المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 15

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january15.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يُضَيَّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ولكِنَّنَا لا نُسْحَق، نَحْتَارُ في أَمْرِنَا ولكِنَّنَا لا نَيْأَس، نُضْطَهَدُ ولكِنَّنَا لا نُهْمَل، نُنْبَذُ ولكِنَّنَا لا نَهْلِك، ونَحْمِلُ في جَسَدِنَا كُلَّ حِينٍ مَوْتَ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

دموع أم وليم نون تحكي كل ما يجب أن يقال عن ظلم وفجور وإرهاب الإحتلال وأدواته الطروادية والإبليسية

الياس بجاني/نص وفيديو: قراءة في فشل وارتباك وشعبوية وضياع بوصلة غالبية النواب التغيريين لإحتلال حزب الله والتملق له

 

عناوين الأخبار اللبنانية

تقرير من تلفزيون الجديد يغطي وصول وليام نون إلى منزل خاله الأب جورج صوما بعد الإفراج عنه بسند إقامة.. ماذا يقول لـ"الجديد

فيديو مقابلة مع الصحافي طوني بولس من أم تي في، وتقرير يغطي عودة وليم نون إلى بيت خاله الكاهن الذي تعرض لإعتداء أمني أمس مع تصريحات لوالدة نون والنائب زياد حواط

فيديو مقابلة من أم تي في مع الناشط السيادي صالح المشنوق مع رزمة من التقارير والتصريحات التي تغطي جريمة اتقال وليم نون الإرهابي

فيديو مقابلة مع النائب الياس حنكش من تلفزيون الجديد

فيديو مقابلة مع المحامي كريم ضاهر من تلفزيون الجديد

فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي يوسف دياب من ال ام تي في

فيديو مقابلة مع الناشط السياسي الفراد رياشي

بئس دولة تخاف من الحقيقة… حقيقة مرفأ بيروت!

مكمن قضائي - أمني محكم لوليام نون... ورسالة تدجين

الأمم المتّحدة تدعم رواتب الجيش اللبناني!

رئيس مجلس القضاء الأعلى يوضح: ما وصل إلى وسائل الإعلام مشروع بيان لم يحظ بالموافقة المفترضة لإصداره

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت 14 كانون الثاني 2023

مقدمات نشرات الأخبار ليوم السبت 14 كانون الثاني 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

وليم نون: قضية 4 آب “ما بتموت”… وهذه رسالتي للقضاء!

والد نون: أكرّر ما قاله وليم “يبلّطوا البحر”

أهالي شهداء تفجير المرفأ عن توقيف نون: مخطط لتخويفنا!

معوض لـ”القضاء الأعلى”: لا أحد يزايد علينا!

 مسار قضية المرفأ خطير… واتّجاه إلى إثارة الفتنة!

وقفة لأهالي ضحايا المرفأ أمام مجلس النواب الخميس

«المركزي» اللبناني يتحوّل «أسيراً» للعبة النقد وانسداد أفق الحلول السياسية والأسواق تترقب آليات كبح الانحدار المستمر لليرة

عون يرفع التحدّي مع "حزب الله": سأرمي "التفاهم" في "سلّة المهملات"!

"أمر القبع" يطارد أهالي ضحايا المرفأ "كلّنا وليام نون"

لبنان: جلسة الحكومة تفجر الخلاف بين “الوطني الحر” و”حزب الله”

"مار مخايل" في موت سريري... وعون: سأرمي التفاهم

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

طهران تعدم أكبري بتهمة «التجسس» وبريطانيا تدين بأشد العبارات

لندن سحبت سفيرها مؤقتاً وعاقبت المدعي العام الإيراني

إعدام أكبري يكشف صراع الأجنحة في النظام الإيراني

بريطانيا تسحب سفيرها من إيران مؤقتاً على خلفية إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري

ماكرون: إعدام علي رضا أكبري عمل بشع ووحشي

فرنسا: انتهاكات إيران للقانون الدولي لن تبقى دون رد

وزارة الخارجية الفرنسية تستدعي القائم بالأعمال الإيراني وباريس تندد بإعدام رضا أكبري

شبح اتهامات «التجسس» يطارد المسؤولين «النوويين» في إيران

البرد يغلق الوزارات والجامعات والمدارس بطهران بسبب نقص الغاز

كوخافي: إيران مستعدة لإنتاج 4 قنابل نووية وخطط ضربها جاهزة

الغضب يجتاح العالم لإعدام أكبري "الصادم"... وواشنطن تتوعد... وأوروبا تدرس معاقبة 40 فرداً ومؤسسة

فصائل غزة تعزّز قدراتها استعداداً لأي حرب مقبلة مع إسرائيل/ إسرائيل  تغتال اثنين من "سرايا القدس"

السوداني: الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع الجوار “النهج الأمثل”

السوداني أكد أن "الخليج العربي واقع"... وشدد على مواصلة التوسط بين الرياض وطهران... ونفى ميل المرجعية إلى "قم"

أنقرة تلوّح مجدداً بعملية عسكرية في سورية وتطالب بضم حلب

بريطانيا تعتزم تسليم أوكرانيا دبابات «تشالنجر» وألمانيا تقترب من إرسال «ليوبارد» وكييف تطالب بمزيد من الأسلحة الهجومية

تعيين بوتين لغيراسيموف في أوكرانيا اعتراف بالعجز أم تمهيد لتصعيد؟

روسيا تستهدف منشآت حيوية في كييف وخاركيف ولفيف

أوكرانيا تنفي سيطرة القوات الروسية على سوليدار وتؤكد استمرار المعارك الطاحنة

روسيا تدرج وزير خارجية بريطانيا ورئيس أركانها العامة في قائمتها السوداء

روغوف: 8 غارات روسية استهدفت مستودعات الذخيرة والأسلحة الأوكرانية في مدينة زابوروجيه

الرئيس السوري وعبد اللهيان أكدا على العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين وعلى التعاون الثنائي في مختلف المجالات

هل كان بوسع بايدن منع روسيا من مهاجمة أوكرانيا؟...خبراء: كان بإمكان الناتو إرسال قوات إلى دول المواجهة مثل رومانيا

التونسيون ينتفضون ضد قيس سعيّد ويحيون ذكرى الإطاحة بـ”بن علي”

الاحتجاجات تطغى على مسيرات استذكار "ثورة الياسمين" وسط هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل"

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئيس بري وحزب الله: ماذا يريد حزب الله من الرئيس بري ولماذا يستهدفه في كل مرة؟/الكولونيل شربل بركات

عبد اللهيان في لبنان للردّ على السعوديّة ومصر/العميد الركن خالد حماده/أساس ميديا

إيران لا تتدخّل في لبنان؟!/طارق الحميد/أساس ميديا

هل من تفريط بحقوق الأرثوذكس في الجيش؟ ولماذا أيَّد بو صعب وزير الدفاع؟/جان الفغالي/هنا لبنان

التغيير في لبنان بين المنتظر والمرجأ ( ٢)/د. حارث سليمان/جنوبية

ماراتون القيادة والرئاسة بين اليرزة وبعبدا (2 من 2)/نجم الهاشم/نداء الوطن/14

التلاعب في المحفظة العقاريّة: تغيير ديموغرافي ممنهج والإعتراض خجول/طوني كرم/نداء الوطن

حكايتي مع بشير الجميل/محمد علي مقلد/نداء الوطن

وفود قضائية أوروبية في لبنان لمحاولة فك شيفرة الفساد/طوني بولس/انديبندت عربية

إتفاق "الطائف" مطيَّتُهم/سناء الجاك/نداء الوطن

لمسات إيرانية إقليمية جديدة في استقبال عهد نتنياهو الجديد/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

السعودية ومصر... بيان مهم/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي لـ”القوى الدولية المهتمة بلبنان”: لمساعدتنا سياسيًا

أبو كسم دان توقيف نون: لعدم تحويل الدولة الى دولة بوليسية

بیان تیار التغییر في الجنوب

المطران عون زار نون في منزل خاله الخوري صوما: صوتنا سيبقى عاليا كي تظهر الحقيقة جليا

ابرشية انطلياس وجماعة "كنيسة من اجل لبنان": نرفض التعدي على اهالي ضحايا المرفأ

"الوطني الحر": مستمرون في العمل من أجل تحرير التحقيق في قضية إنفجار المرفأ توصلا لكشف الحقيقة كاملة وانصاف الضحايا وإطلاق الموقوفين ظلما وتعسفا

الحزب الشيوعي دان توقيف نون: لكف يد القضاة المتسلّطين على أهالي الضحايا

النائب جنبلاط: لإحقاق العدالة في ملف انفجار المرفأ وعدم الهروب من المسؤوليات

جنبلاط: لا اهتمام دوليا بلبنان ونعيش فوضى عالمية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يُضَيَّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ولكِنَّنَا لا نُسْحَق، نَحْتَارُ في أَمْرِنَا ولكِنَّنَا لا نَيْأَس، نُضْطَهَدُ ولكِنَّنَا لا نُهْمَل، نُنْبَذُ ولكِنَّنَا لا نَهْلِك، ونَحْمِلُ في جَسَدِنَا كُلَّ حِينٍ مَوْتَ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس04/من05حتى15/:”يا إخوَتِي، نَحْنُ لا نُبَشِّرُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ نُبَشِّرُ بِيَسُوعَ المَسِيحِ رَبًّا، وبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُم مِنْ أَجْلِ يَسُوع؛ لأَنَّ ٱللهَ الَّذي قَال: «لِيُشْرِقْ مِنَ الظُّلْمَةِ نُور!»، هُوَ الَّذي أَشْرَقَ في قُلُوبِنَا، لِنَسْتَنِيرَ فَنَعْرِفَ مَجْدَ ٱللهِ المُتَجَلِّيَ في وَجْهِ المَسِيح. ولكِنَّنَا نَحْمِلُ هذَا الكَنْزَ في آنِيَةٍ مِنْ خَزَف، لِيَظْهَرَ أَنَّ تِلْكَ القُدْرَةَ الفَائِقَةَ هِيَ مِنَ ٱللهِ لا مِنَّا. يُضَيَّقُ عَلَيْنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ ولكِنَّنَا لا نُسْحَق، نَحْتَارُ في أَمْرِنَا ولكِنَّنَا لا نَيْأَس، نُضْطَهَدُ ولكِنَّنَا لا نُهْمَل، نُنْبَذُ ولكِنَّنَا لا نَهْلِك، ونَحْمِلُ في جَسَدِنَا كُلَّ حِينٍ مَوْتَ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا؛ فَإِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ نُسْلَمُ دَوْمًا إِلى المَوْت، مِنْ أَجْلِ يَسُوع، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا في جَسَدِنَا المَائِت. فَالمَوْتُ يَعْمَلُ فينَا، والحَيَاةُ تَعْمَلُ فيكُم. ولكِنْ بِمَا أَنَّ لَنَا رُوحَ الإِيْمَانِ عَيْنَهُ، كَمَا هوَ مَكْتُوب: «آمَنْتُ، ولِذلِكَ تَكَلَّمْتُ»، فَنَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِن، ولِذلِكَ نَتَكَلَّم. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ ذلِكَ الَّذي أَقَامَ الرَّبَّ يَسُوع، سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا مَعَ يَسُوع، وَيَجْعَلُنَا وإِيَّاكُم في حَضْرَتِهِ. فَكُلُّ شَيءٍ هُوَ مِنْ أَجْلِكُم، لِكَي تَكْثُرَ النِّعْمَة، فَيَفِيضَ الشُّكْرُ في قُلُوبِ الكَثِيرينَ لِمَجْدِ ٱلله.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

صورة لبنان الوطني والسيادي تتجسد في شجاعة مواقف إمام جبيل أحمد اللقيس، المدافع بإيمان ومحبة عن ظلم وليم نون

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

الشيخ اللقيس يحذر.. سترون غضباً إضافياً.

الكلمة اونلاين/14 كانون الثاني/2023

أعلن إمام جبيل الشيخ أحمد اللقيس أنه: إذا تكرر سيناريو الجمعة يوم الإثنين سترون غضباً إضافياً والقضية وطنية وليست شخصيّة.

هرطقة اعتقال وليم نون أظهرت دون لبس، الفشل المدوي لأعداء لبنان، الرسالة، والحب، والتاريخ، والهوية، والسلام والقداسة والتعايش.

الفشل والخيبة والانكسار كانوا الحصاد الزؤاني لكل المرتزقة، وقوى الإحتلال، والحاقدين، والطرواديين، وتجار الهيكل، والكتبة والفريسيين، ومعهم كل ربع جر لبنان وأهله إلى العصور الحجرية، وجماعات المنافقين  والوصوليين.

فضيحة الاعتقال التعسفي واللاقانوني لوليم نون، أكدت لمن يعنيهم الأمر من اعداء لبنان الرسالة، وتحديداً للواهمين بقدرتهم على إركاع واحتلال لبنان وتهجير أهله بالقوة والإرهاب، أكدت، بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وان كل إجرامهم وإرهابهم وسرقاتهم واستكبارهم لن تحقق مخططاتهم الإحتلالية والإلغائية.

في هذا السياق الوطني والإيماني المميز والواعد، جاء دور إمام مدينة جبيل الإمام الشاب أحمد اللقيس.

تعاطف ودعم اللقيس لقضية نون كان لافتاً ومشجعاً وإيجابياً، في مشهدية الحشود الشعبية التي انتفضت للدفاع عن حق وحرية وليم نون ولمنع طمس التحقيق بجريمة تفجير مرفأ بيروت، وكانت مشهدية شعبية بامتياز، وضمت أحرار من كافة الشرائح المذهبية والاجتماعية والسياسية.

الإمام اللقيس كان بصدق إلى جانب والدة وأب نون وأهله ومحبيه، وبكل شجاعة ووطنية مؤكداً على حماية حرية الرأي، والالتزام بالقانون والعدل والحقوق والمواطنية.

إنه، وبوجود لبنانيين شرفاء ووطنيين وشجعان، من خامة وثقافة الإمام اللقيس، وكثر غيره من الأحرار، وبإذن الله، وبهمة وإيمان الشعب اللبناني، بكل شرائحه، سوف ينتصر وطن الأرز على اعدائه ويعود كطائر الفينيق إلى وضعيته التاريخية، التي هي واحة للحريات، وللمحبة وللديمقراطية وللتعايش والمحبة والوئام.

تحية احترام وتقدير للإمام أحمد اللقيس ولكل من هم من طينته الوطنية والأخلاقية والإنسانية.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114902/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1-%d9%81%d9%8a-%d9%83%d9%84%d8%a7%d9%85-%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1/
وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، وخلال زيارته للبنان أمس، حاول وبفجور بوقاحة استغباء عقول اللبنانيين، وتزوير الوقائع المعاشة على أرض الواقع الإحتلالي والإذلالي والإرهابي الذي تفرضه إيران الملالي على لبنان وشعبه، بواسطة بلطجة ذراعها العسكري والميليشياوي المسمى كفراً وتجديفاً، حزب الله.  فقد نفى هذا العبد اللهيان تدخل حكام إيران الكلالي في شؤون لبنان، وتمسكن وارتدى ثياب الحملان لخداعنا وخداع العالم. والأخطر أنه أكد استمرار دعم بلاده لـ«الشعب والحكومة والجيش والمقاومة»، في إشارة إلى «حزب الله»… وأن إيران ستبقى دائماً حريصة على أمن واسقرار لبنان الصديق الوفي في السراء والضراء، لافتاً إلى أن التعاون بين البلدين ينعكس إيجاباً على شعبي البلدين. كما ابدى استعداد بلاده لتزويد لبنان بمعامل انتاج الكهرباء وبالفيول والمحروقات.
كلام اللهيان هو قمة في النفاق والدجل، حيث أن بلاده تحتل لبنان بواسطة حزب الله الإرهابي، وهي عن طريقه دمرت البلد، ولم تترك فيه مؤسسة واحدة أو مرفق دون تخريب وفساد وإفساد. كما انها افقرت الشعب اللبناني وهجرته وسرقت امواله، وعطلت قضائه، وعهرّت كل حكامه ونوابه ووزرائه ورسمييه وأصحاب شركات أحزابة التجار والأوباش.
إيران تخطف لبنان وتأخذه رهينة، وتموّل حزب الله، وليس الدولة اللبنانية بما يقارب البليون دولارسنوياً، وحتى الفيول الذي ادعى حزب انه هبة قد بيع باسعار مرتفعة، وكذلك كان مسؤول إيراني رفيع مؤخراً أكد بأن لا فيول مجاني للبنان.
أما كلام اللهيان عن استعداد إيران لتزويد لبنان بمعامل توليد للكهرباء، فهو شعبوي ومفرغ من أي جدية وصدق. فلو فعلاً كانت نية الملالي مساعدة لبنان لكانوا على الأقل بنوا معامل انتاج كهرباء للمناطق الشيعية، التي يحتلها حزب الله ويأخذ سكانها رهائن، ويجندهم للقتال بحروب إيران العبثية، في العديد من الدول. إيران تريد افقار لبنان واذلال ناسه وفي مقدمهم بيئة حزب الله، وذلك ليسهل عليها الإبقاء على احتلالها.
احتلال إيران حول لبنان إلى ساحة حربية إيرانية وإلى مخزن لأسلحتها، وإلى دولة فاشلة وعاجزة ومفككة، وهو ما فعلته في اليمن والعراق وسوريا، فحيث تحل يحل معها الخراب والإر هاب والفقر والعودة إلى القرون الحجرية.
زيارة عبداللهيان للبنان يوم أمس لم تكن مدرجة مسبقاً، وهي جاءت بسرعة، وذلك بعد ساعات قليلة على صدور بيان لجنة المتابعة والتشاور السياسي على المستوى الوزاري بين السعودية ومصر، وبالتالي هي رد فعل غبي ووقح وفاجر على البيان التشاوري السعودي-المصري.
في الخلاصة، لم تحمل زيارة عبد اللهيان إلى بيروت، ما يمكن أن يساعد على تجاوز الأزمات التي يمرُّ بها لبنان، بقدر ما أنها تؤكد على استمرار استخدام طهران لهذا البلد، كصندوق بريد لإرسال الرسائل إلى الأميركيين والمجتمع الدولي بشأن الملف النووي. وعليه فإن هذه الزيارة أعادت التأكيد على ربط لبنان بالمحور الإيراني، وذادت الأمور تعقيداً، مما سيجعل الاستحقاق الرئاسي أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
إن وجود الوزير الإيراني في بيروت، بالتزامن مع البيان السعودي – المصري المنتقد للدور الإيراني في الدول العربية، هو بمثابة رد فعل عدائي على هذا البيان، وتأكيد من الجانب الإيراني على الاستمرار في سياسة التدخل في الشؤون العربية ومن الباب الواسع».
يبقى أن لا حلول في لبنان، كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى بظل أحتلال حزب الله، ونقطة ع السطر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

قراءة في كلام وزير خارجية إيران النفاقي والإستغبائي خلال زيارته للبنان المحتل

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=cCt9nRhHJdg&t=33s&ab_channel=EliasBejjani

 

خديعة اعتقال وليم نون ودموع أم

الياس بجاني/14 كانون الثاني/2023

دموع أم وليم نون تحكي كل ما يجب أن يقال عن ظلم وفجور وإرهاب الإحتلال وأدواته الطروادية والإبليسية

William Noon's mother tears tell the whole occupation sad story of Lebanon from A-Z.

 

نص وفيديو: قراءة في فشل وارتباك وشعبوية وضياع بوصلة غالبية النواب التغيريين لإحتلال حزب الله والتملق له

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114864/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%81%d8%b4%d9%84-%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%aa/

بأختصار أكثر من مفيد، فقد بينت تجربة النواب التغيريين النيابية، ومنذ انتخابهم من قبل 300 الف مواطن لبناني مقيم ومنتشر، بينت بالوقائع والممارسات والمواقف والتحالفات والضياع، بأنهم فشلوا بأكثريتهم فشلاً ذريعاً، وخيبوا آمال الذين وثقوا بهم وانتخبوهم.

مشكلة معظم هؤلاء النواب، بل كارثيتهم المدمرة تكمن  بأنهم قد ضيعوا بوصلة احتلال حزب الله الإيراني للبنان، وتجنبوا بذمية وعلى خلفية يسارية وعروبية بالية وشعبوية تسمية هذا الإحتلال باسمه. لقد توهموا عن سابق تصور وتصميم وحقد دفين على لبنان الحريات والتعايش، بأن الحلول لأزمات وطننا المحتل هي اقتصادية ومالية، في حين أنها احتلالية، ولا مجال لأي حل بظل احتلال حزب الله...عملياً هم وفي معظمهم استنساخ للحركة الوطنية البالية والفاشلة والعدوة للبنان ولشعبه ولنظامه وللحريات والديموقراطية فيه.

فاشلون بامتياز، وطبقاً للكل المعايير، علماً أن كثر منهم هم وجوه بربارة للإحتلال حزب الله وأدوات رخيصة وطيعة بيده.

 

نص وفيديو: قراءة في فشل وارتباك وشعبوية وضياع بوصلة غالبية النواب التغيريين لإحتلال حزب الله والتملق له

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2023

 https://www.youtube.com/watch?v=61yzPqJAp0U&t=31s&ab_channel=EliasBejjani

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

تقرير من تلفزيون الجديد يغطي وصول وليام نون إلى منزل خاله الأب جورج صوما بعد الإفراج عنه بسند إقامة.. ماذا يقول لـ"الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=9R1W_cchzFA

 

فيديو مقابلة مع الصحافي طوني بولس من أم تي في، وتقرير يغطي عودة وليم نون إلى بيت خاله الكاهن الذي تعرض لإعتداء أمني أمس مع تصريحات لوالدة نون والنائب زياد حواط

https://www.youtube.com/watch?v=LT4wRUAA9JY&t=1867

 

فيديو مقابلة من أم تي في مع الناشط السيادي صالح المشنوق مع رزمة من التقارير والتصريحات التي تغطي جريمة اتقال وليم نون الإرهابي

https://www.youtube.com/watch?v=0RRBEpSuKbM

 

فيديو مقابلة مع النائب الياس حنكش من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=Xosp9pJ2UJM

 

فيديو مقابلة مع المحامي كريم ضاهر من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=VDf9uVMFjj0

 

فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي يوسف دياب من ال ام تي في

https://www.youtube.com/watch?v=DzxTCQO3Les

 

فيديو مقابلة مع الناشط السياسي الفراد رياشي

https://www.youtube.com/watch?v=abPbMORjC50

 

بئس دولة تخاف من الحقيقة… حقيقة مرفأ بيروت!

نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

صدر عن رئيس أكاديمية بشير الجميل المهندس ألفراد ماضي البيان التالي تعليقاً على توقيف وليام نون شقيق الضحية جو نون:

"لم يتم توقيف وليام نون لأنه مجرم، أو سفاح أو عميل، أو خائن أو متواطئ.

ولم يتم توقيفه لأنه مغتصب للسلطة أو قاتل.

لا بل أوقف بجريمة لم يرتكبها، ذنبه أن أخاه ومعه ٢٤٩ ضحية استشهدوا في إنفجار مرفأ بيروت.

أوقف لأنه يريد الحقيقة مهما كانت صعبة.

أوقف لأنه يطالب مع أهالي الضحايا بقضاء عادل لا تسيّره السياسة، قضاء جريء ومستقل وقادر.

أوقف لأنه يريد دولة منزهة تحمي وتدافع عن مواطنيها ، وجيش وأجهزة أمنية تنصاع فقط للقانون والحق والحقيقة.

أوقف وليام نون لأنه يريد لبنان مساحة حرية .

فعيب على الدولة وأجهزتها ومجلسيْ الوزراء والنواب، تواطؤهم مباشرة أو بسكوتهم عن هذا العمل المشين.

ما عسانا نقول سوى بئس دولة تخاف من وليام ومن مثله والأهم خوفها من الحقيقة ! فتضحي شبيهةً بكل شيء إلا بالدولة"…

 

مكمن قضائي - أمني محكم لوليام نون... ورسالة تدجين

نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

"ولادنا راحو شقف، وهنّي بالسلطة خايفين على كم لوح قزاز"... بهذه العبارة المعبّرة من جهة عن عمق الجراح في قلوب أهالي ضحايا انفجار المرفأ، ومن جهة مقابلة عن قمّة العهر والوقاحة في أداء "منظومة النيترات" التي قتلت أبناءهم ودمّرت حياتهم وهدمت بيوت بيروت فوق رؤوس قاطنيها، أكّد الأهالي أنّ قضية اعتقال شقيق الشهيد جو نون، وليام، أمس من قبل جهاز أمن الدولة، شكّلت النقطة التي طفح بها كيلهم حيال تمادي السلطة في إجرامها، فانتفضوا وثاروا وتداعوا لتطويق مقر أمن الدولة في الرملة البيضاء رافعين شعار "كلنا وليام نون... يا بتفرجوا عنه يا بتحبسونا معه".

فبعد مداهمة منزل عائلة نون وتفتيش غرفة شقيقه الشهيد ومعاينة أغراضه، وإثر استدراجه "واستغفاله" على حد تعبير عائلته بحجة الاستماع "10 دقائق" إلى إفادته كما أكدت والدته بشأن الإشكال الذي حصل أمام قصر العدل والمواقف التهديدية التي أطلقها عبر الإعلام، وجد وليام نفسه أمام "كمين قضائي - أمني محكم" حسبما شددت أوساط أهالي ضحايا انفجار 4 آب، فتمّ نقله إلى مقر الرملة البيضاء وتوقيفه بموجب إشارة المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة، معتبرةً في ضوء ذلك أنّ "أمر القبع" لم يكتفِ بتكبيل المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار منعاً لكشف الحقيقة ومحاسبة المرتكبين، إنما بدأ اليوم بـ"مطاردة أهالي الضحايا بغية إسكاتهم وترهيبهم ودفعهم إلى الاستسلام والتسليم بسلطة الأمر الواقع، سواءً عبر اعتقال وليام نون أو من خلال استدعاء آباء الشهداء وأمهاتهم إلى التحقيق الاثنين المقبل".

وإذ أثارت القضية غضباً عارماً في نفوس المواطنين الذين سارعوا إلى التضامن مع نون وعموم أهالي الضحايا في مواجهة قمع السلطة وأجهزتها، سرعان ما تقاطرت الحشود إلى محيط مقر توقيفه وحضر محامون متطوعون لمؤازرته في التحقيقات، بالتوازي مع سلسلة تحركات ميدانية في بيروت والمناطق للاعتصام في الشوارع حتى إطلاق سراحه، بينما شهدت مدينة جبيل صدامات عنيفة بين القوى العسكرية والمحتجين أسفرت عن سقوط جرحى نتيجة اعتداء العناصر على الناس لمنعهم من قطع الأوتستراد.

أما في المعطيات الأولية المتصلة بظروف توقيف نون، فكشفت مصادر واسعة الاطلاع أنّ "المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا كان يميل إلى إطلاق سراحه بعد الاستماع إلى إفادته، غير أنّ القاضي حمادة أبدى إصراراً حازماً على إبقائه قيد الاحتجاز، في حين أنّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يمكنه التدخل في الملف ربطاً بتنحيه عن كل ما له صلة بقضية انفجار مرفأ بيروت لوجود مصاهرة بينه وبين أحد المدعى عليهم في القضية النائب غازي زعيتر".

وأكدت المصادر أنه "كان هناك تأخير متعمّد في فتح محضر التحقيق الرسمي مع وليام نون حتى قرابة منتصف الليل لإطالة مدة توقيفه أطول مدة زمنية ممكنة قبل أن يعود القاضي حمادة إلى إصدار قرار بتوقيفه ليلاً"، مشددةً على أنّ "عملية توقيفه أريد لها أن تأتي ضمن مسار ترهيبي مقصود في رسالة واضحة هادفة إلى محاولة تدجين أهالي الضحايا"، غير أنّ نتيجتها أتت عكسية مع انتفاضة الأهالي وفي ضوء "الرسالة المضادة" التي عبّرت عنها والدة جو ووليام نون بقولها أمام مقر أمن الدولة: "مش رح نسكت، إذا سكّتوا وليام، في 100 وليام بيحكوا، ورح نضل نحكي ليتحاسبوا كل اللي قتلوا ولادنا".

 

الأمم المتّحدة تدعم رواتب الجيش اللبناني!

وكالة “سبوتنيك/السبت 14 كانون الثاني 2023

كشفت وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلاً عن مصدر أمني لبنان عن أن الأمم المتحدة خصّصت نحو 60 مليون دولار لدعم رواتب الجيش اللبناني.

 

رئيس مجلس القضاء الأعلى يوضح: ما وصل إلى وسائل الإعلام مشروع بيان لم يحظ بالموافقة المفترضة لإصداره

وطنية/14 كانون الثاني/2023

صدر عن رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود التوضيح الآتي: "تداولت وسائل الإعلام ما يفيد صدور بيان عن مجلس القضاء الأعلى بتاريخ اليوم. إن رئيس مجلس القضاء الأعلى يوضح، أن أي بيان لم يصدر عن المجلس وفق الأصول القانونية المعتمدة، وإنما تم التداول بشأن إصدار بيان متعلق بما آلت إليه الأمور في المرحلة الأخيرة، ولم يصر إلى التوافق على مضمونه، الذي كان ما زال قيد المناقشة. وإن ما وصل إلى وسائل الإعلام إنما هو مشروع بيان لم يحظ بالموافقة المفترضة لإصداره، فإقتضى التوضيح".

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت اليوم السبت 14 كانون الثاني 2023

وطنية/14 كانون الثاني/2023

 النهار

نفى وزير الاشغال علي حميه علمه بالباصات التي اشيع انها هبة من دولة قطر وقال انها مدار بحث ولا شيء محققا حتى الان

في حين يذكر سفير سابق في مجالسه انه يملك نسخة خاصة من مداولات اتفاق الطائف دونها بنفسه، كشف الوزير السابق رشيد درباس لوكالة “اخبار اليوم” ان الوزير السابق خالد قباني يملك نسخة من محاضر الطائف وسيأتي يوم يفرج عنها

يرى البعض في تحركات مسؤول امني محاولة للالتفاف والاستقواء على مسؤول مدني نشب بينهما تباعد وخلاف

لوحظ ان التلفزيونات اللبنانية لم تهتم لقرار الحداد الرسمي الذي اعلنته رئاسة الوزراء لوفاة الرئيس حسين الحسيني ثلاثة أيام

تسجل حركة “رئاسية” لافتة لوزير سابق في لبنان والخارج من دون ان يكون له افق في المداولات الجارية والاسماء المطروحة

شبّه مرجع سياسي بارز خلال زيارة تعزية، الوضع الراهن بالأحداث المتنقلة التي شهدها البلد من أحداث واعتداءات وفتن حصلت في السبعينات، محذّراً من مغبة ما يجري اليوم

يلاحظ الهدوء الذي يخيّم على السفراء الغربيين، ومرده، وفق المتابعين، غياب أي حلول قريبة للملف اللبناني، ودون أن يكون لديهم أي جديد

اللواء

استمع وزير زائر إلى انطباعات نظيره اللبناني عن زيارة لدولة كبرى، وعن احتمالات استئناف التفاوض حول ملف بالغ الحساسية.

يُنقل عن قيادي حزبي أنه يتوقع عدم حصول أزمة جديدة مع تيار حليف، بصرف النظر عن الكلام العالي أو المنخفض!

قطع عدد من المختبرات والمؤسسات الاستشفائية الصلة بصورة كلية مع المصارف لجهة الحسابات، والبطاقات أو الشيكات!

 نداء الوطن

يقال إنّ بعض من التقاهم وزير الخارجية الإيراني لم يفهم السبب الحقيقي للزيارة المفاجئة.

يسأل بعض المواكبين عن تأثير حادثة العاقبية على حماسة شركة «توتال» للعمل في جنوب لبنان قبالة البلوك 4 بسبب الخشية من تعرّض طواقمها لأي احتكاك مع أهالي المنطقة.

يشهد حزب تاريخي خلافات بين قيادته الجديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية وقد انفجرت الخلافات أخيراً وسط مطالبات باستقالة الهيئة الادارية الحالية.

الجمهورية

أكّد رئيس سابق أنّ كل الطاقم الحاكم سواء في الموالاة والمعارضة مسؤول عمّا آلت اليه الأوضاع و”ما حدا أحسن من حدا”.

أحصى قريبون من مرجع حزبي عدد الأخطاء التي ارتكبها أحد المستشارين ولم يتمكن من استبداله يوماً بسبب مرجعيته السياسية والحزبية.

إعتبر مسؤول معني أنّ الضغط السياسي على القضاء اللبناني وإضعافه في هذه المرحلة هو الذي مهّد الطريق أمام القضاء الدولي للتحقيق في ملفات داخلية.

الأنباء

خطوات مشبوهة الخلفيات والغايات تكاد تشعل الشارع في ظروف البلد بغنى فيها عن مزيد من الانهيارات.

بعض الموظفين لا يزالون ينتظرون صرف مساعدة مالية كانت متوقعة نهاية هذا الأسبوع.

 

مقدمات نشرات الأخبار ليوم السبت 14 كانون الثاني 2023

وطنية/14 كانون الثاني/2023

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الساعة الرابعة والنصف عصر اليوم خرج وليم نون شقيق أحد ضحايا أو شهداء انفجار 4 آب 2020 الى الحرية بعدما احتجز منذ أمس في مقر جهاز أمن الدولة بناء لاستنابة قضائية من المدعي العام زاهر حمادة... وفور خروجه ساهمت والدة وليم في تخفيف احتقان واحتكاكات ومشادات وجلبة حصلت هناك.

اطلاق وليم نون تم بناء" لإشارة من القاضي حمادة بتركه وفقا لسند إقامة..الإشارة صدرت بعد ساعة من تسريب مشروع بيان وليس بيانا لمجلس القضاء الأعلى الذي بحسب أوساط مراقبة ساهم تسريب المشروعمعنويا وقضائيا-إعلاميا وعلى الطريقة اللبنانية في الوصول إلى المخرج  لهذه القضية التي كانت قد لاقت استنكارات من أعلى المراجع الروحية ومن عدد لا بأس به من نواب ووزراء وجهات معنية مباشرة أو غير مباشرة كما لاقت تعاطفا" اعتصاميا" من عدد من أهالي ضحايا انفجار المرفأ وأصدقائهم..علما" أن اتصالات على أعلى المستويات حصلت في الساعات الأربع والعشرين السابقة لإطلاق وليم نون ومن هذه الاتصالات, عبر البطريرك الراعي.

في أي حال ما كان ينقص تراكم الأزمات وتدحرج الأوضاع ومحاولات حجب عدد من مواضيع أخرى سوى ما حصل على ضفاف قضية انفجار المرفأ. فقد استجدت يومي الجمعة-السبت, مشكلة قضائية-أمنية تعلقت بشقيق أحد شهداء الانفجار: وليم الذي أوقوف الجمعة في مقرأمن الدولة في الرملة البيضا-بيروت حيث رأى المعتصمون هناك أن التوقيف سياسي خصوصا" أن كسر زجاج بانفعال من وليم نون وأصدقائه أمام قصر العدل الأربعاء الماضي, بديهي وهم الذين فقدوا أشقاءهم في الانفجار.. وأن "حكي" نون وسواه عن تفجير بالديناميت اعتباطي-انفعالي وغير واقعي..المعتصمون اعتبروا أن الأمر لا يستأهل المغالاة في التوقيف ولا أن يعتبره القاضي إهانة شخصية بحسب رأيهم. سؤال يطرح الآن: هل سلبيات ما حصل على هذا المستوى يمكن أن تضاف الى الضغوط الرامية لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية؟

في الواقع العام السياسيون يتساجلون ويتناكدون ويتناكفون..وهذا يقول بصلاحيات وذاك يقول بافتئاتات وذلك يقول بافتراءات فيما الحرائق تلتهم معيشة ثلاثة أرباع اللبنانيين وعيش الناس الذين اقترعوا لهؤلاء كما الذين لم يقترعوا لهم في الانتخابات.. النيران تأكل العملة الوطنية وتحرق حياة غالبية الشعب-العايش بمرارة في لبنان الذي يفتقد رئيسا" لجمهوريته منذ ستة وستين يوما" مكملة للأعوام العجاف الثلاثة التي تدرج فيها الانهيار المالي والمعيشي والاقتصادي واستفحل فيها العقم السياسي وسادت فيها أبشع الضروب لا بل الضرب بالمؤسسات فيما بقي الناس الودعاء وسواهم يترقبون خيرا" من القيمين في السياسة والاقتصاد على العباد والبلاد.. وعبثا" يجنون بوجود هؤلاء.

