت بعدم التوازن والعجز أحياناً والألم المبرح. لكن الهدف هو استئصال المرض وليس تخديره تاركاً التلف يستنزف الجسم. ودور الجراح المسؤول هو أن يخبر المريض حقيقة مرضه وأن يشرح طريقة العلاج ومخاطره، إلى ما هنالك من واجبات أخلاقية على الطبيب اتباعها ليضمن أفضل الظروف لنجاح العملية.

في شرقنا الحزين لا يريد المريض أن يفهم مرضه، ويحاول الأهل استغفاله عن مرضه، ويتجنب الطبيب قول المرض بإسمه، ويتفادى وضع الاحتمالات والأرقام أمام المريض. وعلى كل الأحوال، لا يوجد عادة من يريد أن يسمع أو يفهم لغة الأرقام والاحتمالات، لأنّ عالم الغيب أفضل ملاذ. لا شك أنّ ما هو واجب على الطبيب في الغرب بإخبار المريض بأدق التفاصيل، يعتبر جريمة في شرقنا المغلف بالغموض والمشاعر الجياشة التي تعتبر الطرب أفضل من الحسابات، والغموض أفض لكن، بالعودة إلى قصة غياب الزعيم عن الساحة، فقد يكون غيابه أفضل ما يحدث لجماعة عاشت على خدر الطرب والتقية ومواعيد عرقوب. غيابه قد يعطي الفرصة للناس للبحث عن خيارات أخرى في رجل دولة صريح ومقدام ومتمرس، لا يعطي الآمال الكاذبة، يوصّف مكامن الخلل ويشرح كيفية إصلاحها، لكن واجبه هو التأكيد على صعوبة المرحلة التي ترافق عملية العلاج.

في لقاء مع أحد المتمرّسين الأوروبيين في شؤون الديموقرطية قال لي إنّ من يريد أن يقوم بما هو لازم للإصلاح، عليه أن يتوقع الهزيمة في الانتخابات القادمة لأنّ الناس ستوصمه بالتسبب بآلام الإصلاح. فهل من رجل أو امرأة دولة في بلدنا يقبلان بفقدان السلطة من أجل الإصلاح؟

 

برّي يتسلّم توصيات "الخارجية" بشأن النازحين

أكرم حمدان/نداء الوطن/27 تموز/2023

بعد تسعة أشهر من العمل واللقاءات التي عقدتها في المجلس النيابي وخصّصت لملف النازحين السوريين، خلصت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين الأسبوع الماضي إلى جملة من التوصيات رفعتها إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي يُفترض أن يُحوّلها بدوره إلى الحكومة، لكي تأخذ مسارها إلى التنفيذ، كون مضمون هذه التوصيات يُعبّر وللمرة الأولى عن موقف لبناني موحّد تجاه معالجة ملف النزوح السوري. وعلمت «نداء الوطن» أنّ التوصيات التي تمّت صياغتها بدقّة متناهية، جاءت لتُعبّر عن إجماع مختلف الكتل النيابية والقوى الحزبية والسياسية في لبنان، لجهة ما تكبّده لبنان واللبنانيون جرّاء استضافة النازحين على مدار 12 عاماً، والحرص خلال كل هذه السنوات على احترام حقوق الإنسان وكرامة النازح في مختلف المناطق. التوصيات التي سيتمّ تعميمها، يُفترض إيصالها إلى كل نائب في البرلمان الأوروبي وللجهات الدولية، بعد أن تمرّ في مسارها وتصل إلى الحكومة.

محورا التوصيات

وقد قُسّمت التوصيات إلى محورين:

المحور الأول، تناول الخطوات والإجراءات التي يُفترض أن تُتخذ على الصعيد الوطني، والثاني تمحور حول العلاقة مع الجهات الدولية والدول المانحة.

وفي المحور الأول، تمّ التركيز على توحيد الجهة الرسمية التي يُفترض أن تُتابع هذا الملف برئاسة رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة، وضرورة دعم المؤسسات الرسمية والأمنية المعنية بملف النازحين، وتنفيذ مقترحات اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف محلياً وعربياً من خلال التواصل مع جامعة الدول العربية، وضبط المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا ومكافحة عمليات التهريب بالاتجاهين، إدارة الوجود السوري الموقت في لبنان وتطبيق القوانين الضريبية والرسوم البلدية بشكل صارم، حماية اليد العاملة اللبنانية من خلال تنفيذ قانون العمل والتشدّد في الرقابة وتطبيق القوانين النافذة والتي تُنظّم عملية دخول الأجانب إلى لبنان والعمل فيه والخروج منه.

كما أوصت بإعداد مشاريع واقتراحات قوانين للإعفاء من الرسوم لمن يرغب في العودة من النازحين، الطلب إلى وزارة الداخلية التشدّد في تسجيل الولادات الجديدة بين النازحين تفادياً لنشوء واقع قانوني من مكتومي القيد، تصنيف النازحين ما يُساعد على إسقاط صفة النازح عن المتردّدين إلى سوريا، وإيجاد آلية للتواصل مع الحكومة السورية والتعاون معها ومع المنظمات الدولية لتحقيق عودة النازحين، والاستفادة من التقارب العربي للمساعدة في هذا الملف وتفعيل دور لبنان في اللجنة العربية الخماسية التي انعقدت في عمان، بصفته من دول الطوق التي تستضيف النازحين لكي تكون العودة مشروعاً مشتركاً منظماً بلا مزايدات أو معوقات.

أما المحور الثاني فركّز على دور الدولة اللبنانية في الدفاع عن المصلحة الوطنية العليا واحترام السيادة والمسؤولية المشتركة على الحكومتين اللبنانية والسورية والمجتمع الدولي تجاه هذا الملف، الطلب من الأمم المتحدة بأن يكون لها دور في إعادة النازحين واعتماد سلّة حوافزها، منها دفع المساعدات الإنسانية في سوريا، الإستفادة من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ولا سيّما منها المتعلّق بخطة التعافي المبكر الصادر عام 2021، والذي يُمكن أن يكون المدخل لتسريع العودة إلى الداخل السوري، عن طريق الإستفادة من المساعدات في مختلف المجالات من دون تعرّض الدول المانحة لعقوبات «قانون قيصر».

