المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 19

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january19.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة..لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو ونص المقابلة

الياس بجاني/صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الشيخ أحمد اللقيس  من موقع هنا لبنان: فحوى الاتصالات مع اللواء صليبا ليلة توقيف وليم نون

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي  علي الأمين من موقع سبوت شوت: "باسيل تحت خطر الإغتيال وتحذّير من "الإنفجار الأكبر" ويؤكّد: لا رئيس!

رابط فيديو مقابلة مع النائب سيزار ابي خليل مع وليد عبود من تلفزيون لبنان

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي داوود من موقع سبوت شوت: رمال يدق ناقوس الخطر: هذا ما يحضره المسلمون لمسيحيي لبنان.. وهذا ما سيفعله الحزب والسوريون!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 كانون الثاني 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/1/2023

إيران تستعين بـ”الحزب” لقمع الإحتجاجات

استنفار لبناني – إسرائيلي على الحدود!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

مخطط ممنهج لتفريغ مناصب المسيحيين في ظل الشغور..بكركي تحذر وعين المجتمع الدولي على دينامية الشارع

"الوطني الحر" يتبرّأ من نصّار!

بعد كلام نصرالله... كيف ردّ "التيار"؟!

النائب "الجهبذ" يرد على نصرالله!

"أرنب محلّي" لكفّ يد القضاء الأوروبي عن سلامة

نصر الله يحجّم باسيل "ميثاقياً" وميقاتي يسعى إلى "نصاب طابش"!

تقارب أميركيّ – روسيّ لأجل لبنان؟!

داوود رمال يدق ناقوس الخطر: هذا ما يحضره المسلمون لمسيحيي لبنان.. وهذا ما سيفعله الحزب والسوريون!

إلى أين يتّجه باسيل إذا ترك الحزب؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان الأوروبي يواصل ضغوطه لتصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

نائب إيراني حذَّر أوروبا من عواقب «لا يمكن احتمالها»... ووزير الداخلية قلل من الخطوة

رئيسة المفوضية الأوروبية تؤيد وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب

القضاء الإيراني ينتقد بريطانيا لـ«ردها المتسرع» على إعدام أكبري

خبراء أمميون: اعتقال بلجيكي في إيران انتهاك للقانون الدولي

مواطن فرنسي آيرلندي محتجز في طهران «بحالة صحية حرجة»

البرلمان الأوروبي يمرر خطة تدعو لتصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

نائب إيراني حذَّر أوروبا من عواقب «لا يمكن احتمالها»... ووزير الداخلية قلل من الخطوة

«الناتو» يعزز سرب طائراته في رومانيا لمراقبة الجيش الروسي وبريطانيا تؤكد دعمها لأوكرانيا حتى النصر

زيلينسكي يدعو العالم إلى ردّ على روسيا بـ«سرعة وحزم

غوتيريش: الوضع العالمي هو الأسوأ منذ عقود... والتغير المناخي يقترب من «نقطة لا عودة»

رئيس «دافوس»: أزمة الغذاء تتفاقم وقلقون من تباطؤ النمو وأبدى في حوار مع «الشرق الأوسط» «تفاؤلاً حذراً» إزاء العلاقات الأميركية ـ الصينية

المحكمة العليا في إسرائيل تأمر نتنياهو بإقالة وزير الداخلية ومواجهة مع القضاء تُدخل الحكومة في أزمة جديدة

المحكمة العليا الإسرائيلية تلغي تعيين درعي وزيراً للداخلية

لافروف: روسيا تواجه «حرباً كونية هجينة» وواشنطن تتصرف «مثل هتلر ونابليون» وحدد شرطين للسلام: إزالة البنى العسكرية الغربية من حول روسيا ومراعاة مصالحها الأمنية

إردوغان: 14 مايو موعداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة

البرلمان العربي: القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية جاءت في توقيت هام لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بعد المرفأ… تفجير القضاء ومحاولة انقلاب على سهيل عبّود؟/نجم الهاشم/نداء الوطن

لا نهلّل لهذا "التدويل"!/نبيل بومنصف/النهار

ملف الرئاسة إلى التدويل: لا رئيس صُنع في لبنان/غادة حلاوي/نداء الوطن

هل تستغل العصا الأوروبية إنقسام القضاء وتضرب ضربتها؟/مرلين وهبة/الجمهورية

تحدّيات بناء السّلام بعد الحرب الأهليّة في لبنان (حلقة أولى) /ألسّفير د. هشام حمدان

3 إشارات إقليمية لا تريح لبنان/طوني عيسى/الجمهورية

جعجع يُطلق "المعركة" ضدّ "الحزب" ويحشر باسيل والمعارضة: المُستهدَف ليس "النظام"!/راكيل عتيّق/نداء الوطن

العبث التقسيميّ ودور "حزب الله"/وليد شقير/نداء الوطن

ماذا بين لبنان وسوريا؟/رامي الرّيس/نداء الوطن

تيار نحو الإنهيار/محمد علي مقلد/نداء الوطن

ولا لمبة ولا فيوز/سناء الجاك/نداء الوطن

الداخل مفقود والخارج مولود .... حيّ "الدوامرة"... النهار للمساكين و"الزعرنة بالليل"/نوال نصر/نداء الوطن

تحالف المنكوبين/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

االراعي عرض الاوضاع مع وزير العدل واستقبل لجنة مشروع "يا عيني عالبلدي" ويترأس غدا الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة

"باسيل تحت خطر الإغتيال": علي الأمين يحذّر من "الإنفجار الأكبر" ويؤكّد: لا رئيس!

جعجع خلال اجتماع "الجبهة السيادية": حذار التباكي زورا على لبنان والتقسيم لان هذا الكلام غير وارد اطلاقا

المطارنة الموارنة حذروا من إحداثِ فراغٍ في المناصب المارونية وشجبوا عرقلة التحقيق في تفجير المرفأ والتوقيفات الكيدية

معوض بعد اجتماع كتلة "تجدد": إذا تم التوافق على مرشح آخر يستطيع تأمين أصوات أكثر مني أنا مستعد لأكون رأس حربة في مشروع إيصاله لسدة الرئاسة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة..لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء

إنجيل القدّيس متّى09/من09حتى13/:”فيمَا يَسُوعُ مُجْتَازٌ مِنْ هُنَاك، رَأَى رَجُلاً جَالِسًا في دَارِ الجِبَايَة، إِسْمُهُ مَتَّى، فَقَالَ لَهُ: «إِتْبَعْنِي». فقَامَ وتَبِعَهُ. وفيمَا يَسُوعُ مُتَّكِئٌ في البَيْت، إِذَا عَشَّارُونَ وخَطَأَةٌ كَثِيرُونَ قَدْ جَاؤُوا وٱتَّكَأُوا مَعَ يَسُوعَ وتَلامِيذِهِ. ورَآهُ الفَرِّيسِيِّوُنَ فَأَخَذُوا يَقُولُونَ لِتَلامِيْذِهِ: «مَا بَالُ مُعَلِّمِكُم يَأْكُلُ مَعَ العَشَّارِيْنَ والخَطَأَة؟». وسَمِعَ يَسُوعُ فَقَال: «لا يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلى طَبِيْب، بَلِ الَّذينَ بِهِم سُوء. إِذْهَبُوا وتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: أُرِيدُ رَحْمَةً لا ذَبِيْحَة! فَإنِّي مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ الأَبْرَارَ بَلِ الخَطَأَة».”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو ونص المقابلة

17 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115020/%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%af/

بعض المغالطات العملية والسيادية التي جاءت في مقابلة د. سمير جعجع من  تلفزيون الجديد

* عدم تسمية احتلال حزب الله باسمه، واعتباره، "الاحتلال شعار فضفاض" كما جاء على لسانه في مقابلات عديدة سابقة.

*اعتباره أن المشكلة في لبنان هي بالسياسية وبالإمكان معالجتها من خلال القوانين.

*تسوّقه لإمكانية انتخاب رئيس للجمهورية غير تابع لمحور الممانعة، وهو يعرف جيداً أن المحتل الذي هو حزب الله لن يسمح بذلك تحت أي ظرف.

*تعامى عن واقع احتلال حزب الله، وادعي بأن الحل هو بالدولة قوية، في حين أن لا دولة في ظل الاحتلال، بل الدولة وكل مؤسساتها هم أدوات بيد المحتل يسخرها لخدمة احتلاله.

*يتوهم بأن سلاح الموقف سيأتي بالإيجابيات، في حين أن حزب الله يهيمن بسلاحه وإرهابه على البلد ويمسك بمراكز القرار، وهو لا يعير أي اهتمام للمواقف التي يدرجها تحت خانة "العمالة والخيانة"، إن لم تكن متوافقة مع احتلاله، وخاضعة كلياً لإملاءاته ومتعامية عن مشروعه الإحتلالي والتوسعي والمذهبي الإيراني.

*يعارض خوف البطريرك الراعي من مؤامرة تستهدف المواقع المسيحية في الدولة.

*لا يرى أي خطر ديموغرافي على المسيحيين.

*يناور بخيارات ترك حزب الله في مناطقه "بالسياسة" في حال لم يعود للدولة ويغير ممارساته، ويرفض شرح تفاصيل هذا الخيار المبهم. و"الله يوفقو مطرح ما هو بس ما بقا فينا نكمّل هيك".

*يعتبر أن قوة حزب الله هي بقوة سيطرته على الدولة، ولا يسمي هذه السيطرة باسمها، أي احتلال.

*يعتقد وبقوة أن هناك دور فاعل وحاسم للمجلس النيابي، في حين أن المجلس بأغلبيته هو بيد حزب الله، وانه هو ونوابه هم مجرد ديكور يشرعنون الإحتلال ويغطونه دون أن تكون لهم القدرة على اتخاذ أي قرار، أو إقرار أي قانون وتشريع لا يريده المحتل.

*يسترضي الرئيس نبيه بري ويتملقه ويتجنب انتقاد ما يمارسه من هرطقات، وهو يعلم بأن حزب الله وبري هما واحد ومرجعيتهما الإيرانية واحدة ومشروعهما الهادف لإلغاء لبنان واحد.

*يعتبر الإنتخابات النيابية الأخيرة" "مقبولة"، وهو يعلم جيداً بان حزب الله فرض القانون الإنتخابي المفصل على قياس احتلاله، وانه منع الإنتخابات داخل بيئته الشيعية وفرض عليها جميع ال 27 نائباً بالقوة والإرهاب.

*لا يرى في ممارسات الرئيس نجيب ميقاتي أي تحدي للمسيحيين.

*في نفس سياق، تجنب مواجهة احتلال حزب الله، جاءت وإن من سياق غير منطقي ووغير مترابط، مقالة شارل جبور أمس في جردية الجمهورية التي سوقت لهزيمة إيران بوجه السعودية، على خلفية نفس المواجهة الغربية مع الإتحاد السوفياتي.

باختصار شديد: د. جعجع لا يريد مواجهة احتلال حزب الله، لأنه لا يرى أنه محتل، وهو راضي بالعمل تحت مظلته، والأخطر في مواقفه المغلفة بالتذاكي والتشاطر والحربقة الفاشلة والمكشوفة، أنه يسوّق دون خجل لإمكانيات نجاح الممارسات الديموقراطية، والعمل السياسي الرئاسي والنيابي والوزاري، بظل الإحتلال وارهابة، وهو أمر غير قابل للتطبيق لا اليوم ولا في أي يوم، وهو يناقض كل الحالات الدولية التاريخية المماثلة في العشرات من الدول.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني: قراءة في مقابلة د. جعجع من تلفزيون الجديد: تعامي عن القرارات الدولية، وعدم رؤية لاحتلال حزب الله، وممارسة السياسة والتزام الدستور والقوانين بظله بدلاً من مواجهته/مع فيديو نص المقابلة

17 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=SgqVI7z4buE&t=547s

 

صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114949/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86/

هرطقة اعتقال وليم نون أظهرت دون لبس، الفشل المدوي لأعداء لبنان، الرسالة، والحب، والتاريخ، والهوية، والسلام والقداسة والتعايش.

الفشل والخيبة والانكسار كانوا الحصاد الزؤاني لكل المرتزقة، وقوى الإحتلال، والحاقدين، والطرواديين، وتجار الهيكل، والكتبة والفريسيين، ومعهم كل ربع جر لبنان وأهله إلى العصور الحجرية، وجماعات المنافقين  والوصوليين.

فضيحة الاعتقال التعسفي واللاقانوني لوليم نون، أكدت لمن يعنيهم الأمر من اعداء لبنان الرسالة، وتحديداً للواهمين بقدرتهم على إركاع واحتلال لبنان وتهجير أهله بالقوة والإرهاب، أكدت، بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وان كل إجرامهم وإرهابهم وسرقاتهم واستكبارهم لن تحقق مخططاتهم الإحتلالية والإلغائية.

في هذا السياق الوطني والإيماني المميز والواعد، جاء دور إمام مدينة جبيل الإمام الشاب أحمد اللقيس.

تعاطف ودعم اللقيس لقضية نون كان لافتاً ومشجعاً وإيجابياً، في مشهدية الحشود الشعبية التي انتفضت للدفاع عن حق وحرية وليم نون ولمنع طمس التحقيق بجريمة تفجير مرفأ بيروت، وكانت مشهدية شعبية بامتياز، وضمت أحرار من كافة الشرائح المذهبية والاجتماعية والسياسية.

الإمام اللقيس كان بصدق إلى جانب والدة وأب نون وأهله ومحبيه، وبكل شجاعة ووطنية مؤكداً على حماية حرية الرأي، والالتزام بالقانون والعدل والحقوق والمواطنية.

إنه، وبوجود لبنانيين شرفاء ووطنيين وشجعان، من خامة وثقافة الإمام اللقيس، وكثر غيره من الأحرار، وبإذن الله، وبهمة وإيمان الشعب اللبناني، بكل شرائحه، سوف ينتصر وطن الأرز على اعدائه ويعود كطائر الفينيق إلى وضعيته التاريخية، التي هي واحة للحريات، وللمحبة وللديمقراطية وللتعايش والمحبة والوئام.

تحية احترام وتقدير للإمام أحمد اللقيس ولكل من هم من طينته الوطنية والأخلاقية والإنسانية.

 

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

نص وفيديو/صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=sBxMih-l2pc&t=6s

 

قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114902/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1/
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، وخلال زيارته للبنان أمس، حاول وبفجور بوقاحة استغباء عقول اللبنانيين، وتزوير الوقائع المعاشة على أرض الواقع الإحتلالي والإذلالي والإرهابي الذي تفرضه إيران الملالي على لبنان وشعبه، بواسطة بلطجة ذراعها العسكري والميليشياوي المسمى كفراً وتجديفاً، حزب الله.  فقد نفى هذا العبد اللهيان تدخل حكام إيران الكلالي في شؤون لبنان، وتمسكن وارتدى ثياب الحملان لخداعنا وخداع العالم. والأخطر أنه أكد استمرار دعم بلاده لـ«الشعب والحكومة والجيش والمقاومة»، في إشارة إلى «حزب الله»… وأن إيران ستبقى دائماً حريصة على أمن واسقرار لبنان الصديق الوفي في السراء والضراء، لافتاً إلى أن التعاون بين البلدين ينعكس إيجاباً على شعبي البلدين. كما ابدى استعداد بلاده لتزويد لبنان بمعامل انتاج الكهرباء وبالفيول والمحروقات.
كلام اللهيان هو قمة في النفاق والدجل، حيث أن بلاده تحتل لبنان بواسطة حزب الله الإرهابي، وهي عن طريقه دمرت البلد، ولم تترك فيه مؤسسة واحدة أو مرفق دون تخريب وفساد وإفساد. كما انها افقرت الشعب اللبناني وهجرته وسرقت امواله، وعطلت قضائه، وعهرّت كل حكامه ونوابه ووزرائه ورسمييه وأصحاب شركات أحزابة التجار والأوباش.
إيران تخطف لبنان وتأخذه رهينة، وتموّل حزب الله، وليس الدولة اللبنانية بما يقارب البليون دولارسنوياً، وحتى الفيول الذي ادعى حزب انه هبة قد بيع باسعار مرتفعة، وكذلك كان مسؤول إيراني رفيع مؤخراً أكد بأن لا فيول مجاني للبنان.
أما كلام اللهيان عن استعداد إيران لتزويد لبنان بمعامل توليد للكهرباء، فهو شعبوي ومفرغ من أي جدية وصدق. فلو فعلاً كانت نية الملالي مساعدة لبنان لكانوا على الأقل بنوا معامل انتاج كهرباء للمناطق الشيعية، التي يحتلها حزب الله ويأخذ سكانها رهائن، ويجندهم للقتال بحروب إيران العبثية، في العديد من الدول. إيران تريد افقار لبنان واذلال ناسه وفي مقدمهم بيئة حزب الله، وذلك ليسهل عليها الإبقاء على احتلالها.
احتلال إيران حول لبنان إلى ساحة حربية إيرانية وإلى مخزن لأسلحتها، وإلى دولة فاشلة وعاجزة ومفككة، وهو ما فعلته في اليمن والعراق وسوريا، فحيث تحل يحل معها الخراب والإر هاب والفقر والعودة إلى القرون الحجرية.
زيارة عبداللهيان للبنان يوم أمس لم تكن مدرجة مسبقاً، وهي جاءت بسرعة، وذلك بعد ساعات قليلة على صدور بيان لجنة المتابعة والتشاور السياسي على المستوى الوزاري بين السعودية ومصر، وبالتالي هي رد فعل غبي ووقح وفاجر على البيان التشاوري السعودي-المصري.
في الخلاصة، لم تحمل زيارة عبد اللهيان إلى بيروت، ما يمكن أن يساعد على تجاوز الأزمات التي يمرُّ بها لبنان، بقدر ما أنها تؤكد على استمرار استخدام طهران لهذا البلد، كصندوق بريد لإرسال الرسائل إلى الأميركيين والمجتمع الدولي بشأن الملف النووي. وعليه فإن هذه الزيارة أعادت التأكيد على ربط لبنان بالمحور الإيراني، وذادت الأمور تعقيداً، مما سيجعل الاستحقاق الرئاسي أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
إن وجود الوزير الإيراني في بيروت، بالتزامن مع البيان السعودي – المصري المنتقد للدور الإيراني في الدول العربية، هو بمثابة رد فعل عدائي على هذا البيان، وتأكيد من الجانب الإيراني على الاستمرار في سياسة التدخل في الشؤون العربية ومن الباب الواسع».
يبقى أن لا حلول في لبنان، كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى بظل أحتلال حزب الله، ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=cCt9nRhHJdg&t=33s&ab_channel=EliasBejjani

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع الشيخ أحمد اللقيس  من موقع هنا لبنان: فحوى الاتصالات مع اللواء صليبا ليلة توقيف وليم نون

https://www.youtube.com/watch?v=-ZpwXQchHJ8&t=51s

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي  علي الأمين من موقع سبوت شوت: "باسيل تحت خطر الإغتيال وتحذّير من "الإنفجار الأكبر" ويؤكّد: لا رئيس!

https://www.youtube.com/watch?v=bsWcO3OpP7k&t=13s

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب سيزار ابي خليل مع وليد عبود من تلفزيون لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=vr17lZ99uK0&t=261s

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي داوود من موقع سبوت شوت: رمال يدق ناقوس الخطر: هذا ما يحضره المسلمون لمسيحيي لبنان.. وهذا ما سيفعله الحزب والسوريون!

https://www.youtube.com/watch?v=HPoXWjIFd9c&t=14s

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 18 كانون الثاني 2023

وطنية/18 كانون الثاني/2023

 النهار

عُلم أن دولة خليجية عممت على اللبنانيين الذين كانوا يعملون في شركة تابعة لمرجع حكومي لتقديم طلبات لقبض تعويضاتهم بعدما تمت تصفية هذه الشركة

يُنقل وفق مطلعين أن نقل سفيرة دولة كبرى الى موقعها الجديد الذي عينت فيه لن يكون قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعلى خلفية دقة الوضع في لبنان وخبرتها فيه

لوحظ أن رئيس حزب ونائبا سابقا بدأ يصطحب نجله وكريمته في معظم المناسبات الحزبية والسياسية والاجتماعية وقد بدأ نجله يتحضر للاستحقاقات المقبلة

اللواء

لاحظت جهات سياسية استنكاف دولة كبرى عن بذل أي جهد رئاسي، والاكتفاء بمجاملات متنوعة، قبل مغادرة سفيرتها بيروت نهائياً

لا يرغب مرجع مسؤول حتى في سماع اسم أحد الوزراء، في ضوء تصاعد حدة التباعد بين الرجلين

أبلغ قيادي رفيع في تيار معارض للحكومة مراجعيه أنه لا يرغب بإحداث أي بلبلة إضافية، قبل إنجاز الاستحقاق الرئاسي

 نداء الوطن

بينما يسود التساؤل حول طبيعة المخرج الذي ســيحاك لإبقاء مسؤول أمني بــارز في موقعه، لا يزال هذا المســؤول يأمل خيراً بعقد جلسة تشريعية تمدد ولايته.

يحــاول عــدد من النواب ومنظمات المجتمع المدنــي إحيــاء تجربــة »بــروت مدينتــي« في الانتخابات البلدية المقبلة لكن حجم التباعد بين هذه القوى يحول الى الآن دون تكرار التجربة.

إســتغرب مرجع ســياسي بــارز تضخيم التسريبــات عن لقاء كان مرتقباً بين مرشح رئاسي ّوسفير عربي ذي تأثير على الاستحقاق الدستوري

اسرار الجمهورية

اكدت شخصية في تكتل نيابي أن خياراتها الحقيقية في استحقاق أساسي تبحث في الكواليس وهي تختلف عن تلك المتداول بها

قال أحد المطلعين على طبيعة العلاقة بين تنظيمين بارزين إنهما أخذا يتبادلان إشارات الرغبة بالتباعد بينهما لاستشعارهما إمكانية تخلي أحدهما عن الآخر

إعتبر مصدر مطلع أن انتقاد قطب سياسي لآخر على موقف اتخذه من قضية حساسة يشير إلى بداية افتراقهما في الموقف حول استحقاق ماثل

البناء

كواليس

تتوقع مصادر أوروبية أن يعقب تكليف رئيس الأركان الروسي بقيادة الجبهة في أوكرانيا تغيير توصيف الوضع العسكري من عملية عسكرية خاصة الى عملية أمن قومي وردع استراتيجي تحدّد أهدافها بمنع حلف الناتو من التمدّد في الجوار الروسي وفرض حياد جيران روسيا من غير الحلفاء.

خفايا

قال مصدر وزاري إن اجتماع الحكومة سيشهد نقاشاً حول خطة تأمين الفيول وسوف يتفرّع البحث فيها إلى حجم المبالغ المطلوبة بين مقاربة رئيس الحكومة لسلفة 62 مليون دولار تكفي لشهر ونصف وطلب وزير الطاقة لـ 300 مليون دولار لستة شهور وفق الخطة وسترفع فور إنهائه.

الأنباء

*خطوات مؤجلة

خطوات كان من المتوقع أن تقدم عليها قوى سياسية في هذه الفترة يبدو أنها مؤجّلة.

*كلمة المرجعية

بات من المؤكد ان مرجعية مالية سيكون لها كلمتها الأساسية في الأيام المقبلة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 18/1/2023

وطنية/18 كانون الثاني/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

 فيما بقي الاشتباك السياسي بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والتيار الوطني الحر انعقدت ثاني جلسات مجلس الوزراء في ظل الشغور الرئاسي الذي سيتمدد الى ما بعد غد الخميس بحيث يعقد البرلمان غدا" جلسة تحمل الرقم 11 لانتخاب رئيس لجمهورية من دون ان تنجب رئيسا بل ستكون نتيجتها على شاكلة سابقاتها حتى وإن كان ثمة احتمال بأن يضع عدد من نواب التيار, غير الورقة البيضاء في الصندوق بسبب التباين القاسي مع حليفه حزب الله الذي أمن اليوم أيضا نصاب جلسة مجلس الوزراء "لأسباب أخلاقية وانسانية وقضية الكهرباء الملحة" بحسب تأكيد وتوضيح السيد حسن نصرالله.

مجلس الوزراء شارك فيه هذه المرة, وزيرالاقتصاد والتجارة أمين سلام ووزيرالسياحة وليد نصار فيما تغييب وزراء:الطاقة والعدل والدفاع والشؤون الاجتماعية والخارجية والمهجرين وقد أقر المجلس سلفة ال 62 مليون دولار وسلفة صيانة الكهرباء ب54 مليون دولار.

والذي حصل بعد إقرار البنود الكهربائية مباشرة" أن الرئيس ميقاتي عمد الى فض الجلسة حفاظا على الجو الحسن السائد, ولتأكيد عدم النية في أي كيدية أو ما شابه وبالتالي لم يعد هناك لدى حزب الله من حاجة الى الانسحاب لتطيير النصاب فالجلسة رفعت.

الرئيس ميقاتي أوضح مع انتهاء الجلسة أن الأهم في جدول العمل كان موضوع الكهرباء "وما ياخدونا لسجالات أخرى مضيفا: أنا رجل وطني وأتعامل مع كل شرائح الوطن سواسية وكل ما فيه خدمة الوطن.

في المقابل لفت بيان المطارنة الموارنة الذي رأى ان التمادي بالفراغ الرئاسي يولد أزمة دستورية على صعيد الحكومة المستقيلة معتبرا انه وفقا  للتوافق الجاري لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة ان يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد, من دون موافقة الوزراء.

في أي حال في ظل غياب أي بارقة محلية داخلية تدل على احتمال فتح ثغرة يتم عبرها الوصول الى انتخاب رئيس لجمهورية لبنان يبقى ترقب أي إشارة خارجية مساعدة.

ويبدو أن الانظار بدأت تتجه نحو اللقاء الرباعي": الفرنسي-الاميركي-السعودي-القطري المرتقب في باريس بشأن لبنان في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي ..عل نتائجه تؤثر إيجابيا"  في لبنان واستحقاقاته خصوصا" مع بروز حرص إيراني على تهدئة الأمور مع المملكة العربية السعودية واستعداد سعودي على حوار مفيد مع ايران إضافة الى ما لتجديد الهدنة في اليمن من دلالة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

حدد الرئيس نجيب ميقاتي آلية التواقيع واصدر المراسيم الثلاثة المتصلة بالبنود المتصلة بالكهرباء ورمى الكرة في ملعب وزير الطاقة فالآلية تقضي بأن يوقع رئيس الحكومة مع الوزراء المختصين على اي بند يتم اقراره في جلسات مجلس الوزراء.

وفي جلسة اليوم نجح المجلس في إنتاج البنود الكهربائية وانجاز بداية الحل من خلال الموافقة على سلفة 62 مليون دولار للشحنة الاولى مع الطلب من وزير الطاقة الإشتراط على الشركة الموردة عدم وجود غرامات تترتب على الخزينة اللبنانية بل على حساب المورد نفسه كما تم اقرار مبلغ 54 مليون دولار لموضوع الصيانة لانه من دون الصيانة لن تكون هناك إفادة من النفط الذي سيصل لتشغيل معملي الزهراني ودير عمار.

مجلس الوزراء الذي ابقى المواضيع الأخرى المطلوبة لحدود 300 مليون دولار معلقة بناء لقرار لجنة وزارية إكتفى ببنود الكهرباء من جدول الاعمال قبل ان يرفع الرئيس نجيب ميقاتي الجلسة رغم أن النصاب مكتمل و"حبتين مسك"

ميقاتي اكد بعد الجلسة كما خلالها أن مجلس الوزراء لا يجتمع من أجل المناكفات ولا لكي يزيد الشرخ في السياسة اللبنانية بل من اجل خدمة المواطن بكل ما للكلمة من معنى وقال: انا نجيب ميقاتي مسلم سني في منزلي ولكن عندما أكون في السراي أنا رجل وطني وأتعامل مع كل شرائح الوطن بشكل سوي لما فيه خدمة الوطن والناس التي نعرف معاناتها.

من ناحيته وردا على سؤال للNBN شدد وزير السياحة وليد نصار على ان قراره مستقل وهو ليس منتسبا للتيار الوطني الحر و عبر عن الاسباب التي دفعته للمشاركة في الجلسة

على اية حال فإن للنقاش الحكومي تتمة في جلسة تعقد الأسبوع المقبل او الذي يليه لدرس أمور حيوية تتعلق بالملفات الطارئة للناس وفق ما كشف ميقاتي

في الشأن الحكومي ايضا دعا مجلس المطارنة الموارنة للعودة إلى الإجتهاد الدستوري لتحديد الإطار القانوني لتصريف الأعمال العادية والمهمة وحالات الطوارئ منعا لخلافات البلاد بغنى عنها

عند الحدود الجنوبية منع الجيش اللبناني بأجساد جنوده جرافة إسرائيلية حاولت خرق الخط الأزرق قرب مستعمرة المطلة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

للمرة الثانية بعد الشغور الرئاسي ينعقد مجلس الوزراء. وللمرة الثانية بعد الشغور الرئاسي ينعقد مجلس الوزراء برعاية  حزب الله وحضوره وفي ظل معارضة  التيار الوطني الحر. الاكيد ان ما يحصل بين التيار والحزب لم يحصل مثله منذ العام 2006، تاريخ توقيع وثيقة التفاهم بين الطرفين. فحزب الله، على ما يبدو، لم يعد  يبالي بموقف حليفه، و هو ينحاز بوضوح الى خصمين لدودين له: الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي. فهل يمكن الاختلاف بين الطرفين ان يتحول خلافا، وللخلاف ان يتحول طلاقا نهائيا ؟

في انتظار الجواب، التيار تلقى صفعة ثانية من ميقاتي اليوم شارك فيها وزيران جديدان. الاول وزيرالسياحة  وليد نصار الذي انقلب باسلوب فاقع على من وزره. والثاني وزير الاقتصاد امين سلام الذي  فضل خيار ميقاتي على خيار التيار، في هذه الجلسة على الاقل

والواضح من كلام ميقاتي بعد انتهاء الجلسة ، انه سيواصل تحدي التيار وشريحة واسعة من اللبنانيين . فهو اعلن انه سيدعو الى جلسة ثالثة للحكومة قريبا وذلك للبحث في بنود اخرى .

هذا يعني ان ميقاتي ، المنصاع تماما لمشيئة حزب الله وحركة امل ، لن يستمع الى ما قاله المطارنة الموارنة في اجتماعهم الشهري اليوم ، حين دعوا الى تحديد الاطار القانوني لتصريف الاعمال منعا لخلافات البلاد بغنى عنها .

