المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 01

لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.january01.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

نشرة الأخبار العربية ل كانون الثاني 01/2023

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عيد ختانة الربّ يسوع

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: كذب المنجمون ولو صدقوا...هل حل الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/فيديو وبالصوت والنص، عربي وانكليزي: دراسة مفصلة تبين كل ما على اللبناني معرفته عن مزارع شبعا ماضياً وحاضراً، وذلك لتعرية نفاق وهرطقات حزب الله وأسيادة الملالي الفرس ونظام الأسد البعثي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رحيل البابا بنديكتوس السادس عشر يرحل إلى ديار النور

وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر

أزمة عقارات رميش تنزلق الى مستويات خطيرة!

انتشال جثتين وإنقاذ 200 مهاجر بعد غرق مركب قبالة شمال لبنان

التهريب بين لبنان وسوريا في أوجّه.. وهذه طرقه ومعابره!

 “الوضع بالويل”… بري يحذّر: آن الأوان!

الملف الرئاسي.. حراك إقليمي دولي قريب!

10 مؤشرات اقتصادية واجتماعية “حمراء” في 2023

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 31 كانون الأول 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 31 كانون الأول 2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

أبعاد محلية ودولية لزيارة قائد الجيش الى الحدود/لارا يزبك/المركزية

لبنان 2023: بين تطبيع وتنقيب وتسوية أو انهيار/منير الربيع/المدن

باسيل: لا لفرنجية وقائد الجيش… والنقاش بدأ لطرح اسم ثالث

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

احتجاجات تشل بازار طهران والحكومة تتعهد خفض سعر الدولار

مقتل متظاهر في كردستان والقضاء يقبل استئناف محكوم بالإعدام

ممثل لخامنئي ينتقد صمت مقربين من النظام خلال الاحتجاجات

«الحرس الثوري» يقلل من تصريحات قيادي عن تقاعس جنرالات ووقوفهم بوجه المرشد

إيران: قتيل في مواجهات أثناء إحياء ذكرى قتلى الاحتجاجات

المحكمة العليا الإيرانية تقبل استئناف محتج على حكم بالإعدام

اعتقال أكثر من 500 امرأة كردية في إيران.. وبلوشستان تواصل الحراك

إمام جمعة زاهدان: المشكلات سببها ضعف القانون والجميع يشكو من التمييز والفساد وفقدان الحرية

زيلينسكي يعد الأوكرانيين بـ«النصر» في 2023

زيلينسكي بعد الضربات الروسية الجديدة: أوكرانيا لن تغفر لموسكو

ضربات روسية على كييف ومناطق أوكرانية أخرى وسقوط قتيل وتضرر أحد الفنادق

أوكرانيا تفرج عن 82 جندياً روسياً في إطار عملية تبادل للأسرى

اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا في يناير

قلق في مناطق المعارضة السورية من التحركات التركية

نتنياهو: إسرائيل ليست ملزمة بنتيجة التصويت “الدنيء” بالأمم المتحدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

2022: خريف لبنان الثقافي.. ربيع حزب الله/محمد أبي سمرا/أساس ميديا

إعتراض غير دستوري وإنما شعبوي/طارق ترشيشي/الجمهورية

النازحون باقون… 2023: الى “دمج مُقنّع”؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

بوادر اشتباك لبناني أوروبي!/طوني جبران/المركزية

365 يوماً من “اللاعدالة” وتخبّط السلطة القضائية/طوني كرم/نداء الوطن

اللّبنانيات ينجبن في المخيّمات!/سمر فضول/الجمهورية

في وداع عام لا أسف عليه/جان الفغالي/أخبار اليوم

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مولوي أشرف على إطلاق دوريات قوي الأمن من ثكنة القوى السيارة في ضبيه

نقابة الاطباء ترد على توقيف بعض الاطباء على ذمة التحقيق:

سنقف الى جانب الطبيب طالما أن تورطه في أي مخالفة لم يثبت

عملية استباقية توقع بـ4 مروّجي مخدّرات

وكيل سلوم: لم نتفاجأ بقرار اتهامية جبل لبنان وما تضمنه من حيثيات في غير موقعها القانوني

مقابلة مع جبران باسيل/باسيل لـ"أساس"(1):التفاهم مع الحزب يقف على "إجر ونصّ"

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عيد ختانة الربّ يسوع

انجيل القديس لوقا- 21:2/وَجَاءَ اليَوْمُ الثَّامِنُ، مَوعِدُ خِتَانِ الطِّفلِ، فَسَمَّوهُ يَسُوعَ. وَهُوَ الاسْمُ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ المَلَاكُ قَبْلَ أنْ تَحْبَلَ بِهِ مَريَمُ.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: كذب المنجمون ولو صدقوا...هل حل الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/70666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%83%d8%b0%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%ac%d9%85%d9%88%d9%86-%d9%88%d9%84%d9%88-%d8%b5%d8%af%d9%82%d9%88%d8%a7/

نسأل القيمين على الوسائل الإعلامية هذه التي تسوّق لخزعبلات وأكاذيب وتفاهات مهرطقين يمتهنون أعمال السحر والتنجيم وقراءة الأبراج والنبوءات، نسأل هل يخافون الله ويؤمنون بالكتب المقدسة ويعرفون مصير من يمارس أعمال مثل أعمالهم التي تحرّمها كل الكتب السماوية المسيحية واليهودية والإسلامية؟

ونسأل المرجعيات الدينية اللبنانية كافة لماذا لا يقاضون كل وسيلة إعلامية تسوّق للكفر والأبلسة من خلال برامج التوقعات والنبوءات ومعرفة الغيب التي تستخف بكل الشرائع السماوية وتكفر بها؟

ونسأل النواب والوزراء وكل المسؤولين في الدولة لماذا لا يتحركون ويصدرون القوانين التي تمنع هذه الهرطقات التي تكفرها وتحرمها كل الأديان السماوية؟

فمن يتابع من أهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار الهرطقات التي تروج لها معظم وسائل الإعلام اللبنانية في مجال النبوءات للسنة الجديدة لا بد وأنه سوف يستذكر بحزن وقرف وغضب حقبة سادوم وعامورة وزمن نوح وعنتريات واستكبار نمرود.

ترى هل حل ميشال حايك وليلى عبد اللطيف وباقي الممتهنين أعمال التنجيم والنبوءات والكذب والنفاق مكان الله سبحانه تعالى وأصبحوا قادرين على قراءة المستقبل ومعرفة كل هو في الغيب؟

ألا يعي رجال الدين والسياسيين والإعلاميين والمهرطقين جميعاً أن الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعرف المستقبل وهو جل جلاله لم يعطِ هذه النعمة حتى للرسل والأنبياء؟

تعلمنا كتب الأديان السماوية التي تؤمن بالإله الواحد وجوب إدانة ورفض ونبذ كل أعمال تحضير الأرواح، والوساطة، والشعوذة، والعرافة، والرقي، والأبراج، والتنجيم وقراءة الحظ والكف والمستقبل وتعتبرها كلها ممارسات إبليسيه وتطالب المؤمنين أن يبتعدوا عنها ويتجنبوا كل من يقوم بها لأنها التجاء لأشياء وقوى أخرى غير الله من أرواح وغيرها.

في الإسلام التنجيم وكل باقي أشكال قراءة المستقبل محرمة وقد قيل، "كذب المنجمون ولو صدقوا، وقد جاء في حديث نبوي نقلاً عن صحيح مسلم: "من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة". فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوماً فما بالكم بالعراف نفسه؟

في المسيحية واليهودية وطبقاً للكتاب المقدس في العهدين القديم والجديد فإن الشيطان يتظاهر بأنه طيب وخدوم فيقوم بإعطاء العرافين والمنجمين والسحرة وكل المشعوذين الكفرة بعض المعلومات عن أشخاص معينين لكي يقع هؤلاء في فخاخ التجربة ويبتعدوا عن الله ويقتنعوا بخدعة وشعوذة تحضير الأرواح وقراءة المستقبل مما لا يتفق مع تعاليم الكتب المقدسة.

في كثير من الأحيان يكون المنجم أو العراف ومدعي قراءة المستقبل هو نفسه مخدوعاً وواقعاً في التجربة فيسكنه الشيطان ويعمل شروره من خلاله دون أن يدرك ما يقوم به من أعمال كفر وشعوذة لا ترضي الله. من المهم في مكان أن يعرف الإنسان أن الله وهو أبيه السماوي لا يقبل له أن يلجأ لأي نوع من أنواع العرافة والشعوذة والتنجيم لأننا كبشر مخلوقين على صورته ومثاله ولا يمكننا أن ندرك ونعي إرادته في حياتنا بغير الصلاة والخضوع لمشيئته والتقيد بتعاليمه.

يبقى إن كل من يصدق ما يقوله منافق ودجال تحت مسمى نبوءات هو خارج عن مفاهيم كل الأديان ويرتكب خطيئة مميتة لأن الله وحده هو من يعرف المستقبل وليس سواه ولا حتى الأنبياء والرسول.

وهل نستغرب بعد أن وطننا يمر بمحن وصعاب ومشقات؟ لا والله لأنه إذا كان هذا حالنا وقد أصبحنا في زمن لا يختلف عن زمن سادوم وعامورة فقليل حتى الآن ما نراه من غضب الله علينا.

في الخلاصة إن كل الذين يمارسون أعمال التنجيم والعرافة والرقي وقراءة المستقبل بكل أشكالها وتفرعاتها هم يخالفون تعاليم الأديان السماوية ويتحدون إرادة الله ويرضون أن يكونوا أداة للشيطان وعبيداَ لإرادة الخطيئة والكفر والجحود، كما أن من يصدق هؤلاء ويسوّق لإعمالهم الشيطانية فهو شريك لهم ومعهم في كفرهم وارتكاباتهم والذنوب.

نختم بما جاء في سفر اللاّويّين من العهد القديم 20/27: "أي رجل أو امرأة كان مستحضر أرواح أو عرافا، فليقتل قتلا؛ وليرجموا بالحجارة".

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/81876/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af/

كم سيكون الأمر صحياً ومفيداً ومثمراً ومريحاً وفرحاً لو أن كل فرد منا حاول أن يستقبل هذا العام الجديد، 2023 وهو متصالحاً مع نفسه، ومع كل الآخرين، وتحديداً مع أولئك الأحباء على قلبه، أكانوا أهلاً أو أقرباء، أو أصحاباً.

كل أولئك الذين كان خلال العام المنتهي بينه وبينهم خصاما أو عداءً، أو انقطاع تواصل لأي سبب كان.

وبنفس الوقت كم سيكون الأمر صحياً ومريحاً لكل واحد منا إن كان فعلاً هو على استعداد تام وبفرح وعن قناعة للترحيب بالعام الجديد بضمير مرتاح دون تأنيب للذات على ما قد يكون قد اقترفه من ذنوب وأخطاء وخطايا عن عمد أو دون قصد.

كم سيكون الشعور الذاتي والداخلي بالرضا ونحن ندخل أول أيام العام الجديد دون أحمال ثقيلة ومقلقة قد تكون تراكمت في دواخلنا وفي عقولنا طوال العام المنصرم من مثل العداوة والكراهية والحقد والضغائن والغيرة.

ولأن حياتنا على هذه الأرض الفانية هي قصيرة جداً.

ولأن الله، أبانا السماوي قد وهبنا نعمة الحياة كوديعة مؤقتة وقد يستردها في أي لحظة، علينا بإيمان وفرح وعن قناعة تامة أن نرمي خلفنا ونحن نستقبل العام الجديد كل المصاعب والآلام وخيبات الأمل التي واجهتنا في السنة المنصرمة.

علينا أن نفعل ذلك دون أي حزن أو ندم أو ملامة وتحميل مسؤوليات لأي أحد، وندخل بسعادة وأمل ورجاء عام 2021 الجديد بصفحة بيضاء ونقية من حياتنا وخالية تماماً من غير الأمل والرجاء والاتكال على الله وعلى محبته لنا.

من المؤكد بأن كل شخص حكيم ومؤمن سيسعى لدخول العام الجديد وهو حاملاً زوادته الإيمانية وهي ممتلئة بالحب وبكل قيم ونّعم وعطايا التسامح والإيمان وبأيدي ممدودة وقلوب نقية وثقة بالنفس.

عام جديد ومبارك على الجميع

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=W21nvT29C2Y&t=134s

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رحيل البابا بنديكتوس السادس عشر يرحل إلى ديار النور

Departure of Pope Benedict XVI to the heavenly dwellings of light

https://eliasbejjaninews.com/archives/114589/%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%a8%d8%a7-%d8%a8%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%af%d8%b3-%d8%b9%d8%b4%d8%b1-%d9%8a%d8%b1%d8%ad%d9%84-%d8%a5/

الراحة الدائمة أعطه يا ربّ، ونوركَ الأزليّ فليضيء له. فلتسترح نفسه بالسَّلام، برحمة الله والسَّلام. آمين.

 

وفاة البابا بنديكتوس السادس عشر

وكالات/31 كانون الأول/2022

توفي بابا الفاتيكان السابق، بنديكتوس السادس عشر، يوم السبت، فيما كان قد اعتزل مهمته على رأس الكنيسة الكاثوليكية قبل سنوات طويلة، من جراء تدهور حالته الصحية. وعين البابا السابق في عام 2005، قبل أن يستقيل من منصبه بعد ثماني سنوات، ليصبح أول من يعتزل البابوية منذ قرون. ويعد الراحل أكبر معمر ترأس الكنيسة الكاثوليكية، ففي 19 نيسان من سنة 2005، تصاعد الدخان الأبيض ودقت أجراس الفاتيكان، احتفالاً باختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، جوزيف راتزنغر أو بنديكتوس السادس عشر. وتفرد البابا السابق بمسيرة حافلة كسر فيها الأرقام القياسية منذ لحظة جلوسه على الكرسي الرسولي في روما. والراحل هو أول ألماني يترأس الباباوية والأكبر سنا الذي يتقلد المنصب منذ قرون، إذ اختير وهو يبلغ ثمانية وسبعين عاماً.

 

أزمة عقارات رميش تنزلق الى مستويات خطيرة!

الشرق الأوسط/31 كانون الأول/2022

«أراضي البلدة وأملاكها وأرزاقها تتعرّض لاستباحة وتعديات وتهديد لبعض المالكين من قبل قوى الأمر الواقع في المنطقة»، بهذه العبارات ذيّل أهالي رميش في جنوب لبنان بيانهم اعتراضاً على تعدّيات «حزب الله» على أملاكهم وأراضيهم، قبل أن يرتفع صوت المسؤولين في لبنان، وفي مقدمهم البطريرك الماروني بشارة الراعي؛ اعتراضاً على تلك التعديات المتكررة. وانتقلت الأزمة أخيراً إلى وسائل الإعلام، عندما كان أحد شبان بلدة رميش من آل عبدوش موجوداً في أرضه، ويقوم بـ«التحطيب»، فتدخّل أفراد من «حزب الله» وصادروا الحطب، ونقلوه إلى مركزهم الذي يحمل اسم جمعية «أخضر بلا حدود»، وهي جمعية عنوانها بيئي، لكن الولايات المتحدة صنفتها إرهابية وتتهمها إسرائيل بالقيام بأنشطة أمنية لصالح الحزب. وأعلن أهالي رميش في بيان أن «أراضي البلدة وأملاكها وأرزاقها تتعرّض لاستباحة وتعديات وتهديد لبعض المالكين من قبل قوى الأمر الواقع في المنطقة؛ إذ تقوم هذه القوى بجرف مساحات واسعة من الأراضي واقتلاع أشجار وعمل إنشاءات، واستعمال معدات ثقيلة للحفر في أحراش تعود ملكيتها لأهالي رميش». وأشاروا إلى أن «هذه الأعمال تجري وسط اعتراض وسخط كبيرين من الأهالي».

وليس التعدّي على «سموخيا» -إحدى المزارع المتاخمة والتّابعة لبلدة رميش (جنوب لبنان)- هو الأوّل من نوعه في البلدة، فقد سبقت ذلك تعدّيات مماثلة ومن الجهة نفسها في منطقة «قطمون» قبل ستّ سنوات؛ إذ أقامت جمعيّة «أخضر بلا حدود» مركزاً تابعاً لها، ومنعت أهالي البلدة من التوجّه إلى أراضيهم.

انزلقت الأزمة إلى مستويات خطيرة، وصلت تردداتها إلى البطريركية المارونية التي دعت الدولة للتدخل، في مؤشر على تحول الأزمة إلى أزمة طائفية، ما دعا «حزب الله» لإصدار بيان تحدث فيه عن اتصال هاتفي بين مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في الحزب عبد الله ناصر، ومنسق «التيار الوطني الحر» المتحالف مع الحزب في منطقة الجنوب وسام العميل، حيث أكد الطرفان أن «ما حصل في رميش جرى حلّه مباشرة، ولا يوجد أي تداعيات لتلك الإشكالية». واستكمل الحزب محاولة تطويق الأزمة بزيارة من قيادته إلى البلدة، حيث «جرى نقاش وحوار حول اللغط الإعلامي الذي حصل مؤخراً حول عمل جمعية «أخضر بلا حدود»، واعتُبر الأمر في بيان صدر بعد اللقاء مع فعاليات في البلدة، «إشكالية وليس مشكلة، وقد جرى حلّها مباشرة». ونفى مختار رميش إيلي شوفاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، ما يشاع عن قيام أهالي رميش بقطع الأشجار. وقال: «جمعية (أخضر بلا حدود) قامت بقطع الأشجار، وشقّ الطرقات، ونصب خيمة، وإنشاء (بركة) وتغطيتها بـ(نايلون أسود) لا نعرف الهدف منها حتى اللحظة».

وبدا أن الأزمة جرى علاجها باتصالات موضعية بين الطرفين، من غير أن تختفي ذيولها بالكامل، على ضوء إجراءات يتخذها الحزب في المنطقة، في وقت نبه حزب «القوات اللبنانية» إلى «خطورة ما يجري»، محذراً من «تداعياته وعواقبه؛ لأن التمادي في التعدّي على خرق حقوق الملكية الخاصة قد يولّد ردود فعل غير محسوبة ولا متوقّعة». ورجّح شوفاني أن يكون ما يقوم به «حزب الله» بهدف حماية الحدود ليس أكثر، بحسب رأيه. إلا أنه لم ينفِ أن ما يقوم به الحزب يقع في إطار «فرض أمر واقع في البلدة، لكن نحن نخاف من حصول تلاسن يتطوّر إلى سقوط دم، هذا ما نحاول تجنّبه».

وروى لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ خمس إلى ست سنوات حدثت المشكلة عينها في منطقة (قطمون) الحدودية أيضاً، وبنى الحزب مركزاً صغيراً له ولا يزال فيه حتى اليوم، على الرغم من عدم موافقة أصحاب العقارات، لكننا نترك الأمر بيد الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الموضوع؛ تجنّباً للإشكالات فنحن لا نريد العودة إلى أيام الحرب الأهلية».

ولا تخفي الأزمة الأخيرة عمق المشكلة الواقعة في المنطقة الحدودية التي سلطت الضوء على مخاوف مسيحية في تلك المنطقة، عبّر عنها البطريرك الراعي في تصريح له أخيراً، قال فيه إن «ما تتعرّض له أراضي رميش من قبل قوى الأمر الواقع وعناصر غريبة عن البلدة مؤسف»، ودعا إلى «وقف التعديات التي تسيء إلى العيش المشترك». وقال نائب رئيس بلدية رميش سمير عبدوش، رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التعديات على الأراضي الخاصة تحصل من قبل (حزب الله) الذي يعمل تحت غطاء (بيئي) من خلال جمعية (أخضر بلا حدود)، لأنها بالنهاية معروفة بأنها تابعة للحزب».

وأضاف: «النزاع تم حلّه من خلال زيارة وفد «حزب الله» لرميش، حيث اعترفوا بوجود إشكالية بشأن العقارات التي تم الاستيلاء عليها، واعترفوا أن تلك الأراضي تعود ملكيتها لأهالي البلدة وتعهّدوا بإخلائها»، مشيراً إلى اتفاق مع الحزب. وأوضح: «الاتفاق الذي حصل مع حزب الله ينص على الانسحاب من جميع الأراضي التي جرى التعدّي عليها، ولقد تمت إزالة الخيمة المنصوبة، وتعهّدوا بأن يعود كل عقار لصاحبه». أما بخصوص بركة الماء «فقالوا لصاحب العقار أنت صاحب الأرض، ويمكنك الاستفادة منها أو طمرها لا مشكلة لدينا، فقرر طمرها»، لافتاً إلى أن «هناك التزاماً بهذا الاتفاق حتى اللحظة ولم يسجّل أي خرق للاتفاقية».

بالنسبة لعبدوش، المشكلة انتهت مبدئياً، فقد «بدأ تنفيذ ما اتُفق عليه، وأصحاب العقارات يتوجّهون بشكل يومي إلى أراضيهم من دون أن يتم التعرّض لهم أو وقوع أي إشكالية معهم». ولفت إلى «أننا تلقّينا وعداً من وفد «حزب الله» بعدم تكرار ما حصل، وأكثر من ذلك اعتذروا عن الحادثة. لكن تبقى العبرة في التطبيق وعدم تكرار الاعتداءات». غير أن نهاية الأزمة لا يعني أن المخاوف انتهت. يقول عضو تكتل «الجمهورية» النائب بيار بو عاصي: «هناك قلق كبير مما يحصل في رميش»، مضيفاً: «مقاربتي لا تحصل فقط في الجانب المسيحي، ورميش بلدة مسيحية في الجنوب، ولكن من الجانب الوطني والسياسي والسيادي، ما يحصل خطير جداً؛ لأن هناك مجموعة تسمّى (حزب الله) لديها ذراع عملانية على الأرض اسمها جمعية (أخضر بلا حدود) تخلق مشاكل في كل مناطق الجنوب اللبناني (جنوب الليطاني تحديداً)؛ إن كان مع منطق وسيادة الدولة أو مع دور الأمم المتحدة (اليونيفيل) في الجنوب».

ويضيف: «لكن الاعتداءات هذه المرة طالت المقدّسات وهي الملكية إن كانت تابعة لبلدية أو لأشخاص»، مشدداً على أن «استباحة أموال وأراضي الناس تحت أي ذريعة أمر مرفوض بشكل مطلق. ولا بدّ لنا كقوى سياسية، إن كانت المسألة طالت رميش أو غيرها، من أن نرفض هذه الممارسات وندعو للمرة الألف للاحتكام لمنطق القانون والدستور الذي يحمي الملكيات الفردية والأملاك العامة».

 

انتشال جثتين وإنقاذ 200 مهاجر بعد غرق مركب قبالة شمال لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»/31 كانون الأول/2022

أفاد الجيش اللبناني، اليوم السبت، بأنه أنقذ اكثر من 200 مهاجر وانتشل جثتي شخصين بعدما غرق القارب الذي كان يقلّهم قبالة الساحل اللبناني الشمالي. وكتب الجيش على «تويتر»: «أنهت القوات البحرية بالتعاون مع اليونيفيل (قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان) إنقاذ الأشخاص الذين كانوا على متن المركب قبالة شاطئ سلعاتا وعددهم 232، ويجري حالياً نقلهم إلى مرفأ طرابلس. كما تم انتشال جثتَي شخصين غرِقا أثناء عملية الإنقاذ». وأوضح في تغريدة أخرى أن هؤلاء الأشخاص «كانوا يحاولون مغادرة المياه الإقليمية اللبنانية بطريقة غير شرعية». وقال مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في مرفأ طرابلس بشمال لبنان إن الركاب كانوا من الرجال والنساء والأطفال بينهم غالبية سورية ونحو 50 لبنانيًا. وتجمع عشرات من أقاربهم في الميناء، من بينهم يونس جمعة المقيم في لبنان والمتحدر من إدلب في شمال غرب سوريا. وقال جمعة لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنت أنوي الذهاب مع أخي، لكنني لم أتمكن من جمع المبلغ المطلوب»، مشيرًا إلى أن شقيقه استدان ليرحل. وأضاف «لم نعد نستطيع أن نعيش في هذا البلد ولا في سوريا» التي قُتل فيها نحو 500 ألف شخص منذ بداية الحرب في العام 2011. من جهته، قال الشاب السوري أحمد ياسين الذي كانت شقيقته وزوجها من بين المهاجرين الذين تمّ إنقاذهم، «نحن اشبه بأموات في هذا البلد، سنحاول يوميًا الذهاب في البحر... لو كان لدي المال بنفسي، لذهبت معهم». ونشطت ظاهرة الهجرة غير الشرعية من شمال لبنان خلال السنوات الأخيرة. وغالباً ما تكون وجهة الزوارق قبرص، الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي الواقعة قبالة السواحل اللبنانية. ووفقاً للأمم المتحدة، غادر أو حاول ما لا يقلّ عن 38 زورقاً يحمل أكثر من 1500 شخص مغادرة لبنان من طريق البحر في الفترة الممتدة بين يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2021. في أواخر سبتمبر (أيلول)، غرق قارب أبحر من لبنان قبالة سواحل سوريا، ما أسفر عن مقتل نحو مائة شخص كانوا على متنه في أحد أكثر حوادث الغرق دموية في شرق البحر المتوسط.

 

التهريب بين لبنان وسوريا في أوجّه.. وهذه طرقه ومعابره!

سمر الخوري/المركزيّة/31 كانون الأول/2022

في الآونة الأخيرة، عاد الحديث بقوّة عن التهريب الذي ينشط بكثافة بين لبنان وسوريا واشتمل على مواد أساسية على رأسها المحروقات، وقد علت الصرخة حيث يتم رصد تحركات غير اعتيادية على الحدود. وفي السياق، يشير مصدر متابع لـ “المركزية” الى أنّ التهريب ينشط بقوّة هذه الأيام إن عبر الحدود الشرعية أو غير الشرعيّة بسبب النقص الحاد الذي تعانيه سوريا جراء عدم وفاء ايران بتعهدها في سدّ حاجات البلاد من المحروقات.

ومع شحّ المواد هذه، ارتفعت الأسعار بشكل جنونيّ، وباتت كالآتي:

ارتفع سعر قارورة الغاز من حوالى 11000 ليرة سورية الى ما يقارب الـ 40 دولارا للقارورة، أي حوالى ألف وثمانمئة ليرة سورية. أمّا المازوت فسعر الصفيحة منه وصل الى حدود الـ 40 دولارا وهي مرتفعة مقارنة مع لبنان حيث تباع هنا بما يقارب الـ 18 دولارا.