أوساط مالية دولية أكدت لجهات لبنانية معنية أن عدم انتخاب رئيس واستمرار التدهور السياسي والمؤسساتي وترك عصابات الصيرفة والدولار على ما تفعله اليوم سيسفر عن إنهاء ما تبقى من كيان لبنان الذي نعرفه.. أوساط أخرى واسعة الاطلاع لفتت الى أنه بدل أن يكون انتخاب رئيس للجمهورية هذه المرة أسرع من أي انتخاب حصل في السابق بعد شغور إلا أن المعنيين الآن في السلطات والمؤسسات والأحزاب لا يتزحزحون عن مواقفهم المعرقلة للإنتخاب واستطرادا" لا يحيدون قيد أنملة عن مصالحهم الضيقة على رغم الانهيار المعيشي والاقتصادي والنقدي والمالي وعلى رغم رغبة جميع القوى الخارجية بحصول الانتخاب الرئاسي اللبناني بغض النظر عن مواقف دول الخارج واستحكامات مصالحهم.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

تشبه قصة انفجار المرفأ وكل ما شهدته منذ لحظة الكارثة في الرابع من آب 2020 حتى اليوم قصة تحلل بلد بمؤسساته كاملة اسمه لبنان. بلد ادخلت كميات نيترات قاتلة  الى مرفأه فتقاعس قضاؤه و مسؤولوه واجهزته الامنية عن البت بمصيره حتى انفجر النيترات وسط منازل بيروت، فاسقط 212 ضحية واكثر من سبعة الاف جريح. بلد شهد اكبر تفجير غير نووي في العالم فاستمر تعامل مؤسساته مع الكارثة تماما كأن شيئا لم يتغير. فبعد عامين ونصف العام لم يقم القضاء حتى اليوم بعمله، تسللت اليه السياسة فكبل القاضي بيطار واوقفت تحقيقات المرفأ والمطلوبون للعدالة في القضية احرار بيننا بألقاب نيابية. كل ذلك و اهالي الضحايا لم يهدأوا يوما هدفهم معرفة من قتل ابناءهم وهذا حق. اما اهالي الموقوفين في القضية الذين اوقفوا منذ اكثر من عامين ونصف العام فهم ايضا يريدون معرفة مصير ابناءهم العالقين في السجون من دون محاكمات.

قضية المرفأ متشعبة ومعقدة وادخل اليها بسحر ساحر امس  توقيف وليام نون الذي لم نفهم حتى الساعة لماذا اوقف ولماذا اطلق. ولكن، بما اننا في حال تحلل يحق لنا ان نسأل كل الاسئلة:

-هل لتوقيف وليام نون اي علاقة بالتحقيقات في شبهات تبييض الاموال التي بدأتها وفود قضائية اوروبية في بيروت؟ وهل كل ما حصل هو محاولة لعرقلة هذه التحقيقات التي لا شيء سيوقفها؟

-ام التوقيف مرتبط بتحريك قضية الموقوفين من دون محاكمات والتي اصبحت بموجب قانون اميركي هو  (levinson act ) على مكتب وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن تنتظر توقيعه الامر الذي اذا حصل ستكون له تداعياته على كل معرقلي ملف المرفأ من قصور العدل الى قصور السياسيين؟

-ام هي فرضية تحول العدلية الى ساحة صراع بين فريق من القضاة يريد بت ملف المرفأ وآخر مصر على توقيفه ومعه ملف الموقوفين هي التي ادت الى توقيف وليام نون؟

جواب واحد على كل هذه الاسئلة: قضاؤنا فقد العدالة وكذلك فقدها اهالي ضحايا المرفأ واهالي الموقوفين. اما وليام نون فخرج اليوم متمسكا مثل كل اللبنانيين بحقنا في معرفة الحقيقة اولا ووقف تحلل مؤسسات الدولة ثانيا.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عندما يدعو وليد جنبلاط - في أحدث تصريحاته التلفزيونية - إلى اتفاق القوى السياسية والنيابية على مرشح رئاسي يرضي الجميع فإنه مـحـق في دعوته. وعندما يذكر بالحوار الذي (دعا إليه الرئيس نبيه بري ورفضه البعض من دون جدوى) فإنه يضع الإصبع على الوصفة السحرية لبلوغ الخواتيم المرجوة. وعندما يؤكد مضيه شخصيا في مسعى الحوار فلأنه يعرف ألا باب سواه من أجل ولوج التسويات والحلول. وعندما يحض على ترك الحسابات الاقليمية وعدم انتظار الخارج للتحرك باتجاه لبنان فإنه لا يجانب الواقع بشيء لعلمه ان هذا الخارج منشغل بأزماته وله حساباته ومصالحه. فهل تجد دعوات وتمنيات ونصائح جنبلاط آذانا صاغية في بـريـة الاستحقاق الرئاسي على وجه الخصوص؟

في الانتظار يتقدم الاستحقاق الحكومي من باب الجلسة التي يزمع مجلس الوزراء عقدها الاسبوع المقبل على الأرجح لمقاربة بند الكهرباء الحيوي. وفي الأيام الفاصلة عن الموعد تجري التحضيرات اللازمة سياسيا وإجرائيا.

ماليا يواصل دولار السوق السوداء شق طريقه نحو الخمسين ألف ليرة من دون اي استراحة. أما قضائيا فقد تم إخلاء سبيل الناشط وليام نون بسند إقامة بعد توقيفه بسبب تهديده بتفجير قصر العدل وبعد صدامات بين القوى العسكرية ومحتجين على توقيفه.

وفي الشأن الدبلوماسي حط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دمشق اليوم آتيا من بيروت. جولة الوزير الإيراني في شقها اللبناني شملت لقاءات عدة ومواقف تتصل باستعداد الجمهورية الاسلامية لدعم لبنان بالكهرباء وتطلعها لتطبيع العلاقات مع السعودية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مبروك لوليم نون، مبروك للبنان.  فلبنان الحقيقي انتصر مرة أخرى على لبنان المزيف. لبنان القانون انتصر على لبنان الخارجين على كل قانون ، ولبنان الدولة انتصر على لبنان الدويلة! فكل ما حصل بين الامس واليوم مترابط بما حصل منذ الرابع من آب 2020. اركان المنظومة الذين ساهموا بشكل أو بآخر في تفجير مرفأ بيروت ، عملوا وما زالوا يعملون المستحيل من اجل تمييع التحقيق واخفاء الحقيقة ومنع تحقق العدالة ... وهم مستمرون في مخططهم الجهنمي المريب. فالمنظومة التي ارسلت وفيق صفا الى داخل قصر العدل ليهدد القاضي طارق البيطار، غير غريب عليها ان تعتقل وليم نون تعسفا في محاولة لكم الافواه. لكن وليم ونون واهله ورفاقه كانوا اقوى. كما ان اللبنانيين الذين نزلوا الى الشارع في مناطق عدة من لبنان. كانوا اقوى. وفي النتيجة تراجع القاضي زاهر حمادة عن قراره، علما انه كان يسعى  الى ابقاء وليم نون في السجن الى يوم الاثنين على الاقل. فمبروك مرة أخرى لوليم نون وللبنان الحق. وليعلم الظالمون ، ولو كانوا قضاة وامنيين، ان فجر العدالة لا بد ان يطلع، وان شمس الحقيقة لا بد ان تسطع.

لكن ماذا بعد الانتصار الذي تحقق اليوم؟ في البدء، ينبغي الاعتراف ان ما تحقق  ليس اكثر من انتصار اولي، اي انه خطوة صغيرة على طريق الالف ميل. فالمنظومة ستواصل محاولاتها ضرب التحقيق. وهي  ترتكز في ذلك على اثنين: بعض القضاة العضوميين الذين ينفذون اوامر السلطة وتوجهاتها بمعزل عن الحق والحقيقة، وبعض الاجهزة الامنية التي لا تحجم عن استخدام الاساليب البوليسية القمعية  في سبيل تنفيذ المخططات القاتلة. لذلك، المعركة طويلة و صعبة وشاقة. وضغط  اركان المنظومة سيتكثف في الفترة المقبلة لسببين. الاول: امر العمليات الذي اصدره وزير الخارجية الايراني في زيارته الاخيرة، وفيه نبه المسؤولين والحلفاء من الضغط الدولي الاتي من بوابة القضاء، ونصحهم باستنساخ التجربة الايرانية في قمع الحريات. السبب الثاني، ان وفدا قضائيا فرنسيا سيأتي الى لبنان لمعرفة اين اصبح تحقيق المرفأ. لذلك من الطبيعي ان  تتوتر المنظومة وتفقد اعصابها  وان تفعل المستحيل لخربطة ما تبقى من انتظام عام في لبنان. اللافت في كل ذلك ان نجيب ميقاتي، وهو، مبدئيا، المسؤول السياسي الاول في البلاد نتيجة الشغور الرئاسي، غائب كليا عن السمع، اذ  لم يتجرأ على قول كلمة واحدة او اتخاذ موقف واحد. لذلك ايها اللبنانيون، يؤسفنا ان نبلغكم ان رئيس حكومتكم مفقود منذ اربع وعشرين ساعة. فعلى كل من يعرف عنه شيئا ان يتصل بوليم نون، او بأحد اهالي ضحايا مرفأ بيروت!

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

المجدُ للحجرِ الذي كَسَرَ زجاجَ مكتبٍ معتكف.. "وروحوا بلطوا البحر"، أما أصابعُ الديناميت فابحثوا عنها في عنابرِ المحاكمِ السياسية وبينَ أيادٍ تَلعبُ بحِجارةِ الأجهزةِ الأمنية، هناكَ عُبُوّاتٌ مفخخة بدموعِ أهلِ الضحايا وموصولةٌ بصاعقٍ مشتعِل في القلوب منذُ جريمةِ الرابع من آب، ما عادتِ القضيةُ تَخُصُّ وليام نون وحدَهُ.. وإنْ أجرى القاضي المنتدَب زاهر حمادة فحوصَ الحمضِ النووي للشارع.. وحاولَ استعادةَ هيبةِ القضاءِ، المنهزمةِ عمداً في اجتماعِ اختيارِ قاضٍ رديف للمحقّقِ العدلي طارق البيطار، والقضيةُ هي مُلْكُ رأيٍ عام، في جريمةٍ دَخلت عامَها الثالث بِلا عقاب، لكنْ مَن كانَ قصرُ عدلِهِ مِن زجاج لا يَرمي بأولياءِ الدم في النظارات ويَحتجِزُهم في الزنازين، ويَفرِضُ على الأمهات قضاءَ الليل في الشوارع يَلتحِفْنَ شتاءَ كانون وبردَهُ القارس،، والليلُ انجلى بعدَ ساعاتٍ عصيبة أمضاها ذَوو الضحايا والناشطون وعددٌ من النواب أمامَ مَقرِّ أمنِ الدولة، وكان النائب ملحم خلف نقيباً ومَناقِبياً يَدفعُ ويُدافِع.. وأمضى ساعاته داخلَ غرفةِ الاحتجاز في المديرية وفي الشارع يُقدِّمُ الإيضاحات، وقبلَ غروبِ النهار خرجَ الناشط وليام نون بسندٍ، معروفِ باقي الإقامة عندَ الأضرحةِ التي احتوت أشلاءَ الضحايا، أما القضاء فخَرجَ بأضرارٍ جسيمة من أعلى مجلسِه إلى أخمصِ قُضاةٍ بنَوا قراراتِهم على قُطبةٍ لاتزالُ مَخفية، لكنّه وفي مذكِّرةِ بحثٍ وتحرٍ عن القاضي زاهر حمادة، سيتبيّنُ أنه يستندُ في أحكامِه إلى سيناريوهاتٍ خيالية، من اتهامِ هنيبعل القذافي مُذْ كانَ طِفلاً في الثالثةِ من عُمرِه في قضيةِ ِاختفاء الإمام موسى الصدر، إلى توقيفِ مُصابٍ بمرضِ الإيدز واتّهامِهِ بنشرِ المرض بأمرٍ من داعش، ومن مآثرِه أنه كانَ عرّابَ اعتكافِ القضاة وراعيَهُ ودينامو الإضرابِ القضائي على مدى ستةِ أشهر، غيرَ عابئٍ بالمِلفاتِ المكدّسة ولا بأصحابِ الحقوق في المحاكمات،.، حجَرٌ خَدشَ حياءَ القاضي زاهر حمادة وأصابَ نفسيتَه بالوهنِ العدلي، "فارمِ رَبَّ الحجر".. وما من حجرٍ يُرمى في وجهِ منظومةِ النيترات بطائش.. تلكَ المنظومة أرعبتْها أصابعُ ديناميت مصنّعة بموادَ أوليةٍ حارقة من قلبِ أخٍ على أخيه على أكثرَ من مِئتي ضحية، وبدلاً من استدعاءِ المجرمين والمتهمين إلى نظاراتِ المحققين.. يُساقُ أهالي الضحايا إلى الزنازين في سابقةٍ لم تَشهدْها أعتى ديكتاتورياتِ العالم،، لم يكُن القضاءُ ليكونَ مَكسِرَ عصا، وفاقدَ الهيبة، لو لم يتربّع على قوسِه قضاةٌ يَستشعِرونَ الزجاج ولا تَستفزُّهم عشَراتُ طلباتِ كفِّ اليد ودعاوى مخاصمةِ الدولة في التحقيق بجريمةِ المرفأ، ولم يَنتفضوا لكرامةِ القضاة الممرّغة في النُفايات في قصورِ العدل وعتَمتِها الشاملة.. ولم يتحرّكوا للإفراجِ عن التشكيلات القضائية، وعليه فإنّ "شطْفَ" القضاء أكثرُ من واجب.. وعندَها لن يكونَ مَكسِرَ عصا لأحد، والكسْرُ الأعلى إنما أصابَ القضاءَ الأعلى الذي تشظّى وانشطرَ على مِحورين اليوم.. فأصدرَ بياناً متضامناً معَ القاضي زاهر حمادة.. ثم تبيّنَ أن البيانَ صاغَهُ الجَناحُ العسكري للمجلس ورفضَهُ الرئيس سهيل عبود، ومِن هنا يتّضحُ أنّ العِبرةَ ليست في التوقيف، حيثُ يَطلُعُ الدُخانُ السياسي من جمرِ مِلفِ المرفأ المجمّد بفعلِ فاعل، فحادثُ النون يَسبِقُه القلم, ويُحيطُ به تحرُّكُ وفدٍ قضائيٍ أوروبيٍ ضاغط على خطِّ العدلية، وإذا ما استمرّت التحقيقاتُ في المال والأعمالِ السيئة ستَصِلُ إلى رِقابِ السياسيين، هو التوقيتُ السياسي الذي أُريدَ له أن يُمسِكَ بزِمامِ الموقوفين على ذمّةِ التحقيق في جريمةِ المرفأ.. ويَدفَعُ إلى إصدارِ قرارٍ اتهامي يَقضي بإخلاءاتِ السبيل، لكنّ رئيسَ مجلسِ القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود استدركَ اللحظة ورَبطَ مِلفَ المرفأ بتسييرِ عجلةِ التحقيق وإطلاقِ يدِ القاضي طارق البيطار، وينطلق عبود من ملف ككل دون تجزئه .. ومن احترام القضاء ايضا ككل حيث لا يُطلب من وليام نون ما لا يطبقه القضاة انفسهم.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لماذا جرى ما جرى في الساعات الاخيرة، ولمصلحة من؟ هل هو حرص مفاجئ على سمعة دولة متحللة، ام عمل مقصود لحرف الانظار من اتجاه الى آخر، عشية تطورات قضائية كبرى محتملة، في ملفي الفساد وانفجار المرفأ؟ وهل من رابط بين التوتير الذي افتعل في الساعات الاخيرة، والتوتير الذي قد يفتعل الاسبوع المقبل، من خلال الاصرار على عقد جلسة حكومية، لن تنتج عنها كهرباء، بقدر ما ستنتج عنها كهربة اضافية للجو السياسي في بلد بلا رئيس، وبلا افق لانتخاب رئيس؟

في الساعات الاخيرة، عادت وجوه شؤم كثيرة ارتبط اكثرها بالمآسي التي حلت بلبنان منذ 17 تشرين، الى دائرة الضوء. وفي الاسبوع المقبل، الاحتمال كبير جدا بعودة الممارسات المسقطة للميثاق والمخلة بالعيش المشترك والضاربة للتوازن، التي عرفها لبنان في زمن الوصاية، لتطل برأسها للمرة الثانية في اقل من شهرين. فمن هو المستفيد؟

وفي موازاة كل ما تقدم، استعاد البعض في الايام الاخيرة نغمة الافتراء على الرئيس العماد ميشال عون. واليوم، طالعتنا صحيفة نداء الوطن بكلام منسوب الى الرئيس عون بشأن وثيقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وادعت انه منقول عن احد المشاركين في لقاء شبابي مع الرئيس عون. وبناء عليه، اوضح المكتب الإعلامي للرئيس عون ما يلي:

أولا، إن وسيلة إعلامية تعتمد هذا الأسلوب السفيه والتحريضي وتنسب الكلام الى مصادر تنقل عن مصادر، أقل ما يقال فيها إنها تفتقد ليس فقط الى المهنية والمصداقية، بل أيضا الى الأخلاق.

ثانيا، إن التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله منوط بقيادة الحزبين، وهو ليس إطارا جامدا، ويوم يشعر أحد الطرفين بالحاجة الى إعادة النظر ببعض بنوده فلا شك أنه سيفعل.

ثالثا، عندما يكون لدى الرئيس عون ما يريد قوله فإنه يقوله جهارا ولا يحتاج الى التلطي وراء لعبة المصادر.

غير ان بداية النشرة من تطورات الساعات الاخيرة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بلد معلق على اسلاك كهربائية، يترنح في كل انواع العتمة، اولها كهربائي وليس آخرها سياسي وتربوي. بلد أقفل اسبوعه على يد ممدودة له لا يمكن لغريق ان يرفضها، الا بعض اللبنانيين الذين اذا استمروا بالخلود الى اوهامهم والرهان على الخارج فسيأخذون البلد الى مزيد من الازمات كما حذر رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، فالمطلوب المسارعة الى الالتقاء والحوار لانقاذ مستقبل لبنان.

وحتى يتعقل البعض، فإن الفيول الايراني جاهز كما أكد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان، والخبرات الايرانية حاضرة لانقاذ المعامل الكهربائية الحالية في لبنان وانشاء اخرى، لكن صراع البعض يكاد يصرع البلد.

وعند سيمفونية الاتهامات المتبادلة يقف الجميع، فيما الجلسة الحكومية عنوان خلافي جديد، لن يطول تثبيتها بموعد معلن سيكون الاسبوع المقبل ببند وحيد هو الكهرباء كما تؤكد مصادر حكومية، ما سيترك تداعيات سياسية على الصورة المليئة بالكدمات اصلا. وفيما صراع الصلاحيات والاجتهادات على حاله، العام الدراسي الرسمي في غيبوبة مع اعلان روابط الاساتذة تمديد الاضراب وخيارات الحكومة في ضياع ، فيما اجتهد الممسكون بالدولار واوصلوه الى عتبة الخمسين، ولفوا به عنق الاقتصاد، فاختنقت الاسواق وتاه الجميع في بلد يدور بازماته حول نفسه.

وحول آخر التطورات في سوريا والمنطقة كان بحث وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان في دمشق التي وصلها قادما من بيروت، مؤكدا عبر منابرها على العلاقات الاستراتيجية المتعمقة بين سوريا وايران.

وبين جبع واليمون في جنين جدد الفلسطينيون تقديم القرابين بمواجهة الحكومة الصهيونية المتعطشة للدماء، والتي تغرق بموجة من الاحتجاجات الداخلية غير المسبوقة التي دعت اليها المعارضة الليلة ضد ما سمتها حكومة اتيمار بن غفير وتابعه بنيامين نتنياهو.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

وليم نون: قضية 4 آب “ما بتموت”… وهذه رسالتي للقضاء!

صحف/السبت 14 كانون الثاني 2023

كشف وليم نون، من مقرّ فوج إطفاء بيروت بعد إخلاء سبيله، أن “التعامل معي كان محترمًا في مديرية أمن الدولة” مشددا على أننا “مستمرون بقضية 4 آب، ومن حقّنا التعبير طالما التحقيق معطل “هيدي القضية ما بتموت”. وقال نون: “أشكر المواطنين المتضامنين والنواب ورجال الدين، واتوجه بالشكر لمدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا على التعامل المحترم، كما أشكر البطريرك الراعي على تواصله، ورسالتي للقضاء “عمول شغلك ونحنا منقعد بالبيت”، وقضية 4 آب تخض جميع اللبنانيين ولن تتحول الى قضية مسيسة”. كما أكد أنه ذاهب الى التحقيق يوم الإثنين المقبل.

 

والد نون: أكرّر ما قاله وليم “يبلّطوا البحر”

إم تي في اللبنانية/السبت 14 كانون الثاني 2023

علّق والد وليام نون، على بيان مجلس القضاء الاعلى الذي استنكر واستغرب التهجم على عمل القضاة، بالقول إن وليام يدافع عن قضية أخيه ولديه كرامة وأنا أقف إلى جانبه. وأضاف في حديث للـmtv إلى أنّ إبنه سيخرج من السجن بحماس أكبر “ما تخافوا عليه”، وأردف: “أكرّر ما قاله وليم “يبلطوا البحر” وأعتقد أنّهم لن يُخرجوا وليم اليوم وماذا يريدون بعد؟”

 

أهالي شهداء تفجير المرفأ عن توقيف نون: مخطط لتخويفنا!

 الوكالة الوطنية للإعلام/السبت 14 كانون الثاني 2023

أشار تجمع اهالي شهداء وجرحى ومتضرري إنفجار مرفأ بيروت إلى أنهم ينظرون بكثير من الريبة لما يحصل من هرطقة قضائية بقضية توقيف وليم نون، كما عبّر تجمع الاهالي “عما يختلج في نفوسهم جميعا كأهالي شهداء قتلوا ظلما وعدوانا في إنفجار المرفأ ليتم إستدراجه بطريقة عصاباتية لإقاعه بفخ قضاء أقل ما يقال فيه انه فاسد فاشل حتى النخاع.” كما رأى التجمع في بيان أن “هذا الأمر يندرج ضمن مخطط لتخويف وتطويع اهالي شهداء المرفأ لكسر عزيمتهم وإصرارهم على معرفة الحقيقة وصولا للعدالة والمحاسبة”، مؤكدين أن هذا الأمر لن يزيدهم إلا إصرارا على مواجهة هذه المنظومة الفاسدة بقضائها وسياسييها.

إلى ذلك، طالبوا بإطلاق وليم نون فورا، “والعمل القضائي الجاد بعيدا عن السياسة والتسييس لإستكمال التحقيقات كي لا نضطر لإتخاذ خطوات هم والشارع في غنى عنها.”

 

معوض لـ”القضاء الأعلى”: لا أحد يزايد علينا!

صحف/السبت 14 كانون الثاني 2023

هنأ رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوض “اللبنانيين بإطلاق سراح وليم نون”، معتبرًا أنه “تمّ تصحيح عملية ظلم كبيرة بحقّ نون”. وردّ معوض على بيان مجلس القضاء الأعلى، قائلًا: “لا أحد يزايد علينا بالحرص على عمل القضاء اللبناني، وهو مجرّد بيان “دخاني” للتغطية على عملية إطلاق سراح وليم نون”.

 

 مسار قضية المرفأ خطير… واتّجاه إلى إثارة الفتنة!

النهار/السبت 14 كانون الثاني 2023

شرح جيلبير بو عبود، أحد وكلاء أهالي ضحايا انفجار المرفأ ، تفاصيل إيقاع وليم نون، وسبب ربط القاضي حمادة حريته بالاستماع إلى رفيقه بيتر بو صعب، مشيرًا إلى أن “ما حصل أنّ جهاز أمن الدولة التابع لسلطة سياسية معيّنة هي “التيار الوطني الحر” برئاسة اللواء طوني صليبا، استدعى وليام نون إلى مركزه في الدكوانة لشرب فنجان قهوة، فلبّى نون الدعوة برفقة محاميه، علماً أنّ وليام كان استُدعي للتحقيق يوم الخميس في قضية تكسير زجاج قصر العدل في بيروت، وتمّ تأجيل الاستدعاء بعدما قدّم محامي نون معذرة من الخميس إلى الاثنين المقبل”. وقال لـ”النهار”: “تبيّن لاحقاً أنّ نون تعرّض لمصيدة قضائية. إذ تُرك في مركز أمن الدولة في الدكوانة لنحو 8 ساعات، إلى حين تمّ الحصول على إشارة من المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة الذي قرّر تنفيذ بلاغ البحث والتحرّي، فيما كان معلومًا أن لا وجود لبلاغ بحث وتحرٍّ في حقّ نون، وأنّ الأخير سيذهب يوم الاثنين إلى التحقيق. فتقرّر تنفيذ بلاغ البحث والتحرّي، وتمّ نقل نون على أثره من الدكوانة إلى السوديكو ومن ثمّ إلى المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء”.

وأضاف: “أُبقي في مركز أمن الدولة بانتظار إرسال دورية من الشرطة القضائية لتنفيذ بلاغ البحث والتحرّي فيُخلى سبيله عندئذ ويُقرّر تركه من قبل القاضي زاهر حمادة. اللواء طوني صليبا، تحت الضغط وبهدف تبرئة ذمّته، أعطى أمراً لدورية من الشرطة القضائية لكي تنتقل الى المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضا لتنفيذ بلاغ البحث والتحرّي، لكن هذا الأمر يحتاج إلى إشارة من النائب العام الاستئنافي زاهر حمادة الذي غاب عن السمع طوال الليل، ولم يتمّ تنفيذ البلاغ ليلًا، ليعود القاضي حمادة صباح اليوم ويعطي إشارة بترك وليام نون بسند إقامة، لكنّه ما لبث أنْ عَدَل عن قراره، ليعود ويقرّر ترك نون رهن التحقيق، على ان يُستكمل التحقيق معه يوم الاثنين بالقضية المتعلقة بتكسير زجاج العدلية بناء لإشارة من حمادة للتحرّي مع عدد آخر من أهالي الضحايا”. هذا في ما يتعلّق بقضية تكسير زجاج قصر العدل، أمّا بالنسبة إلى الملفّ الآخر المرتبط بكلام وليام نون عن نيّته تفجير قصر العدل، والذي على أساسه أعطى القاضي حمادة إشارة إلى أمن الدولة لتوقيف نون، فيقول بو عبود: “إنّه تمّ إبقاؤه موقوفاً في هذا الملفّ. فيما معلوم انّ هذا الكلام صدر عن فورة غضب، فلا قدرة لنون على تفجير قصر العدل. وبالتالي تمّ إبقاء نون موقوفاً إلى حين مثول بيتر بو صعب شقيق الضحية جو بو صعب أمام أمن الدولة”.

وتابع: “صباح اليوم، تمّ إرسال دورية من أمن الدولة إلى منزل بيتر بو صعب لجلبه إلى التحقيق في المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء، فداهموا منزله بوجود والده ووالدته وقاموا بتفتيشه، وتعذّر إيجاد بيتر الذي لم يكن موجوداً، وقد أبلغهم بيتر لاحقاً أنّه لن يحضر الى الرملة البيضاء اليوم لأنّ إجراءات تبليغه غير قانونية. وردّة فعل بيتر بو صعب كانت طبيعية بعد الذي حصل مع رفيقه وليام نون الذي نُصبت له مصيدة من جهاز أمن الدولة”. وأسف بو عبود لأنّ الرئيس حمادة ربط مسألة الإفراج عن وليام نون بملفّ التهديد بتفجير قصر العدل بشكل مستغرب وغير قانونيّ بملفّ بيتر بو صعب، ممّا يوحي بأنّ المسار الذي تسلكه القضية خطير، وهناك اتّجاه إلى إثارة الفتنة في البلد.

 

وقفة لأهالي ضحايا المرفأ أمام مجلس النواب الخميس

 المؤسسة اللبنانية للإرسال/السبت 14 كانون الثاني 2023

كشف وليم نون أن “يوم الخميس المقبل سيشهد وقفة أمام مجلس النواب لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت والنواب الذين يتضامنون مع قضّيتنا”. كما اوضح نون في حديث للـ”LBCI”: “وقّعت على تعهّد بعدم التعرض لقصر العدل وللقضاة ووجدت أمورًا قانونية معقّدة لم أفهمها”.

 

«المركزي» اللبناني يتحوّل «أسيراً» للعبة النقد وانسداد أفق الحلول السياسية والأسواق تترقب آليات كبح الانحدار المستمر لليرة

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/2023

تقلص الدور المحوري لمصرف لبنان في أسواق صرف العملات بشكل دراماتيكي بفعل سخونة المضاربات النقدية التي تتغذى أساساً من تعميق حالة عدم اليقين، وفي ظل ضم عوامل اضطراب مستجدة، ذات صلة بملفات قضائية بأبعاد محلية وخارجية، إلى الانقسامات الداخلية القائمة أصلاً، ربطاً باستحقاق الشغور الرئاسي واحتدام الخلافات بشأن صلاحيات حكومة تصريف الأعمال ومهامها. ووفق توصيف مسؤول مصرفي كبير، فإن الدور المفترض للبنك المركزي كصانع رئيسي لأسواق الصرف والتحكم بإدارة السيولة النقدية، تحوّل سريعاً إلى حارس مرمى وحيد في ملعب المضاربين لصد سيل الهجمات الشرسة على سعر الليرة، التي نجحت في الاستنزاف السريع لمعظم المفاعيل المتوخاة لمبادرة التدخل الحاسم في سوق القطع التي أطلقها البنك المركزي يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليعود معها سعر الدولار في الأسواق الموازية وطرداً في أسواق الاستهلاك إلى مقارعة عتبة 50 ألف ليرة.

وفي ظل خشية مصرفية ومالية من تداعيات أكبر حجماً وأشد إيلاماً تنتجها هذه المواجهة المشهودة في الميدان النقدي بين السلطة النقدية و«أشباح» الأسواق الموازية الذين يتكفلّون بالاستحواذ على الدولارات المعروضة بأي وسيلة ومهما ارتفعت الكميات المعروضة، ينشد الاهتمام إلى محتوى التدابير الردعية أو الوقائية التي يتوقع اعتمادها من قبل حاكمية البنك المركزي قبيل انطلاق أسبوع العمل الجديد يوم غد (الاثنين)، لا سيما بعد التوقف «الظرفي» لكثير من المصارف عن قبول عمليات صرف جديدة عبر منصة «صيرفة».

ويؤشر انحدار حجم العمليات النقدية المسجلة على المنصة خلال الأسبوع الماضي، إلى الجانب الرقمي والمحسوس لانكماش دور البنك المركزي، وبالتالي توجه الجزء الأكبر من الطلب إلى الأسواق الموازية. فقد بلغ إجمالي العمليات المنفذة بيعاً وشراء في خمسة أيام نحو 322 مليون دولار، أي ما يوازي الحجم المسجل في يوم واحد من أسبوع العمل الأول للعام الحالي، الذي ناهزت حصيلته المجمعة نحو 900 مليون دولار في ثلاثة أيام فقط وليس خمسة، بسبب مصادفة عطلات رسمية.

ووفق رصد أجرته «الشرق الأوسط»، فإن اضطرار البنك المركزي إلى تعديل التدخل المفتوح لعرض الدولار النقدي مقابل السيولة بالليرة وحصره بتلبية طلبات الأفراد ضمن سقف لا يتعدى تبديل نحو 2630 دولاراً بالسعر «المدعوم» البالغ 38 ألف ليرة، أسهم بتكوين موجة طلب مرتفعة على الدولار في الأسواق الموازية. بينما تكفلت الإجراءات الاحترازية التي نفذتها غالبية المصارف، ربطاً بموجبات رقابية وأسباب لوجيستية، بتعزيز تمركز عمليات المبادلات خارج منصة صيرفة ليتفلت تلقائياً سعر التداول فوق مستوى 49 ألف ليرة لكل دولار.

وفي الحيثيات، فإنه فضلاً عن الطلب التجاري المعتاد الذي يقارب نحو 10 ملايين دولار يومياً لدى الصرافين المرخصين وتجار العملات، شهدت هذه المنافذ دفقاً استثنائياً لكميات من الليرة مرتجعة للزبائن من قبل البنوك، وبالمثل كميات وافرة تم جمعها من قبل المدخرين في المنازل، بغية الاستفادة من فتح سقوف الصرف إلى نحو المليار ليرة لكل حساب مصرفي فردي، طبقاً لمندرجات التعميم الأصلي، وقبل تعديله بواسطة تعليمات شفهية في يوم عطلة نهاية الاسبوع الماضي.

ومن الواضح، بحسب خبراء وناشطين في أسواق النقد، أن المعوقات التي تصطدم بها سياسات البنك المركزي وتدابيره التقنية للحد من انحدار سعر صرف الليرة، لا تقتصر على الغموض السياسي غير البناء الذي يطغى على مجمل الاستحقاقات الدستورية والملفات الحيوية العالقة في شرك الشلل الحكومي والتشريعي، بل هي تستمد صلابتها وقدرتها على جبه التوجهات من وقائع المؤشرات المؤثرة مباشرة في التدفقات النقدية. وتؤكد الإحصاءات الموثقة أن ارتفاع الطلب التجاري على الدولار محلياً لتلبية الزيادة اللاحقة ببيانات الاستيراد، لا يتوازن مع حجم التدفقات الدولارية الواردة إلى البلد، وفي مقدمها تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج والمغتربين التي يقدر أن تكون وصلت إلى 7 مليارات دولار في العام الماضي، وتدفقات المواسم السياحية التي شهدت طفرة مستعادة بنحو 5 مليارات دولار.

وبالفعل، تكفل اختلال المعادلة النسبية بين الوارد والصادر من النقود، بمزيد من الضغوط على التدخلات الدولارية للبنك المركزي واحتياطاته من العملات الصعبة، لا سيما في ظل التنشيط المتوالي لعمليات تهريب السلع والنقود بين لبنان وسوريا التي تعاني من أزمة حادة للغاية بتوفر العملات الصعبة. وهو ما تترجمه عملياً أسواق الصرف في البلدين بتلازم «مساري» انحدار سعري صرف الليرتين اللبنانية والسورية. فوفقاً لأحدث الإحصاءات المجمعة، ارتفع عجز الميزان التجاري إلى نحو 15.56 مليار دولار بنهاية العام الماضي، بعدما تعدّت أرقام إجمالي المستوردات إلى لبنان حدود 19 مليار دولار مقابل نحو 13.6 مليار دولار في عام 2021. بينما تقلص إجمالي الصادرات من نحو 3.9 مليار دولار إلى نحو 3.5 مليار دولار. وهذا ما أدى إلى توسع اختلال ميزان المدفوعات ليبلغ العجز التراكمي السنوي نحو 3.24 مليار بنهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، مقابل عجز بلغ نحو 1.97 مليار دولار للفترة عينها من العام الأسبق. ويعزى الانخفاض المسجل في ميزان المدفوعات من الناحية الرقمية البحتة، إلى تراجع صافي الموجودات الخارجيّة لدى مصرف لبنان بمبلغٍ قدره 3 مليارات دولار، أي ما يوازي في جزئه الأكبر، والبالغ نحو 2.5 مليار دولار، حجم التدخل لضخ الدولار النقدي في الأسواق دعماً لسعر الليرة، بالإضافة إلى انكماش صافي الموجودات الخارجيّة لدى المصارف والمؤسسات الماليّة بمبلغ قدره 175.5 مليون دولار، يمكن ربط معظمها بسداد نسبتها من الحصص الشهرية لأكثر من 100 ألف مودع يستفيدون حالياً من مندرجات التعميم 158، الذي يتيح سحب 800 دولار شهرياً، موزعة مناصفة بين الدولار والليرة، على أن يورّد البنك المركزي للمصارف نصف المبلغ المستحق بالدولار، أي 200 دولار لكل عميل، وتغطي البنوك مبلغاً مماثلاً من خلال موجوداتها في حسابات خارجية.

 

عون يرفع التحدّي مع "حزب الله": سأرمي "التفاهم" في "سلّة المهملات"!