على اي حال ، رد التيار الوطني الحر لن يتأخر ، وسيتحقق غدا في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية . فالتيار لن ينتخب بأوراق بيض كفريق الممانعة ، وسيلجأ الى اسماء مختلفة وشعارات عدة ، هدفها واحد: خفض عدد الاوراق البيض لتوجيه رسالة مضادة الى حزب الله . فكيف ستنتهي حرب تبادل الرسائل المفخخة بين التيار وحزب الله؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

تمت الجلسة الحكومية وانتجت بضع ساعات كهربائية، فتكهربت الكثير من الخطوط السياسية بعناوين الشراكة والميثاقية والدستورية وغيرها، اما الصعقة السياسية فكانت بحضور وزيرين محسوبين على التيار الوطني الحر الجلسة، وهما امين سلام ووليد نصار، لكن وزير الطاقة وليد فياض الذي غاب عن الجلسة، ثبت حضوره عبر المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك..

اجتمعت الحكومة ولم تناقش غير الكهرباء، وعلى سجلاتها الملحة اساتذة وقمح وأزمة نفايات، تركت لما هو آت من الجلسات، كما قال رئيسها نجيب ميقاتي، مؤكدا أن لا نية لتحدي أحد او اثارة حفيظة أحد ، وانما لتسهيل امور الناس، ووضع الكهرباء على أول مسارات الحل ..

أكثر من ستين مليون دولار تم اقرارها لتأمين ساعتين كهربائيتين، فماذا عن مئات الملايين التي تعرضها ايران كهبة عبر الفيول، وتؤمن ما يقارب العشر ساعات يوميا؟ سؤال حمله الوزيران مصطفى بيرم ومحمد وسام المرتضى الى الجلسة، ولم يحصلا على جواب رسمي حول سبب رفض الهبة الايرانية – ولن يحصلا ..

السؤال والجواب كانا امس مع الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي ذهب الى اقصر الطرق، داعيا اصدقاء واشنطن في لبنان للاستحصال على استثناء لاخذ الهبة الكهربائية الايرانية اسوة ببعض حلفاء واشنطن في المنطقة، وعندها يكون الفيول الايراني في لبنان خلال ايام كما أكد “السيد عند الولي الفقيه”..

على ان التأكيد على المزيد من الملفات سيكون خلال اطلالة سماحته عند الثالثة من عصر غد الخميس باحتفال للمركز الاستشاري للدراسات والتوثيق.

في التوثيقات الرئاسية لا يزال المعنيون يركلون الفرص في ملاعب السياسة، ويرمون التهم على غيرهم، وعليه لن تكون جلسة الغد النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية غير سابقاتها..

في سباق حكومة بنيامين نتنياهو مع الفشل، تعثرت اليوم بقرار المحكمة العليا الصهيوني رفض توزير ارييه ادرعي في وزارة الداخلية، ما سيفتح الباب على نزالات جديدة..

اما الجديد الاوكراني، فكان باعلان كييف مقتل وزير داخليتها ونائبه بسقوط طائرة مروحية فوق العاصمة، وهو ما اصاب حكومة زالنسكي ومشغليها بضربة قاسية...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

“لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للإنعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحق له أن يصدر مراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملا بالمادة 62 من الدستور”.

على وقع هذا الموقف المدوي لمجلس المطارنة، أصر الرئيس نجيب ميقاتي وداعموه على عقد مجلس وزرائهم اليوم، مكرسين أنفسهم مجددا في موقع مناقض للميثاق والدستور، بشكل لا يقبل الشك ولا يحتاج إلى دليل.

فالإصرار على الدعوة الى جلسات حكومية متتالية، كما كرر ميقاتي التأكيد اليوم، يخرج القضية من سياقها السياسي، كترجمة لخلاف مع التيار الوطني الحر، ويضعها في اطار اعتداء موصوف على العيش المشترك، وعلى كرامة مكون وطني كامل، بمرجعياته الروحية والسياسية، وبغض النظر عن بعض المواقف المترددة، الصادرة إما عن أحزاب تاريخها حافل بالتنازلات، أو عن وزراء محترمين في أشخاصهم، لكن صفتهم التمثيلية غير قائمة على الإطلاق.

وكأن ما جرى اليوم لا يكفي، حتى تأتي الجلسة الرئاسية المسرحية الجديدة غدا لتمعن في غرز السكين في الجرح، حيث سيتأكد مجددا أن الفراغ الرئاسي طويل، وأن الموقع المسيحي الأول الوحيد في شريط الدول الممتد بين المحيطين الأطلسي والهادئ، سيبقى شاغرا إلى أمد غير منظور.

أما الحل، فيتطلب وفق اوساط سياسية تحقق شرطين:

شرط أول إقليمي ودولي، من خلال توفير توافق الحد الادنى القادر على تأمين مظلة التفاهم الداخلي المنشود.

والشرط الثاني محلي، من خلال تقارب مسيحي-مسيحي شامل، وليس فقط على نسق تفاهم معراب الذي تحل اليوم ذكراه السابعة، بات مطلوبا أكثر من أي يوم مضى، لمحاولة التفاهم على مرشح يكتسب صفة تمثيلية مسيحية اولا، ليبدأ العمل الجدي بعدها على توفير التوافق الوطني الضروري لإنجاز الاستحقاق، بعدما بات اكيدا أن لعبة الارقام لن تنتج رئيسا في ضوء عجز الجميع عن تأمين الأكثريتين المطلوبتين في مجلس النواب.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

قراءتان لجلسة حكومة تصريف الاعمال اليوم: الاولى سياسية والثانية تقنية مرتبطة بالكهرباء.

في السياسة, نجح فريق الرئيس نجيب ميقاتي مدعوما من حزب الله وامل في عقد الجلسة تحت مسمى مصالح الناس, ووضع اسسا للجلسات الحكومية التي ستتوالى من الان وصاعدا, علما ان العمل بدأ للدعوة لجلسة حكومية الاسبوع المقبل او الذي يليه.

التيار الوطني الحر, خسر معركة الميثاقية التي اطلقها, فحضور 7 وزراء مسيحيين الجلسة ومن بينهم وزير السياحة المحسوب عليه, نسف مبدأ معركته, وحتى ولو دعمته بكركي  التي اعلنت اليوم انه لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للإنعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحق له أن يصدر مراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء, فلا ترجمة عملية لموقفها.

وعليه , كيف سيرد النائب جبران باسيل , وهل يأتي الرد من خلال جلسة انتخاب الرئيس غدا؟

هذا في القراءة السياسية , اما في القراءة التقنية , فيمكن الحديث ولاول مرة عن وضع خطة الطوارئ للكهرباء على سكة التنفيذ علما ان ما جرى ليس بالخطوة التي كانت تنشدها وزارة الطاقة ومؤسسة كهرباء لبنان.

فالخطوة التي يتابع كل تفاصيلها البنك الدولي والجهات المانحة, اقرت اولى سلفات الخزينة التي تعتمدها لتأمين الفيول والصيانة اليوم, وشكلت لها لجنة يترأسها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتضم الى وزير الطاقة وليد فياض عددا من الوزراء المعنيين.

هذه اللجنة, واذا صدقت النيات, ستواكب تنفيذ خطة الطوارئ الكهربائية ,بعيدا عن التجاذبات السياسية وبشرطين اساسيين:

ان يؤمن المصرف المركزي تمويلها على سعر صيرفة, وهذا ما اكده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منذ ايام في لقاء ضمه الى وزيري المال والطاقة حسب معلومات للLBCI.

وان تفوض الحكومة مخابرات الجيش اللبناني, مواكبة نزع التعديات في عدد من المناطق حددت بموجب خريطة, على ان تفوض كذلك القوى السيارة في قوى الامن الداخلي نزع التعديات في المناطق الاخرى وان تواكبها وزارة العدل في القضايا التي سترفع ضد المخالفين.

قرار الحكومة اليوم, تزامن واجتماع للمجلس المركزي في مصرف لبنان تقرر في خلاله ابقاء جلسات المجلس مفتوحة على مدى اسبوعين, مواكبة لاطلاق سلسلة تعاميم هدفها ضبط الكتلة النقدية في الاسواق, وتخفيض سعر صرف الدولار مقابل الليرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

حل للكهرباء على "النواصة" السياسية.. لكن الرئيس نجيب ميقاتي تمكن من خلال هذا الحل من نزع "الفولت" الوزاري العالي، واللجوء إلى التقنين القاسي في إقرار ما هو ضروري من جدول الأعمال، وعدم إحراج الوزراء لإخراجهم من الجلسة فقد انعقد مجلس الوزراء على "الخمسة أمبير" من اشتراك الجدول..

ولكنه توسع في الحضور الوزاري ف"ضوى" وليد نصار عتمة تركها وليد فياض.. ونبت القمح السياسي على الطاولة بحضور وزير الاقتصاد أمين سلام.. وعلقت مؤسسة كهرباء لبنان على المعمل الحراري للجلسة، فحضر رئيسها كمال حايك مساندا ومحملا بخرائط لجغرافيا لبنان الكهربائية وبغياب وزير الطاقة استند مجلس الوزراء إلى ملائكة فياض الحاضرة في تواقيع سابقة..

واعتمد فتوى قانونية دستورية شرعت فتح اعتماد سلفتي الخزينة في بند الكهرباء من خلال طلبات الاعتماد المرسلة من الوزير إلى الأمانة العامة للمجلس، والتي عدت موافقة ضمنية وبناء عليه تم فتح اعتمادات نصفية،

وأحيلت السلف الأخرى إلى لجنة وزارية ومهمة هذه اللجنة أن تعطي بمقدار الوعد بتسديد ما أخذ والبالغة قيمته ثلاثمئة مليون دولار لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الطوارئ...

وفي اتصال هاتفي مع الجديد قال فياض إن ملف الكهرباء لم يعد رهينة التجاذبات السياسية، ولا يحتاج إلى عقد جلسة أخرى في مجلس الوزراء داعيا إلى عقد اجتماع اللجنة فورا الخميس تفاديا للغرامات الإضافية لصالح شركة فيتول بحرين في الباخرتين المتعلقتين بتشغيل معملي الذوق والجية.

وهذه الدعوة استدعت تعليقا من أوساط حكومية على وزير الطاقة، فقالت: كان حريا بالوزير أن يحضر جلسة مجلس الوزراء ويناقش في كل الامور، بدل متابعتها كسائر اللبنانيين عبر الإعلام.

وأوضحت أن رئيس الحكومة سيدعو اللجنة الوزارية الخاصة بملف الكهرباء عندما يرى ذلك مناسبا.. على أن هذا الجدل لن يلغ العجلة الحكومية التي انطلقت، وهي تعد بمزيد من الجلسات.. وليس على قاعدة استفزاز أي طائفة.. لأن الكهرباء والدواء والقمح والاتصالات وشؤون التعليم هي مطالب لكل اللبنانيين ولا تعني مذهبا بعينه...

ولكن المسار الحكومي تعرض اليوم لصعقة كنسية من رتبة المطارنة الموارنة، والذين استندوا إلى الاجتهاد والفقه القانوني والنقاش الأكاديمي.. ليؤكدوا أنه لا يحق لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس إلى الانعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحق له أن يصدر مراسيم ويوقعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملا بالمادة الثانية والستين من الدستور..

ومن الواجب العودة إلى الاجتهاد الدستوري من أجل تحديد الإطار القانوني "لتصريف الأعمال العادية" و"الأعمال المهمة" و"حالات الطوارئ"، منعا لخلافات، البلاد في غنى عنها...

وهذا النداء الشهري نزل صاعقا على ميقاتي الذي كان قد أكد قبيل جلسة المطارنة أنه "سني" في منزله، ولبناني في السرايا وعلم أن رئيس الحكومة سيعالج هذا الحذر الكنسي عبر الرسل أما في ملف الرسل الأوروبية العاملة على خطوط مساءلة قضائية..

فقد أضيف اليها اليوم وفد ضم قاضيين فرنسيين لا شأن لهما بالتحقيقات المالية وتتمحور مهمتهما حول الاستفسار عن ملف مرفأ بيروت ومسار التحقيقات وتواريخ صدور القرار الظني، وإمكان تزويد الجانب الفرنسي بمعطيات فنية لا علاقة لها بسرية التحقيقات.

واجتمع القاضيان الفرنسيان مع المحقق العدلي طارق البيطار الذي أبقى على سرية التحقيق وإصراره على استكمال الملف حتى خواتيمه فهو غير مستعد للتراجع، على أمل أن يعاود العمل على ملفه وبت ملفات الموقوفين وحقوق الأهالي والضحايا...

وعلمت الجديد أن البيطار تعمد التأكيد على اصراره هذا، بعدما تلقى اتصالا خلال الاجتماع من المباشر يبلغه فيه طلب نقل في إحدى الدعاوى القديمة، وأن التبليغ صادر عن القاضي إيلي الحلو أما المفارقة فكانت في التوقيت والمكان.. إذ إن المباشر كان ينوي إبلاغه في منزله بشكل مخالف للأصول.. وهذا ما استفز القاضي البيطار.

 

إيران تستعين بـ”الحزب” لقمع الإحتجاجات

 قناة العربية.نت/18 كانون الثاني/2023

تدخل حزب الله و”فاطميون” رسمياً في معركة طهران للقضاء على الاحتجاجات، وأول دفعات المقاتلين وصلت طهران فيما تصل في الساعات المقبلة دفعات أخرى. وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان، على معلومات تؤكد أن عناصر من الميليشيات الموالية لإيران من “آل ضويحي” السوريين غادرت الأراضي السورية باتجاه العاصمة الإيرانية طهران، في دورة عقائدية على منهج “الولي الفقيه”، ولتدريبها على الأسلحة المتطورة كالمسيَّرات وغيرها. وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سبب نقلهم لهناك يهدف لقمع المظاهرات في طهران بمساندة “الحرس الثوري” الإيراني، وسيكون هناك دفعة جديدة خلال اليومين القادمين ستغادر الأراضي السورية باتجاه طهران للخضوع للتدريبات الممنهجة عقائدياً وفكرياً. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، بتاريخ 2 كانون الثاني الجاري، إلى أن ميليشيا “فاطميون” الأفغانية أرسلت 26 عنصراً محلياً إلى إيران، لإخضاعهم لدورات استخباراتية، حيث أنهى 70 منتسباً لميليشيا “فاطميون” دورة تدريبية على السلاح الخفيف والمتوسط واستخدام الطيران المسيّر. وكان تقرير سابق لـ “إيران إنترناشيونال” بالإضافة إلى المرصد السوري ، قد قال إن “حزب الله نشر قواته في طهران وزاهدان لمساعدة ميليشيا الباسيج في قمع المحتجين.

 

استنفار لبناني – إسرائيلي على الحدود!

 الوكالة الوطنية للإعلام/18 كانون الثاني/2023

استنفر الجيشان اللبناني والإسرائيلي على خلفية قيام إحدى الجرافات الإسرائيلية بخرق الخط الأزرق، حيث مدت الآلية باتجاه الأراضي اللبنانية عند حدود مستعمرة “المطلة ” وتقوم بتنظيف الطريق العسكرية قرب السياج التقني من الجانب.

‏وشارك في الاستنفار دباباتا ميركافا في موقع المطلة العسكري. كما حضرت قوات الـ”يونيفيل “وتجري اتصالات مكثفة بين الطرفين.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

مخطط ممنهج لتفريغ مناصب المسيحيين في ظل الشغور..بكركي تحذر وعين المجتمع الدولي على دينامية الشارع

المركزية/جوانا فرحات/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023

 نعم ثمة عملية قضم ممنهجة للمناصب ومواقع الفئة الأولى المسيحية ولا سيما منها المارونية. هذا الكلام ليس من باب الطائفية على العكس ، فهو بواقعيته يضرب أصول العيش المشترك المنصوص عنه في اتفاق الطائف. وهذا ما عبّر عنه البطريرك مار بشارة الراعي في عظته نهار الأحد المنصرم خلال القداس الذي شارك فيه أهالي ضحايا المرفأ وقال بالمباشر:" إن إطالة الشغور الرئاسي سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الوطنية الدستورية والقضائية والمالية والعسكرية والدستورية. ونحذِّر منذ الآن من مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية المسيحية". فهل بتنا على قاب قوسين من هذا المخطط؟.

"ليست عملية قضم المناصب المسيحية عموماً والمارونية خصوصا بجديدة .فهي بدأت منذ توقيع اتفاق الطائف ومستمرة حتى اليوم". بهذه العبارات يبدأ رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي قراءته حول هواجس الراعي الذي كان زاره بعد حادثة رميش. ويقول:" بحجة الشغور في مناصب المدراء العامين ومراكز الفئة الأولى المدنية منها والعسكرية يتم تعيين رئيس بالتكليف من غير الطائفة المسيحية ليتحول لاحقا إلى أصيل، أو يتولى نائبه أو مساعده المهام بالإنابة. ومعلوم أنه في حال كان المدير العام من الطائفة المسيحية يكون نائبه أو مساعده من الطائفة الإسلامية، مما يؤكد وجود عملية ممنهجة لتفريغ هذه المراكز المخصصة للطائفة المسيحية. ومما يزيد من خطورة الوضع الشغور الرئاسي الذي يساهم في تفريغ ما تبقى من مراكز الفئة الأولى من رؤسائها الأصيلين من الطائفة المسيحية".

إذا في اللحظة الحاسمة والمؤاتية جاء كلام الراعي الذي عبر فيه عن مخاوفه من تضاعف خطر تفريغ مناصب الفئة الأولى من مدرائها المسيحيين في ظل الشغور الرئاسي معطوفا عليه كلامه المباشر عن عجز مجلس النواب انتخاب رئيس جمهورية حيث قال"لقد استنفدتم جميع الوسائل والمواقف والمناورات وتباريتم في السجالات والتحديات ولم تتوصلوا إلى انتخاب رئيس وفاق ولا أي رئيس. وهذا يعني أنكم ما زلتم في منطق التحدي".

إنطلاقا من ذلك، يشدد نيسي على "ضرورة عقد مؤتمر دولي من أجل لبنان لتنفيذ القرارات الدولية الذي يطالب به الراعي " ويذكّر بخارطة الطريق التي وضعها غبطته في مذكرة الحياد كما في المؤتمر الذي عقدته لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان في 23 نيسان 2022 في بيت عنيا "حيث أكدنا على ضرورة السير بهذه الخارطة لتفادي الشغور وأهمية انعقاد مؤتمر دولي لأجل لبنان تعمل فيه الدول التي ستجلس إلى طاولة واحدة برعاية الأمم المتحدة وليس قادة الأحزاب والزعماء اللبنانيين، على تنفيذ القرارات الدولية بدءا من القرار 1559 وصولا إلى 2650 الذي تضمن 8 بنود متمايزة عن السلف على توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل والسماح لها القيام بنشاطات متمايزة".

توصيف نصرالله للقرار 2650 ب"الوصاية الدولية الجديدة" لن يغرِّد وحيداً في ساحة المواقف والتعليقات والردود على مطلب الراعي بعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان. علما أن  "وضع لبنان تنطبق عليه شروط الدولة الفاشلة بحسب القانون الدولي" يقول نيسي" وهذا يستوجب حكما عقد مؤتمر دولي وقد رأينا في المدة الأخيرة حراك منسقة الأمين العام للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا باتجاه بكركي لاستيضاحه حول مسار وهامش مواقفه وإلى أين قد يذهب بها؟" ويضيف"نحن جزء لا يتجزأ من الشرعية الدولية وعندما نطالب بعقد مؤتمر دولي فنحن لا نستجلب وصاية دولية إنما نقول للأمم المتحدة نحن بحاجة لمساعدتنا على تطبيق القرارات الدولية التي وافقت عليها الدولة اللبنانية لكنها عاجزة عن تنفيذها"!.

إنطلاقا من ذلك، يؤكد نيسي أن المجتمع الدولي مهتم بلبنان على عكس ما يقال إلا أنه لا يتحرك إلا بغطاء من شرعيتين: دستورية وشعبية. فإذا ما لمس جمودا في الشرعية الأولى من قبل الرئاسات الثلاث ينتقل إلى الشرعية الشعبية وقد سمعنا الراعي يقول "لا شعب لبنان ولا نحن نحتمل تحديا إضافيا على صعيد الرئاسة وغيرها. فحذار لأن جو المجتمع تغيّر .النفوس تغلي وهي على أهبة الإنتفاضة. لم يصل أي شعب في العالم إلى هذا المستوى من الإنهيار من دون أن ينتفض ويثور أكان في دولة ديمقراطية أو ديكتاتورية".

في 27 شباط 2021 كانت الإنتفاضة الشعبية باتجاه بكركي حيث سمعت الحشود التي أمت الصرح البطريركي بيان الراعي الذي تضمن صرخة وطنية من 17 لا...وألف لا... "واليوم نتوقع أن تخلق الشرعية الشعبية الجديدة الدينامية التي عجزت عنها شرعية ثورة17 تشرين ".

 ويختم نيسي بالتأكيد أن "لبنان بلد منهوب مش مأفلس والأهم أنه غير متروك لمصيره بدليل كم المساعدات التي تدخل ولولاها لكنا بحالة أكثر من مزرية.من هنا يجب الأخذ بهواجس الراعي ورفع الصوت معه لعقد مؤتمر دولي من أجل لبنان وتنفيذ القرارات الدولية والسير بخارطة طريق الحياد التي وضعها. ومن هونيك ورايح نحنا مسؤولين عن إعمار لبنان".

 

"الوطني الحر" يتبرّأ من نصّار!

ليبانون ديبايت/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023       

يؤكد عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب جورج عطاالله أن "التيار الوطني الحر" لم يغطّ مشاركة وزير السياحة وليد نصار في جلسة مجلس الوزراء، بل تفاجأ التيار بمشاركته ولم يكن على علم بمشاركته فيها، وهو لم يتواصل مع التيار بهذا الشأن".

وعن مشاركة الوزير جورج بوشكيان في الجلسة السابقة ومشاركة نصار في هذه الجلسة هل يعني أن التيار لم يعد يمون على وزراء سماهم هو للوزارة؟ يوضح أنهم ليسوا وزراء التيار بل إن رئيس الجمهورية السابق ميشال عون هو من قام بتسميتهم. ويضيف، "لو كانوا وزراء التيار لكنا "حكينا غير حكي"، وللتوضيح فإن الوزير نصار جرى التفاهم عليه بين الرئيس عون والرئيس نجيب ميقاتي، لذلك لا نمون عليه". ولماذا اذاً قاطع الجلسة الماضية؟ يجيب عطالله، "في المرة الماضية كان مقتنعاً أن الجلسة تضرب الميثاق والعيش المشترك، ولا نعلم ما حصل معه اليوم ليعود ويشارك في هذه الجلسة".

 

بعد كلام نصرالله... كيف ردّ "التيار"؟!

 ليبانون ديبايت/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023      

ردّ مصدر في التيار الوطني الحر, على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله, بالقول: أن "كلام نصرالله لا يمكن وضعه في خانة الحرص على العلاقة بين الحزب والتيار ، لأن الحرص يعني المحافظة على الميثاق والعيش المشترك وليس ضربهما من خلال مشاركة وزراء الحزب في الجلسة". ولفت المصدر, إلى أن "هذا الموضوع يحتاج الى مقوّمات وعلاج جدّي, أي أن يكون هناك جدية في مقاربة الأمور للوصول إلى تفاهم حول كافة المشاكل". وأشار إلى أن "كلام السيد قاله في إطلالة سابقة, ومن ثم شارك وزراء الحزب في الجسلة الجديدة, لذلك يجب الذهاب الى مبادرة جدّية للتفاهم على قاسم مشترك وإلا فإن كل كلام لن يكون حرصاً على العلاقة بل الممارسة هي من يؤكد الحرص". وكان نصرالله قال في خطابه مساء أمس الثلاثاء: "لو لم نشارك يومها في الجلسة لكانت كل الجوقة الإعلامية والجيوش الالكترونية ستعمل لاسابيع على أن حزب الله عطل أدوية السرطان، لن يقولوا "التيار الوطني الحر" أو أي أحد وستتوجه كل الحملة على حزب الله".

 

النائب "الجهبذ" يرد على نصرالله!

 ليبانون ديبايت/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023      

وصف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في خطابه أمس الثلاثاء، نائبا لبنانيا بالـ "جهبذ" على خلفية تصريح للأخير قال فيه إن "إيران عاجزة إلى حدّ إذا انكسرت مرآة سيارة لا تستطيع استبدالها"، والذي ينطبق مع ما قاله عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب نزيه متى، من أشهر عدة في تصريح إذاعي. وفي اتصال مع متى قال لـ "ليبانون ديبايت": "إذا كان السيد نصرالله يتابع كل ما نقوله في القوات فهذا أمر جيد، فيجب أن يصله وجع الناس وكيف هي نظرتنا إلى هذا البلد". وأضاف، "من الجيد أيضاً أن نصرالله يتابع الشاردة والواردة إلى درجة معرفته بالتصريح الذي قلته من 5 أشهر تقريباً". وتابع متى، "أتمنى لو يصل إلى حزب الله وجع الناس الحقيقي ويسرعون في إنتخاب رئيس للجمهورية ويتوقفون عن التأثير على النواب الذين يصوتون بالأوراق البيضاء فلا أمل إلا بذلك". وأكمل، "إيران مثلنا، ليس لأن طهران عاجزة عن تصنيع مرآة سيارة كما فسّروها، ولكن الفكرة أن الوضع الإقتصادي متردي هناك". وتساءل متى قائلاً، "من هو الجهبذ؟ هل هو من وصّف واقع يتكلم عن وضع الشعب في إيران وسنصبح مثله فيما بعد إذا بقي الوضع الإقتصادي على هذا الحال في لبنان؟ من الجهبذ أكثر؟ هل هو من تكلم عن معاناة شعب؟ أو من ذهب وحارب في سوريا واليمن وأدخل لبنان بصراعات إقليمية لا تنتهي؟".

وأردف، "الجهبد هو من مول الحرب في سوريا من ودائع الناس في لبنان عبر التهريب عبر الحدود". وختم متى بالقول، "أدعو السيد حسن نصرالله من موقعي كنائب إلى إنتخاب رئيس للجمهورية لأن خلاص لبنان لا يبدأ إلا من هنا".

 

"أرنب محلّي" لكفّ يد القضاء الأوروبي عن سلامة

نصر الله يحجّم باسيل "ميثاقياً" وميقاتي يسعى إلى "نصاب طابش"!

نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

عشية انعقاد مجلس الوزراء برعاية "حزب الله" غصباً عن إرادة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وبخلاف نزعته التعطيلية لحكومة تصريف الأعمال، وضع الأمين العام لـ"الحزب" السيد حسن نصرالله حداً علنياً فاصلاً لمسار النقاش حول دستورية اجتماع الحكومة من عدمها، مؤكداً قناعته "الدستورية والفقهية" بأحقية اجتماعها لاتخاذ القرارات اللازمة إزاء القضايا الضرورية والمُلحّة، لكنه وبموازاة الإشارة إلى "التمنّي" على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حصر جدول الأعمال بموضوع الكهرباء "تجنباً لمزيد من التوتر السياسي"، لم يتوان نصرالله عن تحجيم باسيل على المستوى الميثاقي، باعتبار مقاطعته الجلسة لا تطرح أي إشكالية ميثاقية في انعقاد الجلسة "طالما أنّ هناك وزراء مسيحيين يشاركون فيها وقوى سياسية مسيحية توافق على اجتماع حكومة تصريف الأعمال لبتّ الملفات الضرورية".

وفي المعلومات المتصلة بسيناريو جلسة اليوم، نقلت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية أنّه جرى التوافق على تأمين وزيري "حزب الله" نصاب انعقادها وحصر مشاركتهما بإقرار بندي الكهرباء على أن يغادرا بعدها في حال قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال الاستمرار بمناقشة سائر بنود جدول الأعمال، كاشفةً في الوقت عينه لـ"نداء الوطن" أنّ ميقاتي يسعى من خلال اتصالاته مع عدد من الوزراء إلى تأمين "نصاب طابش" يتيح له استكمال الجلسة بعد انسحاب وزيري "حزب الله"، وفي حال أخفق في مسعاه هذا فإنه سيعمد إلى رفع الجلسة بمجرد إقرار سلفة الكهرباء لعدم تسجيل "نقطة" تطيير النصاب عليه.

وفي هذا الإطار، لفتت المصادر إلى أنّ وزير الاقتصاد أمين سلام أكد حضوره جلسة اليوم، بينما بقيت مشاركة وزير السياحة وليد نصّار في حالة "أخذ وردّ" ولم تحسم حتى مساء الأمس، وإذا قرر الحضور بالاستناد إلى المبادرة التي عمل عليها للتوفيق بين ميقاتي وباسيل، فإنّ النصاب يكون عندها قد تجاوز نصاب النصف زائداً واحداً ما سيمكّن من استكمال الجلسة بعد مغادرة وزيري "حزب الله".

غير أنّ المصادر أضاءت في المقابل على "إشكالية تقنية" قد تنسف حتى إقرار بندي الكهرباء في الجلسة، وهي تتمثل برفض باسيل حضور وزير الطاقة وليد فياض ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك أو أي من أعضاء المؤسسة، ما سيعرقل تقديم الشروح والضمانات اللازمة لإقرار أموال سلفة الخزينة لشراء الفيول، فضلاً عن تعمّد فياض إعادة إرسال صيغتي المرسومين ذات الصلة بالصيغة نفسها التي سبق أن أرسلها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ورفضها ميقاتي.

وإذ تنكب الجهود على تذليل "العقبات المصطنعة" أمام إقرار سلف الكهرباء على طاولة مجلس الوزراء لفرض تمريرها بمراسيم جوّالة، ترى المصادر أنّ "باسيل خسر عملياً في لعبة شدّ الحبال الحكومية ولن يكون بمقدوره أكثر من الاستمرار في أجندة التهويل الكلامي لمحاولة إعادة التوازن إعلامياً لعملية ربط النزاع مع رئيس الحكومة، خصوصاً بعدما اصطف "حزب الله"صراحةً إلى جانب أحقية ودستورية انعقاد حكومة تصريف الأعمال". وبهذا المعنى التهويلي، كرر رئيس "التيار الوطني" أمس التلويح بأنّ "الإمعان بالكذب في خرق الدستور والميثاق وإسقاط الشراكة، سوف يعمّق الشرخ الوطني ويأخذنا إلى أبعد بكثير من ضرب التوازنات والتفاهمات" في إشارة متجددة إلى تفاهم مار مخايل، بينما تولى عبر تكتل "لبنان القوي" التصويب على حكومة ميقاتي مستنسخاً في وصفها عبارة "الحكومة البتراء" التي استخدمها "الثنائي الشيعي" إبان مقاطعة جلسات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، ليحمّل بشكل مباشر وغير مباشر "الثنائي" مسؤولية "المشاركة في ضرب الميثاق ومخالفة الدستور" من خلال مشاركة وزرائه في جلسات حكومة تصريف الأعمال.