أمّا صفيحة البنزين فتتراوح بين الـ 46 دولارا والـ 50 دولارا، فيما سعرها في لبنان حوالى الـ 17 دولارا. اذا، التزام الدول العربية والأوروبية بقانون قيصر، وعدم وفاء ايران بتعهداتها، أعاد تنشيط عمليات التهريب على الحدود اللبنانية – السوريّة، ولكن كيف تحصل هذه العمليّات، وهل ضبطها ممكن؟

الخطّ الأساسي للتهريب بحسب المصدر، هو البلدات اللبنانيّة التي تقع شمالي الهرمل في الداخل السوريّ، وأبرزها بلوزا، حاويك، السماقيّات، برج الحمام، جرماش، القصر، القصير وغيرها. وهذه البلدات محرومة من البطاقات الأسرية، كونها تعدّ لبنانيّة، وفيها تنشط عمليّات التهريب والبيع بشكل واسع.

الدّراجات الناريّة هي الوسيلة الأساسيّة للتهريب خصوصا أنّ الجيش اللّبناني كان قد أقفل المعابر غير الشرعية بسواتر ترابية ومنع مرور الصهاريج عبر المنطقة المعروفة بقرى بساقية جوسي التي تفصل بين لبنان وسوريا، على امتداد 22 كلم تبدأ من القاع وتنتهي غربيّ بلدة القصر، والبضائع المهرّبة عبر هذا الخط تصل الى حمص السورية مباشرة.

وبحسب ما يقول شاهد عيان لـ “المركزية” فإنّ الدراجات الناريّة، التي تمرّ فوق السواتر الترابيّة تحمل ما يقارب الـ 8 قوارير غاز، أو تنقل 4 بيدونات بنزين أو مازوت كلّ واحد بسعة 50 ليترا (أي 200 ليتر/الواحدة). خطّ آخر ناشط في التهريب، هو على حدود المصنع وباتجاه الجنوب السوريّ، أي من قرى البقاع الغربي، الصويري، مجدل عنجر وهو ما يعرف بخط المصنع – الشام. أمّا المنطقة الأكثر نشاطاً، فهي منطقة الهجانة والتي تقع بين الحاجزين اللبنانيّ والسوريّ وهي منطقة تحتاج لأكثر من ربع ساعة لاجتيازها، وتعدّ “مشرّعة” للتهريب وتحديدا في اللّيل ويمكن للدراجات النارية الوصول اليها بسهولة من دون المرور عبر الأمن العام اللّبنانيّ. أمّا التهريب عبر المعابر الشرعيّة والذي يصعب ضبطه بحسب المصدر، فيتم عبر دخول أو خروج سيارات من نوع جيب أو مرسيدس (نظرا لكبر خزاناتها)، وتكون نظاميّة، فتملأ خزاناتها من لبنان بالبنزين أو المازوت وتنقل الى الجانب السوريّ. على المقلب الآخر، تنشط عمليّات التهريب من سوريا الى لبنان، حيث تدخل مستحضرات تنظيف الملابس والصحون، والأسمدة الزراعية، كذلك الأدوية الطبيّة وكلّها مصنعة محليا في سوريا. إضافة الى بعض المواد الغذائية ولكن بكميات ضئيلة.

 

“الوضع بالويل”… بري يحذّر: آن الأوان!

الجمهورية/31 كانون الأول/2022

ثمة إجماع بأنه طالما انّ سبل الحل معدومة، فإن صندوق المصاعب والمصائب على اللبنانيين سيتوسّع اكثر فأكثر، وثمة إجماع ايضاً على ان مختلف اطراف الانقسام الداخلي قد اصطدمت بعجزها وفشلها في ابتداع حل توافقي يحسم الملف الرئاسي بما يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، فلا سبيل متاحاً سوى التشارك في صياغة هذا الحل، والّا فإن البلد ذاهب حتماً الى ما لا تحمد عقباه. وهذا الامر يحذّر منه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بتأكيده لـ»الجمهورية» على انه «آن الأوان لكي يتحمل الجميع مسؤولياتهم تجاه لبنان».

يؤكد بري انه لا بد من حراك جدي بداية السنة الجديدة لحسم الملف الرئاسي سريعاً، وقال: «أعود واكرر من جديد انّ الفراغ في رئاسة الجمهورية يتحمل بضعة اسابيع، وليس أشهراً، فحالة البلد بالويل، بل اقول انّه على النار، وهذا ما يفرض التوافق على انتخاب الرئيس واعادة إطلاق عجلة البلد». على انه في موازاة رفض بعض الاطراف للحوار («التيار الوطني الحر»، و»القوات اللبنانية»)، فإنّ بري يؤكد انه لن يبادر الى الدعوة الى الحوار من جديد، «فقد حاولتُ ولم يستجيبوا، ففي هذه الحالة ما نفع الدعوة الى الحوار». وحسم بري الطريق الى الحل، وقال: من البداية قلتُ وما زلت أقول وأؤكّد انه لا مجال لانتخاب رئيس للجمهورية من دون التوافق، وبغير هذا التوافق ما بيمشي الحال، ولنكن واقعين، «2 زائد 2 ما يساووا 6»، ففي هذا المجلس النيابي لا توجد اكثرية واقلية، ولا توجد اكثرية تستطيع ان تميل الدفة كما تريد، كلّنا أقليات، ولذلك الحوار هو الاساس، والمطلوب بلا أي إبطاء ان تبادر جميع الاطراف الى ان تجلس مع بعضها البعض والعين على العين، وبنيّات صافية ومسؤولية صادقة، حتى بلوغ التوافق، واقول التوافق، ثم التوافق، ثم التوافق، وبناء على هذا التوافق ننزل الى المجلس النيابي وننتخب رئيس الجمهورية. ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن المشاورات التي يمكن ان تحصل لن تنحصر فقط بانتخاب رئيس الجمهورية بل بسلّة متكاملة، قال بري: الاساس هو انتخاب رئيس للجمهورية، امّا بالنسبة الى ما خَص الحديث عن السلّة، فلنعد قليلاً الى الوراء، فلقد سبق ودعوتُ إلى حوار في عين التينة، ويومها كان الحديث عن السلة، واما النتيجة فكانت اننا فشلنا ولم نتمكن من الاتفاق… وذهبنا الى الدوحة.

 

الملف الرئاسي.. حراك إقليمي دولي قريب!

الجمهورية/31 كانون الأول/2022

في موازاة الكلام عن حركة مكثفة بداية السنة حول الملف الرئاسي، حيث يرجّح ان يستأنف رئيس مجلس النواب نبيه بري مسلسل الدعوات الى المجلس النيابي لعقد جلسات لانتخاب رئيس الجمهورية، ابلغت مصادر موثوقة الى «الجمهورية» قولها «انّ حراكا إقليميا دوليا مرتبطا بالملف الرئاسي قد ينطلق بزخم في الفترة المقبلة، وثمة جهود ما زالت تبذل حتى الان لعقد اجتماع في باريس برعاية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سعياً لتجنيب لبنان الدخول في فوضى واسعة، ولإيجاد تسوية سياسية كاملة تسهّل التواصل بين الفرقاء اللبنانيين وتؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن ثم إطلاق مسار الانقاذ السياسي الاقتصادي والمالي في البلد. وبحسب المصادر فإنه لا شيء واضحاً حتى الآن، ولا سيما حجم ونوع المشاركة في هذا الاجتماع، وقالت: أيّاً كان شكل هذا الاجتماع إن حصل، او الاطراف الدولية والاقليمية التي ستشارك فيه، فإنه يبقى قاصراً عن تحقيق ايّ اختراق ما لم تكن هناك ارضية لبنانية جاهزة لسلوك منحى التوافق على رئيس للجمهورية. فشرط نجاح ايّ تحرك خارجي او اي مبادرة خارجية مهما كان شكلها، وايّاً كان مصدرها، هو التوافق الداخلي الذي يشكل المعبر الوحيد الى التسوية الرئاسية ويوفّر النصاب المطلوب لانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية. يشار في هذا السياق الى ان الاجواء السابقة لاجتماع باريس مشوبة بالتشاؤم حيال عدم قدرة اي تحرّك خارجي على تحقيق اختراق مرتبط بالملف الرئاسي، ونقل عن اوساط سياسية قولها: «التواصل بين العواصم لا يعني انها متفقة على مقاربة واحدة تجاه لبنان، وبالتالي فإنّ الحل للأزمة اللبنانية لا يزال بعيدا، فضلاً عن ترويج بعض الجهات الخارجية لمرشحين معينين من خارج الطقم السياسي يبدو ان لا افق له، خصوصاً انّ اطرافاً اساسيين في لبنان ترفض هؤلاء المرشحين، وتمتلك قدرة تعطيل ايّ مسعى داخلي او خارجي في هذا الاتجاه. في سياق فرنسي آخر، أعلن وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو أنه سيمضي ليلة رأس السنة مع قوة بلاده العاملة في قوات اليونيفيل جنوب لبنان. وأضاف في تغريدة عبر «تويتر» أنه سيزور أيضا مكان الانفجار في مرفأ بيروت حيث تعاونت عناصر الجيش الفرنسي مع عناصر الجيش اللبناني تعاوناً وثيقاً.

 

10 مؤشرات اقتصادية واجتماعية “حمراء” في 2023

نداء الوطن/31 كانون الأول/2022

ما هي التوقعات الاقتصادية للعام 2023؟ سؤال لا يحيّر كثيراً المعنيين، انطلاقاً من جملة معطيات يمكن البناء عليها لاستشراف العام المقبل ببعض التشاؤم؟

أولاً: لا شك في أن للفراغ الرئاسي (اذا امتد طويلاً) أثراً سلبياً أيضاً من الناحية الاقتصادية، خصوصاً مع حكومة لتصريف الأعمال في أضيق الحدود، وبالتالي ادارة العاجل من الأمور من دون أي خطة ثابتة أو رؤية واضحة للخروج من الأزمة التي دخلت عامها الرابع، من دون أي حلول جذرية لأسبابها وتداعياتها.

ثانياً: قياساً على الفترة الماضية، وتحديداً منذ توقيع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد في نيسان الماضي، يمكن الاستنتاج بأن العام 2023 لن يكون أفضل حالاً بشأن الاصلاحات المطلوبة، في ظل انقسامات سياسية حادة لا تشي بتوافقات جوهرية حول قضايا مثل زيادة إيرادات المالية العامة، وتوحيد اسعار الصرف، والكابيتال كونترول، وهيكلة المصارف، واصلاح الكهرباء، وغيرها من الملفات الشائكة التي تتعقد حلولها أكثر فأكثر.

ثالثاً: يبدو ان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مستمر بتعاميمه واجراءاته التكتيكية غير الحاسمة لشراء بعض الوقت الاضافي للمنظومة الحاكمة، وليس مجبراً على اجراءات جذرية، لا سيما وأن ولايته تنتهي في تموز المقبل. فإعادة هيكلة المصارف ليست أولوية لديه خصوصاً وانها متصلة بكيفية توزيع الخسائر. توزيع حوله صراع مرير خاص بمن يتحمل الجزء الأكبر من التركة الثقيلة: الدولة أم المصارف، والمقصود هنا خسائر تبلغ حالياً 75 مليار دولار، وهي في ازدياد يومي.

رابعاً: كل المؤشرات تدل على استمرار ارتفاع معدلات التضخم في ظل تقهقر سعر صرف الليرة، اضافة الى كلفة اضافية آتية من اعتماد الدولار الجمركي وعدد من الرسوم والضرائب على سعر المنصة. وهناك التضخم المستورد بفعل ارتفاع الاسعار العالمية، فلبنان يستورد 80% من حاجاته ويتأثر فوراً بالتضخم العالمي.

خامساً: في ظل الركود التضخمي، لا يخلق الاقتصاد فرص عمل جديدة. وبالتالي ستبقى معدلات البطالة حول 40%، مع امكان ارتفاع هذا المعدل اذا ساءت الأوضاع أكثر تدريجياً، بالتوازي مع فقدان الأمل بخروج سريع للبلاد من أزمتها الضاغطة ايضاً على القطاع الخاص والمبادرات الفردية.

سادساً: مع استمرار تعثر القطاع المصرفي، ستزداد حدة “اقتصاد الكاش”، باتجاه المزيد من الفوضى المالية الخارجة عن رادارت الافصاح، مع ما يعني ذلك من مخاطر خاصة بأعمال مافيوية وتهريب وتبييض أموال.

سابعاً: الشلل الجزئي هنا والكلي هناك، والذي يصيب الادارة العامة والتعليم الرسمي والجامعة اللبنانية والقضاء وقطاعات رسمية أخرى، يشكل عاملاً سلبياً إضافياً يضغط على الاقتصاد وعموم المجتمع. ثامناً: مع اضحملال الطبقة الوسطى وتبخر مدخراتها، تتفاقم حدة التباين بين قلة قليلة تستحوذ على معظم الدخل المتاح، مقابل سواد أعظم قد تصل نسبته 80% من السكان يعيش اشكال الفقر بمستويات مختلفة: ربع السكان في فقر مدقع (تعيش الأسرة مع فرد واحد عامل بدولارين وما دون في اليوم) اضافة الى اكثر من 50% من السكان (14 دولاراً وما دون في اليوم) تضم شرائح بفقر متعدد الأبعاد من نقص في تلبية الحاجات الأساسية الى نقص في تغطية الصحة وخدمات التعليم والكهرباء.

تاسعاً: مع شبه انعدام الدعم الدولي والعربي الإضافي، بسبب التأخر في تنفيذ الاصلاحات وفق الاتفاق مع صندوق النقد، وتفاقم الأزمات من دون حلول، وبالتالي انعدام الثقة بغد أفضل نسبياً، سنشهد المزيد من الهجرة الشرعية منها وغير الشرعية، علماً أنّ من هاجروا منذ العام 2019 يزيد عددهم على 350 ألفاً. عاشراً: قد لا نشهد اضطرابات أمنية، لكن مؤشرات الانفلات الاجتماعي تؤكد امكان ارتفاع نسب الجرائم على انواعها لا سيما المالية منها، إضافة الى السرقات وبقية الآفات التي “تزدهر” مع ارتفاع معدلات الفقر والحرمان.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 31 كانون الأول 2022

وطنية/31 كانون الأول/2022

نداء الوطن

تساءلت أوساط متابعة لعمل وزارة الطاقة والمياه عن دور أحد أبرز المستشارين بعد شغور كل من مركز مدير عام الموارد المائية والكهربائية ومدير عام الاستثمار ومدير عام النفط، وما اذا كان صار يختزل بشخصه الادارة العامة مع إصرار الوزير وليد فياض على إسناده مهام تنفيذية خلافاً للقوانين. تجدر الإشارة إلى أن عمل المستشارين لا يخضع لعمل الأجهزة الرقابية لا سيما التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية ولا لقانون الاثراء غير المشروع.

يتوقف مسؤول إداري عند مسألة تعيين عقيد في قوى الأمن الداخلي رئيساً لمصلحة تسجيل السيارات بالتكليف، كونها مثيرة للالتباس القانوني، بحيث أنّ أعمال الضابط ستكون خارج نطاق صلاحيات التفتيش المركزي إذ لا يزال في السلك العسكري، ما يقود إلى السؤال عن الجهة المخوّلة مراقبة سلوكه ومساءلته.

الجمهورية

تبيّن لمسؤولين في هيئة قيادية أنه لا لزوم لدورهم الإستشاري إن كانت خطوات  الرئيس  على هذا النمط الغريب العجيب.

أزمة ديبلوماسية بدأت تلوح في الأفق نتيجة صدام وقع بين أحد الوزراء وسفير دولة أجنبية.

يراهن مرجع كبير على تبدلات في مواقف بعض الأفرقاء في ّوقت ليس ببعيد حيال استحقاق حساس بعد أن يلمسوا أن خياراتهم غير قابلة للتحقيق.

اللواء

مرشح من بين مرشحي بكركي الأربعة قبل عشر سنوات، يتلقَّى رسائل طيبة أوروبية وعربية، مع استمرار دولة كبرى بوضع «فيتو» على انتخابه.

يلتزم نواب في دائرة حزب بارز الصمت إزاء العجز عن وضع اهداف تتعلق بالفساد على الطاولة، من دون التوصل الى نتائج حاسمة او عائمة.

سمع رئيس تيار مشاكس كلاماً واضحاً من جهات عربية، تردد في الفترة الأخيرة على زيارتها، ان لا قدرة لهذه الجهات، لرفع العقوبات الاميركية عنه في هذه المرحلة او في المدى القريب!

الأنباء

عاصمة معنية بالملف اللبناني تتحضر لخطوات على خط بيروت وبعض الزيارات تصب في هذا الاطار.

حراك لافت لاحدى الشخصيات ذات الأبعاد الخارجية والذي رُبط باستحقاق

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 31 كانون الأول 2022

وطنية/31 كانون الأول/2022

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

بعد أربع ساعاتٍ وخمسَ عشرة دقيقة يطوي العام 2022 ورقتَه الأخيرة، ويسلّم مفاتيح الزمن إلى العام 2023. لكنّ الإنتقالَ من سنة إلى أخرى هو مجردُ انتقالٍ نظريٍّ لا أكثرَ ولا أقل. فالسنة الخَلَف تحمل من السنة السَلَف كلَّ الإيجابيّات وكلَّ السلبيات ، كلَّ الآمالِ وكلَّ الآلام، كلَّ الإنتظاراتِ وكلَّ خيباتِ الأمل. وهو أمرٌ ينطبق أكثرَ ما يكون على الوضع اللبنانيّ. فاذا كانت سنة 2022 هي سنةُ الشغورِ الرئاسي، والإنهيارِ المؤسّساتي والتأزمِ الإقتصادي، فإنَّ ثمة أمالاً كبيرةً بأن يكون العامُ 2023 عامَ انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، يعيد الروحَ إلى الجمهورية المشلّعة، ويُخرِجُ لبنانَ من أزماته الكثيرةِ المتناسلة. إنه الأملُ اللبنانيّ في بداية سنةٍ جديدة، فهل يتحقق بعد كلِّ هذه الخيباتِ والإنكساراتِ والمرارات؟

الامر ليس سهلا. والدليل على ذلك حدثان من يومياتنا . الاول الحديث الصحافي الذي ادلى به جبران باسيل لموقع "اساس" و قد رفع فيه لاءين هما : لا لسليمان فرنجية ولا لجوزف عون ، من دون ان يقول من يريد للرئاسة. فهل بلاءين وسلبيتين تحل ازمة الشغور وتبنى جمهورية؟ من جهة ثانية اعلن الجيش اللبناني عن انقاذ معظم ركاب قارب هجرة في الشمال يحمل زهاء 200 شخص . الحادث المتكرر يؤكد كيف ان اليأس يدفع الى ركوب الخطر، والى الهجرة غير الشرعية ولو بمراكب الموت. عالميا، اعلن الفاتيكان وفاة مفكر الكنيسة وفيلسوفها البابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر. واذا كان نبأ الوفاة يلقي ظلالا من الحزن على آخر يوم من السنة، لكنه يذكر بأنه بعد الموت قيامة، وان اصحاب الرجاء لا يخيبون ولا يستسلمون. لذا لن ندع ايماننا بلبنان يتزعزع، ولا رجاءنا بالمستقبل يخيب. ..وكل عام وانتم بخير.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

يدخل العالم عام 2023 مثقلاً بصراعات وحروب وأزمات إقتصادية، كلها نتيجة َ صناعاتِ أو إخفاقات زعماءِ أكثر من دولة. ولكن في هذا العالم، من قرر إتباع سياسةْ "صفر مشاكل" فبدأ عملية تطويرٍ، نحو حياة أفضل.

فأين لبنان من هذا العالم؟

زعماؤه وسياسيوه ينتظرون نهاية الاعياد، ليعيدوا إشعال فتيل التوتر، من مسرحية الانتخابات الرئاسية، الى إنعقاد مجلس الوزراء.

وفي هذا الاطار قال جبران باسيل لموقع أساس اليوم: إن تفاهم مار مخايل مع حزب الله يقف على قدم واحدة من 3 أمور أساسية:  الاستراتيجية الدفاعية، وبناء الدولة، والشراكة، وهو إحتج مراراً أمام حزب الله على عدم تنفيذ بند بناء الدولة. أما اليوم فلم يبق من التفاهم سوى الاستراتيجية الدفاعية، وبعد إنعقاد الجلسة الحكومية الاخيرة، وإذا أصبحنا خارج رئاسة المجلس النيابي  والحكومة ورئاسة الجمهورية، فأين الشراكة؛ ليختم قائلا : هل تعرف أحداً يستطيع الوقوف على رجلٍ واحدة ؟ اليوم تُختتم سنة  وتبدأ اخرى نتمناها على الرغم من كل شيء سعيدةً  وفيها صفر مشاكل  لنا جميعا.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

وفي اليوم الأخير من عام 2022، خبر مؤسفٌ من الفاتيكان، مع إعلان الكرسي الرسولي نبأ وفاة البابا بندكتس السادس عشر عن خمسةٍ وتسعين عاماً، تاركاً وراءه عالماً في حال نزاع كبير، وكنيسةً كاثوليكيةً حزينةً على وداع حبرِها الأعظم بين عامي 2005 و2013، ولكنْ ملؤها الرجاء بالقيامة الآتية لا محال، كركيزة محورية من ركائز الإيمان.

أما لبنان الذي تلقى الخبر بأسىً كبير، فعادت الذاكرةُ بشعبه عشرَ سنوات الى الوراء، حين زار البابا الراحل ربوع وطن الأرز سنة 2012، منطلقاً من اعتبار سلفِه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ان لبنان الرسالة، ليشدد على ان هذا البلد يمكن أن يشكل نموذجا لكل الشرق الأوسط وللعالم بأسره، منوهاً بأن التوازن اللبناني الراغب دائما في ان يكون حقيقة واقعية، سيتمكن من الاستمرار فقط بفضل الارادة الحسنة والتزام اللبنانيين جميعاً.

فأين المسؤولون اللبنانيون الحاليون من كلام البابا الراحل؟

أين هم من أهمية النموذج اللبناني فيما يتفرجون على الفراغ في سدة الرئاسة، ويعملون بكل وقاحة للسطو على الموقع الأول في البلاد، بضرب الميثاق وإسقاط الدستور، متمترسين في معركتهم تلك، خلف المطالب الحياتية والمعيشية للناس، في شكل معيب؟

أين المسؤولون اللبنانيون من كلام البابا الراحل، فيما غالبية اللبنانيين في حال من العوز والجوع، والفساد المستشري، والعجز السياسي الشامل مختلفَ المستويات، بلا أدنى أمل بفجر قريب؟

أين المسؤولون اللبنانيون من كلام البابا الراحل، فيما اللبنانيون يرحلون عن أرض الوطن، واللاجئون والنازحون يقيمون فيه بلا خطط للعودة، ما يهدد بضرب التركيبة الديموغرافية والنسيج الوطني الجامع بين اللبنانيين؟

الأسئلة كثيرة من وحي كلام البابا الراحل، لكن يبقى ان 31 كانون الاول من كل عام، ذكرى ينساها بعض اللبنانيين او يتناسَونها. ففي مثل هذا اليوم من عام 1946، تم جلاء جميع الجيوش الأجنبية عن لبنان، وخلِّد الأمر بلوحة شهيرة على صخور نهر الكلب.

أما اليوم، وبعد اكثر من احتلال وجلاء، فكم يبدو احتلال العقول اخطر من احتلال ارض، وكم تبدو معارك التحرر، اصعب من معارك التحرير.

عسى ان تكون الساعات الاخيرة من عام 2022، ساعات اخيرة لخيبات الامل على مستوى الوطن، وبداية ايام خير لجميع الناس أينما كان.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

أبعاد محلية ودولية لزيارة قائد الجيش الى الحدود

لارا يزبك/المركزية/31 كانون الأول/2022

كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون الى المنطقة الحدودية البقاعية، لافتة من حيث الشكل والمضمون والتوقيت. ففي ظل عمليات التهريب التي تكسر ظهر الاقتصاد اللبناني، والتي أضاء عليها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومسؤولون اقتصاديون اعتبروها من ابرز أسباب انهيار سعر صرف العملة الوطنية، افتتح قائد الجيش قبل ظهر الخميس، في منطقة البقاع طريق جرود بريتال – بعلبك (طول 22 كلم) التي تصل بين عدد من مراكز فوج الحدود البرية الرابع، وهي مركزا مقيال الحلاني والنبي سباط في جرود بريتال، ومركزا التلاجة وعمشكي في جرود بعلبك.

ووفق قيادة الجيش، تسهّل الطريقُ المفتَتحة انتقالَ العسكريين بين المراكز المذكورة، وضبطَ مناطق حدودية حساسة كانت تُستَعمل سابقًا من قبل الإرهابيين للتنقُّل عبر الحدود الشرقية. كما تساعد المواطنين في الوصول إلى أراضيهم. بعد ذلك، تفقّد قائد الجيش مراكز النبي سباط ومقيال الحلاني والتلاجة حيث التقى العسكريين وهنأهم بمناسبة الأعياد المجيدة متمنّياً لهم ولعائلاتهم عاماً أفضل، وتوجّه إليهم بكلمة قال فيها “زيارتي لكم اليوم تعبيرٌ عن تقديري العميق لكل ما قمتم به خلال العام المنصرم وسط الظروف العصيبة التي يعاني منها وطننا. وجودكم هنا أساسي وضروري، أنتم حافظتم على لبنان وكتبتم التاريخ، وهو سيذكر أنكم حميتموه، لولاكم لما بقي هذا الوطن.” أضاف “الدفاع عن وطننا شرف لنا، وهو دفاع عن العِرض والهوية. نحن نكبر بكم ولبنان يكبر بكم أيضاً. لقد نلتم محبة اللبنانيين وثقتهم كما ثقة المجتمع الدولي، وهي عامل أساسي في استمرارنا عن طريق المساعدات المقدمة من قبل اللبنانيين، مقيمين ومغتربين، والدول الصديقة.” وأكد أن الجيش صامد ومتماسك وقادر على الاستمرار خلافاً لكل الشائعات التي تطاله ومنها أعداد الفارين، مشيراً إلى أن هناك آلافاً من الشباب الذين تقدمو بطلبات تطويع للانخراط في صفوف المؤسسة العسكرية. كما شدد العماد عون على أن القيادة تتابع أوضاع العناصر عن كثب من خلال رؤسائهم التراتبيين، وتسعى بأقصى جهودها إلى تخفيف وطأة الأزمة عنهم عبر تعزيز الطبابة العسكرية وتأمين مساعدات مختلفة، لافتاً إلى أن لبنان سيبقى بوجود الجيش، وأنه لا بد من التحلي بالصبر حتى انجلاء الأزمة… كذلك تفقد العماد عون قيادة فوج الحدود البرية الرابع في بعلبك واطّلع على المهمات العملانية التي ينفذها والتحديات التي يواجهها في سياق مراقبة الحدود وضبطها. وإذ أثنى على جهود ضباط الفوج، اعتبر أنهم ورفاقهم في بقية الوحدات أصحاب مبادرة وإرادة صلبة وإيمان قوي، ودعاهم إلى التمسك بإيمانهم ببلدهم لأنهم جميعاً أبناء مدرسة الصبر والإرادة والإيمان.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذا التطور الميداني المعطوف الى مواقف “القائد” التي تطمئن الى جاهزية الجيش للقيام بواجبه رغم الضائقة المادية، يدل على ان قرار ضبط الحدود أو تركها سائبة، مرتبط بموقف سياسي لا بالجهوزية الميدانية او اللوجستية. فكما يقفلها الجيش في وجه اي تهديدات ارهابية محتملة، يمكنه بسهولة إقفالها امام التهريب على انواعه، اكان على شكل سلاح او على شكل بضائع وسلع وأموال. ووفق المصادر، تحمل زيارة العماد عون للحدود أبعادا ليس فقط محلية بل دولية ايضا، ذلك ان المجتمع الدولي يشدد راهنا وسيشدد أكثر في المرحلة المقبلة، بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية جنوبا، على ضرورة إقفال الحدود البرية، جنوبا وبقاعا وشمالا، بإحكام، تعزيزا لأمن لبنان من جهة، وقطعا للطريق امام توسّع قدرات الدويلة والنظام السوري، من جهة ثانية..

