المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 06/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february06.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”. يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/جردة لكوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 17 سنة على توقيعها

الياس بجاني/لقمان سليم كان بطلاً وطنياً في حياته وها هو اليوم يتوج من الأحرار والسياديين اللبنانيين شهيداً للكلمة الحرة وللعنفوان وللكرامة

الياس بجاني/ما كانت في يوم  من الأيام طبخات بري وجنبلاط غير مصائب وسموم قاتلة

بالصوت وفيديو وبالنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قصة نمرود الإنجيلية وفي عقاب الذين تحدوا الله وبنوا برج بابل

 

عناوين الأخبار اللبنانية

روابط فيديو وثائقي فرنسي من ٣ حلقات بعنوان حزب الله التحقيق الممنوع/المدن: هكذا اخترق الأميركيون حزب الله وكشفوا تورطه مع كارتيلات كولومبيا

وثائقي مهم جداً  عن حزب الله من موقع القناة 9

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 05 شباط/2023 في كنيسة بكركي بذكرى الأبرار والصديقيين/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة  التي القاها في القداس الذي ترأسه في كنيسة القديس نيقولاوس.

" من القلوسة للقلوسة "...

الفينيقيون في أميركا/أبو أرز- اتيان صقر

الأب علاوي: بالحجارة التي يرجمونني بها ابني مملكتي … يا عيب الشوم على هذه الدولة الشاطرة علينا

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 5 شباط 2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

مرفأ بيروت بوثائقي فرنسي.. مفاجآت وفضائح مدوية لـ “الحزب”

حلّ القضية اللبنانية في أيدي الدول الصديقة؟

اللقاء الخماسي حول لبنان: لا أسماء ولا تسوية بل مواصفات عامة

فارس سعيد: على المعارضة اذا شاركت في لقاء بكركي الحضور مع ورقة مكتوبة ونشرها في الاعلام

لبنان عالق بين “التحقيقات” والإضرابات

"حزب الله يجعل من الرئاسة ورقة بيد إيران"

التسعير بالدولار في السوبرماركات: إيجابيات تفوق السلبيات؟

هذه هي شروط "الأقطاب" التي تحاصر مبادرة بكركي!

هل يُعيد سليمان فرنجية تجربة جدّه؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مخاوف أميركية من تصعيد إسرائيلي- فلسطيني في شهر رمضان

حملة اعتقالات ضد «الجهاد» بالضفة فيما يجري وفدها مباحثات في القاهرة

حركة «الجهاد» تطلب وقف الاقتحامات واستهداف كوادرها لتحقيق «التهدئة»

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: القاهرة تتحرك في مسارات متعددة و«الحلحلة صعبة»

نتانياهو يزعم التوصل إلى حل بشأن الشرق الأوسط

بن غفير يهدد بالاستقالة... وعشرات آلاف الإسرائيليين يواصلون الاحتجاجات

الجيش الإسرائيلي يفشل في اعتقال مطلوبين بأريحا

إيران: خامنئي يعفو عن عشرات الآلاف.. وموسوي لدستور جديد

بوريل: قمع الملالي جعل العودة للاتفاق النووي مستحيلة... وباهنر: انتفاضة مهسا أميني "الأوسع والأعمق

تقرير: موسكو وطهران تخططان لإنشاء مصنع للطائرات المسيَّرة الإيرانية في روسيا

روسيا وإيران تهدفان إلى بناء طائرة من دون طيار فائقة السرعة يمكن أن تشكل تحديات جديدة للدفاعات الجوية الأوكرانية

فاطمة هاشمي تعيد إثارة الشكوك بشأن وفاة والدها

السلطات الإيرانية توقف صحافية وتسجن إعلامياً آخر

انتقادات إيرانية لمدير «الطاقة الذرية» بعد تقرير تعديلات أجهزة الطرد

ميرحسين موسوي يطالب بدستور جديد لإنقاذ إيران من أزماتها...استطلاع رأي: 81 % من المواطنين داخل إيران يؤيدون إطاحة النظام

أوكرانيا تتعهد بعدم ضرب الأراضي الروسية بالصواريخ الغربية

شولتس: بوتين لم يوجه تهديداً إلى ألمانيا وقال إن التحرك المشترك لتسليح أوكرانيا يَحول دون حدوث تصعيد

وزير الدفاع الأوكراني: عملية تدقيق تجري بعد فضائح فساد

وزير خارجية بريطانيا: القوة في ساحة المعركة أسرع طريق للسلام بأوكرانيا

لندن: باخموت المحاصرة من قبل روسيا تزداد عزلة

ميدفيديف يهدد بتحويل أوكرانيا «رماداً» وبرلين تنتظر مشاركة الحلفاء في تسليم دبابات لكييف

هل تنجح عملية إعادة هيكلة الجيش الروسي وسط الحرب؟

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وفيق صفا لباسيل:لولا حزب الله لما حصلتم على7 نواب/منير الربيع/المدن

هل توقف واشنطن مساعداتها إلى الجيش اللبناني؟/إيلي يوسف/الشرق الأوسط

بري يتأنّى في الدعوة لجلسة تشريعية... وميقاتي يدفع باتجاه التمديد/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

صنع في أي مكان ... باستثناء لبنان/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

جنبلاط وبرّي: أخوا الحروب والأسرار/أيمن جزيني/أساس ميديا

"الباسيليّون": جنبلاط رجل المرحلة!/ملاك عقيل/اساس ميديا

الدولار: "أمّ المعارك" في العراق/نديم قطيش/أساس ميديا

جرثومة الفساد واستقرار الأوطان/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي: إحجام النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم عن انتخاب رئيس خيانة عظمى وجرم بحق الشعب والدولة

المطران عوده: مسؤولونا فريسيون يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله

الكتائبيون انتخبوا قيادتهم الحزبية: سامي الجميّل رئيساً وجريج وخوري نائبين للرئيس

سامي الجميل: انتخابات الكتائب نموذج فريد في الديموقراطية ونحن نعمل ليكون الحزب قويا ويدافع عن اللبنانيين

قاووق: لبنان لا يتحمل إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها والحل الوحيد هو التوافق الوطني

قبلان قبلان: إذهبوا إلى توافق لانتخاب رئيس وانتاج حكومة وأقفلوا هواتفكم مع الخارج

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”. يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه.

الرسالة إلى العبرانيّين12/منمن01حتى13/:”يا إخوَتِي، نَحْنُ أَيْضًا، الَّذِينَ لنَا مِثْلُ تِلْكَ السَّحَابَةِ مِنَ الشُّهُودِ المُحِيطَةِ بِنَا، فَلْنُلْقِ عَنَّا كُلَّ عِبْءٍ، والخَطِيئَةَ الَّتي تُحَاصِرُنَا، وَلْنُبَادِرْ ثَابِتِينَ إِلى الجِهَادِ المُعَدِّ لَنَا. فَلْنَنْظُرْ إِلى رَائِدِ إِيْمَانِنَا ومُكَمِّلِهِ يَسُوع، الَّذي ٱحْتَمَلَ الصَّلِيبَ بَدَلَ الفَرَحِ المُعَدِّ لَهُ، وٱسْتَخَفَّ بِالعَار، وجَلَسَ عَن يَمِينِ عَرْشِ الله. فتَأَمَّلُوا مَلِيًّا في ذلِكَ الَّذي ٱحْتَمَلَ مِثْلَ تِلْكَ المُقَاوَمَةِ لِشَخْصِهِ مِن قِبَلِ الخَطَأَة، لِئَلاَّ تَضْعَفُوا في نُفُوسِكُم وتَنْهَارُوا. فَإِنَّكُم لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ في جِهَادِكُم ضِدَّ الخَطِيئَة. ونَسِيتُم كَلامَ التَّشْجِيعِ الَّذي يُخَاطِبُكُم كَمَا يُخَاطِبُ الأَبْنَاء: «يَا بُنَيّ، لا تَرذُلْ تَأْدِيبَ الرَّبّ، ولا تَسْأَمْ تَوبِيخَهُ. فَإِنَّ الَّذي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، ويَجْلِدُ كُلَّ ٱبْنٍ يَرْتَضِيه». إِذًا فَٱحْتَمِلُوا تَأْدِيبَ الرَّبّ، فهوَ يُعامِلُكُم مُعَامَلَةَ الأَبْنَاء: وأَيُّ ٱبْنٍ لا يُؤَدِّبُهُ أَبُوه؟ ثُمَّ إِنَّ آباءَنَا في الجَسَدِ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا، فَنَخْجَلُ مِنْهُم. أَفَلا نَخْضَعُ بالأَحْرَى لأَبِي الأَروَاحِ فَنَحْيَا؟ أَمَّا إِذَا كُنتُم لا تَقْبَلُونَ التَّأْدِيب، الَّذي يَشْتَرِكُ فيهِ الجَمِيع، فَتَكُونُونَ دُخَلاءَ لا أَبْنَاء. فأُولئِكَ كانُوا يُؤَدِّبُونَنَا لأَيَّامٍ قَلِيلَةٍ كَمَا يَشَاؤُون، أَمَّا اللهُ فَيُؤَدِّبُنَا لِفَائِدَتِنَا، لِكَي نَشْتَرِكَ في قَدَاسَتِهِ. فَكُلُّ تَأْدِيبٍ لا يَبْدُو في سَاعَتِهِ أَنَّهُ لِلفَرَحِ بَلْ لِلحُزْن، أَمَّا في مَا بَعْدُ فَيُؤتِي الَّذِينَ تَرَوَّضُوا بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ وسَلام. لِذلِكَ قَوُّوا الأَيْدِيَ المُسْتَرْخِيَة، والرُّكَبَ الوَاهِنَة، وٱجْعَلُوا لأَقْدَامِكُم سُبُلاً قَوِيْمَة، لِئَلاَّ يَزِيغَ العُضْوُ الأَعْرَجُ عنِ السَّبِيل، بَلْ بِالحَرِيِّ أَنْ يُشْفَى”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فيديو ونص/جردة لكوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 17 سنة على توقيعها

الياس بجاني/06 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/62374/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ac%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%b6-%d9%83%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%ab-%d9%88%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7/

النبي اشعيا (33/01و02/: “ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك. يا رب، تراءف علينا . إياك انتظرنا. كن عضدهم في الغدوات. خلاصنا أيضا في وقت الشدة”

متى 18/من06-07: “أمَّا مَنْ يُعثِرُ أحَدَ هَؤُلَاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بِي، فَسَيَكُونُ أفْضَلَ لَهُ لَوْ أنَّ حَجَرَ الرَّحَى وُضِعَ حَوْلَ رَقَبَتِهِ، وَأُلقِيَ بِهِ فِي البَحْرِ فَغَرِقَ! وَيْلٌ لِلعَالَمِ مِنْ هَذِهِ العَثَرَاتِ الَّتِي لَا بُدَّ أنْ تأتِيَ، لَكِنْ وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَسَبَّبُونَ بِهَا”. (مَرْقُس 9‏:42‏-48؛ لُوقَا 17‏:1‏-2)

قيل لنا يوم تم توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر في 06 شباط عام 2006 بأن الهدف الأساسي من توقيعها هو اعادة حزب الله إلى حضن الدولة اللبنانية ولبننته..

