المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 07/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february07.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/جردة لكوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 17 سنة على توقيعها

الياس بجاني/لقمان سليم كان بطلاً وطنياً في حياته وها هو اليوم يتوج من الأحرار والسياديين اللبنانيين شهيداً للكلمة الحرة وللعنفوان وللكرامة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من قناة الحدث مع مخرجة الوثائقي "حزب الله والتحقيق ممنوع"

"التحقيق الممنوع" يتناول نشأة حزب الله ومصادر تمويله

كتاب من وزير العدل إلى المجلس الأعلى للقضاء

البيطار يُرجئ كل جلسات الاستجواب… والسبب؟!

أربع ساعات باجتماع باريس: توافق على البنود.. ولا أسماء/منير الربيع/المدن

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 شباط 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 6/2/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

حادثة العاقبية... لفلفة لبنانية وتحقيق سري ايرلندي

مصارف لبنان تجدّد الإضراب المفتوح

الحكومة اللبنانية تقر مساعدات للقطاعين الصحي والتربوي ولدعم القمح

تاج «ملكة جمال الكون»... لبناني

فراد معوض لـ «الشرق الأوسط»: أريد أن أصمم تاجاً يليق بالشباب اللبنانيين وشركته وقّعت تاج ملكة جمال الكون لعام 2023

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

آلاف الضحايا بـ«مأساة الزلزال» في تركيا وسوريا...أبنية سقطت على سكانها وهم نيام... وحالة ذعر تسود دول المنطقة... وجهود واسعة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض

شمال غربي سوريا «منطقة منكوبة»

تضامن عربي ودولي واسع مع ضحايا المأساة

هروب الى الشوارع... وشائعات عن «تسونامي»

تعاون سعودي ـ أميركي لإنشاء منظومة متكاملة لمواجهة «المسيّرات»

الجنرال أوفوست لـ «الشرق الأوسط»: ملتزمون تعزيز أمن حلفائنا ضد تهديدات إيران

روسيا تشتبه في استخدام أوكرانيا أسلحة كيماوية

غموض حول مصير وزير الدفاع الأوكراني وسط ترقب هجوم روسي

انفجار مسيّرة... وأوسلو تعتزم تقديم مساعدات بقيمة 7 مليارات دولار لكييف

المظاهرات ضد نتنياهو تتسع إلى أوروبا والولايات المتحدة

خاتمي يعارض دعوة حليفه موسوي لإقامة بديل للجمهورية الإسلامية..الرئيس الإصلاحي أقر بالاستياء العام واختلاف الأجيال

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اغتيال لقمان سليم أو نهاية المفارقات القاتلة/شارل الياس شرتوني

على سيرة الديموقراطية في الأحزاب المسيحية/بيار عطاالله/فايسبوك

الأولوية في لقاء باريس.. الرغيف قبل الرئيس/أحمد عياش/هنا لبنان

ملف المرفأ بعهدة القاضي “الملك”… من هو؟/مرلين وهبة/الجمهورية

هل يُخرِج اللقاء المسيحي جلسات الانتخاب من المهزلة؟/محمد شقير/الشرق الأوسط

لا رهان على الإجتماع الباريسي: الدول تهتم بالمصالح لا بالقيم/يوسف مرتضى/نداء الوطن

سياسات إيران المتهورة المهددة لوحدتها/منى فياض/الحرة

سوريا مجدداً..داءٌ ودواءٌ للبنان/ساطع نور الدين/المدن

6 شباط خطيئة العصر/شارل جبّور/موقع القوات اللبنانية

الإنقاذ لا يبدأ من الرئاسة/شارل جبور/الجمهورية

مَن منكُم بلا فدرالية فليرجمها بحجر/جان الفغالي/نداء الوطن

إجتماع باريس: أي تموضع إقليمي للرئيس؟/وليد شقير/نداء الوطن

«الكونسورتيوم» النفطي ولبنان الجاري إنشاؤه/سام منسى/الشرق الأوسط

في صبيحة اليوم ال1210 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مجلس الوزراء أقر مساعدة لوزارة التربية وللقطاع العام ككل وكلف هيئة الاغاثة اجراء مسح شامل للابنية المتصدعة من جراء الهزة

الابيض: استمرار تسعير الادوية السرطانية على 1500 ليرة

الحلبي: إقرار كل طلبات وزارة التربية

سلام: أقرت الاعتمادات ب8 ملايين دولار لدعم القمح

جعجع :اجتماع حكومة تصريف الاعمال غير قانوني وتجاهل الدستور نهاية الجمهورية

"القوات" ليست ضد اي اجتماع في بكركي .. ولا جدوى من الاجتماعات الفولكلورية

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ

إنجيل القدّيس متّى05/من13حتى17/”قالَ الربُّ يَسوع: «أَنْتُم مِلْحُ الأَرض. فَإِذَا فَسَدَ المِلْحُ فَأَيُّ شَيءٍ يُمَلِّحُهُ؟ إِنَّهُ لا يَعُودُ يَصْلُحُ لِشَيء، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ في الخَارِجِ وتَدُوسَهُ النَّاس. أَنْتُم نُورُ العَالَم. لا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَبْنِيَّةٌ عَلَى جَبَل. ولا يُوْقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلى المَنَارَة، فَيُضِيءُ لِكُلِّ مَنْ في البَيْت. هكَذَا فَلْيُضِئْ نُورُكُم أَمَامَ النَّاس، لِيَرَوا أَعْمَالَكُمُ ٱلصَّالِحَة، ويُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذي في السَّمَاوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُبْطِلَ التَّوْرَاةَ أَوِ الأَنْبِياء. مَا جِئْتُ لأُبْطِل، بَلْ لأُكَمِّل.” 

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/جردة لكوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 17 سنة على توقيعها

الياس بجاني/06 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/62374/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7/

النبي اشعيا (33/01و02/: “ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يا رب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة”

متى 18/من06-07: “أمَّا مَنْ يُعثِرُ أحَدَ هَؤُلَاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بِي، فَسَيَكُونُ أفْضَلَ لَهُ لَوْ أنَّ حَجَرَ الرَّحَى وُضِعَ حَوْلَ رَقَبَتِهِ، وَأُلقِيَ بِهِ فِي البَحْرِ فَغَرِقَ! وَيْلٌ لِلعَالَمِ مِنْ هَذِهِ العَثَرَاتِ الَّتِي لَا بُدَّ أنْ تأتِيَ، لَكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَسَبَّبُونَ بِهَا”. (مَرْقُس 9‏:42‏-48؛ لُوقَا 17‏:1‏-2)

قيل لنا يوم تم توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر في 06 شباط عام 2006 بأن الهدف الأساسي من توقيعها هو اعادة حزب الله إلى حضن الدولة اللبنانية ولبننته..

اليوم وبعد مرور 17 سنة على توقيعها العكس تماماً هو ما حصل.. فقد ألغى الحزب الدولة بكل مقوماتها، وحولها إلى أداة طيعة بيده، ووضعها في مواجهة مع غالبية الشعب اللبناني، ومع الدول العربية، ومع معظم دول العالم، وذلك خدمة للمشروع الإيراني العسكري التوسعي..

لقد حول الحزب لبنان عملياً وواقعاً معاشاً إلى إلى قاعدة حربية ومعسكر ومخزن سلاح إيراني.

في مراجعة سريعة لبنود الورقة نرى إن أخطر بنودها هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله. هذا البند يصف سلاح الحزب بأنه وسيلة مقدسة.

واللافت في هذا التوصيف الهرطقي هو إنها المرة الأولى في لبنان حيث يعتبر فيها فريق غير حزب الله (التيار الوطني الحر) أن السلاح هو وسيلة مقدسة.

وبالتالي فإن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً لهذا المفهوم هو تعاط مع الآلهة، وهنا تكمن معضلة وصعوبة بل استحالة مناقشة هذا الأمر المقدس مع قيادة الحزب ومع راعيته إيران، فعندما تكون الوسيلة مقدسة تصبح بالتالي الغاية إلهية.

إن المستغرب في موضوع القداسة هذا هو قبول الطرف الآخر الموقع على الورقة به، أي التيار الوطني.. وهو من المفترض أنه تنظيم سيادي واستقلالي وعلماني ومقاوم لقوى الإحتلال.

هذا، وكان ولا يزال مستهجناً جداً التوقيع على ورقة مع حزب هو ديني ومذهبي وإيراني ومشروعه إيراني تقول إن سلاحه مقدس، وهو في البداية وبالنهاية عملياً وواقعاً سلاح مذهبي وإيراني وميليشياوي وليس شرعياً ولا هو تابع للدولة اللبنانية ولا هو بأمرتها.

عليماً فإن هذا المفهوم الرباني للسلاح والأهداف الإلهية لاستعماله قد سهل لدويلة الحزب ولمرجعيته الإيرانية الإمساك بالدولة والسيطرة الكاملة عليها.. وقد ظهر ولا يزال يتمظهر هذا الأمر الغريب والعجيب واللاسيادي واللااستقلالي واللادستوري بقوة في العديد من المناسبات الشاذة واللافتة من حروب الحزب وعملياته العسكرية والإرهابية الخارجية، ومن غزواته وغزوات اذرعته الميليشياوية داخل لبنان والتي كان أخرها قبل أيام من خلال غزوتي منطقتي “الشالوحي والحدث” في ضواحي العاصمة بيروت.

فبعد مرور 17 سنة على توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لم يحصد لبنان وشعبه منها غير الكوارث الوطنية بكافة أشكالها وأنواعها السيادية والوطنية والدستورية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تعكير، بل ضرب، علاقات لبنان الدولية والعربية والإقليمية.

الورقة عملياً كانت ولا تزال أداة هدامة في ضرب وتهميش ومصادرة الدولة لمصلحة الدويلة، وفي الهيمنة على كل قرارات الدولة الكبيرة والصغيرة، وخصوصاً قرار السلم والحرب.

بعض حصاد الورقة محلياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*منع قيام الدولة وتعطيل استعادة السيادة والاستقلال.

*هيمنة الدويلة على الدولة.

*تعطيل الدستور وتهميش المؤسستين التشريعية والتنفيذية وهيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة كافة.

*فرض إرادة حزب الله في انتخابات رئيس الجمهورية وفي انتخابات المجلس النيابي وفي تعيين مجلس الوزراء.

*انهيار اقتصادي لم يعرفه لبنان في تاريخه المعاصر.

*مستويات مرتفعة جداً وغير مسبوقة من البطالة والفقر.

*هجرة كبيرة طاولت كل الشرائح وكل المذاهب.

*غياب الطبقة المتوسطة وتفشي الصفقات والسمسرات والتهريب والتطاول على القانون والأمن.

*تفلت امني خطير وغياب كل ما هو محاسبة.

*تشريع الحدود ودخول حزب الله في حروب إقليمية لمصلحة المشروع الإيراني.

*فرض قانوني انتخابي هجين يخدم المشروع الإيراني.

*فرض هرطقة ما يسمى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

*غزوات لبيروت والجبل وإسقاط حكومات وسلسلة من الاغتيالات.

*تعهير الدستور في اتفاقية الدوحة العار.

*كساد المحاصيل الزراعية وضرب قطاع الصناعة اللبنانية بسبب مشاركة حزب الله في الحرب السورية وإقفال طرق التصدير

*تعطيل قطاع الخدمات من كهرباء وماء وقمامة ومواصلات وصحة وغيرها كون الدولة معطلة وقرارها مصادر.

*قيود وعقوبات دولية وعربية وإقليمية شديدة على القطاع المصرفي على خلفية اتهامات لحزب الله في تبيض الأموال والتجارة بالمخدرات.

*تسبب حزب الله بحرب مع إسرائيل عام 2006.

بعض حصاد الورقة عربياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*ضرب علاقات لبنان بمعظم الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها بسبب مهاجمة حزب الله لأنظمتها واستهداف أراضيها بعمليات إرهابية لمصلحة حكام إيران وتهديد مصير حوالي نصف مليون لبناني يعملون فيها.

*ضرب السياحة العربية إلى لبنان ومنع عدد لا بأس به من الدول العربية مواطنيها من السفر إلى لبنان.

بعض حصاد الورقة دولياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*تعطيل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وخصوصاً القرارين 1559 و1701 إضافة إلى اتفاقية الهدنة واتفاقية الطائف.

*وصم لبنان بالإرهاب كون حزب الله موضوع على قوائم الإرهاب في معظم دول العالم ومن ضمنها عدد كبير من الدول العربية.

*مضايقة اللبنانيين فيما يخص السفر على بلدان كثيرة على خلفية وضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

الورقة باختصار ساهمت إلى حد كبير في بقاء لبنان دولة فاقدة لقرارها، وغير قادرة على ضبط حدودها، ومؤسساتها شبه معطلة، وإعاقة قيام المؤسسات وسلمت الدولة للدويلة .. وتطول القائمة..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

جردة لكوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 17 سنة على توقيعها

https://www.youtube.com/watch?v=JMRZ-o1yeLM&t=325s

الياس بجاني/06 شباط/2023

 

لقمان سليم كان بطلاً وطنياً في حياته وها هو اليوم يتوج من الأحرار والسياديين اللبنانيين شهيداً للكلمة الحرة وللعنفوان وللكرامة

الياس بجاني/من أرشيف يوم اغتيال الشهيد لقمان سليم سنة 2021

https://eliasbejjaninews.com/archives/95541/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%82%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a7/

لأن الكلمة الحرة والجريئة التي تسمي الأشياء بأسمائها وتشهد للحق والحقيقة هي أقوى من السلاح والصواريخ وعسكر الإجرام والإرهاب، فها هو حامل راية الكلمة الحرة والسيادي بامتياز الناشط لقمان سليم يسقط شهيداً برصاص غدر جماعات الإرهاب التي تخاف الكلمة ولا تجيد غير لغة الاغتيال.

لقمان سليم كان صوتاً صارخاً في وجه الإحتلال والظلم والإرهاب لا يهاب الموت ولا ترده تهديدات مهما عظمت وهو تعرض لها باستمرار لكنه رفض الخضوع وأبى إلا أن يكون ذاته الأبية والوطنية وأكمل نضاله السلمي والحضاري والإعلامي معبراً شجاعاً وبعلم ومعرفة وثقافة عن آرائه السيادية والاستقلالية والحقوقية.

اغتالوه لأنه قوي ولأنهم ضعفاء ولأنهم مدانون في كل ارتكاباتهم وممارساتهم والتبعية لنظام الملالي الرجعي والقمعي والدكتاتوري الذي يحتل لبنان ويعيث فيه دماراً وتخريباً وفوضى وفساداً وإفساداً وهمجية.

اغتالوه وتباهوا بجريمتهم البشعة وتغريدة جواد نصرالله هي دليل دامغ على مسؤولية من نفذ جريمة الاغتيال..

جواد نصرالله كتب على تويتر يقول: (“‘خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب”. وأرفق تغريدته بهاشتاغ: ‘ بلا أسف’.) ولاحقاً، قام بحذف التغريدة.

لن نطالب الدولة بكشف المجرمين واعتقالهم ومحاكمتهم لأن لا دولة في لبنان، بل دويلة تتحكم بالدولة والدويلة كما أكد جواد نصرالله هي التي اغتالت لقمان سليم.

ما نطالب به هو تدويل لبنان ووضعه تحت البند السابع وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و 1701 و 1680.

أما من ينافق ويدعي ذمياً بأنه معارض من الطاقمين السياسي والحزبي نقول له بأن لا معارضة في ظل الاحتلال، بل مقاومة بكل أنواعها وأشكالها السلمية والمسلحة.

نصلي من أجل نفس الشهيد لقمان سليم ومن أجل أن يلهم عائلته ومحبيه والأحرار والسياديين في لبنان نِّعم الصبر والسلوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من قناة الحدث مع مخرجة الوثائقي "حزب الله والتحقيق ممنوع"

https://www.youtube.com/watch?v=XmnASGhrYGg&t=614s

مخرجة وثائقي "حزب الله والتحقيق الممنوع" صوفيا عمارة تقول للحدث: كلما تعلق الأمر بحزب الله يصبح التحقيق مستحيلا وهذا ما يثبته الوثائقي

06 شباط/2023

 

"التحقيق الممنوع" يتناول نشأة حزب الله ومصادر تمويله

نداء الوطن/06 شباط/2023

عرضت قناة TV5 الفرنسية، مساء اليوم الأحد، وثائقياً من ثلاثة أجزاء تحت عنوان "حزب الله... التحقيق الممنوع"، من اعداد الصحافيين جيروم فريتيل وصوفيا عماره.

الحلقة الاولى من الوثائقي بدأت بعرض ابرز الفيديوهات التي التقطتها كاميرات المراقبة لحظة تفجير مرفأ بيروت في 4 آب 2020، تلتها شهادات حيّة لمسؤولين تحدثوا عن تجربتهم الشخصية يوم الانفجار، كما عُرضت لقطات من تقارير اخبارية وثّقت تغطية بعض وسائل الاعلام الغربية لهذه الكارثة.

ومن الانفجار، انطلق الوثائقي ليتناول نشأة حزب الله ودوره السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة، وصولاً الى مصادر تمويله وضلوعه بتهريب المخدرات وتبييض الأموال. وفي هذا الاطار، عرض الوثائقي تسجيلات صوتية بين عناصر من حزب الله وأطراف خارجية على صلة بتجارة الاسلحة والمخدرات.

كما تطرق الوثائقي، الى سيطرة حزب الله على الضاحية الجنوبية لبيروت، ودوره في الحرب الاهلية، اضافة الى مسؤوليته عن بعض الاعتداءات ضد منشآت أجنبية في الداخل اللبناني، مع الاشارة الى تورطه في بعض التفجيرات الارهابية والاغتيالات السياسية ومحاولات الاغتيال.

هذا وتناول التحقيق بإسهاب الدور الذي لعبه في صفوف الحزب، القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية، عبر التخطيط لأبرز عملياته والمشاركة في تنفيذها. يشار الى ان ابرز المقابلات التي تضمّنها الوثائقي، كانت لنائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والنائبين مروان حماده واشرف ريفي، اضافة الى روبيرت بايير المسؤول في السي آي ايه الذي تتّبع حزب الله واخترق مصادر تمويله، وديريك مالتز الرئيس السابق لإدارة العملياتِ الأميركية الخاصة لمكافحة المخدرات. يشار الى ان الوثائقي بات متوفّراً عبر موقع France 5، ولمتابعته، يجب إنشاء حساب خاص عبر الرابط.

 

كتاب من وزير العدل إلى المجلس الأعلى للقضاء

 إم تي في اللبنانية/06 شباط/2023

علمت الـmtv أنّ وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنوري خوري، وجّه كتابًا في اليومين الماضيين إلى المجلس الأعلى للقضاء دعاه فيه إلى الانعقاد على وجه السرعة للبحث في بند وحيد هو ملف انفجار بيروت وما يستدعي من معالجات، منعًا لتفاقم الوضع القضائي الراهن.

 

البيطار يُرجئ كل جلسات الاستجواب… والسبب؟!

 إم تي في اللبنانية/06 شباط/2023

أرجأ القاضي طارق البيطار جلستي استجواب غازي زعيتر ونهاد المشنوق إلى موعد غير محدد نتيجة عدم التواصل مع النيابة العامة والتي تحول دون تنفيذ الكتب والتبليغات. وقرر البيطار بحسب معلومات الـmtv تأجيل كل جلسات الاستجواب المحددة هذا الشهر لأسباب كثيرة تتعلق بعدم التعاون معه من قبل النيابة العامة التمييزية. وأشار البيطار إلى أنّ “التحقيق العدلي يجب أن ترافقه نيابة عامة تمييزية وتعاون بينهما، ورأى أن عدم التعاون بين المحقق العدلي والنيابة العامة أمر غير سليم. وقال البيطار أمام الصحافيين: “هناك دعاوى ضدي باغتصاب السلطة يجب حلها وإجراء تحقيق بشأنها، فإذا ثبت اني مغتصب للسلطة يجب أن احاسب وإذا ثبت العكس يجب استكمال التحقيق”. وأضاف: “غايتنا إجراء تحقيق عدلي سليم وليس متشنجاً ويترافق مع اشكالات، فالتعاون بين المحقق العدلي والنيابة العامة يجب أن يكون موجوداً ويستمر”.

 

أربع ساعات باجتماع باريس: توافق على البنود.. ولا أسماء

منير الربيع/المدن/07 شباط/2023

الانتظار متبادل بين لبنان والخارج. القوى اللبنانية تنتظر مندرجات لقاء باريس الولي للبحث في الملف اللبناني. بينما قوى الخارج تعوّل على أن يتلقف اللبنانيون هذه المساعي للعمل باتجاه إبرام تسوية تكون متوافقة مع المسار المطلوب. وعلى وقع هذا الانتظار، يترقب اللبنانيون الحركة التي ستلي اجتماع باريس، وإذا ما كان هناك خطوة جديدة ستقوم بها إحدى الدول لوضعهم في الأجواء، وتفعيل الحركة السياسية لتوفير العناصر المكملة للتسوية. بينما القوى الخارجية ستنتظر معرفة كيفية تلقف اللبنانيين لما يصدر عن الاجتماع وإمكانية التماهي معه.

برّي وفرنجية

في هذا السياق، تشهد الساحة المحلية بعضاً من التحرك السياسي الذي لا يزال خجولاً أو خافتاً أو حتى غير ظاهر أو علني. فإلى جانب مبادرة البطريركية المارونية لجمع النواب المسيحيين، في مقابل التحرك الذي يقوم به الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن الكواليس السياسية تضج بتواصل بين قوى مختلفة ومتعارضة، في سبيل رسم إطار عام لمسار التسوية. يقود الرئيس نبيه برّي هذا التواصل مع جهات في الداخل وفي الخارج أيضاً. على الرغم من هذا التواصل لا يزال برّي إلى جانب حزب الله يتمسكان بترشيح سليمان فرنجية. وعلى الرغم من تلقيهما إشارات غير مباشرة حول ضرورة البحث عن مرشح آخر، إلا أن الموقف الثابت لدى رئيس المجلس هو الثبات على ترشيح رئيس تيار المردة، على قاعدة أنه لا كلام واضح من الخارج حول رفض فرنجية أو اعتباره مرشحاً خاضع للفيتو الدولي. لكن فرنجية نفسه -حسب ما تقول مصادر متابعة- لا يريد الدخول إلى جلسة انتخابية مرشحاً على قاعدة التنافس مع مرشح آخر، ولا تكون نتائجها مضمونة. وأنه في حال كان سيتنافس على التصويت مع قائد الجيش جوزيف عون، فهو سينسحب أو لن يعلن ترشيحه. لكن المصادر تضيف أن الثنائي الشيعي أبلغ فرنجية بأنه لا مجال للتفكير بهذا الأمر حالياً، ولا يزال من المبكر الحديث عن الانسحاب.

أولوية الاستقرار

في مقابل هذه الأجواء، هناك من يشير إلى أن حزب الله يتجه إلى الإعلان عن فرنجية مرشحاً أوحد، ولا مجال للنقاش في أي مرشح آخر. هذا الكلام لا يزال عرضة للتضارب، خصوصاً أن معطيات قريبة من الحزب تفيد بأنه لا يقدّم أي أولوية على أولوية الاستقرار. وبالتالي، في حال حصل توافق خارجي وداخلي على إنجاز تسوية بشروط متوازنة، يمكن حينها التجاوب مع المسألة. هنا لا بد من ربط ما يجري في السياق الإقليمي، خصوصاً أنه ما بعد اجتماع باريس لا بد من أن تستكمل كل دولة شاركت في الاجتماع حركة اتصالاتها ومحاولاتها الاستطلاعية لما يمكن تحقيقه، علماً أن بعض المؤشرات تفيد بأنه في حال تحققت بعض النقاط الإيجابية أو حصل تقاطع للمصالح يمكن أن يبنى عليه، فذلك سيؤدي إلى التحضير لعقد اجتماع آخر قد يكون على المستوى نفسه، وقد يكون على مستوى أعلى، وفق ما تقتضيه الظروف والمعطيات في حينها. وبحال كانت الحاجة لعقد اجتماع على مستوى تقرير فعندها ستكون هذه الدولة مستعدة لذلك.

أجواء باريس

وحسب ما تقول مصادر متابعة لاجتماع باريس، فإنه كان إيجابياً، وقد تطرق إلى مختلف الملفات اللبنانية من انتخاب الرئيس، وشخصية رئيس الحكومة، وآلية تشكيلها، بالإضافة إلى برنامج عملها، والذي يجب أن يحظى بثقة المجتمع الدولي، بالإضافة إلى الاتفاق على خطة واضحة للإصلاح.

استمر الاجتماع حوالى 4 ساعات، فيما تشير المعلومات إلى لقاءات ثنائية عقدت بين الوفود المشاركة. وتضيف المعلومات، أن الاجتماع رفض البحث في الأسماء، على قاعدة أن هذه مسؤولية اللبنانيين. وبحال حصل تقدم، فحينها يمكن عقد اجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية. وتضيف المعلومات، أن الوفد الفرنسي كان أول المتحدثين، مفتتحاً الجلسة بالتشديد على ضرورة المساعدة في حل الأزمة اللبنانية. فيما بعد قدم الوفد السعودي رؤيته، وكان النقاش من ضمن ما ورد في بيان نيويورك الثلاثي، والمبادرة الكويتية، وقد كانت الوفود موافقة على هذه البنود، مع التركيز على ضرورة العمل لأجل التوافق في لبنان.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 6 شباط 2023

وطنية/06 شباط/2023

النهار

يقول أحد النواب البارزين في مجالسه، إن أموال “صيرفة” تُعتبر موازية لأموال المودعين، والخوف من أن تؤدي إلى أزمة إضافية إذا لم تُعد إليهم هذه الأموال.

استغربت مصادر إقدام عدد من المضاربين على سعر الصرف الى تسليم انفسهم للجهات الامنية بدل فرارهم وخضوعهم لاسباب تخفيف تحول دون معاقبتهم.

لوحظ أن “اللقاء الديموقراطي” شارك بفعالية في المؤتمر الـ 32 لحزب الكتائب، ولهذا الامر أكثر من إشارة الى أن “اللقاء” لن يتموضع مع فريق آخر.

تردد ان مديرا عاما في احدى الوزارات اشترى اخيرا شقة بنحو مليون و200 الف دولار نقدا رغم ظروف الانهيار المالي التي يعاني منها البلد والقطاع العام تحديدا.

الجمهورية

نُقل عن مصدر دبلوماسي أنّ بلاده تفضّل لعب الكاراتيه وليس الشطرنج مع دولة كبرى.

أبدت شخصية وسطية تشاؤماً كبيراً حيال إمكان بلوغ توافق في الملف الرئاسي "لأنّ البعض مع الأسف ما يزالون يعيشون في كهوف التخلّف والجهل".

يعتقد وزير عربي، بعد المعطيات المتواترة التي تصله من عواصم دول مؤثرة، أن الأزمة اللبنانية ليست على نار حامية.

اللواء

من المتوقع انعقاد مجلس الوزراء في جلسات دورية بعدما تأمَّن النصاب بشكل شبه نهائي نتيجة الإتصالات التي جرت مؤخراً على أكثر من صعيد بين مرجعيات رسمية وقيادات حزبية!

توارى معظم النواب التغييريين عن الإعتصام داخل مجلس النواب، فيما يحضر نواب من كتل أخرى بشكل شبه دائم للتضامن مع النائبين المعتصمين داخل المجلس!

أصدر وزير الصناعة قراراً مفاجئاً بمنع إستيراد المفروشات من الخارج دون إعطاء مهلة محددة للوكلاء التجاريين لفبارك أوروبية وآسيوية لترتيب أوضاعهم مع الشركات التي يمثلونها في لبنان!

نداء الوطن

أنهت إحدى الشخصيات الأمنية التي كان لها دور بارز بين 1990 و2005، كتابة مذكّراتها، لكنها تتريّث في نشرها لأنها تتضمّن حقائق وأسراراً من شأن كشفها أن يتسبّب في متاعب سياسية لهذه الشخصية ولشخصيات تُصنّف في خانة الحلفاء.

يحاول نائب تغييري يتمايز عن زملائه تأليف تكتل ثالث يضمّ عدداً من النوّاب المستقلّين ويضعه في معادلة اللعبة المناطقية لكنّ الإتّصالات التي قام بها كانت سلبية.

يتردّد أنّ مطار بيروت يسجّل رقماً غير مسبوق لجهة عدد الوافدين الكويتيين إلى لبنان خلال هذه الفترة.

البناء

قال مصدر حقوقي إنه مهما كان ما سيفعله القاضي طارق البيطار اليوم فإنه يعرف سلفاً أن خطوته اللاحقة هي إصدار ما يسمّيه قراره الاتهامي وتسريبه للنشر، وهو يعلم أن المجلس العدلي الذي يفترض به النظر بالقرار الاتهامي يتم تشكيله بمرسوم في مجلس الوزراء، وهو غير موجود بعد.

قال خبراء عسكريون إن واشنطن فشلت خلال أيام بالسيطرة تقنياً على المنطاد الصيني وإسقاطه سالماً كما سبق وفعلت الصين وإيران بطائرات تجسس أميركية. وعندما قرّرت إسقاطه بصاروخ اكتشفت أن ارتفاعه أعلى من مدى صاروخ الباتريوت لتجد أنها مضطرة لاستخدام طائرة اف 22.

الانباء

لوحظ أن حركة قامت بها مرجعية غير سياسية كانت بمثابة لزوم ما لا يلزم لجهة الموقف المعروف سلفاً من استحقاق الرئاسة.

تشكل الحركة التي يقوم بها الحزب التقدمي الإشتراكي على مستوى المبادرة رئاسياً وفي الوقت نفسه في متابعة الملفات الحياتية، محط اهتمام على أكثر من صعيد، إذ يظهر أنه الجهة السياسية شبه الوحيدة التي تحاول في هذه الظروف الصعبة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 6/2/2023

وطنية/06 شباط/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

لاصوت يعلو دنيويا" على ما حصل في الثالثة والثلث من فجر اليوم 6شباط  2023 زلزال كارثي مدمر هو الأقوى منذ قرن ضرب تركيا بقوة وصلت الى سبعة فاصل تسعة ليرتد بعنف على سوريا, فيما تجددت أصداؤه بعد الظهر مخلفا مزيدا من الاضرار والخسائر في الارواح والتي وصلت بأرقام أولية الى أكثر من ألفين ومئتي ضحية في البلدين وآلاف الجرحى.