 

لبنان 2023: بين تطبيع وتنقيب وتسوية أو انهيار

منير الربيع/المدن/01 كانون الثاني/2022

طوت سنة 2022 صفحاتها، ولم تطو فصولها المستمدة من سنوات سابقة في الدوامة اللبنانية التي تفرض التعايش وفق الوقائع السياسية مع الصراعات المذهبية والطائفية داخلياً، والصراع الإقليمي والدولي خارجياً؛ كذلك التعايش مع الفساد وقوننته، أو مع الحروب الأهلية، والوصايات ومناشدات المجتمع الدولي إلى فرض وصايته الكبرى بدلاً من الوصايات الصغرى. معالم العام 2023 ستكون مرسومة بحبر السنوات التي سبقت، ولذلك لا بد من تحديد محطات أساسية منتظرة فيها بدلاً من الغرق فقط في تعداد مسار المحطات الأساسية التي مرّت فيها البلاد في السنة المنصرمة.

بين التنقيب والتطبيع

شهدت سنة 2022 على الكثير من المتغيرات، كان أبرزها وأهمها ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والذي وصفه لبنان بأنه إنجاز تحقق، إلا أنه حتى الآن لم تظهر ملامح الإستثمار به. وفيما كان يفترض بشركة توتال أن تبدأ في عمليات التنقيب مع بداية السنة الجديدة، إلا أن تأجيلاً قد حصل بانتظار الربيع المقبل. ملف الترسيم يشكل محطة أساسية حول جوهرية الوجهة السياسية للبنان. واذا ما كان فعلاً سيسلك قطار التطبيع الذي انطلق في المنطقة، ولكن هذه المرة من بوابة النفط والغاز وبطريقة غير مباشرة. ام أن الترسيم ستستفيد منه اسرائيل تنقيباً واستخراجاً وتصديراً فيما اللبنانيون ينتظرون تحولات أكبر؟ يبقى هذا السؤال مركزياً، ولا بد للتطورات الإقليمية والدولية أن تحمل الإجابات حوله، إلا أن مسار الإجابة سيكون طويلاً نظراً لانعدام الإهتمام بالبلد الصغير بعد انجاز الترسيم.

الفراغ الطويل

في السياسة أيضاً، دخل لبنان في الفراغ الرئاسي مجدداً، والذي على ما يبدو مستمر إلى فترة طويلة على الرغم من كل الحركة الداخلية والخارجية القائمة. فحتى الآن لا تزال استكشافية وغير واضحة المعالم، خصوصاً في ظل انشغال الدول بملفات أكبر وأكثر أهمية. أما على صعيد التفاصيل اللبنانية، فقد شهدت نهايات السنة المنصرمة على خلاف واسع في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، وهو خلاف له أسباب متعددة أولها الإنتخابات الرئاسية ورفض رئيس التيار جبران باسيل تبني ترشيح سليمان فرنجية، بالإضافة إلى سعيه لرفع العقوبات الأميركية عنه، وحركته السياسية القائمة على اللقاء والإجتماع بالقوى المختلفة، بما فيها البحث عن جهات سنية يتحالف معها أو يتفاهم بالحدّ الأدنى. يبدو باسيل وكأنه يحاول تنويع خياراته في التهدئة مع الدروز، والبحث عن تفاهمات على الساحة المسيحية، إلى جانب إعادة احياء علاقة مع السنّة، تظهر من خلال محاولات التواصل إلى تفاهم مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الرغم من الخلاف الكبير، كما تظهر في زيارته إلى صيدا قبل أيام ولقائه ببهية الحريري، أسامة سعد، وعبد الرحمن البزري، ولهذه الزيارات واللقاءات رمزية أساسية لا سيما أنها تأتي بعد رعاية رجل الأعمال علاء الخواجة للقاء بينه وبين سليمان فرنجية، ومعروف أن علاء الخواجة كان عراب العلاقة التحالفية والإستثمارية بين باسيل وسعد الحريري، ولم تخف أسئلة باسيل حول الحريري وإمكانية عودته. هذا الأمر يدفع الآخرين إلى اعتبار أن باسيل يحاول أن ينسج علاقات وتحالفات مع الطوائف الأخرى ليقول للثنائي الشيعي إنه قادر على التحرك وإنه لا بد لهما من مسايرته كي لا يغرد بعيداً.

بكركي تتحرك

هذا مسار سيستكمل في السنة الجديدة، إلى جانب مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي الآخذة في التطور حول الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. وتشير مصادر متابعة إلى أن الراعي سيعمل على تكثيف حركته في المرحلة المقبلة، وهو يلتقي بالعديد من الشخصيات والقوى ساعياً إلى توحيد الصفوف والجبهات للتأثير سياسياً في المسارين الداخلي والخارجي. وقد عبر أمام زواره أن حالة الضعف السياسي لديهم هي التي تجعل الآخرين أقوياء وهو يقصد حزب الله بذلك، وفي هذا الصدد، تقول المصادر إن الأسبوع المقبل سيشهد الصرح البطريركي في بكركي لقاءات متعددة بعضها يتضمن مناقشة أوراق وأفكار سياسية عملانية تسعى إلى إقناع البطريركية في رعاية حوار وطني وليس حوار مسيحي مسيحي، وبحال لم تتوفر ظروف ذلك، فسيكون هناك طرح لفكرة أساسية وهي لقاء بعض المتقاطعين سياسياً على أفكار متشابهة برعاية البطريرك لتعزيز قوتهم وحضورهم في المجال السياسي.

بانتظار غودو الاصلاح

ناء على ذلك، وفي ظل استمرار الشغور الرئاسي سيكون لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما النجاح في إبرام تسوية داخلية تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل للحكومة بالحدّ الأدنى من حدود التسوية الداخلية والرعاية الإقليمية لها كما حصل في تشكيل حكومات ما بعد ثورة 17 تشرين. وبالتالي لن يكون هناك أي تغيير في المسار ولا أي تحسين أو تطوير. أما الخيار الثاني فسيكون الإحتمال هو إطالة أمد الشغور وعدم الإهتمام الخارجي الفعلي بلبنان ما يعني استمرار الإنهيار إلى نهاياته، وهذا يعني التعايش مجدداً مع الفراع والإنهيار والفساد لفترة طويلة بانتظار تبلور مقومات خارجية وداخلية تقود إلى تحقيق الإصلاح الفعلي. 

 

باسيل: لا لفرنجية وقائد الجيش… والنقاش بدأ لطرح اسم ثالث

أساس ميديا/31 كانون الأول/2022

رأى رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، أن “تفاهم مار مخايل يقف قدم واحدة من ثلاثة أساسية: الاستراتيجية الدفاعية، وبناء الدولة، والشراكة”، شارحا كيف أنّ “التيار الوطني الحرّ احتجّ مراراً على عدم تنفيذ بند بناء الدولة، لمنع الفتنة، ونفذ المطلوب منه في الاستراتيجية الدفاعية، لحماية لبنان والدفاع عنه، لكن عقد الجلسة الحكومية الأخيرة”. وسأل في حديث لموقع “أساس ميديا”: “وإذا كنا خارج رئاسة المجلس النيابي وخارج رئاسة الحكومة وخارج الحكومة وخارج رئاسة الجمهورية، فأين الشراكة؟ وهل تعرف أحداً يستطيع الوقوف على “إجر وحدة”؟”.

وجدّد رئيس “التيار” رفضه ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية “لأنّ هذا الترشيح لا يتناسب مع المشروع الإصلاحي الذي يحتاجه لبنان، قلت ذلك من قبل والآن أكررها”، داعيا إلى “توسيع النقاش خارج الأسماء والتفاصيل، نحن في أزمة بلد ووجود وكيان وأزمة اقتصادية كبيرة. وشخص الرئيس، على أهميته، لا يحلّ الأزمة. نحن طرحنا في “ورقة الأولويات الرئاسية” أنّ المشروع هو الذي يخلّص البلاد من أزمتها. هذا المشروع يبدأ برئيس الجمهورية، ورئيس حكومة وحكومة، ومشروع كامل”. كما شدد على أنّه يرفض “ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لأنه أيضاً لا يتناسب، بما نعرفه، مع متطلبات المرحلة. وأسأل هنا: ما هو مشروعه؟ نحن نعرفه في الجيش ولكن لا نعرفه لا بالاقتصاد ولا بالمال ولا بالسياسة”. وأعلن “بدء النقاش داخل التيار، وفي طور البدء خارج التيار في البحث بطرح اسم مرشّح ثالث، بدءاً من البطريركية المارونية، ليس لإدخال البطريركية المارونية في لعبة الأسماء، بل لأنني منذ أول زيارة للديمان قبل انتهاء ولاية الرئيس عون بأربعة أشهر، دعوت إلى توافقات داخلية تسهّل الانتخاب”. وعن لقاءاته الأخيرة كشف عن أنّها لا تقتصر على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، رافضاً الكشف عن أسماء الشخصيات الأخرى التي التقاها، لكنّه أكّد أنه لم يطلب موعداً من أحد، ولم أزُر أحداً “وكثير من اللقاءات لم تعقد بطلب مني بل بطلب من غيري. وأعلن على رأس السطح أني أحب وأريد وأجد من مصلحة البلد ان أتواصل مع الجميع”. من جهة ثانية، أوضح أنّه ينظر “إلى ما يقوم به ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية بكثير من التقدير والإعجاب بسبب السرعة التي يمشي بها، وكسر الحواجز، والقدرة على التطوّر إلى هذه الدرجة، ليس فقط بالعمران، بل بالثقافة وفي حرية الأديان وفي موضوع المرأة وفي الحريات ككل”. وأكد أنّه “مع الحرية المطلقة”، وقال ردّاً على رأيه بالثورة الإيرانية: “لا يمكن إلا أن نقف مع الحرية. نحن بلد قائم على الحريات، ونحن في التيار لدينا الكثير من الحرية، وبإرادتنا، ندفع ثمنها… وكنا نتحدث دائماً عن كيف تسمح إيران بحرية تنوّع الأديان فيها والكنائس، وكنا نضربها كمثال عن كيف يسمحون في مجلس الشورى بنواب يمثّلون الأرمن والأقليات والسُنة وغيرهم، وكيف أنّ ممارسة الأديان مسموحة. وكنا نحكي عن الإيشارب الإيراني حيث المرأة لديها حريتها، فيمكنها أن تلبس التشادور الكامل السواد، أو الإيشارب “المشلوح” فوق شعرها”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

احتجاجات تشل بازار طهران والحكومة تتعهد خفض سعر الدولار

مقتل متظاهر في كردستان والقضاء يقبل استئناف محكوم بالإعدام

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

ردد المحتجون في بازار طهران شعارات منددة بالنظام، وسط إجراءات أمنية مشددة في اليوم الـ107 على اندلاع أحدث احتجاجات عامة تهز إيران، فيما تحاول السلطات إعادة الهدوء للأسواق بعد انخفاض قياسي متسارع للعملة المحلية خلال الأيام الأخيرة. ونشر حساب 1500 تصوير الذي يتابع الاحتجاجات الإيرانية عن كثب، مطقع فيديو يظهر حالة هلع في السوق، ويسمع منه هتاف «الموت للديكتاتور»، و«هذا عام الدم... سيد علي سيسقط»، و«الفقر والفساد والغلاء... متجهون لإسقاط النظام». وأضرب التجار المحلات عن العمل، حسبما أفاد ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي. ويظهر بعض مقاطع الفيديو نيراناً مشتعلة في الشارع، وصدامات بين المحتجين وقوات الأمن. وكان نشطاء قد دعوا على منصات التواصل الاجتماعي إلى تجمعات في طهران ومدن أخرى في أنحاء إيران، احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي. والخميس، عينت إيران التي فرضت عليها عقوبات، محافظاً جديداً للبنك المركزي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، في وقت خسر فيه الريال نحو ثلث قيمته بالسوق الموازية في الشهرين الماضيين بسبب التضخم. ومنذ أن بدأت الاحتجاجات قبل أكثر من 3 أشهر، فقدت العملة الإيرانية ربع قيمتها، وانخفضت إلى مستوى قياسي منخفض في السوق غير الرسمية الحرة مع قيام الإيرانيين اليائسين بشراء الدولار والذهب، في محاولة لحماية مدخراتهم من التضخم الذي يبلغ 50 في المائة. وقال محافظ البنك المركزي الجديد في البلاد محمد رضا فرزين للتلفزيون الحكومي الجمعة، إن المسؤولية الأهم للبنك المركزي هي السيطرة على التضخم وسعر العملة الأجنبية. وتعهد فرزين بتدخل البنك في سوق الصرف الأجنبي لدعم العملة الإيرانية.

وقال فرزين الذي تم تعيينه، الخميس: «سعر الصرف (الحالي) غير متوافق مع السوق الرسمية... وسنتدخل بالطبع في السوق الحرة».بدوره، وصف عمدة طهران، علي رضا زاكاني ارتفاع سعر الدولار بــ»مشروع الأعداء»، ووصف تخطي سعر الدولار حاجز لـ{430 ألف ريال» بـ{الكذبة». وجاءت احتجاجات في بازار طهران، وسط تقارير عن سقوط قتيل على الأقل بمدينة جوانرود، بعدما استخدمت قوات الأمن الذخائر الحية وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين، حيث أحيا الأهالي الذكرى الأربعين لمقتل متظاهرين، حسبما أظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي.

وردد أهالي جوانرود خلال مراسم أربعينية قتلى الاحتجاجات، شعار «كل الإيرانيين إخوة ومتعطشون على دماء الزعيم». وأفادت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية بأن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى مقتل الشاب برهان إلياسي (22 عاماً)، وإصابة 8 أشخاص آخرين بجروح، في مقبرة محلية.وقبل ذلك بيوم ذكرت «هنغاو» 126 محتجاً قتلوا في المدن الكردية، بما في ذلك 19 طفلاً منذ اندلاع الاحتجاجات.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات، إثر وفاة أميني (22 عاماً)، بعد 3 أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب». وأفادت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا) ومقرها في الولايات المتحدة، عن تجمعات صغيرة في العاصمة ومدينتي أصفهان ونجف آباد، ونشرت تسجيلات مصورة تُسمع فيها هتافات منددة بالنظام. وقبل تجدد الاحتجاجات في طهران، نزلت مظاهرات حاشد إلى شوارع زاهدان التي تشهد احتجاجات أسبوعية منذ مقتل أكثر من 90 شخصاً على أيدي قوات الأمن في 30 سبتمبر، في يوم أطلق عليه «الجمعة الأسود».

وأظهرت تسجيلات نشرها مرصد «1500 تصوير»، حشوداً في مركز محافظة بلوشستان تهتف «الموت للديكتاتور»، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي. ويشكل البلوش غالبية المحافظة الفقيرة، التي يصل عددها إلى مليوني نسمة، ويشكون من التمييز والحرمان والقمع منذ عقود. ووقع بعض أعنف الاضطرابات في الأشهر الأخيرة بمناطق أقليات عرقية ومجموعات دينية لديها مظالم طويلة الأمد مع الدولة، منها محافظة بلوشستان والمناطق الكردية. والاحتجاجات التي دعا فيها محتجون من جميع أطياف المجتمع إلى سقوط القيادة المؤسسة الحاكمة، أحد أجرأ التحديات التي يواجهها نظام «ولاية الفقية» منذ ثورة 1979. وأنحت السلطات باللائمة على محتجين، موجهة إليهم تهما مثل «تدمير الممتلكات العامة»، قالت «إنهم مدربون ومسلحون من أعداء الدولة ودول أجنبية». وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء، إن بلاده لن ترحم «المعادين» للنظام. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إنه حتى الجمعة، قُتل 508 محتجين، بينهم 69 قاصراً. وأضافت أن 66 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضاً. وتقدر أن عدد المعتقلين وصل إلى 19199 متظاهراً. من جانبها، قالت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها أوسلو في حصيلة جديدة الثلاثاء، إن 476 متظاهراً قتلوا. وقال مسؤولون إيرانيون إن ما يصل إلى 300 شخص، بينهم أفراد من قوات الأمن، لقوا حتفهم في الاضطرابات. وأعدمت إيران اثنين من المحتجين هذا الشهر، هما محسن شكاري (23 عاماً) بعد اتهامه بقطع طريق رئيسي في سبتمبر، وإصابة أحد أفراد قوة الباسيج شبه العسكرية بسكين، والثاني هو ماجد رضا رهنورد (23 عاماً) المتهم بطعن اثنين من أعضاء الباسيج حتى الموت. وتم شنق رهنورد علناً على رافعة بناء. وقبلت المحكمة العليا الأسبوع الماضي، استئنافاً على حكم بالإعدام بحق مغني الراب سامان صيدي ياسين، لكنها أكدت الحكم نفسه ضد المتظاهر محمد قبادلو. وفي وقت سابق من هذا الشهر، علقت المحكمة عقوبة الإعدام بحق المتظاهر ماهان صدرات، المتهم بارتكاب جرائم مختلفة منها طعن ضابط وإضرام النار في دراجة نارية.

والسبت، أفادت وكالة «ميزان» الناطقة باسم القضاء الإيراني، بأن المحكمة العليا أمرت بإعادة محاكمة متهم صدرت في حقه عقوبة بالإعدام، في ثالث إجراء من هذا النوع يطال متّهمين يواجهون الإعدام على خلفية الاحتجاجات المناهضة للنظام. وكانت منظمات حقوقية خارج إيران أفادت بأن عقوبة الإعدام صدرت في حق سهند نور محمد زاده على خلفية قيامه بنزع فواصل حديدية على طرق عامة في طهران وإضرام النيران في حاويات للقمامة. وأوضحت وكالة «ميزان» أن المحكمة العليا «وافقت على استئناف الحكم الصادر عن المحكمة الثورية في طهران». ولم يحدّد الموقع الحكم الصادر بحق نور محمد زاده البالغ 26 عاماً. إلا أن وكالة «إيلنا» العمالية، كانت نقلت عن محاميه حامد أحمدي قوله في 21 ديسمبر (كانون الأول)، إن موكله حكم عليه بالإعدام لإدانته بـ«الحرابة»، آملاً في أن تنقضه المحكمة العليا «بناء على مستندات جديدة قدّمناها». وأصدرت محاكم إيرانية عقوبات بالإعدام في أكثر من 12 قضية حتى الآن استناداً إلى اتهامات مثل «الحرابة» بعد إدانة محتجين بقتل أو إصابة أفراد من قوات الأمن، وتدمير ممتلكات عامة وترويع العامة، حسب «رويترز». الثلاثاء الماضي، حذرت منظمة حقوق الإنسان في إيران، المختصة بتتبع حالات الإعدام من أن: «100 محتج على الأقل يواجهون خطر الإعدام أو اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام أو احتمال صدور عقوبات بالإعدام بحقهم. وهذا العدد هو الحد الأدنى، إذ تقع أغلب الأسر تحت ضغط لالتزام الصمت، ومن المعتقد أن العدد الحقيقي أكبر بكثير».

 

ممثل لخامنئي ينتقد صمت مقربين من النظام خلال الاحتجاجات

«الحرس الثوري» يقلل من تصريحات قيادي عن تقاعس جنرالات ووقوفهم بوجه المرشد

لندن - طهران/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

انتقد غلام حسين غيب بور، أحد ممثلي المرشد الإيراني في «الحرس الثوري»، صمت من سماهم «الخواص» خلال الاحتجاجات، في إشارة إلى مسؤولين متنفذين شغلوا مناصب رفيعة في إيران، فيما أصدر «الحرس» بياناً قلل فيه من أهمية تصريحات قيادي اتهم جنرالات «الحرس الثوري» ومسؤولين من الدرجة الأولى بالوقوف بوجه المرشد علي خامئني. وقال غيب بور في تصريحات نقلتها وكالة «إيسنا» الحكومية خلال مراسم بمناسبة إحياء الذكرى الثالثة لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، إن المقربين من النظام «تركوا الثورة وحيدة»، متحدثاً عن تعرض بلاده لـ«حرب مركبة» خلال الاحتجاجات الأخيرة. وقال إن «ما حدث لا يقل عن المواجهة مع (داعش)». وتستعد إيران لإحياء ذكرى سليماني الذي قاد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» قبل أن يقضي بضربة أميركية، قرب مطار بغداد، وأمر بها الرئيس السابق دونالد ترمب فجر الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020. وانتقد عدة مسؤولين إيرانيين خلال الأيام الأخيرة «صمت الخواص» بعد انتقادات مماثلة نسبت إلى المرشد الإيراني علي خامنئي. وقبل أيام قال رضا تقوي، مستشار الرئيس الإيراني في شؤون رجال الدين، إن «ضربة صمت الخواص ليست أقل من مثيري الشغب»، وقال: «وصل هؤلاء إلى مناصب كبيرة ويقومون بأدوار اجتماعية ويؤثرون على مجموعات». ووجه خطابه تحديداً إلى «الفنانين ومراسلي الفعاليات، والشعراء والعلماء وأساتذة الجامعات، والمشاهير والأبطال الرياضيين، والفنانين والوزراء والمحامين، والمسؤولين». وقال إنهم «القوات التي جلست على مائدة النظام وتقدمت». والجمعة انتشرت مقاطع فيديو من كلمة ألقاها حميد آباذري، القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني، يشير فيها إلى «معارضة مسؤولين من الدرجة الأولى» مع المرشد الإيراني. ويقول آباذري الذي كان نائباً لرئيس كلية الإمام الحسين العسكرية التابعة لـ«الحرس الثوري»، «نرى اليوم أياً من الكبار وأياً من الخواص تقاعسوا... لديكم النفوذ والحظوة، وتسحبون خلفكم ألقاباً كثيرة لماذا لا تتكلمون؟»، وكان يشير إلى رجال دين متنفذين وجنرالات في «الحرس الثوري». وقال في هذا الصدد، «رأيت بنفسي كيف يتقاعس جنرالات كبار وقادة لديهم سجل من الشجاعات في الحرب الإيرانية - العراقية، ويقفون بوجه القيم وسادتهم والنظام».

وأصدرت دائرة العلاقات العامة في «الحرس الثوري»، السبت، بياناً قالت فيه إن ما ورد على لسان أباذري حول مواقف بعض الجنرالات وقادة الحرب «حول الأحداث والتطورات الداخلية، تحليل وانطباع ورأي شخصي»، وقال البيان، «أباذري ليس مستشاراً للقائد العام في الحرس الثوري». وما قاله «لا يتسق مع الواقع». ومع ذلك، قال البيان إن كلمات أباذري «نقلت بصورة انتقائية»، حسبما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». والأسبوع الماضي، خرج الرئيس الإيراني حسن روحاني من صمته حول الاحتجاجات، معلناً عن إرساله عدة مقترحات إلى خامنئي حول الاحتجاجات الحالية. وقال «العزلة تسبب النفوذ وليس التعامل». وكان روحاني يتحدث إلى حشد من مسؤولي الحكومة السابقة. وقال «من يتولى رئاسة الحكومة، موضوع ثانوي، القضية الأساسية هي تقدم البلاد، وحل مشكلات الشعب، قد لا نكون فاعلين للغاية في حال مشكلات الناس حالياً لكن يمكننا نقل اقتراحاتنا إلى الأشخاص المسؤولين». وأضاف: «خلال هذه الفترة تحدثت إلى المرشد وغيره من المسؤولين عبر الهاتف والرسائل، وقدمت بعض المقترحات». وقال روحاني، «إذا أردنا رؤية حدوث تغيير في القضايا الاقتصادية، فإن أحد الشروط إحياء الاتفاق النووي. ما لم ترفع العقوبات، ونحسن العلاقات مع العالم، لن يتم حل القضايا الاقتصادية»، وأضاف: «يعتقد البعض أنه من خلال التفاعل يزيد النفوذ الخارجي، لكن العزلة هي التي تخلق النفوذ».