وطالبت التوصيات بتوقيع مذكرة تفاهم بين لبنان والأمم المتحدة بشأن مشاركة البيانات المحدثة الخاصة بالنازحين، وتسليم الداتا الكاملة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR للدولة اللبنانية ومتابعة وتحديث قاعدة البيانات من قبل وزارة الداخلية بالتعاون مع الوزارات المختصة، الطلب والإصرار على مفوضية اللاجئين للتعاون مع الدولة المضيفة للنازحين، ضبط النزوح والعمل على برمجة إعادة النازحين كي لا يتحوّل وجودهم إقامة دائمة، العمل مع الأمم المتحدة من أجل توزيعهم على دول أخرى في حال تعذُّر عودتهم إلى بلادهم، تزويد الدولة اللبنانية بالشروط التي تعتبرها مفوّضية اللاجئين غير مجتمعة لعودة النازحين، التعويض العادل للدولة اللبنانية بدلاً من الأعباء الجسيمة التي ترتّبت بسبب النزوح، والطلب من الهيئات الأممية دفع المستحقات المتوجّبة عليها من إيجارات وعقود استثمار تخصّ النازحين في الدولة اللبنانية المبرمة حسب الأصول الدولية ولم يتمّ تسديدها منذ سنوات، واقتصار معونات المنظمات الدولية على الضروري من حاجات النازح في لبنان وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية. وسبق للجنة أن ذكّرت في جلستها الأخيرة بمخالفة قرار البرلمان الأوروبي مقدمة الدستور اللبناني الذي لم يسمح بالتوطين بأي شكل من الأشكال، وكذلك مخالفته اتفاقية اللاجئين المقرّة في جنيف في 28 تموز 1951 وبروتوكولها الخاص الصادر في 31 كانون الثاني 1967 اللذين يفرضان بحسب الآلية المطبّقة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين موافقة الدولة المعنية على أي إجراء من هذا القبيل.

كذلك، فإنّ لبنان لم يوقّع الاتفاقية الدولية الخاصة باللجوء كون مساحته وواقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديموغرافي لا يسمحان له بأن يكون بلداً مضيفاً لفترات طويلة لهذا العدد من النازحين. وقد برز ذلك في مذكرة التفاهم بين مديرية الأمن العام اللبناني ومفوضية اللاجئين والموقّعة في 9 أيلول 2003، وقد أكدت في مقدّمتها أنّ أي طلب توطين يتقدّم به اللاجئ إنما يكون المقصود به هو توطين في بلد ثالث وليس في لبنان.

في الخلاصة، يبدو أن هناك موقفاً شبه إجماعي حول معالجة هذا الملف، وقد وُقّعت عريضة نيابية أمس الأول تُطالب الحكومة بإعادة النازحين إلى بلدهم، فهل ستسلك هذه المطالب والتوصيات طريقها نحو التنفيذ؟

 

السنّة نحو تحمّل المسؤولية... ودار الفتوى ترفع الصوت!

طوني كرم/نداء الوطن/27 تموز/2023

طغى «الحرد» السياسي على غيره من المقاربات التي انتهجتها القوى السنيّة في تعاملها مع الإستحقاقات السياسيّة، ومن بينها الدستوريّة؛ بُعيد تعليق رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري عمله السياسي ودعوة أنصاره إلى مقاطعة الانتخابات النيابيّة. وذلك قبل أن يتحوّل هذا الإيعاز إلى محاسبة المغردين خارج هذا السرب، والإستعاضة عن المقاطعة المطلقة بتصويتٍ عقابي أو سلبي، أدّى إلى استبعاد القرار أو الفاعليّة السنيّة من المعادلة، وتعويم الخصوم التقليديين لنهج «الحريريّة السياسيّة» في عدد من المناطق.

الإنتخابات التي أعطت «الثنائي الشيعي» كل المقاعد النيابيّة المخصصة للطائفة الشيعيّة في المجلس، كما خوّلت حزبي «القوات اللبنانيّة» و»التيار الوطني الحر» الاستحواذ على غالبيّة المقاعد المسيحيّة، إلى جانب تعزيز مكانة الحزب التقدمي الإشتراكي في الوسط الدرزي، أدّت نتائجها على الساحة السنيّة إلى إيصال «موزاييك نيابي» يتأرجح ما بين ولاءٍ بأكثريّة مطلقة لـ»حزب الله»، ومعارضة خجولة لهذا الخط لا تتعدى أربعة نواب، وسط بروز تكتلات رمادية أو وسطيّة، يسعى كلا الطرفين إلى خطب ودّها من دون أن يفلحا حتى الساعة.

إقتصار المراوحة السياسيّة والرئاسيّة منذ ما بعد الإنتخابات النيابيّة على احتساب عددي لمكوّنات المجلس النيابي إلى جانب هذا المرشح أو ذاك، شارف على الإنتهاء مع تسارع وتيرة تحلل مؤسسات الدولة وبروز مطالبات جديّة وفعليّة بإعادة النظر في ديمومة هذا النظام العاجز عن إعادة الإنتظام إلى مؤسساته الدستوريّة ومن خلالها الاستجابة لمتطلبات المواطنين واحتياجاتهم. وهذا ما دفع المتابعين إلى التساؤل عن دور النواب السنّة خلال هذه المرحلة المصيريّة، وما إذا كان إبقاء البعض من بينهم على مواقفهم الرماديّة يعدّ موافقة ضمنيّة للإنقلاب على الطائف أو تكريس أعراف جديدة يدأب خلالها «حزب الله» على فرض هيمنته على ما تبقى من دورٍ ومؤسسات لطالما تغنّى به لبنان.