اليوم وبعد مرور 17 سنة على توقيعها العكس تماماً هو ما حصل.. فقد ألغى الحزب الدولة بكل مقوماتها، وحولها إلى أداة طيعة بيده، ووضعها في مواجهة مع غالبية الشعب اللبناني، ومع الدول العربية، ومع معظم دول العالم، وذلك خدمة للمشروع الإيراني العسكري التوسعي..

لقد حول الحزب لبنان عملياً وواقعاً معاشاً إلى إلى قاعدة حربية ومعسكر ومخزن سلاح إيراني.

في مراجعة سريعة لبنود الورقة نرى إن أخطر بنودها هو البند العاشر الذي يتناول سلاح حزب الله. هذا البند يصف سلاح الحزب بأنه وسيلة مقدسة.

واللافت في هذا التوصيف الهرطقي هو إنها المرة الأولى في لبنان حيث يعتبر فيها فريق غير حزب الله (التيار الوطني الحر) أن السلاح هو وسيلة مقدسة.

وبالتالي فإن التعاطي مع سلاح حزب الله طبقاً لهذا المفهوم هو تعاط مع الآلهة، وهنا تكمن معضلة وصعوبة بل استحالة مناقشة هذا الأمر المقدس مع قيادة الحزب ومع راعيته إيران، فعندما تكون الوسيلة مقدسة تصبح بالتالي الغاية إلهية.

إن المستغرب في موضوع القداسة هذا هو قبول الطرف الآخر الموقع على الورقة به، أي التيار الوطني.. وهو من المفترض أنه تنظيم سيادي واستقلالي وعلماني ومقاوم لقوى الإحتلال.

هذا، وكان ولا يزال مستهجناً جداً التوقيع على ورقة مع حزب هو ديني ومذهبي وإيراني ومشروعه إيراني تقول إن سلاحه مقدس، وهو في البداية وبالنهاية عملياً وواقعاً سلاح مذهبي وإيراني وميليشياوي وليس شرعياً ولا هو تابع للدولة اللبنانية ولا هو بأمرتها.

عليماً فإن هذا المفهوم الرباني للسلاح والأهداف الإلهية لاستعماله قد سهل لدويلة الحزب ولمرجعيته الإيرانية الإمساك بالدولة والسيطرة الكاملة عليها.. وقد ظهر ولا يزال يتمظهر هذا الأمر الغريب والعجيب واللاسيادي واللااستقلالي واللادستوري بقوة في العديد من المناسبات الشاذة واللافتة من حروب الحزب وعملياته العسكرية والإرهابية الخارجية، ومن غزواته وغزوات اذرعته الميليشياوية داخل لبنان والتي كان أخرها قبل أيام من خلال غزوتي منطقتي “الشالوحي والحدث” في ضواحي العاصمة بيروت.

فبعد مرور 17 سنة على توقيع ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر لم يحصد لبنان وشعبه منها غير الكوارث الوطنية بكافة أشكالها وأنواعها السيادية والوطنية والدستورية والأمنية والاقتصادية، إضافة إلى تعكير، بل ضرب، علاقات لبنان الدولية والعربية والإقليمية.

الورقة عملياً كانت ولا تزال أداة هدامة في ضرب وتهميش ومصادرة الدولة لمصلحة الدويلة، وفي الهيمنة على كل قرارات الدولة الكبيرة والصغيرة، وخصوصاً قرار السلم والحرب.

بعض حصاد الورقة محلياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*منع قيام الدولة وتعطيل استعادة السيادة والاستقلال.

*هيمنة الدويلة على الدولة.

*تعطيل الدستور وتهميش المؤسستين التشريعية والتنفيذية وهيمنة حزب الله على مؤسسات الدولة كافة.

*فرض إرادة حزب الله في انتخابات رئيس الجمهورية وفي انتخابات المجلس النيابي وفي تعيين مجلس الوزراء.

*انهيار اقتصادي لم يعرفه لبنان في تاريخه المعاصر.

*مستويات مرتفعة جداً وغير مسبوقة من البطالة والفقر.

*هجرة كبيرة طاولت كل الشرائح وكل المذاهب.

*غياب الطبقة المتوسطة وتفشي الصفقات والسمسرات والتهريب والتطاول على القانون والأمن.

*تفلت امني خطير وغياب كل ما هو محاسبة.

*تشريع الحدود ودخول حزب الله في حروب إقليمية لمصلحة المشروع الإيراني.

*فرض قانوني انتخابي هجين يخدم المشروع الإيراني.

*فرض هرطقة ما يسمى بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

*غزوات لبيروت والجبل وإسقاط حكومات وسلسلة من الاغتيالات.

*تعهير الدستور في اتفاقية الدوحة العار.

*كساد المحاصيل الزراعية وضرب قطاع الصناعة اللبنانية بسبب مشاركة حزب الله في الحرب السورية وإقفال طرق التصدير

*تعطيل قطاع الخدمات من كهرباء وماء وقمامة ومواصلات وصحة وغيرها كون الدولة معطلة وقرارها مصادر.

*قيود وعقوبات دولية وعربية وإقليمية شديدة على القطاع المصرفي على خلفية اتهامات لحزب الله في تبيض الأموال والتجارة بالمخدرات.

*تسبب حزب الله بحرب مع إسرائيل عام 2006.

بعض حصاد الورقة عربياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*ضرب علاقات لبنان بمعظم الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها بسبب مهاجمة حزب الله لأنظمتها واستهداف أراضيها بعمليات إرهابية لمصلحة حكام إيران وتهديد مصير حوالي نصف مليون لبناني يعملون فيها.

*ضرب السياحة العربية إلى لبنان ومنع عدد لا بأس به من الدول العربية مواطنيها من السفر إلى لبنان.

بعض حصاد الورقة دولياً مباشرة وبشكل غير مباشر

*تعطيل تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وخصوصاً القرارين 1559 و1701 إضافة إلى اتفاقية الهدنة واتفاقية الطائف.

*وصم لبنان بالإرهاب كون حزب الله موضوع على قوائم الإرهاب في معظم دول العالم ومن ضمنها عدد كبير من الدول العربية.

*مضايقة اللبنانيين فيما يخص السفر على بلدان كثيرة على خلفية وضع حزب الله على قوائم الإرهاب.

الورقة باختصار ساهمت إلى حد كبير في بقاء لبنان دولة فاقدة لقرارها، وغير قادرة على ضبط حدودها، ومؤسساتها شبه معطلة، وإعاقة قيام المؤسسات وسلمت الدولة للدويلة .. وتطول القائمة..

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

جردة لكوارث ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد 17 سنة على توقيعها

https://www.youtube.com/watch?v=JMRZ-o1yeLM&t=325s

الياس بجاني/06 شباط/2023

 

لقمان سليم كان بطلاً وطنياً في حياته وها هو اليوم يتوج من الأحرار والسياديين اللبنانيين شهيداً للكلمة الحرة وللعنفوان وللكرامة

الياس بجاني/من أرشيف يوم اغتيال الشهيد لقمان سليم سنة 2021

https://eliasbejjaninews.com/archives/95541/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%82%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%b3%d9%84%d9%8a%d9%85-%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d9%84%d8%a7%d9%8b-%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a7/

لأن الكلمة الحرة والجريئة التي تسمي الأشياء بأسمائها وتشهد للحق والحقيقة هي أقوى من السلاح والصواريخ وعسكر الإجرام والإرهاب، فها هو حامل راية الكلمة الحرة والسيادي بامتياز الناشط لقمان سليم يسقط شهيداً برصاص غدر جماعات الإرهاب التي تخاف الكلمة ولا تجيد غير لغة الاغتيال.

لقمان سليم كان صوتاً صارخاً في وجه الإحتلال والظلم والإرهاب لا يهاب الموت ولا ترده تهديدات مهما عظمت وهو تعرض لها باستمرار لكنه رفض الخضوع وأبى إلا أن يكون ذاته الأبية والوطنية وأكمل نضاله السلمي والحضاري والإعلامي معبراً شجاعاً وبعلم ومعرفة وثقافة عن آرائه السيادية والاستقلالية والحقوقية.

اغتالوه لأنه قوي ولأنهم ضعفاء ولأنهم مدانون في كل ارتكاباتهم وممارساتهم والتبعية لنظام الملالي الرجعي والقمعي والدكتاتوري الذي يحتل لبنان ويعيث فيه دماراً وتخريباً وفوضى وفساداً وإفساداً وهمجية.

اغتالوه وتباهوا بجريمتهم البشعة وتغريدة جواد نصرالله هي دليل دامغ على مسؤولية من نفذ جريمة الاغتيال..

جواد نصرالله كتب على تويتر يقول: (“‘خسارة البعض هي في الحقيقة ربح ولطف غير محسوب”. وأرفق تغريدته بهاشتاغ: ‘ بلا أسف’.) ولاحقاً، قام بحذف التغريدة.

لن نطالب الدولة بكشف المجرمين واعتقالهم ومحاكمتهم لأن لا دولة في لبنان، بل دويلة تتحكم بالدولة والدويلة كما أكد جواد نصرالله هي التي اغتالت لقمان سليم.

ما نطالب به هو تدويل لبنان ووضعه تحت البند السابع وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة به وهي اتفاقية الهدنة مع إسرائيل وال 1559 و 1701 و 1680.

أما من ينافق ويدعي ذمياً بأنه معارض من الطاقمين السياسي والحزبي نقول له بأن لا معارضة في ظل الاحتلال، بل مقاومة بكل أنواعها وأشكالها السلمية والمسلحة.

نصلي من أجل نفس الشهيد لقمان سليم ومن أجل أن يلهم عائلته ومحبيه والأحرار والسياديين في لبنان نِّعم الصبر والسلوان.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

ما كانت في يوم  من الأيام طبخات بري وجنبلاط غير مصائب وسموم قاتلة

الياس بجاني/03 كانون الثاني/2023

كارثية هي كل التجارب السابقة مع أرانب وبرانيت بري، ومع ساعات تخلي وتجلي جنبلاط. ربنا يحمي لبنان من طبختن الرئاسية الحالية

 

بالصوت وفيديو وبالنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قصة نمرود الإنجيلية وفي عقاب الذين تحدوا الله وبنوا برج بابل

من يتحدى الخالق، كما فعل نمرود يلقى عقابه

الياس بجاني/ من أرشيف 06 آذار/2015

https://eliasbejjaninews.com/archives/16788/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-13/

نتعلم من القصص الإنجيلية التي تغطي حياة وأعمال كل من النبي نوح، والنبي لوط، وحفيد نوح الملك الشرير نمرود،  نتعلم بما لا يقبل الشك، بأن الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، وانعم عليه بالعطايا مجاناً ودون مقابل، وزوده بالوزنات، وانعم عليه بعطية الحياة، يتوقع منه الطاعة واستعمال وزناته بحكمة، وبما يفيد وينفع ويخدم أخيه إنسان.

في يوم العنصرة، يوم حل الروح القدس على التلاميذ، قال لهم يسوع: مجاناً أخذتم ومجاناً تعطون.