"أمر القبع" يطارد أهالي ضحايا المرفأ "كلّنا وليام نون"

نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

"ولادنا راحو شقف، وهنّي بالسلطة خايفين على كم لوح قزاز"... بهذه العبارة المعبّرة من جهة عن عمق الجراح في قلوب أهالي ضحايا انفجار المرفأ، ومن جهة مقابلة عن قمّة العهر والوقاحة في أداء "منظومة النيترات" التي قتلت أبناءهم ودمّرت حياتهم وهدمت بيوت بيروت فوق رؤوس قاطنيها، أكّد الأهالي أنّ قضية اعتقال شقيق الشهيد جو نون، وليام، أمس من قبل جهاز أمن الدولة، شكّلت النقطة التي طفح بها كيلهم حيال تمادي السلطة في إجرامها، فانتفضوا وثاروا وتداعوا لتطويق مقر أمن الدولة في الرملة البيضاء رافعين شعار "كلنا وليام نون... يا بتفرجوا عنه يا بتحبسونا معه".

فبعد مداهمة منزل عائلة نون وتفتيش غرفة شقيقه الشهيد ومعاينة أغراضه، وإثر استدراجه "واستغفاله" على حد تعبير عائلته بحجة الاستماع "10 دقائق" إلى إفادته كما أكدت والدته بشأن الإشكال الذي حصل أمام قصر العدل والمواقف التهديدية التي أطلقها عبر الإعلام، وجد وليام نفسه أمام "كمين قضائي – أمني محكم" حسبما شددت أوساط أهالي ضحايا انفجار 4 آب، فتمّ نقله إلى مقر الرملة البيضاء وتوقيفه بموجب إشارة المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة، معتبرةً في ضوء ذلك أنّ "أمر القبع" لم يكتفِ بتكبيل المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار منعاً لكشف الحقيقة ومحاسبة المرتكبين، إنما بدأ اليوم بـ"مطاردة أهالي الضحايا بغية إسكاتهم وترهيبهم ودفعهم إلى الاستسلام والتسليم بسلطة الأمر الواقع، سواءً عبر اعتقال وليام نون أو من خلال استدعاء آباء الشهداء وأمهاتهم إلى التحقيق الاثنين المقبل".

وإذ أثارت القضية غضباً عارماً في نفوس المواطنين الذين سارعوا إلى التضامن مع نون وعموم أهالي الضحايا في مواجهة قمع السلطة وأجهزتها، سرعان ما تقاطرت الحشود إلى محيط مقر توقيفه وحضر محامون متطوعون لمؤازرته في التحقيقات، بالتوازي مع سلسلة تحركات ميدانية في بيروت والمناطق للاعتصام في الشوارع حتى إطلاق سراحه، بينما شهدت مدينة جبيل صدامات عنيفة بين القوى العسكرية والمحتجين أسفرت عن سقوط جرحى نتيجة اعتداء العناصر على الناس لمنعهم من قطع الأوتستراد.

أما في المعطيات الأولية المتصلة بظروف توقيف نون، فكشفت مصادر واسعة الاطلاع أنّ "المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا كان يميل إلى إطلاق سراحه بعد الاستماع إلى إفادته، غير أنّ القاضي حمادة أبدى إصراراً حازماً على إبقائه قيد الاحتجاز، في حين أنّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لا يمكنه التدخل في الملف ربطاً بتنحيه عن كل ما له صلة بقضية انفجار مرفأ بيروت لوجود مصاهرة بينه وبين أحد المدعى عليهم في القضية النائب غازي زعيتر".

وأكدت المصادر أنه "كان هناك تأخير متعمّد في فتح محضر التحقيق الرسمي مع وليام نون حتى قرابة منتصف الليل لإطالة مدة توقيفه أطول مدة زمنية ممكنة قبل أن يعود القاضي حمادة إلى إصدار قرار بتوقيفه ليلاً"، مشددةً على أنّ "عملية توقيفه أريد لها أن تأتي ضمن مسار ترهيبي مقصود في رسالة واضحة هادفة إلى محاولة تدجين أهالي الضحايا"، غير أنّ نتيجتها أتت عكسية مع انتفاضة الأهالي وفي ضوء "الرسالة المضادة" التي عبّرت عنها والدة جو ووليام نون بقولها أمام مقر أمن الدولة: "مش رح نسكت، إذا سكّتوا وليام، في 100 وليام بيحكوا، ورح نضل نحكي ليتحاسبوا كل اللي قتلوا ولادنا".

حكومياً، على ما يبدو يتجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى التريث في دعوة مجلس الوزراء للانعقاد بعد "خربطة" جدول أعماله وحصره من قبل "حزب الله" ببند الكهرباء، ما اضطره إلى تأجيل الجلسة التي كان قد حددها الاثنين بضعة أيام ريثما تنتهي مشاوراته مع "الحزب" للاتفاق معه على جدول الأعمال. أما على الضفة المقابلة، فلا تزال الموافقة المبدئية التي منحها "حزب الله" إلى ميقاتي لعقد جلسة جديدة لمجلس الوزراء تلقي بثقلها على العلاقة المتوترة بين "التيار الوطني الحر" و"الحزب"، إذ كشفت مصادر مطلعة على أجواء هذه العلاقة أنّ قيادة "التيار" تنتظر التأكد من "جدية حضور الحزب للجلسة الحكومية لتأخذ في ضوء ذلك موقفاً تصعيدياً غير مسبوق قد لن يعود من الممكن لملمة تداعياته وارتداداته السلبية على تفاهم مار مخايل"، موضحةً أنه "في حال حضور وزراء الحزب الجلسة، فإنّ من سيتصدى هذه المرة للطعنة الجديدة لن يكون النائب جبران باسيل إنما الرئيس ميشال عون شخصياً، خصوصاً وأنه نُقل عن عون مؤخرا كلاماً عالي اللهجة خلال لقاء شبابي رفع من خلاله التحدي في ما يتصل بالعلاقة مع "حزب الله"، خلاصته بحسب ما تردد على لسان أحد المشاركين في هذا اللقاء قوله: إذا عمد "حزب الله" إلى الامعان في خرق الدستور وعزل مكون أساسي، فأنا شخصياً الذي وقّعت تفاهم مار مخايل سأخرج إلى العلن لأمزق هذا التفاهم وأرميه في سلة المهملات".

 

لبنان: جلسة الحكومة تفجر الخلاف بين “الوطني الحر” و”حزب الله”

"مار مخايل" في موت سريري... وعون: سأرمي التفاهم

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/14 كانون الثاني/2023

تتجه العلاقة بين “حزب الله” وحليفه “التيار الوطني الحر” إلى مزيد من التأزم المفتوح على كل الاحتمالات، بعد موافقة الأول على حضور جلسة حكومة تصريف الأعمال، المرجح عقدها مطلع الأسبوع المقبل، في ظل مقاطعة غالبية الوزراء المنتمين إلى “التيار العوني”، ومن بينهم وزير الطاقة والمياه وليد فياض.

وقد علمت “السياسة” أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مصر على عقد الجلسة، بعدما اطمأن إلى أن نصابها القانوني مؤمن، من خلال تأكيد مشاركة الوزيرين أمين سلام وجورج بوشوكيان، في حين دفع تأييد “حزب الله” لعقد الجلسة، إلى اتساع الهوة بينه وبين “الوطني الحر”، وسط مخاوف حقيقية على مصير “تفاهم مار مخايل” الذي بات في حالة “موت سريري”، وفق ما ذكرت لـ”السياسة”، أوساط رفيعة في “العوني”، مشددة على أن الأمور ما عادت تحتمل كل هذا التسويف، ولا بد للحزب أن يتخذ القرار الذي يحمي التفاهم قبل أي أمر آخر.

في الاثناء رفع الرئيس ميشال عون، التحدي في ما يتصل بالعلاقة مع الحزب، إذ قال خلال لقاء شبابي” إذا عمد “حزب الله” إلى الامعان في خرق الدستور وعزل مكون أساسي، فأنه سيخرج إلى العلن ليمزق تفاهم مار مخايل ويرميه في سلة المهملات”.

وفي السياق، أكدت مصادر “التيار البرتقالي”، أنَّ الرد على مشاركة حزب الله في جلسة الحكومة المقبلة لن يكون مختلفاً عن السابق، وستُعتبر استكمالاً للمشاركة في جلسات تضرب أساس الإتفاق بين الجانبين. إلى ذلك، ومع تراجع الاهتمام الدولي بلبنان، قال رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، إن لبنان صمد في الماضي في وجه الحروب ونجح في ذلك، لكن اليوم لا حروب، انما هي حرب اقتصادية وبعض المشاكل الداخلية التي يمكن أن تمرّ بالصبر والحكمة، واشار إلى ان لا أحد يهتم بلبنان كما يظن البعض في الداخل، خاصة في ظل الفوضى العالمية بعد الحرب في أوكرانيا.

وعلى وقع ارتفاع منسوب مواقف المعارضة الرافضة تدخل إيران في شؤون لبنان الداخلية قال النائب أشرف ريفي إن إيران لا تتدخل في لبنان لكنها تحتله وتتحكم بمصيره وتُهيمن على قراره، وطالب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بان يخفّف من التعفّف الدبلوماسي المرادف للدجل. في سياق اخر تفاعلت بشكل واسع قضية توقيف الناشط في لجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ وليم نون منذ أول أمس، منذرة بتصعيد غير مسبوق في وجه السلطة، واتهم” أهالي الضحايا” في تصريحات لـ”السياسة” السلطة بتحولها “أداة قمع وقهر، وتحول لبنان دولة بوليسية.

وشهد تجمع أهالي الضحايا أمام المديريّة العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء، احتجاجاً على توقيف نون احتكاكات بين عناصر أمن الدولة والمحتجّين. وقد أعلن النائب ملحم خلف، أنّ “القاضي زاهر حمادة طلب إحضار بيتر بو صعب وربط ملف وليم نون بملف بو صعب وطلب مثول الأخير، فيما تسأل رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل، “كيف يقوم قاضٍ بأخذ قرار بحجز حرية مواطن وأخذه رهينة والمقايضة على اطلاق سراحه مقابل تسليم ذويه لمواطن آخر؟ المطلوب وقف هذه التصرفات الميليشياوية التي لا تمتّ للقانونوالعدالة والحق بصلة”. من جهته، أشار وكيل الناشط وليام نون المحامي رالف طنوس، إلى أنّ “توقيف وليام نون ملف سياسي نظراً للطريقة التي تم التعامل بها. واستنكر تجمع أهالي شهداء انفجار مرفأ بيروت في بيان، “الوقاحة الفاضحة التي تمثلت باستدعاء أهالي ضحايا وشهداء للتحقيق”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

طهران تعدم أكبري بتهمة «التجسس» وبريطانيا تدين بأشد العبارات

لندن سحبت سفيرها مؤقتاً وعاقبت المدعي العام الإيراني

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

أعلن القضاء الإيراني رسمياً تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع الأسبق، بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، و«الإفساد في الأرض»، والمسّ بالأمن القومي «عبر نقل معلومات استخباراتية»، وذلك بعد ثلاثة أيام من نقله إلى زنزانة انفرادية؛ تمهيداً لتنفيذ العقوبة القصوى مع خروج قضيته إلى العلن. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: «هالني إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري في إيران»، وكتب على «تويتر»: «كان هذا عملاً قاسياً وجباناً نفذه نظام همجي لا يحترم حقوق الإنسان لشعبه». وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي على «تويتر»: «هذا العمل الهمجي يستحق الإدانة بأشد العبارات الممكنة، ولن يمر دون رد». وأعلن كليفرلي عن فرض عقوبات على المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري. وقال الوزير في تغريدة على «تويتر»: «العقوبات على المدعي العام الإيراني اليوم تعكس اشمئزازنا من إعدام علي رضا أكبري... المدعي العام هو أهم محرك في استخدام إيران لعقوبة الإعدام. نحمّل النظام المسؤولية عن انتهاكاته المروعة لحقوق الإنسان». وبعد ساعات، استدعت طهران السفير البريطاني سايمون شركليف؛ احتجاجاً على ما وصفته بـ«التدخلات غير المتعارفة».وفي وقت لاحق، قال كليفرلي إن بلاده ستسحب سفيرها من إيران مؤقتا، مضيفا أن لندن تبحث الإجراءات الأخرى التي يمكن أن تتخذها ضد طهران. وقال لجهات بث «من المهم إدراك أن ردنا لا يقتصر بالضرورة على الإجراءات التي أعلنت عنها اليوم». وتابع «سأقرر بشكل واضح بالتشاور مع زملائي في الحكومة ما هي الإجراءات الأخرى التي قد نختار اتخاذها ولكنني لن أتكهن بها اليوم» حسب رويترز. وقال القضاء الإيراني، في بيان، إنه «جرى تنفيذ حكم الإعدام بحق علي رضا أكبري الذي يحمل جنسية مزدوجة، بتهمة الإفساد في الأرض، والتآمر على الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، والتجسس لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني، مقابل الحصول على مكافأة مالية قدرها مليون و805 آلاف يورو، و265 ألف جنيه إسترليني، و50 ألف دولار». ولم يتضمن تأكيد القضاء الإيراني أي إشارة إلى توقيت تنفيذ حكم الإعدام، بعدما تداولت أنباء متباينة، الجمعة، عن تنفيذ حكم الإعدام بحق أكبري. ونفى شقيقه مهدي أكبري الذي يقيم في كندا لوسائل إعلام فارسية في الخارج، تنفيذ حكم الإعدام. ونشرت قنوات «تليغرام» محسوبة على «الحرس الثوري» تقارير عن إعدامه، وسط صمت رسمي. وجاء الإعدام بعد يومين من إعلان أحد وزراء الخارجية البريطانية أن بريطانيا تنشط في التفكير في إدراج «الحرس الثوري» الإيراني على قوائم الإرهاب، ولكن لم تتوصل إلى قرار نهائي بعد.في هذا الصدد، قال محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من أوسلو مقراً، إن «حقيقة أنّ إيران نفّذت هذا الإعدام في الوقت الذي تدرس فيه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وضع الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، تُظهر أنّ هذا جزء من سياسة أخذ الرهائن الدبلوماسية للجمهورية الإسلامية».

منذ الأربعاء، وجهت بريطانيا مناشدات للمسؤولين الإيرانيين بإطلاق سراحه فوراً، معلنة عن دعمها لأسرة أكبري الذي سافر إلى بريطانيا قبل عشر سنوات. وقالت الخارجية البريطانية إنها أثارت قضيته «مراراً مع السلطات الإيرانية». وكان كليفرلي قد جدد مطالبة إيران، الجمعة، بعدم إعدام أكبري، وقال: «ينبغي ألا تساور النظام الإيراني أي شكوك. نتابع قضية أكبري عن كثب». يعد أكبري 61 عاماً من المسؤولين السابقين المحسوبين على الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني. وشغل أكبري منصب نائب الشؤون الدولية لوزارة الدفاع، عندما كان شمخاني يتولى الوزارة في حكومة محمد خاتمي (بين عامي 1997 - 2005)، وانضم أكبري إلى الفريق المفاوض النووي برئاسة علي لاريجاني، الذي كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي بين عامي 2004 و2006.وذكر موقع «إيران واير» الإخباري أن أكبري من مواليد شيراز، وكان قيادياً في فيلق «فجر» التابع لـ«الحرس الثوري» خلال السنوات الأولى من الحرب الإيرانية - العراقية، قبل أن ينتقل إلى ميليشيا «فيلق بدر» المكونة من المقاتلين العراقيين الذين قاتلوا إلى صفوف القوات الإيرانية ضد العراق إبان نظام صدام حسين. ونقل الموقع عن حوار سابق لأكبري، أنه كان «أول ضباط الحرس الثوري الذين بايعوا خامنئي (بعد خلافة الخميني) خلال مراسم رسمية بحضور مسؤولين من دول أخرى».

- تطورات درامية

بقيت قضية أكبري طي الكتمان منذ اعتقاله في 2019. وخرجت للعلن الثلاثاء، بعد تغريدة من صحافي مقرب من الأجهزة الأمنية الإيرانية، ذكر أن السلطات حكمت على مسؤول سابق يوصف بـ«الجاسوس الخارق». والأربعاء، أكدت السلطات الإيرانية إصدار حكم الإعدام بحق أكبري بتهمة التجسس لصالح بريطانيا، مشيرة إلى مصادقة المحكمة العليا على حكم إعدامه، بعد مثوله أمام محكمة «الثورة» التي تنظر في الاتهامات السياسية والأمنية، برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، الذي أصدر العديد من أحكام الإعدام والسجن بحق الناشطين السياسيين والصحافيين. ووصف بيان لوزارة الاستخبارات الإيرانية أكبري بأنه «واحد من أهم العناصر المتسللة لجهاز التجسس البريطاني». وأضاف: «كان أحد أهم عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية في إيران الذين كان مصرحاً لهم بدخول بعض المراكز الحساسة جداً في البلاد... أكبري قدَّم، عن علم تام، معلومات إلى جهاز تجسس العدو». ولكن الاستخبارات الإيرانية ادعت أنها كانت تراقب أكبري واستخدمته لـ«ضخ معلومات هادفة» و«تضليل استخباراتي». وقالت منظمة العفو الدولية إن إعدام أكبري «هو دليل جديد على هجومها الشنيع على الحق في الحياة»، ودعت الحكومة البريطانية إلى «التحقيق بشكل كامل» في اتهامات بتعرضه للتعذيب. بدورها، أدانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إعدام أكبري، ووصفته بـ«عمل غير إنساني». وكتبت على «تويتر»: «نقف مع أصدقائنا البريطانيين وسنواصل تنسيق أعمالنا عن كثب ضد النظام، كما سنواصل دعمنا للشعب الإيراني». وقالت السفيرة الأميركية في لندن، جين هارتلي، إن إعدام أكبري، «مروع ومثير للاشمئزاز»، وأضاف على «تويتر»، أن «الولايات المتحدة تنضم إلى المملكة المتحدة في التنديد بهذا العمل الوحشي. قلبي مع عائلة علي رضا». والخميس، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أن يكون تنفيذ الإعدام وشيكاً، مضيفاً إن الحكم ضد أكبري «له دوافع سياسية وسيكون إعدامه غير مقبول». واستنكر ما ورد في تقارير «أفادت بأن أكبري قد خُدِّر وعُذب أثناء احتجازه واستجوب لآلاف الساعات وأجبر على الاعتراف».

- تسجيل صوتي مثير للجدل

في وقت متأخر الثلاثاء، قالت زوجته في مقابلة مع الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني «بي بي سي»، إن السلطات طلبت منها زيارته في سجن لمقابلة أخيرة، مشيرة إلى نقله إلى زنزانة انفرادية. ولاحقاً، بثت قناة «بي بي سي الفارسية» تسجيلاً صوتياً لأكبري، يتحدث فيه بشكل مفصل عن فترة اعتقاله، ويشير إلى أن السلطات انتزعت منه اعترافات لـ3500 ساعة على مدى عشرة أشهر. ويلفت إلى «كاميرات احترافية سجلت اعترافاته تحت تهديد السلاح، ووطأة الإنذارات بالقتل»، وأشار إلى إجباره على صبغ شعره. وقال إنه تفاجأ في المحكمة بتصريحات أدلى بها أثناء تدهور حالته الصحية والعقلية تحت التعذيب. وقال: «جعلوني أعترف بادعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة». ونفى أكبري، جملةً وتفصيلاً، الاتهامات الأمنية الموجهة إليه، ووصفها بـ«المفبركة»، مشدداً على أنه لا يوجد دليل ضده. وينوه في الوقت نفسه بأن اتهامه سياسي يستهدف دولة ثالثة، ولأنه يحمل الجنسية البريطانية، فإن السلطات «تريد الانتقام بهذه الطريقة». وقال أقارب أكبري لوسائل إعلام فارسية إنه يعتقد أنه أصبح ضحية التنافس الداخلي بين التيارات المتنافسة والمسؤولين المتنفذين. وقال في التسجيل الصوتي إن الاتهامات ضده وسيلة لـ«تصفية الحسابات مع كبار المسؤولين بالدولة». في هذا السياق، قال أكبري إن شركاءه التجاريين واجهوا تهماً أمنية، رغم أنهم يقومون بـ«التعاون التجاري» مع المؤسسات الإيرانية الكبيرة، لافتاً إلى أن وكلاءه الماليين في الخارج، «جرى تقديمهم زوراً بأنهم عناصر للاستخبارات (الأجنبية)». ويتهم أكبري في التسجيل الصوتي وزارة الاستخبارات بعرقلة إطلاق سراحه، وإعادة النظر في الحكم ضده. وقال: «الادعاء العام أصدر أوامر بالإفراج عني بأقل الضمانات، لكن وزارة الاستخبارات منعت ذلك. لقد نقضت المحكمة العليا حكم (الإعدام)، لكن وزارة الاستخبارات مارست ضغوطاً على القاضي». وقال: «فجأة أعلنوا وفاة القاضي الذي كان ينوي إطلاق سراحي».

- اعترافات قسرية

قبل يومين من إعلان تنفيذ حكم الإعدام، وزعت وكالات رسمية إيرانية مقطع فيديو من تسع دقائق، يشمل «اعترافات» أكبري، ويتحدث فيه عن بداية تواصله مع «عملاء وكالة الاستخبارات البريطانية»، على هامش اجتماع دبلوماسي في طهران عام 2004. وتبث إيران عادةً اعترافات مسجلة من المعتقلين الأمنيين، خصوصاً من يواجهون أحكام الإعدام، وبث الاعترافات ينذر دائماً بقرب تنفيذ أحكام الإعدام. وفرضت عقوبات أوروبية وأميركية عديدة على التلفزيون الرسمي بسبب بث اعترافات من هذا النوع، وهو ما دفع إيران مؤخراً إلى نشرها عبر مواقع عشرات وكالات الأنباء الخاضعة لإدارة أجهزة الدولة.

وعلى ضوء الاعترافات المسجلة، وجهت السلطات الإيرانية أكثر من 23 اتهاماً إلى أكبري في التخابر مع جهاز الاستخبارات البريطاني، وتقديم معلومات في مجالات السياسة الداخلية والخارجية والإقليمية والعسكرية والبرنامج الصاروخي والمفاوضات النووية والقضايا الاقتصادية. ولكن أبرز الاتهامات التي وجهت إلى أكبري تتعلق بزميله السابق، محسن فخري زاده، أبرز عالم نووي إيراني. ويقول أكبري في الفيديو إنه «رد على سؤال (لعملاء الاستخبارات البريطانية) حول ما إذا كان بمقدور شخص مثل فخري زاده الإشراف على مشروع ما (تطوير الأسلحة)». وتقول السلطات الإيرانية إن فخري زاده من بين 178 مسؤولاً إيرانياً، قدم أكبري معلومات استخباراتية عنهم. اغتيل فخري زاده في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، بعد استهدافه برشاش آلي وضع على شاحنة صغيرة. واتهمت طهران عدوتها إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال فخري زاده الذي وصف بأبرز عالم نووي في إيران. وكان حينها يشغل منصب نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث والتطوير. وقدمت وزارة الاستخبارات الإيرانية والجهاز الموازي لها في «الحرس الثوري» روايات متضاربة حول اغتياله.

 

إعدام أكبري يكشف صراع الأجنحة في النظام الإيراني

لندن: «الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

في تسجيل الصوتي الذي تسرب من علي رضا أكبري قبل إعدامه بيومين، قد أسار إلى محاولة الاستخبارات الإيرانية انتزاع اعترافات على صلة برئيسه السابق علي شمخاني. وفي تسجيل صوتي، بثته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي فارسي) الأربعاء، يروي أكبري جانب من الحوار الذي يدور بينه وبين القاضي في المحكمة. وينقل قوله للقاضي: «يقولون (محققو الاستخبارات) إن علي شمخاني أعطاني معلومات سرية عن الدولة مقابل إهدائه زجاجة عطر وقميصاً بين عامي 2018 و2019، وأنا نقلتها للأجانب»، وأضاف: «قلت للقاضي إذا كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي معلومات البلاد مقابل زجاجة عطر، فلماذا لا يتم استدعاؤه؟ وقال لي القاضي: ليس لدي القوة لاستدعائه، لكني سأدمرك». وأثارت قضية أكبري تساؤلات حول مصير شمخاني في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة بعدما نجح في الحفاظ على كرسيه في بداية الحكومة الثانية لحسن روحاني، وتشكيل حكومة إبراهيم رئيسي قبل عامين. وقال شقيقه، مهدي أكبري لقناة «بي بي سي» إن علي رضا أكبري زار طهران بدعوة من شمخاني، مشيراً إلى أن شقيقه كان أحد مستشاري المفاوضات النووية. وقال: «منذ وصوله وُضع تحت مظلة أمنية للوزارة، وتم استجوابه في مراكز تابعة للاستخبارات في الفنادق المختلفة».

وانتشرت منذ الأربعاء معلومات متباينة حول تأثير قضية أكبري على شمخاني. ونقلت قناة «إيران إنترناشيونال» عن وثائق قالت إنها حصلت عليها من مصدر في «الحرس الثوري»، أن استهداف أكبري «مشروع للإطاحة بشمخاني». والجمعة، تناقلت شبكات تابعة لـ«الحرس الثوري» على «تليغرام» معلومات عن إقالة شمخاني لكن موقع «نور نيوز» الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نفى صحة تلك المعلومات، موضحاً أنه «لم يُتخذ قرار من هذا النوع». وذكرت قناة «صابرين نيوز»، من القنوات التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن شمخاني ستجري إقالته، وأشارت إلى مرشحين من الجنرالات في «الحرس الثوري» لتولي المنصب. وقالت إن وزير الداخلية أحمد وحيدي أحد المرشحين لتولي المنصب، بالإضافة إلى مصطفى محمد نجار الذي تولى منصب وزير الدفاع ووزير الداخلية في حكومة محمود أحمدي نجاد، بالإضافة إلى الجنرال غلام علي رشيد رئيس غرفة العلميات المشتركة في هيئة الأركان المسلحة. وكتب موقع «نور نیوز» أنه «من المؤسف، أن الإعلان عن توقيف وإدانة علي رضا أكبري أتاح فرصة لبعض الأشخاص غير المسؤولين لخلق موضوعات جديدة لإثارة الخلافات وتكثيفها في البلاد من خلال نشر أخبار كاذبة ومنحازة، وبهذه الطريقة يسعون وراء أهدافهم غير الوطنية». وألقى الموقع باللوم على «أشخاص ألحقوا أضراراً مختلفة بالنظام بسلوكهم وتصريحاتهم المتشددة»، وأضاف: «هذه المرة أيضاً يواصلون نهجهم الذي يسبب التفرقة، وينشرون أخباراً كاذبة وموجهة تضر الوحدة الوطنية»، وأضاف: «هؤلاء في فترات مختلفة يستغلون الرأي العام في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، دون تحمل أدنى مسؤولية أخلاقية. يقومون بدور جماعات الضغط لمواصلة أهدافهم السياسية والحزبية». ولوّح الموقع بالرد على هؤلاء، وكتب: «في هذا المجال هناك كثير من الأشياء المهمة التي ستقال في الوقت المناسب». ونشر موقع «رجاء نيوز» الناطق باسم جماعة «بايداري» المتشددة، مقتطفات من مقال سابق كتبه أكبري في موقع «دبلوماسي إيراني»، أثناء تشكيل حكومة روحاني، ويتحدث المقال عن ضرورة الإبقاء على شمخاني في منصبه. وكان النائب السابق المتشدد حميد رضا رسايي، وأبرز وجوه جماعة «بايداري»، قد دعا الشهر الماضي إلى تغيير شمخاني، بالإضافة إلى رئيس اللجنة العليا للثورة الثقافية، ورئيس لجنة الإشراف على الإنترنت، معتبراً هؤلاء من بقايا حكومة حسن روحاني. وقال الناشط والمحلل السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي في قناته على «تليغرام»، إنه قد رجح تغيير إقالة شمخاني من منصبه بعد ظهور قضية أكبري.

 

بريطانيا تسحب سفيرها من إيران مؤقتاً على خلفية إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري

لندن: «الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، اليوم السبت، إن بلاده ستسحب سفيرها من إيران مؤقتاً في أعقاب إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري، مضيفاً أن لندن تبحث الإجراءات الأخرى التي يمكن أن تتخذها ضد طهران. وقال لجهات بث: «من المهم إدراك أن ردنا لا يقتصر بالضرورة على الإجراءات التي أعلنت عنها اليوم». وتابع: «سأقرر بشكل واضح بالتشاور مع زملائي في الحكومة ما هي الإجراءات الأخرى التي قد نختار اتخاذها ولكنني لن أتكهن بها اليوم»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. ونفذت طهران حكم الإعدام في أكبري، الذي شغل من قبل منصب نائب وزير الدفاع الإيراني، متحدية مناشدات من لندن بعد إصدار الحكم بناء على تهم بالتجسس لصالح بريطانيا. ونددت بريطانيا بالإعدام. وكانت أعلنت أن قضية علي رضا أكبري (61 عاماً)، الذي ألقي القبض عليه عام 2019. لها دوافع سياسية وطالبت بالإفراج عنه. ووصف ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الإعدام بأنه «فعل وحشي وجبان نفذته سلطة همجية». وذكرت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للسلطة القضائية في إيران، في وقت مبكر اليوم السبت، أنه تم تنفيذ حكم الإعدام، دون تحديد موعد التنفيذ. ويبدو أن الإعدام سيضيف مزيداً من الضغوط على علاقات إيران المتوترة منذ فترة طويلة مع الغرب، وهي علاقات تدهورت بشكل أكبر منذ تعثر المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 وبعد أن شنت إيران حملة قمع مميتة على المحتجين العام الماضي. ونددت فرنسا والولايات المتحدة بإعدام أكبري. وفي تسجيل صوتي يُفترض أنه لأكبري، بثته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي فارسي)، يوم الأربعاء، قال أكبري إنه اعترف بجرائم لم يرتكبها بعد تعرضه لتعذيب شديد. واتهم تقرير ميزان أكبري بتلقي مليون و805 آلاف يورو (1.95 مليون دولار) و265 ألف جنيه إسترليني (323 ألفاً و989 دولار) و50 ألف دولار مقابل التجسس.

 

ماكرون: إعدام علي رضا أكبري عمل بشع ووحشي

باريس: «الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم (السبت)، إن إعدام المواطن البريطاني - الإيراني علي رضا أكبري عمل بشع ووحشي. وأضاف ماكرون أنه يتضامن مع بريطانيا التي نددت بالإعدام الذي تحدى مناشدات من لندن وواشنطن للإفراج عن أكبري (61 عاماً)، بعد أن حكم عليه بالإعدام بتهمة التجسس لصالح بريطانيا. وفي تسجيل صوتي يُفترض أنه لأكبري، بثته خدمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي فارسي) يوم الأربعاء، قال أكبري إنه اعترف بجرائم لم يرتكبها بعد تعرضه لتعذيب شديد.

 

فرنسا: انتهاكات إيران للقانون الدولي لن تبقى دون رد

وزارة الخارجية الفرنسية تستدعي القائم بالأعمال الإيراني وباريس تندد بإعدام رضا أكبري

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

انضمت فرنسا إلى العواصم التي نددت بإعدام علي رضا أكبري، المسؤول الإيراني السابق، مزدوج الجنسية الذي حوكم بتهمة التجسس لصالح المخابرات البريطانية.

وأصدرت الخارجية الفرنسية ظهر اليوم بيانا أدانت فيه «بأقسى العبارات» تنفيذ حكم الإعدام بـرضا أكبري كما عبرت عن «تضامنها» مع بريطانيا. ولم تكتف باريس بذلك بل استدعت القائم بالأعمال الإيراني، «في غياب سفير لطهران في العاصمة الفرنسية» وذلك للمرة الثانية في الأيام القليلة الماضية ولإبلاغه تحذيرا شديد اللهجة ما حرفيته: «إن انتهاكات إيران المتكررة للقانون الدولي لا يمكن أن تبقى دون رد خاصةً فيما يتعلق بالرعايا الأجانب المعتقلين اعتباطيا في هذا البلد». وختم البيان بإعادة تأكيد «معارضة فرنسا الثابتة لعقوبة الإعدام في أي مكان ووفق أي ظروف كما تندد باستخدام إيران هذه العقوبة لأغراض سياسية».

ويأتي هذا التنبيه فيما العلاقات الفرنسية - الإيرانية ذاهبة إلى مزيد من التدهور بعد الضجة التي أثارها نشر مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة رسوما كاريكاتيرية للمرشد الإيراني علي خامنئي ردت عليها إيران بإغلاق المركز الفرنسي للأبحاث وبتحذيرات من جانب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان الذي هدد بأن ما حصل «لن يبقى دون رد». كذلك حصلت مظاهرات معادية لفرنسا في طهران في محيط السفارة الفرنسية كما استدعي السفير الفرنسي لإبلاغه بأن باريس لا تقوم بواجباتها لمنع الإساءة لكبار المسؤولين الإيرانيين.

وفيما يعكف الاتحاد الأوروبي على دراسة فرض سلة رابعة من العقوبات على إيران بسبب القمع الدموي للاحتجاجات التي انطلقت عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها من جانب شرطة الأخلاق بسبب سوء الحجاب في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، وبسبب الدور الذي تلعبه طهران في تزويد روسيا بالمسيرات المستخدمة في حربها على أوكرانيا، فإن التطورات الأخيرة ستدفع باريس للسير في مشروع وضع «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة التنظيمات الإرهابية الأوروبية. وحتى اليوم، كانت باريس تفرمل هذه الاندفاعة لما تعتبره حاجة لاستمرار التواصل مع طهران إن بشأن الملف النووي المجمد منذ الصيف الماضي أو بسبب المواطنين الفرنسيين السبعة المحتجزين في إيران الذين تعتبرهم باريس «رهائن دولة» وتطالب بإطلاق سراحهم «فورا» أو للحاجة للتحاور مع إيران في ملفات أخرى مهمة مثل الوضع السياسي في لبنان والحاجة لإيران للضغط على «حزب الله» لوضع حد للفراغ على رأس الدولة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وكانت الناطقة باسم الخارجية آن كلير لو جاندر قد قالت الأسبوع الماضي إن فرنسا «تعمل مع شركائها الأوروبيين من أجل مزيد من الضغوط الجديدة «على طهران» من غير أن تستثني أي إجراء من بينها» في إشارة إلى موضوع «الحرس الثوري». ويبدو أن باريس تجاري في موقفها الجديد التوجهات الأوروبية الأكثر تشددا تجاه طهران والتي تقودها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بايربوك المنتمية إلى حزب الخضر والتي غردت الاثنين الماضي مؤكدةً أن مزيدا من العقوبات على إيران لم يعد كافيا وأن وضع الحرس الثوري على لائحة العقوبات الأوروبية ««إجراء» سياسي مهم وله معناه». وتدفع هولندا وتشيكيا في الاتجاه نفسه فيما تسعى الحكومة البريطانية من جانبها إلى إجراء مماثل. ولعل ما يدل على جدية الرغبة الأوروبية أن مشروع قرار بهذا المعنى سلم إلى قسم الدراسات القانونية في الاتحاد لإعطاء رأيه في إمكانية السير به من غير عوائق قانونية. وفي هذا السياق، قال مصدر فرنسي دبلوماسي إنه «من الزاوية السياسية، يتعين إبراز التشدد مع إيران من خلال استهداف التنظيم «الحرس الثوري» القائم في قلب النظام «الإيراني» ولكن من غير قطع العلاقة معه». وليس من شك أن إجراء كالذي يعتزم الاتحاد الأوروبي القيام به من شأنه أن يفاقم التوتر القائم مع إيران ويجعل بالتالي التحاور معها بشأن الملفات الحيوية التي على رأسها الملف النووي بالغ الصعوبة. وفي أي حال، يعتبر المراقبون أنه لا الجانب الأميركي ولا الجانب الأوروبي يلمحان إمكانية لمعاودة المفاوضات المجمدة وأن الاجتماع الذي عقد على هامش قمة «بغداد 2» التي استضافها الأردن قبيل نهاية العام الماضي بين الوزير عبد اللهيان ومسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل لم يفض إلى أي نتيجة إيجابية. ولأن الملف النووي في طريق مسدود، فإن أهميته تراجعت بالنسبة للغربيين لصالح ملف حقوق الإنسان والدعم العسكري الإيراني لروسيا.