وفي هذا السياق، وبعد نجاح المملكة العربيّة السعوديّة في إعلاء قرارات مجلس الأمن الدولي، وجامعة الدول العربيّة كما تجديد التزام تطبيق اتفاق الطائف، كسقفٍ لأية محاولةٍ تسعى الخماسيّة الدوليّة لأجل لبنان القيام بها، برز توجّه سعودي واضح في اتجاه النواب السنّة في لبنان، يحضهم على تحمّل المسؤولية في هذه المرحلة المصيريّة التي يمر فيها لبنان، والخروج من المواقف الرماديّة أو الوسطيّة التي تعوق إعادة تكوين السلطة في لبنان وتساهم في «زوال» الدولة!

وهذا ما برز من خلال اللقاءات التي تتولى شخصيّات سنيّة مقرّبة من المملكة القيام بها، مترافقة مع حركةٍ ومواقف عاليّة النبرة لمفتي الجمهوريّة اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. وبعد اللقاء الخجول الذي وُضع في خانة التعارف بين النواب السنّة على أبواب الشروع في المعركة الرئاسيّة في أيلول عام 2022، تشخص الأنظار مجدداً إلى دار الفتوى التي تعمد بدورها إلى دفع النواب السنّة لحسم قرارهم ومواقفهم السياسيّة في محاولةٍ للحدّ من الإنهيار المحتّم جرّاء تمادي الإستعصاء السياسي القائم.

وتشير أوساط مواكبة للإتصالات القائمة إلى أنّ المطلوب قبل الدخول في تفاصيل الصيغ والمبادرات الرئاسيّة المطروحة، أن يعمد هذا المكوّن إلى تحمّل مسؤوليته والمشاركة بفعاليّة في المحافظة على لبنان الدولة. وهذا ما أكّده المفتي دريان في حفل تكريمي أقامه عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المهندس عبدالله شاهين الأسبوع المنصرم، في حضور مجموعة كبيرة من الشخصيات السنيّة، من بينهم ممثل عن الرئيس سعد الحريري، إضافة الى نواب ووزراء حاليين وسابقين. وناشد المفتي في كلمته القوى السياسية «التنازل عن مصالحها الذاتية لمصلحة لبنان الوطن ومؤسساته الدستورية»، وشدد على أن «الحّل لا يمكن أن يكون إلا بالتنازل المتبادل بين الجميع». كما أكّد أمام الحضور الذي يضم نواباً من مختلف الكتل النيابيّة على أنّ «المسلمين السنة في لبنان ليس لديهم مشروع خارج إطار الدولة اللبنانية»، وتابع «نرتضي بالدستور واتفاق الطائف وبالأطر الدستورية والقانونية، ونرفض الافتئات على حقوقنا المشروعة»، وذلك قبل دعوة القوى السياسيّة (السنيّة) إلى «تحديد أولوياتها ورسم خارطة الطريق للوصول إلى الحل الأنسب الذي ينهي كل أزماتنا».

إلى ذلك، كشفت أوساط نيابيّة على بيّنة من اللقاءات أنّ الهدف الأساسي، يكمن في جمع أكبر عدد من النواب السنّة تحت عباءة دار الفتوى، وتحديداً النواب المترددين في حسم مواقفهم، باعتبار أنّ خروج النواب السنّة من المعادلة المرتبطة بإنتخاب رئيس الجمهورية سيؤدي في المرحلة المقبلة إلى تجاهل موقفهم المرتبط بتكليف رئيس الحكومة، على غرار تسمية الثنائي الشيعي الرئيس حسان دياب خلافاً لإرادتهم، فضلاً عن تخوّف جدّي لدى السنّة من المسّ باتفاق الطائف، وإعادة النظر في توزيع السلطات التي بطبيعة الحال، سيتم استخدام تشتتهم أو تنوعهم النيابي لقضم بعض المكتسبات التي كرّسها الدستور لهم.

وفي سياق متصّل، وإلى جانب اللقاءات أو الإجتماعات الإستشرافيّة لإمكان دعوة النواب السنّة إلى إجتماع موسّع في دار الفتوى، فقد شارك عدد كبير من النواب والشخصيّات السنيّة في العشاء التكريمي للمفتي، الذي نظّمته أمس سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت. ووصف بعض المطلعين على الإتصالات السنيّة القائمة، أنه محاولة متجددة لتكرار مشهدية لقاء دار الفتوى في أيلول المنصرم، والذي تلاه عشاء في دارة السفير في اليرزة، في حين أن تكريم المفتي أمس، جمع أكبر عدد من النواب السنة لحضهم على إنجاح أي دعوة أو مبادرة سنيّة من شأنها أن تدفع النواب المترددين إلى المبادرة في الدفاع عن لبنان الدولة.

 

لقانون الإسرائيلي الجديد يخلّف تداعيات على الأمن والعلاقات مع الولايات المتحدة

ديفيد ماكوفسكي/معهد واشنطن/27 تموز/2023

نظرة عن قرب على الديناميات المحلية وراء إقرار الكنيست الإسرائيلي قانوناً يحد من صلاحيات «المحكمة العليا»، تلقي الضوء على ما إذا كان تمرير هذا القانون قد يؤثر على الاستعداد العسكري لإسرائيل وعلاقتها بواشنطن ومتى سيحدث هذا التأثير.

في 24 تموز/يوليو، أقر الكنيست الإسرائيلي قانوناً مثيراً للجدل للغاية من شأنه أن يمكّن الحكومة الإسرائيلية من اتخاذ قرارات سياسية والقيام بتعيينات خارج نطاق التدقيق القضائي. ويلغي هذا القانون، الذي تم إقراره بعد حصوله على 64 صوتاً مقابل لا شيء في أعقاب انسحاب المعارضة من جلسة التصويت النهائي، قدرة «المحكمة العليا» على استخدام حجة "المعقولية" - وهو مبدأ القانون العام الذي وفّر الرقابة القضائية من خلال مقارنة الإجراءات الحكومية بما قد تفعله سلطة "معقولة". ويعتبر الكثيرون أن هذه هي الخطوة الأولى في خطة واسعة النطاق، كما أوضحها وزير العدل الإسرائيلي ياريف ليفين، لتقييد السلطة القضائية بصورة أكثر وتركيز السلطة عملياً في يد السلطة التنفيذية.