وكما أن الرب أعطا الإنسان الحرية المطلقة، وزده بنعم العقل والبصر والبصيرة، كذلك حذره من سلوك طُرُق الشر، لأن عقاب الأشرار والخطاة يوم الحساب الأخير يكون عسيراً، وفي المقابل يكافئ الله الإبرار ويسكنون مساكنه السماوية.

والله الذي هو محبة وحرية، قد أعطا ذاته للإنسان، التي هي الكلمة، حيث أنه المخلوق الوحيد القادر على الكلام، وبلسانه، أي بالكلمة بمقدوره وبحرية مطلقة أن يمجد الرب أو يلعنه، كما يقول يعقوب الرسول.

وحتى لا يقع الإنسان في التجارب دون توبة وفرُص ومخارج منها، أبقى الله صوته داخل وجدان وضمير وعقل الإنسان هذا، من خلال ما نسميه الضمير. الضمير هو صوت الله بداخلنا، ولنا الحرية الكاملة في أن نسمع له ونعمل بتحذيراته، أو نقتله ونسكته.

الرب، وكما يعلمنا الكتاب المقدس قد انزل وابل غضبه على البشر يوم كفروا ووقعوا في شباك إبليس، ورفضوا التوبة والعودة إلى طُرق الحق والإيمان. ففي زمن نوح ضرب الأرض وسكانها بالطوفان، وفي حقبة النبي لوط حرق بالنار والكبريت مدينتي سادوم وعامورة، وفي أيام الملك الشرير نمرود عاقبه وعاقب البشر في مدينة بابل بالبلبلة، أي بعدم الفهم على بعضهم البعض.

في تأملاتنا ( بالصوت)تركيز وجداني وإيماني على هذه الأمور المهمة إيمانياً وانسانياً وحياتياً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بالصوت وفيديو وبالنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قصة نمرود الإنجيلية وفي عقاب الذين تحدوا الله وبنوا برج بابل

من يتحدى الخالق، كما فعل نمرود يلقى عقابه

https://www.youtube.com/watch?v=BthvSvYcMFY&t=6s

الياس بجاني/ من أرشيف 06 آذار/2015

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

روابط فيديو وثائقي فرنسي من ٣ حلقات بعنوان حزب الله التحقيق الممنوع/المدن: هكذا اخترق الأميركيون حزب الله وكشفوا تورطه مع كارتيلات كولومبيا

https://eliasbejjaninews.com/archives/115559/%d8%b1%d9%88%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d8%ab%d8%a7%d8%a6%d9%82%d9%8a-%d9%81%d8%b1%d9%86%d8%b3%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d9%a3-%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d8%a8%d8%b9%d9%86/

"فرانس5": هكذا اخترق الأميركيون"حزب الله"..وكشفوا "تورطه" مع كارتيلات كولومبيا

المدن/06 شباط/2023

عرضت قناة "فرانس 5"، مساء الأحد، الحلقة الأولى من فيلم وثائقي حمل توقيع صوفيا عمارة وجيروم فريتيل، وهو بعنوان "حزب الله والتحقيق الممنوع". ويمتد الوثائقي على حلقات ثلاث متوافرة في موقع "فرانس تي في" الإلكتروني، وكانت الحلقة الأولى بعنوان "كساندرا أو نبوءة الفوضى".

ويروي الوثائقي حكاية تأسيس حزب الله، منذ العام 1982، ربطاً بالحرب اللبنانية وتأثراً بالثورة الإسلامية في إيران قبل ذلك بثلاثة أعوام. ويتوسع من هذه النقطة ليشمل محطات أساسية في تاريخ لبنان والمنطقة، سواء خلال الحرب الأهلية وتفجير السفارة الأميركية في بيروت العام 1984، وصولاً إلى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وتمدد تأثير الحزب إلى حرب العراق بعد دخول القوات الأميركية، وصولاً إلى سلسلة الاغتيالات في لبنان، لا سيما اغتيال رفيق الحريري، وانفجار مرفأ بيروت الذي، ورغم مرور أكثر من عامين على وقوعه، ما زالت التحقيقات فيه معرقلة ومشلولة.

لكن المفاصل الأكثر لفتاً للانتباه في الوثائقي هي تلك التي تروي حكاية تسلل ضباط أميركيين من "إدارة مكافحة المخدرات الأميركية" DEA، إلى عمق "حزب الله"، وحصولهم على معلومات حساسة، مع تسليط الضوء على ما يقول الوثائقي إنه تورط حزب الله في تجارة المخدرات وتبييض الأموال في أميركا اللاتينية لتمويل عملياته المختلفة في المنطقة.

ويحكي الفيلم قصة ضباط شرطة أميركيين تمكنوا من التسلل إلى كارتيل "حزب الله" لتجارة الكوكايين في كولومبيا. ويقول إنه فيما كان عدد صغير من ضباط "DEA" يتتبعون كارتيلات المخدرات في هذا البلد اللاتيني، أدركوا من التجسس على الاتصالات أن بعض العناصر يتكلمون باللغة العربية، وصودف أن أحد هؤلاء الضباط الأميركيين من أصول لبنانية، فتمكن من تمييز اللهجة الجنوبية. وبحسب فريتيل، استطاع هذا الضابط أن يتسلل إلى الكارتيل كوسيط لتبييض الأموال أولاً، ولتتمكن إثر ذلك إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، وبفضل تحقيق استمر من العام 2005 إلى 2015، من تحديد الهيكلية التنظيمية السرية المسؤولة عن تمويل "حزب الله" عبر تجارة الكوكايين وتبييض الأموال. فيما نفى نعيم قاسم، خلال المقابلة معه في الفيلم، أي علاقة لحزب الله، ليس فقط بتجارة المخدرات التي يعتبرها حراماً، بل بأي تجارة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، لأن أي عمل تجاري معرّض لأن يشوبه الفساد، وهذا ما لا يحتمله الحزب الذي لا يمتلك أصلاً حسابات مصرفية، بحسب قاسم.

ويرد في الوثائقي إسم شكري حرب، الذي تمكن العميل الاستخباراتي اللبناني-الأميركي من اختراقه وكسب ثقته، ثم طلب منه تبييض 20 مليون دولار، فأكد حرب أنه يمكنه فعل ذلك، وقال له حرب في ما بعد أنه يعمل مع "حزب الله"، كما عرف الضابط الأميركي أنه يعمل بغطاء من القيادي في الحزب، عماد مغنية، والذي تم اغتياله لاحقاً في سوريا في 12 شباط/فبراير 2008.

وقال حرب للعميل الأميركي المتخفّي إن أطناناً من الكوكايين تنتقل من الأردن إلى سوريا ثم لبنان. ولا يخفي الضابط الأميركي الذي يظهر في الوثائقي حجم المفاجأة التي مُني بها والأجهزة المعنية عموماً: "وصلنا إلى الصِّلة الفظيعة بين كارتيلات كولومبيا والمنظمة الإرهابية، لطالما ظنّ الجميع إن حزب الله متديّن لدرجة تجعله بعيداً من الارتباط بتهريب المخدرات".

ومن بين ما رواه ضباط DEA في الوثائقي، صراعاً داخلياً بين الأجهزة الأمنية الأميركية المختلفة في هذا الملف. ويقول أحدهم أنه، بعد اختراق شبكة "حزب الله" المرتبطة بكارتيلات كولومبيا، علموا باجتماع مهم سيتم في العاصمة الأردنية عمّان، وأن هذه كانت ربما الفرصة الذهبية والأخيرة للقضاء عليهم، لكن السفارة الأميركية في عمّان تدخلت وألغت العملية من دون أي توضيح، ما تسبب في إحباط شديد لدي مجموعة DEA المعنية: "كأننا أصبحنا الذبابة في حساء الـCIA، وفوق ذلك باتت حياة عميلنا السري في خطر".

ويعرّج الفيلم على العراق. وهنا، مجدداً، روى عناصر الاستخبارات الأميركية كيف فوجئوا عندما رصدوا مكالمات هاتفية بين أرقام هواتف في العراق، يعتقدون أنها على صلة بالهجمات على الجنود الأميركيين وبمتفجرات "تحمل توقيع عماد مغنية"، وبين أرقام هواتف في أميركا الجنوبية. استغربوا الأمير كثيراً، كما قالوا، لكنهم وجدوه مستمراً، إلى أن توصلوا إلى أن أموال المخدرات تموّل عمليات "حزب الله" في العراق. ويقول الضابط الأميركي، إنهم للمرة الأولى شعروا بالارتياح، لأنه "بات بالإمكان الآن محاصرة حزب الله عبر تفكيك شبكات تمويله وحصاره بالقانون". وهكذا، بحسب الحلقة الأولى من الفيلم، نال مكتب DEA الضوء الأخضر أخيراً للبدء بالعمل الجدي، وانطلقت العملية "كساندرا" تيمناً بكاهنة طروادية كانت مكرّسة للإله أبولو الذي جعل قَدَرها أن تنطق بنبوءات حقيقية لكن أحداً لا يصدقها أبداً.

وما إن أعلنت "فرانس 5" عن فيلمها الوثائقي قبل البدء بعرضه، حتى شن مناصرو "حزب الله" وإعلامه، حملة استباقية ضد العمل ومُعدّيه، فاتهمتهم بفبركة الملفات من دون التواصل معهم أو التأكد من المحتوى. وركز مهاجمون على سيرة صوفيا عمارة، وهي صحافية ومخرجة أفلام فرنسية من أصول مغربية، أنتجت أعمالاً وأفلاماً وثائقية عن الحرب السورية ومناهضة نظام بشار الأسد، وأخرى عن "داعش" والإرهاب. علماً أن الحلقة الأولى تضمنت مقابلات مع مقاتلين قدامى ومع نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم.

وفي مقابلة مع قناة "تي في 5 موند أنفو"، أكد القائمون على العمل أن الفيلم استغرق عامين من التحقيقات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، وعشرات المقابلات الصحافية، ليروي قصة تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية استمر 10 سنوات وكشف عن كارتيل "حزب الله" لتجارة الكوكايين في كولومبيا. وفي الفيلم، يروي ضباط مخابرات أميركيون كيف تسللوا إلى عمق حزب الله وحصلوا على معلومات حساسة للغاية وأقنعوا قادة كبار في الحزب بالحديث إلى الكاميرات. ولعل أكثر ما أثار حفيظة أنصار "حزب الله" هو ما يقدمه الفيلم على أنه سبق خطير حققته أجهزة استخباراتية أميركية باختراق مستويات عالية داخل الحزب، وتقديمه على أنه "مافيا" تجمع جزءاً كبيراً من تمويلها من خلال الجريمة المنظمة.

لكن يبدو أن الفيلم بقي طي الأدراج لفترة، لأن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أرادت تخفيف الضغط عن إيران الراعي الأول للحزب، بغية إبرام الاتفاق النووي العام 2015.

