المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 19/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february19.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة تحويل الماء إلى خمرة في عرس قانا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

الياس بجاني/تقليد يوم خميس السكارى الماروني

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو كلمة الرئيس عون في الجمعية العامة لقطاع الشباب في التيار

رابط فيديو كلمة النائب جبران باسيل في الجمعية العمومية لقطاع الشباب

 رابط فيديو لتاريخ لبنان عنوانه: إرث وتراث لبنان المتجذر بالتاريخ في حوار بين الكولونيل شربل بركات وحفيده المولود والمقيم في أميركا باللغتين العربية والإنكليزية

تشييع الرقيب الشهيد جورج فيليب أبو شعيا

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 شباط 2023

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 18 شباط 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 18 شباط 2023

ميشال عون ينتظر "اللحظة المناسبة" لإعلان وفاة "التفاهم" مع "حزب الله"...وهذه هي الأسباب!

“لقاء باريس” والإنذار الأخير

المصارف إلى فك الإضراب… و”المركزي” يتأهّب!

موظفو الادارة العامة يمددون إضرابهم

دولة عربية تحذّر مواطنيها في لبنان!

انعقاد الجلسة التشريعية في مهب الريح

هل تُقطَع العلاقات الغربيّة مع بيروت؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا قلقون من التعاون "المتزايد" بين روسيا وايران

مقتل 15 وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف حياً يضم أجهزة أمنية ومركزاً إيرانياً في دمشق

زلزال بقوة 5.2 درجة يهز منطقة وسط تركيا

تركيا تستدعي «روح الحياة» في اليوم الثالث عشر لكارثة الزلزال

إنقاذ 3 ناجين بعد 296 ساعة تحت الأنقاض... وحصر 82 ألف مبنى متضرر

تركيا تستدعي «روح الحياة» في اليوم الثالث عشر لكارثة الزلزال

إنقاذ 3 ناجين بعد 296 ساعة تحت الأنقاض... وحصر 82 ألف مبنى متضرر

لماذا يتوقع العلماء زلزالاً في إسطنبول؟ ومخاوف من تكرار حدث 1999 المدمر

بلينكن يجتمع بنظرائه الأوروبيين بشأن إيران في مؤتمر ميونيخ طالبوها بـ«عكس المسار الذي تنتهجه»

تهديدات إرهابية تجبر «إيران إنترناشونال» على إغلاق استوديوهاتها في لندن بناء على نصيحة من الشرطة البريطانية

مسؤول أميركي: إيران فوّتت فرصة العودة للاتفاق النووي

رضا بهلوي: تشقّقات تظهر داخل النظام الإيراني وأكد أنّ المرشد الإيراني يسعى إلى دفع ابنه ليخلفه في المنصب

بلينكن يلتقي نظيره الصيني... ويحذره: «حادث المنطاد يجب ألا يتكرر»

بعد عام على الحرب الروسية - الأوكرانية... من انتصر إعلامياً؟

زيلينسكي يحترف «السيلفي» وبوتين ليس من هواة الإنترنت

هولندا تطرد دبلوماسيين روسيين وتغلق الفرع التجاري للسفارة في أمستردام

قضية الجاسوس الروسي بألمانيا تثير مخاوف وكالات الاستخبارات الغربية

طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الأفريقي

رئيس الوزراء الفلسطيني ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية

طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الأفريقي

رئيس الوزراء الفلسطيني ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية

أوكرانيا تعزز دفاعاتها على الحدود مع بيلاروسب تحسبا لهجوم محتمل

وزارة الدفاع الروسية تعلن تحرير قرية غريانيكوفكا بمنطقة خاركوف

وزير الخارجية الصيني يدين رد فعل واشنطن بعد إسقاط المنطاد

السفير البابوي في سوريا دعا الجماعة الدولية الى نبذ الخلافات وتقديم إغاثة عاجلة للمتضررين من الزلزال: هو اختبار للانسانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

السفير البابوي في سوريا دعا الجماعة الدولية الى نبذ الخلافات وتقديم إغاثة عاجلة للمتضررين من الزلزال: هو اختبار للانسانية

برّي يتفهّم المقاطعة ولا يبرّرها: الأولوية لوحدة المجلس/نقولا ناصيف/الأخبار

تفاهم مار مخايل في الهزيع الأخير!/غادة حلاوي/نداء الوطن

الإرهاب إيراني/طارق الحميد/الشرق الأوسط

«نصر الله» اللبناني و«استقرار الفوضى»/عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط

مخاطر ضعف الحضور السياسي السنّي/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لهذه الأسباب: نصائح “اللقاء الخماسي” في مهبّ الريح!؟/جورج شاهين/الجمهورية

الناس وليس الاحزاب هم الثورة/د. حارث سليمان/جنوبية

"حزب الله" والانهيار اللبناني… والمكافأة الأميركيّة/خيرالله خيرالله/العرب

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

صفي الدين: العقوبات الأميركية على لبنان هي حرب لا تقل شأنًا عن الحرب العسكرية

بسام أبو زيد ردا على القاضية عون: أنا شريك في وكالة أخبار اليوم لكنني لم أكتب المقال ولا علم لي به

رعد: نرفض أن يكون هناك أي مرشح تحدٍّ

رعد: اللجوء إلى التحدي والمكاسرة في انتخاب الرئيس هو إضعاف للموقف الوطني العام

باسيل: لا أحد يهددنا بالفوضى أو بعقوبات أو بالفراغ فنحن نختار رئيس الجمهورية بقناعتنا ولا أحد يفرضه علينا

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

عجيبة تحويل الماء إلى خمرة في عرس قانا

إنجيل القدّيس يوحنّا 02/من01حتى11: وفي اليَوْمِ الثَّالِث، كَانَ عُرْسٌ في قَانَا الجَلِيل، وكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاك. ودُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وتَلامِيذُهُ إِلى العُرْس. ونَفَدَ الخَمْر، فَقَالَتْ لِيَسُوعَ أُمُّهُ: «لَيْسَ لَدَيْهِم خَمْر». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «مَا لِي ولَكِ، يَا ٱمْرَأَة؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْد!». فقَالَتْ أُمُّهُ لِلْخَدَم: «مَهْمَا يَقُلْ لَكُم فَٱفْعَلُوه!».وكَانَ هُنَاكَ سِتَّةُ أَجْرَانٍ مِنْ حَجَر، مُعَدَّةٌ لِتَطْهيِر اليَهُود، يَسَعُ كُلٌّ مِنْهَا مِنْ ثَمَانِينَ إِلى مِئَةٍ وعِشْرينَ لِيترًا، فقَالَ يَسُوعُ لِلْخَدَم: «إِملأُوا الأَجْرَانَ مَاءً». فَمَلأُوهَا إِلى فَوْق. قَالَ لَهُم: «إِسْتَقُوا الآنَ، وقَدِّمُوا لِرَئِيسِ الوَلِيمَة». فَقَدَّمُوا. وذَاقَ الرَّئِيسُ المَاءَ، الَّذي صَارَ خَمْرًا - وكانَ لا يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هُوَ، والخَدَمُ الَّذينَ ٱسْتَقَوا يَعْلَمُون - فَدَعَا إِلَيْهِ العَرِيسَ وقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ يُقَدِّمُ الخَمْرَ الجَيِّدَ أَوَّلاً، حَتَّى إِذَا سَكِرَ المَدعُوُّون، قَدَّمَ الأَقَلَّ جُودَة، أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَ إِلى الآن!». تِلْكَ كَانَتْ أُولَى آيَاتِ يَسُوع، صَنَعَهَا في قَانَا الجَلِيل، فَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، وآمَنَ بِهِ تَلامِيذُهُ.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

الياس بجاني/19 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/83447/83447/

تبدأ فترة الصوم الكبير مع عجيبة عرس قانا التي حول من خلالها السيد المسيح الماء إلى خمرة، وتنتهي يوم عيد الفصح المجيد.

هذه السنة، يبدأ الصوم الكبير حسب طقوس الكنيسة المارونية  يوم الاثنين الموافق 20 شباط /2023...اثنين الرماد.

اليوم الأحد الذي يسبق بداية الصوم الكبير يسمى أحد المرفع أو أحد الغفران.

الصوم من حيث المبدأ الإيماني هو فترة مقدسة للتأمل وفهم وممارسة التواضع، والتوبة، والتكفير عن الذنوب، والمغفرة ، والصلاة ، والتصالح مع الله والذات والآخرين.

الصوم هو زمن مميز للسعي الروحي والعقلي والجسدي نحو يسوع المخلص الذي هو ينبوع كل محبة ومغفرة ورحمة.

الصوم هو رحلة يرافقنا فيها يسوع بنفسه في صحراء فقرنا الترابي الفاني، ويأخذ بيدنا ويسير معنا في طريق توصلنا إلى الفرح والقيامة مع عيد الفصح.

الصوم الكبير هو معركة روحية نختارها لمحاربة أنفسنا وكل ملذاتها الجسدية والأرضية الغريزية، وذلك في محاولة جادة هدفها الابتعاد عن كل أفعال وأفكار الخطيئة.

الصوم يقوي رجاءنا وإيماننا في محاولة لمحاربة الشيطان والابتعاد عن طرقه في الخطيئة واليأس.

تعلمنا الصلاة والتأمل أن الله القدير موجود ليحرسنا ويقود خطواتنا، وعندما نصوم ونصلي، نجد وقتًا لله لنفهم كلماته الأبدية التي لن تزول.

من خلال الصوم والصلاة يمكننا الدخول في شراكة حميمة مع يسوع حتى لا يأخذ منا أحد الإيمان والرجاء الذي لا يُخيّب.

الصوم معركة ارتباط روحي نسعى من خلالها إلى الاقتداء بيسوع المسيح الذي حارب إغراءات الشيطان أثناء صومه في البرية وانتصر عليه.

الصوم زمن مقدس نسعى من خلاله بجهد وعزيمة على ترويض وهزيمة غرائزنا الأرضية وتنقية قلوبنا وضمائرنا وتفكيرنا.

نصوم ونثق في أن الرب هو راعينا الأبوي.

علينا أن لا ننسى بأن قراءة الإنجيل تقدم لنا كلمة الله، وتقوي أرواحنا وأذهاننا بإرشاداته المقدسة. ومن خلال التأمل في كلمة الله واستيعابها، نتعلم جدية الصلاة.

من خلال صلاة زمن الصوم نحصن مسار الإيمان والعبادة والتقوى الذي يبدأ يوم معموديتنا.

وفي الخلاصة، فإن زمن الصوم يسمح لنا بالتأمل وممارسة الصلاة والصوم والتوبة وتأدية الكفارات، واكتساب مفاهيم إيمانية تُصوّب خطوات مسرتنا الحياة نحو آفاق رجاء وفرح لا حدود لها.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الصوم صلاة وتأمل وتوبة ومغفرة ومصالحة مع الله والذات والآخرين

https://eliasbejjaninews.com/archives/83447/83447/

الياس بجاني/19 شباط/2023

 

تأملات إيمانية في مفهوم الشكر والإمتنان والعرفان بالجميل في انجيلنا المقدس

اعداد وجمع الياس بجاني

18 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/113449/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84/

What does the Bible say about thankfulness/gratitude?

الرب أعطى الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله كل العطايا مجاناً، بما فيها الحياة التي هي وديعة، ولهذا يجب على هذا الإنسان أن يعطي اخيه الإنسان مجاناً كما هو الله اعطاه. من هنا يأتي واجب الشكر والإمتنان وهما ما نعرفه بالعرفان بالجميل. الذي يشكر هو انسان مؤمن وذلك على خلفية أن الله وهبه كل العطايا التي عليه أن يعطيها لمن هو بحاجة لها ولهذا من يشكر عن إيمان لا يحسد ولا يغار، بل يفرح ويبارك لغيره بما عندهم من عطايا أكانت فكرية، مالية أو جسدية. من يحسد ويغار هو متعامى عن طبيعة العطايا ومصدرها الإلهي. من لا يشكر هو ناكر للجميل وبغلتنا المحكية نقول ، “ما عندو بقوي” وفاعد للإيمان.

الشكر هو موضوع إيماني مهم ورئيسي في الكتاب المقدس. تقول رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى اهل تسالونيكي (05/ 16-18 (“اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ”). المقصود هنا ببساطة متناهية، هو انه من واجبنا الشكر على وفي كل شي، وان يكون مبدأ الشكر هو أسلوب حياتنا يفيض تلقائياً من قلوبنا وأفواهنا عن قناعة وإيمان وفهم. فعندما نتمعن في المفهوم الشمولي لكلمة الله بعمق وإيمان، نعرف لماذا يجب أن نكون شاكرين، وأيضاً كيف نعبِّر عن الإمتنان في المواقف المختلفة، الصعبة كما المفرحة.

يقول المزمور 136/01:  (“اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، ولأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ”).

مبدأ وفعل الشكر لله هو لسببين اساسيين وجوهريين، هما صلاح الله المستمر، ورحمته الدائمة.

علينا ان نعرف وعن قناعة بأننا من طبيعة ترابية، وأنه بعيداً عن الله لا حياة، بل موت.

يقول نجيل القديس يوحنا (10:/10): (“اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.”)

وجاء في رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل رومية (07/05): (“لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا، لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ.”)

لهذا كله فبعد فهمنا ما يقوله الكتاب المقدس،  فإن ردنا الطبيعي على ما نمر به في حياتنا هو الشعور بالشكر وبالإمتنان من أجل الحياة التي يعطينا إياها الله.

في هذا السياق يقدم الملك داودو في “المزمور رقم 30 من 01 حتى12) الحمد لله من أجل خلاصه فيقول: (“أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي. يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي. يَا رَبُّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ… حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ”)

هنا يقدم داود الشكر لله بعد مروره بظروف صعبة، ولكنه يشكر الرب أيضاً على كل ما مضى، وعلى كل ما سوف يأتي.

كذلك لدينا أمثلة كثيرة واردة في الإنجيل المقدس على ضرورة الشكر في مواجهة الظروف الصعب، وأضاً المفرحة.

على سبيل المثال، يصف (المزمور رقم 06/28 و07) الضيق الذي يمر به داود. وهذا المزمور هو عبارة عن صرخة إلى الرب من أجل الرحمة والحماية والعدل. وبعد أن يصرخ داود إلى الرب، فإنه يكتب قائلاً: (“مُبَارَكٌ الرَّبُّ لأَنَّهُ سَمِعَ صَوْتَ تَضَرُّعِي. الرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ اتَّكَلَ قَلْبِي فَانْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ” فيتذكر داود من هو الرب في وسط ضيقاته، ويقدم الشكر له بخشوع ورهبة بسبب معرفته وثقته به.

وكان للنبي أيوب أيضاً نفس مفهوم الشكر والحمد والعرفان بالجميل، حتى وهو على فراشه يواجه الموت (أيوب 01/21): (“الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكاً”).

كما توجد أمثلة كثيرة على شكر المؤمنين لله في العهد الجديد.

فبرغم أن القديس بولس الرسول كان يواجه إضطهاداً شديداً، كتب يقول (كورنثوس الثانية 2: 14): (“وَلَكِنْ شُكْراً لِلَّهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ”).. كما يقول في رسالته (للعبرانيين 12/28): (“لِذَلِكَ وَنَحْنُ قَابِلُونَ مَلَكُوتاً لاَ يَتَزَعْزَعُ لِيَكُنْ عِنْدَنَا شُكْرٌ بِهِ نَخْدِمُ اللهَ خِدْمَةً مَرْضِيَّةً، بِخُشُوعٍ وَتَقْوَى”)

بدوره يعطينا القديس بطرس (بطرس الأولى 01/06 و07) سبباً للشكر من أجل “تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ” قائلاً أنه من خلال التجارب “تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ… تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ”)

إن شعب الله المؤمن عليه أن يكون شاكراً لله على الدوام، لأنه يدرك مقدار ما أعطي له.

وبحسب رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى (تيموثاوس 03/02)، فإن غياب الشكر والإمتنان من سمات الأيام الأخيرة. سوف يكون الأشرار “غير شاكرين”.

يجب أن نكون شاكرين لأن الله مستحق شكرنا. ومن حقه أن نشكره من أجل كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ” (رسالة القديس يعقوب 01/17).

عندما نكون من الشاكرين لله في كل حين مهما كانت الصعاب التي تواجهنا، فلا يعود تركيزنا على رغباتنا الأنانية والذاتية والآنية ولا على الضيق والألم الناتج الظروف التي نواجهها.

كما وأن ممارسة فعل الشكر لله يذكرنا دائماً بأن الله ابينا وهو المحبة وهو القادر على كل شيء.

 لذا، فإن الشكر ليس فقط ممارسة محببة ولائقة،، بل في الواقع هو أمر صحي ومفيد وذكرنا بأننا ملك لله، وأنه باركنا بكل بركة روحية (أفسس 01/03)، وبالفعل، لنا حياة أفضل (يوحنا 10: 10) ويجب أن نشعر بالإمتنان والعرفان بالجميل.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

تقليد يوم خميس السكارى الماروني

الياس بجاني/16 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني الذي يبدأ يوم اثنين الرماد. في ما مضى من السنين كانت العائلات المارونية وتحديداً في المناطق الجبلية تجتمع في مثل هذا اليوم على مائدة العشاء للصلاة والتأمل وشكر الله على نعمه وبركاته. كانت العائلات تجتمع على مائدة العشاء لتشكر الرب على عطاياه ونعمه وتتضرع طالبة بركاته، ورضاه وذلك قبل بدء الصوم الكبير، وقبل بدء التقشف والصلاة استعداً للاحتفال بذكرى القيامة، قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء. خميس السكارى ليس عيداً مارونياً ولا مسيحياً، بل هو تقليد وعادة لم يعد كثر من أهلنا يحتفلون به وإن كانوا يتذكرونه. تاريخياً خميس السكارى عادة قديمة لا نعرف في أي حقبة من الأزمنة وجدت ومن أوجدها، ولكن من المؤكد أنها كانت تمارس في جبالنا كل سنة في يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير، وهناك القليل جداً من المعلومات المدونة عنها في كتب التاريخ اللبناني والسنكسار الكنسي. تقول بعض المدونات التاريخية أن الموارنة كانوا في مثل هذا اليوم يشربون الخمر كعربون للفرح والشراكة بين الأهل والعائلات خلال التفافهم وتجمعهم المبارك حول مائدة العشاء على خلفية مفاهيم ورمزية العشاء السري والأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، وذلك لتقديم الشكر لله على نعمه وبركاته والعطايا التي وهبها لهم.

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

الياس بجاني/16 شباط//2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/63786/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%83%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1/

لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل للبنان في ظل الأحزاب الحالية وجشع وتلون وأنانية واكروباتية أصحابها والوكلاء..

الاستثناءات بالتأكيد موجودة ولكنها قليلة جداً وإن كان بنسب متفاوتة.

فإنه وعملاً بالمعايير الغربية لمفهوم وأعمال وتنظيم الأحزاب ومبدأ تداول السلطات والمسؤوليات والنفوذ والمواقع بداخلها..

فإن أحزاب لبنان هي إما شركات عائلية تمارس التجارة بأبشع طرقها والجشع والغرائزية ..

أو وكلاء ومجرد وكلاء للخارج..

هي شركات ووكلاء لا علاقة لمعظمها لا بالوطن ولا بالمواطن ولا بالدستور ولا بالسياسة بمفهومها الغربي والحضاري والخدماتي والديمقراطي…

أحزاب لبنان هي باختصار شركات تجارية ووكالات للخارج هدفها الربح وفقط الربح، وخدمة من يمولها ويؤمن لها وجودها والأدوار.

وبضاعتها للأسف هي الشعب اللبناني والوطن بهويته وكيانه وتاريخه وسيادته واستقلاله.

عملياً وفيما يخص العقل والمنطق يصعب اعتبار من هم في هذه الأحزاب بسوادهم الأعظم أشخاص أحرار في فكرهم والقرار والمواقف والرؤية والبصر والبصيرة..

كلام صادم وقاسي ولكنه الحقيقة وهي حقيقة للأسف مرة ومدمرة في نتائجها والحواصل..

لكنها الحقيقة التي على كل لبناني عاقل أن يراها ويعترف بها لأن من لا يعترف بعلته..علته تقتله.

ترى هل من حزب واحد في لبنان يتم انتخاب صاحبه بحرية وديمقراطية ولا يتم تعنيه من قبل مرجعيته الخارجية أو يتم توريثه؟

علينا ان نعترف بشجاعة على أن من هم في الأحزاب اللبنانية هم في الواقع المعاش وبأفضل الأحول وبأغلبيتهم مجرد موظفين لا قرار ولا قول لهم في أي شأن، وعملياً ينفذون ولا يقررون.. وفي الغالب هم فرّق مدجنة من الهوبرجية والزلم والأتباع …

في الخلاصة، فإن الأحزاب اللبنانية بهيكلياتها وتنظيماتها ونهج عملها ورزم أهدافها والممارسات، وفي عقلية أصحابها والنرسيسية..

احزابنا هي المصيبة، وهي الكارثة، وهي العائق لإقامة دولة القانون والمواطن والحريات.

من هنا فإنه لا يمكن لهذه الأحزاب الشركات أن تكون الحل…لأنها هي وراء كل الكوارث ووراء كل حقبات الإحتلال بما فيها الحقبة الحالية.

بالتأكيد الأمل موجود ولكن الحل في لبنان بعيد وصعب المنال ويكمن بداية في حل هذه الأحزاب وإرسال أصحابها إلى بيوتهم والتوقف عن تقديسهم والتأليه..ومن ثم وتدريجياً العمل الجاد والمضني والطويل الأمد على إنتاج طاقم سياسي واحزاب حرة بمفاهيم وطنية وغير تجارية وغير قبلية..

لبنان بحاجة لطاقم سياسي خلاق جديد ومؤمن ويخاف الله ويوم حسابه الأخير ويعمل على خدمة لبنان واللبنانيين وليس العكس.

يبقى إن الوضعية العامة الغريبة والعجيبة والهجينة التي تظهرها الانتخابات النيابية حالياً تبين حتى للعمي والأطفال ما جنته الأحزاب وما تسببت به من ضياع وفقدان للبوصلة وتعهير كل مفاهيم السياسة الشريفة ووتقزيم وتسفيه العمل الوطني النظيف والخلاق.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

https://www.youtube.com/watch?v=uYGxpx9R67c&ab_channel=EliasBejjani

الياس بجاني/16 شباط//2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو كلمة الرئيس عون في الجمعية العامة لقطاع الشباب في التيار

https://www.youtube.com/watch?v=l5XH4IZNNV8

 

رابط فيديو كلمة النائب جبران باسيل في الجمعية العمومية لقطاع الشباب

https://www.youtube.com/watch?v=x8X9O3_myGo

 

Video-Audio/Our Lebanese Deeply Rooted Heritage/A dialogue between Colonel Charbel Barakat & his grandson

 رابط فيديو لتاريخ لبنان عنوانه: إرث وتراث لبنان المتجذر بالتاريخ في حوار بين الكولونيل شربل بركات وحفيده المولود والمقيم في أميركا باللغتين العربية والإنكليزية

https://eliasbejjaninews.com/archives/115949/video-audio-our-lebanese-deeply-rooted-heritage-a-dialogue-between-colonel-charbel-barakat-his-grandson-%d8%a5%d8%b1%d8%ab-%d9%88%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%ab-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

 

تشييع الرقيب الشهيد جورج فيليب أبو شعيا

وطنية/18 شباط/2023

شيعت قيادة الجيش وأهالي بلدة أبلح- قضاء زحلة الرقيب الشهيد جورج فيليب أبو شعيا الذي استشهد بتاريخ 16/2/2023 في بلدة حورتعلا- البقاع، في حضور حشد من المواطنين والعسكريين. بدأ التشييع بإقامة مراسم التكريم من أمام مستشفى زحلة الحكومي، حيث أدت له ثلة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وجرى تقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثم نقل الجثمان إلى بلدته أبلح، حيث أقيم حفل التأبين، في حضور العقيد محمد الحلبي ممثلا وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وألقى كلمة بالمناسبة، جاء فيها: "لقد آلى الجيش على نفسه ملاحقة المجرمين أينما وجدوا وعلى رأسهم مروجو المخدرات، وإحباط مخططاتهم الخبيثة وتفكيك عصاباتهم، وذلك في إطار توليه مسؤولية الأمن والاستقرار في لبنان. سوف تواصل المؤسسة العسكرية تحمل مسؤولياتها مهما عَظُمت، وإنّ لنا في دماء شهدائنا الأبرار أمثال البطل جورج، خيرُ حافزٍ على متابعة المسيرة، فدماؤه لن تذهب هدراً، وإرثه المشرق سَيُنير دربنا وسيبقى حاضراً في وجداننا".

 

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 18 شباط 2023

وطنية/18 شباط/2023

 صحيفة البناء

ـ كواليس

توقعت مصادر سياسية أن تحكم علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر نتائج محاولة كل منهما رسم مسار رئاسي منفصل عن الآخر بحيث تتم صياغة التحالف مجددا كحاجة متبادلة ولكن على قاعدة حجم الدور يقاس بدرجة الحاجة وفق معادلة ثنائية اسم الرئيس مقابل المشروع.

ـ خفايا

توقفت أوساط سياسية ودبلوماسية وإعلامية امام الاطلالة التي نظمها قائد الجيش العماد جوزف عون حول الملف الصحي وما تضمنه من حضور خطابي لما بدا إعلانا رئاسيا لتعميم خبرة الجيش في ادارة الملفات على المستوى الوطني.

صحيفة الجمهورية

ـ سجّلت دولة مؤثرة، التقصير في مساعدة الأسر الأكثر حاجة في لبنان، ودعت إلى بذل جهود أكبر خلال الأزمة الاقتصادية للمساعدة.

ـ قالت شخصية سياسية، انّه إذا كانت العقدة الرئاسية المارونية غير قابلة للحل يُخشى الذهاب إلى خيارات أخرى لا تزال غير واضحة المعالم.

ـ قرّر مرجع رئاسي سابق أن يتدارك أخطاء نجله بمحاولة استيعاب كادرات حزبية نزحت عن الحزب لكنه يصادف الكثير من الصعاب.

صحيفة اللواء

ـ همس

ما تزال قوى لبنانية نافذة، تستجمع المعلومات عن حصيلة ما سمعه نواب لبنانيون في واشنطن، خارج المسموح بنشره أو إعلام الرأي العام به..

ـ غمز

تبيَّن أن نائباً كان وراء ما عرف «بالمصادر الأميركية» في ما خص ثبات الشبهة المالية على مسؤول مالي لجهة العلاقة مع حزب بارز..

ـ لغز

وضعت سفارات غربية طرق اتصال بمواطنيها في بيروت، مع نشرة دورية شبه يومية، حرصاً على سلامتهم وأمنهم!

صحيفة النهار

ـ ترويج للتمديد لحاكم مصرف لبنان

بدأ وزير المال يروج للتمديد مجددا لحاكم مصرف لبنان ردا على الشائعات عن عقوبات تشمله قريبا بما يؤكد استمرار مرجعيته السياسية في توفير الحماية له.

ـ تحميل مصرف لبنان المسؤولية كاملة

لوحظ ان جمعية المصارف ترد للمرة الاولى بشكل مباشر على المودعين وتحمل مصرف لبنان المسؤولية كاملة عن صرف الاموال من دون الاخذ باراء المصارف.

ـ بماذا يطالب "التيار الوطني"؟

يتردد ان من مطالب التيار الوطني الحر اعادة المدير العام للجمارك الى ممارسة مهماته بعدما وضعه رئيس حكومة تصريف الاعمال في التصرف.

ـ اندفاع كبير وتنافس

سجل اندفاع كبير وتنافس بين المجموعات اللبنانية على التوجه الى سوريا لتقديم العون في اعمال الاغاثة.

ـ تقلّص حركة المرشحين للانتخابات البلدية

لوحظ تقلّص حركة المرشحين للانتخابات البلدية والاختيارية في معظم المدن والبلدات بعدما بات الجميع في أجواء التأجيل.

ـ خريطة طريق

اعتُبرت كلمة نائب بارز في ندوة حول ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وبحضور شخصية عربية، بمثابة خريطة طريق للإضاءة على ما واكب مرحلة ما قبل استشهاده.

صحيفة نداء الوطن

ـ وردت شكاوى من جهات غربية عبر الانتربول إلى الجهات القضائية اللبنانية تفيد عن قيام جهات وأفراد في لبنان باستخدام بطاقات مصرفية مسروقة لسحب أموال وشراء أغراض عبر الإنترنت. واللافت أن الجهة القضائية المولجة بملاحقة الجرائم المالية لم تحرك ساكناً كون الجهات والأفراد المتهمين هم من نفس الفريق السياسي الذي تنتمي إليه هذه الجهة القضائية.

ـ علم أنّ أحد الوزراء طلب من موظفي الوزارة مواكبته في أحد البرامج التلفزيونية مع وعد بتأمين البنزين لسياراتهم لكن الموظفين لم يلبوا طلبه لأنه سبق ووعدهم بتأمين البنزين من أجل الحضور بشكل منتظم إلى العمل لتأمين سير عمل الوزارة، لكنه لم يفِ بوعده.

ـ حاول رئيس تكتل سياسي الدخول في بازار لتحريك تمويل عدد من المشاريع المحسوبة عليه على غرار تمويل خطة الكهرباء لكن محاولاته فشلت لرفض مرجع حكومي الدخول في هذا البازار بسبب الخلاف السائد بينهما.

الأنباء

*ايحاءات مقلقة

إيحاء إلى وجود جهات تقف خلف التوتير الأمني في البلد والمقلق ان هذه الاشارات تأتي من مرجعيات رسمية.

*احتمال التصعيد

فُهم من تصريحات عالية السقف في الأيام الأخيرة ان احتمال التصعيد في لبنان والمنطقة وارد في أي لحظة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 18 شباط 2023

وطنية/18 شباط/2023

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الاسبوع ما قبل الأخير من هذا الشهر-شباط\ محكٌّ متقدم وصعب على مسارات عدة مصيرية: من الاتصالات والمشاورات الداخلية, وبعض الخارجية في شأن الاستحقاق الانتخابي الرئاسي المعلّق منذ أربعة أشهر\ الى مواجهة الأوضاع العمالية والمعيشية المذلة\ امتدادا" الى المشكلة المتعلقة بالمصارف والمال\ وصولا" الى النقد وسعر صرف الدولار.. ولقد شرع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي باجتماعات كثيفة لمتابعة الموضوع.. وكذلك يُعقد اجتماعٌ لمجلس البنك المركزي بعد ظهر الاثنين.

في الغضون\ وفي خضم توالي مواقف متقابلة حيال الانتخاب الرئاسي\ بينها للنائب باسيل وكذلك للنائب محمد رعد والنائب تيمور جنبلاط :

رئيس البرلمان نبيه بري سيتابع/ بحسب أوساط سياسية مطلعة\ اتصالاته ومشاوراته الرامية الى تأمين حالة داخلية مرنة بين معظم الأفرقاء السياسيين-إذا أمكن\ بما يوفّر أجواءً تساهم في تحديد جلسة انتخابية-تبقى مفتوحة إلى حين انجاز انتخاب رئيس للجمهورية...

بالتوازي\ يستمر البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي في اتصالاته غير المعلنة\ وعبر موفدين من الصرح الى عدد من الشخصيات والجهات السياسية المسيحية المعنية\ من أجل بلورة أجواء وتصورات تصبّ في النهاية في خانة الإسراع نحو انتخاب رئيس للجمهورية...

دبلوماسيا\ يُنتظر أن تستمرالسفيرة الفرنسية آن غريو\ في لقاءاتها مع مسؤولين وقادة أحزاب في لبنان\ متابعة" لنتائج لقاء باريس الخماسي الذي عُقد في شأن لبنان منذ اثني عشر يوما".. 

معيشيا"\ الإتحاد العمالي العام دعا لعقد لقاء طارئ واستثنائي موسع لشركاء الانتاج: أصحاب عمل وعمال ومهن حرة\ والقطاعات الحيوية والتربوية\ في مقر الاتحاد قبل ظهر الاثنين المقبل من أجل إطلاق النفير العام بشعار: أنقذوا الوطن...