ومن لبنان الأرض مادت مرورا بدول المنطقة: قبرص والعراق والاردن وفلسطين وكذلك وبريطانيا في القارة الاوروبية وصولا الى جزيرة غرينلاند الواقعة بين القطب الشمالي والمحيط الأطلسي ومنها الى نيويورك.

هي ثوان قليلة غيرت المعالم تحديدا في تركيا وسطا وجنوبا وفي سوريا شمالا.

أما في لبنان فحالة ذعر وهلع بين المواطنين الذين نزلوا الى الشوارع على رغم اشتداد العاصفة الشتوية-الثلجية التي تضرب البلاد وتوجه الناس بعد الفجر الى الكنائس والمساجد حيث علت التكبيرات وتأدية الصلوات كما الى الساحات العامة فور حصول أول هزة شديدة التي تلتها الهزات الإرتدادية بما يفاقم من واقع اللبنانيين وهم الذين يعيشون يومياتهم على وقع اهتزازات معيشية واجتماعية وسياسية وقضائية.

السادس من شباط هو أيضا يوم مصادفة زمنية: فمن ذكرى انتفاضة  العام 1984 الى الذكرى  السابعة عشرة  لتفاهم مار مخايل الى محطات بارزة : أولها في الخارج مع انعقاد الإجتماع الخماسي في باريس وثانيها في الداخل مع جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي هي الثالثة منذ الشغور الرئاسي وقد أقرت اليوم مساعدة لوزارة التربية وللقطاع العام ككل

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان استبق الجلسة بإجتماع طارئ للجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات وكلف هيئة الإغاثة بإجراء مسح شامل للأبنية المتصدعة جراء الهزة.

اما قضائيا فقرار للمحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار بتأجيل جلسات التحقيق المحددة خلال شهر شباط بالنظر الى الظروف المستجدة المرتبطة بقرارات صادرة عن النائب العام التمييزي وحفاظا على سلامة التحقيق وحسن سيره.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

يوم حزين عاشه الشعبان التركي والسوري ومعهما ومحيطهما العربي جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين صبيحة هذا اليوم.

زلزال بقوة سبع درجات فاصل ثمانية على مقياس ريختر كانت نتيجته الأولية حتى الآن مئات الضحايا وأكثر من ألفي جريح في تركيا وسوريا.

لبنان الغارق في أزماته السياسية والإجتماعية والإقتصادية وتداعيات العاصفة الثلجية وصلت ارتدادات الزلزال المدمر إليه حيث استفاق الشعب اللبناني على هزة أرضية كبرى استمرت حوالي الدقيقة تبعتها هزات إرتدادية أخافت المواطنين وتسببت بأضرار مادية في بعض الممتلكات والمباني

رئيسا مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونجيب ميقاتي قدما التعازي الى القيادتين التركية والسورية بضحايا الزلزال مع التمنيات للمرضى بالشفاء العاجل والقدرة على تجاوز التداعيات الأليمة لهذه الكارثة.

على مقياس تسيير شؤون الناس اجتمعت حكومة تصريف الأعمال اليوم بجدول أعمال طغت عليه الشؤون التربوية والصحية والمعيشيةواقرت مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل على ان يكون هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية لتعويض الخسائر على الاساتذة.

وفيما جرى إرجاء البحث في بند الإنتخابات البلدية اقر مجلس الوزراء سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500 ليرة وأكد وزير الصحة بعد الجلسة ألا رفع للدعم عن ادوية السرطان.

واليوم هو السادس من شباط... تاريخ كتب التاريخ في انتفاضة رسمت وجه لبنان العربي وكتبت جعرافيا الوطن بإنتفاضة قادها نبيه بري و نقلت لبنان من العصر الاسرائيلي الى العصر العربي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

إنه الزلزال الأقوى والأقسى يضرب تركيا منذ العام 1999. لكنه لم يقتصر عليها هذه المرة، بل ضرب سوريا أيضا بحيث بلغ عدد القتلى في البلدين حوالى 2500 من بينهم عدد من اللبنانيين. والمحصلة غير نهائية باعتبار أن أعمال الإغاثة لم تنته بعد في البلدين ، وباعتبار أن عدد المباني التي انهارت  فيهما تجاوز الأربعة آلاف.

الزلزال المدمر، الذي تبعته هزات ارتدادية وهزة كبيرة بعد ظهر اليوم، وصل أيضا إلى لبنان. كأن البلد الصغير لم تكفه الزلازل السياسية والمالية والأمنية والقضائية حتى جاءه زلزال طبيعي. اللبنانيون شعروا بقوة بالهزة ليلا، لكن وقعها النفسي عليهم كان أقوى من وقعها الفعلي. فلا خسائر في الأرواح، وحتى الأضرار المادية محصورة ومحددة. مع ذلك فإن الحركة كانت شبه معدومة اليوم والبلد شبه مشلول. ألا يعني ذلك أن اللبنانيين تعبوا من وجودهم الدائم على خط الزلازل منذ عام 1975 إلى اليوم؟.

مقابل الهزة الطبيعية التي  فاجأت اللبنانيين، فان الهزة القضائية المنتظرة، تأجلت الى موعد لم يحدد بعد. ذاك ان المحقق العدلي طارق البيطار آثر عدم تفجير التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت، فأرجأ جلسات التحقيق المحددة في شهر شباط، وهي كانت ستبدأ اليوم. فهل ما حصل ربط نزاع موقت، ام ان الموقت سيصبح دائما، بحيث تنجح المنظومة في عرقلة التحقيق الى ما لا نهاية؟ رئاسيا، حراك واضح محليا ودوليا،  يبدأ بدار الفتوى وبكركي  ليصل الى اجتماع فرنسا بين الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني.

لكن الواضح ايضا ان الحراك ، على تنوعه واهميته، سيبقى نظريا طالما الحديث يقتصر على المواصفات وخريطة الطريق ولا يصل الى حد التسميات. مقابل الهدوء القضائي والمراوحة الرئاسية عاصفة مصرفية تتمثل في اعلان المصارف الاضراب المفتوح بدءا من الغد حتى تأمين المعالجة السريعة للازمة الوجودية التي تعانيها،  كما اعلنت في بيان اصدرته. كذلك فان عاصفة الطبيعة مستمرة. ف "فرح" لا تزال تزرع الريح والثلج في لبنان. العاصفتان المالية والطبيعية تثبتان ان لبنان ليس على خط الزلازل  فقط، بل على خط العواصف ايضا !.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

زلزال مدمر بما يقارب الثماني درجات وآلاف الضحايا، ضرب تركيا وسوريا وطالت هزاته الارتدادية العديد من دول المنطقة بينها لبنان.

زلزال دفن تحت انقاضه ولو الى حين – الكثير من الملفات، وابقى الحالة الانسانية المزرية التي اصابت المنطقة كأولى الاولويات.. تركيا رفعت حالة الانذار الى القصوى واعلنت ان ما تعانيه غير مسبوق منذ عام الف وتسعمئة وتسعة وثلاثين، فاتحة ابواب المساعدات الخارجية للملمة ما امكن من الكارثة الطبيعية، اما سوريا التي نالت الحصة الاكبر من دمار الزلزال بعد تركيا فهي تكابد للملمة جراحها وهي المحاصرة اميركيا بقيصر جائر، فرض عليها زلازل اقتصادية قبل هذه الطبيعية.

ولانه من الطبيعي ان يكون لبنان وشعبه الى جانب سوريا في ازمتها وهي التي طالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه في كل المحن والأزمات، اعلن مجلس الوزراء تكليف وزير الاشغال علي حمية التواصل مع الحكومة السورية ووضع ما امكن من قدرات لبنانية في تصرفهم، كما كلف وزير البيئة ناصر ياسين التواصل مع الحكومة التركية وارسال فريق لبناني للمساعدة بعمليات البحث عن المفقودين ورفع الانقاض.

اما لبنانيا فان رعب ارتدادات الزلزال الذي عاشه البلد واهله غطى على كل الهزات المفتعلة او تلك الناتجة عن تداعي الدولة. فاجتماع باريس لم يلحظ بين ركام التطورات، وعنتريات قاضي التحقيق طارق البيطار علقت الى حين ابتداع اجتهادات جديدة بعد ان طوقته ومشغليه كل المواد الدستورية.

الحكومة التي اجتمعت على النية التربوية خرجت بقرارات وآمال بأن تتمكن من اعادة الحياة الى العام الدراسي قريبا بعد العطلة التي اقرها الوزير ليومين بفعل سوء الاحوال الجوية، اما سوء النوايا السياسية التي تحمل للجلسات تولى الرئيس نجيب ميقاتي الرد عليها برسائل جددت التأكيد انها ليست لتحدي احد او مصادرة صلاحيات أحد.

في فلسطين المحتلة يواصل الصهاينة تحدي الانسانية، وعلى مرأى ومسمع الأمم المتحدة والجامعة العربية، يواصل العدو ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين، وجديدها في اريحا راح ضحيتها خمسة شبان حاولوا التصدي لقوات الاحتلال.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

وكأن ما فينا لا يكفينا، حتى جاءت كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا، وحصدت مئات الضحايا على الاراضي التركية والسورية، لتزيد على مآسينا قلقا، وعلى ليالينا خوفا من الأسوأ، على وقع موجة من الاخبار الزائفة التي غزت مواقع التواصل عن زلزال اضافي قريب، وعن اضرار مادية وقعت في لبنان، قبل أن يتبين لاحقا أنها إما قديمة او مركبة او من ارض الحدث الدموي.

والمأساة الإنسانية الضخمة التي حلت اليوم، استدعت تضامنا لبنانيا شعبيا ورسميا مع الشعبين التركي والسوري، وتواصلا مع المسؤولين، لفت فيه اتصال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بنظيره السوري الذي فقد أفرادا من عائلته في الزلزال.

ومن ناحيته، اعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان الزلزال الذي ضرب سوريا يستوجب تضامنا إنسانيا معها من روحية ميثاق الأمم المتحدة، يبدأ بفك الحصار عنها وفتح الحدود امام وصول المساعدات من كافة الدول وخاصة العربية منها؛ فلا قانون يمنع تقديم العون لشعب بخطر، بل توجبه الشرائع كافة. وختم باسيل بتوجيه اصدق التعازي بالضحايا في سوريا وتركيا.

وبعيدا من الزلزال التركي، زلزال مصرفي لبناني، حيث اعلنت جمعية المصارف مساء اليوم الإضراب العام، مطلقة الصرخة حول وجوب تأمين المعالجة السريعة للأزمة النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني، على خلفية القرارات القضائية الاخيرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

كارثة الزلزال، سواء في تركيا أم في سوريا، يظهرها ارتفاع عدد الضحايا، حتى الآن، فيما عمليات البحث مستمرة. في تركيا بلغ عدد الضحايا نحو الف وخمسمئة، وفي سوريا تجاوز الثمانمئة، فيما الجرحى بالألاف في البلدين. وإلى القتلى والجرحى فإن الدمار هائل، وتبدو عمليات الإنقاذ فوق طاقة البلدين، ولاسيما سوريا.

وإذا كانت المساعدات الإنسانية، من الدول، عادية، فإن إسرائيل دخلت على الخط من باب الحديث عن تقديم مساعدات لسوريا. 

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو اعلن "وافق" على إرسال مساعدة إلى سوريا بعد تلقي طلب من دمشق عبر قنوات "دبلوماسية"، وأضاف أنه سيتم إرسال المساعدة قريبا. ويكشف أحد المواقع الإخبارية الاسرائيلية أن القناة الديبلوماسية هي روسيا، لكن صحيفة صحيفة "الوطن" السورية، نقلت عن "مصدر خاص" لم تسمه، نفيه لما قاله إنه مزاعم اسرائيلية تتحدث عن طلب سوري للكيان الإسرائيلي للمساعدة في أعمال الإغاثة.

السؤال هنا: لماذا ألقت إسرائيل بهذا الخبر الذي سمته سوريا مزاعم؟

ارتدادات الزلزال بلغت لبنان، فعاش اللبنانيون لحظات هلع من دون أن تتسبب هذه الأرتدادات بخسائر في الأرواح، لكن سجلت خسائر في الممتلكات، ومن مضاعفاتها إعلان وزارة التربية عن إقفال المدارس والثانويات والمهنيات ومؤسسات التعليم العالي الرسمية والخاصة كافة، يوم غد الثلاثاء ويوم بعد غد الأربعاء، ما يعني أن الإقفال سيمتد من غد إلى الخميس الذي يصادف عيد مار مارون.

قضائيا، كان يفترض أن يستمع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار الى الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق وآخرين ابتداء من اليوم ويتابع استماعه إلى آخرين حتى الحادي والعشرين من الشهر الحالي، قرر إرجاء الجلسات الى موعد لم يحدده، نظرا للظروف الطارئة المرتبطة بقرارات صادرة  عن النيابة العامة التمييزية. بيطار قال لدى خروجه من مكتبه: التعاون بين المحقق العدلي والنيابة العامة التمييزية يجب ان يكون موجودا.

التقاط أنفاس قضائي، وغدا اجتماع لمجلس القضاء الأعلى، فهل من توسط بين عويدات والبيطار وسحب صاعق التفجير بينهما؟

وهذا المساء طرأ تطور مصرفي بارز، إذ أعلنت جمعية المصارف الإضراب العام على خلفية الاشكالية المتعلقة بالشيكات، ولم تحدد الجمعية ما إذا كان الإضراب ليوم أو لفترة أو هو إضراب مفتوح بل اكتفت بالقول: "الإضراب العام".

في باريس اجتماع خماسي يضم إلى فرنسا، الولايات المتحدة الاميركية والسعودية وقطر ومصر، فيما إيران الحاضر والغائب الأكبر في آن. ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد التوتر بين طهران وباريس، وآخر تجلياته بدء الفرنسي بنجامان بريير، المعتقل في إيران منذ أيار 2020 وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات، إضرابا عن الطعام في 28 كانون الثاني الماضي، وفق ما أعلنت شقيقته ومحاميه اليوم، فكيف ستتعاطى إيران مع فرنسا؟ هل بصفة وسيط أم ماذا؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

على فالق "المشرق" وعمقه التركي هزت الأرض لم تقع لكنها أخرجت أثقالها بزلزال مركزه قرب عنتاب ضرب إدلب وحلب وحماه ومعظم الساحل السوري وهز لبنان من خاصرته الشمالية الى بقية المدن ووصلت أصداؤه إلى فلسطين والأردن والعراق. سبع درجات فاصلة ثمانية على مقياس ريختر وبزمن لم يتعد الستين ثانية سقطت الأبنية والبيوت على نائمي الليل وبلمحة بصر حولت آلاف الأرواح إلى قتلى ومصابين ومشردين في عراء الصقيع.

هي الثواني الاشرس من الحرب , الآلة العسكرية  الحادة التي خرجت من باطن الارض , فكان سكان الابنية في مواجهة عدو غادر , لا يرى لكنه يقتل  الناس ويسوي ارواحهم خليطا  مع بيوت  حمتهم وكانت دفأهم وملاذهم.

وعلى أقوى زلزال يضرب بلاد السلطنة منذ زلزال مرمرة المدمر عام تسعة وتسعين التفت كل مشاعر الشعوب من التعاطف والأسى لمشاهد انتشال الضحايا من تحت الركام والأنقاض وتحولت كل قلوب الناس إلى الجنسية التركية والسورية وعليه استنفر متسيدو العالم وأجرت دولهم عملية إجلاء من مربع الإنسانية وأقامت خلية أزمة للفرز والضم وكما تقاسموا الأرض في حروبهم وحولوها إلى مناطق متنازع عليهاوأقاموا فيها ممراتهم الآمنة وقواعدهم العسكرية فلقهم الزلزال بين ضفتينفنالت تركيا الحصة الأكبر من جيوش المساعدات والمتطوعين بقيادة الولايات المتحدة فيما تبنت روسيا الكارثة السورية وأرسلت قوافلها لمساعدة دمشق في مصابها.

أما لبنان الواقع على فالق الأزمات السياسية والاقتصادية والقضائية فناله من " الرعب " نصيب إذ عاش اللبنانيون فجرا يقطع الانفاس ابتدأ بهزة مرتدة للزلزال هي الأقوى عند الثالثة وسبع عشرة دقيقة دفعت باللبنانيين إلى ترك منازلهم واللجوء إلى الشوارع والساحات العامة وحتى البقاء في سياراتهم تحت حماية  مناطق مفتوحة.

وعندما استفاقت السلطة جمعت اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات وأمهلت البلديات اثنتين وسبعين ساعة لإجراء المسوح حول الأبنية المتصدعة بفعل الإهمال .

هذه الإجراءات يفترض أن تتم قبل وقوع الكارثة بخطوات استباقية لساعة الغفلة وللظواهر الطبيعية التي تضرب بلا موعد ولا استئذان وتأتي من حيث لا نحتسب. والسلطة نفسها نأت بنفسها عن المصيبة التي جمعت بين بلدين فرقتهما الحروب والسياسة فأوفدت عناصر من الجيش اللبناني ومن فوج الإطفاء والدفاع المدني لمساعدة الأتراك في عمليات الإنقاذ لكنها فتحت خط ترانزيت لوزير الصحة السورية علي الغباش ردا لجميل وقوف سوريا في أغلب المحن إلى جانب لبنان  وأوفدت وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية لاستقباله على أرض مطار بيروت.

وعبر الياف حمية الضوئيه وشبه اتصالاته مع سوريا تم ترتيب اتصال اجراه رئيس  الحكومة نجيب ميقاتي مع نظيره السوري حسين عرنوس متضامنا ومعزيا بالضحايا ومنهم افراد من عائلته. وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عزى بدوره في اتصال هاتفي نظيره السوري فيصل المقداد بضحايا الزلزال المدمر معربا عن الإستعداد لتقديم كل مساعدة ممكنة ضمن الامكانيات المتوافرة ...

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

حادثة العاقبية... لفلفة لبنانية وتحقيق سري ايرلندي

المركزية/06 شباط/2023

بعد مرور أكثر من خمسين يوما على حادثة  اطلاق رصاص من قبل مسلحين على سيارتين لليونيفيل في بلدة العاقبية جنوب لبنان، ما ادى الى مقتل عنصر من الكتيبة الايرلندية واصابة ثلاثة اخرين، تبدو الأمور في ما يتصل بالتحقيق والادعاء على سبعة اشخاص منجزة، وفق سيناريو  "اللفلفة" اللبنانية، بعد ان سلم حزب الله احد المتهمين. ورغم اعلان حزب الله فور وقوع الحادث مساعدة التحقيق وتسليم المطلوبين فإن مصادر غربية تخوفت  من ان تؤول الامور لبنانيا الى ما آلت اليه  في السابق كما عند كل حادثة كانت تحصل مع دوريات اليونيفل. على الضفة الاخرى، فإن الجانب الايرلندي على يقين انه بعد التعديل الذي طرأ على مهمة اليونيفل، بات يحق لدورياتها ان تتجول دون مواكبة الجيش، ما خلق جوا عدائيا تجاه القوة الدولية من قبل البيئة الحاضنة للمقاومةالاسلامية. وقد ابلغ المسؤولون اللبنانيون وزير الدفاع والخارجية الايرلندي في زيارته الاخيرة الى بيروت ان الحادث لم يكن مقصودا وان السيارة ضلت طريقها. من جانبها، تتابع ايرلندا التحقيق  عبر الأمم المتحدة  لكن بصورة سرية  في ضوء التقرير الذي رفعه الفريق الايرلندي الذي حضر إلى بيروت إثر الحادث الى وزير الدفاع الايرلندي.

 

مصارف لبنان تجدّد الإضراب المفتوح

بيروت: علي زين الدين«الشرق الأوسط»/06 شباط/2023

تنفذ البنوك اللبنانية مجدداً إضراباً مفتوحاً عن العمل بدءاً من غد (الثلاثاء)، «مع تأمين الخدمات الأساسية لزبائنها عبر ماكينات الصرف الآلي»، مبينة في بيان مسائي أنها تطلق الصرخة حول وجوب تأمين المعالجة السريعة لهذه الأزمة النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني.

وبرز في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، مطالبة المصارف للدولة بإقرار «قانون معجل مكرر يلغي بشكل كامل وبمفعول رجعي السرية المصرفية، ويسمح للمصارف بمنح المعلومات المصرفية عن جميع حسابات زبائنها، وفي طليعتهم القيمون على إدارتها ومساهموها وسواهم، وذلك منذ تاريخ فتحها، إلى من يشاء من السلطات القضائية وغيرها، فتنتهي مهزلة الاتهامات والشكوك التي تساق بحقها وبحق مساهميها». وقد عممت الجمعية مواقفها الخاصة بقضايا حيوية ومهنية وذات صلة مباشرة بممارسة مهامها اليومية،. وذلك إثر اجتماع عقدته بعد ظهر الإثنين وخُصّص للتداول في نتائج بعض القرارات والاستدعاءات القضائية الأخيرة وتأثيرها على انتظام العمل المصرفي وحقوق المودعين. ورداً على تعميم تلقته المصارف من البنك المركزي، أكدت أن عدم الاعتراف بالشيك، وخاصة بالشيك المصرفي بأنه وسيلة دفع قانونية والسماح بالتنفيذ على الساحب حتى قبل إثبات عدم تحصيل الشيك وعدم توافر المؤونة بصرف النظر عن كونه يخالف القانون، من شأنه أن يجعل التعامل مقتصراً على الدفع النقدي، ما يجبر المصارف على المعاملة بالمثل، وعدم قبول تسديد الديون العائدة لها من المدينين سوى نقداً وبالعملة نفسها، في وقت تلزم المصارف بقبول الشيكات بالليرة اللبنانية تسديداً للديون حتى المحررة بالعملة الأجنبية، فتطبّق القاعدة نفسها بطريقة مختلفة حسب العارض والمستفيد. ولاحظت أن «إلزام المصارف بالتعامل النقدي، فضلاً عن أنه يجعلها في استحالة مكافحة تبييض الأموال ما يخرجها من النظام المصرفي العالمي، يفرض توفر مبالغ نقدية هائلة لا توجد حتى لدى أكبر المصارف في العالم، في وقت أن إمدادها بالمبالغ النقدية من قبل مدينيها وعلى رأسهم الدولة اللبنانية ومصرف لبنان، غير متوفر أو مقيّد حتى بالليرة». كما أن «أي حلّ فردي، ولو خيّل للبعض أنه يشكل انتصاراً لصاحبه، هو على حساب سائر المودعين وخسارة لهم؛ وذلك لأن الأزمة ليست أزمة مصرف واحد ولا حتى جميع المصارف، بل هي أزمة تطال النظامين المالي والمصرفي، بدءاً من الدولة إلى مصرف لبنان، ثم إلى المصارف». واستطراداً، خلصت الجمعية إلى أنه «لا يمكن حلّ هذه الأزمة النظامية سوى عبر تسريع الحلول التي طال اعتمادها، وفي طليعتها قانون (الكابيتال كونترول) وقانون إعادة هيكلة المصارف. كذلك لا يمكن حلّ هذه الأزمة النظامية عن طريق الاستدعاءات التعسفية بحق المصارف بشبهة تبييض الأموال، بناء على طلب غير بريء ممن ليسوا حتى مودعين في هذه المصارف، بهدف الضغط عليها وإلزامها بمخالفة قانون سرية المصارف وبتعريضها للملاحقة الجزائية». كل ذلك بهدف منح جهات معروفة، معلومات مصرفية بصورة رجعية عن فئات كاملة من المجتمع لا تقتصر أبداً على إدارة المصارف، حيث أُعلِمَت الأخيرة شفهياً بأنها ستمتد إلى الموظفين، أي إلى كل من تعاطى ويتعاطى بالقطاع العام، وذلك كله دون أي تبرير أو تحديد، واصطياداً لما يرشح عن هذه المعلومات من مواد يمكن استغلالها. ولم تأبه هذه الاستدعاءات إلى تغليف طلبها بشبهة تبييض الأموال، رغم كل التحذيرات من انعكاسات هذه الشبهة غير المبررة على المصارف المراسلة الأجنبية التي قد «تقفل حسابات المصارف اللبنانية وتوجه إلى الاقتصاد الوطني الضربة القاضية».

 

الحكومة اللبنانية تقر مساعدات للقطاعين الصحي والتربوي ولدعم القمح

بيروت: «الشرق الأوسط»/06 شباط/2023

عقدت حكومة تصريف الأعمال في لبنان جلسة هي الثالثة لها منذ شغور سدة رئاسة الجمهورية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وشارك في الجلسة 15 وزيراً من أصل 21، في ظل استمرار المواقف المعترضة ﻟ«التيار الوطني الحر» ورئيسه على انعقاد مجلس الوزراء بما يعده «مخالفة للدستور، وضرباً لمبدأ الشراكة الوطنية». وأقرت الحكومة في جلسة الإثنين، أغلب البنود المرتبطة بالقطاع التربوي، كما فتحت اعتمادات لدعم القمح وسلفة خزينة لدعم أدوية السرطان. وتم تأجيل البت بالبند المتعلق بموضوع الانتخابات البلديات، حيث إن تكلفتها نحو 8 ملايين و900 ألف دولار، علماً بأن وزير الداخلية بسام المولوي أكد جاهزية الوزارة والحكومة لإجراء الانتخابات. وقال رداً على سؤال: «نعم هناك إمكانية لتأجيل موعد الانتخابات البلدية». وأعلن وزير التربية عباس الحلبي أنه تم إقرار مساعدة بقيمة مليار و50 مليون ليرة لوزارة التربية، كذلك مساعدة بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل. وقال الحلبي إن «مجلس الوزراء خصص حيزاً كبيراً من جلسته للقضايا التربوية، واتخذ سلسلة قرارات تتصل بالهيئات التعليمية، من معلمين ومتعاقدين وعاملين في التعليم العام قبل الجامعي والتعليم المهني والتقني، بما يعطي لأفراد هذه الهيئات بدل إنتاجية وزيادة بدل النقل وإقرار بدل النقل للمتعاقدين وتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة. كما خصص حيزاً من هذا الاجتماع لضمان استمرار العام الجامعي في الجامعة اللبنانية عن طريق إقرار بدل إنتاجية للأساتذة والعاملين فيها، وتوفير جزء من الاعتمادات لصيانة المنشآت وتشغيل مجمعات الجامعة في الحدث والفنار والشمال وتحويل عقود المصالحة للمدربين إلى عقود نظامية، وكذلك عقود الأساتذة المتعاقدين في الساعة». وأوضح الحلبي أن الحكومة استجابت أيضاً «لمطالب وزارة التربية بتخصيص مساهمة من الدولة اللبنانية لمصلحة صندوق التقاعد في المدارس الخاصة، وإقرار بدل نقل للمعلمين والعاملين في المدارس الخاصة على حساب صناديق مدارسهم».

من جهته، أكد وزير الصحة فراس الأبيض أنه لا رفع للدعم عن الأدوية السرطانية والمستعصية ولوازم غسل الكلى وغيرها، لافتاً إلى إقرار أحد البنود التي كانت عالقة في مجلس الوزراء وتتعلق بإقرار سلفة الخزينة بقيمة 364 مليار ليرة شهرياً لاستمرار هذا الدعم، كي لا يتغيّر سعر الدواء، ويستمر تسعيره على 1500 ليرة». ولفت الأبيض إلى أنه تم أيضاً إقرار سلفة خزينة بقيمة 90 مليار ليرة لبنانية لدفع المساعدة الاجتماعية عن سنة 2022 للعاملين في المستشفيات الحكومية. أما وزير الاقتصاد، فأشار إلى فتح اعتمادات ﺑ «8» ملايين دولار لدعم القمح، لافتاً إلى أنه «بعد أسبوعين سنبدأ بتنفيذ قرض البنك الدولي الذي سيؤمن لنا استقراراً بالقمح، ووصوله إلى لبنان بالأسعار المدعومة، لكي نحافظ على سعر ربطة الخبز حتى نهاية العام الحالي».وفيما أعلن وزير الزراعة عباس الحاج حسن اتخاذ 3 قرارات مركزية وأساسية تتعلق بوزارة الزراعة واستدامة هذا القطاع، لفت وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية إلى تكليفه من الحكومة بالتواصل مع الجانب السوري «لتقديم العزاء وإعلان استعدادنا لتأمين أي مساعدة للشعب السوري».

 

تاج «ملكة جمال الكون»... لبناني

فراد معوض لـ «الشرق الأوسط»: أريد أن أصمم تاجاً يليق بالشباب اللبنانيين وشركته وقّعت تاج ملكة جمال الكون لعام 2023

بيروت: فيفيان حداد/الشرق الأوسط»/06 شباط/2023

من كان يعلم أن التاج الذي كلل رأس صاحبة لقب ملكة جمال الكون العام الحالي (2023)، هو ابتكار لبناني بامتياز؟

هذه القطعة النادرة التي بلغت كلفتها نحو 6 ملايين دولار، وقعتها «دار معوض للمجوهرات». أما صاحب هذه المبادرة، فهو فراد معوض من الجيل الرابع لهذه الدار التي تأسست في عام 1890.

معوض الذي صنّفته «ويلس إكس» في عام 2013 ثامن أغنى مالك للألماس في العالم، يعشق الأحجار الكريمة، لا سيما الملونة منها. فهو مبدع من لبنان أسهم في إيصال اسم وطنه إلى العالمية. شغوف بمهنته منذ الصغر، يشرف على كل شاردة وواردة لتصاميم داره، فيتابع مشوار الحجر الكريم منذ مرحلة اكتشافه وصولاً إلى تصميمه وإنجازه. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل حجرٍ كريم نستخدمه أعرف قصته وألحق بحكايته، كما أقف على قيمته. وبناء على هذه المعلومات أبني قراري فيما يخص التصميم الذي يليق به».ويشير معوض إلى أن إلمامه الكبير بالأحجار الكريمة بلغ ذروته إثر تخصصه بها في جامعة جي آي إيه (GIA) الأميركية لعلم الأحجار الكريمة والمجوهرات. بدأ فراد عمله مع والده روبير في الـ21 من عمره، فاكتسب خبرته في العمل سريعاً. وأول حكاية له مع الأحجار الكريمة انطلقت من سريلانكا، فاشترى يومها حجر ياقوت أزرق (زفير) من عيار 27 قيراطاً، وبعد أن حكّه واشتغل عليه باعه بمكسب مادي جيد. ومن هناك بدأت قصته مع تجارة الأحجار الكريمة. لم يحمل تاج ملكة جمال الكون بالصدفة اسم «القوة من أجل الخير (Force for good)»، فطريقة تصميمه الاستثنائية تحمل رسائل مختلفة، أبرزها التغيير الإيجابي. الصبية التي تفوز باللقب مطلوب منها أن تترك هذه البصمة في عملها واهتماماتها.