في الغضون، تواصلت أمس التحقيقات الأوروبية مع عدد من الشهود في قضية شبهة تبييض أموال، متصلة بتحويلات بين لبنان وعدد من الدول الأوروبية من حسابات مصرفية تعود لرجا سلامة وشقيقه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وآخرين. وتتركز الأسئلة الموجهة الى المصرفيين المدعوين الى التحقيق حول معرفتهم بشركة "فوري"، التي استخدمت بحسب التحقيقات الفرنسية كوسيلة لتحويل أموال يشتبه بأنها اختلاسات.

وفي موازة ذلك بدأ التفكير جدياً، على مستوى بعض أهل السلطة من الطبقة التي تحمي سلامة وترعاه، باعتماد مخارج معينة هي أشبه بـ"أرنب محلّي" من أرانب المنظومة المعهودة كي لا تفلت القضية من عقالها. ومن بين السيناريوات المطروحة في هذا السبيل، إعادة اطلاق أيدي القضاة اللبنانيين في الادعاء على سلامة وآخرين، في مسعى لإعادة قلب المعادلة، بحيث يبقى للبنان الحق الأول في المقاضاة، ويتنحى القضاء في عدد من الدول الأوروبية عن بعض الملاحقات، على قاعدة أن المتهم لا يحاكم بالجرم الواحد مرتين لدى جهتين مختلفتين. بيد أن مصادر قانونية قللت من "دهاء" هذا الطرح، لأن القضاء الأوروبي سيتابع ملفاته حتى النهاية، وسيضع القضاء اللبناني نفسه تحت المجهر الدولي أكثر من ذي قبل.

أما السيناريو الثاني المطروح، فيتمحور حول إبقاء الأمر على ما هو عليه، بانتظار ما ستؤول اليه التحقيقات الاوروبية، مع مماطلة من هنا وتمييع من هناك لشراء المزيد من الوقت، بانتظار نهاية ولاية سلامة في حاكمية مصرف لبنان، وعندئذ يبقى سلامة في لبنان حاله كحال مطلوبين لبنانيين آخرين للعدالة في الخارج. وفي السيناريو الثالث المستبعد، السماح بتسليم المتهمين المحتملين إلى الدول التي تطلبهم، لأن محاكمات من هذا النوع الحساس والخطر في الخارج لا يمكن التنبؤ بنتائجها، إذ قد تطال أشخاصاً من العيار السياسي الثقيل. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تحقق سلطات إمارة ليختنشتاين في دعوى ضد سلامة وعلاقة مالية بينه وبين شقيق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وتحديداً عن تحويلات مالية بين شركتيهما حصلت في العام 2016، وهناك قضية اخرى في موناكو تخص آل ميقاتي، علما بأن رئيس الحكومة سبق وأوضح أن الملف أقفل بعد الرد على استفسارات.

وبينما سيأتي لاحقاً دور تعقب المصارف المدعوة للتحقيق الأوروبي حالياً، بالإضافة الى أخرى، لناحية وجود ملكيات تعود لسياسيين بشكل مباشر أو غير مباشر فيها، من المتوقع على صعيد آخر أن يصوّت البرلمان البلجيكي اليوم على قرار اقترحه عدد من النواب هناك يخصّ لبنان، ويدعو إلى فرض عقوبات "محددة الهدف" تطبيقاً لقرار الإتحاد الأوروبي على أولئك الذين تتم مقاضاتهم في تهم بقضايا فساد و/أو إعاقة عمل العدالة.

 

تقارب أميركيّ – روسيّ لأجل لبنان؟!

سمر الخوري/وكالة الانباء المركزية/18 كانون الثاني/2023

يبدو أنّ التشظيّ الداخليّ الآخذ في التوسّع استدعى استنفارا دوليا على عجل للاسراع في بلورة الاستحقاقات وعلى رأسها انتخاب رئيس للبلاد. وفي حين تتحضر باريس لعقد مؤتمر رباعي تضاربت المعلومات حول موعده بين من يؤكد عقده يوم الاثنين المقبل عبر تقنية زوم للبحث في الاستحقاق الرئاسي ومن يقول ان الموعد لم يحدد بعد، لا توحي الأجواء الخارجية بأيّ تقارب ممكن خصوصا في ظلّ الاختلاف والخلاف القائم على الحرب في أوكرانيا وخصوصا بين الولايات المتحدة وروسيا وانعكاس ذلك على مختلف الساحات الدولية.

ولكن، هل يمكن لهذين الطرفين أن يلتقيا في سبيل إيجاد حلول للأزمة اللّبنانيّة، وماذا عن انعقاد مجموعة الدعم الدولية لمساعدة لبنان؟

التواصل لأجل لبنان!

يعتبر السفير رياض طبّارة أنّ رأس الحربة المفوض لبلورة الاستحقاقات في لبنان هي فرنسا، لافتا الى ان اولوية العلاقات الروسية – الأميركية اليوم الحرب الدائرة في أوكرانيا. ويستطرد في شرحه ليؤكد عبر “المركزية” أنّ نفوذ روسيا في لبنان محدود، وهي لا تملك موطئ قدم في بلاد الأرز. لذلك، يستبعد وجود أيّ منفعة أميركية لاقحام الروس في الملف اللّبنانيّ. وعن التواصل الروسيّ – الأميركيّ الدائم بين قيادات الجيشين، يوضح طبارة أن هدفه ضبط اللّعبة الدولية ومنع انفلات الأمور، لأن ليس من مصلحة الجانبين التصعيد الى حدّ استخدام السّلاح النووي. ورغم الخلاف والإختلاف، يعول اللّبناني على التقاء القطبين على مصلحة لبنان في أيّ اجتماع قد يُعقد لمجموعة الدعم الدولية لأجل لبنان التي انعقدت عشية الذكرى الأولى لإنفجار المرفأ. حينها أبدت المجموعة قلقها الشديد للتدهور الاقتصادي المتسارع الذي تسبب في ضرر بالغ لجميع شرائح المجتمع اللبناني ومؤسساته وخدماته، كما دعت السلطات اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية واتخاذ جميع الخطوات الممكنة على وجه السرعة لتحسين الظروف المعيشية للشعب اللبناني. هذا الواقع الذي تناولته المجموعة بات أكثر سوءا، لا بل الأسوأ في تاريخ لبنان الحديث، فهل يستدعي الأمر أيّ اجتماع في المرحلة الراهنة؟ السفير انطوان شديد يؤكد لـ “المركزية” أن لا معلومات مؤكدة في هذا الاطار، رغم أنّ كل شيء ممكن في السياسة، وقد تجتمع برأيه المجموعة وتقرّ عددا من المساعدات لأجل لبنان، فلا شيء يمنعها من أن تأخذ مواقف تطلب فيها من السلطات اللّبنانية البدء بالاصلاحات ليُقلع قطار المساعدات. ورغم أنّ العلاقات الأميركية – الروسية بأدنى مستوياتها من حيث التواصل الا أنّها قد توحد الموقف بين البلدين ضمن مجموعة العمل للبنان والمبادرة الى اتخاذ خطوات مشجعة للبنان ولكن هذا لا يعني أنّ هناك تعاونا أميركيا – روسيّا لأجلنا.

 

داوود رمال يدق ناقوس الخطر: هذا ما يحضره المسلمون لمسيحيي لبنان.. وهذا ما سيفعله الحزب والسوريون!

"سبوت شوت"/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023

أكّد الصحافي داوود رمّال أن "خطاب السيد نصرالله الأخير شهد تطورًا جذريًا عندما تكلم بصيغة "نحن المسلمون" وهذه النقلة في الخطاب تدل على ان الأمور ما بقى ماشية مع التيار". وقال رمّال عبر "سوت شوت": "مسألة العلاقة بين التيار والحزب في النزع الأخير وهذا يتعلق بالمسار الذي رافق عهد الرئيس ميشال عون لمدة ست سنوات وبدأت بالبروز منذ الأشهر الأولى للعهد العوني عندما اكتشف العهد أن حليفه تخلى عنه". وأضاف، "اللوم الأساسي عند الرئيس عون على حزب الله أنه لم يلتزم بالبند رقم 4 في تفاهم مار مخايل المتعلق ببناء الدولة". وعن ما قاله نصرالله أن المشاركة بالجلسة مسؤولية أخلاقية سأل رمّال: "لماذا لم يشاركوا عام 2006 بمسؤوليتهم الأخلاقية في حكومة فؤاد السنيورة واتهمت بأنها بتراء وغير ميثاقية؟". وعن الفديرالية لفت إلى أن، "المنطق السائد عند المكونات الإسلامية يقول انه حتى طرح الفيدرالية لن يجدي نفعًا عند المسيحيين لأنو ما بقى عندن شي وين المناطق الخاصة بهم؟ فجميعها باتت مخترقة". وأكمل رمّال، "هنالك أوساط مسلمة في البلد باتت تتكلم بمنطق أنه على المسيحيين يروقو على وضعن وينتبهو لمسألة العدد فهو لم يعد لصالحهم". وأشار إلى أنه "يجري تخويف المسيحيين من دمج النازحين في لبنان وهذا الأمر بدأ تطبيقه وأدعو الثنائي الشيعي الى الحذر". ورأى رمّال أنه "يجب أن ننتهي من اللهجة التي تحدث بها السيد يوم أمس حين تحدث عن مسألة السادة والعبيد ويجب عليه إحترام تحالفات الآخرين فمن قال أن حلفاء السعودية هم عبيد؟". وأكّد أن "الأولوية لدى حزب الله هي للتحالف الشيعي الشيعي ومن ثم التحالف الشيعي السني وبعدها تأتي مسألة التحالف الإسلامي المسيحي". وزاد، "التيار الوطني الحر هو المظلوم وحزب الله هو الظالم والمكون المسيحي هو المستهدف والمنتهك دوره". ورأى رمّال أنه "لن يسمح لأيٍ كان بالإقتراب من رياض سلامة وإلا سيتم تفجير البلد وأنا مسؤول عن كلامي".

 

إلى أين يتّجه باسيل إذا ترك الحزب؟

"ليبانون ديبايت"/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023

لا تبدو إمكانية رأب الصدع الذي يلاحق علاقة "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" في ضوء الجلسة الثانية لحكومة تصريف الأعمال، مُتاحة في المرحلة الراهنة، حيث أن الطرفين سبق وأقرّا بوجود شرخٍ في هذه العلاقة، وذلك بعدما تحول التفاهم بينهما إلى عنوان مؤجّل، ما يستدعي إعادة ترتيب هذا التفاهم، بفعل تأمين "الثنائي الشيعي" المظلّة السياسية لاجتماع الحكومة الإستثنائي. ولذا، فإن رفع السقف من قبل "التيار الوطني" في مواجهة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، في الساعات الماضية، قد وضعه في مكانٍ منفرد، وفي مواجهة أكثر من فريق سياسي أكان حليفاً أم خصماً، وهو ما يجعل من العلاقة بينه وبين حلفائه أمام المزيد من التأزم، في ضوء انقطاع التواصل السياسي المباشر، وحصره بالإجتماعيات فقط. وفي الوقت الذي تتنامى فيه التساؤلات حول ما بعد جلسة الحكومة وارتدادتها على المشهد السياسي بين الفريقين، فإن السؤال الأبرز يتركّز حول وجهة النائب جبران باسيل في المرحلة المقبلة، وذلك في حال بقي الجفاء مسيطراً على علاقته بالحزب أولاً، وجدية التمايز بين فريقي تفاهم "مار مخايل" ثانياً، وصولاً إلى التموضع الجديد ثالثاً. لكن الكاتب والمحلِّل السياسي طوني عيسى، يستبعد ويشكِّك في إمكانية سقوط هذا التفاهم أو توجّه باسيل نحو حليفٍ آخر، مشيراً إلى "مصلحة مشتركة بين الطرفين تحول دون أي تباعد أو طلاق رغم الحرب الدائرة حالياً، وبالتالي، ما من استعداد لدى أي منهما بالتخلّي عن هذه المصلحة، كما أنه من غير الوارد أن يدعم الحزب أي مرشّح لرئاسة الجمهورية من خارج التفاهم مع "التيار".

ولكن الكاتب عيسى يقول لـ "ليبانون ديبايت"، إنه من الممكن، وفي حال استجدت ظروف معينة ومختلفة عن الظروف الراهنة، أن "يُضطر الحزب عندها لأن يعقد تسوية ويأخذ مكاسب أخرى في البلد وفي الدولة من قوى إقليمية ودولية، مقابل أن يوافق على رئيس وسطي أو توافقي ويتخلى عن التيار، فإن هذه التسوية ستدفع التيار إلى الإبتعاد عن الحزب، ولكن لن يصل الأمر إلى مرحلة الطلاق أي أن باسيل لن يترك الحزب ولن يذهب إلى مكان آخر". وفي هذه الحال، يوضح الكاتب عيسى، أن "التيار الوطني" وكذلك كل القوى المسيحية، ستبادر وخلال ست سنوات إلى اعتماد تكتيك خاص ومختلف عن التكتيك الحالي، وربما بشكلٍ مشترك أو عبر تموضع جديد، وبالطبع، فإن هذا الأمر لا يريح "حزب الله". ومن هنا، فإن المناورات المتعلقة بانتخابات رئاسة الجمهورية سوف تستمر، وفق الكاتب عيسى، الذي يجزم بأنه في نهاية المطاف، فإن "مصلحة الحزب هي بأن يتفق مع التيار الوطني الحر، على ترشيح شخصية للرئاسة، إن لم يكن باسيل فسيكون شخصية يوافق عليها باسيل". وبالتالي، يكشف عيسى إن "ظروف التسوية التي يريدها الحزب لم تنضج بعد، ولذلك فإن ما يجري من خلافات ومواجهات، هي مجرد تمرير للوقت بانتظار نضوجها".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البرلمان الأوروبي يواصل ضغوطه لتصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

نائب إيراني حذَّر أوروبا من عواقب «لا يمكن احتمالها»... ووزير الداخلية قلل من الخطوة

لندن - ستراسبورغ: «الشرق الأوسط»/19 كانون الثاني/2023

وافقت أغلبية نواب البرلمان الأوروبي على تمرير تنبيه يطالب الاتحاد الأوروبي بتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، في وقت حذرت إيران فيه من عواقب «لا يمكن احتمالها» إذا قررت الدول الأوروبية المضي قدماً في الخطة.وصوَّت 598 من أصل 638 نائباً في البرلمان الأوروبي بالموافقة على مطالبة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بإدراج «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، حسبما أفاد النائب السويدي تشالي فايمزر.وجاء في نص تم تبنيه على نطاق واسع يضاف إلى التقرير السنوي حول السياسة الخارجية المشتركة أن أعضاء البرلمان الأوروبي خلال جلسة عامة «يدعون الاتحاد والدول الأعضاء فيه إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية» على ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان التقرير السنوي الذي أعدته لجنة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوصي بإدانة قمع المحتجين الإيرانيين على يد «الحرس الثوري»، ويطالب الاتحاد الأوروبي بتوجيه رد حازم على إرسال إيران مسيرات إلى روسيا استخدمت في الحرب الأوكرانية.

ويفترض أن يعيد النواب الأوروبيون الخميس تأكيد مطلب تسمية «الحرس» منظمة إرهابية في تصويت على تقرير مكرس فقط للرد الأوروبي على قمع الاحتجاجات وعمليات الإعدام في إيران. ويناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التقرير في 27 يناير (كانون الثاني) الجاري، لكن تصويت المشرعين غير ملزم للاجتماع. وقال فايمزر في «تغريدة» على «تويتر»، إنه يأمل أن يتخذ الأعضاء، الخميس، الخطوة التالية، بتبني خطة تدعو إلى وقف الاتفاق النووي. وانتقدت النائبة السويدية عبير السهلاني في تغريدة على «تويتر» امتناع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من حضور الاجتماع.

من جهته، قال المفوض الأوروبي للعدالة ديدييه رايندرز الثلاثاء خلال مناقشة في البرلمان: «أنا أضمن أن كل الخيارات التي تسمح للاتحاد الأوروبي بالرد على الأحداث في إيران ستبقى مطروحة على الطاولة». والاثنين، تجمع حوالي 12 ألف شخص من كل أنحاء أوروبا أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ للمطالبة بإدراج «الحرس الثوري» على هذه القائمة السوداء، كما فعلت الولايات المتحدة. وحذر عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، النائب إسماعيل كوثري، من عواقب «لا يمكن احتمالها» إذا تم تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، في وقت تناقش فيه الدول الأوروبية إدراج الجهاز الموازي للجيش النظامي على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية.

وقال كوثري -وهو جنرال بارز في «الحرس الثوري»- إنه «من الممكن أن تكون عواقب مؤامرة الاتحاد الأوروبي ضد الحرس، غير محتملة للدول الأوروبية». وأضاف: «إذا نفذوا هذه المؤامرة، فنحن نعلم أيضاً ما يجب فعله؛ لأن هذا الإجراء لن يكون «الحرس الثوري» الإيراني محدوداً فحسب؛ بل سنشهد أوضاعاً أخرى». وقال كوثري: «يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية إثبات استقلالها عن أميركا، ومعارضة أي عمل ضد (الحرس الثوري)». وتابع: «إذا كانوا يريدون العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة والتفاوض مع إيران، فإنهم يعرفون أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تغلق الباب أمام أي حوار ومفاوضات» على ما أفادت وكالة «تسنيم» الناطقة باسم «الحرس الثوري». لكن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي قلل من المشاورات الأوروبية بشأن «الحرس الثوري»، وقال: «لا داعي للقلق بشأن هذه الخطة، سيواصل (الحرس الثوري) مساره بقوة». وكان وحيدي قائداً لـ«فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، قبل قاسم سليماني الذي قضى بضربة جوية أميركية مطلع 2020. وقال وحيدي: «إذا أراد الغرب أن يفعل شيئاً خارج القواعد الدولية، ويسمي قوة رسمية إرهابية، فإنهم يظهرون ضعفهم الفكري والأخلاق والسياسي». ويوجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متزايدة لحملة العنف المستمرة ضد المتظاهرين في إيران، منذ اندلاع الاحتجاجات عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وتضمنت حملة القمع إعدام بعضهم. واعتقلت طهران عدداً من المواطنين الأوروبيين. ويناقش الاتحاد الأوروبي فرض جولة رابعة من العقوبات على طهران، بسبب معاملتها للمتظاهرين وتوريدها أسلحة إلى روسيا. وقالت مصادر دبلوماسية إنه ستجري إضافة أعضاء بـ«الحرس الثوري» إلى قائمة العقوبات الأسبوع المقبل؛ لكن بعض الدول الأعضاء دعت التكتل إلى تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية. ومن المتوقع أن تبُت بريطانيا في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إنها تؤيد إدراج «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية، للرد على «دهس» حقوق الإنسان الأساسية في إيران. ويعني تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية، أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته وحمل شعاره في العلن سيعد جريمة جنائية. وتدهورت العلاقات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وطهران في الشهور القليلة الماضية، مع تعثر الجهود لإحياء الاتفاق النووي في مارس (آذار). وتطالب طهران بإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول 3 مواقع غير معلنة، عُثر فيها على آثار اليورانيوم. وفي الاجتماعين الفصليين الأخيرين، تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية قرارين يطالبان إيران بالرد على أسئلة مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، إن «تعاملاتنا مع الوكالة الدولية مستمرة. لقد أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي استعداده لزيارة إيران، ويجب التنسيق». وعن موعد زيارة غروسي، قال إسلامي إنها ستكون «بمجرد الانتهاء من وضع الأهداف (للزيارة) وخطة السفر، وتنسيقها». وقال غروسي في مقابلة بعد لقاء البابا فرنسيس الأسبوع الماضي، إن المفاوضات مع إيران «انهارت»؛ لكنه أشار إلى كثير من اللقاءات والتبادلات. وقال إن الوكالة «لا تريد أن تترك فراغاً سياسياً حول هذه القضية المتفجرة والخطيرة». ونوه غروسي في المقابلة التي نشرها موقع «فاتيكان نيوز» إلى أن «هناك مسارين متوازيين: مسار الاتفاق النووي، وكذلك المفاوضات الثنائية بين الوكالة الدولية وإيران»، وأضاف: «لم نتمكن من إحراز تقدم. وفي الوقت نفسه تحرز إيران تقدماً في عملية تخصيب اليورانيوم».

 

رئيسة المفوضية الأوروبية تؤيد وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب

لندن - دافوس: «الشرق الأوسط»/18 كانون الثاني/2023

اقترب الاتحاد الأوروبي أكثر من وضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، بعدما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، انفتاحها على الخطوة للرد على «انتهاك» حقوق الإنسان الأساسية في الجمهورية الإسلامية، وفيما توعدت طهران برد «استخباراتي وقضائي» على احتجاج بريطانيا على إعدام المسؤول السابق علي رضا أكبري، هدد متحدث برلماني إيراني برد «متقابل» على أي خطوة أوروبية تستهدف «الحرس الثوري»، الجهاز الموازي للجيش النظامي الإيراني. وأضافت للصحافيين على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري: «رد فعل النظام الإيراني فظيع ومروع وهم ينتهكون حقوق الإنسان الأساسية». وأردفت: «نتطلع بالفعل إلى جولة جديدة من العقوبات وسأؤيد أيضاً إدراج الحرس الثوري (على قائمة المنظمات الإرهابية). لقد سمعت كثيراً من الوزراء يطلبون ذلك وأعتقد أنهم على حق»، حسب «رويترز». وشارك 12 ألف إيراني في وقفة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لحض الاتحاد الأوروبي على تسمية «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وهو واحد من أكبر التجمعات للإيرانيين في الخارج. وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا المتظاهرين، إن النواب الأوروبيين «معهم». وتدرس الدول الأوروبية تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية، في خطوة حظيت بدعم داخل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الثلاثي المشارك في الاتفاق النووي لعام 2015. قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو لوكالة رويترز إن عقوبة الإعدام «المروعة» وتعثر الاتفاق النووي الإيراني وتوريد الطائرات المسيرة والأسلحة إلى روسيا كلها أمور بحاجة إلى رد فعل صارم. وقال «جميع هذه العناصر عوامل سلبية وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي يتفاعل بشكل متزايد. من المهم أن يكون رد فعلنا قويا»، مضيفا أن ما زال يوجد جدال بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حول تصنيف «الحرس». وبدوره، قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، من أن «الحرس» ا الإيراني مدرج بالفعل على قائمة أغلظ لعقوبات حقوق الإنسان ولكن باب النقاش مفتوح بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي. وقال بيلستروم لرويترز «أتفهم أن كلمة إرهاب تثير كثيرا من العواطف، ولكن من منظور قانوني، قائمة العقوبات الأخرى التي تعاقب كيانات وأفرادا تعد أكثر غلظة». في طهران، هدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بريطانيا، بـ«رد استخباراتي وقضائي حازم»، رافضاً الانتقادات البريطانية الموجهة لإيران بسبب إعدام أكبري. واقتبس كنعاني من مذكرات الأمير البريطاني هاري دوق ساسكس، في كتاب «سبير» حول الحرب في أفغانستان وقتله 25 عنصراً من حركة «طالبان». وقال المتحدث الإيراني: «النظام البريطاني الذي قال عضو أسرته المالكة أن قتل 25 إنساناً بريئاً مثل إزالة قطع الشطرنج (...) ومن يتسترون على جريمة الحرب هذه، ليست لديهم الأهلية للتحدث عن حقوق الإنسان». ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن كنعاني، قوله إن «خطوة بريطانيا في تهديد الأمن القومي للجمهورية الإسلامية ستقابل برد استخباراتي وقضائي حازم». وأضاف: «ضجيج النظام البريطاني ودعاة حقوق الإنسان في أوروبا يظهر عدم امتثالهم للقانون وتمردهم عليه». وجاء الموقف الإيراني بعدما أبلغ وزير الخارجية البريطاني جميس كليفرلي مجلس العموم البريطاني، أن لندن لا تستبعد اتخاذ إجراءات بحق إيران بعد إعدام أكبري الذي تربطه صلات وثيقة بأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، وكان نائباً لوزير الدفاع الإيراني في الشؤون الدولية. ورغم إصرار برلمانيين، امتنع الوزير عن الإدلاء بأي تكهنات حول ما إذا كانت المملكة المتحدة ستُدرج «الحرس الثوري» الإيراني على قائمتها للمنظمات «الإرهابية»، أم لا. من جانبه، قال متحدث باسم البرلمان الإيراني إن «أي قرار ضد الحرس الثوري سيقابل برد مماثل». وقال متحدث باسم رئاسة البرلمان الإيراني نظام الدين موسوي أمس «فرض العقوبات على الحرس الثوري وتسميته منظمة إرهابية لا يحظي بأي أهمية في العالم الواقعي، بل مجرد مناورة دعائية(...)، وأضاف «على البرلمانات الأوروبية أن تعلم أن أي قرار ضد الحرس الثوري سيقابل برد حازم وقرارات من البرلمان الإيراني». واستدعت الخارجية الهولندية، الاثنين، السفير الإيراني علي رضا كاظمي أبدي، احتجاجاً على إعدام المواطن البريطاني - الإيراني علي رضا أكبري.

 

القضاء الإيراني ينتقد بريطانيا لـ«ردها المتسرع» على إعدام أكبري

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/19 كانون الثاني/2023

انتقد متحدث باسم القضاء الإيراني رد الحكومة البريطانية على إعدام نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق، علي رضا أكبري بتهمة «التجسس» لصالح بريطانيا، بعد ساعات من تأكيد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بأن بلاده لن تقتصر على الرد الذي أعلنته حتى الآن. ونقلت مواقع إيرانية عن ستايشي قوله إن «الرد البريطاني المتسرع والعصبي على إعدام جاسوس بارز لهم، دليل على خبث هذه الحكومة إزاء الشعب الإيراني». حكم على أكبري (61 عاماً)، وهو بريطاني من أصل إيراني شغل في السابق منصب نائب وزير دفاع إيران، بالإعدام بتهمة التجسس لصالح بريطانيا. وقالت لندن إن التهم الموجهة إليه مدفوعة بدوافع سياسية. ودعت مراراً إلى إطلاق سراحه. وعقب الإعدام، فرضت عقوبات على المدعي العام الإيراني. وقال ستايشي إن «مبدأ إقامة الدعوى والتحقيق الأولي وبدء التحقيق، والانتهاء من التحقيق، والتعامل مع اتهامات هذه الجاسوس جرت بعناية وإشراف قضائي»، موضحاً أن إصدار الحكم بحقه «دليل على حساسية نظامنا القضائي إزاء شرور الحكومة البريطانية» وفق ما نقلت مواقع إيرانية. ولم يهدأ الجدل الذي أثارته قضية أكبري بعدما خرجت للعلن قبل ثلاثة أيام فقط على إعلان السلطات تنفيذ حكم الإعدام بحقه. واعتبرت بعض الأوساط الإيرانية الهدف من إعدام أكبري، محاولة لإبعاد الأمين العام في المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني. ودخل وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي على خط النقاش الدائر، واصفاً احتمال تغيير شمخاني بـ«الإشاعة». وكانت قنوات منسوبة لـ«الحرس الثوري» قد أعلنت الجمعة إعدام أكبري، وتواصل نشر معلومات عن إقالة شمخاني، وهو ما نفاه بشده موقع «نور نيوز» الإخباري التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي. ومساء الثلاثاء، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة فزعت من إعدام أكبري، وتعهد بألا تمر أي انتهاكات ترتكبها طهران في حملتها ضد المظاهرات واسعة النطاق دون عقاب. وقال بلينكن في مؤتمر صحافي «أفزعنا إعدام السيد أكبري مثلما شعرنا بالفزع من كل شيء رأيناه في شوارع إيران على مدار الأشهر الماضية منذ بدء هذه الاحتجاجات: اعتقالات جماعية ومحاكمات صورية وإعدامات واستخدام العنف الجنسي أداة لقمع الاحتجاجات». وأضاف «هذه الانتهاكات لن تمر دون عواقب. نمضي جنبا إلى جنب مع العديد من الدول الأخرى في مجموعة متنوعة من الإجراءات الأحادية والتدابير متعددة الأطراف باستخدام آليات الأمم المتحدة سعياً لمحاسبة إيران»، حسب رويترز. واجتذب الإعدام إدانة واسعة النطاق، ويبدو أنه سيزيد من تدهور علاقات إيران المتوترة مع الغرب، والتي ساءت منذ أن وصلت محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 إلى طريق مسدود، وبعد أن شنت طهران حملة قمع دامية ضد المحتجين العام الماضي. وفي نفس المؤتمر الصحافي، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن بلاده لن تقتصر على الرد الذي أعلنته بالفعل، غير أنه رفض التطرق لمزيد من التفاصيل عما قد تفعله.

 

خبراء أمميون: اعتقال بلجيكي في إيران انتهاك للقانون الدولي

مواطن فرنسي آيرلندي محتجز في طهران «بحالة صحية حرجة»

جنيف - باريس: «الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/2023

أكد خبراء أمميّون مستقلّون، الثلاثاء، أن الاحتجاز «التعسّفي» للبلجيكي أوليفييه فانديكاستيل، الذي يعمل في الشأن الإنساني في إيران، يشكّل «انتهاكاً للقانون الدولي»، مطالبين بإطلاق سراحه فوراً، ومن جهة ثانية، قالت مصادر فرنسية إن المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز في إيران «في حالة صحية حرجة». وفي بيان أصدروه، أعرب الخبراء الذين عيّنهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولا يتحدّثون باسم الهيئة عن اعتقادهم بأن «فانديكاستيل حُرم تعسفياً من حريّته وهو ضحية إخفاء قسري في فترة تشهد اعتقالات». وشدّد المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمان ومقرّرو فريق الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري على أن «حقّه بمحاكمة عادلة أمام محكمة مستقلة ومحايدة قد انتُهك. إنها انتهاكات صارخة لالتزامات إيران بموجب القانون الدولي». وفانديكاستيل، البالغ 41 عاماً، معتقل في إيران منذ 24 فبراير (شباط) 2022.