وتقول عمارة في مقابلة "تي في 5 موند أنفو"، إن "حزب الله" لطالما اعتمد منذ نشأته على دعم وتمويل إيران، غير أن العقوبات التي استهدفت طهران وتوسيع الحزب عملياته خارج الحدود لا سيما في اليمن وسوريا، دفعاه أيضاً إلى توسيع نشاطاته خارجاً بحثاً عن التمويل، وبمساعدة المجتمع الشيعي اللبناني (البيئة الحاضنة للحزب) المنتشرة في العالم، خصوصاً في أفريقيا وأميركا اللاتينية.

وثائقي فرنسي من ٣ حلقات، بعنوان "حزب الله، التحقيق الممنوع"

Hezbollah, l'enquête interdite

الحلقة الأولى + ترجمة https://we.tl/t-tpFBxYHBKN

الحلقة الثانية + ترجمة https://we.tl/t-Z70Zfln3Yd

الحلقة الثالثة https://we.tl/t-6bJZP3VE6j

 

وثائقي مهم جداً  عن حزب الله من موقع القناة 9/ https://www.youtube.com/watch?v=agzlurvuiTM&t=256

حزب الله تاريخ النشأة والأهداف حقيقة الدعم الإيراني وموقع حزب الله في التشكيل العسكري لإيران

 

رابط فيديو القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 05 شباط/2023 في كنيسة بكركي بذكرى الأبرار والصديقيين/مع نص عظته ونص عظة المطران عودة  التي القاها في القداس الذي ترأسه في كنيسة القديس نيقولاوس.

Al-Rahi accuses lawmakers of 'high treason

Bishop Aoudi: We do not see around us in this country except Pharisee officials

البطريرك الراعي: إحجام النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم عن انتخاب رئيس خيانة عظمى وجرم بحق الشعب والدولة

المطران عوده: مسؤولونا فريسيون يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله

https://eliasbejjaninews.com/archives/115550/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84/

وطنية/05 شباط/2023

https://www.facebook.com/charityradiotv/videos/540426508151700

 

" من القلوسة للقلوسة "...

المنسقية/05 شباط/2023

كان جدودنا الفلاحين ولا سيما الموارنة منهم يرددوا هالمتل القديم :"من القلوسة للقلوسة إيامنا بتكون منحوسة"، تمر عليهم عيانة شتي مهمة. إيام ماطرة متواصلة، بتبلش ب ١٧ كانون التاني نهار عيد مار انطونيوس الكبير لابس قلوسة الرهبان، وبتنتهي نهار عيد مار مارون ب ٩ شباط كمان لابس قلوسة الرهبان، وخلال هيدي الفترة بيمتنعوا عن الخروج من بيوتهم، وبتشهد الإيام الأبرد في فصل الشتاء، بتبقى الدني شتي وعواصف وعيانات واللي بيصمد بهالبردات، بيتخطى كل الأمور الصعبة اللي واجهتو من هيك بيقولو عنها منحوسة،

ولكنها بالحقيقة وبقلب كل واحد، بتكون إيام خير وبركة وصلاة بتجمع العيلة عالمحبة والإلفة.

منصلي لكل عائلاتنا ، لشفاء المرضى، للمتعبين.

منتذكر ومنصلي لأمواتنا اللي تركونا وبعدهم عايشين بقلبنا .

منصلي للوطن اللي ترابو مجبول بذخاير القديسين،

حتى يبقى وطن الله والعدرا إم يسوع وكل القديسين،

اللي عاشوا ومشيوا فيه وقدسوه ، حتى يبقوا فيه.

يا رب تنهي كل الصعوبات اللي عم تواجهو ت ما يرزح تحتها، وتكون مرحلة القيامة لأبناؤه قريبة ومش مستحيلة.

 

الفينيقيون في أميركا

أبو أرز- اتيان صقر/05 شباط/2023

يذكر الدكتور باري فال في سنة 1780 اكتشف صخرة على شاطئ خليج Hope Bay في جزيرة بريستول رود نقش عليها بالأحرف الفينيقية: «رحالة من ترشيش. هذه الصخرة للدلالة على ذلك». وهذا أول دليل على وجود مرفأ فينيقي يأوي سفن ترشيش الضخمة. كريستوفر كولومبوس اكتشف على جزيرة Hispaniola مناجم قديمة، كما عاين على جزيرة تاهيتي مواقع كان يجري تذويب الذهب والمعادن فيها وصقلها، وأحصي 14 موقعاً… بين 1850 و 1910 اكتشف رحالة ومغامرون في غابات الأمازون ومناطق أخرى من البرازيل صخوراً عليها منقوشات فينيقية. ولقد قام «منتج مادة المطاط الشهير Bernardo Da Silva Ramos بإصدار كتابة باللغة البرتغالة يحوي على 1500 نسخة مصورة لنقوش صخرية عليها كتابات فينيقية يحمل الأبجدية كاملة. المحقق بيار هونور (Pierre Honore) يعرض استنتاجاته حول هذه الظاهرة ويقول: «يوجد اليوم مكتبة ضخمة من التقارير التي تؤكد بشكل مقنع لا ريب فيه ان هذه النقوش والكتابات هي فينيقية. كذلك تثبت النصوص ان الملك سليمان (935-975) قد زار منطقة الأمازون على متن هذه السفن الفينيقية. وانه اذا اردنا ان نبحث عن بلاد الذهب والأوفير وترشيش وبافاهيم، علينا الا نبحث في العالم القديم الغابر، بل هنا في الأمازون في Rio Solimoes اي نهر سليمان. وعلى مقربة من ريو دي جينيرو نقش على صخرة ضخمة العبارات التالية: «بارديز من صور الفييقية الولد الاول لجيب بعل». جيت بعل حكم صور بين السنوات 887 الى 856 ق. م. وفي 1872 وجد يواكيم دا كوستا داخل مزرعته في منطقة Paraiba صخرة عليها كتابات غريبة قام رئيس معهد التاريخ بترجمتها وهذا هو النص الكامل للترجمة: نحن كنعانيون من مدينة صيدون مدينة ملك التجارة ندلي بما يلي: في هذه الجزيرة البعيدة ارض الجبال، قدمنا شاباً ضحية للآلهة السماوية، وللإلاهات) في السن التاسعة عشر من حكم ملكنا المعظم حيرام، لقد ابحرنا من Ezion Geber (مرفأ العقبة) نحو البحر الاحمر. وسافرنا برفقة عشر سفن.

امضينا عشر سنوات نطوف حول افريقيا ثم فرقتنا يد بعل ولم نعد برفقة شركائنا. واتينا الى هنا اثني عشر رجل وثلاث نساء الى «ارض الحديد». انا الأميرال الرجل الذي لن يهرب، نضرع ان تحمينا الآلهة السماوية وترفق بنا.

ويؤكد رئيس قسم الدراسات الشرق اوسطية في جامعة براندايس «مساتسوستش» الدكتور سيروس غوردن ان الفينيقيين عرفوا حتماً البرازيل ودعوها جزيرة الحديد Hy Brasil هذا ما تعنيه الكلمة كما وردت في النص اعلاه. ولا يزال الحديد من اهم مصادر انتاج البرازيل حتى اليوم.

 

الأب علاوي: بالحجارة التي يرجمونني بها ابني مملكتي … يا عيب الشوم على هذه الدولة الشاطرة علينا

 وطنية /05 شباط/2023

عقد خادم جمعية "سعادة السماء" الأب مجدي علاوي، مؤتمرا صحافيا في "قرية الإنسان" - المعيصرة، تحدث فيه عن عمل مراكزه في مختلف المناطق "لأنو مصيرنا بلا وطن بيستوجب نعيش مصير بلا رحمة وبلا إنسانية".وقال: "بالحجارة التي يرجمونني بها أبني مملكة. ربنا يرى وسينصف أعمالنا ولو بعد حين. أنا سعيد لأن الصليب يثقل علي، ولكن وجعي على هؤلاء الأولاد وكل المدمنين الذين يحاربون كل يوم شرور هذه الدنيا والدولة". أضاف: "عناصر قوى الأمن موجودة كل يوم عند باب الجمعية. ممنوع الترميم. ممنوع إصلاح حائط ينش بالمياه. يا عيب الشوم على هذه الدولة الشاطرة علينا لا عليهم. القوية علينا لا عليهم. يا بني، ربما ابنك أو بنتك قد يكونون مدمنين يوما ما، ألم تتخيل مصيرهم بلا جمعية؟ ليس مهما، لأن مصيرنا بلا وطن يستوجب أن نعيش مصيرا بلا رحمة وبلا إنسانية". وتابع: "لهذا السبب سأقفل المراكز الآتية: مطعم الحازمية، مطعم عين الرمانة، مطعم الهامبرغر في الشياح، مطعم فرن الشباك، مطعم النبعه، مطعم برج حمود، فرن برج حمود، مكتب الاستقبال في الدوره، سوق الاربعاء، بيت التيتا في برج حمود، بيت الشباب في برج حمود، بيت المشردين في برج حمود، بيت المسنين في غوسطا، بيت الأطفال في كفرمسحون – جبيل، قرية الانسان، مطعم جبيل، مطبخ شكا الذي يطهو لمجدليا وأنفه والبترون والكورة، فرن طرابلس، فرن الكورة- كفرعقا ومطبخ زغرتا". وختم: "الله كبير... والساكت عن الحق شيطان". وكان قداس، دعا بعده علاوي الإعلاميين إلى معاينة الأشغال "التي منعونا من إنجازها في القرية لأنها تمس السلم الأهلي".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 5 شباط 2023

وطنية/05 شباط/2023

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على رغم ما نقله كل  من أعضاء الوفد النيابي اللبناني العائد من واشنطن  عن أن مساع دة وزير الخارجية الأميركية باربارا ليف "نصحت اللبنانيين بأن يبادروا بأنفسهم الى حل عقدة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية إلا أن الأنظار والاهتمامات تبقى متجهة من لبنان نحو باريس حيث ي عقد غدا  الاجتماع الخماسي في شأن لبنان: الفرنسي- الأميركي- السعودي- القطري- المصري الذي تشارك فيه باربارا ليف  ممثلة  الولايات المتحدة. وحيال هذا الاجتماع المعنون أصلا "بمساعدة لبنان اقتصاديا" توقعت أوساط سياسية أن يصدر عن المجتمعين إضافة الى ما يخص المساعدات الانسانية فقرة  مقتضبة في شأن الانتخاب الرئاسي  يحضون فيها الافرقاء السياسيين اللبنانيين على انتخاب رئيس إنقاذي  من دون ان تحمل الفقرة أي تسميات.

في الغضون  الاستعصاء الداخلي في تحقيق الانتخاب الرئاسي وترحيل الأمر الى الخارج  تحدث عنه وزير الاعلام زياد مكاري موضحا أن الداخل أخفق في انتخاب رئيس للجمهورية  وبالتالي يبدو أن الموضوع ترحل الى الخارج. وإذ نفى أن يكون رئيس  تيار المردة سليمان فرنجية مرشح  الطائفة الشيعية أكد مكاري أن المردة مع كل حوار يتيح رئيسا  توافقيا يجمع سياسيا وطائفيا. وفي الوقت نفسه استبعد وزير الاعلام اتفاق  المسيحيين على مرشح للرئاسة في حال اجتمعوا في بكركي.