تاج مصنوع باليد ومرصع بأكمله، يحتوي على 108.44 قيراط من الياقوت الأزرق و48.12 قيراط من الألماس الأبيض. وعند النظر إلى التاج عن كثب يتبين أن الالتفافات الشبيهة بالأمواج عند قاعدته تشبه رأس الأفعى، مما يرمز إلى التحديات التي تقف عثرة أمام إقناع الخصوم وأولئك المستفيدين من الحفاظ على الوضع الراهن. ومع انتقال النظر صعوداً من قاعدة التاج، تتغير حدة اللون من أبيض الألماس اللامع إلى أزرق الياقوت الهادئ. وتتزايد حدة اللون وصولاً إلى أعلى التاج الذي يكلل بحجر ياقوت باهر بشكل كمثري يزن 45.14 قيراط، وبلون قاتم يرمز إلى الخير.

ومع فراد معوض الشريك المؤتمن على دار معوض، تستكشف «الشرق الأوسط» قصة هذا التاج. «إنه يحمل معاني كثيرة تترجم عنوانه (القوة من أجل الخير). تدرجات الألوان وتموجاتها تعبر بوضوح عن التغيير وطريقه الشاق والطويل. لذلك نرى الألوان تنطلق من الأبيض وصولاً إلى الأزرق الفاهي، وتصبح قاتمة كلون حجر الزفير (الأزرق الملكي) الذي يرصع أعلاه على شكل إجاصة».

ويتابع: «حتى قاعدة التاج التي صممت على شكل رأس أفعى فللتأكيد على أن التغيير من دون مقاومة لا ينفع. لذلك قالها التاج بصريح العبارة: قاوموا ولا تستسلموا». وعن فكرة التاج يتبادر إذا كان انطلق بها من لبنان، يقول: «يبقى وطني في القلب مهما فرقتنا المحيطات والمسافات. فأنا وُلدت في السعودية، وانتقلت بعدها إلى مدرسة داخلية في سويسرا. ومن ثم درست في أميركا، واليوم أنا في تايلاند. ولكني أبقى لبنانياً في الصميم، وأنتمي إلى عائلة لبنانية، ونتابع أخبار لبنان دائماً. وهذا الحب الذي نكنه للبنان وُلد معنا ويحضر في جيناتنا الوراثية. فلبنان بأسره يطالب بالتغيير، لا سيما شبابه، فكانت فكرة التاج مؤاتية لظروف نمر بها. وهي فكرة تحاكي تطلعات سكان الكوكب، واخترنا حجر الزفير رمزاً لهذا التغيير». صنعت دار معوض تيجاناً عدة برزت فيها حرفيتها في عالم المجوهرات. وتتجه إلى تقديم أخرى جديدة لملكة جمال الكون التايلاندية وزميلتها الماليزية. ويمكن بعد سنة أو أكثر أن تنجز تيجاناً أخرى لمسابقة ملكة جمال الكون. ويعلق فراد: «لا نزال نعتبر أنفسنا في البداية، ولكن علينا أن نثابر على التفكير، وعلى استخدام خيالنا لإنجاز إبداعات أكبر». وفي رأي فراد معوض فإن هذه الإنجازات تعرّف العالم إلى قدرات الدار، وهي بمثابة صلة تواصل مع الناس. «لم نرغب يوماً في تحقيق هذا التواصل انطلاقاً من قطع المجوهرات فقط، بل من الرسائل التي تحملها. فالقصة التي ترويها تصاميمنا توازي بأهميتها تميز صناعاتنا. ونريد من هذه القصص أن تلهم الناس وتسهم في تطور الإنسانية، فتترك هذا الانطباع لدى مقتنيها».

وحسب معوض فإن أسواق المجوهرات ذات الأسعار التي تتراوح بين 2000 و20 ألف دولار نمت بشكل لافت في الفترة الأخيرة. فبعد فترة الحجر والانعزال بسبب الجائحة، صار الناس يبحثون عما يروي عطشهم للحياة الطبيعية. «لم يعد الناس يريدون حرمان أنفسهم من الاستمتاع بالحياة. فهم عاشوا فترة ركود منعتهم من صرف أموالهم أثناء الجائحة، فراحوا يبحثون عما يفرحهم ويسعدهم، والمجوهرات تسهم في ذلك في حال تلقيها أو تقديمها هدية لشخص عزيز. وهذا الأمر لم يقتصر على المجوهرات بل طال كل ما يتعلق بالرفاهية من أكسسوارات وغيرها. ولكن في المقابل الأحجار الكريمة الضخمة تراجعت نسبة مبيعاتها».ويرى معوض أن اللبنانيين يحبون شراء المجوهرات ولكن بمحدودية. وعما إذا اضطرت دار معوض إلى تغيير خط صناعتها لتواكب العصرية، يوضح: «استحدثنا أخيراً كتيباً (مونوغراف) يقدم للزبون، ويتضمن قصة المجوهرات التي يشتريها، مع صور فوتوغرافية لها، فيتعرف إلى رحلة الحجر الكريم بالتفاصيل، منذ أن كان خاماً، مروراً بنحته وتركيبه، وصولاً إلى يد المشتري. هذه المعلومات ميزتنا عن غيرنا؛ لأنها تشكل نوعاً من الشفافية، وتزود القطعة المشتراة بقيمتها الحقيقية، فتولد هذه العلاقة الحميمة بين الزبون وقطعة المجوهرات التي يختارها». ولكن ماذا عن ملكة جمال لبنان التي تمثل بلدها في مسابقة ملكة جمال الكون؟ فهل دار معوض مهتمة بتصميم التاج الذي تحمله؟ يرد: «الأمر يهمنا كثيراً، ولكن الفرصة لم تسنح بعد، وربما في المستقبل سنرى تاج معوض على رأس ملكة جمال لبنان في هذه المسابقة العالمية». دار معوض التي صنعت تيجاناً مختلفة لشخصيات معروفة... مَن تختار من لبنان لتقديم تاج لها؟ يرد فراد معوض: «لو سنحت لي الفرصة لقدمته لجيل الغد، للشباب الذين يحبون لبنان، ولكل شخص مستعد لبذل الكثير من أجل التطوير. فكل واحد يشعر بالفخر تجاه لبنان يستحق تسلم هذا التاج. وقد لا يكون لشخص واحد بل لجيل كامل». وكيف تتصور ألوانه؟ «أتخيلها تتضمن الأخضر ويرمز إلى الأمل، والأصفر الذي يمثل الشمس الساطعة لمستقبل أفضل. تهمني صناعة تاج خاص بلبنان وبشبابه؛ كي يزود أهله بالأمل وبنبض الحياة والاستمرارية».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

آلاف الضحايا بـ«مأساة الزلزال» في تركيا وسوريا...أبنية سقطت على سكانها وهم نيام... وحالة ذعر تسود دول المنطقة... وجهود واسعة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض

أنقرة: سعيد عبد الرازق - إدلب: فراس كرم – دمشق/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

أوقع زلزال مدمِّر ضرب تركيا وسوريا، ليلة الأحد وصباح الاثنين، مئات القتلى وآلاف الجرحى، وأثار ذعراً واسعاً بين مواطني البلدين وكذلك دول الجوار التي بلغها الزلزال بدرجات أقل، خصوصاً في ضوء الهزات الارتدادية التي تلته، في ظل جهود محلية، انضمت إليها فرق مختصة أجنبية، لإنقاذ الضحايا العالقين تحت أنقاض الأبنية المدمَّرة التي هَوَت على أصحابها وهم نيام. وأعلن الرئيس رجب طيب إردوغان الحداد الرسمي على الضحايا لمدة سبعة أيام. وفي حين أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي، ارتفاع عدد قتلى الزلزال في تركيا إلى 1541، أُفيد بمقتل أكثر من 960 شخصاً وإصابة 2400 آخرين على الأقل في أنحاء سوريا، في حصيلة غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة السورية التابعة للنظام وفرق إغاثة في مناطق سيطرة المعارضة. وأعلن البيت الأبيض مساء أمس، إرسال فريقَي بحث وإنقاذ أميركيَّين بقوة 79 فرداً لكل منهما إلى تركيا وسوريا، فيما أعلنت بريطانيا إرسال فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا فقط، مشيرةً إلى أن جهود الإنقاذ في سوريا يقوم بها الدفاع المدني (الخوذات البيضاء) الذي يتلقى دعماً مادياً من المملكة المتحدة. وأعادت المأساة الجديدة إلى أذهان الأتراك «كارثة القرن العشرين»، وهو الاسم الذي لا يزال يُطلق على زلزال مرمة المدمر الذي وقع عام 1999. وضرب زلزال بقوة 7.8 فجر الاثنين تلاه زلزال بقوة 7.6 على مقياس ريختر، بلدتَي بازارجيك وألبيستان في ولاية كهرمان ماراش جنوب تركيا، لكنّ قوتهما التدميرية امتدت إلى 10 ولايات ووصلت إلى عدد من الدول المحيطة. ومع الزلزال الأول فجراً، علا صراخ المواطنين الذين تمكنوا من الخروج من منازلهم قبل سقوطها عليهم. وحول الحطام والدمار، انتشر مئات المواطنين تملأ عيونهم الدموع لكنهم يتمسكون بالأمل في أن يخرج أحد من أفراد عائلاتهم سالماً من تحت الأنقاض، بينما انطلقت جهود الإنقاذ وإقامة الخيام لمساعدة من بقوا في العراء على الاحتماء بمأوى يقيهم موجة الصقيع والثلوج التي تضرب حالياً الكثير من مناطق تركيا.

وأفاق سكان 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا على زلزال مدمِّر لم تشهد له تركيا مثيلاً منذ عام 1939، حسبما أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان من داخل مركز إدارة الكوارث الطبيعية والطوارئ، حيث ذهب لمتابعة تطورات الزلزالين اللذين خلّفا ألفاً و498 شخصاً وأكثر من 5 آلاف مصاب (في حصيلة غير نهائية)، بينما نجحت جهود الإنقاذ التي انطلقت على الفور، في انتشال نحو 3 آلاف شخص من تحت الأنقاض بينهم عدد من الأطفال. وأكد خبراء وباحثون أتراك أن هذه تعد المرة الأولى التي يحدث فيها أن يقع زلزالان في مركزين مختلفين في الوقت ذاته وبهذه الدرجة من الشدة. وحسب إدارة الكوارث والطوارئ التركية وقع مركزا الزلزالين في بلدتي بازارجيك وألبيستان في ولاية كهرمان ماراش. وأكدت الإدارة، في بيان، أنه لا يوجد حالياً أي خطر بحدوث موجات تسونامي في سواحل البلاد شرق البحر المتوسط. وبينما شهدت ولاية أضنة دماراً في الكثير من المنازل، إلا أن قاعدة «إنجيرليك» التي تستخدمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويوجد بها مئات الجنود الأميركيين وأسرهم، لم تتأثر أو تتعرض لأي أذى. كذلك لم تكن ولاية مرسين التي تقع بها محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء ضمن الولايات التي تأثرت بالزلزالين مثل كهرمان ماراش، وهطاي، وعثمانية، وأديامان، وأضنة (جنوب)، وديار بكر، وشانلي أورفا، وغازي عنتاب (جنوب شرق)، ومالاطيا (شرق). كما تأثرت مناطق شمال سوريا المتاخمة للحدود التركية، وشعر بالزلزالين سكان كل من سوريا ولبنان والعراق وفلسطين وبعض المناطق في مصر واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا. وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي، إنه تم إرسال وتشغيل 102 محطة بث متنقلة للهواتف المحمولة في المناطق المتأثرة بالزلزال. كما تم إغلاق مطارات هطاي وكهرمان ماراش وغازي عنتاب. وتم وقف إمداد مناطق عدة بالغاز الطبيعي. وذكر أوكطاي أنه يتم تنسيق المساعدات بإشراف إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية التركية وتوزيعها على المتضررين من الزلزالين، وتم إنشاء مناطق للإيواء السريع ويتم إمدادها باحتياجات المواطنين. ودعا أوكطاي المواطنين إلى عدم استخدام سياراتهم والتجول في الشوارع، بغية إبقاء الطرق مفتوحة أمام حركة الكوادر المشرفة على عمليات الإنقاذ وسيارات الإسعاف. وحذّر من خطورة الهزات الارتدادية، مشيراً إلى أن بعض المباني تضررت، ومن المحتمل أن تؤدي الهزات الارتدادية صغيرة الحجم إلى تدميرها وسيتم فحص هذه المباني واحداً تلو الآخر بواسطة المهندسين المختصين.

- دمار كبير

وتَواصَل سقوط بعض المباني مع حدوث هزات ارتدادية، وشوهدت منازل من طوابق عدة تنهار في لحظة خلال البث المباشر للقنوات التلفزيونية من مواقع البحث والإنقاذ، ووصل تأثير الهزات إلى خارج نطاق مركز الزلزالين، وشعر السكان في قيصري (وسط تركيا) ومانيسا (غرب) بهزات قوية. من جانبه، أعلن والي هطاي، الواقعة على الحدود مع سوريا، رحمي دوغان، أن الكثير من المباني دُمِّرت بسبب الزلزال بينها مستشفى الدولة ومساكن الشرطة في إسكندرون وأنطاكيا، مشيراً إلى أن هناك مشكلة في مدرج مطار هطاي منعت هبوط الطائرات. كما دُمِّرت قلعة غازي عنتاب التاريخية جراء الزلزالين، وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام والمواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي انهيار طرق رئيسية. واشتكى بعض المواطنين في غازي عنتاب من تأخر وصول المساعدات عن طريق البلدية التابعة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وانتشر على نطاق واسع فيديو لمدرب فريق هطاي سبور، فولكان ديميريل، وهو يوجه نداءً، وهو يبكي، بإرسال المساعدات من كل من يقدر على ذلك ليس فقط إلى هطاي ولكن إلى باقي الولايات. كما تبحث فرق الإنقاذ تحت الأنقاض عن الغاني كريستيان آتسو (31 عاماً)، لاعب «هطاي سبور»، وعدد من زملائه المفقودين تحت حطام المباني. وسبق للاعب الوجود في صفوف ناديي تشيلسي ونيوكاسل الإنجليزيين، وانتقل إلى هطاي من «الرائد» السعودي الصيف الماضي، ومن بين المفقودين المدير الرياضي للنادي تانر صفوت، بينما تم إخراج لاعبين وأعضاء آخرين من الجهاز الفني من تحت الأنقاض في عملية إنقاذ دراماتيكية.

 

شمال غربي سوريا «منطقة منكوبة»

إدلب: فراس كرم/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.7 درجة مناطق إدلب وريف حلب وأجزاء من حماة واللاذقية، وسط وشمال غربي سوريا، مع ولايات في جنوب تركيا، فجر الاثنين 6 فبراير (شباط) الحالي، وخلف أكثر من 500 بين قتيل وجريح في حصيلة غير نهائية ضمن مناطق إدلب وريف حلب الغربي، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تواصل عمليات البحث عن الناجين تحت ركام مئات الأبنية التي تعرضت للانهيار جراء الزلزال، وسط حالة من الخوف والذعر تخيم على المدنيين. ورصدت «الشرق الأوسط»، منذ اللحظات الأولى للزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا وحوّلها إلى «منطقة منكوبة»، عمليات إنقاذ واسعة، تشارك فيها فرق الدفاع المدني والطواقم الطبية ومتطوعون من القوى الأمنية والعسكريين، للمدنيين العالقين تحت أنقاض الأبنية التي تسبب في انهيارها الزلزال، وتركزت قوته في المدن المحاذية للحدود التركية؛ ومنها سرمدا والدانا وترمانين وحارم وسلقين وكفرتخاريم شمال إدلب، ومناطق عفرين وجنديرس والباب واعزاز شمال حلب.

وأفاد أحمد البدوي؛ من مدينة سرمدا شمال إدلب، بأنه في نحو الساعة الرابعة والنصف من فجر الاثنين، استيقظ سكان المنطقة على اهتزاز أرضي عنيف، تسبب في حالة من الذعر والخوف، ودفع بعدد كبير منهم إلى النزول للشوارع وسط الأحياء المكتظة بالمباني، فيما لجأت أعداد كبيرة من العائلات إلى العراء، بينما لم تتمكن عائلات أخرى من إخلاء منازلها، نظراً إلى الاهتزازات العنيفة التي استمرت لنحو 5 دقائق، بدأت خلالها سلالم الأبنية والجدران والأبنية في الانهيار تباعاً، وسط صراخ مرعب من كل مكان في المدينة عند النظر إلى الأبنية وهي تتساقط على الأرض، التي تقدر بنحو 70 منزلاً.

ولفت البدوي إلى أنه «تواجه فرق الدفاع المدني وطواقم الإنقاذ والمتطوعون صعوبات بالغة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، بسبب سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة التي لم تتوقف منذ مساء (أمس)، فضلاً عن المشافي التي تشهد استقبال أعداد كبيرة من الجرحى والمصابين، مع إطلاق مناشدات للسكان عبر مآذن المساجد ووسائل التواصل الاجتماعي، بالتوجه إلى المشافي للتبرع بالدم لإسعاف الجرحى». وأفاد شهود عيان بأن هشاشة المباني والتصدعات الكبيرة فيها، نتيجة القصف السابق من قوات النظام والمقاتلات الروسية، جعلها ضعيفة جداً في مقاومتها للزلزال، وكانت أولى المباني التي بدأت في الانهيار فوق رؤوس أصحابها، حيث جرى توثيق سقوط ما لا يقل عن 70 منزلاً في مدينة سرمدا تعرضت للانهيار الكامل، إضافة لحدوث تشققات خطيرة لحقت بعشرات المباني الأخرى. كما شهدت بلدات الدانا وحارم وكفرتخاريم وسلقين وقورقونيا وترمانين وتل الكرامة وأتارب وعفرين والباب واعزاز وجنديرس بأرياف إدلب وحلب، انهيار أكثر من 230 منزلاً، ما تسبب في مقتل عائلات كاملة لا يزال معظمها تحت الأنقاض. من جانبها؛ أعلنت «الحكومة السورية المؤقتة»، في بيان لها، أن منطقة الشمال السوري «منطقة منكوبة»، وذلك إثر الزلزال المدمر، الذي ضرب المنطقة فجر أمس، وناشدت المنظمات الدولية والإنسانية تقديم المساعدة العاجلة للمناطق التي تضررت من الكارثة وسط ظروف إنسانية قاسية.

 

تضامن عربي ودولي واسع مع ضحايا المأساة

الرياض: عبد الهادي حبتور - أبوظبي. باريس/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

أعربت أمس دول عربية وأجنبية عن تضامنها مع تركيا وسوريا عقب الزلزال المدمر الذي ضربهما وتسبب في سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. وأجرى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اتصالاً هاتفياً، بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدّم خلاله التعازي له ولشعب تركيا وأهالي ضحايا الزلزال، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل، مؤكداً وقوف السعودية ومساندتها لتركيا لتجاوز هذه الكارثة الطبيعية. من جانبه، أعرب الرئيس اردوغان عن شكره وتقديره لولي العهد على ما عبر عنه من مشاعر أخوية نبيلة، مقدراً وقوف المملكة إلى جانب بلاده في هذا الظرف الصعب.

وكانت السعودية قد أعربت، في بيان لوزارة خارجيتها، عن تضامنها ومواساتها وتعازيها لدولتي سوريا وتركيا جراء الزلزال المدمر الذي ضربهما، مبينة أنها تتابع عن كثب مجريات الأحداث التي وصفتها بـ«المؤسفة». وقالت الخارجية السعودية في البيان: «تتابع المملكة العربية السعودية عن كثب مجريات الأحداث المؤسفة في كلٍ من جمهورية تركيا، والجمهورية العربية السورية، إثر الزلزال الذي أسفر عن وفيات وإصابات». وعبرت عن «تضامن المملكة العربية السعودية ومواساتها وتعازيها للأشقاء في سوريا وتركيا، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل». وفي ردود الفعل، أعرب الشيخ الدكتور محمد العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عن التضامن الكامل مع الشعبين السوري والتركي في هذا المصاب الكبير. بينما وجَّه أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، نداءً عاجلاً إلى الدول الأعضاء في المنظمة والمؤسسات الإنسانية للمنظمة والشركاء الدوليين، لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لدعم ضحايا الزلزال في كل من تركيا وسوريا. ومن العاصمة السعودية الرياض، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، عن تعازيه في ضحايا الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا. وأكد البديوي تضامن ووقوف دول «التعاون الخليجي» مع الشعبين السوري والتركي، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل. في السياق ذاته، أكدت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن المملكة لم تتأثر بالهزة الأرضية التي حدثت في تركيا صباح أمس بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر، مشيرة إلى أن ذلك يعود إلى «بعد المسافة ما بين موقع الزلزال والحدود السعودية التي تبلغ أكثر من 1000 كيلومتر». وبيّن طارق أبا الخيل المتحدث الرسمي للهيئة أن سبب الهزة الأرضية يعود إلى الحركة التكتونية النشطة لصدع الأناضول بجنوب شرقي تركيا، وهو صدع نشط زلزالياً بسبب الإجهادات التكتونية الناجمة عن تصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية بمنطقة جبال طوروس جنوب شرقي تركيا.

السفارة السعودية في تركيا بدورها، أكدت عدم تلقيها أي بلاغات عن وجود سعوديين بمناطق الزلزال، لافتة إلى أنها تتابع مع السلطات التركية للتأكد من عدم وجود مواطنين في المناطق المتضررة، وتدعو المواطنين الموجودين في مناطق الزلزال لاتخاذ الحيطة والحذر، والتواصل معها على الرقم المخصص للطوارئ.

علمياً، يفسر الدكتور علي عشقي أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبد العزيز الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا بقوله: «هذه من المناطق الزلزالية المعروفة، وهي التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية، وعادة لا تنتقل من منطقة لأخرى». وأوضح عشقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المناطق تشمل كلاً من «تركيا، وسوريا، والأردن، والبحر الأحمر، وخليج عدن، والمنطقة الشرقية بالسعودية، وإيران»، مبيناً أن الزلازل «دائما ما تحدث عن حواف الصفائح التكتونية». وأشار عشقي الذي حذر من حدوث الزلزال الحالي قبل نحو 11 عاماً إلى أن الدراسات العلمية حول الدورات الزلزالية وحركة الصفائح كشفت عن حتمية تصادم أو تباعد أو انزلاق هذه الصفائح على بعضها. ولفت إلى أن «كثيراً من الخبراء حذروا من حدوث الزلازل في الدول الواقعة على حافة تصادم الصفائح التكتونية أو انزلاقها، وأهمية مراعاة كود الزلازل في المباني (...)، كما أن الدورة الشمسية الباردة التي تمر بها الكرة الأرضية لها ارتباط بحدوث الزلازل، ومن تداعياتها أن اللب الداخلي للأرض بدأ يتباطأ ويتوقف وينعكس». أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبد العزيز حذر من أن «السنوات العشرين المقبلة سوف تشهد تغيرات كبيرة من حرائق غابات وزلازل كما تفيد الدراسات العلمية». وتابع: «كان بالإمكان تقليل عدد الضحايا في تركيا وسوريا لو أخذتا بمنطق العلم وعملتا كود الزلازل، أو بناء مساكن من مواد خفيفة». وأوضح عشقي أن «اليابان يحدث فيها زلازل أقوى من هذا الذي حصل في تركيا وسوريا، لكن المباني مبنية وفقاً لكود الزلازل، ولذلك الخسائر تكون محدودة». وأفاد بأن مشكلة الزلازل تحدث على فترات طويلة، وهناك ضرورة للاحتياط للأجيال المقبلة. من جهتها، أعلنت الإمارات عن توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس البلاد بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ، إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة، إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا وسوريا، لتستفيد منها الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.

وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) إن الإمدادات تأتي في إطار العلاقات التي تجمع الإمارات بتركيا وسوريا، وضمن الدور الإنساني الذي تقوم به الدولة في إغاثة المحتاجين والمتضررين من الكوارث المختلفة. وأكدت الإمارات تضامنها مع البلدين، إثر الزلزال الذي أسفر عن وقوع ضحايا ومصابين.

وفي السياق نفسه، بعث الشيخ محمد بن زايد برقيتي تعزية إلى الرئيس بشار الأسد والرئيس رجب طيب إردوغان، كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس البلاد رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي برقيتي تعزية مماثلتين.وأعلنت الجزائر، من جهتها، تضامنها مع سوريا وتركيا، عارضة تقديم «المساعدة في كل ما من شأنه التخفيف من حدة وآثار هذه المأساة الأليمة»، بحسب ما قال الرئيس عبدالمجيد تبون. في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن على تويتر: «طلبت من أجهزتي أن تواصل متابعة الوضع من كثب بالتنسيق مع تركيا وتقديم كل المساعدة الضرورية أياً كانت». وأعلن البيت الأبيض لاحقاً ارسال فورق انقاذ إلى تركيا وسوريا. وفعّل الاتحاد الأوروبي «آلية الحماية المدنية» الخاصة به وتمت «تعبئة فرق من عشر دول أعضاء بشكل عاجل»، وغادر الفريقان الهولندي والروماني بالفعل، حسب بيان صادر عن المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناركيتش.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده «مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان»، فيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان توجه 139 فرداً من عمال الإنقاذ التابعين للأمن المدني إلى تركيا. كما سيغادر إليها (اليوم) الثلاثاء نحو ثلاثين متطوعاً من جمعية «أجهزة الإطفاء للطوارئ الدولية»، ومقرها فرنسا.

وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس في تغريدة أن «ألمانيا سترسل المساعدات بالتأكيد». وتنوي إيطاليا «وضع عناصر الحماية المدنية في التصرف» حسب تغريدة لوزير خارجيتها أنتونيو تاجاني. وقدمت المجر مساعدات مماثلة. وقال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس في تغريدة إن بلاده «حشدت على الفور أفراداً ومسيرات» متوجهة إلى ملطية (تركيا) حيث يقع مركز المساعدة الدولية. وأضافت مدريد أن 85 من رجال الإنقاذ سيغادرون إلى تركيا. وفي بولندا، أعلن وزير الداخلية ماريوس كامينسكي إرسال «76 من عناصر الإطفاء وثمانية كلاب إنقاذ». ووعدت اليونان من جهتها بـ«توفير كل قواتها» لمساعدة تركيا، حسب رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي اتصل بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وكانت أثينا التي تربطها علاقات متوترة بجارتها ومنافستها الإقليمية، قد أعلنت بالفعل إرسال نحو عشرين رجل إطفاء ومساعدات إنسانية.

وأكدت السويد، وهي دولة أوروبية أخرى تواجه توترات دبلوماسية مع أنقرة، على لسان رئيس وزرائها أولف كريسترسون أنها «كشريك لتركيا ومكلفة برئاسة الاتحاد الأوروبي... مستعدة لتقديم مساعداتها». وفي المملكة المتحدة كتب رئيس الوزراء ريشي سوناك في تغريدة أن «المملكة المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة بأي طريقة ممكنة». ثم أعلن وزير الخارجية جيمس كليفرلي عن «مساعدة فورية» مع إرسال 76 من رجال الإنقاذ والمعدات والكلاب إلى تركيا. ونقلت وكالة الأنباء السويسرية نقلاً عن وزارة الخارجية السويسرية أنه سيتم نشر نحو 80 خبيراً في الإسعافات الأولية في تركيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده التي تمزقها الحرب «مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية» لتركيا، وحتى «إرسال مجموعة كبيرة من المنقذين»، حسب تغريدة لوزير الخارجية دميترو كوليبا، على موقع تويتر.

وأشار الرئيس فلاديمير بوتين إلى أن بلاده «أرسلت عمال إنقاذ» إلى سوريا وتركيا، على ما أعلن الكرملين بعد اتصال هاتفي مع نظيريه التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

وقالت الوكالة الصينية الرسمية للمساعدات الخارجية إنها على اتصال بالسلطات التركية والسورية مؤكدة أنها «مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية طارئة». وقررت الهند إرسال «فرق بحث وإنقاذ وفرق طبية على الفور إلى جانب معدات الإغاثة» على ما أعلنت السلطات في بيان.

وفي وقت سابق، كتب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في تغريدة أن بلاده «مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة» لتركيا، علاوة على تقديم «المساعدة والدعم» إلى «الشعب السوري». وتلبية لطلب أنقرة، سترسل اليابان «فريق إغاثة لحالات الكوارث... استجابة للاحتياجات الإنسانية»، وفق بيان رسمي صادر عن طوكيو.

من جهته، أعلن الرئيس إبراهيم رئيسي أن إيران مستعدة لتقديم «مساعدة فورية للدولتين الصديقتين».

وأعلنت أذربيجان، الدولة الشقيقة لتركيا، إرسال 370 عنصر إنقاذ على الفور، حسب الوكالة الرسمية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «فرقنا على الأرض لتقييم الاحتياجات وتقديم المساعدة»، مضيفاً في بيان: «نعوّل على المجتمع الدولي لمساعدة آلاف العائلات المنكوبة جراء هذه الكارثة. عدد كبير منها في حاجة عاجلة إلى المساعدة الإنسانية في مناطق يصعب الوصول إليها». وفي تغريدة قال فيليبو غراندي، رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن الوكالة الأممية «مستعدة قدر الإمكان لتقديم المساعدة الطارئة للناجين عبر فرقها الموجودة على الأرض».

وفي تل أبيب، أعلنت إسرائيل ارسال طواقم إنقاذ للمساعدة في أعمال الإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر في تركيا. كما أعلنت نيتها ارسال كميات من المساعدات الإنسانية والطبية إلى سوريا بناء على طلب «رسمي» تلقته من سوريا، وهو أمر نفته دمشق.

