المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 17/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february17.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

لوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَه

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/تقليد يوم خميس السكارى الماروني

الياس بجاني/الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

الياس بجاني/حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خميس السكارى/الكولونيل شربل بركات

خبرية خميس “الذكارى/الراهب اللبناني الماروني الأب يوحنا جحا/فايسبوك

الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع: ثمة أخبار مغلوطة ينتم تداولها عن النشاط

القاضية أماني سلامة حددت 16 آذار موعداً لجلسة إستجواب رياض سلامة وأعضاء مجلس المركزي

سلامة والطبقة السياسية وحزب الله: أما زال الأميركيون "يضحكون"؟/منير الربيع/المدن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس 16 شباط 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 16/2/2023

مقتل 3 عسكريين أثناء مداهمة في حورتعلا!

بري لم يستسلم: “أرانب” لإقناع باسيل بتشريع الضرورة

مسؤول بريطاني من السرايا: للإسراع بانتخاب رئيس للبنان

مصادر أميركية تنفي: يطلقون الإشاعات على سلامة لتأجيج الأزمة!

ما جديد الملف الرئاسيّ؟

"تعميم خطير" للسفارة الألمانية لمواطنيها في لبنان... ماذا جاء فيه؟!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

صندوق النقد للمسؤولين: إلتزموا بما تعهّدتم به

الياس الزغبي ل"المركزية":لجوء "حزب اللّه" للاستثمار في الفوضى الاجتماعية يحوّلها إلى اضطرابات أمنيّة تغطّي عجزه، بما سيفرض حكماً الاتجاه إلى صيغة حياة مختلفة تحت عنوان الوحدة.

بنك المنظومة وقضاؤها يستنفران ضد "تنظيف" المصارف وإنصاف المودعين

برّي مصمِّم على التشريع وباسيل يُبقي "باب البازار" مشرَّعاً!

اتساع فوضى انهيار الليرة وأصحاب محطات الوقود يطالبون بـ«الدولرة» واحتجاجات مع تجاوز سعر الصرف 77 ألفاً

المصارف تحذّر من «عزل لبنان عن العالم» بسبب اتهامات لعدد منها بـ«تبييض أموال»

مصارف لبنان تتوجّس من تداعيات اتهامها بتبييض الأموال وقرار قضائي محلي جديد يطال مصرفاً عربياً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

حصيلة قتلى الزلزال تتجاوز 42 ألفا

حملة «تركيا قلب واحد» تجمع 6.1 مليار دولار في 7 ساعات

إيران تحكم بالسجن 8 أعوام على أستاذ جامعي بارز

بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات... المعارضة الإيرانية تسعى إلى توحيد صفوفها

الكونغرس لمواجهة خطر المسيّرات الإيرانية ومشروع قانون يعزز الشراكات مع دول المنطقة بوجه إيران

إدانة خليجية - أميركية لسياسات إيران المستمرة في زعزعة الاستقرار والجانبان طالباها بتغيير موقفها على الفور ووقف استفزازاتها النووية

«دبلوماسية الرهائن» تلقي بظلالها على السياحة الإيرانية

طهران تتودد إلى الصينيين ودول الجوار لتعويض غياب الزوار الغربيين

أسرة هاشمي رفسنجاني تطالب بإطلاق سراح ابنته فائزة

أنباء عن محادثات أميركية ـ إيرانية غير مباشرة لتبادل السجناء

زعامة سيف العدل لـ«القاعدة» تعود للواجهة عبر ترجيحات أميركية

واشنطن تؤكد وجوده في إيران... والتنظيم يلتزم الصمت

ماذا تعني تحركات مصر للتقارب مع سوريا؟ وتخصيص حساب للتبرعات وإطلاق نداء للتضامن الدولي

إسرائيل «ستشرعن» بؤرة استيطان مع كل قتيل يهودي

الكنيست يصادق على قانون سحب المواطنة من أسرى فلسطينيين

وزير خارجية إسرائيل يؤكد أن بلاده «متمسكة بسيادة» أوكرانيا

حزمة عاشرة من العقوبات الأوروبية ضد موسكو في الذكرى السنوية الأولى للحرب

روسيا تعلن عن انتصارات وأوكرانيا تسقط «مناطيد» فوق كييف

«خرق روسي» شرق أوكرانيا... و«مناطيد» فوق كييف

واشنطن تنصح بتأجيل «الهجوم المضاد»... و«زحمة» على طريق الإمدادات العسكرية الغربية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رسالة من المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري إلى الأب البروفسور يوسف مونّس: يا ابونا مونس انا لا اعرفك

هذا ما ينتظره “لقاء باريس” من النوّاب/محمد شقير/الشرق الأوسط

عن ساعات الحريري القليلة ورسائله الكثيرة/غادة حلاوي/نداء الوطن

من one way ticket إلى "التمنّي عليه العودة"/جان الفغالي/نداء الوطن

هل تُفرض عقوبات على معطّلي الاستحقاق الرئاسيّ؟/عمر البردان/اللواء

الموارنة في التَّاريخ /الجزء الأول/نقلاً عن صفحة الأب ميشال الحايك-فايسبوك

البطريركيَّة المارونيَّة / الجزء الثالث/نقلاً عن صفحة الأب ميشال حايك-فايسبوك

«مناوشات شخصية» تلعب بأركان النظام في طهران!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي في رسالة الصوم: ما نعيش اليوم من أزمات مرده إلى فكفكة مثلث الصوم والصلاة والصدقة

الجبهة المسيحية: خلو الساحة السياسية من الحلول فاقم الوضع المعيشي

المودعون اضرموا النيران امام منزل سليم صفير في سن الفيل

ميقاتي ينفي الاشاعات حول المركزي

بري استقبل السفير الإيراني وعمرو موسى والعريضي ومحور البحث الاوضاع في لبنان والمنطقة

السيد نصر الله: من يريد ان يدفع لبنان الى الفوضى او الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لا يخطر له في بال

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

لوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَه

إنجيل القدّيس لوقا12/من35حتى44/:”قالَ الرَبُّ يَسوعُ: «لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!». فَقَالَ بُطرُس: «يَا رَبّ، أَلَنَا تَقُولُ هذَا المَثَل، أَمْ لِلْجَمِيع؟». فَقَالَ الرَّبّ: «مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟ طُوبَى لِذلِكَ العَبْدِ الَّذي، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُ، يَجِدُهُ فَاعِلاً هكذَا! حَقًّا أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يُقِيمُهُ عَلَى جَمِيعِ مُقْتَنَياتِهِ”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

تقليد يوم خميس السكارى الماروني

الياس بجاني/16 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني الذي يبدأ يوم اثنين الرماد. في ما مضى من السنين كانت العائلات المارونية وتحديداً في المناطق الجبلية تجتمع في مثل هذا اليوم على مائدة العشاء للصلاة والتأمل وشكر الله على نعمه وبركاته. كانت العائلات تجتمع على مائدة العشاء لتشكر الرب على عطاياه ونعمه وتتضرع طالبة بركاته، ورضاه وذلك قبل بدء الصوم الكبير، وقبل بدء التقشف والصلاة استعداً للاحتفال بذكرى القيامة، قيامة يسوع المسيح من بين الأموات وصعوده إلى السماء. خميس السكارى ليس عيداً مارونياً ولا مسيحياً، بل هو تقليد وعادة لم يعد كثر من أهلنا يحتفلون به وإن كانوا يتذكرونه. تاريخياً خميس السكارى عادة قديمة لا نعرف في أي حقبة من الأزمنة وجدت ومن أوجدها، ولكن من المؤكد أنها كانت تمارس في جبالنا كل سنة في يوم الخميس الذي يسبق بداية الصوم الكبير، وهناك القليل جداً من المعلومات المدونة عنها في كتب التاريخ اللبناني والسنكسار الكنسي. تقول بعض المدونات التاريخية أن الموارنة كانوا في مثل هذا اليوم يشربون الخمر كعربون للفرح والشراكة بين الأهل والعائلات خلال التفافهم وتجمعهم المبارك حول مائدة العشاء على خلفية مفاهيم ورمزية العشاء السري والأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه، وذلك لتقديم الشكر لله على نعمه وبركاته والعطايا التي وهبها لهم.

 

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

الياس بجاني/16 شباط//2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/63786/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%b2%d8%a7%d8%a8-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%83%d9%84%d8%a7%d8%a1-%d9%84%d9%84%d8%ae%d8%a7%d8%b1/

لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل للبنان في ظل الأحزاب الحالية وجشع وتلون وأنانية واكروباتية أصحابها والوكلاء..

الاستثناءات بالتأكيد موجودة ولكنها قليلة جداً وإن كان بنسب متفاوتة.

فإنه وعملاً بالمعايير الغربية لمفهوم وأعمال وتنظيم الأحزاب ومبدأ تداول السلطات والمسؤوليات والنفوذ والمواقع بداخلها..

فإن أحزاب لبنان هي إما شركات عائلية تمارس التجارة بأبشع طرقها والجشع والغرائزية ..

أو وكلاء ومجرد وكلاء للخارج..

هي شركات ووكلاء لا علاقة لمعظمها لا بالوطن ولا بالمواطن ولا بالدستور ولا بالسياسة بمفهومها الغربي والحضاري والخدماتي والديمقراطي…

أحزاب لبنان هي باختصار شركات تجارية ووكالات للخارج هدفها الربح وفقط الربح، وخدمة من يمولها ويؤمن لها وجودها والأدوار.

وبضاعتها للأسف هي الشعب اللبناني والوطن بهويته وكيانه وتاريخه وسيادته واستقلاله.

عملياً وفيما يخص العقل والمنطق يصعب اعتبار من هم في هذه الأحزاب بسوادهم الأعظم أشخاص أحرار في فكرهم والقرار والمواقف والرؤية والبصر والبصيرة..

كلام صادم وقاسي ولكنه الحقيقة وهي حقيقة للأسف مرة ومدمرة في نتائجها والحواصل..

لكنها الحقيقة التي على كل لبناني عاقل أن يراها ويعترف بها لأن من لا يعترف بعلته..علته تقتله.

ترى هل من حزب واحد في لبنان يتم انتخاب صاحبه بحرية وديمقراطية ولا يتم تعنيه من قبل مرجعيته الخارجية أو يتم توريثه؟

علينا ان نعترف بشجاعة على أن من هم في الأحزاب اللبنانية هم في الواقع المعاش وبأفضل الأحول وبأغلبيتهم مجرد موظفين لا قرار ولا قول لهم في أي شأن، وعملياً ينفذون ولا يقررون.. وفي الغالب هم فرّق مدجنة من الهوبرجية والزلم والأتباع …

في الخلاصة، فإن الأحزاب اللبنانية بهيكلياتها وتنظيماتها ونهج عملها ورزم أهدافها والممارسات، وفي عقلية أصحابها والنرسيسية..

احزابنا هي المصيبة، وهي الكارثة، وهي العائق لإقامة دولة القانون والمواطن والحريات.

من هنا فإنه لا يمكن لهذه الأحزاب الشركات أن تكون الحل…لأنها هي وراء كل الكوارث ووراء كل حقبات الإحتلال بما فيها الحقبة الحالية.

بالتأكيد الأمل موجود ولكن الحل في لبنان بعيد وصعب المنال ويكمن بداية في حل هذه الأحزاب وإرسال أصحابها إلى بيوتهم والتوقف عن تقديسهم والتأليه..ومن ثم وتدريجياً العمل الجاد والمضني والطويل الأمد على إنتاج طاقم سياسي واحزاب حرة بمفاهيم وطنية وغير تجارية وغير قبلية..

لبنان بحاجة لطاقم سياسي خلاق جديد ومؤمن ويخاف الله ويوم حسابه الأخير ويعمل على خدمة لبنان واللبنانيين وليس العكس.

يبقى إن الوضعية العامة الغريبة والعجيبة والهجينة التي تظهرها الانتخابات النيابية حالياً تبين حتى للعمي والأطفال ما جنته الأحزاب وما تسببت به من ضياع وفقدان للبوصلة وتعهير كل مفاهيم السياسة الشريفة ووتقزيم وتسفيه العمل الوطني النظيف والخلاق.*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الياس بجاني: أحزاب لبنان شركات ووكالات واقفال شركة حزب الحريري خير مثال

https://www.youtube.com/watch?v=uYGxpx9R67c&ab_channel=EliasBejjani

الياس بجاني/16 شباط//2023

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

الياس بجاني/14 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115723/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-18-%d9%84%d8%a5%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84/

يتذكر لبنان اليوم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي وقعت قبل 18 سنة في قلب العاصمة بيروت، وفي وضح النهار.

المجرم الذي نفذ الجريمة، هو حزب الله، وقد عُرّف وكُشّف أمره من الساعة الأولى لوقوع عملية الإغتيال، وكانت كل الدلائل تؤكد ارتكابه للمجزرة بدم بارد وعن سابق تصور وتصميم وبتخطيط، وبحماية وإشراف قوى الإحتلال السورية، ونظرائها الأمنيين والحكام اللبنانيين، وذلك بأوامر وبتخطيط نظامي دمشق وطهران.

ورغم ما صُرّف من مال اللبنانيين على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان (بحدود البليون دولا) التي كُلّفت التحقيق في الجريمة من قبل مجلس الأمن، فإن المحاسبة لم تتم واكتفت المحكمة بتسمية الأفراد الذين نفذوا الاغتيال دون التمكن من اعتقالهم أومحاكمتهم، ودون أن تشير إلى من خطط ومول وأعطى الأوامر، وهما نظامي طهران ودمشق.

وفي نفس السياق، سياق غياب المحاسبة، ورغم معرفة الجهات التي تقف وراء كل جرائم الاغتيالات التي شهدها لبنان منذ الستينات، فإن ملفات كل الذين تم اغتيالهم في ظل الإحتلالات الفلسطينية والسورية والإيرانية بقت ولا تزال فارغة ولم تتم محاسبة أحد من القتلة ومن يقم ورائهم..

في الخلاصة، فإنه ما دامت المحاسبة القضائية العادلة بالكامل لم تتم إلى يومنا هذا، فإن جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكذلك كل مجازر الاغتيالات الأخرى التي طاولت كوكبة شهداء لبنان ستبقى مستمرة.

الرحمة لأنفس الشهداء وصلاتنا من أجل راحة أنفسهم.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

الذكرى 18 لإغتيال الرئيس رفيق الحريري والمحاسبة المعطلة بظل الإحتلال الإيراني

https://www.youtube.com/watch?v=L_vE_3-2cyI

الياس بجاني/14 شباط/2023

 

حقارة وتفاهة الجيوش الألكترونية لدى أصحاب أحزاب لبنان

الياس بجاني/10 شباط/2023

الجيوش الألكترونية التي هي لدى كل أصحاب شركات الأحزاب اللبنانية لا علاقة لها لا بالصحافة ولا بالوطنية أو بهموم وشجون المواطن ولا باي شيء يمت للإعلام. هي عملياً مجموعات من الصنوج والطبول والأقلام والحناجر الفاجرة والمأجورة والربوتية المكلفة مهمة الدفالع الأعمى واللا اخلاقي عن أصحاب أحزابها..هذه حقيقة وهنا لا استثناء واحد

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خميس السكارى

الكولونيل شربل بركات/16 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115823/115823/

في تراثنا الموروث تقاليد ومناسبات لا نزال نتبعها وهي محطات اجتماعية نحتفل بها بكل بساطة وتبقى لنا مثالا على ما في الحياة من ملذات وصعوبات، أفراح نستغلها، وأحزان نتحملها، بكل أيمان واتكال على الله الذي بارك كل شيء وسمح بأن نتعرف على الخير والشر فنختبر هذا وذاك ونتأمل بالفارق بينهما لنقدّر العطاء في حينه ونتحمّل الشقاء الذي لا يمكن التهرب منه أحيانا كثيرة.

هذا الأسبوع هو اسبوع المرفع وهو الأسبوع الأخير قبل بداية الصوم الكبير الذي يبدأ باثنين الرماد ليذكّرنا بأننا “من التراب وإليه نعود”. وخلال هذا الصوم نمتنع عن كثير من الملذات في المأكل والمشرب، ونحاول التقشف ما استطعنا للتكفير عن الخطايا والذنوب التي اقترفنا. وفيه نتأمل بالدنيا ومشاكلها ونحاول اتبّاع قواعد الإيمان في علاقاتنا بالقريب فنسهم، على قدر الامكان، برفع المعاناة عن من حولنا؛ إن بالعطاء للمحتاج أو بتفقّد المريض والمعاني تيمنا بما قاله لنا الرب “عدتموني وأنا مريض أطعمتموني وأنا جائع…” ولكن وقبل أن نبدأ رحلة التأمل بالمآسي نودّع في هذا الأسبوع الملذات ومنها المآكل التي سننقطع عنها والمشروب الذي سيرتفع عن الموائد، ومن هنا وبما أن يوم الخميس كان يوما يجتمع فيه الكبار ويسهرون في أحد بيوت “الشلة”حيث تزين المائدة ببعض أصناف اللحوم وبالطبع يحضر كل واحد “بطحته” للمشاركة بشرب كأس ينسي هموم الأسبوع، يعتبر خميس المرفع “خميس السكارى” أي آخر خميس تجتمع فيه “الشلة” ويشرب فيه الخمر قبل أن ينتهي زمن الصوم بقيامة المسيح وتجديد الحياة بجميع حوانبها. وليس من المعيب ابدا أن يسمي هذا اليوم “خميس السكارى” ولا هو من تراثنا أن نشرب حتى السكر فنحن نعرف كيف نشرب للتمتع بلذة الشرب ولكننا لا نكثر منه لألا نفقد سيطرتنا على الأمور فمن يكون حرم الخمر قد لا يعرف الكمية التي يمكنه تناولها والمشروب ليس بحد ذاته لذة ولا هدف ولكنه يسهم بعض الشيء في خلق جو من الفرح أما الاكثار منه فيخلق جوا مكدرا ينتهي دوما بالتصرف الغير موزون وأحيانا الغير لائق وهو لم يكن مرة من شيمنا. ونحن هنا لا ندعو الناس إلى الشرب ولكننا نفسر تقليدا من تقاليدنا نفتخر به ونتعجب ممن يحاول بذمية تغيير الأسم إلى “خميس الذكارى” أو ما شابه وكأنه يخاف أن ينسب إليه شرب المسكر وهو حر ولكننا لا نتنكر لتراثنا ولا لتقاليدنا ولا نستحي بما نقوم به لأننا نعرف حدود اللياقة والمسؤولية المترتبة على كل تصرف. فحانات الشرب والبارات ليست من تراثنا ولا الشرب حتى الثمالة من عوائدنا فنحن نحضر العرق والنبيذ في بيوتنا ونشرب منه في المناسبات ما يكفي لخلق جو من الفرح ولكننا لا نفرط فمثلنا العامي يقول “كل ما زاد عن حده نقص”.

أما الأحد آخر ايام المرفع فقد كانت البلدة كلها تجتمع على البيادر بعد القداس أذا كان الطقس مقبول وتحضر كل عائلة ما لذّ وطاب من مآكل المرفع وخاصة قراص الكبة والسنبوسك وما تبقى من لحم المرفعية للشوي وغيرها ويفرح الصغار والكبار بالألعاب والدبكة وتدور حلقات الشعر والتباري بالقول وينتهي النهار بأن يلبس “ماعوص” ثيابا وكأنه شخص ثم يقوم الندابة بالنوح عليه وتودعه البلدة كلها كعزيز يغادر إلى السنة القادمة وينتهي كل ما يتعلق بالمرفع استعدادا لبدء الصوم الكبير. ومن الجدير بالذكر أن ما يقوم به جماعة اميركا اللاتينية ويسمونه “Carnival” هو مشابه نوعا ما لفكرة وداع المرفع ودفنه في عين إبل.

 

خبرية خميس “الذكارى

الراهب اللبناني الماروني الأب يوحنا جحا/فايسبوك/16 شباط/2023

خبرية خميس “الذكارى” (وهي كلمة غير موجودة في المعاجم) أتت نتيجة لمحاولة إسقاط المعنى الروحيّ على مناسبة دينيّة اجتماعيّة عائليّة، ربّما بسبب تمادي البعض في الشرب حتّى الثمالة… والذي أطلق هذه الفرضيّة هو راهب لبنانيّ مارونيّ صديق لي لن أذكر اسمه قبل أن استشيره… والنقاش حسبما أذكر حصل في دير كفيفان…

كانت الفكرة إذا فرضيّة

ولم يكن هناك أبحاث جدّيّة حول أصول هذه التسمية… ولكن بما أن شعبنا يتماشى بسرعة مع كل جديد ويتبنّاه، فقد تحمّس الغيارى على الروحيّات وتبنَّوا هذه الفرضيّة كوحي إلهيّ معصوم وكثر المعلّمون والمعلّمات على الفايسبوك يصحّحون تسمية “خميس السكارى” بِـ “خميس الذكارى”…

يتملكني العجب بل يجتاحني عندما أرى شعبًا يزرع ذهنيّة العالم والمسرح والنجوميّة في القدّاس والاسرار وفي الوقت نفسه يريد أن يروحن العادات الشعبيّة… لم يقدم أحد دليلا دامغا على فرضيّة خميس “الذكارى” لاشيء سوى نوايا حسنة وروح ملكيّة أكثر من الملك!

أما انتشارها فأتى بنعمة مار فايسبوك عليه السلام ونتيجة ترفّع مؤمني الانترنت عن الارضيّات وتمسّكهم بالسماويّات…. واليوم بالذات، بعد أن أتخمت من غزارة التعاليم التي انهالت عبر وسائل التواصل لتقويم الخلل الروحيّ لخميس السكارى وتعميده على اسم خميس الذكارى، وبعد أن طفح الكيل، قرّرت التنقيب لعلّي أجد ما يجزم في الأمر… ولقد وفّقني الله بمرجع سريانيّ غير لبنانيّ وجدت فيه ضالّتي المنشودة. فإليكم النصَّ الذي وفّقتني العناية به لأجل وقف هذه المسرحية الروحيّة وهذا السبق التقويّ: خـَمـْشي شابا دْسَــكاري ( خميس السكارى )

وهو تقليد شعبيّ أخذ عليه اهل برطلي منذ زمن قديم ( وقد يذكره البعض بانه عادة قديمة في الشرق المسيحي وربما في الغرب ايضا ) وفحواه انه في يوم الخميس الذي يسبق الصوم الاربعيني ( الصوم الكبير ) أشيع بأنه في ليلة هذا الخميس يتوجب على رجال القرية وخصوصا من الشباب المتزوجين او العزاب تناول الخمر ( العرق ) وهو المشروب الروحي الوحيد الذي كان متوفرا في تلك الايام ، علما انه كان يـُحَضـَّر ويـُصَنـَّع في بيوت القرية ، فنادرا ما كنت تجد دارا يخلوا من هذا المشروب ، فتعمر الموائد خصوصا باللحم المشوي والقلية الذي يكون مخزونا في الدار والذي يتوجب التخلص منه خلال هذه الايام قبل الصوم ، ويتزاور الاصدقاء والاقارب لعقد جلسات السمر في هذه الليلة التي سوف تطول ايام عودتها ، لانهم مقبلون على الصوم  الاربعيني، حيث لا يحل شرب الخمر خلال ايام الصوم ، كونه يعبر عن الفرح وهو مخالف لما يذهب اليه الصوم ، وتعليم الكنيسة يرفضه ايضا ، ومن المعروف ان ابناء برطلي كان الايمان مرتبطا بحياتهم اليومية لذا فتعليم الكنيسة يـُحترم وينفذ.

 

الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع: ثمة أخبار مغلوطة ينتم تداولها عن النشاط

وطنية/17 شباط/2023

أفادت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع في بيان، عن "متابعة ورصد الوقائع من قبل رئاسة مجلس الوزراء - الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع"، بأن أخبارا مغلوطة ينتم تداولها عن "النشاط الزلزالي على الأراضي اللبنانية كما ويتم نسبه إلى المجلس الوطني للبحوث العلمية - المركز الوطني للجيوفزياء".

وتابع البيان: "يهم الأمانة العامة للمجلس الأعلى للدفاع - لجنة تنسيق عمليات مواجهة الكوارث والأزمات الوطنية الإعلام والتأكيد على أن المركز الوطني للجيوفزياء قد أفاد عن وقوع هزتين بقوة 4,6،5 درجات على مقياس ريختر شعر بهما بعض المواطنين وتم تحديد مركزهما خارج الأراضي اللبنانية، بالإضافة الى هزات إرتدادية لهاتين الهزتين ولكن دون أن يشعر بهم المواطنون في لبنان".

 

القاضية أماني سلامة حددت 16 آذار موعداً لجلسة إستجواب رياض سلامة وأعضاء مجلس المركزي

وطنية/17 شباط/2023

حدّدت قاضي التحقيق الأول في البقاع بالإنابة أماني سلامة 16 آذار المقبل موعداً لجلسة إستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وأعضاء مجلس المركزي ومفوض الحكومة بالتكليف لدى المصرف، وذلك على خلفية  شكوى جزائية تقدّم بها عدد من المودعين في وجه المصارف "المتعسّفة في حقهم"، كما ورد في متن الشكوى.

 

سلامة والطبقة السياسية وحزب الله: أما زال الأميركيون "يضحكون"؟

منير الربيع/المدن/17 شباط/2023

لم يأت التسريب الأميركي عن نية فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من فراغ. وبمجرد أن يتم تسريب مثل هذا النوع من الأخبار، يعني أن الغاية لا تتعلق بفرض عقوبات على الشخص. فغالباً ما تحيط الولايات المتحدة الأميركية قراراتها بفرض عقوبات على جهات معينة بالكتمان، ليصدر القرار فجأة. الاستثناء الوحيد الذي حصل سابقاً كانت العقوبات التي فرضت على رئيس التيار الوطني الحرّ، جبران باسيل، لأن التلويح بها وتسريب الأخبار كان نوعاً من أنواع الضغوط التي مورست على باسيل في إطار المفاوضات التي خيضت معه. حالياً، يتكرر المشهد مع حاكم مصرف لبنان، من خلال التلويح بفرض عقوبات عليه، مع تقصّد تسريب هذه الأخبار، والتي جاءت بعد سلسلة خطوات وضغوط أميركية.

الصرّافون و"الحزب"

لم يأتِ التسريب الذي يهدد سلامة من فراغ، بل بدأ المسار منذ العقوبات التي فرضت على شركة "سيتكس" بتهمة عملها مع المصرف المركزي لخدمة حزب الله. تلتها خطوة توقف منصة صيرفة عن العمل. وكان الضغط الأميركي هو الذي أسهم في إيقافها، وذلك بعد اكتشاف كميات من الدولارات في حوزة ضباط سوريين كبار، وبسبب استفادة حزب الله من عمل هذه المنصة. استكمل المسار في خطوة توقيف الصرّافين غير الشرعيين، والذين تم توقيفهم بناء على طلب من سلامة، الذي قال علانية إنه لن يتدخل في السوق لتخفيض سعر الصرف قبل توقيف هؤلاء الصرافين، علماً أنهم يعملون لصالح المصرف المركزي! وتم إبلاغهم بقرار توقيفهم مسبقاً، فسلّموا أنفسهم. وهذه إحدى الإبتكارات اللبنانية. ضغط سلامة في سبيل إيقاف الصرافين وهم ينتمون إلى بيئة طائفية ومذهبية واحدة، في محاولة منه للقول إنه يتصدى لعمل الصرّافين الذين يعملون لصالح حزب الله! كل ذلك يشير إلى نتيجة واحدة، وهي أن سياسية العقوبات أو الضغوط التي فرضت على لبنان منذ ثورة 17 تشرين، كان حزب الله أكبر المستفيدين منها، سياسياً ومالياً. ضعف خصومه وحلفاؤه، وأصبح هو ملجأ الجميع. في المراحل الأولى للأزمة الاقتصادية خرج حزب الله معلناً أنه الوحيد القادر على الصبر والانتظار والصمود والفوز. وفي بداية كل شهر كانت تسّرب شرائط الفيديو حول الدولارات التي يعمل الحزب على ضخها في السوق، من خلال دفعها كرواتب، للإشارة إلى قوته المتفوقة على كل الآخرين. المسار نفسه انطبق على عملية إدخال البضائع والسلع من سوريا إلى لبنان. فكان حزب الله يلتف بوضوح على العقوبات أو الضغوط.

الحلفاء والخصوم معاً

مناسبة هذا الكلام الآن والتذكير به، يأتي في السياق الاستهزاء بما توصلت إليه الدول ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، التي اكتشفت متأخرة أن حزب الله يراكم الأرباح في المال وفي السياسة، فيما الآخرون والذين يعتبرون في عداد حلفاء واشنطن وصلوا إلى أقصى درجات الضعف. الكثير من المسؤولين الأميركيين سمعوا من مسؤولين لبنانيين بأن سياسة العقوبات والضغوط التي تمارس لن تخدم أحداً إلا حزب الله، لكنهم كانوا يضحكون. في كل الأحوال، تبقى "الاستفاقة" المتأخرة على سلامة، في إطار سياسة الضغوط على الطبقة السياسية اللبنانية، من خلال القول لها إنها وحزب الله واحد، وأنها تمنح الغطاء للحزب من خلال أساليب الإدارة السياسية والمالية والفساد، ومن خلال تعطيل القيام بأي إصلاحات أو اعادة تكوين السلطة بشكل يتلاءم مع الشروط الدولية. وهذا يعني أنه لم يعد هناك من هامش بين "حلفاء" المجتمع الدولي وأخصامه في لبنان، على قاعدة أن الجميع يطبق استراتيجية الحزب. ما جرى هو نوع من هزّ العصا لرياض سلامة، وتحفيز للطبقة السياسية في سبيل اتخاذ قرارات أساسية في السياسة، من خلال انتخاب رئيس وتشكيل حكومة والذهاب إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعدم التمديد لسلامة وتعيين حاكم جديد. طبعاً هذا في السياق المعلن. لأن كل طرف، ومن خلال الضغوط التي يمارسها، لديه أهدافه ومصالحه.

في خدمة الطبقة السياسية

ينطوي التسريب على رسالة واضحة من قبل الإدارة الأميركية، التي ترى أن حلفاءها يساهمون في تعزيز الفرص المالية لحزب الله، الذي يستغل الأزمة الاقتصادية بدليل ثلاث نقاط، أولاً، الضغوط والنقاش داخل الاتحاد الأوروبي لتصنيف حزب الله بشقيه السياسي والعسكري كتنظيم إرهابي. ثانياً، بيان وزارة الخزانة الأميركية بحق شركة سيتكس واتهام هذه الشركة بمساعدة حزب الله مالياً، والإشارة التي تضمنها البيان إلى مصرف لبنان وتورطه بهذا الأمر. ثالثاً، الوثائقي الفرنسي الذي تم بثه، ويشير إلى آليات تهرب حزب الله من الإجراءات الدولية، ويكشف تمويل حزب الله لأنشطته وارتباطه بشبكات واسعة لتبييض الأموال على الصعيد العالمي.

ومما تعنيه الرسالة أيضاً، أن المجتمع الدولي بدأ يرى مساعداته المقدمة للبنان وكأنها تسدي الخدمات للطبقة السياسية اللبنانية، وتمنحها فرص متوالية للاستثمار بالأزمة وإطالتها. فيما هناك من ينصح الخارج بتخفيض هذه المساعدات لإجبار الطبقة السياسية على اتخاذ قرارات جذرية على الصعيد السياسي.

من هنا يطرح السؤال الأساسي حول ما ستقوم به الطبقة السياسية اللبنانية. فهل ستدخل في خطأ العام 2004، وهو خطأ التمديد لإميل لحود، فيتكرر في التمديد لحاكم مصرف لبنان، ما سيؤدي إلى تفجير الكثير من الملفات؟ بالنظر إلى الصراع بين مصرف لبنان والمصارف وداخل جمعية المصارف، وبين المصارف والقضاء، فإن ذلك يشير إلى أن كل هذه الكارتيلات معرّضة للتفكك. هنا ماذا سيفعل حزب الله؟ هل سيقف كما اتخذ موقفاً في اليوم الثاني لثورة 17 تشرين والتصدي لها، والقول إنه حامي النظام؟ أم أن الطبقة السياسية ستجد نفسها ملزمة بتقديم الأضحية؟ وهنا، هل سيكون الضحية رياض سلامة أم المصارف؟ أم الذهاب إلى تسوية بشروط دولية من شأنها إعادة تركيب السلطة السياسية والنظام المصرفي والرضوخ لرؤية خارجية حول كيفية تلزيم القطاعات وآلية استثمارها؟

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس 16 شباط 2023

وطنية/16 شباط/2023

النهار

انشغل المغردون بالخاتم الاسود في اصبع الرئيس سعد الحريري قبل ان يتبين انه على غرار الساعة الذكية يقوم بتحديد قراءات ثابتة لدرجة حرارة الجسم ومعدّل دقّات القلب والحركة والتغذية.

يقول سياسي مخضرم ان المرحلة التالية سيتم فيها حرق المرحلة الرئاسية الاولى بمرشحيها الاثنين قبل النفاذ الى وجهة جديدة باسماء جديدة.

يقول محلل سياسي في مجلسه ان عدم اجراء الانتخابات البلدية يدخل البلد في فراغ اكبر من الحالي ويساعد "حزب الله" في بلوغ الانهيار الكلي الذي يريده لفرض مؤتمر تأسيسي يطمح اليه.

يردّد نائب حزبي أن علاقة رئيس حزبه بمرجع نيابي ممتازة، خلافاً لما قيل أخيراً عن حصول تباينات وخلافات.

يلاحظ أن السياحة التجميلية هي الأكثر نشاطاً في هذه المرحلة، ومردّ ذلك إلى العملة الصعبة التي تسهِّل إجراء هذه العمليات للرعايا العرب والأجانب، بكلفة أقل من إجرائها خارج لبنان.

الجمهورية

على الرغم من سعي البعض الى التقليل من أهمية لقاء استضافته عاصمة غربية فإنّ نتائجه لا يمكن تجاهلها لِما حملته من آلية جديدة في التعاطي مع المسؤولين اللبنانيين.

إعتبرت أوساط اقتصادية أنّ مشروع الكابيتال كونترول المطروح يُختصر بالآتي "مش معروف إيد مين بجَيبة مين".

إستغربت جهات سياسية صَمت السلطات الرسمية المُطبق عن التدهور الدرامي المالي والإقتصادي والتمويني، وتساءلت: هل من قطبة مخفية تُبيِّت أمراً ما؟

اللواء

شكلت المعلومات التي تسربت عن لقاء دولي - إقليمي صدمة لدى من تجمعت عندهم، مما فاقم من سبل المعالجة، وحتى الإنتظار!

عممت جهات سياسية وحزبية على مناصريها والقطاعات التي تؤثر فيها الابتعاد ما امكن عن التجمعات والتحركات في الشارع لأسباب ليست خافية على أحد..

تبيّن ان خرقاً للدستور لجهة المساواة بين اللبنانيين (المادة 7) اذ صرفت المساعدتان للمدنيين والمتقاعدين على سعر 43600، ولسواهم من غير المدنيين بـ38000 ل.ل. للدولار الواحد؟!

نداء الوطن

يُنقل عن وزير الإتّصالات جوني قرم أنّ مزايدة تلزيم البريد التي ستُفضّ عروضها اليوم، ستشهد مفاجأة، فيما يخشى البعض من أن تكون نتائج هذه المفاجأة سيئة على الخزينة العامة.

يتردّد أنّ رئيس مجلس النواب نبيه برّي يعمل على خطّ النوّاب الأرمن لكي يكونوا "حصان طروادة" داخل الصفّ المسيحي من باب تأمين الميثاقية المسيحية.

تبيّن أن مسؤولة جيولوجية أثارت تصريحاتها الذعر بين المواطنين، قد منعت من الظهور على الشاشات بطلب من مرجع حكومي.

البناء

قال مصدر نيابي بارز إنه لا يعلم كيف ستنعقد الجلسة التشريعية المفترضة، لكنه يستبعد أن تستسهل العملية السياسية الداخلية والخارجية وكل القوى المسؤولة عنها والمعنية بها خسارة الموقع المفصلي الذي يمثله اللواء عباس إبراهيم في كثير من الاستحقاقات والملفات لسبب قابل للمعالجة.

قال خبير دستوري إن القوى التي تستخدم تعطيل النصاب في جلسات مجلس النواب والحكومة تحت شعار أولوية انتخاب رئيس الجمهورية دستورياً تمارس حقاً دستورياً، لكنها تفقد بذلك حقها الدستوري المقابل بتعطيل نصاب أي جلسة انتخاب انسجاماً مع الأولوية ذاتها.

الانباء

مرجعية أساسية تعتبر رأس احدى السلطات الثلاثة لكنها تبدو مكبلة وغير قادرة على التحرك ومعالجة قضايا أساسية باتت تهدد الاستقرار في البلد.

أحداث مقلقة بدأت تشهدها بعض المناطق على خلفية الأوضاع المعيشية. 

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 16/2/2023

وطنية/16 شباط/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

من يريد للبنان الذهاب الى المجهول؟!

بل من يدفع بالصواعق الاقتصادية والاجتماعية إلى درجة الانفجار على طريقة: اشتدي أزمة تنفرجي أو بما يطبق توقع المتشائمين في السياسة: بأن الحلول في لبنان لا يمكن إرساؤها إلا على (الحامي).. لا قدر الله!

حتى الآن وجوابا على من ومن.. 

لم يدخل قفص الاتهام القضائي سوى مجموعة من المضاربين على العملة الوطنية أي الصرافين ممن لم يتعد عددهم الاثنين وعشرين نفرا فيما كثيرون من كبار المتاجرين بأوجاع الناس وبمختلف ألوان العملات ما يزالون أحرارا طلقاء على رأس السوق السوداء.

أما قفص الاتهام السياسي فلم يتسع إلا لاثنتين الأولى: الشائعات التي نقلت عن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي قوله إن مصرف لبنان فقد السيطرة على السوق وقد سارع ميقاتي الى نفيها جملة وتفصيلا والثانية: الإدارة الاميركية التي اتهمها ألامين العام لحزب الله السيد نصرالله بأنها تستغل الفساد والأخطاء الادارية لدفع لبنان الى الفوضى مهددا بفوضى تعم المنطقة وفي المقدمة إسرائيل.

ولكن أمام هول الكارثة لم يعد اللبناني يأبه للشعارات فلم يبق لديه لا الوقت ولا الصبر لمعرفة من يتلاعب بأمنه الاقتصادي والاجتماعي.

فأنا أنا اللبناني المحاصر بدولار يطرق أبواب المئة ألف في مسار رحلته المكوكية ورغيف الفقراء يلامس الأربعين ألفا وصفيحة البنزين بمليون ونصف ثمة من يسرق من عمري كل يوم سنينا ومن أطفالي كل يوم فرحا وأحلاما ومن جيش وطني كل يوم شهداء أبطالا وأنتم أنتم سياسيون مسؤولون تجار وأصحاب مصارف همكم الوحيد ألا تنقص ثروتكم فلسا واحدا ألا ينقص نفوذكم كرسيا أو منصبا أو مكسبا أو مربحا واحدا بالنسبة لكم فليخسر الناس أرواحهم بعد ودائعهم ولا تضرب مصارفكم بوردة ولتبقى حساباتكم في لبنان والخارج بالحفظ والصون.

أحيانا لا يجد الفقير للتعبير عن وجعه سوى بمزيد منه LVO كما فعل أحد الشبان في بلدة إيعات البقاعية اليوم بسبب تردي الاوضاع المعيشية..

ولأن الوجع بالوجع يذكر LVO  فقد وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي اليوم الطائرة التي تقل الشاب الناجي من زلزال تركيا باسل حبقوق  وجثمان رفيقه ايلي حداد  الذي قضى تحت أنقاض أحد الفنادق التركية وفق ما ذركت الوكالة الوطنية للاعلام.

وفيما لا تزال عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المباني في تركيا وسوريا مستمرة ضربت هزة ارضية جديدة بقوة  4,7  على مقياس ريختر الاردن وسوريا وشعر بها اللبنانيون بشكل متفاوت. 

بعض الهزات الارتدادية للزلزال كانت إيجابية على المستوى الدبلوماسي فقد أدى تجاوب بعض الدول مع الحالة الانسانية للمتضررين الى إعادة الدفء للعلاقات الثنائية المقطوعة تاريخيا كما حصل بين أرمينيا وتركيا وبين السعودية وسوريا إذ أعلن اليوم عن زيارة لوزير الخارجية السعودي الى دمشق في الايام المقبلة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

الدولار يبقى العنوان الساخن الذي يسري في التفاصيل اللبنانية كالنار في الهشيم وكل ما عداه عناوين متفرعة عنه

فالعملة الخضراء تشق طريقها نحو المئة ألف ليرة بعدما تجاوز سعر صرف الدولار الواحد في السوق السوداء الثمانين ألفا اليوم.

جنون الدولار يجرف معه كل شيء ولا سيما لجهة أسعار المحروقات والمواد الإستهلاكية والغذائية.

وعلى نية معالجة الوضع النقدي عقد اجتماع في السراي الحكومي كما عقد اجتماع آخر على نية المحروقات أعلن بعده عن إمكان إصدار أكثر من جدولي اسعار يوميا واعتماد منصة خاصة للبنزين.

الإنهيارات الإقتصادية والمالية والمعيشية دفعت المواطنين إلى التعبير عن وجعهم قطعا للطرقات في عدد من المناطق فيما كان مودعون يهاجمون بعض المصارف

وفي الحديث عن المصارف برزت تسريبات إحدى القنوات العربية عن عقوبات أميركية ستفرض على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما زاد في الإنعكاسات السلبية على السوق المالية في لبنان قبل أن يدعو مصدر دبلوماسي أميركي لعدم إعطاء مثل هذه الشائعات أهمية.

وإلى الهزات المالية والمعيشية ثمة هزات أرضية متواصلة وجديدها واحدة وقعت بعد ظهر اليوم عند الحدود السورية - الأردنية وعلى الساحل السوري وقد شعر بها سكان عدد من المناطق اللبنانية بما فيها بيروت.

أما الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من هذا الشهر فربما يحمل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اثني عشر عاما في حال تمت استنادا إلى العديد من التقارير الصحفية

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  رأى أن لبنان ومنذ العام 2019 دخل في استهداف جديد للنيل من الانجازات التي تحققت ولاعادته الى الهيمنة الأميركية.