في أي حال  من المنتظر الاسبوع الطالع  أن تحصل لقاءات واسعة في الصرح البطريركي  ترجمة لتوصيات القمة الروحية  في ما يخص استعجال الانتخاب الرئاسي. البطريرك الراعي اليوم في عظة قداس الأحد وجه الاتهام الى النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم ولذلك هم يحجمون عن انتخاب رئيس وسأل: أليست هذه خيانة وجريمة عظمى؟ المطران عودة من جهته  لفت الى أنه كي تستقيم  الأمور في السياسة والقضاء والنقد ومعيشة الناس  ولكبح المضاربين والمجرمين بحق كرامة الناس ومعيشتهم  يجب الإسراع  بانتخاب رئيس جديد للبلاد. حزب الله على لسان الشيخ نبيل قاووق اكد أن الحزب يبذل كل الجهود لأجل تسريع انتخاب رئيس للجمهورية لأنه يشكل منطلقا طبيعيا لإنقاذ البلد من الانهيار وانتشال الناس من المعاناة.

حكوميا، جلسة لمجلس الوزراء من 27 بندا.

نقديا، انخفاض بأربعة آلاف ليرة تقريبا لسعر صرف الدولارمن 64 ألفا الى الستين. وقد عزي هذا الانخفاض الى توقيف عدد من المضاربين الكبار في أعمال الصرافة. وفور ذلك  أقفل عدد من تطبيقات الواتس أب ذات الصلة. مصادر معنية أكدت استمرار الحملة ضد هؤلاء.

تبقى الاشارة الى أن الترقب والحذر والتوجس في المسار القضائي  سيد الموقف  خصوصا  أن يوم غد الاثنين هو الموعد الذي حدده القاضي طارق البيطار للاستدعاءات في ملف المرفأ. إنما تفاصيل النشرة نبدأها بمصطلح نادر تقريبا في لبنان هو فرح. نبدأ من "فرح"- العاصفة الشتوية- الثلجية المتجددة بقوة. النائب رائد برو شارك الفرق المختصة بفتح طرق ميروبا- أمهز- لاسا- أفقا- الغابات.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

غداً الإثنين يومُ الإستحقاقاتِ الكبيرة، قضائياً وسياسياً ومعيشياً. فقصر العدل يُنتطر أن يشهد اللاإستجوابَين (!) للمدعى عليهما الوزيرُ السابق نهاد المشنوق والنائب غازي زعيتر. إذ بات شبه محسومٍ أنهما لن يحضرا، متحجِّجَين بأنهما لم يتبلغا رسمياً، وبأن المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لم يعد ذا صلاحيةٍ للنظر في الملف، وبالتالي لاستجوابهما. والسؤال: ماذا سيفعل البيطار لمواجهة رفضِ المثولِ أمامَه؟ هل يعمد إلى اتخاذ التدبير الأقصى أي إصدارُ مذكِرَتَي توقيف، أم يستمهلُ بعضَ الشيء بانتظار معطياتٍ جديدة؟ حتى الآن، وقبل ساعاتٍ قليلة من المواجهة الكبرى، لا أجوبةَ مؤكدةً عن السؤالَين المعقَّدين والخطيرَين. لكنَّ الأكيدَ أنَّ أركان المنظومةِ يواصلون، وبنجاح، إعاقةَ التحقيقِ في جريمة العصر، ولا مؤشراتٍ تَدُلُّ على أنَّ التحقيق سيُستكمل وَفق المسارِ القضائي العادي. فإذا استمر الأمرُ على هذا المنوال، سيُثبت لبنان من جديد أنه، وبفضل أركانِ المنظومة، دولةٌ فاشلةٌ بكلِّ معنى الكلمة وأن القضاء والقدرَ يُسيّران الناسَ لا القضاءَ والعدالة. وقد تطرّق البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد إلى الموضوع، فأكد أنَّ القضاء "يُهدَم أمام أعينِنا من أهل السياسة بتدخلهم وضغوطِهم، ومن أهل القضاءِ أنفُسِهم المنصاعينَ لهم".. ففي ظلِّ قضاءٍ يتحكّم في معظم مفاصلِه أركانُ السلطة، هل يمكن الأملُ في محاكمة عادلةٍ للمتحكّمين بحياة الناس، بل بموتهم؟!

الاستحاقُ الثاني المنتظر غدا سياسي، يتعلقُ باجتماعِ باريس الخماسي، الذي تشاركُ فيه فرنسا واميركا والسعودية ومصر وقطر. ويرى كثيرون ان الاجتماع لن يحققَ نتائجَ عملية، طالما ان ايران بما لها من تأثير وامتدادات في لبنان غائبة عنه. وقد يكون لدولة قطر دورٌ اساسي في هذا المجال، اذ يمكن ان تشكلَ نوعًا من صلة الوصلِ بين الدول المجتمعة في باريس وايران، وخصوصا بعدما فقدت فرنسا الدور المذكور بعدما تردت علاقاتُها مع الجمهورية الاسلامية.

الاستحقاق الثالث معيشي ويتمثلُ في توجه السوبرماركات للتسعير بالدولار. فكيف يتلقفُ المستهلكون الامر؟ وهل هو لمصلحتِهم كما يرددُ البعض، ام ان الدولرة ستقضي على آخر ما تبقى في جيوبهم، هذا اذا كان بقي شيء اصلا!

في الاثناء "فرح" ضربت ضربتَها من جديد، وهي ستستكملُها بين الليلة وغدا الاثنين. فالعاصفة ستقوى، وهو ما حملَ وزارةُ التربية على دعوة المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة الى مراقبة التقلبات الجوية واتخاذِ القرارِ بالتنسيق مع الاهلِ ومع الادارة لجهة فتح المدارس او اقفالِها ابتداء من يوم غد الاثنين وفي الايام المقبلة.. إنه شباط اللبّاط يثبتُ قوتَه امام الكانونين الاول والثاني اللذين لم يلونا الجبالَ بالابيض كما جرت العادة. فهل يعوّض شباط ما فات، ويثبتُ انه هو لا كانون الثاني سيدُ فصل الشتاء؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

هدوء عاصفة السياسة في نهاية هذا الأسبوع لم ينسحب على الطبيعة حيث يقبع لبنان حالياً تحت رحمة عاصفة قوية يغذيها منخفض جوي عالي الفعالية.

العاصفة تحمل أمطاراً غزيرة وثلوجاً يتدنى مستوى تساقطها إلى ستمئة متر وانخفاضاً ملموساً بدرجات الحرارة ورياحاً تصل سرعتها إلى مئة كيلومتر في الساعة.

أما ساعة العمل السياسي فمربوطة على مواعيد عدة في روزنامة الأسبوع المقبل.

أول هذه المواعيد غداً مع جلسة ثالثة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال.

وغداً تستضيف باريس اجتماعاً فرنسياً - أميركياً - سعودياً - قطرياً- مصرياً حول لبنان.

وغداً ايضاً يدخل قرار التسعير بالدولار في السوبر ماركت حيز التنفيذ.

وفي مواعيد الأسبوع المقبل إضراب شامل بدعوة من الإتحاد العمالي العام يوم الأربعاء.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

أَقفلت بورصةُ الأسبوع على "ضَبّ" الصرّافين من سوقِ الكشف، والإبقاءِ على سوقِ "الكاش" وكبارِ المضاربين بالعُملة لكنّ الدولار لم يَشعُرْ بالهزّةِ الأمنية النقدية واستقرَّ فوقَ سطحِ الستينَ ألفاً وكلُ ما سُجِّلَ في السوقِ السوداء أنّ التطبيقات تَدارت عنِ الظهور والتبليغ، وأن حفنةً من مُشغّليها، إما تمّتْ ملاحقتُها وتوقيفُها، وإما أنها سَلّمت نفسَها طوعاً.. ومن بينِهم عميدُ المضاربين علي نمر الخليل الملقّب بـ"علي الله" وما يُعادِلُه في السوق وهذه المِنصّةُ مفتوحةٌ على تطوراتِ الأسبوعِ المقبل، لا سيما بعدَ الكشفِ عن تورّطِ مسؤولينَ أمنيين في المضاربات غيرِ الشرعية.

وفي انتظارِ النتائج معَ افتتاحِ الأيامِ الرسمية.. فإنّ اللبنانيين عادوا بالذكراة سنتين إلى الوراء، عندما "هبّت" حملةٌ أمنيةٌ قضائية في أيار عامَ ألفين وعشرين فطالت أكثرَ من أربعينَ صرّافاً وعلى رأسِهم نقيبُهم محمود المراد أُفرِجَ عن الموقوفين، وقُبِضَ على الليرة التي لاتزالُ معتقَلةً في سوقِ الدولار حتى تاريخِه والسوق موعودةٌ بالأسوأ معَ بَدْءِ التسعير بالدولار اعتباراً من الغد.. والحديثِ عن تطبيقِ دولارٍ تربوي للمعلمين من خلالِ إنشاءِ مِنصّةٍ خاصة لمضاعفةِ رواتبِهم.. "وكادَ المعلّمُ أنْ يكونَ صرَافاً".

ولا يَحجُب الدولار رؤيةَ أسبوعٍ حافلٍ بالمضارباتِ السياسية على جميعِ العُملات حكومياً ورئاسياً وقضائياً.. والتي تَنطلقُ في إثنين الاستدعاءات على مِلفِ جريمةِ المرفأ لدى القاضي طارق البيطار وليسَ هناك من نيّاتٍ سياسية بالحضورِ إلى جلَساتِ الاستجواب التي ستَنتهي ببَدْءِ كتابةِ القرارِ الظني في غضونِ شهرٍ من اليوم.

وعلى المُنطاد الحكومي فإنّ الرئيس نجيب ميقاتي يُحلّقُ حراً طليقاً، ويكادُ يكون مرتاحاً إلى جلَساتِ الضرورة أما في تشريعِ الضرورة فجدولُه يرتطمُ بالأسلاكِ السياسيةِ الشائكة، وبالاهمالِ الوظيفي النيابي الذي يقفُ حائلاً دونَ اقرارِ قوانينَ اكثرَ من عاجلةٍ ومزمنة فاقتراحُ قانونِ استقلالية القضاء ارتفعَ فوقَه الغبارُ السميك منذُ سبعةٍ وعشرين عاماً على الرَغم من بنائِه على جسرٍ دُستوري متين، من قِوامِ الرؤساء حسين الحسيني وسليم الحص وعمر كرامي وأبرزِ رجالِ التشريع في التسعينيات كما ان الاهمالَ القصدي رَمى باللبنانيين من دونِ موازنة لأحدَ عَشَرَ عاماً متتالية حتى لا تَكشِف الموازنات سرَّ السَرِقات.