 

هروب الى الشوارع... وشائعات عن «تسونامي»

دمشق/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

استيقظت المناطق الخاضعة للنظام السوري في الساعة الرابعة و22 دقيقة من فجر أمس (الاثنين)، على حالة من الذعر العام، وهرع السكان إلى الشوارع في أحياء دمشق وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس وبانياس، مع توارد أنباء عن سقوط مبانٍ بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة في سوريا غالبيتها ضمن مناطق شمال غربي البلاد، وانتشار شائعات عن احتمال حدوث تسونامي سيضرب المناطق الساحلية، ما دفع بالبعض إلى المناطق الجبلية. وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة في دمشق صباح أمس، عن وفاة 403 أشخاص وإصابة نحو 1284 في محافظات حلب، واللاذقية، وحماة، وطرطوس.

وأفاد المركز الوطني لرصد الزلزال بأن المناطق الأكثر تأثراً هي الشمالية قرب الحدود التركية. وأن هذه هي الهزة الأقوى في عمر السجلات في مركز الرصد الزلزالي. وعقد مجلس الوزراء السوري جلسة طارئة ترأسها الرئيس بشار الأسد، لبحث تداعيات الزلزال. وقال التلفزيون الرسمي إنه تمّ تقييم الوضع الأوّلي الراهن عقب الزلزال الكبير، وتحديداً المحافظات والمواقع الأكثر تضرراً التي تركزت بشكل أكبر في محافظات حلب وحماة واللاذقية. ورسم خطة تحرك طارئة على المستوى الوطني تقودها غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة بالإضافة إلى فرق ميدانية على الأرض. وأعلنت وزارة التربية تعطيل المدارس في جميع المحافظات السورية حتى نهاية الأسبوع الحالي. وأعلنت وزارة النفط في دمشق عن تزويد جميع المحافظات بكميات إضافية من المشتقات النفطية (بنزين – مازوت) من أجل تعزيز عمليات الإنقاذ والإسعاف وإزالة الركام، مع استعدادها للاستجابة الفورية لأي احتياجات طارئة على مدار الساعة. وأفادت الوزارة في بيان حول الأضرار التي لحقت بالقطاع النفطي جراء الزلزال، بحصول تصدع في مدخنة وحدة القوى في مصفاة بانياس، وهبوط في البطانة القرميدية للأفران، وحصول بعض التهريب من المواد النفطية من الفلنجات، وتصدعات في الأبنية، الأمر الذي استدعى إيقاف المصفاة لمعالجة الأضرار والعودة للتشغيل المتوقع خلال 48 ساعة. كما تضررت مباني الشركة السورية لنقل النفط في بانياس، حيث تصدعت الجدران وفُصلت عن الأعمدة مع أضرار في البيوت السكنية.

كما توقفت ضواغط الغاز في معمل جنوب المنطقة الوسطى، وتم الكشف عليها وإعادة تشغيلها فوراً. إضافةً إلى حدوث أضرار في قواعد الخزانات الكروية للغاز في حلب. فيما لم يتم تسجيل أي إصابة بشرية لدى كوادر الوزارة.

ولا تزال حالة الذعر تسيطر على سكان مدينة حماة ومدن الساحل السوري وحلب، خشية حدوث هزات ارتدادية، وظل الكثير منهم في الشوارع فجرَ ونهارَ أمس، تحت البرد الشديد وزخّ الأمطار. وقال أبو أحمد الذي يسكن في حي غرب المشتل في مدينة حماة، إنه منذ الساعة الخامسة فجراً يختبئ مع زوجته وابنه وأحفاده في السيارة وسط الشارع العريض، ومثلهم كثير من العائلات. وقُتل في حماة ومنطقة الغاب وسط البلاد 17 شخصاً وأُصيب 23 آخرون، وفق مصادر طبية في مشفى حماة الوطني الذي لا يزال مستمراً في استقبال الحالات الإسعافية والمصابين جراء الزلزال لتلقي العلاج. وأفادت مصادر أهلية بمدينة حماة، بمقتل شقيقة رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، السيدة نسوم عرنوس، مع أحد عشر شخصاً بين أبناء وأحفاد.

وفي مدينة طرطوس الساحلية، تم تسجيل تشققات على كثير من المباني العالية. وفي ظل ارتفاع الموج الهائل وعدم القدرة على التوجه إلى بر مدينة طرطوس، وجّه ناشطون نداءً إلى أهالي جزيرة «أرواد» للاحتماء في البرج الأيوبي والقلعة كأكثر المواقع أماناً من الزلازل والهزات في جزيرة أرواد.

وفي محاولة لطمأنة سكان الساحل بعد انتشار شائعات عن حصول «تسونامي» مع تراجع مياه البحر نحو عشرين متراً، قالت مصادر أهلية إن مركز الرصد في طرطوس قال إن مستوى مياه البحر في الوضع الطبيعي ولا يوجد أي تراجع في مستوى المياه، كما أنه لا يوجد أي أضرار تُذكر ضمن المدينة.

وفي اللاذقية تواصلت نداءات الاستغاثة من الأهالي في المناطق التي شهدت سقوط أبنية وسط ضعف إمكانيات الإنقاذ. ونقل التلفزيون الرسمي عن الإطفاء في اللاذقية إنقاذ 39 شخصاً على قيد الحياة وانتشال جثامين عدد من الأشخاص المتوفين، بينما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة. وتم إخراج طفلين وامرأتين على قيد الحياة من بناء على أوتوستراد دمسرخو وانتشال شخص واحد متوفًّى، وإخراج امرأة على قيد الحياة من بناء متهدم على المتحلق الشمالي، و11 شخصاً أحياء ما بين أطفال وكبار من بناءين في منطقة الرمل الجنوبي. ووصفت المصادر الوضع في جبلة بمحافظة طرطوس بأنه «كارثي»؛ فهناك أبنية منهارة بالكامل ولا تزال عمليات البحث عن ناجين مستمرة. وحسب مصادر أهلية في جبلة، هناك عائلات كاملة قُتلت جراء الزلزال ولا تزال تُسمع أصوات أشخاص أحياء تحت الأنقاض. وفي ناحية الفاخورة وبلدة اسطامو التابعة للاذقية، وجّه الأهالي نداء استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقالوا إن آليات الحكومة لم تصل إليهم رغم مرور ساعات على الهزة والأهالي يرفعون الأنقاض بأيديهم وسط العاصفة المطرية، ولا توجد سوى آلية واحدة، حيث لا تزال هناك أعداد كبيرة من المفقودين. وكان فوج إطفاء اللاذقية قد طلب المؤازرة بسبب انهيار عدد كبير من الأبنية، ووجود أشخاص تحت الأنقاض حتى اللحظة في أماكن متفرقة، حسب منشور في حسابه على «فيسبوك»، لافتاً إلى أنه تم تسجيل جديد للانهيارات في مبنى كامل مسكون في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية ومبنى مسكون في بلدة اسطامو. وذلك إضافةً إلى بناءين في منطقة المخيم بالرمل الجنوبي.

 

تعاون سعودي ـ أميركي لإنشاء منظومة متكاملة لمواجهة «المسيّرات»

الجنرال أوفوست لـ «الشرق الأوسط»: ملتزمون تعزيز أمن حلفائنا ضد تهديدات إيران

الرياض: عبد الهادي حبتور/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

أكدت الجنرال جاكلين فان أوفوست قائد قطاع النقل في الجيش الأميركي أن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية صلبة وممتدة لعقود، وتمثل حجر الزاوية لاستمرار الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وأفادت أوفوست في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» بأن القيادة المركزية للولايات المتحدة تعمل حالياً مع المملكة العربية السعودية على إنشاء منظومة متكاملة للدفاع الجوي لمواجهة الصواريخ والطائرات من دون طيار، من بين مبادرات تكنولوجية أخرى. وقالت قائد قطاع النقل التي تزور الرياض للمرة الأولى في هذا المنصب الرفيع، إن زيارتها تركز على تعزيز العلاقة القوية مع وزارة الدفاع السعودية بما يصب في المصلحة الوطنية للسعودية والولايات المتحدة وكذلك الأهداف الأمنية... الجنرال فوست تحدثت أيضاً عن ردع التهديدات المشتركة وسبل مواجهة حروب المستقبل وغيرها من الملفات فإلى تفاصيل الحوار...

مناقشة التحديات المشتركة

تؤكد الجنرال جاكلين فان أوفوست أن زيارتها الأولى للمنطقة والسعودية كقائد لقيادة النقل في الجيش الأميركي تركز على مناقشة التحديات المشتركة، وتضيف: «اسمحوا لي أولاً، بأن أشكر نظرائي السعوديين على كرم الضيافة، فهذه هي زيارتي الأولى إلى المنطقة وإلى السعودية كقائد لقيادة النقل اللوجيستي للولايات المتحدة، إنه حقاً لشرف عظيم، لقد أدركت أنه يتم إحراز تقدم عندما نجلس معاً ونناقش تحدياتنا المشتركة، ثم نتخذ إجراءات بفهم متبادل للمشكلة، حيث توفر هذه المحادثات الأمنية الإقليمية المهمة، لا سيما بشأن أهمية الخدمات اللوجيستية، الأرضية المشتركة لمواصلة دعم بعضنا البعض».

وشددت أوفوست على أنه «خلال الزيارة، تم تعزيز العلاقة القوية بين قيادة النقل الأميركية ووزارة الدفاع السعودية من خلال ضمان بقاء الاتفاقيات في مكانها، وبما يصب في المصلحة الوطنية للسعودية والولايات المتحدة والأهداف الأمنية، فالشراكة القوية بين الولايات المتحدة والسعودية طويلة الأمد في المنطقة كانت وستظل مفيدة لبلدينا».

منظومة دفاع جوي

تصف الجنرال جاكلين أوفوست علاقات الولايات المتحدة العسكرية مع السعودية بـ«الصلبة» منذ عقود، مدللة على ذلك بقولها: «لقد قاتلنا جنباً إلى جنب خلال حرب الخليج الأولى في بداية التسعينات، كما أن علاقتنا لا تقل أهمية اليوم، حيث تعد شراكتنا حجر الزاوية لاستمرار الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط». وتضيف: «المخططون الاستراتيجيون من القيادة المركزية الأميركية يسافرون إلى السعودية في كثير من الأحيان، ويعملون بانتظام مع القادة العسكريين السعوديين، كما تركز وزارة الدفاع السعودية على بناء قوة عسكرية حديثة ومبتكرة، وتفي بالمتطلبات الدفاعية للشعب السعودي». وتعرضت المنشآت المدنية والحيوية في السعودية خلال السنوات الماضية لمئات الهجمات الحوثية عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة إيرانية الصنع. وفي حديثها، كشفت الجنرال الأميركي أن «القيادة المركزية للولايات المتحدة تعمل حالياً مع المملكة العربية السعودية على إنشاء منظومة متكاملة للدفاع الجوي لمواجهة الصواريخ والطائرات من دون طيار، من بين مبادرات تكنولوجية أخرى». ويثير تطوير إيران طائرات مسيّرة قلق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تتهمان طهران بتزويد حلفائها في الشرق الأوسط، مثل «حزب الله» اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن، بهذه الطائرات، واستخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج. وأوضحت الجنرال جاكلين أن «مشاركة القيادة السعودية لطالما كانت ضرورية أيضاً للتخطيط للتدريبات المتنوعة متعددة الأطراف مع مختلف الشركاء في المنطقة، في جميع مجالات الحرب، وكذلك استضافتها والمشاركة فيها، كما كانت قاعدة الأمير سلطان الجوية موقعاً مهماً لقيادة النقل اللوجيستي الأميركية». كما عبرت عن امتنانها للتعاون «اللوجيستي مع المملكة العربية السعودية المستمر في التوسع، ما يسمح بمزيد من التنويع والمرونة اللوجيستية وزيادة النمو الاقتصادي، ونحن متحمسون لمعرفة ما يخبئه مستقبل شراكاتنا العسكرية».

فهم مشترك أكثر دقة للتهديدات والفرص

في خضم تزايد التهديدات في منطقة الشرق الأوسط وتأثير ذلك في حلفاء الولايات المتحدة، ترى الجنرال جاكلين أوفوست أن «الزيارات مثل تلك التي أقوم بها الآن تبني علاقات دائمة تفيد مصالح الأمن القومي لكلا البلدين، وتركز استراتيجية الدفاع الوطني للولايات المتحدة على الردع المتكامل، الذي يستلزم تطوير ودمج نقاط قوتنا لتحقيق أقصى قدر من التأثير، ويظل حلفاؤنا وشركاؤنا بمثابة قوة دائمة تسمح لنا بتحقيق أهدافنا المشتركة من خلال تسخير قدراتنا المشتركة». وجددت التزام الولايات المتحدة بأمن الحلفاء قائلة: «نحن ملتزمون بتعزيز أمن حلفائنا وشركائنا ضد التهديدات الخارجية، مثل تلك القادمة من إيران، حيث شكلت القيادة المركزية الأميركية مؤخراً فرق عمل متعددة، تم دمجها مع الحلفاء والشركاء الإقليميين للاستفادة من البيانات التي تم جمعها من أنظمة الاستشعار البرية والجوية والبحرية المأهولة وغير المأهولة لتوفير فهم مشترك أكثر دقة للتهديدات والفرص، إذ إنه من خلال العمل معاً يمكننا الجمع بين قدراتنا الكبيرة والأساليب المبتكرة لردع مثل هذه التهديدات والتغلب عليها».

شراكة لتحقيق الأمن الإقليمي

تؤكد قائد قطاع النقل في الجيش الأميركي أن شراكات بلادها «تعد أمراً أساسياً لتحقيق الاستقرار الإقليمي» إلى جانب أن «لدى الجيش الأميركي فرق عمل متعددة تعمل من كثب مع شركائنا في المنطقة لمواجهة التهديدات المتزايدة التي تشكلها الطائرات من دون طيار، حيث تمثل عمليات جمع البيانات والاستفادة منها بطرق مبتكرة عدداً قليلاً من الأولويات العديدة التي يتم تعزيزها بين الجيش الأميركي والدول الشريكة لنا، وهناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به، حيث نتطلع إلى البناء على علاقاتنا القوية وتسريع الزخم لضمان الاستقرار الإقليمي، إذ يمكننا التغلب على التهديدات والتحديات الإقليمية معاً.

اتفاقيات لوجيستية للتحرك بسرعة وفاعلية

تعتقد الجنرال أوفوست أن القدرة على الاستجابة السريعة لأي أزمة عالمية تعتمد على العلاقات القوية مع الحلفاء والشركاء، وتقول: «تعد القدرة على الإقلاع والهبوط في بلدانهم والاستفادة من موانئهم البحرية وشبكات النقل البرية أمراً بالغ الأهمية لقدرتنا على نشر القوات والحفاظ عليها، وأنا واثقة بشبكة الحلفاء والشركاء التي بنتها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، وبقدرتنا على استخدام تلك الشبكة بشكل فعَّال وجماعي للرد على أي حالة طارئة تنشأ، فمثل هذه الزيارات تساعد على تقوية العلاقات التي تدعم هذه الشبكة». وتابعت بقولها: «كما أننا نستفيد من العلاقات القوية مع العديد من الشركاء في منطقة الشرق الأوسط، ونعمل معاً لمواجهة التحديات التي تمثلها التهديدات الإقليمية والعالمية، ولكي نتمكن من معالجة وحماية دولنا بشكل فعَّال ضد تلك التهديدات، فإننا بحاجة إلى مواصلة تطوير شراكاتنا وإيجاد طرق يمكننا من خلالها العمل معاً بشكل أكثر مرونة، كما أن إبرام الاتفاقيات اللوجيستية مع شركائنا المهمين وتنفيذها يزيدان من قدراتنا ومن قابلية التشغيل البيني». ولفتت الجنرال جاكلين إلى أن «المبادرة السعودية - الأميركية لتطوير روابط النقل الإقليمية تساعد في مواجهة التهديد المتزايد من إيران ووكلائها»، مثمنة «دعم المملكة العربية السعودية لمجلس التعاون الخليجي، وكذلك دعمها المالي السخي في إنشاء شبكة مشتركة».

الابتكار لمواجهة تهديدات حروب المستقبل

فيما يبدو أنها حروب مستقبلية مختلفة وغير تقليدية، تشير الجنرال جاكين فان أوفوست إلى أن التعقيد الموجود في المنطقة يتطلب حلولاً متعددة الأبعاد ومتعددة الشركاء، وتضيف: «لكنْ ما هو مؤكد بشكل لا لَبس فيه هو أننا نصبح أقوى حينما نعمل معاً، ولذلك يجب أن نستمر في تعميق علاقتنا وقدراتنا مع حلفائنا وشركائنا الرئيسيين، حيث سنكون قادرين على التحرك بشكل أسرع وأكثر كفاءة عبر مجموعة كاملة من العمليات، والتغلب على التحديات التي يفرضها الخصوم إذا واصلنا العمل معاً للاستفادة من الابتكارات التكنولوجية والابتكارات في الفكر والمفاهيم والعمليات». وحسب أوفوست فإن «قائد القيادة المركزية الأميركي، الجنرال مايكل كوريلا، يركز على الأفراد والشركاء والابتكارات، حيث عقدوا مؤخراً مسابقة للابتكار تسمى (واحة الابتكار)، تم خلالها تقديم أفكار جديدة إلى القيادة من أجل تنفيذها، وكان الفائز هو ضابطاً شاباً تم تعيينه في قاعدة الأمير سلطان الجوية، طوَّر نظام تدريب عالمياً لمكافحة الطائرات من دون طيار، وهو في طور التنفيذ». وأضافت: «أنا واثقة بوجود الكثير من الأفكار المبتكرة في دولنا، والتي عند دمجها، ستفيد أمن الشرق الأوسط، كما يتضمن مستقبل الحرب الكثير من جوانب المجال السيبراني، وكذلك مدى قدرة دولنا على التفوق في هذا المجال، ولكن من خلال ما رأيته فأنا واثقة بأن موظفينا ذوي المهارات العالية سيرتقون إلى مستوى هذه التحديات».

 

روسيا تشتبه في استخدام أوكرانيا أسلحة كيماوية

موسكو/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

قالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية، اليوم الإثنين، إنها تحقق في اشتباه باستخدام القوات الأوكرانية لأسلحة كيماوية بالقرب من بلدتي سوليدار وباخموت. ولم ترد وزارة الدفاع الأوكرانية حتى الآن على طلبات للتعليق على هذه المزاعم، التي لم تُنشر معها أي أدلة تدعمها. وذكرت لجنة التحقيق أن جمهورية دونيتسك الشعبية، وهي منطقة موالية لروسيا في الأراضي التي استولت عليها في شرق أوكرانيا، أبلغت عن استخدام طائرات مسيّرة أوكرانية لأسلحة كيماوية بالقرب من المدينتين. وأضافت: «نتيجة لذلك، يعاني جنود روس من تدهور في صحتهم وأعراض تسمم»، دون تقديم تفاصيل أو تحديد المادة المشتبه بها. ومنذ بدء الغزو قبل عام تقريباً، حذرت روسيا مراراً من أن أوكرانيا ربما تستعد لاستخدام أسلحة غير تقليدية، مثل أسلحة بيولوجية أو قنبلة تحتوي على مواد مشعة. ولم يقع مثل هذا الهجوم. ورفضت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون هذه الاتهامات، لكنهم اعتبروا أنها مقدمة محتملة للجوء روسيا نفسها إلى مثل هذه الأساليب، لكن مع إلقاء اللوم على أوكرانيا. ورفضت روسيا هذا الاتهام.

 

غموض حول مصير وزير الدفاع الأوكراني وسط ترقب هجوم روسي

انفجار مسيّرة... وأوسلو تعتزم تقديم مساعدات بقيمة 7 مليارات دولار لكييف

كييف – موسكو - أوسلو/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

بعثت أوكرانيا برسائل متضاربة بشأن مصير وزير دفاعها اليوم (الاثنين) لتترك الغموض يحوم حول منصب رئيسي في معركتها، حتى في الوقت الذي تستعد فيه روسيا لشن هجوم جديد. والأسئلة التي ظلت بلا إجابة بشأن وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف هي أول مؤشر علني على شيوع فوضى بدرجة خطيرة في القيادة الأوكرانية التي ظلت حتى الآن متحدة بشكل ملحوظ خلال ما يقرب من عام من الهجوم العسكري الروسي الشامل. وبعد يوم من إعلانه استبعاد ريزنيكوف، تراجع حليف مقرب من الرئيس فولوديمير زيلينسكي فيما يبدو عن الأمر في الوقت الحالي، قائلاً إن قطاع الدفاع لن يشهد تغييرات هذا الأسبوع. وكان رئيس الكتلة البرلمانية لحزب زيلينسكي قد قال إن رئيس المخابرات العسكرية كيريلو بودانوف سيتولى وزارة الدفاع بينما سيتم تعيين ريزنيكوف وزيراً للصناعات الاستراتيجية. وقال النائب ديفيد أراخاميا إن بودانوف (37 عاماً) «سيقود وزارة الدفاع، وهذا أمر منطقي تماماً في أوقات الحرب». وأضاف النائب أن ريزنيكوف (56 عاماً) سيعين وزيراً للصناعات الاستراتيجية، دون أن يحدد التاريخ المقرر لهذا التعديل الوزاري. وأوضح النائب أن «الحرب تملي حركة الأفراد. الأوقات والظروف تستدعي تعزيزاً وتركيزاً. هذا ما يحدث حالياً، وسيستمر مستقبلاً... العدو يستعد للتقدم. نحن نستعد للدفاع عن أنفسنا».

لكن زيلينسكي التزم الصمت، في حين قال ريزنيكوف الأحد إنه لم يتم إخطاره بأي تغييرات، وسيرفض الوظيفة الجديدة إذا عرضت عليه. ويأتي هذا الارتباك بعد عملية تطهير استمرت أسبوعين في قيادة كييف في أكبر تغيير منذ الغزو الروسي. وتمت الإطاحة خلالها بمسؤولين في السلطات المركزية والإقليمية، وداهمت قوات الأمن منزل ملياردير، وأعلن ممثلو الادعاء عن قضية احتيال ضخمة في أكبر شركة نفط ومصفاة نفطية، كما تم إسقاط الجنسية عن مسؤولين سابقين. ووصف زيلينسكي الحملة بأنها فرصة لإثبات أن كييف تتصرف على النحو السليم في مليارات الدولارات من المساعدات الغربية. لكن الخطوة تهدد استقرار القيادة بعد ما يقرب من عام توحدت فيه الطبقة السياسية في كييف بقوة في وجه الغزو الروسي. في غضون ذلك، تتقدم القوات الروسية لأول مرة منذ ستة أشهر في معارك بلا هوادة في الشرق. وقال حاكم إقليمي إن موسكو تحشد تعزيزات لشن هجوم جديد قريباً ربما الأسبوع المقبل.

* هجوم في أي وقت

ووصلت الحرب إلى نقطة مفصلية مع اقتراب الذكرى الأولى لاندلاعها إذ لم تعد أوكرانيا تحقق مكاسب كما فعلت في النصف الثاني من عام 2022، بينما تواصل روسيا التقدم مستعينة بمئات الآلاف من قوات الاحتياط. وتخطط أوكرانيا لشن هجومها المضاد لكنها تنتظر الدبابات ومركبات المشاة القتالية التي وعدتها بها دول غربية. وقال سيرهي غايداي حاكم إقليم لوغانسك بشرق أوكرانيا إن روسيا ترسل مزيداً من جنود الاحتياط والعتاد إلى شرق أوكرانيا مضيفاً أن القصف لم يعد على مدار الساعة؛ إذ تستعد القوات الروسية لشن هجوم واسع النطاق. وقال: «بعد 15 فبراير نتوقع (هذا الهجوم) في أي وقت». والهدف الرئيسي لروسيا هو باخموت حيث نقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن دينيس بوشلين رئيس منطقة دونيتسك المدعوم من روسيا قوله اليوم (الاثنين)، إن مرتزقة من «مجموعة فاغنر» العسكرية الخاصة رسخوا وجودهم هناك.

* انفجار مسيّرة داخل روسيا

في سياق متصل، قال حاكم منطقة كالوغا الروسية اليوم، إن طائرة مسيّرة انفجرت خارج المدينة، مضيفاً أنه لم يصب أحد في الانفجار. وكتب على «تلغرام»: «ثبت أن الطائرة المسيّرة انفجرت في الهواء على ارتفاع 50 متراً في الغابة قرب المدينة في الساعة الخامسة صباحاً». يُذكر أن كالوغا تقع على مسافة نحو 150 كيلومتراً جنوب غربي موسكو، وعلى بعد 260 كيلومتراً من الحدود الأوكرانية. ولم يوضح الحاكم مصدر الطائرة. وقالت روسيا في السابق إن طائرات مسيرة أوكرانية حلقت إلى أراضيها، وألحقت أضراراً بالبنية التحتية المدنية، وهو ما تنفيه كييف. مساعدات نرويجية لأوكرانيا. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة النرويجية اليوم أنها تخطط لتقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 75 مليار كرونة (7.3 مليار دولار) تُدفع على خمس سنوات، بالإضافة إلى مساعدات إضافية للدول الأخرى المتضررة من الحرب. وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور للصحافيين: «نقترح أن تقدم النرويج مساهمة ملزمة ودائمة لأوكرانيا. نقترح تقديم 15 مليار كرونة لأوكرانيا سنوياً على مدى خمس سنوات، أو 75 مليار كرونة في المجموع». ويفترض أن تغطي الحزمة مساعدات إنسانية وعسكرية لأوكرانيا، وسيتم تقسيمها بالتساوي على هذين الصعيدين هذا العام. ورغم ذلك، قد تتغيّر القيمة النهائية للحزمة في البرلمان حيث لا تتمتّع حكومة يسار الوسط بغالبية، وتعتمد على دعم أحزاب أخرى لتمرير القوانين. كما اقترح ستور زيادة مقدارها خمسة مليارات كرونة كمساعدات «للبلدان الأكثر تضرراً من الحرب في أوكرانيا»، جراء ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والسلع. وتعرّضت الحكومة النرويجية لانتقادات شديدة العام الماضي لخفضها ميزانية مساعدات التنمية لعام 2023، رغم أن البلاد شهدت ارتفاعاً في عائدات الغاز بسبب الحرب في أوكرانيا. وفي عام 2022، تجاوزت النرويج روسيا كأكبر مورد للغاز في أوروبا فيما ارتفعت الأسعار إلى مستويات قياسية.

 

المظاهرات ضد نتنياهو تتسع إلى أوروبا والولايات المتحدة

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط»/06 شباط/2023

اتسعت المظاهرات ضد بنيامين نتنياهو وحكومته، لتشمل 40 بلدة إسرائيلية بمشاركة نحو 100 ألف شخص، واتخذت (الأحد) طابعاً جديداً؛ إذ شارك آلاف الإسرائيليين في مظاهرات في عدة مدن أوروبية وأميركية. وقد بدأت بمظاهرات في برلين ولندن وبازل الأوروبية، وامتدت إلى فانكوفر وسياتل وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وشيكاغو وتورونتو وبوسطن ونيويورك وميامي في الولايات المتحدة. وارتفعت فيها شعارات تندد بـ«خطة نتنياهو ضد الإضرار بالديمقراطية». ويطلق مئات الضباط من قادة الوحدات العسكرية القتالية في مختلف أسلحة الجيش الإسرائيلي، في يوم الأربعاء المقبل، مسيرة لمسافة 50 كيلومتراً، من متحف سلاح المدرعات في اللطرون وحتى مقر المحكمة العليا في القدس الغربية. وقال الجنرال طال روسو، الذي يقف على رأس لجنة التنظيم، إن ما يميز هذه المظاهرة هو أن الذين قادوا أهم معارك إسرائيل من سلاح الجو وسلاح البحرية والوحدات الخاصة والمظليين، يرفعون صوتهم لإنقاذ الدولة من الديكتاتورية، «بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية». لافتاً إلى أن الاحتجاجات تضم أفراداً من اليمين واليسار والوسط، كذلك من جميع الشرائح الاجتماعية والطوائف. وأضاف: «لطالما ضحينا بأرواحنا من أجل إنقاذ الدولة من الأعداء. واليوم نجد أنفسنا مضطرين لحمايتها من أعداء الديمقراطية داخلنا، أنصار خطة الحكومة لهدم منظومة القضاء». ويتظاهر الإسرائيليون مساء كل يوم سبت، للأسبوع الخامس على التوالي، ضد خطة الانقلاب على النظام القضائي التي يقودها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ووزير القضاء يريف ليفين. وأقيمت المظاهرتان المركزيتان في تل أبيب، بمشاركة نحو 40 ألفاً حسب تقديرات الشرطة، واحدة أمام مباني الحكومة في شارع «كابلان»، والثانية في ساحة «هابيما» في تل أبيب، وعلى الرغم من هطول الأمطار، سارت المظاهرات طيلة ساعتين. وشارك في مظاهرة حيفا أكثر من 10 آلاف، وفي مظاهرة القدس نحو خمسة آلاف، وفي مظاهرة بئر السبع 3 آلاف.

كما خرجت مظاهرات كبرى في 40 بلدة أخرى من قريات شمونة في أقصى الشمال إلى إيلات في أقصى الجنوب، مثل ريشون لتسيون ورعنانا وهرتسليا وموديعين وكركور قيسارية وروش بينا وكرميئيل ونوف هجليل ونتانيا ونس تسيونا ورحوفوت وغديرا وبيت شيمش وأسدود وبيتح تيكفا والعفولة وكفار سابا.

واستبقت الشرطة الإسرائيلية انطلاق المظاهرات، بإغلاق عدة شوارع مركزية في كل بلدة أمام حركة السير وطالبت السائقين باستخدام طرق بديلة. ولوح المتظاهرون بأعلام إسرائيل ولافتات كتب عليها من بين شعارات أخرى: «لا للانقلاب»، «لا لنصف الديمقراطية»، «حكومة جنائيين يحكمها فاسدون». ورفعوا لافتات تحمل الأصابع الثلاثة إشارة إلى «ثلاث سلطات كل منها مستقلة». وبرز من بين المتظاهرين عدد كبير من نشطاء اليمين الليبرالي وحتى من اليمين الاستيطاني والمتدين، الذين اكتفوا برفع علم إسرائيل. كما برز عدد من الجنرالات السابقين في الجيش وغيره من أجهزة الأمن الإسرائيلية، الذين رفعوا صور ثيودور هرتسل، مؤسس الحركة الصهيونية، إشارة منهم إلى أن حكومة نتنياهو تمس بأهداف الحركة الصهيونية التي أرادت تجميع اليهود موحدين في دولة يهودية ديمقراطية. وكان من بين المتظاهرين في حيفا رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، يائير لبيد، الذي قال في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «سننقذ بلدنا لأننا غير مستعدين للعيش في بلد غير ديمقراطي». وكان نتنياهو قد طرح حال عودته إلى السلطة الشهر الماضي، خطة عرضها باسمه وزير القضاء ياريف لفين، تشمل إصلاحات قضائية جوهرية تضعضع مكانة جهاز القضاء، وتضعف المحكمة العليا، بينها قانون يتيح للكنيست (البرلمان) إلغاء أي قرار للمحكمة العليا بغالبية بسيطة من 61 نائباً في المجلس المكون من 120 مقعداً. كما ستغير الإصلاحات المقترحة النظام الذي يتم عبره تعيين القضاة، ما يمنح السياسيين مزيداً من السيطرة على القضاء.