ويسيطر الغضب بشأن الإصلاحات القضائية على المشهد السياسي الإسرائيلي منذ أشهر، مما أدى إلى ظهور أكبر حركة معارضة شعبية في تاريخ البلاد. ونُظمت مظاهرات أسبوعية حاشدة شارك فيها مئات الآلاف من المتظاهرين وقامت على فكرة أن الطابع اليهودي الديمقراطي لإسرائيل لا ينبغي تغييره دون إجماع عام واسع النطاق. ويستمد التحرك تحفيزه أيضاً من واقع أن إسرائيل لا تملك دستوراً، بل مجموعة من القوانين الأساسية التي لا يتطلب تعديلها أغلبية ساحقة، بخلاف دستور الولايات المتحدة. وبالتالي، يلجأ المواطنون إلى الشارع بأعداد كبيرة للتعبير عما أظهره مراراً وتكراراً عدد كبير من استطلاعات الرأي، وهو أن الحكومة لا تحظى بتأييد أغلبية الرأي العام لاتخاذ إجراءات تشريعية أحادية الجانب من هذا القبيل.

الجانب السياسي المحلي

منذ تشكيل الحكومة الحالية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، ضغط الكثير من الشركاء اليمينيين المتشددين في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على هذا الأخير لإجراء الإصلاحات القضائية المذكورة من أجل تحقيق أهدافهم (على سبيل المثال، النمو الاستيطاني غير المقيد في الضفة الغربية) أو الحفاظ على امتيازاتهم (على سبيل المثال، إعفاء المتدينين المتشددين من التجنيد العسكري). ويفيد مساعدو نتنياهو بعيداً عن الأضواء أنه لم يكن أمامه خيار سوى تشكيل مثل هذا الائتلاف لأن أحزاب الوسط ما كانت لتنضم إليه في ظل محاكمته الجارية على خلفية الفساد. ولكن معارضيه يقولون إنه شكّل هذه الحكومة للتنصل من المحاكمة على وجه التحديد، وأن بعض قراراته استندت على ما يبدو إلى مصلحة ذاتية سياسية أكثر منها إلى الضرورة.

على سبيل المثال، لم يرغمه أحد على استبدال وزير العدل السابق بليفين، وهو مسؤول كرس مسيرته المهنية لضمان عدم قدرة القضاء على ممارسة رقابة فعلية على السلطة التنفيذية. فقد قوض ليفين معظم محاولات التوصل إلى حل وسط بشأن هذه القضية خلال الأشهر القليلة الماضية، مما عزز التصورات بأنه يمسك بزمام الأمور أكثر من نتنياهو. ولعل هذا السبب كان وراء عدم امتثال رئيس الوزراء لأوامر طبيبه بأخذ قسط من الراحة بعد خضوعه لجراحة تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب في نهاية الأسبوع المنصرم، حيث ظهر في جلسة التصويت الأساسي في محاولة على ما يبدو لدحض الشائعات حول صحته. وعلى أي حال، يُجسد ليفين مخاوف المعارضة من أن هذا الائتلاف عازم على فرض سياساته.

وقبل عملية التصويت، قادت شخصيات مثل الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس "نقابة العمال الإسرائيلية" ("الهستدروت") أرنون بار دافيد حملة ضغط للتوصل إلى حل وسط، وركزت هذه الشخصيات على تقييد مشروع القانون وضمان الالتزام بعدم إجراء تغييرات قضائية إضافية إلا بعد بذل جهود حثيثة للتوصل إلى إجماع واسع النطاق بشأنها. ويوضح فشل هذه الشخصيات انعدام الثقة التام بين قادة الائتلاف والمعارضة، الذين ازداد تنافسهم حدة منذ تراجع نتنياهو عن التزامه لعام 2020 بالتناوب على رئاسة الوزراء مع رئيس حزب "الوحدة الوطنية" بيني غانتس. كما يُظهر فشلها الصعوبة التي تواجهها في محاولة إقناع القواعد السياسية الخاصة بكل منها بالتوصل إلى حل وسط، وهي القواعد التي عززت مواقفها خلال أشهر من الاحتجاجات والنزاعات السياسية.

وفي الواقع، لم يخرج أي عضو من أعضاء ائتلاف نتنياهو عن موقف الائتلاف من خلال معارضة التصويت أو الامتناع عن التصويت، مما يدل على أن حكومته متماسكة سياسياً ومدركة للعقوبة الشخصية الشديدة المترتبة عن الانشقاق في البيئة الحالية. على سبيل المثال، صرح وزير الدفاع يوآف غالانت علناً أن التشريع يجب أن يحظى بتأييد قاعدة أكبر، لكنه لم يهدد بالاستقالة في محاولة لفرض إجراءات من أجل تحقيق هذه الغاية. وتفيد مصادر أنه كان يخشى في حال إصراره على هذا الموقف أن يقيله نتنياهو مجدداً كما فعل في آذار/مارس، عندما دعا غالانت إلى تعليق الإصلاحات القضائية مؤقتاً - إلّا أن هذه المرة لن يكون هناك تأجيل مدفوع بضغط الرأي العام. ويبدو أيضاً أن غالانت كان يخشى أن يكون بديله منظّراً أيديولوجياً مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي لا يملك خلفية عسكرية مهمة ويركز حصرياً على ضم الضفة الغربية.