 

إيران: قتيل في مواجهات أثناء إحياء ذكرى قتلى الاحتجاجات

لندن/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

أطلقت قوات الأمن الإيرانية، اليوم السبت، النار على حشد من الناس في غرب البلاد، ما أدى إلى مقتل شخص، حسبما أعلنت مجموعة حقوقية، بعد أكثر من 100 يوم على اندلاع مظاهرات في أنحاء البلاد أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني. وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات إثر وفاة أميني (22 عاماً) بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في البلاد. وأفادت منظمة «هنكاو» الحقوقية ومقرها النرويج، عن وقوع مواجهات (السبت) في مدينة جوانرود غرب إيران ذي الغالبية الكردية، وحيث أحيا الأهالي الذكرى الأربعين لمقتل متظاهرين. وأطلقت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى مقتل الشاب برهان إلياسي (22 عاماً) وإصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح، في مقبرة محلية، حسبما قالت «هنكاو» في تقرير لم يتسن لوكالة الصحافة الفرنسية التأكد من صحته بشكل مستقل. ويُعتقد أن اثنين من الجرحى في حالة حرجة. وكان نشطاء قد دعوا على منصات التواصل الاجتماعي إلى تجمعات في طهران ومدن أخرى في أنحاء إيران احتجاجاً على تردي الوضع الاقتصادي. والخميس، عينت إيران التي فرضت عليها عقوبات، محافظاً جديداً للبنك المركزي، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية، في وقت خسر الريال نحو ثلث قيمته في السوق الموازية في الشهرين الماضيين بسبب التضخم. وأفادت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان» (هرانا) ومقرها في الولايات المتحدة عن تجمعات صغيرة في العاصمة ومدينتي أصفهان ونجف آباد، ونشرت تسجيلات مصورة تُسمع فيها هتافات منددة بالنظام.

 

المحكمة العليا الإيرانية تقبل استئناف محتج على حكم بالإعدام

لندن/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

قال القضاء الإيراني اليوم (السبت)، إن المحكمة العليا قبلت استئناف أحد المحتجين على حكم بالإعدام صدر ضده بتهمة الإضرار بممتلكات عامة خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وأمرت بإعادة النظر في قضيته. ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، أُلقي القبض على نور محمد زادة (25 عاماً) في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وحُكم عليه بالإعدام بعد شهرين بتهمة «عداء الله»، بدعوى محاولته كسر حاجز أمني على طريق سريع في طهران وإشعال النار في صندوق قمامة. ورفض محمد زادة الاتهامات قائلاً إنه أُجبر على الاعتراف بالتهم، ودخل في إضراب عن الطعام قبل أسبوعين. وأعدمت إيران بالفعل شخصين شاركا في الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها مع فرض قواعد صارمة لزي المرأة في إيران. وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية تسعى إلى تنفيذ عقوبة الإعدام بحق 26 آخرين على الأقل، فيما وصفته بأنه محاولة لترهيب المحتجين. وألقت السلطات الإيرانية باللوم على أعداء إيران الأجانب وعملائهم في تأجيج الاضطرابات. وقبلت المحكمة العليا استئناف سهند نور محمد زادة، أحد المتهمين في أعمال الشغب الأخيرة. وقالت وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية على «تويتر»: «أُحيلت قضيته إلى الفرع نفسه للمحكمة الثورية للمراجعة». وقبلت المحكمة العليا الأسبوع الماضي استئنافاً على حكم بالإعدام بحق مغني الراب سامان سيدي ياسين، لكنها أكدت الحكم نفسه ضد المتظاهر محمد قبادلو. في وقت سابق من هذا الشهر، علقت المحكمة عقوبة الإعدام بحق المتظاهر ماهان صدر، المتهم بارتكاب جرائم مختلفة منها طعن ضابط وإضرام النار في دراجة نارية. وأعدمت إيران اثنين من المحتجين هذا الشهر هما محسن شكاري (23 عاماً) بعد اتهامه بقطع طريق رئيسي في سبتمبر، وإصابته أحد أفراد قوة الباسيج شبه العسكرية بسكين. والثاني هو ماجد رضا رهنورد (23 عاماً) المتهم بطعن اثنين من أعضاء الباسيج حتى الموت. وتم شنق رهنورد علناً على رافعة بناء. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إنه حتى يوم الجمعة، قُتل 508 محتجين، بينهم 69 قاصراً. وأضافت أن 66 من أفراد قوات الأمن قُتلوا أيضاً. وتقدر أن عدد المعتقلين وصل إلى 19199 متظاهراً. وقال مسؤولون إيرانيون إن ما يصل إلى 300 شخص بينهم أفراد من قوات الأمن، لقوا حتفهم في الاضطرابات.

 

اعتقال أكثر من 500 امرأة كردية في إيران.. وبلوشستان تواصل الحراك

إمام جمعة زاهدان: المشكلات سببها ضعف القانون والجميع يشكو من التمييز والفساد وفقدان الحرية

لندن- طهران/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

في حين استمرت المسيرات المناهضة للنظام الأسبوعية، أمس، في محافظة بلوشستان، أعلنت منظمة حقوقية كردية اعتقال 500 امرأة كردية، خلال أكثر من 100 يوم على اندلاع الاحتجاجات التي هزّت البلاد بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. استمرت المسيرات الاحتجاجية التي تشهدها، كل جمعة، مدن في محافظة بلوشستان في جنوب شرقي إيران، حيث سقط أكبر عدد من القتلى خلال اضطرابات هزت البلاد بعد وفاة الشابة مهسا أميني في 17 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأظهرت تسجيلات الفيديو مسيرات في مدن زاهدان وخاش وراسك ودزاب، وردد المتظاهرون شعارات «الموت لخامنئي»، و«الموت للديكتاتور»، و«الباسيج والحرس الثوري، داعشنا أنتم»، وأحرق المحتجون صور خامنئي في زاهدان. وسقط عدد كبير من القتلى في مدينة خاش، أكتوبر الماضي، خلال مسيرات احتجاجية للتنديد بمقتل العشرات من المتظاهرين في مدينة زاهدان، 30 سبتمبر الماضي. وأقدمت طهران على تغيير قياديين في الشرطة، خلال الشهور الـ3 من الاحتجاجات، قبل إقالة حاكم المحافظة وتعيين قيادي من «الحرس الثوري» في المنصب خلال الأيام الأخيرة. واتهمت السلطات، في بداية الأمر، جماعات وصفتها بـ«الانفصالية»، لكن وجهاء وشخصيات معروفة ومنظمات حقوقية دحضت رواية السلطات. وفي هذا الصدد انتقد خطيب جمعة زاهدان وأبرز رجال الدين السُّنة في إيران عبد الحميد إسماعيل زهي، أمس، «عدم العمل» بالدستور الإيراني «رغم ما فيه من نقاط ضعف أساسية».

وعزا إسماعيل زهي المشكلات الداخلية في إيران إلى «ضعف القانون». وقال: «الكل يشتكي من التمييز والفساد وفقدان الحرية... إنهم يطالبون بحرية التعبير والحريات التي يذكرها الدستور الإيراني». وصرح: «اسمحوا للناس بأن ينتقدوا، دعوا الناس يتكلموا». وتابع: «اسمحوا للناس بالتجمع الاحتجاجي». وقال: «هذه (التجمعات) قانونية، حتى في الأعراف الدولية قانونية». وتابع: «لقد قال البعض إن هؤلاء انفصاليون، ويقولون هذا الكلام. لكننا نعارض الانفصال بنسبة مائة في المائة. نحن إخوة، أنا أتعاطف مع آلام كل الإيرانيين». وكرّر إسماعيل زهي انتقاداته للضغوط التي تمارسها السلطات على الأقليات الدينية غير المسلمة، خصوصاً البهائيين. وقال: «الجميع من مسلمين وغير مسلمين لهم حقوق... وللبهائيين حقوق المواطنة». من جانب آخر انتقد إسماعيل زهي الضغوط التي مارستها السلطات على أسطورة كرة القدم الإيراني علي دائي، بعدما أجبرت السلطات طائرة مدنية على تغيير مسارها من دبي إلى جزيرة كيش؛ لمنع زوجة وابنة دائي من المغادرة. ووصف إسماعيل زهي دائي بـ«النخبة والبطل».من جهته، سخِر نجم كرة القدم الإيرانية علي كريمي من فيلم وثائقي بثّه التلفزيون الرسمي الإيراني ضده ويصفه بـ«العدواني»، وكتب كريمي، في تغريدة على «تويتر»: «يا ليت كنتم عدوانيين ولم تكونوا معتدين وقتلة ومختلسين ولصوصاً وفاسدين».

في هذه الأثناء شارك العشرات في مراسم أربعينية مهران رحماني الذي قُتل، الشهر الماضي، في مدينة مهاباد الكردية، حسبما أظهرت مقاطع فيديو. وجاء ذلك في وقت أفادت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية بأن السلطات الإيرانية اعتقلت أكثر من 500 امرأة في المدن الكردية الواقعة في شمال غرب وغرب البلاد. وقالت «هنغاو» إنها تأكيد من هوية 201 من المعتقلات، مشيرة إلى 72 حالة اعتقال في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان، و16 حالة في طهران.

ووفقاً للمنظمة، فإن 30 شابة قاصرة دون الـ18 بين الكرديات اللاتي اعتُقلن خلال 110 أيام من الاحتجاجات. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان «هرانا» إنه حتى 29 ديسمبر (كانون الأول)، قُتل 508 متظاهرين، بينهم 69 قاصراً، إضافة إلى 66 من أفراد قوات الأمن.

وأشارت إلى اعتقال 19196 شخصاً خلال الاحتجاجات، ولم تعط السلطات الإيرانية أية إحصائيات بشأن المعتقلين، لكنها تقول إن أغلبهم أطلق سراحهم. وشنّت السلطات الإيرانية حملة صارمة على الاحتجاجات التي تقول إنها أعمال شغب بإيعاز من خصوم أجانب. وعبّر المحتجّون عن غضبهم من القوانين التي تُلزم النساء بارتداء الحجاب خلال المسيرات الاحتجاجية، وظهرت ممثلات سينما ورياضيات إيرانيات في بطولات دولية خارج بلدهن دون حجاب علناً. وقال أمين اللجنة العليا للثورة الثقافية إن الشرطة «لم تكن تريد أن تكون عنيفة في الأحداث الأخيرة، لذلك تعرضوا للعنف». ونفى ضمناً الإشارات بشأن نهاية شرطة الأخلاق، وقال إن اللجنة «لم يكن لديها قرار بشأن دورية الإرشاد».وكان المدعي العام الإيراني قد أعلن، في مطلع ديسمبر إلغاء شرطة الأخلاق، لكن معارضين شككوا بالإعلان في ظلّ استمرار تطبيق قانون الحجاب الإلزامي.

 

زيلينسكي يعد الأوكرانيين بـ«النصر» في 2023

كييف/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، في تمنياته للسنة الجديدة أن العام 2023 سيكون عام «النصر» في الحرب ضد روسيا. وقال في رسالته عبر «تلغرام»: «ترغبون في الايمان والأمل؟ كلاهما موجود لدى القوات المسلحة (الأوكرانية) منذ وقت طويل (...). ترغبون في النور؟ إنه في كل واحد منا، رغم انقطاع الكهرباء» التي تشهد التغذية بها اضطرابات كبيرة بسبب القصف الروسي الكثيف. وختم رسالته بالقول: «عام سعيد. عام انتصارنا»، وذلك بعد عشرة أشهر ونيف من بدء الغزو الروسي لبلاده في 24 فبراير (شباط) 2022، داعيا مواطنيه الى «العمل والنضال وتبادل المساعدة».

 

زيلينسكي بعد الضربات الروسية الجديدة: أوكرانيا لن تغفر لموسكو

كييف/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (السبت)، أن بلاده «لن تغفر» لروسيا غزوها وقصفها، وذلك بعد ضربات جديدة استهدفت كييف ومدناً أخرى قبل حلول السنة الجديدة. وكتب زيلينسكي بالروسية على تليغرام: «لن يغفر لكم أحد الإرهاب. لا أحد في العالم سيغفر لكم ذلك»، مضيفاً: «لن يتم العفو عن الذين يأمرون بضربات مماثلة والذين ينفذونها. هذا أقل ما يمكن قوله». ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، استهدفت ضربات روسية مناطق عدة في أوكرانيا، السبت، منها العاصمة كييف، حيث أسفر القصف عن مقتل شخص واحد على الأقلّ ووقع العديد من الجرحى، بحسب السلطات المحلية. وبعد العديد من الانتكاسات العسكرية على الجبهة، اتبعت روسيا منذ أكتوبر (تشرين الأول) تكتيك قصف بنى تحتية أوكرانية يتسبب بانتظام في انقطاع كبير للكهرباء والمياه.

 

ضربات روسية على كييف ومناطق أوكرانية أخرى وسقوط قتيل وتضرر أحد الفنادق

كييف/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

استهدفت ضربات روسية عدة مناطق في أوكرانيا، اليوم (السبت)، منها العاصمة كييف، حيث أسفر القصف عن مقتل شخص واحد على الأقلّ وعدة جرحى، بحسب السلطات المحلية. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو على «تليغرام»: «بحسب المعلومات الأولية، قُتل شخص في حيّ سولوميانسكي... وجُرح عدة أشخاص». وتحدثت السلطات الأوكرانية عن دمار وحرائق في ميكولايف (جنوب) وخميلنيتسكي (غرب)، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. بدوره، أعلن رئيس هيئة الأركان الأوكرانية فاليري زالوجني، أن الجيش الروسي استهدف مدناً أوكرانية عدة، السبت، بإطلاقه 20 صاروخاً، خصوصاً من قاذفات قنابل، لافتاً إلى أن الدفاع الجوي الأوكراني أسقط 12 منها. وقال زالوجني عبر «تليغرام»: «أطلق العدو أكثر من 20 صاروخاً جوياً عابراً بواسطة قاذفات قنابل استراتيجية طراز تو - 95 إم إس من بحر قزوين ومن منظومات صاروخية برية... إن قواتنا ووسائل دفاعنا الجوي دمرت 12 صاروخاً».

 

أوكرانيا تفرج عن 82 جندياً روسياً في إطار عملية تبادل للأسرى

موسكو/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت أن أوكرانيا أطلقت سراح 82 جندياً روسياً كانوا أسرى لديها في أحدث تبادل للسجناء بين الجانبين. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم إن انتصار روسيا في أوكرانيا «لا محالة منه»، بعدما دخلت حملة موسكو العسكرية شهرها الحادي عشر. وصرّح شويغو في رسالة بالفيديو إلى العسكريين بمناسبة السنة الجديدة نشرته وزارة الدفاع: «أتمنّى للجميع بمناسبة السنة الجديدة الصحة والثبات وصحبة رفاق موثوقين ومخلصين... ونصرنا، تماما كالسنة الجديدة، لا محالة منه». وأقرّ شويغو بأن «الجميع واجه محنا شديدة» في السنة المنصرمة وبأن السنة الجديدة تحلّ وسط «وضع عسكري-سياسي صعب». أرسلت روسيا جنودها إلى أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير (شباط) بحجّة حماية السكان الناطقين بالروسية في الشرق من إبادة مزعومة على يد السلطات الأوكرانية. وقال شويغو: «السنة المنصرمة سوف تسطّر في السجلات العسكرية للوطن الأمّ، وهي حافلة بأعمالكم الخالدة وبجرأتكم الإيثارية وبطولاتكم في النضال ضدّ النازية الجديدة والإرهاب». وأردف: «لن ننسى يوما ذكرى الرفاق الذين ضحّوا بأنفسهم خلال مهام القتال في سبيل إنقاذ المدنيين من إبادة وأعمال عنف تلحق بهم لمجرّد الحقّ في تكلّم الروسية». ولفت شويغو إلى أن هؤلاء الذين يحتفلون برأس السنة، وهي مناسبة كبيرة في روسيا وغيرها من بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا، خلال تأدية مهامهم «يفون ببطولة بالمهام القتالية لحماية أمن روسيا ومصالحها الوطنية».

 

اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا في يناير

أنقرة/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

يُعقد لقاء بين وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا «في النصف الثاني من يناير (كانون الثاني)» كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، في خطوة جديدة من التقارب الذي بدأ بين أنقرة ودمشق. وقال أوغلو لصحافيين وفق ما نقلت محطة «إن تي في» التلفزيونية التركية: «قررنا عقد اجتماع ثلاثي في النصف الثاني من يناير... قد يُعقد الاجتماع في بلد آخر». وكان اجتماع ثلاثي عقد (الأربعاء) في موسكو بين وزراء الدفاع التركي والسوري والروسي، هو الأول منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 التي تسببت بتوتر كبير في العلاقات بين أنقرة ودمشق. وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أشار منتصف ديسمبر (كانون الأول) إلى أنه قد يلتقي نظيره السوري بشار الأسد بعد اجتماعات على مستوى وزيري الدفاع ثم الخارجية، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وتركيا، البلد المجاور لسوريا، تعتبر أبرز داعمي المعارضة السياسية والعسكرية منذ اندلاع النزاع. وبحسب المحللين، تسعى موسكو لتحقيق تقارب بين هذين البلدين الحليفين لها واللذين يوحدهما «عدو» مشترك هو القوات الكردية الموجودة في شمال سوريا والتي تصنفها أنقرة بـ«الإرهابية» وتحظى بدعم واشنطن. وشنت أنقرة سلسلة من الغارات الجوية نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على مواقع للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا، مهددة بعملية برية جديدة بعد العمليات الثلاث التي شنتها منذ عام 2016.

 

قلق في مناطق المعارضة السورية من التحركات التركية

إدلب: فراس كرم/الشرق الأوسط/01 كانون الثاني/2023

يسود جو من القلق والترقب وخيبة أمل كبيرة في الأوساط الشعبية والفعاليات السياسية والثورية والقطاعات العسكرية في مناطق المعارضة بشمال غربي سوريا، حول مصير المنطقة، بعد أن كشف اجتماع وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا في موسكو الأربعاء 27 ديسمبر (كانون الأول)، مدى التغير المتسارع في الاستراتيجية التركية تجاه النظام السوري والتقارب والتطبيع معه، وانعكاساته المستقبلية على المنطقة، بعد 11 عاماً من القطيعة السياسية الحادة بين الجانبين، واصطفاف تركيا إلى جانب المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.

* تسلسل التصريحات وخطوات التقارب

أثار لقاء وزير الدفاع التركي ورئيس جهاز الاستخبارات في تركيا ونظرائهم الروس والسوريين في موسكو مؤخراً، حالة من الغضب الشعبي والشعور بخيبة الأمل في تركيا إلى حد انعدام الثقة بتعاملها مع الملف السياسي لصالح المعارضة السورية، بعدما بدا واضحاً مدى التنسيق والتقارب بين تركيا والنظام السوري، الذي بدأت أولى خطواته عندما كشف وزير الخارجية التركية قبل أشهر في تصريح له على وسائل إعلام تركية، أنه تكلم مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على هامش قمة دول عدم الانحياز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأكد لنظيره السوري خلال اللقاء أن «السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة هو الحل السياسي والقضاء على الإرهابيين دون أي تمييز بينهم وتحقيق اتفاق بين النظام والمعارضة، وتركيا تدعم هذه الخطوات»، ليؤكد بعد ذلك في تصريحات لاحقة وجود اتصالات بين رؤساء أجهزة الاستخبارات في البلدين، حول عدد من القضايا؛ وأهمها الملف الأمني المتعلق بالبلدين.

وشكل تصريح الرئيس التركي إردوغان مؤخراً، حول إمكانية عقده لقاء مع نظيره السوري بشار الأسد برعاية روسية، الذي قال فيه «إنه لا توجد خصومة دائمة في عالم السياسة»، صدمة كبيرة في أوساط السوريين، وذلك عندما رد على سؤال صحافية في البرلمان التركي، تعقيباً على إعلان زعيم حزب «الحركة القومية» دولت بهتشلي، تأييده للقاء إردوغان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قطر، واقتراحه إجراء لقاء مع بشار الأسد. وقال إردوغان حينها: «هذا ممكن، فلا يوجد خلاف أو خصومة دائمان في السياسة، يتم اتخاذ الخطوات في هذا الصدد عاجلاً أم آجلاً في الظرف الأنسب».

* ردود فعل المعارضة

وعلى وقع تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة حول خطوات التقارب بين تركيا والنظام السوري، بدأت الفعاليات الثورية في مناطق شمال غربي سوريا بالدعوة للخروج بمظاهرات شعبية حاشدة، في كل المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة المعارضة في إدلب وريف حلب، للتنديد بالموقف التركي الأخيرة تجاه النظام السوري والتقارب معه.

وخرجت يوم الجمعة، عشرات المظاهرات الشعبية الحاشدة تحت عنوان «نموت ولا نصالح الأسد» في مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا وبنش ومعرة مصرين وحارم وسلقين وسرمدا، وعدد من البلدات ومخيمات النازحين في محافظة إدلب، إلى جانب مدن الباب وجرابلس وأعزاز وصوران ومارع وأخترين وعفرين وجنديرس والراعي وأتارب وبلدات أخرى في ريف حلب الشمالي، ندد خلالها المتظاهرون بالتقارب بين تركيا والنظام السوري والاجتماعات الأخيرة بين مسؤولي البلدين، والتأكيد على إسقاط النظام ورفضهم لما سمّوها «المؤامرة» الحالية على الشعب السوري، أو التطبيع مع نظام الأسد.

من جانبهم، دعا خطباء المساجد في مناطق إدلب وريف حلب، يوم الجمعة، إلى عدم الاستكان أو الصمت عما يجري من محاولات دولية وإقليمية تقود إلى فرض مصالحة بين السوريين والنظام السوري، وطالب الخطباء بفتح الجبهات والمعارك ضد النظام السوري وحلفائه في أقرب وقت لقطع الطريق على من يحاول التفريط بحقوق الشعب السوري وثورته التي راح ضحيتها ما يقارب مليون شهيد ونزوح الملايين بالداخل والخارج.

* التنازلات أمام القوى الإقليمية والدولية

ويرى العقيد مصطفى بكور وهو ضابط منشق عن قوات النظام، أن رضوخ من تصدر مشهد قيادة المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري للمطالب الدولية والإقليمية، والقبول بمسارات آستانة وسوتشي وهيئة التفاوض واللجنة الدستورية خارج مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، كان أهم الأسباب التي أدت إلى إضعاف الثورة وثوارها، وتمكين أي جهة دولية أو إقليمية من اتخاذ أي قرار أو الانخراط بأي مسار سياسي بمعزل عن قوى الثورة، سواء قبلت أو رفضت ذلك.

ويقول العقيد مصطفى بكور إن «كثيراً من العوامل أسهمت في إضعاف الموقف العسكري للثورة وجعلها ضعيفة أمام التدخلات الإقليمية والدولية، وكان من أهم التنازلات العسكرية للثورة السورية التي تصد والتي أضعفتها أمام القوى الإقليمية عدة تنازلات، وأفقد الفصائل فاعليتها، ما جعل أنقرة تتفاوض مع نظام الأسد بمعزل عن رأي المعارضة ومن دون أن تحسب حساباً لردة الفعل، ومنها: 1- الرضا بالاعتماد على الدعم الخارجي الذي منح الإمكانية للخارج للتحكم بمسار الثورة. 2- الانخراط بالمسارات السياسية خصوصاً آستانة وسوتشي. 3- الرضا بارتهان التحرك العسكري على الأرض لرغبة السياسيين الذين يمثلون مصالح دول وليس مصلحة الثورة. 4- الانخراط في الاقتتال الداخلي بين الفصائل بناء على أجندات لا علاقة لها بمصلحة الثورة. 5- تحييد أهل الاختصاص من العسكريين وتصدر المدنيين لقيادة الفصائل العسكرية.

وشدد على أن «السبيل الوحيد للخروج من هذه الدوامة وفك الارتهان للقوى الدولية والإقليمية، هو إعادة تشكيل جيش فتح جديد بقيادة جديدة لم تنخرط بمسارات التفاوض والتنازلات، وتلاحم الحاضنة مع الثوار في مصير واحد وكلمة واحدة، وهذا بالطبع يشكل عامل جذب لكل الشباب المؤمن بالثورة ونعيدها سيرتها الأولى».

من جانبه، قال الناشط الحقوقي أكرم جنيد، إنه «يتعين على تركيا أن تعيد النظر بحساباتها وسياساتها الجديدة تجاه قوى وممثلي الثورة السورية الحقيقيين، ومراجعة مواقفها الأخيرة مع النظام السوري، وأن تفرق في مشروع تقاربها مع النظام السوري، بين مفهوم الثورة والثوار والمعارضة (المصطنعة)، فالثورة قضية شعبية بامتياز طالب فيها الشعب السوري منذ اليوم الأول على اندلاعها قبل 11 عاماً بإسقاط نظام استبدادي ووحشي وديكتاتوري مارس أبشع الجرائم بحق الشعب السوري، وقتل فيها أكثر من مليون مدني وغُيب مصير أكثر من مليون سوري آخر في سجون النظام السرية، وبالرغم من ذلك، ما زال الثوار السوريون عند الهدف الذي خرجوا من أجله، أما المعارضة السورية في الخارج فلا تمثل الثورة ولا ثوارها وتضحياتهم في ميادين القتال مع عصابات الأسد ولا الأحرار في الساحات السورية الذين هتفوا للحرية والكرامة وتعرضوا لأبشع وسائل القمع والقتل والاعتقال، إنما تمثل هذه المعارضة الدول التي ارتهنت لها ولقراراتها».

ويضيف: «تركيا لها الحق في التنصل من اتفاقاتها وتضامنها مع فصائل الثورة السورية والشعب السوري، ولكن ليس لها الحق بفرض مصالحة بين الثوار والنظام السوري، أو استخدام الملف السوري بما فيه ملف اللاجئين السوريين في تركيا ورقة تستثمر فيه الأحزاب التركية فيما بينها، بما فيها حزب العدالة والتنمية الحاكم، ومحاولته تهدئة تصعيد الأحزاب المعارضة ضده لكسب الانتخابات التركية المقبلة».

* تحذيرات من نتائج التقارب

وفي السياق أصدرت «هيئة تحرير الشام»، الفصيل ذو النفوذ العسكري الأكبر على الساحة في شمال غربي سوريا، بياناً، الخميس الماضي، قالت فيه، إن «الثورة أمام تحدٍّ سياسي جديد يتمثل بتنشيط التواصل مع النظام من قبل أبرز حلفاء الشعب السوري (الدولة التركية)؛ حيث تأتي هذه المحادثات لأجل إحراز تقدم في ملف اللاجئين قبيل الانتخابات التركية المقبلة من جهة، وممارسة مزيد من الضغط على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وأبرز مكوناته حزب العمال الكردستاني من جهة أخرى».