 

خاتمي يعارض دعوة حليفه موسوي لإقامة بديل للجمهورية الإسلامية..الرئيس الإصلاحي أقر بالاستياء العام واختلاف الأجيال

لندن: عادل السالمي/الشرق الأوسط»/07 شباط/2023

أقر الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، بفشل الإصلاحات، لكنه حض على العودة إلى دستور «الجمهورية الإسلامية»، في تباين مع أحدث بيان من حليفه ميرحسين موسوي الذي رهن الإصلاحات بتغيير الدستور الإيراني، مقترحاً بديلاً لصيغة الحكم الحالية. وقال خاتمي في بيان بمناسبة الذكرى الـ44 للثورة الإيرانية، أمس، إن «المجتمع مأزوم من مختلف الجهات»، لكنه دعا للعودة إلى دستور الجمهورية الإسلامية والعمل به. ونقلت وسائل إعلام إصلاحية عن خاتمي، قوله في هذا الصدد، إن «تغيير وتعديل الدستور (وهو أمر ضروري بالتأكيد) في محله، ولكن بالعودة إلى روح (وحتى نصّ) نفس الدستور، يمكن إجراء العديد من الإصلاحات». وبذلك، تباين موقف خاتمي في تنفيذ الإصلاحات، مع حليفه الإصلاحي ميرحسين موسوي، الذي دعا أول من أمس إلى صياغة دستور جديد، وعرضه على الاستفتاء الشعبي، في انتخابات «حرة ونزيهة»، بهدف تغيير هيكل السلطة والصيغة الحالية لنظام الحكم في البلاد.

وقال خاتمي في بيانه: «ما هو واضح اليوم هو الاستياء العام»، وأبدى الرئيس الأسبق رغبته في أن يؤدي اللجوء لـ«وسائل مدنية غير عنفيّة»، إلى «دفع الدولة من أجل تغيير مسارها والخوض في إصلاحات»، حسبما نقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مواقع إيرانية. أشار خاتمي كذلك، ضمناً، إلى اتساع الهوة بين الحكام وسائر أفراد الشعب، خصوصاً المحتجين الذين يشكل غالبيتهم الشباب. وقال إن «الشعب يتخطى جيلنا والأجيال التي كانت حاضرة في الثورة وفي فترة الإصلاحات»، في إشارة إلى تسمية الفترة التي تولى فيها الرئاسة بين 1997 و2005. ورفض خاتمي مطالب إطاحة النظام، وقال: «من حيث موازين القوى وقدرات وقوة الدولة، لا يمكن الإطاحة (بالنظام)»، محذراً من أن «شعار الإطاحة سيؤدي إلى أعذار لخلق مزيد من التضييق والقيود على المساحات الحرة وزيادة أضرار كثيرة على الأضرار السابقة». وتحدث خاتمي عن ضرورة «طاعة» إرادة الشعب، وقال: «يمكن تقديم قائمة طويلة من المقترحات للإصلاح»، وأسف لأن «الحكم لم يبدِ أي إشارة حيال الإصلاح وتفادي الأخطاء»، ولأن الشعب «يئس من النظام (السياسي) القائم». واعتبر خاتمي أن «الخطأ الكبير لنظام الحكم في البلاد هو إرضاء جزء صغير من المجتمع يعتبره موالياً له، على حساب زيادة استياء غالبية المجتمع الذين فقدوا الأمل في مستقبل أفضل». ولفت خاتمي إلى أن ما يحدث عملياً اليوم في إيران يتعارض مع الوعود والتطلعات التي قام عليها «الميثاق الوطني»، في إشارة إلى ثورة 1979. وشدد على أن المشكلة الأساسية «هي الانتقال من الجمهورية والميل إلى ما يتعارض مع الجمهورية». وأعرب خاتمي عن اعتقاده أن «إصلاح الذات، سواء على صعيد الهيكل، أو التوجهات، أو السلوك، سيكون أقل كلفة وأكثر ثمراً للخروج من الأزمات». وخلص إلى أن «طلب الإصلاحات بالطريقة والنهج الذي جرت تجربته، إذا لم نقل إنه أصبح مستحيلاً، فعلى الأقل اصطدم بصرخة، ووصل إلى طريق مسدودة، ويحق للناس إذا يئسوا من نظام الحكم». وجاء بيان خاتمي، بعدما وجّه حليفه ميرحسين موسوي انتقادات حادة للمؤسسة الحاكمة، داعياً إلى طرح دستور جديد وإجراء استفتاء شعبي، في انتخابات «حرة ونزيهة» بمشاركة جميع فئات المجتمع والتوجهات السياسية. وقال موسوي إن شعاره الذي رفعه في انتخابات الرئاسة 2009، من أجل العمل بالدستور الإيراني دون أي تنازلات، «لم يعد فاعلاً»، منتقداً عناد السلطات وإصرارها على أساليب القمع وعدم اتخاذ أي خطوة للحوار وإقناع الرأي العام، وتحدث موسوي عن أزمات عديدة تعاني منها البلاد، لكنه شدد على أن «أزمة الأزمات هي الهيكل المتناقض والنظام الأساسي الذي لا يمكن استدامته». واقترح موسوي هيكلاً ونظاماً جديدين، بدلاً من الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن «مجرد طرح منظومة جديدة بحد ذاته سيهز السلطة الاستبدادية، وسيدفعها إلى الرد؛ لأن مصدر القوة في الناس، وليس في السلاح والقمع»، وقال إنه «إذا لم يحظَ الهيكل بتأييد الشعب، سينهار سواء أراد ذلك أو لا». في غضون ذلك، أصدر 7 من أبرز السجناء السياسيين في إيران، بياناً أعلنوا فيه تأييدهم لمقترحات موسوي بإقامة استفتاء عام وصياغة دستور جديد من أجل «انتقال سلمي» للسلطة وإقامة نظام ديمقراطي. ويحمل البيان توقيع الناشطة فائزة هاشمي رفسنجاني، والناشط مصطفى تاج زاده، وأستاذ العلوم الاجتماعية سعيد مدني، والمحاميين المعتقلين مصطفى نيلي وأمير سالار داودي، والصحافيين الإصلاحيين حسين رزاق، ومهدي محموديان. وقال هؤلاء إن «المخرج الوحيد من المأزق الحالي استسلام الحكام لحق تقرير المصير على يد الناس».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

اغتيال لقمان سليم أو نهاية المفارقات القاتلة

شارل الياس شرتوني/06 شباط/2023

آنا غفمان: “لا اله لكم سوى الموت”

https://eliasbejjaninews.com/archives/115569/115569/

يفصح اغتيال لقمان سليم الممهور بالوقاحة المعهودة التي عبرت عنها عشرات قصاصات التخوين التي الصقت على جدار منزله في ٢٠١٩ والتي اختصرتها كلمات الاجرام المعلن ” المجد لكاتم الصوت”، وانتفاء الحس الاخلاقي الذي عبر عنه جواد نصرالله” خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب، # بلا اسف”.

هذا الاغتيال ليس باستثناء بل محطة في مسار عبر عنه لقمان سليم بشكل بليغ عندما تحدث عن القضاء المنهجي على التعددية الفكرية والسياسية في الاوساط الشيعية اللبنانية. ان نهج الاغتيالات الممأس في اوساط حزب الله له تاريخ مديد يعود الى نهاية الثمانينات كتعبير عن ديستوپيا شيعية تستعيد ميتولوجيا المهدي المنتظر، وما العنف السياسي الا وسيلة لتسريع عودته واقامة العدل في الارض بعد ان ملئت “ظلما وجورا”.

هذه التوتاليتارية الشيعية الناشئة مع الثورة الاسلامية في ايران تتقاطع مع الشمولية الاسلامية المعاصرة التي خرجتها حركة الاخوان المسلمين التي تشكل احدى مصادر الهاماتها، والتي تتنافس معها في مجال بث المنحى التوتاليتاري الذي يطبع الاسلام المعاصر*، والدفع بالسياسات الارهابية مقدمة للمد الامپريالي المتجدد في الاسلامات المعاصرة التي تقودها ايران من الجانب الشيعي، والسعودية والاوليغارشيات الخليجية وتركيا من الجانب السني.

هذا التوجه الايديولوجي الذي حكم المسار الشيعي اللبناني منذ ما يقارب العقدين قد ترافق مع سياسات تمكينية في الاوساط الشيعية ابتدأت مع الامام موسى الصدر والاغتراب الشيعي، وما أمنه الكيان الوطني اللبناني من حصانات سياسية ودستورية أخرجت الشيعة من الهامشية التي احالتهم اليها الخلافات السنية المتعاقبة.

ان تمركز حزب الله داخل هذه المعادلة المعقدة المبنية على خط التقاطع بين العصمة الدينية التي دفعت بها الثورة الاسلامية في ايران، وديناميكيات التمكين السياسي والاقتصادي بجوانبها المشروعة والمنحرفة، وضعت حزب الله في صميم ديناميكية شيعية عامة تستفيد من سياسة نفوذه دون المشاركة في المناخات الايديولوجية والاساليب الحياتية التي يسعى الى بثها وارسائها. هنا تكمن المفارقة عند الشيعة في لبنان، كيفية التوفيق بين سياسات النفوذ والعمل الاقتصادي المنحرف الذي ارسته الفاشيات الشيعية، والمناخات الليبرالية التي ترسخت في أوساطهم من خلال ديناميكيات التثاقف المتنوعة.

ترقى سياسة الاغتيالات التي اعتمدتها الفاشيات الشيعية الى مرحلة أفول النفوذ الفلسطيني والموت التدريجي للرواية الشيوعية والقومية العربية المنافسة، عبر تصفية اعلامها الايديولوجيين حسين مروة وحسن حمدان، واحالة اقطابها السياسيين، محسن ابراهيم، كريم مروة، حبيب صادق، سعدالله مزرعاني،… الى هامش الحياة السياسية لحساب استراتيجية تمكين طوائفية انعقدت على خط تقاطع التحالفات العشائرية والحزبية (سياسات امل وحزب الله)، وتحويل الديموقراطية التوافقية اللبنانية الى منطلق لقضم الحيز السياسي والاقتصادي، والتمهيد لسياسة سيطرة شيعية تعتمد بشكل متواز على الروافع السياسية الداخلية والخارجية، والحيازات العامة والشبكات الزبائنية، والعمل الاقتصادي المنحرف، والفراغات الجيوسياسية، وسياسة النفوذ الايرانية من اجل الخوض في سياسة شيعية انقلابية على المستويين الداخلي والاقليمي.

تلت هذه المرحلة حقبة العمليات الارهابية الكبيرة (السفارة الاميركية في عين المريسة، المارينز، الدراكار) وقتل وخطف رئيسين للجامعة الاميركية (مالكولم كير وديڤيد دودج)، والعشرات من الصحافيين(روجيه اوك، مارسيل كودري …) والمسؤولين الكنسيين (بنجامين واير وتيري ويت) والمواطنين الاجانب المقيمين في بيروت الغربية، والمناوئين الفكريين (مصطفى جحا، الخميني اغتال زرادشت).

اما المرحلة الثالثة فهي التي تطال الجامعيين والكتاب والناشطين الليبراليين (وضاح شراره، منى فياض،لقمان سليم، أحمد بيضون، محمد ابي سمرا، …) في زمن تهاوي الرواية الناظمة للثورة الاسلامية الايرانية، والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحادة في ايران، ومفارقات سياسات النفوذ والتسلح الايرانية وحدودها، والسقوط التدريجي لخطاب الممانعة واسقاط سياسات التطبيع الاقليمي على المستوى العربي-الاسرائيلي، والسعي لمعالجة واقع الفراغات الاستراتيجية الاقليمية…، وتبلور معارضة شيعية ليبرالية لم تعد تقبل بالاحادية السياسية والايديولوجية، والفساد المعمم الذي تلعب فيه الاوليغارشيات الشيعية دور الريادة.

لقد قتل لقمان سليم لانه يمثل رواية بديلة ذات ثقل بين في لعبة النفوذ القائمة في الاوساط الشيعية، وأساس لديناميكية سياسية في طور التبلور تمثلت في جرأته الاخلاقية الاستثنائية التي واجهت المشروع التوتاليتاري دون مواربة، واعتبرت انه لا حرية في الاوساط الشيعية وغير الشيعية، ولا امكانية لإحياء دولة القانون في لبنان دون مواجهة هذا المد الشمولي الاعمى والمافياوي الطابع والمتداخل مع شبكة المصالح المالية والاستراتيجية التي جعلت من لبنان منطلقا لسياسة شيعية انقلابية اقليمية.

ان منازعة الشرعية الوطنية اللبنانية السائدة حاليا في الاوساط الشيعية اللبنانية وتخريجاتها الايديولوجية الوهامية، تطرح اسئلة حاسمة على الشيعة في لبنان: هل انتهت مرحلة لبنان في المسار الشيعي وابتدأ مسار انقلابي جديد ذات معالم مضطربة يقع على خط تقاطع السياسة الانقلابية الاقليمية لايران المأزومة، ويستند الى الفراغات المتنامية والصراعات المفتوحة كما هو الحال في سوريا والعراق واليمن وليبيا والاراضي الفلسطينية ولبنان، وسياسات اقتصاد الجريمة المنظمة والاستباحات المفتوحة التي يؤمنها لبنان كقاعدة احتضان، والتموضعات الاستراتيجية الوهامية مع الولايات المتحدة واسرائيل …،.

على الشيعة حسم امرهم، وعلينا كلبنانيين حسم امرنا حيال حزب الله والفاشيات الشيعية ومآلاتها، إذ لا امكانية للتعايش مع مفارقات قاتلة ونافية للاجتماع السياسي اللبناني وللدولة الديموقراطية بحدودها الدنيا، لقمان حسم أمره فقتل.

 

على سيرة الديموقراطية في الأحزاب المسيحية

بيار عطاالله/فايسبوك/2023

يوم قررت الترشح إلى رئاسة حزب الكتائب تشاورت مع الرفاق في إقليم حاصبيا ومرجعيون وغيرهم من الرفاق في الاقاليم ممن يفكرون بطريقة (ثورية وتغييرية) وطبعا الهيئات النقابية، وقررت الترشح على قاعدة ادخال بعض، أو لفحة من الديموقراطية على مسار الحزبية المسيحية الاقطاعية. طبعا لم يكن لدينا اي اوهام بان التغيير ممكن فقلنا لنعتبرها صرخة في واد المؤسسات الحزبية المسيحية البالية التي وصلت إلى الفشل بعد استشهاد بشير وبيار امين الجميل.

بداية رفض امين الصندوق في البيت المركزي ميشال سعادة أن يقبض مني رسوم الترشح إلى الانتخابات قبل أن يسأل الأمين العام انذاك ميشال خوري الذي وافق بعد سؤال سامي الجميل (وظن كثر ان ترشحي كان منسقا معه). لاحقا عقدت مؤتمرا صحفيا في بيت الكتائب في جديدة مرجعيون وأعلنت عناوين بسيطة للحملة ومختصرها المفيد بأننا معنيون بما يجري في المركز الحزبي ومستقبل العمل الحزبي وقضايا اللبنانيين رغم وجودنا عند حدود لبنان....

في هذه الاثناء تقدم معارضو القيادة الكتائبية بطعن أمام مجلس شورى الدولة في ترشح سامي الجميل وعدم حيازته على الشروط المطلوبة للترشح، واذكر أن الأمين العام ميشال خوري والمحامي بشير مراد اجتمعا بي وطلبا مني التوقيع على تعهد بالانسحاب من الانتخابات في حال قبول مجلس الشورى للطعن ما يعني فوزي بالتزكية حكما....

عمل الفريق الإداري في الكتائب على تهميش مشاركتنا في الانتخابات، وقاموا (على جري العادة والتقاليد) بتزوير عملية اختيار المندوبين الى المؤتمر دون الالتزام بالشروط القانونية المنصوص عنها في النظام العام، وخلال عملية الاقتراع تنطحت إحدى المندوبات لشتمي ومحاولة الاعتداء عليي بحجة انني ترشحت ضد "حبيب قلبها الزعيم". ولاحقا عند فرز الأصوات عمل الفريق الإداري المشرف على الانتخابات على شطب ما امكنه من اصوات وتحويلها إلى ملغاة لكي لا أتجاوز عتبة ال ٤٠ صوتا، كي لا أتجاوز عتبة العشرة في المءة من الأصوات ال ٣٥٠ ....

بعد انتهاء الانتخابات الحزبية عمل الفريق الإداري للحزب كل ما في وسعهم لابعادي ووصل الامر إلى حد منعي من الاطلالات الاعلامية عبر "صوت لبنان"، و موقع الكتائب الاخباري. ولم يتردد احدهم عن القول: "نريد التخلص منك ومن نظرياتك في اللجنة المركزية".

احد الزملاء الصحفيين المخضرمين قال لي ضاحكا: "اشكر ربك انهم لم يتعرضوا لك بالضرب المبرح كما فعلوا مع جوزف مغيزل يوم ترشح لرئاسة الحزب"....

وفي النهاية أو الخلاصة: من يريد إصلاح مجتمعه ووطنه عليه أن يبدأ بإصلاح ذاته ومؤسسته الحزبية اولا... خرج الالاف فعلا لا قولا من صفوف الكتائب إلى احزاب أخرى مثل "القوات" و "التيار الوطني"، سعيا منهم وراء المؤسسة الحزبية الجدية ذلك أن غالبية المسيحيين واللبنانيين تحب الشأن العام والعمل الحزبي وتود المشاركة فيه، لذلك اتمنى ان لا يشعروا بالاحباط مرة جديدة.... وكذلك خرج الالاف من الكتائبيين الى بيوتهم وفضلوا التزام جانب عائلاتهم وتأمين القوت لها.... والعبرة مما كتبت من ذكريات واضحة

 

الأولوية في لقاء باريس.. الرغيف قبل الرئيس

أحمد عياش/هنا لبنان/06 شباط/2023

مع الانهيار غير المسبوق في سعر صرف العملة اللبنانية، لم يعد خافياً أنّ الأكثرية من الساحقة من اللبنانيين انتقلوا إلى مربع العوز وفق مرتبات، أعلاها فئة بالكاد تستطيع توفير الحاجات الأساسية، وأدناها فئة انحدرت إلى ما دون خط الفقر الذي يبدأ من دولارين أميركيين يومياً.

من بين الذين سيضمهم اللقاء الخماسي في باريس اليوم، والمخصص للبنان، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف. وهي استبَقت اللقاء، الذي سيتناول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعرض موقف بلدها بوضوح عندما قالت: “نصيحتي إلى اللبنانيين أن يبادروا بأنفسهم إلى حل عقدة انتخاب رئيس جديد للبلاد”. فهل ما زال هناك من يراهن على تدخل خارجي في هذا الاستحقاق؟

ماذا يبقى بعد هذا الموقف الأميركي من مهمة على عاتق اللقاء المهم الذي سيضم إلى الدولة المضيفة فرنسا، السعودية ومصر وقطر؟

الجواب الذي لا لبس فيه، وفي ظل انسداد الأفق في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية، هو دعوة هذه الدول مباشرة أو بما لديها من نفوذ للتفكير في سبل تقديم مزيد من العون للبنان لمواجهة أزمته المعيشية التي تنذر بأخطار فادحة والتي قد تكون الشرارة التي قد تشعل الانفجار الشامل في هذا الكيان المتداعي والذي بدأ يسقط منذ الرابع من آب 2020 في الانفجار الهائل في مرفأ بيروت. وقد أضاف رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع إلى قائمة الدول التي ستجتمع في باريس الفاتيكان عندما التقى السفير البابوي لدى لبنان المونسنيور باولو بورجيا، فتمنى أن “يتمكن قداسة البابا من حشد أكبر دعم اقتصادي وإنساني للبنان بما له من تأثير معنوي، لا سيما لدى الدول الصديقة والقريبة من الفاتيكان”.

إذا كان من تشبيه يمكن اللجوء إليه لتوضيح الموقف في لبنان راهناً، فهو الزلزال الذي يجعل أولوية الأولويات هو الإنقاذ، وقد خبر لبنان ذلك في زلزال طبيعي في خمسينيات القرن الماضي. وها هو اليوم ما زال تحت وطأة زلزال إنفجار المرفأ، وهو فعلاً كان بقوة زلزال مدمّر، إضافة إلى الزلزال السياسي الذي أحدثته السيطرة الإيرانية على لبنان من خلال “حزب الله” مباشرة، ومن خلال أعوان الأخير وفي مقدمهم “التيار الوطني الحر” الذي لم يكتفِ بأن عهده أوصل لبنان إلى جهنم، بل ما زال وبتعاون سافر مع الوكيل الإيراني، يبحث عن قعر جديد في جهنم كي يتم دفع لبنان إليه.

بحسب ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي هناك 750 ألف حصة غذائية توزع شهرياً على اللبنانيين، وسيرتفع العدد إلى مليون ومئة حصة في الشهرين القادمين. كما يتم البحث حالياً في إمكانية تأمين أدوية السرطان. إذاً، هناك نحو ربع الشعب اللبناني تقريباً سيتحول إلى متلقٍّ للحصص الغذائية وأدوية السرطان من هذا البرنامج الدولي الذي يذكّر بوكالة الأونروا، وهي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، وهي مسؤولة عن إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فهي تقدم الدعم والحماية لحوالي 4.7 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. كما يذكّر بتعامل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة مع النازحين السوريين في لبنان والتي صارت مكلفة بإغاثة ما يعادل ربع عدد السكان اللبنانيين.

مع الانهيار غير المسبوق في سعر صرف العملة اللبنانية، لم يعد خافياً أنّ الأكثرية الساحقة من اللبنانيين انتقلوا إلى مربع العوز وفق مرتبات، أعلاها فئة بالكاد تستطيع توفير الحاجات الأساسية، وأدناها فئة انحدرت إلى ما دون خط الفقر الذي يبدأ من دولارين أميركيين يومياً.

بالعودة إلى لقاء باريس الخماسي اليوم، برز مسبقاً إنقسام بين موقفين :الأول، موقف الدولة المضيفة، أي فرنسا، التي تدفع نحو استعجال انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون الدخول في تسمية الشخصية التي ستصبح رئيساً للبنان. والموقف الثاني، تتبناه الولايات المتحدة والسعودية وينطلق من مبدأ عدم التدخل في الاستحقاق الرئاسي في ظل تناقضات لبنانية حادة تنتهي، نتيجة ميزان قوى يمنح الفريق الذي يقوده “حزب الله” قدرة تعطيل على إنجاز انتخاب الرئيس المقبل إذا لم يكن مضموناً وصول رئيس على شاكلة الرئيس السابق ميشال عون.

في لقاء إعلامي لمرجع حكومي عشية لقاء باريس بقيَ بعيداً عن الأضواء، أعرب المرجع عن عدم تفاؤله بأن يؤدي هذا اللقاء إلى إحداث خرق في جدار الأزمة الرئاسية في لبنان. ورجح أن يبقى الاهتمام الدولي والعربي منصباً على مساعدة لبنان على المستوى المعيشي المباشر، كما تفعل حالياً الولايات المتحدة والسعودية. فهل ستعيد باريس النظر في موقفها؟ ليس مستبعداً أن تفعل الحكومة الفرنسية ذلك. فقد مهدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للقاء اليوم بالقول “إن الفراغ الرئاسي أدخل لبنان في أزمة منقطعة النظير، وتتعدد أوجه هذه الأزمة، فالنظام المالي ينهار في البلد واقتصاده يعاني أشد المعاناة وأواصر المجتمع تتفكك والوضع السياسي في طريق مسدود”. ودعت “المسؤولين إلى الكفّ عن تعطيل الإصلاحات ومنع استنباط حلول تمهد لانتخاب رئيس للجمهورية.”

من هم هؤلاء “المسؤولون” الذين تتحدث عنهم الوزيرة الفرنسية؟ إذا أرادت التعميم، فمعنى ذلك الدوران في الحلقة المفرغة. أما إذا ما ذهبت إلى التخصيص، ولدى سفارتها في لبنان معطيات كافية، فستجد أن هناك من قرر أن لا يترك إنتخاب رئيس للجمهورية يتقرر في البرلمان من خلال جلسة مفتوحة، كما هو حال كل الأنظمة البرلمانية في العالم. فهل سألت الوزيرة كولونا ديبلوماسييها في لبنان من يمنع البرلمان اللبناني من القيام بهذه المهمة؟

ما أن يمضي هذا اليوم ستتضح الصورة على أنّ الأولوية هي للرغيف، لا لرئيس ما زال أسير تعطيل تملك أسراره الدولة الغائبة عن لقاء باريس، أي إيران.

 

ملف المرفأ بعهدة القاضي “الملك”… من هو؟

مرلين وهبة/الجمهورية/06 شباط/2023

يسود أجواء قصر العدل ترقّب حذر بل تخوّف لما قد يَستتبع قرارات محتملة لقاضي التحقيق في ملف انفجار المرفأ طارق البيطار، إذ من المفترض ان يستمع اليوم الى الوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر في حال اكتمال تبليغهما، في وقت تؤكد المعلومات قرارهما بعدم الحضور.

وسط هذا الغموض القضائي علمت «الجمهورية» انّ وزير العدل هنري خوري وجّه كتاباً في اليومين الماضيين الى المجلس الاعلى للقضاء دَعاه فيه الى الانعقاد بوجه السرعة للبحث في بند وحيد هو ملف انفجار بيروت وما يستدعي من معالجات، منعاً لتفاقم الوضع القضائي الراهن.

وتشير المعلومات الى انّ وزير العدل كان قد اجتمع الاسبوع الفائت مع رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود والمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، كلّ على حدة، محاولاً التوفيق بينهما، في وقت توضِح مصادر وزارة العدل انّ الغاية من تلك الاجتماعات هي ضبط المسار العام للعدلية والمسار القضائي وليس نقل المسؤولية عن القرار القضائي الى وزارة العدل. في الموازاة، روّجت معلومات في الاسبوع الماضي تحدثت عن نية وزير العدل عدم إرسال «كتاب» اليوم الى قصر العدل وتحديداً الى مكتب القاضي البيطار لمنعه من تصدير مذكرات توقيف. الا انّ مصادر وزارة العدل نفت هذه المعلومات، موضحة انّ قانون أصول المحاكمات الجزائية يُجيز للقاضي البيطار الاستعانة بأي عنصر أمني في مكتبه لكتابة المحاضر، مضيفة ان وزارة العدل لا نية ولا سلطة لها للتدخّل في الاحكام القضائية.

الّا انّ التسريبات الاعلامية استمرت مُروّجة انّ هذا الاجراء، في حال لم يعمد اليه وزير العدل، سيعمد إليه المدعي العام التمييزي، اي انّ عويدات سيعمل على كَف يد الكاتب او الكاتبة في مكتب البيطار وإيقافها عن العمل، والتي من المفترض ان يستعين بها البيطار اليوم في حال حضوره الى قصر العدل.

من جهة اخرى، روّجت معلومات عن احتمال ان يكون البيطار قد عمد في الاسبوع الفائت، بعدما توجّه الى مكتبه في قصر العدل، الى التحضير مُسبقاً لمذكرات التوقيف وكتابة المحاضر وتوقيعها وختمها. كما يمكن ان يكون قد سَطّر مسبقاً مذكرات التوقيف، وذلك تحسّباً منه لأي إجراء مُحتمل قد يلجأ إليه عويدات بعد تأكده من أنه سيُصدر فعلاً مذكرات التوقيف الغيابية في حق مَن ادّعى عليهم ولم يحضروا، وذلك قبل الاستماع اليهم وقبل حلول اليوم.

في وقت حذّرت مصادر قضائية من انّ اعتماد البيطار هذا الاجراء سيُعتبر باطلاً لأنه يعتبر مزوّراً في مواعيد تسطير المذكرات، إذ لا يحق للمحقق العدلي إصدار مذكرات توقيف مُسبقة قبل الاستماع الى المدعى عليهم او قبل التاريخ المحدد للاستماع الى المدعى عليهم، سواء حضروا أو تغيّبوا.

كذلك تخوّفت تلك المصادر من ان يدفع هذا الاجراء عويدات الى تسطير مذكرة توقيف وإحضار بحق البيطار، وليس فقط بتهمة اغتصاب السلطة بل بتهمة التزوير لأنّ مذكرات التوقيف الموقّعة بتواريخ سابقة تُعتبر باطلة.