في الغضون\ على مستويات إعلامية\ وتحديداُ ما يتعلق بتعاون ٍ بين لبنان وفرنسا في دعم وحدات وزارة الاعلام\ ضمنها تلفزيون لبنان وإذاعة لبنان والوكالة الوطنية\ زيارةٌ ولقاءاتٌ للوزير زياد مكاري في باريس...

تفاصيل النشرة نبدأها من مواقف في الاستحقاق الرئاسي ..

في الجمعية العمومية لقطاع الشباب في التيار الوطني الحر في الربوة بحضور الرئيس العماد ميشال عون\ أطلق رئيس التيار النائب جبران باسيل\ سلسلة انتقادات لم يوفر فيها ومن دون تسمية\ أيا" من الجهات السياسية القريبة من مرشحين أساسيين لرئاسة الجمهورية\ ومن المرشحين أنفسهم. وحذّر : " لا أحد يهددنا بالفوضى أو بعقوبات أو بفراغ في المجلس والحكومة".. رئيس الجمهورية  نختاره بقناعتنا\ ولا أحد يفرضه علينا. ورئيس جمهورية على ضهر الفوضى, متل رئيس على ضهر الدبابة الاسرائيلية..

وفي سياق كلمته قال :" إن حلمنا لا يشيخ\ والاصلاح على الفساد سيتحقق\ ورياض سلامة ستتم محاسبته\ واذا لم يُحاسَب شخصٌ متلو، فلا ينتصر الوطن"...: إنهم "يريديون اصلاح، وأيضا يريدون الاجتماع والإتيان برئيس جمهورية فاسد\ ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي أفسد منهم وبحمايتهم؛ و"بيزعلوا اذا قلنا لا"... ف "لا وألفُ لا".. ونحن رح ننتصر.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الأسبوع المقبل يقرأ من عنوانه  فهو حافل بالاضرابات او تمديد الممدد منها من اضراب رابطة الأدارة العامة واساتذة التعليم المهني ومعهم بقية الاساتذة في الاساسي والثانوي الذين اعلنوا تمديد الاضراب لاسبوع اضافي حتى تحقيق المطالب بالاجر العادل والكافي لحياة كريمة لائقة بالغذاء والمسكن والطبابة والاستشفاء والدواء والكهرباء وحتى تعليم اولادهم لان الزيادات على الرواتب بالليرة اللبنانية مهما بلغت لن تحل المشكلة لا بل يجب ان تكون مرتبطة بمؤشر ثابت وبذلك تم وضع الاصبع على الجرح وفق ما يرون. جرح في حال وقع فلن يتمكن صاحبه من ايجاد دواء او كمادات يداوي بها هذا الجرح، اذ اعلن نقيب الصيادلة جو سلوم بدوره ان لا خيار الا بالاضراب المفتوح الذي سيبلغه بإسم نقابتي الصيادلة والمستشفيات نهار الاثنين المقبل للمجتمعين في مقر الاتحاد العمالي العام لايجاد معالجة ومضاد حيوي للجرثومة وهي الانهيار الحاصل.

وفيما لم يصدر حتى الآن أي بيان أو موقف عن جمعية المصارف حول فتح أبوابها صباح الإثنين أو الإستمرار بالإضراب دعوات لها  للتجاوب مع الحكومة والعودة إلى العمل.

في المشهد الاقليمي وبينما لا يزال الشعب السوري يلملم ضحايا الزلزال نفذ تنظيم داعش الأرهابي بريف حمص الشرقي مجزرة حصدت اكثر من خمسين سوريا واسر عددا آخر اما في الولايات التركية فعمليات رفع الركام وازالة المباني المتصدعة تتواصل فيما يستمر مشهد العثور على المزيد من الناجين على الرغم من مرور ثلاثة عشر يوما على نكبة الزلزال المدمر.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

جملة استحقاقات تتطلب أجوبة بدءا من الإثنين، مطلع الاسبوع:

الاستحقاق النيابي: ماذا سيقرر رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنسبة إلى هيئة مكتب المجلس وجلسة التشريع؟ هذا يستدعي جوابا.

الاستحقاق المصرفي: ماذا ستقرر جمعية المصارف بالنسبة إلى الإستمرار في الإقفال أو الحلحلة الجزئية؟ هذا يستدعي جوابا.

الاستحقاق التربوي: ماذا ستقرر المدارس ولاسيما الرسمية، التي مازالت في إضراب، وقد اقتربت السنة الدراسية من منتصفها؟ هذا يستدعي جوابا.

حياتيا: ماذا سيكون عليه القرار بالنسبة إلى التسعير بالدولار في السوبرماركت، بعد الرفض العارم لهذا القرار، واحدث هذا الرفض العالي السقف، من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط؟ هذا يستدعي جوابا.

وقبل الدخول في الأسبوع، حرك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المستنقع السياسي، فرد بالمباشر على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بكلمة مكتوبة وفي حضور الرئيس ميشال عون. قال باسيل في رده: "بدل ما يلي عنده قوة يستعملها على الغرب، يستعملها على رياض اسهل". باسيل تابع رده على نصرالله فقال: "ما حدا يهددنا بالفوضى او بعقوبات، قديمة هيدي... او بالفراغ وبالحكومة وبمجلس النواب... رئيس الجمهورية اما منختاره بقناعتنا، وما حدا بيفرضه علينا... ورئيس جمهورية على ضهر الفوضى متل رئيس على ضهر الدبابة الاسرائيلية"، قاصدا هنا الرئيس بشير الجميل. وهذه الجملة التي استعملها النائب السابق عن حزب الله في مجلس النواب، نواف الموسوي، واستدعت ردا عنيفا من النائب نديم الجميل.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

من جبل بعبدا إلى ربوة باسيل نهاية رئيس خرج من القصر وسلم البلاد إلى القعر  وفي الجمعية العمومية لقطاع الشباب في التيار الوطني الحر أطفأ المؤسس ميشال عون شمعة عامه الثامن والثمانين على أمنية " ليت الشباب يعود يوما" وأطلق تحذيره الأخير للمسؤولين الذين يسعون للتجديد لحاكم مصرف لبنان من أن هذه الخطوة ستكون نهاية لبنان والضربة الأخيرة. وإذا كان التجديد لحاكم المركزي بحسب عون نهاية للبنان الكبير كان الله بعون لبنان وحماه من ضربة جبران باسيل القاضية على مؤسسات الدولة واستحقاقاتها الدستورية فرئيس التيار نصب نفسه حاكما بأمر الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي وأمام أشبال التيار كان  قاضيا على المركزي حيث تحول حلمه بإطاحة الحاكم إلى كابوس يراود كل إطلالاته الإعلامية والسياسية فصل باسيل الإصلاح والفساد على مقاس أهوائه وبعد شعار "ما خلونا" أجرى عملية إحصاء وخرج بنتيجة أن جمهور الفساد أكبر من جمهور الاصلاح  باع جبران أوهامه إلى طلائع الشبيبة في عملية الهروب الكبير من مسؤولية تياره في ما آلت إليه أحوال البلاد وهو التيار الذي تقاسم والمنظومة كل الإدارات والصفقات والسمسرات وكان شاهدا على كل عمليات تبييض الفساد في التوظيفات والتشكيلات في كل مراكز الدولة الحساسة منها وفاقدة الإحساس بالمسؤولية الوطنية. ولم يكاشف رئيس التيار اشباله انه وبناء على اقتراح رئيس الجمهورية جدد للحاكم ولاية من ست سنوات  في جلسة الالفين وسبعة عشر مصادر مقربة من حاكم المصرف المركزي نقلت عنه  قوله (بدي اخلص وامشي..) وأن التجديد لم يطرح للنقاش مع  سلامة  ولم تتواصل أي جهة سياسية معه حول هذا الامر وأضافت المصادر أن لا رغبة لحاكم مصرف لبنان بالبقاء في موقعه  وهو على تصريحه السابق أنه ينتظر تاريخ تقاعده خاصة  للخروج من مصرف لبنان وبحسب المصادر نفسها تساءل الحاكم عن إضراب المصارف التي كانت أكثر من استفاد في الازمة المالية  وما مصير الاقفال الذي يزيد من تأزم الوضع المالي والدولار وعلى قاعدة "عليي وعلى أعدائي" فتح باسيل النيران باتجاه حارة حريك وقال يريدون الإصلاح والاتيان برئيس جمهورية فاسد ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي أفسد منهم وبحمايتهم و"بيزعلوا اذا قلنا لا"  "لا ومئة لا"  من يريد دولة واصلاح بالقوة التي يملكها بدل ان يستخدمها ضد الغرب فليستخدمها ضد شخص كرياض سلامة وأضاف باسيل "رئيس الجمهورية منختارو بقناعتنا وما حدا بيفرضه علينا وساوى بين رئيس جمهورية على ضهر الفوضى ورئيس على ضهر الدبابة الاسرائيلية وفي خطاب الربوة تحول باسيل الى لبوة وانقض على الاسد مبرمجا خطة الخروج التمهيدي من التحالف مع حزب الله وعارضا مرة جديدة بضاعته للدول للوصول الى مرحلة رفع العقوبات عن شخصه ..وازالة العوائق امام ترشيحه للرئاسة مختصر وغير مفيد .. لجمهور التيار وشبابه المجتمعين تحت عرينه اليوم للاستماع الى مسار نضالي مزيف عرضه الشبل  الذي لا يكبر في السياسة. هو يخفي عن شبابه حقائق  حكمه في الدولة وتحكمه في وزارتها وصولا الى ان اصبح فيها حالة  ميؤوس منها وتقترب من المرض السياسي العضال. فللشباب اليوم والرئيس الحاضر بصفة شاهد بعد ان حكم شاهدا من غير ملك: كل ما استمعتم اليه اليوم كان عبارة عن اوهام لرجل لا ينام ولديه الطاقة بوازارتها المتعدد لأن يبقي البلد رهن عقباته وعقوباته.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

عند رعبهم يعلق الهاينة من ميرهم المحتوم بحرب داخلية ستبدد اوهام كيانهم المزعوم، وعند ذهولهم لا يزالون من مواقف الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نر الله ومعادلاته التي لا يستطيعون تخطيها، ومن فهمه ومعرفته التفيلية لواقعهم المأزوم . فاضافوا على كلامه اليوم تسريبات لقادة اجهزتهم الامنية الذين راوا امراً مذهلاً لم يكونوا يتوقعونه سابقا جراء الشرخ الذي ييب المجتمع الهيوني، والذي يعني بحسب هؤلاء بداية تفكك الكيان.

في البلد المقسم اهله والمفككة دولته - لبنان، لا من يريد البناء على مواطن القوة للنهوض، وانما غوص في اعماق المتاهات والاجتهادات الدستورية والخلافات السياسية التي لن تسمن البلد ولن تغني اهله من جوع.

مع كثرة الكلام من على منابر الطوباوية السياسية، فان سوء الواقع الاقتادي يفتك باللبنانيين، والدولار يقضي على ليرتهم، والمعنيون تائهون يترقبون اذناً اميركياً من خلف البحار او حتى من خلف جدران عوكر للعمل ، فيما خير العمل الذي يحتاجه البلد واهله هو كسر الحار بالعديد من الخيارات المتاحة.. وواقع الحال يحتاج الى رجال دولة ينظرون الى الوطن الذي يتداعى لانقاذه، لا ان يستغرقوا في حسبة المكاسب السياسية وغير السياسية عند كل خطوة على الساحة الوطنية. واول الحلول التي تجب الكثير من الاعتراضات، وتخفف اعباء الراخ السياسي واثقال الاجتهادات، هو الذهاب لانتخاب رئيس للجمهورية - بعيداً عن التحدي والمكاسرة التي تضعف الموقف الوطني كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فحزب الله عرض على جميع اللبنانيين التفاهم على شخ الرئيس الذي يلح لهذه المرحلة، ورفض اي مرشح من اي طرف كان يوف بمرشح التحدي، لكن البعض مر على استخدام مرشح "البدل عن ضائع".

ووسط كل هذا الضياع الذي ييب بلدنا والمنطقة والعالم، أكد الامام السيد علي الخامنئي في ذكرى المبعث النبوي الشريف على اولوية القضية الفلسطينية التي يسري اليها اهل الحق عما قريب. اما اهل الضلال فلم يردعهم حتى الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، فقامت جماعات داعشية بارتكاب مجزرة بحق مزارعين في ريف حمص.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

اطلاق النار السياسي لم يتوقف في عطلة نهاية الاسبوع . رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل استغل مناسبة حزبية ليوجه سهامه في اتجاه الجميع : الخصوم والاعداء ، وحتى الحلفاء وحلفاء الحلفاء ! فهو اكد انه لن يحضر الجلسة الاشتراعية وانه لن يقبل بالتمديد لاشخاص . وانتقد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله من دون ان يسميه قائلا: " بدلا من تهديد الغرب ليتهم يوقفون حمايتـهم لرياض سلامة . اضاف: "بدهم يعملو اصلاح بس بدهم يجتمعو ويجيـبولنا رئيس فاسد ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي افسد منهم وبحمايتهم".

موقف باسيل يعني امرا واحدا: العلاقة بينه وبينه حزب الله تزداد سوءا، والسبب: رئاسة  الجمهورية. فهو على موقفه الرافض فرنجية، فيما الحزب يقترب اكثر فاكثر من تسمية فرنجية كمرشح له . وهو ما كشفه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اذ اكد أن الحزب لم يفصح حتى الان عن مرشحه، مضيفا: "لكن لدينا من نرغب في ان يكون رئيسا للجمهورية ، ونريد ان نطرحه لاقناع الاخرين به". فهل يطرح حزب الله علنا ورسميا فرنجية لرئاسة الجمهورية، ما يفتح عليه ابواب الجحيم الباسيلية؟ والاهم: الا يعني اصرار حزب الله على فرنجية، رغم معارضة باسيل وعون والتيار، انه لم يعد يهتم بشريكه في تفاهم مار مخايل، وان التفاهم مات لكنه ينتظر من يدفنه؟

اقتصاديا، الوضع أكثر هدوءا. الدولار تراجع حوالى الفي ليرة ليستقر على 78 الف ليرة، بعدما كان تجاوز سقف ال 80 الف ليرة. والاهم ان المؤشرات توحي الايجابية. اذ علمت ال"ام تي في" ان مصرف لبنان ينتظر فك اضراب المصارف لكي يتخذ اجراءات للجم ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء، وتؤدي حتى الى خفضه من جديد. وقد علم من جهة ثانية ان المساعي لفك اضراب المصارف بلغت مرحلة متقدمة، وان من المتوقع ان تعود الى العمل في الاسبوع الطالع، ما يسهم في نزع صاعق الفوضى الاجتماعية التي كادت تهدد الوضع برمته منتصف الاسبوع الحالي. التفاؤل المالي النسبي لن يلغي التحركات العمالية الكبيرة يوم الاثنين المقبل. فقد تداعى الاتحاد العمالي العام لعفد لقاء طارىء و استثنائي موسع لجميع القطاعات الحيوية والاساسية، وذلك لاطلاق النفير العام تحت شعار "انقذوا الوطن". كما دعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين جميع العمال والمستخدمين والمعلمين والموظفين والعسكريين والمتعاقدين للنزول الى الشارع والاعتصام امام مجلس النواب عند الرابعة من بعد ظهر الاثنين المقبل، وذلك لاسقاط السياسة النقدية التدميرية ورفضا لافقار الناس وتجويعهم. فلمن ستكون الكلمة الفصل في النتيجة: للمسؤولين الذين استفاقوا اخيرا على خطورة الوضع ، وقرروا اتخاذ خطوات للجم الدولار، ام للشارع الموجوع والمنتفض الذي تجاوز الوضع الاقتصادي الاجتماعي عنده كل الخطوط الحمراء؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

"كان معو حق". بالنسبة الى كثيرين، قد تكفي "الجنرال" هذه العبارة، "حتى يكون حقو وصلو"، معنويا على الاقل، بعد سنوات طويلة من الحملات الممنهجة، وعمليات الاغتيال السياسي المكشوف. في الستينيات، حذر المسؤولين من مخاطر انفلاش السلاح الفلسطيني، ومن خطر التوطين، "وكان معو حق". في السبعينيات، نقل الى المعنيين تخوفه من محاذير دخول الجيش السوري الى لبنان، "وكان معو حق". في الثمانينيات، نبه من خطورة الرهان على الاجتياح الاسرائيلي، ونصح بعدم تكرار تجربة انور السادات في لبنان، "وكان معو حق".

عندما صار قائدا للجيش، توجه الى العسكريين بالقول: عليكم أن تختاروا بين أن تكونوا مرتزقة للعبة دولية أو جنودا للوطن والهوية، ونحن خيارنا الوطن والهوية، "وكان معو حق". عندما عين رئيسا للحكومة، خير اللبنانيين بين الدولة والدويلة، وكرر ان لبنان لا يحكم من دمشق، ولا يحكم من بيروت ضد دمشق، وطالب بتطبيق القرارين 425 و520 لتحرير لبنان، و"كان معو حق".

في مرحلة اقرار الطائف، حذر من ان الاتفاق لن يؤدي الى انسحاب الجيش السوري من لبنان بعد سنتين، وان الاصلاحات الواردة فيه تؤدي الى شلل في الحكم لتشريع الوصاية، "وكان معو حق". في التسعينيات، كرر من المنفى ادانة السياسة الاقتصادية والمالية المتبعة، القائمة على الاقتصاد الريعي وتثبيت سعر الصرف من جيوب اللبنانيين، "وكان معو حق".

منذ بداية الالفية الثالثة، بدأ يبشر بقرب تحرير لبنان، بناء على معطيات داخلية وخارجية، "وكان معو حق". عام 2006، شدد على التفاهم بين اللبنانيين، واعتبر ان وثيقة مار مخايل المفتوحة امام الجميع، تساهم في الاستقرار ومنع الفتنة، "وكان معو حق". خلال حرب تموز 2006، اتخذ موقفا واضحا بالوقوف مع شعبه في مواجهة العدوان، "وكان معو حق". سنة 2011، كان صوته صارخا في برية الارهاب الزاحف تحت عنوان الربيع العربي، وكان تنبيهه التاريخي من فوضى النزوح السوري الى لبنان، "وكان معو حق".

في ال2013، طرح اقتراح قانون يقضي بإنشاء محكمة خاصة للجرائم المالية، وردد مرارا أن لبنان بلد منهوب وليس مكسورا، "وكان معو حق".

في موضوع ثروة الغاز والنفط، التي اصر على اقرار مراسيمها في بداية عهده بعد سنوات من التأخير، "كان معو حق". في ال2017، حين منع انعقاد مجلس النواب للتمديد، ورفض توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل اقرار قانون انتخاب يصحح التمثيل، ويمنح المنتشرين حقهم في الاقتراع من الخارج، "كان معو حق". بتأمين الغطاء السياسي الكامل لعملية فجر الجرود التي ادت الى تحرير الاراضي المحتلة من داعش والنصرة، وتحرير العسكريين المخطوفين واستعادة جثامين الشهداء، "كان معو حق".

بفرض إقرار اول موازنة عامة للبنان منذ سنوات، لاستعادة الانتظام المالي المفقود، ومن خلال المطالبة بالتدقيق الجنائي، وتأمين الغطاء الرئاسي للقضاء كي يتحرك ضد الفساد، "كان معو حق". بالوقوف الى جانب الرئيس سعد الحريري في المحنة التي تعرض لها إثر احتجازه، "كان معو حق". بالخطط والمشاريع والاوراق التي طرحها طيلة ثلاث سنوات من ولايته الرئاسية لمحاولة تفادي الوقوع بالمأساة، "كان معو حق". بدعوته الى التحرر بعد التحرير، والى تحرير العقول المحتلة بعد تحرير الارض، "كان معو حق". برفضه اي تجديد لحاكم مصرف لبنان في بداية عهده، على عكس كل المرجعيات والاحزاب والدول، "كان معو حق".

واليوم ايضا، باعتباره خلال كلمة موجهة الى الشباب، ان التمديد لرياض سلامة هو الضربة القاضية ونهاية لبنان، "اكيد معو حق".

على مدى ثمانية وثمانين عاما، وفي كل تلك المحطات وسواها الكثير، "الجنرال كان معو حق". اما الآخرون، الذين لم يسمعوه او حاربوه او طعنوه، ولا يزالون، فهم الذين يسألون ويساءلون، لأنهم كانوا دائما… يدرون، ماذا يفعلون.

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

عون: أحذر من التجديد لحاكم مصرف لبنان

وطنية/18 شباط/2023

غرد الرئيس العماد ميشال عون عبر "تويتر": "أحذّر كل المسؤولين الذين يسعون للتجديد لحاكم مصرف لبنان من هذه الخطوة التي ستكون نهاية لبنان والضربة الاخيرة التي ستسقطه نهائيا".

 

ميشال عون ينتظر "اللحظة المناسبة" لإعلان وفاة "التفاهم" مع "حزب الله"...وهذه هي الأسباب!

فارس خشان/18 شباط/2023

يملك “حزب الله” ما يكفي من معلومات عن أنّ الرئيس السابق للجمهوريّة ميشال عون هو من يسهر على إسقاط “تفاهم مار مخايل”، وأنّ رئيس “التيّار الوطني الحر” جبران باسيل ينفّذ رغبة والد زوجته بحماسة كبيرة. ولم ينطق الأمين العام ل”حزب الله” حسن نصرالله بتشخيصه السلبي للعلاقة بين حزبه و”التيّار الوطني الحر” إلّا بعدما تأكّد من المعلومات المجمّعة لديه وقاطعها مع حيثيات “اللقاء البارد جدًّا” الذي كان قد جمع وفدًا من “حزب الله” بعون شخصيًّا، في دارته في الرابيه أخيرًا. وتفيد مصادر متقاطعة بأنّ كلام نصرالله، أمس عن أنّ “التفاهم مع التيّار الوطني الحر في موقع حرج” هو تجميل للواقع، إذ إنّ التفاهم بينهما ميت ولكن لم يتمّ بعد اختيار اللحظة المناسبة لإعلان وفاته. من سبق لهم أن بحثوا في هذا الموضوع مع عون سمعوا منه كلامًا قاسيًا عن “حزب الله” إذ حمّله مسؤوليّة فشل عهده و”تشويه تاريخه” وتوجهه حاليًا الى “دفني وأنا حي”، متوهّمًا “أنه يمكنه أن يأكلني لحمة ويرميني عظمة”، مساويًا “بيني وبين أميل لحود”، جازمًا بأنّ الانتخابات الرئاسيّة لن تأتي، “طالما أنا في الوجود، إلّا برئيس بيعجب خاطركم”. ويعتقد هؤلاء بالإستناد الى ما سمعوه من عون أن الرئيس السابق للجمهوريّة يتحيّن اللحظة المناسبة لإعلان افتراقه النهائي سياسيًّا عن “حزب الله”، ولكنّهم لم يستطيعوا أن يحدّدوا هذه اللحظة، علمًا أنّ كلّ الكلام كان يدور حول موضوع الشخصية التي يمكن أن يستقرّ عليها موقف “حزب الله” في الانتخابات الرئاسيّة، فرئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجية حجة وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون حجة أدهى. هل يظهر عون جدّية في توجهه هذا أم أنّه يناور لمصلحته في الانتخابات الرئاسيّة؟ من يحثوا في هذا الموضوع مع “الجنرال” يعتقدون بأنّ عون لا يطلب سوى أن يتوّج الجزء الأخير من حياته بالإنفصال عن “حزب الله”، فهو لا يريد أن يغادر هذه الدنيا على خصومة مع أكثريّة لبنانيّة تعتبر، سواء عبّرت عن ذلك أو أحجمت، أنّ “حزب الله” دمّر الدولة اللبنانيّة وأنّ من يحالفه شريك في هذا الدمار. وثمّة من يراهن على أنّ وفاة التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” سوف تُعلن في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

“لقاء باريس” والإنذار الأخير

طوني جبرا/المركزية/18 شباط/2023

بعد أسبوعين على “لقاء باريس” الذي جمع الخبراء في الملف اللبناني من كبار الموظفين في وزارات الخارجية الاميركية، الفرنسية، السعودية، القطرية والمصرية بقي الجدل قائما في الكواليس السياسية والديبلوماسية بين من يرغبون بالبحث عن العوامل المشتركة التي يمكن ان تؤدي الى نوع من التنسيق بين الداخل اللبناني والخارج من اجل تسهيل الخطوات الاولى الآيلة الى رسم خريطة الطريق المؤدية الى سكة التعافي والإنقاذ  في ظل التعقيدات المتحكمة بالساحة اللبنانية بين م يدعي ان مفاتيح الحل في لبنان ومن ينتظر انفراجات اقليمية ودولية تسهل الوصول الى الحلول الممكنة.

فليس صحيحا – كما تؤكد كواليس “السفراء الخمسة” لـ “المركزية” – كما بالنسبة الى العديد من الديبلوماسيين الاجانب ان العقدة كلها في الخارج، ولو كان ذلك منطقيا لانفجرت الساحة اللبنانية قياسا على حجم التوتر الاقليمي والدولي،   وأن على اللبنانيين خوض غمار الانقاذ بأدوات وآليات سياسية ودستورية وادارية ومالية لبنانية لا تمتلك التقرير في شأنها  اي جهة خارجية. وهي محطات مطلوبة بالسرع وقت ممكن توصلا الى المرحلة التي يمكن فيها طلب العون الدولي لمساعدتهم  على القيام ببعض الخطوات الانقاذية سواء من خلال الدعم المالي او السياسي.

على هذه القاعدة بنيت الرهانات على “لقاء باريس” الذي ينته الديبلوماسية الفرنسية على مراحل عدة بدأت بلقاءات ثنائية فرنسية – اميركية الطلقت من القمة الاولى واليتيمة التي عقدت بين الرئيسين ايمانويل ماكرون وجو بايدن العام الماضي على أنقاض مسلسل مبادراته اللبنانية منذ تفجير مرفأ بيروت، قبل ان تنشأ القناة الديبلوماسية بينهما على أكثر من مستوى في موازاة القناة الفرنسية – السعودية التي فتحت منذ الجولة الاخيرة لماكرون على دول الخليج العربي والتي أثمرت إنشاء الصندوق الفرنسي – السعودي المشترك الذي اقترب من رفع مؤونته المالية الى 70 مليون يورو تخصص للمشاريع التي انطلقت بنصف المبلغ عند تأسيسه. وقد كان ذلك قبل ان تنضم الديبلوماسية القطرية الى هذه المجموعة الثلاثية عاملة على خط التنسيق بين هذه الدول والجمهورية الاسلامية الايرانية  من اجل البحث في اكثر من ملف يعني العلاقات الثنائية بين طهران وهذه العواصم عدا العطب الاخير الذي أصاب علاقات طهران مع باريس نتيجة الاتهامات المتبادلة بالعمالة لمواطنين فرنسيين على وقع الاتهام الفرنسي كما الغربي لها بانتهاك حقوق الإنسان والاحتجاج على طريقة التعاطي مع الايرانيات بعد مقتل مهسا أميني والاحتجاجات التي أعقبت الحادثة.

وعليه لم تكن العلاقات الاميركية مع طهران افضل بكثير،  فمسلسل اللقاءات لترميم الاتفاق  النووي الايراني جمدت وإنطلقت عملية اخرى لمعالجة اوضاع موقوفين اميركيين في طهران تقودها قطر وعبر  قنوات اخرى جانبية لتبادل الموقوفين بين طهران وواشنطن.

على هذه الصفائح الساخنة، التي لم تلجمها بعد اللقاءات الاقليمية الدولية، جاء “لقاء باريس”  للبحث في آلية تساعد اللبنانيين على تجاوز الازمات فكان اجماع من الاطراف الخمسة على ان الخطوة الاولى مطلوبة في بيروت، وجاءت الجولة التي قام بها السفراء الخمسة لابلاغ اللبنانيين بهذا التوجه الجامع مع قطع الوعود بما يمكنهم القيام به بعد انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تتعاطى بالطرق الدستورية مع هذه الحكومات والمؤسسات المانحة لتساعد اللبنانيين على تجاوز المطبات المالية والنقدية التي انعكست بوجوها السلبية على مختلف وجوه حياة اللبنانيين من دون استثناء والتي بلغت من السوء ما لا يتحمل مسؤوليته أي طرف خارجي مهما كانت قدراته قياسا على فشل المنظومة في مواجهة اي استحقاق داخلي وحجم الفساد المستشري الذي انعكس ضياعا لاموال اللبنانيين حتى الافلاس .

ولما انتهت الجولة الخماسية ظهر الحراك الفرنسي منفردا على الساحة اللبنانة، فجالت السفيرة آن غريو  التي نالت تفويضا خماسيا بدأ منذ لحظة انتهاء “لقاء باريس” للتحرك وفق ما انتهى اليه اللقاء بغية تعميم مجموعة الملاحظات والنصائح على اللبنانيين فبدأت بجولة شملت حتى الان كلا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية قبل ان تعود مرة ثانية الى عين التينة في زيارة منفردة فصلت بينها أربعة أيام عن اللقاء الخماسي الشامل.

وعليه طرح السؤال: ما الذي أرادته السفيرة الفرنسية من بري؟ ترد المصادر الديبلوماسية عبر “المركزية” لتؤكد ان القطيعة بين قصر الصنوبر وحارة حريك في الفترة الأخيرة متأثرة بالتوتر على خط باريس – طهران أحيت دور عين التينة لتكون قناة التواصل والمعبر الإجباري بينهما، وكان لا بد من استكشاف ما يمكن ان تنتهي اليه مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومراميها من خطوات سلبية امنية وسياسية ليس أوانها. وهو الذي رفع السقف عاليا قبل الزيارة بساعات قليلة بوجه “لقاء باريس”. فربطه بين التهديدات لاميركا واسرائيل واحتمال تفجير المنطقة ان بلغت ما يتصل بـ “حقل كاريش” لم تكن ولن تكون مرتبطة بأي عقدة تعيق تنفيذ ما انتهت اليه عملية الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل والدور الذي تقوم به شركة “توتال” الفرنسية بالتعاون مع الشريكين القطري الجديد والايطالي القديم لبدء العملية الاستكشافية في “البلوك رقم 9” بقدر ما شكلت انتفاضة يخشى انها استهدفت مشروع “اللقاء الخماسي” وما انتهى اليه من دعوة اللبنانيين للقيام بالخطوات الاولى المطلوبة ما لم تنتهي الى ما اراده الحزب من المواجهة المفتوحة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية ومرشحه الثابت وان لم يكن قد ترجمه في صندوقة الاقتراع على مدى اثنتي عشرة جلسة انتخابية.

والى ان تستكمل السفيرة الفرنسية جولتها على القيادات المعنية وخصوصا على رؤساء الكتل النيابية التي تواصلها الأسبوع المقبل باتت تنتظر اجوبة وتفسيرات من أكثر من جهة ولا سيما من “الثنائي الشيعي”.  فالديبلوماسيون يعرفون كل شاردة وواردة وقد ابلغوا حتى اليوم من التقوهم لأنهم لا يملكون سوى النصائح والاقتراحات العملية بالخطوات اللبنانية المطلوبة.

 

المصارف إلى فك الإضراب… و”المركزي” يتأهّب!

إم تي في اللبنانية/18 شباط/2023

علمت الـmtv أنّ إجراءات ستُتّخذ من قبل مصرف لبنان للجم ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء والعمل على خفضه. وأشارت المعلومات الى أنّ مصرف لبنان ينتظر فكّ إضراب المصارف لكي يتمكّن من اتخاذ الإجراءات المنتظرة، علماً أنّ حاكم المصرف رياض سلامة دعا الى اجتماعٍ للمجلس المركزي بعد ظهر الاثنين المقبل لمتابعة البحث في هذه الإجراءات التي كانت بُحثت مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. من ناحية أخرى، عُلم أنّ المساعي لفكّ إضراب المصارف بلغت مرحلة متقدّمة، ويتوقّع أن تعود الى العمل بشكلٍ طبيعي الأسبوع المقبل.