وتوجه إلى الأميركيين بالقول إذا دفعتم لبنان إلى الفوضى وتألم الشعب اللبناني فلن نجلس ونتفرج وسنمد يدنا إلى من يؤلمكم حتى لو أدى ذلك إلى خيار الحرب مع حبيبتكم إسرائيل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

الدولار بثمانين الف ليرة. صفيحة البنزين بمليون ونصف مليون ليرة. سعر ربطة الخبز يرتفع والاتجاه هو لاصدار تسعيرة يومية لها.

واخيرا : اصبح مسموحا للسوبرماركت ان تسعر بالدولار عبر اعتماد سعر الصرف الرائج في السوق. انها المحصلة ليوم صعب وقاس في حياة اللبنانيين. وقد زادت من صعوبته التحركات التي قامت في الشارع بهدف حرق بعض المصارف و الات الصرف الالي الموجودة امامها.

ومع ان التحركات المذكورة محقة في اساسها، لكن التحركات العشوائية لا يمكن ان تؤدي الا الى تحقيق هدف واحد: استكمال ضرب ما تبقى من قطاعات اقتصادية، وصولا الى  فوضى غير خلاقة تؤدي الى انهيار الدولة انهيارا تاما.

فهل هذا ما يريده المحتجون حقا؟ الا يعلمون ان هذا الامر لا يصب في النتيجة الا في مصلحة قوة سياسية - عسكرية معروفة  تطمح الى  سقوط بنيان الدولة على رؤوس الجميع، لتحل مكانها ولتبسط سيطرتها على ما تبقى من قرار رسمي في لبنان؟

سياسيا، الحراك الرئاسي الجدي شبه متوقف، ربما لشعور الافرقاء السياسيين انهم فشلوا في مقاربة الاستحقاق، وان الدينامية الخارجية التي انطلقت من لقاء باريس تقدمت خطوات على الدينامية الداخلية الجامدة او المجمدة.

اما بالنسبة الى الجلسة الاشتراعية فالارجح انها لن تنعقد، لأن التيارالوطني الحر لا يزال على موقفه بالنسبة الى رفض المشاركة، ما يعني ترجيح كفة المعارضين لها على كفة المؤيدين لعقدها.

وسط الاجواء الملبدة أطل السيد حسن نصر الله على اللبنانيين، مستهلا كلمته  بتعزية عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى استشهاده . فما الافضل يا ترى: التعزية الكلامية ام تسليمه المتهمين بقتل الحريري وهم عناصر من حزب الله ؟

وختم نصر الله كلمته مؤكدا انه كما كان حزب الله جاهزا للحرب دفاعا عن النفط اللبناني،  فهو جاهز للحرب ولمد سلاحه الى اسرائيل في حال دفع الاميركيون لبنان الى الفوضى. وهو تهديد لم يعد ينطلي على احد. فحزب الله هو من غطى اتفاق الترسيم مع اسرائيل المطلوب اميركيا، ولولا موافقته عليه لم يحصل.

والاتفاق يناقض في جوهره مبدأ الحرب مع اسرائيل. والانكى انه فيما لا يزال النفط اللبناني مجرد "سمك بالبحر"، فان اسرائيل بدأت تصدير النفط الخام لاول مرة في تاريخها ومن حقل كاريش بالذات، وهو امر لم يكن ممكنا الا بعد اتفاق الترسيم مع لبنان! وهل من يسأل بعد لماذا معظم الدول تتقدم، فيما الحال في لبنان " الى الوراء در"؟...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بالموقف السلاح، واليد التي لن تصافح، وبالروح التي تقاتل فينا حتى آخر المدى، حفظ السيد الوصية الاساس – المقاومة واهلها بل كل الوطن..

لم تكن ذكرى القادة الشهداء الا كعادتها، محطة انطلاقة جديدة لامة شديدة، يقودها قائد من بأس التاريخ، يحمل كل فهم الواقع، وله ولامثاله كل المستقبل ..

من منبر القادة الشهداء اعلن الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله البلاغ الحاسم:

اذا كان الاميركي وجماعته يخططون للفوضى ولانهيار بلدنا فنقول لهم من الآن ستخسرون كل شيء في لبنان، وعليكم ان تنتظروا الفوضى في كل المنطقة. واذا مدت مآمراتكم لليد التي تؤلمنا – اي ناسنا، فسنمد ايدينا وسلاحنا الى اليد التي تؤلمكم – اي الكيان الاسرائيلي .وباليد الحاسمة واصبعها الثاقب قال السيد لمن يعنيهم الامر: اذا حصل تسويف باستخراج الغاز والنفط من لبنان ، فلن نسمح باستمرار استخراج النفط من كاريش..

ومن فوق تلك المعادلات نصح الامين العام لحزب الله بعدم انتظار الاميركي الذي يفرض عقوبات غير معلنة، لانه انتظار يقود الى الخراب، داعيا الى الخيارات البديلة صينية وروسية وايرانية، ومحلية من خلال اقتصاد منتج زراعيا وصناعيا.. اما عقم الانتاج السياسي وتمدد الفراغ الرئاسي فحله بالحوار وعدم انتظار الخارج كما اشار السيد نصر الله..

عن الزلزال السوري التركي ومأساته العظيمة، فقد راى فيه سماحته اختبارا للانسانية بالوقوف الى جانب الشعوب المنكوبة، واذ اشاد ببعض المواقف العربية والمبادرات التي كسرت قيصر الاميركي، ثمن خطوات الحكومة اللبنانية، داعيا لان يكون لبنان من ضمن الموقف الرسمي والشعبي العربي لكسر الحصار عن سوريا، لانه المستفيد الاول بعدها..

اما محليا فقد دعا الامين العام لحزب الله الى الاعتبار من الهزة التي ضربت لبنان، والعمل الجماعي ضمن خطة كاملة وشاملة مستعجلة، بدءا باولوية الابنية المتصدعة..

وعن الصدع الذي يصيب الصهاينة كيانا ومستوطنين، فهو غير مسبوق بحسب السيد نصر الله، وقد يدفع نحو صدامين كبيرين، داخلي صهيوني بحسب كبار مسؤوليهم ومفكريهم، وآخر مع الفلسطينيين – وقد يمتد الى كامل المنطقة..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

“طلع المنادي ينادي، ما فيهاش افادة، الرعيان بوادي والقطعان بوادي”.

هكذا تقول أغنية فيروز، وهكذا يقول أيضا واقعنا اللبناني، حيث شعبنا المعذب في واد، وغالبية مسؤولينا المرتكبين في واد آخر.

الشعب يريد الحياة، والمسؤولون المرتكبون يعملون للموت.

الشعب يريد السلام، والمسؤولون المرتكبون لا يترددون في الدفع نحو الحرب.

الشعب يريد السيادة، والمسؤلون المرتكبون يوزعون الولاءات.

الشعب يريد حلا سياسيا شاملا وجذريا، والمسؤولون المرتكبون يبحثون عن تأمين مستقبلهم السياسي في أي تركيبة مقبلة.

الشعب يريد مخرجا آمنا من الأزمة الاقتصادية والمالية، والمسؤولون المرتكبون يسعون إلى الحفاظ على ما كدسوه من ثروات على حساب الوطن والناس.

الشعب يريد المحاسبة والعدالة، والمسؤولون المرتكبون يعملون لحماية أنفسهم من أي ملاحقة شعبية او قضائية، محلية او اوروبية او دولية.

الشعب يريد دواء ومستشفى، وضمانا اجتماعيا وللشيخوخة، وتعليما جامعيا ومدرسيا مؤهلا ومتاحا، والمسؤولون المرتكبون يطببون مرضاهم في الخارج، ويؤمنون على انفسهم لدى اضخم الشركات، ويرسلون بناتهم وابناءهم الى افخم المدارس والجامعات في اوروبا واميركا.

“عم يمشوا بواديهن والليل كبير… واديهم كراسيهن ويخافو تطير”.

هكذا تقول اغنية فيروز عن واقعنا اليوم، “فحاج تصرخ يا منادي من وادي لوادي”.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

على طريقة تسعير المحروقات : مرتان في النهار . الحدث في لبنان ، مرتان في النهار . قبل الظهر إحراق مداخل فروع بعض المصارف في شارع سامي الصلح في بدارو ، والمصارفُ المستهدفة متجاورة جدًا .  ثم إحراق مدخل منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في حرش تابت .

هذا الحدث تزامن مع  ما أثير عن قرب فرض عقوبات أميركية على حاكم مصرف لبنان ، لكن  مصادر ديبلوماسية أميركية نفت ، هذه المعلومات ، وقالت :

" لن نعطي أي أهمية للشائعات التي يطلقها أشخاص بهدف تأجيج الازمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان من أجل مصالحهم " .

الحدث بعد الظهر تمثل في الكلام عالي السقف للأمين العام لحزب الله حيال إسرائيل فقال : لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا ، واذا اكتشفنا ذلك فان أحداً لن يتمكن من استخراج النفط والغاز من كاريش ، وهذا ما معناه "اذا بتجوعني بقتلك" . يُذكَر أن إسرائيل أعلنت أنها بدأت منذ يومين الإستخراج من حقلِ كاريش .

في الملف الرئاسي رأى نصرالله ان لا جديد في الملف الرئاسي اللبناني ولا بد من جهد لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن.

في العلاقة مع التيار الوطني الحرّ,كشف ان  التفاهم  في وضع حرج .

أمنيًا ، مواجهات بين الجيش اللبناني ومهربي وتجار مخدرات في حورتعلا في البقاع أدت إلى استشهاد ثلاثة عسكريين, وسقوط عدد من المهربين والتجار بين قتيل وجريح ، فيما يواصل الجيش العملية..  معيشيًا ، حققت السوبرماركت هدفًا في مرمى وزارة الإقتصاد والمستهلكين : اعتبارًا من الأسبوع المقبل ، التسعير بالدولار ، وما يوازيه بالليرة اللبنانية ، لكنّ السؤال الأهم للمستهلك، هو:  من يقرر سعر صرف الدولار في هذه المحال والسوبرماركت ، نظرا إلى أن منصات دولار السوق السوداء متعددةٌ, والأسعارَ متفاوتةٌ بينها؟.. قد يكون الربح في هذه الحال مضاعفًا : الربح العادي ، والربح من تسعير الدولار وفق المنصات الأعلى ، ومَن يمنع التواطؤ بين المنصات والسوبرماركت التي ستتحوَّل صناديقها إلى مراكزِ صِرافة غيرِ مرخصة . قد يكون في قرار وزارة الإقتصاد تسرُّع ، ولكن ألم يحدث هذا التسرع في لوائح السلع المدعومة التي من نتائجها تكبيد خزينة الدولة ملايين الدولارات التي هُرِّبت إلى الخارج تحت جنح استيراد البضائع التي ظهرت في أوروبا وأفريقيا ؟...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

بعدما أطفأ الدولار شمعته الثمانين، سحب نيرانه إلى الشارع وعلى أبواب المصارف.. واستدعى اجتماعات طارئة في السرايا الحكومية، أعلن خلالها الرئيس نجيب ميقاتي العمل على تطبيق يحدد تسعير تعرفة البنزين بما يتناسب وتغيرات سعر الصرف.

وبدا من خلال اللقاءات الرسمية العاجلة أن كل قطاع يبحث عن مخرج لأزمته، سواء في المحروقات أو في التوجه نحو تسعير المواد الغذائية بالدولار...

ولم يعد الشعب يحصي القطاعات والمنتوجات التي عليه أن يؤمن تسعيرها بعملة ليست صعبة وحسب، بل هي من أصعب المفقودين في السوق الحارقة في المقابل لم تشعر المصارف أنها معنية إلا باستمرار الإضراب المفتوح والتلويح بالتصعيد والضغط على مواطنين فقدوا أموالهم تحت جناحها...

وأدت سوريالية هذا المشهد الزلزالي إلى خروج مودعين بحالة غضب ويأس، ونقمة شرعت لهم العنف وإضرام النار وتحطيم مداخل المصارف، وصولا إلى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير الذي تحول محيطه إلى ساحة تشبه الحرب...

فلا الأمن ردع، ولا الجيش تصدى.. لكون القطاعين العسكري والأمني هم في طلائع الصفوف المنهكة في راتبها ومعيشتها، ويدفعون ثمن الرصاص دما، سواء في معاركهم مع التصدي للإجرام الداخلي، أو في معركة الحياة المعيشية النازفة قهرا...

والعسكر الواقف قوة فصل بين منكوبين في جيوبهم.. لن ينوب عن إدارات رؤساء المصارف في ابتكار الحلول...

فهذه الإدارات بقيت في موقع المتفرج على انهيار العمران المصرفي.. واختارت تطبيق أسهل الحلول في الإضراب وإقفال أبوابها أمام ما تبقى من معاملات للمواطنين لم يكن الإضراب حلا...

وليست مراقبة انهيار الليرة أيضا إلا استسلاما لواقع فرضه غياب المسؤولين عن خطط التعافي والتعاون مع البنك وصندوق النقد الدوليين، والإسراع في إقرار الكابيتال كونترول منذ الهبوط الأول للأزمة.. وليس بعد ثلاث سنوات من الاستنزاف وتهريب الأموال...

وغابت المعالجات عن إدارات المصارف والإدارة الرسمية للدولة.. حيث ترنحت خطة إعادة هيلكة المصارف وظلت حبيسة التداول على الورق وهو أحد القرارات التي يشكل حلا واضحا ويضع البلاد برمتها على قطار إعادة الهيلكة...

ولكن, لا الهيلكة سيرت, ولا الكابيتال كونترول المتأخر أقر فيما التدقيق المالي في أصول المصارف صار من الماضي...

وأما التدقيق الجنائي على كل إدارات الدولة ووزاراتها ف"خرج ولم يعد"، لقد حفرنا بأيدينا الهوة المالية، وعمقنا اتساعها، واستدرجنا البلاد إلى الفوضى، ثم استسغنا لوم الآخرين والآخرون, الأميركيون تحديدا، أعطوا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حصانة غير مباشرة، عبر نفيهم معلومات ترجح فرض عقوبات قريبة عليه...

وملف سلامة تحرك اليوم في القضاء اللبناني، مع تعيين المحامي العام الاستئنافي في بيروت رجا حاموش للنظر في ملفه مع شركاء آخرين، بعدما قبلت محكمة الاستئناف الشهر الماضي طلب رد القاضي زياد أبو حيدر المقدم من حاكم مصرف لبنان.

وبهذه الخطوة يستعيد القضاء اللبناني احدى اهم الملفات المثيرة للجدل والمفتوحة على صراع قضائي اروربي ليس فيه أحكام حتى اليوم والصراع السياسي يبدو انه يسابق بعضه تشريعيا ورئاسيا.. حيث افيد ان التيار الوطني لن يتجاوب مع اي جلسة تشريعية الاسبوع المقبل وذلك بعد مقاطعته الجلسات الوزارية...

ولكن وقوع لبنان على خط زلزال طبيعي دفع بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى الدعوة لتفعيل الاجتماعات الحكومية.

وتحدث نصرالله من خبرة زلزالية عن تفاهم مار مخايل فوضعه على مقياس ريختر، وقال ان التفاهم اليوم في موقع حرج هي هزة ارتدادية عنيفة شعرت فيها ميرنا الشالوحي ومصدرها فالق الضاحية الجنوبية.. بانتظار ترتيب لقاء تردد انه سيضم السيد نصرالله وجبران باسيل.

 

مقتل 3 عسكريين أثناء مداهمة في حورتعلا!

المؤسسة اللبنانية للإرسال/16 شباط/2023

أعلن الجيش اللبناني عبر “تويتر”، استشهاد ثلاثة عسكريين ومقتل ثلاثة مطلوبين، خلال الاشتباكات التي وقعت في بلدة حورتعلا- البقاع، أثناء عمليات دهم لمنازل مطلوبين بتجارة المخدرات. وأفادت معلومات الـLBCI، بأن المداهمات مستمرة في حورتعلا بحثًا عن المطلوب ز.نايف. المصري.

 

بري لم يستسلم: “أرانب” لإقناع باسيل بتشريع الضرورة

لارا يزبك/المركزية/16 شباط/2023

في ظل الشغور الرئاسي الذي يبدو لن ينتهي قريبا، يصر رئيس مجلس النواب نبيه بري، على فتح ابواب مجلس النواب، للتشريع وكأن شيئا لم يكن. هو راهن على حضور نواب تكتل لبنان القوي الجلسة العتيدة ليضمن ميثاقيتها ويتخلّص من “وجعة راس” معزوفة غياب اي مكوّن مسيحي ذات ثقل تمثيلي، عن الجلسة، الا ان “البرتقالي” لم يعطه ما اراد. لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن بري الذي كان ينوي عقد الجلسة اليوم، بعد ان دعا هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد الاثنين الماضي لتحديد جدول اعمالها، لم يتخلّ عن فكرة عقدها، الا انه أعطى نفسه مهلة اضافية افساحا في المجال امام جولة مفاوضات سياسية نيابية جديدة لرفع العقبات من امام التئامها. الابواب موصدة امام الفكرة نهائيا لدى القوات اللبنانية ولدى النواب الـ46 الموقعين على عريضة “رفض التشريع في ظل الشغور لان مجلس النواب اليوم هيئة ناخبة فقط”، وعليه فإن بري يصبّ جهوده على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

هيئة مكتب المجلس ستجتمع مجددا الاثنين المقبل، وحتى ذلك الحين، يعمل بري ومعه ايضا حزب الله على اقناع رئيس “الوطني الحر” بالمشاركة. وللغاية، فإنه يقترح ترشيق جدول الاعمال الى الحدود القصوى، بحيث لا يشمل الا البنود الطارئة والملحة جدا. فـ”التيار” لم يرفض التشريع بالمطلق خلال فراغ الرئاسة الاولى، وكان ذلك واضحا من خلال ما قاله عضو هيئة المكتب النائب في تكتل “لبنان القوي” الان عون الاثنين خلال اجتماع المكتب، حيث اكد ان فريقه يرفض التشريع الفضفاض وهو ليس ضد التشريع ككل.

حتى ان باسيل أعلن بنفسه الاسبوع الماضي “التيار قال إن المجلس النيابي بفترة الشغور هو حال انعقاد دائم لانتخاب رئيس وليس للتشريع بشكل مفتوح، إنما لأمور طارئة تتعلّق بأوضاع مستجدة وتكون مفاعيلها مرتبطة بهذه الأوضاع، وهذا الأمر ساروا به خلال عام 2014 و2016 الأطراف الذين يشوّهون بكذبهم موقف التيار اليوم”. وسأل “لمصلحة مَنْ ضرب هذه السلطة الدستورية الباقية، وبالتالي لا يجوز دعوة المجلس النيابي من دون حالة قصوى إلى جلسات تحمل بنود غير ضرورية ومشكوك حتى في إقرارها”. انطلاقا من هنا، فإن “خلطة” بري للفوز بالجلسة، تقوم على حصر الجدول بالبنود الضرورية، الاقتصادية منها والامنية، وعلى تقليص عددها من نحو 80 الى اقل من 10، لتشمل الكابيتال كونترول والتمديد للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ومعه عدد من المدراء العامين المحسوبين على التيار في الدولة. فهل سيفيد هذا “الارنب”، بري، ويساعده في انتزاع موافقةٍ برتقالية على الجلسة، فيحضرها ويؤمّن ميثاقيتها من دون إحراج للتيار اذ سيقول لناسه إن جلسات تشريع الضرورة سبق وانعقدت ابان الفراغ الرئاسي وشاركت فيها القوات، من جهة، وانه أبقى على نفوذه في عدد من الادارات بعد خروجه من بعبدا وعجزه حتى الساعة عن العودة اليها، من جهة ثانية؟! اذا لم تنفع هذه الورقة “الاستيذ”، فإنه يبحث عن غطاء مسيحي يمنحه اياه نواب الطاشناق…

 

مسؤول بريطاني من السرايا: للإسراع بانتخاب رئيس للبنان

صحف/16 شباط/2023

إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مع مدير قسم الشرق الاوسط في الخارجية البريطانية فيجاي رانغاغاجان بحضور سفير بريطانيا هامش كويل، والمستشار زياد ميقاتي. وتم البحث في تداعيات الزلزال الذي أصاب سوريا وتركيا وصعوبة تأمين المساعدات الى المناطق المنكوبة. وقد شكر  المسؤول البريطاني “المؤسسات الانسانية اللبنانية على تلبيتها النداء الانساني في مساعدة المنكوبين في تلك المناطق”. وشدد على أن “للبنان دورا استراتيجيا في المنطقة”، داعيا “السياسيين اللبنانيين الى الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية”. كما إجتمع ميقاتي مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب عصر اليوم في السرايا، وعرض معه اوضاع وزارته.

 

مصادر أميركية تنفي: يطلقون الإشاعات على سلامة لتأجيج الأزمة!

المؤسسة اللبنانية للإرسال/16 شباط/2023

نفت مصادر ديبلوماسية أميركية للـLBCI، المعلومات التي انتشرت يوم أمس الأربعاء حول علاقة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بحزب الله. وقالت المصادر: “لن نعطي أي أهمية للإشاعات التي يطلقها أشخاص بهدف تأجيج الازمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان من أجل مصالحهم”.

 

ما جديد الملف الرئاسيّ؟

الجمهورية/16 شباط/2023

جديد الملف الرئاسي أنّ اوراقه، بحسب ما قالت مصادر مسؤولة متابعة لتطورات الملف الرئاسي لـ”الجمهورية”: لم تعد فقط على ما كانت مبعثرة بين التناقضات السياسية، بل مزّقتها ارادة التعطيل بالكامل، وإعادة لحمها من جديد صارت مستحيلة. وقطعت المصادر الأمل في أن ينحرف المعطلون عن هذا المسار الذي خطف الرئاسة وألقى بها في غياهب المجهول. وقالت: منذ بداية الشغور في رئاسة الجمهورية، وضعنا في حسباننا احتمال ان ينتخب رئيس للجمهورية ضمن فترة لا تتجاوز الشهرين، وعملنا في هذا الاتجاه، وواكَبنا الخارج بدعوات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية، فاصطدمنا باستعصاء داخلي، تَجاهَل، لا بل تعالى على دعوات الخارج، وفَشّل كل مسعى داخلي الى رئيس توافقي. كل هذا المسار أوصلنا الى قناعة باتت راسخة بأنّ ثمة ارادة خبيثة لدى البعض بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، وخَلْقِ أمر واقع مُفتت على كل المستويات. ولأن لا قدرة لأحد على حسم الملف الرئاسي وحده، ولأن الطريق الى التوافق والتفاهم باتت مقطوعة نهائيا، ولأن اولوية البعض هي تغليب منطق التحدّي والصدام، فهذا يدفعنا الى الجزم بأننا دخلنا في الوقت القاتل، حيث اننا بتنا قاب قوسين أو أدنى من أن نترحّم ليس على رئيس للجمهورية، بل على كل الجمهورية.

 

"تعميم خطير" للسفارة الألمانية لمواطنيها في لبنان... ماذا جاء فيه؟!

الكلمة اونلاين/16 شباط/2023

على خلفية الوضع الاقتصادي والأمني الخطير في البلد ، عممت السفارة الألمانية في لبنان رسائل لمواطنيها القاطنين في لبنان ، وجاء فيه :

يرجى أخذ العلم بالإرشادات التالية:

- اتبع رسائل السلامة في وسائل الإعلام ومجموعات WhatsApp ؛

- تخزين الطعام والماء ومنتجات النظافة والدواء ، بكميات تكفي للصمود عدة أيام دون مشتريات إضافية في الشقة

- احرص على امتلاء خزان السيارة وإمدادها بالمياه وببطانية للشتاء

- احمل معك شهادتك وبطاقة الاعتماد.

- احمل دائما كابل الشحن وبنك للطاقة للاستعمال عند الحاجة

- إضمن توافر مبلغ نقدي كافٍ.

- قلل الرحلات البرية والرحلات الأطول إلى الحد الأدنى والمشي لمسافات طويلة ، ومشاهدة المعالم السياحية.

- حفظ مواقع المباني الآمنة على سبيل المثال مباني المؤسسات الألمانية و GIZ وممتلكات الأمم المتحدة

- يجب تجنب الرحلات عبر البلاد في الظلام قدر الإمكان، وعند الإضطرار أبلغ عن مكان تواجدك لأفراد الاسرة والأصدقاء

- تجنب المناطق المظلمة في المدينة في المساء / الليل ؛ والامتناع عن المشي بمفردك في المدينة بعد حلول الظلام

- إن أمكن ، استخدم فقط سيارات الأجرة الموثوقة (Allo-Taxi ، Uber ، إلخ) ؛ لا تاخذ سيارة في الطريق.

- لا تعرض علنًا الأشياء الثمينة أو النقدية.

- تجنب أماكن التجمعات

- تحقق من أماكن طرق الهروب في الأماكن العامة (مطاعم ، حانات ، نوادي ، إلخ).

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

صندوق النقد للمسؤولين: إلتزموا بما تعهّدتم به

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/16 شباط/2023

في آذار المقبل سيزور وفد من صندوق النقد الدولي لبنان. بهذا الخصوص، وجّهت مديرة الصندوق كريستالينا غورغييفا رسالة للمسؤولين اللبنانيين قائلة: “إلتزموا بتنفيذ الإجراءات التي تعهّدتم بها. وإلى الشعب اللبناني أقول: قلبي معكم فأنتم عانيتم أوقاتاً عصيبة… حان الوقت لكي تفتح السلطات اللبنانية صفحة جديدة وتمنح مستقبلاً أكثر إشراقاً للبنانيين”. وجاء ذلك في مقابلة مع “اقتصاد الشرق”.

البنك الدولي

وأعلن نائب رئيس البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فريد بلحاج أن لبنان وتونس هما أكثر دولتين يشعر البنك بالقلق بشأنهما في المنطقة، تليهما مصر والأردن. وقال لوكالة “رويترز” على هامش القمّة العالمية للحكومات في دبي، “لدينا عدد من عوامل القلق في تلك البلدان”، من بينها مستويات الديون والتضخم المرتفع. وأضاف: “دور الدولة في الاقتصاد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل عام دائماً ما يكون مبعث قلق بالنسبة لنا”، لافتاً إلى أن هناك “جزءاً” غير معلن من الدين العام، في إشارة إلى ديون الشركات المملوكة للدولة”. وأضاف بلحاج، “ندعو إلى الشفافية، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها البدء في الإصلاح، ينبغي أن تكون الدفاتر واضحة”. وأشار الى أن هناك حملة للإصلاح في تونس “تتحرّك إلى الأمام، لكن بوتيرة أبطأ ممّا نرجو”. وتابع أنه رغم أن لبنان يعاني منذ فترة طويلة ارتفاع مستويات الدين العام، فإن الأمر بات “مشكلة كبيرة”. وأضاف: “الشعب يشعر بعبء الانهيار شبه الكامل للقطاع المالي”، مشيراً إلى أن لبنان “من الأماكن التي تقضّ مضجعك بالفعل كما يقولون”. وقال إن البنك الدولي خصّص بالفعل 900 مليون دولار لمصر في السنة المالية الحالية التي تستمرّ حتى حزيران، وسوف “يرى كيف تسير الأمور – قد نخصص المزيد”.

وأضاف أنه ستجري إحالة برنامج الشراكة مع مصر، الذي يمتدّ عادة لخمس سنوات، على مجلس البنك الدولي في 21 آذار لإقراره.

الصندوق ودول المنطقة

وتوقّع صندوق النقد الدولي تراجع النموّ الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نسبة 3.2 في المئة خلال العام الجاري، بعدما كان بنسبة 5.4 في المئة خلال العام 2022، على أن يرتفع إلى نسبة 3.5 في المئة في العام 2024. وهذا الأمر يرتّب تحدّيات جمّة تعيشها المنطقة اقتصادياً وتعانيها كل دول العالم، عرضها مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور خلال حديثه الى “نداء الوطن”، وهي:

أوّلاً، تداعيات جائحة “كورونا التي كان لها تأثير كبير على الحركة الإقتصادية.

ثانياً، إرتفاع الأسعار الذي بدأ في العام 2021 مع عودة النمو وخصوصاً أسعار المواد الأساسية التي يستهلكها المواطن مثل الخبز والقمح وأسعار الطاقة. فاختلفت في دول المنطقة مستويات التضخم بحسب كلّ دولة.

وثالثاً، سجّل مستوى التضخم على التوالي للسنة الرابعة ارتفاعاً، فهناك دول وصلت فيها نسب التضخم الى 15 أو 16 في المئة في حين تخطّى التضخم نسبة الـ20 في المئة في بعض منها مثل مصر”.

تقسيم المنطقة إلى 3 مكوّنات

وإزاء كل تلك التحدّيات كان لا بدّ من اتخاذ دول المنطقة تدابير عدّة، وفي هذا السياق، قال أزعور “تمّ تقسيم المنطقة الى ثلاثة مكوّنات:

1- الدول المصدّرة للنفط: إتّخذت إجراءات سريعة بعد جائحة “كورونا” وقامت بإصلاحات كان لها دور أساسي في دفع الإقتصاد قدماً. فأعطت زخماً إقتصادياً لدول الخليج التي تمكّنت بسرعة من الخروج من الأزمة في العام 2022. وبلغت نسبة النمو في دول الخليج نحو 7.5 في المئة مشكّلة 70 في المئة أكثر من معدّل فترة الـ20 سنة الأخيرة، الأمر الذي حسّن مداخيلها الخارجية. ومن المتوقّع في السنوات الخمس المقبلة أن ترتفع الإحتياطات لدى تلك الدول بنحو 1000 مليار دولار، وبذلك هناك فرصة لرفع مستوى التعاون وتأمين فرص استثمارية أكبر بدول المنطقة.

2- الدول المستوردة للنفط: تلك الدول تختلف عن الفقيرة والضعيفة منها والتي تعاني أزمات، وضعها صعب لأن مستوى النمو فيها كان ضعيفاً وتأثرت أكثر بالأحداث العالمية نظراً الى بنيتها التحتية الضعيفة، فعانت مشكلة الأمن الغذائي مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً. وتلك الدول وضعها يصنّف بالأصعب.

3- الدول المتوسطة الدخل: حظيت البلدان التي تدخل ضمن تلك الفئة بمساعدة من صندوق النقد الدولي، ضمن برنامج متخصّص لدعم الدول في مواجهة كورونا. مع الإشارة هنا الى أن المغرب مصر ولبنان والأردن تدرج ضمن الدول ذات الدخل المتوسّط أما الدول الفقيرة فهي اليمن وجيبوتي…

تأثير الأزمات على الدول المتوسطة الدخل

وعن تأثير الأزمات العالمية على الدول المتوسطة الدخل والتي تحظى بمساعدة صندوق النقد الدولي، أوضح أزعور أن كلّاً من “أوضاعها ودخلها يختلف حسب السياسات المعتمدة من قبلها”. وأعطى أمثلة على ذلك:

– “الأردن رغم أوضاعه الإقتصادية الصعبة تمكن من المحافظة على الإستقرار من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات، ما جعل التضخم دون نسبة الـ5 في المئة، أما المغرب فبقي التضخّم أقلّ من نسبة 6 في المئة.

– مصر كانت الصدمة الخارجية كبيرة عليها، نظراً لارتباط الإقتصاد المصري بالسياحة التي تعتمد على السيّاح من روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن ارتفاع أسعار القمح والمواد الأساسية التي تستوردها بأكثريتها”.

أما في لبنان فاكتفى أزعور بالقول إنها “مختلفة ومتراكمة ومتعدّدة الأوجه”.

ضرائب تصاعدية

لافتاً في ظلّ هذا الواقع إلى أن التضخّم في الدول الخليجية والعربية “يعتبر الضريبة الأقلّ عدالة أو الأكثر سوءاً على المواطن، لأنه يتمّ تقاضيها من الفقير والغني في الوقت نفسه”.

وهنا نطرح السؤال التالي: هل تحسّن وضع الدول التي تعاني أزمات مالية واقتصادية بعد فرض ضريبة إلزامية على مواطنيها؟

يعتبر أزعور أنه “عندما يكون إقتصاد أي دولة في وضع صعب، فإن هذا الأمر يتطلّب معالجة مبنية على إجراءات عدة، وفي بعض الأحيان لتحسين مستويات الإيرادات ورفعها على الإيرادات الأكثر قدرة تكون الضريبة تصاعدية حسب وضع البلد الضريبي أو حاجته. لا يوجد سياسة إقتصادية أو مالية مبنية على إجراء واحد وإنما على إجراءات متعدّدة: أولاً، المحافظة على الإستقرار الإقتصادي ما يخفّض المخاطر وارتفاع الفوائد ويرفع مستويات الإستمرار، ثانياً، معالجة مشكلة التضخّم، ثالثاً، تعميم الثقة بالإقتصاد، ورابعاً، عدم تمويل الإقتصاد من مدّخرات المواطنين بل التمويل من خلال الإقتصاد”. الى أي حدّ تستطيع المؤسسات الدولية المموّلة أو الداعمة للدول أن تؤدي دورها في مواجهة التضخم؟ “دور مؤسسة صندوق النقد الدولي يقوم على مساعدة الدول لتمويل الإصلاح. فالصندوق ليس مؤسسة مالية عادية وإنما هو مؤسسة مالية تعنى بدعم ومساعدة الدول بالسياسات الإقتصادية. ولهذا السبب يتمّ وضع برنامج إصلاحي يواكب التمويل والتمويل يواكب الإصلاح”، كما يؤكد أزعور. وانطلاقاً من المعطيات التي يطبّقها صندوق النقد على الدول التي يوقّع معها إتفاقيات، لا يزال لبنان بعيداً عن التوصّل الى اتفاق نهائي معه في ظلّ عدم التزام السلطات اللبنانية بالشروط والإصلاحات المطلوبة والتي تمّ التوافق عليها في الإتفاق الذي وقّع على صعيد الموظفين في نيسان 2022، لا سيّما إقرار القوانين الإصلاحية التي اقتصرت فقط على قانون السرية المصرفية من دون إقرار قانوني إعادة هيكلة المصارف والكابيتال كونترول، ولم يبدأ التدقيق في موجودات المصارف ولم تعلن نتيجة التدقيق في احتياطات مصرف لبنان، ولم تتوحد أسعار الصرف ولم توضع ميزانيات إصلاحية حقيقية بالاضافة الى قوانين وإجراءات إصلاحية أخرى لم ترَ النور بعد!.

 

الياس الزغبي ل"المركزية":لجوء "حزب اللّه" للاستثمار في الفوضى الاجتماعية يحوّلها إلى اضطرابات أمنيّة تغطّي عجزه، بما سيفرض حكماً الاتجاه إلى صيغة حياة مختلفة تحت عنوان الوحدة.

أجرت الحديث: جوانا فرحات/المركزية/16 شباط/2023

يقرأ الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي في خبايا مشهدية الفوضى الحاصلة واحتمالات تحوّلها لانفجار اجتماعي وأمني، فيقول رداً على أسئلة وكالة "الأنباء المركزية":

"الواضح أن المأزق اللبناني يسير في اتجاهين متوازيين. فبمقدار تحلل وتفكك سلطة الرعاية أي الدولة، هناك في المقابل حالة غضب وانهيار إجتماعي بدأت تتشكل طلائعه عبر التحركات ضد المصارف والتجمعات في بعض المناطق وقطع بعض الطرقات . كل ذلك، ليس سوى مؤشر على تراكم مسببات ثورة ما، أو إنتفاضة ما ستحل مكان الفراغ الهائل في المسؤوليات العامة.

ف"حين تكون الدولة في حالة فراغ متمادٍ، لا يمكن توقع أقل من حالات شعبية مشابهة وربما حالات شعبية أكثر قسوة وامتداداً في الأيام الطالعة، طالما أن لا ضوابط لكل هذا التفلت".

ربما كان متوقعا أمام هذا التفلت المخيف، أن يكون الإنفجار الشعبي أكثر فعالية وحضوراً، أقله في الشارع، مع ذلك بقي خجولاً وقد يصبح أكثر ضموراً.

"لهذا الخجل مسببات يقول الزغبي أبرزها الخيبة التي ضربت الرأي العام بعد تشرذم ثورة 17 تشرين ونجاح خطة احتوائها من قبل منظومة الفساد القائمة، والوسائل التي تستخدمها وترتكز على التحريك الطائفي والتفريق بين مكونات المجتمع بحيث تغري البعض بتقديمات كما في مسألة مضاعفة الرواتب الورقية بينما لا تكاد هذه الرواتب تصل إلى جيوب المستفيدين منها حتى تتبخر، بسبب التضخم الهائل في الأسعار. ولا ننسى طبعاً المساعدات الظرفية التي تتلقاها فئات واسعة من المكونات اللبنانية والتي تصلها إما عبر جمعيات أو القوى الإغترابية. إلا أن كل هذه الأسباب لا تؤسس للرهان على أن يبقى التحرك خجولاً وأن رهان المنظومة الفاسدة سينجح في امتصاص النقمة المتعاظمة ، مؤكداً أن لا شيء يمنع هذه البؤر من الإنتقال من حالة الإضطرابات إلى تردٍ إجتماعي وفوضى هدّامة وقد بدأنا نشهد بعض نماذجها من إحراق وتخريب وانتقامات...".

هل نفهم من ذلك أن ساعة الفوضى مبرمجة على عقارب مخطط أمني ما؟ يجيب الزغبي: "هناك كلام كثير عن ترابط بين الفوضى المحتملة التي بدأت نذائرها بالظهور، وبين مخطط ما لاستغلال الوضع الأمني والإجتماعي المتفلت لفرض واقع سياسي معين، وليس مستبعداً أن تكون إيران عبر ذراعها في لبنان أي حزب اللّه وراء هذا المخطط طالما أنها تحتضن أكثر من مرجعية إرهابية تبين أن آخرها الزعيم الجديد للقاعدة سيف العدل المقيم في إيران".

وفي السياق، يلفت الزغبي إلى أن كلام السفير السابق جوني عبدو معطوفاً على التحذير الذي ورد في كلام رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى الإعلاميين خلال زيارته لبنان في ذكرى اغتيال والده، إضافة إلى هذا العجز الذي يبدبه حزب اللّه في بت وفرض مسائل سياسية على أذرعه وحلفائه خصوصاً في مسألتي انتخاب رئيس للجمهورية وتعطيل الجلسة التشريعية، كل هذا يشكل دافعاً أساسياً لإقدام الحزب عبر وسائطه وأذرعه على تحريك الفوضى. وليس صدفة أن تكون قد بدأت تحصل خارج كانتوناته الصافية من الضاحية إلى الجنوب وشمالي البقاع .لذلك فإن التحذيرات من ربط الفوضى بالمخطط الأمني السياسي تقع في مكانها الصحيح، خصوصاً أن بكركي استشرفت هذه الحالة في عظات البطريرك الراعي بحيث شدد في أكثر من موقف على أن هناك مخططاً كبيراً لضرب معنى لبنان وحقيقة دوره ورسالته وهويته وتغيير وجهته الدولية والعربية نحو الغرق في محور الممانعة".

لعل الخلاص يكون على قاعدة المثل الشعبي القائل"إشتدي أزمة تنفرجي" لكن " لا أحد يريد ذلك وهناك قوى واعية لخطورة ما يخطط له". وعليه يقول الزغبي "إن هذه القوى بدأت تدعو جهاراً وبشكل واضح إلى وضع صيغة حياة تكفل بقاء لبنان كدولة موحدة وتضمن علاقات مستقرة بين مكوناته. وهذا ليس كفراً طالما أن المأزق يزداد اشتداداً، ولا يوجب التخوف من مسألة التقسيم لأن الدول الأكثر وحدة واتحاداً وتقدماً ونجاحاً لا تعتمد النظام المركزي المغلق بل تقوم على الوحدات ضمن الوحدة أو ما يسمى في لبنان تقليدياً بالتنوع ضمن الوحدة".

ويختم الزغبي:

"إن إعتماد هذه الصيغة الجديدة بات ملحاً وضرورياً على البارد قبل الانزلاق إلى النار، وبذلك يكون هناك نوع من الحيادين:

حياد خارجي عن الصراعات والأزمات في المنطقة والعالم وليس عن الحقوق الثابتة في قضايا الحق.

وحياد داخلي عن مسببات الأزمة التي تستعيد نفسها كلما استقوى فريق على آخر.

لذلك فإن تزويج الحياد الخارجي على الداخلي يكفل صيغة حياة قابلة للحياة في لبنان".

 

بنك المنظومة وقضاؤها يستنفران ضد "تنظيف" المصارف وإنصاف المودعين

برّي مصمِّم على التشريع وباسيل يُبقي "باب البازار" مشرَّعاً!

نداء الوطن/16 شباط/2023

في لبنان لا يختلط الحابل بالنابل صدفةً، ولا تصح مقولة الاستسهال الغبي "اننا في عصفورية". فلا تسقط شعرة من رؤوس اللبنانيين إلا بأمر هذا وذاك من أرباب ما اصطلح على تسميتهم "منظومة". فقضائياً، مفاجآت ومفاجآت مضادة، ومصرفياً تهويل ثم تهوين، ونقدياً دولار بأكثر من 73 ألف ليرة، والأنكى أن فقدان عملتنا الوطنية 98% من قيمتها لا يستدعي أكثر من قطع بضع طرقات بضع سويعات.

وأكدت مصادر متابعة للمستجدات المالية أنّ "مصرف لبنان لم يعد يتدخل في سوق القطع عارضاً الدولار كما يجب، في ما يشبه الضغط لعدة أهداف أبرزها تعجيل اقرار مشروع قانون ضبط التحويلات والسحوبات (كابيتال كونترول)، في موازاة تصميم رئيس مجلس النواب نبيه على التشريع في فترة الشغور، وإبقاء رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل باب "البازار" مشرّعاً مع بري لحضور جلسة تشريع الضرورة ببنود قليلة محددة، مع عدم استبعاد الاكتفاء بعقدها بنصاب يؤمنه نواب أرمن محسوبون على التيار".