ماذا بعد؟

ستعلّق المعارضة الآن آمالها على عدد من التطورات المحتملة. على سبيل المثال، قدّمت استئنافات متعددة ضد القانون الجديد لدى «المحكمة العليا»، مما قد يؤدي إلى مواجهة محتملة على خلفية القوانين الأساسية لإسرائيل. ولم تبطل المحكمة مطلقاً أي قانون أساسي من قبل، ولكن لم يسبق لها أيضاً أن واجهت مثل هذا التحدي الكبير لسلطتها. وإذا أبطلت المحكمة القانون الجديد، فعندئذ ستواجه وكالات إنفاذ القانون معضلة فيما يتعلق بالجهة التي يجب أن تنصاع إلى أوامرها: المحكمة أم الحكومة؟ وعندما سُئل مدير "الموساد" ديفيد بارنياع، وفقاً لبعض التقارير، عن هذه المواجهة خلال اجتماع داخلي للوكالة عُقد صباح يوم التصويت، قال إنه سيكون على "الجانب الصحيح من التاريخ" ولكنه لم يوضح ما يعنيه بذلك على وجه التحديد.

ويأمل أعضاء المعارضة أيضاً تحقيق نجاح متزايد في الانتخابات في ظل النزاع الأهلي ضد الحكومة والتدهور الاقتصادي المستمر (على سبيل المثال، في الاستثمار الأجنبي عالي التقنية) بسبب خطة الإصلاحات القضائية. وفي هذا الصدد، من المرجح أن يوفر الصراع على دور القضاء مبدأً تنظيمياً للانتخابات المقبلة. وقد تعهد غانتس هذا الأسبوع بإلغاء القانون الجديد في المستقبل.

وفي غضون ذلك، انتشرت التكهنات بأن نتنياهو سيقيل في مرحلة ما المدعية العامة الحالية المستقلة التوجه، غالي بهراف ميارا، أو يُقسّم واجباتها لكي يتمكن من تعيين مدعي عام أكثر ميلاً إلى إنهاء قضية الفساد المرفوعة ضده. وقد تؤدي أي من الخطوتين إلى رد فعل شعبي عنيف واسع النطاق. وفي الواقع، ينظر الكثير من الإسرائيليين أساساً إلى التصويت كنذير شؤم، باعتباره يفسخ العقد الاجتماعي الذي تبقى بموجبه بلادهم متجذرة في المبادئ الليبرالية الغربية ويستمر بموجبه رئيس وزرائهم بمراعاة وجهات النظر العامة الأوسع نطاقاً.

التداعيات على الأمن القومي

تشمل القضايا الأمنية الأكثر إلحاحاً التي يجب معالجتها احتجاجات العسكريين الذين يعارضون القانون الجديد. وفي الأيام التي سبقت التصويت، أعلن أكثر من 1100 فرد من "سلاح الجو الإسرائيلي" - نصفهم طيارون - أنهم لن يلتحقوا بالخدمة الاحتياطية الطوعية إذا أُقرّ القانون. وانضم إليهم أكثر من 10000 عنصر آخر من قوات الاحتياط في "جيش الدفاع الإسرائيلي"، ومن بينهم عناصر من وحدات النخبة من الاستخبارات والكوماندوز والوحدات السيبرانية. ونفذ بالفعل بعض العناصر هذا التهديد، ولكن أعدادهم الدقيقة غير واضحة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل ستنتشر عمليات المقاطعة هذه بصورة أكبر لتشمل ربما حتى العناصر في الخدمة الفعلية؟

وتؤثر هذه التهديدات بشكل خاص على "سلاح الجو الإسرائيلي". وكما أشار المسؤولون علناً في مناسبات متعددة، ينفذ طيارو الاحتياط بين 60 و 70 في المائة تقريباً من الغارات الجوية الإسرائيلية، ويعتمد "سلاح الجو الإسرائيلي" على هؤلاء العناصر أكثر من الفروع الأخرى، وخاصة الطيارين. وإذا لم تقم أطقم الاحتياط بإجراء التدريب المنتظم والمكثف المطلوب لهذه الضربات، فقد لا تتمكن من الانتشار في مهام مستقبلية. وبالتالي، يصعب معرفة السرعة التي ستؤثر بها المقاطعة في القدرات العسكرية لإسرائيل إذا عُلّق التدريب. وأشار "جيش الدفاع الإسرائيلي" إلى أن التأثيرات على جهوزيته ستتضح في غضون أسابيع، بينما وجّه رئيس الأركان العامة هرتسي هاليفي رسالة مفتوحة إلى الجنود يحذر فيها من أن إسرائيل "لن تكون قادرة على التواجد كدولة" إذا زال التماسك العسكري. كما يشعر المسؤولون بالقلق من أن أعداء إسرائيل مثل إيران و"حزب الله" سيستغلون الانقسامات الإسرائيلية الحالية كفرصة لزيادة هجماتهم. وبناءً على ذلك، انضم قائدا المعارضة غانتس ويائير لبيد إلى نتنياهو في مطالبة جنود الاحتياط بمواصلة أداء الواجب - على الأقل إلى أن تُتاح "للمحكمة العليا" الفرصة للتأثير على القانون الجديد.

العواقب على العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة

بُعيد إقرار القانون، أصدر البيت الأبيض بياناً وصف فيه التصويت بهامش ضئيل لصالح القانون والسياق الشديد الاستقطاب بالـ"مؤسف"، مكرراً إيمان الرئيس بايدن بأن هذه التغييرات يجب ألا تتم إلا في ظل "إجماع واسع". وسعت الإدارة الأمريكية وراء هذا التناغم السياسي لأشهر، وكرر الرئيس الأمريكي التزامه "الراسخ" بأمن إسرائيل وحبّه لها على مدى عقود، بينما أعرب في الوقت نفسه عن عدم ارتياحه للكثير من قرارات الائتلاف الحالي. ويرى بايدن أن القضاء الإسرائيلي بشكله الحالي يقوي الدولة، بينما لا يؤدي القانون المثير للجدل إلّا إلى إضعافها. وتكمن الصعوبات ذاتها وراء قراره بعدم دعوة نتنياهو مجدداً إلى البيت الأبيض منذ عودة رئيس الوزراء إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر (في الأسبوع الماضي أعلن نتنياهو أن قيامه بزيارة غير محددة الشكل إلى الولايات المتحدة كان قيد الإعداد، لكن التفاصيل كانت غامضة، وأي خطط من هذا القبيل قد تتأثر بنتيجة التصويت في الكنيست).