ووجه القضاء الإيراني أربعة اتهامات لفانديكاستيل، وصدرت في حقّه أحكام بالحبس يصل مجموعها إلى 40 عاماً. ونظراً إلى تطبيق إيران مبدأ الإدغام في العقوبات، يتعيّن على فانديكاستيل قضاء الأشدّ، وهي الحبس 12 عاماً ونصف عام. وصدرت في حق الموقوف ثلاث عقوبات بهذه المدة، وذلك لإدانته بكل من «التجسس لحساب جهاز استخبارات خارجي»، و«التعاون مع حكومة دولة معادية، هي الولايات المتحدة»، و«غسل أموال». وحكم عليه بالحبس لمدة عامين ونصف عام إضافية وبـ74 جَلدة لإدانته بتهمة «تهريب العملة بمبلغ 500 ألف دولار». وشدد الخبراء، في بيانهم، على أن فانديكاستيل يتعرّض لـ«سوء المعاملة في الاعتقال ووضعه الصحي حرج»، وأكدوا أنه «بحاجة إلى رعاية وأدوية»، معربين عن قلقهم إزاء وضعه الصحي الجسدي والنفسي. ويسود التوتر بين بلجيكا وإيران منذ توقيف الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي حُكم عليه في بلجيكا في عام 2021 بالحبس 20 عاماً على خلفية التخطيط لتنفيذ هجوم «إرهابي» ضد تجمّع للمعارضة الإيرانية. وجاء في بيان الخبراء: «ندعو أيضاً السلطات الإيرانية إلى وضع حد لنهج مؤسساتي باتّخاذ الرهائن وإلى الإفراج عن الأجانب الكثر ومزدوجي الجنسية المعتقلين تعسفياً». وندّد الخبراء بالإعدام «المروّع» الذي نفّذته السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي في حق الإيراني - البريطاني علي رضا أكبري، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الإيرانية المدان بتهمة التجسس. إلى ذلك، أعربت فرنسا، الثلاثاء، عن «قلقها البالغ» بشأن الوضع الصحي لبرنار فيلان، وهو فرنسي آيرلندي موقوف منذ أكتوبر (تشرين الأول) في إيران، حيث أفادت وسائل إعلام محلية باعتقال مواطن ألماني آخر. في الأثناء، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر دبلوماسي أن المواطن الفرنسي الآيرلندي برنار فيلان المحتجز منذ أكتوبر في إيران والذي ينفّذ إضراباً عن الطعام والشراب، «في حالة صحية حرجة». وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إن «مؤشرات خطيرة إلى إرهاق جسدي ونفسي» تظهر عليه، من دون تحديد ما إذا كانت حياته مهدّدة. وأكد أن السلطات الإيرانية ترفض حتى الآن الإفراج عن فيلان لأسباب صحية رغم مطالبة السلطات الفرنسية والآيرلندية بذلك. وكانت الخارجية الفرنسية قد أكدت، الاثنين، أن فيلان من بين سبعة فرنسيين «محتجزين بشكل تعسفي» في إيران، موضحة أن وضعه الصحي «هش ويتطلب متابعة طبية مناسبة لا تتوفر في مكان احتجازه»، من دون ربط اعتقاله بالحركة الاحتجاجية في إيران. وقالت كارولين ماسي – فيلان، شقيقة برنار فيلان، لوكالة الصحافة الفرنسية، الاثنين، إن شقيقها بدأ إضراباً عن الشرب، بعدما كان ينفّذ إضراباً عن الطعام منذ مطلع العام. وشدّدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن - كلير لوجندر على أنّ باريس «تضاعف بالتنسيق مع الحكومة الآيرلندية، المساعي مع إيران» حتى يتم إطلاق سراح فيلان «من دون تأخير». واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني الكثير من الرعايا الغربيين، كثر منهم من مزدوجي الجنسية. ويتهم أنصارهم ومنظمات غير حكومية، طهران باستخدامهم ورقة ضغط في العلاقات مع الغرب. وباتت بلدان غربية، من بينها فرنسا، تتّهم إيران بشكل مباشر باستخدام المعتقلين الأجانب «رهائن دولة».

 

البرلمان الأوروبي يمرر خطة تدعو لتصنيف «الحرس الثوري» إرهابياً

نائب إيراني حذَّر أوروبا من عواقب «لا يمكن احتمالها»... ووزير الداخلية قلل من الخطوة

لندن - ستراسبورغ: «الشرق الأوسط»/18 كانون الثاني/2023

وافقت أغلبية نواب البرلمان الأوروبي على تمرير خطة تطالب الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، في وقت حذرت إيران فيه من عواقب «لا يمكن احتمالها» إذا قررت الدول الأوروبية المضي قدماً في الخطة. وصوَّت 598 من أصل 638 نائباً في البرلمان الأوروبي بالموافقة على مطالبة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بإدراج «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، حسبما أفاد النائب السويدي تشالي فايمزر. وقال النائب في «تغريدة» على «تويتر»، إنه يأمل أن يتخذ الأعضاء، الخميس، الخطوة التالية، بتبني خطة تدعو إلى وقف الاتفاق النووي. وحذر عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، النائب إسماعيل كوثري، من عواقب «لا يمكن احتمالها» إذا تم تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب، في وقت تناقش فيه الدول الأوروبية إدراج الجهاز الموازي للجيش النظامي على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية. وقال كوثري -وهو جنرال بارز في «الحرس الثوري»- إنه «من الممكن أن تكون عواقب مؤامرة الاتحاد الأوروبي ضد الحرس، غير محتملة للدول الأوروبية». وأضاف: «إذا نفذوا هذه المؤامرة، فنحن نعلم أيضاً ما يجب فعله». وقال كوثري: «يجب على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية إثبات استقلالها عن أميركا، ومعارضة أي عمل ضد (الحرس الثوري)». وتابع: «إذا كانوا يريدون العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة والتفاوض مع إيران، فإنهم يعرفون أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تغلق الباب أمام أي حوار ومفاوضات» على ما أفادت وكالة «تسنيم» الناطقة باسم «الحرس الثوري». لكن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي قلل من المشاورات الأوروبية بشأن «الحرس الثوري»، وقال: «لا داعي للقلق بشأن هذه الخطة، سيواصل (الحرس الثوري) مساره بقوة». وكان وحيدي قائداً لـ«فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، قبل قاسم سليماني الذي قضى بضربة جوية أميركية مطلع 2020. وقال وحيدي: «إذا أراد الغرب أن يفعل شيئاً خارج القواعد الدولية، ويسمي قوة رسمية إرهابية، فإنهم يظهرون ضعفهم الفكري والأخلاق والسياسي».

ويوجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متزايدة لحملة العنف المستمرة ضد المتظاهرين في إيران، منذ اندلاع الاحتجاجات عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وتضمنت حملة القمع إعدام بعضهم. واعتقلت طهران عدداً من المواطنين الأوروبيين. ويناقش الاتحاد الأوروبي فرض جولة رابعة من العقوبات على طهران، بسبب معاملتها للمتظاهرين وتوريدها أسلحة إلى روسيا. وقالت مصادر دبلوماسية إنه ستجري إضافة أعضاء بـ«الحرس الثوري» إلى قائمة العقوبات الأسبوع المقبل؛ لكن بعض الدول الأعضاء دعت التكتل إلى تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية. ومن المتوقع أن تبُت بريطانيا في هذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الثلاثاء، إنها تؤيد إدراج «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية، للرد على «دهس» حقوق الإنسان الأساسية في إيران. ويعني تصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية، أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته وحمل شعاره في العلن سيعد جريمة جنائية. وفي مقابلة مع وكالة «رويترز»، قال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو، إن عقوبة الإعدام «المروعة»، وتعثر الاتفاق النووي الإيراني، وتوريد الطائرات المُسيَّرة والأسلحة إلى روسيا، كلها أمور بحاجة إلى رد فعل صارم. وقال: «جميع هذه العناصر هي عوامل سلبية، وأعتقد أن الاتحاد الأوروبي يتفاعل بشكل متزايد. من المهم أن يكون رد فعلنا قوياً»، مضيفاً أنه ما زال يوجد جدال بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حول العقوبات، وتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية. وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي، إن «(الحرس الثوري) مدرج بالفعل على قائمة أغلظ لعقوبات حقوق الإنسان، ولكن باب النقاش مفتوح بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي». وقال للوكالة في مقابلة: «أتفهم أن كلمة (إرهاب) تثير كثيراً من العواطف، ولكن من منظور قانوني: قائمة العقوبات الأخرى التي تعاقب كيانات وأفراداً تعد أكثر غلظة».

وتدهورت العلاقات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وطهران في الشهور القليلة الماضية، مع تعثر الجهود لإحياء الاتفاق النووي في مارس (آذار). وتطالب طهران بإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول 3 مواقع غير معلنة، عُثر فيها على آثار اليورانيوم. وفي الاجتماعين الفصليين الأخيرين، تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية قرارين يطالبان إيران بالرد على أسئلة مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، محمد إسلامي، إن «تعاملاتنا مع الوكالة الدولية مستمرة. لقد أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي استعداده لزيارة إيران، ويجب التنسيق». وعن موعد زيارة غروسي، قال إسلامي إنها ستكون «بمجرد الانتهاء من وضع الأهداف (للزيارة) وخطة السفر، وتنسيقها». وقال غروسي في مقابلة بعد لقاء البابا فرنسيس الأسبوع الماضي، إن المفاوضات مع إيران «انهارت»؛ لكنه أشار إلى كثير من اللقاءات والتبادلات. وقال إن الوكالة «لا تريد أن تترك فراغاً سياسياً حول هذه القضية المتفجرة والخطيرة». ونوه غروسي في المقابلة التي نشرها موقع «فاتيكان نيوز» إلى أن «هناك مسارين متوازيين: مسار الاتفاق النووي، وكذلك المفاوضات الثنائية بين الوكالة الدولية وإيران»، وأضاف: «لم نتمكن من إحراز تقدم. وفي الوقت نفسه تحرز إيران تقدماً في عملية تخصيب اليورانيوم»، وأشار إلى قدرة الوكالة على التوصل إلى اتفاق وتفاهم متبادل، معلناً استعداده للسفر إلى طهران في أقرب وقت ممكن.

 

«الناتو» يعزز سرب طائراته في رومانيا لمراقبة الجيش الروسي وبريطانيا تؤكد دعمها لأوكرانيا حتى النصر

بوخارست ـ لندن: «الشرق الأوسط»/18 كانون الثاني/2023

بدأ حلف شمال الأطلسي «الناتو» تعزيز حضوره العسكري الجوي في رومانيا، بهدف مراقبة نشاط الجيش الروسي، مع ازدياد حالة التوتر على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا. ووصلت 14 طائرة مراقبة تابعة للحلف إلى رومانيا أمس الثلاثاء لتعزيز الجناح الشرقي للتكتل، على أن ينشر الحلف نحو 180 فرداً عسكرياً لدعم الطائرات. وتنتمي الطائرات التي تُنشر في رومانيا إلى سرب مكون من طائرات مراقبة تابعة للحلف، تتمركز غالباً في ألمانيا. وأعلن الحلف الأسبوع الماضي أنَّه سينشر طائرات المراقبة المزودة بنظام الإنذار والمراقبة المحمول جواً في بوخارست، حيث ستبدأ رحلات استطلاع بشكل حصري فوق أراضي الدول الأعضاء بالحلف. ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عزَّز الحلف حضوره الجوي في شرق أوروبا ودول البلطيق، بما يشمل الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة وطائرات النقل. وقالت المتحدثة باسم الحلف أوانا لونجيسكو في بيان: «في ظلّ تواصل حرب روسيا غير المشروعة في أوكرانيا لتهديد السلام والأمن في أوروبا، يجب ألا يكون ثمة شك في عزم حلف شمال الأطلسي على حماية كل شبر من أراضي الحلفاء والدفاع عنها». وأضافت: «يمكن للمراقبة بنظام الإنذار والمراقبة المحمول جواً تحديد الطائرات على بعد مئات الكيلومترات، ما يجعلها إحدى القدرات الرئيسية في قوة ردع حلف شمال الأطلسي ووضعه الدفاعي». في سياق متصل، جدَّد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أمس الثلاثاء عزم بلاده إرسال دبابات إلى أوكرانيا، لمساعدتها على «صد» الروس في شرق البلاد وجنوبها. وقال في واشنطن: «الرسالة التي نوجهها إلى بوتين هي أننا ملتزمون الدفاع عن الأوكرانيين حتى يحققوا النصر». وأضاف: «على بوتين أن يفهم أنَّنا سندعمهم استراتيجياً حتى تنجز المهمة، وأفضل شيء يمكن أن يفعله للحفاظ على أرواح قواته هو إدراك هذا الأمر».

 

زيلينسكي يدعو العالم إلى ردّ على روسيا بـ«سرعة وحزم

غوتيريش: الوضع العالمي هو الأسوأ منذ عقود... والتغير المناخي يقترب من «نقطة لا عودة»

دافوس: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/2023

لم يمنع مصرع وزير الداخلية الأوكراني، صباح اليوم (الأربعاء)، الرئيس فولوديمير زيلينسكي من مخاطبة نخب العالم المجتمعة في دافوس. بل زاد الحادث، الذي حرم البلاد من أحد أبرز وجوه حكومة الحرب، من وقع كلمات الرئيس على مسامع الزعماء.

خرج زيلينسكي عن أسلوبه المعتاد، وسمح للحزن بالتسلل إلى خطابه. بدأ كلمته التي ألقاها عبر الفيديو أمام عشرات القادة وزوجته أولينا زيلينسكي التي قادت وفد بلادها إلى دافوس، بدقيقة صمت تكريماً لضحايا الحرب التي تشنها روسيا ضد بلاده منذ نحو العام. لكنه سرعان ما استعاد حماسه، ووجّه دعوات ملحّة لتزويد جيشه بعتاد عسكري حديث.

تفاؤل حذر

فيما بدت برلين تقترب من تليين موقفها حيال السماح بتصدير دبابات «ليوبارد» إلى أوكرانيا، عبّر وفد كييف المشارك في المنتدى عن تفاؤله بحصول بلاده على شحنة أسلحة حديثة. وطالب زيلينسكي قادة العالم بالسرعة والحزم في اتخاذ القرارات. وقال إن «روسيا احتاجت أقل من ثانية لإطلاق حربها. فيما استغرق العالم أياماً لفرض أولى العقوبات على موسكو». وتابع: «تردد العالم في عام 2014 عندما احتلت روسيا القرم... لا يجب أن يتردد العالم اليوم». وأضاف: «يحتاج العالم إلى الحزم والسرعة»، داعياً حلفاءه في الغرب إلى «إرسال أنظمة الدفاع الجوي حتى تتمكن أوكرانيا من استباق هجمات روسيا الصاروخية»، ودعا إلى إنشاء محكمة لجرائم الحرب الروسية، وإدانة «تصدير موسكو للإرهاب». وفيما أقرّ زيلينسكي بصعوبة الوضع الميداني في الصفوف الأمامية، أكّد ثقته في قدرة العالم على «التغلب على حرب روسيا». وقال إن العالم نجح في التغلب على العنصرية والأبرتايد، والجائحة، وإنه سيتغلب على التهديد الذي تطرحه روسيا، لافتاً إلى ما تم تحقيقه بعدما وحّد الحلفاء صفوفهم من فتح الحدود أمام اللاجئين الأوكرانيين، وجهود تأمين الطاقة. وفي ردّه على سؤال حول ما إذا كان يخشى على سلامته الشخصية، عقب مصرع وزير الداخلية في حادث تحطم هليكوبتر، قال زيلينسكي: «لا، (لست قلقاً). لم يتغير أي شيء. ما نحتاجه هو الذخيرة والعتاد العسكري».

دعوة إلى الحوار

لم يقتصر نشاط الوفد الأوكراني على التواصل مع الحلفاء، بل اغتنمت كييف فرصة المنتدى الاقتصادي في دافوس لمدّ يد الحوار إلى بكين، التي التزمت موقفاً محايداً تجاه الحرب ورفضت انتقاد موسكو. وأكّدت سيدة أوكرانيا الأولى أنها سلمت رسالة من زوجها إلى وفد بكين إلى دافوس، يدعو فيها زيلينسكي نظيره الصيني شي جينبينغ إلى «الحوار». وقالت زيلينسكي، في مؤتمر صحافي بدافوس: «إنها لفتة ودعوة للحوار»، مضيفة أنها «تأمل بصدق أن يكون هناك رد على هذه الدعوة». ويرأس الوفد الصيني في دافوس نائب رئيس مجلس الدولة ليو هي.

وحدة الصف الغربي

انضمت أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية، لدعوات زيلينسكي. وقالت في جلسة جمعتها بنائبة رئيس الوزراء الكندي كرستيا فريلاند، ونائبة الرئيس الأوكراني يوليا سفيريدانكو، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، والرئيس البولندي أندريه دودا: «توقعنا أن تتراجع وتيرة الحرب في الشتاء، رغم استمرار قتال شرس في الصفوف الأمامية. لذلك، فإنه من الضروري مواصلة دعم أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً». من جانبه، حذّر دودا من أن «روسيا لا تزال قوية عسكرياً». وقال إنه يخشى أن «جيشها يستعد لشن حملة عسكرية جديدة خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة». وتابع: «أقلق من أن الدعم الذي قدمناه إلى أوكرانيا لن يكون كافياً لصد الهجوم المقبل». وفيما عبّرت فريلاند عن ثقتها في أن الغرب سيستمر في دعم أوكرانيا، دعا دودا زعيم الناتو إلى تقديم ضمانات لأوكرانيا. ورداً على ذلك، قال ستولتنبرغ إن داعمي أوكرانيا الغربيين سيتعهدون تسليمها أسلحة أثقل وأحدث، خلال اجتماع مهم في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا. وأوضح: «ستكون الرسالة الرئيسية أننا سنقدّم مزيداً من الدعم ومزيداً من الأسلحة الثقيلة والحديثة، لأن قتال أوكرانيا هو قتال من أجل قيمنا». جاء ذلك بعد ساعات من تعبير وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، عن دعمه لانضمام أوكرانيا إلى الناتو. ورأى كيسنجر خلال مشاركة له عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي أن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيكون «نتيجة ملائمة». وقال: «قبل هذه الحرب، كنت معارضاً لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط بالعملية التي نشهدها الآن». وأضاف كيسنجر: «الآن وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد ذات جدوى». في المقابل، قال كيسنجر إنه من المهم «منع الحرب من أن تصبح حرباً ضد روسيا نفسها»، لافتاً إلى ضرورة «إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجدداً إلى النظام الدولي».

تردد ألماني

تعهد المستشار الألماني أولاف شولتس، في كلمته أمام نخبة دافوس، مواصلة دعم أوكرانيا، متجنباً الإشارة إلى إمكانية الموافقة على منحها دبابات ألمانية متطورة. وفي نهاية خطاب كرّسه للابتكار وسياسة المناخ في ألمانيا، قال شولتس رداً على سؤال مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب: «نحن لا ندعم أوكرانيا بالوسائل المالية والمساعدات الإنسانية فحسب، بل أيضاً بكثير من الأسلحة». وذكّر شولتس بالمساعدات العسكرية التي قدمتها بلاده إلى كييف، بما يشمل قاذفات صواريخ ومركبات مدرعة من نوع «ماردر»، ونظام الدفاع الجوي «آيريس - تي». وأكد: «سنواصل القيام بذلك» بالتشاور مع حلفاء برلين، مشدداً في الآن نفسه على رغبته في تجنب أي مواجهة مباشرة بين روسيا والناتو.

صورة قاتمة

وفيما هيمنت حرب أوكرانيا على أعمال اليوم الثالث في منتدى دافوس، رسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش صورة قاتمة للوضع الدولي، وقال إنه الأسوأ منذ عقود، معتبراً أن انقسامات الحرب الباردة كانت أسهل من الاستقطاب الذي يشهده العالم اليوم. وقال غوتيريش إن أحد أخطر التهديدات التي تواجهنا هو «الاستقطاب الكبير» الذي يفصل بين أكبر اقتصادين في العالم، هما الولايات المتحدة والصين. ووصف هذا الانقسام بـ«صدع تكتوني من شأنه أن يخلق مجموعتين مختلفتين من قواعد التجارة، وعملتين مهيمنتين، واستراتيجيتين متعارضتين بشأن الذكاء الاصطناعي». كما كرّس الأمين العام جزءاً كبيراً من كلمته للتحذير من تداعيات أزمة المناخ، التي «تقترب من نقطة لا عودة». وحذّر من أن الهدف الطموح المتمثل في حصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية «بدأ يتبخّر».

 

رئيس «دافوس»: أزمة الغذاء تتفاقم وقلقون من تباطؤ النمو وأبدى في حوار مع «الشرق الأوسط» «تفاؤلاً حذراً» إزاء العلاقات الأميركية ـ الصينية

دافوس: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

حذَّر رئيس «دافوس»، بورغه برنده، من تفاقم أزمة الغذاء في العالم، وعبَّر عن قلقِه من تباطؤ النمو وارتفاع مستويات الفقر. ورأى برنده، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أنَّ التعاون الدولي هو السبيل الأوحد لمواجهة تباطؤ النمو الاقتصادي، وتخفيف آثار التغير المناخي، وتحقيق انتقال عالمي للطاقة عادل ومستدام. واستند رئيس «دافوس» إلى معطيات أممية تشير إلى ارتفاع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى أكثر من الضعف منذ عام 2019، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي الذي أكَّد أنَّ عام 2022 كان عاماً من الجوع غير المسبوق، موضحاً أنَّ عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد ارتفع من 135 مليوناً إلى 345 مليوناً منذ عام 2019. وأشار برنده إلى أنَّ «الاقتصاد العالمي يواجه اضطرابات مهمة، إذ من المتوقع أن يتباطأ النمو إلى 2.7 في المائة العام الحالي، وفقاً لصندوق النقد الدولي. وهذا أمرٌ مقلقٌ للغاية». وعن السعودية قال رئيس «دافوس» إنَّ «الحكومة السعودية أوضحت، من خلال إصلاحاتها ضمن (رؤية 2030)، أنَّها ملتزمة باتخاذ خطوات نحو تنويع اقتصادها، بل تطمح لتوليد 50 في المائة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030». وأبدى برنده تفاؤلاً حذراً إزاء العلاقات الأميركية - الصينية، قائلاً إنَّ «تحقيق عالم أكثر مرونة يتطلب معالجة التحديات العالمية، كما يجب أن تكون هناك إرادة لدى كل من واشنطن وبكين لبناء علاقة رابحة للجانبين. فمن مصلحة الصين والولايات المتحدة والعالم أن يحدثَ ذلك».

 

المحكمة العليا في إسرائيل تأمر نتنياهو بإقالة وزير الداخلية ومواجهة مع القضاء تُدخل الحكومة في أزمة جديدة

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/19 كانون الثاني/2023

في قرار اعتُبر أنه «معركة رأس برأس» بين الحكومة وجهاز القضاء، قررت المحكمة الإسرائيلية العليا (الأربعاء)، أن قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعيين رئيس حزب شاس لليهود الشرقيين المتدينين، أريه درعي، وزيراً، «لا يمكنه الاستمرار به»، وأمرت بإقالته من جميع مناصبه الوزارية وهي: قائم بأعمال رئيس الحكومة، ووزير الداخلية، ووزير الصحة. وقالت المحكمة العليا في نص القرار: «قرّر معظم القضاة أن هذا التعيين كان معيباً بشدة ولا يمكن القبول به، وبالتالي على رئيس الوزراء إقالة درعي من منصبيه». وقد أحدث القرار زلزالاً سياسياً في إسرائيل؛ إذ اعتبرته أحزاب الحكومة تحدياً مباشراً لها من قبل جهاز القضاء، وهددت بالرد عليه بشكل صارم. فيما اعتبره حزب شاس «قراراً عنصرياً ضد اليهود الشرقيين المستضعفين». وجاء في البيان: «أمر جلل حدث في إسرائيل. المحكمة العليا التي تدعي أنها تهتم بالأقليات ألقت اليوم إلى سلة النفايات بـ400 ألف ناخب لحركة شاس التي تمثل جمهور المستضعفين في إسرائيل، والذين توجهوا قبل شهرين فقط إلى صندوق الاقتراع وهم يعرفون كل شيء عن الوزير أريه درعي واقترعوا له. إن الترجمة العملية لقرار المحكمة، هي أن لا أهمية للانتخابات. إنه قرار سياسي تصدره المحكمة العليا، وهو ينطوي على عدم معقولية متطرف». وأصدر رؤساء الائتلاف الحكومي بياناً هاجموا فيه قرار المحكمة بشدة، واعتبروه محاولة لشطب قرار الناخبين. وأضافوا: «تلقينا القرار بصدمة وألم وأسف كبير. فالوزير درعي معروف بقدراته القيادية العالية وتجربته الغنية، وأن شطبه بهذا الشكل ضربة لنحو مليوني ناخب أرادوه قائداً في الحكومة». وهدد الرؤساء بالرد بطرق قانونية «تضع حداً لهذا الغبن وتحفظ مكانة درعي في القيادة»، متهمين المحكمة بأنها لا تنوي التفاهم مع الحكومة أو التوصل إلى حلول وسط في إصلاح الجهاز القضائي؛ لأنها لا تفهم الشعب ولا تصغي للجمهور. وقال الوزير بتسلئيل سموتريتش: «في دولة ديمقراطية لا يعقل أن يقرر عشرة قضاة شيئاً بدلاً من ملايين الناخبين». وطمأن الجمهور بأن الحكومة باقية ولن تسقط، وستجد طريقة للتغلب على المحكمة حسب القانون». وأما في المعارضة فقد قال رئيسها النائب يائير لبيد، إنه إذا لم تتم إقالة أريه درعي، فإن الحكومة الإسرائيلية تخالف القانون. وحكومة لا تنصاع للقانون هي حكومة غير قانونية ولن يكون بإمكانها مطالبة المواطنين بالانصياع للقانون، مشدداً على أنه إذا «لم تتم إقالة درعي فإن إسرائيل ستدخل في أزمة دستورية غير مسبوقة، ولن تكون ديمقراطية ولا دولة قانون». المعروف أن درعي صاحب سوابق وقد تمت إدانته بتهمة فساد وأمضى في السجن سنتين. وبعد 7 سنوات من إطلاق سراحه عاد إلى السياسة وتورط مرة أخرى في قضية إخفاء مداخيل، للتهرب من دفع الضريبة. وقد حكم عليه بالسجن 9 شهور. ولأنه تعهد بأن يعتزل السياسة قررت المحكمة أن يكون السجن مع وقف التنفيذ. وفي الانتخابات الأخيرة، خاض المعركة على رأس حزب شاس الذي ارتفع مقعدين، وفاز بـ11 مقعداً. وعين قائماً بأعمال رئيس الحكومة ووزيراً للداخلية لمدة سنتين، ووزيراً للمالية بعد سنتين، وبالإضافة إلى ذلك وزيراً للصحة. وتوجهت المحكمة العليا إلى عدة جهات، في مقدمتها حركة «جودة الحكم وطهارته» التي تعتبر درعي قد خدع المحكمة. وقررت رئيسة المحكمة، القاضية إستير حيوت، التداول في الدعوى بمشاركة 11 قاضياً، بينهم القاضي العربي خالد كبوب، قرروا بأكثرية 10 قضاة أن «درعي أدين بمخالفات فساد خطيرة، وأن تعيينه في الحكومة يتجاوز حدود المعقولية بشكل واضح». وقبل أسبوعين تماماً، عشية انعقاد جلسة المحاكمة، طرح وزير القضاء ياريف لفين مشروعاً لتغيير جوهري في قانون القضاء يمس بصلاحيات المحكمة العليا ويضعفها، ويخيف القضاة من إجراءات حكومية عديدة. واعتبرت تلك الخطة «معركة رأس برأس» مع القضاء. وبعد ذلك راح المسؤولون يهددون القضاء بالمزيد، وبلغ الشأو لدى أحدهم، وهو عضو الكنيست عن حزب شاس، أبراهام بتسلئيل، أن قال: «إذا قررت المحكمة العليا إلغاء (تعيين) أريه درعي، فإنهم يطلقون النار على رؤوسهم». وقال وزير الرفاه من حزب شاس، يعقوب ميرغي، إنه في حال قررت المحكمة العليا إلغاء تعيين درعي وزيراً، فإن «نتنياهو يعلم أنه لن تكون هناك حكومة». لكن نتنياهو حرص على القول إن الحكومة باقية، وإنه سيجد حلاً لهذه المعضلة وفقاً للقانون، لكنه لم يستطع إخفاء حقيقة أن حكومته دخلت في أزمة جديدة.

 

المحكمة العليا الإسرائيلية تلغي تعيين درعي وزيراً للداخلية

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

قال متحدث إن المحكمة العليا في إسرائيل حكمت، اليوم (الأربعاء)، بمنع إدراج وزير في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد تم الطعن على تعيينه بسبب إدانته في قضية جنائية في الآونة الأخيرة. ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، من المرجح أن يؤدي الحكم الصادر بحق أرييه مخلوف درعي زعيم حزب «شاس»، لهزة في حكومة نتنياهو الائتلافية، ويزيد حدة التوترات المتفاقمة بالفعل بين حكومته والمحكمة العليا في إسرائيل، بسبب خطة إصلاح قضائي مثيرة للجدل.

 

لافروف: روسيا تواجه «حرباً كونية هجينة» وواشنطن تتصرف «مثل هتلر ونابليون» وحدد شرطين للسلام: إزالة البنى العسكرية الغربية من حول روسيا ومراعاة مصالحها الأمنية

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/18 كانون الثاني/2023

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الولايات المتحدة، بالاقتداء بـالزعيم النازي أدولف هتلر، والقائد الفرنسي نابليون بونابرت، في محاولتها حشد الدول الأوروبية ضد بلاده، لخوض حرب بالوكالة عن واشنطن.

وقال خلال مؤتمره الصحافي السنوي، اليوم الأربعاء، الذي أوجز فيه رؤية بلاده لمجريات العام المنصرم، إن موسكو «لم تتلقَّ عرضاً جدياً للسلام» لكي تقوم بلاده بالتفكير فيه، مضيفاً أنه على الدول الغربية أن تناقش مخاوف روسيا الأمنية. وزاد أنه تجب إزالة البنية التحتية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) من أوكرانيا، وجميع البلدان القريبة للحدود الروسية.

وقال الوزير الروسي إن ما حدث في أوكرانيا هو «نتيجة التحضيرات التي قامت بها واشنطن وحلفاؤها على مدى سنوات طويلة، لشن حرب كونية هجينة على روسيا»، لافتاً إلى أن حجم الدعم الواسع لأوكرانيا يظهر أن الغرب «قد وضع الكثير في الحرب الحالية ضد روسيا».

وزاد أن نهج واشنطن في العلاقات الدولية مبني على استهداف كل من لا يتفق مع سياساتها؛ لكنه أكد مع ذلك أن العالم «يشهد اليوم ولادة نظام عالمي قائم على تعدد الأقطاب». ورأى لافروف أن إعلان التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو» يضع أوروبا بشكل مباشر في موقع تابع لحلف شمال الأطلسي؛ مشيراً إلى أنه يمكن مقارنة تحركات الولايات المتحدة لإنشاء تحالف ضد روسيا بإجراءات الزعيم النازي أدولف هتلر لدى محاربته الاتحاد السوفياتي. والقائد الفرنسي نابليون الذي غزا الإمبراطورية الروسية.

