المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 20/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february20.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

الياس بجاني/تأملات إيمانية في مفهوم الشكر والإمتنان والعرفان بالجميل في انجيلنا المقدس

الياس بجاني/تقليد يوم خميس السكارى الماروني

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الذي ترأسه اليوم 19 شباط/2023 البطريرك الراعي في كنيسة بكركي مع نص عظته، ومع نص عظة المطران عودة التي ألقاها في كاتدرائية القديس جاورجيوس

قتلى بغارات إسرائيلية على مواقع لـ”الحزب” في دمشق

نتنياهو لنصرالله: لا تعوّل على وقوع حرب أهلية في إسرائيل

تغيّر دراماتيكي لبناني وعربي.. والأسد إلى الخليج/منير الربيع/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 19 شباط 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

انطلاق البحث بمخارج قانونية للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

باسيل يصعّد… نهاية العلاقة مع “الحزب”/نذير رضا/الشرق الأوسط

طبخة للإطاحة بقاضيَيْن بغطاء بطريركي

"الرئيس برّي مُصرّ أكثر من أي وقت مضى"!

خُطف من مركز عمله... إليكم ما اكتشفته الأجهزة الأمنية

مسلسل القضاء والمصارف تابع...آخر تطورات الملاحقة؟

"إستنفار" حكومي خشية من الفوضى الشاملة

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

السلطات التركية: عدد ضحايا الزلزال بلغ حتى الآن 40689 قتيلا

ارتفاع عدد قتلى زلزال تركيا إلى 41 ألفًا

مشردو الزلزال... تحدي التأقلم مع حياة الخيام و«الأسواق الاجتماعية» تعيد الحياة جزئياً إلى المناطق المنكوبة

تركيا: آلاف السوريين عادوا إلى بلادهم طوعاً بعد كارثة الزلزال

وزير الدفاع تفقد النقاط الحدودية ونفى أي تدفق للنازحين

إسرائيل تضرب قلب دمشق ومحيطها وتقتل 15 وتصيب العشرات

هجوم كالزلزال نُفذ على مرحلتين... وصاروخ سقط في موقع مقتل عماد مغنية... وطهران نفت سقوط قتلى لها

الخارجية السورية: مواصلة اسرائيل انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة تمثل تهديدا للسلم والامن في المنطقة

السعودية: لا جدوى من عزل سورية والحوار مع دمشق “في وقت ما”

بن فرحان: حذرنا من مسيّرات إيران والآن تضرب في كييف... و"الخليجي" موحّد بشأن أوكرانيا

بريطانيا تحبط 15 مخططاً إيرانياً لقتل وخطف المعارضين

أذربيجان: طهران وراء مهاجمة سفارتنا

الصين مترددة في دعم إيران رغم التحالف الظاهري بينهما

العصيان المدني يشل القدس وسط مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية

واشنطن تجدد التزامها حل الدولتين... وعباس يطالبها بالضغط على الاحتلال... والأسرى يواصلون التصعيد

نتنياهو يتهم إيران بالهجوم على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل

بلينكن: الصين تنظر في إرسال «أسلحة» إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا

الاتحاد الأوروبي يحث على «تسريع إرسال الأسلحة» لأوكرانيا

بوريل يدعو في ختام «مؤتمر ميونيخ» دول التكتل إلى «إعادة تسليح نفسها»

ماكرون يؤكد لزيلينسكي أنه سيدعم خطته للسلام

هل يُعجّل استمرار التقارب المصري ـ التركي بترحيل «الإخوان»؟

كوريا الشمالية تؤكد إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات في تحذير لواشنطن وسيول

«إيران إنترناشونال» تغلق استوديوهاتها في لندن

الزلزال السوري يحرّك «أوراق التطبيع» العربي... والأوروبي

اتصالات لتمديد فتح المعابر التركية وتجميد العقوبات الأميركية... والأسد إلى عُمان قريباً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يعود “الحزب” إلى مرحلة ما قبل تفاهم مار مخايل؟/سعد الياس/القدس العربي

نصرالله اللبناني و”استقرار الفوضى”/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

فيلم "التحقيق المستحيل".. الحقيقة والعدالة على مذبح الواقعية السياسية/منى فياض/الحرة

الإرهاب إيرانيطارق الحميد/الشرق الأوسط

/مخاطر ضعف الحضور السياسي السنّي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

التمديد لسلامة... بـ "النكايات"/ملاك عقيل/أساس ميديا

نصرالله يُهدّد وإسرائيل تضرب: أتندلعُ الحربُ؟/سامي كليب/أساس ميديا

سنتان أخريان مع بايدن وفوضى سياسته الخارجيّة/نديم قطيش/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي للسياسيين: حولتم عرس لبنان وشعبه وجمال طبيعتِه وغنى موارده إلى مأتم كبير ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير

المطران عودة للنواب: انتخبوا رئيسا يقود السفينة إلى ميناء النجاة وسهلوا تأليف حكومة تدير المؤسسات

قبلان: هناك من يجهز للعبة شوارع وسيناريوهات مختلفة وبداية الانقاذ على أبواب مجلس النواب

اردوغان بحث مع ميقاتي في تداعيات الزلزال وشكر للبنان المؤازرة في أعمال الاغاثة

نداء من خلف وصليبا للنواب: إحضروا الآن الى مجلس النواب فلا نخرج منه قبل إنتخاب رئيس للجمهورية وإستنكافكم عن الحضور مخالفة صارخة لأحكام الدستور

رئيس مجلس الوزراء السوري يلتقي وفدا برلمانيا لبنانيا

سعادة الشامي: التواصل مستمر مع صندوق النقد ومعزوفة اصول الدولة نسمعها كثيرا فيما تحتاج الاستثمارات الى سنوات ولا نمتلك الوقت

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.

إنجيل القدّيس متّى06/من16حتى21/: قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون، بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

الياس بجاني/19 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/83447/83447/

تبدأ فترة الصوم الكبير مع عجيبة عرس قانا التي حول من خلالها السيد المسيح الماء إلى خمرة، وتنتهي يوم عيد الفصح المجيد.

هذه السنة، يبدأ الصوم الكبير حسب طقوس الكنيسة المارونية  يوم الاثنين الموافق 20 شباط /2023...اثنين الرماد.

اليوم الأحد الذي يسبق بداية الصوم الكبير يسمى أحد المرفع أو أحد الغفران.

الصوم من حيث المبدأ الإيماني هو فترة مقدسة للتأمل وفهم وممارسة التواضع، والتوبة، والتكفير عن الذنوب، والمغفرة ، والصلاة ، والتصالح مع الله والذات والآخرين.

الصوم هو زمن مميز للسعي الروحي والعقلي والجسدي نحو يسوع المخلص الذي هو ينبوع كل محبة ومغفرة ورحمة.

الصوم هو رحلة يرافقنا فيها يسوع بنفسه في صحراء فقرنا الترابي الفاني، ويأخذ بيدنا ويسير معنا في طريق توصلنا إلى الفرح والقيامة مع عيد الفصح.

الصوم الكبير هو معركة روحية نختارها لمحاربة أنفسنا وكل ملذاتها الجسدية والأرضية الغريزية، وذلك في محاولة جادة هدفها الابتعاد عن كل أفعال وأفكار الخطيئة.

الصوم يقوي رجاءنا وإيماننا في محاولة لمحاربة الشيطان والابتعاد عن طرقه في الخطيئة واليأس.

تعلمنا الصلاة والتأمل أن الله القدير موجود ليحرسنا ويقود خطواتنا، وعندما نصوم ونصلي، نجد وقتًا لله لنفهم كلماته الأبدية التي لن تزول.

من خلال الصوم والصلاة يمكننا الدخول في شراكة حميمة مع يسوع حتى لا يأخذ منا أحد الإيمان والرجاء الذي لا يُخيّب.

الصوم معركة ارتباط روحي نسعى من خلالها إلى الاقتداء بيسوع المسيح الذي حارب إغراءات الشيطان أثناء صومه في البرية وانتصر عليه.

الصوم زمن مقدس نسعى من خلاله بجهد وعزيمة على ترويض وهزيمة غرائزنا الأرضية وتنقية قلوبنا وضمائرنا وتفكيرنا.

نصوم ونثق في أن الرب هو راعينا الأبوي.

علينا أن لا ننسى بأن قراءة الإنجيل تقدم لنا كلمة الله، وتقوي أرواحنا وأذهاننا بإرشاداته المقدسة. ومن خلال التأمل في كلمة الله واستيعابها، نتعلم جدية الصلاة.

من خلال صلاة زمن الصوم نحصن مسار الإيمان والعبادة والتقوى الذي يبدأ يوم معموديتنا.

وفي الخلاصة، فإن زمن الصوم يسمح لنا بالتأمل وممارسة الصلاة والصوم والتوبة وتأدية الكفارات، واكتساب مفاهيم إيمانية تُصوّب خطوات مسرتنا الحياة نحو آفاق رجاء وفرح لا حدود لها.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

https://eliasbejjaninews.com/archives/83447/83447/

الياس بجاني/19 شباط/2023

 

تأملات إيمانية في مفهوم الشكر والإمتنان والعرفان بالجميل في انجيلنا المقدس

اعداد وجمع الياس بجاني

18 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/113449/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84/

What does the Bible say about thankfulness/gratitude?

الرب أعطى الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله كل العطايا مجاناً، بما فيها الحياة التي هي وديعة، ولهذا يجب على هذا الإنسان أن يعطي اخيه الإنسان مجاناً كما هو الله اعطاه. من هنا يأتي واجب الشكر والإمتنان وهما ما نعرفه بالعرفان بالجميل. الذي يشكر هو انسان مؤمن وذلك على خلفية أن الله وهبه كل العطايا التي عليه أن يعطيها لمن هو بحاجة لها ولهذا من يشكر عن إيمان لا يحسد ولا يغار، بل يفرح ويبارك لغيره بما عندهم من عطايا أكانت فكرية، مالية أو جسدية. من يحسد ويغار هو متعامى عن طبيعة العطايا ومصدرها الإلهي. من لا يشكر هو ناكر للجميل وبغلتنا المحكية نقول ، “ما عندو بقوي” وفاعد للإيمان.

الشكر هو موضوع إيماني مهم ورئيسي في الكتاب المقدس. تقول رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى اهل تسالونيكي (05/ 16-18 (“اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ”). المقصود هنا ببساطة متناهية، هو انه من واجبنا الشكر على وفي كل شي، وان يكون مبدأ الشكر هو أسلوب حياتنا يفيض تلقائياً من قلوبنا وأفواهنا عن قناعة وإيمان وفهم. فعندما نتمعن في المفهوم الشمولي لكلمة الله بعمق وإيمان، نعرف لماذا يجب أن نكون شاكرين، وأيضاً كيف نعبِّر عن الإمتنان في المواقف المختلفة، الصعبة كما المفرحة.

يقول المزمور 136/01:  (“اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، ولأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ”).

مبدأ وفعل الشكر لله هو لسببين اساسيين وجوهريين، هما صلاح الله المستمر، ورحمته الدائمة.

علينا ان نعرف وعن قناعة بأننا من طبيعة ترابية، وأنه بعيداً عن الله لا حياة، بل موت.

يقول نجيل القديس يوحنا (10:/10): (“اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.”)

وجاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية (07/05): (“لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا، لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ.”)

لهذا كله فبعد فهمنا ما يقوله الكتاب المقدس،  فإن ردنا الطبيعي على ما نمر به في حياتنا هو الشعور بالشكر وبالإمتنان من أجل الحياة التي يعطينا إياها الله.

في هذا السياق يقدم الملك داودو في “المزمور رقم 30 من 01 حتى12) الحمد لله من أجل خلاصه فيقول: (“أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي. يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي. يَا رَبُّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ… حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ”)

هنا يقدم داود الشكر لله بعد مروره بظروف صعبة، ولكنه يشكر الرب أيضاً على كل ما مضى، وعلى كل ما سوف يأتي.

كذلك لدينا أمثلة كثيرة واردة في الإنجيل المقدس على ضرورة الشكر في مواجهة الظروف الصعب، وأضاً المفرحة.

على سبيل المثال، يصف (المزمور رقم 06/28 و07) الضيق الذي يمر به داود. وهذا المزمور هو عبارة عن صرخة إلى الرب من أجل الرحمة والحماية والعدل. وبعد أن يصرخ داود إلى الرب، فإنه يكتب قائلاً: (“مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ” فيتذكر داود من هو الرب في وسط ضيقاته، ويقدم الشكر له بخشوع ورهبة بسبب معرفته وثقته به.

وكان للنبي أيوب أيضاً نفس مفهوم الشكر والحمد والعرفان بالجميل، حتى وهو على فراشه يواجه الموت (أيوب 01/21): (“الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً”).

كما توجد أمثلة كثيرة على شكر المؤمنين لله في العهد الجديد.

فبرغم أن القديس بولس الرسول كان يواجه إضطهاداً شديداً، كتب يقول (كورنثوس الثانية 2: 14): (“وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ”).. كما يقول في رسالته (للعبرانيين 12/28): (“لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى”)

بدوره يعطينا القديس بطرس (بطرس الأولى 01/06 و07) سبباً للشكر من أجل “تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ” قائلاً أنه من خلال التجارب “تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ… تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”)

إن شعب الله المؤمن عليه أن يكون شاكراً لله على الدوام، لأنه يدرك مقدار ما أعطي له.

وبحسب رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى (تيموثاوس 03/02)، فإن غياب الشكر والإمتنان من سمات الأيام الأخيرة. سوف يكون الأشرار “غير شاكرين”.

يجب أن نكون شاكرين لأن الله مستحق شكرنا. ومن حقه أن نشكره من أجل كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ” (رسالة القديس يعقوب 01/17).

عندما نكون من الشاكرين لله في كل حين مهما كانت الصعاب التي تواجهنا، فلا يعود تركيزنا على رغباتنا الأنانية والذاتية والآنية ولا على الضيق والألم الناتج الظروف التي نواجهها.

كما وأن ممارسة فعل الشكر لله يذكرنا دائماً بأن الله ابينا وهو المحبة وهو القادر على كل شيء.

 لذا، فإن الشكر ليس فقط ممارسة محببة ولائقة،، بل في الواقع هو أمر صحي ومفيد وذكرنا بأننا ملك لله، وأنه باركنا بكل بركة روحية (أفسس 01/03)، وبالفعل، لنا حياة أفضل (يوحنا 10: 10) ويجب أن نشعر بالإمتنان والعرفان بالجميل.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تقليد يوم خميس السكارى الماروني

الياس بجاني/16 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني الذي يبدأ يوم اثنين الرماد. في ما مضى من السنين كانت العائلات المارونية وتحديداً في المناطق الجبلية تجتمع في مثل هذا اليوم على مائدة العشاء للصلاة والتأمل وشكر الله على نعمه وبركاته. كانت العائلات تجتمع على مائدة العشاء لتشكر الرب على عطاياه ونعمه وتتضرع طالبة بركاته، ورضاه وذلك قبل بدء الصوم الكبير، وقبل بدء التقشف والصلاة استعداً للاحتفال بذكرى القيامة، قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء. خميس السكارى ليس عيداً مارونياً ولا مسيحياً، بل هو تقليد وعادة لم يعد كثر من أهلنا يحتفلون به وإن كانوا يتذكرونه. تاريخياً خميس السكارى عادة قديمة لا نعرف في أي حقبة من الأزمنة وجدت ومن أوجدها، ولكن من المؤكد أنها كانت تمارس في جبالنا كل سنة في يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير، وهناك القليل جداً من المعلومات المدونة عنها في كتب التاريخ اللبناني والسنكسار الكنسي. تقول بعض المدونات التاريخية أن الموارنة كانوا في مثل هذا اليوم يشربون الخمر كعربون للفرح والشراكة بين الأهل والعائلات خلال التفافهم وتجمعهم المبارك حول مائدة العشاء على خلفية مفاهيم ورمزية العشاء السري والأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، وذلك لتقديم الشكر لله على نعمه وبركاته والعطايا التي وهبها لهم.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو القداس الذي ترأسه اليوم 19 شباط/2023 البطريرك الراعي في كنيسة بكركي مع نص عظته، ومع نص عظة المطران عودة التي ألقاها في كاتدرائية القديس جاورجيوس

الراعي للسياسيين: حولتم عرس لبنان وشعبه وجمال طبيعتِه وغنى موارده إلى مأتم كبير ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير

المطران عودة للنواب: انتخبوا رئيسا يقود السفينة إلى ميناء النجاة وسهلوا تأليف حكومة تدير المؤسسات

Al-Rahi to politicians: You turned the wedding of Lebanon, its people, the beauty of its nature, and the richness of its resources into a large funeral and clothed it with a black robe of poverty, hunger, deprivation and displacement

Bishop Aoudi to the officials: Elected a President who could Navigate the ship to the port of salvation

https://eliasbejjaninews.com/archives/115973/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-19-%d8%b4%d8%a8/

وطنية/19 شباط/2023

 

قتلى بغارات إسرائيلية على مواقع لـ”الحزب” في دمشق

 قناة العربية.نت/19 شباط/2023

قُتل 15 شخصاً بينهم سيدتان على الأقل، جراء قصف إسرائيلي طال في الساعات الأولى من اليوم الأحد، حياً سكنياً في دمشق، في حصيلة هي الأعلى بالعاصمة السورية نتيجة اعتداء مماثل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكشف المرصد، عن أن صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع موجودة ضمنها ميليشيات إيرانية و”حزب الله” اللبناني، في منطقة واقعة ما بين السيدة زينب والديابية بريف دمشق، مما نجم عن حرائق وانفجارات في الأماكن المستهدفة. وأفاد بأن القصف طال أيضا بشكل رئيسي حي كفر سوسة جنوب غرب دمشق، الذي يعد من الأحياء الراقية في العاصمة السورية وتوجد فيه مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة “فرانس برس”،  إن المنطقة المستهدفة تضم معهداً ثقافياً إيرانياً، من دون أن يتمكن من تحديد الجهة التي استهدفها القصف، موضحا أن “حصيلة القتلى هي الأعلى جراء قصف إسرائيلي على دمشق”. وأعلنت وسائل إعلام سورية أن طائرات إسرائيلية أطلقت عددا من الصواريخ باتجاه بعض المواقع جنوب غرب العاصمة دمشق. ونادراً ما تشنّ إسرائيل ضربات مماثلة داخل دمشق، إذ تقتصر ضرباتها على مواقع عسكرية على أطراف العاصمة وفي ريفها ومناطق أخرى.

 

نتنياهو لنصرالله: لا تعوّل على وقوع حرب أهلية في إسرائيل

روسيا اليوم/19 شباط/2023

لفت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في بداية جلسة مجلس الوزراء اليوم الأحد، إلى “أننا نقاتل على جبهتين رئيسيتين ضد أعدائنا. الجبهة الداخلية، والجبهة الإيرانية”. وتطرق نتنياهو إلى تصريحات حزب الله الأخيرة، قائلا: “لا تعولوا كثيرا على وقوع حرب أهلية في إسرائيل، فذلك لن يحصل، الإسرائيليون أخوة، ما لا يفهمه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أننا دولة ديمقراطية حية”. وأضاف: “اتفقت في نهاية الأسبوع مع الوزير بن غفير، بشأن تشكيل فريق عمل خاص. أمام الجبهة الإيرانية فجهودنا لا تتوقف. إيران تحاول تقويض تماسكنا كشعب والإضرار بمعنوياتنا الوطنية”. وتابع: “أما على الجبهة الإيرانية، فجهودنا مستمرة لسبب بسيط، وهو أن العدوان الإيراني لا يتوقف، في الأسبوع الماضي، هاجمت إيران مرة أخرى ناقلة نفط في الخليج العربي، وأضرت بحرية الملاحة الدولية، كما هاجمت يوم أمس، قاعدة أميركية في سوريا، وتواصل إمداد سوريا بأسلحة فتاكة، لمهاجمة المدنيين الأبرياء بعيدا عن حدودها”. وشدد على أن “الهجمات الإيرانية ضد الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، لن تقوض تماسك الشعب الإسرائيلي، ولن تضعف معنوياته”. وأكد نتنياهو أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك الأسلحة النووية، ولن تسمح لها بتهديد حدودها الشمالية”، مشددا على أن “إسرائيل سترد بقوة على أية هجمات إيرانية محتملة ضد أمنها”.

 

تغيّر دراماتيكي لبناني وعربي.. والأسد إلى الخليج

منير الربيع/المدن/20 شباط/2023

تتقدم سوريا إلى واجهة الأحداث. رهانات لبنانية كثيرة ترتبط بالتطورات السورية. ثلاثة ملفات أساسية يراقب اللبنانيون مساراتها. ملف الزلزال الذي دفع جهات دولية وعربية إلى التضامن مع السوريين، فسارع وفد وزاري لبناني إلى زيارة دمشق ولقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد. ملف الاهتمام العربي بالوضع في سوريا، وسط مساع لإعادة التواصل، وهو ما اختصره كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، حين ردّ على سؤال حول زيارته إلى سوريا بالقول: "لا أعلق على شائعات، ولكن هناك إجماعاً عربياً على أن الوضع في سوريا لا يجب أن يستمر هكذا". أما الملف الثالث، فهو تجدد الضربات الإسرائيلية واستهداف مبنى في منطقة كفرسوسة، وهي منطقة تمثّل عمقاً أمنياً وعسكرياً.

التنافس على سوريا

حتى الآن لا تشير هذه العمليات الأمنية إلى حصول تحول في المسارات السياسية، إذ كل ما يجري هو عبارة عن عمليات أمنية مستمرة بشكل متقطع، لها وظائف تقليدية، ولكن ربما يكون لها تداعيات غير تقليدية. ما يعني أن العمليات تأتي في وقت ضائع، أو في مرحلة ما قبل اتخاذ قرارات أساسية من شأنها أن تقود إلى تكريس وجهات سياسية مختلفة في المنطقة. هذه الملفات الثلاث تدفع إلى ضرورة مراقبة تطورات المنطقة، سواء كانت تصعيدية فعلية، أم أن التصعيد الكلامي والتهديدات تتعلق بالبحث عن فتح مسار سياسي جديد، خصوصاً أن الثوابت العربية المعلنة حول إعادة العلاقة مع دمشق، تختصر بضرورة خروج النظام السوري من العباءة الإيرانية. وبناء على هذا العنوان العربي، يستمر "التنافس" على سوريا. فطهران التي سارعت إلى تقديم المساعدات لسوريا، معززة بجولة قام بها قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني، تقول إنها موجودة ومستمرة. وإضفاء الطابع العلني لزيارة قاآني هو جزء من الإجابة على كل ما يحكى عربياً. تلك الحركة الإيرانية قابلتها حركة لبنانية أيضاً، بدءاً من زيارة الوفد الوزاري وصولاً إلى زيارة الوفد النيابي اللبناني، وما بينهما من قوافل مساعدات نظمها حزب الله.

الأسد في الخليج؟

في ظل هذه التطورات، تتحدث المعلومات عن زيارة سيقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى دولتين عربيتين في الأيام المقبلة. إذ سيتوجه الأسد إلى سلطنة عمان، وبعدها إلى دولة الإمارات، حسب ما تقول المعلومات. في لبنان أيضاً، هناك من يراهن على هذه التحركات كعنصر سيفرض تغييراً سياسياً لصالحه، على قاعدة استعادة معادلة "سين-سين". وبغض النظر عما إذا كان ذلك وهماً متخيلاً أم يمكنه أن يكون واقعاً، إلا أن السياسة اللبنانية ستتأثر به وبمجرياته. وهو ما سيفرض مزيداً من الانتظار، مع الإشارة إلى أن تجربة السين السين في بيروت بين العامين 2009 و2010 انتهت بانقلاب إيراني قضى على كل مقوماتها.. وقلب الأمور في لبنان رأساً على عقب. ومن يعود إلى أسباب الغضب العربي والخليجي تحديداً من لبنان، والإنفكاء عنه، سيعرف أن الإنقلاب على معادلة السين سين كان الفيصل في ذلك.

الانقسام اللبناني

يندفع لبنان إلى مراقبة تطورات الوضع السوري أكثر فأكثر، بعد تهديدات أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للأميركيين والإسرائيليين بالحرب لمواجهة أي فوضى يسعون إلى تعميمها في لبنان. موقف نصرالله لا بد أن يؤشر إلى مسار من إثنين، إما التصعيد لتجنب الحرب وإبقاء الأمور في سياقها السياسي، أو أن التهديدات جدية وقد تمهد لتصعيد يشمل المنطقة ككل. وأياً كانت النتيجة، فإن ذلك سيؤدي إلى تكريس الانقسام اللبناني أكثر، كما هو الحال بالنسبة إلى التعاطي مع الزيارات المتوالية إلى دمشق. انقسام قائم بين محورين سياسيين، ولكنه أيضاً يتمدد ليشمل أهل البيت الواحد، كما هو الحال بالنسبة إلى العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله، والتي أصبحت بحكم المنتهية، خصوصاً بعد مواقف رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، والذي لجأ إلى استحضار "الدبابة الإسرائيلية"، ومواجهة الغرب والفوضى في معرض تمايزه عن حزب الله أو هجومه على الحزب. موقف باسيل ذات السقف المرتفع تجاه الحزب يستهدف ترشيح سليمان فرنجية. إلا أن الرجل ذهب بعيداً في موقفه. إذ يتعاطى مع الحزب وكأنه في حالة ضعف. بالنسبة إلى حارة حريك، فإن هذا النوع من التعاطي يندرج في خانة المحرمات. إذ أن ما ينطبق في مضمون كلامه على الغرب الذي يسعى إلى إشعال الفوضى في لبنان، واستهداف بيئة المقاومة من خلال التضييق مالياً ومعيشياً، قد يلقى رداً تصعيدياً يصل إلى حدود الحرب، لا بد له أن يتطابق أيضاً بمعرض الردّ على باسيل. لكن السؤال الأساسي يبقى هو كيف سيكون هذا الردّ؟

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 19 شباط 2023

وطنية/19 شباط/2023

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

بعد ارتفاع وتيرة الإحتقان وتقلّب البلاد على صفيح ساخن ومع استمرار تفلّت الدولار وتقهقر الليرة وجنون أسعار المحروقات والمواد الإستهلاكية يدخل الأسبوع الطالع على استحقاق مالي حيث من المقرر أن  يرأس الحاكم رياض سلامة غدا إجتماعا للمجلس المركزي لمصرف لبنان لبحث وقف التدهور النقدي مع تشديده على أن أي إجراءات في هذا الصدد تستلزم عودة المصارف الى العمل لكن الأخيرة سارعت الى التأكيد على الإستمرار في إضرابها.

في المواقف وعلى خط الاستحقاق الرئاسي وجه البطريرك الماروني كلاما عالي السقف للسياسيين بقوله: حولتم عرس لبنان وشعبه الى مأتم كبير. في حين سأل المطران عودة متى نسترد دولتنا من براثن الأنانيين وأرباب الأستبداد. بدوره دعا الشيخ الخطيب الى تجاوز خلافاتنا لإنقاذ البلد والناس لافتا الى أن قدر اللبنانيين الحوار والتوافق فيما بينهم.

إقليميا عدوان إسرائيلي غير مسبوق على مبنى في حي كفرسوسة في قلب دمشق أسفر عن عدد من الضحايا والجرحى.

وعلى خط بيروت- دمشق وبعد زيارة تضامنية لوفد وزاري رسمي لبناني في أعقاب الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا زيارة لبنانية تضامنية جديدة لوفد برلماني برئاسة النائب علي حسن خليل والذي التقى الرئيس بشار الاسد ومسؤولين سوريين.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

تحت جنح الظلام وعلى أنين الوجع الذي ألحقه الزلزال المدمر بالجسد السوري تسللت إسرائيل في عدوان جديد على دمشق ومحيطها. العدوان الجوي استهدف أحياء سكنية مدنية وأدى إلى سقوط عشرين مواطنا بين شهيد ومصاب. وهو جاء بينما كانت سوريا تلملم جراحها وتدفن ضحاياها وتتلقى التعازي والتعاطف الإنساني الدولي. كما يتزامن مع الاعتداءات التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي وآخرها قبل يومين في ريف حمص الشرقي حيث استشهد أكثر من خمسين مدنيا ما يعني أن العدوانين الإسرائيلي والداعشي وجهان لعملة إرهابية واحدة.

العدوان الإسرائيلي في هذا الظرف جاء غداة تصريحات لوزير الخارجية السعودي شدد فيها على الحوار مع دمشق لمعالجة آثار كارثة الزلزال. كما تزامن مع زيارة تضامنية قام بها وفد لجنة الأخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية- السورية برئاسة رئيس اللجنة النائب علي حسن خليل لدمشق وتخللتها لقاءات مع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد. وقد اتسمت اجواء اللقاء مع الرئيس السوري بالودية حيث أكد الأسد على اهمية زيارة الوفد النيابي اللبناني لدمشق وضرورة استكمال العمل لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين على المستويات كافة. وخلال اللقاء أدان خليل العدوان الإسرائيلي الأخير كما أدان الحصار الجائر على سوريا مشددا على ضرورة توسيع العلاقات بين لبنان وسوريا.