 

موظفو الادارة العامة يمددون إضرابهم

الوكالة الوطنية للإعلام/18 شباط/2023

عقدت الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، اجتماعا عبر تقنية “زوم”، قيمت خلاله وضع الإضراب الممدد لغاية الجمعة 17/2/2023، ضمنا، وناقشت ما آلت اليه التطورات الأقتصادية والمعيشية على الشعب وعلى الموظفين بشكل خاص، كما ناقشت ما وصلها بالتواتر عن الأجواء التي سادت اللقاءات بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير المالية الدكتور يوسف الخليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامه، حول ما يمكن ان يحقق للموظفين من مطالب. وخلصت في بيان إلى ما يلي: “إن الهيئة الإدارية للرابطة، اذ تلفت المعنيين كافة، الى ان حقوق الموظفين وحاجاتهم ومطالبهم التي ما هي الا الحد الأدنى من هذه الحقوق والحاجات، ليست مجرد أرقام تخضع لميزان الربح او الخسارة، على صيرفة او على غير صيرفة، انها حياة بشر، مواطنين وموظفين، ولهم الحق بالأجر العادل والكافي لحياة كريمة لائقة بالغذاء بالماء بالدفء بالطبابة والاستشفاء والدواء …بالكهرباء .. وبتعليم اولادهم، بالاتصالات ..بكل ما خسروه من رواتبهم، وليسوا مسؤولين عن السبب، وبالتالي باحتسابها على سعر 1500 ليرة للدولار الواحد.. انها مسألة حياة أرواح تزهق وليست ارقاما مصرفية”. واذ نوهت الجمعية بما افتتح به الرئيس ميقاتي لقاءه معها، حين أكد ان “زيادة الرواتب بالليرة اللبنانية مهما بلغت، لن تحل المشكلة، يجب ان تكون، مرتبطة بمؤشر ثابت، وهو بذلك قد وضع الإصبع على الجرح، لأننا ما كدنا نتقاضى أول زيادة للرواتب، تحت مسمى مساعدة، حتى اختفت قيمتها بفعل التحليق الصاروخي للدولار الأسود ولمنصة صيرفة”. اضاف البيان: “وإذ تؤكد الجمعية، مطلب صرف كل المستحقات على منصة خاصة لا تزيد عن خمس عشرة الف ليرة لبنانية للدولار الأميركي، ودمجها في صلب الراتب، وهذا مطلب أساسي، للحفاظ على قيمتها، تؤكد ان الزملاء الذين يزداد وضعهم تفاقما، ويخوضون معركة وجودية في وطنهم، لن يساوموا على حياة عائلاتهم تحت أي ظرف، كما تؤكد مطالبها، وعلى تمسكها بحقوق الموظفين المعنوية والمادية، وعلى مضيها في النضال لتحقيق هذه المطالب التي تكتفي في هذه المرحلة بالتالي منها:

1- زيادة ضعفين على الرواتب والاجور والمعاشات التقاعدية، وتعويضات الصرف الواردة في موازنة 2022 لتصبح خمسة أضعاف الراتب وسحبها على منصة صرف لا تزيد عن خمسة عشر الف ليرة لبنانية.

2- التغطية الصحية الكاملة والشاملة.

3- استعادة قيمة التقديمات الإجتماعية والمنح التعليمية بما يتناسب مع ارتفاع مؤشر الغلاء وأقساط المدارس الحالية .

4- تزويد الموظفين بقسائم بنزين تتناسب مع المسافات التي تفصل الموظفين عن مراكز عملهم أو ما يعادل قيمة 10 ليترات بنزين .

5- إفادة متعاقدي الساعة وعمال الفاتورة من التقديمات الصحية والاجتماعية وبدل النقل .

6- حل معضلة العلاقة مع المصارف بتنظيمها أو إنهائها “.

وختم البيان: “إلى أن يعترف أولي القرار بحق العاملين في الإدارة العامة ومتقاعديها بالحياة الكريمة وبالمواطنة الكاملة، والى ان يكفوا عن احتساب الموظفين أرقاما حسابية في ميزان مدفوعات مصرف لبنان، في حين غاب عنهم رقم مدفوعاتهم فقط عن بدل النقل، الذي لا تكفيه أضعاف ما يتقاضون وما تسمح المصارف بوصوله اليهم، تعلن الهيئة الإدارية للرابطة، تمديد الإضراب مع عدم الحضور الى مراكز العمل لغاية مساء يوم الجمعة الواقع فيه 24/2/2023 ضمنا، على أن تتخذ القرارات اللازمة تباعا، على ضوء التطورات”.

 

دولة عربية تحذّر مواطنيها في لبنان!

صحف/18 شباط/2023

دعت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، اليوم السبت، المواطنين الكويتيين المتواجدين في الجمهورية اللبنانية الشقيقة إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم والابتعاد عن مواقع الإحتجاجات والإضطرابات الأمنية في عدد من المناطق اللبنانية والالتزام والتقيد بالتعليمات الصادرة عن السلطات الرسمية المختصة.

وتدعو الوزارة المواطنين المتواجدين في لبنان إلى التواصل مع سفارة دولة الكويت في بيروت في حال الإستفسار أو لطلب المساعدة عبر هواتف الطوارئ التالية :- 009611792810 – 0096171171441

 

انعقاد الجلسة التشريعية في مهب الريح

اللواء/18 شباط/2023

أشارت مصادر نيابية إلى أن انعقاد جلسة تشريعية أصبح في مهب الريح بعد أعلنت الكتل النيابية مقاطعتها اب جلسة بحجة أن مجلس النواب هو هيئة ناخبة عليها أن تنتخب رئيس الجمهورية سريعا. ولفتت المصادر عبر “اللواء”، الى إن اجتماع هيئة مكتب المجلس لتحديد جدول الأعمال سيكون مشابها للاجتماع السابق أي أنه سينتهي قبل أن يبدأ. ورأت المصادر أن هناك ترقبا لهذا الاجتماع في حين أن لا دعوة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية ، مشيرة إلى أن نجاح مسعى بكركي لجمع النواب المسيحيين يتوقف على قرار الكتل النيابية مع العلم أن بعضها غير متشجع لها. وأوضحت أن هناك تحركات تسجل على الصعيد الرئاسي لكنها محدودة وستبقى قائمة بأنتظار الحل الكامل المتكامل.

 

هل تُقطَع العلاقات الغربيّة مع بيروت؟

نذير رضا/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

فرض التأزم الداخلي اللبناني، إيقاعه على المساعي الدولية لحلحلة الانغلاق الذي يمتد من التعثر في انتخاب رئيس للجمهورية، إلى تعذّر انعقاد جلسات تشريعية في البرلمان في ظل رفض نيابي واسع يتصدره نواب حزبيْ «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، فيما «لم يعد الغطاء الدولي للملف اللبناني مطلقاً»، وبات «مشروطاً بانتخاب رئيس». وفشلت القوى السياسية، على مدى خمسة أشهر، في التوافق على رئيس ينال أصوات ثلثي أعضاء مجلس النواب، أو بضمان نصاب ثلثي النواب في الجلسة الثانية لانتخاب الرئيس، وذلك على مدى 11 جلسة عُقِدَت منذ أيلول الماضي. وفي ظل التأزم السياسي، وتفاقم الأزمات المعيشية والمالية والاقتصادية، تعذر عقد جلسة تشريعية كان رئيس مجلس النواب نبيه بري بصدد الدعوة لانعقادها لإقرار قانون «الكابيتال كونترول» وقوانين أخرى.

وبعد الاجتماع الخماسي الذي عُقد في باريس في الأسبوع الماضي، وحضره ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر ومصر، أفضت زيارة سفراء الدول الخمس لرئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الاثنين، إلى أن الحراك الدولي «أعطى فرصة اليوم ليكون الاستحقاق الرئاسي صناعة محلية لبنانية، مع تشجيع دولي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة للنهوض من الأزمة»، حسبما قالت مصادر نيابية مواكبة لجولة السفراء الخمسة، نافية لـ«الشرق الأوسط» الحديث عن أن لبنان بات بلا غطاء دولي، مؤكدة أن الغطاء اليوم «بات مشروطاً بانتخاب رئيس»، ودفعت برسالة بأن «لا طرف دولياً يتدخل في انتخابات الرئاسة، والكرة في ملعب اللبنانيين». ولا يرى النائب السابق علي درويش، المقرب من ميقاتي، أن الغطاء الدولي رُفع عن لبنان، مشدداً على أن لبنان «لا يزال محط اهتمام دول رئيسية، بدليل الحضور الدولي، سواء باجتماع باريس، أو بزيارة الدبلوماسيين للرئيسين ميقاتي وبري»، لكنه يشير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأمور «لم تصل بعد لنتائج ملموسة»، في إشارة إلى الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي «لا يزال يراوح ضمن دوامة داخلية». وقالت مصادر مواكبة لحركة السفراء الخمسة في بيروت، إن الرسالة الأساسية هي أن الدول المهتمة بالاستقرار في لبنان، «مستعدة لمساعدة اللبنانيين إذا ساعدوا أنفسهم»، وفي مقدمة ذلك إنجاز انتخاب الرئيس، و«دعت اللبنانيين لصناعة الاستحقاق بأنفسهم»، مشيرة إلى تطابق في وجهة النظر مع مسؤولين لبنانيين حول ضرورة التوافق لإنجاز الاستحقاقات، ومن ضمنها دعوة بري للحوار بهدف الخروج من المراوحة في ملف الانتخابات الرئاسية. ورفضت المصادر كل التسريبات حول رسائل غربية بقطع العلاقات مع لبنان، واضعة تلك التسريبات في إطار «التهويل»، وقالت إن «قطع العلاقات مع لبنان تترتب عليه مخاطر كبيرة، تبدأ من الاستثمارات الواعدة في قطاع الطاقة الواعد، وتصل إلى ضرورة عدم رمي لبنان في الحضن الإيراني».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وزراء خارجية أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا قلقون من التعاون "المتزايد" بين روسيا وايران

وطنية/18 شباط/2023

أعرب وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا عن قلقهم من التعاون المتزايد بين إيران وروسيا، خلال اجتماع السبت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن. وقال بيان صادر عن المتحدث باسم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اوردته "وكالة الصحافةالفرنسية" : "بحثوا مخاوفهم بشأن التعاون العسكري الثنائي ذي الاتجاهين بين إيران وروسيا وانعكاساته على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها". اتهمت كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا في وقت سابق باستخدام طائرات بدون طيار إيرانية الصنع لشنّ هجمات على أوكرانيا. وعُقد الاجتماع بين بلينكن ونظرائه، الفرنسية كاترين كولونا والألمانية أنالينا بيربوك والبريطاني جيمس كليفرلي على هامش المؤتمر المخصص لمسائل الأمن والدفاع الدولي، والذي تطغى عليه إلى حد كبير جهود دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا. كذلك أعربوا عن "قلقهم من التصعيد النووي" لإيران و"عدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ودعوها إلى "تغيير مسارها"، وأكدوا مجدداً "تضامنهم مع الشعب الإيراني في مواجهة استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في إيران"، بحسب البيان.

 

مقتل 15 وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف حياً يضم أجهزة أمنية ومركزاً إيرانياً في دمشق

وكالات/19 شباط/2023

لندن- “القدس العربي”: أعلنت وكالة أنباء النظام السوري “سانا” مقتل خمسة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح (في حصيلة أولية) “جراء عدوان إسرائيلي جوي برشقات من الصواريخ استهدف نقاطاً في دمشق ومحيطها، من ضمنها أحياء سكنية”. ونادراً ما تشنّ إسرائيل ضربات مماثلة داخل دمشق، إذ تقتصر ضرباتها على مواقع عسكرية على أطراف العاصمة وفي ريفها ومناطق أخرى. ونقلت “سانا” عن مصدر عسكري قوله: “في تمام الساعة 22ر00 من فجر اليوم نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها، من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين”، مؤكداً: “وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”. وأضاف خبر “سانا” أن القصف أدى، كحصيلة أولية، إلى مقتل خمسة، بينهم عسكري، وإصابة 15 مدنياً بجروح، بينهم حالات حرجة، وتدمير عدد من منازل المدنيين، وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها. وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فقد قتل 15 شخصاً، بينهم سيدتان، على الأقل، في حصيلة هي الأعلى في العاصمة السورية نتيجة اعتداء مماثل، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف، بعد منتصف ليل السبت الأحد، حياً سكنياً في دمشق.

واستهدف القصف، بشكل رئيسي، حي كفرسوسة، في جنوب غرب دمشق، والذي يعد من الأحياء الراقية في العاصمة السورية، وتوجد فيه مقرات عسكرية واستخباراتية وأفرع أمنية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن الغارة أسفرت عن مقتل 15 شخصاً، بينهم مدنيون، ضمنهم سيدتان، موضحاً أن المنطقة المستهدفة تضم معهداً ثقافياً إيرانياً، من دون أن يتمكن من تحديد الجهة التي استهدفها القصف. وأفاد مراسلون لوكالة فرانس برس عن سماع دوي انفجارات عنيفة عند الساعة 12:30 بالتوقيت المحلي (21:30 بتوقيت غرينتش)، تلاها أصوات سيارات إسعاف هرعت الى الموقع المستهدف. ونشر إعلام النظام الرسمي صوراً تظهر تضرر عدد من الأبنية بشدة واندلاع نيرات جراء القصف، ونشر شريط فيديو يُظهر حفرة كبيرة أمام المبنى المؤلف من عشر طوابق، وقد تصدعت أجزاء من واجهته الأمامية. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي عن إسرائيل، التي شنّت خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوّية في سوريا طالت مواقع لجيش النظام السوري وأهدافًا إيرانيّة، وأخرى لـ “حزب الله” بينها مستودعات أسلحة وذخائر في مناطق متفرقة. وفي بداية شهر كانون الثاني/يناير، قتل أربعة أشخاص، بينهم جنديان من جيش النظام، جراء قصف إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي، ووضعه خارج الخدمة لساعات، لتكون المرة الثانية التي يخرج فيها من الخدمة منذ حزيران/يونيو 2022، حين أدى قصف إسرائيلي إلى تعليق كل الرحلات لنحو أسبوعين. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنّها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وتشهد سورياً نزاعاً دامياً، منذ 2011، تسبّب بمقتل حوالى نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتيّة، وأدّى إلى تهجير ملايين السكّان داخل البلاد وخارجها. والقصف الإسرائيلي هو الأول منذ الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا، ومصدره تركيا، في السادس من شباط/فبراير، وأسفر عن مقتل أكثر من 3600 شخص، من أصل أكثر من 41 ألفاً في البلدين.

 

زلزال بقوة 5.2 درجة يهز منطقة وسط تركيا

أنقرة/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

قال مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي إن زلزالاً بقوة 5.2 درجة هز منطقة وسط تركيا، اليوم (السبت). وأضاف المركز أن الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات. ولم ترد بعد أي أنباء عن وقوع أضرار جراء الزلزال، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

بدورها، قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، السبت، إن إجمالي عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في تركيا جراء الزلزال الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، وصل إلى 40 ألفاً و642 شخصاً. وتم تسجيل أكثر من 5700 هزة ارتدادية بعدما ضرب الزلزال الذي تبلغ قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر المنطقة الحدودية التركية - السورية، حسبما ذكر يونس سيزر رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية. ولقي آلاف الأشخاص حتفهم في سوريا المجاورة جراء الزلزال. وأضاف سيزر أن حوالي 13 ألف عامل إنقاذ يبذلون الجهود الأخيرة لإنقاذ الأشخاص المحاصرين من تحت الأنقاض في مدينتي هاتاي وكهرمان مرعش الأكثر تضرراً جراء الزلزال، مضيفاً أن مهمة البحث والإنقاذ من المخطط أن تنتهي (الأحد).

 

تركيا تستدعي «روح الحياة» في اليوم الثالث عشر لكارثة الزلزال

إنقاذ 3 ناجين بعد 296 ساعة تحت الأنقاض... وحصر 82 ألف مبنى متضرر

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

استقبلت تركيا اليوم الثالث عشر لزلزالي 6 فبراير (شباط) المدمرين بروح جديدة. بدأت فرق من مختلف البلديات التي وفدت على الولايات العشر المنكوبة أعمال التنظيف والتعقيم في الشوارع المحيطة بالمناطق المنكوبة والمباني المنهارة. في الوقت الذي واصلت فيه فرق البحث والإنقاذ عملها، متمسكة بأي بصيص أمل في تحقيق معجزات جديدة قد تكون مختبئة تحت الركام. دبَّت روح مختلفة في المناطق المنكوبة، بدأ نشر «الأسواق الاجتماعية»، وهي عبارة عن خيام مليئة بالبضائع المختلفة والملابس التي جُمِعت في حملات المساعدات يجري توزيعها على المواطنين، حيث تستقبل عناصر من الشرطة قوائم احتياجاتهم، وتنظم عملية حصولهم عليها، وداخل تلك الأسواق يعمل متطوعون من مختلف الفئات.

في الوقت نفسه بدأ مَن انتقلوا إلى مدن الخيام، التي قد تمتد حياتهم فيها لعام مقبل حتى يعودوا إلى منازلهم بعد الانتهاء من تشييدها، التعامل مع الواقع، وتوطين أنفسهم على الحياة الجديدة، يلعب الأطفال الكرة حول الخيام، بينما يتحلق الكبار في جلسات يتبادلون أطراف الحديث عن معاناتهم، تنسال دموعهم على مَن فقدوا من أحباء تحت الأنقاض، بينما آخرون يشكون نقص الطعام ومواد النظافة والتدفئة، ولا يعرفون كيف سيواصلون حياتهم في الخيام لعام كامل على الأقل. على الجانب الآخر، حركة متسارعة من جانب مَن تضررت منازلهم جزئياً لنقل أثاثهم وأمتعتهم منها، لكن مع شكوى من عمليات الاستغلال من جانب شركات النقل، التي وجدت في الكارثة فرصة لرفع تعريفة النقل. كما يستمر نزوح المواطنين من الولايات المنكوبة إلى ولايات أخرى، حيث قرروا العيش مع أقاربهم أو استئجار منازل في ولايات بعيدة عن موطنهم الأصلي إلى حين الانتهاء من بناء بيوتهم. وأعلنت شركة الخطوط التركية أنها قامت حتى الآن بنقل نحو 750 ألف شخص من تلك الولايات إلى ولايات أخرى، منهم 1500 فقط إلى إسطنبول، وربما يعود السبب في ذلك إلى الارتفاع الشديد في إيجارات المنازل بالمدينة المكتظة، وكذلك الخوف من احتمالات تعرضها لزلزال قوي. وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، ارتفاع حصيلة ضحايا زلزالَي 6 فبراير إلى 39 ألفاً و672 قتيلاً، فضلاً عن 80 ألفاً و68 مصاباً. ولفت إلى أنه تجري حالياً عمليات التثبت من الجثث المجهولة عبر فحص الحمض النووي (دي إن إيه)، داعياً المواطنين إلى التوجه إلى مراكز مخصصة في كل ولاية للحصول على عينة دم لإجراء الفحص لتسهيل التعرف على أصحاب الجثث مجهولة الهوية.

وقال صويلو، في مقابلة تلفزيونية، في ساعة مبكرة، اليوم (السبت)، إن هناك نحو 82 ألف مبنى إما انهارت تماماً أو تضررت بشدة نتيجة الزلزالين في الولايات العشر، مشيراً إلى أن عملية حصر المباني المتضررة ستكتمل بعد غدٍ (الاثنين). ووجه صويلو نداء إلى المنظمات المدنية والمواطنين في البلاد بعدم التوقف عن إرسال المساعدات والمواد الغذائية إلى الولايات المنكوبة على مدى عام، لأن الوضع سيستمر حتى الانتهاء من عمليات إعادة الإعمار، وهناك مَن فقدوا وظائفهم، فضلاً عن أن هناك احتياجاً شديداً وعاجلاً لتوفير المغاسل ودورات المياه المتنقلة ومواد التنظيف والتعقيم.

 

معجزة جديدة: 3 ناجين بينهم طفل بعد 296 ساعة من زلزال تركيا

فقد 25 صحافيا تركيا حياتهم منذ كارثة الزلزال

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

وقعت معجزة حقيقية في تركيا، باليوم الـ13 لزلزالي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي البلاد. فقد نجحت فرق البحث والإنقاذ في إخراج 3 أشخاص، بينهم طفل، من تحت أنقاض بناية كناتللي في أنطاكيا بولاية هاتاي جنوب البلاد، بعدما أمضوا 296 ساعة تحت الركام.

ولا تزال فرق البحث والإنقاذ تتمسك بأي أمل في حدوث مفاجآت تفوق المعجزات، وتقوم بمراجعة المواقع التي تتم فيها إزالة الأنقاض، أملاً في العثور على ناجين جدد. من جهة ثانية، فقد 25 صحافياً تركياً حياتهم تحت الأنقاض في كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط) الحالي. وكان الصحافيون يعملون في صحف محلية أو مراسلين لصحف وقنوات تركية في الولايات التي ضربها الزلزال، لا سيما هاتاي وأديمان وكهرمان ماراش التي كان فيها مركزا الزلزالين؛ في بلدتي بازارجيك وإلبيستان، بقوة 7.7 و7.6 درجة على التوالي. وقال الأمين العام لجمعية الصحافيين الأتراك، سيبل غونيش: «نشعر بالحزن لفقدان 25 صحافياً، إضافة إلى عدد من أقربائهم وأصدقائهم... زملاؤنا الذين قدموا الأخبار في أصعب الظروف أصبحوا خبراً في كارثة الزلزال التي عشناها بوفاتهم وإصابتهم». من جانبه، قال رئيس اتحاد الصحافيين الأتراك، يلماز كاراجا، إن «25 صحافياً لقوا حتفهم، إضافة إلى 17 من أقاربهم... ليس من الممكن وصف هذا الوضع بالكلمات. نحن نواجه كارثة زلزال هائل. إنه شعور بالحزن العميق بفقدان زملائنا وأقاربهم في الزلزال».

 

لماذا يتوقع العلماء زلزالاً في إسطنبول؟ ومخاوف من تكرار حدث 1999 المدمر

القاهرة: حازم بدر/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

بينما تسبب صدع «شرق الأناضول» في الزلزالين المدمرين اللذين شهدتهما تركيا مؤخراً، فإن صدعاً آخر يسمى «شمال الأناضول»، كان آخر نشاط مدمر له في عام 1999، ويخشى الخبراء أن أي نشاط زلزالي ناتج عن هذا الصدع، سيكون تأثيره مدمراً على مدينة إسطنبول، القريبة منه. وتقع تركيا على هذين الصدعين الرئيسيين، ويتوقع باحثو الزلازل أن زلزالاً بقوة 7 درجات أو أقوى من المرجح جداً أن يضرب إسطنبول، القريبة من صدع «شمال الأناضول»، خلال الـ70 عاماً المقبلة. وتتعرض الصفيحة الأناضولية الشمالية والشرقية لضغوط تكتونية من قبل الصفيحتين العربية والأوراسية، إذ يجري دفع الصفيحة الأناضولية باتجاه الغرب، وهذه الحركة يمكن أن تتسبب في حدوث زلازل كبيرة كل 100 عام أو أقل، مثل الزلزال الأخير الذي ضرب شرق تركيا. وتسبب فالق شمال الأناضول في زلزال تاريخي، وصلت قوته إلى 7.8 درجة على مقياس ريختر عام 1939، وبعدها بنحو 60 عاماً، تسبب نفس الفالق في زلزال عام 1999، ويخشى أن يكون موعد الزلزال قريباً. ويقول فاروق أوجاك أوغلو، أستاذ الهندسة الجيولوجية بجامعة «إسكي شهير عثمان غازي» التركية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «السؤال هو متى سيضرب زلزال قوي إسطنبول؟ وليس إذا كان سيحدث أم لا». ويخشى إحسان إنجين بال، الأستاذ في مجموعة الأبحاث حول الهياكل المقاومة للزلازل في جامعة هانزي للعلوم التطبيقية في هولندا، أنه «حال ضرب الزلزال مدينة إسطنبول، التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة، فقد تحدث عشرات الآلاف من الوفيات، ما لم يتم اتخاذ إجراءات بشأن آلاف المباني في المدينة غير المقاومة للزلازل».

ويقول بال، في تقرير نشره موقع قناة «سي بي سي» الإخبارية الكندية في 9 فبراير (شباط) الجاري، إن «ما نراه اليوم في جنوب شرق تركيا، هو مجرد عينة لما سيحدث في إسطنبول، فما سيحدث في إسطنبول أكبر من ذلك بكثير».

وبينما بذلت الجهود لتحديث قوانين البناء والحماية من الزلازل بعد زلزال 1999، يقول بال إن «هناك تحدياً كبيراً في جعل المباني القديمة، التي بنيت قبل الزلزال، آمنة بما يكفي لتحمل الزلازل». وقامت الحكومة التركية بتحسين لوائح البناء الخاصة بها بعد زلزال 1999 الذي قتل نحو 17500 شخص، حيث تم تحسين رمز التصميم الزلزالي التركي، وفي أواخر العقد الأول من القرن الحالي، أطلقت الحكومة التركية خطة تحول حضري واسعة النطاق لاستبدال بالمباني غير الآمنة للزلازل، أخرى محسنة زلزالياً، لكن بال «يشك في أن تلك الخطة تم تنفيذها بشكل جدي أو أن كل المباني التي بنيت بعد الزلزال التزمت بالمواصفات». وقال بال إنه من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو والصور من الزلازل الأخيرة، فقد انهارت المباني التي تم بناؤها قبل عام واحد فقط أو أقل، وهذا ليس من المفترض أن يحدث، فإذا كانت تلك المباني قد شيدت وفقاً لأحدث أنظمة الزلازل، حتى في ظل هذه الزلازل الكبيرة، فمن المفترض أن تتعرض لبعض الأضرار الجسيمة، دون أن يحدث لها انهيار كامل».

وتختلف التقديرات بشأن الخسائر المحتملة في الأرواح إذا ضرب زلزال إسطنبول، فبينما أجرت بلدية إسطنبول دراسة خاصة بها تقدر أن 14 ألفاً و500 شخص سيموتون إذا حدث زلزال بقوة 7.5 درجة في الليل، توقعت إحدى الدراسات التي أجراها مجموعة من الباحثين الأوروبيين مقتل ما بين 30 ألفاً و40 ألفاً.

ولكن بال يعتقد أن هذه التقديرات «منخفضة»، حيث قدرت دراسته الخاصة أنه سيتم تدمير 47 ألف مبنى، مع احتمال مقتل 150 ألف شخص. من جانبه، يعتقد شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن «هناك تضخيماً في حجم المخاوف التي يمكن أن تتعرض لها إسطنبول، وهو أمر يعود إلى الخوف من دمار واسع تشهده هذه المدينة التاريخية». ولكن الهادي يعتقد أن نظرية «هجرة الزلازل» التي تم إثباتها علمياً، ترجح أن الزلزال المقبل، ربما يكون تأثيره على إسطنبول محدوداً. ووفق هذه النظرية، فإن هناك هجرة تحدث للزلازل على نفس الفالق، فعندما يضرب زلزال منطقة ما، يحدث الزلزال التالي من نفس الفالق في منطقة أخرى. ويقول الهادي إن «زلزال 1999 وقع في الجزء الغربي من منطقة مرمرة التركية، حيث تقع إسطنبول، ولذلك وفق هذه النظرية، يمكن أن يكون الزلزال التالي بعيداً عن تلك المنطقة». ويضيف أن «هذا لا يعني أن إسطنبول لن تتأثر به أو لن تشعر به، ولكن تأثيره سيكون محدوداً عليها، مقارنة بالمنطقة التي ستكون مصدراً للزلزال». ورغم التوقعات التي تحدد مدى زمنياً لوقوع زلزال في أحد الفوالق، يؤكد الهادي أن «العلم الحديث لا يستطيع توقع الموعد المحدد». ويقول إن «هناك شبكات (جيودسية) تقول إن الفالق تحرك بمقدار معين، وأنظمة إنذار مبكر تشير إلى حدوث تجميع للطاقة في باطن الأرض في نطاق معين، لكن لا أحد يستطيع أن يحدد متى تسفر هذه الطاقة عن حدوث زلزال». ويضيف أن «هذا لا يعني التراخي، ولكن كل ما تستطيع أي دولة القيام به، هو الحرص على أن يكون البناء مقاوماً للزلازل».

 

بلينكن يجتمع بنظرائه الأوروبيين بشأن إيران في مؤتمر ميونيخ طالبوها بـ«عكس المسار الذي تنتهجه»

واشنطن/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

اجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم السبت، بنظرائه الفرنسية كاترين كولونا، والألمانية أنالينا بايربوك، والبريطاني جايمس كليفرلي، على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ. وأعرب المجتمعون عن قلقهم إزاء التصعيد النووي الذي تقوده إيران، وعدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وطالبوها بعكس المسار الذي تنتهجه، وفقا لبيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس. وناقش المجتمعون أيضا قلقهم إزاء تزايد التعاون العسكري المتبادل بين إيران وروسيا وانعكاساته على الأمن والاستقرار في المنطقة وخارجها. كما أعادوا التأكيد على تضامنهم مع الشعب الإيراني في ضوء انتهاكات حقوق الإنسان الفاضحة التي تواصل إيران القيام بها، واتفقوا على مواصلة التنسيق الوثيق بشأن مقاربتهم حول أنشطة النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار. وتم استبعاد قادة إيران وممثلي حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف من المؤتمر، على عكس السنوات السابقة. ويشارك في المؤتمر 40 رئيس دولة ورئيس حكومة بالإضافة إلى قرابة 100 وزير.

 

تهديدات إرهابية تجبر «إيران إنترناشونال» على إغلاق استوديوهاتها في لندن بناء على نصيحة من الشرطة البريطانية

لندن/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

أعلنت قناة «إيران إنترناشونال» المعارضة لنظام طهران وتبث إرسالها من لندن، أنها ستترك العاصمة البريطانية وتنقل خدماتها على مدار 24 ساعة إلى استوديوهاتها في واشنطن، وذلك بعد أن أبلغتها الشرطة البريطانية أن التهديدات الخارجية من قبل النظام الإيراني للعاملين في القناة، أصبحت الآن شديدة لدرجة أن الشرطة لم تعد قادرة على تقليل درجة الخطر وضمان سلامة الموظفين. وأكدت القناة، في بيان، أنها ستستمر في العمل من واشنطن دون أن يكون هناك انقطاع في الخدمة. وقالت في بيانها: «بعد تصعيد كبير في التهديدات المدعومة من الدولة الإيرانية، ونصيحة من شرطة لندن، أغلقت قناة إيران إنترناشونال، على مضض، استوديوهاتها في العاصمة البريطانية، وانتقلت إلى واشنطن، دون انقطاع في البث». ونقل البيان عن مدير عام القناة، محمود عنايت، قوله: «لا أصدق أن الأمر وصل إلى هذا الحد. فقد تسببت دولة أجنبية (إيران) في مثل هذا التهديد الكبير للجمهور البريطاني داخل الأراضي البريطانية، لذلك فإن هذا ليس مجرد تهديد لمحطتنا التلفزيونية ولكن للبريطانيين عموماً. بل أكثر من هذا، فهو اعتداء على قيم السيادة والأمن وحرية التعبير التي طالما اعتزت بها بريطانيا». وأضاف: «في النهار والليل، يسعى صحافيونا جاهدين لإيصال أخبار مستقلة وغير خاضعة للرقابة الإيرانية، إلى 85 مليون شخص في إيران وفي الشتات. لذلك نحن نرفض أن تسكتنا هذه التهديدات الجبانة، وسنواصل البث». ويأتي هذا القرار بعد أشهر من تهديدات من الحكومة الإيرانية ووكلائها تستهدف قناة «إيران إنترناشونال». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حذرت شرطة العاصمة البريطانية من وجود تهديدات جادة ووشيكة ضد حياة صحافيي القناة، ما أدى منذ ذلك الحين إلى تحصين مقر القناة في غرب لندن، ووضعه تحت حراسة مسلحة من قبل الشرطة البريطانية. كما أن الشرطة البريطانية اعتقلت رجلاً يوم الاثنين الماضي واتهمته بالسعي لارتكاب جرائم إرهابية على خلفية مراقبته لمقر قناة «إيران إنترناشونال»، وتم حبسه احتياطياً إلى حين ظهوره في محكمة «أولد بيلي» بلندن يوم 3 مارس (آذار).