وأشارت إلى أن «النظام السوري الحالي، ومن قبله حكم أبيه حافظ الأسد، هدد الأمن القومي التركي لعقود من خلال دعمه لحزب العمال الكردستاني، وإيواء كوادره وأبرز قادته عبد الله أوجلان، وهو لا يملك النوايا الحسنة للمشاركة بإزالة المخاوف والتهديدات الأمنية لصالح سلامة وأمن تركيا، فضلاً عن عدم قدرته على ذلك، إضافة إلى كونه السبب الرئيسي في دفع ملايين السوريين للجوء، فكيف سيكون هو الحل اليوم، أو يرضى السوريون بالعودة إلى مناطقه التي يسيطر عليها، وإلى هذه اللحظة لم يتغير سلوك النظام السوري أو يبدل نهجه ضد الشعب السوري من قتل وتشريد واعتقال، بل تجاوز ذلك بتحويل المناطق التي يسيطر عليها إلى معامل تصدير الكبتاغون، ورعاية تجارة المخدرات، وبذلك جمع النظام بين ظلمه لشعبه وانتقامه من شعوب المنطقة وحكوماتها، مهدداً الأمن المجتمعي ومستقبل الأجيال».

* استعادة القرار

من جهته، قال الرائد جميل الصالح، قائد فصيل «جيش العزة»، في تغريدة على حسابة في «تويتر»، إنه «حين نكون أقوياء لن نحتاج إلى التنازلات المؤلمة، وحين نكون أقوياء سيكون قرارنا ملكاً لنا غير مستورد أو مفروض علينا وعندئذ لا أحد قادر على مصادرته منا، وأن التحاق الشباب بالفصائل التي تنفذ مطالب أهالي الشهداء وتحمي ثوابت ثورتنا أولى الخطوات الصحيحة».

وأكد العقيد رياض الأسعد، وهو مؤسس «الجيش السوري الحر» الذي تشكل من آلاف الضباط السوريين المنشقين عن النظام السوري، بعد اندلاع الثورة في مارس (آذار) 2011، أن «المصالحة مع عصابة بشار القاتلة المجرمة هي انتحار رغم جميع الظروف التي نمر بها، فلا سلام ولا استقرار بوجود عصابة فاشية إرهابية واحتلال قاتل إرهابي بكل المقاييس الدولية، لما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب السوري من قتل وتعذيب وتهجير واستخدام الكيماوي والأسلحة المحرمة دولياً لقتل الشعب».

ولفت الناشط الإعلامي طاهر العمر في إدلب، إلى أنه «يتوجب على الفصائل العسكرية رص الصفوف وفتح معركة كبيرة تقلب الطاولة على جميع المتآمرين، وهذا مطلب الجميع والحاضنة الشعبية، ومعارك التحرير هي من تعطي القوة للثورة السورية، وهي أقوى من المفاوضات والصفقات السياسية، وإن نظام الأسد فعلياً منهار اقتصادياً، ولا يمتلك القدرة على أي معركة برية أو عسكرية بشكل عام ولا حتى الدفاع عن نفسه».

وقال قيادي في فصائل المعارضة بشمال غربي سوريا، رداً على تسريبات صرحت بها صحيفة «وطن» الموالية للنظام السوري، إن أحد أهم الشروط التي تم الاتفاق عليها بين وزراء دفاع تركيا وروسيا والنظام السوري خلال الاجتماع الأخير في موسكو، هو انسحاب القوات التركية من سوريا (دون تحديد المدة الزمنية)، وأن «انسحاب القوات التركية من المناطق التي نشرت فيها القواعد العسكرية، سواء في إدلب أو أرياف حلب، لا يؤثر ميدانياً على موقف المعارضة السورية المسلحة ووجودها، حيث إن الأخيرة على مدار السنوات الأخيرة الماضية، دعمت من وجودها على خطوط التماس وعززت مواقعها العسكرية بمختلف صنوف الأسلحة والمقاتلين المدربين على خوض المعارك وعلى استعداد كامل وجاهزية قتالية لأي سيناريو على الصعيد العسكري واستئناف المعارك ضد قوات النظام من جديد التي أوقفتها اتفاقات تركيا وروسيا في مسارات آستانة وسوتشي».

 

نتنياهو: إسرائيل ليست ملزمة بنتيجة التصويت “الدنيء” بالأمم المتحدة

وكالات/31 كانون الأول/2022

القدس: وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم السبت، تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مطالبة محكمة العدل الدولية بإبداء رأي بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية “بالدنيء”. وقال في رسالة مصورة “الشعب اليهودي ليس محتلا على أرضه، وليس محتلا في عاصمتنا الأبدية القدس، ولا يوجد قرار للأمم المتحدة يمكن أن يشوه تلك الحقيقة التاريخية”. والسبت، صوت لصالح القرار، الذي تقدمت به فلسطين أمام الجمعية العامة، 87 دولة، فيما صوتت إسرائيل والولايات المتحدة و24 عضوا آخرين ضد القرار، بينما امتنع 53 عن التصويت. وقالت الجمعية العامة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنها تبنت قرارا يقضي بالطلب إلى محكمة العدل الدولية أن تصدر فتوى “بشأن الآثار المترتبة على انتهاكات إسرائيل المستمرة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير”. ورحبت فلسطين بالتصويت، واعتبر الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن “هذا التصويت دليل على وقوف العالم أجمع إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية غير القابلة للتصرف”. ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية الحدث بأنه “انتصار وإنجاز دبلوماسي، وقانوني فلسطيني ودولي”.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

2022: خريف لبنان الثقافي.. ربيع حزب الله

محمد أبي سمرا/أساس ميديا/الأحد 01 كانون الثاني 2023

كيف يمكن رسم صورة لأحوال لبنان وبيروت الثقافية في سنة 2022، بمنأى من ما سمّاه حزب الله "ربيعه الأربعين"، ليتحقق ويكتمل سقوط لبنان في الفقر والاختناق والعزلة؟

وحزب "أشرف الناس" أبى إلا أن يضيف 3 سنوات لربيعه الزاهر، كي يقول إنه ولد من رحم الاحتلال الإسرائيلي صيف 1982، وفي رعاية احتلال النظام السوري الذي تلاه، وأبى الجنرال ميشال عون إلا أن يكتمل سنة 1990.

فبحسب بيانه التأسيسي إلى "أمة المستضعفين في الأرض" الذي أذاعه من مسجد الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية، تأسّس حزب الله سنة 1985. وفي السنوات الثلاث السابقة على إذاعته ذاك البيان، لم يكن بعدُ حزبًا علنيًا منظّمًا، ولا عَلَمَ له تزيّنه عبارة "إن حزب الله هم الغالبون"، بل كان مجموعاتٍ سريّةٍ متفرّقة، تعمل وتنشط خفية في بواطن ما كان يسميها السيد محمد حسين فضل الله "الحالة الإسلامية" الشيعيّة، ويذيع عليها خطبته من مسجد الحسنين في بئر العبد.

لا بد من التذكير بفرقة "المياس" الراقصة التي فازت بـ"الباز الذهبي" في برنامج مسابقات المواهب في أميركا في 7 أيلول 2022، واحتفل بها اللبنانيون احتفالًا صاخبًا ثأرًا من سقوط بلدهم في الاحتضار

تعملق حزب الأربعين ربيعًا في الحروب "المقدّسة" الكثيرة التي خاضها، ما دام التاريخ والاجتماع والمجتمع وما دامت الحياة والسياسة حروبًا مقدّسة في تعريفه إياها، أو تحضيرًا واستعدادًا لخوض حروبه. أما سائر أهل لبنان الذين ليسوا من "أشرف الناس"، فانصرفوا بعد حروبهم الأهلية المدمّرة واتفاق الطائف (سنة 1990) إلى تدبير شؤون حياتهم وشؤونهم الدنيوية غير الشريفة وغير المقدسة. وكلما فاجأهم حزب الربيع الدائم والمولود من رحم الربيع، بحربٍ من حروبه، أخذوا يتدبّرون للكارثة علاجًا، اكتشفوا متأخرين أنه لم يكن سوى شعارات: "حرية، سيادة، استقلال"، "نحن نحبُ الحياة"، "لا سلاح إلا سلاح الشرعية"، "سيادة الدولة على أرضها وحدودها"، "النأي بالنفس عن الحروب والمحاور الإقليمية"، "الاستراتيجية الدفاعية"، تطبيق القرارات الدولية"، "قيام دولة القانون والمؤسسات"، إلخ... حتى لم يبقَ من الدولة اللبنانية اليوم سوى هياكل خاوية، ومن المجتمع اللبناني سوى جماعات متصدّعة منكفئة، تعيش في الحيرة والضياع.

وها يودّع لبنان سنة 2022، لا يدري أحدٌ كم من السنوات يستمر على هذه الحال من تعملق حزب الأربعين ربيعًا الذي اختتم بعض من "أهله الغاضبين" هذه السنة باغتيالهم جنديًا وجرحهم آخرين من قوات "اليونيفيل" الدولية في الجنوب.

ثقافات الخمينيّة

قبل هذا الاغتيال الختامي، ساهم "أهالي" حزب الربيع الغاضبون في تنشيط الحياة الثقافية الذاوية في لبنان:

 - في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب في دورته الـ63، والتي شاءها منظّموها مطلع العام 2022 محاولة لانتشال المدينة من الغمّة البادئة سنة 2019، أصرّ أولئك الأهالي الغاضبون على تعليق صور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في صالة المعرض الذي شاء القيّمون عليه أن يكون شعاره "بيروت لن تنكسر". وذلك بعد جائحة كورونا والدمار والموت اللذين خلفهما فيها انفجار مرفئها. لم يكتفوا بحضور سليماني سريًا إلى بيروت لاستكمال ربيع حزبهم فيها، بعد قتله ربيع سوريا وشعبها الثائر وتشريده، ولا اكتفوا بنصب تماثيله في ديارهم وتسميتهم شوارع فيها باسمه القدسي، بل أرادوا تزيين معرض الكتاب بصوره كي يكتمل ربيع حزبه ثقافيًا في بيروت المشلولة.

- في أيام عاشوراء 2022، أُقيمت مجالس حسينية عاشورائية في مسرح المدينة وسط شارع الحمراء البيروتي. صاحبة المسرح، المخرجة والممثلة نضال الأشقر، برّرت استضافة المسرح تلك المجالس بقولها: "لا أستطيع رفض طلب أحد". وهي كانت أجّرت المسرح سابقًا لتيارات واتجاهات كثيرة، منها جمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش). فما الضير، إذًا، من استضافته شعائر عاشوراء الخمينية؟ كأنها في هذا تقول إن مسرح المدينة "صالة للإيجار". ونسبت الأشقر المناسبة الكربلائية إلى التراث. فليحيا التراثُ إذًا على أطلال ثقافة المدينة ومسرحها، بعدما سبق لمؤيدي حزب الله أن منعوا بثّ أغانٍ لفيروز في الجامعة اللبنانية.

- في 12 آب 2022 هاجم شاب لبناني جنوبي الأصل الروائي سلمان رشدي، فيما كان يلقي محاضرة في نيويورك، فطعنه بسكين طعنات عدة فشلت في إنهاء حياته، تنفيذًا للفتوى الخمينية التي استباحت دمه في عيد الحب 14 شباط 1989. لكن الرئيس الإيراني الإصلاحي الأسبق كان قد أبطل الفتوى الخمينية. أما المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي فعاد وصرّح أن الفتوى لا تزال قائمة.

تعليقًا على طعنات الشاب الجنوبي اللبناني الأصل، صفّق خمينيو لبنان: صحافي في "النهار" التي اغتيل وريثها جبران تويني تنفيذًا لـ "فتوى سرية" مشابهة لفتوى الخميني، صفّق مع المصفّقين على شاشة تلفزيونية لبنانية. وزير الثقافة اللبنانية قال: "لولا آيات الله وجهاد أبنائهم وحلفائهم ضد الظلامية والطغيان على جبهات الدم الممتدة وسع هذا الشرق، لما بقي لنا مكان على هذه الأرض، ولكان جلّ الرجال شهداء، وكثر من النساء سبايا لدى أعوان الشيطان".

حزب "أشرف الناس" أبى إلا أن يضيف 3 سنوات لربيعه الزاهر، كي يقول إنه ولد من رحم الاحتلال الإسرائيلي صيف 1982، وفي رعاية احتلال النظام السوري الذي تلاه، وأبى الجنرال ميشال عون إلا أن يكتمل سنة 1990

مسرح يوميات مبتورة

في السنة الثالثة من انطفاء لبنان وبيروت ثقافيًا، استعادت العاصمة اللبنانية شيئًا من روحها على صعيد العروض المسرحية، تميّزت منها ثلاث:

- "هيكالو" حي الشراونة البعلبكي وشارع الحمراء البيروتي، كتابة وإخراج يحيى جابر الشغوف بنقل اللغات الأهلية إلى خشبة المسرح، وتمثيل الشاب البعلبكي التلفزيوني عباس جعفر. وعُرضت المسرحية في نهايات تشرين الأول 2022 في مسرح المدينة، فنقلت إلى الخشبة حكايات حي الشراونة البعلبكي بلغة كوميدية سوداء، مستعيدة تقاليد الثأر العشائري، والخطف والمداهمات وقصص المطلوبين الطفار ومطاردتهم، وصولًا إلى الأوزاعي في بيروت.

- "شمس ومجد" كتابة وإخراج المسرحي السوري أسامة غنم. عُرضت في أمسيتي 14 و15 كانون الأول الجاري في مسرح دوار الشمس - الطيونة بيروت، بتنظيم مؤسسة "المورد الثقافي" والتعاون مع "جمعية شمس". واللافت أن مدة العرض المسرحي تتجاوز الساعات الثلاث، وتستلهم الحياة اليومية السوداء في العاصمة السورية.

- "لعل وعسى" كتابة وإخراج كريستال خضر، وشهادة من الممثلتين حنان الحاج علي ورندة الأسمر. عُرضت المسرحية في مسرح مونو ابتداءً من منتصف الشهر الحالي. ويتكرر طوال العرض بين الممثلتين السؤال التالي: "كيف كنا عايشين؟!"، في محاولة دائمة منهما لاستعادة حكاية عمرهما في المسرح والحياة في بيروت، منذ ثمانينات القرن العشرين. الخشبة فارغة إلا من كرسيين تجلس على كل منهما حنان الحاج علي ورندة الأسمر، مستعيدتين شتات حوادث وعلاقات وحياة، في جمل مبتورة مثل حياتنا وذاكرتنا في لبنان وبيروت اليوم.

وربما هناك خيط جامع بين هذه الأعمال المسرحية الثلاثة: استعادة الماضي انطلاقًا من زمن النهايات والأفول.

الزعنّي وحاوي ورياشي

من الاستعادات على صعيد النشر البيروتي يمكن التوقف في محطات ثلاث:

- "عمر الزعنّي: قصائد ممنوعة". نُشرت هذه القصائد عن "دار نلسن" و "نادي لكل الناس". وتروي وجهًا من الواقع السياسي والاجتماعي اللبناني. ومنع الأمن العام نشرها في حينه، بذريعة سخريتها وهجائيتها. ووردت في الكتاب سيرة مختصرة للزعنّي (1989- 1961): شاعر عامي بيروتي ساخر، مولود في حي البطركية-  زقاق البلاط. سليل عائلة متديّنة مصرية الأصل. ووالده شيخ متصوف من أتباع الطريقة الشاذلية، وكان صاحب متجر مال قبان للحبوب في محلة مينا القمح قرب مرفأ بيروت. وفي العام 1914 تخرّج عمر الزعنّي من الكلية العثمانية حائزًا شهادة البكالوريا. وكان من زملائه فيها: عمر فاخوري، عمر حمد، الأخوان محمد ومحمود المحمصاني، عبدالله المشنوق، رياض الصلح، وعبدالغني العريسي. ومن قصائده الممنوعة: "بيروت/ بيروت زهرة... في غير أوانها/ بيروت ما أحلاها... وما أحلا زمانها/ بيروت يا حينها... ويا ضيعانها/ تدبل على أمها... وتموت بيروت".

- "الديوان الأخير" للشاعر خليل حاوي (1919- المنتحر في بيروت على مشارف اجتياحها من الجيش الإسرائيلي صيف 1982). يضم الديوان قصائد غير منشورة لصاحب "نهر الرماد". وهو من إصدارات "دار نلسن"، ويضم 17 قصيدة من أرشيف عائلته، مكتوبة بخط يده، وبعضها بالعامية. واللافت قصيدة كُتبت سنة 1957، تتناول حرب السويس، ويقول حاوي فيها: "وغدًا يندّك لبنان/ ويُنفى شعب لبنان/ ويستعطي الشعوب/ غير أن الأعين الصمّاء لا تحكي/ وتحكي: أنت منبوذٌ غريب سوف تستعطي الشعوب".

- "نسوان من لبنان" لاسكندر رياشي (1890- 1961). صدر عن "دار الجديد"، وقدّم له لقمان سليم قبل اغتياله في الجنوب سنة 2021. وعنوان المقدّمة "عن لبنان وشُفعائه الشياطين/إسكندر رياشي: الباطل يحرّركم!". وفيها: "ما من شك بأن الرياشي يسعه أن يشفع بالبلد الصغير، فوق ما يسع القديسين والأولياء والأبطال والشهداء من ذوي السِّيَر العطرة حد الاختناق بعطرها، والأخلاق الرفيعة حدّ الهزال، والمبادئ الراسخة حدّ الشلل، أن يفعلوا(...) ليس لأنه لم يخشَ في الحق لومة لائم، بل لأنه لم يخشَها في الباطل والضلال، وفي الخفة والعبث واللهو والمجون". وداعي لقمان إلى إعادة نشر هذا الكتاب والتقديم له مطوّلًا، هو أنه كتاب "فضائحي" في كشفه وجهًا من وجوه لبنان واللبنانيين في أيام الانتداب الفرنسي. وهو وجه لا يزال يلابس حياتهم حتى اليوم.

هناك أيضًا بين هذه الاستعادات من الكتب خيطٌ يجمعها: وقائع اجتماعية وسياسية من الماضي اللبناني غير المجيد ولا التليد، أي الذي يعاكس صورة لبنان المصنوعة والشائعة، وها هي تجتاح حياتنا اليوم طولًا وعرضًا.

ها يودّع لبنان سنة 2022، لا يدري أحدٌ كم من السنوات يستمر على هذه الحال من تعملق حزب الأربعين ربيعًا الذي اختتم بعض من "أهله الغاضبين" هذه السنة باغتيالهم جنديًا وجرحهم آخرين من قوات "اليونيفيل" الدولية في الجنوب

ذاكرة بيروت

من المعارض اللافتة هذا العام، تلك التي تستعيد ذاكرة بيروت، ومنها اثنان أساسيان:

- "ذاكرة مدينة من ورق" للفنان ألفرد طرزي، وهو معرض لأكثر من مئة مطبوعة (صحف، مجلات، على أنواعها وأصنافها الكثيرة المتنوّعة) صدرت في بيروت بين ثلاثينات القرن الماضي وثمانيناته. استمر المعرض شهورًا من هذه السنة في "هنغار مؤسسة أمم للتوثيق" في الغبيري التي أسسها كل من لقمان ورشا سليم. ويكشف المعرض عن ظاهرتين راسختين في المطبوعات اللبنانية: إساءة استخدام صور المرأة كاستعارة للحرية والجنسانية. وتمثيلات العنف السياسي في النزاعات المسلحة. وهناك غزلٌ مستمر بين الظاهرتين. في زمن الترف والاستهلاك والثقافة والحرية، استعملت أجساد النساء بجموح سوقي في منشورات دورية كثيرة. ومنذ العام 1943 شهد لبنان اغتيالات سياسية، وصولًا إلى الحروب الأهلية سنة 1975، وعُرضت جثث القتلى على صفحات المطبوعات كنوع من بورنوغرافيا سياسية. وصور هذا المعرض اللافت تبيّن أن "جنون التاريخ في شوارع بيروت يتكرر كما تتكرر الأحلام والأكاذيب التي عشناها"، حسب صاحب المعرض ألفرد طرزي.

- "ألو بيروت" وهو معرض لمجموعة كبيرة من فناني التجهيز المعاصر اللبنانيين، لا يزال مستمرًا في "بيت بيروت" بمحلة السوديكو. ويروي المعرض ماضي بيروت في وجوهه الكثيرة. وقد يكون أبرزها ما جمع من أرشيف ملهى "كاف دوروا" في الزيتونة، وبقايا أثاثاته المهترئة. وقصاصات صحف ومنشورات وبيانات عن سياسات رسمية خاطئة وفساد متأصل وإضرابات طلابية وعمالية. ومن فتحات دشم في "بيت بيروت" باقية من أيام الحرب، عُرضت أشرطة فيديو لثورة 17 تشرين 2019.

"ذاكرة مدينة من ورق"، يذكّرنا بزوال مطبوعات بيروت الثقافية والترفيهية والسياسية التي صنعت أسطورة المدينة، و"معرض ألو بيروت" يعرض أماكن بيروت المندثرة حين كانت المدينة لا تنام، لنتذكرها اليوم في عتمتها الكئيبة.

رحيل شاعرين ونحّاتة

ورحل عن عالمنا في هذا العالم الراحل فنانة تشكيلية وشاعران:

- منى السعودي (1945- 2022) الفنانة الأردنية – الفلسطينية - اللبنانية، المعروفة بتطويعها الحجر منحوناتٍ مشغولة بالشغف والصمت، وجعلها مسكن حياتها وروحها في بيروت. وهي بدأت تراسل مجلة "شعر" البيروتية عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها في عمان التي غادرتها إلى بيروت بعد سنتين. بعد هزيمة حزيران 1967 سافرت إلى إيطاليا. وفي أيار 1968 عايشت الثورة الطلابية في باريس. عدا النحت والفن التشكيلي، كتبت السعودي الشعر، وصممت الكثير من أغلفة الكتب الشعرية. وعُرضت أعمالها في باريس ومتحف سرسق في بيروت، وفي لندن والقاهرة والرباط وواشنطن.

- محمد علي شمس الدين (1942- 2022)، الشاعر اللبناني الجنوبي الذي بدأ الكتابة الشعرية في الستينات، منحازًا إلى التراث العربي الإسلامي، مستلًا منه رموزه وشخصياته الشعرية. أولى مجموعاته "قصائد مهربة إلى حبيبتي آسيا". كان في السبعينات من ظاهرة ما سمّي "شعراء الجنوب" في بيروت، وكانوا من اليساريين. وبعد معركة "جرود عرسال" كتب قصيدة في "المقاومة الإسلامية"، وقرأها من محطة تلفزيون المنار. وقال فيه أحد أصدقائه النقاد: "كنت جميلًا مثل زهر اللوتس، مضيئًا مثل قنديل العاشقين، تزين الأرض حين تخطّها عيناك الزرقاوان". وهو أصدر أكثر من دزينة من المجموعات الشعرية.

- حسن عبدالله (1943- 2022) الشاعر الجنوبي اللبناني، صاحب القصيدة التي غنّاها مرسيل خليفة "أجمل الأمهات/ التي انتظرت ابنها وعاد/ عاد مستشهدًا/ فبكت دمعتين ووردة/ ولم تنزوِ في ثياب الحداد". مجموعته الشعرية الأولى "أذكر أنني أحببت" (1978)، وفيها قصيدته المميزة عن مدينة صيدا. ثم أصدر قصيدته الطويلة "الدردارة" عن طفولته في بلدته الخيام. كان مقلًا في الشعر، فنشر 4 مجموعات، وكانت له تجربة في القصة القصيرة، وأخرى واسعة في كتابة القصص للأطفال. ومن إحدى قصائده: "في البرّية ونحن صغار/ كنا ننزع عن كل شيء ما يستر عريه/ أنظر إلى هذا الحقل المتلألئ تحت شمس الربيع/ إنني أعرف الثياب الداخلية لكل زهرة فيه".

معرض الكتاب

ختامًا لا بد من التذكير بفرقة "المياس" الراقصة التي فازت بـ"الباز الذهبي" في برنامج مسابقات المواهب في أميركا في 7 أيلول 2022، واحتفل بها اللبنانيون احتفالًا صاخبًا ثأرًا من سقوط بلدهم في الاحتضار.

أما معرض بيروت العربي والدولي للكتاب في دورته الـ64 فكان تحت عنوان "أنا أقرأ بتوقيت بيروت"، فاستعاد شيئًا من نبض المدينة، في توقيع الكتب الجديدة والندوات (26 ندوة). أبرزها "دستور الطائف بين التشويه والاجتزاء والانتهاك"، "مئوية فرح أنطون"، وتحية وفاء لكل من الراحلين: رياض الريّس، ميشال جحا، سماح إدريس، ملحم شاول، وجيه فانوس، جبور الدويهي، وفارس ساسين...

 

إعتراض غير دستوري وإنما شعبوي

طارق ترشيشي/الجمهورية/31 كانون الأول/2022

مرة أخرى يتجدد السجال حول انعقاد مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي لمجرد ان شاع انّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ينوي عقد جلسة ثانية للمجلس بعد الجلسة الاولى التي قامت قيامة البعض حولها ولم تعقد بعد، فيما الرجل لا ينوي حتى الآن الدعوة الى مثل هذه الجلسة إلا في حال طرأ ما يستوجِب ذلك.

والواقع انّ اعتراض البعض على انعقاد مجلس الوزراء في زمن تَولّيه دستورياً صلاحيات رئاسة الجمهورية وكالةً نتيجة الفراغ الرئاسي في انتظار انتخاب رئيس جديد، هو، في رأي دستوريين وقانونيين، اعتراض ليس في محله لا دستورياً ولا قانونياً ولا حتى في الظروف العادية، فكيف والحال الخطيرة التي تعيشها البلاد نتيجة الانهيارات المتلاحقة للسنة الرابعة على التوالي على كل المستويات في ظل وجود حكومات ورئيس جمهورية لم تتمكن من معالجتها حتى اليوم في عهد «فخامة الفراغ».

فهذا الاعتراض الذي يتصدره «التيار الوطني الحر» لا يعدو كونه اعتراضاً يستبطِن شعبوية ومزايدات حول صلاحيات رئاسة الجمهورية التي هي اصلاً لجميع اللبنانيين بغضّ النظر عن الهوية الطائفية لمن يتولاها، شأنها شأن بقية الرئاسات التي هي مواقع دستورية وطنية مهما حاول البعض إلباسها اللبوس الطائفي والمذهبي وجَعلها وكأنها حكرية او حصرية بهذه الطائفة او تلك بما يخالف الدستور ويُسيء الى دور المؤسسات التي تتولاها.