هذا التشريعُ الضروري مُغيّبٌ عن المجلس ليَتقدّمَ مكانَه قانونُ الكابيتال كونترول الذي ما عادَ يشكّلُ ضرورةً بعدَ تذويبِ اموالِ المودعين على انّ الضروراتِ الوطنية والامنية من شأنها ان تَدفعَ النوابَ الى حسمِ موقعِ المديرِ العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم  في مديريةٍ مفتوحة على الفراغ خلالَ اقلَ من شهر لكنْ ليس على مبادلتِه بوظائف للطوائف.. والبحثِ عن موظّفين ومديرين من مذاهبَ اخرى لإحداثِ التوازن، لأنّ عباس ابراهيم لم يَقرَبْ مِلفاتٍ وطنية بعواملَ طائفية فنحنُ هنا امامَ شخصيةٍ امنية كانت ضرورةً للبلد.. وتثبيتُ موقعِها اليوم يُمثّلُ تشريعَ الضرورة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

6 شباط، الذي تصادف ذكراه غدا، ليس يوما عاديا في لبنان.

عام 1984 شهد هذا النهار فصلا جديدا من فصول حرب اللبنانيين، او حرب الآخرين على ارض لبنان… فكانت انتفاضة شهيرة، يختلف اللبنانيون على الموقف منها الى اليوم.

عام 2006 دخل هذا النهار تاريخ لبنان والمشرق من بوابة كنيسة مار مخايل الشياح، حيث التقى رمز النضال في سبيل الحرية والسيادة والاستقلال العماد ميشال عون برمز المقاومة التي حررت لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وقاتلت موجات التكفير لاحقا، السيد حسن نصرالله، غداة غزوة الاشرفية الشهيرة في 5 شباط، التي نفذها متطرفون اعتبرهم يومها سمير جعجع حلفاء… فكان تفاهم الرمزين الوطنيين الكبيرين مدخلا لمرحلة جديدة، تكتل المتضررون على محاربتها وتشويه صورتها واهدافها، ولا يزالون.

اما عام 2023، فسيكون 6 شباط داخليا عنوانا لتطورات قضائية محتملة، قد يكون لها بالغ الاثر في رسم المسار المقبل للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

وعلى المستوى الخارجي المرتبط بلبنان، فسيكون هذا التاريخ موعدا للقاءٍ حول لبنان، يجمع واشنطن وباريس والرياض والدوحة والقاهرة، وتغيب عنه عواصم من وزن موسكو وطهران ودمشق…

على هذه المواعيد ينطلق الاسبوع الطالع، فيما اللبنانيون الذين يزدادون فقرا يوما بعد يوم، ما عدا فاحشي الثراء المشروع او غير المشروع، يبدون غير مكترثين بالسياسة، منكبين على تدبير شؤونهم اليومية من فواتير الخدمات الاساسية والاستشفاء والدواء، فيما الحاضر اسود والمستقبل غامض الى اقصى الحدود، على وقع عمليات الالهاء الموضعية شبه اليومية، وآخرها ملهاة ملاحقة صرافين، واختصار الازمة بما يرتكبون من سوء.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

تزدحمُ الاحداثُ وتحليلاتُها على ابوابِ يوم ِالاثنين وما سيحملُه للبنانيينَ…

في حالة ِالطقس العاصفِ التي تشتد ُبسرعة ِرياحِها وامطارِها الغزيرةِ لا داعي للتحليل كونُها نعمة ًمرغوبةً ومنتظرة ًومحملةً بالخير مع الاخذ بعين الاعتبار قسوة الظروف ِالمعيشية ِالتي جعلت شتاءِ اللبنانيين اكثرَ برداً..

اما في تقلبات الاثنين الاخرى، فيجتمع ُالسياسي ُوالاقتصادي ُوالتربوي ُمع كلِ ما يمكن ُان تفرِضَه تداعياتُ الحصارِ الاميركي ِوالتدخلُ الخارجي ُكأنْ تجتمع خمس دول غدا في باريس لتقررَ عن اللبنانيينَ في انتخاب رئيسِهم، وللاسف برضا بعض ِالعالقين َفي تاريخ ِولائِهم الاعمى للعواصم ِوالادارات..

يومُ الغد، يقدمُه البعضُ كأنه يوم ُالمفترقات ِالفاصلة ِوكلمات ِالسر ِالحاسمة ِالتي بالتأكيد هي فاقدة ٌلقيمتها الوطنية لأن حل َالازمة ِالرئاسية ِغير ُمفقود ٍداخلياً لكنه يتعرضُ لحملة ِرفض ٍالى حد ِالتحريم ِكما يروجُ البعض ُعبرَ ضربِ كل دعوات الحوار..

في التحاور ِالمطلبي المتقطع ِوالمتوتر ِبين َالقطاع ِالعام والدولة ِاللبنانية انتظار لما ستحمله غدا ًجلسةٌ مجلس ِالوزراء من قرارات علّها تستجيب لمطالب اساتذة التعليم الرسمي وتنهي اضرابَهم المستمرَ منذ اربعة ِاسابيع.

اما الاخطر في ما ينتظر ُاللبنانيين في الايام المقبلة ًتحديان مفروضان:  الاول ما سيحمله سريان قرارِ وزيرِ الاقتصاد بدولرة ِالسلع ِوالبضائع ِعلى رفوف الاستهلاكيات وعدمُ وضوح ِآلية ذلك رغم َمحاولاتِ اصحابِ المنفعة ِمن التجارِ والمستوردين تقديمَ هذه الخطوةِ  بوجهٍ جميلٍ ومريح . اما التحدي الاخر ُفيدور حول ما سيؤول  ُاليه وضع ُالدولار ِفي السوق السوداء مع انطلاق الحملة الامنية لتوقيف مجموعات ٍمن الصرافينَ الناشطين َفي شفط ِالدولار والمعروفينَ باستلامِهم مليارات الليرات ِيوميا ًمن مصرف ِلبنان بشكل ٍمباشر وغير ِمباشر للمضاربة من اجلِه وباسمه في الاسواق.

في سياق ِالاحداث ِالفلسطينيةِ، المقاومة ُتصفع ُالاحتلال َيوميا ًبمفاجآتها المدوية، وتخرِجُ له من أريحا كتيبة ًجهادية ًجديدة ًتضع ُهذه المنطقة ِمن الاراضي المحتلة في الحسابات ِالصهيونية ِالامنية ِالصعبة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

غدا، يعقد مؤتمر باريس حول لبنان.

الاكيد فيه،انه سيكون حضوريا،وان كلا من فرنسا، الولايات المتحدة، قطر ومصر حدد اسماء الشخصيات المشاركة، اما السعودية التي ستشارك في المؤتمر، فحتى اللحظة، لم تكشف عن اسم او اسماء الشخصيات التي ستمثلها.

الاكيد ايضا، ان المؤتمر لن يخلص الى تسمية اسم يتولى منصب رئاسة الجمهورية، لكنه سيحض اللبنانيين على الانتخاب، وعلى وضع اصلاحات قابلة للتطبيق، اضافة الى ضرورة التوصل الى اتفاق رسمي مع صندوق النقد الدولي.

اضافة الى ذلك، تقول معلومات الlbc، ان المؤتمرين سيدرسون ما يصلح تسميته ورقة حل للازمة اللبنانية، هي عبارة عن برنامج، اذا ما اتفق عليه يشكل اساسا لاجتماعات اخرى، تمهد لحل تكون الاصلاحات ركيزة له .

هذه هي حقائق مؤتمر باريس، وهي تلخص باعادة الكرة الى الداخل اللبناني، وقدرته على وضع خطة فعلية للانقاذ.

غدا ايضا، الانظار تتوجه الى قصر عدل بيروت، حيث من المفترض ان يستمع المحقق العدلي في انفجارالمرفأ، القاضي طارق البيطار الى كل من الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق في حال اكتمال تبليغهما.

فهل يتوجه القاضي بيطار الى قصر العدل لاستكمال اجراءاته، واذا فعلها، وتحديدا في نقطة الاجراءات، هل يطلب مدعي عام التمييز احضارَه في مذكّرة لكون القاضي غسان عويدات ادّعى عليه بتهمة اغتصاب السلطة؟

هذه ايضاً حقيقة تطورات ملف انفجار المرفأ، والتي لن تتضّح قبل تقدم ساعات الاثنين.

اما هذه الليلة، فالخبر آتٍ في تمام الساعة العاشرة "الا" عشر دقائق بتوقيت بيروت، من شاشة france 5 الفرنسية، التي ستعرض وثائقياً، كثرت التحاليل والمعطيات المحلية حوله، بينما حقيقتُة لن تتبلور سوى مع ختامه ...

تقرير استقصائي، استلزم سنين عمل، حاول بعضُ اللبنانيين ربطَ توقيته بملف المرفأ، بينما الموضوع اكبر بكثير ...

الموضوع مرتبط بما قالته الصحافية معدّة التقرير، صوفيا عمارة لل lbci :انشطة "حزب الله" في تجارة المخدرات وتبييض الاموال من حول العالم، والافلات الدائم من العقاب ....

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

مرفأ بيروت بوثائقي فرنسي.. مفاجآت وفضائح مدوية لـ “الحزب”

 قناة العربية.نت/05 شباط/2023

ما لبثت أن أعلنت قناة “فرانس 5” الفرنسية الرسمية عن فيلمها الوثائقي “حزب الله والتحقيق الممنوع” حتى شن مناصرو الميليشيا والإعلام التابع له حملة استباقية ضد العمل ومعديه، بعد أن سوّق البعض أن الفيلم سيكشف عن حقائق جديدة حول انفجار مرفأ بيروت وعلاقة حزب الله به. لكن “إندبندنت عربية” نقلت أن الفيلم وثائقي يكشف عن تحقيق أميركي أثبت تورط ميليشيا حزب الله بتجارة المخدرات وتبييض الأموال في أميركا اللاتينية. وكان الحزب أطلق حملة استباقية ضد الفيلم ومعديه واتهموهم بفبركة الملفات من دون حتى التواصل معهم أو التأكد من محتوى العمل. وفي مقابلة مع قناة “تي في 5 موند أنفو” أكد القائمون على العمل أن الفيلم استغرق عامين من التحقيقات في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، وعشرات المقابلات الصحافية ليروي قصة تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية استمر 10 سنوات وكشف عن كارتل حزب الله لتجارة الكوكايين في كولومبيا. الفيلم الذي أعده المخرج جيروم فريتيل والصحافية صوفيا عمارة والمؤلف من ثلاثة أجزاء ستعرضه “فرانس 5” اعتباراً من مساء اليوم الأحد. يروي فيه ضباط مخابرات أميركيون كيف تسللوا إلى عمق حزب الله وحصلوا على معلومات حساسة للغاية وأقنعوا قادة كبار في الحزب للحديث إلى الكاميرات. وبحسب الإعلام اللبناني، يكشف الفيلم عن علاقة حزب الله المباشرة بنترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في المرفأ والأغراض التي يتم استخدامها من أجلها، وبسبب الحجم الكبير للمقابلات والوثائق والملفات السرية التي استطاع منتجو الفيلم الحصول عليها، يخشى حزب الله بشكل كبير من صدوره، ويحاول ملاحقة كل من له علاقة فيه، فالفيلم لا يفضح فقط أسباب وجود الأطنان من نترات الأمونيوم المخزنة بشكل لا يوافي أدنى المعايير داخل المرفأ، بل يكشف كيف تمكن ضباط أميركيون أيضاً من تحقيق سبق مرعب باختراق مستويات عالية داخل الحزب، والوصول غير المسبوق لما يثبت كونه “مافيا حقيقية” تجمع جزءاً كبيراً من تمويلها من خلال الجريمة المنظمة.