 

مسؤول أميركي: إيران فوّتت فرصة العودة للاتفاق النووي

الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

قال دانيال بنايم، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، إنَّ الإيرانيين خسروا فرصة العودة لتنفيذ كامل الاتفاق النووي في سبتمبر (أيلول) الماضي. ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن المخاوف القائمة بشأن مصير الاتفاق النووي مع إيران والخيارات المتاحة، قال بنايم إنَّ «التزام الرئيس جو بايدن عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، هو أمر باقٍ بوضوح». وأضاف المسؤول الأميركي، الذي كان يتحدَّث لمجموعة محدودة من الصحافيين في منزل السفير الأميركي بالرياض، أنَّ الإيرانيين «خسروا فرصة العودة سريعاً لتنفيذ كامل خطة العمل الشاملة المشتركة في سبتمبر، عندما أداروا ظهورهم للاتفاق الذي كان معروضاً عليهم»، مستطرداً: «وحيث إنَّ هذه الخطة لم تعد على جدول أعمالنا لشهور مضت، فإنَّه يبقى لدينا الآن التزام الرئيس بايدن عدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي». وأكد بنايم أنَّ السعودية «تلعب دوراً محورياً في تعزيز الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أنَّ «ذلك يتَّضح من خلال تعاونها مع لبنان والسودان ومصر والعراق وأفغانستان، إلى جانب جهودها لتحويل وقف إطلاق النار في اليمن إلى مسار أكثر ديمومة». وأضاف: «لدى الولايات المتحدة تاريخ لا مثيل له في العمل مع الشعب السعودي لتحقيق الازدهار الاقتصادي، وتحديث الاقتصاد، ونعتزم المنافسة وتقديم رؤية مقنعة. وكما سمعت من الشركات الأميركية، فهي حريصة على لعب هذا الدور، ونحن كذلك حريصون على هذا». ولفت إلى أنَّ هنالك «أكثر من 18 ألف طالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة، سيشكلون جزءاً من الخطط الطموحة لمستقبل المملكة». وتابع: «نشجع الشباب السعودي الموهوب على المجيء للولايات المتحدة وخوض هذه التجربة».

نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي: السعودية تلعب دوراً محورياً في تعزيز الاستقرار الإقليمي

 

رضا بهلوي: تشقّقات تظهر داخل النظام الإيراني وأكد أنّ المرشد الإيراني يسعى إلى دفع ابنه ليخلفه في المنصب

ميونيخ (ألمانيا) /الشرق الأوسط/19 شباط/2023

أكد رضا بهلوي، نجل شاه إيران السابق في ميونيخ، اليوم (السبت)، أنّ هناك «تشقّقات» موجودة داخل النظام الإيراني، وستظهر بشكل أكبر مع تقلّص سلطة المرشد الإيراني علي خامنئي. وقال الرجل الذي يجسّد أحد المكوّنات الكثيرة المعارضة للنظام الإيراني إنّ «السيطرة الكاملة لـ(المرشد علي) خامنئي تجعل من شبه المستحيل على أولئك المرتبطين به أن يتخذوا موقفاً ضدّه». ولكنّه أضاف في حديث للصحافيين على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، حيث دُعي أعضاء في المعارضة من دون دعوة أي ممثل للسلطة، أنّه وفقاً لـ«شهادات نتلقّاها ومعلومات مسرّبة (...) ستكون هناك تشقّقات ستبدو ظاهرة أكثر».

وأكد أنّ المرشد الإيراني «يسعى إلى دفع ابنه (مجتبى خامنئي) ليخلفه»، مشيراً إلى أنّ هذا الانتقال «سيضعف» دعمه «إلى حد بعيد». ولفت إلى الحاجة لاستخدام هذه التطلّعات الداخلية في إيران لتغيير الدستور، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتشهد البلاد منذ منتصف سبتمبر (أيلول) موجة احتجاجات إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد. ومنذ ذلك الحين، يواجه النظام احتجاجات غير مسبوقة، قُمعت بشكل عنيف. وطالب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي ورئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي بإجراء إصلاحات في أوائل فبراير (شباط). واقترح موسوي خصوصاً إجراء «استفتاء حر ونزيه بشأن ما إذا كان يجب صوغ دستور جديد أم لا»، معتبراً أنّ بنية السلطة الحالية «غير مستدامة». بدوره، أشار نجل الشاه إلى وجود «طيف رمادي» واسع من المسؤولين الحكوميين في إيران الذين يغريهم التغيير، ولكنهم يتردّدون في الوقت الحالي في التعبير عن الأمر علناً. وقال: «المسألة هي معرفة عدد الأشخاص الذين سيبدأون في الانشقاق»، ضمن الدائرة المقرّبة من خامنئي، معرباً عن اقتناعه بأنّ «الدينامية تتجه نحو المزيد... من الانشقاقات». وأضاف أنّ المعارضة الموجودة في المنفى يجب أن تقدّم حلولاً عبر «سياسة الباب المفتوح، والاندماج الأقصى». وقال إنه «إذا تبنّى (هؤلاء المسؤولون) قيم (الميثاق) ومبادئه كأساس للتعاون، يمكننا أن نوسّع النطاق ليشمل مزيداً من الأشخاص».

 

بلينكن يلتقي نظيره الصيني... ويحذره: «حادث المنطاد يجب ألا يتكرر»

ميونيخ/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء السبت في ميونيخ، نظيره الصيني وانغ يي، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين توترا بعدما أسقط الجيش الأميركي منطاداً صينياً يشتبه أنه كان لأغراض التجسس، وفق ما أفاد متحدث باسم الخارجية الأميركية. وقال المصدر نفسه إن اللقاء الذي كان موضع تكهنات عديدة في ضوء وجود الوزيرين في ميونيخ لحضور مؤتمر الأمن، تم في مكان لم يكشف عنه بعيداً عن وسائل الإعلام، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأبلغ وزير الخارجية الأميركي نظيره الصيني أن حادث المنطاد «يجب ألا يتكرر أبدا». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن بلينكن حذر أيضاً وانغ يي من «تداعيات وعواقب» ستطاول الصين إذا تبين أنها قدمت «دعماً مادياً» إلى روسيا في حربها في أوكرانيا. ودفعت حادثة المنطاد بلينكن على تأجيل زيارة نادرة إلى بكين كان من المقرر إجراؤها في أوائل فبراير (شباط)، وأعادت إذكاء التوترات بين القوتين المتنافستين. وأضاف المتحدث باسم الوزارة «أوضح وزير الخارجية له أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي انتهاك لسيادتها وأن برنامج مناطيد المراقبة الصيني على ارتفاعات عالية قد كُشف أمام أعين العالم». أما «في ما يتعلق بالحرب الروسية الوحشية في أوكرانيا، فقد حذّر الوزير من تداعيات وعواقب إذا تبين أن الصين تقدم دعماً مادياً لروسيا أو تساعدها في التهرب من العقوبات» التي يفرضها الغرب، وفق المصدر نفسه. وأكد بلينكن مجدداً لوانغ يي أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى «نزاع» مع الصين أو «حرب باردة جديدة»، وأن واشنطن تنوي إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة مع بكين رغم خلافاتهما.

 

بعد عام على الحرب الروسية - الأوكرانية... من انتصر إعلامياً؟

زيلينسكي يحترف «السيلفي» وبوتين ليس من هواة الإنترنت

بيروت: كريستين حبيب/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

في ميزان الحروب، لا تُقاس الانتصارات والخسائر بأعداد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ولا بالشعبية الإعلامية، فوحدَها الدماء وأرقام الضحايا تتكلّم على أرض المعركة لتعلن الرابح والمهزوم. لكنّ الحرب الروسية - الأوكرانية أثبتت أن الحروب بين الدول في زمن «السوشال ميديا» والذكاء الصناعي، ما عادت تُخاض في الميادين فحسب، بل في الفضاءات الافتراضيّة كذلك. مقابل جنود الميدان، تتأهّب جيوش إلكترونية لتخوض حرباً من نوع آخر. وإذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد سنة على بداية الحرب، متقدماً حسب مقياس الحديد والنار، فإنّ غريمَه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمتطي صاروخ الإعلام الرقمي الحديث، مغرّداً خارج سرب الصحافة التقليدية التي اعتادها سيّد الكرملين. قد يعزو البعض تقدُّم زيلينسكي في لعبة الإعلام، إلى كونه احترف التمثيل قبل أن يصبح رئيساً، أو إلى صغر سنه مقارنةً مع بوتين. غير أن الرئيس الأوكراني لم يستعِن بسلاحَي العمر والدراما فحسب، بل اعتمد استراتيجية العفوية والقرب من الناس. تكفي المقارنة بين تلك الصورة التي تُظهره داخل أحد الخنادق وسط مجموعة من الجنود يتناول الطعام معهم، ولقطة بوتين جالساً على رأس طاولة لا تنتهي، تفصل بينه وبين جنرالاته أمتارٌ وأمتار. حرب الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بين بوتين وزيلينسكي غير متكافئة في الأساس. منذ البداية، بدا الرئيس الروسي غير مكترث بها، فمن المعروف عنه أنه نادراً ما يستخدم الإنترنت، ولا توجد صفحات رسمية خاصة به على منصات التواصل. أما الرئيس الأوكراني فقد استطاع أن يجمع حتى اللحظة نحو 17 مليون متابع على «إنستغرام»، وأكثر من 7 ملايين على «تويتر».

لم يدخل زيلينسكي قائمة السياسيين الأكثر شعبيةً على وسائل التواصل الاجتماعي لمجرّد احتدام الحرب بين بلده وروسيا، بل لأنه تبنّى استراتيجيةً قرّبته من المتابعين، وراقت للمجتمع الدولي ولا سيّما للغرب، داعمه الأول. منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، دحض الأخبار المضللة التي حاول الإعلام الروسي إطلاقها، فنزل إلى شوارع العاصمة مصوّراً نفسه على طريقة «السيلفي»، وصارخاً: «أنا هنا وباقٍ معكم في كييف». بعد ساعة من نشره على «فيسبوك»، كان ذلك الفيديو قد حصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة.

واظب زيلينسكي على التقاط فيديوهات لنفسه، معتمداً إطلالة موحّدة بالقميص الزيتي اللون، في ما يشبه التحية والتماهي مع الجنود المنتشرين على جبهات القتال. لكن في تلك الأثناء، كان الجيش الإلكتروني الروسي يحاول الإيحاء بأن حربه ليست حرباً، بل مهمة إنقاذ للأوكرانيين الناطقين بالروسية. وقد لجأت السلطات الروسية إلى حجب مواقع عدة، منها «فيسبوك» و«تويتر». كلما ضاقت مساحات التواصل في روسيا، كانت الفضاءات التفاعلية تتّسع في أوكرانيا. أصرّ زيلينسكي على قيادة الحملة شخصياً، مسنوداً من غرفة عمليات إلكترونية تضمّ فريقاً من المستشارين الضالعين في خفايا السوشيال ميديا واستراتيجياتها الذكية. ها هو نائبه يطلق نداءً علنياً عبر «تويتر» إلى إيلون ماسك لتزويد البلاد بقنوات اتصال بالإنترنت عبر أقمار «ستارلينك» الصناعية. وها هي وزارة دفاعه تتسلّم دفّة الفيديوهات الطريفة على «تويتر»، التي تسخر من روسيا حيناً، وتغازل الحلفاء أحياناً. لا تبخل بالموسيقى الرومانسية ولا بالمؤثرات الخاصة ولا بالنكات. أما للسلطات الفرنسية فتوجّه رسالة بعطر الورد ونكهة الشوكولاته، متمنيةً تزويد كييف بمزيد من الأسلحة.

ليست وزارة الدفاع الأوكرانية وحدها التي باتت خبيرةً في الفيديوهات الطريفة، فالأوكرانيون تحوّلوا إلى شعبٍ يحترف لعبة «الميمز» (memes). يخففون من وطأة المأساة باختراع وتبادل النُكات الساخرة من موسكو. حتى إن حسابات كثيرة نشأت على صفحات التواصل منذ بداية الحرب، وتجنّدت لتلك الغاية؛ منها على سبيل المثال «قوات الميمز الأوكرانية» التي توثّق الحرب على طريقتها الهزليّة. بتصويره لنفسه بواسطة كاميرا هاتفه والتوجّه مباشرةً إلى شعبه والرأي العام العالمي، وبنشاطه الرقمي الكثيف، أوحى زيلينسكي بأنه يدير حساباته شخصياً. وبإظهار نفسه رأس حربة في الصراع الإعلامي، أسهم الرئيس الأوكراني في إخماد البروباغندا الروسية. حسب مراقبين، تحوّل زيلينسكي إلى أيقونة الحرب، وقد اختارته مجلة «تايم» الأميركية شخصية عام 2022. إلى جانب نزوله الدائم إلى الشارع وزياراته الجبهات والملاجئ، لم يوفّر زيلينسكي فرصةً إلا وأطلّ على المجتمع الدولي من خلال فيديوهاته المسجّلة أو المباشرة. حتى إنه حلّ ضيف شرف على الاحتفالات الفنية، مثل مهرجان برلين السينمائي، وحفل جوائز «الغولدن غلوبز»، و«الغراميز»، ومهرجان كان السينمائي. صفّق له النجوم كما قادة العالم. أمام البرلمان البريطاني، استشهد بوليام شكسبير، وعلى مسامع الكونغرس الأميركي استرجع حادثة «بيرل هاربور». أجاد إضفاء طابع شخصي إلى مداخلاته، كما اعتمد السرد القصصي فتحوّلت الحرب على لسانه إلى رواية إنسانية لا تخلو من التفاصيل القاسية عن الضحايا والخسائر. حصد أداء زيلينسكي هذا إشادات إعلامية لا سيّما من أوروبا وأميركا. في المقابل، وُجّهت الانتقادات إلى أنشطة بوتين المصوّرة. على سبيل المثال، لم تلقَ زيارته الأخيرة إلى جسر «كيرتش» على الحدود مع القرم للاطّلاع على أعمال إعادة البناء هناك، الأصداء المرجوّة. صُوّر الرئيس الروسي وهو يقود السيارة بنفسه. تحدّث عن انطباعاته كما لو كان مراسلاً ميدانياً، ثم التقى عمّال البناء لبرهة. لكنّ كل تلك الجهود افتقدت صفة العفوية حسب المراقبين، فبدت الزيارة كأنها خاضعة للإخراج والمونتاج.

ربما انتصرت أوكرانيا في حرب السوشال ميديا والعواطف، لكنّ الميدان أقسى من صورة «سيلفي» ومن فيديوهاتٍ طريفة تحصد ملايين المشاهدات، فعلى أرض المعركة أرقام الضحايا وحدَها تتكلّم.

 

هولندا تطرد دبلوماسيين روسيين وتغلق الفرع التجاري للسفارة في أمستردام

لاهاي/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

أعلنت وزارة الخارجية الهولندية، اليوم (السبت)، إغلاق الفرع التجاري للسفارة الروسية في أمستردام، إضافة إلى طرد دبلوماسيين روسيين، متهمة موسكو خصوصاً بالاستمرار في محاولة إرسال جواسيس إلى هولندا. وأضاف المصدر نفسه أن روسيا ترفض أيضاً منح تأشيرات تتيح لدبلوماسيين هولنديين العمل في موسكو، موضحاً أن القنصلية العامة لهولندا في سان بطرسبورغ ستغلق أبوابها لعدم وجود موظفين. وقال وزير الخارجية الهولندي ووبكي هوكسترا، كما نقل عنه بيان: «رغم محاولات عدة من هولندا لإيجاد حل، تواصل روسيا محاولة زرع ضباط استخبارات في هولندا بغطاء دبلوماسي». وأضاف: «لا يمكننا أن نقبل بذلك ولن نسمح به»، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ورداً على سؤال لإذاعة «إن أو إس» العامة، أوضح هوكسترا أنه يتوقع طرد 10 دبلوماسيين روس. وبعيد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل نحو عام، طردت هولندا 17 دبلوماسياً روسياً اشتبهت بأنهم يمارسون نشاطات تجسسية. وبقي يومها 58 دبلوماسياً روسياً في البلاد، وفق وسائل الإعلام الهولندية. ورداً على ذلك، طردت روسيا 15 دبلوماسياً هولندياً. ومذاك، تجري مفاوضات لتسمية دبلوماسيين جدد من الجانبين، لكنها «أخفقت حتى الآن» وفق الحكومة الهولندية. وبناء عليه، اتُّخذ قرار «أن السفارة الروسية في لاهاي لا يمكنها أن تضم دبلوماسيين يتجاوز عددهم عدد الدبلوماسيين في السفارة الهولندية في موسكو». وسيغلق الفرع التجاري الروسي في أمستردام اعتباراً من 21 فبراير (شباط)، فيما تغلق القنصلية العامة لهولندا في سان بطرسبورغ في 20 منه، على أن تظل السفارة الهولندية في موسكو عاملة. وشهدت العلاقات بين البلدين فتوراً إضافياً بعد حكم غيابي أصدرته محكمة هولندية في نوفمبر (تشرين الثاني) بحق روسيين اثنين وأوكراني لدورهم في تحطم طائرة الرحلة «إم إتش 17» في 17 يوليو (تموز) 2014. وكانت الطائرة متّجهة من أمستردام إلى كوالالمبور حين أصابها صاروخ روسي الصنع فوق قسم من شرق أوكرانيا يسيطر عليه انفصاليون موالون لموسكو. وأسفر ذلك عن مقتل جميع ركاب الطائرة الـ298 وبينهم 196 هولندياً. وبداية فبراير، أعلن محققون دوليون أن هناك «مؤشرات قوية» إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق شخصياً على تسليم الصاروخ الذي أسقط الطائرة المذكورة. لكنهم علقوا تحقيقاتهم كون بوتين يتمتع بحصانة كونه رئيس دولة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، تم استدعاء سفير هولندا في موسكو إلى الخارجية الروسية، بحسب ما نقل الإعلام الهولندي. وطالبت موسكو بوضع حد لمحاولات السلطات الهولندية تحميل روسيا الاتحادية مسؤولية الحادث، معتبرة أن هذه المحاولات لا أساس لها.

 

قضية الجاسوس الروسي بألمانيا تثير مخاوف وكالات الاستخبارات الغربية

واشنطن/الشرق الأوسط/18 شباط/2023

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن إلقاء السلطات الألمانية القبض على جاسوس يعمل لصالح روسيا أثار مخاوف لدى المسؤولين الألمان وحلفاء برلين من خطورة القضية. وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على مدير في جهاز الاستخبارات للاشتباه في نقله معلومات إلى روسيا، ووجهت إليه تهمة الخيانة، في واحدة من أخطر فضائح التجسس بتاريخ ألمانيا الحديث. وكان الجاسوس (52 عاماً) يعمل مديراً للوحدة المسؤولة عن الأمن السيبراني ومراقبة الاتصالات الإلكترونية، ويسهم في تقديم نحو نصف المعلومات اليومية للاستخبارات، وكان بإمكانه الوصول إلى المعلومات المهمة التي تم جمعها منذ غزو أوكرانيا العام الماضي. ورغم رفض السلطات الألمانية كشف هوية الجاسوس تماشياً مع قوانين الخصوصية الصارمة، أعلنت وسائل الإعلام البريطانية أن اسمه كارستن لينكي، وأكد تحقيق أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» المعلومة. وتتمتع الاستخبارات الألمانية بتاريخ طويل ومضطرب من الاختراق الروسي، يمتد إلى عقود ماضية، لكن القضية الأخيرة تهدد الآن بزعزعة الثقة بين وكالات الاستخبارات الغربية بألمانيا في لحظة حرجة، عندما وجهت روسيا لأوروبا أكبر تهديد أمني لها منذ الحرب العالمية الثانية، وبينما تصعد موسكو من عمليات التجسس في جميع أنحاء القارة.

وجاء الاعتقال بعد فترة وجيزة من سلسلة المداهمات في أنحاء أوروبا التي كشفت عن العملاء الروس السريين، في هولندا والسويد والنرويج، ولا تزال السلطات الألمانية تحاول تحديد الضرر الذي ربما سببه الجاسوس.

ويشكك بعض القادة علانية في ولاءات أجهزتهم الأمنية، ومدى عمق مشكلة المتعاطفين مع الروس داخل صفوفهم. ويخشى 3 مسؤولين مطلعين على التحقيق، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن القضية قد تكون غيضاً من فيض، حيث قال أحد المسؤولين، إن «تجنيد جواسيس آخرين هو أعلى مستويات التجسس، ووحدة الاستطلاع الفني لدينا هي واحدة من أهم الأقسام، والعثور على جاسوس هناك، يجعل هذه القضية خطيرة».

وقد أدت القضية بالفعل إلى اعتقال شخص ثانٍ؛ وهو روسي المولد أحضر نحو 400 ألف يورو نقداً إلى الجاسوس من موسكو للحصول على معلوماته.

وقال شخصان بعد التحقيق إنه لم يتضح بعد من الذي جند من، لكن السلطات تعتقد أن الرجلين اتصل بهما جندي احتياطي عسكري ألماني هو عضو في الحزب الشعبوي اليميني المتطرف «البديل من أجل ألمانيا».

وقال أشخاص يتابعون التحقيقات، إن الاستخبارات الألمانية تلقت بلاغاً على ما يبدو من قبل وكالة غربية. وقالت «نيويورك تايمز» إن القضية كشفت أيضاً عن نقاط ضعف خطيرة أخرى لألمانيا، التي قال ضباط مخابرات أميركيون سابقون في السنوات الأخيرة، إنها لم تكن متأهبة بما يكفي بشأن التجسس الروسي.

ولسنوات، دفع السياسيون الألمان العلاقات الاقتصادية مع موسكو، على وجه الخصوص شراء غازها، وأغلقوا كثيراً من وحدات الاستخبارات التي تركز على روسيا. ومع ذلك، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بدأ حياته المهنية ضابطاً في كي جي بي، كعميل في ألمانيا الشرقية الشيوعية، اتخذ الاتجاه المعاكس: لقد جعل ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، هدفاً ذا أولوية. وقال نيكو لانج، المسؤول السابق بوزارة الدفاع الألمانية: «لديهم خبراء متخصصون للغاية يتحدثون الألمانية بطلاقة، ويعرفون طريقهم جيداً، ويشنون عمليات هادفة للغاية في ألمانيا، ومن جانبنا، في الواقع لم يتبقَّ أحد يعرف روسيا ويتحدث لغتها».

وتشير التحقيقات حتى الآن، إلى أن علاقة الجاسوس بموسكو سبقت غزو أوكرانيا.

والسؤال الذي يهتم به المسؤولون الألمان، في حالة تأكيد الاتهامات، هو ما الذي سيقود ضابط استخبارات للخيانة، خصوصاً أنه لم يتم العثور على مبالغ مالية كبيرة، أو ديون؟ والتفسيرات الوحيدة للدوافع المحتملة هي تعاطفه الواضح مع اليمين المتطرف.

وقال شخصان مطلعان على التحقيق إنه عند تفتيش منزله ومكاتبه عثر على منشورات من حزب البديل اليميني المتطرف، وفي العمل، أخبر زملاءه بأنه يشعر بأن البلاد تتدهور، وأنه كان يزدري بشكل خاص حكومة يسار الوسط الجديدة، كما قال أحد الذين تابعوا التحقيق. وعلى مر السنين، ازداد تعاطف الجماعات اليمينية المتطرفة مع روسيا، مفتونين بخطاب بوتين القومي. وكافحت ألمانيا لاجتثاث المتعاطفين مع اليمين المتطرف في أجهزتها الأمنية، بما في ذلك بالجيش، حتى إنها قامت بتفكيك جزء من قواتها الخاصة. ويخشى سياسي ألماني بعد التحقيق من أن بعض المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين ما زالوا معجبين بروسيا ويطمحون إلى توثيق العلاقات، حتى بعد غزو أوكرانيا. وقال المسؤول: «إنه نوع من الاقتناع والرغبة في التعاون مع روسيا، إنها قناعة رومانسية وأخشى أن يكون هناك كثير من الأشخاص الآخرين الذين يؤمنون بهذه القناعة بأجهزتنا الأمنية». وبالنسبة لحلفاء ألمانيا، قد تبدو هذه المخاوف مألوفة، فمنذ أيام الحرب الباردة، عانت وكالة الاستخبارات الألمانية من الاختراق الروسي. ويقول بعض المسؤولين إن الاستخبارات الألمانية قللت من شأن المعلومات السرية التي ربما تكون في أيدي الروس، لكن المسؤولين الأمنيين الغربيين قلقون من أنه تم نقل معلومات استخباراتية عن حرب أوكرانيا من حلفاء ربما من البريطانيين، واعترف المسؤولون الأميركيون بأن القضية هزت أجهزة التجسس المتحالفة. وقد أقر بعض المسؤولين بأنها أبطأت أو أوقفت تقديم بعض المعلومات من قبل الأميركيين والبريطانيين. ويقول مسؤولون آخرون إن ألمانيا لا تزال شريكاً مهماً في حرب أوكرانيا.

 

طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الأفريقي ورئيس الوزراء الفلسطيني ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية

القاهرة: أسامة السعيد/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

بينما ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، كلمة من على منصة الجلسة الافتتاحية للدورة العادية السادسة والثلاثين لقمة الاتحاد الأفريقي (اليوم السبت)، تعرضت مبعوثة إسرائيلية للطرد من القاعة التي استضافت الجلسة، الأمر الذي نددت به الحكومة الإسرائيلية لاحقاً، بينما اعتبره مراقبون «رفضاً أفريقياً لأمر واقع تريد إسرائيل فرضه على القارة التي اشتهرت بمحاربة الاستعمار». وبرز الصوت العربي في الجلسة الافتتاحية للقمة، عبر كلمتين للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي أشاد بالشراكة العربية الأفريقية، التي وصفها بـ«الراسخة»، معرباً عن تطلعه لالتئام القمة العربية الأفريقية الخامسة في المملكة العربية السعودية العام الحالي، معتبراً أنها «ستحقق نقلة نوعية في الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين على نحو يعكس الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بينهما». من جانبه، أكد رئيس وزراء دولة فلسطين، محمد أشتية، أهمية تعزيز الحوار العربي - الأفريقي، مضيفاً أن دعوة فلسطين لحضور قمة الاتحاد الأفريقي هي «رسالة تضامن مع الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف». ووجه أشتية، في كلمته التي ألقاها من فوق منصة الجلسة الافتتاحية للقمة التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية؛ أديس أبابا، الشكر للقادة الأفارقة، لإتاحة الفرصة للتحدث باسم فلسطين من منبر الاتحاد الأفريقي، مضيفاً أن «أفريقيا الحرة التي هزمت الاستعمار وأضاءت مستقبلاً مشرقاً لشعوبها، تتغنى اليوم بوحدتها من أجل التنقل الحر والتجارة الحرة بعيداً عن الحواجز العسكرية والجمركية». وأعرب أشتية «عن تقديره لوقفة الدول الأفريقية مع فلسطين»، مضيفاً أن «فلسطين كانت دائماً على الجبهة ذاتها مع أفريقيا، ومع حركات التحرر الأفريقية، ومشاركتها اليوم تؤكد استمرار العمل سوياً من أجل رفاهية أفريقيا لتكون خالية من العنف والفقر والبطالة».

وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن بلاده تواجه آخر استعمار على الأرض، وهو الاستعمار والاستيطان الإسرائيلي لأرض فلسطين، وأضاف أن «هذا الاستعمار توجته مؤخراً الحكومة الإسرائيلية الجديدة بمزيد من مصادرة الأراضي وتحويل أصحابها إلى لاجئين عبر بناء المزيد من المستعمرات الإسرائيلية التي أقرتها الحكومة الحالية (المبنية على العنصرية والتطرف)». في غضون ذلك أظهر مقطع فيديو، طرد وفد إسرائيلي حاول حضور الجلسة الافتتاحية للقمة. وتضمن الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعض أفراد الأمن يصطحبون شارون بار - لي، نائبة الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية الإسرائيلية خارج قاعة القمة. صورة مقتطعة من فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي لطرد مبعوثة إسرائيلية من الجلسة الافتتاحية لقمة الاتحاد الأفريقي

وفي وقت لاحق، ندّدت إسرائيل بطرد مبعوثتها من قمة الاتحاد الأفريقي، متّهمة إيران، بـ«تدبير هذه الخطوة بمساعدة الجزائر وجنوب أفريقيا». ووصف ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية الحادث بأنه «خطير»، مشيراً إلى أن بار - لي «مراقبة معتمدة تحمل بطاقة دخول».

ووافق موسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عام 2021. بصورة انفرادية، ودون مشاورة الدول الأعضاء بالاتحاد، على اعتماد إسرائيل بصفة «مراقب»، مما أثار خلافاً داخل المنظمة، وقررت قمة الاتحاد الأفريقي العام الماضي تعليق قرار عضوية إسرائيل، كما تقرر تشكيل لجنة من سبعة أعضاء، تترأسها الجزائر وجنوب أفريقيا، للبت في إنفاذ قرار منح اعتماد إسرائيل صفة «مراقب» من عدمه. وقال مسؤولون من جنوب أفريقيا والجزائر في وقت سابق إن منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي «يتعارض مع مواقف الاتحاد الأفريقي الداعمة للفلسطينيين». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فنسينت ماغوينيا، الناطق باسم رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا خلال القمة رداً على سؤال حول اتهامات إسرائيل لجنوب أفريقيا والجزائر بالوقوف وراء طرد مبعوثتها إلى القمة قوله إنه «عليها (أي إسرائيل) تقديم أدلة تثبت صحة ادعاءاتها». من جانبه، وصف السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، في تعليق له على الواقعة قرار منح إسرائيل صفة عضو مراقب بالاتحاد الأفريقي، بأنه كان «خطأ من البداية». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن طرد المبعوثة الإسرائيلية ومنعها من حضور جلسات الاتحاد «لا يخالف القواعد الدبلوماسية»، لافتاً إلى أن عضوية إسرائيل معلقة بموجب قرار سابق للقمة، ومن ثم «لا يجوز لممثل لا يتمتع بأي صفة تمثيلية حضور الجلسات». وأشار حليمة إلى أن عضوية إسرائيل في منظمة الاتحاد الأفريقي «تتناقض وتاريخ المنظمة والقارة»، منوهاً بأن أفريقيا خاضت كفاحاً مضنياً من أجل مقاومة الاستعمار والاحتلال من جانب الدول الأجنبية لأراضيها. يذكر أن أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي يعترف بإسرائيل، ويقيم معها علاقات دبلوماسية.

 

الحرب الإسرائيلية التالية آتية حتماً... لكن «السيناريو» ينتظر الحسم

إذا أراد نتنياهو الهروب إلى حرب خارجية فهل يجد جيشاً يديرها له؟

القدس: نظير مجلي/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

الحرب، هي الكلمة الأكثر شيوعاً في إسرائيل اليوم... إذ يستخدمها قادة المظاهرات ضد حكومة بنيامين نتنياهو، بشكل صريح وبلا تردد. بَيْد أن وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون، الذي قاد «وحدة الكوماندوس» التي تسللت إلى تونس حيث اغتالت القائد الفلسطيني خليل الوزير، أيام شغله منصب رئيس أركان الجيش، كان أول من تفوَّه بها. ولحق به جنرالات آخرون، بينهم زئيف راز ورون خولدائي اللذان كانا قائدين في سلاح الجو، ورئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت الذي أمر بتدمير المفاعل النووي السوري وهو قيد الإنشاء في دير الزور. كل هؤلاء القادة يستندون إلى تاريخهم القتالي الطويل في تهديداتهم، ويستمدّون الإلهام من مئات ألوف المتظاهرين الذين خرجوا ويخرجون إلى الشوارع عدة مرات في الأسبوع منذ بداية حكم نتنياهو... فالجمهور الواسع يشارك في هذه المظاهرات بقوة، والشعارات التي يرفعها تحذِّر من الديكتاتورية والفاشية. كما أن الحكومة وقادة الائتلاف يتحدثون عن حرب، ويهددون باعتقال الجنرالات في جيش الاحتياط وبقية المسؤولين السابقين الذين يطلقون التصريحات النارية ويؤكدون أنهم ماضون في الانقلاب على سياسة الحكم السائدة منذ 74 سنة، بإصرار شديد... والشرر يشتعل في عيونهم. لقد بُذلت جهود كبيرة، بقيادة رئيس الدولة يتسحاق هيرتسوغ، لجمع الطرفين إلى حوار بحثاً عن حل وسط. وتمكّن هيرتسوغ من فتح قناة اتصال بينهما، لكن هرج القتال لا يزال صاحب الموقف. ففي الطرفين قادة مقاتلون يبحثون عن كسر الطرف الآخر، ولا يقتنعون بالتفاهم، قائلين «بين الجنة والنار لا توجد حلول وسط».