 

شبح اتهامات «التجسس» يطارد المسؤولين «النوويين» في إيران

لندن: «الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

لم يكن علي رضا أكبري الذي أعلنت السلطات الإيرانية عن إعدامه السبت، أول مسؤول تنقّل بين مناصب عديدة في أجهزة صنع القرار الإيراني يواجه تهماً بـ«التجسس»، ونقل معلومات حساسة، خصوصاً في المجالين النووي والعسكري، لكن حجم الاتهامات الموجهة إليه يجعله أبرز الملفات التي خرجت للعلن خلال الحكومات التي حملت على عاتقها إدارة الملف النووي منذ عام 2003. وتعيد قضية أكبري ملفات ضخمة في قضايا التجسس شغلت الرأي العام الإيراني لفترات طويلة، وكشفت عن حجم المواجهة بين الأطراف المتنافسة على السلطة في وقت تترقب فيه إيران هوية من يتولى خلافة المرشد علي خامنئي، خلال السنوات القليلة المقبلة. وواجه عدد من المسؤولين المرتبطين بالمجالات الحساسة، مثل الحقول العسكرية والأمنية والملف النووي، اتهامات بالتجسس، وحكم على أغلبهم بعقوبات تصل للإعدام، والفصل عن المناصب الرسمية والسجن. وتزداد الاعتقالات ومطارد المسؤولين مع كل تغيير في الحكومة الإيرانية التي تقاسمها المعسكران المحافظ، والإصلاحي، وهو الأمر الذي يظهر مدى التباين بين المتنافسين على القوة والنفوذ في داخل التركيبة المعقدة للنظام. في مايو (أيار) 2016، أعلن مجيد أنصاري نائب الرئيس الإيراني السابق عن إعدام مسؤول إيراني بتهمة التجسس. ولم تكشف السلطات عن هوية المسؤول الرفيع لكن أنصاري قال إنه «تغلغل» في بعض الدوائر. وتداولت حينها معلومات صحافية عن إعدام مسؤول ملف إسرائيل في دائرة مكافحة التجسس بوزارة الاستخبارات الإيرانية، بتهمة التجسس لإسرائيل.

- عبد الرضا دري أصفهاني

كان دري أصفهاني أبرز الخبراء الماليين في المفاوضات النووية خلال فترة حسن روحاني، قبل أن تعلن وسائل إعلام إيرانية اعتقاله بتهمة التجسس في يوليو (تموز) 2016.

شغل منصب مسؤول الشؤون المصرفية في الفريق المفاوض النووي، وكان ممثلاً للبنك المركزي في المفاوضات التي انتهت بالاتفاق النووي لعام 2015.

وبعد شهور من اعتقاله في ظروف غامضة على يد جهاز استخبارات «الحرس الثوري» بتهمة بـ«التجسس» خلال المفاوضات النووية، أدين في المحكمة بعشر سنوات سجناً، بتهمة «التجسس لصالح الاستخبارات البريطانية والكندية»، و«التعاون مع الولايات المتحدة المتخاصمة». وكذلك «عدم رفع العقوبات عن البنوك الإيرانية» بعد التوصل للاتفاق النووي. واتهم أيضاً بمحاولة عرقلة الاتفاق النووي، وإضافة البنود المتعلقة باتفاقية «فاتف» (مجموعة مراقبة العمل المالي) المعنية بمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال.

يحمل دري أصفهاني الجنسيتين الإيرانية والكندية. وذكرت تقارير إيرانية أنه يحمل الجنسية البريطانية.

وقال النائب المتشدد جواد كريمي قدوسي إن أصفهاني كان موظفاً في وزارة الخزانة الأميركية، وعاد بعد 1979 للعمل في وزارة الدفاع الإيرانية، وأصبح مسؤولاً عن ملف الأموال الإيرانية المحتجزة في الولايات المتحدة.

- حسين موسويان

يعد موسويان في الوقت الحالي واحداً من بين الصقور في الأوساط الإيرانية بالولايات المتحدة، وخصوصاً المنتقدين للسياسة الأميركية تجاه إيران في فرض العقوبات، والخروج من الاتفاق النووي، وممارسة الضغط على طهران.

وكان موسويان الذي شغل مناصب دبلوماسية من بينها السفير الإيراني لدى ألمانيا، قد واجه تهماً بالتجسس على خلفية عضويته في الفريق المفاوض النووي إبان تولي الرئيس السابق حسن روحاني منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، في عهد رئاسة محمد خاتمي.

ولعب موسويان دور المتحدث باسم الفريق المفاوض النووي، واليد اليمنى لروحاني. وانتهى دوره في الفريق المفاوض النووي، في بداية حكومة محمود أحمدي نجاد، وتولى علي لاريجاني منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي.

واعتقل موسويان في نهاية أبريل (نيسان) 2007 بتهمة «التجسس والتخابر مع الأجانب والدعاية ضد النظام»، لكن أطلق سراحه بعد أيام بتقديم كفالة مالية. واتهمته الاستخبارات الإيرانية حينها بـ«تقديم معلومات عن البرنامج النووي للسفارة البريطانية».

وأسقط القضاء الإيراني التهم في البداية، لكن أحمدي نجاد مارس ضغوطاً على وزير الاستخبارات حينذاك، غلام حسين محسني إجئي (رئيس القضاء الحالي)، والادعاء العام في طهران؛ لإدانة موسويان.

في أبريل 2008، أدين موسويان بالسجن عامين مع وقف التنفيذ، وحرمانه خمس سنوات من المناصب الحكومية، بتهمة «الإخلال بالأمن القومي».

- شاهين دادخواه

كان دادخواه عضواً في الفريق المفاوض النووي ومستشاراً لروحاني خلال المفاوضات النووية لعام 2003. وهو موظف سابق في دائرة مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الإيراني، وحضر مفاوضات إيرانية - أميركية - عراقية في بغداد بعد عام 2003. وبدأ تعاونه مع وزارة الاستخبارات عندما كان يقودها علي يونسي أحد أبرز وزراء الحكومة الإصلاحية برئاسة خاتمي. اعتقل دادخواه في ديسمبر (كانون الأول) 2010 بتهمة التعاون مع دول متخاصمة، وأمضى 14 شهراً في الزنزانة الانفرادية، قبل نقله إلى الأقسام العامة بسجن «إيفين»، وأدانته محكمة «الثورة» بالسجن سبع سنوات. وأشرف على محاكمته القاضي أبو القاسم صلواتي. وبقي بالسجن حتى أطلق سراحه في ديسمبر 2015، بعد عامين من تولي حسن روحاني الرئاسة. وبعد مغادرة إيران، كشف دادخواه في تصريحات صحافية عن حضوره في محادثات سرية بين إيران وإسرائيل حول حركة حماس، متحدثاً عن زيارات لإسرائيل بتكليف من المجلس الأعلى للأمن القومي عندما كان روحاني أميناً عاماً للمجلس. ويقيم دادخواه في مكان غير معروف بعد مغادرة إيران في مايو 2016. وقال دادخواه، في حوارات صحافية، إن سبب اعتقال أعضاء الفريق المفاوض النووي الذي سبق حكم أحمدي نجاد، يعود إلى معارضتهم لسياسته في إدارة الملف النووي، وكذلك محاولة إبعاد روحاني من الترشح للانتخابات الرئاسية.

- شهرام أميري

كان شهرام أميري عالماً متخصصاً في النظائر المشعة للاستخدامات الطبية، في جامعة «مالك الأشتر» الخاضعة لـ«الحرس الثوري»، هرب إلى الولايات المتحدة في ربيع 2009، وقدمت السلطات روايات متضاربة حول اختفائه، وظهر في مقطع فيديو في السفارة الباكستانية التي ترعى المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة، يدعي اختطافه من قبل الإدارة الأميركية، وطالبت طهران بإعادته في 2010، وفور وصوله إلى طهران اعتقل من قبل جهاز استخبارات «الحرس الثوري»، رغم أن السلطات رتبت له استقبالاً حضره نائب لوزير الخارجية، وبث لحظاته الأولى في التلفزيون، على غرار الإيرانيين الذين يتم استبدالهم خلال صفقات تبادل سجناء.

واختفى أميري فترة 20 شهراً حتى أعلنت السلطات إعدامه بشكل مفاجئ في أغسطس (آب) 2016. وكان أميري يقضي حكماً بالسجن 10 سنوات، بالإضافة إلى 5 سنوات ينفي فيها تهمة «التخابر سراً مع دول متخاصمة، وتهديد الأمن القومي الإيراني، وتقديم معلومات حساسة للأعداء».

وبعد اختفائه نفى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية حينذاك، علي أكبر صالحي أن يكون أميري من علماء المنظمة الإيرانية، لكن بعد إعدامه في 2016، قال المتحدث باسم القضاء الإيراني «نفذ الإعدام شنقاً بشهرام أميري بسبب كشفه معلومات سرية للغاية عن البلاد إلى العدو (الولايات المتحدة)».

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» في يوليو 2010، نقلاً عن مسؤولين أميركيين لم تكشف هويتهم، أن «شهرام أميري وصف لرجال الاستخبارات تفاصيل حول كيفية تحول الجامعة في طهران مقراً سرياً لجهود إيران النووية».

وأضافت: «بينما كان أميري في إيران، كان كذلك أحد مصادر تقرير التقييم الاستخباراتي الوطني الذي أثار جدلاً حول برنامج إيران المشتبه بأنه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية والذي نشر في 2007».

 

البرد يغلق الوزارات والجامعات والمدارس بطهران بسبب نقص الغاز

طهران، عواصم – وكالات/15 كانون الثاني/2023

 قررت السلطات الإيرانية إغلاق المكاتب الحكومية والمؤسسات التعليمية فى العاصمة طهران أمس، بسبب نقص حاد في الغاز خلال موجة البرد. وذكر مكتب محافظ طهران عبر التلفزيون الحكومي أن مقار الوزارات والهيئات والمدارس والجامعات كافة، ستبقى مغلقة طوال اليوم بينما ستبقى أبواب البنوك وخدمات الطوارئ مفتوحة. ووفقا لبيان وزارة البترول، تم اتخاذ خطوات مماثلة فى أنحاء أخرى من البلاد، بسبب أزمة الغاز، بعد موجة الطقس البارد التى ضربت البلاد مؤخرا وتسببت فى زيادة استهلاك الغاز بنحو30 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى. وفيما دعت الوزارة المواطنين إلى الاقتصاد في استهلاك الطاقة لتجاوز “الوضع الحرج”، أثارت الإجراءات انتقادات عامة شديدة، وتساءل الكثيرون عن سبب عدم قدرة ثاني أكبر دولة فى العالم من حيث احتياطيات الغاز على التعامل مع حالة الطقس البارد، ويرى المنتقدون أنه لا يوجد هناك نقص فى الغاز ولكن سوء إدارة.

 

كوخافي: إيران مستعدة لإنتاج 4 قنابل نووية وخطط ضربها جاهزة

الغضب يجتاح العالم لإعدام أكبري "الصادم"... وواشنطن تتوعد... وأوروبا تدرس معاقبة 40 فرداً ومؤسسة

طهران، لندن، عواصم – وكالات/15 كانون الثاني/2023

 أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته أفيف كوخافي، أن جيش بلاده أعد خططا لضرب إيران، كاشفا أن طهران باتت تمتلك مواد مخصبة تكفي لإنتاج أربع قنابل نووية. وقبيل مغادرته المنصب غد الاثنين، قال كوخافي إن “جيش الدفاع بلور خلال العام المنصرم ثلاثة برامج لشن هجوم في إيران، كضربة انتقامية لا علاقة لها بالبرنامج النووي، لتدمير المنشآت النووية والمراكز والمقرات الداعمة للمشروع النووي”، موضحا أنه “لو تعلق الأمر بدخول معركة كبيرة، فستدخل مواقع عسكرية وأصول إضافية إلى قائمة الأهداف”. وأضاف أن “إيران تمتلك مواد مخصبة تكفي لإنتاج أربع قنابل نووية – ثلاث بمستوى عشرين في المئة وواحدة بمستوى ستين في المئة”. وقال لدى تسليمه المهام لرئيس الأركان الجديد هيرتسي هاليفي إنه “جيش يمكنه مهاجمة منشآت إيران النووية”، مبينا أن “هناك عددا من الخطط: هذه ستتزايد فقط في الأعوام القادمة”، موضحا أن “الجيش سيكون جاهزا لتنفيذ مهمته في يوم إصدار الأمر”، مضيفا بشأن عما سيحدث إذا لم تساند الولايات المتحدة المهمة، أن “إسرائيل يجب أن تكون قادرة على تنفيذ العملية، حتى إذا كان ذلك يعني العمل بمفردها”.

في غضون ذلك، أثار تنفيذ حكم الإعدام السريع والمفاجيء في نائب وزير الدفاع السابق علي رضا أكبري، والذي اتهمته طهران الخميس الماضي بالتجسس لصالح بريطانيا والضلوع في اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة غضب العالم، حيث وصفت منظمة العفو الدولية إعدام أكبري بأنه هجوم شنيع لطهران على الحق في الحياة، بينما أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن شعوره بـ “الذهول”، قائلا على “تويتر”: “هذا عمل قاس وجبان، نفذه نظام همجي، بدون أي احترام لحقوق الإنسان لشعبه”. من جانبه، وبعد يوم من تحذيره طهران من أن لندن تراقب القضية “عن كثب”، قائلا “يجب ألا تمضي إيران قدما في تهديدها الوحشي بالإعدام”، اعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في تصريح مقتضب عملية الاعدام “عملا بربريا يستحق اشد عبارات الادانة”، متوعدا طهران بمواجهة العواقب وأن “هذا الفعل لن يمر دون تحد”. على صعيد آخر، أكدت الخارجية الأميركية أنها ستحاسب النظام الإيراني على قتل شعبه والمحتجين الشجعان، متهمة النظام الإيراني بالتسبب في الفوضى في المنطقة والعالم، لافتة إلى أن مفاوضات الاتفاق النووي ليست على أجندتها حاليا. من جانبها، أفادت صحيفة “بوليتيكو” بأنها حصلت على مسودات، تظهر أن الاتحاد الأوروبي يدرس عقوبات جديدة ضد النظام الإيراني، تشمل نحو 40 فردًا ومؤسسة، بما في ذلك وزير الرياضة والشباب والعديد من قادة “الحرس الثوري” الإيراني. ووفقا للتقرير، فإن 27 وثيقة للاتحاد الأوروبي تمكنت “بوليتيكو” من الوصول إليها، ويطلق عليها اسم “حزم الأدلة”، هي في الأصل تقارير تم تقديمها كأساس للعقوبات المقترحة، وبحسب الوثائق هناك 17 شخصًا يفكر الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات عليهم، بينهم حكام محافظات وعضو برلماني ووزير ومسؤول رفيع بهيئة الإذاعة والتلفزيون، كما تشمل العقوبات أيضًا المسؤولين الحاليين والسابقين في “الحرس الثوري” الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في قمع الاحتجاجات على مستوى البلاد.

وبحسب التقرير، فإن حمید سجادي، وزير الرياضة والشباب في حكومة إبراهيم رئيسي، أحد الذين وردت أسماؤهم في الوثائق على أنه “مسؤول عن الضغط على الرياضيين للتكتم على قمع الاحتجاجات”، ومن بين المؤسسات العشرين التي قد يفرض عليها عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، تم ذكر منظمة تنظيم الاتصالات الإذاعية والتي تلعب دورًا في قطع الإنترنت أثناء الاحتجاجات. إلى ذلك، أعلن رئيس مديرية الإطفاء في بلدية مدينة بوكان بمحافظة أذربيجان الغربية رسول معروفي، سقوط ستة قتلى وثلاثة مصابين جراء حادث انفجار للغاز، قائلا إنه تم إنتشال جثث طفلان ورجلان وامرأتان جميعهم من أسرة واحدة، مضيفا أن سبب الحادث غير معروف، ويقوم خبراء شركة الغاز بالتحقيق في السبب، لكن ظروف وطريقة تدمير المبنى شبيهة بانفجار غازي.

 

فصائل غزة تعزّز قدراتها استعداداً لأي حرب مقبلة مع إسرائيل/ إسرائيل  تغتال اثنين من "سرايا القدس"

رام الله، عواصم – وكالات/15 كانون الثاني/2023

 في موازاة التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية، تواصل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة استعداداتها لحرب، قد تنشب في أي لحظة مع إسرائيل. وأكدت الفصائل، أنها ضاعفت جهودها لتعزيز قدراتها العسكرية وتطوير مدى صواريخها، لتشكل عامل ردع في أي حرب مقبلة مع إسرائيل. وفي السياق، قتل ثلاثة فلسطينيين أحدهم متأثرا بجروحه والآخرون خلال عملية للجيش الإسرائيلي، في الضفة الغربية، بحسب ما أعلنت مصادر طبية فلسطينية. وذكرت المصادر أن شابين يبلغان، قتلا برصاص إسرائيلي عند مدخل بلدة جبع في جنوب جنين بعد استهدافهم داخل مركبة. وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين، في بيان لها، أن القتيلين من نشطائها وتعرضا لعملية “اغتيال” إسرائيلية. بدوره قال الجيش الإسرائيلي إن قواته خلال نشاط لها في جنين، تعرضت لإطلاق نار من مركبة وردت باستهداف المهاجمين. وأشار الجيش إلى العثور على سلاح من طراز M-16 بحوزة المهاجمين ومصادرته، دون وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية. كما أعلنت مصادر طبية عن وفاة شاب، من بلدة اليامون غرب جنين، متأثرًا بإصابته برصاص إسرائيلي خلال مواجهات في الثامن الشهر الجاري في جنين. فيما، اعتقلت القوات الإسرائيلية، شابا فلسطينيا، في مدينة الخليل بالضفة الغربية، وذكرت وكالة أنباء معا الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية اعتقلت الشاب أمير عارف جابر، خلال تواجده بالقرب من منزله في حي جابر بمدينة الخليل. من جانبه، قدّم رئيس الوزراء محمد اشتية، واجب العزاء لذوي الشهداء الثلاثة يزن سامر الجعبري، وعز الدين باسم حمامرة، وأمجد عدنان خليلية، الذين ارتقوا برصاص الاحتلال، في محافظة جنين، أحدهم متأثرا بإصابته قبل نحو أسبوعين. وحمّل اشتية حكومة الاحتلال المتطرفة والعنصرية مسؤولية هذه الجرائم، مطالبا العالم بموقف واضح، وبتوفير الحماية الدولية لشعبنا. كما أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق، بعد قيام قوات الاحتلال باطلاق قنابل غاز صوب المزارعين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقال شهود عيان ان أربعة مزارعين اصيبوا بحالات اختناق وجرى علاجهم ميدانيا . في غضون ذلك، دوت صفارات الإنذار، في مستوطنة ماتيه بنيامين شمال مدينة القدس، وذكرت القناة 12 العبرية أن هناك شبهات بتسلل فلسطينيين، لذا أطلق صفارات الإنذار في مستوطنة ماتيه بنيامين شمال القدس.

وأفادت القناة بصدور تعليمات للمستوطنين بالتزام مساكنهم، وإغلاق النوافذ والأبواب وإطفاء الأنوار، وعدم الدخول والخروج من المستوطنة حتى إشعار آخر. من جانبها قالت صحيفة “معاريف” العبرية إن قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، تفيد بوجود مخاوف من تسلل فلسطينيين إلى مستوطنة نوفيه بيرات قرب كفار أدوميم المقامة على أراضي بلدة أبو ديس شرق القدس. على صعيد متصل، حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، من مخاطر تصاعد خطط هدم إسرائيل مبان ومنشآت فلسطينية في الضفة الغربية لصالح التوسيع الاستيطاني. وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في منظمة التحرير، في تقرير لها، إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تسعى إلى تكثيف الحصار وهدم البناء الفلسطيني، من أجل تفريغ الأرض الفلسطينية. بدوره، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تأكيده على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس، وحل الدولتين لتجنب أي مبادرة من شأنها تعريض هذا الحل للخطر.

 

السوداني: الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع الجوار “النهج الأمثل”

السوداني أكد أن "الخليج العربي واقع"... وشدد على مواصلة التوسط بين الرياض وطهران... ونفى ميل المرجعية إلى "قم"

بغداد، برلين، وكالات/15 كانون الثاني/2023

 وصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، القول بأن المرجعية في العراق أصبحت أكثر ميلا إلى “قم” بأنه “تزييف”، مشيرا إلى ان المرجعية الدينية لم تتدخل في السياسة ودورها أبوي لجميع أطياف العراق. وقال السوداني في مقابلة مع قناة “دويتشه فيله” الألمانية على هامش تواجده في برلين، إن “دول الخليج العربي هذا واقع، ولانريد أن ندخل في هذه الإشكاليات التي يحاول البعض إثارتها”، مؤكدا بشأن علاقات بلاده مع دول الخليج وإيران، أن بغداد تواصل مساعيها للتوسط بين السعودية وإيران وهناك تجاوب من الجانبين، مشددا على ان بغداد مستمرة في المحاولات وصولا إلى استئناف الاجتماعات قريبا، معتبرا تقريب وجهات النظر بين إيران ودول المنطقة، سيسهم في تخفيف حدّة التوترات بما ينعكس على أمن العراق. وشدد على أن أي اعتداء على أي جزء أو بقعة في العراق مرفوض، سواء أكان من إيران أم تركيا، مبينا أن بغداد “واجهت الاعتداءات الأخيرة التي حصلت في المناطق الحدودية بموقف رسمي رافض، وفي الوقت نفسه، كانت حريصة على استمرار الحوار مع هذه الدول”. وأكد أن الحدود العراقية تحظى بتركيز الأجهزة الأمنية العراقية لمنع تسلل الإرهابيين وتنامي نشاط المخدرات، واصفا “العلاقات المتوازنة بين العراق ودول الجوار وفق مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”، بانه “النهج الأمثل”. وكان رئيس الوزراء العراقي دعا في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس الشركات الألمانية، إلى الاستثمار في قطاع الطاقة العراقي وخاصة في مجالات النفط والغاز والكهرباء، موضحا أن حكومته وقعت مع شركة (سيمنز) الألمانية مذكرة تفاهم في مجال إنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية، تهدف الى زيادة الطاقة الإنتاجية للكهرباء وتأمين الطاقة. وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أكد السوداني أن حكومته تثمن دور ألمانيا في دعم العراق في مواجهة الإرهاب، قائلا إن القوات العراقية وصلت الى مرحلة متقدمة من الجاهزية، وأن ما تحتاجه بلاده من ألمانيا هو الحصول على دورات تدريبية.

وأكد أن الحكومة العراقية حريصة على علاقات خارجية متوازنة مع الجميع، وعلى استعادة دور العراق الإقليمي في المنطقة وتقريب وجهات النظر وخفض التوترات في المنطقة. من جهته، قال المستشار الألماني شولتس إن زيارة رئيس الوزراء العراقي ساهمت في تعميق العلاقات بين الجانبين، لاسيما في مجال الطاقة ومحاربة الإرهاب، مضيفا أنهما بحثا إمكانية استيراد الغاز الطبيعي من العراق. في غضون ذلك، أقام مئات آلاف من أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، صلاة جمعة موحدة في حي الصدر الشيعي شرق بغداد وعدد من المحافظات العراقية، باستثناء إقليم كردستان ومحافظة البصرة التي استثناها التيار، في مشهد قرأه محللون سياسيون على أنه بداية تلويح من الصدريين بالعودة للمشهد السياسي، لا سيما مع قرب انتهاء 100 يوم على تسلم حكومة محمد شياع السوداني مهامها. وانتشرت القوات الأمنية خصوصاً قوات الجيش والشرطة الاتحادية معززة بالآليات الثقيلة لحماية المصلين، قبل أن تنسحب من محيط أماكن الصلاة بعد انتهائها من دون حوادث تذكر. ولم تتطرق كلمة الصدر التي تلاها ممثلون عنه في عدد من المدن العراقية إلى الوضع السياسي، وما يشهده العراق من أزمات اقتصادية تتعلق بارتفاع سعر الدولار أو ما يتعلق بملفات الفساد وخصوصاً “سرقة القرن”، التي أطلق سراح أغلب من تورطوا بها.

لكن الصدر هاجم بشكل غير مباشر كل جهة سياسية تدعي ما يسمى “المقاومة”، وتكذب وجود دور للتيار الصدري فيها من دون أن يحدد هذه الجهات، ودعا أنصاره للاستمرار في “صلاة الجمعة الموحدة” حتى لو “توفي” هو، كونها “مهمة في نشر الهداية والايمان، وتمثل عز الوطن والمذهب والدين، وأن من ثمارها مقاومة للاحتلال”. ميدانيا، أعلنت خلية الإعلام الأمني اعتقال 32 متهماً بالإرهاب، بعمليات نوعية في خمس محافظات بينهم عناصر بارزة في عصابات “داعش”، ممن نشطوا في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وديالى وبغداد”.

 

أنقرة تلوّح مجدداً بعملية عسكرية في سورية وتطالب بضم حلب

أنقرة، عواصم – وكالات/15 كانون الثاني/2023

أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن شن تركيا عملية عسكرية برية في سورية ممكن في أي وقت، قائلا “نواصل دعم العملية السياسية التي بدأت نهاية ديسمبر مع لقاء وزيري الدفاع التركي والسوري في موسكو”، مضيفا “لكن شنّ عملية برية يبقى ممكنا في أي وقت، بناء على مستوى التهديدات المحتملة”. من جانبه، دعا مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي إلى عودة حلب إلى سيطرة تركيا، قائلا في برنامج بثته قناة “أولكي تي في”، إن “تركيا تدخلت في حلب لمنع وقوع مجازر كبيرة. ولو لم تتدخل لحدثت مذابح كارثية للغاية”. وأضاف: “أعتقد أن هذا هو ما يجب أن تطالب به تركيا، يجب وضع حلب تحت السيطرة التركية”، مشيرا لضرورة ضمان هذا الوضع مؤقتا، وإذا تم ذلك، يمكن لنحو مليوني سوري العودة طواعية. في غضون ذلك، وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على رأس وفد رفيع المستوى إلى دمشق أمس، لإجراء محادثات مع عدد من المسؤولين السوريين حول العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وآخر التطورات الإقليمية والدولية.

 

بريطانيا تعتزم تسليم أوكرانيا دبابات «تشالنجر» وألمانيا تقترب من إرسال «ليوبارد» وكييف تطالب بمزيد من الأسلحة الهجومية

الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/2023

بعد مرور عشرة أشهر على الحرب الأوكرانية، قررت بريطانيا تزويد كييف بدبابات قتال مهمة من طراز «تشالنجر 2»؛ لدعمها في درء الحرب الروسية، حسبما أبلغ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال اتصال هاتفي، أمس السبت، فيما أفادت مصادر مطلعة بأن ألمانيا على وشك اتخاذ قرار بشأن إرسال دبابات «ليوبارد» القتالية الأخرى الأسبوع المقبل، حيث يقيّم الحلفاء الأوروبيون حالياً كيفية مساعدة حكومة كييف في حال حدوث قتال في فصل الربيع المقبل. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصادر المطلعة القول بأنه مع تزايد الدعوات لبرلين لتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة، فإنه من المرجح أن تقرر ألمانيا تزويدها بدبابات «ليوبارد». وقال مسؤول ألماني مطلع، رفض الكشف عن هويته، إن برلين ستتخذ قراراً قبل اجتماع كبار مسؤولي الدفاع بالدول المتحالفة في قاعدة «رامشتاين» الجوية الأميركية في 20 يناير (كانون الثاني) الحالي. وسيلتقي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيرته الألمانية كريستيانه لامبرشت في برلين في اليوم السابق لهذا الاجتماع.

وكان وزير خارجية أوكرانيا قد دعا إلى المزيد من الأسلحة الهجومية القوية، مؤكداً أن «وقت الحظر على الأسلحة قد انتهى». واستجابة لذلك، غيّرت الولايات المتحدة نهجها أخيراً، وأعلنت عن حزمة معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 85.‏2 مليار دولار، حيث ستوفر لها أنواع الأسلحة الهجومية القوية التي كانت قد امتنعت من قبل عن تقديمها، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد ضد روسيا في فصل الربيع. ووافقت الولايات المتحدة أخيراً على تزويدها بمركبات «إم2 - برادلي» القتالية لاستخدامها لمهاجمة المواقع الروسية المحصنة. ولا يزال البنتاغون يرفض تزويدها بدبابات «أبرامز». فهو يرى أن دبابات «تي - 72» السوفياتية التي تمتلكها أوكرانيا كافية. ودبابة «تشالنجر 2» هي دبابة قتالية مصممة لمهاجمة الدبابات الأخرى، ودخلت الخدمة في الجيش البريطاني منذ 1994. وقاتلت في البوسنة والهرسك وكوسوفو والعراق، بحسب ما ذكره الجيش.

وقالت متحدثة باسم الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء عرض دبابات «تشالنجر 2» وأنظمة مدفعية إضافية كعلامة على «طموح (لندن) في تعزيز دعمنا لأوكرانيا». كما رحب سوناك بإعلانات مشابهة بشأن دعم عسكري لكييف، بما في ذلك تعهد بولندا مؤخراً بإمداد أوكرانيا بمجموعة من دبابات «ليوبارد 2». وتعتبر الدبابات القتالية الثقيلة ضرورية لاستعادة السيطرة على المناطق المحتلة. ورغم ذلك لم تتسلم أوكرانيا حتى الآن إلا دبابات سوفياتية الصنع كانت في مخازن دول شرقي أوروبا العضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتطالب أوكرانيا برلين بإرسال دبابات «ليوبارد»، التي تعد أفضل من الدبابات الروسية من الناحية التقنية. ورغم ذلك ترفض الحكومة الألمانية حتى الآن منح أوكرانيا الدبابات رغم الضغوط من أجل كييف، وضغط الحلفاء في حلف الناتو، وأعضاء بائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس المؤلف من ثلاثة أحزاب. وترفض الحكومة الألمانية منذ وقت طويل هذه الخطوة، مشيرة إلى حقيقة أن حلفاء آخرين لم يسلموا دبابات قتالية حديثة إلى أوكرانيا أيضاً، بالإضافة إلى مخاوف من احتمال جر حلف «الناتو» أكثر إلى الحرب.

وعرض بريطانيا، الذي يأتي بعد تعهد وارسو وتعهد سابق من فرنسا بإرسال دبابات «خفيفة»، سيجبر شولتس على الدفاع عن موقفه مجدداً. ويعتزم رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، إجراء محادثات بشأن تسليم دبابات «ليوبارد» لأوكرانيا خلال زيارته لبرلين. وقال مورافيتسكي في تصريحات لمحطة «آر إم إف دوت إف إم» الإذاعية، أمس السبت، إنه سيتحدث مع ممثلين عن عدة أحزاب حول هذا الموضوع. وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أنه يستطيع إقناع المستشار الألماني أولاف شولتس بالسماح لأوكرانيا بامتلاك دبابات قتال رئيسية من طراز «ليوبارد»، قال مورافيتسكي: «ليس لدي أي فكرة»، مضيفاً أنه لا يفترض أن مثل هذا القرار سيُجرى اتخاذه خلال الأيام المقبلة. وأكد مورافيتسكي مجدداً أن بولندا قررت بالفعل تزويد أوكرانيا بدبابات قتالية.

وذكر زيلينسكي عبر موقع «تويتر» أنه شكر سوناك «على القرارات التي لن تعززنا فحسب في ساحة القتال، بل ستبعث بالإشارة الصحيحة إلى الشركاء الآخرين». وقال مكتب سوناك سابقاً إن بريطانيا ستنسق دعمها مع الحلفاء بعدما أشارت ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة في الأسبوع الماضي إلى أنها ستقدم مركبات مدرعة إلى أوكرانيا. وقال متحدث باسم سوناك: «أوضح رئيس الوزراء تطلع المملكة المتحدة إلى تكثيف دعمها لأوكرانيا، بما يشمل (الدعم) من خلال تقديم دبابات (تشالنجر 2) ومنظومات المدفعية الإضافية». وأضاف: «اتفقا على الحاجة إلى اقتناص هذه اللحظة بتعجيل الدعم العسكري والدبلوماسي العالمي لأوكرانيا». وقال مكتب سوناك إن مزيداً من التفاصيل ستُقدم بعد فترة وجيزة. وشكر أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني بريطانيا على حزمتها الدفاعية الجديدة. وقال عبر «تويتر»: «هذا إسهام مهم في الدفاع وحرية الديمقراطية في أوروبا. نحن ممتنون لريشي سوناك والشعب (البريطاني) على مساعدتهم».

 

تعيين بوتين لغيراسيموف في أوكرانيا اعتراف بالعجز أم تمهيد لتصعيد؟

الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/2023

اختارت موسكو قبل أيام قليلة رئيس أركان جديداً للقوات المسلّحة لقيادة العمليات في أوكرانيا، في دليل على نفاد صبر روسيا واضطرابها في مواجهة حرب لا تستطيع الانتصار فيها، وفقاً لخبراء. لم يكمل سيرغي سوروفيكين الذي عيّن في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) قائداً للقوات المسلّحة، الثلاثة أشهر في منصبه. بدلاً منه، عيّن فاليري غيراسيموف الذي يجلس في قمة الهرم العسكري الروسي منذ عشر سنوات.

في موسكو كما في الغرب، تحدّث المراقبون الخميس عن نفاد صبر الرئيس فلاديمير بوتين في مواجهة المقاومة الأوكرانية وهشاشة القيادة الروسية التي تواجه مطالب غير قابلة للتحقيق والوعد بشن معركة كبرى مقبلة. في روسيا وفي بلدان أخرى، من النادر جداً تعيين رئيس أركان لعملية واحدة. فالشخص الذي ينسّق ويقيّم التهديد، لا يمكنه أن يكون هو نفسه الذي يقود المعارك ميدانياً. وقال محلل من موسكو طلب عدم كشف اسمه: «المرة الأخيرة التي حصل هذا الأمر فيها كانت في عام 1941 أثناء الغزو النازي».

ويحمل غيراسيموف الرجل الثاني في التسلسل الهرمي العسكري بعد وزير الدفاع، الحقيبة النووية. وقال المحلل ساخراً «هل سيأخذها معه إلى أوكرانيا؟». ويرى المحلل أن هذا التعيين «ينتهك كل القواعد القائمة» للقيادة العسكرية، ويشكل قراراً يكشف أن «الأمور لا تسير كما هو مخطط لها». لأنه بعد قرابة 11 شهراً من بدء الغزو، لا يمكن لروسيا أن ترى سوى تعثرها. تشهد مدينتا باخموت وسوليدار (شرق) معارك عنيفة حالياً. وقالت تاتيانا كاستويفا - جان، الباحثة في الشؤون الروسية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إنه «ليس من المناسب تغيير رئيس العمليات في منتصف المعركة».

وأضافت، كما جاء في تحقيق الصحافة الفرنسية، أن ذلك «يخل بالتسلسل الهرمي بكامله، من أعلاه إلى أسفله. لا يمكن أن يكون إشارة جيدة».

ويجمع الخبراء على أن هذا القرار مؤشر على تسريع العملية الروسية. فالحديث عن هجوم جديد جارٍ منذ أشهر فيما لا تستبعد فرضية تعبئة جديدة، بعد تعبئة أولى في سبتمبر (أيلول) حشدت قرابة 300 ألف رجل.

من جهته، أكّد الخبير العسكري الروسي المستقل ألكسندر خرامتشيخين: «من الواضح أن هذا التعديل يعني أن هناك خططاً لتوسيع نطاق المعارك»، مشيراً إلى أن الهدف برأيه يتمثّل في ضمان السيطرة الفعالة على المناطق التي تطالب بها روسيا (لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا).

ويرى مارك غاليوتي من معهد «رويال يونايتد سيرفيسز إنستيتيوت» للبحوث، أن هذا القرار هو «تأكيد بأن هناك هجمات كبرى مقبلة وأن بوتين يعترف بأن التنسيق السيّئ يمثل مشكلة». ماذا كان بإمكان الجنرال سوروفيكين أن يفعل في أقل من ثلاثة أشهر؟ ما هي الأخطاء التي ارتكبها؟ كيف يمكن تبرير تبديل قادة جيش غير فعال هيكلياً؟ يتحدّث خبراء عن نفاد صبر بوتين وغموضه. في غياب انتصارات عسكرية أخيرة، يلاحظ بوتين تزايد الاستخفاف بأداء جيشه، ما يستدعي «الأسئلة الروسية الأبدية: من المخطئ وما يجب فعله» كما كتبت في تغريدة تاتيانا ستانوفايا المتخصصة في شؤون النخب الروسية.