هذا في الشكل، امّا في المضمون فتلفت المصادر القضائية الى انّ البيطار يستطيع الاستعانة بمرافقه الامني او اي عنصر أمني برفقته لكتابة المحضر بعد حلفه اليمين، لافتة الى انّ المحقّق العدلي الذي يتبع للنيابة العامّة التمييزية، والذي أصدر عويدات قراراً بإيقافه عن العمل وطلبَ من قلم النيابة العامّة التمييزية وأمانة سرّ النائب العامّ لدى محكمة التمييز عدم تَسلّم أيّ تكليف أو تبليغ أو استنابة أو مراسلة منه، اي من البيطار، يحق لعويدات ايضاً وبحُكم صلاحيّاته إصدار قرار بكَفّ يد «كاتبة» القاضي البيطار، الّا انّ الأمر لن يعوق الأخير من تسطير مذكرات التوقيف وفقاً للمادة 97 من قانون اصول المحاكمات الجزائية، والتي تقول «انّ لقاضي التحقيق، عند عدم وجود كاتبه او احد كتبة دائرة التحقيق او النيابة العامة او المحاكم، أن يستعين بأحد رتباء قوى الامن الداخلي لتدوين إفادة الشاهد بعد ان يحلّفه اليمين بأن يقوم بعمله بصدق وأمانة، واذا لم يتيسّر له كاتب لتدوين المحضر يمكنه ان يقوم بهذه المهمة بنفسه. ولا يكون المحضر الذي يضعه في هذه الحالة الاخيرة باطلاً». علماً انّ القاضية نازك الخطيب قد اعتمدت الفقرة الثانية من هذه المادة من اصول المحاكمات الجزائية عندما سَطّرت مذكرات التوقيف في ملف توقيفات «النافعة» في غياب الكاتب عندما كلّفت مرافقها، وهو عنصر أمني، اعتمدت حَلفه اليمين قبل كتابة المحضر عملاً بنص المادة 97. وفي السياق، تترقّب المصادر القضائية المُستجدات اليوم لتبني على الاجراءات القضائية اللاحقة التي سيلجأ اليها او سيستمر بها البيطار (اذا لم يردعه اي إجراء قضائي) أي تسطير مذكرات التوقيف! مُتسائلة عمّا اذا كانت الآلية التي سيتّبعها البيطار في إصدار مذكرات التوقيف، والتي من المرجّح ان يتّبعها اليوم بحق الشخصيات السياسية أي الوزير المشنوق وزعيتر، سيعتمدها ايضاً في الاسبوع اللاحق في حق الشخصيات القضائية أي مدعي عام التمييز وغيره من القضاة، او انه ستكون هناك آلية اخرى او «مخرج» سيعتمده البيطار قبل تصدير تلك المذكرات ومن بينها المرور برئيس مجلس القضاء او استشارته أدبياً كَون المدّعى عليهم زملاء وقضاة… وفي هذه الحال تتساءل المصادر عما اذا كان رئيس مجلس القضاء «سيُسهّل» عبور تلك المذكرات او الاستدعاءات الى العلن أم انها ستبقى في مكتبه؟ عِلماً انّ القضاة المعنيين لم يتبلغوا حتى الساعة أي مذكرة من القاضي «الملك».

 

هل يُخرِج اللقاء المسيحي جلسات الانتخاب من المهزلة؟

محمد شقير/الشرق الأوسط/06 شباط/2023

تطرح استضافة البطريرك الماروني بشارة الراعي للنواب المسيحيين في اجتماع يُعقد على الأرجح بعد غدٍ الأربعاء، مجموعة من الأسئلة يتصدرها مدى استعدادهم لإخراج انتخاب رئيس الجمهورية من التأزُّم بفتح كوّة تُنهي مسلسل تعطيل انتخابه، وتدفع باتجاه توفير الأجواء المؤاتية التي من شأنها أن تشكل رافعة سياسية يأخذها رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعين الاعتبار لإعادة فتح أبواب المجلس أمام انتخابه. فاللقاء النيابي المسيحي المحكوم بمناقشة بند وحيد أُدرج على جدول أعماله يتعلق بإزالة العقبات التي تعيق انتخاب الرئيس، يفترض مشاركة جميع النواب المنتمين إلى الطوائف المسيحية، هذا في حال أن الكتل النيابية إلى جانب النواب المستقلين قرّرت تلبية الدعوة ولم تشترط التوسع لجهة الدخول في نقاش مستفيض وصولاً للاتفاق على آلية موحّدة تؤدي حتماً إلى إخراج انتخاب الرئيس من الحلقة المفرغة التي لا يزال يدور فيها.

لذلك يبدو أن هناك صعوبة في الاتفاق على آلية موحّدة تتجاوز العموميات إلى البحث في الترشيحات، وهذا ما يدركه الراعي، وبالتالي سيحصر كلمته في حث النواب على تفعيل مشاركتهم في جلسات الانتخاب والاستعاضة عن الاقتراع بورقة بيضاء باستبدالها بالتصويت لهذا المرشح أو ذاك، مع أن النائب ميشال معوض يتميّز عن الآخرين بترشّحه لرئاسة الجمهورية بخلاف المرشحين الذين يُبدون رغبة في خوضهم للانتخابات لكنهم يتريّثون في حسم موقفهم، وهذا ما يكمن وراء اقتراع من يؤيدونهم بصورة غير رسمية، بالورقة البيضاء.

فالورقة البيضاء هي المنافس الوحيد للنائب معوض، وأيضاً للأستاذ الجامعي عصام خليفة المدعوم من قبل عدد من النواب المنتمين إلى تكتل «قوى التغيير»، برغم أن جلسات الانتخاب السابقة اقتصرت على دورة أولى من انتخاب الرئيس من دون أن تُستكمل بدورة ثانية، بسبب تعذُّر تأمين النصاب القانوني لانعقادها بسبب خروج النواب المنتمين إلى الثنائي الشيعي و«التيار الوطني الحر» من الجلسة. ويبقى السؤال، كيف سيتعامل الراعي في حال أن النواب تطرقوا في مداخلاتهم إلى ما قد يترتب من تداعيات على حصر اللقاء بهم، وهل سيكون له من مفاعيل لدى زملائهم المسلمين؟

فهل ينتهي اللقاء للقفز فوق الخلافات بداخل النواب المسيحيين إلى إصدار موقف ضاغط لإخراج جلسات انتخاب الرئيس من المهزلة؟ لأن مجرد دخوله في التفاصيل يعني أن اللقاء يأتي في سياق لزوم ما لا يلزم لأنه قد يشهد مداخلات من العيار الثقيل، وتحديداً بين فريق «الصقور» في الطائفة المارونية، كونه يضم قادة الأحزاب المسيحية الذين هم على خلاف حول الرئيس العتيد ويقفون على خطوط سياسية لا تلتقي، خصوصاً بعد سقوط نظرية الرئيس القوي. وعليه، من الصعوبة بمكان أن يتلاقى هؤلاء الصقور حول قواسم مشتركة ما دام أن رؤساء أحزاب «القوات اللبنانية» سمير جعجع و«الكتائب» سامي الجميل، و«الأحرار» كميل دوري شمعون يدعمون ترشُّح معوّض، فيما يتريّث زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية في الإعلان عن ترشّحه، مع أن الثنائي الشيعي ينبري لخوض معركته في مقابل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يفكر في الترشُّح. إن ارتفاع منسوب الخلاف بين هؤلاء الصقور سيحاصر لقاء بكركي الذي قد يكتفي بإصدار توصية تقضي بالإسراع بانتخاب الرئيس بالتناغم مع ما سيصدر عن اللقاء الخماسي الذي تستضيفه باريس اليوم في هذا الخصوص. كما أن الدعوات التي أطلقها سابقاً جعجع بضرورة إعادة النظر في التركيبة السياسية، ومن ثم الجميل الابن بتفضيله الطلاق في حال أن هناك من يتعامل مع فريق كبير من اللبنانيين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، في إشارة مباشرة إلى تحذيره من المجيء برئيس للجمهورية على قياس «حزب الله»، وكان سبقهما باسيل بدعوته إلى عقد سياسي جديد، ما يعني أن كل هذه الطروحات لن تغيب عن المداخلات التي سيدلي بها عدد من النواب، وهذا يتطلب من الراعي التدخّل لحسم الموقف على قاعدة ضرورة استكمال تطبيق الطائف وتنقيته من الشوائب الناجمة عن سوء تطبيقه. لذلك هناك من يستبعد إقحام لقاء بكركي في لعبة الأسماء، لأن مجرد الولوج إليها سيتيح لمؤيدي معوض تسجيل موقف على خلفية أنه يحظى بتأييد أكثرية الحضور بخلاف فرنجية الذي لم يعلن ترشيحه، بينما يتموضع باسيل منفرداً في معارضته لهما. لكن الرهان على العامل الخارجي لإنجازه يبقى حتى إشعار آخر في غير محله، لأن الدول المعنية به تترك للبرلمان مسؤولية لبننة الاستحقاق لأن من واجب النواب انتخاب الرئيس، وأن تمديد الشغور الرئاسي يؤدي إلى تمديد الأزمة، فيما البلد في حاجة إلى إخراجه منها للوصول إلى بر التعافي شرط الاستجابة لدفتر شروطه بتحقيق الإصلاحات لمساعدته على النهوض من الوضع الكارثي الذي يمر فيه البلد.

 

لا رهان على الإجتماع الباريسي: الدول تهتم بالمصالح لا بالقيم

يوسف مرتضى/نداء الوطن/06 شباط/2023

آن للبنانيين أن يقتنعوا بمقولة «ما حك جلدك مثل ظفرك»، في لبننة الاستحقاق الرئاسي. فبلدان العالم بمعظمها، من المحيط الإقليمي إلى قلب القارات الكبرى، تعاني اليوم من أزمات تشغلها عن الاهتمام بأي شيء آخر، إلّا إذا كان هذا الآخر يؤمّن لها مصلحة تعينها على معالجة أزماتها. لقد علّمتنا التجارب على مدى التاريخ أقله الحديث منه، أنّ أعتى الديمقراطيات ودعاة حقوق الإنسان، بوصلتهم كانت دائماً ولا تزال المصالح وليس القيم، وتحديداً المصالح الأمنية والاقتصادية. ولا أستثني من ذلك أي دولة في الشرق والغرب. وتبقى فلسطين المحتلة وحقوق شعبها المستباحة، نموذجاً شاهداً للعيان عن أداء المجتمع الدولي المنحاز للمصالح منذ خمسةٍ وسبعين عاماً. المنظومة الحاكمة الفاسدة في لبنان التي أفلست الدولة وعطّلت الدستور وأطبقت على القضاء وقتلت العدالة واعتمدت سياسة الإفلات من العقاب نهجاً على مدى عقود من الزمن، نعمت بتعويم دولي في قصر الصنوبر إثر جريمة العصر في مرفأ بيروت، من قبل رئيس دولة شكّلت منارة في التاريخ الحديث لقيم الحرية والعدالة، عندما تغلّبت مصلحته الانتخابية ومن ثم مصلحة بلاده الاقتصادية بالشراكة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في إعادة بناء المرفأ والكهرباء والتنقيب عن النفط والغاز واستجراره... على تلك القيم، بعد أن كان هو بنفسه، أي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من وصف المنظومة اللبنانية الحاكمة بأبشع النعوت وطالب بقبعها.

واليوم حيث بات اللبنانيون يرزحون تحت أعباء أسوأ وأخطر أزمة معيشية، وحيث إن مؤسسات الدولة في لبنان تشهد تحللاً وشللاً في مختلف قطاعاتها، ولا سيما القضاء، وفراغاً في سدة رئاسة الجمهورية، وحكومة تصريف أعمال ممنوعة من الصرف، وحيث يمتنع النواب اللبنانيون عن الحضور إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة واحدة بدورات متتالية وفق ما يمليه عليهم واجبهم الدستوري، يبادر الرئيس ماكرون للدعوة إلى اجتماعٍ خماسي في باريس، فرنسي- أميركي- سعودي- مصري- قطري، في السادس من شباط الجاري، تحت عنوان بحث الأزمة اللبنانية. تأتي هذه الدعوة بعد استعصاء انتخاب رئيس للجمهورية بالحسبة اللبنانية الداخلية وقد انقضى أكثر من أربعة شهور على خلوّ سدّة الرئاسة. وبات الرأي العام اللبناني وفي مقدمهم أفرقاء الطبقة السياسية الحاكمة ينتظرون الترياق الباريسي المرجّح لكفة مرشح فريق على مرشح فريق آخر.

أفرقاء الاجتماع الباريسي بالظاهر يميلون إلى مناصرة مرشح رئاسي لا يخضع لإملاءات قوى الممانعة، أما الفريق الثاني الإقليمي والدولي المناصر لمرشح الممانعة والمغيّب عن اللقاء الباريسي، فيملك أوراق قوة تدغدغ مصالح الفريق الأول وهو قد خبره في الميدان، أنجز الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل ويحميه، وهي مصلحة إسرائيلية - مصرية وأميركية - فرنسية بامتياز. يملك ورقة أمن القوات الدولية في جنوب لبنان، يملك ورقة الملف اليمني، والسوق الاستثمارية الإيرانية المغرية لرؤوس الأموال الغربية… في حسبة باريس على ما أعتقد ستطرح الميزات التفاضلية في حساب تأمين الاستقرار، وهو مطلب الجميع، واحتساب المصالح لهذا الفريق أو ذاك ومن هو الأقدر على تأمينها من قوى الأمر الواقع اللبناني، وعندها ستوضع في ميزان المصالح سلة المرشحين المرغوبين من خماسية باريس ومن منافسيهم المدعومين من الفريق الآخر.

وبقراءة عميقة وموضوعية لحيثيات ما تقدّم سيخلص الاجتماع على ما أعتقد كما خلصت إليه اجتماعات الرياض ونيويورك وباريس الثلاثية، بمشاركة الأميركي، والفرنسي، والسعودي:

- دعوة اللبنانيين إلى انتخاب رئيس من دون تبني أي مرشح.

- دعوة السلطات اللبنانية لإنجاز الإصلاحات المطلوبة تسهيلاً لانفتاح صندوق النقد الدولي على لبنان.

- التأكيد على دعم الاستقرار في لبنان وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني.

وهكذا تبقى الكرة في ملعب القوى السياسية اللبنانية ودعوتهم للاستجابة إلى مبادرة النائبين ملحم خلف ونجاة صليبا ونواب التغيير بالإسراع في عقد جلسة نيابية بدورات متتالية لانتخاب رئيس تطبيقاً لمواد الدستور وفق قواعد الديمقراطية، كمدخل ضروري لإعادة بناء السلطات والتصدي للأزمات التي تعاني منها البلاد.

وهي مجدداً دعوة للبننة الاستحقاق الرئاسي وتصفير الانتظارات من الاجتماع الباريسي.

 

سياسات إيران المتهورة المهددة لوحدتها

منى فياض/الحرة/06 شباط/2023

النظام الإيراني نظام ثيوقراطي استعماري هرمي، أرسته سلطة رجال دين قسمت الإيرانيين إلى فئات متراتبة. يأتي في مقدمتها رجال الدين الشيعة المؤمنون بولاية الفقيه كما ابتدعها الخميني. على غرار الأنظمة الفاشية بنوا نظاماً أمنياً ضم فئة مكونة من أجهزة أمنية متعددة تضم الملايين، في مقدمها الحرس الثوري وفيلق القدس والباسيج وغيرها من التنظيمات. في هذا النظام يتقدم الرجال على النساء والقومية الفارسية على القوميات المتعددة الأخرى والمذهب الشيعي على المذاهب الأخرى وهكذا. يستمر النظام الإيراني بقيادة الحروب متعددة الأوجه والاتجاهات. جرّب الحرب المباشرة والحروب بالوكالة. حروب تمددت من العراق، إلى أميركا وإسرائيل والسعودية وسوريا وصلت الآن أوكرانيا. يقوم بعمليات إرهابية في عشرات البلدان. يواظب على اختطاف واحتجاز مئات الرهائن. غزا بلدان بواسطة جماعات مسلحة أنشأها لخدمته، دخلت في صراعات على السلطة من لبنان وصولاً إلى باكستان. قطع علاقاته الدبلوماسية مع 40 بلداً والحبل على الجرار. هناك أكثر من 8 ملايين إيراني يتوزعون على 50 بلداً. لم تمنع العقوبات إيران من تسيير أمورها، بتغاضي من الدول الغربية، إلى أن اندلعت الانتفاضات المستمرة منذ 4 أشهر، وأدخلت نفسها في أتون الحرب على أوكرانيا. والآن افتتحت نزاعاً مع أذربيجان.

فكيف استطاعت إيران أن تهيمن على شعبها طوال هذه الفترة، بالرغم من خصوصية تكونها من فسيفساء إثنية، وموزاييك من عدة قوميات أهمها الفرس والترك والكرد والعرب والتركمان واللور والجيلان. تحركت هذه المكونات لتطبيق الدستور لجهة اللامركزية، بعد سقوط الشاه رضا بهلوي من قبل الحلفاء في 1941 وضعف الحكومة المركزية في طهران. فشل الحراك الأحوازي بسبب الطبيعة القبلية للحركة. لكن تمكن الأتراك والأكراد من بناء سلطة للحكم الذاتي في إقليم أذربيجان وأخرى في كردستان لمدة عام فقط (1945-1946)، ثم خذلهم المجتمع الدولي.

انفجرت مسألة القوميات مرة أخرى عقب قيام الثورة الإسلامية في فبراير 1979 وعادت الشعوب غير الفارسية تطالب باستعادة الحكم الذاتي، الذي كانت تتمتع به قبل مجيء الحكم البهلوي. أسعفت حرب العراق النظام فاستطاع إسكات وقمع العرب والتركمان والكرد والأذريين بيد من حديد، ولم ينفذ حتى المواد الهزيلة المتعلقة بحقوق هذه الشعوب والمنصوص عليها في دستور الجمهورية الوليدة. لكنه لم يتمكن من السيطرة الكاملة على كردستان الثائرة، إلا بعد 10 سنوات من قيام الثورة.

حاول الخميني الابتعاد عن خطاب الهوية القومية ومحاولة فرض الخطاب الإسلامي مع موقف معاد للقومية كمنتج من منتجات الغرب.

لكن التيار القومي استعاد خطابه تدريجياً في وقت تصاعد الانقسام داخل الإسلام المؤجج للصراع السني الشيعي. وازداد ارتباط الدين بالهوية الإتنية واللغوية في وقت تصاعد فيه قمع السنة والأكراد والبلوش والعرب ومن يطالبون بفصل الدين عن السلطة في وقت اقتراب موعد خلافة خامنئي.

يحتوي الدستور الإيراني على مواد عنصرية. فرغم أن المادة 19 من الفصل الثالث منه تنص على عدم التمييز بين الإيرانيين على أساس عرقي، فإن المادة 12 تتجاهل حق التنوع الإثني والحرية الدينية إذ تنص على أن المذهب الجعفري الإثني عشري هو المذهب الرسمي للدولة، كما تلزم المادة 121 رئيس البلاد بحماية هذا المذهب بكافة الوسائل. واشترط الدستور أيضا على من يتولى رئاسة الدولة أن يكون من أصل إيراني ويحمل الجنسية الإيرانية، ويكون مؤمنا ومعتقدا بمبادئ جمهورية إيران الإسلامية والمذهب الرسمي للبلاد. وهو ما يصادر حق المسلمين السنة من أكراد وتركمان وعرب وغيرهم في الوصول إلى الرئاسة.

كذلك، تعاني الأقليات في إيران من وطأة القيود التي تعوقها عن مباشرة حقوقها الثقافية رغم أن الدستور الإيراني ينص في البندين 15 و19 على حق الأقليات في استعمال لغاتهم في المجالات التعليمية والثقافية. ونُقل عن مجلة لاكروا قصة دابرينا تمرز باستور، الإيرانية المسيحية السريانية، التي عرضت معاناتها كأقلية دينية مضطهدة في إيران اضطرت إلى اللجوء إلى أوروبا. وهي تنوي متابعة الدفاع عن الأقليات الدينية ضحية الاضطهاد والقمع. وكل ما تطلبه دابرينا من الحكام في إيران أن يتركوا لتلك الأقليات حرية ممارسة طقوسهم الدينية.

ولدت عام 1985، ومنذ طفولتها فهمت أن أهلها يخضعون "لضغط خاص"، ورقابة متزايدة. الكثير من أهل ديانتها هربوا من بلدهم نحو أوروبا والولايات المتحدة.

ومنذ أن لاحظت الدولة الإسلامية أن كنيستهم تستقطب المزيد من المؤمنين وعدداً من المسلمين، مُنعوا من إجراء الطقوس بالفارسية أو التوجه إلى المسلمين، مع اتهامهم بأنهم "صهاينة إرهابيين". طالب المتشدد أحمدي نجاد بإقفال أبرشيتهم بعد وصوله للحكم.

عندما كانت تدرس علم النفس، جاء رجال من وزارة الاستخبارات لاستجوابها، بشبهة عرقلة الأمن. قاموا حينها بتوقيفات عديدة وقالوا لها إنها إذا لم تتعاون معهم وتعطيهم أسماء الكهنة وأسماء المسلمين الذين غيروا ديانتهم سيحولون حياتها إلى جحيم. هربت بعد ذلك إلى أوروبا بعد أن حُكمت أحكاما ثقيلة بالسجن.

تعطينا هذه الحالة "المخففة" فكرة عما تتعرض له الأقليات في إيران، من اضطهاد ممنهج، سواء الدينية منها أو العرقية أو القومية أو الثقافية. الديانة البهائية مثلاً ممنوعة في إيران. يتهم الناشطون من القوميات المضطهدة السلطات المركزية بممارسة سياسة التفريس حيالها منذ ثمانية عقود بهدف صهر هويتها في الفارسية. ردّت تلك الأقليات بإجراءات تساعدها بالحفاظ على هويتها، مع المطالبة في نفس الوقت بتطبيق المواد المعطلة من الدستور الحالي من المساواة، وصولا إلى مطالبة بعضها بالانفصال. أتباع المذهب السني يعدون من أكبر الأقليات في إيران ويشكّلون عشرة في المئة من مكونات الشعب الإيراني. وهم أقلية كبرى وينتمون إلى عدة قوميات، هي البلوشية والتركمانية والكرد والعرب. وتعتبر المناطق التي يسكنها أهل السنة في إيران من أشد المناطق فقرا وترديا، كما أن نسبة البطالة فيها هي الأعلى، ومعدل التنمية الاقتصادية هو الأدنى مقارنة ببقية المناطق الإيرانية. يضاف إلى ذلك أن سياسة الدولة الإيرانية في تلك المناطق هي الأكثر تشددا، مما يدفع تلك الأقليات إلى تشكيل مقاومات تدافع من خلالها عن هويتها، يصنفها النظام كدواعش.

يضاف إلى كل ذلك أن تلك الجماعات تتجمع على حدود دول أجنبية. وهو ما دعا النظام إلى اعتبار هذه الأقليات المغايرة مذهبياً وقومياً تهديدا لنظام الحكم. يمارس النظام الآن أقصى درجات القمع للأقليات في الأقاليم، فمعظم القتلى في الأحداث الأخيرة و80% من الإعدامات هي في هذه المناطق ويطبق عليهم الحكم العسكري. وكأن النظام يريد تحويل الثورة إلى تمرد أقليات فيقمعها بالعنف كي ترد بالعنف ما يسمح له بتصنيفها كأعداء في محاولة لتوحيد مكوناته الأخرى. ولا أظن أنه سينجح. لقد راكم النظام الإيراني الكثير من المشاكل والتناقضات سواء في الداخل أو في الخارج.

تنقل، أزاديه كيان، أستاذة علم الاجتماع في جامعة باريس ديدرو، وجود عامل آخر، وهو المشاعر المناهضة للعرب والمعادية للإسلام في المقام الأول عند جانب من السكان، بسبب انتهاكات النظام الإسلامي الذي تخلى غداة ثورة 1979 عن الهوية القومية، التي سادت أيام الشاه لصالح الإيديولوجية الإسلامية مطالبين بعودة الملكية. وقد تفاقمت هذه المشاعر أمام الازدهار الاقتصادي والمالي للبلدان العربية في المنطقة، وعلى الخصوص دول الخليج. ذلك الانتعاش يبطل، عمليا، إحساس تفوق الإيرانيين (الفرس) على العرب. تكتب "ذات مرة، أسرَّ لي مسؤول رسمي إيراني رفيع المستوى أنه بكى وهو يشاهد تطور هذه البلدان الصغيرة التي كانت بالأمس فقيرة ومتصحرة في الوقت الذي تقهقرت فيه إيران". كل ذلك يعدّ وصفة تحتمل مخاطر جمة تهدد النظام الإيراني ووحدته.

 

سوريا مجدداً..داءٌ ودواءٌ للبنان

ساطع نور الدين/المدن/06 شباط/2023

أسوأ ما في أزمة الفراغ الرئاسي هو أن لبنان لم يتعالج من الداء السوري الذي أصابه قبل نحو نصف قرن، وما زالت عوارضه ظاهرة حتى اليوم، على الرغم من أن القوات  السورية أنهت مهامها اللبنانية رسمياً، قبل نحو 18 عاماً، وتفرغت منذ العام 2011 ، لمواجهة الاضطراب الداخلي في سوريا..لكن ذهنيتها تحضر الآن في بعض الاجواء اللبنانية. ما يمكن تلمسه بوضوح في لبنان هو أشبه بالهلوسة التي تستعيد ذكريات تلك الحقبة السورية المريرة، التي كان فيها رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب يعينون من دمشق، بقرار رسمي من الرئاسة، يبلغ عبر اتصالات هاتفية مباشرة الى من يعنيهم أمر النصاب والتصويت، من دون نقاش، أو ينشر في حديث صحافي كما في مقابلة حافظ الاسد الشهيرة مع صحيفة الاهرام المصرية في تسعينات القرن الماضي، التي مدّد فيها ولاية الرئيس الراحل الياس الهراوي لثلاث سنوات، قبل إبلاغ البرلمان اللبناني بالقرار.. لأسباب موضوعية، ليست هناك غالبية لبنانية تشعر اليوم بالحنين الى تلك الحقبة، لكن الأمر لا يخلو من بعض الحالمين اللبنانيين، الذين لم يدركوا مرور الزمن، وما زالوا ينكرون ما حلّ بسوريا ونظامها ودولتها وجيشها من كوارث طوال العقد الماضي، ويتوقعون أو يتمنون ان تعود الأمور السورية اللبنانية قريباً الى سابق عهدها، ويصبح بالامكان أن يخرج إسم الرئيس المقبل للجمهورية، ثم الحكومة، ومجلس النواب من قصر المهاجرين قريباً. لكن هذيان تلك القلة اللبنانية وهلوستها الدائمة بالدور السوري، لا يخفي حقيقة أن اللبنانيين جميعا، ومن دون إستثناءات، ما زالوا على إقتناع، أن السياسة في لبنان، كانت وستبقى شأن الخارج، أكثر من الداخل، وأن الرئاسة الاولى ومعها أيضاً الرئاسات الثلاث، هي قرار الخارج أكثر مما هي اختيار الداخل. هكذا كان الامر طوال العهد السوري في لبنان، الذي ورث يومها عهداً مصرياً ناصرياً قصيراً جاء بالرئيس الراحل فؤاد شهاب الى رئاسة الجمهورية في الخمسينات..

غابت سوريا-الاسد من دون ان يغيب الهذيان اللبناني بمرجع خارجي صالح، يصنع المعجزات المطلوبة عند كل استحقاق انتخابي في لبنان، ومن دون ان يتوقف البحث عن دور عربي او اجنبي يستكمل ما توقف مع دمشق في العام 2005، ومن دون ان يملّ اللبنانيون من طرق الابواب الموصدة في وجههم، وتوسل العرب والاجانب أن يختاروا إسماً أو أثنين أو ثلاثة، على الطريقة السورية إياها، بلا جدوى، حتى شاعت مؤخرا نكتة ( لعلها ليست نكتة فقط) تقول ان المتابعين العرب والاجانب للشأن اللبناني، الذين أعيتهم الحيلة مع المتوسلين اللبنانيين، باتوا ينصحونهم بالتوجه الى دمشق لسؤالها عن مرشحها المفضل للرئاسة الاولى، والثانية والثالثة.. من هذه الزاوية يتم النظر الآن الى اجتماع باريس الخماسي: تكاد العاصمة الفرنسية، التي لطالما كانت عاجزة عن مقاربة الشأن اللبناني بعمق وإدارة أزماته بجدية، تبدو وكأنها، البديل الطبيعي للعاصمة السورية المفقودة، والتي كانت خياراتها اللبنانية وليدة التشاور والتفاهم مع عدد من العواصم العربية والاجنبية المعنية، لكنها كانت حازمة في فرض تلك الخيارات بالقوة غالباً..وهو ما لا تستطيعه باريس غير المؤهلة للتوصل الى تفاهم لبناني بين الرياض وطهران، كما يأمل بعض الواهمين اللبنانيين، يتجاوز ما بين العاصمتين من صراعات ونزاعات، ويقفز فوق الازمات والاضطرابات التي تعاني منها إيران اليوم.

لولا الحرج، ربما يجوز القول ان تعفف العرب والغرب عن تقليد دمشق والقيام بما كانت تقوم به من أدوار سيئة الذكر، في اختيار الرؤساء الثلاثة، لا يترك للبنان سوى ان يكون فريسة إنتظار بعث جديد للدور السوري، الذي يليق وحده باللبنانيين، على إختلاف طوائفهم ومذاهبهم..والذي لم يكن مجرد ترجمة لروابط "التاريخ والجغرافيا بين البلدين"، بل كان ايضاً نتاج العاهات السياسية المشتركة بين الشعبين، التي يعجز عن فهمها أي مسؤول عربي أو غربي يتلقى طلباً لبنانياً للمساعدة في إنهاء الفراغ الرئاسي المديد، فيكتفي بالاجابة المنمقة: "حان الوقت لكي ينضج اللبنانيون، ويعالجوا أنفسهم من ذلك الداء السوري المزمن".