في الداخل اللبناني استمرار الإنهيارات على المستويات كافة ما يجعل البلد على صفيح ساخن يدفع شرائح وقطاعات عدة إلى الإنخراط في إضرابات واعتصامات واحتجاجات يخشى أن تبلغ حدود انفلات الوضع. ولمواجهة مثل هذه الإحتمالات يجري حديث عن محاولات لنزع فتائل بعض الأزمات مثل فك إضراب المصارف واتخاذ إجراءات للجم الدولار أمام الليرة وتدابير لمنع انفلات الشارع.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

باستثناء التخبط العام على مختلف المستويات، لا عنوان بان واضحا على الساحة المحلية خلال الاسبوع الطالع، اقله الى الآن. فالفراغ الرئاسي باق ويتمدد في ضوء الكباش المستمر بين فريق يسعى لفرض مرشح فاقد للصفة التمثيلية والتوجه الاصلاحي، وفريق يرفع شعار التحدي بلا افق، فيما الفريق المنادي بحل متكامل، يشمل التفاهم على اولويات المرحلة المقبلة، الى جانب اسم الرئيس، فلا يزال صوته غير مسموع كما يُفترض لدى الشركاء في الوطن، وفي الاوساط الاقليمية والدولية المعنية بلبنان.

وحكومة تصريف الاعمال في موت سريري: فهي لا تجتمع الا للاستفزاز الميثاقي والخروج على الدستور. اما كارثة بحجم فلتان الدولار والاعتداءات على المصارف مثلا، فلا تستدعي الا لقاءات ترقيعية خجولة يتولاها رئيس الحكومة، ويشارك فيها بعضٌ من الذين يتحملون مسؤولية المأساة.

والمجلس النيابي غير قادر لا على انتخاب رئيس للأسباب المعروفة، ولا على التشريع، بسبب الاصرار على جدول اعمال تشريعي فضفاض، ينسف دور رئاسة الجمهورية، التي يمنحها الدستور الحق في رد القوانين او الطعن فيها امام المجلس الدستوري.

اما السلطة القضائية، فحدث ولا حرج، حيث انها تبدو للناس في موقع المتفرج على الانهيار، لا تحركها ملفات الفساد، بل ضغوطات خارجية، كما حصل على سبيل المثال في ملف موقوفي انفجار المرفأ.

يبقى ان الايام المقبلة، قد تشهد تطورات معينة على المستوى المصرفي والمالي لم تُعرف طبيعتُها بعد، علما ان المجلس المركزي لمصرف لبنان يعقد اجتماعا جديدا غدا للبحث في الاحتمالات.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

دخل اضراب المصارف أسبوعه الثالث، ولا شيء يوحي بقرب تعليقه. في الوقائع، وبعد صدور القانون ثلاثمئة وستة، أصبح وضع المصارف القانوني صعب. فهي إما ترفض رفع السرية المصرفية بمفعول رجعي، فيدعي عليها المودعون، وإما ترفض تطبيق القانون ثلاثمئة وستة، فتكون عرضة لملاحقة من قبل المدعي العام، الذي يصر على اعطاء القانون الجديد مفعولا رجعيا حتى العام 1988، علما أن القانون لا مفعولا رجعيا له.

يقول مصدر قانوني مقرب من جمعية المصارف للـLBCI, انه في حال اصرار القضاء على اعتبار ان القانون 306 يرفع السرية المصرفية اعتبارا من العام 88، فاللقضاء الحق بالادعاء على أي مصرف يخالفه الراي بجرم كتم المعلومات وفقا لقانون 306 وليس بموجب تهمة تبييض الاموال.

ويذكر بأن الادعاء على المصارف بتهمة تبييض الأموال، سيؤدي فورا الى تعليق عمل المصارف المراسلة مع المصارف اللبنانية، ما يحول لبنان الى جزيرة معزولة عن العالم، ويوقف حركة الاستيراد والتصدير. أمام هذا الاختلاف، هذا اذا ما تحاول جمعية المصارف التوصل اليه. فإما يدعى على المصارف بجرم كتم المعلومات، وليأخذ القضاء مجراه. واما يضيف مجلس النواب فقرة صريحة على القانون 306 يعيد فيها المفعول الرجعي الى العام 88.

الأيام المقبلة ستحدد اذا مصير عودة المصارف الى العمل، فيما مصير الجلسة التشريعية معلق ومعه معلق مصير التمديد لقادة الاجهزة الامنية وابرزهم اللواء عباس ابرهيم. وفي هذا الملف، قال مرجع حكومي للمؤسسة اللبنانية للارسال، ان الرئيس بري لن يتخلى عن صلاحياته، وسيدعو للجلسة التشريعية حتى ولو لم يؤمن نصابها. أما التمديد للواء ابرهيم، فيؤكد المرجع أن تأمينه عبر السلطة التنفيذية صعب، لأن قانون الدفاع يطبق على العسكريين فقط في حين أن اللواء ابرهيم مدني. أما ما يحكى عن عقد استشاري يؤمن بقاء اللواء ابرهيم مديرا عاما للأمن العام، فمصيره مرتبط بآراء القانونيين حول امكان أن ينطبق هكذا عقد على رئيس جهاز أمني بهذا الحجم. واضح في الملفين أن البلد ينتقل من فراغ الى فراغ.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على توقيت تدفق المساعدات الدولية والعربية إنسانيا إلى سوريا وتركيا بعد زلزال السادس من شباط.. قررت إسرائيل أن تدخل عاملا مساعدا للزلزال وتراكم الدمار ومشاهد الأبنية التي تنهار فوق رؤوس سكانها فقد أجرت إسرائيل محاكاة زلزالية وتطوعت بضرب دمشق واستهداف أحيائها، وزعمت أن شخصية كبيرة قد تكون ايرانية ربما كانت مستهدفة في الغارات على كفرسوسة لكن الوقائع المعلنة منذ ليل امس وحتى الساعة لم تظهر سوى سقوط مدنيين وعسكري سوري واحد وعلى مستوى ردود الفعل، فإن العدوان الاسرائيلي لم يلق إلا الإدانات.. بدءا من الدولة المستهدفة في العدوان، مرورا بإيران وروسيا فالخارجية السورية أعلنت أنها تتوقع من مجلس الأمن إدانة الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية واتخاذ الإجراءات اللازمة لردعها ومساءلة مرتكبيها ومعاقبتهم وضمان عدم تكرارها فيما دانت وزارة الخارجية الروسية بشدة الضربة الجوية الإسرائيلية على مدينة دمشق السورية ومحيطها، ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ" للقانون الدولي. لكن.. لا مجلس الأمن سيهتز على وقع عدوان إسرائيلي ولا روسيا، الراعي العسكري الرسمي لسوريا، سترد بالمثل أما الدولة السورية فهي لا تزال في منطقة المكان والزمان المناسبين.. وقد أعادها زلزال حلب سنوات إلى الوراء واستثمرت إسرائيل في الكارثة السورية لتزيد على الدمار دمارا أما حجتها في ضرب أهداف إيرانية في دمشق.. فإن الأرض العسكرية في سوريا تحتوي على التركي والأميركي والروسي والإيراني واللبناني معا، إضافة إلى الدول متعددة الجنسية العاملة ضمن نطاق مناطق الإرهاب.. فهل تجرؤ إسرائيل على تسديد ضرباتها في عمق هذه الدول؟ غير أن العدوان بالأمس أشاحت به إسرائيل الأنظار عن جلسة مصيرية في مجلس الأمن غدا.. حيث ستجد أميركا نفسها أمام أكثر القرارات ضربا لطرح الدولتين الفلسطنيية والإسرائيلية إذا ما قررت دعم إسرائيل في مشروع توسيع المستوطنات وبمفهوم التوسعة الديموغرافي.. صرخة برقم يهدد الكيان أعلنه البطريرك الراعي في عظة الأحد، عندما كشف وحذر من أن أعداد النازحين السوريين في لبنان بلغت مليونين وثلاثمئة ألف نازح، أي نصف التعداد السكاني اللبناني وتبعا لتقرير النزوح في العالم كشف أن النازحين سوف يتخطون السكان الأصليين بعد سبع سنوات وقد حذر النائب غسان سكاف عبر الجديد من انفجار قنبلة موقوتة تغير ديموغرافية لبنان بدءا من العام المقبل وهذه القنبلة إنما تصنعها المفوضية الأوروبية لشؤون النازحين وكل طرف دولي مساند لزرع الخوف من العودة والإصرار على الدفع للنازحين وبالدولار في لبنان وليس في الداخل السوري فأي نازح سيرتضي بالعودة ويتخلى عن مصروفه الأخضر في لبنان؟ وربطا بهذا السؤال فإن المديرية العامة للأمن العام تسجل إقبالا ضعيفا على طلبات العودة لكن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لايزال المكلف الشرعي لتنظيم عودة آمنة.. فهل يكون هذا التكليف بوابة عبور إلى تمديد ولايته على رأس المديرية؟ في معلومات الجديد أن لقاء جمع اللواء ابراهيم مساء اليوم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للتداول في المخارج القانونية أو الوطنية بعد تعذر الطرق التشريعية لكن هل يقدم ميقاتي على خطوة في هذا الشأن لا يقاطعها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري؟ وإذا كان التشريع قد جمد أعماله في انتظار انتخاب الرئيس.. فإن القاعة العامة للمجلس ازدانت اليوم بأعلام لبنانية على المقاعد، كانت من إخراج: ملحم خلف ونجاة صليبا.. وهما النائبان اللذان أتما شهرا كاملا على الاعتصام بالدستور.. وأثبتا أن الخطوة لم تكن حركة استعراضية، بل هي في عمق المواد الدستورية وعلى حجم خطر المساس بها لكن الطبقات النيابية المهتزة كالأرض لم تلاق النائبين في قرارهما الساكن في أحضان البرد والظلمة والعزلة.. وفي فيء علم لبناني لنجاة وملحم أبناء الوطن.. كلنا لهذا العلم.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

الأسبوع الطالع يحمل عنوانَين بارزين: الدولار، والجلسة التشريعية. فأخيراً قرّر رئيسُ الحكومة أن يتحرك، وأن يقوم بعمل ما للحد من الإرتفاع المستمرِّ في سعر العملةِ الخضراء. وبعدما عقد اجتماعاً الخميسَ الفائت ضمَّ وزيرَ المال وحاكمَ مصرف لبنان، يستعد بدءاً من الغد لعقد اجتماعاتٍ عدة هدفُها واحد: اتخاذُ تدابيرَ عمليةً للحدِّ من الإرتفاع غيرِ المسبوق للدولار، وحتى لخفضه إلى ما دون ال 75 ألف ليرة. وقد تردّد أنَّ سلّةَ إجراءاتٍ تُدرس بسرية تامة، وستُطبّق بدءاً من مطلع الأسبوع. سبب الطابَع السريِّ للإجراءات أنَّ السلطاتِ الماليّة لا تريد تنبيهَ المضاربين مسبقاً إلى ما تنوي فعلَه. لكنَّ السؤال يبقى: هل ستنجح التدابيرُ المذكورةُ في لجم ارتفاعِ الدولارِ الأميركي؟ كلُّ شيءٍ رهنُ الإختبار. علماً أن النجاح لا يمكن أن يكون من نصيب نجيب ميقاتي، والسلطاتِ المالية إلا اذا فكّت المصارفُ إضرابَها . فالدورة الماليّة لا يمكن أن تستقر أو أن تتحسّن في ظلِّ استمرار المصارفِ في اقفال أبوابِها أمامَ الزبائن. وحتى الآن لا يبدو أنَّ الرئيس ميقاتي نجح في تليين موقفِ جمعيّةِ المصارف، التي أصدرت بياناً نفت فيه أن تكون في صدد فكِّ إضرابها غداً الإثنين، وأنها مستمرةٌ به حتى إعلانِها خلافَ ذلك. فهل تعلن الجمعية "خلاف ذلك" في الأسبوع الطالع، أم تواصل إضرابَها طالما انها لم تتلقّ بعد الضماناتِ المطلوبة؟

سياسيا، هيئة مكتب المجلس تنعقد غدا الاثنين ، وفي ضوء الاجتماع يقرر الرئيس نبيه بري ما اذا كان سيدعو مجلس النواب الى الانعقاد ام لا. ووفق المعلومات فان الرئيس بري اتخذ قراره، وهو سيدعو الى جلسة الخميس ولو لم يكن متأكدا من تأمين النصاب لها. وعلى الارجح فان الجلسة لن تنعقد لأن لا نصاب قانونيا لها. وهو امر سيطرح اشكاليات كثيرة، وخصوصا على صعيد التمديد لرؤساء الاجهزة الامنية، ولا سيما بالنسبة الى المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم. فعدم انعقاد المجلس يعني ان التمديد للواء ابراهيم لن يحصل في اطار مجلس النواب. بالتوازي، تردد ان المخارج الوزارية والحكومية التي بدأ البحث فيها للتمديد للواء ابراهيم من خارج المجلس متعثرة لسببين: الاول لان لا تغطية قانونية لها، والثاني لأن الفريق الضاغط في اتجاه التمديد للواء ابرهيم لا يريد ان يكون الثمن التمديد للواء عماد عثمان. رئاسيا، الامور على حالها، فالتحركات الجدية بطيئة حتى لا نقول منعدمة. والجديد الوحيد اليوم هو النداء الذي اطلقه النائبان ملحم خلف ونجاة صليبا لمنسابة مرور شهر على اعتصامهما في مجلس النواب. وهو اعتصام سيتسمر على ما يبدو لفترة غير قصيرة. اقليميا، ضربة اسرائيلية موجعة في العمق السوري ضد اهداف ايرانية على الارجح، ادت الى سقوط خمسة عشر قتيلا على الاقل. وبعد ساعات على الاعتداء وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية تهديدات لايران، اذ اكد ان اسرائيل لن تسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية ولن تسمح لها بتهديد حدودها الشمالية. فهل سترد ايران على الضربة الاسرائيلية؟ وكيف؟ ومتى؟ وما تداعيات تسخين الجبهة السورية- الايرانية - الاسرائيلية على الواقع اللبناني؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لا تزال ترددات كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تضرب في العمقِ الصهيوني، ووصلت الى مقرِ رئاسةِ حكومة العدو. بنيامين نتانياهو ، وفي اطارِ الرد على كلام السيد نصرالله لم يستطعْ أن يُخفي الهزاتِ القوية التي يتعرضُ لها المجتمعُ الصهيوني. فهو وان اعتبرَ أنه لن يكونَ هناك حرب أهلية ، دعا الصهاينةَ الى خفضِ ألسنةِ اللهب ، والتوقفِ عن الحديث عن سفكِ الدماءِ في الشارع، عباراتٌ ترددت وبصيغٍ مختلفة على ألسنةِ كبار القادة الامنيين الذين أشاروا الى تصدعٍ وشرخٍ غير مسبوق في مجتمعِ الكيان المؤقت.

الكيان الذي أراد أن يُضيف الى مأساة سوريا وأهلها في الزلزال عبر رشقات صاروخية أصابت أحياءَ دمشق في كفرسوسة ومحيطها مستهدفة أبنية ومراكزَ مدنية مأهولة لتسفرَ عن سقوطِ شهداء وجرحى مدنيين، في وقت كان وفدٌ نيابي لبناني يصلُ العاصمة السورية متضامنا مع الدولة الشقيقة في مصابي الزلزال والعدوان، وتأكيدٌ على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين لما فيه المصلحة المشتركة في ضوء التحديات القائمة.

في التحديات الداخلية اللبنانية، اجتماعٌ لهيئة مكتب المجلس النيابي غدا لاستكمالِ نقاشاتها التي بدأتها الاثنين الماضي لجهة امكانية عقد جلسة تشريعية على جدول أعمالها عدة بنود أهمها الكابتول كونترول والتمديد للواء عباس ابراهيم، وان كان من المرجح تكرارُ سيناريو الاسبوع الماضي ، فان المعلوماتِ تتحدث عن محاولاتٍ من أجلِ ايجاد حلٍ قانوني يتيحُ التمديدَ لموقعِ مدير الامن العام بفعلِ الظروف الطارئة والاستثنائية التي يعيشها لبنان.

فهل تحركُ هذا الظروف الاستثنائية حسَّ المسؤولية عند المصارف وكبيرِهم؟ ففيما كانت جمعيةُ المصارف تؤكد أنها مستمرةٌ في الاضراب ، اكدت مصادرُ معنية أنَّ حلحلةً قد تطرأ على الملفِ خلال الايام القليلة القادمة مع خفضِ حدةِ الكباش القضائي المصرفي بتوسطٍ وضغطٍ سياسي قد يُفضي الى فكِّ الاضرابِ نهائيا او التخفيفِ منه.

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

انطلاق البحث بمخارج قانونية للتمديد لقادة الأجهزة الأمنية

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

لا تبدو الطريق سالكة لعقد الجلسة التشريعية التي يدفع «الثنائي الشيعي» (حركة أمل وحزب الله) لانعقادها قبل نهاية الشهر الحالي، بهدف إقرار قانون «الكابيتال كونترول»، وتمديد ولاية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، التي تنتهي في مطلع شهر آذار المقبل، وهو تمديد يُرجح أن يشمل مديرين عامّين آخرين. وفشلت مساعي الاتفاق على عقد الجلسة بعد احتجاج رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الذي أكد أمس، أنه أبلغ منذ اليوم الأول بشكل واضح «أننا لا نشارك بأي جلسة تشريع بظلّ غياب الرئيس إذا لم تكن بنودها بداعي القوة القاهرة أو مصلحة الدولة العليا أو لسبب ضروري واستثنائي وطارئ»، مشدداً على «رفض أي تمديد انتقائي لشخص أو لفئة من الناس»، قائلاً: «نحن مع تمديد جماعي ولم أطرح لحظة أي اسم بالمقابل أو أي مقايضة». ولا تزال مصادر مواكبة للملف تعوّل على اجتماع هيئة مكتب المجلس يوم غد (الاثنين)، لتليين موقف باسيل والسير بتسوية تقتضي مشاركة عدد محدود من النواب لتأمين النصاب كنائب رئيس المجلس إلياس بو صعب والنائبين الأرمنيين في تكتل «لبنان القوي»، إضافة للنائب محمد يحيى، معتبرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «رئيس مجلس النواب نبيه بري ما كان ليبقي باب المفاوضات مفتوحاً بتحديده جلسة جديدة لهيئة مكتب المجلس لولا استشعاره بإمكانية إحداث خرق ما». وإذا بقي باسيل على موقفه المقاطع للجلسة، فسيرتفع عدد النواب المقاطعين إلى نحو 66، بعدما كان 46 من نواب المعارضة وقعوا بياناً اعترضوا فيه على عقد جلسة تشريعية، واعتبروا فيه أن البرلمان الحالي هيئة ناخبة ولا يحق له الانعقاد إلا لانتخاب رئيس.

ومن المفترض أن يشمل التمديد لإبراهيم، إذا حصل، تمديد ولاية قادة أمنيين آخرين، أبرزهم مدير عام قوى الأمن الداخلي، ومدير عام أمن الدولة، فيما تدفع بعض القوى السياسية ليشمل كل المديرين العامين في الإدارات والمؤسسات العامة.

وعلمت «الشرق الأوسط» أنه «في حال فشلت مساعي عقد جلسة تشريعية، فسيتم اللجوء لخيارات أخرى لتمديد ولاية إبراهيم، لأن (حزب الله) أبلغ المعنيين بأنه يتمسك ببقائه بمنصبه أياً كان المخرج لذلك. ومن الخيارات القانونية التي يتم التدقيق بها، تأجيل تسريحه كونه تابعاً لملاك الأمن العام عملاً بأحكام المادة 55 من قانون الدفاع الوطني بعد استدعائه من الاحتياط إلى الخدمة الفعلية في الأمن العام». وبحسب رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي الدكتور بول مرقص، لم يتناول المرسومان الاشتراعيان (112 و102) اللذان يحددان السن القانونية لتسريح الموظفين العامين والعسكريين أي أحكام تتعلّق بتمديد سنّ التقاعد، مما يشير إلى ضرورة صدور تشريع يسمح بالتمديد، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى سوابق في هذا المجال؛ أبرزها في عهد رئيس الجمهورية السابق إلياس الهراوي، عندما أقرّ مجلس النواب قانوناً أدى لتمديد ولاية قائد الجيش الذي كان سيحال على التقاعد، كما كلّ الضباط في الخدمة الفعلية الذين كانوا يحملون رتبة عماد، وذلك عبر تعديل سن التسريح الحكمي من الخدمة ليصبح 63 سنة، بدلاً من 60 سنة، وعمل بهذا القانون لمرّة واحدة فقط. كما أنه في عهد الرئيس السابق ميشال عون عام 2021، صدر قانون آخر لتأخير تسريح عقداء في الجيش لحين بلوغهم سنّ الثامنة والخمسين. وبصرف النظر عن الموقف المبدئي الحقوقي، رجح مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إمكان أن يطال أي تمديد مرتقب جميع المديرين العامين الذين هم في مواقع حسّاسة ومهمّة على الصعيد الأمني، لافتاً إلى إمكانية أن يتمّ ذلك بموجب قانون واحد من مجلس النواب. وأضاف: «في حال تعذر التمديد من خلال قانون يقرّه مجلس النواب فقد يتم اللجوء إلى مرسوم يصدر عن الحكومة يوقعه الوزراء الـ24 أو الوزراء المختصون، كما حصل حين تم تمديد ولاية قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي».

 

باسيل يصعّد… نهاية العلاقة مع “الحزب”

نذير رضا/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

أقفل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الباب أمام «تسوية كاملة» يجري العمل عليها في الأروقة السياسية تتضمن التوافق على بعض الأسماء التي يتم تداولها لرئاسة الجمهورية، وهاجم «حزب الله» من غير أن يسميه، في أعنف تصريح له منذ نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، ما دفع مصادر نيابية متخاصمة مع التيار للتأكيد أن الهجوم يعني «نهاية العلاقة مع الحزب».

وألقى باسيل كلمة أمام الجمعية العمومية لقطاع الشباب في «التيار»، وجه خلالها «رسائل للداخل والخارج، وللخصوم والحلفاء»، قائلاً: «يريدون تنفيذ إصلاحات، لكنهم في الوقت نفسه يريدون الاجتماع والإتيان برئيس للجمهورية فاسد، ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي أكثر فساداً منهم وبحمايتهم؛ ويزعلون إذا قلنا لا»، وأضاف: «لا و100 لا!». ورفض باسيل «تهديدنا بالفوضى أو بعقوبات»، كما رفض «تهديدنا بالفراغ وبالحكومة وبمجلس النواب»، وتابع: «رئيس الجمهورية نختاره بقناعتنا، ولا أحد يفرضه علينا»، مضيفاً: «رئيس جمهورية على ظهر الفوضى، مثل رئيس على ظهر الدبابة الإسرائيلية».

ويعد تصريح باسيل الأعنف من نوعه، كونه يوجه اتهامات إلى النائب والوزير السابق سليمان فرنجية المدعوم من «حزب الله» و«حركة أمل» بالفساد، وهو ما لم ينكره مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر» رفض في الوقت نفسه تحديد الجهة التي يتهمها باسيل بالسعي لإيصال أشخاص إلى الرئاسة تحت ضغط الفوضى، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «هي موجهة لأي شخص يمكن أن يتم فرضه بالفوضى، وليفهمه كل طرف كما يريد»، وأضافت المصادر: «التصريح كان رسالة للجميع في الداخل والخارج الذين يتحدثون عن سيناريوهات فوضى»، مشددة على أن تصريحه «واضح جداً».

وكان الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، قد حذر يوم الخميس الماضي، من إثارة الفوضى في البلاد، فيما تحذر أوساط سياسية وأمنية لبنانية من الفوضى أيضاً. وقالت مصادر نيابية على خصومة مع «التيار» لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا التصريح العنيف لباسيل «يعني قطع العلاقة مع الحزب، وإنهاء التفاهم»، مستدلة إلى قول باسيل أمس: «من يريد دولة وإصلاحاً بالقوة التي يمتلكها، فعليه أن يستخدمها ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بدلاً من أن يستخدمها ضد الغرب». وقالت المصادر: «دخلنا بمنعطف خطر لجهة رفض باسيل لتسوية كاملة يجري العمل عليها في الأوساط السياسية الداخلية، تشمل رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وحاكمية مصرف لبنان»، كون ولاية حاكم المصرف المركزي رياض سلامة تنتهي أوائل الصيف المقبل.

لكن مصادر قيادية في «التيار» لا تنظر إلى الموقف العنيف تجاه فرنجية على أنه موقف جديد، مشددة على أنه «تأكيد لما سبق وقاله في عدة مناسبات»، واستطردت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «موقف التيار يتم توضيحه كل مرة أكثر، لجهة رفض رئيس يغطي الفساد، كما رفض أي طرف يفكر بفرض رئيس بحجة الفوضى». واعتبرت المصادر «أننا التيار الوحيد في لبنان الذي يدعو للحوار ضمن برنامج كامل متكامل لحل الأزمة»، موضحة أن «أي رئيس في ظل الأزمة، إذا لم يحظَ بتوافق داخلي وإحاطة خارجية، لا يمكن له أن يحل الأزمة، وذلك منعاً لتكرار الأوهام التي كانت قائمة في فترة الانتخابات النيابية بأن الحل بالانتخابات، وهو ما ثبت عدم صحته». وقالت المصادر: «صحيح أن إنهاء الشغور الرئاسي مهم، لكن إذا تم تكليف رئيس للحكومة لمدة 13 شهراً من غير تشكيل حكومة، فلن تُحل الأزمة». وأضافت: «نريد رئيساً، وضحينا بترشيحنا لتسهيل الأمور، لذلك يجب أن يلاقينا الحلفاء والخصوم ضمن برنامج»، لافتة إلى أن الرسائل السياسية «تشتد منعاً لأن يتدهور البلد، وهو ما نشدد عليه ونطرحه ضمن برنامج كامل وأنجزناها ضمن ورقة الأولويات الرئاسية». وإذ قالت المصادر «إننا لسنا ضد أشخاص، بل نضحي بحالنا لأننا نريد رئيساً إنقاذياً ببرنامج واضح ويحظى بإحاطة خارجية»، دعت إلى حل العوائق «بالحوار والتفاهم ونلتقي على قواسم مشتركة»، مضيفة: «إننا الممر الأساسي لأي حل بحكم حجم تمثيلنا ووجودنا». في المقابل، أعلن رئيس كتلة «حزب الله» البرلمانية النائب محمد رعد، «أننا عرضنا على كل اللبنانيين أن نتفاهم حول شخص الرئيس الذي يصلح لهذه المرحلة في البلد، ورفضنا أن يكون هناك أي مرشح تحدّ لأي أحد أو طرف، لا سيما أن البلد لا يحتمل أن نكاسر بعضنا». وأضاف: «نحن لم نفصح عن مرشحنا، ولكن لدينا من نرغب في أن يكون رئيساً للجمهورية، ونريد أن نطرحه لإقناع الآخرين به»، وقال: «نريد رئيساً منفتحاً على الجميع، ويستطيع التحدّث مع الجميع، ولا يكون عليه فيتو مسبق من الآخرين».

 

طبخة للإطاحة بقاضيَيْن بغطاء بطريركي

"ليبانون ديبايت"/الاحد 19 شباط 2023

كشفت مصادر مطّلعة على الحركة القضائية عن "اجتماع عُقد في بكركي جمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، إشتّم منه "طبخة" تهدف إلى الاطاحة بقاضيين مارونيين عن ملفات حسّاسة لها تداعياتها الكبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي"، وتجدر الاشارة إلى أنَّ النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي كان مدعواً لهذا الاجتماع واعتذر عن الحضور تجنباً للدخول في هذا النقاش القضائي. القاضي الأول هو النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون التي لا تربطها كما تقول المصادر علاقة طيبة بالبطريرك الراعي ولا بالقاضي عبود الذي حوّلها إلى المجلس التأديبي، ومحاولة إزاحتها ليس بالمفاجأة نظراً للإزعاج الكبير الذي تسبّبه للبعض من خلال ملاحقتها للمصارف، علماً أنَّ صاحب أحد المصارف من الذين تربطهم علاقات وطيدة بالصرح البطريركي قد طلب حماية بكركي من ملاحقة القاضية عون". والقاضي الثاني هو المحقّق العدلي في قضية إنفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وذلك بفعل التجاوزات القانونية التي قام بها من خلال عودته إلى الملف مع وجود أكثر من 32 طلب ردّ بحقّه، وادعائه رغم كف اليد على عدد من المسؤولين من ضمنهم قضاة". أما لماذا الإجتماع عُقد في بكركي، فالجواب بسيط برأي المصادر لأنّ "القاضيان مارونيان وإبعادهما عن الملف يحتاج إلى غطاء مسيحي، ومن أفضل من بكركي لتأمين هذا الغطاء".وتتوقّف المصادر عند موضوع إزاحة القاضية عون في هذا التوقيت بالتحديد، لأنّ هذه الإزاحة هي خدمة مجانية للمصارف.

 

"الرئيس برّي مُصرّ أكثر من أي وقت مضى"!