لكن تعيين غيراسيموف لا يجيب على تلك الأسئلة. وأوضحت ستانوفايا: «يبدو الجميع في حالة صدمة: رجال (يفغيني) بريغوجين (رئيس مجموعة فاغنر العسكرية) والمراسلون العسكريون والجيش. يبدو أن عدداً كبيراً من الأشخاص المطلعين جداً لا يفهمون جوهر هذا القرار». يشير البعض إلى أن الخيار وقع على رجل لا جدال في ولائه لإرساله إلى أوكرانيا. لكن مارك غاليوتي يرى أنه «إذا لم تكف عن تعيين قادة وتبديلهم وحرقهم ووضع مطالب غير واقعية وخفض ترتيبهم بشكل تعسفي، لن يولد ذلك الولاء».

من خلال تغيير القيادة العسكرية مجدداً، لن يهدئ بوتين الشك الذي يسيطر على جزء من نخب موسكو والرأي العام الروسي. وقال ألكسندر خرامتشيخين إنه اليوم ينمو «استياء من سبب عدم انتصارنا في هذه الحرب»، مشيراً إلى «التقديرات السيئة في بداية الصراع»... وهي تقديرات صادق عليها غيراسيموف... ويرى العديد من المحللين في هذا التغيير الجديد مؤشراً على مؤامرات داخلية. وقالت تاتيانا كاستويفا - جان «تظهر معركة الإعلام حول سوليدار أن الجميع يحاول أن ينسب لنفسه الفضل في الانتصار». ولخّصت دارا ماسيكوت الخبيرة في مؤسسة راند في واشنطن «هناك كل شيء في هذه القصة: صراعات داخلية، صراعات على السلطة، وغيره».

 

روسيا تستهدف منشآت حيوية في كييف وخاركيف ولفيف

أوكرانيا تنفي سيطرة القوات الروسية على سوليدار وتؤكد استمرار المعارك الطاحنة

كييف - موسكو: «الشرق الأوسط»/15 كانون الثاني/2023

بعد يوم من إعلانها السيطرة الكاملة على مدينة سوليدار، وهو ما نفته كييف التي أكدت أن «معارك طاحنة» لا تزال تدور في هذه البلدة الصغيرة، كثفت موسكو قصفها لعدة مناطق بشكل شديد، مما أدى إلى إصدار السلطات تحذيراً من غارة جوية لجميع أنحاء البلاد. وتشمل المناطق المتضررة كلاً من أوديسا في الجنوب، وخاركيف في الشرق، ولفيف في الغرب، والعاصمة كييف، فضلاً عن ورود تقارير تفيد بتضرر البنية التحتية المدنية مجدداً، بما في ذلك محطات الكهرباء. وقال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف: «فُرض قطع للتيار الكهربائي بشكل طارئ»، بعد ضربتين على منشآت حيوية. وفي لفيف، حذرت السلطات من انقطاع إمدادات المياه والكهرباء. كما أعلنت سلطات كييف، أمس السبت، أن روسيا استأنفت الهجمات الصاروخية على العاصمة الأوكرانية وغيرها من المناطق، بما في ذلك خاركيف وزابوريجيا. وقال الحاكم الإقليمي في مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا إن عشرة على الأقل، من بينهم طفلان، أُصيبوا في ضربة روسية على مبنى سكني. وقال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، إن 15 شخصاً على الأقل أُنقذوا من تحت الحطام. ونشر أيضاً صورة أظهرت مبنى سكنياً يتألف من تسعة طوابق، انهار جزء منه تماماً. وأضاف: «إنهم (الروس) مجرد وحوش. تهدَّم درج واحد على الأقل. ويوجد أشخاص تحت الأنقاض كانوا في منازلهم في يوم العطلة». وأعلنت السلطات في كييف، أمس السبت، أن روسيا استأنفت الهجمات الصاروخية على العاصمة الأوكرانية. ودعا المكتب الرئاسي الأوكراني الشعب إلى عدم تجاهل الإنذارات الجوية واللجوء للملاجئ بأي ثمن. وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو إن أجزاء من صاروخ سقطت في منطقة غير مأهولة من المدينة. وأضاف أن أحداً لم يصب. وأفاد المكتب الرئاسي بأن مبنى سكنياً قد أصيب في منطقة كييف، ولكن لم تكن هناك معلومات مبدئية بشأن وقوع ضحايا محتملين. وقال المكتب الرئاسي إن هذه كانت أولى الهجمات الصاروخية الكبيرة منذ بداية العام الجديد.

وفي شمال شرقي أوكرانيا، قال أوليه سنيهوبوف، الحاكم الإقليمي لخاركيف، إن صاروخين إس - 300 ضربا المدينة بالقرب من الحدود الروسية في وقت مبكر من أمس السبت. وأضاف أن الهجمات ضربت بنية الطاقة التحتية الحساسة والمنشآت الصناعية في منطقتي خاركيف وتشوهيف. وأردف، كما جاء في تقرير «رويترز»: «تعمل وحداتنا لخدمات الطوارئ وعمال مجال الطاقة على التخلص من العواقب، والعمل على استقرار إمدادات الطاقة».

وحذر حاكم منطقة تشيركاسي، وسط البلاد، من أن هجمة صاروخية روسية ضخمة قد تُنفذ في وقت لاحق من يوم السبت، بينما قال حاكم ميكولايف في الجنوب إن 17 طائرة توبوليف حربية روسية أقلعت من قواعدها الجوية.

ولكن رُفع إنذار الغارات الجوية في كييف ومناطق أخرى بعد بياناتهما، ما يشير إلى أن التهديد الفوري تلاشى. وأتت الهجمات، أمس السبت، في ظل قتال القوات الأوكرانية والروسية للسيطرة على سوليدار، التي كانت لأيام محل تركيز هجوم روسي لا يتوقف. وقالت روسيا، الجمعة، إن قواتها استولت على سوليدار، فيما قد يكون نجاحاً نادراً لموسكو بعد أشهر من إخفاقات في ساحة المعركة، ولكن كييف قالت إن قواتها ما زالت تقاتل في البلدة. قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها المسائي: «القتال من أجل سوليدار يستمر»، من دون إضافة أي تفاصيل. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته اليومية عبر الفيديو، مساء الجمعة: «الكفاح القوي من أجل دونيتسك مستمر... والقتال من أجل باخموت وسوليدار وكريمينا وبلدات وقرى أخرى في شرق بلادنا لا يزال مستمراً». ووجّه زيلينسكي كلمة شكر للقوات الأوكرانية التي تدافع عن سوليدار وباخموت ضد الهجمات الروسية قائلاً: «الكثير من الشكر لمقاتلي وحدة «كراكين» على الأعمال الحاسمة التي قاموا بها لتدمير العدو في منطقة سوليدار». وفي باخموت، وجّه زيلينسكي التحية للكتيبة الدولية، وهي قوات تتألف من مقاتلين أجانب. وقد أعلنت القيادة العسكرية الروسية وقوات المرتزقة الروسية «فاغنر» المنتشرة في بلدة سوليدار، أنها استولت على البلدة.

وفي هذه العملية، أعلنت «فاغنر» بشكل خاص الانتصار في البلدة، وعندئذ منحت وزارة الدفاع في موسكو النصر للقوات المرتزقة... وعلق زيلينسكي على هذا الأمر قائلاً: «إنهم يتشاجرون بالفعل مع بعضهم البعض بشأن من صاحب الفضل في التقدم التكتيكي... وهذا بالفعل إشارة واضحة على الفشل».

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن «تحرير» مدينة سوليدار «استكمل (...) في 12 يناير (كانون الثاني) مساء». بعد ذلك حيّا الجيش الروسي «الأعمال الشجاعة» لمقاتلي مجموعة «فاغنر» التي نفذ مقاتلوها «الهجوم المباشر على الأحياء السكنية في سوليدار»، في اعتراف نادر بين هاتين القوتين اللتين تنافستا في أغلب الأحيان على الأرض في أوكرانيا. وكان الناطق باسم القيادة الشرقية للجيش الأوكراني سيرغي تشيريفاتي، صرح بأن قواته «تسيطر على الوضع في ظروف صعبة»، في مواجهة «أفضل الوحدات في (فاغنر) وقوات روسية خاصة أخرى». وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار، إن «هذه مرحلة صعبة من الحرب»، معترفة «بهجوم (روسي) مكثف جداً». وعقد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، اجتماعاً جديداً لمناقشة الوضع في أوكرانيا بعد 11 شهراً تقريباً من بدء الغزو الروسي. وقالت روزماري ديكارلو مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن «أوكرانيا وروسيا ودول العالم لا يمكن أن تسمح باستمرار هذه الحرب». وأضافت أن «المنطق العسكري يهيمن حالياً مع مساحة صغيرة جداً للحوار، إن وجدت»، مشيرة إلى أنها لا ترى «أي مؤشر على انتهاء القتال».

 

روسيا تدرج وزير خارجية بريطانيا ورئيس أركانها العامة في قائمتها السوداء

وطنية/15 كانون الثاني/2023

قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنه "تم إدراج وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ورئيس أركان الجيش البريطاني باتريك ساندرز في قائمة العقوبات الروسية"، وفق وكالة "روسيا اليوم".  وذكرت زاخاروفا أن قائمة العقوبات الجوابية الروسية، التي تم نشرها مؤخرا، تضم 36 شخصا، مضيفة "بسبب استمرار الحكومة البريطانية بانتهاج الطريق المناهض لروسيا في يناير 2023، تقرر إضافة عدد من أعضاء مجلس الوزراء وممثلي هيئات حماية القانون والسلك الصحفي في بريطانيا إلى قائمة العقوبات الروسية".

 

روغوف: 8 غارات روسية استهدفت مستودعات الذخيرة والأسلحة الأوكرانية في مدينة زابوروجيه

وطنية/15 كانون الثاني/2023

استهدفت القوات الروسية فجر اليوم المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات كييف في مدينة زابوروجيه 8 مرات، وفق وكالة "روسيا اليوم". وأفاد عضو مجلس إدارة منطقة زابوروجيه الروسية فلاديمير روغوف عبر "تلغرام"، بوقوع ما لا يقل عن 8 انفجارات في المركز الإقليمي لمدينة زابوروجية، الخاضع لسيطرة قوات كييف، الساعة ال5 فجرا بتوقيت موسكو. أضاف روغوف،أن "الهجمات الصاروخية استهدفت المستودعات العسكرية الأوكرانية ومرافق البنية التحتية التي تستخدمها قوات كييف للهجوم".

 

الرئيس السوري وعبد اللهيان أكدا على العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين وعلى التعاون الثنائي في مختلف المجالات

وطنية - دمشق/15 كانون الثاني/2023

اكد الرئيس السوري بشار الاسد ووزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان خلال اجتماعهما اليوم على العلاقات الوثيقة والتاريخية بين البلدين وعلى التعاون

الثنائى القائم في مختلف المجالات.. كما اكد الرئيس السوري ان "دمشق حريصة على التواصل المستمر وتنسيق المواقف مع ايران بشكل دائم وخاصة أن الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت من أوائل الدول التي وقفت الى جانب الشعب السوري في حربه ضد الارهاب وأن هذا التنسيق يكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت بالذات الذي يشهد تطورات اقليمية ودولية متسارعة لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين.." واعتبر الوزير عبد اللهيان أن "سوريا بلد مهم وموثر ولذلك فان قوة وتنمية سوريا هي قوة وتنمية للمنطقة عموما ولايران خصوصا، موكدا أن البلدين يقفان في خندق واحد ويتبادلان الدعم القوي لبعضهما الاخر"، مشددا على أن "بلاده لديها ثقة كاملة بالمواقف والقرارات السورية وهي ترى أن أي حوار بين سوريا وتركيا اذا كان جادا فهو خطوة ايجابية لمصلحة

البلدين والمنطقة.."

وأكد أن "الدولة السورية تنطلق دائما في كل مواقفها من حرصها على مصالح الشعب السوري، وأنها لن تسير الى الامام في هذه الحوارات الا اذا كان هدفها انهاء الاحتلال ووقف دعم التنظيمات الارهابية".. وتطرق الحديث أيضا خلال اللقاء الى المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الايراني مع مختلف الاطراف في موتمر بغداد 2 الذي انعقد في عمان أواخر الشهر الماضي، وكذلك المناقشات الجارية من أجل استئناف المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.

 

هل كان بوسع بايدن منع روسيا من مهاجمة أوكرانيا؟...خبراء: كان بإمكان الناتو إرسال قوات إلى دول المواجهة مثل رومانيا

واشنطن/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/2023

يقول الخبير والأكاديمي الأميركي ديفيد فيليبس إنه قبل وقت طويل من إطلاق الطلقة الأولى في أوكرانيا، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خطته لمهاجمة أوكرانيا. ويتساءل فيليبس قائلاً: «إذن لماذا كان رد فعل الغرب تدريجياً وغير فعال بدرجة كبيرة؟». ويرى أنه ربما كان من الممكن أن يكون اتخاذ المزيد من الإجراءات الوقائية الاستباقية قبل هجوم روسيا سبباً في تغيير بوتين حساباته. ويضيف فيليبس، مدير برنامج بناء السلام وحقوق الإنسان بجامعة كولومبيا، في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست» الأميركية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بممارستها لقيود أحادية وتقديم تنازلات غير مفروضة عليها، دعت روسيا لاختبار حدود نزعتها الحربية. وقد تشكل رد فعل واشنطن الأولي على أساس خوفها من استخدام بوتين الأسلحة النووية. ولإصابتها بالشلل بسبب تفكيرها في عواقب ذلك، اتسم رد فعل إدارة بايدن بالحرص الشديد وباتخاذ تدابير ناقصة.

وفي البداية، تعهد بايدن بعدم مشاركة قوات الناتو في القتال في أوكرانيا. وكان استبعاد خيار الناتو أمراً غير ضروري. فقد تم تزويد أوكرانيا بأسلحة من دول حلف وارسو السابق، بدلاً من تزويدها بأحدث أسلحة الناتو. وقد كان ذلك كافياً لتبقى القوات الروسية بعيداً، لكن لم يكن كافياً لهزيمتها. وكان لدى بايدن أمل في أن تردع العقوبات العدوان الروسي. ولكن العقوبات تم فرضها بصورة تدريجية للغاية مكنت بوتين من تخفيف تأثيرها على الاقتصاد الروسي، كما تمكن المستثمرون الروس من نقل أصولهم إلى دول تحميها مثل تركيا. كما كان خط أنابيب «نورد ستريم 2» الذي كان ينقل الغاز لألمانيا يعمل بكامل طاقته حتى هاجمت روسيا أوكرانيا. ويقول فيليبس، الذي عمل مستشاراً وخبيراً بوزارة الخارجية الأميركية في عهد إدارات كلينتون وبوش وأوباما، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، إن الولايات المتحدة تبنّت سياسة تتمثل في تزويد أوكرانيا بالمعدات التي ترى أن كييف تحتاج إليها فعلاً ويمكنها صيانتها.

وبعد مرور عشرة أشهر على هذه الحرب، وافقت الولايات المتحدة أخيراً على تزويدها بمركبات «إم2 – برادلي» القتالية لاستخدامها لمهاجمة المواقع الروسية المحصنة. ولا يزال البنتاغون يرفض تزويدها بدبابات «أبرامز». فهو يرى أن دبابات «تي – 72» السوفياتية التي تمتلكها أوكرانيا كافية. وكان وزير خارجية أوكرانيا قد دعا إلى المزيد من الأسلحة الهجومية القوية، مؤكداً أن «وقت الحظر على الأسلحة قد انتهى». واستجابة لذلك، غيّرت الولايات المتحدة نهجها أخيراً، وأعلنت عن حزمة معدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 85.‏2 مليار دولار، حيث ستوفر لها أنواع الأسلحة الهجومية القوية التي كانت قد امتنعت من قبل عن تقديمها، حيث تستعد أوكرانيا لشن هجوم مضاد ضد روسيا في فصل الربيع.

ويوضح فيليبس، أن الناتو توخى الحذر في البداية. وكان بوسعه إرسال قوات إلى دول المواجهة مثل رومانيا. فقد كان من الممكن أن يظهر ذلك عزم «الناتو» واستعداده لمواجهة العدوان الروسي. ولا يعتبر نشر قوات كإجراء وقائي أمراً لم يسبق له مثيل، فالولايات المتحدة أرسلت قوات إلى مقدونيا في تسعينات القرن الماضي للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب اليوغسلافية. كما أنها أمرت مؤخراً بمرابطة 1200 من الفرقة الأولى مشاة من الجيش الأميركي في بولندا ودول البلطيق. ومع قيام روسيا بتكثيف هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ، كان بوسع «الناتو» إعلان منطقة حظر جوي فوق ماريوبول أو غيرها من المدن المحاصرة. إلا أنه قرر عدم إعلان منطقة حظر جوي خوفاً من أن يؤدي ذلك إلى دخول قوات «الناتو» في حرب مباشرة مع روسيا. من ناحية أخرى، رأى البنتاغون أن تزويد أوكرانيا بطائرات «إف – 16» و«إف – 35» المقاتلة سيكون تصعيداً. وفضل تقديم طائرات مألوفة بالفعل لدى الطيارين الأوكرانيين، مثل المقاتلات «ميغ – 29» و«سوخوي – 25»، ولكن خطط تقديم هذه الأنظمة من الأسلحة اصطدمت بعقبة عندما طالبت بولندا التي تمتلك بالفعل طائرات «ميغ – 29» المقاتلة بأن يزودها «الناتو» بأحدث الطائرات الحربية التي لديه بدلاً من الطائرات السوفياتية التي لديها. وكان بوسع «الناتو» تزويد أوكرانيا بالمزيد من الطائرات المسيرة إلى خطوط إمداد غير مباشرة وإبطاء التحركات الروسية. وفيما يتعلق بالحرب السيبرانية، كان بوسع «الناتو» التصرف بصورة استباقية بالتنسيق مع الجماعات المدنية ذات الخبرة في مجال القرصنة لوقف عمل مواقع أجهزة الحكومة الروسية التي تعد جبهات معروفة بالنسبة لجهود روسيا السيبرانية.

ويقول فيليبس إن نزوح ملايين الأوكرانيين إلى بولندا كان أمراً متوقعاً. فلماذا لم تجهز الولايات المتحدة مسبقاً مواد غذائية وأدوية وغير ذلك من المساعدات الإنسانية قبل وصولهم؟ فقد كان القيام بذلك من شأنه أن يبعث برسالة إلى موسكو تفيد بأن الغرب جاد بالنسبة لمساعدة ضحايا عدوانها. وإذا نظرنا إلى الوراء، سنجد أنه كان أمام حلف شمال الأطلسي (الناتو) الكثير من الخيارات لردع عدوان روسيا أو التخفيف من وطأته على أوكرانيا. وقد تم في نهاية المطاف تبني كل هذه التدابير، ولكنها تأخرت في ردع قرار روسيا بغزو أوكرانيا. وتستحق إدارة بايدن قدراً كبيراً من الامتنان لتشكيلها تحالفاً للدفاع عن أوكرانيا. ولو كان هدف بوتين هو إضعاف «الناتو»، فقد فشل في ذلك. فقد ظهر التحالف وهو أكثر اتحاداً وقوة في الرد على تصرفات روسيا. كما يستحق جهد الإدارة الأميركية لتعزيز الدعم من جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمساعدات الأمنية والمالية الإشادة الكبيرة. فالوقوف في وجه روسيا يحظى بدعم الحزبين، رغم أن قيادة الكونغرس الجديدة قد تهدد هذا الإجماع.

 

التونسيون ينتفضون ضد قيس سعيّد ويحيون ذكرى الإطاحة بـ”بن علي”

الاحتجاجات تطغى على مسيرات استذكار "ثورة الياسمين" وسط هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل"

تونس، عواصم – وكالات/15 كانون الثاني/2023

في مشاهد أعادت إلى الأذهان احتجاجات “ثورة الياسمين” التي أطاحت الرئيس السابق زين العابدين بن علي في تونس، خرج الآلاف من ممثلي أحزاب المعارضة والمنظمات الوطنية إلى شوارع العاصمة التونسية، للاحتفاء بذكرى الثورة في مسيرات شابتها احتجاجات قوية ضد سياسات الرئيس الحالي قيس سعيّد. وفي شارع الحبيب بورقيبة، ردد متظاهرون من أنصار جبهة الخلاص الوطني المعارضة للرئيس قيس سعيد شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، الذي أطلقه المحتجون في ذروة الانتفاضة ضد حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 2010. وصرخ متحجون في الشارع “ارحل” في إشارة إلى الرئيس سعيّد الذي يتهمه خصومه باحتكار السلطات والتأسيس لحكم فردي بعد إعلانه التدابير الاستثنائية منذ 25 يوليو 2021، وحله البرلمان المنتخب في 2019 والغائه دستور 2014. من جانبها، أعلنت أحزاب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات والتيار الديمقراطي والدستوري الحر والهيئة الوطنية للدفاع عن الحريات والديمقراطية مشاركتها في الاحتجاجات، موضحة أن المسيرات “رفضا لتواصل مسار تدمير الدولة من طرف قيس سعيد وحكومته”. وقالت رئيسة الحزب الدستورى الحر عبير موسي في بث مباشر على صفحتها على “فايسبوك”، أنه تم منع أنصارها من التقدم للوصول نحو منطقة قرطاج، أين سيتم تنفيذ مسيرة في اتجاه القصر الرئاسي. وكشفت موسي، أنه يتم منع أنصارها من الوصول عبر النقل العمومي والجماعي والسيارات الخاصة وحتى على الأقدام، على حد تعبيرها. وأشارت رئيسة الحزب الدستوري الحر، إلى أن قوات الأمن قامت بإغلاق الشارع الرئيسي بمنطقة قرطاج ومنع مرور السيارات عبر هذا المسار، حسبما نقل موقع “شمس بوست”. ونقلت مصادر إعلامية محلية، تسجيل تواجد أمني مكثف على طول شارع الحبيب بورقيبة والشوارع المحيطة به، تزامنا مع تنظيم الوقفات والمسيرات التي أعلنت عنها أحزاب وتشكيلات سياسية معارضة.

وغير بعيد عن شارع الحبيب بورقيبة، نظمت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين رفقة عدد من الجمعيات والمنظمات وقفة أمام مقرها بشارع الولايات المتحدة، إحياء لعيد الثورة و”احتجاجا على الوضع المتأزم للمؤسسات الاعلامية والتضييق على الحريات وإحالة إعلاميين وحقوقيين على القضاء”.

وتجتمع هذه الوقفات والمسيرات، رغم اختلاف شعاراتها وأهدافها، وفق ما أعلن عنه منظموها على رسالة مشتركة وهي المطالبة “بتجميد مسار 25 جويلية وعودة المسار الدستوري”، إلى جانب دعوات المعارضة، الى رحيل الرئيس قيس سعيد وإيقاف الدور الثاني للانتخابات التشريعية وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، بحسب موقع “المصدر”. وانطلقت مسيرة جبهة الخلاص الوطني، وهو ائتلاف من خمسة أحزاب معارضة من بينها حزب النهضة المعارض، من محطة الجمهورية بالعاصمة في اتجاه شارع الحبيب بورقيبة، وشهدت المسيرة اختراق المحتجين للحواجز الأمنية التي تمنع الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة وذلك في تحد لقرار السلطات، بحسب ما نقله موقع “الشروق”. وقبل ساعات من التظاهرات، تجول سعيّد في شارع الحبيب بورقيبة، وقال إنه “لا مكان للخونة والعملاء في البلاد”، مضيفا أن “من يتهم البلاد بالبوليسية والدكتاتورية هو من يريد تدميرها”.

وعلى امتداد هذا الأسبوع، دعت حركة “النهضة” الإخوانية التي تقود التظاهرات ضد سعيّد، التونسيين إلى النزول للمشاركة بكثافة في هذا الاحتجاج، تنديدا بالإجراءات التي اتخذها الرئيس التونسي وبتدهور الأوضاع الاقتصادية، وكذلك للمطالبة بتنحيه عن الحكم وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة.

وقبيل ساعات من خروج المسيرات الاحتجاجية، انتشرت قوات الأمن في الشوارع الرئيسية وسط العاصمة كافة لتأمين التظاهرات، كما دعت وزارة الداخلية الجهات المحتجّة إلى احترام المسالك والمواقيت المحددة وتحمّل مسؤولية تأطير أتباعها لمنع حصول المشاحنات وأعمال الشغب وتبادل العنف بينها، كما حضت على احترام القيود وعدم إثارة الاشتباكات مع قوات الأمن.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الرئيس بري وحزب الله: ماذا يريد حزب الله من الرئيس بري ولماذا يستهدفه في كل مرة؟

الكولونيل شربل بركات/15 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114942/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a8%d8%b1%d9%8a-%d9%88%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7/

يعتبر البعض بأن الرئيس نبيه بري الذي يقود حركة أمل منذ تحالفه مع السوريين زمن الوصاية هو من يمثل الزعامة السياسية اليوم للطائفة الشيعية. وقد كانت تركت له إدارة حصة الشيعة في التركيبة الوطنية، وبالتالي رئاسة المجلس النيابي، وهو المنصب الأعلى للطائفة في السلطة، وذلك منذ تخلي المغفور له الرئيس الحسيني ابن البقاع عن هذا المنصب بعد خلافه مع السوريين، على ما يبدو، حول تنفيذ اتفاق الطائف. وقد حسم الرئيس بري سيطرة الحركة على الطائفة، واستبدل الزعامة الشيعية التقليدية، والتي كانت تعتبر الدولة اللبنانية مصدر سلطتها ومنبع الخدمات التي تقدمها لمناصريها. ولكن في نفس الوقت الذي كان الرئيس بري يحاول خلاله إحكام القبضة على الطائفة، كانت مجموعة جديدة، تنتشر بالتوازي مع تعاظم سلطة حركة أمل داخل المجتمع الشيعي، من خارج مؤسسات الدولة ومفاهيم الطائفة، إن من حيث المظهر أو من حيث التطلعات والأهداف الوطنية، وترتكز على دعم الحرس الثوري الإيراني لها، ليس فقط بالسلاح والمال وتفاهمه مع السوريين، ولكن أيضا بتلقي الأوامر وتعلم المبادئ كما التدريبات.

بعد عدة اشتباكات حصلت بين المجموعتين الشيعيتين وتعاظم الخسائر في الطرفين، ومنها القتلى والجرحى، فرض على الرئيس بري من قبل الوصاية ترك الساحة العسكرية للحزب والاكتفاء بإدارة السياسة حيث أطلقت يده في مجالات التوظيف والاستفادة من الأموال العامة، خاصة من خلال مجلس الجنوب والمشاريع الأخرى المرتبطة بإدارة الدولة. بينما تركت الساحة العسكرية للحزب حيث حل تقريبا الجناح العسكري لحركة أمل بينما استفرد الحزب بشعار “المقاومة” وما يتبعه من تعاظم لدور السلاح.

كان الحزب يتلقى كامل مصروفاته من إيران ويركز على حشد الطاقات بحسب الخطة الإيرانية الموضوعة للسيطرة على ثروات المنطقة العربية، خاصة دول النفط، تحت شعار محاربة إسرائيل، ومن هنا بداية التدخل بشؤون هذه الدول. فالخطة الإيرانية للسيطرة على الشاطئ الغربي للخليج حيث يسكن بعض الشيعة العرب هي بتجنيد هؤلاء وحشدهم وتدريبهم لكي يساهموا بالقلاقل التي ستسمح للإيرانيين بالتدخل والسيطرة. وكان وجود عناصر شيعية مدربة ومؤدلجة تتكلم العربية وتحمل جنسية دولة عربية ومقبولة من الكل، مهمة جدا للتحرك وتطويع ما أمكن من الكوادر وتدريبها لتكون أساس أي تحرك في هذه البلاد. ومن هنا تدخل الحزب في البحرين ومن ثم في شرق السعودية (القطيف) وبعدها في اليمن التي لا تزال جرحا ينزف.

بعد القضاء على صدام حسين في العراق من قبل الأميركيين المفترض أن يكونوا حلفاء العرب، خاصة وأن الاتحاد السوفياتي كان على وشك السقوط، أذيل حجر العثرة هذا من أمام توسع السيطرة الإيرانية غربا وتهديد دول الجوار. وبالتحديد يوم نفذ الجيش الأميركي انسحابه السريع من العراق (زمن ألرئيس اوباما)، أصبح الطريق مفتوحا أمام هؤلاء للمضي قدما في تدخلهم بشؤون العراق الذي يعتبر مستودع الشيعة الكبير والدولة النفطية القادرة على تطوير إنتاجها الزراعي والصناعي ليكون لها تأثير أساسي على استقرار المنطقة.

اذا على الصعيد الاستراتيجي كان الحزب في لبنان مشغولا بتحضير الكوادر والمدربين للتدخل في دول المنطقة، ولذا لم يكن له متسعا من الوقت لشؤون لبنان الداخلية التي تركت لإدارة الرئيس بري حيث تنعم الطائفة بالرفاه الذي يعيشه لبنان بدون تحمل أية أعباء من تدخل الحزب بشؤون الدول الأخرى، ما يمنع اختراق الحزب من الداخل بواسطة العناصر الشيعية. وقد ظهر تأثير جهوزية الحزب العسكرية على الصعيد الإقليمي بتدخله في سوريا وقيادته لعمليات السيطرة على بعض المفاتيح المهمة على الأرض، ما أعطي إيران المجال لتغيير الديمغرافيا وتفتيت سوريا وتبسيط عملية السيطرة على الممر البري بين البحر المتوسط ودولة “الولي الفقيه”.

الزعامة السنية في لبنان، خاصة زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن بعده الرئيس السنيورة، تتحمل مسؤولية كبيرة لتعاظم الحزب المسلح وسيطرة إيران على دول الجوار. فبينما كان الرئيس الحريري يحلم بأن تفاهما لا بد أن يتم بين الفلسطينيين وإسرائيل سيربح منه لبنان مزيدا من الاستقرار الاقتصادي وبالتالي تبطل الحاجة لما يسمى “المقاومة” ويزال حاجز السلاح المتفلت من أمامه، وقد دفع حياته ثمن نظريته هذه، جاء الرئيس السنيورة الذي يدّعي بأنه “قومي عربي” ومعه الزعيم الدرزي جنبلاط ليدافعوا عن الحزب ويتبرعوا بحل مشكلة سلاحه داخليا. فلو كان سلاح هذا الحزب قد وجد للدفاع عن لبنان أو حتى عن الشيعة اللبنانيين لكان من المعقول تصوّر حلول داخلية له، إنما هذا السلاح هو سلاح إيراني يسيطر على منفذ المنطقة على البحر المتوسط لصالح الحرس الثوري، وهو لن يترك وسيلة إلا وسيستعملها لإبقاء سيطرته على البلد كونه القاعدة الإيرانية على المتوسط وستبقى مفروضة بالقوة على أبنائه طالما إيران قادرة ولا رأي للبنانيين بمصيره.

من هنا تشدد الحزب بموضوع الشيعة، فقد منعت حركة 14 آذار من محاولة التقارب مع زعامات شيعية وابرازها، حيث دفع الحزب بالرئيس بري لمطالبة صديقه جنبلاط عدم خرق الإجماع الشيعي وبالتالي استفراده بالقرار، ولكن الحزب لم يتركه يسرح وحيدا وها هو يخترع له موضوع تظاهرات “شيعة.. شيعة” لكي يحرجه أكثر ويزيد ابتعاد الشيعة المعتدلين عن التأثير على الأرض. ومن جهة أخرى أطلق الكثير من الإشاعات عن ثروته، وثروة كل المحيطين به لتشكل نقمة عليه فلا يقدر أن يتخلى عن مساندته للحزب. وقد فعل التيار الوطني الحر الكثير لتشويه صورة الرئيس بري وخلق هوة كبيرة بينه وبين بقية اللبنانيين، وذلك بدفع من الحزب كي لا يكون قادر على القبول بحلول تتجاوز الأوامر الإيرانية. ومن ثم منع وزرائه من المثول أمام القاضي في موضوع انفجار المرفأ وأطلق المظاهرة المسلحة التي حاولت الدخول إلى عين الرمانة.

في محاولات الحزب الضغط على “الأستاذ” أيضا تشويه سمعته مع الأمم المتحدة كما أشرنا في مقالات سابقة فهو كلما شعر بتقارب ما أو بمحاولة لضبط سلاحه يثير موضوع “الأهالي” ويخترع مشكل في مناطق محسوبة على جماعة بري. وحتى يوم قرر القاضي عقيقي توقيف المطران الحاج فإن الأوامر صدرت له من قبل الحزب بدون شك لأنه مقرب من الرئيس بري، ولا نريد أن نعيد الكلام على قتل لقمان سليم والجندي الإيرلندي في منطقة قريبة من قصر الرئيس بري في “المصيلح” للمس بسمعته أمام الأمم المتحدة والعالم الحر. واليوم فقد صدرت الأوامر للقاضي حمادة لتوقيف وليم نون بدون وجه حق لكي يلام الرئيس بري وجماعته، ويخرج الحزب بمجتمع مشتت ومتعادي يصبح فيه هو الحل لحماية الشيعة من الآخرين، بدل أن يكون هو تلك النقمة التي تجبرهم على تحمل كل الويلات الناتجة عن التعليمات الإيرانية.

لسنا هنا بمحاولة الدفاع عن الرئيس بري أو حركة أمل ولا عن الوزراء أو الموظفين الفاسدين وغيرهم ممن استباحوا المؤسسات وتعدوا على المال العام، ولكننا نضيء بما تيسر لنا من معلومات وتحاليل على جوانب مهمة من الأزمة اللبنانية. فتصحيح بعض الأخطاء وإعادة تأهيل الذين اعتادوا على مد اليد ليست بالشيء السهل، إنما تبقى أسهل من التصدي لمشاريع ومخططات نظام سرق شعبه، ومن ثم استباح العراق وثرواته ووزعها على مليشياته، وهو يستعد لاحتلال بلاد العرب وإفراغها من ثرواتها وأهاليها كما فعل في سوريا. فهل يستيقظ اللبنانيون من ثباتهم وهل يتعقّل من يدعي قيادة المجموعات السياسية ويفهم بأن الحقد على الجار والذي يؤدي إلى الانتحار الجماعي هو توجيه من قبل المحتل وليس منافسة محلية أو مصالح لا بد منها؟..

 

عبد اللهيان في لبنان للردّ على السعوديّة ومصر

العميد الركن خالد حماده/أساس ميديا/السبت 14 كانون الثاني 2023

لم تمضِ ساعات قليلة على صدور بيان لجنة المتابعة والتشاور السياسي على المستوى الوزاري بين السعودية ومصر حتى هبط وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت في زيارة

مفاجئة للّبنانيين حكومةً وشعباً، الأمر الذي يجعل من غير المنطقي عدم ربط حضور رأس الدبلوماسية الإيرانية إلى بيروت ببيان لجنة المتابعة. هذا البيان، الذي صاغه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله ووزير الخارجية المصري سامح شكري أول من أمس، اقتضى حضور عبد اللهيان إلى بيروت من أجل ردٍّ لا يعبّر عنه بيان صادر عن الخارجية الإيرانية أو عن حلفاء إيران في لبنان. إنّ قراءة هادفة لمضمون البيان السعودي المصري والتمعّن في المفردات التي ساقها يؤكّدان ما أثار ردّة الفعل الإيرانية. فقد استعاد البيان تعابير ومفاهيم من الزمن العربي الجميل، كانت أضحت طيّ النسيان بعد انكسارات وتراجعات حادّة عاشها مسار العروبة في محطّات عديدة منذ انطلاقته في خمسينيات القرن الماضي. وإذ يستعيد البيان هذه المفاهيم فإنّ طهران تقرأها من خلال موازين قوى جديدة تتشكّل في المنطقة وتتبلور بوتيرة متسارعة في ظلّ صعود واضح لدول الخليج العربي على المستويين الدولي والإقليمي، وامتلاكها عناصر القوة اللازمة الاقتصادية والعسكرية، وتحالفها المتوازن مع مصر الدولة التي يضيف حضورها إلى أيّ منتدى عربي ثقلاً وازناً وبُعداً إقليمياً تتفرّد به من دون منازع.