ومصرفياً، تداخلت القضايا من صوب وآخر، فبعد الادعاء على بنك عودة بجرم تبييض الأموال، أجّلت القاضية غادة عون النظر في شكاوى ضد مصارف أخرى الى يوم غد الجمعة. وفي السياق، ظهر تباين لافت في التعاطي المصرفي مع طلب كشف السرية المصرفية. فمقابل رفض بنك عودة وتمنعه وتهديده بالويل والثبور وعظائم الأمور، كشف بنك لبنان والمهجر كما بنك الاعتماد المصرفي السرية ببساطة امتثالاً للطلب القضائي ووفقاً لقانون تعديل السرية المصرفية. لكن فجأة ظهرت دعوى أمس من النيابة العامة المالية ضد "الاعتماد المصرفي" مع استدعاء مسؤولين فيه للتحقيق الاثنين المقبل.

وإذ رأت مصادر المحامين المعنيين بالملف في خطوة النيابة المالية "محاولة لخلط الأوراق لإعادة توزيعها من جديد على نحو لا يفنى فيه الغنم ولا يموت الذئب، فليس سراً القول إن القاضيين علي ابراهيم وغادة عون ليسا على قلب رجل واحد"، علّق أحد المحامين المتابعين لتلك القضايا بالقول:"كل ذلك متوقع من بنك المنظومة وقضائها، لكننا لن نتخلى عن متابعة قضايا الهدف منها إنصاف المودعين وتنظيف القطاع المصرفي من شبهات تبييض الأموال".

اما جمعية المصارف، وفي بيان شديد اللهجة، فقد انتصرت لبنك عودة واعتبرت ان "الادعاء عليه وغيره بتهمة تبييض الأموال يصيب الوطن في مقتل ويشكل خطراً محدقاً بالمصارف ولبنان"! مع تحذير من مغبة وقف البنوك المراسلة التعامل مع لبنان والإضرار بمصالح المودعين وتوقف التجارة الخارجية جراء فتح دعاوى تتهم البنوك بتبييض الأموال. في المقابل تراجعت البنوك عن تهديد الاقفال التام مع ابقاء التهويل قائماً في "suspense" المناورات مع القضاة والسياسيين لوقف الدعاوى وإقرار الكابيتال كونترول للحماية من قضايا المودعين، مع علم جمعية المصارف ان الرئيس بري سيستمر في مسعاه لعقد جلسة الضرورة. بيد أن مراجع قانونية استبعدت حماية البنوك من الدعاوى التي تقام في الخارج والتي ستأخذ زخماً مع تنفيذ تهديدات أطلقها رجلا الأعمال الإماراتي خلف الحبتور والأردني طلال ابو غزالة برفع قضايا دولية بمساعدة مكاتب محاماة عالمية مرموقة ضد عدد من المصارف اللبنانية. في مقلب آخر، وفي موازاة الارتباك المصرفي الذي استدعى 3 بيانات تحذيرية وتهديدية وتهويلية في اسبوع، وهو أمر نادر الحصول، تنادت جمعيات المودعين لتنفيذ تحركات، متوعدةً بإمكان "الهجوم ليس فقط على مصارف بل على بيوت اصحاب مصارف أيضاً…".

فهل دخلنا في الشوط الأخير من الأزمة المصرفية المتمادية التداعيات منذ أكثر من 3 سنوات؟ مصدر مصرفي قال لـ"نداء الوطن" إن "عدداً كبيراً من المصرفيين لا يريدون إلا تجنب السجن والحفاظ على الثروات التي جنوها، أما مصارفهم فليست إلا من أدوات الـchantage حالياً".

 

اتساع فوضى انهيار الليرة وأصحاب محطات الوقود يطالبون بـ«الدولرة» واحتجاجات مع تجاوز سعر الصرف 77 ألفاً

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

تتّسع الفوضى الناتجة عن الارتفاع المستمر لسعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية، الذي تجاوز أمس 77 ألف ليرة قبل أن يتراجع إلى نحو 75 ألفا، فيما تشير التوقعات إلى استمرار ارتفاعه من دون سقف نتيجة الأوضاع المالية والسياسية التي تتفاقم يوماً بعد يوم في غياب أي إجراءات رادعة، وهو ما أدى أمس إلى تسجيل بعض التحركات الشعبية، وإقفال الطرقات في عدد من المناطق. وهذا الارتفاع الذي ينعكس إرباكاً وفوضى في الأسواق يؤدي إلى مطالبة قطاعات عدة باعتماد «الدولرة» أي التسعير بالدولار، رغم أن الإجراءات التي سبق أن اتخذت اعتمدت وضع جداول الأسعار بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف في السوق السوداء، على غرار ما يحصل في قطاعي المحروقات والأدوية وغيرهما. لكنّ القيمين على هذه القطاعات يعتبرون أنها غير ناجحة بسبب التقلبات التي يشهدها سعر صرف الدولار بين ساعة وأخرى في اليوم الواحد، وهو ما أدى بأصحاب محطات الوقود يوم أمس إلى المطالبة بـ«دولرة الأسعار»، محذرين من الإقفال، حتى أن بعضها بدأ يفرض على المواطنين الدفع بالدولار، فيما عمد البعض الآخر إلى إقفال المحطات، رغم رفض وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض لمطلبهم، معتبراً أنه مخالف للقانون. وفي وقت تعمد فيه الوزارة إلى إصدار جدولين للأسعار يومياً، أعلن فياض أمس أن الوزارة تعمل على منصة لإصدار أكثر من جدولين في اليوم، تماشياً مع تقلب سعر الصرف، مؤكداً «لن نتوجه إلى تسعير البنزين بالدولار»، موضحاً أنه «بحسب قانون حماية المستهلك يجب أن تصل المادّة للمواطن بالليرة اللبنانية».

وفي حين تجاوز سعر صفيحة البنزين المليون و400 ألف ليرة، وفق آخر جدول أصدرته أمس وزارة الطاقة، وجهت نقابة أصحاب المحطات رسالة مفتوحة إلى الوزير فياض تطالبه بإصدار الجدول بالدولار الأميركي، وقالت: «بعد استنفاد كل الحلول التي قامت بها الوزارة على مدى السنوات الماضية، وآخرها الوصول إلى إصدار جدولين في اليوم وحتى صدور جدول أيام العُطل، كل ذلك لم ينفع باستقرار سوق المحروقات بسبب الصعود المستمر للدولار». وطلبت من الوزير فياض «أخذ المبادرة لإصدار جدول أسعار بالدولار الأميركي لفترة محدودة لحين استقرار الأوضاع؛ لما فيه مصلحة المواطن وصاحب المحطة على حد سواء».

ويربط الخبير الاقتصادي لويس حبيقة الارتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار بالأوضاع السياسية في لبنان، معتبراً أن كل الأسباب الأخرى التي يتم الحديث عنها ثانوية، مع تأكيده أنه لا سقف لما قد يصل إليه سعر الصرف في المرحلة المقبلة في ظل المعطيات الحالية. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة تكمن في تراكم سوء الأوضاع السياسية والاقتصادية، ما أدى إلى زيادة الطلب على العملة الأجنبية وعدم الثقة بالليرة اللبنانية، هذا في وقت لا يملك المصرف المركزي الدولار الأميركي لضخه في السوق». وعن المطالبة بـ«دولرة» الأسعار، يقول حبيقة: «هذا الأمر منطقي في ظل الأوضاع الحالية، لكن المشكلة تكمن في الفوضى التي سترافق التطبيق، لا سيما إذا كان الدفع سيتم بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف في السوق الحرة، كما أن اعتماد الدفع بالدولار غير قانوني، وسيؤدي إلى إلغاء الليرة اللبنانية، وهذا ليس حلاً، كما أنه ليس من مصلحتنا». من هنا يعتبر أن الحل يكمن، في قطاع المحروقات على سبيل المثال، فيما أعلنه الوزير لناحية العمل على منصة لإصدار الأسعار بالليرة اللبنانية، شرط أن يتم إصدار الجدول كل ساعة تقريباً. ومع وصول سعر صرف الدولار أمس إلى أكثر من 77 ألف ليرة، سجلت تحركات شعبية في بيروت، حيث قام محتجون بقطع الطريق عند مستديرة الكولا، وعمد عدد من سائقي السيارات العمومية إلى قطع السير بالقرب من وزارة الداخلية، وفي شمال لبنان قطع مواطنون طريق البداوي الدولية بـ(طرابلس) في الاتجاهين بعدما وضعوا سيارات وصهاريج وحاويات نفايات وحجارة وإطارات سيارات وسطها؛ احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار، وتردي أوضاعهم المعيشية، بحسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام». كما أقدم مواطنون آخرون على قطع طريق المنية الدولية لجهة عكار، ما تسبب في زحمة سير في الطرقات الفرعية البديلة، إضافة إلى قطع الطريق المؤدية إلى سرايا طرابلس.

 

المصارف تحذّر من «عزل لبنان عن العالم» بسبب اتهامات لعدد منها بـ«تبييض أموال»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

تصاعدت تحذيرات المصارف في لبنان من «خطورة» الاتهامات القضائية الداخلية الموجهة لعدد منها بتهمة «تبييض الأموال»، وتداعيات ذلك على المعاملات المصرفية، بموازاة دعوى جديدة طالت، للمرة الأولى، مصرفاً عربياً عاملاً في لبنان، هو «بنك الكويت الوطني».وبدأ مسار الاتهامات مطلع الأسبوع الحالي، حين قررت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، الادعاء على «بنك عودة» ورئيس مجلس إدارته سمير حنا ورئيس مجموعة «بنك عودة»، تامر غزالة، و«كل من يظهره التحقيق بجرم تبييض الأموال»، وذلك بناء على شكوى تقدمت بها جمعية «الشعب يريد إصلاح النظام»، فيما طالبت عون مصارف عدة برفع السرية المصرفية عن رؤساء وأعضاء مجالس إدارتها ومفوضي المراقبة ومدققي حساباتها، تحت طائلة ملاحقتهم بجرم تبييض الأموال. وردت جمعية المصارف بالتحذير من أن هذا القرار، «إذا تم تعميمه على مصارف أخرى كما يعد التهديد الذي صدر، قد يدفع المصارف الكبرى العالمية إلى وقف تعاملاتها بشكل تام مع لبنان عبر إقفال حسابات المصارف اللبنانية لديها»، وعندها «لن ينفع الندم إذا ما تم عزل لبنان مالياً عن العالم وتوقفت التجارة الخارجية وفقدت المواد الأساسية التي ما زالت تستورد حالياً عبر القطاع المصرفي». وأوضحت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الاتهامات «تعني إغلاق منافذ لبنان المالية إلى الخارج، حيث يمكن أن تجمد البنوك المراسلة العمليات المالية اللبنانية احتياطاً بسبب الدعاوى» المرفوعة، و«هذا يعني أنه لا تحويلات مالية من لبنان ستستقبلها البنوك المراسلة في الخارج».

 

مصارف لبنان تتوجّس من تداعيات اتهامها بتبييض الأموال وقرار قضائي محلي جديد يطال مصرفاً عربياً

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

تصاعدت التحذيرات المصرفية في لبنان من «خطورة» الاتهامات القضائية الداخلية لها بـ«تبييض الأموال»، وتداعيات ذلك على المعاملات المصرفية، بموازاة دعوى جديدة طالت، للمرة الأولى، مصرفاً عربياً عاملاً في لبنان، هو «بنك الكويت الوطني»، حسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وبدأ مسار الاتهامات مطلع الأسبوع الحالي، حين قرَّرَت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، الادعاء على «بنك عودة» ورئيس مجلس إدارته سمير حنا، ورئيس مجموعة بنك عودة تامر غزالة، و«كل من يظهره التحقيق بجرم تبييض الأموال»، وذلك بناء على شكوى تقدمت بها جمعية «الشعب يريد إصلاح النظام»، فيما طالبت عدة مصارف برفع السرّية المصرفية عن رؤساء وأعضاء مجالس إدارتها ومفوضي المراقبة ومدققي حساباتها، تحت طائلة ملاحقتهم بجرم تبييض الأموال. ورفضت «جمعية مصارف لبنان» تلك الاتهامات، وحذرت من خطورتها، معتبرة أن قرارات القاضية عون «تنتفي للحد الأدنى من الجدية»، منبهة من أن «هذا الادعاء يلحق الأذى البالغ بعلاقة المصرف المعني بالمصارف المراسلة ويهدد مصالح المودعين»، مضيفة أن «المصارف المراسلة لا تعرف أن الغاية هي انتقامية بحتة ولا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بتطبيق القانون».

كما حذرت في بيان أصدرته مساء الثلاثاء من أن هذا القرار، «إذا تم تعميمه على مصارف أخرى كما يعد به التهديد الذي وصلها، قد يدفع بالمصارف الكبرى العالمية إلى وقف تعاملاتها بشكل تام مع لبنان، عبر إقفال حسابات المصارف اللبنانية لديها»، وعندها «لن ينفع الندم إذا ما تم عزل لبنان مالياً عن العالم، وتوقفت التجارة الخارجية، وفقدت المواد الأساسية التي ما زالت تستورد حالياً عبر القطاع المصرفي».

وأوضحت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الاتهامات «تعني إغلاق منافذ لبنان المالية إلى الخارج، حيث يمكن أن تجمّد البنوك المراسلة العمليات المالية اللبنانية احتياطاً بسبب الدعاوى في لبنان»، وعليه «هذا يعني أن لا تحويلات مالية من لبنان ستستقبلها البنوك المراسلة في الخارج، ولا اعتمادات مستندية». وقالت إن خطورة هذا الأمر أنه «يمكن أن يحوّل الاقتصاد إلى اقتصاد نقدي، مما يهدد في مرحلة لاحقة شركات تحويل الأموال المحلية أيضاً». وتزامن القرار المتصل ببنك «عودة» مع مطالبة القاضية غادة عون عدداً من المصارف برفع السرّية المصرفية عن رؤساء وأعضاء مجالس إدارتها ومفوضي المراقبة ومدقّقي حساباتها، تحت طائلة ملاحقتهم بجرم تبييض الأموال. وبعدما كانت عون حددت أمس الأربعاء مهلة أخيرة لهؤلاء لرفع السرية، أعلنت جمعية «الشعب يريد إصلاح النظام» أن القاضية أرجأت أمس النظر في شكواها ضد المصارف إلى غد الجمعة لإبلاغ عدد من المصارف التي لم تتجاوب مع قرار رفع السرية المصرفية، وذلك عن طريق اللصق. ولفتت إلى أن «مصرفي لبنان والمهجر والاعتماد المصرفي أبديا التعاون المطلوب حتى الآن خلافاً لقرار جمعية المصارف».

ولم تقتصر الإجراءات على المصارف المحلية، حيث اتسعت أمس لتشمل مصارف عربية عاملة في لبنان. وأعلنت الدائرة القانونية لمجموعة «روّاد العدالة»، أنها ادعت جزائياً على «بنك الكويت الوطني ورئيس وأعضاء مجلس إدارته»، وذلك أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، بجرائم «إساءة الأمانة، والاحتيال، والإفلاس التقصيري والعمدي، وضروب الغش إضراراً بالدائنين، وتبييض الأموال، والنيل من مكانة الدولة المالية ومتانة النقد الوطني». وطلبت بالنتيجة «إجراء التحريات والتعقبات القضائية بحقهم وتوقيفهم ومنع سفرهم ووضع إشارة منع تصرف على ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة وإحالتهم أمام القضاء المختص لترتيب ما يلزَم قانوناً».وقال مسؤول مصرفي لـ«الشرق الأوسط» إن هذا القرار يطال مصرفاً عربياً للمرة الأولى، معتبراً أنه «إشارة سلبية جداً لمصرف عربي عامل في لبنان»، وذلك بعد مسار من تقلص نشاط المصارف الأجنبية في لبنان خلال العقد الأخير، حيث تضاءل عملها وباتت العمليات اليوم «بالحدود الدنيا»، حيث تمارس مكاتب تمثيل صغيرة عائدة لها، عمليات صغيرة أيضاً. ويستمر إضراب المصارف منذ مطلع الأسبوع الماضي، واحتفظت بهامش صغير من العمل لتزويد ماكينات الصراف الآلي بالأوراق النقدية، إضافة إلى عمليات أخرى. لكن هذا الأمر سيخضع لمستجد طارئ. وقالت المصادر المصرفية إنه بعد وصول معلومات عن تحركات باسم جمعيات المودعين أمام بعض المصارف اليوم الخميس، «اتخذت بعض المصارف قراراً خاصاً بمعزل عن الجمعية، هو قرار وقائي بتقليص الدوام في بعض الفروع المصرفية اليوم، بناء على التقييم الأمني، وتقضي بوقف أعمال الموظفين داخلياً، ومن ضمنها معاملات التحويل لأغراض تجارية واستيراد وتصدير، إضافة إلى التوقف عن تزويد ماكينات الصراف الآلي بالعملة الورقية اليوم الخميس».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

حصيلة قتلى الزلزال تتجاوز 42 ألفا

أنقرة/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

افادت السلطات التركية بأن عدد من قتلوا في أسوأ زلزال يضرب البلاد في تاريخها الحديث ارتفع إلى 36 ألفاً و187 شخصاً. وفي سوريا، التي فاقم الزلزال فيها الأزمة الإنسانية بسبب الحرب الدائرة منذ أكثر من 11 عاماً، بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن 5 آلاف و800 شخص؛ وهو عدد لم يتغير تغيراً يذكر في الأيام الماضية. ورغم العثور على عدد من الناجين في تركيا أمس (الأربعاء)، فإن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة. ولم تعلن السلطات في تركيا وسوريا عدد من لا يزالون في عداد المفقودين. ويحتاج ملايين الناس لمساعدات إنسانية بعد أن أصبحوا دون مأوى في برد الشتاء القارس. وفي كهرمان ماراش بتركيا، عُلقت صورة لولدين مفقودين على شجرة قرب بناية سكنية كانا يعيشان فيها. وقال بايرام نجار؛ أحد الناجين من الزلزال: «والداهما توفيا» وهو يقف منتظراً مع سكان آخرين يضعون كمامات بينما يرفع حفار كومة ضخمة من الخرسانة المحطمة والقضبان الحديدية الملتوية وراء الشجرة. وقال إن جثماني الوالدين لا يزالان تحت الأنقاض، وأضاف: «الوالد يدعى أتيلا، ولم نعثر على جثمانه بعد. نأمل في أن نعثر على الوالدين بعد أن يزيل الحفارون تلك الأنقاض». وقالت «إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)» إن أكثر من 4300 هزة تابعة ضربت المنطقة المنكوبة منذ الزلزال.

* قوافل المساعدات

في دمشق، أعلنت الحكومة السورية أن عدد القتلى في الأراضي التي تسيطر عليها بلغ 1414، قائلة إن هذه هي الحصيلة النهائية. وسقط الجزء الأكبر من القتلى في سوريا في الشمال الغربي الخاضع لسيطرة المعارضة، لكن المنقذين يقولون إنه لم يُعثر على أي شخص على قيد الحياة هناك منذ 9 فبراير الحالي، وتحول التركيز إلى مساعدة الناجين. ومع تضرر أغلب البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو تعطلها، تواجه السلطات الصحية مهمة شاقة؛ هي محاولة منع انتشار الأمراض.وأعاق الصراع في سوريا جهود الإغاثة في الشمال الغربي، ويشعر كثيرون هناك بالتخلي عنهم؛ بينما تتجه المساعدات إلى أجزاء أخرى من المنطقة المنكوبة مترامية الأطراف. وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إنها قلقة بشكل خاص بشأن وضع الناس في الشمال الغربي، حيث يعتمد نحو 4 ملايين بالفعل على المساعدات الإنسانية حتى قبل وقوع الزلزال. وانقطعت شحنات المساعدات من تركيا بالكامل في أعقاب الزلزال مباشرة، عندما جرى إغلاق طريق تستخدمه الأمم المتحدة مؤقتاً. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وافق الرئيس السوري بشار الأسد على فتح معبرين إضافيين للمساعدة بعد أكثر من أسبوع من الزلزال. وطلبت منه منظمة الصحة العالمية الموافقة على فتح مزيد من نقاط العبور. وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لـ«رويترز»، إنه حتى «اليوم» مرت 119 شاحنة تابعة للأمم المتحدة عبر معبري «باب الهوى» و«باب السلام» منذ الزلزال. تشمل المساعدات أغذية وأدوية أساسية وخياماً ومواد إعاشة أخرى واختبارات لفحص «الكوليرا» الذي لا يزال يتفشى بالمنطقة. وقالت بريطانيا أمس إنها ستصدر ترخيصين جديدين لتسهيل عمل الوكالات التي تساعد جهود الإغاثة من الزلزال في سوريا دون انتهاك العقوبات التي تستهدف حكومة الأسد وداعميها.

 

حملة «تركيا قلب واحد» تجمع 6.1 مليار دولار في 7 ساعات

أنقرة/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

نجحت حملة تبرعات تحمل اسم «تركيا قلب واحد»، في جمع أكثر من 6 مليارات دولار في غضون سبع ساعات لصالح المتضررين من الزلزال، بحسب بما أوردته وكالة أنباء «الأناضول» التركية، اليوم (الخميس). وقامت 213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا، مساء الأربعاء، ببث حملة مشتركة شارك فيها مشاهير أتراك في تقديم الحملة على الهواء مباشرة. ولاقت الحملة، التي بثتها قنوات وإذاعات في تركيا وأذربيجان وقبرص التركية، دعماً واسعاً من رجال أعمال وشركات وساسة ورياضيين وممثلين. وعلى مدار سبع ساعات من البث المباشر، تلقت الحملة تبرعات كبيرة وصلت قيمتها إلى 115 ملياراً و146 مليوناً و528 ألف ليرة تركية (نحو 6.1 مليار دولار). وفي اتصال هاتفي، أعلن رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما، دعم الحملة بمليون يورو، معرباً عن خالص تعازيه لتركيا حكومة وشعبا. وأضاف: «مستعدون لتسخير ما لدينا من إمكانيات لدعم الشعب التركي، وأعلن نيابة عن الشعب الألباني، التبرع بمليون يورو لمتضرري الزلزال». وفي مداخلة هاتفية أثناء انطلاق الحملة، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده تهدف إلى تشييد مبان جديدة وآمنة خلال عام واحد، في موقع كل مبنى تهدم في الزلزال المزدوج. وأضاف: «اعتباراً من بداية مارس (آذار) المقبل، سنضع حجر الأساس لـ30 ألف وحدة سكنية، وبذلك سنكون قد بدأنا إعادة إعمار المناطق المهدمة».

 

إيران تحكم بالسجن 8 أعوام على أستاذ جامعي بارز

طهران/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

حُكم على الأستاذ الجامعي الإيراني المؤثر سعيد مدني غفروخي، الموقوف منذ مايو (أيار) 2022 في طهران، بالسجن 8 سنوات، كما ذكر محاميه لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم (الخميس). وقال المحامي محمود بهزاد راد، إنه «حُكم على موكلي بالسجن 8 سنوات بتهمة تشكيل جماعة معادية وسنة واحدة بسبب دعاية ضد النظام»، وأوضح أن الحكم نهائي. واعتقل غفروخي (62 عاماً) أستاذ علم الاجتماع في جامعة العلامة الطباطبائي في طهران في منتصف مايو. وقال محاميه إنه بسبب جمع الأحكام يفترض أن يمضي أطول عقوبة وهي 8 سنوات. ومدني نشر كتباً عدة عن الآفات الاجتماعية في إيران، خصوصا الدعارة والعنف ضد المرأة وإساءة معاملة الأطفال أو إدمان المخدرات. وقد أوقف مرات عدة وحكم عليه بالسجن ست سنوات في 2012. وقال المحامي: «منذ أن كان موكلي في السجن استشاره بعض المسؤولين لإيجاد سبل للتعامل مع العنف» خلال المظاهرات التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني في سبتمبر (أيلول). ونشر مدني من السجن في فبراير (شباط) تحليلاً مطولاً للحركة الاحتجاجية تحدث فيه عن «رؤية إيران المستقبلية». وأفرجت إيران عن عشرات الشخصيات في الأيام الأخيرة في إطار عفو أصدره المرشد الإيراني علي خامنئي بمناسبة عيد وطني.

 

بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات... المعارضة الإيرانية تسعى إلى توحيد صفوفها

باريس/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

بعد خمسة أشهر من بدء حركة احتجاجات شعبية تشكّل تحدياً كبيراً لإيران، تكافح تشكيلات المعارضة داخل إيران وخارجها من أجل بناء وحدة لم تتمكن من تحقيقها يوماً. منذ ثورة العام 1979، تواجه معارضو النظام الإيراني مع بعضهم بقدر ما اشتبكوا مع أجهزة السلطة في طهران. لكن ثمة سعياً اليوم إلى توافق لتحويل المظاهرات إلى طرح سياسي بديل. منذ أسابيع أصبحت المظاهرات قليلة، لكن بعض المعارضين يؤكدون أنها ستبدأ من جديد عند أدنى شرارة. ونشبت الأزمة بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على الإيرانيات؛ مما أدى إلى أعمال احتجاجية ضد النظام. وقال الباحث في جامعة نيويورك أراش عزيزي لوكالة الصحافة الفرنسية «ما نحتاج إليه هو جبهة موحدة تشمل القوى المنادية بالديمقراطية». استضافت جامعة جورج تاون في واشنطن في العاشر من فبراير (شباط) مؤتمراً جمع شخصيات معارضة تقيم في المنفى لم تكن تتحدث مع بعضها بعضاً حتى وقت قريب. بين هذه الشخصيات مسيح علي نجاد التي تخوض حملة ضد الحجاب، وحامد إسماعيليون، المتحدث باسم أقارب ضحايا تحطم الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران في 2020، ورضا بهلوي نجل الشاه الذي أطاحته الثورة في 1979. يؤكد رضا بهلوي باستمرار، أنه لا يسعى إلى إعادة النظام الملكي، بل يرغب في العمل من أجل نظام ديمقراطي علماني. وقال خلال الاجتماع «اليوم ليس هناك منافسة بيننا ولا نحاول تزعّم هذه الحركة». وبهلوي متهم بأنه لم ينأ بنفسه بدرجة كافية عن حكم والده الاستبدادي ولا يبدي شفافية بشأن ثروة العائلة. لكن بسبب موقفه من المظاهرات، كسب احترام الحركة وواجه هجمات من وسائل إعلام مرتبطة بالنظام في إيران. وقال عزيزي، إن «بهلوي يثير بالتأكيد انقساماً بالنسبة للبعض مثل معظم الشخصيات السياسية في إيران». لكنه رأى، أنه «أشهر وجه للمعارضة اليوم وقدم الدعم الأوضح والأكثر تنظيماً داخل البلاد وخارجها».

وبحث المشاركون في لقاء واشنطن الذين انضمت إليهم عبر الإنترنت شيرين عبادي، حائزة جائزة نوبل للسلام والممثلة الإيرانية الفرنسية غولشيفته فرحاني، في ميثاق للمعارضة، وهم يسعون إلى إنشاء مجلس انتقالي للتحضير لانتخابات. وقالت عبادي «الآن ليس الوقت المناسب لنتحارب». وعزت استمرار مدة 44 عاماً، إلى انقسام المعارضة. ولم يدع مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ نهاية الأسبوع المقبل مسؤولين إيرانيين، بل أعضاء من المجتمع المدني. لكن خطط النشطاء في المنفى ليس لها وزن كبير من دون أن تؤخذ في الاعتبار مطالب المتظاهرين في إيران الذين يريدون تغيير النظام.

بين هذه الشخصيات المحامية نسرين ستوده، والمخرج جعفر بناهي، والمدافع عن حرية التعبير حسين رونقي وجميعهم أطلق سراحهم مؤخراً من السجن، وكذلك فاطمة السفري وهي شخصية معارضة محافظة دينياً. في الوقت نفسه، دعا مير حسين موسوي، رئيس الوزراء في ثمانينات القرن الماضي، مؤخراً إلى «تغييرات جوهرية في إيران»، عبر إقرار دستور جديد وإجراء انتخابات. لكن لا شيء حالياً يدل على ضعف سلطة المرشد علي خامنئي. كذلك، ما زالت بعض فصائل المعارضة خارج هذا التحالف الناشئ الذي يقصي منظمة «مجاهدين خلق» التي كانت ناشطة ضد النظام الملكي، وتؤكد أن لديها شبكة داعمين واسعة في إيران. وينبغي أن يحل الميثاق الذي تجري صياغته آلاف الصعوبات قبل تقديمه إلى مسؤولين أجانب وإقناع الأقليات العرقية - الإيرانية مع حماية وحدة أراضي إيران. وقالت الفنانة نازانين بونيادي «إذا كانت هناك قوة توحدنا فهي التخلي عن فكرة أننا منقسمون إلى درجة تجعلنا غير قادرين على العمل معاً من أجل الديمقراطية». وتثقل ذكريات عهد الشاه الأخير محمد رضا بهلوي الذي اتسم أيضاً بتعذيب وإعدام وسجن المعارضين، الأجواء. فقد ساد التوتر على شبكات التواصل الاجتماعي عندما ظهر برويز سابيتي، أحد أفراد السافاك الشرطة السرية للشاه، في اجتماع للمعارضة في لوس أنجليس نهاية الأسبوع الماضي. ومنذ سبتمبر (أيلول)، أعدمت طهران أربعة أشخاص واعتقلت آلافاً آخرين في إطار حملتها على الحركة الاحتجاجية. وقالت سوتوده لمحطة «سي إن إن»، إن «المظاهرات خمدت إلى حد ما، لكن هذا لا يعني أن الناس لم يعودوا غاضبين».

 

الكونغرس لمواجهة خطر المسيّرات الإيرانية ومشروع قانون يعزز الشراكات مع دول المنطقة بوجه إيران

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

طرحت مجموعة من الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ مشروع قانون لمواجهة خطر المسيرات الإيرانية وتعزيز الشراكات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. ويهدف المشروع، الذي طرح بدعم من رئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب مننديز وكبير الجمهوريين في اللجنة جيم ريش، إلى «إعطاء طابع رسمي لاتفاقات الأبحاث والتطوير بين الولايات المتحدة وشركائها في الشرق الأوسط لإنتاج أنظمة قادرة على مواجهة المسيّرات الإيرانية». وقال السيناتور الديمقراطي بوب مننديز لدى طرح المشروع إن «المسيرات الإيرانية تهدد بشكل فاضح الاستقرار الدولي، وتزعزع منطقة الشرق الأوسط، عبر استهداف الإمارات والعراق والسعودية، وصب الزيت على النار في الصراعات في اليمن وسوريا». وتابع مننديز: «إيران تبيع مسيراتها إلى روسيا وهي تعلم جيداً أنها ستستعمل ضد المدنيين الأبرياء في أوكرانيا، وهي مذنبة في عذابهم وقتلهم». من ناحيته اعتبر السيناتور الجمهوري جيم ريش أن «الخطر من المسيرات الإيرانية يعيد رسم الأجواء الأمنية في الشرق الأوسط وأوروبا. المئات من المسيرات هددت حلفاءنا الدوليين والقوات الأميركية والدبلوماسيين، ولقد حان الوقت لتطوير حلول خلّاقة لحمايتنا». وشدد ريش على أن التعاون مع الحلفاء «لا يصب لمصلحة الولايات المتحدة فحسب بل يسترجع سياسة الردع ضد نظام إيراني فاسد ووكلائه الإرهابيين». وينص مشروع القانون على وجوب تحسين الولايات المتحدة للتعاون مع حلفائها للعثور على شبكات الاستحواذ على المسيرات والصواريخ التي يستعملها الحوثيون في اليمن وغيرهم من وكلاء إيران، والكشف عنها ووقفها. ويشير إلى أن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يواجهون تهديدات طارئة ومتزايدة من أنظمة المسيرات، وأن الأبحاث المشتركة وعمليات التطوير لمواجهة هذه المسيّرات ستخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها، وتخفف من وطأة الاعتداءات وتعزز الردع والاستقرار في المنطقة. وخصّ المشروع بالذكر مشاريع التعاون والتنسيق مع كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والعراق والبحرين والكويت وعمان وقطر واليمن.

 

إدانة خليجية - أميركية لسياسات إيران المستمرة في زعزعة الاستقرار والجانبان طالباها بتغيير موقفها على الفور ووقف استفزازاتها النووية

الرياض: «الشرق الأوسط»/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

أدانت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس التعاون سياسات إيران المستمرة في زعزعة الاستقرار، بما في ذلك دعمها الإرهاب، واستخدام الصواريخ المتقدمة، والأسلحة السيبرانية، وأنظمة الطائرات من دون طيار، ونشرها في المنطقة وجميع أنحاء العالم، فقد استخدمت إيران ووكلاؤها وشركاؤها هذه الأسلحة الإيرانية لشنّ هجمات تستهدف المدنيين، والبنية التحتية الحيوية، والشحن البحري الدولي. كما عبّرت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، خلال اجتماعهم الثالث الذي عقد أمس (الأربعاء)، في مقر الأمانة العامة بالرياض عن مخاوفها الشديدة بشأن التعامل العسكري المتزايد بين إيران وأطراف حكومية وغير حكومية، بما في ذلك استمرار إيران في تزويد الحوثيين بالأسلحة التقليدية، والصواريخ المتقدمة، وأنظمة الطائرات من دون طيار؛ مما أطال من أمد الصراع في اليمن وأدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية هناك. وأكدت مجموعة العمل الخليجية – الأميركية المشتركة الخاصة بإيران بين دول مجلس التعاون وكبار المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية، في الاجتماع على الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون، والعزم المشترك للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة. وأكدت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون على أن الانتشار المستمر لتلك الأسلحة من قِبل إيران وإيصالها إلى أطراف أخرى، سواء منها الحكومية أو غير الحكومية يشكل تهديداً أمنياً خطيراً للمنطقة والعالم بأسره. وشددوا، على أن التقدم الملحوظ في البرنامج النووي الإيراني، وفقاً لما هو موثق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي مقدمته إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، تجاوز الاحتياجات المدنية لإيران، وهو مصدر للتفاقم الخطير للتوترات الإقليمية والدولية. ودعا الجانبان إيران إلى تغيير موقفها على الفور، ووقف استفزازاتها النووية، والانخراط في العملية الدبلوماسية بشكل جاد، والتعاون الكامل مع تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بجزيئات المواد النووية التي تم العثور عليها في مواقع غير معلنة في إيران، بما يتوافق مع التزامات إيران المتعلقة بالضمانات النووية. وأكدت الولايات المتحدة من جديد التزام الرئيس بايدن بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأعربت الولايات المتحدة والدول الأعضاء في مجلس التعاون عن التزامها بتوسيع نطاق التعاون الدفاعي بين الجانبين، وقابلية التشغيل البيني، لتعزيز قدراتها على تقييد قدرة إيران على القيام بأنشطة مزعزعة للاستقرار، وردعها عن القيام بأعمال عدوانية في المستقبل، وكرروا التأكيد على أن الدبلوماسية هي الأسلوب المفضل لمعالجة سياسات إيران المزعزعة للاستقرار والتصعيد النووي بطريقة مستدامة، وشددوا على أنه في حال اختارت القيادة الإيرانية بديلاً أفضل فإن ذلك من شأنه أن يسهم في أن تكون المنطقة أكثر أمناً واستقراراً لصالح الشعب الإيراني. وحث الجانبان المجتمع الدولي على تنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحظر نقل الأسلحة والأعتدة، مؤكدين على أهمية متابعة آليات المساءلة في هذا الصدد.

 

«دبلوماسية الرهائن» تلقي بظلالها على السياحة الإيرانية

طهران تتودد إلى الصينيين ودول الجوار لتعويض غياب الزوار الغربيين

لندن - طهران/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

تلقي «دبلوماسية الرهائن» التي تتبعها السلطات الإيرانية بظلالها على قطاع السياحة الإيراني. وتحذر الحكومات الغربية مواطنيها، الذين قصدوا إيران للسياحة خلال أعوام معدودة، من السفر إليها، ما أجبر صناعة السياحة المتعثرة في الجمهورية الإسلامية على تعويض الخسائر باستقطاب سياح من الصين وروسيا اللتين تحافظان على علاقات جيدة مع طهران. لطالما انجذب السياح الغربيون إلى المواقع الأثرية والتاريخية في أنحاء إيران. وسعت السلطات للبناء على هذا الإقبال، ورفعت تقديراتها لعدد السياح من 8 ملايين شخص في 2019 إلى نحو 20 مليوناً في 2025، لكن سرعان ما تحطمت تطلعات أصحاب الصناعة بسبب سلسلة من الانتكاسات. أتى ذلك في فترة من الانفتاح بين طهران والأطراف الغربية، خصوصاً مع إبرام الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي في صيف عام 2015. وكما كان هذا الاتفاق مفتاحاً لتعزيز الإقبال السياحي، أغلق الانسحاب الأميركي منه بعد 3 أعوام وإعادة فرض عقوبات قاسية على طهران، الكثير من المنافذ. وقالت المسؤولة في شركة السكك الحديدية الإيرانية المملوكة للدولة فرزانه محمدي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «التراجع بدأ بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2018». إلا أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، وفق «محمدي»، التي عدّدت معه أحداثاً متتابعة مثل احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بعد قرار حكومي مفاجئ بزيادة أسعار الوقود، وإسقاط طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية بعيد إقلاعها من طهران بصاروخ من دفاع «الحرس الثوري» بعدما اعتقدت أنها صاروخ كروز أميركي، ما وجّه ضربة قوية للثقة بصناعة السياحة في إيران. وأوضحت «محمدي» أنه «تم بذل بعض الجهود بعد ذلك لتصحيح الوضع، لكن الأحداث الراهنة شكلت ضربة قاضية للسياحة». وهي تؤشر بذلك إلى الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني بدعوى «سوء الحجاب». وقالت نائبة وزير السياحة مريم جلالي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تغطية وسائل الإعلام الأجنبية الإعلامية للاحتجاجات أسهمت في خلق حالة من الخوف من إيران» في الخارج، وفق ما جاء على هامش معرض سياحي في طهران الأسبوع الماضي. وزادت الاحتجاجات من التوتر بين طهران والغرب، إذ اتهم المسؤولون الإيرانيون «الأعداء» بالضلوع في «أعمال الشغب»، بينما نددت أطراف غربية بحملة القمع التي شنتها السلطات للحد من الحراك المناهض للسلطات، خصوصاً المرشد علي خامنئي، وفرضت عقوبات على مسؤولين إيرانيين على خلفية «قمع» المتظاهرين. وقال رئيس شركة «علاء الدين» للسياحة أمير حسين رحيمي: «عندما لا تنفك وسائل الإعلام الأجنبية تتحدث عن اضطرابات في البلاد، هذا يثبط عزيمة المسافرين». وأبدى أمله في أن تتمكن إيران والقوى الكبرى من تفعيل المباحثات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي، ما قد يؤدي إلى «خلق بيئة مواتية» للسياحة.

- ضربة «دبلوماسية الرهائن»

في أكبر ضربة للسياحة، أصدرت حكومات أوروبية عدة تحذيرات سفر تحذر رعاياها من الابتعاد عن إيران خوفاً من الاعتقال خلال حملة الحكومة القمعية للاحتجاجات، على غرار أجانب محتجزين في الجمهورية الإسلامية. وحذرت فرنسا من أنها «لا تشجع بشدة أي سفر إلى إيران، نظراً لارتفاع مخاطر الاعتقال التعسفي من قبل سلطات ذلك البلد». لاوتدين فرنسا، منذ أشهر، ممارسة طهران «دبلوماسية الرهائن». وهناك سبعة فرنسيين محتجزين في إيران، حسب الأرقام الرسمية. واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهم تجسس، فيما يتهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات. وقالت ألمانيا في تحذيرها: «هناك خطر حقيقي من التعرض للاعتقال التعسفي والسجن لفترات طويلة في إيران». وقالت «محمدي» إن تحذيرات السفر كانت ضربة كبيرة. وفي ظل الوضع الراهن، تستبعد أن يأتي «سياح غربيون خلال فصل الربيع»، وهو الأمثل للسفر في أنحاء إيران.

- سياحة دينية وطبية

وكان رئيس جمعية أصحاب الفنادق في إيران جمشيد حمزة زاده أشار، مؤخراً، إلى أن نسبة الإشغال تدنت إلى ما دون 20 في المائة، وأن ثلثي المؤسسات اضطرت إلى تسريح الموظفين. ويخشى المعنيون في إيران أن ينعكس غياب هؤلاء وقدرتهم الشرائية سلباً بشكل إضافي على السياحة التي تعاني أصلاً، خصوصاً في مجالات مثل الإقامة الفندقية وزيارة المواقع السياحية. وكان فقدان السياح الغربيين الأثرياء مشكلة خاصة لبائعي السجاد والحرف اليدوية الأخرى في المواقع الرئيسية. وتختبر مدينة يزد وسط إيران بشكل ملموس، تداعيات تراجع عدد السياح. وقال داود دهقاني، رئيس المنظمة المحلية للأدلاء السياحيين التي ينضوي تحتها 200 شخص، إن «نحو 80 في المائة» منهم «فقدوا وظائفهم منذ الجائحة» التي كانت إيران الأكثر تأثراً بها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضاف: «عندما أدرجت يزد على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي في 2017، تضاعف عدد السياح أكثر من 5 مرات». ورغم ذلك، فإن دهقاني قال إنه حتى ذلك الحين ظلت صناعة السياحة قائمة، وأكد أنه «لحسن الحظ» لا يزال «عدد صغير من السياح الأجانب» يأتون إلى يزد، وهم من «روسيا والصين وتركيا... ودول أخرى لا يسود توتر في علاقتها بإيران». باتت الأولوية، وفق نائبة وزير السياحة جلالي، تتركز على استقطاب المزيد من السياح من دول مجاورة «تتشارك الثقافة والديانة» مع إيران، في إشارة إلى محاولة السلطات لتنشيط «السياحة الدينية». تريد إيران أيضاً تطوير السياحة العلاجية من خلال استغلال البنية التحتية الصحية «الفعالة»، وانخفاض الأسعار والخبرة في الجراحة التجميلية.