الانباء/الاحد 19 شباط 2023 

أكّد عضو كتلة التنمية والتحرير محمد خواجة أنّ "الرئيس برّي وكتلة التنمية والتحرير يصرّون على انتخاب رئيس جمهورية أكثر من أي وقت، لكن انتخاب الرئيس لا يمكن أن يتمّ من دون التفاهم على شخصه وهذا ما أكّد عليه أيضاً رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط". النائب خواجة وفي حديثٍ لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، دعا النوّاب المعارضين للجلسة التشريعية الى تلبية دعوة برّي للحوار والتفاهم على إسم الرئيس لأنه ثبت من خلال الجلسات الـ11 التي دعا إليها برّي أنَّ هناك استحالة للتوافق على رئيس من دون الحوار والتفاهم، علماً أنّ بالمقابل لا يمكن للمجلس إلّا أن يشرع.

ولفتَ خواجة إلى أنّه "إذا كان هناك فراغاً بمؤسسة معينة لا يجوز تمدّد الفراغ الى المؤسسات الأخرى، ولن نسمح بتعطيل المجلس".

 

خُطف من مركز عمله... إليكم ما اكتشفته الأجهزة الأمنية

الوكالة الوطنية للاعلام/الاحد 19 شباط 2023

أقدم مجهولون على خطف المدعو إ. ج. مواليد عكار من مركز عمله في محطة للمحروقات يستثمرها في كفرعبيدا. وتوجّه الخاطفون بسيارة رباعية الدفع بيضاء اللون إلى جهة مجهولة. وعلى الفور باشرت الأجهزة الامنية التحقيقات اللازمة وتبيّن أنّ المخطوف مطلوب بمذكرات نصب واحتيال وشيكات بدون رصيد، وتمّ توقيفه سابقًا بالتّهم نفسها. وتتابع الأجهزة المختصة تحقيقاتها لمعرفة تفاصيل عملية الخطف وهوية الخاطفين والجهة التي توجهوا إليها ليُبنى على الشيء مقتضاه.

 

مسلسل القضاء والمصارف تابع...آخر تطورات الملاحقة؟

"ليبانون ديبايت"/الاحد 19 شباط 2023

توجّهت الأنظار إلى قصر العدل في بعبدا لمعرفة مدى تجاوب المصارف مع طلب مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون برفع السريّة المصرفية لرئيس وأعضاء مجلس إدارة ثلاث مصارف من أصل سبعة كانت طلب منهم هذا الأمر، حيث تجاوب سابقاً 4 مصارف وبقي هؤلاء الثلاث. وتؤكد مصادر قضائية تجاوب إثنان من المصارف وهما "بنك ميد" و"بنك بيروت" مع القاضية غادة عون ورفعوا السريّة المصرفية عن رئيس وأعضاء مجلس إدارتهم، فيما لا يزال بنك "SGBL" ورئيس مجلس إدارته أنطون الصحناوي يتمنعا عن رفع السريّة المصرفية ولا يتجاوبا مع طلب القضاء، وتشير المعلومات إلى أن القاضية عون بصدد الإدعاء على الصحناوي وأخرين يوم الاثنين المقبل. وتؤكد المصادر أنَّ, القاضية عون تعتبر مصرفين بأنهما رأس المنظومة التابعة لحاكم مصرف لبنان, وقد إدعت على واحد منهما سابقاً وستدعي الاثنين على الـ"SGBL" إذا لم يتجاوب. أما عن محاولات إزاحتها عن الملفات المصرفية تؤكد المصادر أن هذه المساعي حثيثة جداً والقاضية وعون تعلم جيداً أنه بالنسبة إلى الغطاء المسيحي فلا يوجد غطاء غير التيار الوطني الحر, أما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ليس معها على الإطلاق. وهي تعوّل على وقوف المودعين من كل الطوائف معها لأنها تدافع عن حقوقهم المنهوبة من هذه المصارف. أما بالنسبة إلى تحويلها إلى المجلس التأديبي فتلفت المصادر أن رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي لا يتّفق مع التيار الوطني الحر هو وراء هذا التحويل، وتثمّن المصادر موقف النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الذي نقل عنه أن ملف تحويلها الى التفتيش فارغ تماماً.

 

"إستنفار" حكومي خشية من الفوضى الشاملة

 "ليبانون ديبايت"/الاحد 19 شباط 2023

وسط تصاعد المخاوف من الفوضى العشوائية التي تمثّلت يوم الخميس الماضي بهجمات عشوائية على المصارف وقطع بعض الطرقات، بالتوازي مع تحليق سعر صرف الدولار، تتّجه الساحة نحو مرحلة مشابهة لمرحلة ما بعد وليس ما قبل 17 تشرين الأول 2019، ولكن مع فارقٍ كبير هو أنه في تلك المرحلة، لم تكن الحكومة في موقع تصريف الأعمال، ولم تكن الليرة قد خسرت قيمتها مقابل، بينما اليوم، تقف حكومة تصريف الأعمال، في مكانٍ لا تُحسد عليه، من حيث الإمكانات والقدرة لمواجهة ضغط الشارع، والذي لا يبدو موجهاً ضد أشخاص ومسؤولين ومؤسسات، بقدر ما هو تعبير عن بداية انفلات زمام الأمور والإرتطام الكبير. وإزاء هذا المشهد، يتحدث النائب السابق علي درويش، عن واقعٍ من الإستنفار الحكومي واجتماعاتٍ مفتوحة في السراي، من أجل متابعة الأزمات المتراكمة والمرحلة الصعبة التي تواجهها البلاد، وتقطيع هذه المرحلة بأقل الخسائر الممكنة، مشيراً إلى أن الخسائر أصابت الجميع من دون استثناء، فيما أن المستفيدين من الأزمة، هم قلّة من التجار والمضاربين والمحتكرين.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

السلطات التركية: عدد ضحايا الزلزال بلغ حتى الآن 40689 قتيلا

وطنية/19 شباط/2023

قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إن حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من الشهر الجاري بلغت 40689 قتيلا، وفق" روسيا اليوم ".

 

ارتفاع عدد قتلى زلزال تركيا إلى 41 ألفًا

أنقرة/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

أعلنت هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) أنّ تركيا قرّرت، اليوم الأحد، بعد أربعة عشر يوماً من زلزال السادس من فبراير (شباط)، وقف جهود البحث عن ناجين في كلّ المناطق باستثناء محافظتي كهرمان ماراش وهاتاي الأكثر تضرراً. وقال رئيس الإدارة يونس سزر إنّ «جهود البحث انتهت في العديد من المحافظات... وهي تتواصل في محافظتي كهرمان ماراش وهاتاي، في نحو أربعين مبنى»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأسفر الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، والذي أحدث دماراً هائلاً في جنوب البلاد وفي سوريا، عن مقتل 41020 شخصاً في تركيا، وفقاً للحصيلة الرسمية النهائية التي نشرتها الإدارة، الأحد. ويُعتقد أنه تم إجلاء أكثر من 1.2 مليون شخص في منطقة الكارثة في جنوب شرقي تركيا. وذكر سزر أن أكثر من مليون من السكان المحليين يعيشون حالياً في مراكز إيواء مؤقتة في المحافظات التي ضربها الزلزال.

 

مشردو الزلزال... تحدي التأقلم مع حياة الخيام و«الأسواق الاجتماعية» تعيد الحياة جزئياً إلى المناطق المنكوبة

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

بدأت الروح تدب مجدداً في المناطق المنكوبة بالزلزال في تركيا، بالتوازي مع استمرار جهود فرق الإنقاذ في العثور على أي أحياء يمكن أن يكونوا عالقين تحت الأنقاض قبل الانتقال إلى مرحلة إزالة الركام؛ تحضيراً لعملية إعادة الإعمار. ورويداً رويداً بدأت درجات الحرارة في الارتفاع في العديد من الولايات المنكوبة التي عانت موجة صقيع وثلوج عمَّقت من آثار كارثة الزلزال، وبدأ مَن انتقلوا إلى «مدن الخيام» التي تؤوي الناجين التعامل مع واقعهم الجديد، في ظل توقعات أن حياتهم في المخيمات قد تمتد حتى العام المقبل قبل أن يعودوا إلى منازلهم، بعد الانتهاء من تشييدها أو ترميمها. في غضون ذلك، تسارعت حركة مَن تضررت منازلهم جزئياً لنقل أثاثهم وأمتعتهم منها، لكن مع شكوى من عمليات الاستغلال من جانب شركات النقل التي وجدت في الكارثة فرصة لرفع تعريفة النقل. كما يستمر نزوح المواطنين من الولايات المنكوبة إلى ولايات أخرى، حيث قرروا العيش مع أقاربهم أو استئجار منازل في ولايات بعيدة عن موطنهم الأصلي إلى حين الانتهاء من بناء بيوتهم. ولوحظ، أمس (السبت)، انتشار ظاهرة «الأسواق الاجتماعية»، وهي عبارة عن خيام مليئة بالبضائع المختلفة والملابس التي يجري توزيعها على المواطنين، في بادرة أعادت الحركة جزئياً إلى المناطق المنكوبة. كما انتشرت المطابخ المتنقلة التي تقدم الوجبات الساخنة في العديد من النقاط، فضلاً عن مطابخ أنشأها متطوعون تعمل على مدار الساعة. إلى ذلك، قال ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية العالمي لوكالة «رويترز» إن الحكومتين السورية والتركية تتعاونان بشكل جيد جداً في أعقاب الزلزال ولكن هناك «عراقيل» أمام عمليات برنامج الأغذية في شمال غربي سوريا. تركيا تستنهض «روح الحياة» بعد 13 يوماً على الزلزال

 

تركيا: آلاف السوريين عادوا إلى بلادهم طوعاً بعد كارثة الزلزال

وزير الدفاع تفقد النقاط الحدودية ونفى أي تدفق للنازحين

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

أعلنت تركيا عن عودة نحو 11 ألف سوري إلى بلادهم طوعا بعد وقوع زلزالي 6 فبراير (شباط). ونفت حدوث أي تدفق للنازحين بعد كارثة الزلزال التي طالت مناطق في شمال سوريا أيضاً. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، خلال تفقده الأحد نقاطا حدودية مع سوريا رفقة رئيس الأركان يشار غولر، «إن 10 آلاف و633 سوريا عادوا إلى بلادهم بشكل طوعي بعد الزلزال». وأضاف: «بعض الجهات المغرضة أطلقت ادعاءات بأن هناك تدفقا للاجئين عبر الحدود إلى ولاية هطاي التي تضررت بشكل كبير من الزلزال، وتبين أن تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة تماما، وأنه لا توجد عمليات عبور للاجئين باتجاه تركيا سواء من البوابات الحدودية أو الشريط الحدودي، بل عاد 10 آلاف و633 سوريا من تركيا إلى بلادهم طواعية بعد الزلزال». وزار أكار، في مستهل جولته، معبر يايلاداغي الحدودي مع سوريا بولاية هطاي، حيث أكد مسؤولون في المعبر عدم وجود أي عبور أو تدفق للاجئين باتجاه تركيا من هذه البوابة، وأنه على العكس هناك عمليات عودة نهائية إلى سوريا. وسمحت تركيا للسوريين المقيمين في الولايات الـ10 التي ضربها زلزال كهرمان ماراش في جنوب تركيا، بالسفر إلى ذويهم في إجازات لا تتعدى الشهر الواحد، لكن الكثيرين منهم أكدوا أنهم لن يعودوا إلى تركيا مجدداً.

وكانت أول دفعة من السوريين الذين يعيشون في عدد من الولايات المنكوبة بالزلزال في تركيا، ولا سيما هطاي، غادرت من معبر جيلفا غوزو (باب الهوى) الواقع في بلدة الريحانية في هطاي، لزيارة أقاربهم في بلادهم.

وتعطي إدارة المعابر الحدودية الأولوية في العبور للمعاقين والنساء الحوامل وكبار السن والعائلات التي لديها أطفال. وقال كثيرون ممن عبروا ومعهم أمتعتهم، إنهم لن يعودوا إلى تركيا مرة أخرى. وتحول السوريون في تركيا إلى ملف مساومات بين الأحزاب التركية في الفترة الأخيرة، مع اقتراب الانتخابات، ما غذى تيار الرفض لدى شرائح في المجتمع التركي لوجودهم. وتصاعدت حدة المطالبات في الأشهر الأخيرة بإعادتهم إلى بلادهم. وتعهدت المعارضة التركية بالقيام بهذه الخطوة، «خلال عامين فقط»، حال الفوز بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل. كما تصدرت قضية إعادة اللاجئين محادثات تهدف إلى تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، برعاية روسيا. وفي وسط كارثة الزلزال الأخيرة، التي طالت أيضاً مناطق في شمال سوريا، واجه السوريون اتهامات بالقيام بأعمال السلب والنهب في المناطق المنكوبة بالزلزال، وتعرض بعضهم لاعتداءات من مواطنين غاضبين تأثروا بالشائعات وببعض التصريحات من السياسي اليميني القومي المتشدد أوميت أوزداغ، رئيس حزب «النصر» الذي يقود حملة متطرفة مناهضة لبقاء السوريين في البلاد، حملت اتهامات لبعض السوريين بممارسة أعمال السلب والنهب والسرقة، ثبت فيما بعد أنها باطلة.

ممارسات أوزداغ أثارت الاستياء في ظل الظروف التي تقتضي التضامن وتجنب النزعات العنصرية، وأظهر مقطع فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا أحد رجال الإنقاذ وهو يطالب أوزداغ بالتوقف عن معاداته للسوريين، قائلاً: «حين تسنح الفرصة لنا لفتح هواتفنا ومتابعة الأوضاع، نظن أن الجميع يتحدث عن الزلزال، أتينا إلى هنا لأن الوضع كارثي، لكن نراكم تتكلمون في السياسة، وتتكلمون في الانتخابات، ثم تتحدثون عن السوريين... السوريون هنا يساعدوننا، والأوروبيون والعالم واليونانيون، سواء المسلم أو المسيحي أو السوري، لقد سئمنا هذا الخطاب... لا نريد سماع هذا الخطاب، البسوا القفازات وابدأوا العمل معنا». وحرك مدعٍ عام في تركيا دعوى قضائية ضد أوزداغ بعد نشره صورة لشاب يحمل هاتفاً في مناطق الزلزال، ادعى أوزداغ أنه سوري يسرق الهواتف من المنازل المهدمة، لكن الشاب ظهر عبر وسائل الإعلام التركية وكذب أوزداغ، وأظهر هويته التركية، وقال «إنه كان يحمل هاتفه الشخصي»، مشيراً إلى «أنه متطوع في عمليات إنقاذ المنكوبين من الزلزال». وتقدم الشاب بشكوى رسمية ضد أوزداغ بتهمة التشهير به عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واتهامه بالسرقة من دون دليل.

وكانت السلطات التركية قد أوقفت، العام الماضي، منح السوريين فرصة قضاء عيدي الفطر والأضحى مع ذويهم في بلادهم، بعدما تصاعدت أصوات المعارضة التركية التي انتقدت منحهم إجازات، مطالبة بعدم السماح بعودتهم مرة أخرى ما داموا يستطيعون الذهاب للقاء ذويهم بأمان، وبالفعل أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أنه لن يسمح بالعودة لمن يذهب لزيارة أهله وذويه مرة أخرى، إلى تركيا. لكن السلطات التركية سمحت لهم مجدداً بقضاء إجازات مع ذويهم؛ لظروف الزلزال الذي ضرب الولايات التركية الـ10 ومناطق في شمال سوريا أيضاً.

 

إسرائيل تضرب قلب دمشق ومحيطها وتقتل 15 وتصيب العشرات

هجوم كالزلزال نُفذ على مرحلتين... وصاروخ سقط في موقع مقتل عماد مغنية... وطهران نفت سقوط قتلى لها

دمشق، عواصم – وكالات/19 شباط/2023

 قُتل 15 شخصاً بينهم نحو سيدتين جراء قصف إسرائيلي طال حياً سكنياً في دمشق في الساعات الأولى من صباح أمس، في حصيلة هي الأعلى في العاصمة السورية نتيجة اعتداء مماثل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تحدث جيشُ النظام السوري عن سقوط خمسة قتلى بينهم جندي في الهجوم. وأمضى سكان دمشق ليلة رعب جديدة على وقع انفجارات ضخمة هزّت منازل المدينة، ودوّي قصف وصل صداه إلى جميع أحيائها، وطال القصف، وفق المرصد والإعلام الرسمي، بشكل رئيسي حي كفر سوسة في جنوب غرب دمشق، الذي يعد من الأحياء الراقية في العاصمة السورية وتوجد فيه مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية، فيما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن الغارة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً بينهم مدنيون ضمنهم سيدتان، موضحاً أن المنطقة المستهدفة تضم معهداً ثقافياً إيرانياً، من دون أن يتمكن من تحديد الجهة التي استهدفها القصف، موضحا أن حصيلة القتلى “الأعلى جراء قصف إسرائيلي على دمشق”. وأعلنت وسائل إعلام سورية أن ضربات إسرائيلية طالت فجرا، مواقع في العاصمة دمشق، مؤكدة أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت لها، موضحة أن طائرات إسرائيلية أطلقت عددا من الصواريخ باتجاه بعض المواقع جنوب غرب العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن الفرق الفنية والهندسية بدأت العمل على إحصاء الأضرار. من جانبه، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاستهداف الإسرائيلي طال مدرسة إيرانية، ما أسفر عن تدمير مبنى، ومنطقة أخرى واقعة بين السيدة زينب والديابية بريف العاصمة، ما نجم عن حرائق وانفجارات، بينما تناقل سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر الاستهداف الإسرائيلي، مؤكدين أن أصوات الانفجارات علت إلى حد كبير في سماء العاصمة. ولفت المرصد إلى أنه قد يكون هناك اجتماع للإيرانيين استُهدف أو شخصية إيرانية من الصف الأول تم استهدافها، في حين لم يصدر عن تل أبيب أي بيان يوضح طبيعة الهدف من الغارة.

بدورها، ودون ذكر أي تفاصيل جديدة، نشرت وكالة الأنباء السورية “سانا” صورة، قالت إنها تظهر حجم الضرر الذي خلّفه الاستهداف الإسرائيلي لمناطق في وسط دمشق، وأرفقت الصورة بتعليق يؤكد وقوع قتلى وجرحى إثر الضربة الإسرائيلية، موضحة أن الصواريخ طالت أحياء سكنية في العاصمة، كما أظهرت الصورة أضراراً مادية كبيرة طالت الأبنية، حيث بدت بواجهات مدمّرة إلى حد كبير.

وذكر مراسل التلفزيون السوري إن الاستهداف كان بواسطة صاروخ إسرائيلي موجّه وذي قدرة تدميرية كبيرة، وخلف انهيارا جزئيا أربعة طوابق من البناء المستهدف، وكأنها في حالة دمار شبه تام، فضلا عن حالة هلع وخوف عند القاطنين في البناء والأبنية المجاورة. من جهته، قال مصدر عسكري سوري “في تمام الساعة 22ر00 بتوقيت غرينتش، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين”، مضيفا “أن العدوان أدى كحصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء بينهم عسكري، وإصابة 15 مدنياً بجروح، بينهم حالات حرجة وتدمير عدد من منازل المدنيين، وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها”.  من ناحيتهم، قال سكان في دمشق إنهم سمعوا أصوات انفجارات عنيفة سمعت من جنوب العاصمة، وأنهم شاهدوا الدفاعات الجوية تتصدى لثلاثة صواريخ وتدمرها في الجو، مؤكدين أنهم شاهدوا ألسنة النيران اندلعت عقب صوت الانفجار الأول في مناطق جنوب شرق العاصمة، تلاها إطلاق الدفاعات الجوية عدة رشقات صاروخية للتصدي للصواريخ. ونشرت المديرية العامة للآثار والمتاحف صورا تظهر آثار القصف الإسرائيلي، وأوضح مصدر في المديرية أن الأضرار طالت المكاتب الإدارية لقلعة دمشق، وأدت لدمار كبير في معهد الفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار، وكلها مؤسسات تعليمية، مبينا أن الفرق الفنية التابعة للمديرية تقوم بمسح أولي لتقييم الأضرار. وبينما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة الصيدلانية الشابة ليليان عودة التي قالوا إنها قتلت إثر القصف، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا نددت فيه بالقصف الإسرائيلي، قائلة “في الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمر، شن كيان الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا فجرا استهدف أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين في دمشق وأدى في حصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء وإصابة 15 مدنياً وتدمير عدد من المنازل”. وأضافت أن العدوان يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لأهداف مدنية سورية من منازل ومراكز خدمية ومطارات وموانئ، وترويع السوريين الذين لايزالون يعانون من الآثار الكارثية التي خلفها الزلزال ويعملون لدعم المتضررين منه، كما يتزامن مع الاعتداءات التي قام بها تنظيم “داعش” الإرهابي وأسفرت عن استشهاد عشرات المدنيين العزل في ريف محافظة حمص الشرقي. وتابعت أن مواصلة حكومة كيان الاحتلال الإرهابية اعتداءاتها الوحشية وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والسوري، تشكل تهديدا صريحا للسلم والأمن في المنطقة وتستدعي تحركا دوليا عاجلاً لوقف الأعمال العدوانية الإسرائيلية على الأراضي السورية. وفي طهران، وفيما اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الهجمات المتتالية من قبل الجيش الإسرائيلي وتنظيم “داعش” ضد السوريين، دليل على ارتباط وتنسيق الكيانين “الإرهابيين”، كشفت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الإسرائيلي استهدف مواقع عسكرية عدة ونفذ على مرحلتين الأولى في دمشق والثانية في السويداء، موضحة في بيان لافت أن مواقع لطهران وصفتها بالثقافية لم تتضرر بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت منطقة كفر سوسة في دمشق، ونفت مقتل أي من المسؤولين الإيرانيين، موضحة أن موقع سقوط الصاروخ هو نفسه المكان الذي قتل فيه عماد مغنية، أحد أبرز قادة ميليشيا حزب الله في 12 فبراير 2008، فيما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن شخصية كبيرة ربما كانت مستهدفة بهجوم كفر سوسة.

 

الخارجية السورية: مواصلة اسرائيل انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة تمثل تهديدا للسلم والامن في المنطقة

وطنية - دمشق/19 شباط/2023

اكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، ان "مواصلة الحكومة الاسرائيلية الارهابية اعتداءاتها الوحشية سعيا لتصدير أزماتها الداخلية والتغطية على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي ومبادىء وأحكام ميثاق الامم المتحدة وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والسوري تمثل تهديدا صريحا للسلم والامن فى المنطقة".

 وقالت الوزارة في رسالة الى كل من الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن: "في الوقت الذي كانت فيه سوريا تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى الدعم الانساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمر الذي تعرضت له شن كيان الاحتلال الاسرائيلي عدوانا جويا استهدف أحياء سكنية في مدينة دمشق"، مشيرة الى أن العدوان يشكل تهديدا صريحا للسلم والامن في المنطقة ويستدعي تحركا دوليا عاجلا لوقف الاعتداءات الاسرائيلية".  واضافت: "ان  كيان الاحتلال الاسرائيلي شن فجر اليوم عدوانا جويا باستخدام الصواريخ استهدف أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين فى مدينة دمشق وأدى فى حصيلة أولية الى ارتقاء 5 شهداء واصابة 15 مدنيا بعضها حرجة وتدمير عدد من المنازل والحاق أضرار مادية بعدد من الاحياء السكنية والمراكز التعليمية منها المعهد التقني للفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للاثار فى قلعة دمشق".  وأشارت الى أن "هذا العدوان الارهابي يأتي فى سياق الاستهداف الاسرائيلي الممنهج لاهداف مدنية سورية من منازل ومراكز خدماتية ومطارات وموانى وترويع المدنيين السوريين الذين لا يزالون يعانون من الاثار الكارثية التى خلفها الزلزال ويعملون لدعم المتضررين منه كما يتزامن مع الاعتداءات الارهابية التى قام بها تنظيم داعش الارهابي على مدى الايام الماضية وأدت الى استشهاد عشرات المدنيين العزل خلال قيامهم بجنى الكمأة فى ريف محافظة حمص الشرقى الامر الذي يثبت مجددا التنسيق القوى والعلاقة الوثيقة بين اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي  وبقايا هذا التنظيم الارهابي لزعزعة أمن سورية واستقرارها".وأوضحت الوزارة أن "مواصلة الحكومة الاسرائيلية الارهابية اعتداءاتها الوحشية  تستدعي تحركا دوليا عاجلا لوقف الاعمال العدوانية الاسرائيلية التي تطول الاحياء السكنية والمرافق والبنى المدنية السورية وتشكل جرائم حرب موصوفة". ودعت الامانة العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الى "ادانة الاعتداءات والجرائم الاسرائيلية واتخاذ الاجراءات اللازمة لردعها ومساءلة ومعاقبة مرتكبيها وضمان عدم تكرارها".

 

السعودية: لا جدوى من عزل سورية والحوار مع دمشق “في وقت ما”

بن فرحان: حذرنا من مسيّرات إيران والآن تضرب في كييف... و"الخليجي" موحّد بشأن أوكرانيا

الرياض، عواصم – وكالات/19 شباط/2023

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي، على أنه لا جدوى من عزل سورية وأن الحوار مع دمشق مطلوب “في وقت ما”، حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين. ونقلت وزارة الخارجية السعودية عن الأمير فيصل القول خلال جلسة حوارية ضمن مؤتمر ميونيخ للأمن: “سترون أن إجماعا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي، بل في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار”، مضيفا أنه في ظل غياب سبيل لتحقيق الأهداف القصوى من أجل حل سياسي، فإنه بدأ يتشكل نهج آخر لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار ومعاناة المدنيين خاصة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا. وتابع أنه “لذلك، ينبغي أن يمر ذلك عبر حوار مع حكومة دمشق في وقت، ما يسمح على الأقل بتحقيق الأهداف الأكثر أهمية خاصة فيما يتعلق بالزاوية الإنسانية وعودة اللاجئين وما إلى ذلك”، وفقا للوزير. ورفض التعليق على خبر زيارته إلى دمشق قريباً لإجراء محادثات مع النظام السوري، قائلاً إنه “لا يعلق على إشاعات”، لكنه أكد أن الوضع الراهن في سورية يجب أن ينتهي، مشدداً على ضرورة معالجة الملف الإنساني ووجود مسار واضح مع دمشق بشأنه. على صعيد آخر، أكد الأمير فيصل بن فرحان أن بلاده حذَّرت من مسيّرات إيران، التي قال إنها “تضرب حالياً في أوكرانيا”، مشيرا إلى أن علاقة بلاده مع روسيا “جيدة، وهذا مفيد للجميع؛ لإبقاء أبواب الحوار مفتوحة”، مؤكدا أن المملكة تواصل الحوار مع كييف وموسكو للتوصل إلى فرص الحل، مضيفاً: “سمعنا من روسيا وأوكرانيا عن رغبة في التفاوض، لكن القضايا بينهما معقدة”، ومشددا على أن موقف مجلس التعاون الخليجي “موحد إزاء الأزمة الأوكرانية، ونحن مع الحوار لحل الأزمة”. وبشأن الاتفاق النووي، قال “نريد أن يكون لدول الخليج كلمة في ما يتعلق بالاتفاق النووي”، مضيفاً: “نريد العودة للاتفاق النووي، لكن بنظرة شمولية وبمشاركة خليجية”، معتبرا حصول دولة معادية على سلاح نووي يدفع الجميع إلى البحث بخياراته، موضحا أنّ نشر التسلح ليس مفيداً في المنطقة، وقال: “نحن ندعم خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية”. وبشأن العلاقات مع واشنطن، قال: “نختلف مع واشنطن في بعض القضايا، وهذا أمر معلن ومعروف”، مضيفاً: “في علاقتنا مع أميركا نراعي مصالحنا القومية”، مؤكداً أن بلاده “تعمل مع أميركا في قضايا أمن واستقرار المنطقة”. وكان النظام السوري نفى ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصدر في النظام أن وزير الخارجية السعودي سيزور دمشق في الأيام القليلة القادمة، وهناك ترتيبات تجري حالياً للزيارة الأمير بن فرحان خلال أيام”. وتمثل تصريحات الأمير فيصل بن فرحان تغيرا في السياسة التي تم تبنيها في السنوات الأولى للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ نحو 12 عاما، عندما دعمت دول عربية بينها السعودية جماعات من المعارضة المسلحة قاتلت ضد رئيس النظام بشار الأسد.