مفاجئة للّبنانيين حكومةً وشعباً، الأمر الذي يجعل من غير المنطقي عدم ربط حضور رأس الدبلوماسية الإيرانية إلى بيروت ببيان لجنة المتابعة

محوريّة السعوديّة ومصر مقابل إيران

استُهلّ البيان بالتأكيد على محوريّة الدولتين (مصر والسعودية) في محيطهما، ودورهما القيادي في تحقيق استقرار المنطقة سياسياً واقتصادياً، نافخاً الحياة في تعبير الأمن العربي بمفهومه الكلّيّ الذي لا يتجزّأ، ومؤكّداً رفض"محاولات أطرافٍ إقليمية التدخّل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو تهديد استقرارها وتقويض مصالح شعوبها". وإذ يفنّد البيان مصادر التهديد عبر أدوات التحريض العرقي والمذهبي، أو أدوات الإرهاب والجماعات الإرهابية، أو عبر تصوّرات توسّعية لا تحترم سيادة الدول أو ضرورات احترام حسن الجوار، فإنّما يشير بكلّ وضوح إلى الدور الإيراني في المنطقة العربية من دون أيّة مواربة.

أعادتنا بقعة الاهتمام العربية التي شملها البيان إلى خطاب افتقدناه منذ معاهدات السلام المنفردة مع إسرائيل. وكان مضمون البيان ينطلق من حماية نقاط القوّة والميزات التي يستند إليها جيوبوليتيك المنطقة العربية من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي مروراً بأمن الممرّات المائية وحرّية الملاحة فيها. عبّرت كلّ فقرات البيان صراحة عمّا يمكن توصيفه بالمخاطر الإيرانية على الأمن القومي العربي، متناولةً "أمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر، واستمرار الميليشيا الحوثية الإرهابية في استهداف أمن ممرّات الملاحة الدولية"، وأكدّت على الدور العربي في حفظ أمن الطاقة العالمي واستقرار إمداداته. لقد حظي كلّ من العراق وسوريا ولبنان بمواقعهم في البيان، وكان القاسم المشترك في ما يعني الدول الثلاث هو التشديد على استعادة الدولة الوطنية ومؤسّساتها والسير في تحقيق الإصلاح السياسي ورفض كلّ أشكال التدخّل ومكافحة الإرهاب والميليشيات المسلّحة. لقد اعتبر البيان أنّ عودة العراق إلى مكانته الطبيعية هي أحد مرتكزات الاستقرار في المنطقة العربية. وأكّد دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلّة استناداً إلى مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وإلزامية سلميّة المشروع النووي الإيراني، ودعا إلى إطلاق العملية السياسية في سوريا من خلال مفاوضات سورية - سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 (المتعلّق بوقف إطلاق النار والتوصّل إلى تسوية سياسية). وفي هذه الدعوة إعلان شراكة مع القوى الدولية تحت سقف الالتزام بقرارات مجلس الأمن ورفض سائر المنتديات التي اعتُمدت من آستانة حتى اللقاءات الثلاثيّة التي تجمع تركيا وإيران وروسيا لابتكار مخارج مؤقّتة للأزمة.

لن تختلف طبيعة ومهامّ الوزير عبد اللهيان في بيروت عن التعبيرات الحادّة والسافرة للدبلوماسية الإيرانية خلال الأسبوعين المنصرمين ليس أقلّها الاحتجاج على استخدام مسؤولين عراقيين

الردود الإيرانيّة من "ساحاتها".. العراق ولبنان

لن تختلف طبيعة ومهامّ الوزير عبد اللهيان في بيروت عن التعبيرات الحادّة والسافرة للدبلوماسية الإيرانية خلال الأسبوعين المنصرمين ليس أقلّها الاحتجاج على استخدام مسؤولين عراقيين، ومنهم رئيس الحكومة محمد شياع السوداني خلال بطولة "خليجي 25"، مصطلح "الخليج العربي"، وتلاه استدعاء السفير العراقي لديها وإبلاغه احتجاجها على عدم تسمية الخليج بـ"الفارسي" بما يتنافى مع أبسط الأصول الدبلوماسية، علماً أنّ هناك سبع دول عربية مطلّة على الخليج ودولة فارسية وحيدة، إضافة إلى إرسال وفد إيراني إلى بغداد للضغط على حكومة محمد شياع السوداني لإصدار وثيقة رسمية تعترف بأنّ سليماني كان ضيفاً رسمياً في العراق لدى اغتياله فجر 3 كانون الثاني 2020.  تأتي ردود الوزير عبد اللهيان التي يستكملها من بيروت في إطار الردّ على خطاب عربي متجدّد جسّده اللقاء المصري السعودي ويستند إلى تبنّي قضايا دول المنطقة واعتبارها شأناً عربياً ينبغي حلّه في إطار عربي، ويُعيد الحياة إلى مسارات سابقة لا بدّ من إحيائها. إنّ التصريحات المقتضبة للوزير الإيراني، التي دعت إلى حوار سياسي لإنهاء الشغور الرئاسي واعتبرت الأمن اللبناني جزءاً من أمن إيران وكرّرت "معزوفة" مساعدة لبنان في مجال الطاقة، هي رسالة اعتراضية موجّهة إلى السعودية ومصر من إحدى الساحات التي تسيطر عليها إيران، وهي استعراض للقوّة للتأكيد أنّ هناك محوراً ثالثاً لا يمكن القفز من فوقه، وهناك دولاً لا يمكن تعريب أزماتها. فهل تُحوّل زيارة عبد اللهيان الدعوة للحوار إلى استدعاءٍ للحوار؟ وهل هناك إملاءات جديدة لم تتّضح تفاصيلها؟ وهل تخضع عروبة لبنان لاختبار مماثل لذاك الذي تعرّض له الخليج العربي؟

* مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات

 

إيران لا تتدخّل في لبنان؟!

طارق الحميد/أساس ميديا/السبت 14 كانون الثاني 2023

يقول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته بيروت: "لا نتدخّل في حال من الأحوال في الأمور الداخلية للبنان الشقيق. وبطبيعة الحال، نحن ندعو ونرحّب بتلاقي كلّ التيارات السياسية وتحاورها من أجل التوصّل إلى حلّ في مسألة الشغور الرئاسي"، مضيفاً: "نحن على ثقة تامّة بأنّ التيارات السياسية اللبنانية لديها الوعي والبصيرة، من جهة، والتجربة الكافية، من جهة أخرى، كي تجد مخرجاً للشغور الرئاسي وتنتخب رئيساً جديداً للجمهورية اللبنانية في أقرب وقت... وبأنّ القوى السياسية الفاعلة والمؤثّرة... لديها من الاستقلالية والحكمة والحنكة التي تؤهّلها أن تحلّ أمورها بنفسها بعيداً عن أيّ تدخّل أو إملاء خارجي مفروض عليها". وبعد كلّ ذلك يعلن أنّه سيلتقي حسن نصر الله! نصّ خبرُ اللقاء على أنّه "جرى استعراض آخر التطوّرات والأوضاع السياسية في لبنان وفلسطين ‏والمنطقة، وخصوصاً الاحتمالات والتهديدات الناشئة عن تشكيل حكومة الفاسدين والمتطرّفين ‏في كيان العدو، وموقعيّة حركات المقاومة وكلّ محور المقاومة في مواجهة المستجدّات والأحداث ‏الإقليمية والدولية".

إذا لم يكن ذلك تدخّلاً، فما هو التدخّل؟ من يملك قرار الحرب والسلم سوى الدولة؟ وهل بقي للدولة اللبنانية شيء في حين أنّ الوزير الإيراني يقابل زعيم ميليشيا لمناقشة "موقعيّة حركات المقاومة، وكلّ محور المقاومة، في مواجهة المستجدّات والأحداث ‏الإقليمية والدولية"؟.

كما أقول دائماً، وقناعتي الآن راسخة، فإنّ نظام الملالي، ومثله نظام الأسد الإجراميّ، يؤمنان بأنّ الكذب هو جزء من الدبلوماسية، لكنّ السؤال الآن هو: على من يكذبون؟ ولماذا هذه المواربة وهذا التضليل؟ ولإقناع من؟

الأكاذيب الإيرانية، وكذلك أكاذيب الميليشيات التابعة لطهران، لم تعد تنطلي على أحد في لبنان، أو العراق، أو اليمن، أو سوريا. والشواهد واضحة، بل إنّ أكاذيب نظام الملالي لا تنطلي حتى على الشعوب الإيرانية الثائرة ضدّ النظام هناك منذ أربعة أشهر.

الأكاذيب الإيرانية، وكذلك أكاذيب الميليشيات التابعة لطهران، لم تعد تنطلي على أحد في لبنان، أو العراق، أو اليمن، أو سوريا

ومن التصريحات التي لا تنطلي على أحد أيضاً قول الوزير الإيراني، من بيروت، إنّ بلاده ترحّب بحوار الأتراك مع النظام الأسدي، وهذا أمر لا يصدّق لأنّ الأهداف الروسية من ذلك الحوار مختلفة، وفي قوله الكثير من التبسيط.

نقول تبسيطاً لأنّ موسكو تحاول أن لا يترك انشغالها بأوكرانيا فراغاً في سوريا تستغلّه إيران، وتأمل أن يقوم الأتراك بمشاغلة الإيرانيين هناك، والطريف أنّ الأسد يطالب بإنهاء "الاحتلال" التركي لسوريا وهو تحت احتلال روسي- إيراني.

عليه نحن أمام جملة أكاذيب تقول لنا أمراً واحداً، وهو أنّ ما يُسمّى "زوراً" محور المقاومة والممانعة الإيراني يعيش في حالة تخبّط وارتباك، وذلك بسبب الاحتجاجات في إيران، واستحقاقات الملفّ النووي المفتوحة على كلّ الاحتمالات بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الحكم.

خلاصة القول أنّ وزير الخارجية الإيراني ونظامه لم يستطيعا إقناع الشعوب الإيرانية بخطابهما الواهي والمتخبّط، فكيف سيستطيعون إقناع شعوب دول المنطقة العربية، واللبنانيين تحديداً، بهذه التصريحات الواهية، ومنها أنّ إيران لا تتدخّل بالشأن اللبناني؟

 

هل من تفريط بحقوق الأرثوذكس في الجيش؟ ولماذا أيَّد بو صعب وزير الدفاع؟

جان الفغالي/هنا لبنان/14 كانون الثاني, 2023

صحيح أنّ نائب مجلس النواب الياس بو صعب “علماني”، باعتباره من بيئة “الحزب السوري القومي الإجتماعي”، العلماني، أو قريباً منه أو مناصراً له، أو متعاطفاً مع عقيدته، لكنّه يتمسّك بين الحين والآخر بأرثوذكسيّته التي لولاها لَما انتُخب نائباً في المتن الشمالي عن المقعد الأرثوذكسي، ولما انتخب نائباً لرئيس مجلس النواب، وهو المنصب المخصَّص لطائفة الروم الأرثوذكس، لكنّه، ورضوخاً، أو مسايرةً لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، يبدو أنّه تخلّى عن أرثوذكسيته لمصلحة الكاثوليك “ليس حبّاً بعلي بل كرهاً بمعاوية”، من خلال تأييده لموقف وزير الدفاع موريس سليم الذي كلّف العميد الكاثوليكي ملحم الحداد تسيير أعمال المفتشية العامة لغاية تعيين مفتش عام أصيل.

جاء هذا التكليف على رغم قرار قائد الجيش العماد جوزيف عون فصل العميد جرجس ملحم إلى المفتشية، وحيث أنّ العميد ملحم هو الأقدم، وبما أنّه من طائفة الروم الأرثوذكس، فقد كان يُفترض بوزير الدفاع تكليف “الأقدم” و”الأرثوذكسي” العميد جرجس ملحم، أمّا تجاهل “القرار المنطقي” وتكليف الكاثوليكي الأقل أقدمية، العميد ملحم الحداد، فلا يمكن اعتباره سوى “تنكيد” على قائد الجيش بإيعاز من الثنائي الرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار جبران باسيل. لكن ما ليس مفهوماً، وإنْ كان غير مستغرب، أن “يصُفَّ” نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وزير الدفاع السابق، إلى جانب القرار، الذي يعتبر كثيرون أنّه غير صائب، لوزير الدفاع موريس سليم، فالقرار يقدِّم مَن هو أقلّ أقدميّة، كما أنّه يقدِّم الكاثوليكي على الأرثوذكسي، رغم أن بو صعب متعصّب لأرثوذكسيّته، بدليل أنه قال في الجلسة الاولى لانتخاب رئيس للجمهورية: “لماذا لا يكون رئيس الجمهورية أرثوذكسيّاً؟”، فأجابه بري :”الظاهر عينك فيا”.

في واقع الأمر، يحاول بو صعب دائماً أن يكون “الأرثوذكسي الأوّل” في لبنان، مختزلاً زعامات ميشال المر وألبير مخيبر وعصام فارس وإيلي الفرزلي، وفؤاد بطرس، لكنّ “كبوته” في تأييد كاثوليكي للموقع الأرثوذكسي الأوّل في قيادة الجيش، ولّد نوعًا من الإستهجان لدى الطائفة الأرثوذكسية، فسألت إحدى مرجعياتها: مَن يطالب بأن يكون رئيس الجمهورية أرثوذكسيًا؟ كيف يتخلى عن أعلى منصب للأرثوذكس في المؤسسة العسكرية؟ حتى لو كان بالتكليف، إلى حين تعيين عميد، وفق الأصول؟

وسألت هذه المراجع: “هل مشكلة بو صعب مع قائد الجيش، منذ أن كان وزيراً للدفاع، هي تلبية لرغبات عون وباسيل؟

يُذكَر أنّ المفتش العام الذي بلغ سن التقاعد هو اللواء الأرثوذكسي ميلاد إسحق، وبتكليف العميد ملحم الحداد، الذي لم يتسلّم مهام المفتشية بعدما وضعه قائد الجيش بالتصرّف، يكون المجلس العسكري، نظرياً، قد أصبح فيه كاثوليكيّان، اللواء بيار صعب، العضو المتفرغ في المجلس العسكري، والعميد ملحم الحداد، المكلف شؤون المفتشية العامة، الذي لم يتسلم مهامه بموجب التكليف، مع ذلك، ما على طائفة الروم الكاثوليك سوى القول: شكراً الياس بو صعب.

في الوقائع القانونية، إنّ مؤسسة الجيش هي مظلّة كل المؤسسات، ومنها المديرية العامة للإدارة، والمفتشية العامة، فهؤلاء يخضعون وظيفياً لوزير الدفاع، لكن قيادة الجيش هي المظلّة للمديرية العامة للإدارة وللمفتشية العامة، بهذا المعنى استخدم قائد الجيش حقه الطبيعي والقانوني، ولم يتعدَّ على صلاحيات غيره، مثال على ذلك: إذا كان من صلاحيات قائد الجيش تأمين الدعم على مستوى العديد وعلى المستوى اللوجستي، فإن هذه الصلاحيات تعني “الفصل” ضباطاً وعناصر، وفصل عميدٍ إلى المفتشية العامة يأتي من ضمن الدعم على مستوى العديد، ولو كان الأمر غير ذلك لكان العميد ملحم الحداد تسلَّم مهامه، تكليفًا، ولم يلتزم قرار قائد الجيش، وضعه في التصرف.

 

التغيير في لبنان بين المنتظر والمرجأ ( ٢)

د. حارث سليمان/جنوبية/14 كانون الثاني 2023

التغييرفي لبنان يحتاج أولا الى قاطرة سياسية تقوده، ويحتاج ثانيا الى جدول اعمال وطني يحدد مطالب ومهمات يمكن انجازها، وثورة ١٧ تشرين لكي تكون امينة لقيمها ومنطلقاتها عليها ثالثا أن تستولد كتلة تاريخية عابرة للطوائف والمناطق والانقسامات الغابرة التاريخية،  منذ عهد القائم مقاميتين وحتى ليل البارحة...

 التغيير تتاكد ضروراته اولا من فشل المنظومة بتقديم اية حلول، وفي نيتها الاستمرار في السلطة رغم ذلك، دون خجل، وتتبدى ثانيا في تفاقم تحلل الدولة ووظائفها وخدماتها وتعطيل كل مرافقها، وتترسخ ثالثا في استحالة بقاء لبنان وطنا لأهله اذا لم يحدث التغيير وتسقط المنظومة...

ويتكشف يوما بعد يوم وجود قناعة اصبحت غالبة لدى الدول العربية والاقليمية والدولية، ان الحفاظ على لبنان ودوره وهويته، واستعادة العافية والإزدهار لاقتصاده، يتطلب ترحيل طبقته السياسية والامنية والبيروقراطية والمصرفية وتحرير شعبه من قبضة زعماء احزابه الطائفية.

وباختصار شديد فقد قام الناس في لبنان بكل ما بوسعهم القيام به خدمة للتغيير، واستجابة لفعاليات ثورية شاركوا بها، من التظاهر الى اعلان الغضب، الى التنكر لزعماء احزابهم وطوائفهم، الى ملئ الساحات بالاف المتظاهرين، وتعبئة صناديق الاقتراع بألاف الاصوات العقابية، فأوصلوا الى مجلس النواب اكثر من ربع عديده، ممن اعلنوا انحيازهم للثورة، او انشقوا عن السلطة، وانكروا الانتماء للمنظومة ونهجها. وقد كان هذا التيار وطنيا شاملا وعابرا لكل انقسام مناطقي او طائفي.

ولعله حان الوقت لكي يتم الفصل في لحظة المراجعة والتقييم، بين فعل الناس وعظمة تضحياتهم وكرم مساعداتهم من جهة اولى، وبين ارباك وعجز القوى المنظمة الطليعية واعمال النخب ومبادراتهم، من جهة ثانية، هذه النخب التي تولت ادارة معركة التغيير ووضع اجندتها وترتيب معاركها وتحالفاتها وتحركاتها...

 ولذلك لم يعد مقبولا ان تقوم هذه النخب، بما في ذلك نواب التغيير ونواب ١٧ تشرين، حين تجري  المطالبة لهم، بكشف عن انجازاتهم المتحققة في معركة التغيير، بان يتحفوننا بمطالعات للإشادة بحركة جماهير الانتفاضة وشجاعة الناشطين والناشطات في خوض مواجهتها، وفداحة التضحيات التي قدمها المئات من الثوار واحرارها، او أن  يشرحوا ويفصلوا مثالب المنظومة وشرورها وجرائمها، فنقاش التغيير واشكالاته، لم يعد مجديا بأن يطال المجالات الآنفة الذكر، بل يتحدد حصرا، بالإجابة عن ما فعلته النخب والطلائع والخبراء، لا عن ما فعله الناس والمناضلون والنشطاء...

لذلك  فما هو مطلوب منهم اجابات واضحة في مسائل واضحة؛

ماذا فعلوا من اجل خلق قاطرة سياسية تكون اداة للتغيير وقوة للدفع في انجازه، وشرط قيامها اولا سيادة خطابها في المجال العام في الاعلام الوطني وندوات النقاش والحوارات الوطنية وانصات عموم الناس لطروحاتها وسردياتها، وهو امر ظل سائدا ومسيطرا على مدي ٣٠ شهرا من عمر الانتفاضة، فمن المسؤول عن فقدان الانتفاضة صدارة المجال العام والتفوق الأخلاقي لقضية الثورة!؟.

اما الشرط الثاني فهو خوض الاستحقاقات الدستورية والنجاح بها، وهو امر يضيف الى شرعية الانتفاضة الثورية، شرعية قانونية وتمثيلية، وهو امر تحقق نسبيا في حجم التأييد للوائح الانتفاضة، كما تحقق بإمكانية قيام "اطار تنسيق نيابي"، يمكن ان يضم كل من انحاز ل ثورة ١٧ تشرين ويمكن ان يجمع اكثر من ٢٧ نائبا لبنانيا، وهو اطار مازال ممكنا اقامته لتاريخه، و من المرجح ان الامتناع عن اقامته، يشكل ضررا فادحا لعملية التغيير برمتها، لأنه اذا ما تحقق، سيخلق وزنا نيابيا صالحا لممارسة دور القاطرة التي تحدد ماذا تريد، وتترك للآخرين ان يستجيبوا او يواجهوا...

 واكثر ما يعيق قيام اطار التنسيق هذا، هو استمرار النزعة الانشقاقية والعبثية اليسارية، وعدم قدرة احزاب كثيرة على تجاوز اثار الحرب الاهلية وتصنيفاتها، واستدامة انقسامات ٨ و١٤ آذار واعتباراتها، كما عدم وجود وعي داخل أغلب قوى الانتفاضة لأهمية سلوك نهج الوحدة والتلاقي، وعدم ادراك ضرورة توسيع جبهة الأصدقاء، والحاجة لتفكيك جبهة الخصم ولتحييد بعض قواه، وبتعبير اخر، ان عدم معرفة واجادة فن ارتقاء الصراع ومراكمته، وتطويره ودفعه قدما الى مراحل جديدة، حرم الانتفاضة من امساكها بزمام المبادرة، وحولها من موقع متقدم يهاجم المنظومة ويضعفها، الى موقع يترنح تحت ضربات قوى الثورة المضادة، او يتلطى خلف مواقف ارتجالية ملتبسة ومتقلبة...

 ولعل ما سهل وساهم في ارباك قوى التغيير ومراوحتها، هي عدم صياغتها لأجندة مطالب واهداف عامة، تجعل منها "جدول اعمال وطني" يطبع الحياة السياسية ويلزم الاطراف الحزبية والكتل النيابية بان تتحرك سلبا او ايجابا انطلاقا من هذه الاجندة، وتفاعلا معها، ولقد كان ضيق افق وبلادة من تصدوا

 لهذه المهمة من قوى التغيير سببا اضافيا لإضاعة فرص ومناسبات غالية كانت يمكن ان تكون مجالا لإنجازات هامة ومفصلية.

وتتلخص اجندة التغيير المطلوبة والتي يمكن ان تتحول الى جدول اعمال وطني توجه المشهد السياسي وتحدد اطاره، بثلاثة قضايا رئيسه، يضاف اليها موقف عملي دائم، واما القضايا فهي؛

1. استعادة الدولة لسيادتها ولوظائفها الحصرية في احتكار استعمال العنف والقوة، تحت سقف القانون، وفي ممارسة واجبها في الدفاع الوطني والامن والسياسة الخارجية والجباية المالية والجمركية، وتنظيم  حركة انتقال الافراد والاموال والسلع والرساميل عبر الحدود والمعابر.

2. استتباب مبدأ المحاسبة والمساءلة وسيادة القانون والاحتكام للدستور عبر قيام سلطة قضائية مستقلة، تحقق العدالة وتصدر الاحكام بتجرد وسرعة مقبولة.

3. معالجة الانهيار المالي والاقتصادي واستعادة العافية للاقتصاد اللبناني وتوزيع الخسائر الناجمة عن الازمة بشكل عادل والحفاظ  على حقوق المودعين وانصاف اصحاب الاجور والعاملين.

الاجندة هذه كانت ممكنة وما زالت ممكنة، وهي شاملة يمكن ان يتفرع منها ويندرج في سياقها عشرات المبادرات والملفات التفصيلية، فضلا عن ذلك، هي صالحة لتكون قاسما مشتركا بين كل من ايد او انحاز الى ثورة ١٧ تشرين، بل قد تستقطب كل نقطة منها قوى اخرى جديدة اضافة لقوى ١٧ تشرين، ففقرة استعادة الدولة لسيادتها ووظائفها، ستجذب قوى سيادية تتقاطع مع قوى التغيير جزئيا، أما فقرة التصحيح المالي فقد تجتذب قوى اخرى موجودة على يسار قوى التغيير، فيما تجتذب فقرة العدالة قوى ثالثة، وستمكن هذه الاستراتيجة بادارة ملفات متعددة مع تفاهمات جزئية موضعية في كل ملف من التقدم وانجاز خطوات تغييرية ملموسة.

أما الموقف العملي الدائم فهو رفض التمديد او التجديد او استدامة اي موقع سياسي او اداري يعود لجماعة المنظومة بكل اطرافها، ومقاطعة اية الية تساهم بذلك والتزام موقف معلن بالسعي لترحيل السلطة بكل اطرافها حيث امكن، بما في ذلك الاصرار على تأليف حكومة مستقلة لا تسمي وزراءها احزاب المنظومة.

وبرغم وضوح وبساطة ما تقدم فان قوى التغيير الاساسية تذهب للاهتمام وصرف الجهود على قضايا اخرى قد تكون مشروعة ومطلوبة، ويمكن تصنيفها بثلاثة فئات اساسية؛

• الاولى الاهتمام ببناء احزاب جديدة وتنظيمات تتولى بعد تصليب عودها سياسيا وبرنامجيا قيادة معركة التغيير.

• الثانية الانكباب في العمل التقليدي النيابي الذي يهتم بأعمال التشريع والمراقبة والمتابعة البرلمانية لملفات السياسات العامة واعمال الحكومة وادائها.

• الثالثة متابعة مراجعات المواطنين وتامين بعض خدماتهم وتسهيل معاملاتهم وتأمين بعض المساعدات الاغاثية او التعليمية او الصحية الي يحتاجون اليها.

 ومن نافل القول ان هذه الجهود جميعا على اهميتها ومشروعيتها  وفائدتها النسبية تارة والموضعية تارة أخرى، لا تخدم معركة التغيير بشكل فوري، ولا تواجه المنظومة الحاكمة وتفرض عليها تنازلات مباشرة ولا تراكم انجازات وتمارس المناوشة والاشتباك مع السلطة لتعديل موازين القوى وتفكيك المنظومة واضعافها...

فبناء تنظيمات جديدة لقيادة التغيير امر جوهري، لكنه ليس ملحا وجني ثمار فوائده مؤجل ومتأخر عن وتيرة المواجهة وخطورة الازمة، والاجندة هذه، ( بناء تنظيمات جديدة) تنقل التنافس والمواجهة من خط تماس بين الناس  وقوى التغيير من جهة واطراف المنظومة من جهة اخرى الى خط تماس بين قوى التغيير و داخل احزاب التغيير ذاتها، حول استقطاب الناشطين والمناصرين، وتنقل السجال السياسي من سجال يفند إرتكابات المنظومة الى سجال بين احزاب الانتفاضة حول صحة ادبياتها وخياراتها، اما الاكتفاء بالعمل البرلماني والرقابة على الحكومة فليس خروجا عن هامش تتيحه المنظومة نفسها، وتمارسه بين اطرافها لحظة انفجار خلافات المحاصصة فيما بين اطرافها، اما المهمة الثالثة وهي منافسة نواب المنظومة على الخدمات الشخصية او تسهيل تسيير بعض الخدمات العامة، فهي مهمة محكومة سلفا نتائجها، لغير صالح نواب التغيير لان نواب المنظومة اكثر قدرة واكثر سطوة على مفاصل الدولة ومرافقها، ومفاتيح الادارات والمؤسسات العامة بيدها ولاء وتاريخا، بما يجعل التنافس معهم امرا محكوما سلفا بالخسارة.

نواب التغيير لم ينتخبوا اعجابا بأشخاصهم، دون الاستخفاف بكفاءاتهم، ولم ينتخبوا ولاء لاحزابهم او تنظيماتهم، ولم يتم اختيارهم لانهم اكثر قربا للناس ممن خاضوا المعارك في وجوهم، نواب التغيير انتخبوا لمهمة صعبة وجليلة هي تغيير المنظومة وترحيلها ووقف ارتكاباتها وجرائمها واستعادة التعافي الاقتصادي والمالي وسيادة القانون والدستور ووظائف الدولة كافة واحقاق العدالة واستتباب نظام المساءلة السياسية والمالية... والنجاح في هذه المهمة فقط هو معيار استمرارهم او ونجاحهم وتجديد الثقة بهم او باحزابهم، والا سيجري تصنيفهم في باب الفرص الضائعة والخيبات المضافة.

 

من حنا سعيد إلى جوزاف عون: لحود وسليمان وعون... الإستثناء لا يصير قاعدة

ماراتون القيادة والرئاسة بين اليرزة وبعبدا (2 من 2)

نجم الهاشم/نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

خلال 55 عاماً بعد الإستقلال لم يشهد لبنان إلا وصول قائد واحد للجيش إلى سدّة رئاسة الجمهورية. عام 1998 تبدّلت الظروف وتغيّرت الدولة مع اختيار الرئيس السوري حافظ الأسد قائد الجيش العماد إميل لحود ليكون رئيس الجمهورية اللبنانية الواقعة تحت سلطة الوصاية السورية. التعيين جاء بقرار ولا يشبه أبداً وصول فؤاد شهاب. خلال 20 عاماً وصل إلى قصر بعبدا ثلاثة قادة للجيش على التوالي، ميشال سليمان بعد لحود وميشال عون بعد سليمان. قبل اندلاع الحرب في لبنان في العام 1975 توالى على قيادة الجيش ستة قادة صار واحد منهم رئيساً. بعد الحرب توالى ثمانية قادة صار ثلاثة منهم رؤساء. لحود وسليمان انتقلا فوراً من اليرزة إلى بعبدا أمّا عون فكانت تجربته مختلفة تماماً. المرة الأولى انتقل من اليرزة إلى القصر بصفته رئيساً للحكومة العسكرية محتفظاً بقيادة الجيش وبوزارة الدفاع تاركاً وراءه تجربة مأسوية انتهت باحتلال الجيش السوري للقيادة العسكرية في اليرزة والقيادة السياسية في القصر، والغريب في الأمر أنّه اعتبر الأمر انتصاراً. وفي المرة الثانية انتقل بفعل الإنتخاب بعد 26 عاماً على هزيمته في 13 تشرين 1990 لينهي تجربته الثانية بمأساة أكبر بسقوط لبنان كله في نار جهنم والإنهيار.

جراحة غير مناسبة

إنتهت ولاية العماد اسكندر غانم في 9 أيلول 1975 بعد خمسة أشهر على بدء الحرب في لبنان من دون أن يتمّ تكليف الجيش بالتدخل لوقفها. منذ العام 1969 بدا وكأنّ الجيش اللبناني خرج من المعادلة الأمنية مع توقيع اتفاق القاهرة وظهر أنّ التطورات الحاصلة على الأرض أكبر من أن يتمّ استيعاب آثارها المدمّرة على لبنان. لم ينجح تعيين اسكندر غانم قائداً للجيش في ترميم ما أصابه من ضربات في معنوياته بعد محاولة استئصال النفوذ الشهابي منه وإبعاد عدد من الضباط ومحاكمة آخرين. لقد تمّ اختيار توقيت غير مناسب من أجل القيام بجراحة غير مناسبة.

لم يكن تعيين العماد حنا سعيد قائداً للجيش في 10 أيلول 1975 قادراً على إحداث التغيير المطلوب والإنقلاب على مسيرة الإنحدار في أداء الجيش اللبناني أو إنقاذه من المصير المحتوم. أهمّ ما فعلته القيادة أنها حافظت على مقرّها في اليرزة بينما فرّخت في المناطق قيادات أخرى. هذا ما بدأ يحصل مع مطلع العام 1976 مع انشقاق الملازم أول أحمد الخطيب وإنشائه، بدعم فلسطيني، جيش لبنان العربي، واستُكمِل بعد الإنقلاب التلفزيوني لقائد منطقة بيروت العميد الركن عبد العزيز الأحدب، الأمر الذي أدّى في المقابل إلى خروج وحدات عن نطاق الطاعة لقيادة المؤسسة الأم في اليرزة دعماً للقوى المسيحية التي تقاتل على الأرض. لم تدم تجربة القائد حنا سعيد أكثر من عام ونصف. في 27 آذار 1977 تمّ إنهاء ولايته العسكرية وفي اليوم التالي تم تعيين العماد فكتور خوري خلفاً له.

فكتور خوري والياس سركيس

لم يكن من المطروح وقتها أن يكون لا العماد حنا سعيد ولا غيره رئيساً للجمهورية. كانت اللعبة السياسية والعسكرية خاضعة لتدخلات أكبر حددت مسارها ومنها انتخاب الياس سركيس رئيساً للجمهورية في ظلّ معارضة القوى الفلسطينية والحركة الوطنية في مرحلة خلاف مستجد مع النظام السوري في دمشق. أراد الياس سركيس، ابن النهج الشهابي، أن يعيد وهج المؤسسة العسكرية إلى ما كانت عليه قبل العام 1969 ولكنّها محاولة كانت دونها عقبات كثيرة لأنّ الأيام والمعطيات كلّها تغيّرت في ظل وجود 25 ألف جندي سوري في لبنان وآلاف المسلحين الفلسطينيين واللبنانيين. حاول سركيس بالتعاون مع ضباط من الذين كانوا محسوبين على الشعبة الثانية وفؤاد شهاب أن يحيي دور الجيش ويعيد توحيده. حاول أن يعين العقيد غابي لحود قائداً للجيش ولكنّه لم يفلح فأعاده من منفاه الإختياري في إسبانيا إلى القصر الجمهوري رئيساً للغرفة العسكرية واستعان بالعقيد جوني عبدو فعيّنه مديراً للمخابرات. واستعان بالعميد أحمد الحاج قائداً لقوات الردع العربية ثم قائداً لقوى الأمن الداخلي بعد اعتذاره عن المهمة الأولى واكتشافه أنّ المنصب ليس إلا شرفياً. واختار بديلاً منه العميد سامي الخطيب الذي بدا وكأنّه ابتعد عن خيارات الياس سركيس واقترب أكثر من خيارات النظام السوري. لم تراود العماد فكتور خوري أحلام الرئاسة. حاول مع العهد أن يقوم بما جاء من أجله ونجح إلى حد كبير على رغم الحوادث الأمنية الكبيرة التي حصلت واستمرار الحروب وخطوط التماس. إلا أنّ القيادة في اليرزة عاد لها حضورها وإن لم يكن بالشكل الذي كانت عليه سابقاً.

ابراهيم طنوس وميشال عون

في 7 كانون الأول 1982 انتهت ولاية العماد فكتور خوري وفي اليوم التالي بدأت ولاية العماد ابراهيم طنوس. بعد انتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية كان من شبه المسلم به أنّ قراره النهائي سيكون تعيين طنوس قائداً للجيش بمهمة كبرى تتجاوز ما قام به الرئيس الياس سركيس، وهي توحيد الجيش وتسليحه وتقويته بحيث يكون القوّة الوحيدة على الأرض بعد انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وخروج ياسر عرفات إلى تونس، وبعد سحب الجيش السوري من بيروت إلى البقاع تمهيداً لسحبه إلى سوريا. شكل الإجتياح الإسرائيلي في العام 1982 نقطة فاصلة بين مسارين كان يجب أن يكتمل الفصل بانتخاب بشير الجميل وبسيطرة الدولة على كامل أراضيها وبانتهاء الحرب وبانسحاب الجيش الإسرائيلي كما الجيش السوري.

العماد حنا سعيد

وبعد اغتياله وانتخاب شقيقه أمين بديلاً عنه تمّ تعيين طنوس قائداً للجيش وبدأ بالتعاون مع الخبراء الأميركيين في عملية إعادة تركيب هيكلية جديدة للجيش وتسليحه وزيادة عديده، ولكن هذه العملية لم تكتمل بحيث أن الحروب استمرّت وانخرط فيها الجيش بقوّة ليعود وينقسم بعد حرب الجبل وبعد عملية 6 شباط. التحوّلات العسكرية أدّت إلى تحوّلات سياسية بانفتاح الرئيس أمين الجميل على النظام السوري الذي كان من أثمانه الإطاحة بالعماد طنوس والإتيان بالعماد ميشال عون قائداً للجيش محلّه في 23 حزيران 1984.

شكلت تجربة عون في قيادة الجيش انقلاباً على دور هذه القيادة وعلى دور القائد. انتقل من المستوى العسكري إلى المستوى السياسي ليجعل من هذه القيادة مرجعية مستقلة مرتبطة بشخصه مستفيداً من التخبّط في القرار الرئاسي نتيجة خضات أمنية وسياسية، ونتيجة الخلل الذي أصاب «القوات اللبنانية» بعد اغتيال بشير الجميل ونتيجة غياب بيار الجميل (1984) ثم كميل شمعون (1987) ونتيجة تركّز القوى المقاتلة في الجيش مع الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية. هذا المسار الذي اختطه عون قاد إلى دمج العسكري بالسياسي وصولاً إلى طرح مخرج واحد من الحرب والفوضى عن طريق الجيش باعتبار أنه الحلّ، وعن طريق انتخاب قائده رئيساً للجمهورية. وإن لم يحصل هذا الأمر بطريقة ديمقراطية فليكن بالإنقلاب. وإذا لم يكن مثل هذا الإنقلاب ممكناً ولا كان انتخاب العماد عون ممكناً، جاءته الهدية، من دون الهداية، من حيث لا يدري من خلال مرسوم تعيينه رئيساً للحكومة العسكرية التي شكّلها الرئيس الجميل في ربع الساعة الأخير من ولايته. بدل أن يذهب العماد عون إلى التقاعد ذهب إلى مغامرة عسكرية وسياسية غير محسوبة انتهت إلى هزيمة أولى ثم إلى هزيمة ثانية.