ويقيناً، أشار بايدن بشكل صحيح وواضح إلى أن التعاون الأمني ​​الثنائي "لا يتزعزع"، وبالتالي فهو محصن من الخلافات السياسية بين الحكومتين. ولكن قضايا أخرى قد تتأثر بخلافهما الحالي.

على سبيل المثال، يرى البعض أن النزاع قد يحفز نهجاً أمريكياً أكثر صرامة بشأن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. ولكن من شبه المؤكد أن تنتظر الإدارة الأمريكية لترى ما إذا كان القانون الجديد سيؤدي إلى أنشطة شائكة على هذه الجبهة قبل اتخاذ أي إجراء.

وعلى صعيد آخر، يبدو أن بايدن كان يضغط من أجل تحقيق اختراق ثلاثي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل. ولكن هل سيفعل ذلك بالزخم ذاته إذا رأى أن نتنياهو - الذي يريد بشدة تحقيق ذلك الاتفاق - قد رفض دعوته إلى تقديم تنازلات بشأن قضية الإصلاحات القضائية؟ ويعتبر البعض أن بايدن سيمضي قدماً على أي حال باعتبار أن الاتفاق يخدم مصلحة أمريكا (نظراً للحاجة إلى الحفاظ على الفجوات بين الرياض والصين) ومصلحته السياسية الخاصة (نظراً للدعم المحتمل الذي يمكن أن يقدمه لحملة إعادة انتخابه). ومع ذلك، يشير آخرون إلى أن بايدن يتمتع بنفوذ فريد في هذه القضية بما أن لا الرياض ولا نتنياهو يتمتعان بتأييد شعبي لدى أجزاء كبيرة من قاعدة "الحزب الديمقراطي" الأمريكي.

وعلى المدى الطويل، تتساءل واشنطن بلا شك ما إذا كان قرار الكنيست يشكل انحرافاً يرتبط بالبيئة السياسية الحالية أو نقطة تحول في الديمقراطية الإسرائيلية. فحيوية العلاقة الثنائية القائمة منذ عقود تستند إلى حد كبير إلى واقع أن الأمريكيين والإسرائيليين يتشاركون القيم الأساسية، وليس المصالح العسكرية والاقتصادية فحسب. ويمكن لأي تراجع ملموس في هذه القيم أن يؤثر تدريجياً على القاعدة السياسية العريضة التي تدعم العلاقة الوثيقة. وبالتالي، لا بد لمناصري العلاقات الأمريكية الإسرائيلية من مواصلة التركيز على القيم المشتركة بقدر تركيزهم على المصالح المشتركة.

ديفيد ماكوفسكي هو "زميل زيغلر المميز" في معهد واشنطن ومدير "مشروع كوريت" حول العلاقات العربية الإسرائيلية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي عرض أموراً تربوية مع رئيس جامعة البلمند

الوكالة الوطنية للإعلام/27 تموز/2023

عرض البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان التداعيات الاقتصادية والتربوية مع زواره في الصرح البطريركي في الديمان، حيث استقبل رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق يرافقه الدكتور ايليا ايليا اللذين قدما له كتاب المخطوطات المميز "الناموس الشريف".

وقال الدكتور وراق بعد اللقاء: "اتينا اليوم لأخذ بركة غبطة البطريرك كما جرت العادة مرحّبين به في الشمال. عرضنا معه الأمور التي يعاني منها الناس والبلاد بشكل عام وتحديدا القطاع الجامعي وقطاع التعليم العالي، وشرحت له كل الصعوبات التي تواجهنا سواء العبء المالي على طلابنا او الأمور التي نكافح من أجلها كي نحافظ على أساتذتنا في جامعتنا وعلى المستوى الأكاديمي في لبنان لأننا نعتبر ذلك من الأمور الأساسية التي تخدم روح لبنان". البطريرك الراعي استقبل أيضاً الدكتور بول سالم وعرض معه الأوضاع الاقتصادية وتداعياتها.

 

ميقاتي اجتمع مع نواب حاكم مصرف لبنان: المرحلة تتطلب تعاون الجميع للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي النسبي

وطنية/27 تموز/2023

اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع نواب حاكم مصرف لبنان: وسيم منصوري، بشير يقظان، سليم شاهين وألكسندر مراديان. وأشار بيان للمكتب الاعلامي لرئيس الحكومة الى أنه "جرت في الاجتماع متابعة للاجتماعين السابقين اللذين عُقدا للبحث في مرحلة ما بعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة".

وقد أشار رئيس الحكومة الى أن "المرحلة الراهنة تتطلب تعاون الجميع للحفاظ على الاستقرار المالي والنقدي النسبي وعدم تعريضه للاهتزاز، وان هناك مسؤولية وطنية ملقاة على عاتقنا جميعًا، في حال لم يصر الى تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي". وشدد على ان "المحاذير التي عبّر عنها نواب الحاكم في البيان الذي أصدروه قبل أيام مشروعة، وان الخطة الموضوعة من قبلهم تنسجم مع الخطة الحكومية، والحكومة ستتعاون مع المجلس النيابي لاقرار التشريعات الضرورية لحسن سير عمل المؤسسات في المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان، وفق الاصول المنصوص عنها في قانون النقد والتسليف". أما نواب الحاكم فشددوا على أنهم "يقومون بواجباتهم الوطنية والوظيفية ضمن الاصول القانونية"، مؤكدين ان "البيان أصدروه لحض الجميع على تأمين المتطلبات القانونية والتنفيذية للحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار الذي لا يقتضي المس به اليوم"، مثمنين "تجاوب القوى السياسية لتأمين المتطلبات حكوميا ونيابيا وقانونيا".