 

بريطانيا تحبط 15 مخططاً إيرانياً لقتل وخطف المعارضين

أذربيجان: طهران وراء مهاجمة سفارتنا

لندن، طهران، عواصم – وكالات»/19 شباط/2023

 جدد رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة لندن مات جوكس، تمكّن السلطات الأمنية من إحباط خمسة عشر مخططاً إيرانياً لخطف أو قتل بريطانيين أو أشخاص تعتبرهم طهران أعداء للنظام الإيراني، وفقا لصحيفة “الغارديان” البريطانية.ونقلت الصحيفة عن جوكس قوله إن قرار قناة “إيران إنترناشيونال” المعارضة غلق مكاتبها في لندن ونقل البث إلى واشنطن، جاء على خلفية تصاعد “التهديدات من دول معادية”، من دون أن يكشف عنها، موضحا أن مجموعة من الإجراءات الأمنية الوقائية اتخذت خلال العامين الماضيين للتعامل مع تهديدات لأهداف أخرى مقرها المملكة المتحدة. في غضون ذلك، اتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف “المؤسسة الإيرانية”، بأنها تقف وراء الهجوم المسلح على سفارة بلاده في طهران الشهر الماضي، والذي قتل فيه ضابط أمن وأصيب اثنان آخران، قائلا في أول انتقاد مباشر للسلطات في طهران بشأن الحادث، إن تقاعس الشرطة وإجراء التلفزيون الحكومي مقابلة مع المهاجم بعد فترة وجيزة من اعتقاله، يشير إلى أنه “أرسل من قبل بعض فروع المؤسسة الإيرانية”. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إيران مسؤولة عن هجوم على ناقلة نفط في الخليج قبل أيام، قائلا “الأسبوع الماضي هاجمت إيران مجددا ناقلة نفط وأضرت بحرية الملاحة الدولية”، مضيفا أن “إسرائيل تحارب على جبهتين أساسيتين جبهة الإرهاب وجبهة إيرانية”، موضحا أنه في ما يخص “مواجهة الجبهة الإيرانية، جهودنا لا تتوقف لأن العدوان الإيراني لا يتوقف. لن تقيد هجمات إيران أيدينا. ولن نسمح لها بامتلاك أسلحة نووية أو التموضع على حدودنا الشمالية. نحن نفعل كل شيء وسنبذل قصارى جهدنا لحماية مواطنينا، ونرد بقوة على الهجمات ضدنا”. بدوره، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه الفرنسية كاترين كولونا والألمانية أنالينا بايربوك والبريطاني جايمس كليفرلي على هامش مؤتمر للأمن، عن قلقهم إزاء التصعيد النووي الذي تقوده إيران وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطالبوها بعكس المسار الذي تنتهجه، وناقشوا قلقهم إزاء تزايد التعاون العسكري المتبادل بين إيران وروسيا وانعكاساته على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها. من جهتهم، نظم أنصار “مجاهدي‌ خلق” والمجلس الوطني‌ للمقاومة‌ الإیرانیة‌، بالتزامن مع مؤتمر ميونخ للأمن، حشداً كبيراً للتعبيرعن دعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني للإطاحة بنظام الملالي، ودعوا الاتحاد الأوروبي إلى تصنيف حرس الملالي كمنظمة إرهابية.

 

الصين مترددة في دعم إيران رغم التحالف الظاهري بينهما

(تحليل إخباري) لندن/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

قبل وقت قصير من مغادرته إيران متوجهاً إلى الصين في أول زيارة رسمية، الثلاثاء الماضي، وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي انتقادات مستترة لحليفه القوي، قائلاً إن العلاقات بين البلدين الشقيقين لم ترقَ إلى مستوى التوقعات. وحرص رئيسي، الذي يعدُّ أول رئيس إيراني يزور الصين في زيارة رسمية خلال العقدين الماضيين، على إبلاغ بكين بأنها لم تقدم الدعم الكافي لطهران، تحديداً في الجانب الاقتصادي. وقال رئيسي: «لسوء الحظ، فقد تخلفنا كثيراً عن اللحاق بالمستوى المفترض للعلاقات»، مشيراً إلى العلاقات التجارية والاقتصادية. وأضاف أن جانباً من مهمته يتمثل في تنفيذ «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الصينية الإيرانية»، وهي الاتفاقية التي ستستثمر بموجبها بكين نحو 400 مليار دولار في الاقتصاد الإيراني على مدار الأعوام الخمسة والعشرين القادمة مقابل إمدادات ثابتة من النفط الإيراني. وأضاف رئيسي أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين قد تراجعت، وأنه يتعين على البلدين العمل على تعويض ذلك.

- خيبة أمل طهران

وأظهرت انتقادات رئيسي العلنية خيبة أمل إيران من حليف بات من نواحٍ عديدة أحد شرايين الحياة الاقتصادية القليلة بالنسبة لها. وفي هذا السياق، نقل موقع «سي إن إن» الأميركي عن هنري روم، من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» قوله إن الخطاب «أظهر إحباط طهران من تردد الصين من تعزيز علاقاتها الاقتصادية بإيران»، مضيفاً: «يبدو أن المشكلات نفسها، التي أعاقت تطور العلاقات بين الصين وإيران لسنوات لا تزال قائمة». وقال محللون إن خطاب رئيسي كان دعوة واضحة للصين بأن ترتقي من جانبها إلى مستوى العلاقات، وأظهر أنه يبحث عن ضمانات اقتصادية من العملاق الآسيوي بحيث يعود إلى بلاده وفي جعبته ما يبديه في خضم موجة الاحتجاجات الشعبية وتفاقم العزلة الدولية. وفي السياق ذاته، قال تريتا بارسي، نائب رئيس «معهد كوينسي» في العاصمة واشنطن، لموقع «سي إن إن»: «إن الفائدة التي ستعود على رئيسي من هذه الزيارة ستكون محدودة للغاية حال لم تسفر الرحلة عن شيء. فحال الإيرانيين الآن لا يجعلهم يكتفون بالزيارة في حد ذاتها. فهم يتطلعون إلى أكثر من ذلك». لم يتضح بعد ما إذا كانت إيران راضية عما عرضته الصين، حيث أضاف بارسي قائلاً: «رغم أن المزيد من النتائج الملموسة يمكن أن يتحقق بعد الزيارة، فإن الواقع يقول إن رئيسي في حاجة إلى نتائج فعلية وإلى الإعلان عن توقيع اتفاقيات ملموسة. على الجانب الآخر، يبدو أن الصين تميل إلى تحجيم علاقاتها بإيران، إذ تسعى إلى موازنة علاقاتها بدول الخليج العربي، فضلاً عن علاقات الصين المتوترة بالولايات المتحدة».

- اتفاقية الشراكة

وفي بيان مشترك، قالت الصين وإيران إنهما يتطلعان إلى العمل سوياً لتنفيذ «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الصينية الإيرانية» ومواصلة تعزيز التعاون في مجالات التجارة، والزراعة، والصناعة، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية وغيرها من المجالات. وصرح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي رافق رئيسي في رحلته إلى الصين، بأن البلدين اتفقتا على إزالة العقبات التي تعترض تنفيذ الاتفاقية، مضيفاً أن «إيران متفائلة بشأن نتائج المباحثات»، وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا». كما قبل الرئيس الصيني شي جينبينغ دعوة لزيارة إيران في موعد لاحق. وتأتي زيارة رئيسي للصين في وقت تعزز فيه بكين علاقاتها بالسعودية، وفي وقت يهدد فيه النفط الروسي الرخيص صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين. وبعد أقل من عامين على توليه السلطة، شهدت فترة ولاية رئيسي عزلة متزايدة عن الغرب، خاصة بعد أن زودت إيران روسيا بطائرات «درون» لاستخدامها في حربها مع أوكرانيا، وفشلت الجهود لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أزال بعض العوائق أمام التجارة الدولية مع إيران. وفي الوقت الذي أصابت فيه العقوبات الغربية اقتصادها بالشلل، ساعدت بكين على إبقاء الاقتصاد الإيراني واقفاً على قدميه. فالصين تعد أكبر مستورد للنفط الإيراني، إذ تشتري النفط زهيد السعر، في حين أن غيرها من الدول لا تجرؤ على الاقتراب منه. ورغم ذلك، فإن روسيا، حليفة طهران الأخرى، تضغط على أسواق النفط الآسيوية، حيث تشتري الصين المزيد من النفط الروسي، الخاضع أيضاً للحظر من الغرب، بسعر زهيد، مما يهدد أحد آخر شرايين الحياة للاقتصاد الإيراني.

- عزلة متزايدة

لذلك، وفق المحللين، فإن الزيارة تعدُّ استراتيجية وتعدُّ محاولة من إيران لسحب نفسها بعيداً عن حالة عدم الاستقرار الداخلي والعزلة المتزايدة التي فرضها الغرب. وبحسب هنري روم، «فهي فرصة لرئيسي لجعل الناس يتناسون الاضطرابات الداخلية التي شهدتها البلاد على مدار الشهور الخمسة الماضية، وإظهار شعور بعودة الحياة الطبيعية في الداخل والخارج». لكن جاكوب سيتا، من مؤسسة «بروز أند بازار فونديشن» في لندن، قال إنه لا يتوقع أن تسفر الزيارة عن أكثر بكثير من الاعتراف بشراكة الصين مع إيران، حيث قال في تصريح لـ«سي إن إن»: «رئيسي لن يحصل على الكثير من الناحية الاقتصادية، باستثناء عدد من اتفاقيات التفاهم وبعض الصفقات الصغيرة». وقال بارسي إن إيران تذكر شعبها أن النظر شرقاً هو الطريق الصحيح تجاه الانتعاش الاقتصادي في ظل تلاشي احتمالات العودة إلى الاتفاق النووي. وقال إن الحكومة حريصة على إظهار أن لديها «خياراً شرقياً داعماً ومربحاً»، مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن ترتقي الصين إلى مستوى توقعات إيران. وأضاف بارسي: «لا أعتقد أن بكين بإمكانها تقديم ضمانات لطهران باستثناء التعهد بمواصلة استيراد الحد الأدنى من النفط الخام بصرف النظر عن حالة السوق العالمية والطلب الصيني المحلي». وتابع بارسي قائلاً إنه حال لم تسفر الزيارة عن نتائج ملموسة خلال الأيام القادمة، فإن تحرك إيران شرقاً قد يثبت أنه «خطأ استراتيجي جسيم سارعت إليه حكومة رئيسي».

 

العصيان المدني يشل القدس وسط مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية

واشنطن تجدد التزامها حل الدولتين... وعباس يطالبها بالضغط على الاحتلال... والأسرى يواصلون التصعيد

القدس، رام الله، عواصم – وكالات»/19 شباط/2023

 ردا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي من قتل واعتقالات وهدم للمنازل،عمّ اضراب شامل عددًا من البلدات في محافظة القدس المحتلة أمس، تنفيذًا لأولى خطوات العصيان المدني، الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية والحراك الشبابي، تنديدا بسياسة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي . وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن مداخل مخيم شعفاط والعيسوية وعناتا والرام أُغلقت من الساعة الثالثة من فجر أمس، بالتوازي مع دعوة القوى الوطنية إلى مقاطعة الاحتلال بشتى الطرق، ودعوة العمال الفلسطينيين إلى عدم التوجه إلى أماكن عملهم داخل أراضي عام 1948. من جانبهم، أشعل الشبان الفلسطينيون إطارات المركبات للإعلان عن بدء فعاليات العصيان المدني، بالتوازي مع رشقهم للقوات الإسرائيلية بالحجارة والمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة، فيما دارت مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت آليات لإعادة فتح مداخل الأحياء التي أغلقها الشبان بالمتاريس المشتعلة وحاويات النفايات، دون وقوع إصابات. يأتي ذلك في وقت تعطلت فيه الدراسة في بلدات عدة في القدس، وامتنع العمال عن الذهاب إلى أماكن عملهم بموجب دعوات للإضراب الشامل. بدوره، اعتبر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي، إن من حق المواطنين الدفاع عن وجودهم في ظل عمليات الهدم والتهجير القسري والبناء الاستيطاني، ومشاريع التصفية التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق محافظة القدس، مشيرا إلى أن العصيان يبعث بثلاث رسائل، الأولى إلى السلطات الإسرائيلية، والثانية إلى المجتمع الدولي الذي عليه أن يتحمل مسؤولياته بتوفير الحماية لشعبنا، والثالثة إلى العالم العربي مفادها بوجوب تنفيذ القرارات المتفق عليها بخصوص المدينة المقدسة.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية سياسة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ضد الفلسطينيين في القدس، “التي تقوم على فرض المزيد من العقوبات الجماعية وتعمق عمليات التطهير العرقي”. واعتبرت الوزارة في بيان لها أن إجراءات بن غفير “تعبير واضح عن فشل دولة الاحتلال بضم القدس وتهويدها وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها، وتأكيد جديد على أن القدس الشرقية المحتلة فلسطينية بامتياز وجزء لا يتجزأ من الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967”.  وأكدت أن “سياسة بن غفير الاستعمارية العنصرية في إشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع عامة وفي القدس بشكل خاص، لن تقوى على كسر إرادة المقدسيين في الصمود والدفاع عن مدينتهم المقدسة عاصمة دولة فلسطين”.

وحمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات سياسة بن غفير في القدس”، مطالبة مجلس الأمن الدولي بالتدخل لـ”وقف جرائم وانتهاكات الاحتلال بما يضمن وقف جميع الإجراءات أحادية الجانب تحقيقا للتهدئة”.

 وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجددا، التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين المتفاوض عليه ومعارضة السياسات التي تعرض هذا الحل للخطر. وشدد بلينكن خلال اتصال اجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حاجة الإسرائيليين والفلسطينيين الملحة لإتخاذ خطوات لإعادة الهدوء، وشدد على معارضة واشنطن القوية للإجراءات أحادية الجانب التي من شأنها تصعيد التوترات. في المقابل، طالب الرئيس محمود عباس، الإدارة الاميركية بالتدخل للضغط على الاحتلال لوقف جميع الإجراءات الخطيرة التي يرتكبها، كما أكد على ضرورة إلزام الاحتلال بوقف جميع إجراءاته أحادية الجانب، بما يشمل الاستيطان وهدم المنازل والاقتحامات للمدن والقرى والمخيمات والمسجد الأقصى، واعمال القتل وتنصل حكومة الاحتلال من الاتفاقيات الموقعة. في غضون ذلك، واصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي لليوم الخامس على التوالي، خطوات “العصيان” الجماعي ضد إدارة السجون، ردًا على إعلانها البدء بتطبيق الإجراءات التي أوصى بها وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، للتضييق عليهم.

 

نتنياهو يتهم إيران بالهجوم على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل

تل أبيب/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، إيران بالهجوم على ناقلة نفط مرتبطة بإسرائيل؛ في تطور جديد لحرب الظل الدائرة بين البلدين العدوين. ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية؛ قال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: «على الجبهة الإيرانية، جهودنا لا تتوقف. وذلك مرده إلى عدم توقف أعمال إيران العدوانية». وأضاف: «هاجمت إيران الأسبوع الماضي مجدداً ناقلة نفط، وضربت حرية الملاحة الدولية». ففي 10 فبراير (شباط) الحالي، تعرضت ناقلة المنتجات «كامبو سكوير»؛ التي ترفع العلم الليبيري والمرتبطة بشركة «زودياك ماريتايم» البريطانية للشحن والتي أسسها ويترأسها الإسرائيلي إيال عوفر، «للضرب بجسم محمول جواً، بينما كانت في بحر العرب على بعد نحو 300 ميل بحري قبالة سواحل الهند»، وفقاً لشركة «التسون» اليونانية التي تدير الناقلة. وأكدت «التسون»، في بيان، أن «كلاً من السفينة والطاقم بخير، واستكملا الرحلة وفق ما خُطط لها. هناك أضرار طفيفة في السفينة».

ولم يصدر من الجانب الإيراني أي تعليق على الهجوم.

 

بلينكن: الصين تنظر في إرسال «أسلحة» إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا

واشنطن/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

نبه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم (الأحد) إثر لقائه نظيره الصيني وانغ يي، إلى أن بكين تنظر في إرسال «أسلحة» إلى روسيا دعماً لهجومها في أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وصرح بلينكن لشبكة «سي بي إس»: «تحدثنا عن الحرب التي تشنها روسيا، وعن قلق نشعر به لكون الصين تنظر في تقديم دعم فتاك إلى روسيا». وسُئل عن معنى ذلك في شكل ملموس، فأجاب: «أسلحة بشكل رئيسي».

 

الاتحاد الأوروبي يحث على «تسريع إرسال الأسلحة» لأوكرانيا

بوريل يدعو في ختام «مؤتمر ميونيخ» دول التكتل إلى «إعادة تسليح نفسها»

ميونيخ: راغدة بهنام/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

حذر مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، الدول الغربية من التأخر في إرسال ذخيرة وأسلحة لأوكرانيا، وقال خلال مشاركته في «مؤتمر ميونيخ للأمن»، اليوم (الأحد)، إن الذخيرة بدأت تنفد من أيدي الجيش الأوكراني، وإنه «يجب إرسال» المساعدات إليها خلال أسابيع قليلة. وانتقد بوريل؛ الذي اعتاد توجيه انتقادات لاذعة لطريقة عمل وبطء الاتحاد الأوروبي، تباطؤ الدول في إرسال المساعدات إلى كييف، وأعطى مثلاً بمسألة الدبابات الألمانية التي ترددت برلين في إرسالها قبل أن توافق في النهاية. ودعا الدول التي تملك ذخيرة الآن وقادرة على إرسالها إلى أوكرانيا إلى أن تقوم بذلك من دون الانتظار لتطلب ذخيرة إضافية. وتساءل بوريل: «معروف أن هناك حاجة إلى الدبابات للفوز بالحرب، لماذا كل هذا النقاش حول الأمر؟». وأضاف: «لقد قمنا بالكثير، لكن يجب بذل المزيد، ويجب أن نزيد ونسرع مساعداتنا العسكرية لأوكرانيا»، مشيراً إلى أن «كل القادة في الغرب متفقون وقالوها هنا إن روسيا لا يمكنها أن تفوز في هذه الحرب» و«لذلك يجب أن نسرّع ونزيد المساعدات؛ لأن أوكرانيا الآن في وضع حساس وتنقصها الذخيرة».

وحثّ بوريل الدول الأوروبية على زيادة إنفاقها العسكري في المدى المتوسط لتكون قادرة على الدفاع عن نفسها ضمن قوات «حلف شمال الأطلسي (الناتو)». ووصف «الناتو» بأنه «ضمان الأمن» بالنسبة إلى أوروبا، لكنه انتقد تخفيض الإنفاق الدفاعي والعسكري في السنوات الماضية، بحجة الأوضاع الاقتصادية وغيرها، ليضيف أنه «آن الأوان لتعيد أوروبا تسليح نفسها». بدورها؛ أعلنت رئيسة حكومة إستونيا، كايا كالاس، التي شاركت بوريل في جلسة خلال اليوم الأخير من «مؤتمر ميونيخ للأمن»، أنها تقدمت باقتراح للاتحاد الأوروبي بشراء الأسلحة والذخائر بشكل مشترك لتسهيل العملية وجعلها أسرع. وعلق بوريل على الاقتراح قائلاً إن الاتحاد يعمل عليه «بسرعة»، ولكنه شدد على أن هناك حاجة أيضاً لكي تكون دفاعات الدول الأوروبية متناسقة معاً لتتمكن من تنسيق الدفاعات. ودعا بوريل الدول الأوروبية إلى أن تأخذ بـ«جدية» مسألة إنفاق اثنين في المائة من إنتاجها الإجمالي على الدفاع وفق ما يوصي «الناتو» الدول الأعضاء، وقال: «(الناتو) ضمان حماية أوروبا، ويجب أن نأخذ الأمر بجدية» بأن كل دولة عضو في الحلف «يجب أن تكون لها دفاعات مناسبة». وأضاف: «الوضع الاقتصادي يجعل من الإنفاق الدفاعي مشكلة، ويجري تقليصه في السنوات الماضية؛ لأنه لم تكن هناك حرب؛ بل فقط مشاركات في مهام سلام بعيدة». ودعا بوريل أوروبا إلى «إعادة تسليح نفسها ضمن (الناتو) لكي تصبح الدول الأوروبية شريكاً موثوقاً للحلف»، مضيفاً: «نحن في حالة حرب، ويجب أن نتصرف بسرعة». وأكد بوريل أن أوكرانيا «تنتمي إلى العائلة الأوروبية»، وأنها «من دون شك ستصبح عضواً» في الاتحاد الأوروبي. وقال: «أصبح الأمر محسوماً؛ أوكرانيا جزء من الاتحاد الأوروبي، ويجب أن نجعل ذلك رسمياً». وانتقد المسؤول الأوروبي الإجراءات البطيئة للتكتل الأوروبي لضم أعضاء جدد. وقال إن ضم أوكرانيا بسرعة سيتطلب «تغيير إجراءات القبول وطريقة عملنا». وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الدول الأخرى يريد الانضمام بعد أوكرانيا، مثل مولدوفا ودول الاتحاد السوفياتي السابق، مشيراً إلى أنه لا يمكنه تخيل أن يكبر التكتل من 27 دولة إلى 36 «بالإجراءات الموجودة حالياً». ورغم دعوته إلى تبسيط إجراءات الانضمام، فإن بوريل حث أوكرانيا على مواجهة الفساد والإسراع في إدخال إصلاحات تنقل أوكرانيا «لتكون دولة ديمقراطية»، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيساعد أوكرانيا على تحقيق هذه الإصلاحات. من جانبها، انتقدت رئيسة حكومة إستونيا بعض الدول الأوروبية التي لا تنفق اثنين في المائة من إنتاجها العام على الدفاع. وقالت إنها «فوجئت» بذلك العام الماضي، أي بعد الحرب في أوكرانيا. وأضافت: «الآن كل هذه الدول تريد أن تزيد من مخزونها من الأسلحة، ولذلك يجب أن نناقش ما إذا كان الاتحاد الأوروبي هو الذي سيطلب هذه الذخائر والأسلحة». ورأت أن «قطاع صناعة الأسلحة الروسي يعمل كل الوقت لإنتاج أسلحة كافية، ولذا يجب تسريع إنتاج الأسلحة؛ لأن أوكرانيا يجب أن تفوز بالحرب، وهذا غير ممكن من دون ذخائر».

يذكر أن ألمانيا كانت من أكثر الدول الأوروبية المترددة في زيادة إنفاقها الدفاعي، ولكنها تعهدت بعد الحرب في أوكرانيا بأن تزيد إنفاقها الدفاعي إلى اثنين في المائة وتقوي جيشها. وحذرت كالاس بأن بعض الدول الأوروبية لا تأخذ مسألة التسليح بجدية، ولم تطلب أسلحة وذخائر من مصانع الأسلحة. وقالت: «ما يقلقنا أن صناعة الدفاع تقول إنه ليست لديها طلبات كافية لكي تزيد من إنتاجها، وهذا يعني أن كثيراً من الدول تأمل أن تنتهي هذه المشكلة دون أن تضطر لزيادة مخزونها العسكري». وأضافت: «عام 1929 لم يصدق أحد هتلر رغم أنه كان واضحاً في أهدافه. وعام 2007 كان بوتين واضحاً جداً بأهدافه في هذا المؤتمر، ولذلك يجب أن نصدقه». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألقى خطاباً شهيراً أمام «مؤتمر ميونيخ للأمن» عام 2007 تسبب في صدمة للدول الغربية. وشكك بوتين آنذاك في نظام الأمن العالمي، وما سماها «هيمنة الولايات المتحدة». وتحدث أيضاً عن الضمانات التي كانت طالبت بها روسيا لعدم توسع «الناتو»، والتي قال إنها غير موجودة. وأعلن آنذاك عن معارضته نشر الولايات المتحدة أنظمة صواريخ في أوروبا. وعدّت الدول الغربية آنذاك كلام بوتين دليلاً على «مساعٍ إمبريالية» عبّر عنها، وهو ما عاد وذكّر به بوريل أيضاً في «ميونيخ» اليوم، قائلاً إن ما يحدث في أوكرانيا هو من دون شك جزء من «هذه المساعي الإمبريالية».

 

ماكرون يؤكد لزيلينسكي أنه سيدعم خطته للسلام

باريس/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم (الأحد)، لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيؤيد خطته للسلام «على الساحة الدولية»، وذلك خلال مكالمة هاتفية بين الرئيسين. وقال الإليزيه إن ماكرون «كرر تمسكه بخطة السلام المتضمنة عشر نقاط التي اقترحها الرئيس زيلينسكي، وأكد له أنه سيدعم هذه المبادرة على الساحة الدولية خلال الأحداث الدبلوماسية المقبلة». وتطرق الرئيسان أيضاً إلى «التذكير الذي حصل (الجمعة في مؤتمر ميونيخ السنوي حول الأمن) لدى الشركاء الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بضرورة تعزيز وتسريع وتيرة الدعم العسكري لأوكرانيا والشعب الأوكراني».

من جهته، رحب زيلينسكي عبر «تويتر» بـ«مواصلة الحوار الودي» مع ماكرون، مؤكداً أنهما ناقشا «تنفيذ خطة السلام». وجاءت هذه المشاورات الهاتفية بعد تأكيد ماكرون في مقابلة مع صحيفتي «لو جورنال دو ديمانش» و«لوفيغارور» وإذاعة «فرنسا الدولية» أنه يريد أن «تنهزم» موسكو في مواجهة أوكرانيا، لكنه حذر من أولئك الذين يريدون «قبل كل شيء سحق روسيا».

 

هل يُعجّل استمرار التقارب المصري ـ التركي بترحيل «الإخوان»؟

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

أثار إبعاد أنقرة إعلامياً موالياً لتنظيم «الإخوان»، خالف «التهدئة» مع القاهرة وتعليمات السلطات التركية، تساؤلات حول هل هذه الخطوة تُعجل بترحيل عناصر من تنظيم «الإخوان» المتواجدة في تركيا خلال الفترة المقبلة؟ خاصة في ظل استمرار تواصل التقارب المصري - التركي. ومطلع الشهر الحالي، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب إردوغان، للتضامن مع أنقرة عقب الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق بسوريا وتركيا. الاتصال المصري جاء بعد المصافحة التي جرت بين الرئيسين على هامش المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بقطر، نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ومن جانبه، شكر الرئيس التركي نظيره المصري على الاتصال الهاتفي والمشاعر الطيبة. موضحاً أنها «تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين المصري والتركي (الشقيقين)»، وفقاً لبيان رسمي تركي. وسبق أن أكد الرئيس التركي أن مصافحته مع نظيره المصري في قطر كانت «خطوة أولى نحو مزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين». ووفق الباحث المصري المتخصص في الشؤون الأصولية، عمرو عبد المنعم، فإن «الغمري أعلن عبر صفحته الرسمية أنه غادر تركيا؛ لكن لم يحدد وجهته»، لافتاً إلى أنه «طلب من إحدى الدول الأوروبية خلال رحلته بالطائرة حق (اللجوء السياسي)». كما لفت عبد المنعم إلى أن «ترحيل الغمري مؤشر جديد على أن السلطات التركية لن تقف عند حد ترحيل الغمري فقط، فهناك شخصيات إعلامية، وعناصر محكوم عليها في قضايا عنف وقتل بمصر، من المُرشح أن تكون في المقدمة للترحيل، سواء إلى القاهرة، أو إلى أي دولة أخرى». وفي فبراير (شباط) 2019، ظهر أول خلاف بين «شباب تنظيم الإخوان» و«قيادات الخارج»، خاصة المقيمة في تركيا، عقب ترحيل الشاب محمد عبد الحفيظ (حكم عليه بالإعدام في قضية استهداف النائب العام المصري الأسبق) إلى مصر. وفي أبريل 2021، وعقب بداية الحديث عن التقارب المصري - التركي، أبدى بعض شباب التنظيم الذين صدرت بحقهم «أحكام قضائية» في مصر تخوفاً من الترحيل للقاهرة، خاصة أولئك الذين لا يحظون بدعم «قيادات جبهة إسطنبول».

وقد أدرجت السلطات التركية من قبل عناصر «إخوانية»، بينهم مذيعون ومعدو برامج على ما يسمى بـ«أكواد الإرهاب»، وتم إبلاغهم بأنهم مطلوبون لمصر لانتمائهم إلى «تنظيم إرهابي». وقال مصدر مطلع إنه «بموجب (هذا الكود) تفرض السلطات التركية قيوداً مشددة على أنشطة هذه العناصر وتحركاتها».

وفي نوفمبر الماضي، برز تأكيد تركي بشأن ملف «تطبيع العلاقات» مع مصر، وفق ما أظهرت تصريحات مسؤولين أتراك. وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكطاي، في كلمة أمام «لجنة الموازنة» في البرلمان التركي، إن «اتصالاتنا مع مصر تستمر لـ(تطبيع العلاقات) في إطار (الإرادة المشتركة للجانبين والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل)». وسبق حديث أوكطاي تصريحات لنائب وزير الثقافة والسياحة التركي، سردار جام، الذي وجَّه للمرة الأولى لمسؤول تركي، «انتقادات لـ(الإخوان)»، قائلاً، إن «التنظيم فَقَدَ مكانته بسبب الانقسامات واختراقه واقترابه من (جماعات العنف)». وأضاف في نوفمبر الماضي: «أصبح الآن هناك (جماعات الإخوان)»، في (إشارة إلى انقسام التنظيم إلى ثلاث جبهات متصارعة، هي «لندن» و«إسطنبول» و«تيار الكماليين»). كما لمَّح متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أخيراً، إلى «استمرار المشاورات على الصعيد الوزاري بين البلدين»، لافتاً إلى «إمكانية بلوغ مستوى تعيين سفراء لدى الدولتين، والإقدام على خطوات أخرى على صعيد الرؤساء». في سياق ذلك، أشار عبد المنعم إلى «مخاوف عناصر الإخوان في إسطنبول من الترحيل من أنقرة مستقبلاً، وهو ما عبر عنه العديد من عناصر التنظيم في الخارج»، موضحاً أن «ترحيل الغمري رسالة لجميع الإعلاميين الموالين للإخوان في قنوات التنظيم، التي تُبثُّ من تركيا»، لافتاً إلى أن «لهجة الإعلامين الموالين للإخوان في تركيا أصبحت أكثر التزاماً خلال الفترة الماضية عند الحديث عن مصر، باستثناء قناة الشعوب الموالية للتنظيم، التي تُبثُّ من لندن». واتخذت تركيا خلال الأشهر الماضية خطوات وصفتها مصر بـ«الإيجابية»، تعلقت بوقف أنشطة «الإخوان» الإعلامية والسياسية «التحريضية» في أراضيها، ومنعت إعلاميين تابعين للتنظيم من «انتقاد مصر». وفي نهاية أبريل (نيسان) 2021، أعلنت فضائية «مكملين»، وهي واحدة من ثلاث قنوات تابعة لـ«الإخوان» تُبثُّ من إسطنبول، وقف بثها نهائياً من تركيا. وكانت السلطات التركية قد طالبت في مارس (آذار) الماضي القنوات الموالية لـ«الإخوان» (مكملين، وطن، الشرق) بوقف برامجها «التحريضية ضد مصر، أو التوقف نهائياً عن البث من الأراضي التركية، حال عدم الالتزام بميثاق (الشرف الإعلامي) المطبق في تركيا».