 

أسرة هاشمي رفسنجاني تطالب بإطلاق سراح ابنته فائزة

لندن - طهران/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

طالبت أسرة الرئيس الإيراني الأسبق، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، بإطلاق سراح فائزة هاشمي التي اعتقلتها السلطات في سبتمبر (أيلول) الماضي، بتهمة التحريض على الاحتجاج.ونقل موقع «جماران»، التابع لمكتب المرشد الإيراني الأول (الخميني)، عن أسرة الرئيس الأسبق قولهم إنهم يتعرضون لضغوط بـ«تهمة» أنهم أبناء رفسنجاني. وقالوا: «ربما من الممكن مداواة الجروح بإطلاق سراح النساء من السجون السياسية؛ بمن فيهن أختنا فائزة». وكانت فائزة هاشمي، من بين 30 سجنية إيرانية، وقعت على مذكرة طالبت فيها السلطات الإيرانية الشهر الماضي بوقف إعدام المتظاهرين. جاء ذلك في وقت واصلت فيه السلطات الإيرانية إطلاق سراح ناشطين سياسيين في إطار العفو الذي وافق عليه المرشد الإيراني علي خامنئي في وقت سابق من هذا الشهر. ومن بين الذين أطلق سراحهم تبرز أسماء المخرج محمد رسولوف، والباحثة الإيرانية - الفرنسية فريبا عادلخاه، والناشط فرهاد ميثمي الذي أثارت صور له أثناء احتجازه صدمة واسعة بين الإيرانيين. وقالت صحيفة «اعتماد» الإصلاحية إن العفو شمل حتى الآن 50 ناشطاً معتقلاً. وجاء العفو عن السجناء المدانين؛ بمن فيهم الموقوفون في الاحتجاجات الأخيرة، بشروط؛ منها أن يعبّروا عن ندمهم على ما فعلوا، وأن يقدموا التزاماً كتابياً بعدم تكراره. وأصدر أغلب الناشطين الذين أطلق سراحهم بيانات أكدوا فيها عدم خضوعهم لأي من تلك الشروط. وبعد تحديد الشروط؛ سارعت فائزة هاشمي إلى توجيه رسالة خاطبت فيها رئيس القضاء غلام حسين أجئي. وتقول الناشطة في الرسالة؛ التي نشرتها مواقع إصلاحية، إنها تقدم التزاماً بمواصلة أنشطتها في حال إطلاق سراحها. وكانت شقيقتها فاطمة هاشمي قد أثارت جدلاً الشهر الماضي، عندما نشرت تسجيل فيديو بمناسبة الذكرى السابعة لوفاة والدها، وكررت ضمناً الشبهات التي أثارتها أسرة السياسي الأكثر براغماتية في النظام، بعدما توفي إثر جلطة قلبية أصيب بها أثناء وجوده في مسبح خاص بالمسؤولين الإيرانيين. وأفرجت السلطات الإيرانية عن مهدي نجل هاشمي رفسنجاني، بعد أكثر من 7 أعوام قضاها في السجن. وأودع مهدي هاشمي السجن في أغسطس (آب) 2015 لقضاء عقوبة بالحبس 10 أعوام بعد إدانته بجرائم اقتصادية والمسّ بالأمن القومي للجمهورية الإسلامية. وقد عدّ في حينه أن الحكم الصادر بحقّه كان عقوبة «مدفوعة سياسياً».

 

أنباء عن محادثات أميركية ـ إيرانية غير مباشرة لتبادل السجناء

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

كشفت شبكة «إن بي سي» الأميركية للتلفزيون، الأربعاء، أن إدارة الرئيس جو بايدن تجري «محادثات غير مباشرة» مع طهران لتبادل محتمل للأسرى، في مسعى يتضمن أيضاً تحرير مليارات من الأموال الإيرانية المجمدة لتأمين إطلاق المواطنين الأميركيين المسجونين في إيران، مضيفة أن قطر وبريطانيا تضطلعان بدور الوسيط في هذه المحادثات. ونسبت إلى 4 مصادر لم تسمها أن «المفاوضات أحرزت تقدماً، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيجري التوصل إلى اتفاق نهائي». ونقلت عن 3 من هذه المصادر أن الجانبين الأميركي والإيراني «يستكشفان صيغة نوقشت سابقاً، وتعود إلى عام 2021، ويمكن أن تشمل تبادل أسرى محتملاً، وتحرير مليارات الدولارات من الأموال (الإيرانية المجمدة) في مصارف كوريا الجنوبية (…) بسبب العقوبات الأميركية». وقالت إن الصيغة المقترحة «ستسمح لإيران بالوصول إلى الأموال، ولكن فقط لشراء الغذاء أو الأدوية أو الأغراض الإنسانية الأخرى»، مضيفة أن الدبلوماسيين الأميركيين والإيرانيين بحثوا في «الترتيبات المحتملة لكيفية تحويل الأموال المجمدة، مع احتمال أن تشرف دولة ثالثة مثل قطر على التحويل». وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى هذا الشهر نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وقال مصدر مطلع على المحادثات إن الوفد القطري «نقل خلال الاجتماع رسائل من الولايات المتحدة إلى الإيرانيين تضمنت نقاطاً بشأن إطلاق سجناء». وكذلك أكد عبد اللهيان، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الأميركية، أن مناقشات جارية في شأن تبادل سجناء محتمل مع أطراف ثالثة تساعد في نقل الرسائل، مضيفاً أن المملكة المتحدة «مسؤولة بصفتها ممثلة» للولايات المتحدة في المحادثات. ورداً على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة المحتملة، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إلى وسائل لنقل الرسائل إلى إيران. وقال: «لدينا طرق للتواصل مع إيران في شأن القضايا المثيرة للقلق، بما في ذلك قضية إطلاق المواطنين الأميركيين المحتجزين ظلماً في إيران»، مضيفاً أن «هذه القنوات تظل مفتوحة، لكننا لن نقوم بتفصيلها». وكذلك قال: «نظل ملتزمين بتأمين حرية جميع المواطنين الأميركيين الذين ما زالوا محتجزين بشكل غير قانوني في الخارج، وبينهم سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز».ورفضت البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والسفارة البريطانية في واشنطن، التعليق على هذه التقارير. ويقبع نمازي في سجن إيراني منذ أكثر من 7 سنوات، وهي أطول مدة من أي أميركي آخر دخل السجون الإيرانية. وحكمت عليه السلطات الإيرانية بالسجن 10 سنوات بتهمة «التعاون مع حكومة أجنبية معادية». واتهم نمازي الإدارات الأميركية المتعاقبة بالفشل في تأمين إطلاقه، ودخل أخيراً في إضراب عن الطعام لمدة أسبوع. يأتي هذا الضغط من البيت الأبيض بعد أشهر من المفاوضات التي تهدف إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 والتي تعثرت. وأعلنت إدارة بايدن سلسلة عقوبات جديدة ضد طهران بسبب تسليمها طائرات مسيرة إلى روسيا.

 

زعامة سيف العدل لـ«القاعدة» تعود للواجهة عبر ترجيحات أميركية

واشنطن تؤكد وجوده في إيران... والتنظيم يلتزم الصمت

القاهرة: وليد عبد الرحمن/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

عاد اسم المصري سيف العدل إلى الواجهة، عبر ترجيحات أميركية بتولّيه زعامة تنظيم «القاعدة» خلفاً لأيمن الظواهري الذي يُعتقد أنه قُتل بصاروخ أميركي في كابل، العام الماضي. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، مساء الأربعاء، إن «المتطرف (سيف العدل) يعتقد أنه الزعيم الجديد لتنظيم (القاعدة)». جاء التأكيد الأميركي عقب تقرير أصدرته الأمم المتحدة، الثلاثاء، ورد فيه أن الرأي السائد للدول الأعضاء هو أن «(سيف العدل) أصبح زعيماً للتنظيم». إلا أن «القاعدة» لم يعلن رسمياً بعدُ «تنصيب زعيمه الجديد» بسبب «الحساسية إزاء مخاوف سلطات (طالبان) في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بأن الظواهري قُتل في منزل بكابل»، وفق تقرير الأمم المتحدة. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن «تقييم واشنطن يتسق مع تقرير الأمم المتحدة، الذي يعتقد أن (سيف العدل) موجود حالياً في إيران». وأوضح أنه «عندما يتعلق الأمر بوجوده هناك، فإن توفير ملاذ آمن لـ(القاعدة) هو مجرد مثال آخر على دعم إيران (واسع النطاق للإرهاب)، وأنشطتها (المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه)»، وفق قوله. وعاد الحديث بقوة عن سيف العدل، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما أظهرت صورة جرى تسريبها لثلاثة من كبار قادة «القاعدة» هم: سيف العدل، وأبو محمد المصري، وأبو الخير المصري. وجرى نشر الصورة في الأصل بواسطة حساب على تويتر. وأكد اثنان من مسؤولي الاستخبارات الأميركية، بشكل مستقل، لمجلة «FDD's Long War Journal» صحة الصورة، وكذلك هويات الرجال الثلاثة. وقال مسؤولو الاستخبارات حينها إن «الصورة التُقطت في طهران قبل عام 2015».

وفي عام 2014 ظهرت وثيقة حدّدت الشخصيات المرشحة لـ«خلافة الظواهري»، وتضمنت «أبو الخير المصري»، و«أبو محمد المصري»، وسيف العدل، و«أبو بصير الوحيشي»، إلا أن المتغير الذي طرأ على هذه الوثيقة هو أنه لم يبق على قيد الحياة من هذه الأسماء إلا سيف العدل.

سيف العدل (متداولة)

ووفق الباحث المصري في الحركات الإسلامية والإرهاب أحمد سلطان، فإنه «كان هناك عهد من عناصر وقيادات التنظيم بتولّي (سيف العدل) القيادة حال غياب الظواهري، وحدثت خلافات داخل التنظيم حول تولّي شخص قيادة (القاعدة) يُعتقد أنه موجود في إيران، وكان هناك اتجاه لتصعيد شخص آخر، لكن الوحيد الذي جرت مبايعته (خليفة للظواهري) كان (سيف العدل)، وكان صعباً على التنظيم نقد (البيعة)»، مضيفاً أن «(سيف العدل) يتحكم في (المجلس العالمي للقاعدة؛ مجلس الشورى)، الذي يضم قادة الأفرع الخارجية، وداخله أبو همام السوري صِهر (سيف العدل)، وأحمد عمر ديري، أمير حركة (الشباب) الصومالية وهو محسوب على (سيف العدل)، وعبد الكريم المصري، وغيرهم من القيادات المرتبطة بـ(سيف العدل)».

وأوضح سلطان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «(سيف العدل) كان قد نشر رسالة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، باسمه الحركي الثاني (عابر سبيل) عبر موقع (ماذا) الذي يديره مصطفى حامد (أبو الوليد المصري) صِهر (سيف العدل)، وأظهر فيه إشارات حول قيادته لـ(القاعدة) بحديثه عن (تحالفات القائد)».

وكان سيف العدل؛ واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان، وهو في الأصل عضو في حركة «الجهاد» المصرية؛ وهي الجماعة التي اندمجت رسمياً مع تنظيم «القاعدة» قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول)- من قيادات «القاعدة» منذ فترة طويلة. وشغل سيف العدل منصب القائد العسكري العام لـ«القاعدة»، كما كان عضواً في مجلس صنع القرار المركزي... وسيف العدل مطلوب من مكتب التحقيقات الاتحادي «إف بي آي» في ما يتعلق بتفجيرات السفارتين الأميركيتين في تنزانيا وكينيا عام 1998. ورصدت الحكومة الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تؤدي إلى اعتقاله.

وسبق أن ذكر خبراء في الحركات الأصولية أن سيف العدل كان في وقت من الأوقات كبير الحراس الشخصيين لأسامة بن لادن مؤسِّس «القاعدة» ومدرباً بارزاً لعناصر التنظيم، ويصنَّف على أنه ثالث أكبر مسؤول بالتنظيم، وأقام معسكرات تدريب تابعة للتنظيم في السودان وباكستان وأفغانستان في التسعينيات من القرن الماضي.

وخلال محاكمة المتورطين في تفجير السفارة الأميركية أوائل عام 2001، وصف أحد المنشقّين عن «القاعدة» ويُدعى جمال الفضل، سيف العدل بأنه «من قيادات (القاعدة) الذين تلقّوا تدريباً على المتفجرات من إيران وحزب الله». وذكر العميل السابق في مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي، الخبير في مجال مكافحة الإرهاب علي صوفان أن «(سيف العدل) أوهم وكالات الاستخبارات الأجنبية بموته منذ شبابه، وجعلها تعتقد أنه شخص آخر تماماً».وسيف العدل انتقل إلى أفغانستان عام 1989، وانضم إلى «القاعدة»، ولعب دوراً محورياً في تطوير القدرات العسكرية للتنظيم، فضلاً عن مشاركته في تأسيس كثير من الأفرع الإقليمية للتنظيم، خصوصاً في منطقة القرن الأفريقي. لكن رسائل قديمة لـ«بن لادن» تحدثت عن أن «(سيف العدل) كان أقل تأهلاً من أقرانه، وإنْ تسلَّم القيادة فسيكون لذلك تأثير سلبي على التنظيم». و«القاعدة» رسمياً من دون قائد منذ إعلان مقتل الظواهري، مطلع أغسطس (آب) الماضي. وقد تولّى الظواهري زعامة التنظيم عام 2011 بعد مقتل «بن لادن». وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشر تنظيم «القاعدة» مقطع فيديو للظواهري. وذكر موقع «سايت» الاستخباراتي المعنيّ برصد منشورات «التنظيمات الإرهابية»، أن «تنظيم (القاعدة) نشر فيديو مدته 35 دقيقة يزعم أنه بصوت الظواهري». ولم يُشِر مقطع الفيديو إلى إطار زمني محدد لتوقيته. وحول عدم إعلان «القاعدة» تولّي سيف العدل رسمياً، أكد الباحث المصري في الحركات الإسلامية والإرهاب أن «إعلان (القاعدة) تنصيب (سيف العدل) يؤكد أن الظواهري كان موجوداً في كابل، وهو ما يؤثر على العلاقة بين طالبان و(القاعدة)، خصوصاً أن (القاعدة) يحاول إعادة بناء شبكاته في منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية وفي داخل أفغانستان، وأنه حال إعلان (القاعدة) الزعيم الجديد، سوف تضيق حركة (طالبان) على تحركات عناصر (القاعدة) حتى تحصل (طالبان) على الدعم الدولي»، موضحاً أنه «إذا أعلن (القاعدة) صراحة أن سيف العدل موجود في إيران، فهذا سوف يسبب مشكلة كبيرة للتنظيم»، لافتاً إلى أن «(سيف العدل) تحايل على إعلان تنصيبه بإجراء مراسلات مع جميع أفرع التنظيم لتأكيد أنه القائد، والتعامل مع الأفرع من دون أن يتورط في الإعلان صراحة أنه خليفة الظواهري».

 

ماذا تعني تحركات مصر للتقارب مع سوريا؟ وتخصيص حساب للتبرعات وإطلاق نداء للتضامن الدولي

القاهرة: أسامة السعيد/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

تسارعت في الأيام الأخيرة وتيرة التحركات المصرية الداعمة لسوريا والتي اتخذت نسقاً إنسانياً منذ ضربَ زلزال، فجر الاثنين 6 فبراير (شباط) الحالي، الأراضي السورية، إذ أرسلت مصر فرقاً للإغاثة ومساعدات، وبدأت مؤسسات جمع تبرعات لدعم السوريين، كما أطلقت مؤسسات حقوقية نداءات للتضامن الدولي، فضلاً عن اتصالات لمسؤولين مصريين كانت الأولى منذ سنوات، وكسرت «صمتاً» بين القاهرة ودمشق. وأعلن صندوق «تحيا مصر» التابع للرئاسة تخصيص حساب لإغاثة سوريا في كل البنوك المصرية. وحسب بيان للصندوق، فقد جاء فتح الحساب «بأمر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتلقي المساهمات من داخل وخارج مصر لإغاثة ضحايا الزلزال الذي تعرضت له سوريا». وكانت جمعية الهلال الأحمر المصري قد أطلقت حملة تبرع، تحت شعار «سوريا تستغيث... أنقذ منكوبي زلزال سوريا». وفي السياق ذاته، أعلن المجلس القومي لحقوق الإنسان، تضامنه مع الشعبين السوري والتركي في الكارثة التي ألمّت بهما جراء الزلزال الذي ضرب البلدين، مؤكداً في بيان (الأربعاء)، «أهمية تنحية السياسة جانباً، وتكاتف الجهود لتقديم المزيد من الدعم والمساعدة للمساهمة في تخفيف معاناة الشعبين السوري والتركي». وأطلق المجلس، وهو مؤسسة حقوقية شبه رسمية، نداءً دولياً للتضامن مع الشعب السوري، وحضّ المجتمع الدولي والمنظومة الأممية على القيام بدورهما في جانب الإغاثة الإنسانية وتقديم المزيد من المساعدات للضحايا. وكان الرئيس المصري قد أجرى بعد أقل من يومين على وقوع الزلزال، اتصالين هاتفيين مع نظيريه السوري بشار الأسد، والتركي رجب طيب إردوغان، وقبلها كان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد أجرى اتصالين بنظيريه في البلدين، للتعزية في ضحايا الهزة الأرضية بالبلدين. وكان اتصال الرئيس المصري بنظيره السوري، هو الأول بين الرئيسين، والأول لرئيس مصري مع الرئيس السوري منذ أكثر من عقد كامل، إذ شهدت العلاقات بين البلدين جموداً منذ عام 2011،

وكشف الرئيس المصري خلال حضوره القمة العالمية للحكومات 2023، التي استضافتها إمارة دبي خلال الأسبوع الحالي، عن مطالبته الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، بزيادة الدعم الإنساني الموجّه إلى سوريا.

وعدّ محمد بسام الملك، الناشط السياسي السوري، والقيادي السابق في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، التحركات المصرية «استمراراً لعلاقة شعبية وطيدة بين المصريين والسوريين»، مضيفاً أن مصر «كانت من أولى الدول التي استضافت آلاف السوريين الذي فرّوا من الصراع المسلح منذ 2011».

وأوضح المعارض السوري المقيم في القاهرة، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن «مصر حافظت على نهج سياسي متوازن تجاه الأزمة السورية منذ بدايتها، وكانت على اتصال بمختلف القوى السياسية السورية، واستضافت عدة اجتماعات سابقة لقوى المعارضة المدنية». لافتاً إلى أن الاحتضان الرسمي والشعبي للسوريين في مصر «يعبّر عن تقدير مصر للعلاقات التاريخية بين البلدين، وأن فرص التقارب موجودة». وكان الرئيس السوري، قد رحّب (الأربعاء) خلال لقائه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بأي «موقف إيجابي» يصدر من الدول العربية، التي قطع عدد منها علاقته مع دمشق منذ بداية النزاع في سوريا.

ومنذ وقوع الزلزال، تلقى الأسد الكثير من الاتصالات من قادة دول عربية، كما زار عدة مسؤولين عرب دمشق للمرة الأولى منذ سنوات. وقال الأسد، وفق ما نقلت حسابات الرئاسة السورية، إن «الشعب السوري يرحب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه خصوصاً من الأشقاء العرب».

وأشار الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب المصري السابق، ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، إلى أن «البعد الإنساني كان أحد العناصر البارزة في السياسة المصرية الخارجية في السنوات الأخيرة»، لافتاً إلى «مبادرة القاهرة لتقديم العون لدول صديقة وشقيقة في مواقف الأزمات، مثل أزمة فيروس كورونا، وكذلك في مواجهة الكوارث الطبيعية». وأوضح جاد لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وسوريا من الدول التي جمعتهما علاقات وطيدة عبر سنوات طويلة ماضية، وكانا شريكين في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، إلا أن مواقف السياسة السورية في عهد الرئيس بشار الأسد أدت إلى تباعد بين البلدين، خصوصاً فيما يتعلق بارتباط دمشق بالمحور الإيراني، وابتعادها عن الحاضنة العربية». وتابع مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية أن «سوريا تدرك جيداً أنها بحاجة إلى مصر على أكثر من مستوى، سواء من أجل العودة إلى الجامعة العربية، أو للحصول على دعم مهم في المحافل الدولية، خصوصاً في ظل تراجع القدرة الإيرانية على توفير الدعم للسياسة السورية، نتيجة أزمات طهران الداخلية وتعقُّد علاقاتها مع كثير من القوى الكبرى على الساحة الدولية». ولفت جاد إلى أن المواقف المصرية الأخيرة ركزت بشكل واضح على البعد الإنساني، لكنّ «أي تحركات لتقارب سياسي ترتبط في المقام الأول بالمصالح المتبادلة والوضع الإقليمي، ويمكن أن يكون التقارب الإنساني (بداية جيدة)، لكن الأمر يتطلب أيضاً تقديم دمشق مؤشرات على تفهمها للمتغيرات الإقليمية والدولية، والتخلي عن النهج المتشدد في المواقف، والذي أدى إلى فقدانها الكثير من علاقاتها العربية في السنوات الماضية».

 

إسرائيل «ستشرعن» بؤرة استيطان مع كل قتيل يهودي

الكنيست يصادق على قانون سحب المواطنة من أسرى فلسطينيين

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

كشف النقاب في إسرائيل، أمس، عن نقل وزير الشؤون الاستراتيجية رون درامر رسالة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الإدارة الأميركية يبلغها فيها بأن حكومته لن تقدم على قرارات استيطانية أخرى «إلا إذا تم قتل إسرائيليين»، وفي هذه الحالة فإنها ستبني بؤرة استيطانية مقابل كل يهودي يقتل بأيدي فلسطينيين. وجاء نقل الرسالة قبيل اجتماع «الكابنيت» الذي اتخذ قراراً بـ«تشريع تسع بؤر استيطانية» وبناء 10 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات. وقالت مصادر سياسية إن نتنياهو اتفق مع وزير المالية بتسلئيل سموترتش الذي يشغل أيضاً منصب وزير إضافي في وزارة الدفاع، على تحويل 77 بؤرة استيطان عشوائية إلى مستوطنات رسمية. لكنه خلال الحوار مع واشنطن خفض عددها إلى 14 بؤرة، وعندما رفض الأميركيون ذلك أنزل الرقم إلى 9. وبحسب «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي، أصر الأميركيون «على خفض عدد البؤر الاستيطانية، على أن تكون البؤر التي تحظى بالشرعية مقامة منذ سنوات» وغير موجودة «في مناطق منعزلة». في شأن متصل، صادق الكنيست بشكل نهائي على قانون يقضي بسحب المواطنة أو الإقامة من الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل (أي فلسطينيي 48) والقدس الشرقية، وإبعادهم إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة، إذا ثبت حصولهم على مساعدات مالية من السلطة الفلسطينية.

وأظهرت أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم ومعظم أحزاب المعارضة موقفاً موحداً من هذا الموضوع. فقد صوت لصالح القانون 95 عضواً في الكنيست بينما صوت ضده 10 نواب هم ممثلو الأحزاب العربية، فيما تغيب نواب حزب العمل.

إسرائيل «ستشرعن» بؤرة استيطانية مقابل مقتل كل يهودي

 

وزير خارجية إسرائيل يؤكد أن بلاده «متمسكة بسيادة» أوكرانيا

كييف/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، في الزيارة الأولى لوزير إسرائيلي إلى أوكرانيا منذ الغزو الروسي قبل عام، أن بلاده «متمسكة بسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها». وقال كوهين، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، بعد زيارة مدينة بوتشا قرب كييف ونصب «بابي يار»، إن «إسرائيل تعارض بشدة قتل المدنيين الأبرياء»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف بعد زيارة مدينة بوتشا قرب كييف حيث اتُّهمت روسيا بارتكاب فظاعات أن «إسرائيل تعارض بشدة قتل المدنيين الأبرياء». وقال عن بوتشا «لا تزال الصور المأسوية راسخة في قلبي». وكانت صور جثث المدنيين الملقاة في شوارع هذه الضاحية من كييف أثارت في أبريل (نيسان) 2022 صدمة كبرى في العالم. وكان موقف كوهين من مسألة احتمال تسليم أسلحة لكييف - وهو أمر رفضت إسرائيل القيام به لمدة عام حتى لا تثير استياء موسكو التي تقيم معها علاقات مميزة - مرتقبا لكنه لم يدل بأي تصريح الخميس حول هذا الموضوع. وقال «سنساعد في تطوير نظام إنذار مبكر ذكي لأوكرانيا» بدون إعطاء مزيد من التفاصيل حول هذا المشروع. وأكد أن إسرائيل «ستدعم وتساعد في الموافقة على ضمانة تصل إلى 200 مليون دولار لمشاريع إسرائيلية في البنى التحتية لنظام الرعاية الصحية والمدنية في أوكرانيا»".

وشكر دميترو كوليبا إسرائيل على «دعمها»، معربا عن الأمل في صدور «قرارات مقبل» بشأن «حماية الأجواء» الأوكرانية. وكانت إسرائيل حريصة على البقاء على الحياد رافضة طلبات فولوديمير زيلينسكي المتكررة للحصول على أسلحة لا سيما بسبب انتشار الجيش الروسي في سوريا. لكن يبدو ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو غير مطلع هذا الشهر استراتيجيته، قائلا إنه مستعد الآن للنظر في إمداد أوكرانيا بالسلاح وعرض وساطته في النزاع.

 

حزمة عاشرة من العقوبات الأوروبية ضد موسكو في الذكرى السنوية الأولى للحرب

روسيا تعلن عن انتصارات وأوكرانيا تسقط «مناطيد» فوق كييف

بروكسل - كييف - موسكو/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أمس (الأربعاء)، أن الاتحاد بصدد فرض حزمة عاشرة من العقوبات على روسيا مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب. وتأمل المفوضية بأن توافق الدول الأعضاء الـ27 في التكتل على الحزمة الجديدة من سلسلة عقوبات مشتركة تعدّها دول مجموعة السبع تزامناً مع الذكرى التي تحل يوم 24 فبراير (شباط). وأفادت فون دير لاين: «نستهدف منتجات صناعية كثيرة تحتاجها روسيا، ولا يمكنها الحصول عليها عبر بلدان ثالثة»، مشيرة إلى «منتجات حيوية مع المعدات الكهربائية والمركبات المتخصصة وقطع الآليات وقطع الغيار للشاحنات ومحرّكات الطائرات». وذكرت بأن بروكسل تسعى لفرض قيود على تصدير 47 مكوّناً إلكترونياً إضافياً «يمكن استخدامه في أنظمة الأسلحة الروسية، بما في ذلك المسيّرات والصواريخ والمروحيات». وتشمل الحزمة حظر تصدير الاتحاد الأوروبي للسلع الصناعية والتكنولوجيا الحيوية بقيمة 11 مليار يورو (12 مليار دولار). وقالت فون دير لاين إن الهدف هو استهداف السلع الصناعية «التي تحتاجها روسيا، والتي لا يمكنها الحصول عليها من دول أخرى مثل الصين». وقالت إن العقوبات الروسية ستستهدف إيران فيما يتعلق بتزويد طهران بطائرات مسيرة، استخدمها الكرملين في شن هجمات على أوكرانيا، وإنه سيتم معاقبة 7 كيانات إيرانية.

وقالت فون دير لاين إن المفوضية تستهدف أيضاً مزيداً من الأفراد في وسائل الإعلام الروسية حيث إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يشن حرباً في الفضاء العام». وأضافت أنه يتعين تكثيف جهود الاتحاد الأوروبي لمنع التهرب من العقوبات وإجراء إحصاء لأصول البنوك المركزية الروسية في التكتل. وأكدت: «هذا أمر مهم في ظل احتمالية استخدام الأصول الروسية العامة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا».

وقد أعلنت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، في تغريدة، عن تشكيل قوة مهام لتحليل «جدوى مثل هذا الاستخدام» للأصول الروسية المجمدة في تمويل إعادة إعمار أوكرانيا.

وفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عدة حزم من العقوبات على روسيا لاستهداف الاقتصاد الروسي والنظام المالي والبنك المركزي وكبار المسؤولين الحكوميين الروس. وقال مصدران دبلوماسيان في الاتحاد الأوروبي، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لـ«رويترز»، إن المفوضية اقترحت أن تستبعد دول التكتل 4 بنوك روسية أخرى من النظام المالي العالمي (سويفت). وذكر أشخاص مطلعون على المحادثات السرية أن الاتحاد الأوروبي سيضيف المطاط والأسفلت إلى قائمته للمواد المحظور استيرادها من روسيا، كما سيحظر بثّ خدمة «روسيا اليوم» باللغة العربية من أراضيه.

وفي سياق متصل، قالت روسيا، أمس (الأربعاء)، إن قواتها اخترقت خطين حصينين للدفاعات الأوكرانية على الجبهة الشرقية. ووصفت كييف الوضع هناك بأنه صعب، ودعت إلى تسريع وتيرة تقديم المساعدات العسكرية قبل هجوم روسي جديد متوقع. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الأوكرانيين تراجعوا في مواجهة الهجمات الروسية في منطقة لوهانسك، رغم أنها لم تقدم تفاصيل. وذكرت الوزارة، على تطبيق تلغرام: «خلال الهجوم... تراجعت القوات الأوكرانية بشكل عشوائي لمسافة تصل إلى 3 كيلومترات من الخطوط التي كانت تشغلها سابقاً». وأضافت: «حتى خط الدفاع الثاني الأكثر تحصيناً للعدو لم يصمد أمام تقدم الجيش الروسي». وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس (الأربعاء)، إن قوات بلاده تمكنت من صد بعض الهجمات الروسية على منطقة لوهانسك في الشرق، لكن «الموقف في المنطقة لا يزال صعباً». وقال سيرهي غايداي، حاكم منطقة لوجانسك، إن روسيا تحشد عتاداً ثقيلاً وقوات في المنطقة، لكن القوات الأوكرانية ما زالت تدافع عنها. وأضاف: «الهجمات تأتي من اتجاهات مختلفة على موجات... من ينشرون معلومات عن أن قواتنا انسحبت لما وراء الحدود الإدارية (للوجانسك) لا يتطابق كلامهم مع الواقع». ولم تشر هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إلى أي انتكاسات كبيرة في لوهانسك في تقريرها. وقالت إن وحدات أوكرانية صدت هجمات في أكثر من 20 منطقة، بما في ذلك باخموت وفوليدار، وهي بلدة تقع على بعد 150 كيلومتراً جنوب غربي باخموت. وستمنح السيطرة على باخموت لروسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر، هما كراماتورسك وسلوفيانسك في دونيتسك، ما يمنحها زخماً بعد إخفاقات على مدى أشهر قبل الذكرى الأولى للغزو في 24 فبراير. وقال الرئيس الأوكراني، وهو يصف الأوضاع على الجبهة الشرقية، في كلمته الثلاثاء: «المعارك تجري من أجل كل شبر من الأراضي الأوكرانية». وذكر المحلل العسكري الأوكراني، أوليه غدانوف، أن معارك دارت «قرب كل منزل» في باخموت. وأعلنت بريطانيا، اليوم (الأربعاء)، أنها ودولاً أوروبية أخرى ستزود أوكرانيا بمعدات عسكرية، تتضمن قطع غيار للدبابات وذخيرة للمدافع.

وتوقع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن تشن أوكرانيا هجوماً في الربيع. وتابع قائلاً: «لدى أوكرانيا احتياجات ماسة من أجل مساعدتها على مواجهة تلك اللحظة الحاسمة في مسار الحرب. نعتقد أنه ستلوح أمامهم فرصة لتولي زمام المبادرة» في ساحة المعركة.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن بريطانيا اتفقت مع هولندا والنرويج والسويد والدنمارك وآيسلندا وليتوانيا على إرسال حزمة مبدئية من الدعم إلى أوكرانيا، من المتوقع أن تتجاوز قيمتها 200 مليون جنيه إسترليني (241 مليون دولار). وقال وزير الدفاع بن والاس، بعد اجتماع مع نظرائه بحلف شمال الأطلسي في بروكسل: «هذه الحزمة من المعدات ستقدم دفعة كبيرة لقدرات القوات المسلحة الأوكرانية، وستعزز قدرتها على الدفاع عن بلدها».

وأعلنت أوكرانيا، الأربعاء، إسقاط عدد من «المناطيد» التي أرسلتها روسيا لاختبار أنظمة دفاعها الجوي في كييف. وقالت الإدارة العسكرية الإقليمية للعاصمة الأوكرانية: «وفق المعلومات الأولية، تمّ رصد نصف دزينة من الأجسام الجوية في المجال الجوي لكييف... إنها عبارة عن مناطيد تتحرّك تحت تأثير الرياح». وأضاف المصدر ذاته: «من الممكن أنّ تكون هذه الأجسام تحمل أنظمة عاكسة وبعض معدّات التجسّس»، مؤكداً أنّ «معظم» المناطيد أُسقطت.

وتسبّب وجود هذه الأجسام الطائرة في انطلاق صافرات الإنذار من هجوم جوي في العاصمة الأوكرانية. الأمر الذي عادة ما يحدث عند اقتراب الصواريخ.

 

«خرق روسي» شرق أوكرانيا... و«مناطيد» فوق كييف

واشنطن تنصح بتأجيل «الهجوم المضاد»... و«زحمة» على طريق الإمدادات العسكرية الغربية

موسكو - كييف - واشنطن/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

قالت روسيا، أمس، إن قواتها اخترقت خطين حصينين من خطوط الدفاع الأوكرانية على الجبهة الشرقية في الدونباس، في حين أكدت كييف أن قواتها تمكنت من صد الهجمات الروسية، معترفة، في الوقت ذاته، بصعوبة الوضع. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، أنّ الجنود الأوكرانيين يتمسّكون «بقوة» بمواقعهم في باخموت، شرق أوكرانيا. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف مع رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترسون: «هذه النقطة الأكثر صعوبة، الأكثر سخونة حالياً». وأضاف «ليس الأمر سهلاً على جنودنا في الشرق، ولكن ليس من قبيل الصدفة أن نتحدّث عن حصن باخموت. حصننا ما زال حيّاً». وقالت الإدارة العسكرية في كييف أمس إنها رصدت ستة مناطيد روسية تحلّق فوق العاصمة، وإن الدفاعات الجوية أسقطت معظمها. وأضافت عبر تطبيق «تلغرام» أن المناطيد ربما كانت تحمل عاكسات زوايا ومعدات استطلاع.

في غضون ذلك، تعهدت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأن الدعم الغربي لن يتزحزح في وجه الهجوم الروسي، في ظل تقارير عن أن واشنطن نصحت كييف بتأجيل هجومها المضاد المرتقب في انتظار الحصول على كميات ضخمة من المعدات العسكرية الغربية التي وُعدت بها. ونُشرت، في هذا الإطار، صور لمدرعات أميركية يتم إرسالها لكييف، وسط حديث عن «زحمة» على طرقات الدعم الغربي؛ نظراً لكثرة الأسلحة التي يتم إرسالها. وقال الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ أمس إنّ «تزويد الأوكرانيين بالأسلحة التي وُعدوا بها للحفاظ على قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم يشكّل أولوية». أما وزير الدفاع البريطاني بن والاس فقال إن الحلفاء الغربيين يمكنهم مساعدة أوكرانيا بسرعة أكبر من خلال دعم موقفها على الأرض بدل التركيز على طلبها الحصول على طائرات. حزمة عاشرة من العقوبات الأوروبية ضد موسكو في الذكرى السنوية الأولى للحرب

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رسالة من المخرج والكاتب يوسف ي. الخوري إلى الأب البروفسور يوسف مونّس: يا ابونا مونس انا لا اعرفك

https://eliasbejjaninews.com/archives/115803/115803/

16 شباط/2023

استفقت من نومي يوم الأحد الماضي، ووجدت على هاتفي رسالة الكترونية من صديق مفادها أنّ مقالتي "حجمكم شخطة قلم رصاص بيد بطريرك ماروني" يتمّ التداول بها على بعض الغروبات، وهذه المقالة هي نفسها التي تعرّضت عام 2020 للتوقيف بسببها من قبل النيابة العامة التمييزيّة.

أرفق صديقي رسالته بـ screen shot للمقالة من أحد غروبات الواتساب، وقد لفتني أن إعادة التداول بها يجري بنسخة غير مأخوذة من صفحتي، بل بواحدة يُشار فيها إلى أنّها من كتابتي، لكنّها منقولة عن صفحة الأب البروفسور يوسف مونّس، وهو الأمر الذي أوضحت أكثر من مرّة علنًا، لاسيّما أمام المحقّقين في المباحث الجنائيّة، أنّه غير صحيح، وأنّ الأب المذكور لا يملك صفحة فايسبوك لتُنقل المقالة عنه.

في بادئ الأمر لم أعر أهميّة للموضوع، خصوصًا أنّها ليست المرة الأولى التي يُستعاد فيها التداول بهذه المقالة، غير أنّي جلست في فراشي أُعيد قراءتها كما وصلتني ولا أعرف لماذا. انزعجت كثيرًا ممّا أنا كاتِبه، وقلت بيني وبين نفسي إنّه بإمكاني اليوم أن أُعيد كتابتها بمضمون أقوى وأقسى من ذي قبل، لكن ما كُتب قد كُتب ولا داعي للعودة إلى الوراء.

ما هي إلّا ساعات قليلة حتّى بدأت المقالة تصلني من مختلف بلدان الأمريكيتين وأوروبا وأستراليا، وعاد التداول بها في لبنان أكثر من ذي قبل. حذّرني بعض الأصدقاء من أن تكون هناك نوايا مخبّأة خلف هذه الحركة، فقلت لأحّدهم "المهم هلّأ ما يتّصل فيّي الأب مونّس ويصير يضغط عليي تَ وضّح على صفحتي إنّو هوّي ما خصُّه بهاي المقالِه". كان الأب مونّس ينزعج في كلّ مرّة تعود فيها مقالتي "حجمكم شخطة قلم..." إلى الواجهة، وكان يضغط عليّ لغسل يديه من مضمونها، وكنت استجيب لطلبه من باب الاحترام والمودّة وعشرة العمر التي قضيناها سويّةً.

أمس صباحًا، وكما توقّعت، اتّصل بي الأب مونّس، وقبل الـ "هالو" بادرته بالقول: "إذا كانت لديك مشكلة مع مقالتي لأنّ أحدهم زجّ اسمك عليها، فهذه مشكلتك أنت، أمّا أنا فمتصالح مع نفسي وأؤكّد على كلّ كلمة فيها، وقَوْل الحقّ لا يُخيفني ولا يُخجلني، وهذا ما أنت علّمتني إيّاه". أجابني متذمّرًا: "يجب أن ننتهي من هذه المقالة، وعليك أن تبرّءني منها". قلت: "ليس لك عندي بعد كلّ هذه الأيّام والسنين إلّا الطلاق بيننا، ونهائيًّا هذه المرّة". وأقفلت الخط.

هو ليس الأب مونّس صاحب "الزنانير الجلديّة". هو ليس نفسه الذي علّمني يومًا أن آخذ وقتي قبل الإقدام، ومتى أقدمت ألّا أتراجع حتّى لو كنت على خطأ. هو ليس نفسه الذي واجه أيّام الحرب زعيمًا ميليشياويًّا مدافعًا عنّي مهدّدًا؛ "إذا شعرة بتنزل من راسُه ما بتعرف شو بيصير فيك". هو ليس نفسه الذي ظهر خمس دقائق فقط على شاشة التلفزيون الفرنسي، وكانت كافية ليقلب الرأي العام الفرنسي لصالح المقاومة اللبنانيّة. وهو ليس نفسه الذي كنّا نسمّيه "البونا العظيم" ووقف يوم عرسي واعظَا في الكنيسة قائلًا: "كان في عظيم واحد؛ البونا، صرنا اليوم تنين، يوسف ويوسف، مونّس والخوري.

الأب مونّس الذي اعرفه لا يُنكرني بعد أقلّ من ثلاث ساعات على انتشار مقالتي "حجمكم شخطة قلم رصاص بيد بطريرك ماروني"، لمجرّد أنّ الشيعة امتعضوا منها، والصحافة اتّصلت به للاستفسار.

أب مونّس؛ ما أنا كتبته هو كلمة حقّ، وتنصُّلُك منها هو إدانة لي واسترضاءٌ لحسن نصرالله الذي سيبني جمهوريته الاسلاميّة على أكوام زنانير الرهبان الجلديّة الممزّقة، وهو أيضًا تضامُنٌ مع أحمد قبلان الذي يرى بلبنان وديعة فرنسيّة للموارنة، وتضامُن مع حملات الممانعين الشيعة الذين يتّهمون بطريرك الموارنة بالعميل والصهيوني، ويغتصبون أوقاف الكنيسة في لاسا والضاحية، ويعتدون على أراضي المسيحيين في رميش.

أنا مقالتي موجّهة ضدَ حزب الله وسلاحه الخردة، وضدّ الشيعة الذين كانوا يهاجمون الثوّار وهم يجعّرون "تيعة تيعة"، وأنت، أب مونّس، بتنكّرك لي، وبالضغط عليّ لسحب مقالتي من التداول، تارة لأنّهم اتصلوا بك من مكتب نبيه برّي، وتورًا لأنّ مدّعي عام التمييز حقّق معك بشأنها، ومرّة لأنّ الشيعة لا تُرضيهم الحقائق التي في متنها...الخ... بتنكّرك لي تكون قد اخترت أعداء لبنان الخونة والمحتّلين للقرار اللبناني ووقفت في صفّهم.

أب مونّس، أنا لا أعرفك، وزنانير الرهبان الجلديّة إلى التراب. انتهى.

- ربطًا فيديو فصير في السياق نفسه.

- مقالة "حجمكم شخطة قلم رصاص بيد بطريرك ماروني" نُشرت في 23 أيلول من العام 2020 وهذا رابطها:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1793875444093768&id=100004139882101&mibextid=Nif5oz

 

هذا ما ينتظره “لقاء باريس” من النوّاب

محمد شقير/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

يتدحرج لبنان نحو مزيد من الاهتراء على المستويات كافة، من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج تدعو للتفاؤل بوقف الانهيار الشامل، في ظل استمرار تحليق سعر صرف الدولار، الذي أفقد العملة الوطنية قدرتها الشرائية، وانسداد الأفق أمام انتخاب رئيس للجمهورية، وتعذّر انعقاد جلسات تشريع الضرورة، واستحالة فتح قنوات الحوار للبحث في السبل الآيلة لإخراج لبنان من التأزُّم. فلبنان الرسمي كان ينتظر من وفد سفراء الدول الخمس، التي اجتمع ممثلون عنها في باريس، أن يحمل إليه بشرى التدخُّل لإنقاذه، لكنه فوجئ بأنه يضع المسؤولية على عاتق البرلمان، على خلفية تعطيله انتخاب رئيس للجمهورية، ويدعوه في المقابل لإنهاء الشغور الرئاسي، شرط أن يتلازم مع استجابة حكومة تصريف الأعمال لدفتر الشروط التي أدرجها المجتمع الدولي، بدءاً بتحقيق الإصلاحات المطلوبة، لمساعدته للخروج من أزماته.