 

باسيل: أي حوار لإضاعة الوقت هو مرفوض من قبلنا

وطنية/27 تموز/2023

اعتبر رئيس" التيار الوطني الحر"  النائب جبران باسيل في عشاء هيئة قضاء المتن ان"الحوار ليس مجانيا" وقال:"لسنا مستعدين لنمنح وقتاً لأحد ليهدره ولا ليتلذذ بالحوار أو يترأسه"، واكد ان "أي حوار لإضاعة الوقت هو مرفوض من قبلنا"، لافتا الى ان "الحوار يجب أن يترجم ببرنامج وبتنفيذ".

واشار الى ان "الوقت حان للإنتهاء من المكابرة او الرهان على الخارج"،  وقال:"لن نغير موقفنا تجاه رئاسة الجمهورية ونغير موقفنا عبر "المقابل" الوطني الكبير".  اضاف :"لن تغرينا لا قيادة جيش (جربنا) ولا حاكمية المركزي ولا كل الحكومة، الا مشروع بناء الدولة، ولذلك كل عناد يقابله عناد وكل مرونة مقابلها مرونة". واوضح انه" ابتداء من الثلثاء المقبل ستكون هذه المنظومة مسؤولة عن سعر الصرف في السوق"، مؤكدا ان "العدالة ستأتي لا محالة وإذا لم تأت على اشخاص كرياض سلامة "العوض بسلامتكم لبنان"، وقال:"هذا الرجل سيرحل لكنه لن "يقعد عاقلا" ولديه الأدوات المالية والإعلامية للتخريب على الدولار". اضاف:" يريدون الإستمرار بالسياسة نفسها عبر حاكم جديد أو نواب سلامة ونرفض هذا الأمر، لأن الاستقرار الحقيقي يكمن بمنع السرقة والهدر واحترام قواعد العرض والطلب وليس المفتعل الذي ندفع ثمنه من ودائعنا وجيوبنا". وتابع:"إما ان يفوموا بتعيين شخص مشهود  له بالكفاءة عبر القضاء سواء كان مديرا موقتا او حارساً قضائيا, والتوافق السياسي اهم من اي اجراء غير دستوري للحكومة غير الشرعية".

 

الجبهة المسيحية: تماسك المعارضة يمنع وصول مرشح حزب الله

وطنية/27 تموز/2023

رأت الجبهة المسيحية في بيان  اثر اجتماعها في مقرها في الاشرفية أن "الحل للأزمة الرئاسية يجب أن يكون داخليا، ولكن هذا شبه مستحيل بسبب هيمنة "حزب الله" على الساحة المحلية، وهو يريد فرض رئيس يكون من صفه وموال له"، مطالبة جميع الأفرقاء والنواب السياديين والمعارضةب "التصدي لهذا الحزب المصنف ارهابيا في دول عديدة والتماسك  لمنع وصول مرشحه، والتأكيد أن لعبة الفرض أو التعطيل انتهت". واعتبرت أن "زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان  لبنان، لا تؤثر في الملف الرئاسي وفرض مرشح "حزب الله" في لبنان إذ إنه سمع بالأذن، في الدوحة من أربعة ممثلين لأربع دول كبرى، أن لا موافقة على حوار يريد أن يفرضه "حزب الله"، من خلال وساطة فرنسية كبديل لتسويق معادلة سليمان فرنجيه - نواف سلام". من جهة اخرى، إنتقدت الجبهة "الدولة المركزية التي بسبب إفلاسها  وفشلها ساهمت في تفاقم الظواهر  الاجتماعية التي يعاني منها الشعب اللبناني مؤخرا ،كالتخلي عن الرضع على الطرقات، الاغتصاب، الفقر، القتل وانتهاك جميع القيم الانسانية، مشددة على "أهمية النظام الفدرالي الذي يضمن لللبناني  حياة كريمة في مجتمعه". وخنمت مؤكدة أن " لبنان صار مصنفا دوليا منصة للهجرة غير الشرعية إذ تقول الأمم المتحدة إن أكثر من مئة ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا في الأشهر الستة الأولى من 2023 عن طريق البحر من سواحل شمال أفريقيا وتركيا ولبنان"، مطالبة ب"العودة الفورية للاجئين السوريين إلى بلادهم، إذ إن البلد لم يعد باستطاعته تحمل مليوني لاجئ على أرضه، خصوصا في "ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة والتحول الديمغرافي الذي يشكل خطرا على الكيان اللبناني".

 

بخاري كرم مفتي الجمهورية وتشديد على التمسك باتفاق الطائف

دريان:  لن نوفر جهدا في التعاون مع المعنيين في عملية انتخاب الرئيس

وطنية م/27 تموز/2023

 كرم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، في حفل عشاء أقامه على شرفه في دارته في اليرزة في حضور أغلبية النواب المسلمين السنة. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى "ان المفتي دريان شكر السفير بخاري على هذا الحفل، واكد ان أي لقاء يجمع اللبنانيين مرحب به، وشدد على ان المسلمين السنة في لبنان هم مكون أساسي في الخيار والقرار الوطني وينبغي أن يكونوا موحدين على الثوابت اللبنانية التي تضمن حقوق الجميع دون استثناء. ودعا الى الالتزام والتمسك باتفاق الطائف نصا وروحا واي كلام خلاف ذلك هو مرفوض ومدان ويعقد الحلول التي لا يمكن إلا أن تكون من خلال اتفاق الطائف الذي اجمع عليه اللبنانيون بدعم عربي ودولي. وحذر المفتي دريان من يحاول إيهام الناس بأن القرار بانتخاب رئيس للجمهورية بيد فئة من اللبنانيين دون أخرى، بل الجميع معني ومشارك باختيار الشخصية الرئاسية التي ستكون مؤتمنة على النظام والدستور ليبقى لبنان سيدا حرا عربيا مستقلا متعاونا مع أشقائه العرب والدول الصديقة ، وابدى  ارتياحه وتأييده لكل ما يبحث في اللجنة الخماسية التي يعول عليها الكثير من الانفراجات، وهي تؤكد ما يطمح إليه اللبنانيون وتتعاطى بحكمة عالية ودراية مخلصة ودبلوماسية مشهود لها في تطوير الحوار البناء للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية أولا قبل أي شيء آخر . واعتبر ان الحوار الوطني هو مطلب الجميع ولكن يبدو متعثرا لعدة أسباب، وهذا يتطلب مزيدا من الوحدة والإقدام على اخذ مبادرات فورية وفي طليعتها انتخاب رئيس وتأمين حاجات الناس المعيشية.