 

كوريا الشمالية تؤكد إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات في تحذير لواشنطن وسيول

وطنية/19 شباط/2023

أكدت كوريا الشمالية اليوم أنها أطلقت صاروخا بالستيا عابرا للقارات، مؤكدة أن نجاح هذا الاختبار "المفاجئ" دليل على "قدراتها على شن هجوم نووي مضاد وفتاك". وأمر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون السبت عند الثامنة بالتوقيت المحلي (الساعة 23,00 ت غ) بالقيام بـ"تمرين إطلاق" مفاجئ. بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن صاروخا بالستيا عابرا للقارات من طراز هواسونغ-15 أطلق بعد ظهر السبت.  وكانت بيونغ يانغ أجرت أول تجربة على صاروخ من هذا الطراز في 2017. وكان الجيش الكوري الجنوبي أكد أنه رصد إطلاق صاروخ عابر للقارات السبت عند الساعة 17,22 بالتوقيت المحلي (الساعة 08,22 ت غ) حلق بحسب طوكيو مدة 66 دقيقة قبل أن يسقط في منطقتها الاقتصادية الخالصة. واوضحت طوكيو أنه بالاستناد إلى ما رصدته، يمكن للصاروخ ضرب القارة الأميركية. أشادت السلطات الكورية الشمالية بالتجربة وهي الأولى في البلاد منذ سبعة أسابيع، والتي تثبت بنظرها "القدرة (القتالية) الفعلية لوحدات الصواريخ البالستية العابرة للقارات القادرة على (تنفيذ) هجوم مضاد متحرك وقوي" على ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية. وأضافت الوكالة أن إطلاق الصاروخ "دليل واضح على قوة الردع النووية" لبيونغ يانغ. وأتت التجربة في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لإجراء تمارين محاكاة الأسبوع المقبل في واشنطن والبحث في إجراءات ينبغي اتخاذها في حال استخدام بيونغ يانغ للسلاح النووي. وهددت بيونغ يانع الجمعة بالتحرك بقوة "غير مسبوقة" حيال المناورات الأميركية والكورية الجنوبية المقبلة، إذ ترى فيها تدريبا على نزاع مسلح وسببا في تدهور الوضع الأمني في شبه القارة الكورية.

 

«إيران إنترناشونال» تغلق استوديوهاتها في لندن

لندن: «الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

أعلنت قناة «إيران إنترناشونال» المعارضة لنظام طهران وتبث إرسالها من لندن، أنها ستترك العاصمة البريطانية وتنقل خدماتها على مدار 24 ساعة إلى استوديوهاتها في واشنطن، وذلك بعد أن أبلغتها الشرطة البريطانية أن التهديدات من قبل النظام الإيراني للعاملين في القناة، أصبحت شديدة، لدرجة أن الشرطة لم تعد قادرة على تقليل درجة الخطر وضمان سلامة الموظفين. وأكدت القناة، في بيان، أنها ستستمر في العمل من واشنطن دون أن يكون هناك انقطاع في الخدمة. وقالت في بيانها: «بعد تصعيد كبير في التهديدات المدعومة من الدولة الإيرانية، ونصيحة من شرطة لندن، أغلقت قناة «إيران إنترناشيونال»، على مضض، استوديوهاتها في العاصمة البريطانية، وانتقلت إلى واشنطن، دون انقطاع في البث». كما نقل البيان عن مدير عام القناة، محمود عنايت، قوله: «لا أصدق أن الأمر وصل إلى هذا الحد. فقد تسببت دولة أجنبية (إيران) في مثل هذا التهديد الكبير للجمهور البريطاني داخل الأراضي البريطانية، لذلك فإن هذا ليس مجرد تهديد لمحطتنا التلفزيونية ولكن للبريطانيين عموماً. بل أكثر من هذا، فهو اعتداء على قيم السيادة والأمن وحرية التعبير، التي طالما اعتزت بها بريطانيا». وأضاف: «في النهار والليل، يسعى صحافيونا جاهدين لإيصال أخبار مستقلة وغير خاضعة للرقابة الإيرانية، إلى 85 مليون شخص في إيران وفي الشتات. لذلك نحن نرفض أن تسكتنا هذه التهديدات الجبانة، وسنواصل البث». ويأتي هذا القرار بعد أشهر من تهديدات من الحكومة الإيرانية ووكلائها تستهدف قناة «إيران إنترناشيونال». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حذَّرت شرطة العاصمة البريطانية من وجود تهديدات جادة ووشيكة ضد حياة صحافيي القناة، مما أدى منذ ذلك الحين إلى تحصين مقر القناة في غرب لندن، ووضعه تحت حراسة مسلحة من قبل الشرطة البريطانية.

تهديدات إرهابية تجبر «إيران إنترناشونال» على إغلاق استوديوهاتها في لندن

 

الزلزال السوري يحرّك «أوراق التطبيع» العربي... والأوروبي

اتصالات لتمديد فتح المعابر التركية وتجميد العقوبات الأميركية... والأسد إلى عُمان قريباً

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط»/19 شباط/2023

(تقرير إخباري)

الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا قبل أسبوعين وأودى بحياة عشرات آلاف الضحايا ودمر الكثير من المنازل والبنية التحتية في البلدين، طرح أسئلة وتحديات أساسية في العواصم العربية والغربية إزاء كيفية الاستجابة للكارثة، وإمكانية التمييز بين «سوريا» و«النظام». كما أنه حرّك «أوراق التطبيع» العربي والغربي مع دمشق. رد الفعل الأولي لمعظم الدول، كان التعاطف مع الشعبين السوري والتركي أمام هذه الكارثة الإنسانية. وكان صعباً على أي عاصمة أن تأخذ موقفاً متعاطفاً مع أنقرة في شكل منعزل عن موقفها من دمشق. الكارثة إنسانية وليست سياسية. زلزال وليس حرباً أهلية. الإشكالية كانت أن الاعتراف السياسي الدولي الموجود إزاء الحكومة التركية، ليس موجوداً بالقدر نفسه إزاء الحكومة السورية. صحيح أن الأخيرة لا تزال تمثل البلاد في المؤسسات الأممية وصحيح أن الخطاب السياسي الخارجي بات يستعمل «حكومة» وليس «نظاماً»، لكن هذه الحكومة لا تزال خارج إطار الجامعة العربية، وهناك قطيعة من عواصم عربية وغربية رئيسية مع دمشق، إضافة إلى وجود قائمة طويلة من العقوبات الاقتصادية والمساءلات والتقارير والاتهامات ضد مؤسسات وشخصيات سورية وقائمة قصيرة من سفارات دول كبرى وعربية وإقليمية في العاصمة السورية، على خلفية كيفية تعاطي دمشق مع الأزمة والسنوات اللاحقة لبدء الاحتجاجات في 2011، إضافة إلى أن المناطق التي تعرضت للزلزال في ريفي حلب وإدلب شمال سوريا أكثر من غيرها، غير خاضعة لسيطرة الحكومة السورية، مع أن هذه الكارثة أصابت أيضاً مناطق الحكومة في حلب وحماة واللاذقية.

- سوريا المنكوبة... والمنسية

منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل سنة، أصبحت سوريا منسية ومتروكة وغابت أو انخفضت في سلم الأولويات الإقليمية والدولية. كارثة الزلزال حركت الجمود. بالفعل، انطلقت سلسلة من الاتصالات السياسية بين الدول المعنية العربية وغير العربية. كما تلقى الرئيس السوري بشار الأسد سلسلة اتصالات هاتفية بعضها غير مسبوق في العقد الأخير، أبرزها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اضافة الى زيارة وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي لدمشق لاول مرة منذ سنوات. في البداية، كان هناك انقسام دبلوماسي: دول غربية نادت بقرار أممي جديد يدعو لفتح معابر حدودية من تركيا إلى مناطق المعارضة في الشمال. موسكو، بداية، فكرت في مقايضة تتضمن الموافقة على ذلك مقابل رفع حصة التمويل الغربي في مشروعات «التعافي المبكر» وفق القرار الدولي الخاص بالمساعدات. لكن الاتصالات العربية والدولية مع دمشق، أنجزت صفقة - مقايضة غير مباشرة أخرى: الأسد يتمسك بـ «السيادة السورية على جميع الاراضي»، ويوافق على فتح معبرين حدوديين إضافيين من تركيا إلى شمال سوريا لثلاثة أشهر، ويوافق على نقل المساعدات من مناطق سيطرة الحكومة إلى إدلب، ثم تعلق واشنطن بعض العقوبات على التحويلات المصرفية لستة أشهر، بما لا يضر المساعدات الإنسانية، وفق أولويات إدارة جو بايدن منذ تسلمها. وبعد البطء الرسمي السوري في التعاطي مع آثار الزلزال، فإن الاتصالات والزيارات الرسمية العربية مع الأسد أسفرت أيضاً عن مرونة إضافية، تمثلت بخطوات إجرائية وقبول مساعدات وطائرات إغاثة واتصالات من دول عدة دون تدقيق وتشكيك، وصولاً إلى زيارات ميدانية إلى مناطق الزلزال وإلقاء خطاب رسمي جديد شكلاً ومضموناً. حضر في النص المكتوب والملقى أمام الكاميرا، الحديث عن مواساة السوريين والحوار وشكر «الأشقاء العرب والأصدقاء». وغابت عنه إدلب من لائحة المحافظات التي ضربها الزلزال مع حماة وحلب واللاذقية، وغابت أيضاً أي إشارة إلى «الحلفاء»، أي إيران وروسيا أو «الاحتلال» الأميركي أو التركي.

- التطبيع

الزلزال حرك الجمود. دول عربية كانت مطبعة أو تريد التطبيع، وجدت في الكارثة منصة لتسريع خطواتها عبر اتصالات هاتفية وزيارات، ستتضمن قيام الأسد في الساعات المقبلة بزيارة إلى عمان وعاصمتها مسقط ثم إلى الإمارات.في المقابل، لاتزال دول عربية متمسكة بموقفها الذي يزاوج بين تقديم المساعدة الانسانية والعمل على توفير شروط عودة اللاجئين وحل الازمة السورية، مع ملاحظة تذكير ايراني باستمرار «الحلف» مع دمشق التي تمثلت بزيارة قائد «فيلق القدس» في «الحرس» الايراني اسماعيل قاآني الى حلب بعد الزلزال قبل اي مسؤول سوري.ينطبق الأمر ذاته على الدول الأوروبية ووحدة موقف الاتحاد الأوروبي، ذلك أن الدول التي كانت تنادي بـ«قبول الأمر الواقع» في السنوات الماضية مثل إيطاليا واليونان وقبرص والنمسا، تعتقد أنها باتت في موقف أقوى في مطالبها، وهي تدعو إلى مراجعة «اللاءات الأوروبية» الثلاث: لا للتطبيع، لا للإعمار، لا لرفع العقوبات، قبل تحقيق تقدم بالعملية السياسية.الدول الأوروبية الأخرى وأميركا عقدت في الأيام الأخيرة اجتماعات تنسيقية للقيام بهجوم مضاد، مفاده: صحيح أن هناك كارثة إنسانية وتجب الاستجابة لها في تركيا وسوريا، عبر تقديم مساعدات وإغاثة والمساهمة في إعمار المرافق الطبية، لكن هذا لا يعني التخلي عن «اللاءات الثلاث» ولا التخلي عن العملية السياسية.

هذا الانقسام الأوروبي برز أيضاً في الموقف من مؤتمر الإعمار الذي دعا إليه الاتحاد الأوروبي لسوريا وتركيا آخر الشهر المقبل، إذ إن دولاً «مطبعة» تدعو إلى دعوة الحكومة السورية إلى المؤتمر وإسقاط الأجندة السياسية عنه، وتدعو أيضاً إلى إلغاء مؤتمر المانحين المقرر في بروكسل في يونيو (حزيران) المقبل لاتخاذ «خطوات واقعية» في سوريا، وهي تلوح بالقيام بخطوات انفرادية مباشرة مع دمشق بعيداً عن الإجماع الأوروبي. عوامل كثيرة، سترجح فريقاً عربياً على آخر وفريقاً غربياً على آخر، تخص توازنات داخلية وتحالفات. لكن أحدها، سيكون سلوك دمشق والعواصم الأخرى في المرحلة المقبلة، إزاء التعاطي مع المساعدات والإغاثة وأموالها وكيفية إيصالها إلى المناطق المنكوبة الأخرى ومدى التزام الوعود التي قيلت في غرف مغلقة، خصوصاً أن الأسابيع والأشهر المقبلة ستكشف حجم الكارثة الفعلية من الزلزال. لا شك أن بقاء المعابر من تركيا والممرات عبر خطوط التماس مفتوحة، يفتح الطريق أمام تمديد الاستثناءات الأميركية من العقوبات لأشهر إضافية بعد 180 يوماً، بل يشجع دولاً أوروبية على رفع بعض العقوبات ودولاً عربية على مزيد من التطبيع ويعزز المسار التطبيعي بين انقرة ودمشق. والعكس صحيح، بل ان دولاً غربية لاتزال تلوح بـ «شرعنة» المعابر التركية بقرار دولي وليس قراراً سورياً. دمشق تراقب سلوك الآخرين، والآخرون يراقبون سلوك دمشق، وسوريون في العراء أو بين الركام أو العتمة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يعود “الحزب” إلى مرحلة ما قبل تفاهم مار مخايل؟

سعد الياس/القدس العربي/19 شباط/2023

ليس خافياً على أحد أن كلام الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله العالي النبرة قبل أيام قليلة واستحضاره لغة التهديد والوعيد ضد أميركا وجماعتها يعبّر عن مأزق الحزب مما يستشعره داخل بيئته الحاضنة لجهة تعاظم حالة التململ والمعاناة خلافاً لمحاولات الإنكار والمبالغة برفع المعنويات على غرار ما يطلقه بعض المناصرين من شعارات بعيدة عن الواقع كمثل القول «هيهات منا الذلّة» و»نحنا ما مننهار» فيما الواقع أن بيئة الحزب وعلى الرغم من الفريش دولار الذي يأتي من إيران وغير إيران هي بيئة تعاني ككل الفئات في لبنان وتصيبها الأزمة الاقتصادية والمالية وانهيار العملة اللبنانية.

لذلك، بدا الارتباك والتوتر على نصرالله في اطلالته لأنه لم يعد قادراً على التعمية على الواقع وعلى فرملة الارتدادات المتدحرجة بسرعة التي تضغط على فالق الضاحية ومنطقتي الجنوب والبقاع والذي ينذر بهزّة قوية للحزب ولشعاره في الانتخابات النيابية «نبني ونحمي».

ولم يستغرب البعض تركيز نصرالله في كلامه على «الضغوط الأميركية» واستحضار مصطلح «إعادة السيطرة الأميركية على لبنان» لأنه بذلك يوهم مناصريه بحجم الحصار والمؤامرة ضد الحزب وينجح بإعادة تعبئة البيئة الحاضنة بهدف إشغالها عن التفكير بأزماتها المعيشية والاجتماعية ولحضّها على الاستنفار مجدداً في مواجهة الاستكبار وعدم التراخي. أما تكبيره الحجر في وجه واشنطن ومن خلفها إسرائيل فهو للقول إن الضاحية ليست ضعيفة وإن صواريخه تطال تل أبيب وما بعد ما بعد تل أبيب، لكنه ينسى أنه إن قصف ودمّر داخل الكيان الإسرائيلي سترتد الضربات بشكل أكبر على لبنان، ولن يكون في وسع هذا البلد المدمّر أن يعيد إعمار ما تهدّم ولن يجد من يقف إلى جانبه من الدول الخليجية والأوروبية خلافاً لوضع إسرائيل القادرة على إعادة البناء وعلى استقطاب الدعم الأميركي والأوروبي على حد سواء.

وصحيح أن الأمين العام لـ”حزب الله” توجّه بالتهديد إلى أميركا وربيبتها إسرائيل، إلا أنه لم يغفل في إشارته من سمّاهم «جماعة أميركا» متوعداً بإصبعه «بأنكم ستخسرون كل شيء» ومضيفاً «من يريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى أو الانهيار عليه أن يتوقع منا ما لم يخطر في بال وإن غداً لناظره قريب» مضيفاً «لن نجلس ونتفرج على الفوضى، وسنمدّ يدنا وسلاحنا إلى من يؤلمكم حتى لو أدى ذلك إلى خيار الحرب مع ربيبتكم إسرائيل». وما لم يقله نصرالله قاله مناصروه الذين لوّحوا بتكرار ما هو أكبر من 7 ايار ضد من يفكّر بنزع سلاح المقاومة. ومن المعلوم أن حزب الله كلما شعر بضيق يهرب إلى الأمام، هذا ما فعله بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الخاص بنزع سلاح الميليشيات وبعد انتفاضة 14 آذار حيث لجأ إلى الاغتيالات، وهذا ما فعله بعد طاولة الحوار التي ناقشت موضوع الاستراتيجية الدفاعية حيث ذهب إلى اختطاف جنديين إسرائيليين ما تسبّب باندلاع حرب تموز، وهذا ما فعله بعد اقرار المحكمة الدولية واستقالة الوزراء الشيعة حيث وجّه سلاحه إلى الداخل في بيروت والجبل في 7 أيار واعتبره يوماً مجيداً من أيام المقاومة. واليوم يستشعر الأمين العام لـ”حزب الله” درجة عالية من الخطر، فهو مدرك أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بصدد فك التحالف مع الحزب وأن «تفاهم مار مخايل» في وضع حرج، وأن الرئيس سعد الحريري الذي كان يتلطّى خلفه في رئاسة الحكومة علّق عمله السياسي، وأن البيئة الدرزية برئاسة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في غربة عن الحزب ولا تتقبّل فائض القوة، وأن البطريركية المارونية لن تؤخذ على حين غفلة بزيارات حزبه إلى بكركي، وأن القوات اللبنانية برئاسة رئيسها سمير جعجع تشكّل رأس حربة في المواجهة مع مشروع حزب الله، وأن تجربة الطيونة لم تنجح في تركيع الخصوم وإخضاعهم وتخويفهم بـ 100 ألف مقاتل، وأن الجيش اللبناني بإمرة قائده العماد جوزف عون لن يسمح للحزب بتكرار تجربة 7 ايار مرة جديدة، وإن سمح فإن مكوّنات لبنانية لن تقبل بالخضوع للسلاح ولهيمنة الحزب. وبناء على هذه المعطيات، يستشعر نصرالله أن الوضع يعود إلى ما قبل «تفاهم مار مخايل» بينه وبين التيار الوطني الحر الذي وفّر له ولسلاحه غطاء مسيحياً ووطنياً ومكّنه من استجماع قواه ونفوذه بعدما كان يعيش في عزلة وغربة عن بقية أفرقاء البلد إثر تداعيات اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأولى الترجمات لهذا الواقع أن حزب الله غير قادر على التباهي بإيصال رئيس للجمهورية ببندقية المقاومة كما فعل مع الرئيس ميشال عون، وهو لغاية الآن وعلى الرغم من حنكة رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يستطع جمع أكثر من 47 أو 50 نائباً لمصلحة مرشحه المفضل رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، فيما المطلوب على الأقل 65 نائباً ونصاب الثلثين المتمثل بـ 86 نائباً. ويعتقد حزب الله أنه بتوزّع القوى الموجود حالياً في مجلس النواب هو غير قادر بالطرق الديمقراطية على انتخاب من يريد رئيساً، وبعدما وصلته إشارات عن الاجتماع الخماسي في باريس حول وضع فيتو سعودي على فرنجية بات يفكّر بفرض أمر واقع على اللبنانيين كما حصل بعد حرب تموز ولو كان ذلك عبر اللجوء إلى الفوضى أو خيار الحرب، بما يؤهله لتزكية خيار فرنجية والتقليل من حظوظ قائد الجيش الرئاسية. ولكن من قال إن استخدام السلاح للسيطرة على الدولة من الداخل لن يقلب الموازين ولن يؤدي إلى رفع حظوظ قائد الجيش؟

 

نصرالله اللبناني و”استقرار الفوضى”

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

لبنان يعاني، بشراً وحجراً وشجراً، منذ سنواتٍ طويلة من فشل الدولة، فشل صنعه «حزب الله» التابع لإيران وحلفاؤه من «التيار الحر» وصنعه معهما الفرقاء اللبنانيون بضيق أفقهم وإدمانهم للمناورات السياسية الصغيرة لحصد المكاسب الشخصية والحصول على الدعم من الدول العربية الداعمة للبنان.

منذ إنشاء «حزب الله» اللبناني في الثمانينات، تنقل بين مواقع مختلفة، فكان يبحث في البداية عن توحيد الشيعة تحت لوائه، ودخل معارك مع «حركة أمل» حتى طوّعها وطوّع رئيسها وأجبرها على الانضواء تحت سلطته، وبعد فرض نفسه كفريقٍ عسكري مدربٍ وغني مالياً وقادر على ارتكاب الجرائم الكبرى داخلياً وإقليمياً ودولياً، فتش عن دور سياسي يجني به ثمرات أعماله الإرهابية، وحصل عليه، وأصبح رقماً مهماً في المعادلة السياسية اللبنانية، وبيدقاً مهماً في يد الحرس الثوري الإيراني في كل معارك النظام الإيراني في المنطقة والعالم.

كانت وتيرة تطور الحزب بطيئة حتى قرر «النظام الإيراني» و«النظام السوري» أن يفرضا نفسيهما بالقوة على المشهد، وبدأت التصفيات الداخلية، فاغتال «رفيق الحريري» 2005 وتبعه باغتيال الكثير من القيادات السياسية والثقافية والإعلامية، حتى خضع له الجميع رغبة ورهبة، ثم تحالف مع «التيار الحر» وجماعة الرئيس السابق ميشال عون الذي منحه غطاء مسيحياً يبعد عنه التصنيف الدولي بالطائفية والإرهاب، ثم عمل على استتباع «التيار» له وحصل عليه فسيطر على الدولة.

لعقودٍ، عمل «الحزب» على إفشال الدولة اللبنانية، ونجح في ذلك، وهو يسعى اليوم لإنعاشها وإنجاحها تحت سيطرته ففشل في ذلك، فأخذ يرتكب الحماقات السياسية علناً، ولا يبالي بسخرية العارفين والمواطنين، فسعى للحصول على الأموال التي لا تنجح الدول من دونها، فترك كل آيديولوجيته وخطابه ومقاومته ووقع مع إسرائيل وطبّع معها، وهو يتذمر اليوم لتأخر حصوله على الأموال من غاز البحر الأبيض المتوسط، كما صار يتسوّل السعودية علناً أن تمنحه مئات المليارات بعدما لم يدع شيئاً في مهاجمتها إلا صنعه وفشل، إن الخبرة الطويلة في إفشال الدولة لا تسعف الحزب في بناء الدولة، والإتقان في صناعة الإرهاب والفوضى لا يساعد في بناء الدول والتنمية والازدهار.

قبل يومين خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني في إحدى المناسبات التي ينتقيها حسب رغبته في الحديث، وألقى خطاباً يثير السخرية في الحقيقة، فلا تخطئ العين ولا يضل العقل عن رصد تناقضات الخطاب الصارخة، فهو يتسوّل ولكن بلغة التهديد التي يتقنها، ويتحدث عن احتياجات الدولة الزراعية بلغة المقاومة والسلاح، وهو لا يستحي من هذا التناقض، لأنه بزعمه قد روّض كل خصومه داخل لبنان أما أنصاره فهم يتبعونه بلا منطق ولا مساءلة.

المؤدلجون مثل حسن نصر الله لا يحسنون شيئاً من بناء الدول، بل هم مبدعون في هدمها، وخبرتهم الطويلة في نشر «استقرار الفوضى» تقف عائقاً ضخماً أمام محاولاتهم المستميتة لدعم «استقرار الدولة» ولذلك يتخبطون، ويأتون من الخطابات والسياسات ما يضحك الثكالى.

نقل لبنان من كونه «باريس الشرق» ليصبح دولة تملؤها النفايات وتفتقد أبسط وسائل المعيشة، ولا تجد حليب الأطفال ولا تأمن على ثروات أفرادها في البنوك، ذلك النقل من القمة إلى الحضيض اقتضى عقوداً من الزمن، هذا والهدم أسهل من البناء، فحين يحلم نصر الله بإعادة البناء فسيستغرق عقوداً أطول، وبخبرته الشخصية وخبرة القيادات التي معه فذلك أشبه ما يكون بالمهمة المستحيلة، ولن يتم إنجاز شيء من ذلك إلا بعد تنحي هذا الجيل عن قيادة الحزب والدولة في لبنان، وهو هدف يبدو بعيد المنال للأسف الشديد.

الدول العربية الداعمة لاستقرار الدولة بقيت لعقودٍ ترفض كل الدول والمنظمات والجماعات التي تدعم «استقرار الفوضى»، ومن عجائب خطاب نصر الله أنه يهدد بخلق الفوضى في المنطقة، وهي خبرته الوحيدة التي أتقنها عبر عقود من الزمن وليست له خبرة غيرها، وكأنه سيصنع شيئاً جديداً ولم يمنعه من التوسع فيها عبر عقودٍ سوى هذه الدول العربية الكبرى مثل السعودية ومصر والإمارات، وهو عاجزٌ عن فعل المزيد، ومن هنا فتهديده هو تعبيرٌ عن الضيق الذي يعيشه داخل لبنان ويعيشه النظام الإيراني الداعم له داخل إيران.

الاستثمار في الفوضى مهمة أسهل بكثير من الاستثمار في الاستثمار في الاستقرار، والفوضى حالة سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن الاستثمار فيها في أي بلدٍ من بلدان العالم، ولئن كان النظام الإيراني هو الأكثر خبرة واستفادة في صناعة الفوضى عبر العقود الأربعة الماضية، فإن ذلك لا يمنع أن بإمكان الآخرين الاستثمار في نفس المجال، وهو ما يبدو أن حسن نصر الله يخشاه ويشكل له كابوساً يحرمه من الاستمتاع بسيطرته على الدولة اللبنانية.

الاستثمار في الفوضى يعني خلق المشكلات للآخرين وتركهم يتعاملون معها، ويعني إحياء الخلافات ودعم الانشقاقات والجماعات خارج الدولة، في تفاصيل لا تنتهي، وفي السياسة فرفض الفوضى لا يعني بالضرورة عدم الاستثمار فيها، وإدارة الفوضى في مكان انتشارها تعني المبادرة والتأثير، وإدارة الفوضى أسهل من خلقها.

استقرار الفوضى له نماذج برعت فيها إيران في المنطقة، فثمة دولة بلا دولة في اليمن، ودولة شبه دولة في العراق، ودولة فاشلة في لبنان وسوريا، ولكل من هذه النماذج آليات عملٍ وطرق استثمارٍ تختلف باختلاف النموذج والمعطيات، والدول الفقيرة لا تستطيع الوقوف أمام الدول الغنية في مجال الاستثمار في الفوضى. استثمر النظام الإيراني كثيراً في «الحروب السيبرانية» على سبيل المثال، وهذا المثال تحديداً على الرغم من خطورته الشديدة فإن غير إيران أقدر على استخدامه ودعمه ونشره بفاعلية وتأثيرٍ كبيرين، وعناصر هذه الحرب، فضلاً عن القدرة على خلقهم، يمكن استقطابهم من كل مكانٍ في العالم، ولا يحمي إيران وعملاءها منها إلا الإصرار على تخلف الدولة وأنظمتها وأجهزتها، وذلك نوع من النكاية بالنفس لدرء المخاطر، وهي لا تفلح دائماً وما يجري في إيران وفي لبنان خير شاهد.

أخيراً، فمع اهتزاز النظام الإيراني داخلياً ومواجهته لاحتجاجات وانتفاضات واسعة ومستمرة، فإن حزب الله بدأ يشعر بخطر حقيقي على وجوده في لبنان وما خطاب أمينه العام الأخير إلا مؤشر على هذا الوضع.