ويرى معنيون انّ مزايدة البعض في موضوع صلاحيات رئاسة الجمهورية في مجال انعقاد مجلس الوزراء في ظل الفراغ في سدة الرئاسة، ليست في محلها ولا تعدو الغاية منها اكثر من لعبٍ على وتر طائفي بهدف كسب شعبية يشعر المعترضون انهم فقدوها او يريدون الحفاظ على نسبة كبيرة منها، خصوصا عندما يتبيّن ان الاعتراض على انعقاد المجلس لا يقدم ولا يؤخر في صلاحيات رئاسة الجمهورية التي لا مساس بها البتة في هذا المضمار. ذلك انّ صلاحيات رئيس الجمهورية في اطار مجلس الوزراء هي، في الاوضاع العادية والاستثنائية، صلاحيات حَكَميّة وليست تقريرية، فالرئيس هو بحسب الدستور يحضر جلسات مجلس الوزراء عندما يشاء من دون ان يكون له حق التصويت على القرارات التي يتخذها المجلس عادة بالتوافق او بموافقة الاكثرية المطلقة، وحتى القرارات الكبرى المصيرية التي تتطلب موافقة اكثرية ثلثي الوزراء الذين تتكوّن منهم الحكومة.

واكثر من ذلك ان مجلس الوزراء في الظروف العادية يمكنه ان يجتمع برئاسة رئيس الحكومة (اي رئيس مجلس الوزراء) وفي غياب رئيس الجمهورية ويتخذ قراراته بالآلية نفسها، لأنّ الدستور لم يجعل حضور رئيس الجمهورية للجلسات ملزماً وانما أتاح له ترؤس جلسات مجلس الوزراء عندما يشاء من دون ان يكون له حق التصويت.

ويبدو، في رأي المعنيين، انّ المعترضين قد تناسوا انّ الدستور المنبثِق من وثيقة الوفاق الوطني المعروفة بـ»اتفاق الطائف»، أناطَ السلطة الاجرائية بمجلس الوزراء مجتمعاً بعدما نزعها من يد رئيس الجمهورية الذي كان يتولاها قبل «الطائف» بمعاونة وزراء يختار من بينهم رئيساً يسمّيه رئيس الوزراء (ويسمّى في بعض الدول العربية والاجنبية «الوزير الاول»). فعندما أُنيطت السلطة التنفيذية بمجلس الوزراء مجتمعاً انما كان ذلك على اساس نقل الصلاحيات التنفيذية التي كان يتولاها رئيس الجمهورية بمفرده الى مجلس الوزراء الذي تتمثّل فيه جميع الطوائف والمذاهب وحتى لمعظم القوى السياسية تمثيلاً عادلاً بغية ان تكون المشاركة في القرار شاملة كاملة لا انتقاص فيها ولا إقصاء لأحد وحتى ولو كان هذا الاحد حزباً مثلاً وقرّر إقصاء نفسه، إنما يتم تعيين الوزراء على قاعدة الحفاظ على التوازن الطائفي والتمثيلي وحتى السياسي للجميع في مجلس الوزراء.

امّا ما يعطيه البعض من تفسيرات قانونية ودستورية لموضوع انعقاد مجلس الوزراء من عدمه في ظل الفراغ الرئاسي فهي لا تعدو كونها تفسيرات سياسية يتم إلباسها لبوساً دستورياً هو في الحقيقة غير دستوري وغير صحيح. وفي رأي فقهاء في الدستور والقوانين ان مجلس الوزراء يتولى صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة في حالة خلو سدة الرئاسة، وهذه الصلاحيات ليست من النوع الذي يعطّل السلطة التنفيذية وانما هي صلاحيات حَكَميّة (بفتح الحاء والكاف) فقط انطلاقاً من موقع رئيس الجمهورية الذي حدّده الدستور بأنه «رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة التي تخضع لمجلس الوزراء».

اما قول البعض انّ اي قرار يتخذه مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي ينبغي ان يوقّعه جميع الوزراء، فهو في رأي هؤلاء الفقهاء الدستوريين هرطقة، فالقرار ينبغي ان يحمل توقيع رئيس الحكومة والوزراء المختصّين ومجلس الوزراء بصفته يتولى صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة عامة وليست موزّعة على كل وزير على حدة، على ان يوقّع رئيس الحكومة تحت عبارة «مجلس الوزراء» التي يذيّل بها القرار او المرسوم كونه المسؤول عن السياسة العامة للحكومة، ولا حاجة لتوقيع الـ 24 وزيراً على الاطلاق، فالدستور يعتبر ان كل وزير هو «رأس الهرم» في وزارته ولم يجعل مجلس الوزراء اهرامات مستقلة بعضها عن الآخر، وإنما جعله هرماً واحداً رأسه رئيس الجمهورية الحكم عندما يحضر الجلسات، ولكن رأسه الدستوري التنفيذي هو رئيس مجلس الوزراء، بدليل انّ مجلس النواب عندما يراقب الحكومة ويحاسبها إنما يحاسبها هي برئيسها ووزرائها ولا يحاسب رئيس الجمهورية لأنه ليس رئيس السلطة التنفيذية ولا شريكاً او طرفاً فيها.

وهذا الامر يقود الى التذكير بالاخطاء والمخالفات الدستورية التي ترتكب في تأليف الحكومات منذ اقرار «اتفاق الطائف» ودَسترته، وهي تتمثّل بإعطاء رئيس الجمهورية «كوتا» او حصة وزارية في الحكومة ما يجعله طرفاً في السلطة التنفيذية وحتى في اللعبة السياسية، فيما الدستور جَعله «حكماً» وراعياً لجميع المؤسسات رعاية الأب الصالح، والدستور قال ان «لا تبعة على رئيس الجمهورية حال قيامه بوظيفته الّا في حالتي خرق الدستور والخيانة العظمى». فإعطاء رئيس الجمهورية حصة وزارية وجَعله طرفاً في اللعبة السياسية هما خرق للدستور، لكنّ احداً لم يتوقف عند هذا الخرق بل الجميع تورطوا فيه منذ العام 1992 وحتى اليوم، والرئيس السابق ميشال عون كانت له حصص وزارية في كل الحكومات التي تشكلت في عهده، مع العلم انه كان يعلن قبل تولّيه الرئاسة انه لا يحق لرئيس الجمهورية ان تكون له حصة وزارية لأنّ الدستور جعله حَكَماً بين الجميع وساهراً على حماية «دستور الامة اللبنانية وقوانينها واستقلال لبنان وسلامة اراضيه». ولذلك، يرى المعنيون وكثير من الفقهاء الدستوريين، وحتى المتفقهين بالدستور، ان مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي في إمكانه ان ينعقد من دون اي مانع او تردّد دستوري وغيره في جلسات عادية او استثنائية لا فارق، لأن ليس هناك شيء اسمه فراغ في المؤسسات، وإنما هناك شيء اسمه استمرار العمل في المرفق العام أيّاً كان هذا المرفق الى حين تعيين او انتخاب مَن يملأ اي فراغ فيه، سواء كان هذا المرفق رئاسة الجمهورية او غيرها من المؤسسات الدستورية والعامة

 

النازحون باقون… 2023: الى “دمج مُقنّع”؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/31 كانون الأول/2022

لم يحمل عام 2022 أي إشارة أمل إلى تحقيق عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بل إنّ تداعيات النزوح على لبنان إلى تعاظم، إقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، وخصوصاً ديموغرافياً، في وقتٍ لم تنتفِ مخاطر التوطين أو «الاندماج المُقنّع» بل لا تزال تشكّل خشية كبيرة لدى الدولة، انطلاقاً من تعامل المجتمع الدولي مع ملف النزوح وربط العودة بالحلّ السياسي الشامل في سوريا، فضلاً عن طرح بعض المسؤولين في دول غربية توطين النازحين أو دمجهم في المجتمع اللبناني، حتى لو بشكل غير رسمي. كذلك لم يحمل العام 2022 أي إجراء من الحكومة اللبنانية على مستوى ملف النزوح، على رغم دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجتمع الدولي إلى «التعاون لإعادة النازحين السوريين الى بلدهم، وإلّا فسيكون للبنان موقف ليس مستحباً على دول الغرب، وهو العمل على إخراج السوريين بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم». لكنّ لبنان لم يتخذ أي إجراء من هذا القبيل ولا تزال الدولة تؤثِر عدم الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي، من باب النزوح، لكي لا تُغلق أبواب أخرى في وجهها. أمّا العودة الطوعية للنازحين التي استأنفت الدولة تنظيمها عبر المديرية العامة للأمن العام، في تشرين الأول الفائت، بعد توقُّف نحو 3 سنوات، فلا يُعوّل عليها لتحقيق العودة الكاملة، نظراً الى أنّ المجتمع الدولي لا يشجّع هذه العودة، بل يعتبر أنّ ظروفها غير متوافرة بعد، ولأنّ الأعداد التي تُسجّل للعودة تُعتبر خجولة مقارنةً بعدد النازحين السوريين الموجودين في لبنان. إذ في إطار العودة الأخيرة، لم يتخطَّ عدد العائدين الألف و500 نازح، فيما يبلغ مجموع العائدين الى سوريا منذ بدء عملية العودة الطوعية، 540 ألف سوري، ويوجد في لبنان الآن مليونان و80 الف نازح سوري، بحسب ما أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في المؤتمر الذي عقده في 25 تشرين الأول 2022.  لكن الحكومة تولي أهمية لهذه العودة، وتقول المشرفة العامة على «خطة لبنان للاستجابة للأزمة» ومستشارة وزير الشؤون الاجتماعية الدكتورة عُلا بطرس لـ»نداء الوطن»: «على رغم أنّ العودة خجولة إلّا أنّ العملية التي ينظمها الأمن العام مهمة، ويمكن أن تحفّز آخرين، خصوصاً بعد أن يشجّع العائدون من هم في لبنان على ذلك إذا شعروا بالأمان، فضلاً عن أنّ مفوضية اللاجئين تتابع وضعهم هناك وتؤمّن لهم مساعدات انسانية».

خطر الإنفجار الإجتماعي

على صعيد المخاطر، دفعت ازمة النزوح مع أزمات أخرى السكان الى الفقر وهذا ما ينذر بانفجار اجتماعي، لذلك إنّ الخوف على الاستقرار جدّي، بحسب بطرس. وتبقى مسألة عودة النازحين الى سوريا، العقدة الأساس بين الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي، إذ إنّ حلّ أزمة النزوح السوري ما زال غير متفق عليه عملياً، وهو مقرون بحسب المجتمع الدولي بإرساء الحلّ السياسي وبتعافٍ في سوريا، خصوصاً في قطاعي الطاقة والمياه، فضلاً عن سبُل العيش، إضافةً الى ما يعتبره المجتمع الدولي معوقات مرتبطة بالوثائق، الممتلكات والخدمة العسكرية. أمّا الدولة اللبنانية وبعد 11 عاماً، فتطالب بعودة النازحين إلى سوريا، وهي لم تعُد قادرة على تحمّل هذه الاعباء. كذلك طالبت المفوض السامي لمفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بتفعيل اعادة التوطين في دولة ثالثة لمن هم غير قادرين على العودة الى سوريا، مع تأكيد أهمية العمل المشترك ومع أطراف أخرى معنية لتحقيق العودة.

الى ذلك، شهد العام 2022 قرار وقف المساعدات عن بعض النازحين السوريين في لبنان، والذي يدخل حيّز التنفيذ بدءاً من كانون الثاني 2023، وبموجبه ستتلقى نحو 78 في المئة من عائلات اللاجئين السوريين في لبنان (234 ألف أسرة) مساعدات نقدية شهرية، بما في ذلك من مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات غير الحكومية، وذلك بسبب عدم كفاية الموارد، ما سيؤدّي إلى انخفاض ​​العدد الإجمالي للأسر التي تتلقى مساعدات نقدية شهرية بمقدار 35 ألف أسرة. كذلك اتخذ المجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي قراراً بتخصيص مشروعه في لبنان للأعوام 2023-2025 مناصفةً بين النازحين السوريين واللبنانيين، بعدما كان يُقسم بنسبة 70 في المئة للنازحين و30 في المئة للبنانيين. لكن لا القرار الأول مرتبط بعودة النازحين أو يساعد في تحقيقها، ولا الثاني سيعين لبنان فعلياً على تحمُّل تكاليف النزوح الباهظة. وتقول المتحدثة الرسمية بإسم مفوضية اللاجئين (UNHCR) في لبنان ليزا بو خالد لـ»نداء الوطن»، إنّ «الأمم المتحدة ستواصل العمل مع الحكومة والجهات الشريكة لتقديم الدعم الحيوي والضروري الى المجتمعات والفئات السكانية كلّها التي تحتاج الى المساعدة في لبنان». وتشير إلى أنّ «90 في المئة من اللاجئين السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية للتمكن من البقاء على قيد الحياة، لذلك فمن الضروري ضمان عدم انخفاض التمويل والدعم للفئات الأكثر ضعفاً».

الحلول

كذلك لم تحمل الدورة السادسة من مؤتمر «مستقبل سوريا والمنطقة»، الذي عُقد في أيار 2022، في العاصمة البلجيكية بروكسل، أي جديد يُعتد به. ويبقى التحوُّل الديموغرافي، الخطر الأكبر الناتج من النزوح السوري، إذ يشكّل النازحون 30 في المئة من سكان لبنان، وكلّما وُلد طفلان، أحدهما سوري. هذا فضلاً عن العواقب الإقتصادية والامنية والبيئية والضرر الكبير الذي لحق بالبُنى التحتيّة نتيجة زيادة المستخدمين لها. أمّا على مستوى الحلول، فتشير بطرس، الى أنّ وزارة الخارجية تقدّمت بـ15 نقطة للحلّ، وقد وُضعت كإطار للنقاش والحوار مع المجتمع الدولي ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، ضمن الحلول المستدامة، أي العودة وإعادة التوطين في بلد ثالث، في حين أنّ الاندماج محظور دستورياً. وتكشف بطرس أنّ غراندي لم يطالب بالدمج، خلال زيارته الأخيرة للبنان، بل قال إنّ الحل الامثل هو عودة النازحين لأنّ الدول غير قادرة على استقبال جميع اللاجئين، فضلاً عن أنّ التوطين في لبنان مخالف للدستور. وإذ تعتبر أنّ ما يُقال عن أنّ المجتمع الدولي يريد توطين النازحين في لبنان ليس دقيقاً، تشير الى أنّ «عدم التحفيز على عودتهم ومعارضة العودة بأعداد كبيرة ضمن الظروف الحالية هو عامل بقاء على المدى الطويل وهذا ما يخيف الدولة». لكن على رغم غمز المسؤولين اللبنانيين من قناة المنظمات الدولية لجهة تشجيع النازحين على البقاء في لبنان، خصوصاً من خلال المساعدات التي تقدّمها لهم مفوضية اللاجئين، تؤكد بو خالد أنّ «المفوضية ستواصل الانخراط في الحوار مع الحكومة اللبنانية، بما في ذلك مع مكتب الأمن العام في سياق حركات العودة التي ييسّرها».

وعلى رغم تكبُّد لبنان حتى الآن، خسائر تُقدّر بنحو ثلاثين مليار دولار أميركي، بسبب النزوح، يبدو أنّ سنة 2023 ستكون كسابقاتها، ولن تحمل أي انفراج على هذا المستوى، وسيبقى النزوح يشكّل عبئاً على لبنان، وخطراً ديموغرافياً وأمنياً، الى حين تقرّر الدولة جدياً ممارسة ضغط معاكس على المجتمع الدولي، إن من خلال ورقة «غض الطرف» عن الهجرة غير الشرعية التي تهدّد أوروبا، أو من خلال استخدام السبل القانونية التي تتيح ترحيل النازحين، خصوصاً أنّه يُمكن إسقاط صفة النزوح عن كثيرين منهم، ممّن يزورون سوريا، إذ إنّ المساعدات التي تُعطى للنازحين في لبنان لن تتوقف، وتمويلها متوافر أقلّه للعام المُقبل. فهل تبادر الدولة إلى الإمساك بزمام هذا الملف عام 2023؟

 

بوادر اشتباك لبناني أوروبي!

طوني جبران/المركزية/31 كانون الأول/2022

على مسافة ايام قليلة من الحراك الإقليمي – الدولي المرتقب ربطا بالملف الرئاسي تتقدم الزيارات المرتقبة لفرق قضائية اوروبية الى بيروت تحت عنوان استئناف التحقيقات الجارية في هذه العواصم الاوروبية مع كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونوابه وكبار مساعديه منذ عقدين ونصف من الزمن وعدد من رؤساء مجالس ادارة بعض المصارف اللبنانية. وهو ما يوحي بوجود “مشروع اشتباك” جديد بين لبنان ومجموعة هذه الدول، بعدما عبّرت عن تجاهلهم لكل الاتفاقيات والمواثيق التي ترعى العلاقات بين السلطات القضائية  بين الطرفين، ما رفع من المخاوف من احتمال مزيد من التوتر بين عواصم هذه الدول والسلطات اللبنانية، خصوصا انها جاءت لتضيف اسبابا تعزز الاشتباك المحتمل على خلفية ما هو قائم من خلافات ما زالت في الكواليس السياسية والدبلوماسية، نتيجة مواقف البعض منها من ملف النازحين السوريين بطريقة أدت الى تغييرات محتملة في التعاطي مع هذه الازمة بما لا يمكن ان يقبل به لبنان، إن تطور البحث الى مرحلة الدمج المباشر او المقنّع لهم والمجتمعات المضيفة في لبنان. على هذه الخلفيات واستنادا الى ما توحي به الاجواء التي تنحو الى السلبية في طريقة تعاطي الأوروبيين على هذين المسارين القضائي والاجتماعي بالنظر الى التلازم بينهما على الأقل في التوقيت والمضمون، فإنهما يلتقيان في مكان ما على مسارات دفعت مراجع ديبلوماسية وسياسية الى اطلاق مجموعة من التحذيرات عبر “المركزية” مما هو متوقع. وما يثير القلق لديها انها استندت الى مجموعة من المؤشرات غير المطمئنة والتي لا يمكن تجاهلها على الاطلاق او تجاوزها عند قراءة ما يمكن ان تشهده البلاد في المرحلة المقبلة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

– عبرت طريقة التعاطي التي اعتمدتها بعض الدول الاوروبية مع ملف النازحين السوريين في المرحلة الاخيرة والتي تنم عن آلية جديدة ستؤدي حتما الى تقلص برامج الدعم المادية للنازحين والمجتمعات المضيفة في لبنان كما في مجموعة الدول في الجوار السوري، لتشمل تركيا والاردن بحجة انه من المنطقي أن يتم توجيه برامج المساعدات الى ملايين النازحين الاوكران الذين انتشروا في أكثر من دولة أوروبية حتى تلك البعيدة عن الجوار الأوكراني. وقد تلازم ذلك مع ما تستهلكه الموازنات العسكرية والدفاعية للجيوش الاوروبية وبرامج الدعم العسكري لأوكرانيا الى درجة لافتة لم تعرفها هذه الدول منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ومن بعدها الحرب الباردة التي وضعتها في مواجهة مع الاتحاد السوفياتي لفترة طويلة قبل تفككه والتوجه الى اطلاق الاتحاد الأوروبي لتكوين قوة اقتصادية ومالية في مواجهة تحولت مفتوحة مع الاقتصادات الدولية الكبرى.

– كان مقلقا ان تطلق بعض الهيئات القضائية مبادرة جديدة باتجاه لبنان، اتخذت طابع التحدي تحت شعار التعمق في التحقيقات الجارية بما سمته ملفات اختلاس للمال العام واستغلال النفوذ وتبييض الأموال. وكلها جرائم كانت مطروحة على اكثر من محكمة اوروبية مع كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشخصيات اقتصادية ومالية أخرى، لم تشملها الحملات الإعلامية التي شنت بالتنسيق والتعاون بين هيئات أوروبية غير رسمية وشخصيات حزبية وقضائية من لبنان تقدمهم بعض القضاة من بيروت وجبل لبنان ومسؤولين عملوا تحت عباءة التيار الوطني الحر الذين كوَنوا مجموعات ضغط شنت حملات علاقات عامة رفعت شعار الشفافية وملاحقة الفساد في موازاة الحملات التي شنت في لبنان باتجاه بعض الشركات المالية الكبرى والحاكم.

وبعيدا من أي محاولة للتوسع في مظاهر مشاريع الإشتباك المقبلة، اكتفت المراجع الديبلوماسية والسياسية بالتوقف أمام هاتين المبادرتين المتعلقتين بملفي النازحين والتحقيقات القضائية لتقرأ المؤشرات التي تنبىء بالتحولات السلبية المتوقعة في علاقات لبنان بهذه الدول والهيئات نتيجة للتطورات المتوقعة على هذين المسارين، وخصوصا ان بعض الإجراءات التي بدأتها بريطانيا بإبعاد اللاجئين الأفارقة تنبئ بما هو آت، في وقت أعلن فيه عن مبادرات مماثلة في كل من ألمانيا وفرنسا يمكن ان تؤدي الى فتح ملف “النزوح الغريب” عن أوروبا وهو ملف كان مطروحا بقوة على آخر أعمال مؤتمر لدول حوض البحر المتوسط الذي عقد الشهر الماضي في روما حيث اندلعت شرارة انقسام اوروبي حول هذا الملف.

وقالت مصادر شاركت في المؤتمر ان انشقاقا اوروبيا واضحا وضع المانيا وفرنسا في خانة المتعاطين بسلبية مع رؤية لبنان لهذا الملف مقابل تفهم اوروبي عميق عبرت عنه ايطاليا بالدرجة الاولى ومعها اليونان وقبرص ودول أخرى وهو ما ادى الى مواجهة لم تنته فصولها بعد مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بعدما انتقلت من اروقة المؤتمر الى بيروت.

وقبل أن تنتهي عملية لملمة الخلاف حول ملف النازحين جاءت المبادرة القضائية التي تجاهل القائمون بها مجموعة الملاحظات والتحذيرات التي تبلغتها هذه الوفود من النيابة العامة التمييزية باستحالة القيام بمهمتها في بيروت من دون طلب المعونة القضائية وأن الملف الذي يريدون متابعته موجود أمام القضاء وفي عهدة من لم يقبل بالتخلي عنه او احالته الى مراجع أخرى ولا يمكن الدخول عليه بطريقة تتجاهل الإجراءات الواجب اتباعها قبل خوض هذه المغامرة القضائية.

ومن دون الدخول في الكثير من التفاصيل المملة، ثمة من يعتقد ان وراء الطحشة الاوروبية مشروع مشكل لا يمكن ولوجه ان لم تصطدم هذه المبادرة بما يتناقض مع اهدافها المعلنة ليتحقق ما هو مضمر ومخفي منها وقد يتحقق عند شراء الأسباب التي ستقود إلى مواجهة ديبلوماسية اكبر بكثير مما يتوقعه البعض، وهو ما استشعرته مراجع قضائية وديبلوماسية وسط تجاهل أهل الحكم الغارقين في بحر البحث عن الصلاحيات الخاصة بكل منهم.

 

365 يوماً من “اللاعدالة” وتخبّط السلطة القضائية

طوني كرم/نداء الوطن/31 كانون الأول/2022

إذا كان القضاء ركناً أساسياً في قيام الدول، فإن امتناع سلطته عن تحقيق العدل والإستقرار في ظل دولة القانون، أي دولة الحكم العادل، يفتح الباب أمام تحكّم وتعسّف «مجموعة بائدة»، تتجاذبها الأهواء والمصالح المتناقضة، وتعمل على تكريس سلطة الأشخاص على حساب القانون الذي يفقد هيبته يوماً بعد آخر. القضاء الذي يعكس بنزاهته واستقلاليته قدرة الدول على منع اي اعتداء أو تجاوز، أكان من الحاكم أو المحكوم، التحق بقائمة المؤسسات الآيلة إلى التحلل جرّاء إمعان المنظومة الحاكمة في ضرب مقومات الصمود، وليس آخرها السلطة القضائيّة التي تعاني من استنكاف بعض قضاتها عن إحقاق الحقّ، وتفرّد بعضهم الآخر في إصدار الأحكام والملاحقات الكيديّة – السياسيّة، من دون محاسبة أو مساءلة، وذلك بالتزامن مع تريّث مجلس النواب في إقرار قانون إستقلاليّة القضاء، وامتناع رئيس الجمهوريّة السابق ميشال عون عن توقيع التشكيلات القضائيّة الهادفة إلى ملء الشغور، كما فعل أيضاً وزير الماليّة يوسف الخليل مع التشكيلات الجزئيّة الكفيلة بإعادة إنتظام عمل تلك السلطة والبتّ في العديد من الملفات المعلّقة عمداً، كالتحقيق في تفجير مرفأ بيروت. وإن كان من المبكر الحكم على السنة القضائيّة الراهنة، فإن الأكيد أنّ ما بعد 15 أيلول تاريخ بدئها لن يختلف عمّا قبله، لا بل أصبحت التحديات التي تواجهها تلك السلطة أكبر، مع الإنعكاس المتمادي للإنهيار الإقتصادي – المالي على الوضع المعيشي للقضاة الذين أصبحوا أسرى إعلانهم الإضراب المفتوح بوجه سلطة مستقيلة وعاجزة لا بل شريكة الإمعان في تحلل ما تبقى من مؤسسات. الإضراب الذي سبق العطلة القضائيّة بأيام، أي في بداية شهر آب، أتى بعد إضرابٍ مفتوحٍ لموظفي القطاع العام والمساعدين القضائيين استمر لما يقارب الثلاثة أشهر وأكثر، أدى إلى توقّف قسري لقصور العدل عن العمل. وذلك أيضاً، بعد إضرابٍ مشابهٍ للمحامين، قارب الستّة اشهر، بما حمله من تبعات على المتداعين وأصحاب الحقوق الذين وجدوا أنّ طريقهم إلى تطبيق القانون وتحقيق العدالة مقفل، رغم بتّ بعض القضاة في الأمور الملحة والطارئة.