وزاد أن الولايات المتحدة أقامت عملياً التحالفات بهدف إيجاد «حل نهائي للمسألة الروسية» في إطار «إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا». وقال إن الغرب يسعى حالياً إلى «سلب العالم كله» حتى في الظروف الجيوسياسية الجديدة، ملاحظاً أن تشكيل عالم متعدد الأقطاب سيستغرق بعض الوقت. وشدد الوزير على أن «أهداف العملية الخاصة ليست مفتعلة؛ بل تم تحديدها نظراً للتهديدات القائمة لأمن روسيا». وزاد أنه «لا يمكن التعامل بجدية مع اقتراحات القيادة الأوكرانية، وما وصفت بأنها مبادرة سلمية قدمها (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي»، ورأى أن اقتراحات الأخير «عبثية».

ومع إشارته إلى ضرورة مراعاة مصالح روسيا ومخاوفها الأمنية، وضع لافروف شرطاً ثانياً لإطلاق حوار جدي من وجهة نظر موسكو مع الغرب، يقوم على تفكيك كل البنى التحتية العسكرية لحلف الأطلسي من أوكرانيا، وكل المناطق المحاذية لروسيا. وأضاف أن موسكو تعمل كذلك على ضمان احترام مصالح أبناء القومية الروسية القاطنين في أوكرانيا.

وأكد الوزير أن بلاده تصر على موقفها؛ لأنها «لن تتعرض للخداع مرة أخرى»، مشيراً إلى وعود سابقة قدمها الغرب بعدم توسيع حلف الأطلسي شرقاً والاقتراب من الحدود الروسية. وزاد أنه لولا التحرك الروسي «كان يمكن أن تظهر القواعد العسكرية الأنغلوسكسونية في بحر آزوف، وتشكل موطَأ قدم ضد روسيا».

وفي إشارة لافتة إلى أجندة أي حوار محتمل مع الغرب، أوضح لافروف أن «التحدث مع الغرب عن أوكرانيا فقط لا طائل منه؛ لأن الغرب يتخذ قرارات نيابة عن أوكرانيا ومن دون مشاركتها» منبهاً إلى أن الحوار الذي يمكن أن يفضي إلى نتائج يجب أن يقوم على رزمة من الأسس التي تراعي مصالح روسيا.

وقال لافروف: «نحن على استعداد للرد على أي مقترحات جادة. الغرب يقرر لصالح أوكرانيا، وهو الذي منع أوكرانيا من التفاوض مع روسيا، وهو ما زال يمنعها: هناك حاجة إلى ضخ مزيد من الأسلحة». وأوضح أنه «فيما يتعلق بآفاق المفاوضات، تم النظر في ذلك عشرات المرات. عندما أيدنا طلب أوكرانيا للمفاوضات، تم تقويض مسودة التسوية التي اقترحتها أوكرانيا. طوال الصيف وأوائل الخريف، قال ممثلو الغرب أنه من السابق لأوانه بدء المفاوضات. طرح زيلينسكي مبادرات سخيفة؛ حيث يتم تكديس كل ما هو ممكن: توبة روسيا، والمحاكمة، والإدانة. لا يمكن الحديث عن مفاوضات مع زيلينسكي». وعلق لافروف على التحركات الفرنسية الأخيرة؛ مشيراً إلى أن بلاده «سمعت فكرة إيمانويل ماكرون الجديدة لعقد مؤتمر للدول الأوروبية، يشمل دول الاتحاد الأوروبي، والشراكة الشرقية، والمهاجرين من روسيا الناشطين في السياسة، ويشمل كذلك ممثلين عن مناطق روسيا. الوضع يعكس مساراً نحو تعزيز الهيمنة العالمية تحت التهديد بالعقاب». ودافع لافروف عن موقف بلاده حيال ما توصف في الغرب بأنها جرائم حرب ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، وقال إنه «على جانب دونيتسك ولوغانسك، فاقت الأضرار الناجمة عن القصف الأوكراني الأضرار الناجمة عن نيران الرد بخمس مرات». وزاد أنه «حتى قبل توقيع اتفاقيات مينسك، أظهرت وسائل إعلامنا كيف دمر النازيون الجدد القطاع المدني والمستشفيات والمدارس ورياض الأطفال، وكيف يُقتل الناس». وأشار لافروف إلى فشل واشنطن في عزل بلاده، على الرغم من كل جهودها. وقال: «لم تنضم أي دولة في أميركا اللاتينية، باستثناء جزر الباهاما، إلى العقوبات ضد روسيا. كما أعلنت الأرجنتين عزمها على الانضمام إلى مجموعة (بريكس)». وتحدث عن وضع مماثل في أفريقيا، وعدد من المناطق الأخرى الأكثر أهمية في العالم. وأشاد كذلك بالمواقف العربية، وقال إن كل البلدان العربية لم تنضم إلى العقوبات الغربية على بلاده، وقال إن موسكو تدرك حجم الضغوط الغربية التي مورست على بعض البلدان العربية لحملها على اتخاذ مواقف معادية لموسكو. وزاد: «العرب أصدقاء قدامى ومخلصون. أرى تفهماً لموقفنا، ومعرفة أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا؛ بل يتعلق بالنضال من أجل نظام عالمي جديد بين أولئك الذين يعتقدون أن العالم يجب أن يخضع لهم». أيضاً، تحدث الوزير الروسي عن متانة علاقات بلاده مع الصين، وقال إن الغرب أخطأ عندما ظن أنه قادر على احتواء روسيا والصين معاً، ملاحظاً أن الجهد الغربي نحو احتواء الصين له أبعاد أوسع مدى. وزاد: «نحن ندرك أن الصين مندمجة بشكل أعمق بكثير في عمليات العولمة: لديها اقتصاد أكبر واحتياطيات أكثر. بالنسبة للصين، فإن الخروج من التبعية الغربية أصعب بكثير من روسيا». وعن علاقات بلاده مع بكين، قال لافروف: «هذا ليس تحالفاً أو اتحاداً؛ لكنه أقوى من اتحاد. العلاقات قائمة على الثقة والاحترام، وقائمة على توازن المصالح»، ملاحظاً أن «علاقاتنا مع الصين حالياً في أفضل حالاتها في التاريخ».

 

إردوغان: 14 مايو موعداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة

أنقرة: «الشرق الأوسط»/18 كانون الثاني/2023

أشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الأربعاء)، إلى أن الانتخابات ستجري يوم 14 مايو (أيار)، وذلك قبل شهر من التاريخ الذي حدده في وقت سابق، فيما قد يكون أهم تصويت في تاريخ الجمهورية التركية الممتد لقرن. ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، تُظهر استطلاعات الرأي، أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية ستشهد منافسة محتدمة، وستمثل أكبر اختبار لإردوغان خلال حكمه الممتد لعقدين، للدولة ذات الثقل العسكري الإقليمي والعضو المهم في حلف شمال الأطلسي وأحد الاقتصادات الناشئة الرئيسية. ومع تعهد تحالف المعارضة بإلغاء السياسات النقدية التي ينتهجها إردوغان، سيحسم التصويت أيضاً كيفية حكم تركيا، والدور الذي قد تؤديه في تخفيف حدة الصراع في أوكرانيا والشرق الأوسط. وقال إردوغان، مخاطباً المشرّعين من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، إن الأتراك سيرفضون المعارضة في صندوق الاقتراع في التاريخ نفسه الذي جرت فيه انتخابات عام 1950. وقال إردوغان عن الائتلاف المكون من ستة أحزاب تسعى للإطاحة به «ستقول أمتنا كفى لمؤيدي الانقلاب هؤلاء. لهذه الطاولة السداسية الطامحة التي تفتقر للكفاءة، في اليوم نفسه بعد 73 عاماً». وفي الانتخابات التي جرت يوم 14 مايو 1950، فاز الحزب الديمقراطي أمام حزب الشعب الجمهوري الذي حكم تركيا 27 عاماً منذ إنشاء الجمهورية، وهو أكبر حزب في ائتلاف المعارضة حالياً. وكان إردوغان قد كرر العام الماضي أن التصويت سيُجرى في يونيو (حزيران)، لكنه قال في وقت سابق هذا الشهر، إن الموعد قد يتم تقديمه من 18 يونيو.

 

البرلمان العربي: القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية جاءت في توقيت هام لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني

وطنية /18 كانون الثاني/2023

أشاد البرلمان العربي بنتائج القمة الثلاثية التي استضافتها جمهورية مصر العربية أمس بين  الرئيس عبد الفتاح السيسي  و الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، و الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، مشدداً على أنها" جاءت في توقيت هام للغاية تشهد فيه القضية الفلسطينية تطورات متسارعة في ضوء المستجدات على الساحتين العربية والدولية". وأكد  في بيان أن" آلية التنسيق الثلاثية المصرية - الأردنية - الفلسطينية تمثل دعماً كبيراً للقضية الفلسطينية على  المستويات كافة، وللحقوق الفلسطينية المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".  وأكد" دعمه وتضامنه مع كل الجهود العربية المبذولة لوقف الانتهاكات التي تقوم بها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، داعيا المجتمع الدولي إلى القيام بدوره وتحمل مسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال". وأضاف البرلمان العربي:  أن" استضافة جمهورية مصر العربية لهذا الاجتماع الهام يجسد الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية برئاسة  الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل دعم القضية الفلسطينية على المستويات كافة".

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بعد المرفأ… تفجير القضاء ومحاولة انقلاب على سهيل عبّود؟

نجم الهاشم/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

منذ نزل مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا في 20 أيلول 2021 إلى قصر العدل والتقى رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود وطلب «قبع» المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، لم تتوقّف محاولات تطيير التحقيق في هذه القضية بشكل كامل وصولاً حتى إلى تطيير القاضي عبود وتفجير القضاء بكامله من أجل تطيير التحقيق في تفجير المرفأ.

ما يحصل في القضاء في المدة الأخيرة لم يحصل له مثيل حتى في أيام الوصاية السورية وحتى في أيام القاضي عدنان عضوم الذي يحاول البعض تشبيه هذه المرحلة بالمرحلة التي كان فيها وزيراً للعدل ومدّعياً عاماً للتمييز خلفاً للقاضي منيف عويدات والد مدّعي عام التمييز الحالي القاضي غسان عويدات. لم يحصل أن جرت محاولة لضرب مجلس القضاء الأعلى من الداخل لتحقيق أهداف سياسية متعلقة بوقف التحقيق في قضية المرفأ تحت ستار تعيين قاضٍ رديف للمحقق العدلي الممنوع من التحقيق بتدخل سياسي.

بدل العمل على تذليل العقبات أمام القاضي البيطار يبدو أنه يتم العمل على تنفيذ انقلاب على رئيس مجلس القضاء الأعلى. من هذه الخلفية لا تعود مسألة توقيف الناشط وليم نون مجرد مسألة تتعلق بقضية شخصية بل بملف القضاء بشكل كامل وبالتحقيق في قضية تفجير المرفأ. المسألة ليست سرية ولا تجري بطريقة التفافية غير مباشرة بل بشكل معلن ومن دون أقنعة. طالما تمّ اتهام القاضي سهيل عبّود بأنّه هو من يحرِّك أهالي ضحايا تفجير المرفأ ويستقبلهم ويطلب منهم الإستمرار بالتحرّك حتى لا يتمّ طمس معالم الجريمة. وطالما اتُّهِمَ بأنّه هو من يحمي القاضي طارق البيطار ويمنع «قبعه» ويكلِّف قضاة محسوبين عليه للبتّ بطلبات كفّ يد البيطار لكي يعود إلى التحقيق. ولذلك كان هو هدف الهجمات.

فقد تمّ تعييره بأنّ الرئيس السابق ميشال عون هو الذي عيّنه في هذا المنصب أو قَبِلَ بتعيينه ولكنّه انقلب عليه ولم ينفِّذ طلباته منذ تقدّم بالتشكيلات القضائية التي رفض عون توقيعها وأصرّ عليها عبّود. ولذلك أيضاً تمّت المطالبة بـ»قطع رأسه» وتطييره من هذا الموقع بعدما أثبت استقلالية في اتخاذ القرار وشكّل حاجزاً أمام التدخلات السياسية من دون أن يكون متدخّلًا في تحقيقات تفجير المرفأ. ولذلك وجّه «التيار الوطني الحرّ» تظاهرات إلى منزله وشنّ هجمة سياسية عليه في مكتبه بالتزامن مع طلب وزير العدل القاضي هنري خوري انعقاد مجلس القضاء الأعلى لتعيين محقق عدلي رديف للقاضي طارق البيطار. كان المطلوب تخويف عبّود لكي يقبل بهذا القرار الجاهز للتوقيع مع الإسم المقترَح ومع القرارات التي يجب أن يتَّخذها والمتعلِّقة بإخلاء سبيل الموقوفين في هذه القضية، وفي طليعتهم مدير عام الجمارك بدري ضاهر الذي تثير مسألة الإصرار على إطلاقه الكثير من الشكوك حول طبيعتها وخلفياتها.

القضاة الأربعة

الإصرار على تعيين قاضٍ رديف يخفي أبعاد المحاولة لتطيير التحقيق. في رأي الرئيس عبّود أن الموقوفين كلّهم أو بعضهم يحقّ لهم أن يتقدّموا بطلبات إخلاء سبيل ولكن بحسب الواقع ليس القاضي طارق البيطار هو المسؤول عن توقيف التحقيق ولا يمكن أن يكون الحلّ بتعيين قاضٍ آخر رديف له بطريقة مخالفة للقانون بل بتسهيل عودته إلى متابعة التحقيق في هذا الملف. لقد تمّ منعه أولاً من خلال دعاوى الردّ وكفّ اليد ومخاصمة الدولة، ثمّ تمّ قطع الطريق عن حلّ هذه المسألة قضائياً عن طريق منع وزير المال يوسف الخليل بقرار سياسي توقيع التشكيلات القضائية التي تكمِّل عقد هيئة محكمة التمييز التي يجب أن تبتّ بهذه الدعاوى ضدّ البيطار. ولكي تكتمل هذه السلسلة تمّ طرح موضوع القاضي الرديف على قاعدة أنّه إذا كان البيطار لا يستقيل، وإذا كانت إقالته وتعيين قاضٍ آخر محله بطريقة قانونية ليسا ممكنين، فليكن هذا الأمر عن طريق خط عسكري لا يمرّ بأي قانون.

ولذلك فشلت المحاولة في المرة الأولى بعد دعوة وزير العدل ثم فشلت في المرة الثانية مع الدعوة التي وجهها أربعة قضاة في مجلس القضاء الأعلى، هم حبيب مزهر وداني شبلي وميراي حداد والياس ريشا، لانعقاد هذا المجلس يوم الخميس الماضي لبتّ مسألة تعيين قاضٍ رديف في محاولة جديدة لتكرار ما فعله وزير العدل وأفشله رئيس مجلس القضاء الأعلى على رغم محاولات جمع هذا المجلس بغيابه.

القضاة الأربعة تمّت تسميتهم معاً أعضاء في مجلس القضاء الأعلى في 12 تشرين الأول 2021 في جلسة الحكومة حيث اطلع وزير العدل القاضي السابق هنري خوري مجلس الوزراء على تعيينهم وذلك بناء على اقتراحه وموافقة رئيسي الجمهورية والحكومة. وكأنّ هذا التعيين جاء لأهداف سياسية تتعلّق بشكل مباشر بتركيبة مجلس القضاء الأعلى وبملفّ تفجير مرفأ بيروت. إذ باءت محاولة هؤلاء القضاة بالفشل أيضاً نتيجة رفض القاضي عبّود هذا الطرح ونتيجة تظاهرات وتحركات أهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت على الأرض مطالبين بعدم تعيين قاض رديف وبعدم طمس الجريمة وتطيير التحقيق وبعودة القاضي طارق البيطار إلى مزاولة المهمّة المكلَّف بها لتعود الأمور إلى مسارها الطبيعي.

ولكن هذه المحاولة من القضاة الأربعة لم تكن الأولى. في بداية تشرين الثاني 2021 بدت بصمة الولاء السياسي واضحة في الجلسة التي عقدها مجلس القضاء الأعلى برئاسة القاضي سهيل عبّود وحضرها المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. بحيث تمّ تسريب معلومات عن هجوم شنّه مزهر على البيطار وكأنّه يضعه في معرض المتّهم وفق ما جاء في طلبات ردّه المقدمة من سائر المتهمين المدعى عليهم وهم النواب نهاد المشنوق وغازي زعيتر وعلي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس ورئيس الحكومة السابق الدكتور حسان دياب، ومن خلال هجوم «حزب الله» عليه واتهامه بتسييس الملفّ تمهيداً لتحميله المسؤولية في قضية استقدام باخرة نيترات الأمونيوم وصولاً إلى انفجار 4 آب. وقد ترافق هذا الهجوم مع محاولة القاضي مزهر وضع يده على ملف التحقيق.

بين مزهر والبيطار

لم يكن أحد يتوقع أن تنقلب الأمور بهذه الطريقة داخل الجسم القضائي لتسجيل سابقة خطيرة في التعاطي بين القضاة في تلك المرحلة. ربما كان من الجائز قانونياً في تشرين الاول2021 أن يكلِّف الرئيس الأول لمحاكم الإستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله القاضي حبيب مزهر النظر في دعوى البت بطلب القاضي نسيب إيليا رئيس الغرفة 12 في محاكم الإستئناف التنحّي عن النظر في الدعوى التي قدّمها أمامه الوزير السابق يوسف فنيانوس لردّ القاضي طارق البيطار باعتبار أنّه سبق له وبتَّ بمثل هذه الدعوى. ولكنّ كان من غير المفهوم وقتها كيف أن القاضي مزهر قفز إلى الدعوى الخاصة بكفّ يد القاضي البيطار متجاوزاً ما هو مكلّف به قانوناً.

الخطوة التي أقدم عليها مزهر وقتها تركت آثاراً سلبية داخل القضاء وانعكست ارتياباً مشروعاً لدى الرأي العام عندما سارع إلى إصدار قرار قبول الدعوى وتبليغ القاضي البيطار وقف التحقيقات، وطلبه من قلم مكتبه كمحقق عدلي تسليمه كامل ملف التحقيق الأمر الذي ترك علامات استفهام كثيرة قبل أن تنجلي في اليوم التالي بعض جوانب هذه القضية.

فقد حصل أنه في 28 تشرين الأول 2021 تمّ تقديم طلب رد القاضي نسيب إيليا. وفي اليوم نفسه طلب إيليا التنحي. تمّ تكليف الغرفة رقم 15 في محاكم الإستئناف التي يرأسها القاضي حبيب مزهر النظر في طلب تنحّي القاضي إيليا. تلقّف مزهر الموضوع واعتبر نفسه مكلّفاً البتّ في طلب التنحّي ثمّ في دعوى ردّ القاضي البيطار ذات الرقم 69 على 2021. هكذا ورد في متن القرار الذي صدر عنه وورد فيه أن القاضي حبيب رزق الله كلّفه ترؤّس الغرفة رقم 12 محلّ القاضي إيليا ولذلك قرّر التوسّع والبتّ في قضية طلب كفّ يد القاضي البيطار. التكليف كان ملتبساً وكذلك القرار الذي أصدره وبدا من خلاله أنّه يريد أن ينتهي سريعاً من القاضي البيطار وتحقيقاته ولذلك أرسل مباشِراً إلى منزله ليبلِّغه كفّ يده وطلب تسليمه كامل الملف. ولكن هذه المحاولة أُحبِطت أيضاً بكفّ يد القاضي مزهر وبقاء القاضي البيطار في موقعه وبقاء الملف تحت سلطته. ولذلك بدا وكأن ما قام به القضاة الأربعة هو تكملة لمحاولة الإلتفاف على التحقيق في قضية مرفأ بيروت وعلى القاضي سهيل عبّود.

البيان رقم واحد

لم يقتصر الأمر على هذا الحدّ بل تجاوزه إلى ما هو أخطر من مجرد الدعوة إلى عقد جلسة لمجلس القضاء الأعلى من خلال البيان الذي تمّ إصداره باسم مجلس القضاء الأعلى يوم السبت الماضي خلال عملية توقيف وليم نون للتضامن مع القاضي زاهر حماده الذي أمر بتوقيفه والتحقيق معه، وهو البيان الذي تنصّل منه رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبّود وقال إنّه لم يحصل على الموافقة على نشره وأنّه كان مسوّدة بيان.

وهذا ما أثار الكثير من التساؤلات حول الجدوى من تنفيذ ما يشبه الإنقلاب السياسي القضائي على الرئيس عبّود بعد العجز عن تطييره أو إخضاعه وإقناعه بكل الوسائل بتغيير موقفه وبعد محاولة قبع القاضي البيطار التي يبدو أنّ كل الوسائل تُستخدم في سبيل تحقيقها حتى لو كان يمكن أن تُشعِل حرباً أهلية كما حصل في الطيونة في 14 تشرين الأول 2021 بعد فشل محاولة تطيير القاضي البيطار بمسعى من القاضي حبيب مزهر.

ولكن يبدو أنّ هذه المحاولات لترهيب أهالي شهداء وضحايا تفجير المرفأ لم تنجح من خلال التحقيق معهم تباعاً بينما لا تتمّ ملاحقة المتّهمين الرئيسيين المدعى عليهم إذ يتعرض القضاء بشكل عام لتجربة مصيرية بعد اعتكاف دام ستة أشهر وخلال حضور الوفد القضائي الفرنسي الألماني واللوكسمبورغي للتحقيق في قضايا تبييض الأموال وللإطلاع على مآلات التحقيق في قضية مرفأ بيروت. بينما يلوذ القاضي المعني بهذا القضية بالصمت متحصّناً بسرية التحقيق في وقت تستمرّ المحاولات لقبعه ولقبع التحقيق حتى لو كان الثمن تطيير قصر العدل والعدالة. هذا القصر الذي يضرب بالحجارة من الداخل وهي حجارة أكبر وأخطر من الحجارة التي ألقاها بعض المتظاهرين من أهالي ضحايا المرفأ للمطالبة بالعدالة ومعرفة الحقيقة وعدم الإفلات من العقاب.

 

لا نهلّل لهذا "التدويل"!

نبيل بومنصف/النهار/18 كانون الثاني/2023

لا تقاس "مهمة" الوفود القضائية الأوروبية التي شرعت في تنفيذها في "عدلية" بيروت بتطورات سياسية وعسكرية وحتى قضائية سابقة كان فيها "التدويل" عنوانا لحروب وازمات زعزعت لبنان . واساسا ليس من الدقة والجدية تناول هذا التطور القضائي الأوروبي ومقاربته من زاوية "التدويل" لولا الخفة السياسية والإعلامية التي تطبع الواقع اللبناني الراهن وتضعه تحت رحمة السخافات الشعبوية الجاهلة بفعل طبقة سياسية وحزبية يغلب عليها وهن مخيف في الثقافة التاريخية وواقع اعلامي يخدمها باسوأ الاشكال  .

ان تجارب التدويل الحقيقية الذي عرفها لبنان ترقى أساسا الى عقود مع بدايات "حروب الاخرين على ارض لبنان " كما اطلق عليها غسان تويني التسمية "التاريخية – الايقونية" . وللمفارقة ان أعداء التدويل ورافضيه لا يلتفتون الى حقائق دامغة أولها وأكثرها رسوخا في تاريخ الحروب والأزمات اللبنانية ان سلاح لبنان الامضى في مواجهة إسرائيل كان التدويل منذ طلائع الاجتياحات والاحتلالات والاعتداءات الإسرائيلية على لبنان . كان القرار الدولي الشهير 425 البداية لاطول المواجهات المدولة التي خاضها لبنان ضد إسرائيل منذ اجتياح جنوب الليطاني عام 1978 وصولا الى القرار 1701 عقب حرب 2006 . واما "ذروة" تدويل الواقع الداخلي – الخارجي الذي احكم قبضة استباحة لبنان مع الوصاية السورية عليه فكان القرار 1559 عام 2004 الذي فتحت سوريا النظام الاسدي وحلفاؤها على اثره أبواب الجحيم على لبنان بالتمديد لاميل لحود وباستباحة دموية عبر تفجير حرب الاغتيالات . واذا كان من تجسيد أساسي لتدويل العدالة التي طالب بها الشعب اللبناني بنسبة ساحقة تاريخية باستثناء فئة مرتبطة بالمحور الإقليمي "الممانع" فهي المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي مهما قيل في الاحكام التي توصلت اليها فهي المحكمة الوحيدة ، دوليا ولبنانيا ، في تاريخ الاغتيالات والإرهاب السياسي التي لفظت حكما كشف القتلة فيما تاريخ القضاء والمحاكم في لبنان يرزح تحت وصمة القصور والعجز المطلق في كشف جرائم الاغتيالات منذ ما قبل اندلاع الحرب مع اغتيال سليم اللوزي الى اخر شهداء الحريات والتحرر لقمان سليم وكل الذين تعرضوا للتصفية الاجرامية الدموية على هذا الدرب الطويل.

ثمة ناحية واحدة تجيز مقارنة مهمة الوفود القضائية الأوروبية في بيروت مع ملف التدويل وتتصل بحقيقة ان تحريك "القضاءات" في ثلاث دول هي الارقى والأكثر تطورا في العالم ، فرنسا وألمانيا واللوكسبورغ ، للتحقيقات والاستجوابات العابرة لحدودها كان بفعل شبهات او وقائع بجسامة كبيرة لجهة الفساد او تبييض الأموال او ما شابه اقتحمت هذه الدول وشكلت خطورة تملي هذه الخطوة . طبعا ما ينظم مهمة الوفود الأجنبية في بيروت هي معاهدة دولية انضم اليها لبنان ( لحسن الحظ) وتملي عليه التعاون القضائي العالمي في ملفات الفساد . هذا ليس تدويلا بالمعنى الخاص بلبنان وحده ولكنه في مكان ما تدويلا لجهة المغزى والدلالة في ان "الفساد اللبناني" صار مثل الاخطار العسكرية والأمنية التي تهدد استقرار الدول . لم تكن القرارات الدولية لتصدر منذ خمسة عقود وتباعا حيال لبنان لولا حروبه وحروب الاخرين على ارضه ، ومثلها تماما وباء الفساد الذي صارت شبهاته من الخطورة بحيث تنذر بانعكاسات معولمة . ومع ذلك لا نفرح ونهلل لاي "تدويل" من هذا الصنف لانه لن يقودنا ابدا الى حكم "الايادي النظيفة" ما دامت العدالة عندنا تحاصر وتقمع على غرار قمع أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت مباشرة امام اعين القضاء الأوروبي  !

 

ملف الرئاسة إلى التدويل: لا رئيس صُنع في لبنان

غادة حلاوي/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

مهما حاول البعض التأكيد على لبنانية الإستحقاق الرئاسي فإنّ فشل الداخل في انتخاب رئيس فتح الباب أمام تدويله بحيث لم يعد منفصلاً عن مستجدات الوضع في اليمن والعلاقة السعودية – الإيرانية. وتؤكد أوساط سياسية واسعة الإطلاع أنّ السعودية تستمر في حيادها حيال الملف اللبناني وتركز كلّ اهتمامها على الوضع في العاصمة اليمنية صنعاء لتحقيق إنكفاء الحوثيين عسكرياً.

لا تتوقف الأزمة الحالية في لبنان على خلفية انعقاد جلسة حكومية. في أسوأ الأحوال أو أحسنها لا فرق، ستعقد الجلسة على خلفية نقاش ملف الكهرباء. سيستمر الخلاف بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» لاتهام «التيار» حليفه الشيعي بتغطية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومجاراته في عقد جلسة تفتقد إلى «الميثاقية المسيحية». ستتحول البرودة في العلاقة بين «التيار» و»حزب الله» إلى جليد، وستتعطّل مساعي أي لقاء محتمل بينهما.

على الضفة الموازية سيشارك النواب يوم غد الخميس في جلسة جديدة على نية انتخاب رئيس للجمهورية. لن تختلف عن سابقاتها. الفريقان الأساسيان لن يخرجا عن سياق الورقة البيضاء لقوى الثامن من آذار وميشال معوض «للقوات» وبعض «التغييريين».

وسواء عُقدت الجلسة الحكومية أو جلسة إنتخاب الرئيس، فالجلستان مجرد تقطيع وقت بلا جدوى. الخلاف حول دستورية الجلسة الحكومية يكشف مقدار العقم السياسي، وكذلك انتخاب الرئيس. عشر جلسات بلا فائدة. الواحدة تلو الأخرى تؤكد أنّ المجلس النيابي حالياً غير قادرعلى انجاز الاستحقاق وأن كثراً من نوابه لا سيما الجدد من بينهم غدوا أصحاب عراضات اعلامية.

لا يلغي نفي البعض أو حرصهم على التأكيد على لبنانية الملف الرئاسي، دخوله حيز التدويل بعد فشل التوافق الداخلي بين كلا الطرفين للإتفاق على رئيس صنع في لبنان. تؤكد مصادر سياسية واسعة الإطلاع أنّ استحقاق الإنتخابات الرئاسية خرج عن سياقه الداخلي ودخل في سياق التدويل. وتأسف المصادر كيف أنّ المسار السياسي الداخلي بلغ مرحلة مأسوية في ظل انسداد الأفق على أي حل ممكن، وتجزم بأنّ ملف انتخابات الرئاسة في لبنان دخل مساراً بالغ الحساسية.

خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان حاول وزير الخارجية الإيرانية حسين أميرعبد اللهيان إستطلاع الأجواء المتصلة بالملف الرئاسي واجتماع باريس والتنبيه الى دور إيران في لبنان من خلال إعلانه عن حرصها على مساعدته. تريد إيران أن تكون شريكاً في أي إجتماع يتعلق بلبنان وانتخابات رئاسة الجمهورية. وبناء لما تكشفه المصادر السياسية عينها، فإن إيران تعتقد أن الممكلة العربية السعودية تربط ملف لبنان بالوضع في اليمن.

ويعني هذا الكلام، إذا صح، أنّ لبنان دخل في آتون ربط ملفات المنطقة مجدداً وأنّ البت بالموضوع الرئاسي صار مستبعداً في الوقت الحاضر اللهم إلا بناءً على تسوية كبرى لن تتوضح معالمها قبيل الربيع المقبل. لبنان وملفاته أو أزمته لم يعد أولوية عربية ولا حتى دولية. حتى اجتماع باريس إن عقد فلن يخرج بقرارات مهمة. وتقول المعلومات الموثوقة إنّ الدور الفرنسي في الإجتماع محدود جداً في ظل جمود في الموقف الأميركي وعدم تأكيد مشاركة الرياض في الإجتماع من أساسه مما قد يدفع فرنسا لإعادة النظر بالإجتماع. ناهيك عن غياب إيران كلاعب أساسي في الملف اللبناني.

بفشل التوافق الداخلي فتح لبنان أبوابه على الخارج وبات مصيره معلقاً في وقت تشهد المنطقة حراكاً ديبلوماسياً متصلاً بمعالجة العلاقة السورية – التركية التي تدخل فيها إيران طرفاً مباشراً حيث المطلوب إحراز تقدم يفضي إلى توافق بين البلدين على وضع الحدود بينهما في وقت يحتاج فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى أوراق رابحة عشية الإنتخابات المقررة في حزيران المقبل.