 

فيلم "التحقيق المستحيل".. الحقيقة والعدالة على مذبح الواقعية السياسية

منى فياض/الحرة/19 شباط/2023

عندما كنت أستعد لكتابة هذا المقال، جاءنا خبر من الجنوب، ومن منطقة الجية – برجا تحديدا (حيث غالبية سكان المنطقة هناك من السنة والمسيحيين)، أن فرقة من حزب الله تقوم بدورية في شوارعهما وللمرة الأولى. عُدّت الحركة استفزازية وغير معهودة. لكن السكان رفضوا التعليق على الأمر، مع اعتراضهم عليه؛ خوفا من إثارة السكان المناصرين للحزب. ما الحاجة إلى مثل هذا الاستفزاز من تنظيم يزعم أنه "مقاومة ضد إسرائيل"؟ في وقت يحمي فيه حدودها ويرسّمها؟ فيذهب إلى مناطق لا تخص الغيتو (الذي شيّده لنفسه)؟ هل هو نوع من تأكيد الحضور المهتز، على غرار ما حصل في خلدة أو الطيونة من قبل؟

إذا قارنّا هذا السلوك مع سلوك الحزب قبل عام 2000 لوجدنا انقلابا تاما لسلوكه؛ كان حضوره خفيفا ومتعففا ومحصورا بالمقاومة طوال فترة التسعينيات قبل التحرير. لقد تغيرت صورة حزب الله تدريجيا 180 درجة، من حزب متدين منضبط السلوك والهدف إلى حزب الجريمة المنظمة.

لذا ما كان يمكن إنتاج فيلم "التحقيق المستحيل"، وهو ثلاثية توثيقية أنتجها المخرجان جيروم فريتل وصوفيا عمارة ولا أن يعرض على قناة تلفزيونية فرنسية رسمية، قبل أن تكتمل دائرة انقلاب صورة الحزب رأسا على عقب.

والمخرجة المشاركة فيه، صوفيا عمارة، المغربية التي تزوجت من لبناني، وعاشت في لبنان 22 سنة، قضت منها ست سنوات في قرية جنوبية قبل عام من التحرير وحتى حرب 2006. وكانت كمعظمنا، مع المقاومة ضد العدو الاسرائيلي.

ظل حزب الله منيعا على النقد بالنسبة لها، ولكثيرين، حتى عام الحرب مع إسرائيل.

يبدو ان أنصار المقاومة ضد إسرائيل، يشعرون بالخيانة عندما يكتشفون أنهم خدعوا من طرف نزّهوه عن كل خطئية، فيصبح نقدهم أقسى.

هكذا يمكن فهم شغف عمارة للقيام بهذه المهمة الصعبة، أي التصدي لكشف وجه حزب الله الحقيقي، الذي خذلها مثلنا جميعا ونجح في تمويه أهدافه الحقيقية من مقاومته لإسرائيل.

كانت تتابع تغير وظيفته التدريجية، منذ اغتيال الحريري مرورا بهجمته على بيروت والجبل واتفاق الدوحة وانتخاب ميشال عون ووقوفه في وجه الثورة، إلى أن حصل الانفجار الكبير. منع التحقيق وتصدى لكل مطالب بالحقيقة وهدّد قضاة التحقيق علنا.

سألت صوفيا عمارة نفسها، كالجميع، بعد أن تتبعت عرقلته للتحقيق في جريمة أكبر انفجار غير نووي في التاريخ! لماذا يحرص على هذه العرقلة بكل قواه؟

إضافة إلى أن صورته تتغير أيضا لدى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي والأوروبي خصوصا، من حزب محترم إلى منظمة إرهابية. لكن الرئيس الفرنسي مثابر على مهادنته، حفظا لمصالح فرنسا الاقتصادية، وينفذ شروط الحزب، وهو الوحيد الذي يتبنى مرشحه للرئاسة. فكيف يكون الفيلم عرض بتواطؤ أو دعم فرنسي رسمي؟

مشاهدة الفيلم تؤكد كلام صوفيا عمارة. إنه فيلم مستقل، لا علاقة له بسياسة فرنسا، موجّه في الأساس إلى المشاهد الغربي. إن تحضير هكذا عمل يتطلب جهدا توثيقيا يستغرق الكثير من الوقت، ولقد تم إعداده قبل ارتباك العلاقة الفرنسية بإيران بكثير. كما أن برمجة عرض الفيلم حصلت قبل السياسات المستجدة.

لقد تغيرت صورة الحزب على نطاق واسع، ولأن العقليات تتغير ببطء شديد كضربات ريشة رسام، أتى هذا الفيلم في وقت أصبح فيه الرأي العام المحلي والغربي أكثر دراية بأدوار الحزب وأساليبه؛ وبالتالي مهيأ لتقبل هكذا موضوع. إنها لحظة تجمع عوامل تكشف أدوار إيران وأذرعها الخريبية في المنطقة، خصوصا بعد تحوله طرفاً في حرب روسيا على أوكرانيا وتهديده لأمن أوروبا. وتزامنه مع تحريك قضية المرفأ، لا يعني أنه تم بتنسيق مع بعثة القضاة الأوروبيين.

كل ذلك يثير بالطبع حفيظة الممانعة ويقلق الحزب.

وبالتالي ليست شيطنة إعلام الحزب وأبواق صحافة وجمهور الممانعة للفيلم، وربطه بمؤامرة مستجدة ضده، سوى بروباغندا تستبق الإدانة الموثقة بشكل جدي لأدوار الحزب في تجارة المخدرات والسلاح وتبييض الأموال.

لم يستجب الفيلم لتوقعات المشاهد اللبناني الذي ظن أن الفيلم نوع من محاكمة ستدين الحزب في انفجار المرفأ. الفيلم لم يحمل جديدا للمشاهد اللبناني المطّلع على ما يجري فيما يتعلق بالانفجار، وجاء ليؤكد ما يرجحه أن الحزب يعمل في تجارة المخدرات والسلاح وأنه من خزّن الأمونيوم. وسرديات كل من مروان حمادة وأشرف ريفي ومونيكا بورغمان (زوجة لقمان سليم) قد سمعناها من قبل.

لقد اعتمد الفيلم سردية لقمان سليم لتسلسل الوقائع في فيديو تلفزيون الحدث قبيل اغتياله. كان لقمان أول من قام بربط الأحداث في كيفية مجيء باخرة الأمونيوم وتزامنها مع العقوبات على بشار الأسد ومن ثم التفجيرات في سوريا مع تواريخها.

لقد أُعدم لقمان إثر هذا التصريح، الذي كان القشة التي قصمت ظهر البعير. بعد تراكم مآخذهم على نشاطاته.

الانفجار هو المحفز لاختيار فكرة الفيلم، بما أنه تتويج لنشاطات حزب الله في لبنان. لكن أهميته تكمن في شهادات الضباط الأميركيين من جهاز مكافحة المخدرات DEA ودور عملية كاساندر. فخلال متابعتهم لتجارة المخدرات في كولومبيا أدهشهم سماع الكثير من المداخلات باللغة العربية. حينها بدأوا تتبع الخيوط التي سمحت لهم بكشف مدى عمق نشاط حزب الله في تجارة المخدرات والسلاح وتبييض الاموال، موزعا على 4 قارات. وبدأوا يتتبعون ويراقبون حركة دخول الأموال إلى لبنان. وسجلوا قفزة مصرفية كبيرة عام 2002. إنها اموال المخدرات.

كما اكتشفوا علاقته بتفجير سبتمبر 2001، ودوره في محاربة الأميركيين في العراق. عندها اعلنت كاساندر الحرب على الحزب واعتبرت أعضاءه إرهابيين. وكشفوا أدوار من يسميهم الحزب Facilitateur على غرارBosse  للمافيا وTête de cellule للكارتيل. وهم أمثال شاكر حرب وأيمن جمعة أدهم طباجة وعلي فياض الذي كان يوفر السلاح لبشار الأسد. وكلما انكشف أحد هؤلاء كان ينزل تحت الارض، يختفي. ولوحظ انه كلما اشتدت الحرب كلما نشطت تجارة المخدرات.

لم يكن سهلا على رجال DEA جمع مكونات البازل شديد التعقيد، فلقد نشط عملاء الحزب تحت غطاء مئات الشركات والمجموعات الصغيرة وبشكل سري وتوصلوا لجمع أكثر من مليار دولار سنويا.

نجحت الفرقة عام 2015 في الوصول الى الرأس الكبير Parrain الذي ينقل رغبات إيران إلى الحزب. وهو أحد أعضاء العائلة المالكة في قبيلة حزب الله (على حد تعبيرهم)، ويدير أموال الوحدة المالية (أو المجموعة الشبح) لتبييض الأموال من العراق إلى أميركا وأوروبا ولجميع النشاطات غير الشرعيه. إنه عبدالله صفي الدين، اخو صفي الدين وريث حسن نصرالله.

المفاجأة أنهم عندما وصلوا إلى نهاية عملهم وانتظروا مكافأتهم، جاءت لحظة الاتفاق النووي عام 2015 مع إيران، التي كانت تشتكي منهم ومن نشاطاتهم وطالبت أوباما بإبعادهم. أوباما كان يأمل باتفاق طويل الأمد مع إيران معتقدا أن دبلوماسية أميركا ستغير العالم وتجعله أكثر أمنا بهذ الطريقة! فترك المال والسلاح بيد إيران. ما أوصل تهديدها إلى عقر دار أوروبا التي هادنتها طويلا.

وقبل أن يجف حبر الاتفاق جاء روحاني لزيارة باريس، التي لم يزرها أي رئيس إيراني منذ 17 عاما. طبعا عدت الدبلوماسية الفرنسية الزيارة نصرا مبينا.

في اللحظة التي كان فيها فريق DEA على وشك الإعلان عن الرأس الخفي لحزب الله، منتظرا الاحتفال بنجاحه في مؤتمر صحفي؛ ألغي المؤتمر فجأة بتعليمات من البيت الابيض. توقفت عملية كاساندر، وتبعها تحرير علي فياض تاجر السلاح من السجن في تشيكيا وعاد إلى لبنان. لم يصدق الفريق ذلك!!

لقد فشلت الحكومة الأميركية. بعد أن صار الأمر دقيقا للغاية بالنسبة لها، أوقفت كاساندر. يعلق جاك كيللي: كلما صعدنا في السلم كلما صار الأمر أكثر خطورة. ضحوا بالحقيقة على مذبح السياسة، فذهبت أشرب كأس نبيذ أحمر.

دفنت عملية كاساندر على مذبح السياسة الواقعية، من أجل أمل بالسلام مع إيران بدل فضح حزب الله.

أما في ما يتعلق بتفجير المرفأ، فالأضاحي والحقيقة ذُبحوا على مذبح السياسة الدولية وخنقت الحقيقة والعدالة.

 

الإرهاب إيراني

طارق الحميد/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

أين ما تتبعت أخبار نظام الملالي في إيران، فلن تجد خبراً إيجابياً، وإنما إرهاب دولة وبشكل ممنهج. من الاعتداء على الملاحة في المنطقة، وتسليح الحوثيين في اليمن. والطائرات المسيرة الإيرانية التي تقتل الأوكرانيين بأوروبا. وحاول ويحاول نظام الملالي استهداف إيرانيين في بريطانيا، وكذلك بالولايات المتحدة، حيث حاول النظام اختطاف صحافية من أصول إيرانية، وتم توجيه التهم رسمياً للعناصر التي حاولت فعل ذلك. وحديثاً أفاد تقرير جديد من الأمم المتحدة بأن الإرهابي سيف العدل، أحد أخطر قيادات «القاعدة»، ورصدت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله أو قتله، أصبح زعيم التنظيم و«بلا منازع» خلفاً لأيمن الظواهري. والأهم أن ذلك حدث وهو موجود في إيران، وأكدت الخارجية الأميركية التقرير الأممي، وقال المتحدث باسم الوزارة: «تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة بأنّ الزعيم الفعلي الجديد لـ(القاعدة)، سيف العدل، موجود في إيران».

وخبر وجود سيف العدل بإيران ليس بالجديد، فهو مقيم هناك منذ زمن، وسبق أن أعلن أن إحدى العمليات الإرهابية التي استهدفت السعودية في 2003 كانت بتعليمات من سيف العدل، ومن داخل الأراضي الإيرانية. إلا أن الجديد الآن هو أن زعيم «القاعدة» رسمياً يقيم في إيران، مما يؤكد أن نظام الملالي كان ولا يزال صاحب اليد الطولى بدعم «القاعدة» وحماية قياداتها. ففي أغسطس (آب) 2020، تم اغتيال الرجل الثاني في التنظيم، الشهير بأبي محمد المصري، بأحد شوارع طهران. وكل ذلك يؤكد ما قاله وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو بمذكراته: «لا تعطِ أي بوصة... القتال من أجل أميركا التي أحب»، حيث قال إنه أدرك مبكراً أن «النظام الإيراني مجرد تنظيم إرهابي»، مضيفاً أن نظام الملالي تجلبب بعباءة، واتخذ هيئة «دولة بما فيها من مكونات»، وخلص بومبيو إلى أن المقر الرئيسي لتنظيم «القاعدة» هو في طهران و«ليس في تورا بورا بأفغانستان، أو باكستان، أو العراق، أو سوريا».

وعليه، فإن كل الأدلة الدامغة، وبشهادة الدول الغربية وأجهزتها الأمنية، وكذلك بشهادة الأمم المتحدة، تقول إن إيران ترعى الإرهاب، هذا عدا عما تفعله في المنطقة من العراق إلى سوريا، ومن اليمن إلى لبنان. وما تفعله بحق الشعوب الإيرانية نفسها.

وعليه، فإنَّ السؤال هنا: متى يعتبر أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء بالنسبة للولايات المتحدة، أو الغرب، أو الأمم المتحدة؟ متى يقال كفى تعني كفى لنظام الملالي، الذي لم يصبح نووياً بعد؟ الحقيقة أن ما يفعله نظام الملالي بإيران والمنطقة، والمسرح الدولي، وبقيادة المرشد الإيراني، ومن خلال أذرع طهران الإرهابية، لم يفعله نظام صدام حسين، أو أي نظام يمكن تذكره بالعصر الحديث، ورغم ذلك لا تحركات دولية جادة تجاه النظام الإيراني. ولم نرَ حتى تغطية إعلامية ترتقي لحجم الجرائم الإيرانية، خصوصاً من قبل بعض الإعلام الأميركي، الذي لا يمكن وصفه إلا بالمنافق. ولذا فإن استمرار جرائم النظام الإيراني سببه تساهل المجتمع الدولي مع نظام الملالي. وهذا أمر معيب، ومريب.

 

مخاطر ضعف الحضور السياسي السنّي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

بين هلعِ اللبنانيين من زلازل الطبيعة وذعرِهم من تهديدِ لقمة العيش... يستمرُّ الكابوسُ الفظيعُ الذي يصفّي البقيةَ الباقية من وطن متناهَش ومتلاشٍ حتى الاضمحلال.

التطوراتُ المتلاحقة في ردهات التفاوضِ وقاعات الاستقبال وأمامَ عدساتِ الإعلام تثير حركة ناشطة، لكنَّها من نوعية «حركة بلا بركة»... أي أنَّها تقوم على أوهام وتتغذَّى من أوهام، وتهدفُ إلى بيعِ مزيد من الأوهام، في ظلّ ثابتٍ واحد ومتحوّلات عديدة.

من ثم، ليس غريباً تزامنُ تهديداتِ أمين عام «حزب الله»، التنظيم الإيراني الهوية واللبناني المقر، مع بدءِ إسرائيل في «عصر جديد» لبنيامين نتنياهو تصديرَ غاز الحقول المتنازع عليها سابقاً مع لبنان... قبل ترسيمِ حدودها «بمباركة» الحزب.

أيضاً ليس غريباً أن يهدّد الأمينُ العامُّ أميركا ويتَّهمها «بتدمير لبنان اقتصادياً»، بينما يفتح حزبُه فروعاً جديدة لمؤسســــــــة «القرض الحسن» المالية في مناطق مختلفة من البلاد... على أنقاض الاقتصاد وتدميرِ البنوك وتهجير العقول وتفليس المؤسسات.

وليس غريباً أن تزدهرَ أحوالُ «حزب الله»، الأكثر تحمّساً لجهود وسيط ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكشتين، في حين يتردّد أبناءُ مدينة طرابلس، ثانية كبرى مدن لبنان، في العودة إلى سكن بيوتِهم المتصدعة بفعل الإهمال واليأس، وتهم «القندهارية» قبل الزلزال التركي - السوري الكبير.

وطبعاً، ليس غريباً أن تكونَ السلعة الأكثر رواجاً في أيام القحط الحالية التداول العبثي باسم رئيس جديد لجمهورية - ما عادت فعلياً موجودة - تحمله الصفقات الخارجية وتنصّبه في منصب صوري فقط من أجل إنهاء شغور. والأسوأ أن القوى الغربية الكبرى تعرف تماماً أن «الشغور الرئاسي» لا يعني أنْ ليس في لبنان «حكم أمر واقع» و«جيش أمر واقع» و«اقتصاد أمر واقع»، في ظل «احتلال حزب الله» والقوة المخططة والراعية لدوره في العالمين العربي والإسلامي.

وأخيراً وليس آخراً، ليس غريباً أن يتذكّر اللبنانيون ذكرى اغتيال رفيق الحريري بمشاعر فيها من اليأس، أكثر بكثير مما تختزن من الغضب والاندفاع نحو التحدي والتغيير.

وفي هذا المجال، خاصة، ومع احترامي للشخصيات المعنية، أعتقد أن الالتفاف الجماهيري حول رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في ذكرى اغتيال أبيه كان التفافاً عاطفياً أكثر من أي شيء آخر... بل لا يمكن تفسيره بأي شيء آخر.

الحريري الأب كان صاحبَ مشروع إنقاذي، واغتيل لأنه كان مقتنعاً بهذا المشروع. في حين أن الحريري الابن فضّل الاستنكاف، وإخلاء الساحة، في وقت كانت فيه البلاد في أشد الحاجة إلى إنقاذ.

حتماً لا يتحمَّل سعد الحريري وحده مسؤولية خطأ قراره هذا، حتى وإن كان هو الذي قرَّر ألا يسمح لغيره من بيئته ومعسكره السياسي بالتصدي، عندما فضّل «ربط النزاع» والتخلي عن المواجهة. وهنا، أزعم أنَّه تصعب على أي مخلص لذكرى رفيق الحريري الموافقة على قرار سعد الحريري في الانتخابات الأخيرة بمحاربة الذين اعتبر أنَّهم «خانوه» وشقّوا عصا الطاعة... فلم يلتزموا مقاطعتها. والحال، أن منعه فوز كثيرين من الحلفاء والمعاونين السابقين لأبيه، بحجة «الخيانة»، أسهم في تعزيز رصيد «حزب الله» والتيار العوني من المقاعد، وساعد على إضعاف الحضور السياسي السنّي في منظومة السلطة المنهوبة تدريجياً. وبعدها التزمت كتلة نيابية صغيرة من النواب المحسوبين الإحجامَ عن السير في ركاب المعارضة بحجة السعي إلى التوافق!

هنا خاصةً، أزعم وجود القليل من الأسباب التخفيفية للحريري الابن. ذلك أنَّ الموضوعية تقضي بالاعتراف بأن «أزمة الحضور السياسي السنّي» لا تقتصر على الساحة اللبنانية، ولا يتحمَّل تبعاتِها سياسيٌّ واحد بعينه مهما علا شأنه. فحقيقة الأمر أنَّ الحضور السياسي السني الإقليمي في خطر. ولا تلوح في الأفق بوادرُ مقاربات عملية لإنهاء هذا الوضع... لا داخل حدود دول المنطقة بما فيها تركيا المنكوبة والمقبلة على انتخابات مفصلية حرجة، ولا على صعيد السياسة الدولية، حيث يتأكد يوماً بعد يوم وجود ميل تلقائي لـ«الظن خيراً» في التطرف الإيراني، مقابل التشكيك المستمر في جدية أي انفتاح أو عقلانية أو عصرنة في الدول «السنّية» الحكم.

هذا ما لاحظناه ونلاحظه من تعامل العواصم الغربية مع ملف الإرهاب مثلاً... حيث هناك مَن «يمكن التفاوض معه» و«التأميل في تغيير سلوكه»، بينما ثمة إرهاب آخر يستحق تجريد الحملات العسكرية وقصف البلدان، وتهجير عشرات الألوف بذريعة درء شره.

الملف النووي الإيراني ما كان ليتراكم ويتعقّد لو وُجدت مقاربة واحدة في العواصم الغربية على غرار المقاربة الراديكالية للمفاعل النووي العراقي غير المكتمل!

صمَت المجتمع الدولي عن ميليشيا «حزب الله» والميليشيات العراقية وميليشيا الحوثي اليمنية، التي صادرت سيادة ثلاث دول مؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، لكنه لم يتأخر إطلاقاً في التصدّي لتنظيمات مثل «داعش» أو «طالبان» (قبل مهادنتها وتسليمها مصير أفغانستان).

ثم وصلت سياسة «الكيل بمكيالين» إلى الأوج في سوريا. فهنا سقطت كل «الخطوط الحمر»، ونُسي تماماً استخدام السلاح الكيماوي وتدخّل الميليشيات الإقليمية (المُدرج بعضها على قوائم الإرهاب الدولية) بمجرد الظهور المشبوه التوقيت – والمطلوب – لـ«داعش» في الرّقة وتدمر والجنوب السوري. وهكذا، تحوّل الضحية إلى مشبوه والقاتل إلى شريك سلام.

ضعف الحضور السياسي السنّي واقع مؤسف وخطر، ولكن ما هو أخطر... «قوننته» و«مأسسته» والاستسلام له. وهذا الاستسلام يأتي وسط تطرفين ظاهرين يتغذى ويُبرر أحدهما بالآخر، هما تطرّف ملالي طهران وحرسهم الثوري وميليشياتهم على امتداد المنطقة العربية، واستقواء بنيامين نتنياهو بغلاة الصهيونية الاستيطانية من أجل الإمساك بالسلطة. وبالتالي، فالتفاؤل خيراً بميل طهران وميليشياتها إلى الاعتدال عبثية واهمة. واستبعاد إقدام حكومة نتنياهو على مغامرة عسكرية خلل كبير في الحسابات. والقاصي والداني، كلاهما يعرف أنْ لا حدود مشتركة - حتى الآن - بين إيران وإسرائيل، وفي ثقافة المتطرفين في الجانبين توجد كتلة بشرية يعتبرونها عدواً مشتركاً، هي نحن العرب. في المقابل، ثمة اقتناع عند واقعيي الجانبين أيضاً بأن أبواب التعايش بينهما ليست موصدة تماماً، بل توجد فعلاً قنوات مفتوحة بينهما في واشنطن وأيضاً في العواصم الأوروبية المعنية.

يضاف إلى ذلك أن «اللاعبين»؛ الروسي والتركي، ضد مواجهة إلغائية إيرانية إسرائيلية... وبناء عليه، فإن التصعيد الديماغوجي الاستهلاكي يصبّ في مصلحة متطرفي السلطتين الحاكمتين، ولن يؤذي غير فرص التعافي والاستقرار والتسامح والتقدّم في المنطقة العربية.

 

التمديد لسلامة... بـ "النكايات"

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 20 شباط 2023

مع قرب إحالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى التقاعد في تموز المقبل تحوَّل مشروع التمديد إلى قنبلة موقوتة بيد الجميع: الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وحزب الله والنائب جبران باسيل ورئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

ثمّة سيناريوهان وحيدان للتمديد لمَن وصفه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون قبل أيام بـ "الحرامي الأوّل". مع العلم أنّ الأخير هو المُدان الأوّل، برأي كثيرين، في إبقاء سلامة في موقعه بعد استسهاله، بضغط مزدوج من رعاة سلامة وباسيل، إجراء مقايضة بين طرح بند التجديد لسلامة عام 2017 من خارج جدول الأعمال مقابل تعيينات ذهبت بغالبيّتها لمحسوبين على رئيس التيار الوطني الحرّ. يومها برّرت قناةOTV  التمديد بأنّه من أجل "تأمين أفضل استقرار نقدي وماليّ في البلاد، واتّقاء عاصفة مُمكنة من صوب ترامب".

شكّل "ملف سلامة" عنوان تفجير إضافي لتفاهم مار مخايل، بعد نكسة تخلّف باسيل عن وعده بتغطية جلسة التمديد للمدير العامّ للأمن العامّ اللواء عباس إبراهيم

السيناريوهان هما:

1- الأوّل من خلال تعديل قانون النقد والتسليف في مجلس النواب أو من خلال إقرار قانون التمديد لموظّفي الفئة الأولى وهما أمران مستحيلا التحقيق حتى الآن. الأكيد أنّ الطريق إلى ساحة النجمة لم يعد ممكناً مع تقاطع مصالح الأحزاب المسيحية عند نزع الميثاقية عن الجلسة و"تشليحها" النصاب المطلوب حتى لو اقتصرت الجلسة على ثلاثة بنود.

2- عبر مرسوم في مجلس الوزراء تحت سقف حكومة تصريف الأعمال التي التأمت في ظلّ الشغور الرئاسي ثلاث مرّات حتّى الآن، لكن مع خطّ أحمر وضعته لنفسها: لا تعيينات ولا تمديد لأحد.

بالنسبة إلى البند الأوّل فإنّ قانون الموظفين لا يسري على حاكم مصرف لبنان، وبالنسبة إلى الجلسة التشريعية فإنها تكاد تكون في مهب الريح.

الأميركيّون: لقبع الطبقة الحاكمة

في ظلّ التسريبات المُتضارِبة حول احتمال التمديد لسلامة المُلاحَق قضائياً في الدول الأوروبية والمُحتمَل الادّعاء عليه قريباً من قبل المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي رجا حاموش، تجزم أوساط مطّلعة لـ "أساس" أنّه قبل الحديث عن الفتاوى القانونية التي يمكن أن تُبقي سلامة في موقعه يجدر التركيز على الأسباب الموجبة السياسية التي تكرّس صعوبة التمديد لـ"الحاكم بأمر الدولة والفوضى".

تضيف الأوساط: "يُجاهر المسؤولون الأميركيون بأنّ الحلول الترقيعية لم تعد ممكنة، وبات من الواجب قبع الطبقة الحاكمة وأركان السلطة بالتزامن مع انتخاب رئيس جديد. هذا الواقع يَسري بشكل كامل على حاكم مصرف لبنان الذي ليس هناك طرف خارجي أو داخلي يجرؤ على تسويق التمديد له".

التمديد... للنكاية فقط!

يؤكّد مصدر متابع لـ "أساس" أنّ "الحديث عن احتمال التمديد لسلامة بات يدخل في إطار النكايات وتسعير الخلاف السياسي وشحن النفوس واستدراج عروض الفوضى والتحدّي أكثر من العمل الجدّي والمنظّم لإبقاء سلامة على رأس الحاكمية". يُذكر أنّ اللحظة التي سيخرج فيها سلامة نهائياً من البنك المركزي سيفقد حصانته.

في السياق نفسه، تفيد معلومات "أساس" أنّ اقتراحات القوانين التي أُعدّت سابقاً للتمديد للمديرين العامّين، وتحديداً قانون علي حسن خليل وقانون كتلة الاعتدال الوطني، حذّرت من استفادة "الحاكم" منها. من جهته سَحَب الحزب الاشتراكي اقتراح قانون التمديد لموظّفي الفئات الأولى والثانية والثالثة الذي كان يمكن أن يشكّل مدخلاً للتمديد لسلامة.

مع قرب إحالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إلى التقاعد في تموز المقبل تحوَّل مشروع التمديد إلى قنبلة موقوتة بيد الجميع: الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي وحزب الله والنائب جبران باسيل ورئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط

تعيين البديل؟

لكن هل سقوط التمديد لرياض سلامة يُمكِن أن يَدفع حكومة تصريف الأعمال إلى تعيين خلفٍ له؟ وماذا عن احتمال تولّي نائب الحاكم وسيم منصوري صلاحيّات الحاكم بدءاً من تموز المقبل؟

عمليّاً، لا يتوقّف الأمر فقط عند صعوبة تأمين التوافق السياسي على بديل سلامة، بل إنّ تعيين حاكم مصرف لبنان في ظلّ حكومة تصريف الأعمال وشغور رئاسي يشكّل سابقة تنضمّ إلى لائحة السوابق التي تفرزها مرحلة الفوضى والانهيار، خصوصاً أنّ هذا التعيين سيكون ملزماً ومقيّداً لرئيس الجمهورية المقبل. 

تدعو أوساط رئاسة الحكومة إلى "التريّث. فهناك أكثر من أربعة أشهر حتى بداية شهر تموز. والأمور مفتوحة على احتمال حصول تسوية. لكنّ المؤكّد أن لا سلامة يقبل التمديد ولا الحكومة قادرة على تحمّل عبء هذا الخيار".

مع ذلك، يلفت مطّلعون إلى أنّ "نفس القوى السياسية التي غطّت جلسات الحكومة، من ضمنها حزب الله، قادرة على إقرار التمديد إذا بقي كآخر الخيارات المتاحة، مع الحديث عن إمكان تولّي نواب الحاكم المسؤولية إلى حين تعيين حاكم جديد".

هل يستقيل منصوري؟

أمّا لناحية تسريب معطيات عن طلب الثنائي الشيعي من نائب الحاكم الاستقالة في حال عدم التمديد لسلامة وعدم تعيين بديل عنه تجنّباً لتحمّل كرة نار الحاكمية وسياساتها، فإنّ المعلومات تشير إلى أنّ الأخير لم يُفاتَح إطلاقاً بهذا الموضوع.