 

6 شباط خطيئة العصر

شارل جبّور/موقع القوات اللبنانية/06 شباط/2023

صوّت الرأي العام المسيحي في أوّل انتخابات نيابية بعد خروج الجيش السوري من لبنان في العام 2005 ضد 8 و 14 آذار معاً، لأنه شعر ولمس غياب اي تبدُّل جدي وفعلي في الإدارة السياسية للبلد، فيما كان رهانه على أن يشكل الخروج السوري مدخلاً لممارسة مختلفة تعيد الاعتبار لدور الدولة، وهذا طبعاً نتاج التحالف الرباعي، وتذكيراً بأن الدكتور سمير جعجع خرج من معتقله السياسي بعد الانتخابات النيابية التي منح فيها الناخب المسيحي صوته للعماد ميشال عون الذي استفاد من نقمة المسيحيين على التحالف الرباعي وشعورهم الدفين بأن فرصة تاريخية من قبيل الخروج السوري، تفتح الباب لإعادة تصحيح المسار قد تبدّدت. وبدلاً من أن يستفيد العماد عون من هذا التفويض المسيحي الكبير، وأن يشكل دور المعارضة المسيحية واستطراداً الوطنية ضد فريق يغيِّب الدولة وآخر لا يديرها بالشكل المطلوب، بدأ البحث عن التحالفات التي تعبِّد وصوله إلى القصر الجمهوري. وبعد أن لمس أن طريقه غير سالكة مع مكونات 14 آذار، فتح خطوطه مع “حزب الله” توصلاً إلى اتفاق معه، عُرف بتفاهم مار مخايل او تفاهم 6 شباط. خطورة هذا التفاهم في الشكل أولاً أن العماد عون الذي يشنّ حروبه من دون تخطيط ودراسة لموازين القوى، يعقد تحالفاته بوقاحة سياسية وكأن لا حسيب ولا رقيب ولا رأي عام، في انقلاب على كل مساره التاريخي وأدبياته ومواقفه وشعبيته التي مردها إلى محاربة الميليشيات في مرحلة تعبت فيها الناس من الحرب، وجاء من يقول لها “انا المنقذ”، فإذ به يتحالف مع ميليشيا لم تنشأ بسبب غياب الدولة على غرار الميليشيات الأخرى، بل بقرار إيراني في سياق نشر الثورة الإيرانية، واستمرت على الرغم من عودة الدولة. وعدا عن أن قرارها وتمويلها وتسليحها إيراني، فإنها تتحمّل مسؤولية إبقاء لبنان دولة مخطوفة بعد الخروج السوري من لبنان. خطورة هذا التفاهم في المضمون ثانياً، أنه يشكل انقلاباً على الخط المسيحي التاريخي في لبنان الذي ناضل أصحابه في سبيل دولة حديثة تكون جزءًا من جامعة عربية ومجلس أمن، وهناك قلة من المسيحيين تاريخياً كانوا في صلب مشاريع تتناقض مع تطلعات البيئة المسيحية ومفاهيمها وفلسفتها ونظرتها للدور المسيحي، لكن العماد عون نجح، وللأسف، في جعل أكثرية مسيحية مع خيارات لا تشبه تاريخ المسيحيين ولا حاضرهم ولا مستقبلهم، وتشكل انقلاباً على كل مسارهم ومسيرتهم وقناعاتهم.

أطاح تفاهم مار مخايل بفرصة قيام دولة لاحت مع انتفاضة الاستقلال من خلال ترييح “حزب الله” الذي يرتكز أحد أدواره على منع قيام دولة فعلية، ووضع لبنان في تناقض مع المجتمعين العربي والغربي، ولولا هذا التفاهم لكان مسار المواجهة مع الحزب تبدّل حكماً، لأن اندفاعة الانتفاضة الداخلية التي ترافقت مع مواكبة دولية كانت كفيلة بدفع الحزب إلى تقديم التنازلات لمصلحة الدولة، لكنه استفاد من هذا التحالف ليقود انتفاضة عسكرية في 7 أيار من العام 2008 على الانتفاضة السلمية في 14 آذار من العام 2005.

لا تقلّ مساوئ تفاهم مار مخايل عن حربي التحرير والإلغاء، حيث قادت الحرب الأولى إلى سلق اتفاق سياسي، وقادت الحرب الثانية إلى تسليم مفاتيح المنطقة الحرة للرئيس حافظ الأسد، وقاد التفاهم إلى تسليم مفاتيح قيادة البلد للسيد حسن نصرالله مقابل حصول العماد عون على وعد رئاسي، وهذه الرئاسة ذاتها التي كانت السبب الرئيسي وراء شن حرب التحرير، والسبب الأساسي لشن حرب الإلغاء، والسبب الأول للتحالف مع “حزب الله”. فالتعدُّد داخل البيئة المسيحية مسألة صحية، لكن هذه المسألة تتحوّل إلى مرضية عندما تخرج فئة مسيحية وازنة عن الخيارات التي تشكل قدس أقداس الجماعة المسيحية: الحضور الذي لا يستمر ولا يتأمّن سوى وسط دولة واستقرار وازدهار، فيما مشروع “حزب الله” هو مشروع حروب دائمة لا يؤمن بحدود وكيانات ودول، ويشكل خطورة ما بعدها خطورة على مستقبل المسيحيين في لبنان، الذي لا يتألّق دورهم سوى في المساحة التي يسودها الاستقرار والنظام، والدليل تجربة المسيحيين الرائدة بين الاستقلال والحرب. هذا الدور سيبقى مُعطلاً ومشلولاً في ظل دور “حزب الله” الذي صادر السياسة الخارجية ووضع يده على السياسة الدفاعية وعطّل السياسة الداخلية. خطورة تفاهم مار مخايل انه شكل اختراقاً للجسم اللبناني المسيحي وحوّل المواجهة إلى داخل هذا الجسم بدلاً من أن يكون موحداً في مواجهة “حزب الله” الذي تسلّم من النظام السوري مفاتيح الزنزانة التي تقبع فيها الدولة، لكن الجانب المُطمئِن أن المسيحيين الذي اقترعوا للعماد عون في العام 2005 راحوا يعيدون النظر باقتراعهم بعد توقيعه التحالف مع الحزب، حيث انتقلت الأكثرية المسيحية إلى “القوات اللبنانية” التي حافظت على صعودها المتواصل بثبات، كترجمة لتمسكها بمبادئها وثوابتها والقضية التي تحملها في وجدانها وعقلها.

 

الإنقاذ لا يبدأ من الرئاسة

شارل جبور/الجمهورية/06 شباط/2023

لن تتمكّن المعارضة من انتخاب رئيس للجمهورية يتمتّع بصفتي السيادة والإصلاح، ولكن لو سلّمنا جدلاً بأنها نجحت في انتخاب هذا الرئيس، فلن يستطيع القيام بشيء في حال قرّر الفريق الآخر تعطيله.

يُفترض أن يشكّل الشغور الرئاسي، بالنسبة إلى المعارضة، فرصة لحوار ليس حول انتخاب رئيس للجمهورية، إنما حول النظام السياسي القائم، حيث أظهرت تجربة 18 سنة على خروج الجيش السوري من لبنان انّ هذا النظام معطّل ويعطِّل حياة اللبنانيين، ولم تعد أوضاع البلد المالية ولا أوضاع الناس الحياتية تحتمل تأجيل البحث في حلّ هذه الإشكالية البنيوية والجوهرية، خصوصاً انّ الفريق المعطِّل للدستور والانتخابات الرئاسية قدّم المبرِّر الموضوعي لمقاربة ما فوق رئاسية، لأنه لو التزم بالمهلة الدستورية لكان تفادى تهيئة مناخات إثارة جوهر الأزمة اللبنانية المرتبط بازدواجية السلاح من جهة، ودور هذا الفريق الذي يستحيل قيام دولة بالشراكة معه من جهة أخرى.

ولو تمّ الافتراض، لضرورات النقاش، انّ المعارضة نجحت في انتخاب رئيس سيادي-إصلاحي، فهل سيتمكّن هذا الرئيس بالتفاهم مع رئيس الحكومة المكلّف من رفض تخصيص الطوائف بحقائب، وان يرفض مثلاً أن تبقى وزارة المالية مع الشيعة وبيد الثنائي الشيعي ووزارة الطاقة مع المسيحيين وبيد "التيار الوطني الحر"؟ وهل سينجح في إقفال المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية ووقف التهريب؟ وهل بإمكانه الشروع في ورشة إصلاحية تبدأ بالكهرباء ولا تنتهي بالاتصالات وما بينهما المرفأ والمطار؟ وهل سيكون قادراً على توفير بيئة حاضنة لاستقلالية القضاء وترشيد القطاع العام؟ وهل سيفرض هيبة الدولة بدءاً من الموظفين، وصولاً إلى جميع اللبنانيين ولا يقبل سوى بمعيار الكفاءة في التعيينات وتطبيق القانون على الجميع؟ وهل سيتصدى لكل ما يُعكِّر علاقات لبنان خارجية ويضبط السياسة الداخلية ويُعلي الدستور في الممارسة ويضع نصب عينيه أولوية الاستقرار والازدهار؟

وهذه عيّنة من الخطوات البديهية التي يجب على أي رئيس للجمهورية بالتعاون مع رئيس الحكومة والحكومة فرضها واتباعها، والعيّنة تطول بمعزل عن ازدواجية السلاح التي يستحيل حسمها من دون ظروف خارجية، ولن تنجح أي سلطة تنفيذية لا في مكافحة الفساد ولا في الشروع في الإصلاحات المطلوبة، لأنها ستصطدم عند كل مفترق بالفريق المتحكِّم بالقرار والذي سيلجأ بالحد الأدنى إلى سلاح الفيتو المذهبي والتعطيل على غرار تعطيله انطلاقة الحكومة الأخيرة في عهد الرئيس ميشال عون رداً على المحقِّق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار، وبالتالي المشكلة الحقيقية التي تعيق قيام دولة فعلية مزدوجة: مشكلة سلاح يمنع بسط سيادة الدولة وهيبتها ويحول دون العدالة ويُبقي الانقسام بين اللبنانيين عمودياً ويُسيء إلى علاقات البلد الخارجية، ومشكلة الممارسة السياسية لفريق السلاح القائمة على حَدّي التعطيل والفساد.

ولم تفشل الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 بالصدفة، إنما لكَون الإدارة المتحكمة بالقرار السياسي لا تُتقن فنّ الحكم، والرهان على تحييد هذه الإدارة او ان تُبدِّل في ممارستها، هو رهان واهم وخاطئ وتجربة 18 سنة أكثر من كافية للخروج بقناعة راسخة بأنّ الإنقاذ غير ممكن بواسطة الانتخابات والرقابة البرلمانية وسنّ القوانين والمشاركة بالحكومات، وهذه التجربة تشكّل سلاحاً للقطع مع هذه المرحلة والانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة، خصوصا مع إصرار الفريق المُمانع على رئيس من صفوفه وفي ظل سوء تقدير كبير من قبله للنقمة الشعبية والانهيار المالي، الأمر الذي يجب الاستفادة منه من خلال الإصرار أيضاً على رئيس سيادي وإصلاحي مرفوض من الممانعة، وذلك رفضاً لأي تسوية تُبقي لبنان وسط الانهيار والفشل.

ويختلف الشغور الرئاسي هذه المرة عن المرات السابقة في جانبَين أساسيين: الأول يتعلّق بالانهيار غير المسبوق، والثاني يرتبط بوصول الناس إلى قناعة بأنّ هذه الصيغة لم تعد صالحة وحان الوقت للتفكير جدياً بصيغة جديدة تؤمِّن لهم أبسط مقومات شؤونهم الحياتية، وهذا الاختلاف بالشغور يستدعي تحويله إلى فرصة للإنقاذ، فيما انتخاب رئيس للجمهورية يعني تمديداً للأزمة لـ6 سنوات إضافية، ومن مصلحة المعارضة ان يتشدّد فريق الممانعة ويتمسّك بمرشحه بهدف نقل الإشكالية من شغور رئاسي، إلى عُطب جوهري في النظام السياسي يقود إلى مؤتمر أو صيغة أمر واقع.

والمعارضة محكومة بخيارين فقط لا غير: خيار انتخاب رئيس للجمهورية يرفض اي مساومة، إن في طريقة تأليف الحكومة أو في الخطوات الإصلاحية أو في دور الدولة ومُستعد على مواجهة تقود إلى تعطيل ليقود بدوره إلى إعادة نظر بالنظام، والخيار الثاني رفض اي تسوية رئاسية وتهيئة الظروف السياسية والشعبية لمقاربة تطال جوهر النظام السياسي.

والتطور المهمّ هو ان الناس لم تعد تريد النظام الحالي من جهة، وان بعض القوى السياسية عبّرت صراحة من جهة ثانية عن رفضها وصول رئيس مُمانع، ورفضها اي تسوية مع الفريق الممانع، وإصرارها على ممارسة سياسية لا قيود أمامها سوى الدستور والقانون، لأنّ المطروح اليوم إمّا التمديد للوضع القائم من خلال انتخابات رئاسية لن تقدِّم ولن تؤخِّر، وهذه جريمة وخطيئة بحق الشعب اللبناني الذي اكتوى بنار الأزمة، وإمّا استخدام الشغور الرئاسي كوسيلة للبحث جدياً في أسس التركيبة الحالية.

ولن تجد المعارضة أفضل من الظرف الذي انزلقت إليه البلاد، ليس بسبب مؤامرة كونية او إمبريالية، إنما بسبب الممارسة الكارثية للممانعة التي حققت ثلاثة أهداف في مرماها، اي ضد مصلحتها: انهيار تتحمّل مسؤوليته، عجز عن الخروج من الانهيار، وقناعة شعبية بالفصل عن الممانعة. وهذا الظرف لن يتكرّر، خصوصا في حال انتخاب رئيس تمنح الناس معه فترة سماح، فيما يفترض ان تكون القوى المناوئة للممانعة وصلت إلى قناعة بأنّ البلد لا يحكم بالشراكة مع هذا الفريق التي جُرِّبت ونتائجه معروفة.

فالعطب الجوهري يرتبط بأسس النظام الحالي منذ ان تم الانقلاب عليه مع العصا السورية في العام 1990، والرهان على تغييره من داخله وَهم كبير، والخيارات أصبحت معروفة: إمّا استمرار المراوحة الحالية إلى ما شاء الله من دون سيادة ولا دولة ولا استقرار ولا إصلاحات، ما يعني استمرار الهجرة حتى تغيير وجه لبنان ونجاح الممانعة بوضع يدها كاملة على البلد بفِعل التبدلات الديموغرافية، وإما القطع مع هذه الممارسة التي بدأت مع النظام السوري منذ مطلع تسعينات القرن الماضي وتواصلت مع "حزب الله" منذ العام 2005، وتجربة 33 سنة أكثر من كافية باستحالة قيام دولة في لبنان مع هذا الفريق.

والخلاصة الأساسية التي على معظم اللبنانيين استخلاصها انّ أزماتهم السيادية والدولتية والمالية لا يمكن حلّها بانتخاب رئيس للجمهورية، وانه مهما كانت نوعية هذا الرئيس وتصميمه على الإصلاح، فإنه سيصطدم بماكنة تعطيل تمنعه من تحقيق اي خطوة، وفي حال أصرّ على خطواته تعمل على مقاطعته وشَل الحكومة وتعطيل كل شيء. وبالتالي "فالج ما تعالج"، فطريق الإنقاذ الفعلي والحقيقي لا يبدأ من انتخاب رئيس الجمهورية، إنما يتحقّق من خلال فكّ الشراكة مع الفريق الحاكم انطلاقاً من قناعة بأن لا دولة ولا بلد ولا استقرار مع هذا الفريق، وان الخلاص يبدأ من كَفّ يد هذا الفريق، وبمعزل عن كيفية ترجمة هذا الانفصال بأشكاله الدستورية، لأن الشكل الدستوري هو مجرّد تفصيل، فيما الأساس يكمن في قيام دولة طبيعية تعيش الناس في ظلها في أمن وسلام واستقرار، الأمر الذي يعدّ ممكناً مع تركيبة 13 تشرين 1990 وتتمّتِها في 8 آذار 2005.

 

مَن منكُم بلا فدرالية فليرجمها بحجر

جان الفغالي/نداء الوطن/06 شباط/2023

من وقاحة السياسة اللبنانية، وجود «تطبيقات» تُمارَس، ولا ينقصها سوى «الترخيص» أو الـ»license»، بلغةِ اليوم. لا أحد يعترف بها، لا بل يُخضعونها للشيطنة، علماً أنهم يعيشونها في يومياتهم السياسية والتربوية والمالية، وغيرها من المرافق. «التطبيق» السائد هذه الأيام، لا بل منذ العام 2005، وأحياناً منذ العام 1991، أنّ البلد يعيش «لامركزية مقنَّعة» تصل في بعض الأحيان، وفي بعض القطاعات، إلى فدرالية مبطَّنة. رافقونا في هذه الجولة:

مَن «يحكم» بين الأوَّلي والناقورة؟ الأمور بأسمائها، «حزب الله» وحركة «أمل»: أمن، قضاء، إنماء، كهرباء، معمل الزهراني، المخافر، المشاعات، الشواطئ، وحتى التبغ، وغيرها وغيرها الكثير من القطاعات والمساحات، والمرافق. هل يُعيَّن رئيس مخفر أو قاضٍ أو قائمقام أو محافظ أو رئيس مصلحة او أصغر موظف، من دون موافقة «حزب الله» وحركة «أمل»؟ هذا النمط من «الحكم» أو «التحكُّم»، ماذا يسمونه غير «لامركزية بالقوة»، أو «فدرالية الأمر الواقع؟».

إلى شمال الأولي، وصولًا إلى الشويفات، صعودًا إلى الباروك، الجبل الإداري، اعتاد أن تكون مرجعيته في المختارة، وقد نجح «البيك» في أن يحوِّل «منطقته» إلى نموذجية، ومَن يجول في الشوف وعاليه والمتن الأعلى يلمس هذا الواقع، لدرجة أنّ مهرجانات بيت الدين تحمل توقيع المختارة.

من خلدة إلى الاوزاعي وصولًا إلى الطيونة فكنيسة مار مخايل فطريق صيدا القديمة فالشياح وحارة حريك وبرج البراجنة، لمَن الكلمة؟ ولمن تتبع الإدارة عمليًا؟ لا يتغيَّر شيء في البقاع وتحديدًا في مناطق بعلبك الهرمل.

الوضع يتغيّر كثيراً، إلى درجة الإنحسار، حين يصل الأمر إلى مناطق المتن الشمالي وكسروان وجبيل والبترون، حيث قبضة «الدولة المركزية» تبدو واضحة في الأمن والإدارة. تتلاشى هذه القبضة مجدداً في أقصى الشمال وصولًا إلى الحدود مع سوريا.

تأسيساً على كل ما تقدَّم، إلى متى سيبقى «الفدراليون الحقيقيون» يختبئون وراء «أصابع» الدولة المركزية الوهمية، ويشيطنون كلَّ مَن يطالب بالفدرالية؟ في الأساس، هل هُم طبَّقوا «مركزية الدولة» وفق ما يقتضيه الدستور واتفاق الطائف؟ في أي مجال طبَّقوا الدستور؟ في قوانين الإنتخابات النيابية التي فصَّلوها على قياس نفوذهم منذ القانون الاول عام 1992؟ في «فدرالية» الصناديق والمجالس، من مجلس الجنوب إلى مجلس الإنماء والإعمار، إلى الصندوق المركزي للمهجرين؟ حتى في التعليم، ماذا عن»مدارس المهدي»؟ وغيرها من المدارس التي تُدخِل إلى المناهج الرسمية «مناهج عقائدها»؟ ما هي مادة التاريخ التي يعلمونها؟

البلد بطبقات كثيرة، طبقة تُحكَم وفق منطق الدولة المركزية، طبقة تُحكَم وفق منطق الدولة الفدرالية، وطبقة تفتِّش عن «منطق» لتحكم من خلاله!

أيتها الفدرالية، كم من الشيطنات والأضاليل ترتكب باسمِك؟ حتى قتال إسرائيل دخل في «فدرالية المقاومة» من خلال حصره بـ»حزب الله». البلد اليوم في «مركزية» مشوَّهة و»فدرالية» مقنَّعة: لا العودة إلى هذه «المركزية» تُفيد، ولا الإستمرار في هذه «الفدرالية المقنّعة» ينفع!

 

إجتماع باريس: أي تموضع إقليمي للرئيس؟

وليد شقير/نداء الوطن/06 شباط/2023

تفضّل الأوساط الديبلوماسية الأجنبية في بيروت إبلاغ من تلتقيهم من السياسيين والإعلاميين، أن هؤلاء يسبغون توقعات أكثر مما يحتمل الواقع على اجتماع باريس الخماسي الذي تشارك فيه، إضافة إلى الخارجية الفرنسية مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف وديبلوماسيون من وزارات الخارجية في كل من المملكة العربية السعودية ومصر وقطر، حول لبنان. بات معروفاً أنّ الاجتماع سيضع خريطة الطريق لمعالجة الأزمة اللبنانية على المستويات السياسية والعاجل منها إنهاء الشغور الرئاسي في أسرع وقت، والاقتصادية والمالية واللازمة في شأنها تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية البنيوية، لا سيما في قطاع الكهرباء. تستند خريطة الطريق إلى مبادئ سبق أن وردت في وثائق وقرارات صدرت في المبادرة الكويتية التي صيغت بتعاون خليجي سعودي، وفي بيانات القمة الخليجية واجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم البيان الأميركي- الفرنسي- السعودي في نيويورك الصيف الماضي... باتت نقاط هذه الوثائق وغيرها هي الكتاب الذي يتعاطى المجتمع الدولي على أساسه مع المأزق اللبناني. ونقاطه الجوهرية إذا أراد المرء تلخيصها هي إنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي (الذي يتضمن الإصلاحات ومكافحة الفساد والهدر)، والنأي بالنفس «قولاً وفعلاً» عن حروب وصراعات المنطقة التي وضعت البلد في حالة عداء مع محيطه ومع الدول المانحة التي كانت على الدوام ترفده بالمساعدات المالية والاستثمارات لتصحيح أوضاعه، فتنال مقابلها تنامي حالة العداء لها لأهداف إقليمية لا علاقة للبنانيين بها.

نصيحة الدبلوماسيين الأجانب بعدم تعليق الآمال الفائقة التفاؤل والتوقعات حيال اجتماعات باريس، تعود إلى أنّ أي جهد خارجي يبذَل من أجل لبنان يبقى مشروطاً بما يلتزمه القادة السياسيون فيه.

ليس مسألة تفصيلية أن تُختصر خريطة الطريق المفترض أن تصدر عن اجتماع باريس، كما عن أي اجتماع يتعلق بلبنان، بمسألتي تحقيق الحد الأدنى من الإصلاحات لتشريع الاتفاق مع صندوق النقد من جهة، وبمبدأ النأي بالنفس «قولاً وفعلاً» من جهة ثانية وبتطبيق اتفاق الطائف من جهة ثالثة. وهي تختزل الإصرار الدولي والعربي على ملاءمة القرار بتصحيح أوضاع البلد الداخلية على الصعيد الاقتصادي مع عملية تصحيح تموضعه الإقليمي.

إختيار الرئيس الجديد الذي تلح الدول الخمس المجتمعة في العاصمة الفرنسية على انتخابه في سرعة وإنهاء الفراغ الذي يقوض مؤسساته، يفترض أن يرمز إلى هذا التموضع الذي كان تسبب في السنوات الماضية بالخلل الكبير في ماليته العامة وباهتزاز تركيبته السياسية التي تزداد هشاشة نتيجة تقويض اتفاق الطائف في توزيع الشراكة في السلطة. وليس بعيداً من المنطق أن تقصد العواصم الكبرى من وراء تأكيدها أنّها لن تتدخل في اسم الرئيس العتيد، أن تترك للاتفاق بين اللبنانيين أن يحدد أي تموضع يريدونه لبلدهم في المنطقة التي تشهد المزيد من الاستقطاب، جراء التطورات الدولية المتصلة بالانقسام الدولي بفعل الحرب في أوكرانيا وفشل المفاوضات على النووي.

وهذا ما يجعل المعايير والمواصفات التي سيضعها اجتماع باريس للرئيس الجديد أقرب إلى السؤال: أين سيقف ومعه البلد برمته، خلال السنوات الست التي سيمضيها في القصر الرئاسي؟ وهل سيؤمن الاستمرارية لتموضع الرئيس السابق ميشال عون أم سيعدّل المسار؟

سواء صدقت التسريبات التي تحدثت عن أنّ الجانب الفرنسي يفكر بطرح معادلة المفاضلة بين العماد جوزيف عون وبين رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أم لا، وكذلك المفاضلة بين القاضي في محكمة العدل الدولية السفير السابق نواف سلام أو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة مع أي من الرئيسين المفترضين، فإنّ الاختيار بات يتوقف على الالتزام بخريطة الطريق الموعودة. وإذا كان الجانب الفرنسي يعول على الدور القطري في الحصول على أجوبة من الجانب الإيراني في هذا الصدد، أو على اتصال حصل بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني ابراهيم رئيسي، فإنّ الساعات التي سبقت الاجتماع الخماسي لا تدل إلى أي تقدم على هذا الصعيد. وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا كررت في زيارتها الرياض وأبو ظبي في 2 و3 كانون الثاني القول إنّ «إيران تُهدّد بيئتها الإقليمية وتسعى إلى زعزعة استقرارها. هي تتصرّف مباشرةً لدى جيرانها، من خلال ميليشيات تموّلها في المنطقة. وتشهد نشاطاتها المزعزعة للاستقرار ازدياداً». والجواب جاء أيضاً من «حزب الله» إذ قال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله: «لا يمكن للخارج أن يفرض علينا أي اسم، ونريد أن يبقى هذا الاستحقاق وطنياً لبنانياً، وبالتالي، لو اجتمعت كل دول العالم لتفرض اسماً على اللبنانيين، لن تستطيع أن تفعل ذلك».

 

«الكونسورتيوم» النفطي ولبنان الجاري إنشاؤه

سام منسى/الشرق الأوسط/06 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115574/%d8%b3%d8%a7%d9%85-%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%86%d8%b3%d9%88%d8%b1%d8%aa%d9%8a%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%81%d8%b7%d9%8a-%d9%88%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

شهد لبنان آخر الشهر الماضي، توقيع الملحقين التعديليين لاتفاقيتي استكشاف وإنتاج الغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، بمناسبة دخول شركة قطر للطاقة شريكة مع شركتي «توتال - إنيرجيز» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية. وبالتوازي مع حفل التوقيع مع الكونسورتيوم العربي - الدولي، وعلى بعد مئات الأمتار من مكان التوقيع، كانت الصورة مختلفة تماماً كأنك تنتقل من دولة إلى أخرى مع اندلاع نزاع قضائي غير مسبوق في تاريخ لبنان بين قاضي التحقيق بجريمة تفجير المرفأ ومدعي عام التمييز، انسحب أو يكاد على الجسم القضائي برمته من مجلس القضاء الأعلى إلى أسفل الهرم. ولو اقتصرت المشكلة على نزاع قانوني بين القضاة لبقيت تداعياتها محدودة على الرغم من خطورتها، لكنها في الواقع حلقة من سلسلة انهيارات طالت مؤسسات الدولة من رئاسة الجمهورية التي تعيش فراغاً منذ شهور ثلاثة، إلى الحكومة، وهي بحكم المستقيلة مع عجزها حتى عن تصريف الأعمال، ومجلس نيابي شبه مخطوف وهو بالأساس جاء مكوناً من موزاييك مفكك يعجز عن انتخاب رئيس للبلاد والقيام بأدواره الأخرى.

هذه الازدواجية اللافتة والغريبة تعكس دلالات كثيرة وتبعث على التساؤل؛ أولاً كيف تُقدم شركات دولية كبرى على الاستثمار في بلد تحوم علامات استفهام مقلقة حول فاعلية قضائه واستقلاليته، بدءاً من العجز التام عن كشف الاغتيالات السياسية التي وقعت منذ عام 2005، وطالت شخصيات وقيادات وازنة، إلى جريمة تفجير مرفأ بيروت التي فجرت الجسم القضائي نفسه؟ والمستثمر لا يغامر إلا إذا تحقق من وجود قضاء مستقل وفعال يترجم النصوص بما يحقق العدل والمساواة ويعمل على ترسيخ دولة الحق والقانون. وإلى الوهن في القضاء، يضاف عجز سلطات إنفاذ القانون الفاضح عن تنفيذ الأحكام. فهل الموقعون على الاتفاقات ومن يمثلون، يوقعون مع لبنان آخر جارٍ إنشاؤه، غير لبنان الذي نعيش فيه راهناً أو ذاك الذي عرفناه؟

هذه الاستثمارات في لبنان ليست قضية عابرة، لا سيما في هذه المرحلة، حيث أوضاع المنطقة برمتها غير مستقرة. ولاكتمال الصورة، نمر سريعاً على ما يجري حولنا بما يغني عن إطالة الشرح.

الاستقرار في سوريا لا يزال بعيداً، وهي تواجه يومياً عمليات عسكرية إسرائيلية ضد الوجود الإيراني المتمدد على حساب موسكو المنشغلة في أوكرانيا، وشمال البلد وشرقها على مزاج الجار التركي المتغير، وواقع اقتصادي واجتماعي منهار، مع تحولها إلى مركز لإنتاج وتصنيع وتهريب المخدرات. وقد تكون سوريا منطلقاً لشرارة نزاع إيراني - إسرائيلي على خلفية ملف طهران النووي وبرنامج صواريخها الدقيقة والباليستية والمسيرات وأنشطة حلفائها في المنطقة. ويبدو أن المنطقة تشهد تغييرات استراتيجية في نزاع تل أبيب مع طهران، لا سيما مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وليست عملية قصف منشآت عسكرية في العمق الإيراني بأصفهان إلا مقدمة لهذا التغيير. أما الوضع في داخل إسرائيل، فهو نفسه مصدر قلق يهدد استقرار الإقليم جراء المشاكل بين اليمين واليسار والوسط العلماني، وكذلك مع عرب إسرائيل والفلسطينيين في بقية الأراضي المحتلة.

الإقدام على استثمارات من هذا القبيل في لبنان وسط هذه الأوضاع الإقليمية المعقدة والداخلية اللبنانية المنهارة والفوضوية على الصعد كافة، يعني أن لبنان الذي عرفناه صار ماضياً، ولبنان آخر جارٍ إنشاؤه تعرف الدول المنخرطة ملامحه التي لا تنسجم مع قيمها وتوجهاتها، ومع ذلك تغض الطرف عنها كرمى مصالحها. كل الوقائع اللبنانية في السياسة والأمن والاقتصاد والاجتماع تؤشر إلى أن الجهة القادرة حتى الآن على الالتزام والتنفيذ هي حزب الله، وأول الغيث كان اتفاق ترسيم الحدود البحرية بموافقة ومباركة وتشجيع من الحزب وراعيته إيران، وجاء دفعة أولى على الحساب وبرهاناً ساطعاً على قدرته على الالتزام. في المقابل، يسود الخواء لدى الأطراف اللبنانية المعارضة للحزب، وهي عاجزة عن تشكيل فريق محاور موحد موثوق يحفّز الدول الأجنبية على إعادة النظر بسياساتها.

الدول الكبرى التقطت ذلك، ولعل ثقة الشركات المغامرة تعود إلى معرفتها بما وراء ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل ودلالاتها السياسية والأمنية لناحية طمأنة المستثمرين الدوليين، بما يسمح للشركات الأجنبية المباشرة بالعمل والإنفاق. ويبدو أن الهرطقات التي يشهدها القضاء اللبناني اليوم، ما هي إلا بداية اكتمال سيطرة حزب الله القادر عليه تطمئن أكثر هذه الشركات، ومقدمة لآخر انقلابات الحزب المتجسد بإحكام قبضته على سلطات إنفاذ القانون.