إذا كان طرفا الصدام المرتقب في إسرائيل يتكلّمان عن «حرب أهلية بين اليهود»، فإن ثمة من يرى أيضاً بوادر انزلاق نحو حرب خارجية ضد «عدو ما خارج الحدود». ويشير هؤلاء إلى أن الحرب هي الآن المَخرج الأفضل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخصوصاً أنه سبق أن لجأ إليها ونجح.

كان ذلك عام 2012، عندما انطلقت هبّة احتجاج واسعة في إسرائيل ضد سياسة الحكومة الاقتصادية. يومها بدأت باعتصام للأزواج الشباب الذين احتجّوا على عجزهم عن تأمين سكن، فنصبوا خياماً في شارع روتشيلد «شارع الأغنياء» في تل أبيب، ثم في غضون بضعة أسابيع تحوّلت إلى مظاهرات يومية ضد حكومة نتنياهو شارك فيها عشرات الآلاف من المواطنين... وفي أوْجِها بلغ عدد المتظاهرين 400 ألف. وعلى نمط ما كان يسمى «الربيع العربي»، رفعوا في تل أبيب وحيفا وهرتسليا والقدس الغربية الشعار الذي تردَّد داخل ميدان التحرير في القاهرة وفي دمشق وتونس وطرابلس: «الشعب يريد إسقاط النظام».

عنبار

حينذاك أعلن نتنياهو قبوله بحث مطالب المتظاهرين، وأنشأ لجنة وطنية لإقرار برنامج اقتصادي يحل مشكلة السكن وغيرها من القضايا الاقتصادية. وجنباً إلى جنب، نفّذ الجيش الإسرائيلي عملية حربية على قطاع غزة بدأت يوم 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 باغتيال قائد قوات «حماس» أحمد الجعبري، واستمرت 8 أيام. وقد أُطلق على تلك العملية مسمى ذو معنى لافت «عمود عنان»؛ وهو اسم توراتي يشير إلى فترة تيه اليهود في صحراء سيناء حيث أرسل لهم الله، خلال ساعات النهار، عموداً من السحاب يمتد من الأرض حتى السماء ليسير معهم ويرشدهم إلى طريقهم.

وهكذا انشغل الإسرائيليون بمتابعة الحرب، حيث جرى تجنيد 57 ألف جندي في الاحتياط، وهو ما يعني أن 57 ألف عائلة انشغلت في متابعة مصائر أبنائها جنود الاحتياط، ومثلها وأكثر (حوالي 100 ألف عائلة) تابعت أخبار الأبناء من الجنود النظاميين، هذا فضلاً عن إطلاق 1506 صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، و1500 غارة إسرائيلية على غزة. وفي حصيلة العملية قتل 6 إسرائيليين و223 فلسطينياً، لكن نتنياهو حقّق الهدف، إذ خَبَت هبّة الاحتجاج ثم اندثرت، وصمد بعدها في الحكم 9 سنوات.

هل يعود التاريخ إلى الوراء؟

ما من شك في أن نتنياهو، الذي يختنق بحملة الاحتجاج الجماهيري ويجد نفسه محاصَراً بحملة انتقادات واسعة في دول الغرب الحليفة والصديقة، يتمنى أن يستطيع الخروج إلى حرب تعيد المتظاهرين إلى بيوتهم. إلا أن الحروب تحتاج إلى جيوش... والجيش الإسرائيلي لا يتعجّل الاستجابة لرغبات نتنياهو، فهو يجد نفسه من ضحايا خطة نتنياهو، وليس هذا من اليوم؛ فعبر العقد الأخير يدير اليمين المتطرف في إسرائيل حرباً ضروساً ضد الجيش. وكانت البداية عندما رفض جميع قادة الجيش والأجهزة الأمنية طلب نتنياهو شن حرب على إيران. يومذاك تجنّدت جميع وسائل الإعلام اليمينية (صحيفة يسرائيل هيوم وصحيفة مكورريشون وموقع قناة 7 وموقع ميدا والقناة 14 التلفزيونية) ومعاهد الأبحاث اليمينية (المعهد الأورشليمي لدراسات الدولة والجمهور ومعهد القدس للأبحاث الاستراتيجية والأمنية) ضد الجيش، ونشرت المقالات والدراسات والتقارير التي تتحدث عن «تخلي الجيش عن العقيدة القتالية» وعن «عقيدة الإقدام والمواجهة»، وتتّهمه بالتبذير والفساد.

الخطة الحكومية التي يطرحها نتنياهو، اليوم، تشمل سحب صلاحيات الجيش في الضفة الغربية. وبموجب الاتفاقيات الائتلافية للحكومة، عيّن وزير المالية بتسلئيل سموترتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية، وزيراً ثانياً في وزارة الدفاع، وعيَّن زميله في الكتلة البرلمانية أيتمار بن غفير، وزيراً للأمن القومي ومسؤولاً عن الشرطة وحرس الحدود ومصلحة السجون، لذا فإن الجيش يرى في الحكومة الحالية «خصماً وقحاً» يتطاول على القيادات العسكرية ويمسّ هيبتها. ومع أن الجيش بنى لنفسه تقليداً تاريخياً اعتاد فيه شن حروب بوتيرة مرة كل 3 إلى 4 سنوات، ويستخدم الحرب لتدريبات الجنود بشكل فعلي على القتال ولإجراء عمليات تجريب على الأسلحة الجديدة، فإنه في زمن نتنياهو يتردد في الخروج إلى الحرب، ويختار العمليات الحربية التي تناسبه ولا تساعد نتنياهو بشكل مباشر.

ومع هذا فإن رائحة الحرب لا تغيب عن سماء البلاد، فالتوتر في الضفة الغربية والقدس يتصاعد باستمرار، ويمكن أن يؤدي إلى جرّ الجيش لشن عمليات حربية؛ ذلك أن اليمين المتطرف يفرض قرارات وقوانين وممارسات تشعل النيران في المناطق الفلسطينية. فمن جهة، يعمل بن غفير على التصعيد في القدس الشرقية ويهدم فيها البيوت العربية يومياً، ويبادر إلى قوانين لسحب المواطَنة من مواطنين فلسطينيين من إسرائيل والقدس، ويضيِّق الخناق على الأسرى الفلسطينيين في السجون. ومن جهة ثانية، يبادر سموترتش إلى مشروعات استيطانية كبيرة، آخِرها قرار «الكابينيت» (المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن في الحكومة الإسرائيلية)، بناء حوالي 10 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات، وبدء عملية تشريع للبؤر الاستيطانية. يضاف إلى كل ذلك تصعيد القمع الميداني وتشجيع المستوطنين على قتل فلسطينيين، ومهاجمة البلدات الفلسطينية بتحطيم زجاج البيوت والسيارات وإشعال النيران في بيوت أخرى.

الهدف «إحداث انقلاب»

اليمين الإسرائيلي المتطرف لا يقْدم على هذه العمليات بغرض الانتقام من عمليات فلسطينية فحسب، بل بغرض «إحداث انقلاب» في تعامل إسرائيل مع الموضوع الفلسطيني، إذ يعتبره «ناعماً» ويرى أنه يثبِّت حل الدولتين، في حين أن غايته إجهاض هذا الحل.

الوسط الليبرالي في الساحة السياسية الإسرائيلية، وكذلك في الجيش، يؤمن بضرورة إبقاء فسحة من الأمل بإقامة كيان فلسطيني مستقل (أقل من دولة وأكثر من حكم ذاتي)، والحفاظ على السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحكم «حماس» في قطاع غزة؛ لضمان النظام، وإعفاء إسرائيل من مهمة ومصاريف إدارة الشؤون الفلسطينية اليومية. ومقابل ذلك يؤمن غلاة المستوطنين واليمين المتطرف بموقف معاكس تماماً، ويرون ضرورة الدفع بانهيار السلطة الفلسطينية وسيادة الفوضى، وانتهاز الفرصة لملء الضفة الغربية بالمستوطنات ودفع الفلسطينيين إلى الرحيل، ويعتبرون أن في هذه الفوضى مصلحة أكبر لإسرائيل.

لقد عبَّر عن هذه العقيدة بشكل صريح، إفرايم عِنبار، رئيس المعهد الأورشليمي للاستراتيجية والأمن «JISS»، والمدير المؤسس لمركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية، وهو يُعدّ أحد المرجعيات المهمة لليمين الإسرائيلي الحاكم اليوم، إذ يقول: «الفوضى في المناطق، كوضع مؤقت، ليست بالضرورة أسوأ سيناريو، فعندما أصبح محمود عباس (أبو مازن) وعصابته مشكلة لكلا الجانبين، ينبغي لإسرائيل ألا ترتعد من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية». ويفسّر أقواله، في دراسة نشرها بموقع المعهد، قائلاً: «الفوضى السياسية ليست السيناريو المفضل؛ لأن الفوضى في الضفة الغربية تُعدّ مشكلة أمنية لإسرائيل، لكن هذه المشكلة تصبح أقل حِدّة إذا تنافست الميليشيات الفلسطينية، المتصارعة على النفوذ، بعضها مع بعض. ومن شأن الصراع على الخلافة بعد وفاة أبو مازن أن يصرف الانتباه عن محاربة إسرائيل المكروهة، ويمنع التنسيق في الصراع المستمر ضد إسرائيل. أضفْ إلى ذلك أن الفوضى في الضفة الغربية قد تمنح إسرائيل الشرعية للعمل بحرّية أكبر ضد الإرهابيين. وقد تؤدي الفوضى أيضاً إلى نتائج إيجابية، حيث سيؤدي انهيار السلطة الفلسطينية إلى إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية، التي كانت حتى الآن مصدراً للعنف المستمر ضد إسرائيل، وسبباً للاضطراب الإقليمي». ويضيف: «لقد دعّمت السلطة الفلسطينية سياسات أنظمة متطرفة مثل إيران، كما أنها مُعادية لأميركا بشكل واضح. علاوة على ذلك فإنها تهدّد دولتين على الأقل من دول (الوضع الراهن) - إسرائيل والأردن».

ويتابع عِنبار شرح أفكاره: «انهيار السلطة وفشل الحركة الوطنية الفلسطينية في إقامة دولة قد يقلّلان من شهية الفلسطينيين لكيان مستقل. وسيسبّب تفكّك السلطة الفلسطينية مشكلة كبيرة للعلاقات العامة الفلسطينية، ويقلّص من قوة جاذبيتهم لدى أنصارهم المتظاهرين بالبراءة والورع في جميع أنحاء العالم وبين الإسرائيليين. ستتضح إخفاقات أداء الكيان السياسي الفلسطيني للجميع، وستثير فهماً أكبر للمخاوف الإسرائيلية من العواقب المدمّرة للقومية الفلسطينية».

البروفسور عِنبار يرفض المخاوف من أن تحلّ «حماس» محل السلطة الفلسطينية في الشارع، فيقول: «الفوضى في الضفة الغربية قد توفر فرصاً جديدة لتحقيق استقرار للوضع. ويمكن لخيبة الأمل من تفكك السلطة أن تجلب إلى المقدمة قيادة أكثر واقعية وتصالحية. وعلى الرغم من صعود قوة حماس، من المضلل تقديم هذه المنظمة على أنها البديل الوحيد لقيادة السلطة. سلطة حماس في غزة ليست تجربة ناجحة، وإغراء الإسلام الراديكالي آخذ في التلاشي. الفوضى، كوضع مؤقت، ليس بالضرورة أسوأ سيناريو، ويجب ألا ترتعش إسرائيل من احتمال سقوط السلطة الفلسطينية».

وهكذا فإن زرع الفوضى هو نهج عقائدي لدى حلفاء نتنياهو يخدم هدفهم الأساس للسيطرة على الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها بالكامل، ولهذا الغرض كانوا قد تقدموا بسلسلة مطالب من نتنياهو اشترطوا عليه بلورتها في الاتفاقيات الائتلافية، وصاغوها في عدة قوانين، رافضين التصويت على الحكومة الجديدة قبل سن هذه القوانين. نتنياهو، من جهته، قَبِل هذه الشروط، ونفّذها بحذافيرها؛ ليس لأنه يؤيدها، بل لأنه يقبض ثمنها بعملة أخرى، إذ يريد، في المقابل، إجهاض محاكمته بتُهم الفساد الثلاث: الاحتيال وخيانة الأمانة وتلقي الرشاوى. وهذه الأحزاب المتطرفة هي الوحيدة التي تؤيد تخليصه من المحاكمة، لذا فهي وحدها التي يستطيع تشكيل حكومة معها، وهي الوحيدة التي تقف إلى جانبه في خطة الضغط على الجهاز القضائي.

الصدام مع «الدولة العميقة»

مشكلة نتنياهو راهناً أنه يخوض هذه «المعركة» بمغامرة تصل إلى حد المقامرة، فالهجوم على الجهاز القضائي ليس سهلاً في إسرائيل؛ لأنه جهاز قوي جداً وذو سطوة شديدة، ويتسم مثله - وربما أكثر منه - بالعناد والغطرسة ويرفض الهزيمة، وهو أيضاً يشكل ركناً أساسياً في «الدولة العميقة» التي تتحكم يشؤون الدولة العبرية، وتضم النيابة والمؤسسة الاقتصادية؛ من البنك المركزي، إلى البنوك التجارية، وحتى رجال الأعمال، والمؤسسة الأكاديمية وأجهزة الأمن والجهاز الصحي والسلك الدبلوماسي وأصحاب الوظائف العليا ورئاسة خدمات الدولة، والمسنودة بوسائل الإعلام وبنقابة المحامين. وقد التقت مصالح «الدولة العميقة» مع مصالح أحزاب المعارضة الليبرالية ومع القيادات اليهودية في الولايات المتحدة وأوروبا. وهذا هو سر الالتفاف الواسع وراء حملة الاحتجاج على خطة الحكومة للانقلاب على جهاز القضاء و«قصّ» أجنحته. وقد اختار المحتجّون لحملتهم شعاراً أساسياً هو «التصدي لخطة تحطيم أركان الديمقراطية وإبدال حكم ديكتاتوري بها». وبينما يعتبر رئيس المعارضة يائير لبيد، ووزيرة القضاء الأسبق تسيبي ليفني، الخطة «بداية للفاشية»، هدّد عدد من الجنرالات بالعنف وسفك الدماء. وقد ردّ الوزير الجديد في حكومة نتنياهو، دافيد عمسالم، مهدداً باعتقال «مَن يخرقون القانون» من هؤلاء الجنرالات. وطالب نواب آخرون باعتقال أولمرت، والمستشارة القضائية الحالية للحكومة غالي بهاراف ميارا، والمستشار السابق أبيحاي مندلبليت، والرئيس الأسبق للمحكمة العليا القاضي أهارون باراك. أما نتنياهو فأعلن مواصلته هذا الانقلاب حتى آخِر رمق.

الصحيح أن هذه الأجواء المشحونة لا تعود فحسب إلى خطة الانقلاب في القضاء، وأن المتظاهرين ضدها ليسوا أولئك الذين يرفعون شعار «نعم للديمقراطية ولا للديكتاتورية» فحسب، بل هي أكبر وأعمق من ذلك.

إن وراء هذه المواجهة «حرباً» يخوضها بشكل فعلي أركان «الدولة العميقة» في إسرائيل؛ من مختلف الجبهات والمواقع: الجيش والشرطة وسائر أجهزة الأمن، والجهاز القضائي بكل ساحاته ومنابره؛ كالمحاكم والنيابة ومؤسسة المستشار القضائي ونقابة المحامين، وقادة خدمات الدولة، والمؤسسة المالية؛ بما فيها البنك المركزي والبنوك التجارية واتحاد أرباب الصناعة، والمؤسسات الأكاديمية. بعض هؤلاء متخوّفون فعلاً من تراجع مكانة إسرائيل في الأسواق العالمية بشكلٍ يكبّدها خسائر مالية فادحة، وهم يشيرون إلى بداية ظاهرة سحب الاستثمارات الأجنبية، وبعضهم يخشون من حرب تصفية للنخبة السياسية الأشكنازية التي تسيطر على الحكم منذ بداية الحركة الصهيونية قبل أكثر من 100 سنة. وبينما تخوض المؤسسة الأمنية هذه المواجهة في إطار حملة انتقامية من نتنياهو شخصياً ورفاقه المقرَّبين، فإن «الدولة العميقة» في إسرائيل تشعر بأن نتنياهو جاء ليخوض حرباً شخصية شمشونية «ومن بعدي الطوفان» كي لا يُسجن، ولا يهمُّه أن تؤدي هذه الحرب إلى دمار البيت كله، لذا قررت ألّا تسمح له بذلك... فدخلت معه معركة حسم.

قلق وحذر عند الجنرالات من تدهور الأوضاع الأمنية

> أمام خلفية المواجهة الحالية بل «الحرب الداخلية» في إسرائيل، يتجاوب بنيامين نتنياهو كلياً مع مطالب حلفائه من حزبي المستوطنين المتطرفين «الصهيونية الدينية» (بتسلئيل سموترتش) و«عظمة يهودية» (أيتمار بن غفير)، التي تؤذي الفلسطينيين وتتسبب في تصعيد التوتر، وهو يأمل حقاً بانزلاق الصدامات إلى عملية اجتياح حربية تؤدي إلى إجهاض حملة الاحتجاج ضده. غير أن الجيش يحاول تفادي الحرب بقدر الإمكان، ولهذا الغرض يضع حوالي 70 % من وحداته القتالية (26 وحدة) في الضفة الغربية، متذرّعاً بأنه بذلك يطوِّق الأحداث بنجاعة أكبر ويقلل العمليات المسلَّحة. وخلال الأسبوع، حذّر الجنرالات من نتائج هذا الانشغال في الضفة الغربية. ونقل رون بن يشاي، محلل الشؤون العسكرية والأمنية في موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، الأربعاء، عن مسؤولين كبار في الجيش أنهم حذّروا أمامه من أن «الأمن القومي العام في إسرائيل بدأ منذ الأسابيع الثلاثة الماضية التدهور والانهيار»، وقالوا له إن «اشتعال الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وشرقي القدس بلغت حد وصول معدل الإنذارات اليومي من نية الفلسطينيين تنفيذ عمليات ضد الأهداف الإسرائيلية إلى أكثر من 40 إنذاراً في كل يوم، وهو ما يُعدّ وضعاً خطيراً جداً». وقالوا إن الانشغال في الضفة الغربية على مدار الساعة بسبب سياسة بن غفير وسموترتش «بات يستزف قواهم ويمس الجهوزية العسكرية والعملياتية ويحدث خللاً في خطط التدريب اللازمة لرفع كفاءة الوحدات المقاتلة واستعداداتها للحرب المقبلة».

وأردف بن يشاي أن الجنرالات قلقون أيضاً من تأثير سياسة الحكومة على ساحة العلاقات الدولية مع حلفاء إسرائيل، فقد شهدت الفترة الأخيرة تدهوراً ملموساً في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في أعقاب قرار «الكابينيت» بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة وشرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية، في تجاهل مطلق للتحفظ الأميركي على تلك الخطوة، وهو أمر قد يضر الدعم العسكري التكنولوجي الذي تقدمه واشنطن إلى إسرائيل لرفع قدراتها العسكرية أمام التهديد الإيراني.

إزاء هذه التطورات، يغدو واضحاً أن الشرخ يتسع ويتعمق ويرفع حِدة الصراعات ويخفّض مستوى الخطاب، ويُدخل إسرائيل في أزمة لا يبدو الخروج منها قريباً. وثمة نداءات استغاثة من قوى عدة، يتقدمها الرئيس هيرتسوغ و9 من الرؤساء السابقين لمجلس الأمن القومي يحذرون من حرب أهلية. من جهتهم، يحذّر الفلسطينيون من حرب ضدّهم تأتي تصديراً للحرب الداخلية، والجميع يؤكد أن هذه الحرب المكلفة تبدو الآن شبه حتمية.

 

أوكرانيا تعزز دفاعاتها على الحدود مع بيلاروسب تحسبا لهجوم محتمل

وطنية/18 شباط/2023

بدأ الجيش الأوكراني نصب حواجز ونشر المزيد من الألغام على الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا، في إطار تعزيز حدود بلاده مع الدولة الجارة الموالية لروسيا. ويأتي هذا الإجراء بعدما بدأت تظهر تحركات مقلقة للأوكرانيين على الجانب البيلاروسي من الحدود. قال الجنرال الأوكراني سيرهي نايف إنه بالرغم من أن بيلاروسيا ليس لديها ما يكفي من القوات لشن هجوم بري، إلا انه حذر من أن الوضع قد يتغير. أما رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو فكان قال لـ"بي بي سي" هذا الأسبوع إن بلاده لن تنضم إلى الغزو الروسي إلا ردا على هجوم من أوكرانيا. لكنه أشار إلى أنه مستعد للسماح لموسكو باستخدام أراضيه مرة أخرى لشن هجوم جديد على أوكرانيا. وكان الرئيس البيلاروسي عقد لقاء منذ أيام مع الرئيس فلاديمير بوتين، أعلن بعده لوكاشينكو أن بلاده في عام 2022 أوفت بجميع الاتفاقات مع روسيا في مجال الدفاع والأمن.

 

وزارة الدفاع الروسية تعلن تحرير قرية غريانيكوفكا بمنطقة خاركوف

وطنية/18 شباط/2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت، تحرير قرية غريانيكوفكا بمنطقة خاركوف، وفق وكالة "روسيا اليوم". وجاء في التقرير اليومي لوزارة الدفاع الروسية عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا: في محور كوبيانسك تم تحرير غريانيكوفكا بمنطقة خاركوف، ونتيجة الاشتباكات تمت تصفية ما يصل إلى 80 جنديا و3 مركبات قتالية مدرعة و4 مركبات ومدافع هاوتزر Msta-B ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع Gvozdika. في محور كراسني ليمانسك، استهدفت قواتنا تجمعات للقوات الأوكرانية في ستيلماخوفكا وشيرنوفايا ديبروف في جمهورية لوغانسك وتمت تصفية أكثر من 100 جندي أوكراني، وتدميرعتادهم العسكري ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع "أكاسيا"، بالإضافة إلى مدافع هاوتزر D-20 و D-30.  في محور دونيتسك، واصلت قواتنا عملياتها الهجومية وتمت تصفية ما يصل إلى 150 جنديا أوكرانيا وتدمير 5 مركبات قتالية مدرعة و3 مركبات ومركبة قتالية من طراز Grad MLRS ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Gvozdika. كما تم تدمير ثلاثة مستودعات للذخيرة والصواريخ وأسلحة المدفعية للقوات الأوكرانية في مناطق أفدييفكا وكراسنوغوروفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية. في محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، استهدفت قواتنا مجموعات عسكرية أوكرانية في مناطق أوغلدار وبريتشيستوفكا في جمهورية دونيتسك الشعبية وبولتافكا، منطقة زابوروجيه، وبلغت الخسائر في صفوف الجيش الأوكراني أكثر من 50 بين قتيل وجريح، كما تم تدمير أربع عربات قتالية مصفحة، ومدافع هاوتزر من طراز D-20. وتم تدمير مستودع ذخيرة للواء الميكانيكي 72 التابع للقوات الأوكرانية بالقرب من قرية أوغلدار.

في محور خيرسون، نتيجة العمليات تمت تصفية ما يصل إلى 20 جنديا أوكرانيا، بالإضافة إلى أربعة مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز Gvozdika.  أسقطت دفاعاتنا الجوية 3 قاذفات صواريخ متعددة من طراز HIMARS ودمرت 11 مسيرة أوكرانية في مناطق ليمان 2 في منطقة خاركوف، وميلوفاتكا، ونيجنيايا دوفانكا، وغوليكوفو، وروبيزني، وتشيرفونوبوبوفكا بجمهورية لوغانسك الشعبية ومناطق غيروسكويو من خيرسون.

 

وزير الخارجية الصيني يدين رد فعل واشنطن بعد إسقاط المنطاد

وطنية /18 شباط/2023

أستنكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم في ميونيخ "رد الفعل السخيف والهستيري" الصادر عن الولايات المتحدة التي أسقطت منطادا صينيا بطائرة مقاتلة.

بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية". وقال وانغ يي في مؤتمر ميونيخ للأمن: "السماء تمتلئ بالمناطيد من دول مختلفة. هل تريدون إسقاط كل واحد منها؟ هذا لا يبرهن على أن أميركا قوية"، مؤكدا أن المنطاد الذي أُسقط في سماء أميركا كان للاستخدام "المدني".

 

السفير البابوي في سوريا دعا الجماعة الدولية الى نبذ الخلافات وتقديم إغاثة عاجلة للمتضررين من الزلزال: هو اختبار للانسانية

 وطنية - الفاتيكان/18 شباط/2023

وجه السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، نداء الى الجماعة الدولية والافرقاء في الداخلي السوري، الى "نبذ الخلافات السياسية وتقديم إغاثة عاجلة الى الاشخاص المتضررين"، مشيرا الى ان ذلك سيشكل اختبارا للانسانية.  وتحدث زيناري في مقابلة خاصة مع إذاعة "الفاتيكان" عن أوضاع السكان وضرورة مساعدتهم، "بعيدا من الانقسامات السياسية والنزاعات والعداوة".  وعقب الزلزال، غادر زيناري صباح الثلاثاء دمشق متوجها إلى حلب لزيارة أكثر المناطق تضررا، واشار الى أنه بمجرد دخوله المدينة شاهد مسجدا سقطت مآذنه الأربع، إلى جانب كنيسة الفرنسيسكان التي انهارت مداميكها وتشققت جدرانها.  ثم تحدث عن مشاهدته الاشخاص خارج بيوتهم، مشيرا الى ان كثيرين لجأوا الى الاماكن الدينية المسيحية للاحتماء من البرد والصقيع، حيث تناولوا الطعام لدى الجماعات المسيحية والكاثوليكية. وأعلن في هذا السياق أن بعض هذه الأماكن تستضيف حتى 500 شخص، مشددا على ان ما لفته هو مشاعر الخوف التي يعيشها السكان، "الذين لا يريدون العودة إلى بيوتهم المتضررة أصلا من جراء الحرب وزاد الزلزال في تضررها وبالتالي هي معرضة لخطر الانهيار بين لحظة وأخرى". وروى انه لا يزال يتذكر كيف كان سكان مدينة حلب يفرون من معارك دموية في كانون الثاني من العام 2016، بينما كانت تتساقط الثلوج بغزارة كما يحدث الآن. وأضاف: "هؤلاء الأشخاص يتساءلون اليوم لماذا يحدث لنا هذا أيضا؟  وقال: "سوريا ليست فقط ضحية الحرب والزلزال بل هي ايضا ضحية الفقر، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 90 في المئة من السكان يعيشون دون حد الفقر، ففي البداية كانت هناك القنابل الحقيقية ثم الأسلحة بأنواعها المختلفة والفقر، والآن هذا الزلزال القوي".  ثم تحدث عن العقوبات التي تعيق وصول المساعدات، وتمنى في هذا السياق الاحتكام الى "العقل والانسانية"، مشيرا الى ان الحرب في سوريا لم تنته بعد، داعيا الى "تقديم اغاثة عاجلة الى هؤلاء الاشخاص بعيدا عن الانقسامات السياسية، ما سيشكل اختبارا للانسانية على مستوى الجماعة الدولية او داخل سوريا". وختم زيناري مشيرا الى ان الكنيسة في سوريا تقوم بجهود في مجال المساعدات الانسانية، مذكرا بتعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي تقول أن الكنيسة هي بيت المحبة، وبتأسيس الأساقفة الكاثوليك لجنة من أجل تنسيق أفضل لأعمال المحبة. بدورها، أكدت مسؤولة التعاون الدولي في جمعية "الصداقة الإيطالية العربية" سناء شامي، في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، ان الجمعية بجميع فروعها تقف الى جانب الشعب السوري وتشارك في حملات التضامن .

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الكولونيل شربل بركات/فيديو ونص: وقائع معركة شلعبون الجنوبية التي جرت بشهر شباط سنة 1977

معركة شلعبون

من كتاب الكولونيل بركات: مداميك

https://eliasbejjaninews.com/archives/115932/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%a6%d8%b9-%d9%85/

كان ذلك في أحد ايام شباط سنة 1977 حيث بدأ الطقس بالتحسن، وكان شريف قد ذهب في الليلة السابقة باتجاه شلعبون برفقة ثلاثة عناصر، ووصل إلى مفرق الطيري دون أن يشعر به أحد من عناصر شلعبون. وقد كشف الألغام التي وضعها هؤلاء على الطريق، وتكلم بعد عودته عن كل ذلك مع أنيس، وعن امكانية القيام في المستقبل، إذا ما سنحت الظروف، بالتسلل إلى شلعبون و"بيت طرفة" (المرتفع المقابل) في نفس الوقت، واحتلالهما وبذلك يبعد الخطر عن البلدة ويصبح صف الهوا والطريق المؤدية إليه تحت النيران المباشرة، ويمنع على الفلسطينيين وأعوانهم التحرك في بنت جبيل. لكن ميلاد، الذي كان ميالا للتروي دائما، لم يعجبه هذا "التخطيط" ومانع "من القيام باية خطوة إلى الأمام كونها ستجعل الفريق المواجه يرد عليها بخطوة أعنف، "وإذا ما أصبحت بنت جبيل تحت النيران المباشرة لعناصرنا، سوف يعني ذلك سقوطها، ما لن يقبل به هؤلاء وسوف يردون بهجوم أكبر، ونحن لسنا في وضع يسمح لنا برد هجوم كبير ولم يكن الاسرائيليون ابدو اي حماس في اية مرة لمساندة تحرك عسكري يغيّر المعطيات بشكل اساسي". وقد كان ميلاد، المعروف عنه كثرة تحسبه وخوفه من "المجهول" وهو المتغني دوما بذلك المثل القائل: "الفقير لو طلع عا ضهر الجمل بيطلع الكلب بعضو"، يصور الوضع "بأنه نوع من "الأمر الواقع" الذي لا نملك نحن المقدرة على تغييره، فهو مرتبط بأمور اقليمية ودولية أكثر منه بارادتنا، ولو لم نكن نحن على بال أحد، إلا أن أي تغيير على الأوضاع وقتها، برأيه، سيؤدي إلى تدهور ما، يفرض تدخل اسرائيل، ولا يجب أن نكون نحن من يصعّد الأمور، كوننا ندافع عن أهلنا وبيوتنا وأولادنا، والمقامرة لا تجوز بأرواح الناس ولو كان الهدف منها رفع المعاناة عنهم". لكن هذا الحديث الذي دار في "بيت الشعب" مساء اليوم الثاني لم يقدم أو يؤخر، فقد كان انيس ينام مع عناصر "الواحد" تلك الليلة ولم يشارك أو يسمع به، وعند الساعة الثالثة صباحا، أيقظ "البصار" شريف الذي كان ينام في المركز كعادته للتكلم مع أنيس بأمر مهم، وعند وصوله إلى غرفة الاشارة كان أنيس قد انتقل إلى موجة الاحتياط وبدا كلامه همسا...