كان باسيل وجّه لطشة سابقاً للسيّد ملمّحاً إلى "الوَعد غير الصادق" الذي كان قد قطعه له بعدم انعقاد حكومة تصريف الأعمال. ثمّ عاد وقدّم شبه اعتذار بالتأكيد أنّ نصرالله "له مكانة في عقله وقلبه. وهو غَير كلّ الناس"

نصرالله وباسيل: انفجرت!

مع ذلك، شكّل "ملف سلامة" عنوان تفجير إضافي لتفاهم مار مخايل، بعد نكسة تخلّف باسيل عن وعده بتغطية جلسة التمديد للمدير العامّ للأمن العامّ اللواء عباس إبراهيم.

هذا وبَرَز بين خطابَيْ الرئيس عون وباسيل يوم السبت خطٌّ أحمر عريض يتجلّى في اتّهام هو الأعلى سقفاً بوجه حزب الله: السيّد حسن نصرالله الحامي الأكبر لرياض سلامة.

يتدرّج باسيل في رفع إصبعه بوجه حليفه الاستراتيجي إلى حدّ تكريس عناوين خلاف لن تكون أيّ وساطة أو تسوية قادرة على لجم تداعياته بعدما تجاوز باسيل اتّهامه المعهود للرئيس نبيه برّي وميقاتي بحماية عُدّة شغل المنظومة إلى وضع حزب الله مباشرة في قفص الاتّهام بـ"الإتيان برئيس جمهورية فاسد"، قاصداً سليمان فرنجية، و"رئيس حكومة فاسد"، قاصداً تغطية حزب الله تكليف ميقاتي تأليف حكومة في حزيران الفائت، ثمّ محاولة تكريس معادلة فرنجية-ميقاتي، و"حاكم مركزي أفسد" من خلال عدم ممانعة التمديد لسلامة والوقوف بوجه مسار محاسبته مع "المنظومة".

اللافت أنّه للمرّة الثانية في مسار التحالف بين الطرفين، وعقب تأكيد نصرالله قبل أيام أنّ العلاقة مع "التيار" في "وضع حَرِج"، يُوجّه باسيل انتقاداً مباشراً لنصرالله تخلّى فيه عن أدبيّات التعاطي مع "السيّد"، مشيراً إلى سوء مقاربته الخارجية على حساب متطلّبات الداخل، إذ قال: "يلّلي بدّو إصلاح بالقوة يلّلي عنده، بَدَل ما يستعملها على الغرب يستعملها شوي على واحد متل رياض سلامة".

مع العلم أنّ باسيل كان وجّه لطشة سابقاً للسيّد ملمّحاً إلى "الوَعد غير الصادق" الذي كان قد قطعه له بعدم انعقاد حكومة تصريف الأعمال. ثمّ عاد وقدّم شبه اعتذار بالتأكيد أنّ نصرالله "له مكانة في عقله وقلبه. وهو غَير كلّ الناس".

باسيل: ما حدن بيفرض رئيس علينا

من جهة أخرى، جاهر باسيل برفض "فَرض الرئيس علينا"، مساوياً بين "وصول رئيس جمهورية على ضهر الفوضى"، قاصداً قائد الجيش، بـ"وصول رئيس على ظهر الدبّابة الإسرائيلية" (بشير الجميّل).

أضاف: "ما حدن يتمرجل علينا بالفوضى ويحضّر لها حتى يعمل رئيس على ضهرها". هذا يعني أنّ أيّ حديث رئاسي بين باسيل وخصومه، من ضمنهم حزب الله، لا يبدأ إلا قبل شطب اسمَيْ فرنجيّة وعون من لائحة المرشّحين المحتملين. 

اكتمل الهجوم بتحذير عون كلّ المسؤولين الذين يسعون إلى التجديد لسلامة، من أنّ ذلك سيشكّل الضربة القاضية لإسقاط لبنان، في وقت يجزم المحيطون بعون وباسيل أنّ الحزب "غطّى ولا يزال ارتكابات رياض سلامة ويقف سدّاً أمام محاسبته.

 

نصرالله يُهدّد وإسرائيل تضرب: أتندلعُ الحربُ؟

سامي كليب/أساس ميديا/الإثنين 20  شباط 2023

حين كتب القائد السابق لسلاح المشاة الإسرائيليّ اللواء رونين إيتسيك أنّ الجيش الإسرائيلي بات يفضّل سياسة "المعركة بين الحروب" على خِيار الحرب المفتوحة والمواجهة المُباشرة، كان يعني تماماً تلك الضربات التي تستهدفُ القوات الإيرانية وقواتِ حزب الله في سوريا، وعدداً من الاغتيالات والاختراقات السيبرانية أو العسكرية في العُمقِ الإيراني. - لم يكن بالتّالي من قَبيل الصُدفة أوّلاً أنَّ العدوان الإسرائيلي على سوريا فجر أمسِ الأحد، جاء بعد يومين فقط على خطاب الأمين العام لحزب اللّه السيد حسن نصرالّله، والذي قال فيه مُهدّداً الأميركيين: "سنمدُّ أيدينا وسلاحَنا إلى اليد التي تؤلمُكم، حتّى لو أدّى ذلك إلى الحرب مع ربيبتِكم إسرائيل، ومَن يتصوَّر أنّنا سنجلسُ ونتفرَّج على الفوضى هو واهمٌ، كنَّا جاهزين جدّيّاً بالذهاب إلى خِيار الحرب". (أي قُبيل ترسيم الحدود البحريّة). غالباً ما تقولُ إسرائيل إنَّها لا تستهدفُ الجيش السوري، وإنّما الصواريخ الإيرانية المتّجهة إلى حزب الله. تقولُ ذلك ليسَ حُبّاً بسوريا، بل لعدمِ إثارة روسيا التي رسمت معها خطوطاً حُمراً بهذا الشأن منذ اندلاع الحرب السورية، بحيث يغضُّ الرئيس فلاديمير بوتين الطَرْفَ عن استهداف القوات الإيرانيّة والصواريخ، شرطَ عدمِ الاقتراب من القواعد الروسيّة أو من الجيش السوريّ.

يبدو أنَّ المسيّرات هي الخطر الأكبر حاليّاً مع الصواريخ والنووي، ولذلك يتمّ تشكيل جبهة واسعة ضدّ طهران تمتدّ من أميركا إلى أوروبا فإسرائيل، الأمر الذي يشي باضطرابٍ أكبر على عدد من الجبهات

ووفقَ معلوماتٍ مُتداولة، فإنّ الأخطر في الاستهداف الأخير، ليس منطقة الكسوة وجبل مانع، ولا ضرب رادار في السويداء مضادّ للطائرات، بل الوصول بالقصف الصاروخيّ إلى قلب منطقة كفرسوسة التي فيها مربّعات أمنيّة، وربّما كان فيها مسؤولون إيرانيون أثناء القصف.

- لم يكن مِن قَبيلِ الصُدفةِ ثانياً أن يتزامن العدوانُ الإسرائيليّ الجديد على سوريا مع مؤتمر ميونيخ للأمن الذي قال فيه وزير الدفاع الإسرائيلي: "عندما نتحدّث عن منع إيران من الحصول على سلاح نوويّ يجب أن نطرح الوسائل الممكنة، أُكرّر جميع الوسائل الممكنة على الطاولة، ذلك أنَّ إيران تُجري حاليّاً مناقشات لبيع أسلحة متطوّرة، بما في ذلك طائرات مسيّرة وذخيرة دقيقة التوجيه إلى ما لا يقلّ عن 50 دولة، وبينها بلاروسيا وفنزويلا".

- لم يكن من قَبيلِ الصُدفةِ ثالثاً أن يكون هذا الكلامُ الإسرائيليّ مُطابِقاً تماماً لما قالته وزيرة الخارجيّة الفرنسيّة كاترين كولونا لصحيفة "الشرق الأوسط" أثناء توجّهها قبلَ أسبوعين إلى السعودية والإمارات العربيّة المُتّحدة بعد استقبال باريس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إذ أكّدت أنّ "إيران تُهدّد محيطَها الإقليميّ وتسعى إلى زعزعة استقراره، وتعمل مباشرةً في البلدان المجاورة لها وعبر وسطاء يحقّقون مصالحها"، وأنّ "هذه الأنشطة المزعزعة للاستقرار آخذةٌ في التصاعد. ويتجلّى الأمرُ بوضوح عند النظر في جميع المِلفّات، التّي تشمل بطبيعةِ الحال الملفّ النووي والزيادةَ الهائلةَ في ترسانة الصواريخ الإيرانيّة والطائرات المسيَّرة عن بُعد، وأكرّر أنّنا عازمون على التصدّي لها".

- لم يكن من قَبيل الصُدفة رابعاً أن يندرج هذا العدوان الجديد في سياق حدثَين أمنيَّين لافتين وقعا في الأسابيع القليلة الماضية. الأوَّل هو التفجير الإسرائيلي في قلب مدينة أصفهان الإيرانيّة، والثاني هو الردّ الإيرانيّ عبر استهدافِ الناقلة "كامبو سكوير" التي ترفع علم ليبيريا وتتبع لشركة يُديرُها إسرائيليّ، وذلك في بحر العرب.

- لم يكن من قَبيل الصُدفة خامساً أن تأتي هذه الضربات في قلب سوريا، بعد يومٍ واحدٍ من شُكر الرئيس السوريّ بشّار الأسد للدول العربيّة التي هبّت لنجدة الناس بعد الزلزال، وهو ما تقول صحفٌ إسرائيليّة ودوليّة إنّه سيُستغلُّ لإعادة تعويم النظام السوريّ، وبالتاليّ تقوية المحور الذي ينتمي إليه.

إذاً من الواضح أنّ المنطقة التي تشهدُ حاليّاً عودة لـ"المعارك بين الحروب"، ستعيشُ مرحلةً أكثر اضطراباً على خطّ إسرائيل-إيران وحلفائهما، ذلك أنّ انخراط طهران بالحرب الأوكرانيّة ودعمَها لموسكو بالطائرات المُسيّرة، إضافةً إلى ما تمّ الاتّفاقُ عليه خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للصين في الأيام الماضية، عواملُ كافية كي يشعر الإسرائيلي المُحرَج في وضعه الداخليّ، أنّ ثمّة فُرصة مُـتاحة حاليّاً بغطاء دوليّ، لتكثيف الضربات على إيران المُحرجة أيضاً داخليّاً وعلى حلفائها.

غالباً ما تقولُ إسرائيل إنَّها لا تستهدفُ الجيش السوري، وإنّما الصواريخ الإيرانية المتّجهة إلى حزب الله. تقولُ ذلك ليسَ حُبّاً بسوريا، بل لعدمِ إثارة روسيا التي رسمت معها خطوطاً حُمراً بهذا الشأن منذ اندلاع الحرب السورية

هل يُمكن أن تنتقل "المعارك بين الحروب" إلى حربٍ أوسع؟

الجواب المبدئيّ هو أنّه ليس في مصلحة أحد نشوب حرب واسعة الآن، لكنّ احتمال الانزلاق في أيّ لحظة ممكن.

نقرأ مثلاً في كتاب فرنسيّ صدر في أواخر العام الماضي، بعنوان "حربُ الظلّ بين إسرائيل والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، الجيشُ الإسرائيليُّ ضدّ محور المقاومة الإيرانيّ" للباحث Oren Chauvel ، التالي:

- إنَّ خطّة إسرائيل المعروفةَ باسم "معركة بين الحروب" لا تُقدّم أيَّ ضمانٍ أمنيٍّ شامل على المستوى الاستراتيجيّ لإسرائيل، وذلك لأنّ الميليشيات الشيعيّة، وخصوصاً حزب الله، عزّزت قدرات تحرّكها، وهو ما بدا واضحاً من الحرب السورية، ووسّعت تأثيرَها في الشرق الأوسط من خلال الانتصار على تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق وسوريا (داعش)، إضافةً إلى تشييع مناطق عديدة من الجنوب السوري حتّى بين أولئك الذين كانوا يقاتلون ضدّ الجيش السوري وانضمّوا لاحقاً إلى المحور الإيرانيّ.

- إنّ الجنرالات الإسرائيليين يعتبرون أنَّ "المعركة بين الحروب" التي نجحت عملانيّاً على الرغم من أنّها لم تُبعد الخطر استراتيجيّاً، هي فقط تؤخّرُ حرباً ستندلع عاجلاً أم آجلا.

- لا تعتمد إيران فقط على الشيعة في تلك المنطقة الجنوبيّة السوريّة، ذلك أنَّ تقريراً لمركز الأبحاث الإسرائيلي (Alma) يؤكّد أنّ المحورَ الشيعيّ ضمّ 36 ميليشيا محلّيّة سُنّيّة، من مقاتلين سابقين في الجيش السوريّ الحرّ المُعارض سابقاً، وجيش خالد بن الوليد الذي كان منتمياً إلى "داعش"، وهؤلاء مُكلّفون بالتهريب وجمع المعلومات عند الحدود.

- منذ البدء باستراتيجية "معركةٍ بين الحروب" في عام 2013، لم يخفت التهديد الإيرانيّ للدولة العبرية، فقد أسَّست إيران شبكةً مهمّةً من التأثير، وعزّزت ممرّاً برّيّاً في خلال الحرب السورية، يسمح بنقل السلاح المتطوّر إلى حزب الله، لذلك ترى القيادة الإسرائيلية أنّه ينبغي أن يكون الجيش الإسرائيلي قادراً على الانتقال من معركةٍ بين الحروب، إلى حملة عسكريّة حقيقيّة ومكثّفة وفي وقت قصير جدّاً في حال تدهور الوضع.

- إذا كان تصعيدُ التوتّر هو الأكثر احتمالاً حتّى الآن، إلّا أنَّ قيام الجيش الإسرائيليّ بهجومٍ استباقيّ واحترازيّ قائمٌ فعلاً، ذلك أنَّ هذا الجيش يريد الاحتفاظَ بأولويّة الهجومِ بدلاً من مباغتته بهجومٍ مُضادّ.

- صحيح أنَّ أيَّاً من الأطراف لا يرغب بالحربِ حاليّاً، فحزب الله يمرّ بمشاكل داخلية كبيرة في لُبنان، وإيران تريد الاحتفاظ بقوّتها الرادعة حيال إسرائيل، وإسرائيل راغبةٌ في الحفاظ على هدوء الحدود، لكنَّ التدهورَ ممكنٌ جدّاً، ذلك أنَّ القيادة الإسرائيلية حدّدت الخطوط الحمر للصواريخ القادرة على الوصول إلى كلّ الأراضي الإسرائيليّة والمراكز الحيويّة.

الكتاب الفرنسي الذي صدر قبل ترسيم الحدود البحريّة بين لُبنان وإسرائيل، يضع مجموعة سيناريوهات للحرب، وبينها أن تكون شاملة لكلّ المحور، أيّ من الداخل الفلسطينيّ مروراً بلُبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى إيران، لكنّه يُشير بالمقابل إلى كوارثيّة كلّ ذلك، وإلى الخطر الجديد المتمثّل بالطائرات المُسيّرة. يبدو أنَّ المسيّرات هي الخطر الأكبر حاليّاً مع الصواريخ والنووي، ولذلك يتمّ تشكيل جبهة واسعة ضدّ طهران تمتدّ من أميركا إلى أوروبا فإسرائيل، الأمر الذي يشي باضطرابٍ أكبر على عدد من الجبهات، فيما ترشح معلومات عن عودة إيران والسعوديّة الى جولة جديدة من المحادثات.

*نقلاً عن موقع لعبة الأمم

 

سنتان أخريان مع بايدن وفوضى سياسته الخارجيّة

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 20 شباط 2023

أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، وبتعليقات ارتجالية من خارج النصّ المكتوب، بأنّ العالم سيحتاج إلى النفط لعقد آخر على الأقلّ. يسلّط هذا الاعتراف الضوء على تحوُّل في أولويّات البيت الأبيض، الذي وضع قضية مكافحة تغيُّر المناخ في صدارة اهتمامات إدارته، ويؤكّد أنّ الخفّة الأيديولوجيّة للديمقراطيين ما لبثت أن رضخت لأولويّة أمن الطاقة، في ضوء ارتفاع أسعار النفط، والتغييرات التي تصيب خارطة تدفّقات النفط الخام العالمية. الأهمّ من ذلك أنّ هذا التحوّل في موقف بايدن، هو إعلان واضح عن أنّ الخطاب الأيديولوجي للحزب الديمقراطي أدرك مبكراً مدى قصوره، والضرر المتأتّي عن تأطير معركة المناخ في إطار صراع افتراضي بين قوى الشرّ "شركات النفط" وقوى الخير "نشطاء البيئة والحكومات المختطَفة بيوتوبيا اليسار". أقرّ الرئيس الأميركي جو بايدن في خطابه الأخير عن حالة الاتحاد، وبتعليقات ارتجالية من خارج النصّ المكتوب، بأنّ العالم سيحتاج إلى النفط لعقد آخر على الأقلّ

"معركة" سلطان الجابر

خاض الأخيرون مثلاً، ولا يزالون، معركة تحريض سياسي على تسمية أبوظبي، رئيس شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، الدكتور سلطان الجابر، رئيساً لمؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 28" الذي تستضيفه الإمارات نهاية هذا العام. وجاءت إشادة جون كيري، مبعوث الولايات المتحدة للمناخ، بقرار دولة الإمارات بتعيين الجابر، كإشارة أولى على ارتباك البيت الأبيض في ترتيب أولويّاته السياسية الواقعية من جهة، والأيديولوجيّة اللاهثة وراء إرضاء قواعد الحزب من جهة ثانية. لم تختَر أبوظبي، الجابر على سبيل الاستفزاز، ولا اقتصرت حساباتها فقط على الخبرة الثريّة التي يتمتّع بها، أكان من خلال رئاسته لـ"أدنوك" أو قبلها من خلال قيادته عام 2006 تأسيس شركة "مصدر" وتحويلها إلى إحدى أكبر الشركات في العالم المعنيّة بالاستثمار في مجالَي الطاقة المتجدّدة والتنمية المستدامة. اختيار الجابر هو رسالة سياسيّة من أبوظبي وطرح مضادّ لطرح "الخير والشرّ"، يفيد بأنّ معركة المناخ وإنجاز الانتقال نحو الطاقة النظيفة والمستدامة، يقوم على استراتيجية التكامل بين تلبية الطلب على النفط، وبين تهيئة شروط الانتقال إلى الطاقة البديلة لا على الصراع الصرف بينهما كمعسكرين متقابلين. الوضوح الإماراتي في إدارة هذا الملفّ والارتباك السياسي الذي تبدو عليه إدارة بايدن، يمثّلان مشهداً من المشاهد التي تلخّص الفوضى التي تتّسم بها السياسة الخارجية الأميركية، والتي كانت موضوع مقال تفصيلي بالغ الأهمية نشرته مجلة "فورين أفيرز".

أميركا بلا رؤية اقتصادية

تقول كاتبة المقال، كوريك شايك، وهي تشغل منصب مديرة السياسة الخارجية والدفاعية في معهد "أمريكان إنتربرايز"، إنّ الرئيس جو بايدن تولّى منصبه قبل عامين، حاملاً معه الأمل في الاستقرار وسياسة خارجية جادّة بعد النهج الفوضوي وغير المتوقّع للإدارة السابقة، مشيرة إلى أنّ أوّل عامين لبايدن في البيت الأبيض لم يرقيا إلى مستوى التوقّعات. وبدلاً من ذلك، ابتُليت الإدارة بأهداف متضاربة وانعدام الاتّساق في سياستها الخارجية. السنتان المقبلتان، ستستنزفان المزيد من الهيبة الأميركية وستزيدان قناعة المقتنعين بأنّ عالم ما بعد أميركا صار أمراً واقعاً، مع كلّ ما يمكن أن تنتجه هذه القناعة من خيارات مُغامِرة، ليست حرب روسيا على أوكرانيا إلا أحد تجلّياتها المرعبة

العيب الرئيسي لاستراتيجية الأمن القومي لبايدن، بحسب كوريك، يكمن في غياب رؤية اقتصادية تسمح للولايات المتحدة ودول أخرى بتقليل اعتمادها على المنتجات والأسواق الصينية. وتلاحظ كوريك أنّ رغبة بايدن في حماية العمّال الأميركيين وتعزيز الصناعات الموجودة في الولايات المتحدة، تتناقض مع متطلّبات بناء تحالف لاحتواء تهديد الصين، لأنّها تعيق قدرة البيت الأبيض على بناء تحالفات مع أطراف دولية عدّة متضرّرة هي الأخرى من السياسات الأميركية الحمائيّة. ولعلّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو أبرز الأصوات الدولية التي عبّرت عن استيائها من الانتهازية الأميركية والسياسات الأنانيّة التي تُضعف مداميك التحالفات.

وليس خافياً أنّ السياسات الاقتصادية الخارجية للإدارة تسبّبت باحتكاكات مع الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ نتيجة تجاهل مصالح دول مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وأدوارها المهمّة في أيّ استراتيجية تهدف إلى الحدّ من الهيمنة الاقتصادية للصين. في حين أنّ الصين نجحت في تطوير أكبر منطقة تجارة حرّة في العالم مع دول جنوب شرق آسيا من خلال الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة.

فوضى بايدن وخياراته

هذه الفوضى الاقتصادية والسياسية التي بها تدير واشنطن مصالح الأمن القومي الأميركي، وضعت القوّة العسكرية الأميركية في صدارة الأدوات المستخدَمة لخدمة أهداف ومصالح واشنطن العالمية. بيد أنّ الفوضى نفسها ميّزت أيضاً سياسات بايدن الدفاعية وأساءت إلى هيبة القوّة الأميركية. ليس أدلّ على ذلك من موقف بايدن بشأن تايوان، الذي أسقط أيّ غموض حول استعداد أميركا للدفاع عن الجزيرة في مواجهة اجتياح صيني، من دون أن يُقرَن هذا الموقف بأيّ تغيير في موازنة الدفاع أو مستوى ونوعيّة الانتشار العسكري لخدمة هذا الخيار لو اضطرّ إلى ذلك، وهو ما جعل القوّة الأميركية تبدو وكأنّها قوّة ثرثارة لا تُقرِن القول بالفعل.

تبدو أميركا بايدن أبعد ما تكون، لا عن وعودها وحسب، بل عن أميركا التي عهدها العالم. ولا شيء يوحي بأنّ النصف الباقي من الولاية سيتيح تغييراً جذرياً في السياسات، على الرغم من بعض الإشارات نحو ذلك، كموقف بايدن من ملفّ النفط وتقدير استمرار الحاجة إليه. فثمّة الكثير من الملفّات العالقة مع أبرز حلفاء واشنطن في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، والتي تطال كلّ جوانب الاقتصاد والتجارة والأمن، ولا تملك إدارة بايدن لأجلها لا الوقت ولا الكادر البشري الكافي أو المهيّأ للمهمّة.

السنتان المقبلتان، ستستنزفان المزيد من الهيبة الأميركية وستزيدان قناعة المقتنعين بأنّ عالم ما بعد أميركا صار أمراً واقعاً، مع كلّ ما يمكن أن تنتجه هذه القناعة من خيارات مُغامِرة، ليست حرب روسيا على أوكرانيا إلا أحد تجلّياتها المرعبة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي للسياسيين: حولتم عرس لبنان وشعبه وجمال طبيعتِه وغنى موارده إلى مأتم كبير ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير

وطنية /19 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115973/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-19-%d8%b4%d8%a8/

تراس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس السنوي لرابطة كاريتاس لبنان على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي  "كابيلا القيامة" عاونه فيه المطارنة: سمير مظلوم، حنا علوان وانطوان ابي نجم ، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور عائلة كاريتاس ومجلس الادارة وحشد من الفاعليات والمؤمنين.

 بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "كان يسوع وأمّه وتلاميذه في العرس " (يو 2: 1-2)، قال فيها:

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي

أحد مدخل الصوم

بكركي – ١٩ شباط ٢٠٢٣

"كان يسوع وأمّه وتلاميذه في العرس " (يو 2: 1-2)

1. إفتتح يسوع رسالته الخلاصيّة ومعه الكنيسة الناشئة، أي أمّه وتلاميذه، في عرس بشريّ، وكأنّه استباق لعرسه الخلاصي. ففي عرس قانا الجليل حوّل، بتشفّع أمّه مريم، الماء إلى خمرٍ فائق الجودة. وبذلك قدّس الحبّ البشريّ في الزواج. أمّا في عرسه الخلاصيّ، وبحضور رسله الإثني عشر، فحوّل الخمر إلى دمه لفداء خطايا البشر، في عهد حبّ جديد وأبديّ مع البشريّة جمعاء. وبهذا بدأ زمنُ التغيير الجديد في الإنسان والكون.

2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، مفتتحين في هذا الأحد زمن الصوم الأربعينيّ المقدّس، راجين أن يتحقّق فينا وفي كلّ إنسان التجدّد في حياته الخاصّة نحو الأفضل بالفكر والقلب والمسلك. وهذا ما يهدف إليه هذا الزمن الليتورجيّ أي: الصيام والصلاة والصدقة. هذه الثلاثة نتكلّم عنها بإسهاب في رسالتي العامّة لزمن الصوم، وهي بموضوع: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (متى 4: 4)، للدلالة أنّ الإنسان يحتاج لحياة جسده وروحه، إلى خبزين: الخبز الماديّ، وخبز جسد المسيح الفادي.

3. فيطيب لي أن أرحّب بكم جميعًا، وأحيّي كلّ الذين واللواتي يشاركوننا في هذه الذبيحة المقدّسة عبر وسائل الإتصال الإجتماعي وبخاصّة تيلي لوميار-نورسات. في هذا الأحد المبارك تبدأ رابطة كاريتاس-لبنان حملتها السنويّة، وموضوعها العام "مكملين بدعمكن" فأحيّي باسمكم جميعًا رئيسها عزيزنا الأب ميشال عبّود الكرمليّ، وأعضاء المجلس والمسؤولين عن الأقاليم والمراكز على كامل الأراضي اللبنانيّة، والموظّغين والمتطوّعين وشبيبة كاريتاس، الحاضرة دائمًا في السلم وفي حالات الطوارئ، والمرشد العام والمرشدين الإقليميّين.

وأوجّه تحيّة شكر خاصّة لسيادة أخينا المطران ميشال عون الذي أشرف لسنوات على رابطة كاريتاس باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وأرحّب بخلفه سيادة المطران أنطوان بو نجم راعي أبرشيّة أنطلياس شاكرًا له ما سيبذل من جهود في خدمته هذه. وكل مرة نلتقي مع كاريتاس نتذكر البدايات، فنحيي سيادة اخينا المطران سمير مظلوم اول رئيس لها والذي ارسى اساستها، كما احيي الرعيل الاول الذي اراه امامي وكل الذيت تفانوا في هذه الخدمة المحبة للمسيح.

4. قبل البدء بالتعريف عن كاريتاس لبنان ونشاطاتها في خدمة المحبّة باسم الكنيسة في لبنان، أعرب معكم عن الألم العميق لإستشهاد ثلاثة جنود من الجيش اللبنانيّ الذين كانوا منذ يومين يقومون بواجبهم الوطنيّ قيامًا بعمليّة دهم لمخدّرات وسيّارات مسروقة وآر بي جي وقنابل يدويّة وأسلحة وذخائر حربيّة وأعتدة عسكريّة، ولوحات سيّارات مسروقة، وأجهزة إلكترونيّة وخليويّة. والشهداء هم: الرقيب بول أنطوان الجردي (23 سنة من تعلبايا) والرقيب جورج فيليب أبو شعيا (22 سنة من أبلح)، والمعاون أوّل حسن خليل شريف (34 سنة من مقراق بعلبك وله ثلاثة أولاد). وكان استشهادهم في عمليّة دهم المطلوبين في حورتعلا-بعلبك. فإنّا نذكرهم في هذه الذبيحة المقدّسة ملتمسين من رحمة الله راحتهم الأبديّة في السماء، وعزاء أهلهم وعائلاتهم، وقيادة الجيش وسائر أركانه ورتبائه وضبّاطه وجنوده، ونسأل الله أنّ يعوّض على الجميع بسلامتكم، وبحماية الجيش اللبنانيّ ونموّه وعزّته. فلا يمكن لمنطقة محافظة بعلبك-الهرمل أن تظلّ خارج دائرة الأمن اللبنانيّ، ومحميّة من النافذين بسلاحهم وأحزابهم وسلطتهم.

5. رابطة كاريتاس –لبنان هي جهاز الكنيسة الرسميّ المشترك الراعويّ-الإجتماعيّ، على غرار الشمامسة السبعة الذين أنشأهم الرسل لخدمة المحبّة تجاه الفقراء والأرامل، لكي يتفرّغوا هم لخدمة الكلمة وتوزيع نعمة الخلاص (راجع أعمال 6: 1-7). فانطلقت الكنيسة ملتزمةً بثلاث خدم مترابطة ومتكاملة: خدمة الكلمة بإعلان إنجيل المسيح لحياة الإيمان، وخدمة الأسرار لتقديس النفوس بالنعمة الإلهيّة، وخدمة المحبّة المنظّمة والشاملة لمن هم في حالة فقر وحاجة. تنتسب إذن كاريتاس-لبنان إلى صميم هيكليّة رسالة الكنيسة التي تسلّمتها من المسيح الربّ.