ولن يكون ترحيل ملف لبنان إلى الخارج مفاجئاً للمعنيين بأزمته بعدما استعصى عليهم الإتفاق على رؤية موحدة للمعالجة. فكما حال المعارضة كذلك هي حال «حزب الله» وحلفائه. الطرفان فقدا إمكانية الحل والتوافق للخروج من المراوحة رئاسياً لرهانهما على الخارج. حتى «حزب الله» وإن كان لا يتوقف عن التأكيد على أنّ مفتاح الرئاسة في لبنان بيد اللبنانيين فهو نصح مرشحه الرئاسي غير المعلن سليمان فرنجية بإجراء جولة أفق لجس النبض الخارجي حيال ترشيحه لكنه عاد خالي الوفاض. ما يعني أنّ الخارج له كلمة الفصل في انتخابه كما في انتخاب غيره من الأسماء. «حزب الله» ذاته يسلم بواقع أنّ أي رئيس ينتخب بلا موافقة الخارج سيلقى مصير الرئيس السابق ميشال عون ذاته من حيث غياب الدعم السياسي والمالي على وجه الخصوص وهو ما يحتاجه لبنان ليخرج من أزمته.

 

هل تستغل العصا الأوروبية إنقسام القضاء وتضرب ضربتها؟

مرلين وهبة/الجمهورية/18 كانون الثاني/2023

تخشى مصادر قضائية رفيعة من أن تكون قضية المرفأ قد سلكت منحى سياسياً بامتياز، مع تظهّر المواجهات السياسية الشعبوية والخلافات القضائية إلى العلن، وأبرزها انقسام رأس السلطة القضائية المتمثلة بمجلس القضاء الأعلى. وتنبّه تلك المصادر من انّ هذا الانقسام الذي لم يصل إلى هذا الحدّ إبان اكثر الأزمات القضائية تعقيداً، لن يطيح فقط تحقيقات المرفأ والوصول إلى الحقيقة، بل سيفجّر العدلية وقصرها على رؤوس الكبار والصغار فيها... فيما تخشى من أن يكون التفجير هذا... هو الهدف. وفي السياق، أثارت البلبلة التي خلّفها بيان مجلس القضاء حفيظة المتابعين والخبراء بأصول الأعمال القضائية، وكان البيان الذي وقعّه 6 أعضاء من مجلس القضاء الأعلى، بمن فيهم المدّعي العام التمييزي غسان عويدات والقاضي عفيف الحكيم، أثار امتعاض رئيس المجلس سهيل عبود، الذي اعترض على مضمونه، فتفرّد في إصدار بيان، معتبراً أنّ مضمون البيان الأول منافٍ للأصول القانونية، الأمر الذي أثار ايضاً امتعاض الأعضاء الستة الذين وفق مصادرهم صوّتوا عليه ونظّموه بموافقة عبود بعد التواصل معه، الّا انّ الأخير تأخّر في الإشارة إلى انّه يريد إضافة جملة أخيرة على البيان قبل إصداره، لكن البيان كان قد صدر قبل تواصله مع بقية الأعضاء للتعديل، والإشارة إلى رفض التدخّلات السياسية في ملف المرفأ. وترى المصادر نفسها، انّ الأمر لا يبرّر تصرّف عبود، لأنّ ذلك يؤدي إلى إضعاف وحدة القضاة الذين أرادوا من خلال بيانهم تجنّب الحديث في السياسة والتركيز على ضرورة احترام القوانين القضائية في قصور العدل وكرامة القضاة. ويرى هؤلاء، إنّه كان يتوجب على عبود إعطاء الأولوية لوحدة مجلس القضاء وليس التصويب على أعضاء مجلس يترأسه… أوساط مقرّبة من بعض القضاة الأعضاء الموقّعين على البيان الأوّل، علّقت على بيان رئيس مجلس القضاء الذي لمّح باتهامهم بالولاء السياسي لبعض الجهات، بالقول: «المصدر القضائي المزعوم المعروف جيداً، يعزو دائماً فشله إلى اتهام غيره بالخلفية السياسية لمواقفه، وذلك لفقدان الحجج المقنعة لديه، وهو وحده الغارق في السياسة، ومواقفه المنحازة ليست خافية على أحد ضارباً، عرض الحائط كل تعاطٍ ديموقراطي داخل المؤسسات الدستورية».

فيما ذكّرت تلك الاوساط بالمراحل العديدة التي مرّت فيها التشكيلات الجزئية موضحين:

أولاً، انّ التشكيلة الاولى وقّعها وزير العدل ولم يوقّعها وزير المال لأسباب معروفة، إذ أبقاها لديه حتى إحالة القاضي رولا المصري على التقاعد، حيث أعادها لهذا السبب. إذ لا يمكن إصدار تشكيلات تحمل اسم قاضٍ أحيل على التقاعد.

ثانياً، صحّح مجلس القضاء المرسوم وأُعيد مشروع المرسوم وأخذ مجراه القانوني وتوقف من جديد لدى وزير المال للأسباب عينها. وأضافت الاوساط، انّه وبناءً لطلب اهالي الضحايا واهالي الموقوفين استردّ وزير العدل مشروع المرسوم وأحاله على مجلس القضاء كي يبحث بإمكانية تطبيق المرسوم 13434 /2004 الذي وزع رؤساء الغرف مناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

ثالثاً- لم يحرّك مجلس القضاء ساكناً إلّا عندما وافق على مبدأ تعيين قاضٍ منتدب في ملف انفجار المرفأ، فأرسل مجدداً مشروع تشكيلات يُحال فيها رئيس الغرفة التاسعة في محاكم التمييز على التقاعد بعد 15 يوماً على تلقّي وزير العدل هذا المشروع، فأعاده الاخير مجدداً إلى مجلس القضاء لهذا السبب لإعادة درسه، ولم يتلقَ الوزير من بعدها أي مشروع. الّا انّ وزير العدل لم يتوقف عن المطالبة بإتمام التشكيلات القضائية الجزئية، والمراسلات الحاصلة بينه وبين مجلس القضاء توثق ذلك».

وفي السياق عينه، تعترف تلك الاوساط بحجم الملف الكبير والخطير الملقى على عاتق القضاء اللبناني، وتقرّ بأنّ لبنان وقضاءه ووزارة العدل والعدلية، لم يقاربوا منذ نشأة القضاء هكذا ملف. وتعترف بأنّه كبير وثقيل. وتؤكّد بأنّ مساره طويل، مذكّرة الذين يطالبون اليوم بالحقيقة بانفجارات مماثلة حصلت في تولوز فرنسا، استمر فيها التحقيق عشرات السنين...

مهمة أوروبية تطيح العدلية؟

في الموازاة، تتساءل مصادر حقوقية متابعة لعمل الوفود القضائية الاوروبية، عمّا إذا كانت الأحداث القضائية الاخيرة، أي التحقيقات مع اهالي ضحايا انفجار المرفأ وخصوصاً توقيتها، يهدف إلى إلهاء المعنيين في الجسم القضائي تحديدًا، كما إلهاء الرأي العام عن سيناريو مستقبلي قضائي أوروبي يتمّ العمل عليه بصمت، وإلهاء الشعب اللبناني وقضائه بتفاصيل وبالمواقف الشعبوية، ‏لتحييد نظره عن العصا القضائية الخارجية التي تلوح في العدلية للقضاء اللبناني ولقضاته، بالضربة القاضية، بعدما بدت تلك الوفود متأبطة لمهمّة واحدة، عرفنا كيف بدأت لكننا لا نعلم كيف ستنتهي.

 

تحدّيات بناء السّلام بعد الحرب الأهليّة في لبنان (حلقة أولى)

ألسّفير د. هشام حمدان/18 كانون الثاني/2023

عانى لبنان حرباً أهليّة دمويّة شرسة، إستمرّت مدّة خمس عشرة سنة. إنتهت هذه الحرب بتوقيع اتّفاق الطّائف عام 1989. إحتضن المجتمع الدّولي بأسره، عمليّة توقيع هذا الإتّفاق. وقد ساهم الرّئيس السّوفياتي ميخائيل غورباتشوف في حينه، بتحقيق الإجماع لكلمة المجتمع الدّولي، من خلال سلسلة الإجراءات التي قام بها وأنهت عمليّاً، ألحرب الباردة، وأدّت إلى تفكّك الإتّحاد السّوفياتي. ندرك جميعاً عمق تأثير الولايات المتّحدة ودورها في مسيرة هذا الإتّفاق. فمن جهة، قامت بالحفاظ على دور أساسيٍّ للنّظام السّوري، بقيادة الرّئيس حافظ الأسد، لتنفيذ هذا الإتّفاق، وذلك على الرّغم من الدّور الذي لعبه سابقاً، في خدمة الإتّحاد السّوفياتي، خلال صراعهما على النّفوذ في الشّرق الأوسط.  فقد نظرت واشنطن بإيجابيّة بالغة، لدور سورية خلال حرب تحرير الكويت، وحرب الخليج الثّانية في مواجهة نظام صدّام حسين. ورأت أنّ هذا الإجراء، سيساهم في التّقارب بينهما، ممّا يساعد في تسوية القضيّة الفلسطينيّة، أو على الأقل، في فكّ التّرابط السّوري العملي مع هذه القضية. وكانت واشنطن مستعدّة للعب دور ناشط في تسوية النّزاع بين دمشق وإسرائيل، بشأن الأراضي السّورية المحتلّة. وهذا ما أثبتته فعلا، ألأحداث اللّاحقة.

لا شكّ أنّ تردّي العلاقات بين الولايات المتّحدة وسورية، إنعكس سلباً على لبنان. فتوقّف تنفيذ إتّفاق الطّائف، وما زال. لكنّه انعكس أيضا، على إدارة الولايات المتّحدة لعلاقاتها مع سورية وأصدقائها في المنطقة. لقد كان بقدرة الولايات المتّحدة، أن تتّخذ إجراءات أكثر عدائيّة ضدّ دمشق، لكنّها، لم تفعل. فواشنطن لا تدير الملفّات الدّوليّة، إرتجاليّاً أو ظرفيّا. هي لا تأخذ قرارات استراتيجيّة في هذه المنطقة، بمعزل عن علاقاتها مع حلفائها الأوروبّيّين. واشنطن تدرك تماماً عمق الرّوابط الأوروبّيّة مع هذه المنطقة، وحريصة على مصالح حلفائها فيها. ولذلك، فقراءة التّطوّرات في العلاقات الأميركيّة الأوروبّيّة، يصبح حاجة ماسّة، ليس فقط من أجل فهم أفضل لواقع المجتمع الدّولي، بل أيضا، لفهم مدى تأثير هذا الأمر على مصالح لبنان، وبناء تفكير سليم في متابعة عمليّة بناء السّلام في بلدنا، بعد الحرب الأهليّة.

لقد سعينا إلى إقامة هيئة أهليّة، تدرس بعمق، مكمن التّحديات المستمرّة لبناء السّلام الأهلي في لبنان، بعد الحرب الأهليّة فيه. نقوم بهذا الجهد، منطلقين من واقع إعتراف العالم عبر الأمم المتّحدة، بحاجة الدّول التي عانت من الحروب الأهليّة، مثل لبنان، إلى دعم خاصّ. وهي لذلك، أقامت برنامجاً مستقلّاً في الأمانة العامّة للأمم المتّحدة، يعنى ببناء السّلام بعد النّزاع. لكنْ، من المؤسف، أنّ هذه الإدارة الأمميّة لهذا البرنامج، إستسلمت سريعا إلى حقيقة أنّ السّلام، وفي أيّ ظرف من الظّروف، لا تصنعه حتّى الآن، ألمبادئ المتّفق عليها، والمعلنة في ميثاق الأمم المتّحدة، بل تصنعه القوى الكبرى، ألتي رسمت منذ الحرب العالميّة الثّانية، مسار عمليّات بناء السّلام في العالم. تلك الدّول، لا ترغب حتّى الآن، أن تقوم الأمم المتّحدة بلعب دورها الكامل، لبناء السّلام في لبنان. هذا الدّور يفرض قبل كلّ شي، تنفيذ التّوجيهات التي أقرّها المجتمع الدّولي، تحت عنوان بناء السّلام بعد النّزاع، وحدّدها بقراراته العديدة عن لبنان، وتتّصل بكلّ النّظم السّياسيّة، والإداريّة، والسّياسات العامّة للدّولة المعنيّة. وعليه، هي انصرفت إلى ما تسمّيه ألمساعدات الإنسانيّة.

على أثر الهجوم الياباني على بيرل هاربور، وعلى مواقع الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وهولندا) في الشّرق الأقصى، وإعلان ألمانيا الحرب على الولايات المتّحدة، عُقد مؤتمر قمّة بين تشرشل وروزفلت في واشنطن، بين 22 كانون الأوّل/ديسمبر 1941، و14 كانون الثّاني/يناير 1942، أُطلق عليه مؤتمر أركاديا. ضمّ المؤتمر ألقيادات العسكريّة البريطانيّة والأميركيّة. وكان الغرض منه، بحث الإتّجاه الاستراتيجي المشترك، للجهود الحربيّة الأنجلو- أميركيّة، ضدّ ألمانيا في أوروبّا، واليابان في المحيط الهادئ. قرّرت أميركا في حينه، إعتماد سياسة الهجوم، بدلاً عن سياسة الدّفاع. ويمكن القول، أنّه منذ ذلك الحين، تحوّلت الولايات المتّحدة عن سياساتها الإنعزاليّة القديمة، نحو سياسةٍ أكثر تفاعلاً مع الأحداث الخارجيّة. كما تمّ اتّخاذ قرارات حاسمة، تتجاوز المنافسة الوطنيّة بين بريطانيا والولايات المتّحدة، حيث اتّفق الجانبان على أنشاء هيئة أركان مشتركة، وصفها المؤرّخ وكاتب سيرة مارشال مارك أ. ستولر، بأنّها: "هيكليّة ثوريّة أخرى، وغير مسبوقة." ويمكن القول فعلا، أنّه منذ ذلك الحين، تحوّلت العلاقات الأميركيّة البريطانيّة، إلى علاقات مترابطة عميقة، مستمرّة حتّى اليوم.

أدّت الأحداث اللّاحقة إلى عدّة تغيّرات في نظام العلاقات الدّوليّة. ففي مؤتمر القمّة الرّابع بين الرّئيسين روزفلت وتشرشل، ألذي عقد بين 14، و24 كانون الثّاني/يناير 1943، في كازبلانكا (ألدّار البيضاء-ألمغرب)، وحضره الجنرال شارل ديغول، حصلت أوّل مبادرة أميركيّة للعب دور القيادة في العالم. وتشير المراجع، إلى أنّ بريطانيا، لم تكن متحمّسة في حينه، إلى ربط نهاية الحرب، بالإستسلام غير المشروط، لألمانيا. لكنّ تشرشل، فوجئ ببيان الرّئيس روزفلت، بعد هذا المؤتمر، يعلن فيه هذا الشّرط. أيّد تشرشل طبعا، ألموقف الأميركي. كانت هناك تفسيرات للموقف الأميركي، لكنّ المؤرّخين اعتبروا هذا الموقف، نقطة الإنتقال الحاسمة لمنصب القوّة العالميّة الرّائدة، من بريطانيا إلى الولايات المتّحدة. ففي عام 1943، كانت الولايات المتّحدة، قد أظهرت قدرة إستثنائيّة لخوض حرب عبر المحيطين الرّئيسيّين، وعلى جبهات متعدّدة. كما أنّ الحلفاء، باتوا يعتمدون بشدّة، على الولايات المتّحدة. كان هذا هو المؤتمر الأخير بين قادة البلدين، والذي كان لرئيس الوزراء البريطاني فيه، سلطة أو نفوذ كبير، على الرّئيس الأميركي.

 هذا التّحوّل في قيادة القرارات، لم يؤثّر على التّرابط الذي قام بين بريطانيا والولايات المتّحدة منذ مؤتمر أركاديا. فالبلدان، حافظا على مبدأ التّوافق بينهما إلى الحدّ الأقصى. وصمّما على التّمسّك بهذا التّرابط. وقد أيّدت بريطانيا، ألإصرار الأميركي، خلال مؤتمر موسكو الثّالث الذي عُقد بين 18 تشرين الأوّل/أكتوبر، و11 تشرين الثّاني/نوفمبر 1943، على دعوة الصّين إلى توقيع إعلانٍ ثلاثيٍّ مشترك، حول الأمن العامّ في العالم.  جمع ذلك المؤتمر وللمرّة الأولى، وزراء خارجيّة الولايات المتّحدة، والمملكة المتّحدة، والإتّحاد السّوفياتي. فقرّروا في 30 تشرين الأوّل/أكتوبر 1943، إنشاء منظّمة عالميّة، لإدارة الأمن العامّ الدّولي بعد الحرب. عارضت موسكو في حينه، دعوة الصّين لتوقيع هذا الإعلان، لاسيّما، وأنّها كانت وقّعت معاهدة عدم إعتداء مع اليابان التي كانت في حرب مع الصّين. إلّا أنّها خضعت أخيرا، لإرادة حلفائها الآخرين.

ومن الواضح، أنّ دعوة الصّين في حينه، كان لها عدّة أهداف. بعضها آنيُّ، والآخر بعيد الغرض. فالهدف الآنيُّ المباشر، إتّصل بالشّكوك التي ظلّت تراود روزفلت وتشرشل، بشأن النّوايا السّوفياتيّة، واحتمال توقيع السّوفيات لإتّفاق سلامٍ منفردٍ مع اليابان وألمانيا، بمعزلٍ عن الحلفاء. فقد رأى الحليفان أنّ هذا الإعلان، يردع موسكو من اتّخاذ خطوات منفردة. كما أنّه يساهم في احتواء الطّموحات اليابانيّة في الشّرق الأقصى والباسفيك. لكنّ الولايات المتّحدة، كانت مقتنعة أيضا، بأنّ القوّات الصّينيّة، ستنتصر في الحرب ضدّ اليابان، خاصّة، وأنّها كانت بقيادة حلفائها القوميّين ألذين يحظَون بدعمٍ كاملٍ منها. ألأمر الذي يعزّز موقعها وموقع بريطانيا في تلك المنطقة. تغافلت الولايات المتّحدة عن دور الحزب الشّيوعي، ألذي كان قد وافق على الرّضوخ، لقيادة القوميّين لتلك الحرب، بناءً لضغوط سوفياتيّة، والذي سيقلب المعادلة بعد الحرب.

   وبالمقابل، فإنّ الولايات المتحدة، أيّدت لاحقاً إصرار بريطانيا، على دعوة فرنسا، للإنضمام إلى نادي الكبار. كانت بريطانيا تريد، أن تحفظ في مرحلة ما بعد هذه الحرب، دوراً لأوروبّا الغربيّة التي كانت قد سادت تاريخ العلاقات الدّوليّة، قبل تلك الحرب. كان هذا الموقف البريطاني، تأكيداً على، أنّ أوروبّا التي اضطرّت للخضوع للتّحولات التي حصلت في تلك الحرب، ما زالت فاعلة. كلّ ذلك، بغية الحفاظ على المصالح الوطنيّة الخاصّة، للقوى الأوروبّيّة، والدّور التّاريخي لها في التّحكّم بمصير وثروات الشّعوب، بما في ذلك، في الشّرق الأوسط. لم تمانع بريطانيا بانضمام قوىً أخرى، لكنّها، لم تقبل بالتّأكيد، أن تخرج أوروبّا من اللّعبة. ومنذ ذلك الحين، إعتمدت الولايات المتّحدة سياسة التّعاون مع فرنسا وبريطانيا، بما في ذلك، بموضوع الشّرق الأوسط. إستمرّت هذه السّياسة منذ تلك الحرب وحتّى تاريخه. وعليه، فإنّ أوّل مبدأ في مبادئ بناء السّلام بعد النّزاع في لبنان، يفرض عدم الرّهان على أيّ تمايزٍ أميركيٍّ فرنسيٍّ بريطانيّ بشأن الشّرق الأوسط، والنّظر نظرة واحدة على مواقفهم منه،  وكذلك من المفاهيم اللّيبراليّة التي تجمع بينهم.

 

3 إشارات إقليمية لا تريح لبنان

طوني عيسى/الجمهورية/18 كانون الثاني/2023

يرسم بعض الديبلوماسيين صورة تشاؤمية عن مسار الوضع الإقليمي. وإذ يقلّلون من مخاطر اندلاع حرب واسعة، فإنّهم يعتقدون أنّ المنطقة مقبلة على المزيد من الإرباك والفوضى، بين الدول وداخل حدود العديد منها، ومنها لبنان.  المعلومات التي تقاطعت لدى هؤلاء، تجزم أن لا مخارج من المأزق اللبناني الحالي في المدى المنظور، لا لأسباب داخلية فحسب، بل لاعتبارات خارجية في الدرجة الأولى. فالعراقيل التي تبدو داخلية هي في الواقع ترجمة للصراع الخارجي. ذلك أنّ أطرافاً لبنانيين نافذين يضطلعون بأدوار الوكلاء لقوى خارجية، وهم لا «يقطعون خيطاً» في الداخل إلّا بالتنسيق مع الخارج.

قبل عام تماماً، مطلع 2022، كانت التسوية في لبنان على وشك أن تتحقق. فالأزمة الإقليمية الأكثر تأثيراً في الوضع اللبناني، أي المواجهة حول ملف إيران النووي ونفوذها الإقليمي، بين طهران وحلفائها من جهة، والولايات المتحدة والغرب وإسرائيل من جهة أخرى، كانت على وشك أن تُطوى.

كان الرئيس جو بايدن قد وصل إلى البيت الأبيض، في كانون الثاني 2021، بنهج مناقض لذلك الذي اعتمده سلفه دونالد ترامب. وعمد إلى تكثيف وتيرة المفاوضات في فيينا، سعياً إلى إنجاز اتفاق، خصوصاً أنّ إسرائيل كانت على وشك الغرق في أزماتها السياسية الداخلية، بسقوط حكومة بنيامين نتنياهو الذي بقي ممسكاً بالسلطة 12 عاماً متواصلة، أي منذ 2009. واستراتيجية بايدن، التي تشكّل استمراراً لاستراتيجية باراك أوباما، تقضي بـ"ترتيب" موقع إيران وحدود نفوذها الإقليمي، ووقف تورّط واشنطن في أزمات الشرق الأوسط، والعمل على إدارة شؤونه عن بُعد، كي تتفرّغ للمواجهة الاستراتيجية الكبرى مع الصين.

ولكن، وفيما كان الاتفاق في فيينا منجزاً تقريباً، اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في شباط 2022، فأُعيد خلط الأوراق تماماً، وتعثر الاتفاق حول الملف النووي. وبهذا التطور، دخلت البلدان العربية التي تتمتع فيها إيران بالنفوذ مرحلة مراوحة ستستمر إلى أن يتحقق الانفراج في الملف النووي أو حتى ينهزم طرف أمام الآخر: الولايات المتحدة أو إيران. فالإيرانيون يراهنون على أنّ واشنطن سترضخ في النهاية لمطالبهم حول الملف النووي، ويعتقدون أنّ عامل الوقت يعمل لمصلحتهم. وفي المقابل، يراهن الأميركيون على أنّ النظام الإيراني يتعرّض لضغوط عنيفة من الداخل ستدفعه في النهاية إلى التراجع والليونة. لكن لعبة عضّ الأصابع بين الطرفين مستمرة، ومعها أزمات البلدان التي تُعتبر ساحة صراع، لبنان والعراق واليمن وسواها.

ويتحدث ديبلوماسي عربي واسع الإطلاع عن 3 إشارات تَأزّم إقليمية تترك وقعها على الوضع العربي حالياً:

1- الموت السريري للاتفاق مع إيران حول الملف النووي والنفوذ الإقليمي.

2- مضيّ إدارة بايدن في تنفيذ سياسة «التخلّي» عن الشرق الأوسط، بمعنى وقف تورُّطها المكْلِف في أزماته.3- دخول إسرائيل مرحلة غير مسبوقة من المواجهات الداخلية، على أسسس سياسية ودينية وقومية، ليس فقط بين اليهود والعرب بل أيضاً بين المكوّنات اليهودية نفسها. فحكومة بنيامين نتنياهو، ببعض مكوناتها الشديدة التطرّف دينياً، ستشكّل عبئاً حتى على الولايات المتحدة. وعلى الأرجح، ستمر العلاقة بين الطرفين بمرحلة غير مسبوقة من الاضطراب. وفي هذا السياق، يتوقع خبراء أن تسلك حكومة نتنياهو نهجاً متهوراً جداً في التعاطي مع بعض ملفات الداخل الفلسطيني وعلى الحدود الشمالية، ما قد يفتح الباب لمغامرات غير محسوبة تشعل الوضع.

وتَقاطع الإشارات السلبية الثلاث إقليمياً يمكن اعتباره مِن سوء الأقدار بالنسبة إلى الوضع اللبناني، لأنّه يعني انسداد الأفق أمام أي تسوية، ولو ظرفية. ولذلك، لا رئيس جديداً للجمهورية في الأفق، ولا مخارج من المأزق السياسي- الطائفي، ولا أي انفراج مالي أو نقدي أو اقتصادي، ولا مساعدات يُرتَقب تحصيلها من أي جهة عربية أو دولية، إلّا البسيط منها وما يحمل الطابع الإنساني.

وعلى رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها الأوروبيون، والفرنسيون خصوصاً، فلا مجال لولادة أي تسوية لبنانية في المدى المنظور. ولذلك، قُطعت الطريق سريعاً على مساعي فرنسا- وسويسرا قبل فترة- لإقامة أشكال تجريبية من الحوار اللبناني الداخلي.

وعلى العكس، يحذّر الخبراء من الأسوأ، أي من مغبة تجاهل القوى الداخلية لمخاطر الوضع الإقليمي وانعكاسه على لبنان. فمناخ التدهور المالي والاقتصادي والسياسي- الطائفي، بلا ضوابط، وسط انشغال المجتمع الدولي بأزماته وحروبه، يمكن أن يأخذ البلد إلى مكان أكثر صعوبة. ففي هذه الحال، سيغرق البلد أكثر فأكثر، ولن يجد أحداً في العالم حاضراً لمساعدته على النهوض.

 

جعجع يُطلق "المعركة" ضدّ "الحزب" ويحشر باسيل والمعارضة: المُستهدَف ليس "النظام"!

راكيل عتيّق/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

"القوات"» لن «تركب» أي موجة تسويات غير سيادية أو إصلاحية

لم تكن مواقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مقابلته التلفزيونية الأخيرة، تقليدية أو «شعبوية». ولا تأتي مواقفه عادةً في توقيتٍ غير محسوب. في كلمته خلال قداس «شهداء المقاومة اللبنانية» في أيلول 2020، ردّ جعجع على من يطرح عقداً اجتماعياً جديداً أو مُؤتمراً تأسيسيّاً، وقال: «أهلاً وسهلاً، لكن فليعلموا أَنّ محوره الأَساسيّ يكون اللامركزية الموسّعة». لم يحدّد حينها، إذا كان يقصد اللامركزية الإدارية أو السياسية أي الفدرالية. ترك الاحتمال مفتوحاً للافتراض، ليكسر كلّ «التابوهات»، موجهاً رسالة واضحة، بأنّنا «لسنا خائفين»، ومقابل كلّ طرح هناك طرح مقابل. الآن، يوجّه جعجع الى «حزب الله» الرسالة نفسها من الباب الرئاسي: «لسنا خائفين ولا «تابوهات»، إذ «في حال تمكّن «حزب الله» من الإتيان برئيس بالشكل الذي يريده فعندها يجب إعادة النظر في كلّ التركيبة اللبنانيّة... فإمّا رئيس فعلي ينقذ لبنان أو كلّ الخيارات متاحة».

في التوقيت، يرتبط موقف جعجع باللحظة الرئاسية، فكلامه هذا لم يأت قبل الشغور الرئاسي أو ضمن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، بل بعد شهرين ونصف الشهر على الفراغ. كان واضحاً مع «الحزب». تجربة إيصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية بعد فراغ لسنتين ونصف السنة، من غير المسموح أن تتكرّر لفرض انتخاب رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية أو أي رئيس لـ»حزب الله». فسياسة «الحزب» بتفريغ المواقع الدستورية والرهان على عامل الوقت بغية تطويع الخصوم، الذين سيرضخون في نهاية المطاف، لأنّ الشغور سيؤدّي الى الفوضى وعدم الاستقرار، والتي كان يأخذها البعض في الاعتبار بين عامي 2005 و2016، لم تعد تصح ولا يمكن أن تستمرّ في العام 2023، فالانهيار حلّ ولم يتبقَّ لا دولة ولا مؤسسات ولا استقرار مالي والناس يهاجرون، وبالتالي لم يعد هناك من مبرّرات للرضوخ لهذا الابتزاز.

المواجهة التي أطلقها جعجع في وجه «الحزب» سياسية، وتستهدف أولاً عدم الرضوخ للشغور المفتوح، وثانياً عدم القبول بالتهديد أو الترغيب أو «التسلبط» للذهاب الى «ولاية ممانعة جديدة». فما كان «يمشي» في العام 2008 أو 2014 أو 2016 لم يعد البلد يتحمّله في العام 2023 في ظلّ أزمة وعزلة وهجرة. أمّا أسلحة المواجهة والبدائل فلم يكشف جعجع عنها، وهو على عكس باسيل لا يطلق معركة الدفاع عن المواقع المسيحية أو استعادتها، بل يعتبر أنّ المواقع الدستورية كلّها مستهدفة وليس المسيحية منها فقط، بل المُستهدَف من «الحزب» هو كلّ موقع يريد أن يمارس دوره وصلاحياته ضمن إطارها. لذلك إنّ المعركة التي أطلقها جعجع تستهدف توسيع رقعة المواقع غير الخاضعة لمحور الممانعة، ولتوسيع هذه المساحات يجب توسيع بيئة حاضنة شعبية وسياسية لمساحة الدولة. وما يطرحه جعجع ليس «معركة فردية»، بحسب ما توضح مصادر «القوات»، بل هو مشروع وطني مع المعارضة بغية كفّ يد «حزب الله» عن المؤسسات الدستورية. وهذا يشكّل نقطة تقاطع مع كلّ مكونات المعارضة وسيكون محط نقاش وتواصل معها، لأنّ الجميع يتحمّل هذه المسؤولية ومعنيّ بإيجاد حلول لإخراج البلد من هذا الواقع المدمّر.