كان أنيس بالفعل في شلعبون، وقد استطاع التسلل اليها من الجهة الغربية، ودخل مع عناصره في الخنادق التي حفرها الفلسطينيون وأعوانهم هناك، ودار فيها حول المرتفع بأكمله، ولم يكن صادف أية مشكلة أو عنصر، ولكنه تحسّب من أن يكون هناك أماكن في التلة لم يتفحصها جيدا، لذلك وزع عناصره بشكل يؤمن حمايتهم، وحاول أن يخبر شريف بالوضع عله يتمكن من استغلاله للثبات هناك، وإذا أمكن التسلل إلى "بيت طرفة" أيضا لاتمام "الخطة" التي كانت محور الحديث مساء اليوم الأول.

لم يكن شريف أو أي من الشباب يتوقع أن يقوم أنيس بهذه الخطوة، ولا حتى هو نفسه، فقد كان ذهب بمحاولة استطلاع ولما تمكن من الوصول إلى التل والدوران في خنادقه "الجيدة الحفر"، تصور أنه لا بد من استغلال هذا الوضع للبقاء ولما لا؟ وعندما أدرك شريف الوضع الجديد، حاول هو أيضا استغلاله "فهذه خطوة لم نكن نحلم بها"، ولكنه أدرك أيضا أن معركة ستنشب في الصباح، ولو لم يكن يعطي إهتماما لكلام ميلاد إلا أنه أخذ جزء منه بعين الاعتبار.

حاول شريف أولا تحضير المدفعية للمساندة، ثم طاقم الدبابة لتكون جاهزة للتحرك، ومن ثم تجهيز مجموعة لتبديل العناصر في المرتفع، واذا أمكن، تحضير مجموعة للتوجه إلى "بيت طرفة" لحماية عناصر شلعبون، إذا لم يكن بقصد الاحتلال. ولذا فقد اتصل ب"المنشر" في رميش لطلب دعم ومساندة مدفعية عندما تدعو الحاجة. وقد تم تحضير ما أمكن قبل الفجر فجهزت الهواوين وانطلقت الدبابة إلى الواحد.

ما أن "بهّر الضو" حتى بدأ بعض العناصر الذين ينامون في أسفل التل من الجهة الشمالية بمحاولة التوجه اليه، ولكن أنيس وعناصره كانوا لهم بالمرصاد، ففتحت النار وبدأت المعركة، وقد فوجيء هؤلاء من وجود عناصر في التلة. وبدأت عملية قصف ل"الواحد" والبلدة ثم للتلة نفسها من قبل الفلسطينيين، وقامت الهواوين بالرد على النار وبقصف صف الهوا لمنع الامدادات، ثم وصلت عناصر الدعم إلى "الواحد" وحاولت مجموعة منهم التقدم إلى بيت طرفة تحت غطاء من نيران الدبابة بينما ذهبت المجموعة الأخرى باتجاه الغرب محملة ببعض الذخيرة لدعم عناصر شلعبون.

في الساعات الأولى كان الأمر يبدو مناوشة وقد رفع معنويات البلدة ورميش كونه أظهر مقدرة على التقدم ورفع الحصار المفروض منذ أكثر من ستة اشهر. ولكن مع اعلان اذاعة "مونت كارلو" عن سقوط "أخر موقع للقوات المشتركة قبل تبنين"، وعدم الانضباطية الذي رافق وصول مجموعة "المنشر"، شعر شريف بدقة الموقف أكثر فأكثر وبعدم جهوزية هذه العناصر بعد للقيام بالمناورة اللازمة وطواعيتها لتنفيذ خطط عسكرية هجومية، فأدرك أن عليه إدارة المعركة بشكل جدي للتقليل قدر الامكان من الاصابات كي تبقى المعنويات مرتفعة، لذلك وزع العناصر بمهمات محددة منعا لأي عملية إختراق وتجنبا لأي تجمع يؤدي إلى اصابات واستغلالا لكل الطاقات الموجودة. ولكن مع بداية الهجوم الفلسطيني المضاد بعد الساعة العاشرة كان مفهوما أن هؤلاء وضعوا كل ما لديهم من قوة لاسترجاع الموقع، فقد دفعوا بمجموعات متتالية باتجاه المرتفع، كان يسقط أفرادها قبل الوصول إلى أسفل التل، وقد بقيت مدافعهم تقصف المرتفع بشكل متواصل، ومن حين إلى آخر، منطقة الواحد والبلدة. وكان أنيس وعناصره مرتاحين في خنادق شلعبون ومتمكنين من المهاجمين، واستطاعوا إصابة أعداد كبيرة منهم، ولكن موجات المهاجمين لم تتوقف، ولم تتمكن العناصر المتوجهة إلى بيت طرفة من احتلاله بسبب غزارة النار هناك، فأمر شريف بوقف الهجوم على بيت طرفة وركز على مساندة شلعبون وعدم السماح بتمركز إي من المهاجمين في محيطها. وكان العناصر الذين رافقوا أنيس في الليل إلى المرتفع قد عادوا فور وصول الدعم لأنهم لم يناموا طيلة الليل، وأصبح عدد من في التلة، مع أنيس وزياد الذين بقيا هناك، ستة، وتغيّر نوع الأسلحة وبالطبع نوع الذخيرة المطلوبة، وأصبح زياد، الوحيد منهم الذي يحمل بندقية "فال"، يملك بطبيعة الحال كمية كبيرة من الذخيرة، وكلما طالت المعركة كلما شعر انيس بضرورة الاعتماد على سلاح زياد لتوفير أنواع الذخيرة الأخرى، وهكذا كانت بندقية زياد في ذلك النهار أكثر من أطلق الرصاص من المرتفع وبالتالي أوقع إصابات في جانب العدو، وقد تنقلت عدة مرات بين العناصر لتغطي جهات أخرى من المرتفع غير التي تمركز فيها زياد...

خلال خمس ساعات بكاملها حاول الفلسطينيون الوصول إلى أي مكسب دون فائدة بالرغم من غزارة النار ومن العدد الذي دفعوا به إلى المعركة ومن الخسائر الناجمة عن ذلك، وقد تكلم فيما بعد أحد المحللين العسكريين في مجلة "فكر" القومية عن ذلك اليوم بأنه شهد تجميع مقاتلي القوات المشتركة من كافة الجبهات في لبنان ودفعهم إلى هذه المعركة. وقد فهم الفلسطينيون، على ما يبدو، من سكوت الاسرائيليين، حتى على الأجهزة، أنهم لن يتدخلوا في المعركة الدائرة، فحاولوا أن يكسبوا نقطة إعلامية ، كالعادة، بتصوير هذه المعركة التي اصرّوا، حينها، على كسبها، بأنها ضد الاسرائيليين، واستمروا في محاولتهم دفع العناصر باتجاه المرتفع لتنفيذ هذه الفكرة.

لم يكن أنيس يريد الانسحاب بالرغم من كل شيء فقد شعر بنوع من الغرور الذي يرافق عادة النجاح وخاصة عندما يشعر الانسان أنه مسيطر على الوضع. ولكن شريف، الذي أحس أن الفلسطينيين يعلمون بأن لا دعم إسرائيلي لهذا الموقف، وأنهم، بالرغم من الاصابات، لا يزالون يملكون العدد الكافي للاستمرار، حاول إفهام أنيس بضرورة الانسحاب قبل الليل، "فإذا ما كان الموقع المسيطر يساعد على صد المهاجمين في النهار فإن العدد من الجهة المقابلة وقلته في صفوفنا مع الاصرار الواضح من جهة العدو، سوف يؤديان لا محالة إلى عملية تطويق ليلية سوف تصيبنا بلا شك ببعض الخسائر التي لم نشعر بها أبدا حتى الآن". وكان القرار بأن ينسحب أنيس وجماعته من المرتفع قبل الساعة الرابعة مساء تحت غطاء المدفعية وبمساعدة الدبابة التي كانت تقدمت في الصباح وتمركزت فوق المرتفع وساهمت في دفع المهاجمين وتأمين الانسحاب.

وهكذا كان فقد تم الانسحاب وعاد كل إلى مركزه. وقد خسر الفلسطينيون يومها عددا كبيرا من المهاجمين بين قتيل وجريح بينما لم يسقط سوى جريح في الجانب العين إبلي. وقد حقد الفلسطينيون وقرروا الانتقام لهذه الموقعة، وقيل يومها أن عرفات زار بنت جبيل وقال أنه سوف يحرق عين إبل وينثر رمادها...

وبعد هذا الهجوم بسنة تقريبا كان الوضع لا يزال كما هو ولم يهاجم عرفات عين إبل بالرغم من التحضير لذلك في فترة فصح 1977، وقد قيل عن لسانه، يومها، أنه على استعداد لدفع ثلاثة آلاف قتيل، إذا ما اضطر، ولكنه سيدخل عين إبل. وقد عاش العينبليون تلك الفترة أسبوع آلام حقيقي ، فسهر الجميع وتحضرت مراكز لتجميع الأهالي ونصبت مدافع باتجاه ضهر العاصي حتى إذا ما سقط الواحد يكون بالامكان توقيف الهجوم ولو بالرمايات المباشرة كي يتسنى سحب الأهالي. وتقرر الصمود مع الصغار والكبار. وعادت إلى أذهان البعض صور سنة العشرين...

ولكن الهجوم لم يحدث وبقيت عين إبل بالرغم من المعاناة...

... وفي آذار من العام الذي تلى ضحك التراب مرة أخرى في شلعبون، فقد تركها الفلسطينيون وأزلامهم تحت ضربات الاسرائيليين، هذه المرة، وهربوا إلى ما وراء الليطاني، فقد كان صبر إسرائيل نفذ من تحرشات الفلسطينيين وخاصة العمليات التي يقومون بها ضد الاسرائيليين في الداخل والخارج، وكان آخرها عملية "باص تل - أبيب" التي ذهب ضحيتها عدد لا يستهان به من المواطنين وفجرت نقمة عارمة دفعت بالحكومة الاسرائيلية إلى اتخاذ قرار بتنفيذ ما سمي ب"عملية الليطاني" التي كان هدفها الرد على العمليات الفلسطينية بضربة قوية وإبعاد هؤلاء عن شمال اسرائيل إلى ما بعد نهر الليطاني.

 

برّي يتفهّم المقاطعة ولا يبرّرها: الأولوية لوحدة المجلس

نقولا ناصيف/الأخبار/18 شباط/2023

ما لم تطرأ مفاجأة حتى بعد غد الاثنين، موعد جلسة هيئة مكتب مجلس النواب، فإن التئام البرلمان الأسبوع المقبل مشوب بما هو أكثر من الغموض: الشكوك والاستبعاد. بعدما أكد أكثر من مرة منذ الاثنين الماضي في الجلسة السابقة للهيئة وأعاد التيار الوطني الحر البارحة الجزم به، سيفتقر انعقاد المجلس إلى الأكثرية المطلقة. لم تعد الميثاقية عيبه، المعوَّضة بنواب مسيحيين ينتمون إلى سوى الكتلتين الكبريين، التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، بل اكتمال النصاب القانوني على نحو مكمل للمسار الذي تسلكه الجلسات المتعثرة لانتخاب رئيس الجمهورية.

في الساعات الأخيرة تبلورت معطيات أشاعت مسحة التشاؤم على الجلسة بما يتجاوز أحد البنود الأساسية المقررة لها وهي تمديد ولاية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، إلى عناصر تقاطعت عند أكثر من كتلة نيابية. ليس التقاطع السلبي هذا من جلسة البرلمان إلا تعبيراً إضافياً عن الأسباب التي لا تزال – وستظل كذلك – تحول دون انتخاب الرئيس. لا تكتفي بأن أحداً لا يملك منفرداً وإن مع حلفاء في فريقه المجيء بالثلثين إليها، ولا بالنصف زائداً واحداً حتى. بات الخلاف على الانعقاد الدستوري لمجلس النواب كالخلاف على الطعن الدستوري في حكومة مستقيلة تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية، كالخلاف على مواصفات الرئيس المقبل وانتمائه إلى مشروع أي من أفرقاء الانقسام الوطني.

أول المعطيات تلك حرص الكتل النيابية المقاطعة على إبلاغ الرئيس نبيه برّي، مباشرة أو مداورة، أن اعتراضها على اجتماع المجلس لا يستهدفه هو بالذات، ولا يمثّل تحدياً له أو موقفاً عدائياً أو سلبياً منه.

ثانيها في معزل عن تأييد أكثر من كتلة تمديد ولاية اللواء إبراهيم، يجتمع معارضو حضور جلسة اشتراعية، الموزعون على التيار الوطني الحر وكتلة النواب الـ46 موقعي بيان 11 شباط، على موقف موحد هو أولوية انتخاب رئيس للجمهورية على ما عداه بما في ذلك انعقاد البرلمان لسوى انتخاب الرئيس. بيد أنهم ينقسمون على الموقف من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بين مَن يحسبها دستورية تملك أن تجتمع في جلسات الضرورة، وبين طاعن في دستورية توليها بصفتها مستقيلة صلاحيات رئيس الجمهورية.

ثالثها تمييز الغالبية النيابية التي تشمل النواب المتأهبين للحضور كما معارضيه، مثول حكومة مستقيلة أمام المجلس عن مثول حكومة كاملة المواصفات الدستورية وعاملة. هو الفارق بين ما كانت عليه حكومة الرئيس تمام سلام بين عامي 2014 و2016 واجتماع البرلمان لتشريع الضرورة وتمكينه فعلاً حينذاك من التصويت على أكثر من مئة قانون في حضور الكتل كلها ولم يُثر أي سجال من حول توليها صلاحيات رئيس الجمهورية، وبين ما هي عليه حكومة ميقاتي المكلفة تصريف الأعمال والملزمة دستورياً بفعل الشغور تولي صلاحيات الرئيس. لا تملك أن تحضر جلسات التشريع، وهو ما تفعله، ولا تملك ثقة المرجعية التي تمثل أمامها كي تتنكب مسؤولياتها الدستورية.

رابعها رغم التمسّك المبدئي لبرّي بانعقاد مجلس النواب كما بدستورية جلسات تشريع الضرورة تبعاً للمعنى الدقيق والحصري الذي تحمله ورغبته في تسهيل إمرار مرحلة الشغور بأقل أضرار ومعالجة الأعباء اليومية، بيد أنه يتفهّم – دونما أن يوافق أو يبرر حتى تحت وطأة الظروف الصعبة الموجبة – الاستثناء الدستوري الذي تتخبط فيه حكومة ميقاتي. ليس في الإمكان الاستغناء عنها والطعن فيها ما دام لا بديل يتولى السلطة الإجرائية. إلا أن العقبة الكأداء فيها أن ينظر مجلس النواب في مشاريع قوانين تحيلها إليه حكومة مستقيلة كي يصوَّت عليها.

لأنها حكومة مستقيلة تتولى تصريف الأعمال وإن مضافاً إليها استثنائياً صلاحيات رئيس الجمهورية، ليس في إمكانها وضع القوانين المقرّة موضع التطبيق لا سيما منها المرتبط تنفيذها بآجال طويلة أو التزامات جوهرية وسياسات توجب وجود رئيس للجمهورية على رأس السلطة الإجرائية هذه، ناهيك بإلزام السلطات المقبلة – الرئيس الجديد وحكومة العهد الأولى – ما أتمته حكومة مستقيلة في توقيت شغور رئاسي يقتضي مقاربته على أنه استثنائي.

ذلك ما يصح على قانون كابيتال كونترول (المؤجل منذ عام 2020) والتشريعات المنبثقة مما طلبه صندوق النقد الدولي وثلاثة اتفاقات قروض خارجية محالة من المرحلة الأخيرة في ولاية الرئيس ميشال عون، بينما الباقي اقتراحات قوانين لا ينطبق عليها طابع العجلة كتعديل قوانين الشراء والبلديات والإيجارات وأصول المحاكمات الجزائية والمدنية وتحويل الإهراءات إلى معلم وطني وعدم تطبيق قانون النقد والتسليف على البلديات وسواها… فوق ذلك كله أربعة اقتراحات متباينة لتمديد ولايات المديرين العامين عسكريين ومدنيين كل على نحو منفصل.

تفهُّم رئيس المجلس وجهات النظر لم تمنعه من توجيه إشارات إيجابية إلى الكتل والنواب الفرادى المقاطعين، بمن فيها التيار الوطني الحر، يؤكد فيها حرصه على وحدة مجلس النواب وتماسكه وعدم تعريضه إلى أي خلل أو اختبار صعب على غرار حكومة ميقاتي.

خامسها مرتبط بجدال دستوري يدور من حول المادة 57 المنوطة برئيس الجمهورية، ويصح في الاجتهاد القول إن لحكومة دستورية تنتقل إليها صلاحية رئيس الجمهورية حق استخدامها بطلب إجراء قراءة ثانية لقانون أقره مجلس النواب، على أن ينبثق طلب إعادة النظر فيه من قرار لمجلس الوزراء الوكيل على صلاحية الرئيس. ذلك ما ليس متاحاً لحكومة تصريف الأعمال. بذلك، تبعاً لتقاطع الآراء، ينشأ إخلال بالقواعد الدستورية الجوهرية للتشريع التي تعطي صلاحية المصادقة للبرلمان وصلاحية إعادة النظر في المصادقة تلك لرئيس الجمهورية بعد إطلاع مجلس الوزراء.

في صلب ما لا ليس للحكومة المستقيلة أن تفعله، إنها لا تملك مخاطبة البرلمان والتوجه إليه فيما فقدت ثقته مذ استقالت وباشرت تصريف الأعمال في النطاق الضيق.

 

تفاهم مار مخايل في الهزيع الأخير!

غادة حلاوي/نداء الوطن/18 شباط/2023

وأخيراً خرج «حزب الله» عن صمته بخصوص تفاهمه مع «التيار الوطني الحر» ووصف بلسان أمينه العام السيد حسن نصر الله حقيقة واقع التفاهم وحقيقة العلاقة مع «التيار». قال السيد صراحة إن التفاهم «في وضع حرج «. وسلّم بأن خللاً ما يشوب التفاهم مع الحليف المسيحي ما يعني دخوله العناية المركزة، وهي الحقيقة التي سلم بها الطرفان، وإن كانت تنذر بما هو أصعب، أو أنها بمثابة جرس إنذار لتفاهم ينازع من أجل البقاء والإستمرارية، أو أنه يحتضر أو أنه في «الهزيع الأخير».

فالحزب الذي لطالما استعان على خلافه مع «التيار» بالكتمان وكان صاحب نظرية أن الملاحظات تناقش في المجالس الضيقة وخلف الكواليس، جاهر للمرة الأولى بتوصيف وضعية التفاهم، ولو استتبع العبارة بالقول «نأمل الحفاظ عليه من أجل المصلحة الوطنية»، وهو قول حمّال أوجه، إذ يمكن أن يُفهم وكأنّه بمثابة تنبيه للحليف بأنّ «حزب الله» حريص على التفاهم الذي يصب في مصلحة البلد، لكن إن أراد الطرف الثاني الخروج منه فلا حول ولا قوة حينذاك. لكن وجهة نظر أخرى تجد في تلك العبارة تأكيداً من السيد أنّ التفاهم وأياً كان وضعه فلا بد من الحفاظ عليه وقد خرج من كونه إتفاقاً بين طرفين إلى حيز المصلحة الوطنية ما يفرض التمسك باستمراره.

ويأتي كلام السيد نصر الله بعد زيارة تبادل العتب والمصارحة لوفد «حزب الله» إلى ميرنا الشالوحي والتي وإن كانت انتهت بإيجابية لكنها لم تلغ الخلاف في وجهات النظر بين الفريقين حول نقطة مركزية وهي ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، وفي أعقاب زيارة كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية السابق ميشال عون والتي لم تخرج عن مضمون لقاء ميرنا الشالوحي وإن بوتيرة أخف وأكثر هدوءاً. منذ فاتح الأمين العام لـ»حزب الله» رئيس «التيار» بهذا الترشيح توسّعت رقعة الخلاف بينهما تحت عناوين مختلفة. لم يستوعب «التيار» تمسك «حزب الله» بمرشحه الماروني في استحقاق مسيحي يظهر وكأنه محاولة لتطويق إرادة المسيحيين. كان يفترض من وجهة نظره طرح أسماء المرشحين على سبيل النقاش وليس فرض اسم مرشح والتمسك به والإقتراع بورقة بيضاء طالما لم تتأمن له نسبة الأصوات التي تؤهله للفوز… وأن «حزب الله» ورغم إدراكه بصعوبة حظوظ فرنجية بالفوز إلا أنه يستمر بالتمسك بترشيحه من دون الوقوف على رأي الغالبية المسيحية.

في العمق لا يلاقي «التيار» حليفه الى الإعتبارات التي تجعله يتمسك بترشيح فرنجية وهو كان سباقاً إلى توصيف وضعية التفاهم يوم قال باسيل في إطلالته الأخيرة إنّ التفاهم مع «حزب الله» واقف على ثلاث ركائز، فإن اهتزت ركيزتان منه كان استمراره محالاً. وإذا كان «حزب الله» مدركاً لحراجة وضع التفاهم فما الذي فعله للحفاظ عليه وتحصينه أبعد من إرسال رسائل عبر وسائط متعددة بأنه لا يزال ينتظر من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل تسمية مرشحيه لرئاسة الجمهورية لبدء النقاش بشأنها.

سبق ونبّه «التيار» إلى ضرورة تلافي الإنهيار الذي وصل اليه البلد، وطالب «حزب الله» بالإتفاق على رئيس جمهورية ببرنامج عمل محدد وتشكيل حكومة بما يعيد تركيب البلد بطريقة مختلفة للسنوات المقبلة ورغم ذلك يتمسك بمرشحه وليس مستعداً للتراجع وهو المدرك أن معركته خاسرة. في تحليل «التيار» فإنّ وضعية التفاهم الحرجة لا تعني الذهاب نحو حرب مع «حزب الله».

يدرك «حزب الله» أنّ سبب الخلاف مع «التيار» هو الملف الرئاسي وليس التفاهم بحد ذاته. بطبيعة الحال لن يرضى «الحزب» أن يكون في موقع التابع للحليف أياً كان موقعه. بات واضحاً لديه أنّ «التيار الوطني الحر» يربط التفاهم معه بموقفه من رئاسة الجمهورية، وهو كان عاتب في موضوع جلسات الحكومة وعارض مؤخراً عقد جلسة تشريعية وكأنه يريد لـ»حزب الله» ملاقاته إلى مواقفه وتفهم إعتباراته الى حد السير بها من دون نقاش مسبق وهذا غير ممكن.

تفسر مصادر مطلعة على موقف «حزب الله»، «أن تفاهم مار مخايل صار في الهزيع الأخير. واضح أنّ السبب الفعلي هو رئاسة الجمهورية وليس التفاهم نفسه ولا الحاجة إلى تطويره وفق ما سبق وقال التيار، ولا المشاركة في الحكومة ولا الجلسة التشريعية التي كان باسيل سيشارك فيها».

كان واضحاً من الإتصالات التي جرت في الآونة الأخيرة بين الطرفين أنّ الأمور بينهما لم تعد سالكة وكان «التيار» يركز على سؤال واحد: هل غيرتم رأيكم من ترشيح سليمان فرنجية والذي يصر «حزب الله» عليه لا سيما بعد فشل الإجتماع الخماسي في باريس، وهو يؤكد كما قال أمينه العام على لبنانية الإستحقاق ورفض فرض مرشحين من الخارج.

بكلام السيد نصر الله تكون علاقة عمرها 17 عاماً قد انتهت… فهل سيحافظان على علاقة صداقة تجمعهما أو يصبح عملهما على القطعة؟

الواضح والمؤكد أن التفاهم بات من وجهة نظر «حزب الله»، «يحتاج الى معجزة ونحن لم نعد في زمن المعجزات ووضع البلد مأزوم من الناحيتين السياسية والإقتصادية». يدرك «حزب الله» صعوبة إنتخاب سليمان فرنجية رئيساً من دون وجود تكتل باسيل النيابي ولكن كيف سيدير معركة الرئاسة من دونه فهذا شأن آخر ولا علاقة له بالتفاهم. يعود «حزب الله» الى الماضي ليقول على لسان مصادر مقربة «يوم تبنى ترشيح ميشال عون لم يكن معه أي حليف، حتى رئيس مجلس النواب نبيه بري عارضه ومع ذلك أصر على خوض معركته والإلتزام بتعهده وكما سبق وخاض معركة عون سيخوض معركة فرنجية».

بخلفية ما قاله أعلن السيد نصر الله يأسه من رأب الصدع في العلاقة مع «التيار» لكن هذا لا يغني عن تنظيم العلاقة المستقبلية بينه و»التيار» وليس الطلاق فإن لم تكن علاقتهما إيجابية فلن تكون سلبية بالمطلق.

 

الإرهاب إيراني

طارق الحميد/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

أين ما تتبعت أخبار نظام الملالي في إيران، فلن تجد خبراً إيجابياً، وإنما إرهاب دولة وبشكل ممنهج. من الاعتداء على الملاحة في المنطقة، وتسليح الحوثيين في اليمن. والطائرات المسيرة الإيرانية التي تقتل الأوكرانيين بأوروبا. وحاول ويحاول نظام الملالي استهداف إيرانيين في بريطانيا، وكذلك بالولايات المتحدة، حيث حاول النظام اختطاف صحافية من أصول إيرانية، وتم توجيه التهم رسمياً للعناصر التي حاولت فعل ذلك. وحديثاً أفاد تقرير جديد من الأمم المتحدة بأن الإرهابي سيف العدل، أحد أخطر قيادات «القاعدة»، ورصدت واشنطن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله أو قتله، أصبح زعيم التنظيم و«بلا منازع» خلفاً لأيمن الظواهري. والأهم أن ذلك حدث وهو موجود في إيران، وأكدت الخارجية الأميركية التقرير الأممي، وقال المتحدث باسم الوزارة: «تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة بأنّ الزعيم الفعلي الجديد لـ(القاعدة)، سيف العدل، موجود في إيران».

وخبر وجود سيف العدل بإيران ليس بالجديد، فهو مقيم هناك منذ زمن، وسبق أن أعلن أن إحدى العمليات الإرهابية التي استهدفت السعودية في 2003 كانت بتعليمات من سيف العدل، ومن داخل الأراضي الإيرانية. إلا أن الجديد الآن هو أن زعيم «القاعدة» رسمياً يقيم في إيران، مما يؤكد أن نظام الملالي كان ولا يزال صاحب اليد الطولى بدعم «القاعدة» وحماية قياداتها. ففي أغسطس (آب) 2020، تم اغتيال الرجل الثاني في التنظيم، الشهير بأبي محمد المصري، بأحد شوارع طهران. وكل ذلك يؤكد ما قاله وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو بمذكراته: «لا تعطِ أي بوصة... القتال من أجل أميركا التي أحب»، حيث قال إنه أدرك مبكراً أن «النظام الإيراني مجرد تنظيم إرهابي»، مضيفاً أن نظام الملالي تجلبب بعباءة، واتخذ هيئة «دولة بما فيها من مكونات»، وخلص بومبيو إلى أن المقر الرئيسي لتنظيم «القاعدة» هو في طهران و«ليس في تورا بورا بأفغانستان، أو باكستان، أو العراق، أو سوريا».

وعليه، فإن كل الأدلة الدامغة، وبشهادة الدول الغربية وأجهزتها الأمنية، وكذلك بشهادة الأمم المتحدة، تقول إن إيران ترعى الإرهاب، هذا عدا عما تفعله في المنطقة من العراق إلى سوريا، ومن اليمن إلى لبنان. وما تفعله بحق الشعوب الإيرانية نفسها. وعليه، فإنَّ السؤال هنا: متى يعتبر أن إيران تجاوزت الخطوط الحمراء بالنسبة للولايات المتحدة، أو الغرب، أو الأمم المتحدة؟ متى يقال كفى تعني كفى لنظام الملالي، الذي لم يصبح نووياً بعد؟ الحقيقة أن ما يفعله نظام الملالي بإيران والمنطقة، والمسرح الدولي، وبقيادة المرشد الإيراني، ومن خلال أذرع طهران الإرهابية، لم يفعله نظام صدام حسين، أو أي نظام يمكن تذكره بالعصر الحديث، ورغم ذلك لا تحركات دولية جادة تجاه النظام الإيراني. ولم نرَ حتى تغطية إعلامية ترتقي لحجم الجرائم الإيرانية، خصوصاً من قبل بعض الإعلام الأميركي، الذي لا يمكن وصفه إلا بالمنافق. ولذا فإن استمرار جرائم النظام الإيراني سببه تساهل المجتمع الدولي مع نظام الملالي. وهذا أمر معيب، ومريب.

 

«نصر الله» اللبناني و«استقرار الفوضى»

عبدالله بن بجاد العتيبي/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

لبنان يعاني، بشراً وحجراً وشجراً، منذ سنواتٍ طويلة من فشل الدولة، فشل صنعه «حزب الله» التابع لإيران وحلفاؤه من «التيار الحر» وصنعه معهما الفرقاء اللبنانيون بضيق أفقهم وإدمانهم للمناورات السياسية الصغيرة لحصد المكاسب الشخصية والحصول على الدعم من الدول العربية الداعمة للبنان.

منذ إنشاء «حزب الله» اللبناني في الثمانينات، تنقل بين مواقع مختلفة، فكان يبحث في البداية عن توحيد الشيعة تحت لوائه، ودخل معارك مع «حركة أمل» حتى طوّعها وطوّع رئيسها وأجبرها على الانضواء تحت سلطته، وبعد فرض نفسه كفريقٍ عسكري مدربٍ وغني مالياً وقادر على ارتكاب الجرائم الكبرى داخلياً وإقليمياً ودولياً، فتش عن دور سياسي يجني به ثمرات أعماله الإرهابية، وحصل عليه، وأصبح رقماً مهماً في المعادلة السياسية اللبنانية، وبيدقاً مهماً في يد الحرس الثوري الإيراني في كل معارك النظام الإيراني في المنطقة والعالم. كانت وتيرة تطور الحزب بطيئة حتى قرر «النظام الإيراني» و«النظام السوري» أن يفرضا نفسيهما بالقوة على المشهد، وبدأت التصفيات الداخلية، فاغتال «رفيق الحريري» 2005 وتبعه باغتيال الكثير من القيادات السياسية والثقافية والإعلامية، حتى خضع له الجميع رغبة ورهبة، ثم تحالف مع «التيار الحر» وجماعة الرئيس السابق ميشال عون الذي منحه غطاء مسيحياً يبعد عنه التصنيف الدولي بالطائفية والإرهاب، ثم عمل على استتباع «التيار» له وحصل عليه فسيطر على الدولة.

لعقودٍ، عمل «الحزب» على إفشال الدولة اللبنانية، ونجح في ذلك، وهو يسعى اليوم لإنعاشها وإنجاحها تحت سيطرته ففشل في ذلك، فأخذ يرتكب الحماقات السياسية علناً، ولا يبالي بسخرية العارفين والمواطنين، فسعى للحصول على الأموال التي لا تنجح الدول من دونها، فترك كل آيديولوجيته وخطابه ومقاومته ووقع مع إسرائيل وطبّع معها، وهو يتذمر اليوم لتأخر حصوله على الأموال من غاز البحر الأبيض المتوسط، كما صار يتسوّل السعودية علناً أن تمنحه مئات المليارات بعدما لم يدع شيئاً في مهاجمتها إلا صنعه وفشل، إن الخبرة الطويلة في إفشال الدولة لا تسعف الحزب في بناء الدولة، والإتقان في صناعة الإرهاب والفوضى لا يساعد في بناء الدول والتنمية والازدهار. قبل يومين خرج الأمين العام لحزب الله اللبناني في إحدى المناسبات التي ينتقيها حسب رغبته في الحديث، وألقى خطاباً يثير السخرية في الحقيقة، فلا تخطئ العين ولا يضل العقل عن رصد تناقضات الخطاب الصارخة، فهو يتسوّل ولكن بلغة التهديد التي يتقنها، ويتحدث عن احتياجات الدولة الزراعية بلغة المقاومة والسلاح، وهو لا يستحي من هذا التناقض، لأنه بزعمه قد روّض كل خصومه داخل لبنان أما أنصاره فهم يتبعونه بلا منطق ولا مساءلة.