إميل لحود والياس الهراوي

تجربة عون في الوصول إلى السلطة لم يرتكبها أي قائد غيره للجيش. كانت أهدافه الرئاسية أو السلطوية معلنة ونافرة وعمل لها بحيث جعل المؤسسة العسكرية في خدمة أهدافه الشخصية وحرَفها عن مهمّتها الأساسية، وأبعدها عن أن تكون مؤسسة تتوالى فيها السلطة بموازاة السلطة السياسية.

المرة الأولى التي كان فيها قائدان للجيش كانت في مرحلة وجود عون رئيساً للحكومة العسكرية وقائداً للجيش عندما تمّ انتخاب الرئيس الياس الهراوي رئيساً للجمهورية وتمّ تعيين العماد إميل لحود قائدًا للجيش في 28 تشرين الثاني 1989. مسيرة لحود إلى الرئاسة تختلف عن مسيرات غيره. جاء إلى قيادة الجيش بخيار سوري ووصل إلى الرئاسة بقرار سوري. بين القيادة والرئاسة حصل على عهد لحود أنه ساهم في قرار طرد عون من قصر بعبدا ومن وزارة الدفاع ولكن التنفيذ كان على عاتق الجيش السوري في عملية بدا معها لحود أنّه مجرد غطاء في ثياب قائد للجيش. وقف يتفرّج على نقل ملفات وزارة الدفاع ومديرية المخابرات إلى سوريا ووافق على كل ترتيبات انتقال الرعاية والوصاية السورية على القرار العسكري وقيادة الجيش. وهذا ما أهّله ليكون مرشح حافظ الأسد لرئاسة الجمهورية بعد التمديد له ثلاثة أعوام في اليرزة مقابل التمديد ثلاثة أعوام للهراوي في قصر بعبدا.

ميشال سليمان والثلاثية الخشبية

وصول لحود إلى قصر بعبدا أوصل العماد ميشال سليمان إلى قيادة الجيش في 21 كانون الثاني 1998. تسعة أعوام أيضاً أمضاها سليمان في اليرزة قبل أن ينتقل إلى القصر. ظروف وصوله تختلف عن ظروف وصول لحود. الأخير فرضه النظام السوري بينما سليمان فرضته تسوية الدوحة بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان، وبعد سبعة أشهر من الفراغ الرئاسي ومنع «حزب الله» انتخاب خلف للحود وبعد عملية 7 أيار 2008 التي نفذها «حزب الله» في بيروت والجبل، وبعدما كانت رشحته قوى 14 آذار وقَبِل به «حزب الله» كبند من بنود التسوية التي كان من ضمنها الإتفاق على تشكيل حكومة تحصل فيها قوى 8 آذار على حق الفيتو من خلال الثلث المعطل. ولكن «الحزب» سارع أيضاً على الإنقلاب على هذه التسوية وانتهت علاقته بشكل سيئ مع الرئيس سليمان الذي عمل للتوصل إلى «إعلان بعبدا» وفيه نصّ واضح على إعلان حياد لبنان. سارع «حزب الله» إلى التنصل من هذا «الإعلان» فلم يتردد سليمان في الإعلان عن رفض الثلاثية الخشبية التي تمسك بها الحزب «جيش وشعب ومقاومة»، وهذا الإفتراق الكبير جعل «الحزب» يضع تجربة سليمان في خانة المحظورات بحيث صار يعطيه مثلاً عن الرئيس الذي لا يريده لأنه طعنه في الظهر.

رئاسة عون بقوة تفاهم 6 شباط

وصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا في العام 2016 لم يكن له علاقة بكونه قائداً للجيش. لم ينتقل من اليرزة إلى القصر بل من اتفاقه مع «حزب الله» في 6 شباط 2006. لذلك تبدو تجارب لحود وسليمان وعون مختلفة عن بعضها ولا يمكن أن تقود إلى محاولة تثبيت معادلة حتمية الإنتقال من القيادة العسكرية إلى موقع القيادة السياسية، لكي تكون بمثابة تخويف من تكريسها لمنع وصول العماد جوزاف عون إلى القصر. لو كانت هذه المعادلة صارت ثابتة لكانت أوصلت العماد جان قهوجي إلى بعبدا. خلف قهوجي سليمان في قيادة الجيش في 29 آب 2008 ولكنّه خرج من القيادة إلى التقاعد ولم تطرح مسألة انتخابه رئيسًا للجمهورية على رغم الفراغ الذي نشأ بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان. عندما انتُخب عون رئيساً أراد أن يضع يده على قيادة الجيش من خلال تعيين ضابط محسوب عليه في القيادة. ولكن حسابات الحقل معه لم تصح على حسابات البيدر. في 8 آذار 2017 صار العماد جوزاف عون قائداً للجيش ولكن سرعان ما برز الإختلاف بين هذه القيادة وبين رئاسة عون. أراد قائد اليرزة أن يكون دور الجيش شاملاً من دون جيش آخر رديف بينما أراد رئيس القصر أن يكون «حزب الله» هذا الجيش الرديف معتبراً دائما أنّ الجيش الشرعي الوحيد غير قادر وأراد أن يكون الجيش وقائده معاً في خدمته. عون الرئيس بين 2016 و2022 كان نقيض عون قائد الجيش بين 1984 و1990 عندما خاض حروبه المدمرة تحت عنوان بندقية الجيش وحدها تحمي لبنان، وشنّ الحرب على «القوات اللبنانية» بحجة أنّها ميليشيا وسلاحها غير شرعي وغطّى منذ 6 شباط 2006 سلاح «حزب الله» واعتبر أن دوره شرعي، ووقف قبل انتهاء ولايته وبعد خروجه من بعبدا ضدّ طرح احتمال أن يكون قائد الجيش جوزاف عون رئيساً للجمهورية، بحجة أنه لا يملك مشروعاً رئاسياً وأنه هو الذي قاد الإنقلاب على العهد نتيجة تصرّفه الواعي في عدم قمع ثورة 17 تشرين. خلال قيادته للجيش لم يتصرف جوزاف عون كما تصرّف ميشال عون. لم يجعل المؤسسة في خدمته. ظروف قيادته للجيش تختلف عن ظروف قيادة ميشال عون. بين العام 1984 والعام 2017 مسافات في الزمن وفي السياسة وفي الأمن وفي تركيبة الجيش. الإنهيار الذي يعيشه لبنان اليوم بعد ستة أعوام من رئاسة ميشال عون يحتاج إلى منقذ كفؤاد شهاب، الذي كان انتقاله من قيادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية استثناء لا قاعدة. فهل يصح هذا الإستثناء مع جوزاف عون؟

 

تقرير يتناول الهجمة الإحتلالية على أملاك ومشاعات وعقارات مسيحية

التلاعب في المحفظة العقاريّة: تغيير ديموغرافي ممنهج والإعتراض خجول

طوني كرم/نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/114933/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%8a%d8%aa%d9%86%d8%a7%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a3%d9%85/

من حين إلى آخر، يعود ملف بيع الأراضي والعقارات والتعدي على المشاعات إلى الواجهة، ليتزامن راهناً مع إستفحال الأزمة المالية وإنهيار القطاع المصرفي وطرح إمكانية التعويض عن أموال المودعين في المصارف عبر تسييل عقارات الدولة... ما دفع بعض القوى المسيحيّة إلى التحذير من وجود مخطط ممنهج لنقل «المحفظة العقارية» من يدٍ إلى أخرى، تعكس بذلك، تفاقم نفوذ جهات حزبية معينة، ورغبتها في التمدد الجغرافي، أكان عبر التعدّيات المتكررة على الأراضي والمشاعات أو عبر الشراء الممنهج للممتلكات، وليس آخرها قيام رئيس دير مار أنطونيوس نادر نادر ببيع العديد من العقارات العائدة إلى الرهبنة الأنطونية في بلدة الحدت – بعبدا لجهات تردد أنّها تدور في فلك «حزب الله». ويأتي الحديث عن بيع الرهبنة لبعض ما تملك من أراضٍ وعقارات مبنيّة، على بُعد أسابيع من تحذير بعض نواب بيروت من توجّه أحد المصارف إلى بيع عدد من العقارات التي تعود له قرب ساحة ساسين – الأشرفيّة، إلى جهات «غريبة» عن المنطقة أو مقرّبة من «حزب الله» وفق ما تردد، لتساهم في الموازاة، الضائقة الماليّة التي يمرّ بها اللبنانيون، بتنشيط عمليات البيع الفردية لممتلكاتٍ في بيروت وغيرها من المناطق المصنّفة طائفياً، مسيحيّة، والتي تتم عبر إبرام عقود بيع ممسوحة لدى كاتب العدل، ما يصعّب عمليات كشفها أو الحدّ منها راهناً. وهذا ما يفتح الباب أمام التلاعب في الإستقرار العقاري الذي تفوق مخاطره بأضعاف، الإنهيار المالي والإقتصادي الذي يصيب المجتمع.

وإن كان التعويض عن الخسائر المالية متاحاً ولو بعد حين، فإن تكوين الهوية مرتبط بالأرض التي تشكل ركناً أساسياً للإستقرار، وخسارتها، أي الأرض، ينعكس حكماً على المكونات المجتمعة في الوطن. وهذا ما دفع بعض المتابعين لهذا الملف، إلى التحذير من وجود قرار لنقل المحفظة العقارية في لبنان من يدٍ إلى أخرى، لتعكس بذلك إنتقال النفوذ السياسي من القانون والدستور إلى فريق محدد، إرتبط اسمه بجميع التعديات التي تحصل على الأراضي، من مشاعات بلدة عندقت شمال لبنان، والعاقورة وأراضي الكنيسة في أفقا ولاسا (جرد جبيل)، وصولاً إلى رميش جنوباً، التي رفعت الصوت بدورها قبل أسابيع، بوجه الأعمال المشبوهة والتعديات التي تنفذها جمعية «أخضر بلا حدود» التابعة إلى «حزب الله» في أراضٍ تعود ملكيتها إلى أبناء رميش.

خسائر الدولة والتعويض

أما العامل المستجدّ على التلاعب في الإستقرار العقاري، فهو قول نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عقب إنتهاء جلسة اللجان المشتركة التي إنعقدت في الخامس من الشهر الجاري لإستكمال دراسة قانون «الكابيتال كونترول»، إن المطلوب خطة متكاملة، من التوازن المالي إلى هيكلة المصارف... رابطاً تحديد خسائر الدولة بما تملك من مرافق وعقارات. وهذا ما أعاد إلى الواجهة المذكرة التي أصدرها وزير المالية السابق علي حسن خليل في 31/12/2015، ونقل بموجبها ملكية مشاعات جبل لبنان من أهالي القرى إلى الدولة، والطلب عبر المذكرة، من مندوبي دائرة أملاك الدولة أثناء أعمال التحرير والتحديد العقاري للمشاعات عدم تدوين العبارات الخاطئة التي كانت ترد سابقاً (ملك عموم أهالي البلدة، مشاع عموم أهالي البلدة، إلخ..). ما يعني وفق المتابعين، نقل ملكية مشاع البلدة المسجلة باسم أبنائها، على ما تؤكّده مستندات تاريخية بحوزتهم، إلى الدولة اللبنانية، وحرمان أبناء جبل لبنان ملكيتهم للمشاعات التي تمتد من بشري إلى تنورين والعاقورة وبسكنتا والشوف وصولاً إلى جزين.

والجدير ذكره، أنه مع إنشاء الإنتداب الفرنسي السجل العقاري وإعتماد التقنيات الهندسيّة في تحديد المساحة، عمد الفرنسيون بين الأعوام 1923 و1943، إلى مسح ما يقارب الـ50 في المئة من الأراضي، لتعمد بعدها الجمهوريتان الأولى والثانية إلى إستكمال تحديد ما يقارب الـ20 في المئة من الأراضي حتى تاريخه، وتبقى المساحة المتبقية غير محددة وغير ممسوحة وغير مسجلة في الدوائر العقارية. ويتولى مختار المحلّة أو البلدة دور قاضي السجلّ العقاري في تلك القرى، الذي يعمد بدوره إلى إصدار إفادات تسمح لحاملها بالتملك بموجبها، والتقدم من مؤسسات الدولة للحصول على إشتراك الكهرباء والمياه وغيرها من الأمور الإدارية والتنظيمية، وتتحول تلك العقارات بموجب إفادة المختار إلى أملاك بحكم الواقع. ولدى «المكون الشيعي» قناعة، وفق أحد المتابعين لهذا الملف، بأنّ أعمال المساحة والتحديد وحتى الأحكام العقارية التي صدرت أيام الإنتداب الفرنسي، أمّنت أرجحية عقارية إلى العائلات المقرّبة أو الصديقة لقوى الإنتداب حينها، والتي حالت الظروف المعيشيّة والإمكانات المادية المحدودة للمكون الشيعي على سبيل المثال من تسجيل إعتراضه عليها... ليعمد راهناً، عبر نفوذه السياسي والعسكري الكبير كما الشعبي إلى الدفع بإتجاه إعادة النظر بما آل إليه الواقع العقاري في لبنان، عبر قضم ما تيسّر من أراضٍ إستراتيجية، وشراء العقارات والأراضي التي دفعت الضائقة المادية بأصحابها إلى التخلي عنها، وإنتظار مخطط الحكومة بتسييل العقارات العائدة لها، وشرائها بأبخس الأسعار وسط غياب القرار لدى القوى السياسيّة والحزبية ورجال الأعمال كما «الكنيسة»، للتوقف بجديّة عند المخاطر التي ستنجم عن التلاعب في الإستقرار العقاري والتغيير الديموغرافي والسعي إلى مواجهة هذا المخطط، الذي يتطلب من الكنيسة قبل سواها المحافظة على أملاكها، كما إنشاء شبكة تواصل بين المتمولين واصحاب العقارات المعروضة للبيع قبل فوات الأوان!.

النائب جهاد بقرادوني

في الغضون، أوضح النائب جهاد بقرادوني أنّ النسبة المرتفعة لشراء العقارات في بيروت والأشرفيّة من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في ديموغرافية المنطقة، والتي تحصل عبر خطة ممنهجة لتحقيق هذا الأمر، مؤكداً مواكبته لهذا الملف والتواصل مع المقتدرين ورجال الأعمال من أجل حثهم على شراء العقارات المعروضة للبيع، لافتاً إلى صعوبة تعقّب جميع البيوعات الفردية التي تحصل في الغالب عبر جهات ثالثة تبعد الشبهة عن هوية وإنتماء الشاري الحقيقي، مشدداً على أنّ التصدي لهذا الملف يكون عبر القدرة على التدخل وشراء العقارات المعروضة للبيع.

الدكتور فؤاد أبو ناضر

وتوقف الدكتور فؤاد أبو ناضر عند ملف التعديات التي تحصل على جميع الأراضي اللبنانية، مؤكداً أنّ جميع تلك التعديات تحصل على أراضٍ تعود ملكيتها لجهات مسيحيّة، وسط غياب أيّ تعدٍ من المسيحيين على أراضي المسلمين، لافتاً إلى أنّ مواكبة هذا الملف تتم عبر شقين: الأول، إعتماد الأطر القانونية رغم تصدي المعتدين للقوى الأمنية والجهات التي تقوم بإستكمال أعمال المساحة والتحديد وإزالة المخالفات أو الحدّ منها. كما عبر جمعية «نورج» التي تسعى إلى إبقاء المواطنين في قراهم، وإستثمار الأراضي وعدم السماح للغير في التعدي عليها، وذلك من خلال المحافظة على المدارس في القرى، وتأمين الرعاية الصحيّة المطلوبة، وتأمين فرص العمل والإنماء الذي يرتد إيجاباً على القرى المحيطة أيضاً. وعن مخطط الحكومة في إستخدام المشاعات للتعويض عن أموال المودعين، توقف عند خطورة هذا الأمر الذي وضعه في خانة الجريمة الممنهجة بحق الدولة والناس، مؤكداً أنّ مشاعات جبل لبنان تعود ملكيتها إلى أبناء القرى وليس الدولة، رافضاً في الوقت نفسه تغطية السرقة التي طالت المودعين عبر هكذا مخطط. ورغم توقف أبو ناضر عند تقصير القوى المسيحيّة من مخاطر هذا الملف، دعا إلى إيجاد إطار جامع للمقتدرين ورجال الأعمال من أجل التدخل وشراء العقارات المعروضة للبيع أو إستعادة البعض منها، على غرار ما حصل في كفرفالوس والحدت.

طلال الدويهي

بدوره، إعتبر رئيس «حركة الارض اللبنانية» طلال الدويهي أن هناك عقلاً إستراتيجياً يدير عمليّة تقزيم دور مكوّن أساسي في البلد، أي المسيحيين، من خلال تقزيم حجمهم على الأرض، مشيراً إلى أنّ التعديات التي تحصل على الممتلكات الخاصة والمشاعات تتزايد يوماً بعد آخر ولا تقتصر على إطار جغرافي محدد بل تمتد من الشمال إلى الجنوب والبقاع. وإذ لفت إلى إستغلال جهات معينة لحالة التفكك التي تمّر بها مؤسسات الدولة والوضع المالي الصعب الذي يمرّ به لبنان من أجل مفاقمة التعديات والشراء الممنهج للعقارات، ورفض وضع ما يحصل في خانة الأعمال التجارية والإستثماريّة، مشدداً على أنّها تعبّر عن مخطط وعقل إستراتيجي من أجل تحجيم الدور المسيحي في لبنان، أكان عبر شراء الأراضي التي تعود ملكيتها لهذا المكون، أو السيطرة عليها عبر وضع اليد. وأشار الدويهي إلى أن غالبيّة القوى المسيحيّة تضع في سلّم أولوياتها الوصول إلى رئاسة الجمهورية، ما يدفعها إلى تقديم التنازلات لمصالح آنية سرعان ما ترتدّ على الوجود المسيحي، بعيداً عن التنبّه من مخاطر التعدي المستمر على الأراضي والتغيير الديموغرافي الحاصل. وعن دور «الكنيسة» للحدّ من مخاطر هذا الملف، إكتفى بالتشديد على قيامه من موقعه برفع الصوت، داعياً جميع القوى الأخرى إلى القيام من كبوتهم والعمل على حماية التواجد المسيحي في لبنان والمنطقة.

 

حكايتي مع بشير الجميل

محمد علي مقلد/نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

مناسبة المقالة موقف أطلقه الرفيق صلاح صلاح القيادي في «منظمة التحرير الفلسطينية»، في مقابلة تلفزيونية بثت بتاريخ 10-1-2023، ضد بشير الجميل وحزب «القوات اللبنانية»، رأى فيه أنّ سياسة هذا الحزب تجاه القضية الفلسطينية لم تتبدل عما كانت عليه خلال الحرب الأهلية اللبنانية، بل هي في نظره، أسوأ مما تجلت به في مخيم تل الزعتر، أو خلال الاجتياح الإسرائيلي في مجازر صبرا وشاتيلا، ضد الوجود الفلسطيني، وأظنّه يقصد الوجود المسلح.

نقاش الموقف من القضية أكبر من أن تتسع له مقالة صحافية. الاختلاف في المواقف أساسه اختلاف في المعايير، سرعان ما تحول إلى حرب بين أولوية حماية الثورة الفلسطينية وسلاحها وأولوية حماية نظام المارونية السياسية وهما معياران مغلوطان تمّ التراجع عنهما جزئياً عند نهاية الحرب الأهلية لصالح معيار وحدة الوطن والدولة.

زيارة جورج حاوي إلى غدراس للقاء سمير جعجع ترجمت التراجع سبيلاً للمصالحة الوطنية. محسن ابراهيم عبّر عن ذلك بقوله «إننا حمّلنا لبنان فوق طاقته حين أبحناه للمقاومة الفلسطينية». وسمير جعجع في تخليه عن مشروع لبنان «الصغير» بين المدفون والأولي لصالح لبنان «الكبير» بين القليعات والقليعة. أمّا «منظمة التحرير» فاختصرت أهداف نضالها المرحلية بإقامة دولة فلسطينية على أيّ شبر يتحرر من أرض فلسطين.

للأسف لم يتم الالتزام بالمواقف المتقاربة لهؤلاء القادة وظلت العلاقة محكومة بمعايير الصراعات والحروب. لكن لم يصرف النظر عن الأهمية التي توليها شعوب المنطقة لمعيار الدولة، الذي على أساسه يبنى التقارب والتعاون بدل الصدامات، وعلى أساسه رأينا أنّ اتفاق القاهرة كان أكثر كلفة على لبنان من «أيلول الأسود»، بالرغم من فداحة الخسائر البشرية الفلسطينية، ذلك أن الدولة في الأردن ظلت صامدة بعد مجازر أيلول، فيما كان اتفاق القاهرة عدواناً على سيادة الدولة اللبنانية وواحداً من أسباب انهيارها اللاحق.

قبل الربيع العربي لم يلتزم أحد بمعيار الدولة، لا الحكام ولا الأحزاب المعارضة، ذلك لأنّها كانت أنظمة لا تعترف بدساتير، أو أحزاباً شمولية على اختلاف ينابيعها الفكرية تجافي الديمقراطية، أي لا تعترف بالآخر وبحقه بالاختلاف وبالتعبير، بل ولا بحقه بالوجود. أمّا الدولة فهي تكفل تنظيم الاختلاف من دون أن تلغيه ليعيش المختلفون متساوين تحت سقف الدستور والقوانين.

بشير الجميل، الذي كان موضوع الحلقة التلفزيونية، يمكن النظر إليه كواحد من رموز الحرب، لكنه أيضاً واحد من رموز الدولة ولا تنتقص من هذه الرمزية الظروف التي انتخب فيها رئيساً للجمهورية، فهو ليس الرئيس الوحيد الذي كان العامل الخارجي محسوباً في عداد ناخبيه. فضلاً عن أن احترامه واجب لا يمليه المقام الرئاسي فحسب بل موقعه الاعتباري في نفوس محبيه الفائضين عن الإطار الطائفي.

حكايتي مع بشير الجميل طويلة وقد رويتها في مقالة بعنوان «أسرار من شهر بشير الجميل»، موجودة على العنوان التالي https://drmoukaled.com/articles/almodon/1062. حذرت على المنابر من نهجه «الفاشي» مثلما سمعت الإشادة بمواقفه على لسان مسلمي مدينة صيدا، ثم سعيت مع الساعين إلى الطعن بانتخابه. رداً على اغتياله، خطفت «القوات اللبنانية» أحد أقرب رفاقي في الحزب الشيوعي وقررت اغتيال عدد آخر منهم وأنقذني من تنفيذ القرار عنصر قواتي جمعتني به علاقة «خبز وملح» فحسب، فيما حاول شقيقه، من لحمه ودمه وحزبه، الدخول عنوة إلى منزلي لاحتلاله.

كان ذلك من فصول الحرب وآلياتها قبل اتفاق «الطائف». بعده، نقلتني قراءتي الحرب الأهلية بعين نقدية إلى الوقوف بجرأة ضد من ظل متمسكاً بمفرداتها مفرّطاً بالوحدة الوطنية، وإلى الدفاع عن كل من يستخلص منها دروساً إيجابية ويحرّم على نفسه الانخراط فيها مجدداً. وحين رفعت باكراً شعار «لا حل إلا بالدولة»، انفجرت الخصومة في وجهي من جميع الجهات، لأن الظروف لم تكن مؤاتية، ولم تنضج إلا حين بلغ تخريب الدولة ذروته الميليشيوية في عهد الرئيس ميشال عون.

الحرص على الوطن يعني الحرص على سيادة الدولة، ومبتداه نقد الحرب الأهلية ومغادرة منطقها ولغتها ومصطلحاتها وآلياتها، ومنتهاه الاختلاف داخل الوحدة والاحتكام إلى القانون.

 

وفود قضائية أوروبية في لبنان لمحاولة فك شيفرة الفساد

طوني بولس/انديبندت عربية/14 كانون الثاني/2023

تسبب الإعلان عن مجيء وفود قضائية أوروبية إلى لبنان للتحقيق في قضايا فساد بسجال سياسي بين قوى ترى في مهمة الوفود تعدياً على السيادة القضائية اللبنانية، وأخرى تجد فيها ترجمة لعجز القضاء اللبناني عن التحرر من السطوة السياسية.

وتبدأ ثلاثة وفود قضائية من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ تحقيقاتها في بيروت، الإثنين المقبل، تحت إشراف قضاة لبنانيين بقضايا فساد مرتبطة بتهريب وتبييض أموال عبر المصارف إلى أوروبا والإثراء غير المشروع، ومن المفترض أن تنجز مهامها حتى 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، في قصر العدل الذي وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات اللوجيستية والتقنية لمواكبة عملهم. وعشية بدء المهمة تؤكد مصادر قضائية أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليس بين 15 شخصاً مطلوب الاستماع إليهم من الوفد بصفة شهود، منهم مقربون من سلامة، إضافة إلى سبعة رؤساء مجالس إدارات مصارف، وعدد من المدققين الماليين في حسابات مصرف لبنان، وهم تابعون لشركات تدقيق عالمية خاصة. وتشير المعلومات إلى تضمن اللائحة اسماً لرجل أعمال سوري الجنسية مقيم في لبنان واستحصل على الجنسية اللبنانية من خلال مرسوم صدر عام 2018 وضم 411 شخصاً. وعلى رغم أن مهمة الوفود الأوروبية الثلاثة تنحصر خلال خمسة أيام فقط، فإنها قابلة للتمديد أو التحضير لزيارة أخرى خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إذا ما اقتضى الأمر، وذلك بالاتفاق مع النيابة العامة اللبنانية واحترام أصول المحاكمات المحلية.

وتؤكد مصادر أن بين الأسماء التي طلب الاستماع إليها مشتبهاً فيه واحداً، وأن الاستجوابات ستجرى بإشراف القاضيين غسان خوري وإيميلي كلاس، المكلفين من القضاء اللبناني، مشددة على أنه في حال طلب تكليف خبراء للحصول على مستندات، سيكون ذلك ضمن الأطر الرسمية التي تحفظ سيادة القوانين اللبنانية.

مشتبه فيه

وأوضح النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، أن "مهمة الوفد القضائي الأوروبي هي استجواب أشخاص مثلوا سابقاً لدى القضاء اللبناني بصفة شهود باستثناء شخص واحد سيتم استجوابه بصفة مشتبه فيه"، مشيراً إلى أن مهمة الوفد تندرج في إطار المعاهدة التي أقرتها الأمم المتحدة عام 2003، ودخلت حيز التنفيذ 2005، وانضم إليها لبنان 2008 بموجب القانون الرقم 33 الذي صدقه مجلس النواب 2008. ولفت إلى أن الإجراءات بين وفود الدول الثلاث توحدت لعدم تبليغ الأشخاص المعنيين ثلاث مرات، وسيكون هناك وفد موحد، تم تقسيم العمل بين أعضائه وتحديد جدول زمني وخطة عمل واضحة، مشدداً على أن الملفات التي سيحقق بها الوفد القضائي تندرج تحت باب الفساد، وهو الملف ذاته الموجود في النيابة العامة الاستئنافية. ونوه عويدات إلى أن تعاون القضاء اللبناني مع دول أخرى هو عمل روتيني، مذكراً بما خضع له سابقاً المدير العام التنفيذي السابق لتحالف رينو- نيسان، كارلوس غصن، الذي حقق معه القضاء الفرنسي بواسطة القضاء اللبناني في قصر العدل ببيروت.

تبرئة سلامة

وانتقدت أوساط سياسية معارضة لحاكم مصرف لبنان إمكانية استثناء رياض سلامة من التحقيق، معتبرة أن الأمر يطرح تساؤلات حول تسوية معينة قد تكون أجريت أو إمكانية أن يكون السبب في ذلك رفض القضاء اللبناني شموله بلائحة المطلوب الاستماع إليهم، مشددة على أن استثناءه يفرغ دور تلك الوفود من مضمونها. إلا أن مقربين من سلامة يرون في استثنائه دليلاً على أن الاتهامات الموجهة إليه ليست سوى حملات إعلامية تقودها ضده جهات سياسية، مؤكدة أنه لا يمكن إجراء تسويات أو مساومات مع قضاء تابع لدول غربية، ولا سيما أن الوفود الحالية تابعة لثلاث دول.

وفي هذا السياق يرى الصحافي المتخصص بالشؤون القضائية يوسف دياب، أن مهمة الوفود الأوروبية أقرب لعملية تجميع ما ينقصها من مستندات ووثائق وشهادات لاستكمال ملفات قضائية أعدوها في دولهم، مشيراً إلى أن الوفود اجتمعت مع القاضي غسان عويدات لتحديد آلية التحقيق، وأسماء القضاة المشاركين، وكيفية طرح الأسئلة على المدعى عليهم، وآلية حصول الوفود الأوروبية على محاضر التحقيق الرسمية.

هل تستأنف التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت؟

من جهته، يرحب الأكاديمي المتخصص في القانون الدولي أنطوان سعد، بأهمية حضور تلك الوفود القضائية على رغم الإرباك السياسي والقضائي، على اعتبار أن ذلك ما تنص عليه الاتفاقية الدولية المتعلقة بمكافحة الفساد، لافتاً إلى أنه لو امتنع لبنان عن التجاوب مع الوفد الأوروبي، فإنه سيكرس نظام الإفلات من العقاب، لكنه توقع أن تواجه استكمال عمله لاحقاً عقبات من قوى سياسية نافذة إذا مست مصالحها. بدوره يؤكد المدعي العام السابق للتمييز القاضي حاتم ماضي أن مهام الوفد لا تنتقص من السيادة القضائية اللبنانية لجهة مكافحة الفساد المالي بوصفه جريمة عابرة للحدود وليست محلية، موضحاً أنها تستطيع فقط إصدار أحكام قضائية بحق مشتبه فيهم على أراضيها، ويمكن أن تصدر مذكرة ملاحقة عبر الشرطة الدولية، في حين أن لبنان لا يسلم أحداً من رعاياه اللبنانيين المقيمين، بل يحاكمهم وفقاً للقوانين اللبنانية.

تدويل قضية المرفأ

وفي وقت ينشغل فيه الرأي العام اللبناني في الجانب المتعلق بقضايا الفساد المرتبط بمهمة الوفود الأوروبية، برزت معلومات تتعلق باهتمام الوفد الفرنسي بقضية تفجير مرفأ بيروت، الذي يتضمن محقق عدلي مهمته الاطلاع على خفايا الملف والعرقلة التي يشهدها، حيث يتوقع أن يلتقي كلاً من المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، إضافة إلى قضاة آخرين للاطلاع على ما توصلت إليه التحقيقات والأسباب التي أدت إلى توقف التحقيقات بالقضية. ووفق المعلومات فإن الوفد القضائي الفرنسي سيلتقي المحامي العام التمييزي صبوح سليمان في 23 من الشهر الحالي، لمتابعة مصير الطلبات الموجهة من القضاء الفرنسي إلى نظيره اللبناني في موضوع مقتل فرنسيين في انفجار مرفأ بيروت. وفي هذا السياق تشير أوساط سياسية إلى دخول أميركي على خط الجمود الحاصل في تحقيقات مرفأ بيروت، إذ تؤكد المعلومات عقد اجتماع للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، مع رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود، والمدعي العام الاستئنافي غسان عويدات والمدير العام للأمن عباس إبراهيم، شددت فيه على تحريك الملف والإسراع في النظر إلى وضع الموقوفين، ومن بينهم مسؤول أمن المرفأ محمد زياد العوف الذي يحمل جنسية أميركية، حيث مارست عائلته ضغوطاً على أعضاء في الكونغرس الأميركي للتدخل لإطلاق سراحه.

فرصة تاريخية

ومع تزامن وصول الوفود الأوروبية إلى لبنان، برزت عودة التحركات لأهالي ضحايا مرفأ بيروت، إذ يقول أحد مصادرهم إنهم يرون إمكانية تدويل القضية من خلال تلك الوفود القضائية، لا سيما أن من بين الضحايا أجانب من دولهم. وكشف مصدر عن محاولة لترتيب لقاء بين زوجة لقمان سليم والوفد الألماني، للمطالبة بتحريك ملف اغتيال زوجها منذ عامين، في ظل تقاعس السلطات اللبنانية عن إجراء تحقيقات جدية في القضية نتيجة ضغوط سياسية.

 

إتفاق "الطائف" مطيَّتُهم

سناء الجاك/نداء الوطن/14 كانون الثاني 2023

في أصل الحكاية أنّ ميليشيات القتل على الهوية بدأت تأكل بعضها البعض وتتآكل من داخلها وتتفتت بنيتها. وبالطبع استقطب واقعها قوى تبحث عن نفوذ خارج حدودها، لذا عملت على اختراق هذه البنية لشرذمتها وابتزاز قادتها والسيطرة عليها والاستثمار في مهاراتها، بعدما تحوّلت القضية لكل من هذه الميليشيات إلى أرض خصبة لزرع أجندات تساهم بتنفيذ مشاريع القوى صاحبة المصالح المتقاطعة في لبنان. وفي متن الحكاية أنّ القيّمين على هذه الميليشيات بدأوا يشعرون باحتمال تسرّب سطوتهم وسلطتهم إن هم تابعوا حروبهم التي تحوّلت عبثية، بحيث بات الأخ يقاتل أخاه بفعل التشرذم والاصطفافات الدموية.

لذا، شرع هؤلاء بالتفتيش عن وسائل جديدة لاستمرار سطوتهم وسلطتهم ومصادر ارتزاقهم، ووجدوها في المساعي التي كان يقودها الرئيس حسين الحسيني، لإنهاء الحرب وإرساء أسس حديثة لدولة تتمتع بتشريعات وقوانين تحصِّنها، لا سيما وأنّ هذه المساعي لن تقتصر على بعدها التشريعي، وانما يجب أن تمر بالتفاوض معهم والحصول على موافقتهم للانخراط في هذا البعد الذي كان يفترض أن يتمخّض عنه جمهورية جديدة. وهكذا عثر الأوادم على ما ينقذهم. اتفاق وفاق وطني بالتراضي ينهي الحرب التي أرهقتهم ولم تعد تؤتهم بدسم السلب والنهب والهيبة والتخويف والتهويل بالقدر المطلوب. فهم لم يعودوا في نظر بيئتهم وفي نظر من كان يموّلهم أصحاب قضية. صاروا تجار قضية، خفّت مصادرهم وبدأت تنضب، ولولا زعرانهم لما أمكنهم في ذلك الحين السيطرة وفرض الخوات واحتلال البيوت... وما كان من مثل هذه النشاطات. بدأت مفاوضات هذا الوفاق. ومن الطبيعي أن يعتمد «أمراء الحرب» مبدأ الابتزاز مع مفاوضيهم بما يعود عليهم، أولاً بوعود عدم الملاحقة على جرائمهم وفق مبدأ «عفا الله عما مضى»، والثاني تأمين إدخالهم إلى هيكل الدولة لينخرطوا فيها ويصير وجودهم كأطراف فاعلة، شرعياً وقانونياً.

وبالطبع، حافظوا على وحدة المسار والمصير مع مشغليهم، وبتنسيق شفاف وشامل، وفيما كان السيد يهندس قيامة لبنان مع فريق العتالة، كانوا هم يهندسون زرع الألغام في هذه العملية بمكر وباطنية. ولم يوفروا جولات العنف والقتال للضغط وتحسين أوراقهم بغية مزيد من الابتزاز. وبعدما وصل الاتفاق إلى مراحله الأخيرة، بما يجنّبهم الملاحقة والمحاسبة والعقاب، وبما يسمح لهم بالانتقال من زواريبهم إلى زواريب الحكم، ليتسللوا منها إلى هيكل الدولة، أعلنوا موافقتهم. ولكن غداة الموافقة بدأ مشروع دك أسس الدولة... وصولاً إلى ما نحن فيه. إتفاق «الطائف» كان مطيّتهم. هم لم يؤمنوا به في الأساس. ويستحيل أن يؤمنوا به. فتاريخهم قبله وبعده يحمل أدلة عن هذا الواقع. لذا لم يسمحوا لبنود هذا الاتفاق أن تبصر النور، ولم يسمحوا لروحيته أن تنمو لتصير جسداً متكاملاً. في أصل الحكاية كانوا يخادعون، وفي متنها أزاحوا السيّد من طريقهم، تماماً كما أزاحوا الاتفاق، واكتفوا منه بما يتيح لهم تكديس الأموال عبر التواطؤ على لبنان لمصلحة مشغليهم. وبإمعانهم في انتهاك «الطائف»، لم يسمحوا للسيد أن يرحل بهدوء ورضى. ولشدة وقاحتهم، غسلوا أيديهم من اغتياله معنوياً قبل أوان رحيله بكثير. اغتالوه عندما اغتيل رينيه معوض ورفيق الحريري، وعندما اغتيلت مؤسسات الدولة وعندما زرعوا أتباعهم في الإدارات واحتكروا المقاومة واتخذوها وسيلة لإزاحته من المعادلة السياسية، لأنه رفض أن يرضخ لمشغليهم. الرئيس السيد حسين الحسيني رحل. لكن ما مصير اتفاق «الطائف»؟ هل علينا أن نتابع هذا الانتظار القاتل لمعرفة مصير لبنان ومصيرهم ومصيرنا؟ من سيكتب لهذه الحكاية نهايتها؟

 

لمسات إيرانية إقليمية جديدة في استقبال عهد نتنياهو الجديد

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/2023

أن يحاول المرء طمأنة نفسه إلى مكامن قوته، والحرص على تعزيز صداقاته وتحالفاته، لا يعنيان البتة الاستهانة بمصادر التهديد كائنة ما كانت. كذلك لا يجوز إطلاقاً لأي قيادة حكيمة رشيدة أن تصدّق التعابير المنمّقة الصادرة عن جهات لديها من المصالح بقدر ما في جعبتها من أحقاد ومؤامرات.