إلى ذلك، استمر التعطيل الممنهج لمسار التحقيق في ثالث أقوى إنفجار في العالم، أي تفجير مرفأ بيروت ما يزيد عن 365 يوماً. اذ رفعت يد المحقق العدلي طارق البيطار عن الملف في 23 كانون الأول من العام 2021، فيما البتّ في دعاوى الردّ المقامة بوجهه يتطلب انعقاد الهيئة العامة لمحكمة التمييز، الأمر غير المتوفر بسبب عدم توفّر النصاب. وهذا ما أدخل ملف التحقيق في نفق جديدٍ خلال العام 2022، جرّاء عرقلة التشكيلات القضائية، ومحاولة وزير العدل هنري الخوري إبتكار «بدعة» قضائيّة جديدة تتيح تعيين «قاضٍ رديف» للبتّ في طلبات إخلاء سبيل الموقوفين إلى حين استكمال البيطار أو من سيليه التحقيق في الملف. وهذا ما استدعى معارضة شديدة من قبل أهالي الشهداء والضحايا الذين نفذوا عدداً من الوقفات الإحتجاجيّة أبرزها أمام منزل الوزير، بالتزامن مع ضغطٍ شعبي وسياسي من أهالي الموقوفين أمام قصر العدل ومنزل رئيس مجلس القضاء الأعلى. وخلال تلك الفترة، ورغم تعليق المحقق العدلي عمله، تمّ تقديم 9 دعاوى خلال العام 2022 لعرقلة هذا الملف، توزعت ما بين الرد والنقل والمخاصمة، آخرها من أسرة إحدى الضحايا التي تحظى بدعم من «اللجنة التأسيسيّة لتجمّع أهالي شهداء وجرحى انفجار المرفأ» التي تدور بدورها في فلك الثنائي الشيعي «حركة أمل» – «حزب الله».

وفي غضون التخبط الذي تمر به السلطة القضائية، جرّاء إعتكاف القضاة والحالة المترديّة لقصور العدل، كما الشغور المتمادي في بعض المواقع القضائيّة الأساسيّة… وبعد صولات وجولات في اللجان النيابيّة لمناقشة قانون إستقلاليّة السلطة القضائية، طلب وزير العدل هنري الخوري إسترداده بعد عرضه على الهيئة العامة لمجلس النواب للتصويت عليه، وذلك بهدف إبداء ملاحظاته على المشروع. وإستغرق هذا الأمر 7 أشهر قبل إعادة إحالته على المجلس مجدداً والذي أصبح هيئة ناخبة حصراً مع شغور سدّة الرئاسة الأولى. وهذا ما من شأنه أن يدخل القانون مجدداً في نفق جديد بعد إبداء الملاحظات التي أدخلها الوزير والتي تمحورت وفق عارفيه حول مسألتين، آلية تشكيل مجلس القضاء الأعلى لتحصينه من تدخلات السياسيين، والتشكيلات القضائية من باب حمايتها أيضاً من التدخلات، في حين وجد فيها البعض الأخر نسفاً للإستقلاليّة وخطوةً إلى الوراء وإمعاناً في تحكم القوى السياسيّة وتفريغ إستقلاليّة السلطة القضائية من مضمونها وفق رئيس نادي القضاة في لبنان فيصل مكي.

وإذ يشدد مكي لـ»نداء الوطن» على وجوب إعطاء إستقلاليّة فعليّة للقضاء، وصف العام 2022 بأنّه عام ضرب القضاء بامتياز، والحدّ من فعاليته وتهميشه وتقييد عمله، بدءاً بإغفال العمل على تحسين الوضع المادي وصولاً إلى تهشيم الوضع المعنوي للقضاة، وذلك من خلال دفع الرأي العام إلى تحميل السلطة القضائية مسؤولية إنهيار البلد وغض النظر عن المسائل الأخرى المرتبطة بالمسؤولين والمصارف وتعطيل المؤسسات الدستورية وعدم إقرار قانون الكابيتال كونترول، وغيرها من الأمور والتركيز على إضعاف القضاء عبر حصر الأزمة بالظاهر المادي فقط، من أجل النيل من عزيمة القضاة ودفع المواطنين إلى التشكيك بسلطتهم وإستقلاليتهم بما يتلاءم والمخطط الفعلي لعرقلة السلطة القضائية عن القيام بدورها الفعلي والحقيقي!. أمّا مدعي عام التمييز السابق الدكتور حاتم ماضي، الذي وضع الأزمة المعيشيّة التي تمر على القضاة في الخانة نفسها مع التحديات التي يواجهها كافة المواطنين، فتوقف عند التدخل السياسي الفجّ والإنقضاض الرهيب على القضاء، واصفاً العام 2022 بكل أسف، بأنه أسوأ ما مرّ على القضاء. ومع تشديد ماضي على دور القضاء في الحكم وقيام الدولة، وضع التدمير المتمادي للقضاء من أجل الإطاحة بسلطة الرقابة والمحاسبة أكان على السياسيين أو جميع المخالفين للقانون… ليؤكد في الختام أن القضاء هو مؤسسة لا يمكن لأي دولة في العالم مهما كان طابعها أن تعمد إلى الإستغناء عنه.

 

اللّبنانيات ينجبن في المخيّمات!

سمر فضول/الجمهورية/31 كانون الأول/2022

إلى المخيمات الفلسطينيّة تنزح لبنانيات لوضع مواليدهنّ.. خبر لم يعد صادماً بعد أن كشف اللّبناني الذي رهن سيارته في مستشفى في عكار مقابل تسلّم جثّة طفله الرضيع، القناع عن واقع الصحة الإنجابيّة المأسوي في لبنان! بات مجرّد التفكير بمشروع الإنجاب مثقلاً بصعوبات، تبدأ من الشهر الأوّل للحمل ولا تنتهي مع الولادة، لذا اتجهت غالبية الأسر اللّبنانيّة إمّا الى غضّ النظر عن هذه الفكرة نظراً للكلفة المرتفعة للحمل وما بعده، من كلفة الزيارات الشهرية للأطباء إلى فاتورة المستشفى المدولرة، وصولاً إلى الحليب ومشتقاته واللوازم التي ترافق الطفل على مدى سنوات، أو من خلال البحث عن طرق بديلة لتوفير تكاليف الحمل الباهظة. الواقع المرير هذا، ولّد ظاهرة جديدة ما كانت معهودة سابقاً، بدأت تنتشر وتتكاثر في عدد من المناطق، حيث تلجأ الامهات اللّبنانيات الحوامل الى المستشفيات الواقعة في نطاق المخيّمات الفلسطينية لوضع مواليدهن. وفي لبنان، 5 مستشفيات تسجّل حالات ولادات للبنانيات، وهي: مستشفى «الهمشري» في صيدا، ومستشفى «الناصرة» في بر الياس البقاع، ومستشفى «بلسم» في مخيم الرشيدية في صور، ومستشفى «حيفا» في مخيم برج البراجنة في بيروت، ومستشفى «صفد» في مخيم البداوي في طرابلس.

لا أرقام رسميّة!

لا أرقام رسميّة بعد تحدّد أعداد اللّبنانيات اللّواتي يلجأن إلى هذه المستشفيات، لكن مصادر كشفت لـ «الجمهورية»، أنّ مستشفى الناصرة يسجّل أعلى نسبة ولادات للبنانيات. وبحسب المعلومات أيضاً، فإنّ الأرقام غير الرسميّة تشير إلى أنّ مستشفى حيفا سجّل الشهر المنصرم، أي شهر تشرين الثاني 2022: 4 ولادات، و4 في مستشفى بلسم في صور، فيما سجّل مستشفى صفد في طرابلس: 5 ولادات. ما يعني وبعملية حسابيّة بسيطة، أنّ نحو 250 إمرأة لبنانيّة يلجأن سنويّاً إلى هذا الخيار! فهل هذا الوضع سليم؟ وما هي المخاطر التي تعتري خطوات كهذه؟ مسؤول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د. عماد الحلاق، يؤكّد لـ «الجمهوريّة»، أنّ «سببين أساسيين يشجّعان النساء على وضع مولودهنّ داخل مستشفيات المخيّمات: الاول غياب التمييز بين إمرأة لبنانيّة أو سوريّة أو فلسطينيّة، وهناك ترحيب بالجميع. والثاني، هو انّ المال لا يشكّل عائقاً أمام تقديم أيّ خدمة طبيّة، وتالياً ممنوع، بحسب قانون الهلال، أن تغادر أيّ مريضة أو مريض المستشفى من دون تلقّي الخدمة اللازمة، نظراً لعدم امتلاكه المبلغ المطلوب». وعن الصورة النمطيّة المرسومة عن الواقع الأمني داخل المخيّمات معطوفة على خطر دخول المستشفيات هناك، يوضّح الحلاق، أنّ «الطواقم الطبية للهلال الأحمر الفلسطينيّ الموجودة في المستشفيات الخمسة، تضمّ عدداً لا بأس به من حاملي الجنسية اللّبنانية. فالطبيب اللّبناني يدخل ليلاً إلى المستشفى لمعالجة أيّ حالة طارئة ثمّ يخرج آمناً، والطبيبات والممرضات يداومنّ نهاراً ومساء في مستشفياتنا، وهذا مؤشّر الى أنّ الوضع الأمني ممتاز ولا أحد يتعرّض لأحد. أمّا في الشّق الصحيّ فالمستشفيات تراعي المعايير الصحيّة الدوليّة، من المعدات إلى الخدمة الطبيّة والنظافة..، وجميع الأطباء والممرضات مجازون ومعترف بشهاداتهم».

تجربة حيّة!

لم تكن ريما (اسم مستعار) تدرك أنّ وضعها الماديّ سينقلب رأساً على عقب، حين أقفلت الشركة حيث تعمل لسنوات أبوابها، من دون أيّ تعويض يذكر، لتنضمّ إلى قافلة العاطلين من العمل، قبل أن تدرك أنّها حامل في شهرها الأوّل، لتبدأ من هناك رحلة «العذاب» الماديّ، في ظلّ وضع إقتصاديّ يشتد سوءاً من يوم إلى آخر. فجأة لم تعد ريما من المستفيدات من خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهو في الأساس، لم يكن ليغطي تكاليف زيارة الطبيب النسائيّ التي تبدأ بمليون ليرة، ولا الفاتورة الاستشفائية المدولرة، ولا حتّى كلفة الدواء والفيتامينات الفعليّة التي تحتاجها المرأة الحامل. أصرّت ريما على الاستمرار في حملها وكلّها إيمان بأنّ الحال ستتبدّل، ولكن ما هي الّا أشهر حتّى فقد راتب زوجها قيمته، ولم يعد يكفي الّا لما تيسّر من مأكل وملبس. إحدى صديقات ريما، وقد أنجبت في مستشفى حيفا داخل مخيّم برج البراجنة، بناءً على نصيحة صديقة لها متأهّلة من رجل فلسطينيّ الأصل، عرضت عليها مرافقتها إلى المستشفى، حيث يمكنها زيارة الطبيب وإجراء الكشف الشهرّي بكلفة لا تتعدّى الـ 150 ألف ليرة. تغاضت ريما عن الشكوك المرتبطة بأمن المخيّمات، وتجاهلت المخاطر المحتملة، وقصدت المخيّم، لكنها ما لبثت أن عادت أدراجها فور دخولها الحيّ، فالاكتظاظ، والاسلاك الكهربائية المتشابكة التي تمنع كثافتها أشعة الشمس من اختراق زوايا الحي الشعبي المعدوم اجتماعياً واقتصادياً، صور «الشهداء»، الطرق الضيّقة، المباني العشوائية الآيلة للسقوط بأيّ لحظة، عوامل اجتمعت مع بعضها لتعود ريما أدراجها وتخرج من المخيّم حتّى قبل الوصول إلى المستشفى.ةمكرهة لا راغبة، دفع الوضع الإقتصاديّ بريما للعودة ثانية إلى المخيّم، حيث وضعت لاحقاً مولودها. وإذ أكدّت أنّ «كل الأمور سارت على خير»، أشارت إلى أنّها واجهت بعض الصعوبات النفسيّة التي راكمتها جرّاء اتخاذ خطوة كهذه. فمن جهة تعتبر أنّها عرّضت نفسها وجنينها لخطر أمني داهم، إذ من الممكن أن تتأزّم الأمور في أيّ لحظة داخل المخيّم، ناهيك عن الخوف الذي يعتري كلّ إمرأة تمرّ في هذه التجربة، «أمّا بالنسبة إليّ فالخوف كان مضاعفاً من احتمال حصول أيّ مضاعفات أثناء الولادة، رغم أنّ المستشفى مجهّز، والطاقم الطبّي حريص وذو خبرة، وقد حظيت بالاهتمام والعناية اللازمة، وهذا ما خفف من وطأة الأمور».

ظاهرة بدأت مع الأزمة

تستفيض القابلة المسؤولة عن قسم التوليد في مستشفى حيفا في الحديث عن الامهات اللّبنانيات اللواتي يقصدن المستشفى للإنجاب، فتؤكّد أنّ اللّبنانيات يقصدنه نظراً للكلفة المخفوضة، وذلك مقارنة بفاتورة المستشفيات الخاصة والحكومية وأجر الأطباء، مشيرة إلى أنّ المستشفى لم يكن يشهد هذه الظاهرة من قبل، وكانت البداية مع لبنانيات متزوجات من فلسطينيين. وتكشف القابلة عن فاتورة الولادة في مستشفى حيفا، فهي لا تتعدّى الـ 3 أو الـ 4 ملايين ليرة قابلة للخفض بحسب دراسة الواقع الاجتماعي والاقتصادي للعائلة، أما العملية القيصرية فتصل إلى 9 ملايين ليرة لبنانية، وقابلة أيضاً للخفض. يختلف عدد حالات المعاينة داخل العيادة النسائية عن قسم الولادات. ففي الاولى يبدو العدد أكبر نظراً للكلفة المخفوضة التي يتقاضاها الطبيب المعاين حيث أنّها «لا تتخطّى الـ 150 الف ليرة» من ضمنها الصورة الشعاعية، وهذه أيضاً كلفتها مخفوضة قياساً على فواتير الأطباء خارج المخيم.

سوق القابلات!

ولكن هذا الواقع يقابله نشاط غير مشروع داخل المخيمات في الآونة الأخيرة، وهو سوق القابلات، الذي تحوّل مقصداً حتّى للنساء اللّبنانيات، وتحديداً بهدف الولادة أو الإجهاض خصوصاً بعد ارتفاع أسعار حبوب منع الحمل وصعوبة الحصول عليها من دون وصفة طبيّة، وتشير المعلومات إلى أنّ كلفة الولادة أو الاجهاض لدى القابلة في المخيّم تتراوح ما بين الـ 200 والـ 300 دولار. رئيس لجنة الصحة النيابيّة السابق عاصم عراجي أكّد عبر «الجمهوريّة» تنامي ظاهرة ذهاب الحوامل اللبنانيات إلى مستشفيات المخيّمات الفلسطينيّة لوضع مولودهنّ، وعلّق قائلاً: «شو اللي دفعك إلى المرّ؟ قلّو الأمرّ منه»، مؤكّداً في الوقت عينه أنّ «المستشفيات مجهّزة بالأطباء والمعدات اللازمة». أمّا عن المخاطر الصحيّة للولادات لدى القابلات، خارج إطار المستشفيات، فحذّر عراجي من التداعيات التي قد تترتّب على المرأة الحامل جراء خيارات كهذه، خصوصاً اذا لم تُحترم المعايير الصحيّة الضروريّة، لافتاً إلى أنّ العواقب «قد تتخطّى الالتهابات وتصل الى درجة النزيف الحاد، واستئصال الرحم». في المحصّلة، لم يسلم الإنجاب من الأزمة المالية التي يُعاني منها لبنان، وفرض انهيار القطاع الاستشفائي واقعاً جديداً على المرأة اللبنانية الحامل، الباحثة عن مصدر توفير لقرشها الابيض لاستعماله في زمن تكثر فيه الايام السود. وتحولت «ريما» من حالة فردية إلى فكرة جماعية تستقطب اللبنانيات الباحثات عن «فلس الأرملة» في ظلّ وضع اقتصادي كارثي انعكس على القطاع الصحي، الذي سجّل مؤشر أسعار الاستهلاك فيه ارتفاعاً بنسبة 1338,28% خلال تشرين الاول الماضي، وهو رقم خطير ينذر بكارثة كبيرة على هذا القطاع!

تمّ إصدار هذا التقرير بالتعاون مع مؤسسة «مهارات» ومنظمة «Hivos» ضمن مشروع We Lead، مع الإشارة إلى أنّ المحتوى لا يعبّر بالضرورة عن آراء المنظمة.

 

في وداع عام لا أسف عليه     

جان الفغالي/أخبار اليوم/31 كانون الأول/2022

باسيل: الا يحق لي بان أكون رئيسًا واتقدَّم على فرنجيه الذي يسميه الحزب؟

كثيرون يقولون: "ليته لم يكن"، وهُم على حق، فالعام الذي يلفظ انفاسه الأخيرة، يكاد ان يُسقِط آخر املٍ لدى اللبنانيين.

لا حاجة إلى التمحيص كثيرًا وإلى التفكير كثيرًا وإلى التدقيق كثيرًا، للقول إن عام 2022 كان بألف عام: قهرًا وعذابًا وعوزًا ووجعًا، أعاد اللبناني إلى "العبودية" التي كانت سائدة في القرون الوسطى: كاد اللبناني ان يصبح عبدًا للدواء ولرغيف الخبز وللاستشفاء ولمقعد المدرسة او الجامعة ولوظيفة او فرصة عمل ولتأشيرة او تذكرة سفر تُخرجه بعيدًا من هذا المستنقع وتُخرجه من هذا النفق الذي لم يجد أي بصيص نور في نهايته.

من أسوأ ما شهده العام الذي يجرجر أزيال الرحيل، هو هذا الفرق الشاسع بين واقع الناس ووعود السلطة، التقهقر كان سِمة ما يعانيه الناس، والإنكار كان سِمَة تعاطي السلطة مع شعبها:

لم يحقق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي انتهت ولايته منذ شهرين، اي شيء يُذكَر، في الشهور العشرة من سنته الاخيرة، انشغل الرئيس السابق بالإنتخابات النيابية من باب تحوله إلى "مفتاح انتخابي" في يد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل: يتصل بهذا ويستدعي ذاك، لمصلحة هذا وضد ذاك، منهم مَن تكلموا وكشفوا، وبينهم النائب السابق زياد اسود، ومنهم مَن "سكتوا عن الكلام المباح" وبينهم النائب إبراهيم كنعان الذي لولا حيثيته لكان اليوم "نائبًا سابقًا" لمصلحةِ سيدة "باسيلية" عرَض عليها باسيل ان تترشح.

لكن "المفتاح" لم يكن شغالًا بالنسبة إلى النائب السابق أدي معلوف الذي "اشتغل له" الرئيس عون بقَدْر ما اشتغل لرئيس التيار جبران باسيل، وكان اسرَّ لأحد القريبين منه الذي عمل على خط الانتخابات بأن ما يعنيه بالنسبة إلى الانتخابات إسمان "جبران وأدي".

وما ينطبق على الإنتخابات النيابية، أنطبق على الاستحقاق الرئاسي، الرئيس عون أمضى ست سنوات في العمل على إيصال باسيل، لم يخلُ حديث إعلامي او مقابلة إعلامية له إلا وتحدث فيها عن "حق باسيل" في ان يكون رئيسًا للجمهورية. وفي التسريبات التي صدرت عن باسيل: قدمنا الكثير لحزب الله، فبماذا بادلنا؟ صدرت بحقي عقوبات اميركية بسبب علاقتي بحزب الله، فماذا اخذت في المقابل؟ الا يحق لي بان أكون رئيسًا للجمهورية واتقدَّم على سليمان فرنجيه الذي يسميه الحزب؟

هذه المطالبات سترحل مع السنة الراحلة ، ولن تكون في خطابات السنة الجديدة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مولوي أشرف على إطلاق دوريات قوي الأمن من ثكنة القوى السيارة في ضبيه

 وطنية - المتن/31 كانون الأول/2022

 اشرف وزير الداخلية والبلدات في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي على اطلاق دوريات قوى الأمن الداخلي من ثكنة اللواء الشهيد وسام الحسن - ثكنة القوى السيارة في ضبيه بحضور المدير العام لقوى الامن للداخلي اللواء عماد عثمان وقائد الدرك العميد مروان سليلاتي، قائد وحدة القوى السيارة العقيد جان عواد وكبار ضباط قوى الامن. وتتوزع الدوريات اليوم وغدا على المناطق اللبنانية كافة في اطار الخطة الامنية التي وضعتها وزارة الداخلية لحفظ الأمن وتأمين سلامة المواطنين في رأس السنة.

 عثمان

والقى اللواء عثمان كلمة قال فيها: "عشية رأس السنة نتقدم بأطيب الامنيات الى كل اللبنانيين آملين ان تكون السنة الجديدة سنة خير وسلام وطمأنينة". وتوجه الى عناصر قوى الامن قائلا: "اعيدكم معايدة حارة واقدر ما تقدمونه وتبذلونه من تضحيات جسام خصوصا في السنوات الاخيرة التي تفاقمت فيها الأزمات، اطلب منكم ان تبقوا متيقظين في هذه المرحلة التي تشهد فيها البلاد احتفالات وحركة وفود لبنانيين وسياح حضروا الى لبنان بفضل نجاحكم في حفظ الامن وتثبيته". اضاف: "اوصيكم بالحفاظ على الامن والنظام وتطبيق القانون بحزم من دون التخلي عن انسانيتكم ومبدأ حقوق الانسان والسهر على راحة المواطنين في فترة احتفالات رأس السنة. ان الناس يعقدون كل الآمال عليكم لانكم الوحيدون الى جانبهم في الاوقات الصعبة". وختم: "انتم تؤكدون اليوم ان خدمتكم هي في سبيل امن الوطن وامن المجتمع واولادكم واحبائكم، وتقدير خاص لعائلاتكم التي تشارككم اليوم في هذه التضحية، نقدم لهم التحية والاحترام ونعايدهم، عسى ان تحمل الايام المقبلة لوطننا كل الحلول وتحل فيها كل الازمات على كل الصعد".

مولوي

بدوره هنأ مولوي ضباط وعناصر قوى الامن بالعيد مقدرا لهم جهودهم.

وقال: "انا معكم اليوم ليس فقط لمعايدتكم بل لأشد على ايديكم بوجودكم بجانب المواطنين في ليلة العيد، بعيدا عن اهلكم وعائلاتكم لتكونوا مع كل اللبنانيين الذين يقدرون تضحياتكم". اضاف: انكم تمرون بأيام صعبة، لكنكم تجاوزتم الصعاب لانكم ابطال واقوى من الصعوبات ومن كل تحد في هذا البلد. فانتم ابطال وتواجهون كل التحديات بالرغم من انخفاض قيمة العملة الوطنية والرواتب والتجهيزات وكل ما يسهل عملكم وحياتكم لكنكم ما زلتم ابطالا واقوى من التحديات". وتابع: "انتم تعرفون اننا كحكومة وكمسؤولين لا نألو جهدا لنكون بجانبكم ونؤمن لكم الدعم اللازم، ونعدكم بأنه بجهودنا وبصبركم الفرج آت قريبا عليكم وعلى كل اللبنانيين، لان تصميمنا وتمسكنا بالشرعية يبنيان الدولة وهذه مسؤولية تقع على عاتق كل واحد منا. ووجه مولوي تحية ل"شهداء قوى الامن الداخلي وللابطال الذين بذلوا ارواحهم ودمهم في سبيل الشعب ولبنان" . كما وجه تحية لعناصر قوى الامن الذين يقومون اليوم بخدمة الشعب وقال :"" جهدكم لا يثمن بالمقابل الذي تتقاضونه ، نقدر جهودكم وجهود قياداتكم التي تحقق انجازات كبيرة بامكانات ضئيلة".

 

نقابة الاطباء ترد على توقيف بعض الاطباء على ذمة التحقيق:

سنقف الى جانب الطبيب طالما أن تورطه في أي مخالفة لم يثبت

 وطنية/31 كانون الأول/2022

أعلنت نقابة الاطباء في بيان، أنه "بعد ملاحقة بعض الاطباء المنتسبين الى النقابة من قبل المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضي نازك الخطيب، يهم النقابة الاشارة الى ما يلي: تبلغنا من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان تعيين جلسة للاستماع الى الاطباء الملاحقين أمام المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان بتاريخ 27/12/2022، وقد أجلت الجلسة الى تاريخ 29/12/2022 حيث حضر محامي النقابة وبين موقفها مما يجري، وهو موقف يستند الى قانون الآداب الطبية. وبعد الاستماع الى الأطباء المعنيين اتخذ القرار بتوقيفهم على ذمة التحقيق وإحالتهم الى المرجع القضائي المختص". وإذ اكدت "حرصها كل الحرص على كرامة الاطباء وحقوقهم، كما الحرص، على حقوق المرضى والمواطنين وعلى الأمن الصحي للمجتمع بأكمله"، شددت على ان "لها ملء الثقة بالقضاء، وهي، في هذه القضية خصوصا، تؤكد أنها وسائر المنتسبين إليها، تحت سقف القانون. ولكنها، وفي موازاة ذلك، ستقف الى جانب الطبيب طالما أن تورطه في أي مخالفة لم يثبت، وستدافع عنه بكل الوسائل القانونية المتاحة. كما أن النقابة تجري، في إطار القانون، الاتصالات اللازمة إسهاما منها في جلاء الحقيقة وتسريعا في الإجراءات القانونية حتى لا يطول توقيف المعنيين نظرا لطبيعة مهماتهم".  وختمت: "إن النقيب ومجلس النقابة يواكبون هذه القضية الحساسة ويتخذون المواقف والاجراءات المناسبة بشأنها حفاظا على كرامة النقابة وكرامة الطبيب في آن".

 

عملية استباقية توقع بـ4 مروّجي مخدّرات

صحف/31 كانون الأول/2022

أعلنت المديريّـة العامّة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبـة العلاقـات العامّة، في بلاغ، أنه “بعمليّة استباقيّة لتوقيف مروّجي المخدّرات قبل البدء بليلة رأس السنة على مختلف الأراضي اللبنانيّة، قامت المجموعة الخاصة بالتنسيق مع مكتب مكافحة المخدّرات المركزي في وحدة الشرطة القضائيّة بتاريخ 30/12/2022 بما يلي:

في منطقة كاليري سمعان، توافرت معلومات عن قيام المدعو: م. ح. (مواليد عام 1978، لبناني) بترويج المخدرات، حيث تم نصب كمين محكم أدّى الى توقيفه بالجرم المشهود اثناء قيامه بالترويج وضبط كمية من المخدرات والدراجة الآليّة المستخدمة. وفي منطقة الكسليك، توافرت معلومات عن قيام المدعو: أ. ع. (مواليد عام 1994، لبناني) بترويج المخدرات واستخدام غرفة خاصّة “شاليه” لهذا الغرض، حيث تم توقيفه ومداهمة الغرفة المستخدمة وضبط كمية من المخدرات ومسدس حربي. وفي منطقة الدورة، توافرت معلومات عن قيام سائق درّاجة آلية بترويج المخدرات، حيث تم نصب كمين محكم ادى الى توقيف المدعو: ح. ح. (مواليد عام 2003، لبناني)، والمدعوة ج. ط. (مواليد عام 2004، سوريّة) اثناء قيامهما بترويج المخدرات بالجرم المشهود، وتم ضبط كمية من المخدرات والدراجة المستخدمة لهذه الغاية. أودع الموقوفون والمضبوطات المرجع المعني بناء على إشارة القضاء المختصّ، والعمل مستمرّ لتوقيف المطلوبين بترويج مخدّرات”.