اعتاد لبنان عبر تاريخه أن يتكئ على علاقات جانبها الشرقي مصر والسعودية، والغربي فرنسا والولايات المتحدة، وأيضاً الوصاية السورية التي قاربت السنوات الثلاثين. أميركا كما نعرف تخلت عن لبنان وانسحبت على رؤوس الأصابع منذ تفجير مقر المارينز والسفارة الأميركية سنة 1983، وتركت البلد الصغير يتدبَّر أمرَه وحيداً مع نظام سوري جشع ومتوحش وتغوّل إيراني لا يزال يتوسع. مآلات هذه الأحداث فتحت الأبواب لقطر، وفرنسا التي لم تعد قادرة على لعب دور الأم الحنون التقليدي، بل أصبحت تراعي علاقاتها المستجدة مع حزب الله، وتطلب رضاه حفاظاً على مصالحها النفعية في لبنان وربما في المنطقة، إضافة إلى معرفتها بحقيقة موازين القوى الداخلية. أما واشنطن، فأقصى ما تريده من لبنان هو ضبط الوضع الداخلي، وألّا يتدهور الأمن، بحيث تفقد قوى الأمن والجيش قدرتهما ودورهما، وألّا يتدهور الوضع أيضاً بين حزب الله وإسرائيل وتتعرض «اليونيفيل» للخطر، كما أمن إسرائيل. كل ذلك دفعها إلى بذل أقصى الجهود لإنجاح اتفاق الترسيم البحري بين البلدين. والجدير ذكره في هذا السياق، أن الأميركيين أو الفرنسيين أو غيرهم يفصلون، لا بل يميزون، بين علاقاتهم بإيران وتقلباتها، وعلاقاتهم بحزب الله، ويصرون على التعاطي معه مكوناً لبنانياً صرفاً كغيره من القوى والأحزاب السياسية.

بالطبع تصعب معرفة مستقبل هذا اللبنان الجاري إنشاؤه وشكله، إنما الأكيد هو موت لبنان الذي عرفناه نتيجة لانتفاء دوره في المنطقة والعالم، والدور هو الذي يعطي البلد موقعه وأهميته وشكله. لبنان الذي عرفناه تشظى على مدى سنوات من الوصاية والاحتلال وبلطجة الميليشيات وأسيادها، وهو الذي كان يوصف بصلة الوصل بين الشرق والغرب والوسيط النشط في نزاعات الأشقاء والمركز المالي والمصرفي الموثوق ومستشفى وجامعة المنطقة ومقصد آمن وجاذب للزوار والسائحين. كل هذه الأدوار تهاوت، وتحتاج إعادة بنائها إلى أكثر وأهم من عائدات الغاز والنفط المرتقبة. الوطن تصحر ومدنه تريفت وتطلعات واهتمامات حكامه ومواطنيه قصيرة النظر منغلقة وانتهازية، بينما الجوار يشهد مخاضاً جديداً واعداً والعالم بأسره يمر بتحديات على أكثر من مستوى، ولا يزال اللبنانيون مختلفين على حقوق الطوائف، كما الاختلاف على جنس الملائكة.

بالمحصلة، لسنا قطعاً ضد الاستثمار الأجنبي في لبنان ولا ضد الاستثمار في الموارد النفطية، لكن كما كنا ننتقد إحياء مهرجانات بعلبك تحت مظلة حزب الله، لأن إقامتها يعطيه صك براءة ويظهره بمظهر الحزب اللبناني المنفتح على الفنون والثقافات والحضارات العالمية، لن تعوّض عائدات الغاز المرتقبة ضياع هويتنا وسيادتنا، وأن يكون وطننا بسبب عجزنا، مجرد أرض تُسلم من محتل إلى آخر.

 

في صبيحة اليوم ال1210 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/06 شباط/2023

فيما تنقض اليوم وحوش كارتلات الإحتكار على رغيف الناس وحبة الدواء متسلحة بحماية رسمية من السلطة الإجرائية التي دولرة السلع في أخطر قرار يُتخذ، تجذب المواجهة في العدلية الأنظار والإهتمام، لأنها تمثل إنتقالاً غير مسبوق في الصراع المفتوح بين المواطنين المتمسكين بالحقيقة والعدالة ومحاسبة المرتكبين في جريمة الحرب ضد بيروت، وقوى الفساد التي أوغلت في تطويع البلد: قوانين وقضاء وأجهزة أمنية ومؤسسات خدمة للتحالف المافياوي المتجبر وتغول دويلة حزب الله على الدولة!

2- حالة من حبس الأنفاس تسود الجهات الرسمية والقضائية والشعبية، قبل ساعات من شروع المحقق العدلي طارق البيطار في تنفيذ الإستدعاءات، بدءاً بالوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر، المرجح عدم مثولهما أمام المحقق العدلي، وإحتمائهما كما كل ال13 الآخرين المدعى عليهم، بقرارات وأداء المدعي العام التمييزي غسان عويدات الذي تجاوز حد السلطة وتصدر أخطر عملية إنقلابية على القضاء والعدالة! وفيما رجحت جهات عديدة أن يصدر البيطار مذكرات توقيف غيابية بحق المدعى عليهما، فالمسألة المتفجرة في المواجهة تتمثل في رصد ما سيصدر عن عويدات، بعد أسبوع من التهديد اليومي والتحريض ضد البيطار، والحث على خطوة خطيرة كإصدار عويدات مذكرة توقيف بحق المحقق العدلي، أم يحجم عنها، كي لا تتسجل أخطر سابقة بتاريخ القضاء، سابقة "محاكمة" المحقق من قبل المدعى عليهم بجناية "القصد الإحتمالي بالقتل" في جريمة تفجير المرفأ!

تزامناً وفي ذروة الإحتقان الشعبي وجّه أهالي الضحايا رسالة إلى عويدات ورد فيها:" أيهم أنت من بين القضاة بعد قراراتك بإطلاق سراح الموقوفين دون الإطلاع على سير التحقيقات، والسماح للموقوف محمد العوف الهروب من وجه العدالة إلى أميركا، وهذا دليل قاطع على قرار خارجي، وإحالة القاضي البيطار للتفتيش القضائي وهو سيد ملف المرفأ، وهو قرار كيدي سياسي". وطالب الأهالي عويدات بالإستقالة لأنه إرتضى خدمة السلطة واللاعدالة ويساهم في ضرب هيبة القضاة.. ونددوا بسلوك وأداء وزير العدل الساعي إلى طمس التحقيق وحملوه المسؤولية عن التصرفات الميليشياوية مع نواب الشعب في مكتبه.

3- الوحوش الذين تسلطوا على حياة الناس ودمروا حاضر البلد وحاصروا مستقبله يتقدمون اليوم خطوة بالغة الخطورة مع قرار وزاري رسمي بدولرة السلع مدعوماً بمواقف نيابية من لاعقي أحذية كارتلات الإحتكار والتسلط والسلبطة. الدولرة التي ستبدأ رسمياً في السوبرماركات وستمتد إلى الدواء والمحروقات، وإلى جانبها سعي وزارة المال وضع رسم11% على الإشتراك بالمولدات والإعداد لضرائب على مستخدمي الطاقة الشمسية تعني وضع اللبنانيين تحت رحمة إبتزاز وحوش الإحتكار وعنجهية الناهبين!

قرارهم يهدد بكوارث قد تنجم عنه مواجهات مع المستهلكين داخل المؤسسات. وحوش الإحتكار سيبدلون الأسعار بالليرة تبعاً لأسعار الصرف وفق تطبيقات منصات المضاربة، ولأن الأكثرية ستدفع بالليرة فالكارثة آتية لا محالة نتيجة القرار هذا الإجرامي! والأكيد أن مرحلة توحشٍ خطيرة ستقودها كارتلات إحتكارية ممسكة بحياة اللبنانيين، حولت البلد إلى معتقلٍ خطير بالتكافل مع شركائها في التحالف المافياوي المتسلط..واللافت إنعدام وجود عاقلٍ واحد على مقاعد الحكم يحذر من مغبة نقل البلد إلى مرحلة التوحش الخطيرة هذه، لأنها سيف ذو حدين، فالناس في كلّ جهات لبنان لن تقبل بالتجويع وستجد السبيل لكسر القيود! إنهم يستعجلون إنفجاراً إجتماعياً كارثياً فينبغي أن يكون معلوماً أن الناس لن تقبل الموت الزاحف على السكت! وأنهم لن يفلتوا من النتائج! وهنا لا بد من إشارة إلى ما ورد على لسان النائب محمد رعد الذي بدا مطمئناً إلى ان "شعبنا لن يصرخ، لأنه شريك معنا في المعركة".. فأي معركة هي؟ وتسلط حزبه سرع الإنهيارات وفاقم المنهبة وبدد مقدرات البلد والناس..إنه كلام معسول لا يعدو رشّ ملح على جرائح غائرة!

إلى كل ما تقدم، من اليوم ستباع السلع على دولار بين ال65 ألف ليرة وال70 ألفاً..لكن الكارتلات ستدفع ضرائب( إن دفعوا) على سعر ال15 ألف ليرة فقط لكل دولار! وستبدأ مرحلة جديدة من الإثراء غير المشروع فيما الرواتب للأغلبية الساحقة ستبقى بالليرة فإلى متى هذا الفجور؟

4- لا يعول كثيراً على المؤتمر الخماسي في باريس الذي ينعقد في مهب رياح التصعيد الإيرانية، ولن يغير الإتجاه إتهام بكركي لسياسيين بارتكاب الخيانة وإعتبار إحجام النواب عن إنتخاب رئيس للبلاد يعادل الخيانة العظمى! فقد إستبق حزب الله الإجتماع بإعلان الشيخ نبيل قاووق "رفض أي إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها"..وقال إن معادلة العام 82 التي أنتجت رئيسين تبدلت، والمعادلة اليوم لا تسمح بفرض رئيس من دول إقليمية أو دولية.. وإتهم قاووق العرب ب"عروبة مزيفة" وأن حزبه يمثل "العروبة الأصيلة"!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

مجلس الوزراء أقر مساعدة لوزارة التربية وللقطاع العام ككل وكلف هيئة الاغاثة اجراء مسح شامل للابنية المتصدعة من جراء الهزة

الابيض: استمرار تسعير الادوية السرطانية على 1500 ليرة

الحلبي: إقرار كل طلبات وزارة التربية

سلام: أقرت الاعتمادات ب8 ملايين دولار لدعم القمح

وطنية /06 شباط/2023

عقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، قبل ظهر اليوم في السرايا الحكومية، شارك فيها نائب رئيس الحكومة سعاده الشامي، ووزراء: الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي، الاتصالات جوني قرم، الصحة العامة  فراس الأبيض، الصناعة جورج بوشكيان، الشباب والرياضة  جورج كلاس، الإعلام زياد المكاري، الاشغال العامة والنقل علي حميه،  الزراعة عباس الحاج حسن، الثقافة القاضي محمد مرتضى، المالية يوسف الخليل،  البيئة ناصر ياسين، الاقتصاد والتجارة أمين سلام، التنمية الادارية نجلا رياشي، العمل مصطفى بيرم ، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.

وزير الاعلام

بعد الاجتماع، تلا وزير الاعلام زياد المكاري مقررات الجلسة، وقال: "ان البنود المتعلقة بوزارة الصحة تحدث عنها الوزير الابيض، كذلك الامر بالنسبة الى وزير الاقتصاد الذي تحدث عن موضوع القمح كما وزير الزراعة، وتمت الموافقة على تمويل مشروع اجراء مناقصة عالمية عبر منظمة الطيران المدني لتلزيم شراء رادار، كما تم تمديد عقد صيانة وحراسة مطمر الناعمة. وفي الشؤون الصحية تم اقرار السلفة لوزارة الصحة للمساعدات الاجتماعية وسلفة اخرى للامراض السرطانية والمستعصية والمزمنة، وهناك مشروع مرسوم اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي لانشاء وتنفيذ مشروع تعزيز استجابة لبنان لجائحة"كوفيد 19".

اضاف: "أما في الشؤون المالية، فتم اقرار مشروع قانون معجل يرمي الى  إجازة جباية الواردات، كما في السابق، وصرف النفقات إعتبارا من اول شباط 2023 لغاية صدور الموازنة 2023 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية.  وفي الشؤون التربوية أعلن وزير التربية انه تم اقرار المساعدة بمليار و500 مليون ليرة لوزارة التربية، كذلك بمليار و500 مليون للقطاع العام ككل. وفي موضوع الجامعة اللبنانية هناك مدربون متعاقدون في الساعة كانوا يتقاضون اتعابهم في اخر السنة وسيصار الى تنظيم عقودهم ليقبضوا رواتبهم في بداية السنة".

وأعلن المكاري انه "تم تكليف الهيئة العليا للاغاثة بالتعاون مع نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس والبلديات ومع الاجهزة الامنية باجراء مسح شامل للابنية المتصدعة من جراء الهزة التي حصلت وانجراف التربة على الطرقات العامة، ورفع تقرير مفصل لمجلس الوزراء.

وفي موضوع الانتخابات البلديات، اعلن انه "تم تأجيل البند حيث كانت الكلفة 8 ملايين و900 الف دولار، علما ان وزير الداخلية  اكد جهوزية الوزارة والحكومة  لإجراء الانتخابات" .  وقال ردا على سؤال: "نعم، هناك امكانية لتأجيل موعد الانتخابات البلدية".  وعن النقاش بين وزيري الصناعة والاقتصاد داخل الجلسة، قال المكاري: "وزير الصناعة اعترض على اعتبار انه في اللائحة المرسلة للجمارك هناك بنود تتعلق بوزارة الصناعة مثل البلاط والغرانيت والجلود وغيرها، ولكن  لم يتحدث معه احد بشأن هذه الامور"

سئل: بما ان هناك قرضا من البنك الدولي للقمح لماذ يتم السحب من " حقوق السحب الخاصة"؟

أجاب: "لانه اخر مبلغ  يتم سحبه  للقمح، بسبب تأخر القرض ووصول الباخرة وصلت ولم يكن هناك من مجال الا للقيام بذلك".

وعن موضوع مساهمة لبنان في الامم المتحدة، قال: "سيعالج رئيس الحكومة الموضوع مع وزير الخارجية".

وزير الصحة

من جهته، قال وزير الصحة: " أردت ان أبشّر المواطنين في ما يخص بالمواضيع المتعلقة بالصحة، وأهمها بالنسبة لمرضى السرطان، وكما كنا أعلنا خلال الأسابيع الماضية، نعود ونكرر الا رفع للدعم عن الادوية السرطانية والمستعصية ولوازم غسيل الكلى وغيرها، واحدى البنود التي كانت عالقة في مجلس الوزراء تتعلق بإقرار سلفة الخزينة بقيمة 364 مليار شهريا لاستمرارية هذا الدعم، كي لا يتغيّر سعر الدواء ويستمر تسعيره على 1500 ليرة، واشكر دولة الرئيس على دعمه لهذا الموضوع، وتمكنا من خلاله بالاستمرار بان نفي بوعدنا للمواطنين وسنستمر بالدعم وبتوفير الدواء للمرضى".

أضاف:  "اما بالنسبة لموضوع العاملين في المستشفيات الحكومية، وهو امر لا يقل اهمية عن الموضوع الأول، لقد اقّر مجلس الوزراء سلفة خزينة بقيمة 90 مليار ليرة لبنانية لدفع المساعدة الاجتماعية عن سنة 2022،  من شهر 1 الى شهر 9 لهؤلاء العاملين، ونحن نذكّر انهم يعملون بدوام كامل من غير انقطاع، لاستمرارية تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية، لذلك كانت المساعدة الاجتماعية من أجل دعمهم وهذا أمر اساسي بالنسبة لنا. كما ان القرض الذي حصلنا عليه لدعم الاستشفاء أبرم، وسيسمح لنا بالاستمرار بمشروع دعم الاستشفاء لمرضى وزارة الصحة في المستشفيات الخاصة والعامة بهدف تخفيف العبء عن كاهل المواطنين.

وزير التربية

وقال وزير التربية : "خصص مجلس الوزراء حيزا كبيرا من جلسته اليوم للقضايا التربوية. وأبدى دولة الرئيس وسائر الوزراء الحرص على استكمال العام الدراسي وإعادة التلامذة الى صفوفهم، وعلى هذا الأساس أخذ مجلس الوزراء سلسلة  قرارات تتصل بالهيئات التعليمية، من معلمين واستاذة ومتعاقدين وعاملين في التعليم العام قبل الجامعي والتعليم المهني والتقني، بما يعطي لأفراد هذه الهيئات بدل إنتاجية وزيادة بدل النقل واقرار بدل النقل للمتعاقدين وتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة. كما خصص  حيزا من هذا الإجتماع لضمان استمرار العام الجامعي في الجامعة اللبنانية عن طريق إقرار بدل إنتاجية للأساتذة والعاملين فيها، وتوفير جزء من الاعتمادات لصيانة المنشآت وتشغيل مجمعات الجامعة في الحدث والفنار والشمال وتحويل عقود المصالحة للمدربين الى عقود نظامية وكذلك عقود الأساتذة المتعاقدين في الساعة.  استجاب مجلس الوزراء أيضا لمطالب وزارة التربية بتخصيص مساهمة من الدولة اللبنانية  لمصلحة صندوق التقاعد في المدارس الخاصة واقرار بدل نقل للمعلمين والعاملين في المدارس الخاصة على حساب صناديق مدارسهم".

اضاف: "بالنظر الى تعطيل المدارس لأننا اخذنا قرارا بالتعطيل غدا وبعد غد نتيجة الهزات الأرضية والظروف المناخية وان شاء الله تصطلح الأمور، كلفنا فريق عمل من الوزارة بقيادة المدير العام بتكليف رؤساء المناطق التربوية ومدراء المدارس بأن يروا مع نقابة المهندسين والبلديات والهيئة العليا للاغاثة مدى متانة  الأبنية المدرسية الرسمية والخاصة، وسنستغل هذين اليومين لدعوة ممثلي الروابط والهيئات التعليمية لندرس واياهم امكانية استئناف العام الدراسي في وقت قريب، مع الأمل بأن  تساهم القرارات اليوم، باستئناف عام دراسي نعوض  فيه ما فات فيه التلاميذ من خسائر".

وردا على سؤال، أعلن انه "تم اليوم إقرار كل الطلبات التي طلبتها وزارة التربية.

وزير الزراعة

وقال وزير الزراعة عباس الحاج حسن: "علينا وضع الرأي العام في ما توصلنا اليه في هذه الجلسة القيّمة والمهمة جدا بالنسبة للقطاع الزراعي، فهناك ثلاثة قرارات مركزية وأساسية اتخذت تتعلق بوزارة الزراعة واستدامة هذا القطاع :

اولا: بالنسبة الى السلفة التي تبلغ قيمتها 8 مليون دولار لوزارة الاقتصاد لشراء القمح ودعمه، خُصصت وزارة الزراعة 1.5 مليون دولار من هذه القيمة لدعم القطاع الزراعي واستمراريته، لاننا نؤمن باننا قادرون على شراء القمح، ولكن الأجدى بنا ان نزرع وناكل من القمح الطري.

 ثانيا: في ما خص طلب وزارة الزراعة، تمت الموافقة على ان يُخصص للوزارة 50 الف دولار من حقوق السحب الخاصة لمكافحة الحشرات وتحديدا حشرة"السونا"، كما تم عرض موضوع مهم جدا مع وزير البيئة ويتمثل بان نبحث مع الهيئات المانحة بان تخصص  10% من قيمة الهبات المقدمة للوزارات المختلفة لدعم الادارات العامة وموظفي القطاع العام، لاننا نؤمن ان الكادرات الموجودة في هذا القطاع كفيلة بمساعدة المجتمع الدولي والهيئات المانحة في النهضة الاقتصادية، إن كان في الصناعة اوالزراعة اوالاقتصاد وغيرها."

وزير الاقتصاد

وقال وزير الاقتصاد: " الموضوع الأهم كان قرض البنك الدولي وفتح الاعتمادات المتبقية لسد ثغرة الوقت المتبقي بين بدء تنفيذ قرض البنك الدولي للشحنة الاولى التي تصل الى 30 الف طن الأسبوعيين القادمّين، ويوجد لدينا قمح يتطلب فتح اعتمادات  عبر مجلس الوزراء . وكما ذكر وزير الزراعة أقرت الاعتمادات اليوم ب8 ملايين دولار لدعم القمح، وبالتالي استطيع القول ان كل المزايدات في موضوع الازمة تدحض بدءا من اليوم. وبعد أسبوعيين سنبدأ بتنفيذ قرض البنك الدولي الذي سيؤمن لنا استقرارا بالقمح ووصوله الى لبنان بالأسعار المدعومة، لكي نحافظ على سعر ربطة الخبز حتى نهاية العام الحالي، فنحن نرفض اي مزايدة بموضوع الأزمة المتعلقة بالقمح، فكفى مزايدة وتهويلا على الناس وضعضعة الأسواق فليس هناك من ازمة . "

أضاف: اليوم تم اقرار 8 مليون دولار،  وسيُستكمل العمل فورا من بعده لبدء تنفيذ قرض البنك الدولي الذي هو ضمن آلية كاملة متكاملة ستؤمن لنا على الاقل استقرارا لمدة عشرة اشهر بدءا من شهر آذار حتى أخر العام 2023".

اضاف: "الأمر الايجابي الآخر، انه بإقرار 200 الف بدلات النقل، فان عمل المراقبين في مصلحة حماية المستهلك سيشهد تحسنا في ما يتعلق بالنقل والانتقال والرسوم التي يتقاضونها للقيام بعملهم الرقابي وهذا امر مهم في المرحلة المقبلة. سنتابع اليوم في اجتماعنا مع الاتحاد العمالي العام موضوع التسعير بالدولار".

وزير الاشغال

وقال وزير الاشغال: "بداية نتقدم اليوم بالتعازي بضحايا الزلزال في تركيا وسوريا ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل. صدر اليوم قرار عن مجلس الوزراء بتكليف وزير الاشغال العامة والنقل بالتواصل مع الجانب السوري ومعالي وزير البيئة بالتواصل مع الجانب التركي، وبطبيعة الحال قمت مباشرة بالتواصل مع وزيري الصحة والنقل في سوريا ، وتقدمت باسم رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس مجلس الوزراء والشعب اللبناني بالتعازي للجانب السوري، واعربنا له عن استعدادنا لتأمين أي مساعدة للشعب السوري، لأنه من الواجب علينا ان  نساند من يقف مع لبنان في أشد أزماته، وواجب  علينا أن نقف مع سوريا اليوم في هذه الأزمة الكبيرة جدا على المستوى الانساني وعلى كل المستويات".

أضاف:  "أما على المستوى اللبناني فقد تم اليوم تكليف الهيئة العليا للأغاثة من قبل مجلس الوزراء  بتشكيل لجنة والتواصل مع البلديات والأجهزة الأمنية والجيش ونقابتي المهندسين في بيروت والشمال لإعداد مسح شامل لكل الأبنية المتضررة وبالتالي يبنى على شيء مقتضاه في تأمين الاعتمادات اللازمة لهذا الموضوع. وتم تكليف الهيئة العليا للإغاثة بإصلاح الطرق ومنها طريق العاقورة الذي شهد انجرافا للتربة نتيجة الزلزال، ونحن في الوزارة فتحنا الطرقات، ولكن الانجراف الذي حصل كان كبيرا والهيئة العليا للاغاثة بالتعاون مع الجميع ستقوم بدراسة شاملة وتؤمن الاعتمادات لذلك.

أما الأمر الثاني فهو بند الرادارات في المطار التي تؤمن السلامة وعمرها  نحو 20 سنة  مما يعني بأن كل قطع الصيانة التي سنطلبها  أصبحت غير متوفرة في السوق، وتقرر في مجلس الوزراء اليوم إجراء مناقصة عبر الطيران الطيران الدولي لشراء رادارات جديدة لمطار رفيق الحريري الدولي، لأن الهاجس الأساسي هو السلامة العامة لئلا  نقع في المخظور."

وزير البيئة

وقال وزير البيئة: " صدر قرار عن مجلس الوزراء بمتابعة كارثة الزلزال التي حصلت في سوريا وفي تركيا، ويتابع الوزير حمية مع  المسؤولين السوريين. اما أنا فقد اتصلت  صباحا بالجانب التركي وسيشكل  فريق إنقاذ بحري لرفع الانقاض مؤلف من الجيش والدفاع المدني وبعض المتخصصين وسينطلق عند السادسة مساء الى أضنة مباشرة، وأمنت الخطوط الجوية التركية مع السفارة التركية الطائرة ، وهذا اقل ما يمكن أن نقوم به للوقوف الى جانب الشعب التركي في هذه الظروف الصعبة".

 

جعجع :اجتماع حكومة تصريف الاعمال غير قانوني وتجاهل الدستور نهاية الجمهورية

"القوات" ليست ضد اي اجتماع في بكركي .. ولا جدوى من الاجتماعات الفولكلورية

/06 شباط/2023عقد تكتل "الجمهورية القوية" اجتماعا في معراب، برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبمشاركة أعضاء التكتل.

 عقب اللقاء، استهل جعجع كلامه بالتوقف عند الزلزال الذي ضرب منطقة الشرق الاوسط، قائلا: "نأسف على الضحايا الذين سقطوا في تركيا وسوريا، اما بالنسبة للبنانيين فـ"ما كان مكفينا لصاير فينا" والحمدلله ان ما حصل لم يخلّف اضرارا بشرية او مادية كبيرة".  وتوقّف عند اجتماع الدول الخمس في باريس، معتبرا ان "هذه الدول الصديقة للبنان تجتمع على وقع الازمة التي يشهدها بلدنا وهي مشكورة على هذه الخطوة، فيما كثر من المسؤولين السياسيين يتوجب عليهم القيام بذلك وهم لا يفكرون".

 واذ أكد انه "لن يتم التداول خلال الاجتماع بأسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية باعتبار ان الأخيرة تبحث في الداخل وبين الكتل النيابية"، اثنى جعجع على "اهمية ان يبقى للبنان اصدقاء عرب ودوليين يعتنون به".  اما عن اجتماع حكومة تصريف الاعمال، فوصفه "رئيس القوات" بـ"غير القانوني" اذ هناك دستور اذا تجاهلناه فهذه نهاية الجمهورية، ولا سيما أن جدول الاعمال تضمن نقاطا عديدة واضيف اليه بعض المواد بينما في الواقع كان يجب البحث ببند او بندين لأهميتهما في ظل احتياجات اللبنانيين".

 وتطرق جعجع الى الانتخابات الرئاسية، مؤكدا ان ""حزب الله" لم يتخل في اي لحظة عن مرشحه الفعلي للرئاسة وهو رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه، واليوم أكثر من اي وقت مضى يصر على ايصاله، من هذا المنطلق يتصرف على هذا النحو ويعطل جلسات الانتخاب بمساعدة آخرين كان من المفترض منهم السهر على حسن سير العمل في المجلس النيابي".  اضاف: "بعد ان تأكد "حزب الله" بان "التيار الوطني الحر" لن يصوت لـ"رئيس المردة" بدأ بجولات على النواب المستقلين، بتوزيع ادوار بينه وبين الرئيس نبيه بري، في محاولة للملمة اصوات تمكن فرنجيه من الوصول الى سدة الرئاسة. ولكن حتى هذه اللحظة لم تؤد مشاوراتهم واتصالاتهم الى اي نتيجة واعتقد انه لن تؤدي".  كما اشار الى ان ""حزب الله" وحلفاءه يعتمدون الاسلوب نفسه في "ارهاق" الناس واستنزاف موارد البلد من أجل الرضوخ في النهاية لخياراتهم ولكن هذه المرة لن نقبل معهم مهما كلف الثمن، لا بل هذه المرة "ما يواخذونا اذا تصرفنا متل ما لازم" لمنع ضررهم على خلفية تصرفاتهم واطاحتهم بالدستور والقوانين".

 واستغرب جعجع انه "في الوقت الذي نراهم يتمسكون بمرشحهم نجدهم وحلفاءهم ينادون بالحوار مرارا وتكرارا "بغنوا على الحوار ليل نهار"، مع العلم ان الحوارات موجودة ومستمرة بين الكتل واهمها حوارهم مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي لم يؤد حتى الآن الى نتيجة". انطلاقا من هنا، رأى اننا "امام مسرحية يقوم بها "الحزب" وحلفاؤه لايصال مرشحه رغم كل المآسي"، لافتا الى انهم "حتى اللحظة غير مستعدين لترك مرشحهم واختيار آخر من الممكن ان يتمتع بأدنى المواصفات المطلوبة لبناء دولة فعلية في لبنان، سيما انهم لم يرغبوا يوما بذلك".

اردف: "في نهاية المطاف، من الممكن ان يقبلوا بمرشح "لا حول ولا قوة له" في حال لم يجدوا بصيص أمل بايصال مرشحهم، الأمر الذي لن نقبل به  باعتبار ان وصول هذا المرشح سيؤدي الى تمديد الازمة للسنوات الست المقبلة". 

وعن الاجتماع النيابي المزمع انعقاده في بكركي، أكد جعجع "التواصل المستمر مع غبطة البطريرك في هذا السياق، اذ ان "القوات" ليست ضد اي اجتماع في بكركي او سواها، شرط ان يؤدي الى نتيجة تخرجهم من هذه الأزمة، فالشعب تعب ولم يعد مهتما بالاجتماعات الفولكلورية التي لا جدوى لها". من هنا، شدد جعجع على ضرورة ان يتمتع الاجتماع بمقومات النجاح للخروج بالنتائج المنتظرة ام من الافضل عدم انعقاده".

 ردا على سؤال، رأى جعجع "ان فرنجية بعيد عن تأمين 65 صوتا خلافا للحملة الاعلامية التي يقوم بها البعض، واذا حصل ذلك، الامر سيبحث في حينه بشأن مشاركة "القوات" في تأمين النصاب، ولكن اؤكد اننا سنعارض ونواجه كل ما هو ممكن ان يؤذي أو يضر البلد أم يجدد للأزمة".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 06- 07 شباط/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 06 شباط/2023

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115562/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1682/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 06/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115564/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-06-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/