 

حلّ القضية اللبنانية في أيدي الدول الصديقة؟

جريدة الأنباء الإلكترونية/05 شباط/2023

تتجه الأنظار إلى اللقاء الخماسي حول لبنان في باريس، حيث اعتبر عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب نزيه متى أنّ القضية اللبنانية أصبحت بنهاية المطاف بين أيدي الدول الصديقة للبنان، لذلك نأمل من هذه الدول أن تتلاقى بأسرع وقت على ايجاد حلّ يقود إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فالوضع في لبنان لن يستقيم من دون رئيس جمهورية شرط ألّا يكون هذا الرئيس ينتمي إلى محور الممانعة وتصبح القضية اللبنانية من جديد بمتناول دول محيطة.  متى لفت في حديثٍ إلى جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أنّ مسعاهم كتكتل جمهورية قوية يندرج باطار لبننة الاستحقاق ضمن فريقين متنافسين ولكلّ منهما مرشحه، فتجري العملية الانتخابية وينجح مَن ينجح، مضيفاً "نحن لدينا مرشحنا وهو النائب ميشال معوض ولو كان لفريق الممانعة مرشحه لكنّا انتخبنا رئيساً للجمهورية من الجلسة الأولى لكن بقاء الامور على ما هي عليه يعرفها القاصي الداني". وحول الأسماء الثلاثة المقترحة لرئاسة الجمهورية، وهي قائد العماد جوزف عون والوزير السابق جهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين كحل للخروج من المأزق، أشار متى إلى أنّ ليس لديهم مشكلة مع أحد شرط أن ينتمي إلى الفريق السيادي، حتى أن النائب معوض أبدى استعداده للانسحاب لأي مرشح تتفق عليه المعارضة لأنه لا يمكننا الانتقال الى مرشحٍ آخر، يحصد ذات الأصوات التي نالها معوض، إذ إنَّ على المرشح البديل أن يؤمن بالحد الأدنى ٦٠ صوتاً.  وعن موقف التكتل من ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، ذكّرَ متى بموقف "القوات" ورئيسها وخلاصتها أنّ قائد الجيش رجل أبدى في كل تصرفاته وفي قيادته المؤسسة العسكرية أنّه يلعب الدور الوسطي الحكيم الذي يؤهله ان يكون رئيس جمهورية، لكن انتخابه يتطلب تعديل الدستور، أما بالنسبة للأسمين الاخرين فيتطلبان نقاشاً حول رؤيتهم ومشروعهم لإنقاذ لبنان.

 

اللقاء الخماسي حول لبنان: لا أسماء ولا تسوية بل مواصفات عامة

جريدة الأنباء الإلكترونية/05 شباط/2023

أشار النائب السابق فارس سعيد إلى أنّ عقد مؤتمر في باريس من أجل لبنان هو إعادة تأكيد للبيان الذي صدر في ٢٣ أيلول ٢٠٢٢ الذي شدّد على انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة، فضلاً عن أنَّ على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة أن يحترما اتفاق الطائف وقرارت الشرعية الدولية بشأن لبنان ١٥٥٩ و ١٥٩٥ و١٧٠١ و١٧٧٥ فإذا أراد اللبنانيون انتخاب رئيس جمهورية على هذا الأساس يجب أن يأتي من ضمن هذه المواصفات وبذلك يكون انقاذ لبنان، أما إذا أرادوا ان يكون الرئيس بمواصفات ايرانية فنكون قد مددنا الازمة ست سنوات جديدة، ويكون لبنان قد انهار بالكامل.

وإذ استبعد سعيد في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية، دخول المشاركين في المؤتمر بأسماء المرشحين، اعتبرَ أنَّ لا أسماء ولا تسوية بل مواصفات عامة، وهذا برأيه يضعف الاجتماع والسبب يعود إلى أنه عندما كانت فرنسا على علاقة جيدة وممتازة مع ايران كان بإمكانها الضغط على ايران لانتخاب رئيس جمهورية، لكن بعد دخول ايران في الحرب ضدّ أوكرانيا أصبح هناك فتور في العلاقات وأصبحت حرب وجود بالنسبة لفرنسا والغرب، وبذلك فلن يكون هناك تأثير من جانب فرنسا باتجاه ايران أمام هذا الحصار التي تعتبره إيران مفروضاً عليها. وختمَ سعيد لافتاً إلى وجود طريقين إمّا ان تذهب ايران باتجاه الليونة وتسهل انتخاب الرئيس أو ترد بالخشونة وتعطّل الإنتخاب كما فعلت سوريا بعد صدور القرار ١٥٥٩ بفرض التمديد للرئيس لحود، ومتوقعاً ان لبنان يتجّه الى وضع صعب جداً.

 

فارس سعيد: على المعارضة اذا شاركت في لقاء بكركي الحضور مع ورقة مكتوبة ونشرها في الاعلام

وطنية /05 شباط/2023

غرد رئيس "لقاء سيدة الجبل" النائب السابق فارس سعيد عبر "تويتر": "على المعارضة اذا شاركت في لقاء بكركي بكل تلويناتها الحضور مع ورقة مكتوبة ونشرها في الاعلام، ومن حقنا عليكم نقل رأينا:

 1 - التزام الطائف والدستور و 1559 -1680 -1701.

2 - انتخاب رئيس مستقل كخطوة اولى على طريق رفع الاحتلال الايراني.

3 - لا حل الا بفصل كامل بين المسيحيين وايران".

 

لبنان عالق بين “التحقيقات” والإضرابات

الأنباء الكويتية/05 شباط/2023

3 ملفات مهمة تمتد من بيروت إلى باريس لترسم المشهد اللبناني ابتداء من الغد، وصولا إلى يوم الأربعاء موعد الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام وأعلنت المزيد من النقابات والاتحادات المشاركة فيه، وليس آخرها، اتحاد نقابات موظفي وعمال الفنادق والمطاعم والتغذية الذي أعلن امس عزمه المشاركة.

فقد حددت الأمانة العامة لمجلس الوزراء اللبناني صباح غد الإثنين موعدا لانعقاد الجلسة الطارئة الثالثة تحت عنوان «معالجة الأمور المطلبية الملحة». وأرسلت الأمانة العامة جدول أعمال من 26 بندا، ضمنها ملفان مستعجلان: التربوي والاستشفائي إضافة إلى شؤون مالية طارئة وملحة، وذلك رغم الخلافات حول دستورية انعقاد الجلسات، لكن يبدو ان الاعتراضات على هذه الاجتماعات الى تراجع كون مواضيعها لا تقبل التأجيل من تأمين القمح للخبز إلى الملف التربوي، مع تمسك المعلمين بإضرابهم «حتى نيل حقوقنا». ويتزامن انعقاد مجلس الوزراء مع ترقب لتطورات ملف انفجار مرفأ بيروت، حيث مازالت المواجهة مستمرة بين النائب العام التمييزي غسان عويدات والفريق المدافع عنه، وبين المحقق العدلي طارق بيطار وسط توقعات بتصعيد جديد، اللهم إلا اذا نجحت محاولات احتواء الموقف قبل الاستجوابات التي أعلنها بيطار انطلاقا من الغد بدءا بالوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر لتتواصل تباعا مع المدعى عليهم من البيطار الذين بلغ عددهم 13 شخصية سياسية ومسؤولا أمنيا وإداريا. ولعل النقطة الأخطر التي يتخوف منها المتابعون هي ما إذا كان البيطار سيصدر مذكرات توقيف غيابية بحق المطلوبين للاستجوابات ان لم يحضروا وهل ستنفذ الضابطة العدلية إجراءاته أم تمتنع عن ذلك وفق الأوامر التي تبلغتها بناء على طلب المدعي العام التمييزي؟ ومن بيروت إلى باريس، حيث أنهى السفير الفرنسي المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان زيارته لبيروت، والتي يمكن ان تعتبر تمهيدية للاجتماع الخماسي لممثلي السعودية ومصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا من أجل لبنان، رغم ان عنوانها العريض كان بحث العقبات التي تؤخر جر الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، وإمكانية استثناء هذا الملف من عقوبات «قانون قيصر» ضد الحكومة السورية. وأشارت مصادر إلى ان الاجتماع الخماسي لن يبحث في الأسماء المتداولة للرئاسة، وأن بيانه الختامي سيكون بمنزلة «خارطة طريق» للنواب لانتخاب رئيس «يمهد لانتقال لبنان إلى مرحلة جديدة». ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت أن «انتخاب رئيس جمهورية يكون مقبولا عربيا ودوليا»، هو الممر الإلزامي لإنقاذ لبنان. ويقول مراقبون ان الديبلوماسيين من هذه الدول استمزجوا على مدى الأسابيع الماضية مواقف مختلف الأطراف على الساحة اللبنانية بهدف تأمين فرص نجاح أي مبادرة تخرج عن هذا الاجتماع، حتى لا تلد ميتة.

 

"حزب الله يجعل من الرئاسة ورقة بيد إيران"