وبعد لقاءات السفراء مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، كان لهم لقاء أمس مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وشاركت في اللقاء سفيرة فرنسا آن غريو، وسفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، وسفير مصر ياسر علوي، وسفير قطر إبراهيم عبد العزيز السهلاوي، والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية فارس حسن العمودي. وشدّد السفراء على «ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية». كما أكّدوا ضرورة البدء بإجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية اللازمة، وأبلغوا بو حبيب أن الدول الخمس ستبقي اجتماعاتها مفتوحةً لمتابعة التطورات. وهو ما سبق أن كرره السفراء خلال اجتماعهم بالرئيسين بري وميقاتي من ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، لا يشكّل تحدّياً لأي فريق، ويكون مقبولاً عربياً ودولياً.

وهكذا يكون السفراء قد أعادوا الكُرة إلى البرلمان، محمّلين إياه مسؤولية عدم التوافق على رئيس، مع تأكيدهم على أن دولهم لا تتدخّل في أسماء المرشحين، ولا تفضل مرشحاً على آخر، شرط ألا يشكل تحدياً لأي فريق. وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن ميقاتي أصر أمام السفراء على عدم تحميله شخصياً مسؤولية العوائق التي تؤخّر انتخاب رئيس، لأنه عزف عن الترشُّح للانتخابات النيابية، وليست لديه كتلة نيابية، والتشرذم الحاصل بين النواب السنة لم يكن سبباً في تعطيل الانتخاب، لأنهم لم يقاطعوا الجلسات. ولفتت مصادر إلى أن السفراء تحدثوا مع الذين التقوهم بلهجة تحذيرية، كانت بمثابة إنذار للعواقب التي تحل بلبنان، لما حملته خريطة الطريق الدولية من مواصفات يُفترض أن يلتزم بها لإنقاذه. وتوقفت أمام الحوار الذي دار بين السفراء وبين بري انطلاقاً من تحميلهم البرلمان مسؤولية استمرار الشغور الرئاسي، وقالت إن بري كان صريحاً بقوله إن أمام لبنان أسابيع لإنقاذه، لأن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، ولا يتحمل مزيداً من الانتظار. ونقلت عن بري قوله إنه لا مشكلة أمام دعوة البرلمان مجدداً لعقد جلسة نيابية لانتخاب الرئيس، لكن الانقسام الحاصل بين النواب يعيق انتخابه، وتنتهي الجلسة كما انتهت الجلسات السابقة إلى مهزلة.

وأكد بري، كما تقول المصادر، أنه لم ينطلق في دعوته للحوار من فراغ، وإنما جاءت انطلاقاً من «إدراكي أنه لا بد من فتح ثغرة في الحائط المسدود، لئلا نبقى ندور في حلقة مفرغة»، وقال إن دعوته قوبلت برفض من «الثنائي المسيحي»، في إشارة إلى حزب «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر».

ورأى أن هناك ضرورة لتلاقي النواب في منتصف الطريق، وسأل أمام السفراء؛ كيف يمكن الالتفاف على الانقسام العمودي في البرلمان، طالما أن كل فريق يدير ظهره للآخر، ويرفض التواصل للتوافق على رئيس لا يشكل تحدياً لأحد؟ وهل المشكلة هي في عدم توجيه الدعوة لعقد جلسة انتخاب جديدة، أم أنها تكمن في أن نتائجها ستكون نسخة عن سابقاتها، في ظل غياب تعدُّد المرشحين؟ وكشف بري عن أنه كان السبّاق في مقاربته لانتخاب رئيس للجمهورية في خطابه الذي ألقاه في المهرجان، الذي أقامته حركة «أمل» لمناسبة اختفاء مؤسسها الإمام موسى الصدر، ودعا فيه إلى انتخاب رئيس يجمع بين اللبنانيين ولا يفرقهم وينفتح على الدول العربية، وقال إنه لا يزال على موقفه؛ خصوصاً أنه ليس هناك فريق في البرلمان لديه القدرة على تأمين حضور أكثرية الثلثين كشرط لانعقاد الجلسة وانتخابه بـ65 صوتاً أو أكثر، أي نصف عدد النواب زائداً واحداً.

وعلّق مصدر دبلوماسي محسوب على وفد السفراء على ما سمعه هؤلاء من بري بأنه يدعو للتوافق على رئيس للجمهورية لا يشكّل تحدّياً لأحد، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن بري يحتفظ لنفسه بكلمة الفصل في هذا الخصوص، وهو يتريّث في إخراجها إلى العلن لسببين؛ أولاً لمراعاته حليفه زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، وتقديراً لتحالفه الاستراتيجي مع «حزب الله»، لعله يدرك لاحقاً أن هناك صعوبة في تأمين تأييد 65 نائباً لفرنجية، وبالتالي لا بد من انخراطه في البحث عن مرشح توافقي، وهذا ما تنتظره منه دول اللقاء الخماسي، التي تُبقي على مشاوراتها مفتوحة، لعل الكتل النيابية تقرّر ملاقاتها في منتصف الطريق، للإفراج عن انتخاب رئيس للجمهورية.

 

عن ساعات الحريري القليلة ورسائله الكثيرة

غادة حلاوي/نداء الوطن/16 شباط/2023

رغم التدهور الذي بلغته البلاد على كل المستويات، ستبقى عودة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الموقتة حديث الساعة. سيتم تعقّب خطواته بتفاصيلها. لقاءاته، مواقفه ليتم البناء عليها. هو في الغياب كما الحضور، يحتل الحريري حيزاً كبيراً من الإهتمام. زيارة لساعات شهدت الكثير من اللقاءات لسياسيين وإعلاميين. زيارة غير سياسية بمفعول سياسي من العيار الثقيل، لا سيما بالجزء المتعلّق بالناس التي أحاطته حول الضريح وصولاً إلى بيت الوسط.

يبدأ مشهد عودة الحريري إلى بيت الوسط من على مدخل الشارع «المشعشع نوراً» على غير عادته. الإرتياح يعلو محيا «شباب الحرس»، نبرة أصواتهم عالية لا تخفي الفرح. عادوا كثراً. أصلاً لم يتغيّروا. المشهد ذاته يتكرر حتى مدخل المنزل. في الداخل يعج منزل الرئيس السابق للحكومة بالزائرين في مشهد لم يعد مألوفاً حتى في المقرات الرسمية.

لإحياء ذكرى والده الشهيد رفيق الحريري، إختار سعد الحريري العودة «كمواطن»، لكنهم أصروا على ملاقاته كزعيم. فهل هي اللهفة لما يمثّل ومن يمثّل أو أن الناس شعروا أنّ طيف «الرفيق» يحلّق مجدداً فالتحقوا به.

إلى قاعة الضيوف دخل مبتسماً، مرتاحاً وكأنّه يُثبت تحرره من قيود السلطة ومسؤولياتها. قالها بصراحة «شو حلو ترجع وانت ما بدك تاخد قرار». في الدقائق القليلة التي تحدث فيها بعث أكثر من رسالة وسجّل أكثر من عتب ولوم. على حلفائه القدامى وعلى من تذرّعوا في حربهم عليه بحقوق الطوائف حتى انهكوا الطائفة وأنهوها. يرفض الحديث بالمنطق الطائفي ويضع الطائفة السنية في موقعها الوطني الطبيعي والراغب بالمشاركة في عملية إنتخاب الرئيس متى وجد مرشحون.

إنسحب الحريري من المشهد السياسي مفسحاً المجال لجيل الشباب. كان في ظنّه أنّ غيره سيحذو حذوه لكن الواقع أنّه اختار بنفسه أن يكون خارج المعادلة بينما يستمر الآخرون في ممارسة دورهم السياسي. لا يندم الحريري على قرار الاعتكاف. لو كان فعل ذلك لكان سيناريو القديم ذاته تكرر: تكليف فاعتذار أو تسمية من ينوب عنه وندخل في بازار تشكيل الحكومة. خرج الحريري من المتابعة السياسية المباشرة ونأى بنفسه وصار من بقي بعده متهماً بإيصال البلد إلى حيث وصل.

كلام عام لم يخل من مضمون سياسي بعيد المدى صوّبه نحو الكثيرين من دون أن يُسمي أحداً. «لن أتحدّث بالسياسة لأنّني علّقت عملي السياسي»، قال الحريري مشيراً إلى أنّ قراره هذا «سيبقى للأسباب التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه». أضاف: «لم يكن لدي أيّ شيء أقدّمه في السياسة وكنت أرى إلى أين سنصل وليس باستطاعتي القيام بأيّ أمر». عاد الحريري «إلى الناس وللعمل معهم»، وفي مفهومه أنّ «السياسة ليست كل شيء، والأهم هو الناس، السياسة أداة لتحقيق الإنجازات بينما الناس هم الأساس»، متابعاً القول «تركتُ العمل السياسي لأنّني لست من الأشخاص الذين يقولون مش قادر وما بدي، وأفسحت المجال لجيل الشباب الذي طلب التغيير في 17 تشرين وكان يفترض بجميع من في السلطة أن يفعلوا الشيء نفسه لأنّهم فشلوا في إدارة البلاد لكنهم إستمروا في مواقعهم»، موجهاً إتهامه إلى»الطبقة الموجودة التي لم تنجح والتي أوصلت البلد إلى هذه الحالة نتيجة سوء الإدارة».

في رأيه «لا توجد دولة فقيرة في العالم بل تصبح كذلك بسبب سوء الإدارة، لبنان بلد غير فقير وغني جدّاً والمهم أن ندرك كيف نحسن إدارته بما يصبّ في مصلحة الناس لأنهم ضمان لبنان لإيمانهم به وبأن كل ما فعله رفيق الحريري كان لمصلحة البلد». يرفض الحريري الحديث عن تشرذم السنة متسائلاً «هل المكون السياسي هو من يعطل انتخاب الرئيس؟ حين يصبح المرشح الرئاسي موجوداً فالمكون السني سيختار حكماً لكن المشكلة هي في المكونات الأخرى التي تخوض معركتها تحت عنوان الدفاع عن حقوق الطائفة»، وكلّ من قرّر أن يحمي حقوق الطائفة «حرق دينها» واصفاً «الميثاقية» بأنّها بدعة «بلا طعمة» هدفها «العرقلة». ولم يغب عن ذهن الحريري الحديث عمن استعمله «كشماعة سواء وهو في السلطة ام خارجها»، وتطرق إلى فترة الحريرية السياسية التي بدأت عام 1992 يوم بدأ رفيق الحريري إعمار لبنان «إستخدم خصومه كل الوسائل لمواجهته السياسية والطائفية والمذهبية وحين فشلوا قتلوه، من قتل الحريري يكمل سياسة التعطيل اليوم ويمارسها». يعد الحريري أن يبقى «هذا البيت مفتوحاً» وأنّ العمل سيتركز على الجمعيات و»تيار المستقبل»، من دون أن يحدد موعداً. الرجل الذي انتقل من حيز السياسية إلى حيز الأعمال يلاحظ كيف أن اللبنانيين يسجلون نجاحات باهرة في الخارج. أما عن موعد عودته الى لبنان وإذا ما كان بوارد أن يخطو خطوة إلى الأمام فأجاب ضاحكاً «الخطوات ما زالت إلى الوراء، وحينما أخطو إلى الأمام قولوا «الله»!

 

من one way ticket إلى "التمنّي عليه العودة"

جان الفغالي/نداء الوطن/16 شباط/2023

واقعة أولى: كان ذلك منذ إثني عشر عاماً وأكثر، في السابع عشر من حزيران 2011، أطلَّ الرئيس العماد ميشال عون ليعلن أنّ «مخطط حكومات رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كان إفقار لبنان والاستيلاء على المؤسسات»، وأنّ «خطة الحريري انتهت». وأضاف: «قطعنا له تذكرة ذهاب من دون رجعة one way ticket وذهب ولن يعود». واقعة ثانية: أثناء اجتماع الرئيس الحريري مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، اجتمع وزراء المعارضة عند العماد عون في الرابية وأعلنوا، في بيان تلاه وزير الطاقة آنذاك جبران باسيل، استقالاتهم من الحكومة، ومع استقالة «الوزير الملك» عدنان السيد حسين طارت الحكومة بعدما استقال ثلث وزرائها زائدًا واحدًا.

واقعة ثالثة: أثناء محاولة الرئيس «المكلَّف» سعد الحريري تشكيل حكومة، وفي إحدى لقاءات الرئيس عون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، لم يتوانَ الرئيس عون عن وصف الحريري بـ»الكذاب». سأل الرئيس دياب الرئيس عون: «أين اصبح وضع التأليف فخامة الرئيس؟»، فأجابه، بحسب ما ورد في الفيديو الذي سُرّب وكتبت كلماته وسائل إعلام: «عم بيقول عطانا ورقة، عم يكذب، عمل تصاريح كاذبة».

واقعة رابعة: (وهي تصح أن تكون واقعة أولى)، عند تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون، وكانت برئاسة الرئيس سعد الحريري، قال الرئيس عون عنها بأنّها ليست حكومة العهد الأولى. حكومة العهد الأولى تأتي بعد الانتخابات النيابية.

أربعُ وقائع تنم عن مدى صدامية الرئيس عون مع الرئيس سعد الحريري، وهذه الصدامية متأتية من التباعد الذي كان قائماً بين الرئيس رفيق الحريري والعماد ميشال عون الذي يبدو أن هذا الموقف رافقه في علاقته بالحريري.

فجأةً، «يحنّ» العماد ميشال عون إلى الرئيس الحريري، يتصل به بعد عودة الأخير إلى لبنان، «يتمنى عليه العودة الى لبنان بعد طول غياب، لأنّ الوطن بحاجة اليوم الى جميع أبنائه وطاقاته». من دون سابق إنذار، لا one way ticket، لا «عم يكذب»، لا «حكومته ليست حكومة العهد الأولى» ولا مخططه «إفقار البلد والإستيلاء على مؤسساته». من أجل التنكيد على الرئيس نجيب ميقاتي، «يحلو» الكلام عن سعد الحريري!

لم يترك الرئيس عون، في عهده، بمعية رئيس التيار «الوطنيّ الحر» جبران باسيل، شخصية سنيَّة إلا وحاول «دغدغتها» لتكليفها تشكيل الحكومة، فهل هذه الوقائع أصبحت من «غبار العهد»؟ أم انه يجري نفض هذا الغبار لغايات في نفسِ أحدٍ ما؟

الرئيس عون يغازل الرئيس الحريري على قاعدة «ليس حبّاً بعمر بل كرهاً لمعاوية»، أي كرهاً بالرئيس نجيب ميقاتي، وقد عبّر عن ذلك خلال مناسبة اجتماعية، فأثناء مغادرة الرئيس ميقاتي القاعة حيث كانت عائلة أبو شرف تتقبل واجب العزاء، صودف دخول العماد ميشال عون بادره الرئيس ميقاتي بالقول: «اشتقنالك»، لم يُجِب الرئيس عون بل أكمل طريقه، ليثبِّت القطيعة مع الرئيس ميقاتي، ويفتح خطَّ الهاتف مع الرئيس الحريري.

 

هل تُفرض عقوبات على معطّلي الاستحقاق الرئاسيّ؟

عمر البردان/اللواء/16 شباط/2023

تزداد المخاوف مع تفلت سعر صرف الدولار الأميركي في السوق السوداء من عقاله، بوصوله إلى حدود الثمانين ألف ليرة، من عودة الاضطرابات إلى الشارع، بعد العودة إلى قطع الطرقات في بيروت وطرابلس وعدد من المناطق، وسط مؤشرات مقلقة للغاية، تمثلت بظهور مسلح في عاصمة الشمال، احتجاجاً على التردي الحاصل على الصعيدين الاجتماعي والحياتي، توازياً مع تمدد الانهيارات على مختلف المستويات، وانعدام إمكانية وقف التدهور المتسارع في كافة المجالات. وهو أمر تنظر إليه القيادات الأمنية على أنه مؤشر بالغ الخطورة، قد يأخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه، في ظل اتساع حركة الاحتجاجات في مختلف المناطق على ارتفاع الدولار الأسود، وغياب المعالجات القادرة على لجم التدهور الذي يهدد الاستقرار الداخلي الذي قد يفقد حصانته في أي وقت، نتيجة اتساع نطاق الانهيارات التي فاقت كل الحدود.

وفي وقت وصلت المشاورات الداخلية بشأن الانتخابات الرئاسية إلى الحائط المسدود، مع تمسك كل فريق بشروطه، وعدم استعداده للتنازل، وفي حين يواصل عدد من نواب التغيير اعتصامهم في مبنى البرلمان، من أجل الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد، استكمل سفراء الدول الخمس التي شاركت في اجتماع باريس بشأن لبنان، لقاءاتهم مع المسؤولين لإطلاعهم على نتائج الاجتماع، حيث زاروا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب. وقد علم أن عنوان الرسالة التي حملها سفراء دول اجتماع باريس الخماسي للمسؤولين اللبنانيين، هو الإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية، ووضع مصلحة البلد والناس قبل مصالح الفرقاء في الموالاة والمعارضة. وأشارت المعلومات، إلى أن موقف السفراء كان حازماً، بأن الخارج ينتظر توافق اللبنانيين على الرئيس العتيد، ليفتح الباب أمام مساعدة لبنان، إذا ما استجاب لشروط المجتمعين العربي والدولي، بتنفيذ الإصلاحات للخروج من أزماته.

وفي حين علم أيضاً، أن سفراء دول اجتماع باريس الخماسي، كانوا حاسمين، برمي الكرة في الملعب اللبناني، وتحميل القيادات اللبنانية مسؤولية استمرار الشغور، لفت ما أشار إليه المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بأن السفراء اشاروا إلى أن الذين يعرقلون إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة مكتملة الصلاحيات سوف يواجهون تداعيات سلبية»، معبرين، عن «قلقهم البالغ إزاء تفاقم الأزمة في لبنان والمأزق السياسي الذي يعرقل الحلول». وهذا ما رأت في أوساط سياسية متابعة لهذا الملف، بأنه مؤشر جدي على إمكانية أن يغير الخارج موقفه بشكل جذري من الموضوع الرئاسي، بحيث أنه لن يتردد في فرض عقوبات على المتهمين بعرقلة الانتخابات الرئاسية، في إطار ممارسة الضغوطات على هؤلاء، لدفعهم إلى تقديم تنازلات من أجل الإسراع بإنجاز الانتخابات الرئاسية.

ومع عودة الاتصالات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أجل عقد جلسة تشريعية، وسط معلومات عن فتح الخطوط مجدداً بين بري ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، لتغيير موقفه والمشاركة في أي جلسة قد يدعو إليها رئيس البرلمان في الأيام المقبلة. وأشارت المعلومات إلى أن الرئيس بري يضغط بكل قواه، سعياً من أجل تأمين نصاب الجلسة، مع إمكانية خفض المواد المدرجة على جدول الأعمال. لكن حتى الآن لم تفضِ هذه الاتصالات إلى ما قد يوفر الأجواء المناسبة لانعقاد جلسة تشريعية، بانتظار حصيلة الأخذ والرد بين المكونات النيابية، وما يمكن أن تخرج به المفاوضات الجارية بين «عين التينة» و«ميرنا الشالوحي»، سيما وأن الأنظار تتجه إلى الموقف الذي سيتخذه النائب باسيل من موضوع الجلسة، وهو الذي لا زال على موقفه الرافض للمشاركة. جلسات حكومة تصريف الأعمال، توازياً مع مواقف نواب تكتله الذين لا يرون أن هناك ما يستدعي عقد جلسة تشريعية، وأنهم لن يشاركوا فيها.

وسط هذه الأجواء، كانت لافتة الرسائل التي ظللت إحياء الذكرى الـ18 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وما أشار إليه رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري في خلال اللقاءات التي عقدها مع مناصريه وزواره. وفيما أكدت أوساطه أنه «لن يعود عن قراره بتعليق عمله السياسي، لأن لا شيء تغير للعودة عن هذا القرار»، فإنه ظهر بوضوح أن الرئيس الحريري لا يزال الرقم الأقوى على صعيد الطائفة السنية، وأن جمهور «المستقبل» كان حاضراً بقوة لتأكيد الدعم لزعيمه، وسط مطالبات للحريري بالبقاء في بيروت، والعودة إلى ممارسة العمل السياسي مجدداً. لكن يبقى القرار الأخير، كما تقول الأوساط للرئيس الحريري وحده، في التمسك بقرار تعليق عمله السياسي أو العودة عنه، وإن كانت المعطيات لا توحي بأن رئيس «المستقبل» سيعود عن قراره.

 

الموارنة في التَّاريخ /الجزء الأول

نقلاً عن صفحة الأب ميشال الحايك-فايسبوك/16 شباط/2023

هذا الفصل هو ترجمةٌ للفصل الأوَّل الَّذي يحمل العنوان:

Michel HAYEK, «Les maronites dans l’histoire», Liturgie maronite. Histoire et textes eucharistiques, Coll. «Lumine in fidei», Edition Mame, Paris, 1964, p. 3-60 .

الفصل الأوَّل:

الموارنة في التَّاريخ

الأُصول الأَنطاكيَّة

في أنطاكية، بِحَسَبِ كتاب أعمال الرُّسُل، حَملَ أتباعُ المسيح، لأوَّل مرَّة، الاسم-الكُنية "مسيحيُّون"(). هنا إذًا، تكوَّنت أوَّل جماعةٍ مسيحيَّة، وانتشرت تَمامًا لتأخذ تسميةً مُميَّزةً ليس فقط لِمُحتوى إيمانِها، بل أيضًا لعبادتِها.

لكونِ هذه الجماعة ولِدَت في المُحيط اليهوديّ، وبسبب ارتباطها القويّ بالمجمع (synagogue)()، فإنَّها تستلهم التَّقاليدَ اليهوديَّة في صلاتها الجماعيَّة: قراءاتٌ من العهد القديم، يُضاف إليها مقتطفاتٌ من (العهد) الجديد، تراتيل من المزامير وأناشيد بيبليَّة، لقُدَّاس المَوعوظين؛ حتَّى الوليمة الإفخارستيَّة الَّتي تتجذَّر في تقليد الوليمة الطَّقسيَّة اليهوديّ كما شرحه لنا مقال بِرَاكُوت (Berakot)(). مع أنَّ هذه الينابيع اليهوديَّة تأتي بعد الجذور المسيحيَّة، فهي تُعيد، على الرَّغم من التَّنقيحات المُتأخِّرة، تقاليد قديمة. لكن، في الواقع، تَمَّت القطيعة سريعًا مع المجمع مِمَّا أتاح للعبادة المسيحيَّة أن تتطوَّر بِحَسَبِ نَمطها الخاصّ الَّذي عرفنا توجُّهاته الأصيلة من خلال كتاب أعمال الرُّسُل: "وكانوا (المسيحيُّون) مواظبينَ على تعليم الرُّسُل، والمشاركة، وكسرِ الخبز، والصَّلوات"().

ليست صلواتُ المُباركة الإفخارستيَّة وصيَغُها هي نفسها في الجماعات العديدة الَّتي أسَّسها الرُّسُل. لكلّ كنيسةٍ عاداتها المُتأَثِّرة بشخصيَّة رئيسها. وتشير ملاحظة القدِّيس يوستينُس() الَّذي يذكر أنَّ المُحتفل "يشكر بقدر استطاعته" (őση δύναμις αύτώ)()، إلى أنَّ مبدأ الارتِجال كان غالبًا، في القرن الثَّاني، مِمَّا يبعدنا إذًا عن مثالٍ واحدٍ للطَّقس؛ وما أسمَيناه لِمُدَّةٍ "اللِّيتورجيَّا الرَّسوليَّة"، ليتورجيَّا-أمّ تفرَّعت فيما بعد إلى فروعٍ عديدة، كان وهْمًا تخلَّينا عنه اليوم نِهائيًّا. ومع ذلك، يَجب أن نعرف أنَّه، في كلّ جَماعةٍ مَحلِّيَّة، كانت تتكوَّن تقاليد شفهيَّة حول الطُّقوس الأساسيَّة الَّتي تبقى هي هي، ولكنَّها تَحمل عناصر جديدة. إذا كانت البُنيَة عينها في كلّ مكان، فالأشكال() تتغيَّر وتتطوَّر تَحت تأثيراتٍ متنوِّعةٍ تَخضع لَها هذه الجماعات. يُمكننا أن نعتقد أنَّ تقليدًا نشأ هكذا في أنطاكية() خلال القرون الثَّلاثة الأولى، لكنَّنا لا نَملك عنه أي مُستندٍ مُعاصر.

كانت أنطاكية مرتبطَة ببيزنطيا. وعندما أَعلَنَ منشورُ ميلانو، سنة 313، المسيحيَّةَ دين الأمبراطوريَّة الرَّسميّ()، خرج اتباع المسيح علانِيَةً من عزلتهم (ghettos) الَّتي كانوا قد حُصِروا فيها: دياميس، قاعات عائليَّة أو أماكن لقاء وضيعة. بعد ذلك، ازدهَرَتْ شعائر العبادة وانتشرَت في مبانٍ فخمة؛ وتَنظَّمَ الحجُّ إلى الأراضي المُقدَّسة في فلسطين وإلى أضْرِحَة الشُّهداء. ونَمت، بدون عوائق، التَّقاليد المُكتَسَبَة خلال القرون الثَّلاثة الأولى. وتَكَوَّنَ نَمَطٌ ليتورجيٌّ في بطريركيَّة أنطاكية وازدهر، بينما طَبَعَ الحَجُّ إلى فلسطين، اللِّيتورجيَّا الأُورَشليميَّة بطابعٍ خاصّ. وقد عرفنا هذه الأخيرة، القريبة في الأصل من اللِّيتورجيَّا الأنطاكيَّة، من خلال وثائق ثَمينةٍ تعود إلى القرن الرَّابع: عِظَات القدِّيس كيرلُّس الأُورَشليميّ (313-386)() ويَوميَّات رحلة لرحَّالةٍ تُدعى سيلفيا أو إيجيريا أو إتيريا().

صارت أنطاكية -عاصمة سوريا الأولى الغربيَّة- منذ ديوكليتيانُس وقسطنطين الكبير، مقرّ والي أبرشيَّة الشَّرق الكبيرة الَّتي تَكَوَّنَت من إحدى عشرة ولاية. لقد أصبَحَتْ عاصمةً لِهَذا الهلال الخصيب، على تقاطع الطُّرق البحريَّة والبرِّيَّة، ومُلتقًى دينيٍّ وثقافيّ، وبَسَطَتْ تأثيرها حتَّى بلغ بلاد فارس. وفيما كانت اليونانيَّةُ لغتَها، كانت السُّريانيَّة مَحكيَّةً، يتكلَّمها الشَّعب ويفهمها الجميع(). في أيَّام يوحنَّا الذَّهبيّ الفمّ (345-407)، لَمَّا كان سكَّان الرِّيف المجاور يأتون إلى المدينة في عيد الصُّعود مثلاً، كانوا يشاركون في الاحتفال الإفخارستيّ، من دون أن يفهموا العظة الَّتي كانت تُتلى باليونانيَّة(). ثيودوريطُس (نحو 393-458)، الأنطاكيّ الأصل والَّذي أصبح أسقفًا على قورش() في أُسروين قرب الفرات، أفاد بأنَّ اللُّغة السُّريانيَّة كانت اللُّغة المحليَّة لكلّ المنطقة الَّتي كان يعرفها جيِّدًا، بين أنطاكية وحلب().

تفيدنا مصادرُ عديدةٌ عن اللِّيتورجيَّا الأنطاكيَّة كما كان يُحتفَلُ بها باليونانيَّة في القرن الرَّابع: مواعظ يوحنَّا الذَّهبيّ الفم نفسه()، دَسقُوليَّة الرُّسُل()، عِظَات() ثيودُورُس المَصِّيصيّ (ولد نَحو سنة 330، وتوفِّي سنة 428)، القَوانين الرَّسُوليَّة()، وكما تفيدنا كذلك الكنائس النَّاطقة باللُّغة السُّريانيَّة، وريثة هذه اللِّيتورجيَّا. هذه الكنائس هي عديدةٌ وتمثِّل حتَّى يومنا هذه اللِّيتورجيَّا، من خلال التَّسميات المختلفة الَّتي تَحملها. تَحمل ليتورجيَّة هذه الكنائس كما تبدو اليوم، ما أضافته إليها طبقات التَّطوُّر المختلفة ووما قُدِّرَ لكلٍّ منها أن تقدِّمه من إضافاتٍ شخصيَّة. تاريخ اللِّيتورجيَّا، لا ينفصل هنا عن تاريخ العقيدة.

بعد المجادلات العقائديَّة في مَجمع أفسس المنعقد سنة 431، إنقسمت المسيحيَّة إلى قسمَين؛ وكان أنَّ الفرع المُنشقّ، الَّذي ينتمي إلى مواقف ثيودُورُس المَصِّيصيّ() ونسطوريوس() العقائديَّة المُتشدِّدة أكثر فأكثر، قد تَجمَّعَ بشكلٍ أساسيّ في بلاد ما بين النَّهرَين. وسيصبح مركزه الثَّقافيّ، بعدما أُسلِمَت نَصيبين() إلى الفرس سنة 363، مدينة الرُّها المشهورة الَّتي خرجت منها الألحان المُشتركة لكلّ السُّريان. وبعدما تبنَّى (هذا الفرع)، في مَجمع سلوقية عام 410، تَحت تأثير مَروتا() أسقف مدينة الشُّهداء، عادات الكنائس الغربيَّة (الأنطاكيَّة)()، أَعلَنَ عام 424 إستقلاله عن أنطاكية وأصبح في مَجمع بيت لافاط، عام 484، كنيسةً مُستقلَّة، دعيت (الكنيسة) النَّسطوريَّة(). يشكِّل هذا الانفصال أوَّل تثبيتٍ لقوميَّةٍ دينيَّةٍ تسعى إلى زلزلة الإمبرياليَّة البيزنطيَّة، وآخذةً في النُّمو في القرون اللاَّحقة. كان هذا الانشقاق الَّذي سبَّبَتْه تبايناتٌ عقائديَّة، بشكلٍ خاصّ، تأكيدًا في نظر الأسياد السَّاسانيِّين للاستقلال عن بيزنطيا، عدوَّة الفرس التَّقليديَّة. هؤلاء، ومنذ اعتناق الإمبراطور البيزنطيّ الدِّيانة المسيحيَّة، مالوا إلى الاشتباه برعاياهم المسيحيِّين ووُجِدوا مَدفُوعينَ قَسرًا إلى اعتبارهم مُساعدينَ لعدوِّهم البيزنطيّ. حملة الاضطهاد الأولى ضدَّهم الَّتي بدأها شهبور الثَّاني نَحو سنة 340، كما تلك الَّتي حدثت فيما بعد، في عهد يزدجرد الثَّاني وكسرى الثَّاني، في القرنَين الخامس والسَّادس()، بُرِّرَت دائمًا بواسطة هذه التُّهمة المُدوَّنَة في الرِّسالة المُرسَلَة من ملك الملوك، نَحو سنة 337، "إلى أمراء بلدان الآراميِّين": "يسكنون (المسيحيُّون) أرضنا ويتعاطفون مع قيصر، عدوِّنا"().

ألتَّحفُّظات الَّتي أخذ بِها مسيحيُّو بلاد فارس، والاستقلاليَّة الَّذي أكَّدوا من خلاله استقلالهم عن الإمبراطوريَّة، عام 484، دفَعَا بالإمبراطور زينون إلى إلغاء مدرسة الرُّها() عام 489، وبأساقفته إلى رفض قرارات مَجمع بيت لافاط العقائديَّة. مُذَّاك، ستأخذ الكنيسة النَّسطوريَّة، الغارقة أكثر فأكثر في العزلة، طريق آسيا الوسطى والهند، وبعدما شَعَّت ببريقٍ ساطعٍ ستغرق، ابتداءً من القرن الثَّالث عشر، في انحطاطٍ لن تنهض منه أبدًا.

إنَّ اطِّلاعنا على ليتورجيَّة الرُّها القديمة، ليتورجيَّة هؤلاء المسيحيِّين المشرقيِّين، تَمَّ من خلال بعض الشَّذرات() الضَّئيلة. في المُقابل، عرفت الكنيسة النَّسطوريَّة، أكثر من أيَّة كنيسة أُخرى، أن تُحافِظ على ليتورجيَّة أنطاكية القديمة الَّتي أدخلها مروتا إلى مَجمعَ سلوقية-طيسفون المُنعقد العام 410. إلى هذا التَّاريخ يعود استخدام نافور الرُّسُل() الَّذي يتضمَّن مشابَهاتٍ مُميَّزةً بنوعٍ خاصٍّ مع نافورٍ مارونيٍّ يُسمَّى (نافور) شَرَرْ()، كما سنبيِّن فيما بعد. يُضاف إلى هذا النَّافور، على الأقلّ بدءًا من القرن السَّابع، نافورَا ثيودُورُس المَصِّيصيّ ونسطوريوس(). قلَّما تطوَّرت هذه اللِّيتورجيَّا منذ ذلك الوقت، ولا تزال إلى اليوم مطبوعة بالجذور السَّاميَّة حيث نشأت. هذه هي اللِّيتورجيَّا الَّتي يصفها لنا نَرسَاي († 507)()، أحد أشهر المؤلِّفين في سوريا الشَّرقيَّة، في المَيمَرَين 21 و22()، وبطريقةٍ أكثر تفصيلاً أيضًا في الميمر 17 الَّذي يبدو، مع ذلك، لاحقًا له(). نَحن على أرضٍ أكثر ثباتًا مع كتابات البطريرك ايشوعياب (581-595)، الَّذي شرح ترتيب القُدَّاس في أسئلته الاثنين والعشرين المختَصَّة بالأسرار وفي القوانين الثَّلاثة الأولى المُوجَّهة إلى يعقوب، أسقف دارا(). في بداية القرن السَّابع، أعطى نسطوريٌّ آخر هو إبراهيم بر ليفِي، الَّذي يعود إلى أصلٍ قطريّ (البحرين)، وصفًا رمزيًّا للِّيتورجيَّا الإفخارستيَّة وقد وصل إلينا(). وأحد ألْمَع الكُتَّاب النَّساطرة، هو البطريرك ايشوعياب الثَّالث (647-658)، الَّذي أصبح المُصلح الكبير للطَّقس ومنظِّمه، قد أعطى عنه وصفًا سهَّل تَتَبُّع تطوُّر اللِّيتورجيَّا لدى النَّساطرة(). وقد تبع أنظمته القانونيَّة المُؤلِّفُ المجهول جرجس، الَّذي اعتُقِد أنَّه أسقف العرب والمُوصِل، والَّذي أعطانا تفسيرًا للفروض اللِّيتورجيَّة كما كان يُحتفل بِها بين القرنَين الثَّامن والعاشر(). هنا نبلغ المرحلة الأخيرة لتطوُّر اللِّيتورجيَّا الإفخارستيَّة لدى النَّساطرة(). هذه الأسماء ستتكرَّر مرارًا في تفسيرنا للقُدَّاس المارونيّ.

بعد الانفصال الأوَّل في الكنيسة على أثر مَجمع أَفَسُس، إنقسم ما تبقَّى من المسيحيَّة الأنطاكيَّة، مرَّةً أُخرى أيضًا، في مَجمع خلقيدونية (عام 451). ولِدَت من هذا الانقسام الكنيسةُ المدعوَّة مُونوفيزيَّة. وقد أُلصق بِها فيما بعد بُهتانًا، اسم "اليَعقوبيَّة" نسبةً إلى يعقوب البرادعي († 578)، أسقف الرُّها والرحَّالة الَّذي لا يتعب والدَّاعِيَة المُناهض للمجمع الخلقيدونيّ، الَّذي دعمَته الإمبراطورة ثيودورا. كما في الانفصال النَّسطوريّ، لَم يكن يوجد هنا أيضًا سوى مواقف عقائديَّة يُدافَع عنها. كانت سياسة الأباطرة المُتَغَطرِسَة، وتقلُّباتهم اللاَّهوتيَّة وتدخُّلاتهم الإداريَّة الاعتباطيَّة من العوامل الَّتي سبَّبتِ الانفصال الجديد. منذ القرن السَّادس، انفصلت مصر عن الإمبراطوريَّة وتبنَّت القبطيَّة كلغةٍ ليتورجيَّة، وكذلك أيضًا انفصلت سوريا بأجمعها تقريبًا وتثبَّتت ككيانٍ مستقلّ، مُتبنِّيَةً السُّريانيَّة كلغةٍ لِهَذه القوميَّة الدِّينيَّة مقابل (اللُّغة) اليونانيَّة البيزنطيَّة. وسيُرَحَّب بالفتح العربيّ، ابتداءً من العام 634، على أنَّه قصاصٌ من الله للرُّومان المُضطهِدين، على ما سيقول لاحقًا البطريرك ميخائيل السُّريانيّ(). ولن يعزل العربُ المُونوفيزيِّين فقط عن بيزنطيا، كما أضحى نسطوريُّو بلاد فارس، بل سيعتنق أيضًا جمهور المُونوفيزيِّين، شيئًا فشيئًا، الدِّيانة الإسلاميَّة الجديدة.

في الأساس، حافظ المُونوفيزيُّون، رعايا أبرشيَّة أنطاكية، على ذكرى البطريرك ساويروس الأنطاكيّ (512-518) المشهور الَّذي انتشرت أعماله انتشارًا واسعًا بينهم. من هذه الأخيرة، الأسماء الَّتي تَهمُّ موضوعنا هي يعقوب الرَّهاويّ (633-708) الَّذي يزوِّدنا في رسالته إلى الأب توما() بوصفٍ لليتورجيَّا الإفخارستيَّة. أكمل منه هو شرح() جرجس أسقف القبائل العربيَّة منذ 686، والمدعوِّ من أجل ذلك، جرجس أسقف العرب (724). مع الشَّرْح() الَّذي يعود إلى موسى بر كيفا (813-903)، أسقف المُوصل وتكريت، وشَرْحُ ليتورجيَّة القدَّاس() يعود إلى نور الكنيسة اليعقوبيَّة الأشهر، ديونيسيوس بَر صَليبي()       († 1171)، يُمكِننا تتبُّع تطوُّر اللِّيتورجيَّا اليعقوبيَّة، في مراحلها الكبيرة، منذ الجذور الأنطاكيَّة وحتَّى نِهاية القرن الثَّاني عشر. وأخيرًا، مع ابن العبري († 1286)() الَّذي يختصر بشخصه كلّ التُّراث الفكريّ والدِّينيّ ليس فقط للمُونوفيزيِّين، بل لكلّ التَّقليد السُّريانيّ، نسمع خاتِمة الإبداع في آداب السُّريان. بعده يأتي الموت.

جميع أبناء أنطاكية لا يُعتَبرون نسطوريِّين أو من أتباع المُونوفيزيِّين. سيظلّ قسمٌ منهم مرتبطين بِمَجمَعَي أفسس وخلقيدونية، ويكوِّنون الفريق الخلقيدونيّ. مِنْ هؤلاء رهبان دير مار مارون.      

كان الموارنة إذًا، في الأساس، أبناء أبرشيَّة أنطاكية يعيشون مُتَجَمِّعين حول الدَّير الَّذي شُيِّد لذكرى ناسكٍ يُدعى مارون(). ألقليلُ الَّذي نعرفه عن مارون هذا يعود إلى يوحنَّا الذَّهبيّ الفم()، الَّذي قد يكون عرفه عندما تنسَّك، حوالي سنة 374، على الجبال المجاورة لأنطاكية(). وإذ كان مُبعدًا عن الكرسيّ الأسقفيّ في القسطنطينيَّة، سنة 404، كتب من عمق كبادوكية إلى "مارون، الكاهن والنَّاسك" (Μάρωνι πρεσбυτέρω хαί μονάζοντι) رسالةً قصيرة، كنسيَّةً جدًّا، يتكلَّم فيها عن علاقات صداقتهما، وعلى الوفاء لذكراه وعلى احترامه الكبير؛ ويطلب أن يعرف ما هو الجديد عنده، ويلتمس أخيرًا عَون صلواته(). بعد فترةٍ قليلة، أسقفٌ آخر، أنطاكيّ الأصل أيضًا، وناسكٌ لفترةٍ من الزَّمن (بين سنتَي 416 و 423)، ثيودُوريطُس، الَّذي أصبح أسقف قورش (423-458)، سيكتب تاريخ أشهر نُسَّاك الشَّرق. تَحتوي هذه النَّبذات المُثيرة للإعجاب، والمُدوَّنة نَحو عام 440، مقطعًا عن النَّاسك مارون، وعن تلاميذه. نعلم منها أنَّ أبا الجماعة المارونيَّة كان تنسَّك على جبلٍ، وأقام خيمته في هيكلٍ وثنيٍّ كرَّسه لله. وقد منحه الله موهبة الشِّفاءات، بِحَيث أنَّ الجمهور كان يأتي لزيارته من مناطق بعيدة: بِمُباركاته، كان يريح الأجساد من كلّ أنواع الأمراض، وبصلواته كان يشفي النُّفوس. ويضيف ثيودُوريطُس أنَّ "هذا البستان الَّذي يزهر الآن في القورشيَّة، هو الَّذي غرسه". مات مارون من جرَّاء مرضٍ قصيرٍ أصابه؛ وتَمكَّن سُكَّان البلدة الأقرب (إليه)، بعد نزاعٍ مع سُكَّان القرى المجاورة، أن يَحتفِظوا بِجُثمانه عندهم. هناك، بنوا مزارًا كبيرًا وما زالوا يُكرِّمون جسده، ويكسبون نِعَمَ شفاعته العظيمة. ويتكلَّم  ثيودُوريطُس، في موضعٍ آخر، عن تلاميذ النَّاسك: يعقوب، وليمناوس، وموسى، ودَميان، وإبراهيم، ودُمنينا، وكُورا ومارانا() اللَّتَينِ حجَّتا إلى أورشليم وعادتا إلى مدينة حلب الحاليَّة. ويذكر ثيودُوريطُس، من بين تلاميذ مارون، مائتين وخمسين امرأة().