 

وكيل سلوم: لم نتفاجأ بقرار اتهامية جبل لبنان وما تضمنه من حيثيات في غير موقعها القانوني

 وطنية/31 كانون الأول/2022

أصدر الوكيل القانوني لرئيس مجلس ادارة مدير عام هيئة ادارة السير والآليات والمركبات هدى سلوم مفوض قصر العدل المحامي مروان ضاهر ما يلي:

"لم نتفاجأ بالقرار الصادر عن الهيئة الاتهامية في جبل لبنان بتاريخ 27 كانون الاول 2022 وما تضمنه من حيثيات لا تقع في موقعها القانوني السليم لا بل كنا نتوقعه، لانه كان يتوجب اصلا على الهيئة عدم قبول الاستئناف الموقع من غادة عون التي ازعجها قرار القاضي منصور بابطال التحقيقات لأنها لا يحق لها اطلاقا تقديم استئناف وتوقيعه لوجود شكوى جزائية بوجهها مقدمة من سلوم امام النيابة العامة التمييزية وهي لا تزال قيد النظر، لكنها لم تستشعر الحرج بل استشاطت في مخالفة الاصول فوقعت الاستئناف دون اي رادع".

أضاف: "لا بد لنا في هذا السياق من الاشارة الى ان قرار القاضي منصور لجهة ابطال المحاضر هو اجراء اداري بحت وله في حال ابطل المحاضر ام لم يبطلها، صلاحية الاستنساب في ما اذا كان ما ورد في التحقيقات ثابت ام غير ثابت، وفي ما اذا كان يعتد به ام لا، وذلك وفقا لما يرتئيه قاضي التحقيق وحده وهو غير ملزم بما يرد في محضر تحقيق النيابة العامة اصلا، ولا سيما انها في حالة سلوم خصم وحيد في الدعوى، وعليه فان فلسفة النيابة العامة والهيئة الاتهامية في ما يخص استئناف ابطال التحقيقات فلسفة باطلة. كما لا بد لنا من التنويه الى ان الحيثيات التي وردت في قرار الهيئة الاتهامية تظهر الانحياز الواضح والصريح لديها، بخاصة وانها اعتبرت ان المحضر لم يلحق اي ضرر بموكلتنا سلوم في حين ان توقيفها من جراء هذا المحضر وبالاستناد اليه هو ضرر ثابت وواضح وغير خفي ولا يمكن الا اعتباره لاحقا بها بكل المعايير والمقاييس، وهذا ما يظهر عدم جدية وموضوعية تعليل الهيئة لقرارها".

وتابع: "من هذا المنطلق، وكي لا يتم استغلال قرار الهيئة الاتهامية في جبل لبنان المنوه عنه اعلاه لتضليل الرأي العام والتمادي في تكريس واقع جديد في اجراء التحقيقات التي تتولاها النيابة العامة، لا بد لنا من التأكيد على ان الأعراف القائمة والآليات المتبعة والتي تراعي لا بل تطبق نصوص قانون أصول المحاكمات الجزائية كما أصول المحاكمات المدنية، بالاضافة الى اجتهادات محكمة التمييز الجزائية والاجتهادات الفرنسية، تأتي كلها متلائمة مع ما أوردناه في استئنافنا المقدم أمام الهيئة الاتهامية والمذكرة التابعة له لجهة ضرورة تصديق قرار القاضي منصور بخصوص إبطال التحقيقات مع موكلتنا هدى سلوم لا بل أكثر طلبنا إبطال كافة التحقيقات التي أجرتها نازك الخطيب مع موظفين آخرين بنفس الطريقة المخالفة للقانون والتي لم تراع الاصول الشكلية والنصوص القانونية".

وقال: "لذلك، وبعد أن تم نشر وتسريب القرارات الصادرة عن القاضي منصور والهيئة الاتهامية في جبل لبنان خلافا لسرية التحقيقات وتنفيذا لأجندة سياسية كيدية انتقامية واشباعا لرغبات مبيتة بالظهور الاعلامي وادعاء البطولات الوهمية، لا بد لنا من نشر قرار القاضي منصور المتضمن بوضوح كافة الحيثيات الواقعية والقانونية التي أدت الى اتخاذ قرار إبطال محضر التحقيقات مع موكلتنا هدى سلوم على الرغم من اننا كنا ننتظر من القاضي منصور ابطال كافة التحقيقات مع سائر الموظفين، كما اننا ننشر قرار الهيئة الاتهامية الذي قضى بفسخ قرار القاضي منصور الذي تناقلته وسائل الاعلام لاطلاع الرأي العام لا سيما رجال القانون عليه". أضاف: "عليه، نؤكد اننا ومنعا لتكريس واقع جديد في اجراء التحقيقات يخالف كافة النصوص القانونية والاصول والمواثيق وينصب المحامي العام او الضابط العدلي او مساعده محققا مطلقا منفردا يحقق بمفرده دون كاتب ما يعرض صحة التحقيقات وصدقيتها وشفافيتها للشك ويجعلها عرضة للابطال، فاننا مستمرون في معركة ابطال التحقيقات ومتجهون لتمييز القرار الصادر عن الهيئة الاتهامية في جبل لبنان، آملين من هيئة محكمة التمييز الجزائية في بيروت التي سوف تنظر بالملف، اتخاذ قرار يستند حصرا الى القوانين والاجتهادات والضمير المهني دون اي اعتبار آخر، مع التشديد على ضرورة اتخاذ القرار الواضح والحاسم لناحية وجود سبق ملاحقة وادعاء في الملف، ما ينتج في الحالة الايجابية اطلاق سراح موكلتنا هدى سلوم احقاقا للحق ورفعا للظلم وانتصارا لمنطق القانون والعدالة".

وختم: "ختاما ننبه الى ان اعتماد اسلوب الحملات الاعلامية الممنهجة للتهويل على القضاة لمنعهم من الاحتكام الى القوانين والتأثير على قراراتهم وذلك من خلال بعض المقالات الاعلامية المعروفة المصدر من قبل الرأي العام، أمر مرفوض ولن نقبل به ولن نسكت عنه اطلاقا".

 

مقابلة مع جبران باسيل/باسيل لـ"أساس"(1):التفاهم مع الحزب يقف على "إجر ونصّ"

حاوره: محمد بركات - إيلي القصيفي/أساس ميديا/الأحد 01 كانون الثاني 2023

الطريق إلى اللقلوق طويلة، ومليئة بالأسئلة. يبرّر البعض إقامة جبران باسيل الدائمة في أعالي جبال لبنان، صيفاً وشتاءً، بـ"الـضرورات الأمنيّة". و"الخلاف مع حزب الله" يدعو دائماً إلى "القلق الأمنيّ"، لكنّ الداخل إلى "فيلا" جبران باسيل، عابراً حاجزاً يقف عليه رجل أمن واحد، سيكتشف أنّ المبنى الصغير "مكشوفٌ أمنيّاً" من الجهات كلّها. وهذا ما وافق عليه أحد مسؤولي الأمن. "ليست لدينا مخاوف أمنيّة"، قال، ووافقه أحد المستشارين، الذي استقبلنا وتبادل معنا أطراف الحديث.

اللقلوق "قرية سنّيّة" لمن لا يعرف، ويسكنها بدو لبنانيون من السُّنّة، وطّنهم فيها الأمير بشير الثالث قبل 200 عام، وتحوّلت إلى "مصيف" لأهالي البترون، وأنشأ لها بلدية الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

عرضت على سمير جعجع خلال المفاوضات قبل اتفاق معراب، تخصيص بند لرئاسة الجمهورية، لا يُلزم الآخرين بل يُلزمني أنا وهو أن يكون رئيس الجمهورية هو "الأقوى مسيحياً" في المرّات اللاحقة، حتى نُكرّس العُرف... لكنّه رفض

هناك يسكن جبران باسيل. أقرب القرى الشيعية إليه هي علمات: 10 دقائق. وهناك اكتشف أنّ الأعمدة الثلاثة التي قام عليها تفاهمه مع حزب الله باتت في مهبّ الريح، وتقف على "إجر ونصّ". وهذه الأعمدة الثلاثة هي: الاستراتيجية الدفاعية "الصامدة"، وبناء الدولة الذي لم يتحقّق، والشراكة المهدَّدة بعد ترشيح سليمان فرنجية وعقد اجتماع لحكومة أخذت صلاحيّات الرئيس المسيحي.

في حوار طويل امتدّ لساعتين، فتح جبران باسيل قلبه لـ"أساس". وهو السياسي الشديد الذكاء، يعرف ما هو "أساس"، وما هي الرسائل التي يريد أن يوجّهها من هذه المنصّة إلى من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج.

في التمرّد هو الأول، كذلك في الاشتباكات، والأول في الأطماع، والأخير في الاستسلام. هكذا كان طوال العام الماضي، وعلى ما يبدو خلال العام المقبل، ستجعل منه "خصائله" السياسية حاضراً إلى حد الصداع، لخصومه وأصدقائه. لذلك هو حديث العام لبنانياً.

في الجزء الأوّل حديثٌ بدأ بنظرية "الرئيس القوي" وسقوطها، وانتهى بتقويم "تفاهم مار مخايل"... بالتفصيل.

- حين خرجتم من "تفاهم معراب"، ألم تحسب حساباً لهذه اللحظة، التي ترفض فيها القوات الحوار معكم؟

أنا مع كلّ تفاهم مع أيّ مكوّن لبناني. نحن التيار لم نرفض أبداً أيّ تفاهم أو حوار مع أيّ طرف، حتى إنّنا حاورنا وتفاهمنا مع الحزب الشيوعي في إحدى المرّات، فكيف بالأحرى مع فريق وازن في البلد مثل القوات اللبنانية. نحن لم نخرج من التفاهم مع القوات، بل إنّ روحية "اتفاق معراب" ضربتها القوات بمسار معارضتها الرئيس ميشال عون داخل مجلس الوزراء طوال سنة، واختتمته بالانقلاب على رئيس الحكومة في 2017، لأنّ الاتفاق على رئيس الحكومة كان جزءاً أساسياً من "اتفاق معراب" المكتوب. كانت هذه نقطة اللاعودة، لأنّه كان انقلاباً على العهد، وعلى "اتفاق معراب"، وعلى روحية الاتفاق التي تفيد أنّ الأقوى شيعياً يكون رئيساً لمجلس النواب، والأقوى مسيحياً رئيساً للجمهورية، والأقوى سنّيّاً رئيساً للحكومة، للوصول إلى توازن السلطات وتفاهمها.

الأقوياء في طوائفهم

اليوم أما زلت على رأيك في ضرورة انتخاب "الأقوى في طائفته"؟ فكيفما قلّبت الحسبة، أوليس سمير جعجع هو الأقوى عند المسيحيين سواء بعدد الأصوات المسيحية التي نالها أو بعدد النواب؟

"إنت ساعة يلّي بدّك بتحسب مثل ما بدّك". في النهاية المقياس هو في حجم الكتلة النيابية، لكن أيضاً يصحّ هذا إذا أردت احتساب الأصوات. واحتساب الأقوى يختلف بحسب التوقيت والموضوع. إذا أجرينا استطلاع رأي اليوم بيني وبين سمير جعجع لرئاسة الجمهورية لدى المسيحيين، فلن يكون هو الأقوى، وهناك استطلاعات أُجريت. يمكن الركون إلى من لديه الكتلة النيابية الكبرى، أو العدد الأكبر من الأصوات، أو إلى استطلاع رأي، أو أقوى 2 أو أقوى 3 عند المسيحيين. وكان هذا هو جوهر الاتفاق مع جعجع، لا أن نختزل التمثيل المسيحي، إذ لم يكن اتفاقاً ثنائياً لإقصاء الآخرين. وخلال تأليف الحكومة الأولى في العهد، كنت على خلاف مع سليمان فرنجية، ولم أقبل إبقاء حزبَيْ المردة والكتائب خارج الحكومة، كما اقترح هو.

نحن لم نطرح يوماً مشروعاً، أو اعتبرنا أنّ هناك "قانوناً" يفرض رئاسة "الأقوى مسيحياً". نحن طرحنا أن نختار "بين الأقوى مسيحياً". اقترحنا دورة أولى في الانتخابات بين المسيحيين، وأقوى اثنين يذهبان إلى الدورة الثانية. لم نقُل يوماً في خطاب التيار الوطني الحر إنّنا نمثّل المسيحيين. كنّا نقول "الأقوى تمثيلاً". وتحديداً في هذه النقطة، أنا عرضت على سمير جعجع خلال المفاوضات قبل اتفاق معراب، تخصيص بند لرئاسة الجمهورية، لا يُلزم الآخرين بل يُلزمني أنا وهو أن يكون رئيس الجمهورية هو "الأقوى مسيحياً" في المرّات اللاحقة، حتى نُكرّس العُرف.

- ولم يقبل؟

لم يقبل، ووقتذاك قلت له: "مين قال لك إنو نحنا رح نكون الأقوى". وطرحت أن نفتحها، إذا لم يكن الأقوى نذهب إلى أقوى اثنين. وقلت له إنّنا في نظام صعب، وإذا لم نضع أعرافاً كهذه فسنقع كلّ مرّة في فراغ برئاسة الجمهورية، وحتى نكسر هذا الفراغ دعوته إلى أن نُبرم اتفاقاً لا يغيّر الدستور، بل يكون ثنائياً، ونلتزم به.

 - هل سقطت هذه النظريّة: الأقوياء في طوائفهم؟

- في بلد نظامه طائفي ويعجز عن الانتقال إلى النظام المدني والنظام العلماني علينا أن نحترم تمثيل الطوائف. هذه قاعدة إمّا نعتمدها ونطبّقها على الكل، أو لا نعتمدها أبداً.

نحن لم نخرج من التفاهم مع القوات، بل إنّ روحية "اتفاق معراب" ضربتها القوات بمسار معارضتها الرئيس ميشال عون داخل مجلس الوزراء طوال سنة، واختتمته بالانقلاب على رئيس الحكومة في 2017، لأنّ الاتفاق على رئيس الحكومة كان جزءاً أساسياً من "اتفاق معراب" المكتوب

- لكن لماذا لم تترشّح وفق هذه النظريّة؟

أنا أعرف أنّ هذا السؤال سيلاحقني طوال حياتي. لكن أنا دفعت الثمن سنتين ونصف سنة من الفراغ والصراع من 2014 إلى 2016. قلت إنّنا نمرّ في ظرف استثنائي، وسنتصرّف بشكل استثنائي، وقلت إنّ هذه الحال ليست قاعدة. لم أنزع عنّا حقّ "الترشيح الطبيعي". أنا لستُ مرشّحاً "حتى اليوم" لأنّ الظرف غير مؤاتٍ، وما يعوّضنا أن يكون للرئيس المقبل تأييد مسيحي، ولن نقبل أن يأتي "مشلّح" أو "معرّى" من التأييد المسيحي، مثلما يحاول البعض أن يسوّق. لكنّ الترشيح لم يُسحَب بشكل نهائي. وحين زرتُ البطريرك بشارة الراعي، اصطحبت أحد نواب الكتلة المتشدّدين، الذي يحبّه البطريرك، وقلت له إنّ الكتلة تريدني أن أترشّح، لكنّني أريد التوافق. وقدّمنا هذا التنازل ظرفياً. وقد أُعيد طرح ترشيحي حين أرى أنّ عدم الترشّح أُخِذَ على أنّه ضعف، واستُغلّ لإضعافنا في موقع رئاسة الجمهورية بدل أن يؤخذ بإيجابية. فهذا ليس "إسقاط حقّ". ما أسعى إليه هو رئيس لديه القوة الشعبية والتمثيل المسيحي بدعم المسيحيين له ويحظى بالموافقة الوطنية اللازمة.

انجازات العهد.. وقوتنا بقوتنا

- هل تبيّن في النظام الطائفي أنّ الرئيس المسيحي القويّ أوصلنا إلى مكان أضعف المسيحيين في النظام، ووصلنا إلى عدم ترشيح أقوى اثنين، وهما أنت وسمير جعجع؟

لا يوجد دولة في العالم تقوم على فكرة ضعفها. نظرية "قوة لبنان بضعفه" أسقطتها المقاومة وحزب الله لأنّنا استعدنا أرضنا ليس بضعفنا بل بقوّتنا، وأرسينا توازناً واستعدنا حقوقنا البحرية. لا يوجد بلد في العالم، سواء كان دكتاتورياً أو ديمقراطياً أو ملكياً، يقوم على فكرة الضعف، فكيف ببلد يصل الرئيس فيه إلى منصبه بقوّة التمثيل، لكن يريد البعض أن يصل الرئيس بمعادلة "قوّة الضعف"، وهذا بحدّ ذاته اختلال في الميزان.

بيّنت التجربة العكس. حين تفاهم ميشال عون مع سعد الحريري وهو في السلطة التنفيذية تفاهم الأقوياء، كانت السنة الأولى من العهد مليئة بالإنجازات، وحقّقا ما عجز البلد عن تحقيقه من 2011 إلى 2017: تحرير الأرض من داعش، سنّ قانون انتخاب غير مسبوق من 40 سنة، إقرار الموازنة للمرّة الأولى منذ 2005، وبدأت مسيرة النفط وانطلقت عجلة الدولة، وتألّفت حكومة كان فيها 15 وزيراً مسيحياً اختارهم المسيحيون و15 وزيراً مسلماً اختارهم المسلمون، واقترحنا تبادل وزراء، فيكون لنا مسلم وللرئيس الحريري مسيحي، ومع الشيعة أيضاً، وطرحت المداورة بين المديرين العامّين، لكن جاءنا التخريب من الخارج، لأنّ "4 تشرين" أتت من الخارج في 2017، ولاقاها أطراف من الداخل، ثمّ أصبح دونالد ترامب رئيساً فعقد صفقة القرن. لقد جاء المشروع الإبراهيمي من الخارج. هذه عوامل أقوى من لبنان، والمتضرّرون في الداخل، الذين أخذوا الحصّة المسيحية من 1990 إلى 2005، يريدون أن يسترجعوا هذه الحصّة.

نحن مسؤولون عن سنوات الإنهيار الاقتصادي

- لكنّك نسيت الأهمّ. هذه السنوات أسّست للانهيار الماليّ في 2019.

صحيح، هناك العامل الاقتصادي. لكنّ التأسيس للانهيار بدأ منذ 1990 إلى 2005، واستمرّت السياسات الخاطئة. لا أقول إنّها لم تستمرّ، لكن لم نستطع إيقافها، ودفع ثمنها كلّ اللبنانيين. انهيارنا الاقتصادي نحن مسؤولون عنه في لبنان. لهذا استضعفونا في الخارج لأنّنا وصلنا إلى "صفر مناعة" بسبب سياساتنا.

- تبدو حركتك باتجاه جنبلاط تحديداً محاولة لإعادة صياغة التوازنات داخل النظام اللبناني، وأصلها معارضة حزب الله في ذاكرة 14 آذار. بدوت قادراً على صناعة الفارق بهذا المعنى أكثر من كلّ الموارنة كأنّك تعيد إحياء 14 آذار. ما رأيك بهذه القراءة؟

التواصل مع الحزب التقدّمي الاشتراكي بدأ مع تيمور جنبلاط قبل وقوع الإشكال بيننا وبين حزب الله بسبب موضوع الحكومة. لا علاقة مباشرة أبداً. وكيفما كانت العلاقة مع حزب الله نريد الحوار معه. إذا كنّا نتحاور مع الخصوم، فكيف مع الحزب؟ وأنا قلت إنّي لا أسعى إلى تخريب العلاقة. لكن من الطبيعي بعد ما جرى في الستّ سنوات الأخيرة وما تعرّضنا له، وما عبّرنا عنه خلالها، أن نتحدّث عن إعادة قراءة للتفاهم، ونقول إنّنا بحاجة الى تفاهم جديد.

- الرئيس عون قال قبل يومين: "جبران عمل التفاهم. وهو يريد تغييره وأنا أؤيّده".

هذه ليست المرّة الأولى التي نفتح فيها هذا النقاش.

أعرف أنّ السؤال عن عدم ترشّحي للرئاسة سيلاحقني طوال حياتي. لكنّني أريد التوافق. وقدّمنا هذا التنازل ظرفياً. وقد أُعيد طرح ترشيحي حين أرى أنّ عدم الترشّح أُخِذَ على أنّه ضعف، واستُغلّ لإضعافنا في موقع رئاسة الجمهورية بدل أن يؤخذ بإيجابية

- لكن للمرّة الأولى يعلنها الرئيس عون شخصيّاً!

صحيح، وحمّلني إيّاها (يضحك). نحن سبق أن شكّلنا لجنة واجتمعنا، وأعددنا في التيار، بالاتفاق معهم، ورقة حول الموضوع. ونعود إلى هذا النقاش كلّما وقعت مشكلة أو خلاف. هذا تفاهم صمد عملياً 16 سنة، وتبيّن أنّ بنوداً منه لم تُطبّق، فإمّا أن تُطبّق وإمّا نعيد النظر فيها ونذهب إيجابياً إلى مكان آخر.

لكن أُضيفت مشكلة الحكومة بأبعادها التي هي ميثاقية وكيانية أكثر منها دستورية وسياسية. وكيف إذا وقع خلاف أو تباين، لا سمح الله، في رئاسة الجمهورية؟ هذه مسائل ميثاقية وليست تفصيلية وتمثّل جانباً أساسياً من أعمدة التفاهم مع حزب الله، الذي هو "الشراكة".

إنّ التفاهم مع حزب الله قام على ثلاثة أعمدة أساسية:

1- الاستراتيجية الدفاعية.

2- بناء الدولة.

3- الشراكة.

1- الاستراتيجية الدفاعية: نُفّذت بمعنى حماية لبنان، والدفاع عن لبنان. وكان اتفاق ترسيم الحدود البحرية نموذجاً لهذه الاستراتيجية الدفاعية، حيث وضعت الدولة السياسة وكان حزب الله عنصراً مساعداً وداعماً لهذه السياسة، وبفضل قوّته وسياسة الدولة الموحّدة نُفّذت المهمّة. قمنا بالجانب المطلوب منّا فيها. ولم يسمح هذا البند بأن يهاجم حزب الله إسرائيل لتحرير القدس. اتفقنا على "الدفاع عن لبنان" فقط.

- لكنّ حزب الله ذهب إلى سوريا واليمن... وليس إلى القدس!

أنا قلت أكثر من مرّة: ندافع عن البيت، عن السياج، عن التلّة فوق السياج، وأحياناً تُضطرّ إلى الصعود إلى التلّة كي تحمي البيت، لكن لا ندافع عن البيت "عبر البحار"، وأنا قلت ذلك عندما كنت وزيراً للخارجية، وأعتقد أنّ التعبير واضح. لهذا نتحدّث عن "المقاومة" وسلاحها وعن "مواجهة الإرهاب".

1- الشراكة: نعم حزب الله قام بما عليه في هذا البند. وكان موقفه سليماً دائماً، لكن ليس عن باطل بل عن حقّ، فلم يقفوا معنا في ما ليس حقّاً لنا، ووقفوا معنا على طول الخطّ في ما هو حقّ لنا، وأنا أعتبر أنّ هاتين المسألتين ما زال البلد بحاجة إليهما.

2- بناء الدولة: خرج الموضوع إلى العلن في المرّة الأولى في 2011 و2012. تسبّب عدم تنفيذ هذا البند بخلل كبير جدّاً، وأصبح الاتفاق واقفاً على اثنتين من أقدامه الثلاث. اليوم هناك خلل في القدم الثانية: الشراكة. إذا تأكّد أنّ فيها خللاً فهذا يعني أنّ الاتفاق يقف على قدم واحدة. وهذا خلل ميثاقي ووجودي وكياني، وليس تفصيلاً. فإذا كنّا خارج رئاسة المجلس النيابي وخارج رئاسة الحكومة وخارج الحكومة وخارج رئاسة الجمهورية، فأين الشراكة؟ وهل تعرف أحداً يستطيع الوقوف على "إجر وحدة"؟

حتى بقدمين اثنتين لا يستطيع التفاهم أن يقف، و"السيبة" وحدها تقف على قدمين، لكنّ التفاهم لا يقف على قدمين إلا إذا استند إلى حائط هو "الوحدة الوطنية". كنّا مجبورين لأجلها أن نقول إنّنا نخسر بناء الدولة، لكن على الأقلّ نحافظ على الوحدة الوطنية ونمنع الفتنة. ليس هدف موضوع الفساد استهداف شخص أو مجموعة، لكنّه صار نقيض بناء الدولة. نحن لسنا طوباويين، لكن لم يعد ممكناً الاستمرار مع الفساد. وقد قال الرئيس عون مراراً إنّه يعرف كم هو جمهور الفساد كبير في لبنان، لكن ما عادت الدولة قادرة على أن تقوم مع هذا الفساد الذي ينخرها. هناك أطراف يرفضون حتى اليوم "أن يطلعوا عن رياض سلامة وسياساته". قلت لأحدهم: "كيف تريد أن ينزل الدولار، ولديك نفس الشخص ونفس السياسة".

غداً في الحلقة الثانية والاخيرة :جبران يعلن اعجابه بما يقوم به بن سلمان ويتحدث عن الخارج وأدواره ومحاولة إعدامه سياسياً

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 30 و 31 كانون الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 31 كانون الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/114582/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1645/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For December 31/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/114584/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-december-31-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/81876/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af/

 

Video-Text: Resolutions For the new year of 2023

Elias Bejjani/January 01/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/81879/elias-bejjani-resolutions-for-the-new-year-of-2020/

 

فيديو ونص/تمنيات إيمانية للعام الجديد

الياس بجاني/01 كانون الثاني/2023

https://www.youtube.com/watch?v=W21nvT29C2Y&t=134s

 

Video-Text: Resolutions For the new year of 2023

Elias Bejjani/January 01/2023

https://www.youtube.com/watch?v=sejWSwGy7ZU