البعض ذهب في تحليلاته لموقف جعجع الى حدّ اتهامه بالدعوة إلى «التقسيم» أو تغيير النظام. وأتى الرد الأول من حلفاء «القوات» على جعجع، من رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الذي سأل في مقابلة صحافية أمس: «هل هذا وقت مناسب ليخوض جعجع في مسألة تعديل التركيبة بينما البلد ينهار؟». واعتبر أنّ «المطلوب استكمال تطبيق «اتفاق الطائف» قبل أن يدعو جعجع أو غيره الى أي طرح من هذا النوع». إلّا أنّ «القوات» تعتبر أنّ «المشكلة الأساسية ليست في النظام بل في من يعيق هذا النظام، فلا جدوى من تغيير النظام أو تعديله في ظلّ وجود السلاح، إذ إنّ المشكلة في الفريق السياسي الذي يعطّل النظام الدستوري ويمنع قيام دولة فعلية في لبنان، لذلك يجب كف يد هذا الفريق عن المؤسسات الدولتية». وترجمةً لموقف رئيسها، إنّ «القوات» في صدد درس مبادرات وأفكار مع بقية مكونات المعارضة، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام التعطيل المتمادي لمؤسسات الدولة، وهي أمام درس خيارات لممارسة الضغوط المطلوبة للدفع لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولن تترك مبادرة التعطيل في يد الفريق الآخر، بل تسعى الى كسرها لإعادة انتظام العمل المؤسساتي بدءاً من الموقع الرئاسي.

في خلاصة كلام جعجع، الأساس قوله لـ»الحزب: «ما بقى ماشي الحال». هذا ما يقوله اللبنانيون، كذلك ما قاله مراراً باسيل و»المعارضون». فهل يبقى جعجع وحده «قائداً» لهذه المعركة أم ستنضمّ إليها مسيحياً بكركي ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عندما «يدق الخطر عالبْواب»؟ وهل ستكون معركة «القوات» مُحاطة داخلياً من المعارضة وخارجياً من دولٍ تنادي بـ»الدولة» في لبنان، أم ستجري سفُن التسويات بعكس الرياح «القواتية»؟ الأكيد أنّ «القوات» لن «تركب» أي موجة تسويات غير سيادية أو إصلاحية، فمصير هذه السفينة لن يكون إلّا الغرق.

 

العبث التقسيميّ ودور "حزب الله"

وليد شقير/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

تنكشف صورة التأزم اللبناني على فوضى سياسية تلامس العبث في كثير من مظاهرها جرّاء عجز التركيبة السياسية الحاكمة عن انتخاب رئيس للجمهورية.

وإدارة «حزب الله»، كونه الفريق الأكثر نفوذاً الذي يتحكّم بالقرار السياسي في البلد، لمرحلة الفراغ الرئاسي عبر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، تدفع بعض الفرقاء على الصعيد المسيحي، نحو الذهاب إلى خيارات كانت سابقاً صعبة أو صُرف النظر عنها، حسبما يعتقد من عايشوا الحرب الأهلية والاتفاقات التي أدّت إلى وقفها. وفضلاً عن التشرذم السياسي الذي يعيشه البلد، والذي يبيح تمديد الشغور في الرئاسة، فإن هذا التشرذم يتعمّق هو الآخر ضمن كلّ محور أو معسكر تصطفّ فيه قوى معيّنة.

وإذا كان محور أو معسكر «السياديين» ظهر حتى الآن مشتتاً في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، فإنّ التناقضات التي يعيشها محور الممانعة الذي «كان» ينتمي إليه «التيار الوطني الحر» بقيادة «حزب الله» ليس أفضل حالاً. ولربّما هذا سبب رئيس للعجز عن انتخاب رئيس للجمهورية. في اعتقاد البعض أنه لو لم يكن «التيار الحر» معارضاً لانتخاب مرشح «حزب الله» رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لكان «الحزب» نجح في جذب بضعة أصوات باقية من أجل إنجاحه. بل إنّ بعض محبّذي انتخاب فرنجية يرى أنّ الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله كان سهلاً عليه أن يرتّب اتفاقاً مع عدد من النواب لأجل ضمان الـ65 صوتاً لمصلحة فرنجية، لكن ظروف البلد تتطلب اتفاقاً يجمع أكثر من النصف زائداً واحداً لتأييد الرئيس العتيد لأنّ الصعوبات التي ستواجه العهد الرئاسي المقبل تحتاج لأوسع التفاف ممكن حوله في ظل أوضاع إقليمية ودولية شديدة التعقيد والسخونة والخطورة.

ومع أنّ في هذا التوصيف للمأزق الرئاسي شيئاً من التبسيط في نظر بعض المراقبين والأقطاب السياسيين، فإنّ هؤلاء باتوا ينظرون بعين القلق إلى تداعيات وتفاعلات إدارة «الحزب» للمرحلة الراهنة طالما لم يحصل أي توافق معه على الرئاسة الأولى. ويتحدّث هؤلاء عن خطورة بعض المواقف التي صدرت في الفترة الماضية، لا سيما في الوسط المسيحي، آخرها عن رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي ساءه انعقاد الجلسة الحكومية التي دعا إليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليوم في شأن الكهرباء، والتي يرفض «التيار الوطني الحر» عقدها وكانت سبب خروج الخلاف إلى العلن بينه وبين «حزب الله» بعد جلسة كانون الأول الماضي. فباسيل اعتبر أنّ «ما يجري سيذهب أبعد من ضرب التوازنات والتفاهمات»، في إشارة منه إلى إنهاء عقد التحالف مع «الحزب» وفق «تفاهم مار مخايل» الذي انتهت صلاحيته أصلاً بعد استنفاد أغراضه، بانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، الذي كان باسيل صاحب أختامه السياسية والمصلحية، فأمّن من خلالها الكثير من المنافع ومواقع النفوذ في المؤسسات الرسمية.

أمّا الموقف المهم الذي سبق كلام باسيل والذي رصده المراقبون والأقطاب السياسيون، فهو الذي صدر عن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع قبله، أنه إذا أصرّ «حزب الله» على المجيء برئيس «على ذوقه» محذّراً بـ»إعادة النظر سياسياً بتركيبة الدولة... والله يوفقو مطرح ما هو بس ما بقا فينا نكمّل هيك». فتلويح الفريقين الوازنين في الوسط المسيحي بأفكار تُطرح منذ مدة طويلة في بعض الدوائر والتي تبلورت في مشاريع مكتوبة، تتراوح بين الفيدرالية واللامركزية المالية تذهب بالتأزم الذي يُنذر بإبقاء الفراغ الرئاسي مدة أطول، يجيء كرد فعل على اقتناع أصحابها بأن وضع «حزب الله» يده على القرار السياسي في البلد، من دون القدرة على الحدّ من سيطرته عليه بفائض قوة سلاحه، يتطلب إنشاء وضعية تقصر نفوذ «الحزب» على مناطقه وبيئته المذهبية والسياسية... ولو كان ذلك شبه تقسيم للمناطق بحيث لا تعود أفكار الفيدرالية محرمة. هذا مع أنّ أياً من جعجع وباسيل (كل لسببه) لم يعلن حتى الآن تبنيه فكرة الفيدرالية. لكنّ هذه التوجهات تستدعي من «حزب الله» دراسة انعكاساتها عليه، إلا إذا كان ضمناً لا يمانع بها كونه قادراً على إدارة مناطق نفوذه وفق قاعدة الاتجاه شرقاً.

ما يدفع بعض الأجواء المسيحية إلى التعاطف مع أفكار من هذا النوع، اعتقاد بعض رموز الطائفة أنّه بعد نجاحه في إدارة الرئاسة الأولى كما يريد خلال السنوات الست الماضية، هو أنّه تمكن من إدارة رئاسة الحكومة وفقاً لمصالحه والدور الذي يلعبه في البلد، في وقت تتولى الرئاسة الثالثة جزءاً من صلاحيات رئيس الجمهورية، لأنه نجح في إضعاف القيادة السنية في البلد، ولم يعد يخشى من خصومته معها مثلما كان ذلك مطلوباً حين وقع ميشال عون ورقة التفاهم معه.

 

ماذا بين لبنان وسوريا؟

رامي الرّيس/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

لا يزال الترقب سيّد الموقف في ما يتعلق بالخطوات المتلاحقة للتقارب بين أنقرة ودمشق على ضوء استعداد الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان عقد اجتماع مع نظيره السوري بشّار الأسد بعدما كانت القطيعة، لا بل العداوة، هي التي طبعت العلاقات بين البلدين منذ اندلاع الثورة السوريّة سنة 2011 ومن ثم وصولها إلى أفق مسدود نتيجة ردة فعل النظام العنيفة في القتل والتهجير، وتشتت المعارضة ذاتها وسواها من العناوين الأخرى. وإذا كان التطبيع ليس خطوة مجانيّة بطبيعة الحال، وبمعزل عن الاعتبارات التركيّة وما إذا كانت تنطلق من حسابات إنتخابيّة محليّة أم من إعتبارات أخرى؛ فإنّه يطرح تساؤلات جوهريّة حول صمود النظام وتمكّنه من البقاء على جثث السوريين رغم كل ما حصل خلال السنوات المنصرمة والتي استدعى فيها تدخلات بدأت من طهران و»حزب الله» وصولاً إلى موسكو التي شكّل انغماسها في الحرب السوريّة أحد أبرز المنعطفات في الحرب.

ثمّة من يعتبر أنّ فوائض القوّة التي وُظفّت لمصلحة حماية النظام، رغم قلبها للموازين العسكريّة والأمنيّة في ميادين القتال (وهي غير مكتملة حتى اللحظة) لا تعدو كونها عوامل مصطنعة قد تتساقط عند افتراق الجهات الراعية في مصالحها المباشرة، أو بسبب تراكم المشاكل الاقتصاديّة والمعيشيّة التي لن تتمكن موسكو (بسبب حربها في أوكرانيا) أو طهران (التي ترزح هي ذاتها تحت العقوبات الأميركيّة والدوليّة) من معالجتها.

المهم لبنانيّاً، هو الاستفادة من الدرس الذي لقّنته دمشق للرئيس السابق ميشال عون وقد وجّهت له صفعة قويّة في الأيّام الأخيرة من عهده عندما رفضت استقبال وفد رسمي لبناني لترسيم الحدود البحريّة الشماليّة أو حتى الحدود البريّة، مؤكدة سياستها القديمة أنها لا تقدّم هدايا مجانيّة للبنان من دون مقابل، طبعاً عدا عن أنّ موقفها الرافض لترسيم أو «تحديد» الحدود (كما طلب أمين عام «حزب الله» في حوار سنة 2006) مع لبنان هو موقف قديم ومعروف.

كان الرفض السوري لطلب لبنان مهيناً والمسؤوليّة في ذلك تعود إلى الرعونة السياسيّة والخفّة التي كانت تُدار فيها شؤون البلاد، وتعكس الحقد السوري الذي لا ينسى كيفيّة تصرّفه مع حلفائه وخصومه على حد سواء. ألم يسبق لدمشق أن وعدت عون بمعالجة قضيّة «المفقودين» في السجون السوريّة التي لم تقدّم له فيها أي معلومة مفيدة!

حتى في مسألة النزوح السوري إلى لبنان، وبمعزل عن بعض الآراء العنصريّة تجاه هؤلاء (كما تجاه اللاجئين الفلسطينيين)، هل يتوّقع اللبنانيون فعلاً أن يسعى النظام لإعادتهم؟ وأين أصبحت بيوتهم وأراضيهم وأرزاقهم؟ ومن يضمن سلامتهم من الملاحقات الأمنيّة أو التصفيات؟ ومن سيتولى إعادة إعمار سوريا في ظل الانسداد الكامل للعمليّة السياسيّة السوريّة وتعثّر مساري جنيف وآستانة إلى أجل غير محدد؟ ثمّة من يضع الشعب السوري أمام خياريْ التقسيم أو البقاء تحت سطوة هذا النظام (وما تبقى له من قوّة) وحلفائه الاقليميين والدوليين! يحق للشعب السوري أن يحلم بالتغيير الديمقراطي من دون أن يتعرّض للقتل، ولكن اليوم بات أقصى طموح المواطن السوري الحصول على رغيف الخبز وبعض الليترات من الوقود. ويحق للبنان أيضاً أن يتطلّع إلى علاقات سويّة مع سوريا بعيداً عن مناخات الهيمنة والسطوة التي مارستها دمشق على مدى عقود على لبنان، بما يتيح له الاستقرار من دون أن يشهد تدخلات سافرة وصلت إلى حد الإدارة اليوميّة المباشرة في حقبة الوصاية السوداء! طيّ تلك الصفحة إلى الأبد منوط بالأداء السياسي اللبناني أيضاً المطلوب إرتفاعه إلى مصاف الدولة التي لا نزال نبحث عنها!

 

تيار نحو الإنهيار

محمد علي مقلد/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

كلّ شيء فيه تافه، إلا أنّ انهياره سيكون صاخباً وقوياً. بعدما رُفع إلى القمة على سلم من السذاجة والوهم وحُمل على الأكتاف، ها هو آيل إلى السقوط. بعد الهزائم، وحدهم المستبدون يبقون في القمة، أو ينتحرون مثلما فعل هتلر. في أنظمة الاستبداد وحدها يتولى أبطال الحرب والتدمير إعادة البناء، أما في الديمقراطيات فلا يحتاج السقوط إلى زلزال مالي ونقدي ولا إلى جوع وفقر وموت على أبواب المستشفيات. يكفي حادث اصطدام بين قطارين ليستقيل وزير على الأقل إن لم تستقل الحكومة كلها.

كُثر من بين أفراده يتمتعون بكفاءات عالية، ولنا بين أعضائه أصدقاء أعزاء. لكن الخلطة في داخله لم تنجب غير التفاهة. والأمل معقود على الكفاءات والصداقات بألا يقرأوا التفاهة كشتيمة. إن هي إلا توصيف لسلوك سياسي تنقصه الكفاءة، يتجلى في أعمالهم وتصريحاتهم وفي مؤتمراتهم الصحافية أو في تعبيرات أفراده على وسائل التواصل. قيادة «التيار» رأت في تحرك ذوي الضحايا مؤامرة على عمل الوفد القضائي الأوروبي. حكم لا يقره منطق ولا يصدقه عقل. إحداهن قالت عن وليم نون، إنه «زبون، لكن من دون واو ونون». ذروة انعدام الأخلاق. أليست هذه المفردات من ثمار عبارات مثل «أوطى من بطن السقاية» و»تحت زناري». ماذا سيبقى إذا حذف معيار المنطق ومعيار الأخلاق من سلم القيم؟ لا شيء غير وهم لم يولد مع تسونامي في انتخابات 2005، بل مع حشود أطربتها حربا التحرير والإلغاء فصح عليها مثل الهر ولحس المبرد.

حكم «التيار» البلد مباشرة أو بالواسطة أو بالتشبيح والبلطجة منذ اغتيال رفيق الحريري حتى خريف 2022، وحين يسأل رأيه في الأزمة يصر على تحميلها لمن كان «إبراؤه مستحيلاً» ثم صار ممكناً بقدرة قادر وما القدرة إلا هوس السلطة الجارف.

في نهاية النصف الأول من ولايته لم ير الرئيس ميشال عون مستقبلاً للبنان غير الجحيم، وفي النصف الثاني «ناضل» بلا كلل لكي تتحقق بشارته، وعند خروجه من القصر طالب بانتخاب من يكمل ما أنجزه على رأس الجمهورية في السنوات الست وما أنجزه على رأس التيار في عقدين. «كنا في أحلى الفنادق جرجرنا التيار وحلفاؤه عالخنادق» ولا نظن العبقري زياد الرحباني يعترض على الاقتباس.

الاقترافات وتصنيفها شأن قضائي. هل هي خيانة وطنية أم انتهاك للدستور أم عمالة للأجنبي؟ أو هي مجرد مناكفات سياسية بين الخصوم. لكن البحث عن حل لأزمة لبنان المستدامة وغير المستعصية ينبغي حصره في مقومات بناء الدولة، وعلى رأسها الكفاءة وتكافؤ الفرص. «التيار» يشكو من فقر مدقع في هذا المجال، فتصرّف كسلطة من موقع المعارضة وكمعارضة وهو يمسك بزمام السلطة. «آه لو نتبادل الأوطان كالراقصات في المقهى»، قالها الشاعر محمد الماغوط عن يأس. رئيس «التيار» حارب الجميع بلا حساب، ثم صادقهم أو تحالف معهم بلا مراجعة. التقى بالإسرائيلي في الاحتلال وسعى، بحسب مزاعمه، إلى معاقبة سوريا في واشنطن، وكان قد انحاز إلى صدام، لقاء بدل مالاً وسلاحاً، ضد غريمه حافظ الأسد، وسبحان من جعله يبدل الأدوار كالراقصات في المقهى. انقلابات غير مقنعة نتساهل في تصنيفها نتيجة فقر في الكفاءة السياسية.

أمّا عن كفاءة بالمقلوب لدى خليفته فحدّث ولا حرج. وهذا موضوع مقالة لاحقة.

 

ولا لمبة ولا فيوز

سناء الجاك/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

يستنفر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، يشرّع الحرب المفتوحة على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وكلاهما يستعرضان قوتهما. لكن المفارقة تبقى في العضلات، التي كان يجيُّرها «حزب الله» لباسيل، ولكنّه بعد الجفاء الحالي بينهما، فضّل إعارتها إلى ميقاتي.

وبموجب هذه العضلات يستمر صراع الديكة بجلسة ثانية عنوانها «ملف الكهرباء» في ظل غموض مصير سلفة الخزينة بقيمة 62 مليون دولار لشراء الغاز أويل، المعلّق على حبال السجال السياسي حول إقرار السلفة بمرسوم في مجلس الوزراء أو خارجه. فيما البواخر تنتظر في البحر وتسجِّل غرامات تأخير.

صحيح أنّ هذا الصراع لا يتجاوز كونه تحدياً، ومهما كانت نتائجه فهي لن تثمر ولن تغني عن جوع. وبالتأكيد لن تحل واحدة من أصعب الأزمات المستفحلة التي يعاني منها اللبنانيون، الذين لا يحصدون إلا العتمة.

وصحيح أنّ مواقف كل المعنيين بهذا الملف مثيرة للغثيان، وكذلك موقف «حزب الله» الشعبوي الفارغ المضمون، الذي يدّعي الحرص على مصالح الناس. ويزايد ويتحدى بقدرته على حل هذه الأزمة بقبول العروض الإيرانية، مكرراً أنّ الجمهورية الإسلامية لطالما أبدت استعدادها لحل هذه الأزمة عبر بناء معامل إنتاج تعمل على الغاز، وقدمت خطة كاملة تتضمن إلى جانب المعامل الحديثة، شبكة نقل ومراكز استقبال وتوزيع. وأعيد طرح الموضوع خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير خارجيتنا عبد الله بو حبيب ونظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي زارنا من دون رسميات أو بروتوكول، وكرر وعوده بإغراقنا بالنور والطاقة والمن والسلوى... لولا أنّ هذه العروض دونها تبعات العقوبات الدولية على إيران. ولأنّ حبل الوعود الإيرانية قصير، فقد كاشفتنا «وول ستريت جورنال»، بمعلومات مفادها أنّ طهران عمدت إلى «تأديب» دمشق التي «تلعب بذيلها مع الأتراك برعاية روسية»، لذا أمسكت برقبة «النظام الأسدي» وضيّقت عليه في ملف صادرات النفط الإيراني إليه. وبعدما كانت تبيعها البرميل بنصف سعر السوق، أي بـ30 دولاراً، وبتوقيت دفع مرن، ومعظمه بالديْن، رفعت السعر إلى 70 دولاراً للبرميل، واشترطت دفع قيمة الشحنات المقبلة، مقدّماً ونقداً، وسط أزمة الوقود الحادة التي تعيشها سوريا.

لكن «النظام الأسدي» الذي يعاني مما يعانيه شقيقه اللبناني ليس فقط لجهة الكهرباء، ولكن لكل الجهات المنهوبة من السلطة على حساب الشعب في وحدة مسار ومصير، عالج هذه المسألة وبأفكار إبداعية يفتقر إليها الديكة المتصارعون في لبنان.

وبذكاء ودهاء قل نظيرهما، تفتق ذهن عضو مجلس الشعب السوري محمد خير العكام، عن نظرية تبرر انقطاع الكهرباء بالحرص على أموال الشعب، ذلك أنّ توفير التيار الكهربائي بشكل متواصل يفوق قدرة السوريين على تسديد فواتيره.

نقطة على السطر. بعدها لا لزوم للبحث في حلول لهذا الملف ما دامت العين بصيرة واليد قصيرة والرومنسية بسحرها تتجلى على ضوء الشموع. ربما نصل إلى هذا المخرج. ليس في هذه المرحلة بالتأكيد، إذا لا يزال في الجعبة ما يمكن نهبه من الأموال العامة الشحيحة وأموال المودعين. وبعدها لكل حادث حديث.

وحتى يُستكمل مخطط النهب، يبقى صراع الديكة بعضلات «حزب الله» المُجيَّرَة من ضفة إلى أخرى وفق مقتضيات المرحلة، وتبقى مواصلة تعبئة الفراغ بأرانب السلطة التي لا تزال تدهشنا بقدرتها على إشغالنا بإمعانها في الظلم والتعسف والتنكيل بضحاياها.

وحتى إشعار آخر، التيارات التي ستجرف اللبنانيين وتعلّق مصائرهم على خطوط التوتر العالي لا علاقة لها بالنور والطاقة. فلا كهرباء ولا لمبة ولا فيوز يحق للبنانيين أن يحلموا بها من هذه المنظومة التي «طلعت ريحتها».

 

الداخل مفقود والخارج مولود .... حيّ "الدوامرة"... النهار للمساكين و"الزعرنة بالليل"

نوال نصر/نداء الوطن/18 كانون الثاني/2023

في بقعة التقاء، بين النبعة وبرج حمود وسن الفيل، عند جانبي مقطع السكة الحديد بالتحديد، تتبعثر بيوت ومحال بشكلٍ فوضوي غريب عجيب. هناك، بين تلك البيوت، تحصل غرائب عجائب. وكلما تسلل الليل كلما أصبحت وكراً مفتوحاً على كل ما تتخيلون. فلنذهب الى هناك قبل غياب الشمس.

هو كانون الثاني، لكن صراخ الأهالي تعدى الأعوام الكثيرة وتضاعف في الأشهر القليلة الماضية مرات ومرات. نسأل عن «شارع الدوامرة» الذي سكنه ذات يوم مهجّرو بلدة الدامور (العام 1976)، فتشير الأصابع الى الجسر المعلّق فوق منطقتي برج حمود والنبعة. هناك، تحت الجسر، حيث النقطة الفاصلة بين برج حمود وسن الفيل، جنب النفايات المتكومة، تخشيبة تبيع فنجان القهوة بسبعة آلاف ليرة، ومقعدان حجريان يجلس عليهما رجال بلا أفق، بلا أحلام، بلا حاضر ومستقبل، ويتمنون لو ينسون الماضي ليتمكنوا من الصمود.

في انتظار إعاشة

نحمل في ايدينا ورقة وكاميرا فيهرولون وراءنا سائلين بلهفة: إعاشة... إعاشة... تلاشت أحلامهم الى حدود صندوقة إعاشة. يتململون حين يعرفون أن كل ما قد نقدمه هو «تظهير» شكل شوارع ما عادت تلائمهم. أحدهم يجلس على كرسي متحرك، في الستين من عمره، يتكلم عن والدته التي لديها محل سمانة في الشارع المحاذي. أنذرها صاحب الملك بالإخلاء لأنه يريد الإيجار بالدولار الطازج «كل الملاكين يريدون «الفريش» ولا أحد قادر على سداده إلا العمال الأجانب». رجل آخر يبتسم كثيراً ولو من قلب مجروح يسكن في الشارع «لا بيت لي. أنا بلا مأوى homeless . إسمي إسحاق أبراهيميان. كنتُ «مركّباتي» ألماس ودارت علي الدنيا. خضعت الى ثلاث عمليات في يدي اليمنى وأصبحت بلا عمل. إسألي عني. كلهم يعرفونني. أنا الآن أعمل في جمع التنك من الشوارع وأبيع الكيلوغرام الواحد، في بورة النبعة، بسعر 45 ألف ليرة» ويستطرد «مش أحسن من السرقة والشحادة». نشعر به وكأنه يريد تبرير عمله قبل أن يزيد «خسرت الكثير لكني لا أريد أن أخسر كرامتي». الرجال المتحلقون لديهم الكثير ليقولوه. هم يتحدثون عن «جهنم» يعيشون فيها مضاعفة. وكل همهم اليوم هو أن يجدوا من يمدّ لهم يد العون. «البارحة وصل بيك آب محمل إعاشة رجوت الصبية التي تحمل لائحة بأسماء محظية أن تسجل إسمي فأجابتني: مسيو ما هو رقم هاتفك؟ أجبتها: لو كنت أحمل هاتفاً لما طلبت إعاشة» يعلق أحدهم.

ندخل في اللبّ أكثر: ماذا عن كل الكلام عن دعارة تحصل في الشوارع المتفرعة؟ يقترب أحد الرجال منا كثيراً ويهمس: «لا أحد يمشي هنا ليلاً إلّا... (يقوم بحركة بيده نحو أنفه دلالة الى أن الليل لمتعاطي المخدرات). ويستطرد «البارحة دخل إبني الى البؤرة فلاحقوه... والله العظيم والله العظيم الداخل مفقود والخارج مولود». ندخل أو لا ندخل؟ تراودنا شكوك وتساؤلات كثيرة حول ما قد نجده في شوارع يفترض أنها شعبية. يطمئننا رجل آخر «التعاطي يحصل ليلاً. «الزعرنة» بالليل. أدخلوا وإذا تأخرتم نبلغ عن ذلك» يقول ذلك ضاحكاً. نتذكر المثل القائل «العيون تبتسم والقلوب دامعة».

كلّو دعارة

دخلنا الى شارع الدوامرة. ثمة محل مكتوب على زجاجه الخارجي: I love Ethiopia. نقترب منه. هناك فتاتان إثيوبيتان في الداخل. ماذا تفعلان هنا؟ تجيب إحداهن: «أنا صاحبة المحل وابيع الخبز الإثيوبي. الربطة الواحدة بعشرين الف ليرة». على الزجاج الخارجي إعلان: بيوت للإيجار. إعلانات الإيجار كثيرة في الشارع. بيوت ومحال معروضة للإيجار أو للبيع. وسكون كبير. إرموا الإبرة تسمعون رنّتها. نتوغل أكثر. ثمة محل يخرج منه صوت موسيقى مقفل بستارة حمراء. هو نايت كلوب يتلاءم مع المكان. هي في الأرقام منطقة 1 شارع 58. الشوارع رقّمتها - بالأجنبي- هبة أجنبية. رجلان يجلسان على كرسيين أمام محل لبيع مواد الكسر: نحاس أصفر، أحمر، رصاص، دواخين للسيارات... سوريان هما. نسألهما عن أحوال الشارع فيجيبان بقلق: لا شيء نافر. الزعران من كل الجنسيات. ونحن لا نخرج ليلا تجنباً للمشاكل. والبلد فالت». لا أحد يريد الغوص أكثر في ما يحدث. إمرأة مسنة تقف أمام صالون حلاقة. تبدو كأنها تعرف الكثير لكن من يتكلم هو إبنها فقط. يخرج ابنها الحلاق من صالونه المتواضع معرفاً عن نفسه: «أنا اعمل أيضا لمصلحة مكتب شرطة الآداب». نسأله عن الحيّ فيجيب بالمختصر المفيد: «كلو دعارة» يضيف «الأفريقيات يعملن في الدعارة والزبائن رجال مسنون يملكون المال. داهمت شرطة الآداب الحيّ منذ أيام وأخذت نحو مئة فتاة وهناك مئات بعد. وهذا الأسبوع، خلال اليومين المقبلين ستحصل مداهمة جديدة. إنهن موجودات عند مقطع السكة، في المباني جنب محل الست آمال. وليلا تحصل عمليات تشليح كثيرة هنا. ورئيس البلدية نائم».

رئيس بلدية سن الفيل هو نبيل كحاله. إتصلنا مراراً ولا أحد يجيب. لا أحد ينفي أن منجزات البلدية كثيرة لكن هذا الحيّ خرج عن طوعها. ما يحدث في البلد بات بحجم جهنم كبيرة كبيرة.

فلنعد الى الواقع، الى الأرض، الى جنبات بيوتات الدعارة بين البيوت السكنية. نصل الى ميني ماركت الستّ آمال. هنا، في الشارع المتفرع، مبان متلاصقة مليئة بالفتيات العاهرات. ندخل الى الميني ماركت. هناك رجل يُمسك بكتاب، صفّ روضة، باللغة الفرنسية، وحوله فتاتان. نسأله عن أحوال الحيّ؟ يجيب بسرعة «تعتير» قبل أن يستطرد «مشغول، لا أستطيع الكلام. أعلّم بناتي». نسأله عن الست آمال؟ يجيب «ترتاح في البيت». لا شيء ظاهراً يوحي بأننا في بوتقة دعارة. في المقابل، كل شيء يشي بأننا في مكان مليء بالغموض. وبين واجهة دكانة وواجهة دكانة أخرى هناك إعلان إيجار. هنا، في شارع عبد الحميد كرامي، حصلت قبل أسبوعين جريمة قتل. سوري طعن إبن عمه السوري على الطرق. هناك، بالقرب من ملبوسات أبو عباس مبنى تسكن فيه حبشيات ينغلن في الليل ويسترحنّ في النهار. ثمة إثيوبية خرجت للتوّ من سوبرماركت مجاورة حاملة ربطة خبز. نسألها عن الحيّ وناسه وأموره تجيب بحذر: «أنا هنا في ضيافة قريبتي» وتغادر. تمثال كبير للسيدة العذراء عند مقطع السكة وتمثال لمارالياس الحيّ. وكثير كثير من السكون الذي لا يُشبه ضوضاء التفاصيل المحيطة على بعد أمتار. ندخل الى ميني ماركت عساف. نخرج منه لندخل الى محل الكندرجي. نخرج منه لندخل الى صالة التدليك. نخرج منها لندخل الى صالون تزيين شعر الإثيوبيات وثياب «البالة»وأدوات الصحية المستعملة وباعة التنك... محلات تتزاحم وتتجاور لكن بلا زبائن، ولا يُضاهيها إنتشاراً إلا المحال المقفلة التي تنتظر شارياً أو مستأجراً. الحيّ، حيث نحن، مملوك من لبنانيين من كل الطوائف، سنّة وشيعة ومسيحيين. يُخبر صاحب أحد المحال الغذائية ذلك بفخر. هو الأمر الوحيد الجميل في ذاك الحيّ. لكن، ما هو سيئ أن كل المالكين، من كل الطوائف، قرروا أن لا يؤجروا إلا لحاملي الدولارات الفريش. وفي حال المباني التي يملكونها فهي لا تليق إلا بالأفريقيات ومشغليهن. وهذا ما كان.