إذا ما أخذنا بعين الاعتبار هذَين النَّقيضَين، أيّ الرِّسالة المُوَجَّهة من الذَّهبيّ الفم خلال نفيه (404-407) ونبذة  ثيودُوريطُس القورشيّ الَّّتي تتحدَّث، حوالي سنة 440، عن معبدٍ مبنيٍّ لذكرى مار مارون، نَجدنا على وفاقٍ في تَحديد موت المارونيّ الأوَّل نَحو سنة 410(). لربَّما يَجدر أن نُؤَخِّره قليلاً إلى أكثر من ذلك. على أي حال، لا يُمكن تأكيد تاريخ وفاته، كما لَم يكن مُمكنًا حتَّى اليوم أن يُحدَّد بدقَّةٍ موضع الدَّير الَّذي شُيِّد امتدادًا للمعبد، وكذلك بصورةٍ أقلّ موضع تنسُّك مار مارون. إنَّ لامنس إذ أخضع نصوص ثيودُوريطُس لفحصٍ نقديٍّ مُتشدِّد، توصَّل إلى خُلاصاتٍ نعتقدها نهائيَّة. بالنِّسبة إليه، عاش مارون ومات في سوريا الثَّانية، المُسمَّاة سوريا الطَّيِّبة وكان مركزها آفَاميَا، قلعة المضيق اليوم؛ وبشكلٍ أكثر دقَّة أيضًا، يَجب أن نَجد مهد الموارنة في القورشيَّة. ويرتكز لامنس على المسعودي، وهو كاتبٌ عربيٌّ من القرن العاشر، فيحدِّد الدَّير "إلى الشَّرق من شيزر (شيجر الحاليَّة) ... قرب العاصي، نهر حمص وحماه"(). هذا ما تُؤَكِّده الوثائق الَّتي نشرها نو (Nau)(). نَحن هنا إذًا، على مسافة مسيرة يومَين من أنطاكية، شَمال آفَاميَا، على مسافة نَحو مئة كيلومتر إلى جنوب قورش، قرب قلعة المضيق، حيث كانت مُشيَّدةً أديارٌ عديدةٌ، وأشهرها دير مار بَسوس، الَّذي كان يَضمّ أكثر من ستة آلاف راهبٍ يعقوبيّ().

كان يُعتَبَر هذا الدَّير بإشعاعه الكبير الأوَّل في سوريا كلِّها. بعد أن وسَّعه مرقيانُس خلال السَّنة الثَّانية من حكمه عام 452، خرَّبه اليعاقبة أو دمَّره زلزالٌ أرضيٌّ في بداية القرن السَّادس. وقد رمَّمه يوستينيانُس الكبير (527-565)(). زاره الأمبراطور هرقليوس، المُنتَصِر على بلاد فارس، سنة 628، وأغدق عليه الهبات(). وكان لا يزال مزدهرًا في القرن الثَّامن وفي منتصف القرن التَّاسع كما تفيد الوثائق الَّتي نَبَشَها نُو وداود(). في منتصف القرن التَّاسع، كان يتمّ اختيار البطاركة (الموارنة) من بين رهبانه، بشهادة ديونيسيوس التّلْمَحْري  († 845) بطريرك أنطاكية اليعقوبيّ(). 

كان هذا الدَّير يتَمتَّع بنفوذٍ كبير، ويوجِّه تَجَمُّع كلِّ أديار المنطقة. هنا سيُشكَّل مركز مقاومةٍ للمُونوفيزيِّين() المُناهضين للخلقيدونيِّين. في صراعاتهم، الَّتي لَم تكن في أغلب الأحيان كلاميَّة، سيتلقَّى الرُّهبان، بالتَّناوب، الهزائم والمكاسب، بِحَسب تعاطف الأباطرة المُتقلِّب وعدد الأعداء المُواجهين. هكذا، نعرف من رسالةٍ موجَّهةٍ إلى البابا هورميسْداس عام 517 أنَّ البطريرك ساويرُس الأنطاكيّ أطلق "ذئابه الضَّارية" ضدَّ رهبان سوريا الثَّانية. فقتلوا ثلاثمائة وخمسين راهبًا كانوا متوجِّهين إلى دير مار سمعان العموديّ؛ تُعيِّد الكنيسة المارونيَّة لِهَؤلاء الشُّهداء في 31 تَمُّوز. تَحمل هذه الرِّسالة الصَّادرة عن رؤساء أديار سوريا الثَّانية، في رأس التَّواقيع توقيع اسكندر، أرشمندريت دير مار مارون().

ونَجد، في المجمع المُلتَئم في القسطنطينيَّة عام 536، توقيع "بولس، بنعمة الله رسول دير الطُّوباويّ مارون، الدَّير الَّذي يترأَّس على الأديار المباركة في سوريا الثَّانية …"(). سبَّبتِ المُواجهات بين الموارنة والمُونوفيزيِّين، بِخُصوص مَجمع خلقيدونية، انعقادَ مؤتَمَرَين مُتعارضَين بين مُمثِّلي الفريقَين: مرَّةً أولى في أنطاكية بين عامي 578 و 591، أُتبِعَت برسائل وأجوبة حيث دُعيَ الموارنة "أغصان كَرْمة لاون"()؛ ومرَّةً أُخرى بين عامَي 658-659 بِحُضور الخليفة معاوية: أُفحِم المونوفيزيُّون وأُلزِموا بدفع ثَمَن الفشل: ألف دينارٍ كلّ سنةٍ لصندوق الخليفة().

 

البطريركيَّة المارونيَّة / الجزء الثالث    

نقلاً عن صفحة الأب ميشال حايك-فايسبوك/16 شباط/2023

بسبب اجتياح الفُرس لسوريا، حرَّك اليهود تَمرُّدًا في أنطاكية، ذهب ضحيَّته البطريرك الأنطاكيّ الأخير أَنَسْطاسيوس الثَّاني، في السَّنة 609، إذ خضع لفنونٍ من القسوة تفوق الوصف. في حين بقيت للمُونُوفيزيِّين سلطتهم الخاصَّة، وجد الخلقيدونيُّون أنفسهم بدون رئيسٍ أنطاكيّ. ألخراب الَّذي سبَّبه الفُرْسُ (604-622) وحملات الثَّأر الَّتي شنَّها الأمبراطور هرقليوس (622-629) تركت الكرسي الأنطاكيّ شاغرًا. حاول هرقليوس، بعد انتصاره، مرَّاتٍ عديدة، كما رأينا، أن يُعيد المُونُوفيزيِّين إلى الوَحدة وأن يرمِّم وَحدة سوريا والأبرشيَّة. فَشَلُهُ والهجمةُ الإسلاميَّة الَّتي فاجأت سوريا، وفصَلَتْها عن عاصمة الأمبراطوريَّة، جعلا تدبير الكرسي الأنطاكيّ مستحيلاً. غير أنَّ البطريرك سرجيوس، كاتب الإِكْتِز، سعى في سنة 640 إلى أن يُعيِّنَ صديقه مقدُنيوس بطريركًا على أنطاكية، من دون أن يتمكَّن هذا الأخير من المُكوث في مدينته البطريركيَّة الَّتي يَحتلُّها العرب. جرى هذا التَّعيين خلافًا للقوانين، وبِخاصَّةٍ خلافًا للقانون الثَّالث من مَجمع نيقيا الَّذي ينصّ على أنَّ "الأسقف يَجب أن يَختاره جميع أبناء أبرشيَّته؛ وفي حالة الضَّرورة المُلحَّة، أو إذا كان بُعد المسافة يعيق ذلك، يَجب أن يَجتمع ثلاثة على الأقلّ فيقوموا بوضع اليد، مزوَّدين بتكليفٍ من الغائبين". من جهةٍ أُخرى، أوفد البابا مَرتينُس (Martin)، بعد إدانة المُونُوتيليَّة في مَجمع اللاتران في السنة 649، يوحنَّا، أسقف فيلادلفيا، ليهتمَّ ببطريركيَّتَي أنطاكية وأورشليم، ورفض الاعتراف بالصِّفة الأُسقفيَّة "لِمَقدُنيوس، الهَرطوقيّ الَّذي عُيِّنَ زورًا أسقفًا على أنطاكية"().

حَكمَ المجمع السَّادس على مقدُنيوس هذا، كما حكمَ على صديقه سرجيوس، وخلفه مكاريوس. عُيِّنَ تيوفانُس بطريركًا على أنطاكية، وخلفه، في العام 686، جرجس الَّذي عاش هو أيضًا في القسطنطينيَّة إلى حين وفاته في العام 702. لَم يعُدْ هناك، منذ هذا التَّاريخ، ولِمُدَّة أربعين عامًا، أي بطريركٍ على أنطاكية ولو إسميًّا().

يأخذ هنا التَّقليد المارونيّ الشَّفهيّ مكان الوثائق المعاصرة. بِحَسب هذا التَّقليد، رسم المُوفدُ يوحنَّا أسقف فلادلفيا راهبًا من دير مار مارون، واسمه يوحنَّا، أسقفًا على بُتْريز (Botrys)() في لبنان، في العام 677؛ ثُمَّ، بعد موت تيوفانُس في السَّنة 685، أعلن رُهبان مار مارون يوحنَّا هذا بطريركًا. لكن يبدو من المُؤكَّد أنَّه يَجب تأخير هذا الانتخاب إلى ما بعد العام 702.

ما نعرفه عن يوحنَّا، البطريرك المارونيّ الأوَّل، لا يستند إلى أيّ وثيقةٍ معاصرة. فَخَلُص البعض، من صمت التَّاريخ هذا، حتَّى إلى عدم وجود يوحنَّا مارون، وإلى أنَّ شخصيَّته ذاتَها تعود إلى أسطورةٍ متأَخِّرةٍ اختُلِقَتْ في القرن الخامس عشر في قبرس. والكتابات الَّتي تُنسَب إليه هي إمَّا مزوَّرةٌ أو مَنحُولَةٌ "أَنْجَزَها إبراهيم الحاقلاني في القرن السَّابع عشر"().

هذا ما دافع عنه رينودُت وشابو خصوصًا، ببراهين فاسدة، مُستخفِّين بالتَّقليد الحيّ لشعبٍ بكامله. يُحدِّد هذا التَّقليد ضريح يوحنَّا مارون في دير كفرحي الحاليّ الَّذي كان قد بناه هو في القرن الثَّامن، والَّذي عرفه الصَّليبيُّون، في القرن الثَّاني عشر، باسم مار مارون من كَفْراي (Saint-Maron de Caphrai)(). مع ذلك، مهما يكن بالنِّسبة إلى الاسم بعينه، تتعلَّق المسألة الأهمّ بوجود بطريركٍ مارونيٍّ في بداية القرن الثَّامن، وشرعيَّة مُطالبة الموارنة القديمة  بكرسي أنطاكية البطريركيّ.

أوَّل كاتبٍ مارونيٍّ تكلَّمَ عن يوحنَّا مارون هو ابن القلاعي، في رسالةٍ مُوجَّهة، في العام 1495، إلى الخوري جرجس، ابن بشارة، المارونيّ المُرتَدّ إلى المُونُوفيزيَّة: نشر هذه الرِّسالة كواريسيمُس (Quaerisimus)؛ إستوحاها مرهج نَمْرُون ليكتب تاريخ البطريرك. وارتكز عليها الدُّويهي ليضع اللائحة التَّاريخيَّة لِمُختلف البطاركة الَّذين تعاقبوا على الكنيسة المارونيَّة(). علاوةً على هذه الوثيقة الَّتي اعتبرناها النُّقطة الَّتي منها ننطلق (terminus a quo) "لأسطورة مار مارون"، إستند الدُّويهي إلى كُتيِّبٍ سريانيٍّ كتبه داود، ابن ابراهيم، في العام 1624 لليونانيِّين (1313 مسيحيَّة). كان هذا الكُتيِّب بِحوزة سلفه البطريرك جرجس البسبعلي؛ ويستقي أيضًا معلوماته من نصوصٍ سلَّمها المطران جرجس حبقوق وآخرون، ثُمَّ يضيف: "وقع بيدنا كتاب كبير قديم جدًّا يتضمن الرتب لخدمة القدَّاس الطاهر وهو لابن عمنا الشدياق انطون اخي المطران بولس ذي الذكر الصالح وفي قرب أَواخر الكتاب مكتوبة فيه ...، وفي التذكارات وهي التوبدانيات التي يقرأُها الشمَّاس بعد الصوت الوسطاني منها عندما يذكر البطاركة الَّذين ساسوا خراف المسيح، في ولاية كرسي الانطاكي هكذا يقول: «أيضًا نذكر كلّ الرعاة الحقيقيِّين، والآباء القدِّيسين، الَّذين (ترأَّسوا) من بطرس، رأس الرسل وأوَّل الرعاة كلّهم، واغناطيوس تلميذه، وثيوفيلُس، ويشوع، وداود، وغريغوريوس، ودوميطيوس، وإسحق، ويوحنَّا الَّذين خدموا مقام رئاسة الكهنوت بالبيعَة المقدَّسة الكاثوليكيَّة والرسوليَّة  في كرسي المقدَّس والممجَّد، (كرسي) مدينة الله أنطاكية، لكيما، بصلواتهم المقدَّسة، يرحمنا ربُّنا» "().

يقول في مكانٍ آخر إنَّه "استنتج، من بعض تواريخ سريانيَّة قديمة، أنَّ البطريرك يوحنَّا ترك أنطاكية، في العام 930، وأتى جبل لبنان"(). ألبطريرك يوحنَّا هذا، هو الَّذي يسمِّيه ابن القلاعي يوحنَّا الثَّاني():

"وبعده قام مارون ثاني

من الدير الربّاني

معلم شاطر ملفاني

يُدعى يوحنا البارّ

وقد جاء ليانوح

وبطرك كان

وسكنهُ في جبل لبنان"().

يَجب أن نتخلَّى، بالطَّبع، عن الأسطورة الَّتي أُلِّفَت منذ أيَّام الصَّليبيِّين، والَّتي تعتبر أنَّ ليوحنَّا مارون قرابةً بعيدةً مع سلالة شارلُمان؛ وكذلك يَجب إثارة شكوكٍ كبيرةٍ حول الكتابات الكثيرة الَّتي نُسِبَت إليه: كتاب إيضاح الإيمان()، مقالان ضدّ المُونُوفيزيِّين وضدَّ النَّساطِرَة، والَّتي أعطى نُو() نسخةً فرنسيَّةً عنها بالاستناد إلى مَخطوطٍ من المكتبة الوطنيَّة بباريس، منسوخٍ في العام 1470()؛ ونشر السّمعاني كتاب شرح اللِّيتورجيَّا المنسوب أيضًا إلى يوحنَّا مارون وترجمه إلى اللُّغة اللاتينيَّة، وقد ظهرت حديثًا ترجمةٌ عربيَّة() لِهَذا الشَّرح؛ ومنذ طبعة القُدَّاس الرُّومانيَّة في العام 1716، نَجد نافورًا يُقال أنَّه من يوحنَّا مارون ما زال الموارنة يستعملونه، وهو مذكورٌ لديهم منذ 1536().

تلميحات شابو المُسيئة الَّتي تتَّهم، بصورةٍ مُخزية، الحاقلاني بتأليف مُؤَلَّفاتٍ ليوحنَّا مارون في القرن السَّابع عشر، ينقضها وجود مَخطوطاتٍ لبعض هذه المُؤلَّفات الَّتي تعود إلى ما قبل ثلاثة قرون. يُلمِّح فِلْهِ (Vailhé)، الَّذي لا يَكِنُّ أيّ تعاطفٍ تُجاه الموارنة، من جهته، إلى شكٍّ بوجود أيَّة كنيسةٍ مارونيَّةٍ قائمةٍ قبل "1182، عندما أخبرَنا غَليُوم الصُّوريّ، أحد المعاصرِين، ارتدادها الجماعيّ من المُونُوتيليَّة إلى الدِّيانة الكاثوليكيَّة"(). نَمتلك اليوم، لِحُسْن الحظ، وثائق دقيقةً تُثبِتُ لنا أنَّ البطريركيَّة المارونيَّة كانت قد تكوَّنتْ قبل العام 745.

تُفيدُنا وثيقتان هامَّتان، تعودان إلى القرن التَّاسع، عن هذه الفترة الغامضة وتتوافقان تَمامًا مع التَّقليد الشَّفهيّ الحيّ المُستمر منذ البدء لدى الموارنة. تُعلِمُنا الوثيقة الأولى الَّتي تعود إلى المطران اليعقوبيّ حبيب أبي رائِطة، عن الانشقاق في صفّ الخلقيدونيِّين: فقد دُعيَ بعضهم ملكيِّين موارنة، والبعض الآخر ملكيِّين مكسيمُسيِّين()، على اسم مكسيمُس المُعتَرِف.

حدث هذا الانشقاق بعد عودة السُّجناء والأسرى إلى سوريا؛ هؤلاء نشروا، بِحسب ديونيسيوس التَّلْمَحري، عقيدة المشيئَتَين الجديدة(). ولقد قلنا إنَّ الموارنة، الَّذين لَم يعلموا بوجود المجمع السَّادس، رفضوا هذه العقيدة لأنَّهم رأوا فيها خطرًا يهدِّدُ المجمع الخلقيدونيّ انبعاثًا للنَّسطوريَّة. تَحوَّلتِ المجادلات بين العُصبَتَين الخلقيدونيَّتَين سريعًا إلى شِجار.    إرتُكِبَت مُنكرات لا سيَّما في حلب، حيث تشاجر المكسيمُسيُّون والموارنة، بِحَسَبِ البطريرك ديونيسيوس التّلمحري، في داخل الكنيسة وكلّ فريقٍ يدَّعي بأنَّها لجماعته. فقد نُصب فيها مذبَحان، وكان يُحتَفَلُ باللِّيتورجيَّا مِنَ الجِهَتَين، وفي الوقت ذاته؛ وكانت الغلبة للَّذي يطغى صوته على صوت الآخر؛ وكانت الشُّرطة العربيَّة تَحضر لتُحافظ على النِّظام خلال الاحتفال الإفخارستيّ. وأخيرًا، من أجل تفادي الفضيحة صار الأسقف المارونيّ وجماعته كلّهم مكسيمُسيِّين().

لَم يكن للمكسيمُسيِّين بطريركٌ؛ الموارنة وحدهم قبل العام 746 "كانوا كالعادة يرسمون بطريركًا من ديرهم"()، بطريركًا على أنطاكية حتمًا، لأنَّ الكرسيّ كان قد أصبح شاغِرًا منذ سنة 702. بالنَّظر إلى مكانة دير مار مارون، نعتقد ولأسبابٍ وجيهَة، أنَّ هذا الانتخاب لَم يتمَّ من دون رضى جميع السُّريان الَّذين بقوا مُتمسِّكين بِمَجمع خلقيدونية، وأنَّه تَحت سلطة هذا البطريرك قد اجتمعوا ضدّ المونوفيزيِّين المُتحالفين مع العرب. إنَّه لأَمرٌ ذو دلالة ألاَّ يأتي البطريرك ديونيسيوس التِّلْمَحْري، الَّذي تلقَّى دروسه في قنِّسرين، قرب حلب، والَّذي يعرف المنطقة معرفةً تامَّة، على ذِكْر سلطةٍ بطريركيَّةٍ خلقيدونيَّةٍ أُخرى في ذلك العصر. بالمُقابل، يتكلَّم عن أسقف دير بِيت مارون، وعن أسقف حلب المارونيّ وعن البطريرك الَّذي أعلنه الموارنة: هؤلاء لَم يكونوا قد حملوا بَعدُ لقب الموارنة الحصريّ، ولكن لقب الخلقيدونيِّين الملكيِّين. لذا، إنطلاقًا من هذا الواقع، يُمكن اعتبار المكسيمُسيَّة السُّريانيَّة أيضًا كانشقاقٍ حصل في صفوفهم.

لكنَّ الرِّياح انقلَبَت سريعًا؛ بفضل السَّلام العربيّ-البيزنطيّ، نَجح المكسيمُسيُّون، الَّذين أيَّدوا الأمبراطور المُتصالح موقَّتًا مع العرب، لدى الخليفة هشام في أن يتمكَّنوا من انتخاب بطريركٍ في العام 742(). هو إسطفانُس، الَّذي كان راهبًا أُميًّا، كما يفيد المُؤَرِّخ البيزنطيّ تيوفانُس. تُوفِّي إسطفانُس بعد سنتَين. وانتخب المكسيمُسيُّون الَّذين انضمَّ إليهم، بِحَسِبِ ديونيسيوس التّلْمَحْري، خلقيدونيُّون "من دمشق، وأورشليم، وأنطاكية، والرَّها، ومن مدنٍ أُخرى"، بين عامَي 745 و746 راهبًا من الرَّها، بطريركًا عليهم هو ثيوفيلاكتُس بَر قَنبَرة، الَّذي كان صائغًا لدى الخليفة الجديد مروان ابن الحكم. وسيقوم  ثيوفيلاكتُس هذا باضطَهادٍ شديدٍ للموارنة. "حصل من مروان على أمرٍ وعسكرٍ بهدف اضطهاد الموارنة؛ أتى دير مارون، وبدأ يذلُّهم ليقبلوا عقيدة مكسيمُس ويتخلُّوا عن عبارة: «يا مَنْ صُلِبتَ مِنْ أجلِنا» الَّتي يُضيفونها إلى التّريصاجيون (Trisagion)(). وإذ نال منهم الإرهاق لما قاسوا من عَذاب، وعَدَ الرُّهبان أن يَمتَثِلوا بدءًا من اليوم التَّالي. لكنَّ راهبًا شيخًا كان مع ثيوفيلاكتُس وكان يَحظى بتقديره، دخل كنيستهم وضرب المائدة المُقدَّسة بيده قائلاً: "غدًا ستتطهَّر أَيُّها المذبح المُنجَّس!". فمات حالاً. فاستولى على بَرْ قَنبَرة حزنٌ عظيمٌ وخوف؛ وعندما همَّ بنقل الميت، منعه الرُّهبان مَخافة أن يُتَّهَم بقتله. فتركه عندهم وذهب، من دون أن يأخذ منهم ما يبتغيه. وبقي الموارنة على ما هم عليه أيضًا في الوقت الحاضر: يُسمُّون بطريركًا وأساقفةً من ديرهم. يتميَّزون عن المكسيمُسيِّين بفعل أنَّهم يعترفون بِمَشيئَةٍ واحدةٍ في المسيح، وأنَّهم يُضيفون (إلى التّريصاجيون) مقُولَة: يا مَنْ صُلِبتَ مِنْ أجلِنا. لكنَّهم يقبلون مَجمع خلقيدونية"(). ويتابع المُؤلِّف مُظهِرًا أنَّ ما حدث في دير الموارنة الأمّ يتكرَّر في مَنبج وحلب حيث شنَّ ثيوفيلاكتُس بَر قنبرة، مُستعينًا بالخليفة مروان، اضطهادًا عنيفًا ضدَّ الموارنة؛ وعندما لَم يتمكَّن من أن ينتزع منهم إنكار إيمانِهم التَّقليديّ، فرض عليهم ضرائب باهظة؛ "وقد جرت بين الفريقَين أمورٌ سيِّئةٌ وحوادث مُشينة"().

إنَّ هذه الوثيقة لَهامَّةٌ لأكثر من سبب. تُظهر لنا، أوَّلاً، الشُّروط الَّتي من خلالِها انتُخِبَ بطريرك الخلقيدونيِّين المكسيمُسيِّين الَّذين سيحتكرون فيما بعد لقب "ملكيِّين"؛ يُشكِّل هذا الانتخاب، الَّذي جرى بِمُساعدة مدنيٍّ مُسلم، انشقاقًا بالنِّسبة إلى بطريرك أنطاكية الحقيقيّ الَّذي أمَّن له دير مار مارون التَّوارث منذ شغور الكرسي في العام 702. لذا، لا يُمكن اعتبار إسطفانُس وخليفته ثيوفيلاكتُس سوى مُختَلِسَي رُتبة.

من ناحيةٍ أُخرى، تتوافق هذه الشَّهادة بِخُطوطها الأساسيَّة والتَّقليد الشَّفهيّ، الشَّديد الاضطراب الَّذي تناقله الموارنة أبًا عن جَدّ؛ وبِحَسَبِ هذا التَّقليد، إنَّ جيشًا أرسله البيزنطيُّون كما يقولون، انقضَّ على الموارنة في مناطق مَنبِج وقنِّسرين وحمص وآفاميا؛ فاقتَحَمَ الدَّير الأمّ ونَهَبَهُ، وأساء بعُنفٍ إلى الرُّهبان وسعى إلى إلقاء القبض على البطريرك يوحنَّا مارون؛ بدَّد تدخُّل الله، -الموت المُفاجِئ للرَّاهب الَّذي تكلَّم عنه ديونيسيوس التّلْمَحري-، جيشَ العدوّ، بينما هرب البطريرك الأوَّل إلى لبنان؛ وأسَّس ديرًا في جبال بُتْريز، كفَرحي الحاليَّة، حيث تُوفِّي هناك. إنَّه لَمِن المُهمّ أن نشير إلى أنَّ أوَّل كنيسةٍ معروفةٍ بناها الموارنة في لبنان تعود، بشكلٍ أكيد، إلى ذلك الزَّمان: هي كنيسة مار ماما في أهدن الَّتي بُنيَت في العام 749، وهي لا تزال قائمة().

بعد أن اضطُهد الموارنة من قِبَلْ اليَعاقبة الَّذين لَم يَغفروا لَهم وقوفهم مع الأمبراطور، واحتلالهم كنائسهم في عهد هرقليوس، وبعد أن طاردهم الملكيُّون الَّذين لا يشاركونَهم، تمامًا، الإيمان عينه، لَم يعُد لَهم سوى طلب مُساعدة النَّساطرة؛ كما المكسيمُسيُّون واليَعاقبة تَحت حكم الأُمويِّين، هكذا كان النَّساطرة ، منذ أن انتقَلَتِ الخلافة في العام 762 من دمشق إلى بغداد، مدينة كرسيِّهم البطريركيّ، مُكرَّمين لدى العبَّاسيِّين لفترةٍ من الزمن. قام الموارنة، بالمُراسلة، بِمَسعًى لدى البطريرك النَّسطوريّ تيموتاوس الأوَّل (779-823). لا نعرف فحوى رسالتهم، لكنَّ ردَّ تيموتاوس بقي مَحفوظًا وفيه إشارةٌ إلى مَسعًى مُماثلٍ قام به الموارنة لدى سلف تيموتاوس البعيد، البطريرك صْليبا زكَّا (714-728)(). هذه ليست إذًا المَرَّة الأُولى الَّتي يطلب فيها الموارنة عون النَّساطرة ضدَّ مُناوئيهم؛ تُظهِر اللَّهجةُ اللَّطيفة لردّ البطريرك النَّسطوريّ أنَّ العلاقات كانت جيِّدةً بين الجماعتَين؛ ويُعتَقَد أنَّ العلاقات اللِّيتورجيَّة الظَّاهرة على مستوى نافور شَرَرْ وبعض الأناشيد المُشتَرَكة في الشَّحيمة يُمكن أن ترجع إلى ذلك الوقت. مهما يكن، يبدو أنَّ النَّساطرة لَم يتمكَّنوا أن يُؤَدُّوا أيَّ عونٍ للموارنة. لأنَّ الاضطهاد الدِّينيّ الَّذي شَنُّه العبَّاسيُّون، بعد فترة، في عهد خلافة المأمون (813-833) سرَّعَ انكفاء الموارنة نَحو جبال لبنان. وسيلجأ كثيرون منهم إلى قبرس ابتداءً من القرن التَّاسع().

ولفَّ الصَّمتُ الموارنة طيلة ثلاثة قرونٍ من الاحتضار. نَجهل كلّ شيءٍ عن موارنة لبنان وقبرس قبل مَجيء الصَّليبيِّين. والقليل الَّذي نعرفه عن الموارنة الَّذين بقوا في سوريا وبلاد ما بين النَّهرَين مَحفوظٌ كلُّه في مقطعَين لِمُؤَرِّخَينِ اثنَين. الأوَّل، إبن العبري، يُحدِّثنا عن مارونيٍّ مشهورٍ، اسمه ثيوفيلُس، ابن توما، وكان رئيس مُنجِّمي الخليفة المهدي (775-785).       "كان توفيل هذا على مذهب الموارنة الذين في جبل لبنان من مذاهب النَّصارى. وله كتاب تاريخ حسن ونقل كتابَي اوميروس الشَّاعر على فتح مدينة ايليون في قديم الدهر من اليونانية الى السريانية بغاية ما يكون من الفصاحة"().

يتكلَّم الرَّحَّالة() الكبير والمُؤَرِّخ العربيّ المسعودي († 956) عن كاتبٍ مارونيٍّ آخر، "قيس المارونيّ (وله) كتاب حسن فى التَّاريخ وابتداء الخليقة والانبياء والكتب والمدن والأمم وملوك الروم وغيرهم وأخبارهم، انتهى بتصنيفه الى خلافة المكتفى" (902-908). وفي المقطع عينه، عندما يتكلَّم المسعودي عن الموارنة، يقول "وأمرهم مشهور بالشأم وغيرها، أكثرهم بجبل لبنان وسنير وحمص وأعمالها كحماة وشيزر ومعرة النعمان. وكان له (مارون) دير عظيم يعرف به شرقي حماة وشيزر ذو بنيان عظيم حوله أكثر من ثلاثمائة صومعة فيها الرهبان، وكان فيه من آلات الذهب والفضة والجوهر شىء عظيم فخرب هذا الدير وما حوله من الصوامع بتواتر الفتن من الاعراب وحيف السلطان وهو يقرب من نهر الارنط؛ نهر حمص وانطاكية"().

منذ ذلك الحين، لَم يذكر أحدٌ من الجغرافيِّين العرب الَّذين عاد إليهم لامنس والَّذين اعتادوا ذِكرَ الأديار الشَّهيرة، وحتَّى تلك المُهدَّمة، هذا الدَّير إطلاقًا(). نَهْبُ دير الموارنة الأمّ قد تمَّ في القرن العاشر، في أيَّام المسعودي؛ هذا ما يُثبتُه النَّصُّ القديم الَّذي نبشه البطريرك الدُّويهي حول موضوع انتقال البطريركيَّة نِهائيًّا إلى جبل لبنان().

يَجب إرجاع الظَّلام الَّذي لفّ، على صُعُدٍ عديدة، جذور البطريركيَّة المارونيَّة واستمراريَّتها خلال القرون الأولى لنشأتِها، إلى هذا التَّدمير الَّذي حصل بعد الكثير من سُوء المُعاملة. مع سَلبِ الدَّير، فُقِدَت المكتبة الغنيَّة الَّتي لَم يسلَم منها سوى مَخطوطٍ واحدٍ كان قد أُدخِلَ إليها في العام 745(). إنَّ الثَّروة الوحيدة الَّتي جلبها الموارنة معهم هي إنجيل رَبُّولا الشَّهير. على كلّ حال، لا يَحتفظ الموارنة بأيَّة وثيقةٍ مصدرها كرسيِّهم الأوَّل، على الرَّغم من ادِّعاءات شابو الباطِلة بِخُصوص مَخطوطات "البطريركيَّة المارونيَّة، الَّتي ترفض قطعيًّا أن يطَّلع أحدٌ عليها، خشية أن تتلاشى الأساطير المُرتبطة بالجذور الدِّينيَّة لهذه الأمَّة"().

أمَّا الوثيقتان الهامَّتان العائِدَتان إلى ما قبل الحملات الصَّليبيَّة والباقيَتان عن الموارنة فهما المَقالات العشر لتوما أسقف كفرطاب، والتَّرجمة الَّتي أنْجزها المطران داود من السُّريانيَّة إلى العربيَّة لـمَجموعة القوانين (nomocanon) المُسمَّاة كتاب الْهُدى. تعود الوثيقَتان إلى النِّصف الثَّاني من القرن الحادي عشر، كما ذكرنا سابقًا. ونفترض أنَّهما نِتاجٌ مارونيٌّ صِرف()، على الرَّغم من أنَّهما اعتُبِرا حتَّى عهد المطران يوسف دريان († 1920) غير قادرين على إظهار الإيمان المارونيّ التَّقليديّ. فمنذ ابن القلاعي والدُّويهي، صُنِّفَ توما بين الأساقفة اليعاقبة؛ فربَّما ألَّف كتاب المَقالات العشر، وحرَّف الثَّاني. لا نَملك أيَّ بُرهانٍ حاسمٍ لنقبل وجهة النَّظر هذه.

الموارنة والكرسيّ المُقدَّس

تعود أوَّل وثيقةٍ معروفةٍ عن العلاقات بين الموارنة والكرسيّ المُقدَّس إلى السَّنة 527. هي الرِّسالة الَّتي وجَّهها في السَّنة عينها "رؤساء الأديار والرُّهبان الآخرون في سوريا الثَّانية" إلى البابا هورميسْداس يُعلمونه بالمذابح الَّتي ارتكبها أتباع البطريرك المُونُوفيزيّ ساويروس الأنطاكيّ. ويضيف التَّقليد الشَّفهيّ لدى الموارنة تدخُّلاً رسوليًّا آخر من خلال المُوفد البابويّ يوحنَّا أسقف فيلادلفيا الَّذي رسم أسقفًا البطريرك المارونيّ الأوَّل.

عدا هذين الحدثَين اللَّذَينِ تكلَّمنا عنهما، لا يذكر التَّاريخ أيّ شيءٍ خلال أربعة قرون. يبدو أنَّ روما جَهلَتْ وجود الموارنة، الَّذين بدورهم، انعزلوا في جبالهم، لَم يعودوا يعرفون في أيّ جهةٍ يقع كرسيّ بطرس. مع مَجيء الصَّليبيِّين، ستُستأنف العلاقات، ولن تعرف سوى انقطاعاتٍ موقَّتة. نَجد تلخيصًا شبه كاملٍ لتاريخ هذه العلاقات بين الموارنة والفرنج (les Francs) وروما حتَّى القرن السَّادس عشر في الرِّسالة الَّتي وجَّهها ابن القلاعي إلى البطريرك سمعان الحدثيّ، وفيها يَحثُّ الرَّاهبُ الفرنسيسكانيّ المارونيّ البطريركَ على الإسراع بطلب الباليوم من روما: "لا يمكن لاحدٍ ان يخاصمني قائلاً ان الذي قلته هو امر محدث ابدعته من عند نفسي لان اكثر من خمسة عشر كتابًا من كتب الباباوات بختومها ورصاصها تشهد لي وهي الان عندك في ديرك وفيها ايمان القدماء منكم من مائتين واثنتين وثمانين سنة فصاعدًا حتى ايمانكم انتم موجود بخط ايديكم على يد فرا غريفون وفرا اسكندر وفرا سمعان وهي برومية. ومن قبلهم على يد فرا يوحنا رئيس دير بيروت وكيل وقاصد بطرككم يوحنا الجاجي الى مجمع فلورنسة. ومن قبله على يد الراهب اوماريكو من قانون الاخوة الواعظين ومن قبله على يد الكردينال غليلمو رسول بابا رومية الى شعبكم واليهِ اجتمع رؤساء كهنتكم وعلماء امتكم وكان بطرككم يدعى غريغوريوس من حالات وهناك وضعوا خطوط ايديهم كبيرهم وصغيرهم وحلفوا ان يكونوا تحت طاعة بابا رومية وثابتين في ايمانهِ. ومن قبله لما استخلص الملك غوفرادو مدينة القدس من المسلمين وارسل رسل البشارة الى رومية الكبرى وصلت مع رُسله اذ ذاك رُسل البطريرك يوسف الجرجسي فرجعوا اليهِ بالتاج والعصا وفي ايام الملكة قونسطنسة اخذوا يدقون نواقيس نحاس على طريقة الكنيسة. وقبل ذلك ما كانوا يدقون للصلاة الا الاعواد مثل الروم. ولما اشترت الملكة المذكورة كنائس القدس بثمانين الف دينار وهي القيامة وقبر مريم والطور وبيت لحم اعطت الموارنة مغارة الصليب ومذابح مختصة في باقي كنائس القدس. واباحت لهم ن يقدسوا على مذابح الافرنج وفي حللهم. وبعثت فاحضرت لهم تثبيت ما انعمت بهِ من قداسة البابا. وفي القدس حلفوا ووضعوا خطوط ايديهم ان يكونوا طائعين وثابتين في امانة رومية والباقي"().

حَفِظَ الدُّويهي هذه الرِّسالة المكتوبة في العام 1494، وقد عاد إليها مرارًا مُؤَرِّخو الكنيسة المارونيَّة(). في الواقع، تستحقّ أن تُتبَع كتصميم، أو كخُلاصةٍ قيِّمةٍ للمعلومات. نَجهل طبعًا اليوم كلَّ شيءٍ عن القصادة المارونيَّة الَّتي أرسلها البطريرك الجرجسيّ إلى روما، برفقة القصادة الإفرنجيَّة، لتُعلن للبابا السَّيطرة على أورشليم؛ لكنَّ الرِّسالة الَّتي وجَّهها البابا باسكال الثَّاني إلى البطريرك في هذه المُناسبة كانت مَحفوظةً في أرشيف كرسيّ قنُّوبين؛ عرفها الدُّويهي († 1704) وتَحدَّث عنها مرارًا في كتاباته().

خلف الجرجسيّ البطريركُ بطرس الَّذي تكلَّم عنه الدُّويهي. تُخبرنا عنه حاشيةٌ بالخطّ الإسطرنجيليّ: "انا الحقير شمعون الراهب اسمًا كتبت هذه الأسطر في هذا الكتاب عند ابينا الطوباوي بطريركنا مار بطرس الماروني الساكن في دير البارَّة السيدة مريم في ميفوق في وادي ايليج في ارض البترون الى ان اعطاني امرًا بان اكون رئيسًا ومدبرًا في دير مار يوحنَّا الكوزبند في جزيرة قبرس في سنة الف واربعمائة واثنتين وثلاثين لليونان (1120م)"(). خليفة بطرس هذا هو غريغوريوس من حالات، وتفيدنا عنه مُدَوَّنةٌ سريانيَّةٌ في كنيسة رامات()، كما أُخبِرنا عن البطريرك يعقوب من رامات الَّذي أتى فيما بعد: "لما كان تاريخ سنة 1452 لليونان في شهر تموز المبارك في عشرة ايام مضت منهُ حضر اليَّ انا بطرس بطرك الموارنة الجالس على الكرسي الانطاكي باسم يعقوب من قرية رامات من عمل البترون الولد الراهب دانيال من رهبان دير مار كفتون وقد اعطيتهُ سلطانًا من الله ومن حقارتي بان يكون رئيسًا ومدبرًا على دير مار يوحنا الكوزبَنْد في جزيرة قبرس المحروسة "().

نَجد هنا الإشارة الأولى الصَّريحة للقب أنطاكيّ للبطاركة الموارنة. رأى البعض فيها نسبةً حديثةً أُثيرَت بتأثيرٍ من الصَّليبيِّين الَّذين أنشأوا خصِّيصًا بطريركًا لاتينيًّا على أنطاكية. في الواقع، تُظهِر لائحةُ البطاركة الموارنة الَّتي أعدَّها الدُّويهي إنطلاقًا من مَخطوطاتٍ قديمة، أنَّ البطاركة الموارنة حَملوا بالأحرى لقب بطرس، قبل الصَّليبيِّين بكثير؛ وإنَّ ذلك لذو مَغْزى.

حدثان هامَّان في العلاقات الفرنجيَّة-المارونيَّة في القرن الثَّاني عشر يَجب أن نَحفظَهما؛ وقد أساء غالبًا تفسيرهما علماءُ البدع (hérésiologues)، منذ غَليُوم الصُّوريّ. يتعلَّق الأمر بقَسَمِ الأمانة هذا الَّذي تكلَّم عنه ابن القلاعي، والَّذي أدَّاه الموارنة مرَّةً أُولَى أمام الكردينال غَليُوم، موفد البابا في سوريا، ومرَّةً ثانية بِحضور أَيميري، أو أَموري من ليموج، بطريرك أنطاكية اللاَّتينيّ.

إِعتُبر هذان الحدثان كعدولٍ مزدوجٍ قام به الموارنة عن بدعتهم المُونوتيليَّة. في الحقيقة، لا شيءَ من ذلك، سوى انعكاسٍ في الشَّرق للانشقاق الَّذي وقع في الغرب. في الواقع، بقي الفرنج في حيرةٍ من أمرهم أمام انتخاب بابَوَين، أناليكتُس الثاني وإِينُّوشِنْسيوس الثَّاني. فوجب انعقاد مَجمع كْلِرمون (Clermont)، وتَدَخُّل ملك فرنسا، والنَّشاط الصَّاخب للقدِّيس برناردُس، ليتمَّ حَرمُ البابا غير الشَّرعيّ أناليكتُس الثَّاني وتنحيته. عندها، أوفد البابا إِينُّوشَنْسيوس الثَّاني، المُعلَن البابا الشَّرعيّ الوحيد والمُعتَرَف به من لويس ملك فرنسا، وهنري ملك إنكلترة، ومن الألمان والإسبانيِّين، أوفد الكردينال غَليُوم إلى سوريا ليُعلِن نِهاية الانقسام ويَحصل على الطَّاعة. فاعترف به الفرنج في العام 1131؛ وعلى غرارهم "أكابر الاكليروس والامة المارونية، جميعهم، كبارًا، وصغارًا، أكَّدوا كتابةً وبالقسم تعلُّقهم الثابت بالبابا الشرعيّ". هكذا، قطع إِينُّوشِنْسيوس الثَّاني الطَّريق على عدوِّه أناليكتُس الثَّاني؛ لأنَّ هذا الأخير، بِمُعاونة روجيه من سيسيليا (Roger de Sicile)، كتب رسائل إلى البلاد المسيحيَّة، وإلى يوحنَّا إمبراطور بيزنطيا وإلى بطاركة الشَّرق مبلِّغًا إيَّاهم انتخابه، وطالبًا منهم أن يذكروه في الدِّيبتيكات وأن يرفضوا إِينوشِنْسيوس الثَّاني().