6. إنّ حملة كاريتاس-لبنان السنويّة تقتضي مساهمة الجميع، بحيث يقدّم كلّ واحد وواحدة منّا ما يجود به من قلبه وذات يده، كثيرًا كان أم قليلًا، للمساعدة في خدمة المحبّة، وتعزيز برامج كاريتاس المتنوّعة ومن بينها:

الخدمات الصحية من خلال مراكزها العشرة في مختلف المناطق، ومن خلال عياداتها النقالة التسع التي تجوب وتؤمّن الاستشارات الطبية الاساسية والادوية لأصحاب الامراض المزمنة.

تأمين دعم مالي مباشر او عبر المستشفى لكل من يطلب مساعدتها بدون تمييز.

تقديم خدمات إجتماعية متعددة في مختلف القطاعات ولا سيما للاطفال واصحاب العمر الثالث، ومنهم لاجئون واجانب من جنسيات مختلفة. وتشمل توزيع  حصص غذائية وتأمين المأوى والمساعدات المالية الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي، وخدمات تربوية خاصة في مراكز التعليم المتخصص للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة وعددها أربعة.

برامج خاصة بالاجانب المقيمين في لبنان فتوفر لهم ما يحتاجون اليه من سبل الرعاية الصحية والاجتماعية والسكنية والقانونية وسواها.

تعزيز التنمية المستدامة، وتأمين المساكن لإيواء عائلات محتاجة، والمطاعم التي تقدم الغذاء اليومي لمن يطلبونه.

لقد عملت كاريتاس-لبنان جاهدة للإنفتاح على المجتمع الدولي من خلال إجتماعات مكثفة مع عدد كبير من سفراء الدول الكبرى ومع مختلف المنظمات الدولية والجهات المانحة. وفي المقابل زارها عدد من البعثات الدبلوماسية وكذلك الجهات المانحة وقد أتوا لتنفيذ برامجهم ووضع خطط إستراتيجية. وإنّ كاريتاس-لبنان مشكورة كانت وما زالت داعمةً للإنسان والإنسانية رغم كل المعضلات والمصاعب. وستظل دائبةً في دعمها للمُحتاجين ليس فقط في لبنان ، بل وفي البلدان المجاورة إذ وسّعت نطاق عملها لتصل الى سوريا عبر شبيبة كاريتاس بعد الزلزال الذي أصابها. لكنَّها لا تستطيع أن تكمل مسيرتها العطائية الّا من خلال استمرار دعم الجهات المانحة والمنتشرين اللبنانيين، ومساعدة الأيادي البيض التي طالما كانت الداعم الأبرز لها على الصعيدين الإنساني والمادي. كلهم نذكرهم في هذه الذبيحة المقدسة لكي يعوض الله عليهم بفيض من عطاياه وبركاته لكي يظلّوا شهودًا لمحبة الله في العالم.

7. العرس في قانا هو المجال الأوّل، حيث بدأ يسوع الرسالة الموكولة إليه من الآب، وقد حانت ساعتها عند طلب أمّه: "ليس عندهم خمر". فأجرى الآية وأعلن البشرى الجديدة، أي حلول ملكوت الله الموعود في الكتب المقدّسة منذ أجيال، "فأظهر مجده وآمن به تلاميذه". بالحقيقة من يقبل كلام المسيح، يقبل الملكوت نفسه.

8. عرس قانا صورة مصغّرة عن الكنيسة: يسوع رأسها والتلاميذ أركانها، ومريم أمّها، والجماعة الحاضرة نواة شعبها. الماء المحوّل خمرًا استباق للأفخارستيّا ولتحويل الخمر إلى دمه المراق لفداء البشر. العروسان أوّل كنيسة مصغّرة بيتيّة. العرس في قانا هو أوّل زواج كسرّ بعد زواج يوسف ومريم. الخمرة الجيّدة هي رمز محبّة الله ونعمته.

9. مريم أمّ يسوع وأمّ الكنيسة تشفع من أجل أعضاء جسد ابنها، البشر المفتدين بدمه: "ليس عندهم خمر". تلتمس تدخّل ابنها، الوسيط الوحيد بين الله والناس، هي التي جعلت نفسها "أمة الربّ"، المستعدّة لخدمة عطاءاته المجّانيّة، النابعة من استحقاقات المسيح ابنها. بوساطتها وتشفّعها تدعم اتّحاد المؤمنين المباشر بالمسيح: "إفعلوا ما يقول لكم". إنّ وساطتها مرتبطة بأمومتها الحاضرة، بدون إنقطاع في الكنيسة، حضور الوسيط الذي يتشفّع. ولهذا تدعوها الكنيسة: "المحامية والمعينة والمغيثة والوسيطة" (الدستور العقائديّ في الكنيسة 62). مريم الحاضرة في الكنيسة هي مثال الإيمان والمحبّة في اتحادها الكامل بإرادة الآب وعمل الفداء الذي يتمّه ابنها، وإلهامات الروح القدس، بل هي التحقيق النموذجيّ لسرّ الكنيسة (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة 967). وهي علامة رجاء أكيد وتعزية أمام شعب الله المسافر في هذا العالم وسط المحن والضيقات، وفي الوقت عينه تمثّل الكنيسة وتدشّن اكتمالها في مجد السماء (المرجع نفسه 972).

10. في عرس قانا تظهر قدسيّة الزواج وكرامته. لقد قدّسه يسوع بحضوره وأصبح "كنيسة بيتيّة مصغّرة". هذه القُدسيّة والكرامة تأتيه من حضور يسوع وأمّه وتلاميذه في العرس فكانوا مع العروسين والمدعوّين الكنيسة الناشئة. "استبقاء الخمرة الجيّدة إلى الأخير"، وهي عطيّة يسوع بتشفّع أمّه، إنّما يرمز إلى خمرة النعمة النعمة والمحبة الإلهيّة التي تقدّس حبّ العروسين، وتعضدهما في مسيرة حياتهما الزوجيّة والعائليّة، وتشكّل ينبوع سعادتهما.

هذا هو "المجد الإلهيّ الذي أظهره يسوع، وآمن به تلاميذه" (يو 2: 11).

أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء،

11. العرس هو فرحة العمر في حياة الإنسان والمجتمع. كم كنّا نودّ مع الشعب اللبنانيّ أن نعيش فرحة عرس العيش معًا في وطنٍ لبنانيّ يؤمّن فيه المسؤولون السياسيّون ولا سيما نوّاب الأمّة طيب الحياة للجميع، بانتخاب رئيس للجمهوريّة، لكي تعود الحياة الدستوريّة المنتظمة بمجلس نوّاب يعود ليكون هيئة تشريعيّة، وبحكومة شرعيّة كاملة الصلاحيّات كسلطة إجرائيّة.

فيا أيّها المسؤولون السياسيّون والنوّاب والنافذون والمعطّلون بوجه أو بآخر، لقد حوّلتم عرس لبنان وشعبه، وجمال طبيعتِه، وغنى موارده إلى مأتم كبير. ووشحتموه برداء أسود من الفقر والجوع والحرمان والتهجير. تهجّرونه من وطنه، وتفتحون أبوابه لمليونين وثلاث مئة ألف نازح سوريّ، ما بدأ يفوق نصف الشعب اللبنانيّ.

ترفضون أيّ نصيحة من الدول الصديقة والحريصة على استقرار لبنان واستعادة قواه، وكلّ دعوة ملحّة لإنتخاب رئيس للجمهوريّة، فتدعون ذلك تدخّلًا ومسًّا بكرامتكم. إنّهم يريدون حمايةَ لبنان منكم، من كلّ عدوّ له يأتيه من الداخل، وانتشال الشعب من براثن أنانيّانكم وكبريلئكم ومشاريعكم الهدّامة. فلا لبنان خاصّتكم، بل خاصّة شعبه! ولا الشعب غنيمة بين أيديكم، بل غنى لوطنه لبنان. فارفعوا أيديكم عن لبنان وشعبه.

اخوتي، اخواتي،

12. هذه الصرخة نستودعها رحمة الله وأبوّته للجميع، الإله العادل ماقت الشرّ والظلم. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريرك_الراعي #البطريركية_المارونية #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي #عظة_الراعي

 

المطران عودة للنواب: انتخبوا رئيسا يقود السفينة إلى ميناء النجاة وسهلوا تأليف حكومة تدير المؤسسات

وطنية/19 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115973/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%88%d9%85-19-%d8%b4%d8%a8/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: "يسمى هذا الأحد أحد مرفع اللحم لأننا نرفع اللحم عن موائدنا إبتداء من يوم غد، استعدادا للصوم الأربعيني المقدس. في هذا اليوم الذي يسمى أيضا أحد الدينونة نقرأ مقطعا إنجيليا يخبرنا عما سيؤول بنا الحال في اليوم الأخير، عندما يجلس الرب على كرسي مجده ليدين الجميع، كلا بحسب أعماله. لقد علمتنا الكنيسة في الأحدين الماضيين التواضع والتوبة، وهما فضيلتان تتعلقان بالذات، فيما نتعلم هذا الأحد الإنطلاق نحو الآخر الذي هو سبيلنا إلى الملكوت".

أضاف: "نفهم جليا من إنجيل اليوم أن دينونتنا ستكون مبنية على أسس وصية المحبة التي أوصانا بها الرب يسوع: «وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضا. كما أحببتكم أنا، تحبون أنتم أيضا بعضكم بعضا (يو 13: 34). هذه الوصية تترجم محبتنا لله عمليا، عبر تطبيقها مع كل إنسان، عدوا كان أو صديقا. يقول الرسول يوحنا: «إن قال أحد: إني أحب الله، وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟ (1يو 4: 20). دينونتنا لن تكون على أساس محبتنا لله، بل على أساس تطبيق تلك المحبة بأفعال محسوسة نابعة من حفظنا للناموس والوصايا الإلهية، وكترجمة فعلية لمكنونات قلوبنا. فالمسيح كان يلمح دوما في أحاديثه مع تلاميذه أو مع الذين يتبعونه إلى أن قبولهم في الملكوت السماوي متوقف على المحبة التي يظهرونها تجاه إخوتهم، حتى ولو كان ذلك عن طريق أعمال بسيطة. يقول الرب مثلا: «من سقى أحد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ، فالحق أقول لكم: إنه لا يضيع أجره» (مت 10: 42).

 يقول القديس أفرام السرياني: «إن محبة الرب تنقذنا من الموت، ومحبة الإنسان تبعد عنا الخطيئة، لأنه ما من أحد يخطئ بحق من يحبه. إذا، من يحوي محبة الله في قلبه هو بلا أدنى شك محب لكل إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، أي لكل البشر، وسيظهر في يوم الدينونة أنه كان محبا لله خالقه، لأنه أحب الجميع. هذا ما يؤكده لنا الرب في إنجيل اليوم بقوله: «الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه.

وتابع عودة: "لا يشكل إنجيل اليوم مصدر رعب لأحد، لأن الله خلقنا أحرارا، وإذا أرعبنا يكون بذلك يعمل عكس حريتنا. كل ما قاله الرب يسوع أو فعله إنما قام به بهدف تعليمنا وخلاص نفوسنا.اليوم نجده يحذرنا من نتيجة أعمالنا، وأن أمامنا طريقين نختار أحدهما بحريتنا الشخصية. قال أيضا: «كل ما أردتم أن يفعل الناس بكم، إفعلوا هكذا أنتم أيضا بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء (مت 7: 12). نحن نعرف أن الله محبة، وأنه فعل كل شيء مدفوعا بمحبته للبشر من أجل خلاص الجميع، حتى إنه بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك منا أحد. وبما أن الله - المحبة قد خلقنا على صورته ومثاله، فهذا يعني أننا مفطورون على المحبة، وأن كل ما نفعله عكس تلك المحبة إنما يدل على رفضنا لله وصورته، وهذه هي دينونتنا. واجب المسيحي الوحيد هو المحبة، كما يعلمنا الرسول بولس قائلا: «لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضا، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس. لأن: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تشته، وإن كانت وصية أخرى، فهي مجموعة في هذه الكلمة: أن تحب قريبك كنفسك. المحبة لا تصنع شرا للقريب، فالمحبة هي تكميل الناموس، قد تناهى الليل واقترب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور (رو 13: 8-12). تضع كنيستنا هذا النص أمامنا اليوم، قبل دخول معترك الصيام، لكي تعلمنا بلسان الرب أن نحب، لأن المحبة تنجينا من ليل الموت، وتوصلنا إلى نهار القيامة البهي".

وأردف: "إن من حق كل إنسان أن يعامل على أنه كائن مخلوق للحب لا للاستغلال. لذلك، إن الجوع والعطش والعري والتغرب والمرض لا تكون بسبب الأمور المادية فقط، بل بسبب غياب المحبة الواجب تقديمها مجانا إلى كل شخص على هذه الأرض الفانية. هنا ننوه بما رأيناه في الأيام القليلة الماضية، حيث أن بلدانا بينها عداوات تاريخية متجذرة قامت بفتح حدودها بمعابر إنسانية مفعمة بالمحبة الإلهية، من أجل إغاثة الإخوة المنكوبين جراء الزلزال المدمر. هذا مثال حي عن المحبة التي يشاؤنا الرب أن نظهرها تجاه الآخر، تلك المحبة التي «لا تسقط أبدا (1كو 13: 8). متدينون كثيرون يظنون أن الدين هو ترداد صلوات وإضاءة شموع وحرق بخور، فيتعلقون بالشكليات ويهملون الأهم. الشركة مع الآخر هي جوهر الدين، وغيابها يعني غياب الدين بأكمله. إننا قادمون نحو صوم ننقطع فيه عن الطعام، ليس من أجل تخفيف الوزن والاهتمام بصحة الجسد، بل من أجل توفير الأموال التي نصرفها على ملذات البطن بغية استخدامها في إشباع أخينا الجائع، وإرواء عطشه، وتدفئة جسده العريان، وتأمين حاجات المريض والوحيد والمنبوذ والمشرد. هنا تكمن دينونتنا، لا في تعداد السجدات والصلوات والتسابيح، على أهميتها".

ولفت الى ان "دينونة البشر الذين لا يعرفون المحبة كبيرة، فكيف إذا كانوا من المسؤولين عن شعب بأكمله؟ سنوات مرت والأوضاع السياسية والإقتصادية تنهار، وعملتنا الوطنية تتدهور إلى حضيض غير مسبوق، ولم نشهد جهدا من أجل إنقاذ الشعب من هذا المصير. هل انتفى الشعور الوطني، أم أن غياب الشعور الإنساني يفقد الإنسان إنسانيته فيتحول إلى وحش بشري لا يفكر إلا بأناه ولو على حساب الآخر المريض والجائع والموجوع؟ ألا يخجل كل من يسمي نفسه مسؤولا أو زعيما من تحويل الشعب اللبناني الحي والمبدع إلى شعب خائف وجائع ومتسول وطالب للهجرة؟ ألا تخجلون من عنادكم ومن تشبثكم بمواقفكم وتقديم مصالحكم ومصالح من ترتبطون بهم على مصلحة بلدكم وشعبكم؟ كيف تعيشون مع ثقل الآثام التي ترتكبونها بحق وطنكم؟ ألا يحرك الوضع الذي أوصلتم البلد إليه ضمائركم؟ وهل القائد قائد لجماعته أم على مستوى الوطن؟ وهل المسؤول مسؤول عن طائفته أم عن الوطن؟ متى نسترد دولتنا من براثن الأنانيين وأصحاب المصالح وأرباب الإستبداد؟ ألم يحن وقت لجم الشهوات المتسلطة على النفوس، ولجم الدولار الجامح، ولجم الخلافات التافهة أمام انهيار دولة ومجتمع؟ هل يبني العناد وطنا؟ وهل الرئيس الواجب انتخابه رئيس لفئة أم أنه رئيس للجمهورية، يخص جميع اللبنانيين، ومن واجب جميع النواب التحرك سريعا من أجل تسهيل انتخابه وبدء مسيرة الإصلاح والإنقاذ؟ دينونة المسؤولين عظيمة لأن الشعب جاع فلم يطعموه، ولم يكسوا عريه ولم يؤمنوا له الدواء، وما زالوا يمعنون في التنكيل به. الويل لكل من فعل هذا بإخوة يسوع الصغار. إلا أن زمان التوبة لم يول بعد. أنتم أمام فرصة للتكفير عن خطاياكم تجاه شعبكم، فانكبوا على العمل، وانتخبوا رئيسا يقود السفينة إلى ميناء النجاة، وسهلوا تأليف حكومة أصيلة تستطيع إدارة مؤسسات الدولة وإخراجها من أزماتها".

وختم عودة: "نحن مدعوون اليوم إلى تقديم المحبة المجانية للجميع دون استثناء، لأن الرب خلقنا جميعا على صورته ومثاله، وشمسه تشرق على الأشرار والصالحين، فأحبوا لكي ترثوا ملكوت الله، آمين".

 

قبلان: هناك من يجهز للعبة شوارع وسيناريوهات مختلفة وبداية الانقاذ على أبواب مجلس النواب

وطنية/19 شباط/2023

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة في حسينية بلدة عزة لمناسبة مرور أسبوع على وفاة والدة الامين العام للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نزيه جمول، قال فيها: "البلد بلدنا والناس ناسنا، والمسيحي والمسلم أخوة بالله وبمصالح هذا البلد، والشراكة الوطنية أساس صميم هذا البلد، والخطر يكمن باللعبة الخارجية وبعض مجانين الداخل، خاصة أن المشاريع الخارجية على نار حامية، وواقع بلدنا بعد كارثة الإفلاس الشامل لا سابق له، والحرب المعيشية بمثابة طاحونة موت وإبادة، ولعبة الدولار أسوأ مِن الزلزال الذي عشناه، والانقسام السياسي الحالي بظروفه وواقعه في مثابة فتيل حرب، وبكل صراحة أقول: المخاطر عالية جدا، والفرز السياسي مجنون، والتدخل الدولي للإبقاء على القطيعة السياسية بأعلى مستواه، والشغور الرئاسي والقطيعة السياسية المقصودة مادة فتنة خطيرة ببعض الخرائط الدولية الإقليمية الحامية، واللعبة الدولية بذروتها، وهناك من يجهز للعبة شوارع وسيناريوهات مختلفة". 

 وتابع: "من باب الشهادة لله والناس أقول: لبنان بخطر بالغ والبعض يريد أن يغامر، والجميع يعلم أن الإسرائيلي وبقية مجاميع الإستخبارات موجودة على الأرض وبأخطر المفاصل وهي منخرطة بسواتر مختلفة وتدفع نحو لعبة شوارع وأسواق ودولار وحرق مؤسسات عامَّة وتعميم فوضى ممنهجة بخلفية تقسيم ومتاريس وكانتونات وانفجار وطني، وهنا أقول للجميع: أنقذوا لبنان قبل الخراب، وامنعوا النار قبل الحريق، وسابقوا الفتنة قبل وقوع الكارثة، والقضية ليست قضية من يملك اصواتا نيابية اكثر، بل كيف نجير كل الأصوات للإنقاذ السياسي لأن البلد والهيكل السياسي والدستوري والوحدة الوطنية بقلب فتنة صماء عمياء خطيرة جدا، وبداية الإنقاذ على أبواب مجلس النواب، والوصية: أدركوا لبنان لأن خرائط الفتنة الدولية باتت على الأرض".

 

اردوغان بحث مع ميقاتي في تداعيات الزلزال وشكر للبنان المؤازرة في أعمال الاغاثة

وطنية/19 شباط/2023

أعلن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، أنه جرى اليوم اتصال بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، جرى في خلاله البحث في تداعيات الزلزال المدمّر الذي أصاب تركيا . وفي خلال الاتصال، قدّم الرئيس التركي التعازي الى رئيس الحكومة بالضحايا اللبنانيين الذين قضوا في الزلزال، وشكر لبنان على المؤازرة في أعمال الاغاثة التي جرت . كما تقدم الرئيس ميقاتي بالتعازي من أردوغان بضحايا الزلزال، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى .وأمل ميقاتي لتركيا "التعافي السريع من كارثة الزلزال وتجاوز المحنة العصيبة التي تمر بها". كما تمنى للشعب التركي "الصديق الخير والامان".

 

نداء من خلف وصليبا للنواب: إحضروا الآن الى مجلس النواب فلا نخرج منه قبل إنتخاب رئيس للجمهورية وإستنكافكم عن الحضور مخالفة صارخة لأحكام الدستور

وطنية/19 شباط/2023

وجه النائبان ملحم خلف ونجاة عون صليبا، نداء لمناسبة مرور شهر على حضورهما المتواصل في قاعة المجلس النيابي، قالا فيه: "اليوم، في 19 شباط 2023، ها قد مر شهر كامل على حضورنا المتواصل داخل قاعة المجلس النيابي، مر الوقت، تعمقت الأزمات وجراح الشعب اللبناني، زادت مآسي المواطن، تهاوت دولة القانون، حلت شريعة الغاب مكان الدستور والعدالة والقانون، بدأت الفوضى الكبرى - وقد حذرنا منها، عم الذعر في نفوس الناس، إستنزف الوطن آخر مقومات وجوده بين الامم، اليوم، وفي هذه اللحظة المأساوية، نضيء المجلس، بشموعٍ، كي نقول إننا، من البرلمان، يمكننا أن نضيء البلد ونخرق جدار العتمة وننتصر على الظلم، نضيء شمعة لعل نورها ينير درب من ضل طريق الخلاص والإنقاذ، اليوم، وفي هذه اللحظة المصيرية، لا خلاص إلا بوقفة ضمير يقفها السادة النواب أمام التاريخ لإنقاذ الناس والوطن، ولا خلاص، ولا إنقاذ، إلا بالعودة الى أحكام الدستور بإعادة تكوين السلطة".

 وتوجها الى النواب بالقول: "بالله عليكم، إرحموا شعبنا، إرحموا من انتخبنا، إرحموا من هم الأكثر تهميشا وفقرا وبؤسا، إرحموا العجزة والأطفال والمرضى واليتامى، بالله عليكم، اعلموا أن وكالاتنا عن الناس، ليست حبرا على ورق، ولا هي للرفاهية، ولا هي لخدمة مصالحنا الشخصية، بل هي لخدمة الشعب والمصلحة الوطنية العليا، بل هي واجب وطني يأتي قبل أي عمل آخر، بالله عليكم، قفوا بوجه من يتحاصصون على ظهر الإستحقاق الرئاسي فيؤخرون في إتمامه، قفوا بوجه من يبحثون عن رئيس معلب لا إنقاذيٍ، يتقاسمون من خلاله سائر مواقع السلطة، بالله عليكم، لا تنتظروا أكثر، لا تنتظروا أحدا،  الناس بحاجة الآن الى أعمال إغاثة، الى خطة طوارئ إنقاذية، الى حكومة، ولا إغاثة ولا إنقاذ ولا حكومة من دون رئيس الدولة، بالله عليكم، إحضروا الآن الى قاعة المجلس النيابي، فلا نخرج منها قبل إنتخاب رئيس الدولة، هكذا هي أحكام الدستور، وهذه هي موجباتنا الدستورية الملزمة والمقيدة لنا، بالله عليكم، اعلموا أنه في إستنكافكم عن الحضور وعن إتمام هذا الإستحقاق، مخالفة صارخة لأحكام الدستور، وإساءة للوكالة التي نحملها من الناس، وخيانة للأمانة التي إؤتمنا عليها، وإنتحار جماعي بل قتل متعمد وإبادة لشعب بأكمله". وختما: "بالله عليكم، يا نواب الامة قفوا موقف الشرف والبطولة بوجه الخراب والفراغ والسواد وقوى الظلام، إحضروا الآن الى المجلس النيابي، والشعب الموجوع في إنتظاركم".

 

رئيس مجلس الوزراء السوري يلتقي وفدا برلمانيا لبنانيا

وطنية - دمشق/19 شباط/2023

اجتمع رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس اليوم، مع وفد برلماني لبناني، برئاسة رئيس لجنة "الاخوة والصداقة البرلمانية اللبنانية- السورية" علي حسن خليل. ضم الوفد النواب: جهاد الصمد وابراهيم الموسوي وطوني سليمان فرنجية وغازي زعيتر وسامر التوم وهاغوب بقرادونيان وقاسم هاشم.

وقدم خليل باسم رئيس مجلس النواب اللبناني وأعضاء المجلس التعازي بالضحايا جراء الزلزال الذي تعرضت له محافظات سورية عدة مؤخرا، وأعرب عن "تضامن ووقوف الشعب اللبناني مع سوريا وأسر الضحايا"، متمنيا "الشفاء العاجل للمصابين".

وقال خليل: "نعبر عن وقوفنا الى جانب الشقيقة سوريا بالامكانيات المتوافرة في لبنان، وكلنا أمل بقدرتها على الخروج من هذه المحنة وبلسمة الجراح واعادة تأهيل المناطق المنكوبة، رغم الظروف الصعبة التى تمر بها من عدوان وإرهاب وحصار وسرقة لمواردها من نفط وقمح". وأكد عرنوس "أهمية العلاقات الاخوية التى تربط البلدين والشعبين"، وأعرب عن شكره "للاشقاء فى لبنان لوقوفهم الى جانب سوريا في هذه الكارثة"، مشيرا الى أن "عمل مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي والاتحادات والجمعيات الاهلية، جنبا الى جنب بالاضافة الى دعم الاشقاء والاصدقاء، كان له دور مهم فى الحد من تداعيات الزلزال وساهم فى إنقاذ حياة العديد من العالقين تحت الانقاض وانتشال الضحايا ورفع الانقاض وتقديم المساعدات الاغاثية للمتضررين". وأوضح عرنوس أن "المؤسسات الحكومية تعمل حاليا على حصر الاضرار بدقة فى المناطق المنكوبة، وتم البدء بتجهيز وحدات سكنية مسبقة الصنع في سياق متابعة الخيارات المطروحة على صعيد توفير السكن الموقت للمتضررين".

 

سعادة الشامي: التواصل مستمر مع صندوق النقد ومعزوفة اصول الدولة نسمعها كثيرا فيما تحتاج الاستثمارات الى سنوات ولا نمتلك الوقت

وطنية/19 شباط/2023  

 رأى نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي أن من صالح المودعين ان يحصل الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، لافتا الى ان التواصل مع الصندوق مستمر ولم ينقطع. وقال في حديث للاعلامي ماريو عبود في برنامج "الأحد مع ماريو" عبر "ال بي سي اي": "لدي الاثبات ان كل الخطط ارسلت الى صندوق النقد واطلع عليها الصندوق، حتى القوانين التي قدمت لمجلس النواب ارسلت الى صندوق النقد ووصلت الى واشنطن". وتابع: "ليس هناك انقطاع في الاتصال مع صندوق النقد الدولي ووتيرة الاجتماعات تراجعت لأنه لم يعد هناك من ضرورة للاجتماعات المكثفة بعد الاتفاق الاولي".

وأردف: "خطة الحكومة للتعافي قدمت الى مجلس النواب بـ 9-9-2022". واعتبر انه "يحق للنواب التواصل مع imf ولكن التلميح بأن المفاوض "مش شاطر" ليس بمقبول والصندوق رافض لأفكار لبنانية تطرح من جانب نواب لبنانيين لأنها تناقض المعايير الدولية المتبعة من صندوق النقد". وتابع: "صندوق النقد يرفض فكرة رد الودائع من خلال صندوق لادارة اصول الدولة وما نقوله ان الدولة غير قادرة اليوم على المساهمة في صندوق استرداد الودائع". واعتبر ان "الاولوية من عائدات الدولة استدامة الدين وموازنة الدولة والتزاماتها". وقال: "نحتاج الى imf لعدة اسباب ابرزها انه لا يمكننا العودة الى الاسواق العالمية من دون صندوق نقد دولي". وشدد على انه "من صالح المودعين اليوم حصول اتفاق مع صندوق النقد". وقال: "كنت اتمنى من الرئيس الياس بو صعب والنواب الذين رافقوه الى واشنطن انه حينما يذهبون الى لقاء imf كان عليهم الحديث معنا والتنسيق لمساعدتنا في الامور التي نختلف فيها مع الصندوق وهذا ما كان ليساعدنا". واعتبر ان "معزوفة اصول الدولة نسمعها كثيرا فيما تحتاج الاستثمارات الى سنوات طويلة ونحن لا نمتلك ترف هذا الوقت".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 19- 20 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115968/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1695/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 19/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115971/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-19-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

 

فيديو ونص/الياس بجاني: الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

الياس بجاني/19 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/83447/83447/

 February 19/2023

 

 

 

Lent & The Cana Wedding Miracle/Marfaa Sunday

Elias Bejjani/February 19/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/83444/elias-bejjani-cana-wedding-miracle-the-forgiveness-marfaa-sunday-%d8%a3%d8%ad%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d9%81%d8%b9-%d9%88%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d9%85/

February 19/2023

 

 

 

 رابط فيديو حلقة حوار تاريخة لبنانية عنوانها: إرث وتراث لبنان المتجذر بالتاريخ في حوار بين الكولونيل شربل بركات وحفيده المولود والمقيم في أميركا باللغتين العربية والإنكليزية

Video-Audio/Our Lebanese Deeply Rooted Heritage/A dialogue between Colonel Charbel Barakat & his grandson

https://eliasbejjaninews.com/archives/115949/video-audio-our-lebanese-deeply-rooted-heritage-a-dialogue-between-colonel-charbel-barakat-his-grandson-%d8%a5%d8%b1%d8%ab-%d9%88%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%ab-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

/February 19/2023