نبحث عن الحبشيات عبثاً. هنّ يعلمنَ أن الشارع بات خطراً عليهنّ. و»هناك دوريات أمنية تصل يوماً بعد يوم- يبقى عناصرها نحو ثلاثين دقيقة - ثم تغادر. يبدو أن صراخ الأهالي سُمع قليلا لكن، تستمرّ المنطقة خطيرة». تتحدث إمرأة تمرّ مسرعة في المكان.

ثلاثة أطفال يلعبون أمام متجر لبيع المواد الغذائية، يطرحون على بعضهم حزازير: واحد يملك خمس تفاحات أعطى ثانياً أربع فكم تفاحة بقي معه؟ يجيب رفيقه: تفاحة واحدة. يردّ ضاحكا: غلط. يحاول الطفلان الآخران حلّ الحزورة عبثاً وحين يقولان: «كعينا» يجيبهم السائل: خمس تفاحات فهو عاد وسرقها مجدداً. حزورة قد لا نسمعها إلا من أطفال هذا النوع من الأحياء. تتكرر قصص الإيجارات هنا. أحد أصحاب المكاتب العقارية المجاورة أمضى أكثر من ستين عاماً في محله ودارت الدورة عليه الآن. يقول: «أنذرني صاحب الملك بالإخلاء لأنني لم أنزل، شهور عدة، الى محلي عام 2020 بعدما توفيت زوجتي. والآن أنا أمام المحاكم». نشعر نحن ونستمع إليه بأغنية سلوى القطريب «جبنا الأقرع تيشجعنا كشّف على القرعة وفزّعنا ...». هو سمسار عقارات ومشكلته كبيرة. نحاول أن نتجاوزها بسؤالنا: ماذا عن السوق العقارية في هذه النقطة الجغرافية؟ يجيب: هناك محال كثيرة معروضة للإيجار لكن أصحابها لا يقبلون إلا بمن يملك «الفريش»، والمستأجرون يريدون أن يفتحوا «أراكيل». لا شيء يمكن فتحه هنا غير ذلك». يتسلل الليل. هل نتابع جولتنا؟ نصيحة أحدهم لنا: غادروا قبل أن تغيب الشمس لأن الأمور قد تخرج عن السيطرة في الظلمة. نغادر وفي البال، أحياء يفترض أنها سكنية في قلب البلد، ألف سؤال وسؤال. نغادر بعد أن أعلمنا أن «الوقت قد حان لظهور العاهرات»

 

تحالف المنكوبين

طارق الحميد/الشرق الأوسط/19 كانون الثاني/2023

في الوقت الذي يدور الحديث فيه عن تقارب تركي مع النظام الأسدي، بمباركة إيرانية، ووساطة روسية، يبدو أن ما يجمع هذا التحالف الأسدي – الإيراني – الروسي، هو الضعف وليس القوة؛ إذ إنه تحالف المنكوبين. مثلاً، يعلن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن استعداد بلاده لتزويد لبنان بالوقود، وتأهيل منشآت الطاقة الكهربائية، في حين تقول صحيفة «وول ستريت جورنال»، إن إيران توقفت عن تزويد سوريا بالنفط بأسعار رخيصة. وتقول الصحيفة الأميركية إن طهران أبلغت النظام الأسدي بأنه يجب أن يدفع مقابل تزويده بشحنات نفط إضافية. والأدهى من كل ذلك أن إيران نفسها تعاني من أزمة انقطاع للغاز بالأراضي الإيرانية. والأمر الآخر هنا أن الأسد نفسه بدأ يقلل من احتمالية التقارب مع تركيا، وحدد شروطاً لذلك، منها إنهاء «الاحتلال التركي» للأراضي السورية، وضرورة التعاون فيما سماه ملف «الإرهاب».وهذه الشروط لن تُحل بالتفاوض التركي - الأسدي، وإنما من خلال الضغوط الروسية؛ إذ تسعى موسكو لتحقيق هذا التقارب التركي - الأسدي، والسبب خلف ذلك هو رغبة موسكو بتسخير كل قدراتها للحرب في أوكرانيا. والمعلومات المتوافرة تقول إن الروس ينوون نقل بعض معداتهم وقواتهم من سوريا إلى الجبهة مع أوكرانيا، وبالتالي فإنهم يبحثون عن «تفاهمات» تركية – أسدية؛ لكي لا تملأ إيران الفراغ الذي سينتج عن الانسحاب الروسي بسوريا. وهنا يكون التساؤل حول جدية هذا التحالف الإيراني - الروسي، وهو تحالف الضرورة بسبب الأوضاع الداخلية في إيران، والتي تحرج نظام الملالي الذي بات يصطدم بالأوروبيين من ناحية، كما تضاءلت فرص طهران للتوصل لاتفاق مع الأميركيين حول الملف النووي. وعليه، فنحن هنا أمام حلفاء، روسيا – إيران - الأسد، لا يستطيعون الإيفاء بالتزاماتهم لشعوبهم، ولا لبعضهم البعض، وتنعدم بينهم الثقة، وكل قوتهم تقوم على أن القوى الدولية لا تملك استراتيجية حقيقية للتعامل مع الروس والإيرانيين، وبالطبع النظام الأسدي، وهو الهش فيهم. كل ذلك يقول لنا إن كل معركة خارجية هي معركة خاسرة؛ لأن المعركة الأساس هي معركة بناء الداخل؛ داخل كل دولة على حدة، وليس التوسع والتمدد، من خلال الحروب والمؤامرات.

وتقول لنا أيضاً إن قوة كل نظام تنبع أساساً من قوته الداخلية، اقتصادياً، وسياسياً، واجتماعياً، وليس عبر الميليشيات، والمتاجرة بأرواح البشر، واللعب بورقة الطائفية، والإرهاب، والاغتيالات، وغيرها. كما تظهر لنا أن تحالف الضرورة هذا، أو تحالف المنكوبين، غير قابل للاستمرار، أو النجاح، وإن أحدث أثراً، فسوف يكون تدميرياً لدول التحالف نفسها، ومهما بلغت الأضرار على الآخرين؛ فالخاسر الأكيد في النهاية هو أطراف هذا التحالف. وسيكون أكبر الخاسرين في هذا التحالف هو أضعف حلقة فيه، وهو النظام السوري الذي لا يملك من أمره شيئاً وسط السطوة الروسية بدمشق، والتغلغل الإيراني الذي بات واقعاً في سوريا التي تعاني أكثر من العراق سياسياً، أو لبنان اقتصادياً وسياسياً. صحيح أن في لبنان فراغاً رئاسياً، لكن بسوريا رئاسة دون دولة، هيكلياً وجغرافياً؛ لذلك فنحن إزاء حلف غير قابل للاستمرار، مهما قيل ويقال.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

"باسيل تحت خطر الإغتيال": علي الأمين يحذّر من "الإنفجار الأكبر" ويؤكّد: لا رئيس!

"سبوت شوت"/الاربعاء 18 كانون الثاني 2023

أكّد الصحافي علي الأمين, أن "هناك تضخيم في النقاش حول ميثاقية جلسة مجلس الوزراء أو عدمها وهناك محاولة لإلهاء الناس في هذا الجدل". وفي حديث لـ "وجهة نظر" عبر "سبوت شوت", قال الأمين: "اتفاق مار مخايل كان مطلوب في لحظة سياسية معيّنة, الحزب يريد غطاء مسيحي, في الوقت التي كانت قوى 14 أذار في قوّتها, وكان في حاجة ملحّة لهذا الغطاء المسيحي". وأضاف, "رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والرئيس السابق ميشال عون, كانا بحاجة لهذا الدعم الشيعي من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية, وخلال حكم عون, وفّر كل الإمكانيات التي أدت إلى السيطرة على معظم مؤسسات الدولة, وبالتالي, التيار لم يعد حاجة ملحّة لحزب الله". ولفت الأمين, أن "الإتفاق مات في المضمون, التيار الوطني الحر وباسيل لا يريدان أن يموت بالشكل, لأن أي خروج منه يعني أنه لم يعد للتيار أي حليف او صاحب". وأكمل، "حزب الله على الرغم من كل المواقف التي ضده لكنه قادر على أن يكوّن علاقات مع كل الأطراف, وفي الوقت نفسه التيار عاجز عن ذلك". وفي حال انتهي تفاهم مار مخايل, رأى الأمين أنَّ "التيار هو المتضرر الأكبر, لأنه سلّم مقاليد السلطة لحزب الله, الخيارات الثانية لحزب الله مفتوحة امامه مع بكركي وحتى مع القوات اللبنانية, وإمكانية فتح قنوات على القوات واردة وليست مستحيلة".

ورداً على سؤال, أكّد أن "باسيل لا يتجرأ على الخروج من عباءة نصرالله". وقال: "جبران باسيل نشأ بحضن حزب الله, وإذا قمنا بمراقبة المسار السياسي نراه أنه ترعرع في هذه البيئة, وهو يعلم جيدا ما يعني أن يدير ظهره للحزب". وبتحليل الأمين, "الحزب يعتقد أن انتخاب الرئيس لن يغيّر في واقع الحال شيء, وهو يريد رئيس جمهورية ضمن صفقة إقليمية دولية". وتابع، "كل شيء يدل على أن انتخاب الرئيس بعيد, لأن مجرد الذهاب إلى مجلس الوزراء بهذه الطريقة تدّل على أن هذه القصة طويلة". وختم الأمين بالقول, "طالما أننا نعيش في جو محتقن, فمن المفترض أن يكون هناك لحظة انفجار, وهذه المرة سيكون الإنفجار أشد وأقصى بمعني أنه من الممكن أن نرى مشاهد عنيفة أكثر تجاه المنظومة الحاكمة, ومن الممكن أن تكون انتفاضة مدمّرة في بعض الأماكن".

 

جعجع خلال اجتماع "الجبهة السيادية": حذار التباكي زورا على لبنان والتقسيم لان هذا الكلام غير وارد اطلاقا

وطنية/18 كانون الثاني/2023

استغرب رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع من "انخدش شعوره الوطني من كلامه الاخير فيما لم ينخدش امام اذلال اللبنانيين"، محذرا من "التباكي زورا على لبنان والتقسيم، لأن هذا الكلام غير وارد على الاطلاق". وكشف ان "البحث قائم على تركيبة متحركة جديدة داخل الدولة تؤمن مصالح الشعب اللبناني وتمنع اي فريق من تعطيل حياته". وقال جعجع خلال الاجتماع الدوري لـ"الجبهة السياديّة من أجلِ لبنانَ" الذي عقد في معراب، بحضور النائبين كميل شمعون وزياد الحواط: "في الليلة الظلماء يُفتقد البدر". في هذه الأيام السوداء انتم تقومون بدور غيركم من الشخصيات الاجتماعية والسياسية وحتى الاعلامية، فقد أخذتم على عاتقكم طرح القضايا كما هي، في محاولة للوصول الى الحل المطلوب".  وتوقف عند ردود الفعل التي أتت عقب مقابلة له عبر "الجديد" الأحد الماضي، فقال: "يبدو ان الكلام الوارد فيها خدش الشعور الوطني للبعض فـهبوا "فرد هبة" و"لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى"، في الوقت الذي لم يُخدش ابدا عند رؤية بعض اللبنانيين يبحث عن الطعام في النفايات او ينتظر امام المصارف ليشحذ 100 دولار من امواله وتعويضه او يقف في الطوابير خارج الصيدليات بحثا عن دواء وحليب، ولكن جل ما استفزهم التعليق على هذا الوضع الذي لم يعد مقبولا ويحتم علينا اعادة النظر بتركيبة الدولة بعد النتيجة التي وصلنا اليها". أضاف: "حكومة تصريف الاعمال خير دليل على ذلك، فهي المعروفة بأنها "حكومة اللون والفريق الواحد"، ولكن رغم ذلك لم تستطع التوافق على قضية بسيطة اوالتفاهم على رأي واحد، فيما الشعب يتوجع ويتألم وتتفاقم مصائبه يوميا". وتابع: "ان المسؤولين في الدولة كانوا على علم منذ اكثر من 5 سنوات بالمشكلة بسبب المؤشرات المالية والاقتصادية وامور اخرى، ولكنها باتت أزمة معلنة منذ اكثر من ثلاث سنوات واصبح الجميع يدرك مدى حِدّتها وقساوتها وتأثيرها على اللبنانيين كافة في مختلف المناطق".  وسأل: "هل يُعقل الا يؤخذ ايُّ تدبيرٍ جدي بالاتجاه المطلوب والاكتفاء بـالترقيع منذ ذلك الوقت؟ فهل تجرأ اي مسؤول، من اكبر الهرم الى اسفله، على توقيف التهريب او ضبط المرفأ والمطار والحفاظ على سياسة لبنان الخارجية ولا سيما مع دول الخليج، لاهمتيها الاستراتيجية؟".

وقال: "منذ اللحظة الاولى ادركنا خطورة الوضع ورأينا ان العُطب بالمسؤولين، اذ ان الاكثرية الوزارية ورئيس الجمهورية الموجود نتاج اكثرية نيابية تعجز عن تحقيق اي تحسّن، من هنا طالبنا مرارا وتكرارا بضرورة الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة ولكن ما من مستجيب باعتبار ان اكثرية القوى لم ترغب بذلك، فما كان علينا سوى انتظار موعد حصول الانتخابات في مواعيدها الدستورية".

اضاف: "خضنا افضل انتخابات وكانت مقبولة بكل المقاييس، نتج عنها المجلس الحالي الذي ومن اللحظة الاولى حاولنا العمل مع كل مكوناته بالوسائل الممكنة، باستثناء فريق الممانعة لانه اصل البلاء، ولكن للاسف مضى قرابة الثلاثة اشهر، الى جانب مدة المهلة الدستورية، والى الآن لم ننجح في انتخاب رئيس جديد للبلاد. لذا نسأل: هل يُعقل ان نصل الى وضع اسوأ من تلك التي نعيشها؟ وبأي منطق يُفسّر هذا الفراغ في ظل وجود مجلس جديد؟ هنا استذكر من عايش جيل المجاعة في لبنان، حرب 1914-1918 ، الذي لم يشهد مثل هذا الدرك". واستغرب "من يطالعنا بنظريات بعيدة كل البعد عن الواقع والمنطق والدستور والحقيقة والحق ويتحجج بتركيبة لبنان التي تُحتّم علينا التوافق، بيد أنه مؤمنٌ في تركيبة مجلس النواب". وقال: "بعد كل ما رأيناه، نطرح على انفسنا وعلى جميع اللبنانيين اين الأمل؟ ما الذي قد يتغير في ظل التركيبة الحالية؟ الجواب بسيط: سيستمر محور الممانعة بالتعطيل تحت شعارات مختلفة، ويساعدهم للأسف، صديقنا الرئيس نبيه بري الذي كان بإمكانه من اليوم الأول التمسّك بجلسة انتخاب مفتوحة وعدم الخروج منها الا عند تحقيق المبتغى، وتسمية كل من يخالف".

اضاف: "سيستمرون بالتعطيل الى ان نتعب ونيأس ونهاجر ونستسلم فنرضخ بانتخاب مرشحهم، او في أحسن الاحوال يعيدون طرح الحوار، ولو انهم يتحدثون عنه زورا، ليناقشوا معنا امورا تعنينا في الوقت الذي يرفضون فيه اي حوار بالامور التي تعنيهم ويستمرون بالتسلط على الدولة وصلاحياتها، اي ما لهم لهم والقليل الذي تبقى لنا يريدون مقاسمتنا إياه، وبالتالي في حال اعتمدوا منطق الغش وتوجهوا الى عقد حوار وتوافق في ما بينهم، فالنتيجة ستكون "رئيس ليس كالرؤساء" يجلس في قصر بعبدا "لا بيقضي ولا بيمضي ولا طعم له او لون او رائحة ولا يؤثر باي شيء"، هذا الامر ما هو الا استمرار للوضع على ما هو عليه او تفاقمه بمجرد عدم اتخاذ اي تدابير فعلية او خطة انقاذية واضحة". وتابع: "ما نسعى الى القيام به ليس مع الحلفاء فقط بل مع جميع اللبنانيين المتألمين حقيقة من هذا الوضع، لا مع المستفيد منه لمصالحه الاستراتيجية. إنهم يتجاهلون الوضع المعيشي القائم، وجل ما يهمهم ان محور الممانعة "ماشي حالو" من هنا الى دمشق مرورا ببغداد وصولا الى طهران، حيث طمأننا الشيخ نعيم قاسم ان النظام في ايران لن يسقط". وحذّر من "التباكي زورا على لبنان والتقسيم"، وقال: "هذا كلام غير وارد على الاطلاق لأننا نحن تحديدا جماعة الـ10452 كلم2، وهذه ثابتة بالنسبة لنا والشعب اللبناني كله شعبنا. والتركيبة التي ستؤمن مصالح اللبنانيين اكثر ستكون متحركة وستُبحث مع الآخرين بعد ان اثبتت هذه التركيبة فشلها". اضاف: "ان استدركوا الامر وافرجوا عن الاستحقاق الرئاسي خلال الاسابيع القليلة، ولو ان مصير جلسة الغد كسابقاتها، بالتالي طرحنا لا علاقة له بلبنان الواحد، لأن الشعب هو واحد، بل يهدف الى طرح تركيبة جديدة داخل الدولة تمنع اي فريق او حزب او زعيم من تعطيل حياة كل اللبنانيين وتهجير ابنائهم وارسالهم في قوارب الموت". وكشف في نهاية كلامه عن "البدء باجتماعات داخلية وتشاورات حتى الوصول الى تركيبة أفضل تمنع اي فريق من تعطيل البلد".

البيان

بعد ذلك، تلا عضو "الجبهة السيادية" بسام خضر آغا البيان، وقال: "أظهرت كل التطورات والأحداث السياسية منذ العام 1990، أولا عندما كان النظام السياسي ممسوكا من الاحتلال السوري للبنان، وبعد خروج الجيش السوري منذ العام 2005، ثانيا مع محاولة "حزب الله" استنساخ التجربة السورية، وبالتالي أظهرت أن محور الممانعة بشقيه السوري والحزب وتواطؤ بعض القوى والكتل معهما يحول دون قيام دولة فعلية تعيد إلى اللبنانيين الاستقرار المالي والسياسي والازدهار وانتظام الحياة الدستورية، خصوصا أن الأزمات المتناسلة وصلت إلى حدود لم تعد تطاق شعبيا".

وأطلق آغا باسم الجبهة "صرخة أخيرة من معراب، من أجل إعادة الحياة إلى الدولة اللبنانية من خلال انتخاب رئيس جمهورية إصلاحي وسيادي، ودعت بالمناسبة إلى الاقتراع للمرشح ميشال معوض الذي يجسد صفتي السيادة والإصلاح، ومن لا يريد الاقتراع له عليه أن يرشح من يمثل توجهه السياسي من أجل أن يقول البرلمان كلمته". وشدد على أن "الدساتير وضعت لتطبق لا لتعلق، والمهل الدستورية يجب أن تحترم لا أن تخرق عن طريق التعطيل المتمادي الذي يتكرر عند كل استحقاق دستوري في ضرب ممنهج للدستور والآليات الديموقراطية التي يشكل الالتزام بها مدخلا لاحترام المهل وإتمام الانتخابات على غرار ما حصل مؤخرا في انتخاب مجلس النواب الأميركي رئيسا له".

كما ,جدد تأكيد "رفض الجبهة السيادية للشغور ولرئيس جمهورية ممانع، ولتعطيل الدستور ولمصادرة المؤسسات الدستورية من خلال قوى تنتهك الدستور وتنقلب عليه، ورفضها لإبقاء لبنان رهينة وساحة وترك الشعب يتخبط في أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية لتبقى التركيبة اللبنانية منتهكة من حزب الله".

وأعلن باسم الجبهة أن "كل الخيارات السياسية مفتوحة في حال استمرت المراوحة الحالية أو إذا وضع محور الممانعة يده على موقع رئاسة الجمهورية بشكل أو بآخر".

وقال: "إن الجبهة لن تقبل بسياسة الأمر الواقع التي أدت إلى تجويع اللبنانيين وعزل الدولة وفشلها، وتؤكد ان إعادة البناء الجدية للدولة اللبنانية تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية وبعدها تكليف رئيس حكومة وتأليف حكومة، لأنه يستحيل وضع البلد على طريق الانقاذ سوى من خلال سلطات دستورية لا أولوية لها سوى لبنان، ولا تركن في ممارساتها سوى للدستور، ولا تبدي أي مصلحة على حساب مصلحة لبنان والشعب اللبناني. وتعتبر ان الخروج من الوضع الاستثنائي الذي نعيشه يحتم تضافر الجهود وتوحيد الرؤية والهدف والخطة والطريق للوصول إلى بر الأمان".

وختم: "الجبهة تجدد انفتاحها ومد اليد لكل من يرى نظرتها وتشخيصها لطبيعة الأزمة ومقاربتها للخروج منها، وتعلن بأنها ستعمد إلى الاتصال بكل القوى السيادية والتغييرية والمستقلة والمرجعيات الروحية على اختلافها من أجل التهيئة لانتفاضة ثالثة وثابتة تعيد الأمل للبنانيين بوطنهم ودولتهم".

 

المطارنة الموارنة حذروا من إحداثِ فراغٍ في المناصب المارونية وشجبوا عرقلة التحقيق في تفجير المرفأ والتوقيفات الكيدية

وطنية/18 كانون الثاني/2023

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.

بيان

وفي ختام الاجتماع، أصدر المطارنة بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر، وجاء فيه:  

١ً- إستمع الآباء من صاحب الغبطة إلى الأجواء التي رافقت زيارته الراعويّة والرسميّة إلى العاصمة البريطانية. وأبدَوا ارتياحهم إلى نتائجها، ولاسيما على صعيد حضور لبنان على رغم الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها، وتأكيد المسؤولين السياسيين والروحيين هناك وقوفهم إلى جانبه في محنته المُتمادِية.

٢ً- يشجب الآباء بشدةٍ عرقلة التحقيق في قضية تفجير مرفأ بيروت. ويدينون التوقيفات الكيدية التي يتعرّض لها أهالي الضحايا. ويدعون مجددًا السياسيين، خصوصًا مع وصول الوفد القضائي الأُوروبي، إلى رفع يدهم عن القضاء ليواصل عمله من أجل كشف ملابسات هذه الجريمة ومحاكمة المُذنِبين وتبرئة الأبرياء بما تُحدِّده القوانين المرعية الإجراء. ويعلنون وقوفهم حتى النهاية إلى جانب أبنائهم وبناتهم الصارخين بوجعهم في الشارع تحقيقًا لانضباط سير العدالة.

٣ً- يُبدي الآباء تخوُّفهم من ترحيل انتخابِ رئيسٍ جديد للبلاد إلى أمدٍ لا يعرفه أحد، ولا يجلب على اللبنانيين سوى المزيد من المُعاناة. ويُكرِّرون مطالبتهم المجلس النيابي بتحمُّل مسؤولياته على هذا الصعيد، والمُسارَعة إلى بت هذا الاستحقاق الدستوري الأساسيّ، درءً لمزيدٍ من التدهور والإنهيار.

٤ً- إنّ التمادي المقصود في شغور سدّة الرئاسة يولّد أزمة دستوريّة على صعيد الحكومة المستقيلة. فوفقًا للتوافق الجاري، واستنادًا إلى الإجتهاد والفقه القانوني والنقاش الأكاديمي، لا يحقّ لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للإنعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء،عملًا بالمادّة 62 من الدستور. ومن الواجب العودة إلى الإجتهاد الدستوريّ من أجل تحديد الإطار القانونيّ "لتصريف الأعمال العاديّة و"الأعمال المهمّة" و"حالات الطوارئ"، منعًا لخلافات البلادُ بغنىً عنها.

- يُحذِّر الآباء، مع صاحب الغبطة، من وجودِ مُخططٍ مرفوض، لإحداثِ فراغٍ في المناصب المارونية خصوصًا والمسيحية عمومًا في الدولة. وإنْ دلّ ذلك على شيء، فعلى نيّة خفيّة ترمي إلى تغيير هويّة لبنان المبنيّة على الحريّة وصون كرامة المواطنين، وهي قضيّة لبنان الأساسيّة، كما ترمي إلى تلاشي الدولة اللبنانية وصولاً إلى وضع اليد على أشلائها. وهو ما سيتصدّى له اللبنانيون واللبنانيات بكلّ قواهم.

- يتخوّف الآباء من تفاقم الأوضاع الإقتصاديّة والماليّة والاجتماعية، بما يتجاوز الحدود التي لا يعود ينفع حيالها أيّ علاج. ويدعون الى إيلاء الجانب الإجتماعي  أولوية على ما عداه.  ويُخاطِبون ضمائر المسؤولين اللبنانيين وأصدقاء لبنان عربًا وأجانب، سائلين إنهاء مسلسل الكوارث الحالّة به، قبل أن يستحيل غضب المواطنين انتفاضة كبرى لا تتوقّف إلا بتوقُّف التضحية ببلادهم على مذابح الأنانيات والمصالح الخارجية والداخلية.

- يوجّه الآباء تهنئتهم الى أبنائهم واللبنانيين كافة بالسنة الجديدة التي بدأت، راجين الله أن تكون فاتحة أمل ببدء انتهاء محنة البلاد التي طالت وتمادت، ويحثون الجميع على تكثيف صلواتهم وتضحياتهم كي يمن الله بالسلام والإستقرار على وطننا وعلى العالم أجمع. وفي أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين فإنّهم يدعون أبناءهم وبناتهم، إكليروسًا وعلملنيّين، للمشاركة في صلاة الكنيسة الجامعة لهذه الغاية التي من أجلها صلّى المسيح الربّ: "أيّها الآب القدّوس، ليكونوا واحدًا كما نحن واحد" (يو 17: 11)، وللعمل معًا من أجل تحقيق هذه الوحدة".

 

معوض بعد اجتماع كتلة "تجدد": إذا تم التوافق على مرشح آخر يستطيع تأمين أصوات أكثر مني أنا مستعد لأكون رأس حربة في مشروع إيصاله لسدة الرئاسة

وطنية/18 كانون الثاني/2023

أكد رئيس "حركة الاستقلال" النائب ميشال معوض أنه "عندما قدمت ترشيحي للرئاسة كنت عالما بالصعوبات التي ستواجهني، إذ لست بجديد على السياسة اللبنانية، وكنت عالما بقواعد اللعبة التي سيوجهوننا إليها فالمخطط واضح ومكرر".

 وقال خلال مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء اجتماع "كتلة تجدد"، عرض خلاله بعض النقاط الأساسية المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي: "منذ انعقاد آخر جلسة رئاسية أي منذ حوالي الشهر، كتبت العديد من الأمور حول هذا الاستحقاق بعضها إيجابي وبعضها منظم ضدي ولهذا كان من الضروري وضع النقاط على الحروف".  واوضح معوض أن "المرحلة الأولى من المخطط هي البدء بالتصنيفات، فمن يؤيدهم يكون مرشحا توافقيا ومن يعارضهم يكون مرشح تحد، والمرحلة الثانية الدعوة للحوار تزامنا مع تعطيل الدستور والحياة السياسية وتسخيف الاستحقاقات، وصولا لانتخاب رئيس جمهورية صوري أو خاضع وفي كلتا الحالتين لن يكون حلا للبنانيين".  ولفت الى أن "هذا المخطط ينطبق أيضا على تحقيقات جريمة انفجار مرفأ بيروت".  واشار معوض الى أن "الصعوبات لكسر هذا المخطط واضحة، بظل ميزان قوى يتمثل بسلاح "حزب الله" ووضع يده على المؤسسات، وميزان قوى آخر يتمثل بتشتيت المعارضة". وفي هذا الإطار، كشف رئيس "حركة الاستقلال" أن "الأسهل بالنسبة إلي هو التنحي لتفادي معارك الطحن السياسية"، موضحا أنه "يجب أن نعي أن الحرب التي تخاض ليست ضدي كشخص بل ضد الخيار الذي أمثله والذي يؤيده معظم اللبنانيين".

 واعتبر أن "الخضوع لهذا المخطط لن يكون إلا مزيدا من ضرب السيادة والاستقرار والعزلة التي نعيشها، إذ لا حل الى بالعودة الى الحضن العربي والغربي".  وتابع: "كما يؤدي هذا المخطط الى مزيد من انهيار الدولة ومؤسساتها أي مزيد من التشنجات الطائفية والفوضى، والى عرقلة العدالة كما يحصل في تحقيقات المرفأ واستدعاء وليم نون، كما يؤدي الى مزيد من التفقير والهجرة، والى ضياع أموال المودعين".  وشدد معوض على أنه "يجب عدم تكرار تجربة العام 2016".  الى ذلك، لفت معوض الى أن "هناك 5 نقاط يجب توضيحها، الأولى هي أن ترشيحي ليس ترشيحا شخصيا لمجرد الحصول على الموقع|، بل إنه وفق خيار وحل واضح"، معلنا أنه "لا يقبل إلا بان ينتخب على أساس هذا الخيار والحل". وأردف: "النقطة الثانية، هي أنني لن أساوم على الثوابت التي ترشحت على أساسها ولن يأخذوا إمضائنا لإيصال رئيس خاضع تحت شعار التوافق، وليتحملوا وحدهم مسؤولية الانهيار".

 وأكد أنه "ما من خطة ألف وباء وجيم ودال بل الخطة واحدة إيصال رئيس سيادي إصلاحي إلى سدة الرئاسة"، مشددا على أن هدفه "إيصال خيار وليس شخص، وإذا تم التوافق على مرشح آخر يستطيع تأمين أصوات أكثر مني، أنا مستعد لأن أكون رأس حربة في مشروع إيصاله لسدة الرئاسة". كما وتوجه معوض للنواب، قائلا: "الوقت حان ليتحمل كل نائب مسؤولياته تجاه الشعب والتاريخ، فكل نائب يساهم بالتعطيل بورقة بيضاء بالدورة الأولى وبالهروب في الدورة الثانية يكبد اللبنانيين ملايين الدولارات من ودائعهم ويزيد من مأساتهم، "هيدي مش لعبة والوقت مش للمزح وللألاعيب"".

 وتوجه لنواب المعارضة، مؤكدا أنه "بغض النظر عن تنوعنا او اختلافنا بخريطة الطريق إنما نحن نتشارك نفس الآمال للبنان من هنا لا يمكنكم البقاء على ضفة التاريخ والبقاء متهربين من مسؤولياتكم". وشدد على أنه "يجب محاربة التعطيل والتسخيف"، معتبرا أن "الهدف منهما إخضاعنا"، كاشفا أنه "خلال الأعياد قمنا باتصالاتنا ككتلة "تجدد" لبحث الخيارات والنقاش سيتحول الى مبادرة مشتركة بعنوان واضح "لا للخضوع لا للتعطيل ولا للتسخيف".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18-19 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115051/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1663/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 19/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115053/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-18-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/