تكرَّرت القصَّة ذاتها بعد وفاة البابا أَدريانُس الرَّابع في العام 1159. ألانقسام النَّاجم عن الانتخاب البابَويّ المزدوج لألكسندر الثَّالث وفيكتور الرَّابع، اللَّذَين سيخلِفُهما البابَوان بسكال الثَّالث وكاليستُس الثَّالث، لن ينتهي (الانقسام) إلاَّ سنة 1179 مع الاعتراف العامّ بشرعيَّة ألِكسَندر الثَّالث. حينئذٍ، دعا هذا الأخير إلى مَجمعٍ في روما حضره أساقفة من صور وقيصريَّة وطرابلس وبيت لحم وسباسطية، لأنَّ الانقسام أدى إلى انعكاساتٍ خطيرةٍ في الشرق(). لدى عودته، نَحو سنة 1180-1181، قَبِلَ أَيميري خضوع الفرنج للبابا ألكسندر. وبدورهم، أدَّى موارنة أورشليم قَسَمَ الوفاء عينه، هذا ما سيفسِّره غَليُوم الصُّوريّ على أنَّه ارتداد().

بعد بضع سنوات، في العام 1183، علمنا من إحدى التَّدوينات بانتخاب البطريرك إرميا من دملصا، المُكنَّى بالعمشيتي. كتب إرميا بيده على إنجيل رَبُّولا الشَّهير: "في السنة() 1490 لليونان، في التاسع من شباط، أنا الحقير إرميا من قرية دملصا المباركة، حضرت أمام سيِّدنا بطرس، بطريرك الموارنة، في دير القدِّيسة مريم في ميفوق، في وادي إيليج؛ ومن يَدَيه المُقدَّسَتين رسمَني أُسقفًا على دير كفتون الَّذي على ضفَّة النهر. عشتُ أربع سنوات مع الرهبان العائشين في هذا الدير، وكانوا حزقيال ورفيقه أشعيا، ودانيال، ويشوع ورفيقه إيليَّا، وداود واثنين وثلاثين آخرين. بعد انقضاء السنوات الأربع، استدعاني أمير جبيل والأساقفة والخوراسقفيُّون والكهنة؛ وألقَوا القرعة فأصابَتني؛ وأعلنوني وقتئذٍ بطريركًا في دير حالات المُقدَّس، ومن ثَمَّ أرسلوني إلى مدينة روما العُظمى؛ فتركت لأخينا المُطران ثيودورُس سلطان تدبير القطيع والاهتمام بشؤونه"().

شارك إرميا في روما في العام 1213 بالمجمع اللاتراني الرَّابع. بقي ذكره في الجماعة ذكر قدِّيس. قال الدُّويهي إنَّه رأى في روما صورةً تُخلِّدُ المعجزة الَّتي اجترحها البطريرك إرميا خلال إقامته في المدينة الخالدة: "وعندما قدم قداس في هيكل ماري بطرس وقفت الشيلة فوق راسه ولتصديق ذلك زخرفوا له صورته في ذلك الهيكل المعظم وهي باقية الى وقتنا هذا"().

إلى إرميا، أرسل البابا إِينُّوشِنْسيوس الثَّالث، في العام 1215، البراءة الشَّهيرة المُعنوَنة Quia divinæ sapientiæ ، والَّتي تُؤَكِّد فيها سلطة الحبر الأعظم العليا، للمرَّة الأولى، حقوق البطاركة الموارنة على كرسيّ أنطاكية: "وبما أنَّ استعمال الپاليوم يُعتَبَر، كما هو مألوفٌ، ملءُ الحبريَّة، ويَجب أن يُمنَح لك بطيبة خاطرٍ بصفتك البطريرك الأنطاكيّ، (لذلك) فإنَّنا بالسُّلطان الرَّسوليّ ننعم به عليك، وعلى خلفائك لتستعمله طبقًا للعادات الموافَق عليها، كما استُعمِل حتَّى الآن بكلِّ إجلالٍ من قِبَلِ أسلافك في الكنيسة الأنطاكيَّة" ().

في هذه الرِّسالة، الَّتي نَجَمَت عنها التِّباساتٌ عديدة()، يوصي إِينُّوشِنْسيوس الثَّالث البطريرك بأن "يَجهد للاقتراب من الكنيسة الرُّومانيَّة في كلِّ شيءٍ"، ليس فيما يتعلَّق بالصِّياغة اللاَّهوتيَّة للعقائد فحسب، بل أيضًا في توزيع الأسرار، وحتَّى في اللِّباس الكهنوتيّ ذاته(). استجاب الموارنة، كأبناء الطاعة (Tamquam obedientiæ filii)، بِحَسَبِ تعبير البراءة. ومنذ ذلك الوقت، بدأت رسميًّا عمليَّة لَيتَنَةِ الموارنة. المُشاركة في الأَقْداس (Communicatio in sacris) القائمة مع اللاَّتين، منذ مَجيء الصَّليبيِّين، أصبحت أكثر فأكثر مُشاركةً في شبه الأسرار (أي الرُّتَب) (Communicatio in sacramentalibus). بعد نَحو مئَتَي سنة من انسحاب الصَّليبيِّين، كتب فرا غريفون، موفد البطريرك إلى روما، في العام 1469: "ان الموارنة في بلاد الافرنج ورودس وقبرس وطرابلس وبيروت والقدس الشريف من الزمان القديم الى اليوم يدخلون كنائس الافرنج ويقدسون على مذابحهم في حللهم وقرابينهم. ويرفعون الجسد والدم مثلهم. ويرسمون الصليب على وجوههم مثلهم. ويعترفون ويتقربون عندهم ويقبلون هديتهم مثل التاج وغيره الخ "().

بعد فترة سيُدحَر الصَّليبيُّون؛ وقد خسروا كلّ شيءٍ بدءًا من العام 1291. حاول الموارنة المقاومة وذلك بتعلُّقهم بصخورهم في الوادي المقدَّس، ولكن دون جدوى. إِعتُقِلَ بطاركتهم وعُذِّبوا وحُرِقوا أحياء، وهُدِمَت قُراهم ونُهِبَت بيوتُهم، وقضى كثيرون منهم بـ"ألوان من الموت"، كما تقول اللِّيتورجيَّا في صلوات الغفران الكبرى. تبع كثيرون من الموارنة الصَّليبيِّين في انسحابهم إلى قبرس ورودُس. لَم ينعم الموارنة، المُتَّهمون بصداقة الفرنج، بالسَّلام ما دام المماليك، أسياد سوريا الجُدد، يَخافون انتقامًا من الإفرنج. يَجب انتظار مَجمع فلورنسا لتُستعاد العلاقات مع الكرسيّ المُقدَّس، دون صعوباتٍ تُذكر. هنا أيضًا، قَسَمُ الوفاء واجتماع المسيحيِّين المُنفصِلِين، خلال تَجمُّع الشَّرق والغرب الضَّخم في مَجمع فلورنسا في سنة 1439، سيُضلِّلان الكثيرين من المُؤَلِّفين؛ مرَّةً أُخرى، سيُظَنُّ أنَّ القَسَمَ الَّذي أدَّاه موارنةٌ من لبنان وقبرس وأورشليم يُشكِّل عودةً جديدةً إلى الاتِّحاد بروما. حقًّا، لَم يكفّ الموارنة قطّ عن الارتداد إلى الحظيرة الرُّومانيَّة.

من غير المُمكن أن نسرد بتفصيلٍ تاريخ العلاقات بين الكرسيّ المُقدَّس والموارنة خلال فترة الحكم المملوكيّ المُظلِمَة. نكتفي بالقول إنَّها تقتصر على تبادل الرَّسائل الَّتي يُؤَمِّنها موفَدون مُختارون خصوصًا، لِهَذه الفترة، من بين الفرنسيسكانيِّين: وقد أَمَّنَت مُفَوَّضيَّتهم الرَّسوليَّة الاستمراريَّة منذ إنشائها في بيروت العام 1444. وهذه هي أسماء الفرنسيسكانيِّين الطيِّبة الَّذين كانوا عزاء الموارنة حتَّى نِهاية القرن الخامس عشر: أندراوس من تروا، وفرا بطرس من فِرَّاري، وفرا غاندُلفي، وفرا لويس من ريباريو، وفرا غريفون، وفرا جان، وفرا ألكسندر من أَريوست، فرا فرانشيسكو سيريانو. يستحقّ تاريخُهم بَحثًا خاصًّا. وجزاء خدماتِها، اصطادت الرهبانيَّة السَّاروفيميَّة دعوَتَين: غَرقت واحدة في الماء()؛ والأخرى هي دعوةُ مُخفقٍ في الحبّ، مَلأَتِ التَّواريخ المارونيَّة بين عامَي 1494 و 1516، هو جبرائيل ابن القلاعي، شاعرٌ شعبيٌّ ذو غزارةٍ مُذهِلَة، جرَّب كلَّ أنواع الأدب الدِّينيّ. تَمَيَّز بِخاصَّةٍ بصراعه ضدَّ اليعاقبة الَّذين زرعوا البَلبَلَة بين موارنة الشَّمال؛ لكنَّه سيصبح أيضًا مُؤَرِّخ كنيسته الأوَّل، مُدافعًا عن "دوام إيمانِها المُستقيم" ضدَّ اتِّهامات اللاَّتين. وبالعكس، كان أوَّل عاملٍ للَيتَنَةِ الطَّقس الفعليَّة.

تتلخَّص الاتِّصالات المُتبادلة بين روما وقنُّوبين، الَّذي أصبح كرسيًّا بطريركيًّا ابتداءً من العام 1440، ببضع كلمات. كلُّ بطريركٍ جديدٍ حالَ ارتقائه السُّدَّة البطريركيَّة، ينوي، بادىء ذي بدء، أن يُرسل موفدًا، فرنسيسكانيًّا أو مارونيًّا يرافقه فرنسيسكانيٌّ، ليطلب من البابا درع التَّثبيت (Pallium de la confirmation). كان المُوفدون، المُزوَّدون أحيانًا برسائل لا كتابة عليها لتُملأََ فوق الختم البطريركيّ()، ينتظرون طويلاً، بعد تَخطِّيهم الأخطار، قبل الوصول إلى روما عبر قبرس ثُمَّ عبر البندقيَّة. كانت الانتظارات ومَخاطر العبور، وطول السَّفر نَصيب كلِّ وفد. بالإضافة إلى الباليوم، كان للبطاركة مطالب أُخرى تتعلَّق بقانونيَّة سلطتهم؛ وكانوا يُطلِعون كذلك البابَوات على هُمومهم من أجل الرَّعيَّة الصَّغيرة المُهدَّدة، وعلى الاضطهادات الَّتي يتعرَّضون لَها من المُحتَلِّين المُسلمين؛ وكانوا يلتمسون من البابوات أن يُرسلوا، من وقتٍ لآخر، زائرين ليؤاسوهم ويساعدوهم ويُعلِّموا الأولاد الصغار، أو ليتدخَّلوا لصالِح رعاياهم البعيدين، في قبرس أو في أورشليم، الَّذين كانوا، بشكلٍ دوريّ، عُرضَةً لعُنف أعداء الإيمان، أو حتَّى لِمُضايقات اللاتين. لكن، على الرَّغم من كلّ ذلك، كانوا يؤكِّدون تعلُّقهم بكرسي بطرس، ولِهَذه الغاية كانوا يرسلون إلى البابا رسائل أسلافه، مُقدِّمين بذلك مُخطَّط ردّ، لَم يتوانَ الأحبار الأعظمون عن استعماله؛ من هنا، التَّكرارات الَّتي لا تنتهي للأشياء عينها في براءاتٍ مُختلفة.

كان البابوات يساندون البطاركة، في أجوبتهم، مُستشهدينَ بالمراجع الكتابيَّة، حاضِّين إيَّاهم على تَحمُّل التَّجارب في سبيل الإيمان. عند مدح أمانتهم ومثابرتهم، كان البابوات يستعينون دائمًا بالصُّور البيبليَّة ذاتِها، مُشبِّهين الجماعة بـ"وردةٍ بين الأشواك"، والموارنة بـ"الْمَكابيِّين"، ولبنان بـ"جبل صهيون الثَّابت، الباقي إلى الأبد". ويذكِّرون غالبًا بالعقيدة المسيحيَّة، عقيدة وَحدة أقنوم المسيح، وبِمَشيئَتَيه، وبعقيدة (انبثاق الرُّوح من الآب) والابن (Filioque)؛ ويضيفون تعليماتٍ كنسيَّة: فَصْلُ العماد عن التَّثبيت، صُنْعُ الْمَيرون المُقدَّس من البلسم والزَّيت فقط، تَناولُ القُربان المُقدَّس مرَّةً واحدةً في السَّنة على الأقلّ، مَنْعُ مناولة الأطفال بعد العماد مُباشرةً، إلخ. كان البابوات يضمُّون إلى الباليوم الَّذي يرسلونه بطيبة خاطرٍ -والَّذي كان يُستَقبل بفرحٍ كبير، والَّذي كان يعود، مرارًا، بِمُكافأة الأُسقفيَّة على حامله لأنَّه نَجح هكذا في مَهمَّته- هدايا ثَمينةً من حُلَلٍ كنسيَّة؛ وكانت الجمارك اليقظة في المرافئ الإسلاميَّة تُصادرها في الغالب، أو تَحتجزها لِحِين دفع ضريبةٍ باهظةٍ غالبًا().

إستجابةً لعرائض البطاركة، كان البابوات يتدخَّلون أحيانًا، لدى السُّلطات المدنيَّة، لتعمل على وقف الظُّلم عن الموارنة المُضطهَدين؛ وكانوا يهدِّدون، مرَّاتٍ أُخرى، بالحِرْم الصَّاعق الأساقفةَ اللاَّتين ليمنعوهم من وضع يدهم على أملاك الموارنة. هذا ما فعله البابا أوجينُس لصالِح موارنة قبرس().

لَم يتوانَ البابوات عن إرسال مُوفَدين إلى الموارنة. وقد اختير هؤلاء المُوفَدون، لفترةٍ من الزَّمن، من الفرنسيسكانيِّين حصريًّا، كما قلنا. وابتداءً من العام 1578، لَم يعُد يكتفي مرسلو الكرسيّ المُقدَّس بزياراتٍ بسيطة. فمع قصادة الأبَوَين إليانو ورجيو، ثُمَّ مع إيرونيمُس دنديني، من الرُّهبانيَّة اليسوعيَّة، بدأ فعليًّا تنظيم الجماعة المارونيَّة وإصلاحها البُنيَويّ والقانونيّ.

أُرسِل الأب إليانو، الَّذي لا يتمتَّع بذكْرٍ طيِّبٍ لدى الموارنة، إلى الشَّرق بطلبٍ وجَّهه البطريرك مخائيل الرَّزيّ إلى روما. أتى لبنان في العام 1578 لزيارةٍ قُطِعَت سريعًا؛ لكنَّه عاد في السَّنة 1580 برفقة الأب برونو. بعد زيارته للكنائس والأديار المارونيَّة، وبعدما فحص كتبهم اللِّيتورجيَّة حيث صحَّح بعضًا منها وأحرق البعض الآخر في السَّاحات العامَّة، عَقَدَ مَجمعًا في قنُّوبين، نعرف أعماله بالتَّفصيل(). كانت المرَّة الأُولى الَّتي يُعقَدُ فيها مَجمعٌ بِحُضور مُوفَدٍ بابويّ().

كان لقصادة إليانو نتائج ثلاث أساسيَّة. أوَّلاً، تَخريب الآثار النَّفيسة الَّذي ارتكبه، بالتَّوازي مع عمل البرتغاليِّين الَّذين، في الفترة عينها، وعلى أَثَر مَجمعَي غُوا (Goa) في العام 1585 وديانبِر (Diamper) في العام 1599، أتلَفوا الكتب اللِّيتورجيَّة القديمة للمسيحيِّين السُّريان المَلبار على شاطِىء الهند. تَجاوز إليانو الحدود الَّتي رسَمَتْها تعليمات الكردينالَين كارافَّا وسِرفيني()، فَجَابَ الكنائس المارونيَّة في لبنان وحلب، وحَرَقَ كلَّ الكتب الَّتي بَدَت له متَّهمةً بالهرطقة. وكما اشترى، أحيانًا، بالمال الكتب مِنَ الَّذين يقتنونَها، وحرقها أمام أعينهم، واعدًا بأن يُرسل لَهم كتبًا أُخرى مطبوعة. لا نزال نَملك ملاحظةً مكتوبةً بِخَطَّ يده على مَخطوطٍ من المكتبة الوطنيَّة في باريس يَحتوي مَجموعة قوانين (Nomocanons) ابن العَسَّال ومَجموعة قوانين توما الكفرطابيّ: "يَحتوي هذا الكتاب على أخطاءٍ عديدة؛ يَجب أن يُحرَق"(). هكذا، "أَحرقوا كتبًا عديدة، بِحُضور الإكليروس والشَّعب؛ هذا تَمَّ برضى الجميع الَّذين لا يرغبون سوى أن يَمتَثِلوا لإيمان روما"(). نعتقد أنَّ مَخطوطاتٍ ليتورجيَّةً قد تكون قديمةً جدًّا أُتلِفَت بِهَذه الطَّريقة؛ هذا ما يَجعل اليوم كتابة التَّاريخ الصَّحيح للطَّقس وتدوين مراحل تطوُّره شبه مستحيل. 

نستطيع تَحديد النَّتيجة الثَّانية لِهَذه المهمَّة الإليانيَّة() إنطلاقًا من أعمال المجمع نفسها الَّذي عقده. نرى فيها مَجموعةً من القرارات الهادفة إلى لَيتَنَة الطَّقس المارونيّ، وإلى إفقاده خصائصه التَّقليديَّة. نعدِّد بعضًا من هذه القرارات: مَنْح العماد في اليوم السَّابع بعد الولادة لا في تمام الأربعين؛ يَمنح الأسقف أو البطريرك، لا الكاهن العادي، التَّثبيت بين عمر ثَماني أو عشر سنوات؛ يُصنَع المَيرون المُقدَّس من الزَّيت والبلسم فقط؛ تُرجَأُ مناولة الأطفال إلى ما بعد سنّ الرُّشد، وبعد الاعتراف؛ تَحديد صِيَغ أسرار العماد والتَّثبيت والإفخارستيَّا، إلخ. تدخَّل الأب إليانو بذاته، في أثناء القيام بزيارته، ليُدخِل هذه المُمارسات الَّتي قرَّر فرضها، حتَّى قبل انعقاد المجمع. وكان يصحِّح بنفسه، على المخطوطات مباشرةً، النُّصوص المُشتَبَه بأنَّ فيها هرطقة. ولكنَّه كان يُعنَي أيضًا بأن ينقل على دفترٍ مُنفصلٍ لائحة بالأخطاء الموجودة في المخطوطات الَّتي أُحرِقَت أو المُصحَّحة فقط.

يوميَّات إليانو ساعدته ليرفع تقريره إلى روما؛ بقي دفتر الموفد (البابَويّ) مَخطوطًا لفترةٍ طويلة، إلى أن نشره مطبوعًا الأب توماس دي جيزي(). تَمكَّن مارونيٌّ من قبرس يُدعى غاسبار، من الحصول على نسخةٍ من هذا النَّصّ الَّذي حَفِظَ لنا الدُّويهي مُحتواه. فقد نَسَبَ إليانو إلى الموارنة مَجموعةً من أكثر من ستِّينَ هرطقةً أو خطأ. دحض الدُّويهي هذه الهرطقات أو الأخطاء واحدةً واحدةً في كتابٍ دفاعيٍّ خاصٍّ نبغي نشره قريبًا(). وهكذا، ساهم إليانو وناشره أكثر من أيّ شخصٍ آخر في تأكيد الشُّكوك القويَّة حول أُرثوذكسيَّة الموارنة في عقول المُؤَلِّفين اللاتين. إنتشر الخبر في روما، على الرَّغم من احتجاجات الطُّلاَّب اليافعين في المدرسة المارونيَّة الَّتي أُسِّسَت حديثًا. قَلقَ إِقليمَنضُس الثَّامن، وبغية وضع حدٍّ لذلك كلَّف يسوعيًّا آخر، هو الأب إيرونيمُس دنديني، لزيارة الموارنة مُجدَّدًا. وكان من الواجب أيضًا إجراء تحقيقٍ جديدٍ عن إيمان الجبليِّين وعاداتهم، وتسليم بطريركهم نُسَخ كتاب القُدَّاس الَّذي طُبِعَ حديثًا، وكذلك يَجب اختيار طُلاَّبٍ جُدُدٍ من بين أولاد الجبل ليُرسَلوا إلى روما.

كان دنديني صاحب روحٍ منفتِح، سَلِسًا ومُحبًّا لعمله، بعيدًا جدًّا من تعصُّب إليانو، فتَخفَّى بزيّ حاجّ، وانطلق نَحو الشَّرق. منذ وصوله، وبعد الفرح الجماعيّ باللقاء، كانت الشَّكاوى تنتظره. إحتجَّ البطريرك سركيس الرَّزيّ بشدَّةٍ ضدَّ موقف المُوفَد السَّابق، مُتَّهِمًا إيَّاه بأنَّه، على منوال جرجس القبرسيّ، استغلَّ الثقة الَّتي وضعها فيه غبطة البطريرك؛ قال، ما لَم يتجرَّأ دنديني على نكرانه، إنَّ إليانو "قدَّم له وللأساقفة ورقةً بيضاء ليوقِّعوا عليها، مع التأكيد أنَّها لن تُملأ إلاَّ بِما هو خيرٌ ومفيدٌ للأمَّة، وعندما وقَّعوا عليها دون تردُّد، أُسيئ استعمالها، لأنَّ الَّذين طلبوا التوقيع على بياض لَم يعودوا أبدًا إلى طرابلس، وقد ملأوها بأخطاءٍ وهرطقاتٍ جَمَّة"(). وأكَّد البطريرك أنَّه هو الَّذي كان يترجم لإليانو النُّصوص المُدقَّق فيها، وأنَّ الكتب موجودةٌ هنا مَمهُورة بتوقيع هذا المُوفَد؛ وقد طلب دنديني أن يتمَّ إحضار الكتب لفحصها من جديد، وأعلن أنَّه لَم يَجِد شيئًا مِمَّا نسبه إليانو إلى الموارنة. لَخَّص دنديني هذه الأخطاء المَزعومة باثني عشر بندًا، وأعلن أنَّه لَم يَجد شيئًا يستوجب اللَّوم سوى نقطتَين: مناولة الأطفال -لكنَّه يقرّ أنَّ الكنيسة الأولى مارستها-، والهجر في حالة الزِّنى: هنا يضيف بأنَّ حالتَين من هذا النَّوع حصلتا، لكن بتواطؤٍ من المدنيِّين من دون أن يتمكَّن البطريرك من التَّدخُّل بفعاليَّة.

كما أنكر البطريرك شرعيَّة المجمع السَّابق، إذ لَم يوافق عليه لا هو ولا خلفه؛ وأعلن تَمسُّكه بالكنيسة الرُّومانيَّة؛ "إلى هذه الكلمات، انقاد الشَّمَّاس الأوَّل لحماسه فزاد هذه: نعم، سنتبعها، ولن ننفصل عنها أبدًا حيثما ذهبت، حتَّى ولو ذهبت إلى الجحيم"().

عقد دنديني مَجمعًا في العام 1596، باتِّفاقٍ تامٍّ مع البطريرك سركيس الرَّزيّ نفسه، الرَّجل الوقور والشَّديد التَّمسُّك كثيرًا بتقاليد جماعته؛ تُوفِّي البطريرك قبل نِهاية أعمال المجمع، فخلفه ابن أخيه يوسف الرَّزيّ، ذو الميول اللاَّتينيَّة البارزة، واختتم المجمع. توصَّل هذا الأخير ?

الموارنة والمُونُوتيليُّون

لبث أبناء أبرشيَّة أنطاكية متمسِّكين بالمواقف العقائديَّة المأخوذة في مجمعَي أَفَسُس وخلقيدونية حتَّى بداية القرن السَّابع. كانت وَحدة بطريركيَّة أنطاكية قد تصدَّعت، وأصبح، منذ ذلك الوقت، لكلّ تَجَمُّعٍ من الخلقيدونيِّين والنَّساطرة والمُونوفيزيِّين تراتبيَّته الخاصَّة. أدَّى اجتياح الفرس لسوريا واحتلالهم لها (604-622)، وقد اعتبرهم المُونوفيزيُّون مُحرِّرين()، إلى قيام فِتنَةٍ في أنطاكية نفسها، حيث أُعدِمَ البطريرك الأُرثوذكسيّ أَنَسْطاس الثاني بلا مُحاكمة. ومعه زال آخر بطريركٍ خلقيدونيٍّ شرعيٍّ كان قد أقام في أنطاكية.

كان ثأرُ هِرَقليوس من الفرس (622-629) خلال فترةٍ قصيرة. بعد ذلك ببضع سنوات، ومنذ العام 634، اكتَسَحَتِ الهجمة الإسلاميَّة سوريا بأسرها، بِما فيها أنطاكية، الَّتي وقعت بين أيدي العرب. لَم يُبدِ الشَّعب، المُعادي بأكثريَّته لبيزنطيا، سوى مقاومةٍ ضعيفة، كما فعَلَ تجاه الفرس، هذا إذا لَم يأتِ بموكبٍ لمُلاقاة الفاتِحين(). حاول هرقليوس أن يستعيد تعاطف المُونوفيزيِّين متفاوضًا مع رؤسائهم على أساسٍ عقائديٍّ جديد، أملاً في ترميم الوَحدة المسيحيَّة حول بطريركٍ أنطاكيٍّ واحد. قادته الحملة ضدَّ الفرس عبر آسيا الصُّغرى وبلاد ما بين النَّهرَين وسوريا وفلسطين، وأيقن أنَّ المجادلات ما زالت تضع المسيحيِّين وجهًا لوجه في شأن مَجمع خلقيدونية، فقرَّر أن يضع حدًّا لَها. بنصيحةٍ من سرجيوس، بطريرك القسطنطينيَّة، "إقترح أن يُقبَل ما يعلِّمه المُونوفيزيُّون منذ أمد، أنَّ المسيح لا يَمتلِك سوى قوَّةٍ واحدةٍ لا قُوَّتَين فاعِلَتَين (ένέργεια, operatio) متناسبتَين مع طبيعتَيه. توصَّل المُونوفيزيُّون إلى هذه الفكرة إنطلاقًا من وَحدة الطَّبيعة، عقيدتِهم الأساسيَّة؛ لَم يتمكَّن سرجيوس، الَّذي تَمَسَّك بعقيدة خلقيدونية، من سلوك هذا الطَّريق؛ إنطلق من وَحدة الأقنوم (personne)، وبربطه القوَّة الفاعِلَة بالأقنوم لا بالطبيعة، خَلُص، كما المُنشَقُّون، إلى وَحدة "القوَّة" (énergie). هذا تعليم الْمُونْإِنرجيَّة() (monénergisme): مَتى سُلِّم بأنَّ القوَّة الفاعِلَة هي عمل الأقنوم لا عمل الطَّبيعة، لا يتَّضح لنا جيِّدًا لماذا لا يكون على النَّحو ذاته بالنِّسبة إلى القوى الأخرى، وفعليًّا، لَم يتأخَّر السُّؤال بأن يُطرَح بالنِّسبة إلى المشيئة (volonté): فطُرِحت الْمُونُوتيليَّة() (monothélisme) للبحث على أثَر مذهب الفِعل الواحد"(). سعى هرقليوس أن يضع هدف الوَحدة هذا موضِع التَّنفيذ. ثَمَّة حَدَثان (بين العامَين 628 و 631) أفقداه الأمل والصَّبر. لدى وجوده في الرَّها، وحينما اقترب من المائدة المُقدَّسة، رفض المتروبوليت أشعيا، أن يُشركه في الأسرار ما دام لَم يَحرُم "خطيًّا مَجمع خلقيدونية". أبعد الأمبراطور الغاضب المتروبوليت عن كرسيِّه، وتوجَّه إلى مَنبِج حيث عقد لقاءً مع البطريرك والسُّلطة المُونوفيزيَّتَين؛ لَم تكن النَّتائج أفضل من السَّابق؛ فإن تمّ الاتِّفاق بشأن المُونْإِنرجيَّة -لَم يكن موضوع المُونوتيليَّة قد طُرِحَ بعدُ-، فالمُواجهة قد برزت ثانيةً أيضًا بِخُصوص قرارات خلقيدونية، حتَّى إنَّ هرقليوس، بعد نفاد صبره، "أرسل إلى كلّ أمبراطوريَّته هذا المرسوم: كلّ من لا يتبنَّى (مَجمع خلقيدونية) يُقطع أنفه وأذناه، ويُنهب بيته. فارتدَّ الكثيرون. وأظهر رهبان بِيث مارون (الموارنة) من منبج وحمص مكرهم، ونَهبوا كنائس وأديارًا عديدة. إشتكى رهباننا لدى هرقليوس، الَّذي لَم يستجب لَهم. لذلك، أنقذنا إله الانتقام، بواسطة الإسماعيليِّين (العرب)، من أيدي الرومان. صحيحٌ أنَّنا لَم نستردّ كنائسنا قطّ، فقد ترك العرب الفاتحون لكلّ طائفةٍ ما وجدوه لديها. ولكن لَم يكن زهيدًا ما كسبناه إذ أُعتِقنا من مكر الرُّومان، ومن حقدهم القاسي تجاهنا"().

بينما كان العرب ينتشرون إذًا في سوريا، حيث كانوا يَحتلُّون المُدُن واحدةً تلو الأُخرى وبِخاصَّةٍ حيث كانوا يَجدون من يتواطأ معهم، كان هرقليوس يسعى، بعد الهزيمة الحاسمة لِمَعركة اليَرمُوك (في العام 636)، إلى أن يستعيد الوَحدة المسيحيَّة المُحطَّمة. ففي العام 638، أصدر الإِكْتِز() (Echtèse) الشَّهيرة الَّتي قبلها الشَّرق برمَّته، والَّتي قَبِلَ البابا هونوريوس الأوَّل نفسه، على طريقته، مُحتواها() ذا المنحى المُونُوتيليّ البارز. نظَّم خلفاء هونوريوس مقاومةً مُوَجَّهةً ضدَّ الإِكْتِز، مِمَّا ألزم الأمبراطور قُنسطان الثَّاني إلغاءها في العام 648 واستبدالها بصيغةٍ أُخرى هي لي تِيبْ (Le Type)() الَّتي تُحَرِّم استعمال تعبير "قوَّة" (opération) (ένέργεια)، أو تعبير "مشيئة" (θέλημα)، بُغيةَ وضع حدٍّ للمُجادلات الَّتي ستتواصل على مدى عشرين سنةً إضافيَّةً قبل أن تَهدأ. وسيحرم المجمع المسكونيّ السَّادس، المُلتَئم في القسطنطينيَّة في العامَين 680 و 681، المُونُوتيليَّة نِهائيًّا، بإعلانه أن في المسيح مشيئتَين إلَهيَّةٍ وإنسانيَّة.

لَم يذهب إلى هذا المجمع أيّ أسقفٍ سريانيّ، كما يُظهِر ذلك فحص لائحة الأسماء المجمعيَّة. في الواقع، منذ العام 638، وقعت السُّوريَّتان والفينيقيَّتان (les deux Syries et les deux Phénicies)، وبصورةٍ خاصَّةٍ حماه ومعرَّة النُّعمان وكالسيس وحلب ولاريسَّا واللاذقيَّة وطرطوس وحتَّى أنطاكية بأيدي المُسلِمين. إبَّان المجمع السَّادس، تراجَعَتِ الجدالاتُ بشأن المُونُوتيليَّة شيئًا فشيئًا أمام الغَزو الإسلاميّ، ونَزَحَتْ نَحو الأراضي البيزنطيَّة مع جمهور اليونانيِّين الَّذين انكفأوا إليها. نعتقد، إلاَّ إذا وجِدَ برهان معاكس حاسم، أنَّ مقرَّرات هذا المجمع المُلتَئِم في القسطنطينيَّة لَم تُعرَف قطّ في سوريا إذ ظلُّوا على مواقفهم القديمة حتَّى العام 727، حيث أنَّ هرطقة مشيئتَي المسيح، المُعلَنتَين في المجمع في العام 680، بِحَسَبِ قول ديونيسيوس التّلْمَحْرِي وشهادته، "نُشِرَتْ من قِبَلِ السُّجناء والأسرى الَّذين أتت بِهم عساكر العرب وأسكَنَتْهم في سوريا"().

إذا كان كثيرون من الخلقيدونيِّين السُّريان قد قبلوا الدِّيوتيليَّة (dyothélisme)()، فقد عارضها آخرون، مِمَّا أدَّى إلى انقسام الخلقيدونيِّين الملكيِّين إلى قسمَين: منهم، الموارنة، الَّذين عارضوا صيغة العقيدة، مُعتبرين إيَّاها بِدعةً، ومنهم مَنْ قبلوها وقد تسمَّوا لذلك خلقيدونيِّين مَكسيمُسيِّين، على اسم القدِّيس مَكسيمُس المُعتَرِف الَّذي اضطُهِد فيما مضى ومات في المنفى (في العام 662) بسبب معارضته لـلي تِيبْ المُعلَن سنة 648. هؤلاء الأخيرون انتهى بِهم الأمر إلى أن يَحملوا وحدهم اسم ملكيِّين؛ تَخلَّوا عن اللِّيتورجيَّا الأنطاكيَّة، وتبنَّوا نِهائيًّا في القرن الثَّاني عشر ليتورجيَّا القسطنطينيَّة. أمَّا الموارنة فقد بقوا أمناء للمواقف المُتردِّدة إجمالاً، الَّتي هي مواقف سوريا بأكملها، ومواقف القصر الأمبراطوريّ ومواقف البابا هونوريوس، قبل أن يَحتلَّ العرب أبرشيَّة أنطاكية.       

يُستَند إلى هذه المواقف لدى الكلام على المُونُوتيليَّة لدى الموارنة. أسال هذا الموضوع المثير كثيرًا من الأقلام، ولا نيَّة لدينا الآن في أن نستعيد جدالاً نعتقد أنَّنا تَجاوزناه. شغل الموارنة طويلاً، وكلَّف علماءهم، منذ خمسة قرونٍ تقريبًا، كلّ أنواع المهارات ليجدوا له حلاًّ. مع ذلك، ليس هذا الموضوع سوى نقطةٍ خاصَّةٍ من مسألةٍ أكثر اتِّساعًا، وهي مسألة ثبات الموارنة في الإيمان المستقيم، وهذا هو الموضوع الأحبّ لديهم. وإذا كان من شأن هذه النُّقطة أن تستوقفنا قليلاً، فذاك لأنَّه من الهرطقات الثَّمانية والسَّبعين الَّتي نُسِبَت إلى الموارنة في القرن السَّادس عشر، لَم يبق، حتَّى اليوم، إلاَّ هذا الخطأ العقائديّ الَّذي تتمسَّك به بعض العقول الرصينة، من دون تمييزٍ كافٍ.

 أوَّل من اعترض على هذه التُّهمة كان ماورنيًّا أصبح، فيما بعد، فرنسيسكانيًّا، ثُمَّ أسقفًا على قبرس؛ عُرِف باسم ابن القلاعي. مِنْ مرهج نَمْرُون إلى الدُّويهي فالسّمعاني وإلى الدِّبس() حتَّى المطران يوسف دريان († 1920) الَّذي خصَّ هذا الموضوع بِمُؤَلَّفٍ مُميَّزٍ بِمَوضوعيَّته ورصانته، لَم يَمَلّ الموارنة من تكرار براهينهم، باللاتينيَّة والعربيَّة والفرنسيَّة والإيطاليَّة، لِمن يرغب السَّماع. وحديثًا أيضًا، أعاد المطران بطرس ديب، أسقف القاهرة، النَّظر في المسألة كلِّها من أساسها، وأبان كيف يَجب بتُّها في الوجهة الَّتي سبق وأشار إليها المطران دريان. نُحيلكم() إليه للمرَّة الأخيرة. من دون الدُّخول في تفاصيل جِدالٍ أصبح دون جدوى، لنَكتَفينَّ هنا باختصار المواقف.

يستطيع الَّذين يتمسَّكون بالمُونُوتيليَّة المارونيَّة أن يستندوا إلى ثلاثة أنواعٍ من الشَّهادات. هناك أوَّلاً شهادة المُؤَلِّفين الشَّرقيِّين: شهادة كاهنٍ من القسطنطينيَّة يُدعى ثيموتاوس؛ لكنَّ النَّصّ الَّذي يتركه لنا عن هذا الموضوع سابقٌ للمُونُوتيليَّة. وتَحمل شهادة يوحنَّا الدِّمشقيّ، في مَوضعَين مُختلفَين، علامةً ظاهرةً لتحريفٍ أكيدٍ مُستَنتَجٍ من أقدم مَخطوطات كتاباته. وشهادة القدِّيس جِرمانُس القسطنطينيّ هي نَسيجٌ من التَّناقضات، وكذلك أيضًا شهادة أوطيخا، بطريرك الأسكندريَّة († 940)، الَّذي اعتبر أنَّ القدِّيس مارون نفسه كان مُونُوتيليًّا، قبل وجود هذه اللَّفظة بِمائتَي سنة().

أوطيخا هذا هو الَّذي خدع المُؤَلِّفين الغربيِّين الَّذين نسبوا المُونُوتيليَّة إلى الموارنة. كان، غَليُوم الصُّوريّ (Guillaume de Tyr)، مُؤرِّخ الصَّليبيِّين ، أوَّل مَن نسخ أوطيخا، وهو لَم يُخفِ ذلك(). بالرَّغم من بعض التَّدوينات التَّاريخيَّة القَيِّمة المنقولَة بواقعيَّة، وقع غَليُوم هذا في أغلاطٍ فاحشة، عندما عُنِيَ بالتَّاريخ القديم. فالموارنة، بالنِّسبة إليه، هم اتباع مُبتَدعٍ يُدعى مارون، كما نقرأ في المجمع السَّادس الَّذي عُقِدَ ضدَّهم وفيه حُرموا؛ وبعد أن تبعوا الانحراف طوال خمسمائة سنة، "استدركوا أنفسهم بإلْهامٍ إلَهيٍّ" وذهبوا وأنكروا علنًا البِدعة أمام أَيْمِري (Aiméri) البطريرك اللاتينيّ الثَّالث على أنطاكية نحو العام 1180.

من الثَّابت أن لا صحَّة لكلّ هذا: بين القدَّيس مارون وظهور المُونُوتيليَّة هناك أكثر من مائتَي سنة؛ بالإضافة إلى ذلك، نَحن لَم نقع على أيّ شيءٍ من قول غَليُوم الصُّوريّ إنَّه قرأه في المجمع السَّادس، الَّذي ليس فقط لَم يلتَئِم قطّ ضدَّ موارنة، بل لَم يذكرهم البتَّة.

جاك دي فيتْري (Jacques de Vitry) († 1240) حذا حذو غَليُوم الصُّوريّ، ونشر في الغرب سيرة المُونُوتيليَّة المارونيَّة، كما نشر سيرة مُحمَّد. منذ ذلك الحين، دخل خطأ الموارنة في عادات المُؤَرِّخين، من دون أن يدخل التَّاريخَ في صيغة أنَّه يستحقّ الإدانة أو الحرم على الأقلّ. إنَّه لَمُمِلٌّ أن نضع شجرة نسب علماء البِدَع هؤلاء المهووسين، هؤلاء المفتِّشين بلا رأفة الخالدة ذرِّيتهم والَّذين، من دون أن يتمكَّنوا من الوصول إلى النُّصوص ذاتها، اكتفوا بنقل جاك دي فيتري وغَليُوم الصُّوريّ بكسل.

من جهةٍ أُخرى، لَم يتَّفق هؤلاء المُؤَرِّخون على التَّاريخ الدَّقيق لعودة الموارنة إلى الشَرِكَة مع روما(). بالنِّسبة إلى غَليُوم الصُّوريّ، أنكروا علنًا أمام البطريرك اللاتينيّ، في العام 1180؛ بالنِّسبة إلى آخرين، قد يكون الإنكار على الأصحّ في مَجمع اللاتران من العام 1215؛ لَم يتورَّع آخرون عن القول بأنَّه بعد اتِّحادهم في مَجمع اللاتران، إنفصلوا من جديدٍ عن روما وحُرِموا كهراطقةٍ في مَجمع قونسطانس في العام 1414؛ وحدَّد غيرهم مَجمعَ فلورنسا في العام 1439 كتاريخٍ للاتِّحاد، أو مَجمع اللاتران في العام 1442. إعتقد بعضُهم أنَّهم ارتدُّوا بواسطة فرا غريفون الَّذي "أوقف الشَّمس" في العام 1450 ليُقنعهم بِحَقيقة الكَثلَكَة. أَتُرى الأصحّ أن يكون ابن القلاعي هو الَّذي ردَّهم في العام 1494؟ قال واحدٌ اسمه أَلبِرتينُس أنَّ اتِّحادهم حصل في أيَّامه، خلال مَجمع اللاتران في العام 1525. وقال آخرون أيضًا إنَّ المُوفَد يوحنَّا المعمدان إليانو أعادهم في العام 1580. وهل كانوا بعدُ هراطقةً إلى حين ارتداد بطريركهم جرجس عَميرة فأعادهم في العام 1633؟ وكذلك اليوم، رهبانٌ بِنِديكتيُّون مُطَّلِعون كدوم بوت (Dom Botte) ودوم روسُّو (Dom Rousseau) لَم يتوانيا عن القول في هذا المجال إنَّه "منذ فترة الصَّليبيِّين، ارتبطت (جماعات لبنان) بروما"، "ولو في فتراتٍ مُتَقَطِّعة"().

من الثَّابت أنَّه لَم يتمكَّن أحد من هؤلاء جميعًا أن يراجع الوثائق الَّتي انطلاقًا منها فقط يَجب أن تُدرَس هذه المسألة. بَيدَ أنَّه إلى جانب النُّصوص اللِّيتورجيَّة الكثيرة الَّتي تكرِّر باستمرار أنَّ المسيح هو "كاملٌ في الألوهيَّة، وكاملٌ في الإنسانيَّة" (perfectus in divinitate, perfectus in humanitate)، هناك ثلاث وثائق بالتَّمام يُعتَقَد أنَّها تنحو باتِّجاه المُونُوتيليَّة.