وقال المفتي دريان الفشل ممنوع والحذر والتأني مقبول، وتمسكنا بالثوابت الوطنية هو من إيماننا المطلق بأن لبنان لا يمكن إلا أن يعيش بجناحيه المسلم والمسيحي على أسس العيش المشترك التي ضمنها الدستور في المساواة والمواطنة بين كل اللبنانيين، ولا ينبغي ان ينكفئ احد عن دوره بل مشاركة الجميع هي الأساس لضمان الحقوق والطمأنينة، وهذا ما تسعى له دار الفتوى في توحيد الرؤية الوطنية والرؤى مع كافة الأطياف السياسية والمرجعيات الدينية، وما قامت به بجمع نواب المسلمين السنة في اللقاء الوطني الذي عقد منذ عام في الدار كان في هذا الاطار، وصدر عنه توصيات وطنية بامتياز حدد فيها مواصفات رئيس لكل اللبنانيين الذي ينبغي للنواب أن ينتخبوا على أساسها، فانطلاقا من ذلك نعاهد اللبنانيين باننا لن نوفر جهدا في التعاون مع كل المعنيين في عملية انتخاب الرئيس للوصول الى حلول او قواسم مشتركة نستطيع من خلالها إيجاد مخرج بالتعاون مع عمقنا العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين وبقية الأشقاء العرب، مع الإشارة الى أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تقدم الدعم والمساعدة للنهوض بالوطن، ودار الفتوى واللبنانيون أوفياء لمملكة الخير ولكل الدول الشقيقة والصديقة التي وقفت مع لبنان في كل مراحل أزماته، وأوصي نوابنا ان يكونوا كعهدنا بهم أقوياء في كلمة الحق موحدين لخدمة لبنان، يكثفون لقاءاتهم واجتماعاتهم لبلورة موقف واحد جامع،  وان يسارعوا الى انتخاب رئيس يتمتع بمناقبية عالية وصفات حميدة جامعا للبنانيين وأمينا على قسمه وحفظ اتفاق الطائف وتنفيذه".

من جهته، اكد السفير بخاري ان "موقف المملكة العربية السعودية  ثابت في دعمها للبنان الدولة والمؤسسات ومساعدة اللبنانيين وحرصها عليهم، وهي تقوم بجهود دائمة ومتواصلة وكبيرة في اللجنة الخماسية وتقدم كل الأفكار والطروحات التي  تساهم في إنقاذ لبنان، وليس لدى المملكة أي مبادرة لدعم هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة لتولي رئاسة الجمهورية، ولا تتدخل في أسماء المرشحين وهي على مسافة واحدة من الجميع، وهذا خيار للسادة  النواب وهي تطرح معايير ومواصفات فقط، وأشار الى ان السعودية تتمسك بوثيقة الوفاق الوطني، وبتنفيذ اتفاق الطائف الذي حمى اللبنانيين ويحميهم، وتؤيد أي لقاء فيه خير للبنانيين وتتمنى ان يجري انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد.

 

رعد: لأخذ معاناة شعبنا في عين الإعتبار وإنجاز الإستحقاق الرئاسيّ

الوكالة الوطنية للإعلام/27 تموز/2023

أكّد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في كلماتٍ ألقاها في بلدات جباع ومفرملكي وروم، أنّ "لكلّ فريقٍ مِن اللّبنانيين الحقّ بأن يُدليَ بدلوه، ونتمنَّى على الجميع أن يتفاهموا على الإستحقاقات الكبرى الّتي تهمُّهم، وإذا كانوا غير قادرين على ذلك في هذه المرحلة، فليأخذوا وقتَهم، لكن عليهم أن يلتفتوا إلى معاناة الشعب من ضعفِ الخدمات وسعر الصّرف وتدنّي قيمة اللّيرة الشرائيّة ومن الوضعَين الصحيّ والتعليميّ، خصوصاً أنّ العام الدراسيّ المقبل بات مهدداً، والواقع مأساوي في مستشفياتنا، ونحنُ نعلمُ مدى صعوبة الوضع الصحيّ، وإذا ما احتاجَ مريضٌ لعمليةٍ جراحيّة كيف يتداعى من حوله أهل بلدته كي يتمكنوا وبالكاد من جمع كلفة الإستشفاء". وتابع: "لذا، علينا أن نفكر بتفاهم يوصلنا إلى إنجازِ الإستحقاق الرئاسيّ الّذي نحن الآن بصدده، وذلك بالانتباه إلى أنّ ناسنا لم تعد لهم القدرة على التّحمّل، وبالتالي، إنَّ ما نأمله ونسعى إليه هو أن ننفتحَ على النقاش حول الإستحقاق الرئاسيّ مع الآخرين، وعلينا جميعاً مع شركائنا في البلد أن نتفاهمَ من أجل أن نصل إلى النَّتيجة المنتظرة لمصلحة جميع اللبنانيّين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28 تموز/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 تموز/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/120502/120502/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 27/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/120505/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-july-27-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/