المؤدلجون مثل حسن نصر الله لا يحسنون شيئاً من بناء الدول، بل هم مبدعون في هدمها، وخبرتهم الطويلة في نشر «استقرار الفوضى» تقف عائقاً ضخماً أمام محاولاتهم المستميتة لدعم «استقرار الدولة» ولذلك يتخبطون، ويأتون من الخطابات والسياسات ما يضحك الثكالى.

نقل لبنان من كونه «باريس الشرق» ليصبح دولة تملؤها النفايات وتفتقد أبسط وسائل المعيشة، ولا تجد حليب الأطفال ولا تأمن على ثروات أفرادها في البنوك، ذلك النقل من القمة إلى الحضيض اقتضى عقوداً من الزمن، هذا والهدم أسهل من البناء، فحين يحلم نصر الله بإعادة البناء فسيستغرق عقوداً أطول، وبخبرته الشخصية وخبرة القيادات التي معه فذلك أشبه ما يكون بالمهمة المستحيلة، ولن يتم إنجاز شيء من ذلك إلا بعد تنحي هذا الجيل عن قيادة الحزب والدولة في لبنان، وهو هدف يبدو بعيد المنال للأسف الشديد.

الدول العربية الداعمة لاستقرار الدولة بقيت لعقودٍ ترفض كل الدول والمنظمات والجماعات التي تدعم «استقرار الفوضى»، ومن عجائب خطاب نصر الله أنه يهدد بخلق الفوضى في المنطقة، وهي خبرته الوحيدة التي أتقنها عبر عقود من الزمن وليست له خبرة غيرها، وكأنه سيصنع شيئاً جديداً ولم يمنعه من التوسع فيها عبر عقودٍ سوى هذه الدول العربية الكبرى مثل السعودية ومصر والإمارات، وهو عاجزٌ عن فعل المزيد، ومن هنا فتهديده هو تعبيرٌ عن الضيق الذي يعيشه داخل لبنان ويعيشه النظام الإيراني الداعم له داخل إيران.

الاستثمار في الفوضى مهمة أسهل بكثير من الاستثمار في الاستثمار في الاستقرار، والفوضى حالة سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن الاستثمار فيها في أي بلدٍ من بلدان العالم، ولئن كان النظام الإيراني هو الأكثر خبرة واستفادة في صناعة الفوضى عبر العقود الأربعة الماضية، فإن ذلك لا يمنع أن بإمكان الآخرين الاستثمار في نفس المجال، وهو ما يبدو أن حسن نصر الله يخشاه ويشكل له كابوساً يحرمه من الاستمتاع بسيطرته على الدولة اللبنانية.

الاستثمار في الفوضى يعني خلق المشكلات للآخرين وتركهم يتعاملون معها، ويعني إحياء الخلافات ودعم الانشقاقات والجماعات خارج الدولة، في تفاصيل لا تنتهي، وفي السياسة فرفض الفوضى لا يعني بالضرورة عدم الاستثمار فيها، وإدارة الفوضى في مكان انتشارها تعني المبادرة والتأثير، وإدارة الفوضى أسهل من خلقها. استقرار الفوضى له نماذج برعت فيها إيران في المنطقة، فثمة دولة بلا دولة في اليمن، ودولة شبه دولة في العراق، ودولة فاشلة في لبنان وسوريا، ولكل من هذه النماذج آليات عملٍ وطرق استثمارٍ تختلف باختلاف النموذج والمعطيات، والدول الفقيرة لا تستطيع الوقوف أمام الدول الغنية في مجال الاستثمار في الفوضى. استثمر النظام الإيراني كثيراً في «الحروب السيبرانية» على سبيل المثال، وهذا المثال تحديداً على الرغم من خطورته الشديدة فإن غير إيران أقدر على استخدامه ودعمه ونشره بفاعلية وتأثيرٍ كبيرين، وعناصر هذه الحرب، فضلاً عن القدرة على خلقهم، يمكن استقطابهم من كل مكانٍ في العالم، ولا يحمي إيران وعملاءها منها إلا الإصرار على تخلف الدولة وأنظمتها وأجهزتها، وذلك نوع من النكاية بالنفس لدرء المخاطر، وهي لا تفلح دائماً وما يجري في إيران وفي لبنان خير شاهد.

أخيراً، فمع اهتزاز النظام الإيراني داخلياً ومواجهته لاحتجاجات وانتفاضات واسعة ومستمرة، فإن حزب الله بدأ يشعر بخطر حقيقي على وجوده في لبنان وما خطاب أمينه العام الأخير إلا مؤشر على هذا الوضع.

 

مخاطر ضعف الحضور السياسي السنّي

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/19 شباط/2023

بين هلعِ اللبنانيين من زلازل الطبيعة وذعرِهم من تهديدِ لقمة العيش... يستمرُّ الكابوسُ الفظيعُ الذي يصفّي البقيةَ الباقية من وطن متناهَش ومتلاشٍ حتى الاضمحلال.التطوراتُ المتلاحقة في ردهات التفاوضِ وقاعات الاستقبال وأمامَ عدساتِ الإعلام تثير حركة ناشطة، لكنَّها من نوعية «حركة بلا بركة»... أي أنَّها تقوم على أوهام وتتغذَّى من أوهام، وتهدفُ إلى بيعِ مزيد من الأوهام، في ظلّ ثابتٍ واحد ومتحوّلات عديدة. من ثم، ليس غريباً تزامنُ تهديداتِ أمين عام «حزب الله»، التنظيم الإيراني الهوية واللبناني المقر، مع بدءِ إسرائيل في «عصر جديد» لبنيامين نتنياهو تصديرَ غاز الحقول المتنازع عليها سابقاً مع لبنان... قبل ترسيمِ حدودها «بمباركة» الحزب. أيضاً ليس غريباً أن يهدّد الأمينُ العامُّ أميركا ويتَّهمها «بتدمير لبنان اقتصادياً»، بينما يفتح حزبُه فروعاً جديدة لمؤسســــــــة «القرض الحسن» المالية في مناطق مختلفة من البلاد... على أنقاض الاقتصاد وتدميرِ البنوك وتهجير العقول وتفليس المؤسسات.

وليس غريباً أن تزدهرَ أحوالُ «حزب الله»، الأكثر تحمّساً لجهود وسيط ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل آموس هوكشتين، في حين يتردّد أبناءُ مدينة طرابلس، ثانية كبرى مدن لبنان، في العودة إلى سكن بيوتِهم المتصدعة بفعل الإهمال واليأس، وتهم «القندهارية» قبل الزلزال التركي - السوري الكبير.

وطبعاً، ليس غريباً أن تكونَ السلعة الأكثر رواجاً في أيام القحط الحالية التداول العبثي باسم رئيس جديد لجمهورية - ما عادت فعلياً موجودة - تحمله الصفقات الخارجية وتنصّبه في منصب صوري فقط من أجل إنهاء شغور. والأسوأ أن القوى الغربية الكبرى تعرف تماماً أن «الشغور الرئاسي» لا يعني أنْ ليس في لبنان «حكم أمر واقع» و«جيش أمر واقع» و«اقتصاد أمر واقع»، في ظل «احتلال حزب الله» والقوة المخططة والراعية لدوره في العالمين العربي والإسلامي.

وأخيراً وليس آخراً، ليس غريباً أن يتذكّر اللبنانيون ذكرى اغتيال رفيق الحريري بمشاعر فيها من اليأس، أكثر بكثير مما تختزن من الغضب والاندفاع نحو التحدي والتغيير.

وفي هذا المجال، خاصة، ومع احترامي للشخصيات المعنية، أعتقد أن الالتفاف الجماهيري حول رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في ذكرى اغتيال أبيه كان التفافاً عاطفياً أكثر من أي شيء آخر... بل لا يمكن تفسيره بأي شيء آخر.

الحريري الأب كان صاحبَ مشروع إنقاذي، واغتيل لأنه كان مقتنعاً بهذا المشروع. في حين أن الحريري الابن فضّل الاستنكاف، وإخلاء الساحة، في وقت كانت فيه البلاد في أشد الحاجة إلى إنقاذ.

حتماً لا يتحمَّل سعد الحريري وحده مسؤولية خطأ قراره هذا، حتى وإن كان هو الذي قرَّر ألا يسمح لغيره من بيئته ومعسكره السياسي بالتصدي، عندما فضّل «ربط النزاع» والتخلي عن المواجهة. وهنا، أزعم أنَّه تصعب على أي مخلص لذكرى رفيق الحريري الموافقة على قرار سعد الحريري في الانتخابات الأخيرة بمحاربة الذين اعتبر أنَّهم «خانوه» وشقّوا عصا الطاعة... فلم يلتزموا مقاطعتها. والحال، أن منعه فوز كثيرين من الحلفاء والمعاونين السابقين لأبيه، بحجة «الخيانة»، أسهم في تعزيز رصيد «حزب الله» والتيار العوني من المقاعد، وساعد على إضعاف الحضور السياسي السنّي في منظومة السلطة المنهوبة تدريجياً. وبعدها التزمت كتلة نيابية صغيرة من النواب المحسوبين الإحجامَ عن السير في ركاب المعارضة بحجة السعي إلى التوافق!

هنا خاصةً، أزعم وجود القليل من الأسباب التخفيفية للحريري الابن. ذلك أنَّ الموضوعية تقضي بالاعتراف بأن «أزمة الحضور السياسي السنّي» لا تقتصر على الساحة اللبنانية، ولا يتحمَّل تبعاتِها سياسيٌّ واحد بعينه مهما علا شأنه. فحقيقة الأمر أنَّ الحضور السياسي السني الإقليمي في خطر. ولا تلوح في الأفق بوادرُ مقاربات عملية لإنهاء هذا الوضع... لا داخل حدود دول المنطقة بما فيها تركيا المنكوبة والمقبلة على انتخابات مفصلية حرجة، ولا على صعيد السياسة الدولية، حيث يتأكد يوماً بعد يوم وجود ميل تلقائي لـ«الظن خيراً» في التطرف الإيراني، مقابل التشكيك المستمر في جدية أي انفتاح أو عقلانية أو عصرنة في الدول «السنّية» الحكم. هذا ما لاحظناه ونلاحظه من تعامل العواصم الغربية مع ملف الإرهاب مثلاً... حيث هناك مَن «يمكن التفاوض معه» و«التأميل في تغيير سلوكه»، بينما ثمة إرهاب آخر يستحق تجريد الحملات العسكرية وقصف البلدان، وتهجير عشرات الألوف بذريعة درء شره.

الملف النووي الإيراني ما كان ليتراكم ويتعقّد لو وُجدت مقاربة واحدة في العواصم الغربية على غرار المقاربة الراديكالية للمفاعل النووي العراقي غير المكتمل!

صمَت المجتمع الدولي عن ميليشيا «حزب الله» والميليشيات العراقية وميليشيا الحوثي اليمنية، التي صادرت سيادة ثلاث دول مؤسسة لمنظمة الأمم المتحدة، لكنه لم يتأخر إطلاقاً في التصدّي لتنظيمات مثل «داعش» أو «طالبان» (قبل مهادنتها وتسليمها مصير أفغانستان).

ثم وصلت سياسة «الكيل بمكيالين» إلى الأوج في سوريا. فهنا سقطت كل «الخطوط الحمر»، ونُسي تماماً استخدام السلاح الكيماوي وتدخّل الميليشيات الإقليمية (المُدرج بعضها على قوائم الإرهاب الدولية) بمجرد الظهور المشبوه التوقيت – والمطلوب – لـ«داعش» في الرّقة وتدمر والجنوب السوري. وهكذا، تحوّل الضحية إلى مشبوه والقاتل إلى شريك سلام.ضعف الحضور السياسي السنّي واقع مؤسف وخطر، ولكن ما هو أخطر... «قوننته» و«مأسسته» والاستسلام له. وهذا الاستسلام يأتي وسط تطرفين ظاهرين يتغذى ويُبرر أحدهما بالآخر، هما تطرّف ملالي طهران وحرسهم الثوري وميليشياتهم على امتداد المنطقة العربية، واستقواء بنيامين نتنياهو بغلاة الصهيونية الاستيطانية من أجل الإمساك بالسلطة.

وبالتالي، فالتفاؤل خيراً بميل طهران وميليشياتها إلى الاعتدال عبثية واهمة. واستبعاد إقدام حكومة نتنياهو على مغامرة عسكرية خلل كبير في الحسابات. والقاصي والداني، كلاهما يعرف أنْ لا حدود مشتركة - حتى الآن - بين إيران وإسرائيل، وفي ثقافة المتطرفين في الجانبين توجد كتلة بشرية يعتبرونها عدواً مشتركاً، هي نحن العرب. في المقابل، ثمة اقتناع عند واقعيي الجانبين أيضاً بأن أبواب التعايش بينهما ليست موصدة تماماً، بل توجد فعلاً قنوات مفتوحة بينهما في واشنطن وأيضاً في العواصم الأوروبية المعنية.

يضاف إلى ذلك أن «اللاعبين»؛ الروسي والتركي، ضد مواجهة إلغائية إيرانية إسرائيلية... وبناء عليه، فإن التصعيد الديماغوجي الاستهلاكي يصبّ في مصلحة متطرفي السلطتين الحاكمتين، ولن يؤذي غير فرص التعافي والاستقرار والتسامح والتقدّم في المنطقة العربية.

 

لهذه الأسباب: نصائح “اللقاء الخماسي” في مهبّ الريح!؟

جورج شاهين/الجمهورية/18 شباط/2023

مخطئ من يعتقد انّ القيادات اللبنانية ستتعاطى بالمقاييس عينها مع اقتراحات ونصائح مجموعة السفراء الخمسة، ممثلي «لقاء باريس» الخماسي. وعلى وقع الفرز الواضح للمواقف من تحركاتهم، توصل المراقبون إلى خلاصات، أبرزها تلك التي تعزز المخاوف مما يمكن إنجازه وفق الأولويات التي رسمتها. وعلى الرغم من تفهّم بعض المسؤولين لأهميتها، فإنّ هناك من يستخف بها، فيما يستعد آخرون للمواجهة إن سمحت لهم الظروف. وعليه، ما الذي تعنيه هذه المعادلة؟

عبّر أحد أعضاء مجموعة السفراء الخمسة في لقاء جمعه بشخصيات لبنانية، عن جملة مخاوف تطاول جهوده وزملائه الاربعة، مما يمكن ان تؤدي اليه التطورات المتلاحقة على الساحة اللبنانية، ولا سيما منها تلك التي يمكن ان تقود إلى أي شكل من اشكال الهزّات الأمنية والسياسية، قياساً على هامش الحركة الذي تتمتع به قوى امتهنت بقدرة قادر منذ فترة طويلة، العمل من داخل وخارج السلطة ومؤسساتها معاً. فألغت بذلك عدداً من العوائق والفوارق الطبيعية بينها. فقد أثبتوا قدرتهم على استدراج بعض أركان السلطة الى التماهي معهم، إلى درجة استظلوا فيها مواقع شرعية ودستورية منحتهم قوة فائضة طوال السنوات الأخيرة، إلى ان بلغت مرحلة من السطوة على المقدّرات، بطريقة عطّلوا فيها قطاعات حيوية خرجت عن الخدمة الفعلية، بحيث بات من الصعب إقناعهم بأولويات الحل المطلوب للخروج التدريجي من مجموعة المآزق التي تعيشها البلاد، ووقف مسلسل المآسي الذي يعيشه اللبنانيون.

لم تستدرج ملاحظات الديبلوماسي العربي اياً من سامعيه إلى أي اعتراض، فقد أصاب في قراءته السوداوية للواقع اللبناني، إلى درجة عبّر فيها عمّا يختلج صدور كثر من ملاحظات لا يمكن البوح بمعظمها. ليس لسبب سوى الإقرار العلني وغير العلني، بعجز السلطات الدستورية والمؤسسات عن القيام بالحدّ الأدنى من واجباتها، او بأي خطوة اصلاحية لأكثر من سبب مبرّر وغير مبرّر. وهو ما حدّ من القدرة على وضع حدّ لتجاوزات أدّت وما زالت إلى مزيد من الانهيارات على اكثر من مستوى. وخصوصاً بوجود من فضّل غضّ النظر عن كثير من مثل هذه الممارسات التي تهدّد مكسباً مؤقتاً كان يتمتع به، أو الاحتفاظ بموقع متقدّم ولو كان شكلياً.

عند هذه الملاحظات والمؤشرات السلبية، توسعت المصادر السياسية والديبلوماسية في قراءتها للتطورات الأخيرة، وخصوصاً تلك التي أعقبت لقاء باريس، وإلى جانب سقوط كثير من الرهانات على إمكان الإفادة من مبادرة خارجية، يمكن ان تسهّل المساعي المبذولة للعبور بالاستحقاق الرئاسي إلى برّ الأمان، بالاستناد إلى اقتناع شبه شامل بأنّ هذه المحطة تفتح الطريق واسعاً في اتجاه ما يليها من استحقاقات دستورية، تؤدي بالدرجة الاولى إلى اعادة تكوين السلطة بكل مواصفاتها الدستورية والسياسية، وإعطاء إشارة لا بدّ منها، ولو بدائية، إلى قدرة اللبنانيين على إدارة شؤونهم الداخلية في أفضل الظروف، تمهيداً لطلب العون الدولي الذي ينتظر أصحابه من حكومات ومؤسسات مانحة ومقرضة تلك اللحظة المهمّة التي طال انتظارها.

وعليه، فقد توقفت المصادر عينها أمام اللوحة الفسيفسائية التي رسمتها المواقف الاخيرة، ليس من لقاء باريس الخماسي وما انتهى إليه فحسب، انما من مجموعة الأفكار والمبادرات التي سبقته. فأطراف اللقاء كانت لهم أكثر من مبادرة، تمّ وأد بعضها في المهد، ومنها من عبرت بعض الحواجز الصغيرة قبل ان تصطدم بالكبيرة منها، فتبخّرت الآمال التي عُقدت عليها. وإن توغّل البعض في بعض التفاصيل، يمكنه العودة إلى مسلسل المبادرات التي قادها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد جريمة تفجير مرفأ بيروت التي امتدت على مدى عامين، قبل ان يستنجد بحلفائه وأصدقائه الأربعة الذين التقوا في العاصمة الفرنسية. علماً انّهم هم انفسهم كانوا من بين الذين باركوا «المبادرة الكويتية» التي انطلقت قبل عام، ورسمت خريطة الطريق إلى إمكانية إحياء الثقه بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي وطي تداعيات العقوبات السعودية التي صدرت قبل عام ونصف عام، واستدرجت معظم جاراتها الخليجية إلى مثيلات لها ولو بدرجات متفاوتة.

كان يأمل أصحاب هذه الخطوات المنفردة أن يؤدي لقاء باريس إلى جمع القوى التي انخرطت في مساعٍ لإقناع اللبنانيين بحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم بالسرعة المطلوبة، مع استعدادهم الكبير لموافاة أي خطوة ايجابية بأكبر منها، قبل ان يكتشفوا انّ شيئاً لم يتغيّر وأنّ العجز اللبناني ما زال متمادياً، وانّ الفشل في مواجهة اي إستحقاق طارئ ومستدام ما زال قائماً. ولذلك، فقد انصبّت الجهود لقراءة ردات الفعل وحجم تأثيرها على ما انتهى اليه اللقاء، بما حملته من صدمات متتالية.

وفيما كان معظم القادة اللبنانيين يترقبون البيان الختامي للقاء، والآمال التي عقدت على مجموعة من الخبراء المكلّفين معالجة الأزمة اللبنانية من جوانبها المختلفة، بدأوا بإحصاء المواقف السلبية قبل الإيجابية، فجاءتهم أولى الضربات من الأشرفية، قبل ان يغادر ممثلو الأطراف العاصمة الفرنسية وتحديداً في الثامن من شباط، على لسان رئيس المجلس السياسي في «حزب الله» السيد ابراهيم أمين السيد بعد لقائه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، عندما ردّ على سؤال عن رأي الحزب في اللقاء، بما حرفيته «لا أعرف قراءة كتب من هذا النوع»، مشيراً إلى «أنّ الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو أن يجلسوا ويتحاوروا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي».

وقبل ان تنجلي نتائج الجولة التي قام بها السفراء الخمسة ومن يمثلهم على كل من رئيسي مجلس النواب والحكومة ووزير الخارجية، جاءتهم الضربة الثانية من الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، الذي رفع من سقف المواجهة مع الاميركيين ـ وهم من أبرز اعضاء اللقاء الخماسي ـ محمّلاً إيّاهم مسؤولية «ما يحصل في لبنان»، بعدما اعتبر انّ السبب الرئيس لما نعيشه يكمن في «الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبّرة»، قبل ان يرفع من لهجته بالقول: «انّ عليهم أن يعلموا أنّه إذا دفعوا لبنان نحو الفوضى وتألّم الشعب اللبناني، فهذا يعني أننا لن نتفرّج بل سنمدّ يدنا إلى من يؤلمكم، حتى لو أدّى ذلك إلى خيار الحرب مع ربيبتكم إسرائيل».

ولم يكن ما قاله نصرالله صعباً على الفهم، فربطه بين التهديد بتعطيل العمل في «حقل كاريش» بعوائق تؤخّر العمل في البلوكات اللبنانية، لم يكن مقنعاً البتة، بعدما تسارعت الخطى اللوجستية والاستعدادات التقنية لبدء الحفر في اسرع وقت ممكن في البلوك الرقم 9، بشهادة أحد وزرائه وزير الأشغال العامة والنقل على حميه. لكن ربطه بعدم وجود أي جديد في الملف الرئاسي اللبناني ردّه الى استهداف المسعى الخماسي وضربه، قبل ان يستكمل السفراء الخمسة جولتهم على بعض القيادات المعنية بالاستحقاق. فأكّد انّ الاستحقاق «داخلي ولا أحد يمكنه فرض رئيس على البلد، ويجب مواصلة الجهود من أجل البحث عن آفاق واتفاق وتفاهم». وما زاد في الطين بلّة، انّ مثل هذا السقف العالي للسيد نصرالله لم يكن متوقعاً من احد، بعد عملية ترسيم الحدود البحرية وما انتهت إليه مجموعة الوثائق التي أنهت بتوافق جميع الأطراف، إمكان اللجوء الى أي عمل عسكري في المنطقة. ولذلك فقد تمّ الربط المنطقي بين هذه التهديدات وما انتهى اليه «اللقاء الخماسي» الباريسي، قبل ان يصل اعضاؤه إلى البحث في ما يمكن القيام به في المرحلة المقبلة. وعليه، ما على اللبنانيين سوى ان يكونوا شهوداً على مزيد من الانهيارات المتوقعة على اكثر من مستوى.

 

الناس وليس الاحزاب هم الثورة

د. حارث سليمان/جنوبية/18 شباط/2023

ليس همي بناء أحزاب لبنانية جديدة، وان كان الامر يهم البعض فليفعل، لست ضد الأحزاب ولست اريد منع نشوء الأحزاب، ولا رغبة لي في قيام بلد دون وجود أحزاب فيها، لكن قيام حزب هو شأن الناشطين فقط، وليس شأنا وطنيا جامعا يهم الناس، وقيام أحزاب على شاكلة الأحزاب الحالية، والادعاء بانهم ادوات تغيير وقيادة للشعب اللبناني في مواجهة المنظومة أمر لا يكتسب اي جدية.

لقد اجتمعت قبل الانتخابات النيابية  بأغلب زعماء الأحزاب اللبنانية المنحازة للانتفاضة، وعرضت عليهم مبادرة كان اسمها " ورقة، شبكة، صورة" وهي مبادرة كان الهدف منها الوصول الى ادنى درجات التنسيق والتلاقي، بين مختلف قوى ١٧ تشرين ومجموعاتها، لم تنجح محاولات التوحيد هذه، ما واجهته مع مجموعة من المبادرين كانوا يشكلون فريقا يعمل في هذا الإطار، من اجوبة تارة جوفاء، واخرى تعبر عن ذات متضخمة، وثالثة تتوهم ان النصر على المنظومة صبر ساعة، ورابعة حصرت بنفسها تقييم كل تجربة سياسية، وتوزيع شهادات النقاء الثوري، وافادات الادانة المختلفة بالتقليدية، والمهادنة، والوراثة السياسية، الى جانب كم هائل من الكذب والرياء والمعايير المزدوجة، والافق الضيق القروي المغلف بادعاءات ايديولوجية شديدة الحداثة، كل ذلك اعتبرناه انا والفريق المشارك بهذه المبادرة مسألة يمكن التعامل معها وتجاوزها.

 لذلك حاولنا مرارا وتكرارا، ولم تتم اية وحدة الا في دائرة الجنوب الثالثة، في حين انه جرى في بعض الدوائر تخفيض التشرذم الى الحد الادنى وحصره كما في الشوف وعاليه وفي المتن الشمالي... طبعا كانت جهات عديدة تسعى الى التوحيد والتنسيق وتعمل بشكل مواز لعملنا، ولم نكن نحن وحيدين في هذا المجال، لكن الوحدة بقيت استثناء والتشرذم قاعدة شبة عامة.

الغريب في هذه التجربة، انه في كل زيارة او لقاء كنا موضع ترحاب واستقبال جميل، وانفتاح لحوار يستغرق وقتا وصبرا، لكن المشترك في كل زيارة، كان عدم الاهتمام بقضية الوحدة، وفي اكثر الاحيان الرفض المضمر تارة، والعلني تارة اخرى لاي جهد توحيدي، لكن امرا مشتركا واحدا لمسناه لدى كل حزب او مجموعة اجتمعنا بها، وهو دعوتنا للالتحاق بحزبه او مجموعته، والمشاركة في نشاطات ينظمها لحزبه ويجمع من خلالها عشرات العناصر التي يحسب أنه بهم دون غيرهم يستطيع هزيمة المنظومة وإنجاز التغيير.

كان الامر غريبا ويعكس خفة هؤلاء وغرور ذواتهم وانتفاخها، فانا الآتي من تجربة سياسية هي "حركة التجدد الديموقراطي" التي شكلت تجربة سياسية رائدة على مستوى مختلف الملفات التي اعدتها في السياسات العامة، والاجندة السياسية الواضحة الهادفة التي نفذتها، كأهداف سياسية، والسلوك المدني العابر للانقسامات الطائفية والمناطقية، و المقاربات التحديثية التي صاغتها على صعيد حل مشكلة الهوية بين لبنانية رائدة، وعروبة حديثة فاعلة، وما قدمته للشأن العام من شريحة من القامات السياسية تتصف بالاستقامة والنزاهة المالية والفكرية، كما قدمت رؤية ثقافية واقتصادية شاملة لبناء دولة حديثة...

كنت مضطرا لان اشرح لهؤلاء وبلغة هادئة ومتفهمة، ان تجربتي في حركة التجدد هي مصدر اعتزاز وفخر لي، ولست بصدد البحث عن تنظيم او حركة سياسية، ناشئة، يافعةومبتدئة، وان ميزة حركة التجدد التفاضلية على بقية الحركات والأحزاب الأخرى، هي نقاؤها ونخبويتها، والميزة هذه شكلت عيبها ونقطة ضعفها.

كانت حركة التجدد على قياس نخب لبنان، او صفوة هذه النخب، ولم تكن على قياس الناس في كل لبنان، لذلك ضعف حضورها  برحيل رئيسها وخفت تاثيرها بعد انفراط عقد ١٤ آذار و بعد تفشي خطاب الشرذمة الطائفية، وشد العصب الطائفي والغرائزي.

لا ينخرط الناس، بشكل شامل ومكثف، في العمل والفعل السياسي الا في حالتين الاولى :

الاستنفار الطائفي والاحتقان الغرائزي،

الثانية الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي وتعذر سبل العيش.

في الحالتين المذكورتين لا تقوى الأحزاب النخبوية على مواجهة تحديات المواجهة وقيادة الناس..  والمجال المنظم في هذه الحالات هي تشكيلات وائتلافات واسعة وجماهيرية.

في مواجهة دعوات زعماء الاحزاب الجديدة، الذين في أحسن سيناريو لنجاح أحزابهم، يمكن ان يصلوا الى جزء مما وصلت اليه حركة التجدد من نجاح وانجاز، دون ان يستجمعوا طبعا كل ميزاتها...في مواجهة الدعوات هذه، تذكرت بائعي الكلسات في سوق اياس، قبل الحرب اللبنانية، الذين كانوا يحاولون إقناعك بشراء كلسات من بضاعتهم، ويزعمون انها احسن بضاعة في السوق، رغم علمهم ان العشرات من منافسيهم قد تبضعوا من نفس المعمل الذي اشتروا منه بضاعتهم...

الازمة في لبنان لا تتحدد بسؤال مفاده ؛ لاي حزب ننتمي!؟ وهو سؤال نخبوي ضيق الأفق، ويحدث انقساما وتشرذما.

السؤال الإيجابي  والبنَّاء هو كيف نصنع من حراك الناس ومن رفض واقعهم، في مواجهة ازمة الافقار والبطالة والهجرة وانهيار الدولة والخدمات العامة، قوة تغيير حقيقية!؟

الازمة تدفع الناس الى الشارع وابواب المصارف، وباحات محطات المحروقات، ومداخل المستشفيات، والعمل السياسي بينهم لا يتطلب لا تحريضهم، ولا شرح سوء اوضاعهم، بل فقط تنظيم فعاليات حراكهم وتبويب مطالبهم وجدولة ايام معاركهم.

 والسؤال الجوهري هو كيف ننجز التغيير، ونحدث تعديلا في ميزان القوى لهزيمة المنظومة؟ وكيف نصنع انتصار الناس وندافع عنهم؟ لا كيف ننشأ أحزابا تنطق باسمهم!

 على قاعدة هذا الفهم والموقف قيمت ايجابا مبادرة ملحم خلف ونجاة صليبا، وكتبت مقالا بعنوان " ليس اعتصاما" تأييدا للمبادرة، لكن  المبادرة يجب ان تكون منطلقا لمراكمة سلسلة من المبادرات التي توسع الحراك، وان تفتح المجال لانضمام قوى جديدة اليه وتتوسع دائرته، ام ان تصبح حركة منقطعة تحتاج الى تبرير ودعم، وانقاذ فهذا محزن...

الحقيقة الاكثر اهمية هي انه اذا لم يجري توحيد الانتفاضة، (وحدة صف) وصياغة اجندة سياسية، (وحدة هدف) وخريطة طريق، (آليات ومبادرات منسقة ومهمات ميدانية) فان التغيير  لا يمكن ان يحدث. وسينحسر تأثير الانتفاضة وتربح المنظومة وتنتصر الثورة المضادة.

 

"حزب الله" والانهيار اللبناني… والمكافأة الأميركيّة

خيرالله خيرالله/العرب/19 شباط/2023

"حزب الله" لا يزال ينتظر المكافأة الأميركيّة على قرار فرض الترسيم، فهل يلبي الجانب الأميركي مطلب الحزب ويؤمن له انتخاب سليمان فرنجيّة رئيسا للجمهورية، كما يرغب في ذلك الفرنسيون؟

ليس ما يدعو إلى الاعتقاد أنّ في الإمكان وضع حدّ للانهيار الكامل في لبنان، خصوصا بعدما تبيّن أن لا وجود لمن يستطيع وقف هبوط سعر العملة الوطنيّة تجاه الدولار. ليس ما يمنع وصول قيمة الدولار إلى مئة ألف ليرة لبنانية، قريبا جدّا، بعدما كانت قيمته 1507 ليرات لبنانية في خريف العام 2019.

ليس ما يدفع القوّة المهيمنة على البلد إلى وقف الانهيار ما دامت هذه القوّة، أي “حزب الله”، المستفيد الأوّل من البؤس والفقر وهجرة اللبنانيين، خصوصا المسيحيين منهم. تمتلك هذه القوّة أجندة خاصة بها لا علاقة لها بلبنان واللبنانيين ومستقبل أبنائهم.

لدى الحزب أجندة إيرانيّة أعلنها غير المرة الأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي لم يخف، بالصوت والصورة، أن كلّ ما لدى “حزب الله”، بما في ذلك أكله وشربه ورواتب العاملين فيه مصدره “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران.