يتعلَّق الأمر أوَّلاً بِمُؤَلَّفَين من القرن الحادي عشر يَحملان اسم أسقفَين مارونيَّين. الأوَّل، هو مَجموعة قانونٍ مدنيٍّ ودينيّ، ترجمها إلى العربيَّة في العام 1059، عن أصلٍ سريانيٍّ مَجهول، أسقفٌ مارونيٌّ يُدعى داود(). بعد أنَّ أكَّد أنَّه "الاه ازلي ليس له ابتدى (ابتداء)، وهو انسان ادمي زماني ذو جسم نفساني حساس، الاه تام بالاهوت الابوية، وانسان تام بالجسم"()، يشير إلى الاتِّفاق التامّ بين الموارنة والملكيِّين، ما عدا بِمَوضوع المشيئتَين الَّذي يؤكِّده هؤلاء الأخيرون؛ "وقالت المارونية: هاتين المشيتين (هاتان المشيئتان اللتان) التي ادعتموها (ادعيتموهما) في المسيح لا تخلوا (تخلوان) من ان تكونا اما متساويين (متساويتين) او متضاددين (متضادّتين). فان كانا (كانتا) متساويتين في جميع حالهما، عاد الامر الى مشية واحدة. وان كانا متداددتين جاء من ذلك ان الجوهر الالهي يشا ما لا يشا الجوهر الانساني. وكذلك  الجوهر الانساني يشا ما لا يشا الجوهر الالهي، واذا حصل ذلك وقع التباين والتدادد، وحصلا اثنان (اثنين) وبطل حكم الاتحد (الاتحاد)، وصار الثالوث رابعًا، وآل الامر الى رأي نسطور"().

ثَمَّة وثيقةٌ أُخرى معاصرةٌ للأُولى تقريبًا، تُسمَّى الْمَقالات العشر، تَحمل اسم مارونيٍّ هو توما، أسقف كفرطاب()، وقد كتبها في العام 1089 جوابًا إلى يوحنَّا، بطريرك أنطاكية الملكيّ. بعد أن أكَّد أنَّ الدِّيوتيليَّة هي من ابتكار مكسيمُس المُعتَرِف، الَّذي نَجح بإفساد بعض الأباطرة، والَّذي أبعد بعض المسيحيِّين الملكيِّين عن إيمان خلقيدونية، بعد أن أعلن أنَّ الكرسيّ الرُّومانيّ رفض هذه البِدعة، يؤكِّد توما ثانيةً إيمانه بالمجامع الخمسة الأولى؛ ويشدِّد على وجود طبيعتَين كاملتَين، لكلٍّ منهما خصائص مُميَّزة، لكنَّهما متَّحِدتَان بالأقنوم الوحيد للابن. وبشأن المشيئة، يقيم مقابلة (parallélisme) بين المسيح وآدم. طُعِّمَ آدم، بعد خطيئته، بِمَشيئةٍ جديدةٍ عَرَضيَّةٍ ميَّالَةٍ إلى الشَّرّ و"غريبةٍ عن مشيئة طبيعته الأصليَّة"؛ من هنا الشَّريعتان المُتعارضتان اللَّتان تعملان فيه، كما يذكر مار بولس؛ أمَّا المسيح، آدم الجديد، الَّذي شابَهَنا في كلّ شيءٍ ما عدا الخطيئة، فهو بِمَنأًى إذًا عن هذه المشيئة المتعارضة مع شريعة الرُّوح والَّتي تشدُّ الإنسان صوب الشَّرّ. "بخلاف ذلك، تُضطرّ أن تقبل فيه (المسيح) أقنومَين، ابنَين ومسيحَين، مستعيدًا بذلك ضلال نسطوريوس"().

نصٌّ أخيرٌ نَبَشَهُ البطريرك الدُّويهي()، وفيه تأكيدٌ للمُونُوتيليَّة وَفقًا للوثيقتَين السَّابقتَين. هذه المُونُوتيليَّة مدعومةٌ ببراهين مستمدَّة من أعمال المسيح وأقواله في الإنجيل؛ هكذا عندما يقول للأبرص: قد شِئتُ، فاطهُرْ()؛ وعندما يقول: ما جئت أعمل مشيئتي، بل مشيئة من أرسلني()؛ عندما صلَّى في الجَسمانيَّة: فلتكُنْ مشيئتُك لا مشيئتي().

يَنجُمُ عن الجَهْرِ بهذه العقائد الإيمانيَّة المُونُوتيليَّة في الظاهِر، أنَّ هَمَّ الموارنة كان يكمن في صيانة العقيدة الخلقيدونية الَّتي حاربوا وأهرقوا دماءهم من أجلها. فقد شدَّدوا، في كلّ مكان، على طبيعتَي المسيح: إلهٌ كاملٌ وإنسانٌ كاملٌ، يَمتلك كلّ خصائص الطَّبيعة الإنسانيَّة. فكيف يَمكنهم، بعد ذلك، أن يرفضوا المشيئة الإنسانيَّة، الَّتي هي إحدى خصائص هذه الطَّبيعة؟ لذا، هم لا يرفضونَها إلاَّ عندما تتعارض مع المشيئة الإلَهيَّة، وعندما تُوجِدُ في المسيح "إِنسانَين"؛ من هنا، الخاتِمَة الَّتي تَرِدُ كلَّ مرَّةٍ بعد برهانِهم: إذا قبِلنا هاتَين المشيئتَين، فمعنى ذلك وجود  أقنومَين في الابن، (وهذا) رأي نسطوريوس، ويصبح الثَّالوث بالتَّالي رابُوعًا (quaternité). ترتكز مُونُوتيليَّتهم كلّها على سوء الفهم الفلسفيّ هذا: ألمشيئة هي شأن الأُقنوم لا شأن الطَّبيعة.

في كلِّ ذلك، يعتقد الموارنة، كما يؤكِّد توما الكفرطابيّ()، أنَّهم على اتِّفاقٍ مع اللاتين، ويستندون إلى المجامع السَّابقة الَّتي لَم تقل شيئًا مُماثلاً. وحتَّى القرن الحادي عشر، لَم يكن الموارنة قد أخذوا عِلمًا بوجود المجمع السَّادس. لَم تنتشر الدِّيوتيليَّة، المُحدَّدة في هذا المجمع، في سوريا إلاَّ بواسطة الأسرى والسُّجناء الَّذين لَم يكن معهم، والحالة هذه، أيّ تفويضٍ رسميّ. فاستنتج الموارنة أنَّ القسطنطينيَّة قد وقعت في الضَّلال، وهذا كان أمرًا مألوفًا في القصر الأمبراطوريّ. سابقًا، طلبوا تدخُّل البابا في نزاعاتِهم مع المونوفيزيِّين؛ الآن، بكونِهم معزولِينَ عن بيزنطيا والكرسي المُقدَّس بفعل الاحتلال العربيّ، لَم يستطيعوا سوى أن يعتصموا بالمواقف الَّتي كانت مواقف سوريا قبل الاحتلال، ومواقف القسطنطينيَّة وروما نفسها.

   بَيدَ أنَّ نصوصهم، كما هي، لا تَتضمَّن أكثر مِمَّا تَتضمَّنه رسالة البابا هونوريوس مهما كانت سيِّئة: "لذلك، فإنَّنا نعترف (بوجود) إرادةٍ واحدةٍ في سيِّدنا يسوع المسيح" («Unde et unam voluntatem fatemur Domini nostri Jesus Christi …»)(). فبقَدْرِ ما كان البابا هونوريوس معتَنقُ بِدعة،- ومن المُتوافق عليه أنَّه لَم يكن كذلك-، كذلك كان الموارنة أصحاب بِدعة()؛ ولكن قضيَّتهم كانت أقلّ ثقلاً وأقلّ امتدادًا؛ بالواقع، لا تُلزم بدعتُهم أيَّة قيمةٍ من القيم الَّتي يُمكن أن تُلزِم بِها بدعة البابا هونوريوس المحرُوم، مع ذلك، من المجمع المسكونيّ السَّادس ومن خلفه البابا لاون الثَّاني()؛ على العكس، هذا يدلُّ كما لاحظ ذلك ريشار سيمون()، أنَّهم ارتدُّوا بفضل غَيرَة المُرسلين والمُوفَدين اللاتين. كلُّ واحدٍ من هؤلاء يستطيع أن يدَّعي أنَّه أرجعهم إلى المُعتقد القويم، وأن يَحصل كغَليُوم الصُّوريّ، عند رجوعه من هذا العمل الرَّسوليّ الباهر، على مركزٍ أرفع أو مَكسَبٍ أكثر فائدة. فهؤلاء هم الَّذين أضلُّوا البابَوات، الَّذين منذ براءة إِينُّوشِنْسيوس الثَّالث في العام 1215، ما فَتِئُوا يذكِّرون، في كتاباتِهم إلى البطاركة الموارنة، بعودة الجماعة إلى الحظيرة الحقيقيَّة: "أيَّتُها الخراف الضَّالَّة، ألا تعلمين أنَّ للمسيح خطِّيبةً واحدةً … منذ زمنٍ قريبٍ عُدتم إلى راعيكم، بإلهامٍ من الرَّبّ"(). يَستَلهم البابا هنا "الإلْهام الإلَهيّ" الَّذي تكلَّم عنه غَليُوم الصُّوريّ، وستكون براءته، على ما سيذكر دَنديني في القرن السَّادس عشر، مثالاً يَحتذي به البابَوات اللاحقون، والَّذين "أُخِذَت براءاتهم كلمةً كلمةً من براءة إِينُّوشِنْسيوس الثَّالث"(). بعض المؤرِّخين اللاتين الَّّذين يَجب ألاَّ تُذكَر أسماؤهم هنا، ما زالوا مع ذلك وحتَّى يومنا يَجدون في هذا النصّ زدًا لِهَوَسِهم، وذلك لعدم تَمَكُّنهم من العودة إلى الينابيع. وحتَّى ولو ارتَووا، سيبقَون عطاشًا دائمًا لعِلْمِ البِدَع (hérésiologie).

كان عيب المُتَّهِمين الأساسيّ دائمًا عدم التَّمييز بين البِدعَة، وهي التَّعلُّق بنقطةٍ مُدانَةٍ من العقيدة، وبين تبايناتٍ واختلافاتٍ في الصِّياغة اللاهوتيَّة والطَّقسيَّة. إنَّ التَّقليد الرُّومانيّ هو دائمًا بالنِّسبة إليهم معيار الإيمان، ليس فقط في شأن الإيمان، -وهذا لا يقبل المُنازعة، ولِهَذا السَّبب عندما عرف الموارنة، من خلال الصَّليبيِّين، وجود المجمع السَّادس وتثبيته من قِبَلِ روما، أقرُّوا بأنَّ ذلك هو إيمانهم-، ولكن أيضًا على مستوى التَّعبير اللاهوتيّ، والمُمارسة الطَّقسيَّة والتَّشريع الكنسيّ، ما سبَّب دائمًا التباسًا وَلَّدَ الكثير من سوء التَّفاهم بين الشَّرق والغرب. إضطرَّ الموارنة، لكونِهم في فترةٍ معيَّنةٍ من التَّاريخ، المسيحيِّين الوحيدِين في الشَّرق المُشارِكين شَراكَةً كاملةً مع روما كما يقولون، أن يقبلوا العادات الرُّومانيَّة ليثبِتوا ذلك. منذ  إِينُّوشِنْسيوس الثَّالث وقد أنذَرهم الأمر "للمحافظة بدون انثلام ما هو للكنيسة الرُّومانيَّة" («inviolabiter observari quos in Ecclesia Romana …»)، وهم، "قَبِلوا باحترامٍ وخضوعٍ كأبناء الطاعة" («tamquam obedientiæ filii, devote ac humiliter receperunt»)(). إذا كان برهان الأمانة هذا من خلال النّكران جعلهم غير مرغُوبٍ بِهم بأعين العلماء اللِّيتورجيِّين لكونِهم أفرطوا في نزعتهم اللاَّتينيَّة، فهو (البرهان) لَم يُفِدْهم كثيرًا تُجاه المُؤرِّخين المُتخصِّصين بنقض ضلالات الآخرين.

 

«مناوشات شخصية» تلعب بأركان النظام في طهران!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/16 شباط/2023

تقول مصادر غربية مطلعة إن مرشد الجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، استشاط غضباً، عندما علم بتنفيذ حكم الإعدام بحق وزير الدفاع الأسبق، علي رضا أكبري، في 14 يناير (كانون الثاني) الماضي، خصوصاً أنه سبق أن طلب من رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، أن يستعمل صلاحياته؛ بتحويل حكم الإعدام إلى السجن المؤبد. وقد أدرك المرشد عندها أن ابتعاده عن الإدارة اليومية لشؤون البلاد، بسبب وضعه الصحي الدقيق، نتج عنه صراع بين مراكز القوى في الجمهورية الإسلامية، أصبح، مع إعدام أكبري، صراعاً دموياً خطيراً. وقد نما إلى المرشد أن إبراهيم رئيسي علم بزيارة علي لاريجاني له عند اندلاع ثورة النساء أو انتفاضة مهسا أميني، التي انتقد فيها أداء رئيسي في معالجة الأحداث، فأمر بالإسراع بتنفيذ حكم إعدام أكبري انتقاماً وترهيباً للاريجاني الذي كان صديقه المقرب، وبذلك ضرب بنصيحة المرشد له عرض الحائط.

تقول المصادر نفسها إن علي خامئني طلب من ابنه مجتبى أن يصطحب علي لاريجاني لعقد اجتماع عاجل معه، وتمّت تلبية الطلب في اليوم نفسه. قال المرشد للاريجاني الذي ترأس البرلمان الإيراني سابقاً إنه أخطأ بتقييمه لأداء رئيسي، رغم الشكوى التي أبلغها إليه.

وسأل لاريجاني عن تصوره للحل، أجاب أنه يعتقد أن العنف ليس الحل، لأنه يولِّد يأساً وحقداً وغضباً، ما يؤدي إلى عنف مضاد. أكمل لاريجاني أن أول عمل يجب أن يحصل إطلاق سراح آلاف المعتقلين بأمر منه كمرشد أعلى، وليس من إبراهيم رئيسي، الذي فقد ثقة معظم الناس، ومن بعد ذلك يجب إنهاء الإجراءات الأمنية المتشددة التي يقوم بتنفيذها جهاز «الباسيج»، وإعادة الإنترنت وجميع وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول النشطاء إن قوات الأمن قتلت أكثر من 520 شخصاً، من بينهم عشرات الأطفال، واحتجزت أكثر من 19000 شخص. بعد الاعتقالات غير القانونية والمحاكمات المتحيزة، أصدر القضاء أحكاماً صارمة، بما في ذلك عقوبة الإعدام على المتظاهرين.

كان دانيال أغيلي، البالغ من العمر 19 عاماً، يكتب على الجدران لدعم الاحتجاجات النسائية في طهران، في 11 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما تصدت له القوات المسلحة واعتقلته.

حسبما تسرب، فإنه خلال الـ48 ساعة الأولى من احتجازه، ضربه سجانوه باستمرار، ولم يعطوه أي شيء ليأكله أو يشربه.

ثم تُرك في البرد لساعات، مع دلو من الثلج على جسده.

ست مرات على الأقل، وضع المحققون مسدس صاعقة على رقبة أجيلي حتى أُغمي عليه، لبضع دقائق، واعتُقد أنه مات.

بعد انتهاء اجتماع خامنئي - لاريجاني الذي دام وقتاً طويلاً، على الرغم من نصيحة الأطباء بعدم إجهاد المرشد، اتصل خامنئي بإبراهيم رئيسي، وطلب منه الحضور إلى منزله لاجتماع مهم، وقد ألغى رئيسي مواعيده، وتوجه إلى منزل خامنئي، وكان اجتماعاً قصيراً أبلغ فيه المرشد الأعلى قراره بإطلاق سراح الموقوفين جميعاً، ودون استثناء، وفوراً، ورَفْع جميع الإجراءات الأمنية الاستثنائية، وبقي رئيسي واقفاً خلال اللقاء، وخرج منه وقد بدت على وجهه معالم مَن يصاب بصدمة. وقد تم تنفيذ أوامر المرشد على الفور، وصدر بيان تم تعميمه على جميع وكالات الأخبار.

وتكررت قراءته في نشرات الأخبار التلفزيونية، لتأكيد تعليمات علي خامنئي. ولقد رحَّب بعض المنتفضين بقرار خامنئي، ولكن التزمت الغالبية صمت الرفض لمعالجات آنية لا تطال جوهر المشكل، وهو النظام المتحجّر.

للالتفاف على هذه الثورة ضد طريقة حكمه، يتصرَّف رئيسي تصرفَ مسؤولٍ يعمل على تثبيت دور ونفوذ إيران بين الدول الكبرى المناهضة للولايات المتحدة. يدّعي أنه فوق كل هذه «المناوشات الشخصية»، ويعمل وكأن مجرد غبار علق بثيابه، والحاجة فقط إلى تمرير يديه لتعود ثيابه برّاقة.

وها هو قد توجه إلى الصين، يوم الثلاثاء الماضي، في رحلة تستغرق 3 أيام. هذه أول زيارة دولة يقوم بها رئيسي إلى الصين، وأول زيارة دولة لرئيس إيراني منذ 20 عاماً، ومن المتوقَّع أن تؤدي إلى تعميق العلاقات بين الشريكين السياسيين والاقتصاديين اللذين يعارضان الهيمنة الغربية التي تقودها الولايات المتحدة على الشؤون الدولية. الصين مشترٍ رئيسي للنفط الإيراني. وفي عام 2021، وقَّعت مع إيران اتفاقية تعاون استراتيجي بمليارات الدولارات، مدتها 25 عاماً، تغطي الأنشطة الاقتصادية الرئيسية؛ من النفط والتعدين إلى الصناعة والنقل والزراعة.

لكلا البلدين علاقات متوترة مع الولايات المتحدة، ويسعيان إلى إظهار نفسيهما كثقل موازن للقوة الأميركية إلى جانب روسيا.

وكانت واشنطن اتهمت إيران ببيع مئات الطائرات من دون طيار الهجومية إلى روسيا لمساعدتها في حربها على أوكرانيا، وفرضت عقوبات على المديرين التنفيذيين لشركة تصنيع طائرات من دون طيار إيرانية. في الوقت نفسه، ازدادت العلاقات بين موسكو وبكين قوة.

على كلٍّ، فإن ما أدركه علي خامنئي بعد إعدام أكبري أن معركة وراثته أصبحت دموية، وأن عليه العمل لانتقال سلطاته في الوقت المتبقي من حياته، وإلا فإن النظام برمته سيكون في خطر الزوال لتدخل إيران في المجهول. فالديمقراطية الإيرانية بدعة، رغم الانتخابات البرلمانية، والنظام شمولي أوتوقراطي بامتياز؛ إذ إن انتقاء رئيس الجمهورية أمر منوط بالمرشد الأعلى ولا أحد غيره، والأخير يدّعي شرعية مستمدة من الله. وعليه، فإن غياب المرشد يخلق فراغاً في أهم مراكز النظام على الإطلاق، ومن هنا نفهم مدى حدة الصراع على مركز المرشد الأعلى. وترف الوقت لم يعد متوفراً لعلي خامنئي، لأنه ناهز الـ86 عاماً من العمر، ويعاني من وضع صحي دقيق جداً، وأضحى لا يملك الحضور الوازن الذي تمتع به منذ أن تسلَّم زمام الأمور من سلفه، روح الله مصطفى الخميني، ولأكثر من أربعين عاماً. هناك الكثير من المراقبين الذين يشككون في إمكانية ترتيبه لانتقال سلس وسلمي لسلطاته في هذه المرحلة؛ فالمحافظون المتشددون، ومِن ضمنهم إبراهيم رئيسي، يملكون القوة المسلحة، وهم ينتظرون الفرصة للانقضاض على أركان النظام، الذين يتطلعون إلى نهج جديد يواكب العصر، وتطلعات الشباب، ويشابه التغييرات الثورية التي حصلت في بعض مجتمعات المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية. هذا الانقسام بين أركان النظام يصعب منع اصطدامه، بعد غياب خامنئي، إذ عندها سيدخل نظام الملالي في صراع حاد تتداخل فيه عدة أحزاب وقوى وقضايا داخل إيران وفي المنطقة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

الراعي في رسالة الصوم: ما نعيش اليوم من أزمات مرده إلى فكفكة مثلث الصوم والصلاة والصدقة

وطنية/16 شباط/2023

وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي رسالة الصوم الثالثة عشرة جاء فيها الآتي:

 "إلى إخواننا السادة المطارنة الأجلاء،

وقدس الرؤساء العامين والرئيسات العامات،

وأبنائنا الكهنة والرهبان والراهبات المحترمين،

وسائر أبناء كنيستنا المارونية وبناتها

في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار الأحباء،

السلام والبركة الرسولية

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان (متى 4: 4)

1. بعد أن صام ربنا يسوع في البرية أربعين نهارا وأربعين ليلا، وجاع، دنا منه المجرب وقال له: "إن كنت أنت ابن الله، فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا". فأجابه وقال: "مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4: 3-4).

2. بهذا الجواب يتضح أن الإنسان بحاجة في آن إلى خبزين، لا يمكن الإستغناء عن أي منهما للعيش: الخبز المادي وخبز كلمة الله.

الخبز المادي

 هو اليوم حاجة شعبنا الجائع، وغيره من شعوب الأرض، بسبب الأزمات السياسية والإقتصادية والمعيشية والمالية، وبسبب الحروب والتهجير والتشريد وهدم البيوت، وبسبب عوامل الطبيعة كالزلزال الذي أصاب تركيا وسوريا. ولذا، زمن الصوم الكبير هو زمن خدمة المحبة بالشكل المكثف في البطريركية والأبرشيات والرعايا والرهبانيات والأديار والمؤسسات الكنسية. وفيه تنظم كاريتاس-لبنان حملتها السنوية في الرعايا والمؤسسات الكنسية والخاصة والرسمية، وعلى الطرقات العامة، في جميع المناطق اللبنانية. إننا نحيي شبيبة كاريتاس المتطوعين، ونشكرهم على ما سيعانون من تعب الوقوف والحر والبرد. ونسأل الله أن يكافئهم على تعبهم.

كذلك الصليب الأحمر اللبناني ينظم حملته السنوية، بالتنسيق مع حملة رابطة كاريتاس بحيث تأتي متكاملة معها في الأزمنة. متجنبة حصولها في الزمن الواحد.

3. إن زمن الصوم الكبير يضع كل واحد منا في حالة الواجب على مساعدة إخوتنا وأخواتنا من باب العدالة والتضامن والمسؤولية. الصيام يتضمن بحد ذاته الصدقة التي هي إشراك من هو في حاجة مما نملك، أكان كثيرا أم قليلا".

تقاسم خيرات الدنيا هو طريقنا إلى الله، وواجب نؤدي الحساب عنه، أخلاصا أبديا أم هلاكا، كما يؤكد الرب يسوع في إنجيل الدينونة العامة: "هلموا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ إنشاء العالم، لأني جعت فأطعمتموني ... وابعدوا عني يا ملاعين إلى نار الأبد، لأني جعت فما أطعمتموني ... (راجع متى 25: 34-35). وكذلك في إنجيل الغني ولعازر (لو 16: 19-32).

يقول القديس باسيليوس الكبير "لا يحق لك أن تستعمل مالك كمتمتع به على هواك، بل كموكل عليه"؛ والقديس غريغوريوس النيصي: "ما يفيض عنك ليس لك، فلا تستطيع أن تجعل نفسك مالكا". قاعدة الصيام هي أنك ما تدخره بصيامك تساعد به من هم في حاجة.

خبز كلام الله

4. الحاجة الثانية الضرورية مع الأولى، بل تفوقها، هي "الجوع إلى كل كلمة تخرج من فم الله" (متى 4-4). يسوع، عندما صام عن الخبز المادي، كان يغتذي من كلام الله، من إرادة الآب حتى تماهى بالكلية مع الكلمة، بل هو إياها، فأصبحت جسده في سر القربان. هذا ما أكده للجموع بقوله: "أنا هو خبز الحياة. آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا ... أنا هو الخبز الحي الذي نزلت من السماء، فمن يأكل من هذا الخبز يحيى إلى الأبد. والخبز الذي أعطيه أنا، هو جسدي الذي أعطيه لأجل حياة العالم" (يو 6: 48-51).

5. في عظة قداسة البابا فرنسيس، في أحد كلمة الله (22 كانون الثاني 2023)، تكلم عن واجب السماع لكلمة الله، لأننا بسماعها نتوب ونبدل مجرى حياتنا وتصرفاتنا ووجهة نظرنا، ونقرأ أحداث الحياة على ضوء هذه الكلمة لئلا نعيشها كمجرد لغز.

يؤكد قداسة البابا ثلاثا:

أولا، كلمة الله موجهة للجميع

6. كان يسوع يجول في القرى والمدن ويعلن كلمة الله. كان في حركة دائمة، وفي كل منطقة ومكان. أعلن الكلمة للمؤمنين وغير المؤمنين، للخطأة وللوثنيين، كلمته حب ورحمة وشفاء. ويريد أن يكون إعلان هذه الكلمة واجبا أساسيا في حياة الجماعة الكنسية.

ثانيا، كلمة الله تدعو إلى التوبة

7. افتتح يسوع رسالته حالا بعد صومه الأربعيني بهذه الدعوة: "توبوا، لقد اقترب ملكوت السماء" (متى 4: 17). فكلام الله مثل سيف ذي حدين، كما نقرأ في الرسالة إلى العبرانيين: "إن كلمة الله حية وفعالة، وأمضى من سيف ذي حدين، وهي تلج حتى مفرق النفس والروح، والمفاصل والمخ والعظام، وتحكم على مقاصد القلب وأفكاره" (عب 4: 12).

ما لم يضع كل واحد وواحدة منا ذاته تحت مجهر كلمة الله، لن يستطيع أن يغير شيئا في حياته ومسلكه ورأيه وعاداته وشوائبه وأخطائه.

ثالثا، كلمة الله تجعلنا معلنين بشراها

8.  بعد أن أعلن يسوع كلام الملكوت دعى تلاميذه الأول، واحدا تلو الآخر. فكان أولهم سمعان وأخوه أندراوس. كانا صيادي سمك، فمر بهما على الشاطئ وقال: "اتبعاني، أجعلكما صيادي الناس" (متى 4: 19). فتبعاه وسلمهم شبكة كلمة الله ومحبته فاصطادا بها جميع الناس، فيما هما يبحران في بحر هذا العالم. من دون إعلان كلمة الله في كل مكان ولكل شعب، لا تستطيع الكنيسة أن تبتغي الإيمان. فالإيمان من السماع، والسماع يقتضي مبشرين، على ما يقول بولس الرسول (راجع روم 10: 14).

9. عندما صام يسوع أربعين نهارا وأربعين ليلا، كان في حالة صلاة. فالصيام يقتضي الصلاة، لكي ينفتح الإنسان على كلام الله ويصغي إليه بقلبه، ولكي تحيا فيه محبة الفقراء فيمد لهم يد الصدقة. صوم وصلاة وصدقة هذا المثلث يشكل كيان الصوم الكبير. وهو كيان لا يقبل التجزئة.

ما نعيش اليوم من أزمات سياسية تتسبب بالأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية، إنما مرده فكفكة هذا المثلث. فليعد كل واحد منا من موقعه وواقعه ومسؤوليته، ويبحث عن الخلل عنده في أركان هذا المثلث.

توجيهات راعوية

أ- الصوم والقطاعة والاعفاء منهما

10. الصيام هو الإمتناع عن الطعام من نصف الليل حتى الظهر، مع إمكانية شرب الماء فقط، من إثنين الرماد (20 شباط) حتى سبت النور (8 نيسان)، باستثناء الأعياد التالية: مار يوحنا مارون (2 آذار)، الأربعون شهيدا (9 آذار)، مار يوسف (19 آذار)، بشارة العذراء (25 آذار)؛ وشفيع الرعية؛ وباستثناء السبت والأحد من كل أسبوع، بحسب تعليم القوانين الرسولية (سنة 380). ففي السبت تذكار الخلق، وفي الأحد تذكار القيامة. تستثني هذه القوانين سبت النور " لأن اليوم الذي كان فيه الخالق تحت الثرى، لا يحسن الإبتهاج والعيد، فالخالق يفوق جميع خلائقه في الطبيعة والإكرام".

11. القطاعة هي الإمتناع عن أكل اللحم والبياض طيلة الأسبوع الأول من الصوم، وأسبوع الآلام، وفي كل يوم جمعة على مدار السنة، ما عدا الفترة الواقعة بين عيدي الفصح والعنصرة، والميلاد والدنح، والأعياد الليتورجية الواجبة فيها المشاركة بالقداس الإلهي مثل: الميلاد، والغطاس، وتقدمة المسيح إلى الهيكل، ومار مارون، ومار يوسف، والصعود، والرسولين بطرس وبولس، وتجلي الرب، وانتقال العذراء إلى السماء، وارتفاع الصليب، وجميع القديسين، والحبل بلا دنس، وعيد شفيع الرعية.

12. يعفى من الصوم والقطاعة على وجه عام المرضى والعجزة الذين يفرض عليهم واقعهم الصحي تناول الطعام ليتقووا وخصوصا أولئك الذين يتناولون الأدوية المرتبطة بأمراضهم المزمنة والذين هم في أوضاع صحية خاصة ودقيقة، بالإضافة إلى المرضى الذين يخضعون للاستشفاء المؤقت أو الدوري. ومعلوم أن الأولاد يبدأون الصوم في السنة التي تلي قربانتهم الأولى، مع اعتبار أوضاعهم في أيام الدراسة. هؤلاء المعفيون من شريعة الصوم والقطاعة مدعوون للاكتفاء بفطور قليل كاف لتناول الدواء، أو لمتابعة الدروس إذا كانوا تلامذة وطلابا. المعفيون مدعوون للتعويض بأعمال خير ورحمة ومحبة.

ب – القطاعات خارج زمن الصوم الكبير

13. تمارس القطاعة خارج زمن الصوم الكبير بحسب العادة التقوية، القديمة العهد، والمحافظ عليها في جميع الكنائس الشرقية، الكاثوليكية والأرثوذكسية، استعدادا لأعياد محددة وحصرنا كل واحدة بأسبوع تسهيلا للمؤمنين، وهي: قطاعة ميلاد الرب يسوع، من 16 إلى 24 كانون الأول، وقطاعة القديسين الرسولين بطرس وبولس من 21 إلى 28 حزيران، وقطاعة انتقال السيدة العذراء إلى السماء من 8 الى 14 آب.

ج - الصوم القرباني

14. هو الامتناع عن تناول الطعام ابتداء من نصف الليل قبل المناولة أو على الأقل ساعة قبل بدء القداس، استعدادا للإتحاد بالرب بمناولة جسده ودمه.

الخاتمة

15. مع الكنيسة الجامعة نسير كنيسة سينودسية بمرحلتها القارية في زمن الصوم الكبير، بقيادة قداسة البابا فرنسيس، ملتزمين ببناء الشركة، وهي الاتحاد العمودي مع الله، والوحدة الأفقية مع جميع الناس؛ وبالمشاركة في خيرات الأرض مع المحتاجين من إخوتنا وأخواتنا؛ وبالقيام برسالة إعلان كلمة الله، ورفع الصلاة الى الله من أجل السلام في أوطاننا، وبخاصة في بلدان الشرق الأوسط وفي لبنان.

 

الجبهة المسيحية: خلو الساحة السياسية من الحلول فاقم الوضع المعيشي

وطنية/16 شباط/2023

عقدت الجبهة المسيحية اجتماعها الدوري في مركزها في الأشرفية ، ورأت في بيان، ان "خلو الساحة السياسية من الحلول على كل  الصعد ، فاقم الوضع المعيشي وأصبح أكثر مأسويا على الرغم من أن العلة ظاهرة والمسبب واضح ومدلول، إلا ان القوى السياسية تقف عاجزة امام فظاعة الإجرام الذي يمارسه الإحتلال الإيراني عبر عملاء الداخل". ودعت القوى السياسية الحرة للتكتل عبر نوابها الى "توقيع وثيقة من أجل الدفع نحو المطالبة بتطبيق القرار 1559 الذي يمثل المدخل الرئيسي إلى الحل في كل مفاصل الأزمات المتراكمة على اللبنانيين"، مطالبة ب"تنفيذ خطة المناطق المحررة من سلطة حزب الله بحماية الجيش اللبناني وربما مراقبين دوليين، كحل موقت يقي الراغبين بالتفلت من قبضة الإحتلال لحين استرداد الدولة سيطرتها على كامل أراضيها بقوة القانون لا بمنطق الإستقواء".

وحذرت من "الاوضاع المعيشية المأسوية التي اوصلت البلاد الى الإنهيار التام بخطة ممنهجة، وقد تنذر هذه الأوضاع  بفوضى شعبية عارمة وما قد ينتج منها".

 

المودعون اضرموا النيران امام منزل سليم صفير في سن الفيل

وطنية/16 شباط/2023

أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" بوصول عدد من المودعين الى امام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في سن الفيل واضرموا النيران امام مدخل المبنى بعدما كانوا حاولوا خلع البوابة الخارجية، في ظل اجراءات امنية.

 

ميقاتي ينفي الاشاعات حول المركزي

صحف/16 شباط/2023

نفى المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ما يتم التداول بكلام منسوب الى مصادر ميقاتي بأن مصرف لبنان فقد السيطرة على السوق، وأنه قد يكون من الصعب إعادة ضبط الأمور، إلا في حال حصول خطوة سياسية كبيرة.

وأكد أن الجهود متواصلة لمعالجة الاوضاع المالية، موضحًا أن أي موقف يصدر عنه مباشرة أو عبر مكتبه الاعلامي.

 

بري استقبل السفير الإيراني وعمرو موسى والعريضي ومحور البحث الاوضاع في لبنان والمنطقة

وطنية/16 شباط/2023

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان مجتبى أماني، حيث تم عرض للمستجدات والأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

واستقبل الرئيس بري الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى حيث تناول البحث آخر المستجدات في لبنان والمنطقة .

والتقى بري الوزير السابق غازي العريضي وبحث معه في الاوضاع العامة والمستجدات السياسية.

 

السيد نصر الله: من يريد ان يدفع لبنان الى الفوضى او الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لا يخطر له في بال

المنار/16 شباط/2023

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله انه من دماء الشهداء القادة وكل الشهداء تحققت انجازات كبرى، مسؤولية الجميع ان نحافظ عليها وهي المعركة التي تخاض الان. وقال : من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت انجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الاسرى واستعادة الدولة والسلم الاهلي في لبنان وتحرير المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز.

واضاف في احتفال ذكرى الشهداء القادة ان من اهم عناوين المعركة التي تخاض الان وخصوصا بعد تشرين 2019 هو الحفاظ على الانجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى 40 عاما. وقال ان  لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادة لبنان الى السيطرة الأميركية، ورأى ان المطلوب اميركياً ان يفقد الشعب ثقته بكل قادته والمؤسسات السياسية كما فعلوا في الكثير من الثورات البرتقالية بمجرد ان يفقدوا الثقة بقادتهم.

واشار السيد نصر الله ان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما القى محاضرة في احدى الجامعات الاميركية في 21/4/2022 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول،  أوباما يقول “نحتاج فقط الى افساد الراي العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح اسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات”. وقال سماحته: نحن امام هذا التحدي والذي تأتي فيه ادوات سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء. ولفت ان  الفساد والخلل والاخطاء في الادارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية. وشدد على ان علينا ان نتحمل المسؤولية ونتعاون ونسقط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان.

وقال سماحته : نستحضر الشهداء القادة في كل عام وفاء لهم ولجهادهم وتضحياتهم لهؤلاء الرجال العظام وتلك السيد الجليلة أم ياسر ونحيي ذكراهم تعريفا وتذكيرا بهم من جديد لأن الكثير من الأجيال الحاضرة قد لا يعرفون من 40 أو 30 سنة ماذا حصل لديهم. واضاف: نحن نواجه ظروفا صعبة وتحديات كبرى فنعود اليهم وهم الذين تحركوا في ظروف صعبة حيث وقف قادتنا الشهداء وقالوا كلمتهم بجرأة وصراحة ولم ييأسوا وكانت خياراتهم توصف بالجنون ولكن لم يملوا ولم يضعفوا، قادتنا الشهداء تمسكوا بخيار المقاومة رغم كل الصعوبات والخذلان والطعن في الظهر.

وحول الاوضاع المالية والاقتصادية قال سماحته ان الوضع الاقتصادي يشغل بال اللبنانيين جميعا وعلينا التفتيش عن حلول، مشيرا ان  ما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأميركية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة. وقال ان علينا احياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز مشددا على اننا لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا.

وحذر السيد نصر الله انه اذا كان الاميركيون او البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد اقول لهم انتم ستخسرون كل شيء في لبنان واضاف: من يراهن ان المعاناة او الالم يمكن ان يدفع هذه البيئة الى التخلي عن خيارها والوصية الاساس وانجازات الحاج عماد مغنية اي التخلي عن مقوم امنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم وقال سماحته:  اذا دفعتم الى الفوضى في لبنان فستخسرون وستمتد ايدينا الى ربيبتكم “اسرائيل”، من يريد ان يدفع لبنان الى الفوضى او الانهيار عليه ان يتوقع منا ما لم يخطر في بال او وهم وان غدا لناظره قريب.

وحول الزلزال الذي وقع منذ ايام قال سماحته ان اهم حدث في منطقتنا خلال الاسبوعين الاخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، وجدد التعازي للقيادتين وللشعبين السوري والتركي ولعائلات الضحايا المفجوعةمعتبرا اننا امام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لانسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية. وقال : أمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بانسانية ويضعون الصراعات السياسية جانبا وتصبح الاولوية هي المسارعة الى انقاذ من هم تحت الانقاض ولاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الانقاض واعادتهم الى عائلاتهم. واعتبر انه  في هذا الامتحان سقطت مجددا الادارة الاميركية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة مشيرا اننا كنا نتطلع ان يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا. ولفت اننا شهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والاعلام في العالم تجاه الضحايا على الاراضي التركية وتجاه الضحايا على الاراضي السورية وهذا سقوط انساني مروع. وقال السيد نصر الله ان الإدارة الأميركية تركت الناس يموتون في الأيام الاولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا وانتظرت 9 ايام حتى اقدمت على القيام بإستثناء محدود لسوريا فيما خص قانون قيصر.

بالموضوع الفلسطيني قال السيد نصرالله ان حكومة العدو الحمقاء قد تدفع باتجاه التصعيد في كل المنطقة وهذا امر وارد سيما اذا تم المس بالمسجد الاقصى واكد اننا امام مقاومة وانتفاضة فلسطينية حقيقية واهمية العمليات الفردية انها محتضنة من قبل الشعب الفلسطيني.

وقال السيد نصرالله: الحكومة الحمقاء الحالية تدفع الامور الى صدامين كبيرين الاول داخلي اسرائيلي والثاني فلسطيني وقد يمتد في المنطقة، اضاف لاول مرة في الكيان الصهيوني نسمع الحديث من رئيس الكيان ورؤساء وزراء سابقين ووزراء حرب سابقين وجميعهم يتحدثون عن حرب اهلية وسفك للدماء وقرب الانفجار ويتحدثون عن الهجرة المعاكسة، وتابع: الصدام الثاني هو المواجهة في الداخل الفلسطيني لا سيما عند الحديث عن الجيل الشاب.

واشار السيد نصرالله  ان رئيس كيان الاحتلال نفسه أقرّ بمخاوفه من انفجار وشيك داخلي وانهيار الكيان وهناك حديث عن قرب انهيار الكيان قبل بلوغه عمر الثمانين عاما وهناك قلق على الوجود. ورأى السيد نصرالله  ان الوضع في كيان العدو هو غير مسبوق على المستوى الداخلي والبيئة الاستراتيجية.

في مستهل الكلمة جدد السيد نصرالله تعزية عوائل الشهداء القادة الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية، وعوائل شهداء شهر شباط وتحديدًا الشهيدين القائدين رضا الشاعر وحسن شاطري وقال اجدد ايضا تعازينا ومواساتنا لفراق هؤلاء الأحبة الذين لم يخل ولم يغادر ألم فراقهم قلوبنا وأرواحنا لمحبتهم وموقعهم الوجداني والروحي الخاص.

وبارك للشعب الإيراني ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية على يد الإمام الخميني رضوان الله عليه.  ولفت ان الدول الغربية تجاهلت المسيرات المليونية للشعب الإيراني أثناء الثورة الإسلامية لكن اليوم عندما يتظاهر العشرات يعطونها صدىً إعلاميا. وشدد على ان كل من راهن على سقوط النظام في إيران وخاصة الصهاينة أخطأوا التقدير وأنا أقول لهم لا تبنوا حسابكم على سقوط الجمهورية الإسلامية. واشار في موضوع البحرين ان الشعب البحريني لن يتخلى لا عن قضيته الوطنية ولا عن قضية فلسطين والقدس وأنا أحيي هذا الشعب الذي عانى الظلم والسجن.

وحول ذكرى الرئيس رفيق الحريري قال السيد نصرالله: في ذكرى إستشهاد الرئيس رفيق الحريري نعزي عائلته وتياره وكل محبيه. واعتبر في ذكرى تفاهم مار مخايل ان التفاهم في موضع حرج ونأمل الحفاظ عليه لأجل المصلحة الوطنية..

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 16- 17 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115796/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1692/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 16/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115798/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-16-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

تقليد يوم خميس السكارى الماروني

الياس بجاني/16 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/14962/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%aa%d9%82%d9%84%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%ae%d9%85%d9%8a%d8%b3/

يحتفل الموارنة في لبنان اليوم بعادة وتقليد وليس بعيداً، عادة وتقليد يسمونه “خميس السكارى” وهو اليوم الذي يسبق الصوم الكبير الأربعيني الذي يبدأ يوم اثنين الرماد.

 

 

Khamies El Sakra -“Drunken Thursday”, Maronite Tradition

Elias Bejjani/February 16/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115838/115838/

Today, Thursday, February 16/2023, the Catholic Maronites in Lebanon celebrate a tradition, and not a religious event. A tradition they call “Drunken Thursday,” which is the day that falls before the beginning of the forty-day fasting ritual that begins on the Ash Monday.