ما من شك، أنه في مصلحة الجميع بمنطقة الشرق الأوسط طي صفحة العداوات، وإطلاق مقاربات جديدة قائمة على إدراك المصالح المشتركة في تجنب «الانتحار الجماعي». لكن ما الحيلة عندما تسير الدبلوماسية المهذبة والنيات السيئة في خطين متوازيين؟ وما العمل مع مَن يرفض فهم التعايش إلا على هواه وبشروطه - التعجيزية غالباً - ويدّعي رغبته في دفن العداوات... بينما هو لا يكفّ عن إثارتها في كل مناسبة؟

بالأمس في لبنان، المحتل واقعياً، تضافرت جهود الجسمين القضائي والأمني على فتح معركة «كسر عظم» لا مبرّر أخلاقياً لها مع عائلات ضحايا تفجير مرفأ بيروت في صيف 2020. إذ تصدّت الأجهزة القضائية لتفوّه الشاب وليام نون، شقيق أحد الضحايا وناشط من الناشطين ضمن مجموعات العائلات المنكوبة، بتهديد لفظي عفوي، وعمدت إلى ملاحقته جرمياً واحتجازه للتحقيق معه وتفتيش منزله بحثاً عن متفجرات!!

نون - الذي أفرج عنه مساء أمس بعد عدة ساعات من توقيفه - حتى وإن كان قد أطلق كلاماً تهديدياً غير لائق، فإنه أطلقه علناً وأمام الإعلام... ولم يتوجه إلى أقبية مظلمة لإعداد رُزَم تفجير أو سيارات مفخخة كما فعل غيره مراراً في السنوات الأخيرة.

أيضاً يظل هذا الشاب إنساناً مفجوعاً بمقتل شقيقه في التفجير المدمّر الذي قتل نحو 218 شخصاً بجانب آلاف الجرحى، وقدّر خبراء عالميون قوته بأنه أكبر تفجير غير نووي في تاريخ العالم. والأسوأ من هذا، أنه بعد سنتين ونيّف من الجريمة - الفاجعة لا يزال المتهمون والمشتبه بهم يسرحون ويمرحون، في حين سعت وتسعى جهات عدّة داخل بنية السلطة اللبنانية إلى تمييع القضية وتعطيل التحقيق وتجهيل الفاعل وتغييب الدلائل. وإزاء خلفية كهذه، طبيعي جداً تلاشي الثقة بجلاء الحقيقة وتزايد الإحباط واليأس والسخط عند الأهالي المكلومين. لكن المثير أنه في حين تأبىَ الدولة - المُصادرة القرار - السكوت عن تهديد لفظي انفعالي من شابٍ لا حَول له ولا طول، نجدها لا تحرّك ساكناً إزاء مَن يقول ويفعل... وأحياناً يفعل من دون أن يقول.

بالأمس، مثلاً، بشّرنا أحد الأبواق الإلكترونية التابعة لـ«حزب الله» اللبناني، الذي يقرّ بامتلاك مائة ألف صاروخ، أن عشرة آلاف «تعبوي» انضموا مؤخراً إلى صفوف الحزب. خبرٌ كهذا يفترض به أن يُثلج صدور المتحمّسين لتحرير فلسطين، لا سيما بعد ولادة حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة الجديدة. ولكن من الحكمة التذكير بأن «حزب الله» نفسه - رغم «تعبويته» المتسارعة - أيّد وبارك بقوة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، أخيراً، تحت رعاية الموفد الأميركي الإسرائيلي المولد آموس هوكشتين. وهو ما يعني اعترافاً عملياً ورسمياً بإسرائيل وحدودها مع لبنان.

أيضاً خلال الأيام الأخيرة، وصل إلى لبنان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، حيث عقد سلسلة اجتماعات أبرزها مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. ولقد جاءت هذه الزيارة وسط الشغور الرئاسي عقب انتهاء فترة رئاسة ميشال عون، وتعذّر التوافق على رئيس بديل، وتفاقم الأزمة الحكومية مع مقاطعة أتباع عون جلسات «حكومة تصريف الأعمال» التي ينص واجبها الدستوري بالفعل على «تصريف الأعمال» ريثما يُصار إلى انتخاب رئيس.

ليس سراً أن «العونيين» كانوا وما زالوا يريدون الاحتفاظ بمنصب رئاسة الجمهورية الذي حققوا منه استفادة عظيمة على امتداد ست سنوات، بغطاء سياسي شبه مطلق من «حزب الله». إلا أن الممارسات الإلغائية لزعيمهم جبران باسيل، رئيس «التيار الوطني الحر» (العوني) سواءً داخل «التيار» أو خارجه، أضعفت قدرته على مواصلة التدلّل على «حزب الله»... ومن خلفه إيران. ثم إنه، كان في طليعة رافضي ممارسات باسيل الإلغائية حليفان مهمان للحزب هما شريكته في «الثنائي الشيعي» حركة «أمل» بزعامة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والنائب والوزير السابق سليمان فرنجية القريب من برّي ونظام دمشق... والمرشح الذي يقال إنه المفضّل عند الحزب.

عند هذه النقطة، في ما يخص تفجير مرفأ بيروت، يتكامل المشهد السياسي المحتقن، بل ويتعقّد أكثر. إذ إن ثمة تهماً قضائية تتصل بالمسؤولية أو التقصير طالت وزيرين سابقين من «أمل» ووزيراً سابقاً من مناصري فرنجية. ناهيك من أن الرئيس السابق عون اعترف أنه كان «على علم بوجود مواد متفجرة في عنابر داخل المرفأ، لكن الوقت كان قد فات على منع ما حدث»، ومن ثم فهو أيضاً يتحمّل معنوياً على الأقل جزءاً من المسؤولية. وفي ظل هذا الواقع توافرت مصلحة ما في تعطيل التحقيق عند الأطراف الأربعة المعنية: عون و«أمل» وفرنجية و«حزب الله»، الذي هو راعي القوى الثلاث والقوة الحاكمة في لبنان والمتحكمة أمنياً به... والجهة التي يزعم كثيرون أنها مَن خزّن المتفجرات في المرفأ. وبالفعل، وقفت الأطراف الأربعة، كل بطريقته وأسبابه المعلنة ضد المحقّق طارق البيطار، وتطايرت التهم ضده، ووصلت الأمور إلى حد الاتجاه نحو قاضي تحقيق بديل أو موازٍ.

أما بالنسبة لزيارة أمير عبد اللهيان، فإنها لا تخرج عن تأكيد ثوابت مخطط إيران الإقليمي التوسعي مظللاً بمناوراتها الكلامية بين ادعاء الحرص على تبريد الأجواء مع «الجيران» الخليجيين، والقمع المتصاعد للانتفاضة الشعبية داخلياً، والسعي للاستفادة من استعادة اليمين المتطرف الحكم في إسرائيل.

طهران التي زعمت مؤخرا الإيجابية وتقدم التفاهم مع «جيرانها» الخليجيين، عادت في أول مناسبة إلى لغة التصعيد والعدائية مع افتتاح بطولة كأس الخليج العربي في البصرة بجنوب العراق، واعتراضاتها الشديدة على اسم «الخليج العربي» الذي تعتبره وتسميه «فارسياً».

أما في الشأن الإسرائيلي، فإنها مرتاحة جداً - على الأرجح - لعودة بنيامين نتنياهو إلى الحكم بدعم من غلاة العنصريين لكونها المستفيد الأكبر تاريخياً من التعنت الإسرائيلي... وكأنها في تفاهم استراتيجي ضمني معه.

ولقد ثبت منذ مدة لأهل المنطقة المحاصرين بين «ناري» الجارين اللدودين أن التطرف الإسرائيلي يخدم مخطط طهران التوسعي الطائفي، تماماً كما يدعم التطرف الإيراني ذرائع غلاة إسرائيل «الترانسفيريين» ويزكّيها.

 

السعودية ومصر... بيان مهم

طارق الحميد/الشرق الأوسط/15 كانون الثاني/2023

 صدر عن السعودية ومصر، في الرياض، الخميس الماضي، بيان مهم، بعد اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي، وبرئاسة كل من وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره المصري سامح شكري. وورد في البيان عدة نقاط مهمة، أستعرضها هنا بإسهاب، مع تعليق مقتضب، نظراً لأهمية ما ورد من مواقف لم تحظَ بالتغطية الإعلامية المطلوبة، للأسف. ومن البنود الرئيسية الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، والموقف من إيران وسوريا، وكل ما يتعلق بنطاق الأمن القومي السعودي - المصري، في العراق واليمن وليبيا، والسودان. ورغم التصريحات الأخيرة عن تقارب مصري - إيراني، خرج البيان ببنود لافتة «على ضوء محورية الدولتين في محيطيهما العربي والإقليمي». فقد شدد الجانبان على «رفض أي محاولات لأطراف إقليمية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، أو تهديد استقرارها وتقويض مصالح شعوبها، سواء أكان ذلك عبر أدوات التحريض العرقي والمذهبي، أم أدوات الإرهاب والجماعات الإرهابية، أم عبر تصورات توسعية».كما أكد الجانبان «ضرورة احترام إيران الكامل لالتزاماتها بمقتضى معاهدة الانتشار النووي، وبما يحول دون امتلاكها السلاح النووي، والجهود الدولية لضمان ذلك، وضمان سلمية برنامج إيران النووي»، علاوة على «دعم الجهود العربية لحث إيران على الالتزام بالمبادئ الدولية لعدم التدخل في شؤون الدول العربية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار، وتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار جميعها، بما فيها دعم الميليشيات المسلحة، وتهديد الملاحة البحرية وخطوط التجارة الدولية».

و«أدان الجانبان محاولات المساس بأمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر»، كما أكدا «أهمية مساندة العراق من أجل العودة لمكانته الطبيعية، كإحدى ركائز الاستقرار في منطقتنا العربية»، وكذلك «رفض أشكال التدخل الخارجي كافة في شؤون العراق».

وبالنسبة لسوريا، اتفق الطرفان على «ضرورة دعم الحفاظ على استقلال سوريا، ووحدة أراضيها، ومكافحة الإرهاب، وعودة اللاجئين والنازحين، والتوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254».

وأيضاً «ضرورة المضي قدماً بالعملية السياسية في مفاوضات سورية - سورية، تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا لوضع إطار لحل سياسي»، ما يعني حلاً سياسياً لا يضفي شرعية على الأسد، وإنما يقدم حلولاً سياسية لإنقاذ سوريا والسوريين.

وعليه، فنحن أمام بيان واضح محدد، ويجيب عن عدة نقاط تم التشويش عليها من خلال ما أسميه عملية «غسيل أخبار» سواء للعلاقة مع إيران، أو مناطق نفوذها، بل احتلالها بالمنطقة، من سوريا إلى لبنان ومن العراق إلى اليمن، خصوصاً أن وزير الخارجية الإيراني يقول من بيروت إنه يأمل في مواصلة المفاوضات مع السعودية وعودة العلاقات، وهو التصريح العاشر تقريباً بأقل من 6 أشهر. ولا أحد يرغب في عداوة مطلقة مع إيران. كما لا ينبغي أن تكون مفاوضات تمنح نظام الملالي شرعية فقدها في الداخل، وإنما مفاوضات حول قضايا محددة تحقق إزالة المخاطر الأمنية، وتدعم الاستقرار، والنمو، والكف عن التدخل في الشؤون العربية. ولذا فإن البيان السعودي - المصري مهم، وبمثابة تذكير لمواقف الرياض والقاهرة إزاء قضايا ملحة، ومؤشر على تنسيق مستمر ومطلوب هو في صميم استقرار منطقتنا.

 

 تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي لـ”القوى الدولية المهتمة بلبنان”: لمساعدتنا سياسيًا

 الوكالة الوطنية للإعلام/14 كانون الثاني/2023

أنهى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الرسمية والراعوية الى العاصمة البريطانية لندن، وقد تضمنت لقاءات مع مسؤولين في مجلس العموم والحكومة وبعض رؤساء الدوائر الرسمية المهتمة بالشأن اللبناني بوجهيه السياسي والاقتصادي، الى جانب اللقاءات مع أبناء الرعية المارونية وسائر أبناء الجالية اللبنانية. وقد شهدت اللقاءات الراعوية، كثافة حضور ومشاركة من جميع اللبنانيين الموجودين في العاصمة البريطانية لندن، بخاصة ان زيارة الراعي الى تلك البلاد كانت مقررة منذ سنة 2019، وقد تأجلت بسبب وباء كورونا. وتناول الراعي ملفات عديدة متصلة بالوضع اللبناني، وكرر دعوته الى القوى الدولية المهتمة بلبنان، ومنها بريطانيا، “لمساعدته سياسيا لتجاوز أزمته الراهنة، وتجنيبه تداعيات الصراع الإقليمي المتفاقم”. كما جدد دعوته السابقة الى “ضرورة تهيئة الظروف الداخلية والخارجية لتكريس حياد لبنان الإيجابي، الذي يضمن مستقبله التعددي ضمن وحدته، ورسالته الحضارية التاريخية في الشرق وفي العالم كله، وذلك في إطار رعاية ودعم دوليين”. وطرح البطريرك الماروني ملف الأزمة الاقتصادية وتداعياتها الخطيرة لجهة دفع اللبنانيين الى المزيد من الهجرة، وتهديد الأرض اللبنانية بإفراغها من أصحابها وسط تواجد حوالي مليوني نازح سوري وحوالي نصف مليون لاجئ فلسطيني”.

وجدد دعوته الى المجتمع الدولي “لإيجاد حل لأزمة النازحين السوريين وإعادتهم الى سوريا حفاظا على تراث سوريا ووحدتها وحضارتها ودورها”، بالإضافة الى تجديد المطالبة “بضرورة تطبيق حق عودة الفلسطينيين وفق القرارات الدولية”.

كما عرض البطريرك الراعي مع المسؤولين الرسميين “كيفية تطوير الدعم الاقتصادي للبنان من خلال تطوير مبادرات التنمية المستدامة، التي تكفل رسوخ الناس في أرضهم في لبنان، وتتركز هذه المبادرات في المجال البيئي الثقافي، الذي انطلق مع عدد من الأجهزة الرسمية البريطانية منذ سنة 2003 مع زيارة البطريرك صفير الى لندن”. وعلى الصعيد الراعوي، شدد الراعي مع أبناء الرعية المارونية على “ضرورة تعزيز الرعية كإطار لوحدتهم حول آباء الرهبانية اللبنانية المارونية التي تتولى خدمتهم مشكورة وحول جملة مشاريع تتصل بدور الكنيسة الراعوي الاجتماعي، ولجهة التواصل مع أهلهم في لبنان ودعمهم، بالإضافة الى ايجاد كنيسة جديدة أكبر تتسع لأبناء الرعية الذين زاد عددهم”. كما ركز مع أبناء الجالية على “ضرورة إعطاء المجتمع البريطاني صورة لبنان الواحد، بعيدا عن كل اشكال الانقسامات والخلافات السياسية القائمة بين اركان الطبقة السياسية فيما الشعب اللبناني بأكمله يواصل حياته اليومية المشتركة”.

وتضمن برنامج الزيارة الاولى الى المملكة المتحدة لقاءات كنسية مسكونية ومقابلات إعلامية ولقاءات مع مؤسسات تعليمية جامعية وأخرى شرقية. وتكللت باللقاء الجامع والعشاء الذي دعت اليه سفارة لبنان في لندن، وقد ضم، الى وزراء ونواب بريطانيين وسفراء دول اجنبية، ممثلين عن الطوائف الاسلامية والمسيحية وعددا كبيرا من ابناء الجالية اللبنانية. وفي كلمة الترحيب التي ألقاها في مستهل اللقاء، قال سفير لبنان رامي مرتضى: “يشرفني ان أرحب بغبطة أبينا البطريرك الذي شرف هذه البلاد بزيارة راعوية ورسمية. كما أرحب بالوزراء والنواب والسفراء العرب والسفراء الأصدقاء ورؤساء الطوائف الموجودين بيننا. إن الجمع المتنوع الحاضر بيننا يؤشر إلى الغنى في القيم الذي يمثله سيدنا البطريرك بشخصه ومسيرته وكذلك بالمرجعية السامية التي تمثلها بكركي لجميع اللبنانيين”. واضاف: “كما يمكن تلمس الغنى في مسيرة أبينا البطريرك في الشعار الذي رفعه منذ انتخابه بطريركا شعار الشركة والمحبة، هذا الشعار الذي شرحه غبطة البطريرك بأنه علاقة أفقية مع الله من خلال الصلاة والأسرار المقدسة وعمودية من خلال العلاقات بين الكنيسة المارونية وسائر الكنائس والعائلات الروحية كافة، وكذلك علاقات لبنان مع سائر دول المنطقة والعالم”.

وتابع سفير لبنان: “يقوم غبطة أبينا البطريرك في هذه الأيام بزيارة إلى المملكة المتحدة لتفقد رعيته، وبرعيته أعني جميع اللبنانيين، لان بكركي هي المرجعية الجامعة لكل اللبنانيين. كما تساهم زيارة أبينا البطريرك في إعطاء دفع هام للعلاقات اللبنانية البريطانية، تلك العلاقات المبنية على القيم المشتركة، قيم الديمقراطية والانفتاح والتسامح. تنقلون يا سيدنا خلال زيارتكم هواجس عموم اللبنانيين وآمالهم وتطلعاتهم، لا سيما في هذه الظروف حيث يمر وطننا بتحديات جمة بعضها من صنع أيدينا كالفراغ في سدة الرئاسة، وهنا نأمل أن يحظى لبنان قريبا برأس للدولة يعيد الانتظام إلى حياتنا السياسية والوطنية”.

وأردف: “كما يواجه لبنان تحديات شتى شرحتموها بشكل واف للمسؤولين البريطانيين، كما شرحتم الصيغة اللبنانية التي يمكن أن تشكل حلا تبحث عنه العديد من الدول، لا سيما في هذه الظروف العالمية حيث تطغى ثقافة الانغلاق والأحادية. باختصار زيارتكم يا سيدنا جلبت البركة والتفاؤل لنا ولكل اللبنانيين القانطين في بريطانيا، ويقيني انه ستكون لها آثار هامة في المقبل من الأيام”. وختم مرتضى: “مجددا أرحب ببطريرك الشركة والمحبة في سفارة لبنان في لندن واعبر عن فخري وسروري برؤية غبطته بيننا”.

وكان الراعي وقبيل لقاء السفارة اللبنانية قد التقى سفير بريطانيا السابق في بيروت توم فليتشر الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس جامعة اوكسفورد، ثم استقبل رئيس حزب المحافظين الحاكم الوزير نديم زهاوي. واليوم السبت، اختتم الراعي زيارته إلى المملكة المتحدة بزيارة مدينة بيرمينغهام، ملبيا دعوة رئيس الأساقفة الكاثوليك المطران برنارد لونغلي. بدأت الزيارة بالاحتفال بالذبيحة الإلهية بحسب الطقس الماروني في كنيسة الأوراتوري للقديس فيليب ناري بمشاركة المطران بولس صياح، الكاردينال مايكل فيتزجيرالد ورئيس أساقفة المدينة. وشدد الراعي، في عظته، على “ضرورة الصلاة من أجل الدعوات انطلاقا من كلام الإنجيل: إن الحصاد كثير أما الفعلة فقليلون”، طالبا من الله “ان يرسل لنا دعوات على مثال القديسين فيليب ناري وجون هنري نيومان”. بعد القداس، جال الراعي في المبنى الذي كان يعيش فيه القديس جون هنري نيومان اضافة الى مكتبته القيمة.

وبعد الظهر التقى برئيس أساقفة بيرمينغهام، وناقش معه الوضع المسكوني في لبنان وعلاقة الكنيسة المارونية مع الكنائس الشرقية، ولفت الى “العلاقات المميزة التي تجمع الكنيسة المارونية بسائر الكنائس الشرقية”، مشددا على “ضرورة الحفاظ على لبنان كنموذج للعيش المشترك المسيحي- المسيحي والمسيحي- الإسلامي”. وفي ختام اللقاء وجه البطريرك الراعي دعوة الى رئيس الأساقفة لزيارة لبنان في فصل الصيف. ثم توجه الى كاتدرائية القديس تشاد حيث ترأس الصلاة المسكونية مع رؤساء الكنائس المحلية في المدينة، وفي ختام اللقاء ألقى كلمة شكر فيها لرئيس الأساقفة الدعوة وقدم له أيقونة العذراء سيدة لبنان كعربون شكر وشراكة روحية.

 

أبو كسم دان توقيف نون: لعدم تحويل الدولة الى دولة بوليسية

المركزية/14 كانون الثاني 2023

دان مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم "ما يجري من إجراءات قضائية جائرة مع الناشط وليم نون واهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت"، واستنكر في بيان "التعرض للخوري جورج صوما في جبيل والتعاطي مع المحتجين بهذه الخشونة غير المعهودة". وأمل أبو كسم في "الكف عن هذه الممارسات وعدم تحويل الدولة الى دولة بوليسية، وأن تدين الضحية بدل كشف الحقيقة في ملف تفجير مرفأ بيروت". وختم مؤكداً "التضامن مع أهالي ضحايا المرفأ وقضيتهم المحقة ودعوته الى الافراج الفوري عن وليم نون والتراجع عن ملاحقة أهالي الضحايا المظلومين".

 

بیان تیار التغییر في الجنوب

صحف/14 كانون الثاني 2023

أوقف جھاز أمن الدولة، الناشط في تجمع أھالي ضحایا انفجار المرفأ ولیام نون على خلفیة تصریح الأخیر بالاعتداء على قصر العدل اثر اجتماع مجلس الأعلى للقضاء لتجمید عمل القاضي بیطار. لحظة تفجیر المرفأ كان تكثیف لكل ما مر بھ البلد ع مدى ثلاثین عاماً. مسار تعطیل تحقیق المرفأ ھو تعزیز لظاھرة الإفلات من العقاب. جھاز أمن الدولة یھتز لتھدید، ویقف متجمداً اثر استدعاء رئیس جھازه للتحقیق معھ بملف انفجار مرفأ بیروت. التھدید بالعنف لإحقاق الحق یستدعي القانون، القانون الذي یھمش في استدعاء ومحاكمة كل من لھ ید في انفجار مرفأ بیروت. أجھزة أمنیة للأحزاب والسلطة الحاكمة سقطت منھا صفة حمایة المواطن. وقضاء مسیس یحكم للأحزاب ضد خیر المواطن كما فعل لیل الأمس القاضي زاھر حمادة، ضد ولیام نون، ضدنا كلنا، نحن الشعب الذي من حقنا أن نعرف الحقیقة. فإذا كانت لحظة اعتقال ولیم نون ھیي تكثیف لاعتقال كل الشعب اللبناني والإصرار على إذلالنا. فإن معركة حریة ولیم نون اللیلة، ھیي تكثیف لكل المواجھات مع السلطة، ھیي معركة كل البلد. جھاز أمن الدولة المجرمة ضد مواطنیھا. اعتقلوا ولیام نون یوم جمعة لكي تستفیدوا من عطلة نھایة الأسبوع كفكرة للتطویع والترھیب. اعتقلوا الیوم ولیام نون لا بأس، فخارج أقبیتكم الامنیة یوجد شعب بكاملھ في داخلھ ولیام نون ضد الفساد ضد الاجرام ضدكم أنتم. نطالب بالافراج عن ولیام نون بأسرع وقت حفاظا على سیر العدالة وحق اللبنانیین أجمع. ونرفض كل اعتداء وتعرض لذوي ضحایا انفجار المرفأ. الدستور اللبناني حفظ حق التجمع والنقد والتعبیر في مقدمتھ، كما وقع لبنان على جمیع المعاھدات التي تكفل حریة الرأي والتعبیر.

 

المطران عون زار نون في منزل خاله الخوري صوما: صوتنا سيبقى عاليا كي تظهر الحقيقة جليا

وطنية - جبيل/14 كانون الثاني 2023

زار راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون الناشط وليم نون في منزل خاله الخوري جورج صوما في بلدة بلاط قضاء جبيل بعد إطلاق سراحه من مديرية امن الدولة، رافقه عدد من كهنة الابرشية ورئيس البلدية عبدو العتيّق. عون هنأ وليم وعائلته على عودته سالما الى ذويه واقاربه ومحبيه، مجددا المطالبة بـ"تحقيق العدالة ضمن احترام القوانين لمعرفة من فجّر مرفأ بيروت"، مؤكدا "ان صوتنا سيبقى عاليا كي تظهر الحقيقة جليا".  وشجب عون الاعتداء الذي تعرض له خال وليم الخوري جورج صوما امس على يد عناصر الجيش اللبناني اثناء مشاركته في الوقفة الاحتجاجية على اوتوستراد جبيل، كاشفا انه تلقى وعدا من قائد الجيش بإجراء التحقيق العسكري اللازم لمعرفة حقيقة ما حصل. واشار الى ان "هذا الكلام يطمئننا لان الحقيقة يجب ان تظهر"، معلنا رفضه التعرض ليس فقط لرجال الدين بل لكل انسان، "فالانسان لديه كرامته ولا يجوز لاحد الاعتداء عليها". وتلقى الخوري صوما اتصالا من الرئيس ميشال سليمان هنأه فيه على اطلاق وليم شاجبا الاعتداء الذي تعرض له بالامس.

 

ابرشية انطلياس وجماعة "كنيسة من اجل لبنان": نرفض التعدي على اهالي ضحايا المرفأ

وطنية/14 كانون الثاني 2023

أكد راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان بو نجم وعدد من الكهنة والمكرسين، رفضهم التعدي على اهالي ضحايا المرفأ، وقالوا في بيان: "نحن، المطران أنطوان بو نجم، راعي أبرشية انطلياس المارونية وجماعة كنيسة من أجل لبنان، مجموعة من الكهنة والمكرسين والمكرسات المؤمنين بلبنان كوطن تعددي نهائي لجميع أبنائه، وقد رافقنا منذ اللحظة الأولى لجريمة المرفأ، أهالي الضحايا والشهداء وما زلنا إلى اليوم، نقول وبصوت عال: التعدي على أهالي الضحايا والشهداء، والحريات والتوقيف الإعتباطي سوف يواجه من قبلنا ومن قبل شعبنا بكل الوسائل القانونية المتاحة للحد من هذا الإسفاف القانوني".

 الموقعون

راعي أبرشية انطلياس المارونية المطران انطوان بو نجم، الأب هاني طوق، الأب طوني لطوف، الأب اغابيوس كفوري، الأخت تيدولا عبدو، الأب غابريال خيرالله، الأب يوحنا مراد، الأب بيار سماحة، الأب بول ايوب، الأب يوحنا مارون الحلو، الأب جوزيف عون، الأب ايوب السعيد، الأب جورج كامل، الأب روني الجميل، الأب تشارلي ناقوز، الأب نعمة الله الصغبيني.

 

"الوطني الحر": مستمرون في العمل من أجل تحرير التحقيق في قضية إنفجار المرفأ توصلا لكشف الحقيقة كاملة وانصاف الضحايا وإطلاق الموقوفين ظلما وتعسفا

وطنية /14 كانون الثاني 2023

أكد "التيار الوطني الحر" في بيان، أنه "مستمر في العمل من أجل تحرير التحقيق في قضية إنفجار المرفأ توصلا لكشف الحقيقة كاملة وانصاف الضحايا وإطلاق الموقوفين ظلما وتعسفا". وأعتبر أن "مواصلة إعاقة التحقيق والملابسات الناجمة عنها، يتحمل مسؤوليتها اولا مجلس القضاء الأعلى ورئيسه على وجه الخصوص، بفعل القصور في إدارة عمل القضاء للوصول الى الحقيقة". ورأى أن "التقصير القضائي في تطبيق القانون ومنع الإفلات من العدالة، في قضايا لا تحصى، الى جانب السكوت لا بل تغطية كل من تطاول على رئاسة الجمهورية على مدى 6 سنوات كاملة، شرع الانتقائية في المحاسبة، فيما كان المطلوب ولا يزال محاسبة كل من يتطاول بالأذى والافتراء، بلا استنسابية". وإذ أبدى التيار ثقته الكاملة بأن الحقيقة في تفجير المرفأ آتية، مهما طال التعسف والمماطلة والتلاعب في الوقائع، حذر "المنظومة من أن افتعالها الأزمة تلو الأخرى، كما حصل في الساعات الأخيرة، لن يجنبها سيف العدالة ولن يحجب مفاعيل الدينامية القضائية الأوروبية التي فضحت هشاشة التعامل القضائي مع سرقة العصر والسطو على أموال المودعين" .

 

الحزب الشيوعي دان توقيف نون: لكف يد القضاة المتسلّطين على أهالي الضحايا

وطنية/14 كانون الثاني 2023

 دان المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني، في بيان، "انقضاض بعض القضاة والأجهزة الأمنية على أهالي شهداء جريمة المرفأ، والتوقيف التعسفي للمواطن ويليام نون، تحت حجة تهديدات أطلقها ضد القضاء، فيما لا يزال المتورطون والمقصّرون والمهملون من ازلام السلطة ومسؤوليها والأجهزة الأمنية يمتنعون عن المثول أمام التحقيقات في جريمة العصر، وتقوم أحزابهم وأذرعها القانونية والأمنية بتعطيل التحقيق بشكل كامل". وأضاف: "إنّ هذه الهجمة ناتجة من قرار سياسي بالدرجة الأولى بهدف قمع أهالي الضحايا وإسكاتهم وإنهاء كل ما له علاقة بالتحقيق بجريمة تفجير المرفأ بالكامل".

وأكد ان "جريمة انفجار المرفأ هي جريمة نظام سياسي مولّد لكل انواع الجرائم، فلا جريمة من دون مجرمين والتحقيق فيها ومحاسبة المرتكبين قضية وطنية تهم كل الشعب، والضحايا يمثلون المجتمع اللبناني بأكمله؛ لذلك ندين استخدام هذه القضية وتوظيفها لمصالح طائفية وفئوية". ودعا الحزب الشيوعي اللبناني في هذا الإطار إلى "إطلاق سراح المعتقلين فوراً، وكف يد القضاة المتسلّطين على أهالي الضحايا، وكفّ التدخلات السياسية السافرة في القضاء لاستئناف التحقيق العدلي بشكل فوريّ، وكشف كلّ المتورطين والمهملين والمقصّرين في هذه الجريمة النكراء وانزال أشد العقوبات بحقهم".

 

النائب جنبلاط: لإحقاق العدالة في ملف انفجار المرفأ وعدم الهروب من المسؤوليات

وطنية/14 كانون الثاني 2023

استنكر رئيس كتلة "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط  "ما يحصل من ممارسات تسلطية ممن يفترض بهم تقديم النظم والقوانين الإنسانية على أساليب القمع والعدالة الاستبدادية التي لا تزال تتحكم ببعض العقول تجاه أهالي ضحايا انفجار المرفأ خصوصا، والذين ما زالوا ينتظرون كشف الحقيقة كاملة لقضيتهم المحقة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الفاجعة". وقال في بيان: "إن الإجراءات المتمادية بحق وليم نون شقيق الشهيد جو نون، والتعاطي المستنكر مع الخوري جورج صوما ومدنيين آخرين، يؤكد الحاجة القصوى لختم هذا الملف بإحقاق العدالة المطلقة وعدم الهروب من المسؤوليات مهما كانت النتائج وبلغت التدخلات".

وكان النائب جنبلاط تابع ضمن استقبالات السبت في قصر المختارة مسائل حياتية واجتماعية للمواطنين، والتقى في هذا الإطار وفودا أهلية وبلدية عدة، عرضت معه قضاياها ملحة بينها مشايخ من عائلة الحلبي في عرمون ومن بلدة شحيم ومن الكحلونية ولجنة الأهل لمدرسة بتلون الرسمية واتحاد بلديات السويجاني.

وشارك في اللقاءات النواب بلال عبدالله، هادي ابو الحسن ووائل ابو فاعور، أمين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب.

 

جنبلاط: لا اهتمام دوليا بلبنان ونعيش فوضى عالمية

الوكالة الوطنية للإعلام/14 كانون الثاني 2023

أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه “مهما كانت الأيام قاسية وصعبة، بالصبر والحكمة التي نستمدها من المشايخ الأفاضل، نستطيع أن نتجاوزها”. وقال: “كنا في الماضي بأيام صعبة وحروب، صمدنا ونجحنا، لكن اليوم لا حروب، انما الحرب هي اقتصادية وبعض المشاكل الداخلية التي يمكن أن تمر بالصبر والحكمة. البعض في الداخل يظن أن العالم مهتم بنا، لكن الحقيقة أن لا أحد يهتم بلبنان، فنحن نعيش فوضى عالمية بعد الحرب في أوكرانيا، ولبنان ليس موجودا على الخارطة”. أضاف: “المنظمات الدولية جاءت بعد انفجار مرفأ بيروت وصرفت أموالا، وبعضها تبخر كالعادة، أما اليوم فلا شيء. باستثناء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يهتم بلبنان ولديه عطف خاص على البلد”. مواقف جنبلاط جاءت خلال جولة على عدد من المراجع الروحية ورجال الدين في المتن الأعلى، رافقه فيها رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، القاضي الشيخ غاندي مكارم، النائبان وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن، النائب السابق أيمن شقير ووكيل داخلية التقدمي في المتن عصام المصري. المحطة الأولى في دارة حكمت أبو فراج، حيث كان له كلمة وجدانية وترحيب بجنبلاط ومرافقيه. واستكمل جولته بزيارة المرجع الروحي الشيخ أبو صالح محمد العنداري، في بلدة بعلشمية، في مقام المرحوم الشيخ أبو محمد صالح العنداري، حيث أبدى الشيخ العنداري تأييده لمواقف جنبلاط وحرصه على وحدة الموقف. كما زار الشيخ عادل النمر في العبادية، بحضور جمع غفير من رجال الدين ورئيس بلدية العبادية. وكانت كلمة ترحيب من النمر شكر فيها جنبلاط “هذه الزيارة الكريمة والمقدرة”. وكلمة للشيخ نسيب ماضي أكد فيها “الدور الوطني لجنبلاط وحرصه على وحدة الموقف والكلمة”. انتقل بعدها جنبلاط الى دارة المرجع الروحي الشيخ أمين مكارم، بحضور جمع كبير من مشايخ رأس المتن والمنطقة والاهالي ورئيس البلدية والمخاتير وفاعليات البلدة، وكانت كلمة ترحيب للشيخ مكارم مشيدا بمواقف جنبلاط وتقديماته على كافة الصعد وحرصه على وحدة الصف، كما كانت كلمة ترحيب للسيد عادل مكارم. وزار جنبلاط الشيخ أبو يوسف سلمان منذر في بزبدين بحضور جمع كبير من المشايخ والاهالي، وكانت كلمة ترحيب للشيخ عمار منذر ولمختار بزبدين سليمان سري الدين. وختام الجولة كانت بزيارة لمجلس بزبدين حيث كان في استقباله مشايخ البلدة والاهالي ورئيس البلدية وكاهن رعية بزبدين الاب جان الهاشم، وكانت كلمة ترحيب للشيخ ماجد سري الدين أكد فيها “مواقف جنبلاط الوطنية على كافة الصعد”. وكانت هناك كلمة وجدانية لكمال سري الدين.

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 14-15 كانون الثاني/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 14 كانون الثاني/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114898/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1659/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For January 14/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114900/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-january-14-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/