ما الذي يمكن توقعه من حزب ليس سوى لواء في “الحرس الثوري” الإيراني عناصره لبنانيّة؟ لا يمكن توقع شيء آخر غير الإفلاس. أفلس لبنان ما دامت الجهة المسؤولة عن البلد غير مهتمة بمصيره ورفاه أبنائه. تريده فقط أن يكون ورقة إيرانيّة في أي مفاوضات بين واشنطن و”الجمهوريّة الإسلاميّة”.

تعرف واشنطن، قبل غيرها، أن ترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة – الإسرائيليّة لم يكن ممكنا من دون الضوء الأخضر الإيراني، أي من دون موافقة "حزب الله"

كان هناك في كلّ وقت أخذ وردّ بين “الجمهوريّة الإسلاميّة” و”الشيطان الأكبر” الأميركي. لا يزال هذا الأخذ والردّ مستمرا. لبنان ليس بعيدا عنه. لا يجوز أن يغيب عن البال أن إيران كانت شريكاً صامتاً في الحرب الأميركية على العراق. كانت من سهّل على القوات الأميركية دخول جنوب العراق ثم السير في اتجاه بغداد.

كانت إيران الطرف الوحيد الذي أيّد مجلس الحكم الانتقالي الذي تشكّل على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي بعد سقوط النظام العراقي. كان يجب أن يسقط النظام، ولكن ليس بالطريقة التي سقط بها في التاسع من نيسان – أبريل 2003، على يد الأميركيين وحدهم، بدباباتهم وطائراتهم وجنودهم، بدعم ضمني من إيران وتواطؤ معها.

كذلك، لا يمكن تجاهل أنّ رفيق الحريري اغتيل قبل ثمانية عشر عاما لأنه جعل من لبنان حصناً عربياً. جعل من لبنان بلداً يؤمن به أهله ويؤمن به العرب ويؤمن به المجتمع الدولي. ولذلك، ليس صدفة بعد كلّ هذه السنوات على اغتيال رفيق الحريري ألا يعود في استطاعة أي عربي المجيء إلى لبنان. صار كلّ عربي مهدّدا في لبنان. لم يعد فيه مكان سوى للإيراني الذي ينفّذ في غير منطقة لبنانية مشروعاً استعمارياً من منطلق مذهبي. ينفّذ هذا المشروع على حساب كلّ لبناني بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها. لا يشبه هذا المشروع الإيراني، الذي بدأ منذ فترة طويلة بالتوسّع في اتجاه سوريا، سوى مشروع إسرائيل القائم على الاستيطان في القدس والضفّة الغربية وبناء مزيد من المستعمرات فيها وربطها ببعضها البعض.

من أغرب ما حصل في الأيّام القليلة الماضية، عودة حسن نصرالله إلى تهديد إسرائيل. قال الأمين العام للحزب في خطاب حديث له موجها كلامه إلى “الشيطان الأكبر”: “على الأميركيين أن يعلموا أنهم إذا دفعوا لبنان إلى الفوضى وتألّم الشعب اللبناني، فهذا يعني أننا لن نجلس ونتفرج على الفوضى وسنمد يدنا إلى من يؤلمكم حتّى لو أدّى ذلك إلى خيار الحرب مع ربيبتكم إسرائيل”.

ماذا وراء مثل هذا الخطاب المفاجئ الذي جاء بعد يوم أو يومين من بدء تصدير إسرائيل النفط والغاز من حقل كاريش الذي بات يُعتبر إسرائيليا في ضوء ترسيم الحدود البحريّة بينها وبين لبنان؟

تعرف واشنطن، قبل غيرها، أن ترسيم الحدود البحريّة اللبنانيّة – الإسرائيليّة لم يكن ممكنا من دون الضوء الأخضر الإيراني، أي من دون موافقة “حزب الله” الذي كان عهد ميشال عون الذي سمّي “العهد القوي”، عهده. من وجهة نظر إيران، هذا العهد يجب ألّا ينتهي. من أجل ألّا ينتهي هذا العهد، كان ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل.

لا يزال الحزب ينتظر المكافأة الأميركيّة على قرار فرض الترسيم. ليس كلام حسن نصرالله عن “خيار الحرب مع إسرائيل” سوى تذكير للجانب الأميركي بالمكافأة. أظهرت التجارب التي شهدتها السنوات القليلة الماضية، أقلّه منذ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000 تنفيذا لقرار مجلس الأمن الرقم 425، أن المطلوب مرّة أخرى توفير انتصار للحزب على لبنان وليس على إسرائيل.

يبقى السؤال ما شكل المكافأة التي يريدها “حزب الله”؟

أفلس لبنان ما دامت الجهة المسؤولة عن البلد غير مهتمة بمصيره ورفاه أبنائه. تريده فقط أن يكون ورقة إيرانيّة في أي مفاوضات بين واشنطن و"الجمهوريّة الإسلاميّة"

الجواب من شقين. الشق الأوّل أنّ الكلام الكبير عن حرب مع إسرائيل ليس كلاما واقعيا في ضوء ما يمكن أن تسفر عنه أي حرب من هذا النوع.

صحيح أن الحزب يستطيع بفضل صواريخه الدقيقة إلحاق خسائر كبيرة بإسرائيل، لكن الصحيح أيضا أن إسرائيل بما تمتلكه من أسلحة وقدرات عسكرية متطورة قادرة على تدمير لبنان عن بكرة أبيه. إلى إشعار آخر، لا استعداد إيرانيا لأي مجازفة بمصير “حزب الله” الذي لديه أدواره المتعددة في المنطقة انطلاقا من سيطرته الكاملة على لبنان.

يتمثل الشقّ الثاني في التعاطي مع الواقع اللبناني. لدى “حزب الله” مرشحه لرئاسة الجمهوريّة. المرشّح هو زعيم “تيار المردة” سليمان فرنجيّة. يريد الحزب فرض سليمان فرنجيّة على اللبنانيين. الأكيد أن سليمان فرنجيّة أفضل بكثير من ميشال عون أو صهره جبران باسيل، لكنّ العلّة الأساسية فيه تبقى في استعداده لمتابعة دور “العهد القوي” الذي لم يكن سوى غطاء لـ”حزب الله” وسلاحه.

هل يلبي الجانب الأميركي مطلب “حزب الله” ويؤمن له انتخاب سليمان فرنجيّة رئيسا للجمهورية، كما يرغب في ذلك الفرنسيون؟

في انتظار حصول “حزب الله” على المكافأة الأميركية، سيدفع اللبنانيون ثمن مزيد من الانهيار الذي تسبب به وضع “الجمهوريّة الإسلاميّة” يدها على البلد بشكل تدريجي منذ اغتيل رفيق الحريري في شباط – فبراير 2005.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

صفي الدين: العقوبات الأميركية على لبنان هي حرب لا تقل شأنًا عن الحرب العسكرية

وطنية/18 شباط/2023

أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين أن العقوبات الأميركية على لبنان وعلى الدول التي لا تتفق معها في مواقفها، هي حرب لا تقل شأنًا عن الحرب العسكرية وتهدف إلى قتل الإنسان وتدميره. وخلال تمثيله الأمين العام لـ"حزب الله" في حفل إطلاق "مشروع العباس" لترميم المنازل في بلدة قصرنبا البقاعية، والذي حضره مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر والنائبان علي المقداد ورامي ابو حمدان، والمشرف على المشروع السيد حسين مرتضى، ومديره السيد حسن الموسوي وفاعليات علمائية وسياسية واجتماعية وبلدية واختيارية، أشار صفي الدين إلى "أن المقاومة ستواجه هذه العقوبات، عبر خطط ومقدرات موجودة ويعلمها الأميركي جيدًا". وانتقد صفي الدين "عروض الاستسلام التي يقدمها بعض اللبنانيين للأميركي"، مؤكدًا أن "هذه العروض لا تحل المشكلة التي يعاني منها لبنان، لا بالملف الرئاسي ولا بالاقتصادي، فالحل في لبنان يكون عبر رفع الحصار الأميركي عن لبنان وعدم إغلاق منافذ الحلول أمامه". أضاف: "إن من يهاجمون المقاومة ويتآمرون عليها، إن كان عبر أعمال التخريب أوعبر سب المقاومة على وسائل التواصل الاجتماعي، عليهم أن يخجلوا من أنفسهم وينكفئوا"، معتبرًا "أن كل محاولاتهم، كما محاولات أسيادهم ستفشل". وشدد على أن الهدف الأساسي لـ"حزب الله" هو "حماية كرامة الإنسان ورفع شأنه عكس المحور الغربي الذي يهدف إلى تدمير الإنسان على كل الصعد الأخلاقية والحياتية من خلال نشر ثقافة التدمير والقتل والشذوذ". وختم صفي الدين مؤكدًا أن "حزب الله سيقدم كل ما يملك لأهله وشعبه ولن يتوانى يومًا عن خدمتهم بكل مقدراته".

 

بسام أبو زيد ردا على القاضية عون: أنا شريك في وكالة أخبار اليوم لكنني لم أكتب المقال ولا علم لي به

وطنية /18 شباط/2023

 صدر عن الزميل بسام أبوزيد البيان التالي:

"توضيحا لما أدلت به القاضية غادة عون لجهة أنني كتبت مقالا في وكالة أخبار اليوم يتناولها على خلفية قضية بنك لبنان والمهجر أعلن ما يلي:

الصحيح إنني شريك في هذه الوكالة ولكنني لست انا من كتب هذا المقال ولا علاقة لي به لا من قريب ولا من بعيد، ولم اكن أعلم بنشره إلا بعدما اتصل بي مسؤولون في بنك لبنان والمهجر يسألونني ما إذا كنت شريكا في الوكالة وعلى علم بهذا المقال، فنفيت لهم علمي بالمقال وطلبت من العاملين بالوكالة إزالته، وبالفعل حصل ذلك، وتم أيضا نشر نفي لبنك لبنان والمهجر. لقد اعتمدت منذ بداية عملي الصحفي على الموضوعية والمصداقية ولم ولن أتخلى عن ذلك يوما، ولدي الجرأة في أن أضع اسمي واضحا على كل ما أكتبه، فلذلك أقتضى التوضيح".

 

رعد: نرفض أن يكون هناك أي مرشح تحدٍّ

 الوكالة الوطنية للإعلام/18 شباط/2023

أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى أنّ “حزب الله عرض على كل اللبنانيين التفاهم حول شخص الرئيس الذي يصلح لهذه المرحلة في البلد، ورفض أن يكون هناك أي مرشح تحدٍّ لأي أحد أو فريق، لا سيما وأن البلد لا يحتمل أن نكاسر بعضنا”. ورأى رعد أن “اللجوء إلى التحدي والمكاسرة فيما يتعلق بانتخاب الرئيس، هو إضعاف للموقف الوطني العام، وبالتالي علينا أن نتفاهم ونتحاور، ولكن البعض مُصر أن يستخدم مرشحاً بدلاً عن ضائع ريثما يتفقون على مرشحهم الحقيقي، وفي المقابل، نحن لم نفصح عن مرشحنا، ولكن لدينا من نرغب في أن يكون رئيساً للجمهورية، ونريد أن نطرحه لإقناع الآخرين به”. وقال: “نريد رئيساً منفتحاً على الجميع، ويستطيع التحدث مع الجميع، ولا يكون عليه فيتو مسبق من الآخرين، وهذا ما نعمل لأجله، ولكن كيف يمكن لنا أن نتفق على رئيس يريده العدو ولا يريد غيره من أجل أن يستخدمه في تنفيذ تعليماته فيما بعد؟”، لافتاً إلى أن “هناك شوطاً قطعناه في ما يتعلق بانتخاب الرئيس، وما زلنا ننتظر أن تتفتح العقول، وأن تتقارب المصالح أكثر من أجل أن نصل إلى النتيجة المرجوة”. وختم رعد بالقول إن “مشكلة ارتفاع سعر العملة الصعبة وانهيار سعر العملة الوطنية، هي مشكلة يجب أن نتعاطى معها على أنها ضغط من الضغوط، وليست حالة طبيعية موجودة في البلد، وهناك كمية كبيرة من الضغوط على المقاومة منها رفع سعر العملة الصعبة وخفض قيمة العملة الوطنية، ولكن على هؤلاء أن يعلموا أنهم لا يستطيعون أن يجوعوننا، ولا يستطيعون أن يلووا ذراعنا من خلال هذه الضغوط، خصوصاً إذا كنا نعرف ونفهم أهدافها”.

 

رعد: اللجوء إلى التحدي والمكاسرة في انتخاب الرئيس هو إضعاف للموقف الوطني العام

وطنية/18 شباط/2023  

أكد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الحاج محمد رعد، أننا "عرضنا على كل اللبنانيين أن نتفاهم حول شخص الرئيس الذي يصلح لهذه المرحلة في البلد، ورفضنا أن يكون هناك أي مرشح تحد لأي أحد أو طرف، لا سيما وأن البلد لا يحتمل أن نكاسر بعضنا". كلام رعد جاء خلال الحفل التكريمي الذي أقامه "حزب الله" في بلدة القليلة الجنوبية لعائلات شهداء المقاومة الإسلامية في قطاع الساحل، في حضور عدد من العلماء والشخصيات وعائلات الشهداء المكرمين.  ورأى رعد أن "اللجوء إلى التحدي والمكاسرة في ما يتعلق بانتخاب الرئيس، هو إضعاف للموقف الوطني العام، وبالتالي علينا أن نتفاهم ونتحاور، ولكن البعض مصر أن يستخدم مرشحا بدلا من ضائع ريثما يتفقون على مرشحهم الحقيقي، وفي المقابل، نحن لم نفصح عن مرشحنا، ولكن لدينا من نرغب في أن يكون رئيسا للجمهورية، ونريد أن نطرحه لإقناع الآخرين به". وقال: "نحن نريد رئيسا منفتحا على الجميع، ويستطيع التحدث مع الجميع، ولا يكون عليه فيتو مسبق من الآخرين، وهذا ما نعمل لأجله، ولكن كيف يمكن لنا أن نتفق على رئيس يريده العدو ولا يريد غيره من أجل أن يستخدمه في تنفيذ تعليماته في ما بعد"، لافتا إلى أن "هناك شوطا قطعناه في ما يتعلق بانتخاب الرئيس،  وما زلنا ننتظر أن تتفتح العقول، وأن تتقارب المصالح أكثر من أجل أن نصل إلى النتيجة المرجوة".  وختم رعد: "إن مشكلة ارتفاع سعر العملة الصعبة وانهيار سعر العملة الوطنية، هي مشكلة يجب أن نتعاطى معها على أنها ضغط من الضغوط، وليست حالة طبيعية، وهناك كمية كبيرة من الضغوط على المقاومة منها رفع سعر العملة الصعبة وخفض قيمة العملة الوطنية، ولكن على هؤلاء أن يعلموا أنهم لا يستطيعون أن يجوعونا، ولا يستطيعون أن يلووا ذراعنا من خلال هذه الضغوط، خصوصا إذا كنا نعرف ونفهم أهدافها".

 

باسيل: لا أحد يهددنا بالفوضى أو بعقوبات أو بالفراغ فنحن نختار رئيس الجمهورية بقناعتنا ولا أحد يفرضه علينا

وطنية – المتن/18 شباط/2023

 أكد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ‏خلال الجمعية العمومية لقطاع الشباب في "التيار" بعنوان "القصة كلا" في مركز "لقاء" في الربوة، في حضور الرئيس ميشال عون ان "قصتنا قصة نضال لا يتوقف وقصة حلم لا ينتهي، وهي قصة وطن حر محرر، وفيه دولة قوية".

وقال: "ويل لشعب يضحي بـ"الاوادم من اجل الحرامية" وحلمنا بالسيادة والاستقلال ورئاسة الجمهورية تحقق، لكن احلامنا لم تنته ولا سيما بناء الدولة".

I - القصة

وقال باسيل في كلمته: "قصتنا يا صبايا ويا شباب التيار، قصة نضال لا يتوقف وقصة حلم لا ينتهي. القصة هي قصة وطن وحلم ان يكون حرا محررا، وفيه دولة قوية. اول انسان أخبرنا القصة هو الجنرال عون في الـ 88، ومعه حلمنا فيها ومشينا الطريق، واليوم نخبركم اياها نحن واياه، وفي المستقبل ستخبرونها للأجيال المقبلة. والحلم لا ينتهي ولا يشيخ".

اضاف: "أنا في كل سنة كنت أقول للجنرال بعيده: انت الحلم والحلم لا يشيخ، ومرة زدت وقلت له انت الكرامة... والكرامة لا تشيخ، لأنك كرامتنا.

السنة الماضية قلت له: تكبر بالعمر صحيح، لكن الكرامة تبقى أكبر. هذه آخر سنة في القصر، لكن في الوطن عمرك لا ينتهي. جنرال في عيدك الـ 87 تبقى جبلا والجبل لا يشيخ. جنرال انت السنة تعيد عيدك الـ 88 معنا، مع شباب التيار ولأنك في عقلك شاب، اكثر منا، قررت أن تعيد معنا".

وتابع: "مرة قلت لنا "ويل لأمة تضحي بشبابها من أجل شيبها"، ونحن اليوم نقول لك  "ويل لشعب يضحي بأوادمه من أجل سارقيه". وشباب التيار في عيدك قالوا لك:  "الحلم لا يشيخ، والكرامة لا تشيخ وانت لا تشيخ والتيار لا يشيخ، طالما أنه يحمل فكرك".

II - الحلم:

وقال: "الحلم لا ينتهي، ولو اعتبر الانسان أنه حققه، فيخلق حلم تان بعده، والانسان الذي لا يحلم يموت في عقله وروحه. منذ العام 1978 نحلم بتحرير لبنان من اسرائيل وتحقق الحلم بالـ 2000 ومنذ ال 1988 حلمنا بتحرير لبنان من الوصاية السورية وتحقق الحلم في ال 2005.

حلمنا بالحرية والسيادة والاستقلال وتحقق الحلم، فهل سنحافظ عليه أم سنخسره؟ في الـ 2005، حلمنا بالجنرال عون رئيس جمهورية وتحقق الحلم في الـ 2016، انتخب بحرية وبسيادة وباستقلال، لأنه رئيس لبناني، صنع في لبنان، وقوته من لبنان، وجذوره وفكره ومشروعه فقط في لبنان - هل انتهى الحلم؟ هل تحققت احلامنا؟ لا! لأن حلمنا الأساسي والكبير هو بناء الدولة - الحرية والسيادة والاستقلال، لتكون لدينا دولة حرة ومستقلة وسيدة، وليس مزرعة أو أرض سائبة أو مشاع. حلمنا بالرئاسة لتكون وسيلة لبناء الدولة الصالحة والقوية".

اضاف: "الحلم ببناء الدولة لا يتحقق بسرعة، والا سيكون وهما والوهم يكون سما. فاذا كان أحد توهم أننا بالرئاسة نحقق كل أهدافنا، يكون آخر الوهم غصة! وهذه الغصة أصابت اللبنانيين، لأنهم اعتقدوا أن مع الرئيس عون سيتحقق كل شيء وربما الحق علينا قليلا، لأن البعض اعتقد ذلك.

ربما وهم ان نفكر ان كل الفاسدين سيدخلون السجن دفعة واحدة، خصوصا عندما يكون  جمهور الفساد أكبر من جمهور الاصلاح. وربما وهم أن نصدق أن الفاسدين سيصبحون قديسين.

ولكن سيكون استسلاما وخنوعا وضعفا وفشلا وكسلا، اذا قبلنا فكرة أنه لا يمكننا أن نفعل شيئا، وان لا "حرامي" سيدخل السجن ، وان امثال رياض سلامة يفعل كل ما فعله ولا يحصل شيء، ونصبح نحن من فرقة "الزقيفة" او "القبيضة". الحلم أن يقوى الاصلاح على الفساد، والاصلاحيون يحاسبون الفاسدين، وهنا الحلم لا يقف لأنه معركة الخير مع الشر ونحن أهل الخير؛ وهنا "الحلم بكون قصة تسم عندما تقطعها في نصفها".

وتابع: "نحنا أناس حلمنا لا يتوقف ولا يشيخ، وطالما أننا نحلم، فهو الحافز لعملنا ونضالنا وتعبنا، سننتصر وينتصر الخير على الشر، والاصلاح على الفساد، وواحد مثل رياض سلامة سيحاسب.

واذا لم يحاسب أمثاله، لن يقوم الوطن. ومن يريد دولة وإصلاحا، بدلا من أن يستعمل قوته على الغرب، فليستعملها على رياض أسهل؛ وبدلا من أن يتمرجل الغرب علينا بالاصلاح، يوقف دعمه، هو وجماعته، لرياض".

وقال: "يريدون إصلاحا، لكنهم يريدون الاتيان برئيس جمهورية فاسد، ورئيس حكومة فاسد وحاكم مركزي أفسد منهم وبحمايتهم ويستاؤون اذا قلنا لا، فلا ومئة لا. لا أحد يهددنا بالفوضى أو بعقوبات، أو بالفراغ وبالحكومة وبمجلس النواب. نحن نختار رئيس الجمهورية بقناعتنا، ولا أحد يفرضه علينا، والجمهورية لا بأمثال هؤلاء.

حلمنا بلبنان القوي وبالجمهورية القوية وبالدولة القوية لا يتوقف، وسنحققه طالما هناك شباب مثلكم سيكملون النضال والحلم، ويؤمنون بقضية وطن. الحلم بكل شيء، بكل قطاع. حلمنا ان نضع قانون الغاز وحققناه؛ حلمنا وضع مراسيم وهيئة النفط وحققناه. حلمنا تلزيمه ولزمناه. حلمنا برسم الحدود وفعلناها. لكن ذلك لا يكفي. اليوم نحلم باستخراجه، وسنستخرجه. ونحلم بصندوق سيادي كي لا "يشفطوا" الثروة وسنحققه. وبعدها سنحلم بالطاقة المتجددة وبخطوط الغاز ومعامل التغويز... نحلم، نعمل ونحقق. وعندما يعرقلوننا لا نتوقف عن التفكير ونعتقد اننا نتوهم ونتسمم لا!، هذا ليس وهما، بل نكمل ونناضل، ونتحمل عقوبات ونقوم منها، ونكمل لنحقق وننجز الحلم أو قسما منه، ونستمر نحلم. نتوهم اذا فكرنا اننا سنصنع الدولة الفاضلة الميثالية الافلاطونية، ولكن ليس حلما ابدا اننا نصنع دولة باصلاح مؤسساتها وماليتها واقتصادها".

III - التيار 2026

وتوجه باسيل الى صبايا وشباب التيار قائلا:

" قوتكم وقيمتكم بحلمكم، وبفضلكم نحلم كيف سيكون الوطن وكيف سيكون التيار.

نعم نحن لدينا رؤية للبنان 2050، ومعكم سنحققها. ولدينا رؤيتنا للتيار بالـ 2026، والتيار 2030، والتيار 2050، وانتم ستحققونها.

الجنرال قال في الـ 93، لا أريد التيار العوني بل التيار الوطني الحر، وحققه مع شبابه أي معنا. ونحن وإياكم سنصنع تيار 2050 أفضل. اولا يجب أن تعرفوا جيدا ماذا  يعني تيار وطني حر، ولماذا هو تيار كبير وليس حزبا صغيرا، وكيف سنعمل لنوسعه أكثر،  وهذه الأمانة يجب أن نعد الجنرال بحفظها. نحن تيار لأننا في وجدان الناس وليس فقط ببطاقاتهم، ونستند على تاريخ لبنان وجذورنا فيه، وليس فقط على التنظيم الحزبي ونظامه الذي نعدله كل سنة، نحترمه ونطبقه كما هو، ونطوره عند الحاجة، ليخدمنا وليس فقط لنخدمه. تيار لأنه ينبض بعفوية الحياة وبنبض الشباب، ولا يشيخ بجمود أفكاره وأنانياته أو حبه للسلطة. تيار يتنظم ولكن لا يتكبل. وطني لأننا ممتدون على كامل ارض الوطن وفي بلدان الانتشار، ولأنه يجمع كل الطوائف، ولأن مشروعه وطني ولا ارتباط له خارج الوطن، لا سياسيا ولا ماليا ولا عقائديا. هو مشرقي، لكن لبناني ووطني اولا - هو عربي لكن لبناني ووطني اولا. هو متوسطي لكن لبناني ووطني اولا. بكل بساطة وطني لأن قضيته هي الوطن فقط. وحر، لأنه يتنفس حرية، ولأنه حر بقراره لا يتقيد بسلطة ولا بتمويل. لأن حياته من دون حرية لا معنى لها. حر لأنه اختار هو طريق الشوك عندما  كان بامكانه اختيار طريق الحرير. حر لأنه اختار مسار الدولة وبناءها وليس هدمها. حر لأن الحرية التي تحترم غيرها ولكن لا أحد يحبسها، ولا يحدها الا حرية الآخرين".

واردف: "انطلاقا من هذا التيار، انا قلت هو أرزة لبنان. سنبقى فيه متجذرين ونعرف تاريخه ونفتخر به، لكن رأسنا شامخ الى السماء، وننظر الى فوق ونشمخ، لنعلو في  الـ 2026 - 2030 و 2050. نعلو بالمبادئ والرؤية والاخلاق والسلوك والخطط والمشاريع والانجاز، وليس بالكذب والمصالح والمنافع والتحايل على القانون وبالكلام بدل الانجاز وبالسياسة، باب رزق، بدل أن تكون باب اخلاق".

وقال: "سنضع معا للتيار خططه ونرسم له مستقبله في مؤتمرنا الوطني بـ 14 آذار المقبل على أساس مشروع انتخابي جديد بالـ 2026:

1 - مقاربة سوسيو- اقتصادية لتعاملنا مع الناس بمحنتهم المالية.

2 - آلية عملية لمحاربة الفساد وانجاز الاصلاح.

3 - ممارسة سيادية وكيانية بموضوع النزوح والهوية والثقافة والحدود والقرار الحر والسياسة المستقلة.

ونعتمد فيه لأجل ذلك على:

1 - حركة اسهل Mobility/Agility في عملنا التنظيمي من خلال لامركزية تنفيذية قطاعية ومناطقية، مستندة على مركزية بالقرار السياسي، كما نريد ان نرى لا مركزية في وطننا.

2 - إعادة هيكلة تنظيمنا ومجالسنا وهيئاتنا وعملنا ليكون في فعالية وانجاز اكثر.

3 - والأهم تفعيل دور الشباب وانخراطهم أكثر بالعمل وبالقرار السياسي والداخلي عبر استقطابهم، وتعيينهم في مراكز قيادية وكودرتهم وتدريبهم.

IV - تجربة العماد عون:

وقال: "سنلجأ هنا لتجربة العماد عون منذ كان في عمر الستين بالمنفى، كان اتكاله على الشباب ويتواصل معهم مباشرة، لأنه كان يفكر مثلنا، وعلمنا أن نفكر مثله. هو المدرسة، ونحن جيله، ونريد أن نتعبه بعد بتعليمنا وتثقيفنا ويعطينا وقته للشباب. هو قيمته كزعيم وقائد وملهم ومرب ومعلم أكثر بكثير من رئيس.

فهل تتذكر؟ كنت تقول لنا، ديغول نزل من Arc de Triomphe على الايليزيه، اليوم عدت الى الرابية... التاريخ دخلته، والآن حان وقت ان تدخل قلوب الاجيال المقبلة".

V- الحس النقدي:

واضاف: "أهم شيء علمتنا إياه هو الحس النقدي لتكون لنا حرية التفكير، ولتكون قراراتنا وافكارنا مبنية ليس على المعلومات والمخابرات، بل على الحس والمنطق والرؤية والحدس السياسي السليم. انتم يا شباب، كل يوم تتعرضون لحملات كذب وافتراء تشوش سلامة تفكيركم. الأمثلة التي تحاول ايصالكم لليأس والاحباط وخيبة الأمل من أناس اعتبرتموها هي الأمل وهي الرمز وهي عنوان الوطنية والنظافة لا تنتهي، يحاولون ان يوسخوا هذه الصورة في ذهنكم لتيأسوا ويدفعونكم للهجرة. الأمثلة لا تنتهي وآخرها قصة مجلس النواب وكذبة مشاركتنا فيها والمحاصصة والصفقة".

وقال: "اللواء ابراهيم صاحبنا وحبيبنا ونتمنى أن يبقى في الأمن العام، مثله مثل المدراء الجيدين لعمر 68، أنا تقدمت بمشروع قانون بالـ 2017 لتمديد السن القانونية لكل المدراء العامين لابقاء الجيدين منهم للـ 68 بقرار من مجلس الوزراء، أو ازاحة السيئين على الـ 64. اذا هذه قناعتي بعد خبرتي في الادارة، واول ما تحدثوا معي بموضوع اللواء ابراهيم اجبت اننا نرفض اي تمديد انتقائي لشخص او لفئة من الناس، ونحن مع تمديد جماعي قناعة مني بالفكرة، والآن زيادة كرمال تعويضات كل الموظفين. ولم اطرح أو فكرت لحظة بأي اسم بالمقابل او بأي مقايضة مع انني كان يمكن ان اطلب مثلا دورة الـ 94 المظلومة بالعسكر. اتخذت موقفا مبدئيا والتزمت به ورفضت كل القوانين المطروحة - ومنذ شهر وهم يكذبون في الاعلام عن طلبات ومقايضات ومحاصصة، كي اكون مثلهم، وهذا كله كذب.

كذلك بموضوع جلسة مجلس النواب، بلغت منذ اول يوم بشكل واضح، أننا لا نشارك بأي جلسة تشريع بظل غياب الرئيس اذا لم تكن بنودها بداعي القوة القاهرة او مصلحة الدولة العليا او ضروري واستثنائي وطارئ. واتفقنا في التكتل على الموضوع من اول يوم والتزمنا به. ومن شاركوا بعدة جلسات تشريعية بفترة الشغور الرئاسي 2014 - 2016 واقروا 77 قانونا شنوا علينا حملة وقالوا اننا سنشارك ونبازر. كذبوا عنا، وكذبوا عن انفسهم ونسوا تصاريحهم المسجلة يومها عن الزامية المشاركة بتشريع الضرورة. فقبل ان ينصحونا، فليطبقوا على انفسهم المنطق ذاته ويرفضوا جلسات الحكومة، لأنها أسوأ من جلسة المجلس. أقله المجلس شرعي، اما الحكومة فمبتورة. نحن لا نحاصر نفسنا ولا البلد وهم  يكذبون وينسون".

اضاف: "أحدهم قال عني أنني اذكى شخصية سياسية في لبنان، وأنا أشكره لأنه ذكي. لكنه قال عني أنني أكذب سياسي في لبنان لأني ضحكت على القوات والمستقبل والحزب. وقال عني ذلك لأنه هو كذاب. وهنا لم يشكره أحد، واتصل به الكذاب الأول في الجمهورية مستاء كيف وجدني اكذب منه. هذا كله ليقولوا اننا كلنا مثل بعضنا، كذابين وفاسدين، لا، هناك صادقون واصلاحيون في البلد، والكذابون والفاسدون لا يقبلون فينا، يريدوننا ان نكون مثلهم ومن هنا حملة الاغتيال السياسي".

VI - الهجرة:

وختم باسيل: "هذا كله يؤدي الى الهجرة، وأخطر شيء، الهجرة النفسية. الهجرة الجسدية بشعة وخطرة، ولكنها تتعوض اذا حافظنا على محبة شبابنا لوطنهم وحافظنا على تواصلهم معنا ودعمنا وزيارتنا وعودتهم الينا، وهذا تعلمته من الخارجية. لكن الهجرة التي لا تتعوض هي الهجرة النفسية، والقرف من البلد لدرجة كرهه، وهذه الخسارة لا تتعوض. نحن التيار الوطني الحر لا نهجر بلدنا ولو اضطر بعض شبابنا تركه مؤقتا، ولا نقرفه او نكرهه بل نحبه ونموت من أجله، وهو كل قصتنا، ومعا نكمل القصة للنهاية".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18- 19 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115902/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1694/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 18/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115904/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-18-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/