ليبانون ديبايت/الاحد 05 شباط 2023 

يعكس ميزان القوى النيابي الذي يتسم بتوازنٍ سلبي، حجم واتساع المأزق السياسي في زمن الشغور الرئاسي، بحيث يبدو التحرّك الذي أطلقه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الوحيد على الساحة الداخلية، التي تفتقد إلى مبادرات تتعلق بالإستحقاق الرئاسي. إلاّ أن الحراك الجنبلاطي، يضعه الكاتب والمحلّل السياسي نبيل بومنصف، في إطار "المحاولة لصياغة دورٍ في هذه المرحلة، فإذا نجح سيكون قد حقّق هدفاً، وإن لم ينجح، فهو لن يخسر أيضاً، بل على العكس يكون قد قام بحركة ما في الملف الرئاسي". ومن هنا، فإن الكاتب بومنصف، يكشف لـ "ليبانون ديبايت"، بأن "جنبلاط، وكما هو معروف، لا يتحرك إلاّ بعد دراسة المعطيات السياسية في الداخل والخارج، وجوهر حراكه اليوم، يقترب كثيراً نحو الوصول إلى حالة شبيهة بالحالة التي سبقت انتخاب الرئيس ميشال سليمان"، موضحاً أن معطيات زعيم المختارة، هي واضحة للجميع، ولكن "رادارات جنبلاط حسّاسة، وقد التقطت مناخاً خارجياً مؤيداً لانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية، وبأن أسهمه مرتفعة في الخارج، وهي مرشّحة للإرتفاع أكثر". وعن شريك جنبلاط في هذه المبادرة، يؤكد الكاتب بومنصف، بأنه طرحها "منفرداً ومن دون التنسيق مع أي طرف، بعدما كان شريكاً مع قوى المعارضة في ترشيح النائب ميشال معوض، لكنه انفصل عنها، واتخذ قرار الخروج من ترشيح معوض بعد الوصول إلى حائط مسدود معه، وبالتالي، ذهب إلى خيار قد يشكّل طرحاً للتسوية، وعرض لائحةً من 3 مرشحين والمتقدِّم بينها هو قائد الجيش". وحول حجم التأييد لهذ المبادرة، يرى بومنصف، أن "الثنائي الشيعي رفضها كلها، لأن قرار حزب الله هو بعدم التخلّي عن ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حتى حلول لحظة المساومة على رئاسة الجمهورية، وذلك ليس فقط خلال المساومة مع الحزب، بل حتى خلال المساومة بين إيران وعواصم القرار العربية والغربية، لأنه من الواضح أن الحزب يطرح سليمان فرنجية كخيارٍ تعجيزي، إذ أنه يدرك أنه لن يصل إلى الرئاسة، لكنه يريد أن يغطي قراره بعدم انتخاب رئيس الجمهورية". وبالتالي، يؤكد بومنصف أن "الثنائي الشيعي، لا يريد انتخاب الرئيس قبل حصول بازار إقليمي تكون إيران جزءاً منه". ورداً على سؤال عن اجتماع باريس الخماسي حول لبنان، يكشف الكاتب بومنصف، أن المجتمعين "لن يخرجوا بأي نتيجة تتعلق بالبازار الرئاسي، ومن الممكن أن يصدروا إشاراتٍ حول الملف الرئاسي، إذ قد تؤيد الدول الخمسة المشاركة ترشيح قائد الجيش، ولكن إن لم تتّفق مع إيران، فلن يمشي الحال". ويستنتج بومنصف، بأن القوى الخارجية، كما الداخلية، تحاول "تعبئة المشهد بالدخان لإخفاء حقيقة أن حزب الله ما زال يمنع انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، قبل أن تتفق القوى الكبرى مع إيران، وبأن الحزب يجعل من الرئاسة ورقةً بيد إيران". وإذ أكد بومنصف أن الإنهيار الآن يسير بوتيرة بطئية، ولكنه سيتسارع مع الوقت، وهو يشبه الحالة المرضية التي تتطوّر حتى الإهتراء، كما أن القدرة على لجم الإنهيار بدأت تضعف وتتلاشى، لأن المليارات القليلة الموجودة في مصرف لبنان، لا تكفي لمدة طويلة كي يتصرف بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الفترة المتبقية له من ولايته التي تنتهي في تموز، وهنا ستكون المصيبة في حال بقي الشغور الرئاسي.

 

التسعير بالدولار في السوبرماركات: إيجابيات تفوق السلبيات؟

الشرق الأوسط/05 شباط/2023

كما معظم القطاعات في لبنان التي اتجهت نحو «دولرة» أسعارها، ستبدأ محال السوبر ماركت، يوم غد، باعتماد التسعير بالدولار على أن تصدر وزارة الاقتصاد الآلية الجديدة المتبعة، وأهمها أن تعلن سعر الصرف المعتمد على مدخل المحال التجارية، بحسب ما أعلن وزير الاقتصاد أمين سلام، معلناً أنه يوم الاثنين سيتم وضع الآلية الواضحة حول التسعير بالدولار «وبناء عليها سنجبر محال السوبر ماركت أن تضع في كل يوم سعر الصرف على بابها». وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى كيفية تطبيق هذا القرار، لا سيما في ظل الفوضى التي تغزو الأسواق اللبنانية في مختلف القطاعات، يعتبر رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي أن «لهذه الخطوة إيجابيات تفوق السلبيات، فتسعير السلع الغذائية بالدولار هو لصالح المواطن». ويلفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا الإجراء ينهي مقولة ارتفع سعر صرف الدولار فارتفعت الأسعار، بينما انخفض سعر الصرف من دون أن تنخفض الأسعار»، وذلك انطلاقاً من أن سعر الصرف يشهد تقلبات سريعة ومفاجئة مع عجز المصرف المركزي عن ضبطها. وأوضح بشأن الآلية التي ستتبع قائلاً: «للمستهلك حرية اختيار الدفع بالدولار أو بالليرة اللبنانية، وعندما يكون السعر موحّداً بالدولار يمكن للمواطن أن يراقب الأسعار حينها». وبينما شدد على أن «الفوائد للمستهلك من التسعير بالدولار أكثر من السلبيات»، لفت إلى أن «الفاتورة ستكون بالليرة اللبنانية والأسعار على الرفوف بالدولار. كما أن سعر الصرف سيكون واضحاً»، وفقاً لتسعيرة السوق السوداء. أما عن قانونية هذه الخطوة، فقال بحصلي: «أجرت اللجان النيابية دراسة قانونية، وتمت مراجعة (قانون حماية المستهلك، وقانون النقد والتسليف، وقانون العقوبات وغيرها) وبحسب المطالعة القانونية التي تم التوصل إليها وفق البند الخامس من قانون حماية المستهلك لا مخالفة للقانون إذا تم التسعير بالدولار، لكن مخالفة القانون تكون عبر إجبار المستهلك على الدفع بالدولار». وختم بحصلي بالتأكيد على أن «الأسعار ستنخفض في وقت لاحق، وقد انتقلنا إلى مرحلة تجريبية يجب أن تكون فيها ضوابط، وهي تجربة إيجابية وليست سلبية».

نقيب أصحاب السوبر ماركت

وفي الإطار نفسه، قال نقيب أصحاب السوبر ماركت في لبنان نبيل فهد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بما أنه يصعب على نقاط البيع بالتجزئة تسعير بضائعها بطريقة شفافة ‏تعكس كلفتها الحقيقية ‏فإن التسعير بعملة مستقرة كالدولار له فوائد للمستهلك أولاً وللاقتصاد والقطاعات التجارية». وعن اعتماد التسعير بالدولار في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية والدخل المحدود لمعظم العائلات، عدّد فهد الفوائد، مشيراً إلى أنه ‏ يمكّن وزارة الاقتصاد ومديرية حماية المستهلك من مراقبة الأسعار بطريقة فعالة، كما يمكّن من ‏تفعيل المنافسة بين مختلف السوبر ماركت، إذ إن ذلك يمكّن المستهلك من مقارنة الأسعار المعلنة بعملة ثابتة والتوجه إلى نقطة البيع الأقل سعراً». كما لفت إلى «إمكانية انخفاض الأسعار بنسبة معينة لعدم حاجة التاجر للزيادة في سعر الصرف، وذلك بسبب الحاجة للحماية من تقلبات ‏سعر الدولار في السوق الموازية». واعتبر أنه مع هذا القرار «تصبح الأسعار في نقاط البيع مستقرة ‏ويسهل الإعلان عنها عن طريق ملصق الرف وتبتعد عن التقلبات الحادة في أسعار السلع ويستطيع المواطن أن يعرف ‏سعر السلعة كما في السابق». وشرح آلية تنفيذ التسعير بالدولار والدفع بالليرة، مؤكداً أنها «سهلة التطبيق وواضحة، إذ يتم وضع سعر الصرف المعتمد على مدخل السوبر ماركت وعند صناديق الدفع ليكون السعر المعتمد واضحاً للمستهلك». وأضاف: «يجب أن تتضمن الفاتورة التي تعطيها محال السوبر ماركت للمستهلك مجموع المشتريات بالليرة اللبنانية ومبلغ الضريبة على القيمة المضافة بالليرة اللبنانية ‏وسعر الصرف المعتمد، إضافة إلى ‏إلزامية الموافقة على قبض فاتورة المستهلك بالليرة اللبنانية لكن مع إعطاء الخيار للمستهلك للدفع بأي طريقة أخرى». وعن كيفية مراقبة وضبط التسعير بالدولار، يؤكد الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن الطريقة الوحيدة لضبط هذا الأمر، إذا كان الدفع بالليرة اللبنانية، هي إصدار سعر صرف وسطي يومياً تعتمد عليه محال السوبر ماركت، كما يحصل في أسعار المحروقات والأدوية وغيرها، مع تشديده على ضرورة التأكد من بيانات المحال التجارية، في ظل غياب الشفافية والمنصة المركزية لكل القطاعات. ورغم الحديث عن إيجابيات هذه الخطوة من قبل التجار، فإن جمعية حماية المستهلك حذّرت من أن «الدولرة لن يستفيد منها إلا التجار، كما استفادوا من الدعم الذي تجاوز 25 مليار دولار قبل 3 أعوام، كذلك ستفاقم التضخم وانهيار الليرة». وحذرت الجمعية، في وقت سابق، من «خطورة اعتماد الدولرة في كل القطاعات، وأولها أسعار الخضار والفاكهة التي ما زالت بمتناول الفقراء، لأنها إنتاج محلي، وهي في أساس الغذاء اللبناني السليم، ودولرتها ستدفع إلى سيطرة المافيات التجارية عليها، ما سيهدد صحة الفقراء في الصميم».

 

هذه هي شروط "الأقطاب" التي تحاصر مبادرة بكركي!

ليبانون ديبايت/الاحد 05 شباط 2023 

هل يفشل مسعى بكركي في خرق جدار الشغور الرئاسي قبل أن ينطلق باتجاه جمع القيادات المسيحية في الصرح البطريركي؟ سؤال متداول في الحلقات الضيقة لهذه القيادات، في ضوء معلومات متداولة عن عراقيل برزت في الساعات ال48 الماضية، وكادت أن تطيح بالمبادرة برمّتها، إلاّ أن اتصالاتٍ حصلت أخيراً دفعت باتجاه مواصلة النقاش والتشاور على هذا الصعيد، ولكن من دون تحديد أي موعدٍ حاسم سواء بالنسبة لتوجيه الدعوة من قبل البطريرك بشارة الراعي أو للتريث بانتظار نضوج الأجواء السياسية على الساحة المسيحية. مصادر سياسية قريبة من بكركي، أوضحت لـ"ليبانون ديبايت"، أن القيادات الروحية المسيحية، قد اتفقت على أن يوجه البطريرك الراعي الدعوة إلى النواب المسيحيين من أجل البحث في الملف الرئاسي، وبالتالي على أن يناقش المجتمعون خارطة طريق محددة وواضحة تؤدي إلى تأمين إجراء الإنتخابات الرئاسية، والعمل على تجاوز الخلافات والتباينات بين القيادات المسيحية من خلال حوار صريح وبعيداً عن حسابات الربح والخسارة لدى القوى والأقطاب المسيحيين. وعن أسباب تأخير الدعوة أو تريث البطريرك الراعي في توجيهها، كشفت المصادر السياسية نفسها، أن أكثر من صيغة قد بُحثت أخيراً لهذا الإجتماع وجدول أعماله، وكذلك سُجّلت شروط وشروط مضادة، فانقسمت الآراء بين القيادات المسيحية وأتت على الشكل الآتي:

"التيار الوطني الحر"، اقترح لقاءً ثنائياً .

"المردة"، دعم لقاءً رباعياً للأقطاب الموارنة .

"القوات اللبنانية"، طالبت بأن يسمّي المجتمعون مرشّحاً للرئاسة.

والأبرز في حركة المشاورات التي نشطت في الصرح البطريركي، ووفق المصادر نفسها، هو أولاً التأكيد على النواب المسيحيين بعدم مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وثانياً تجاوز كل الخلافات والمصالح الخاصة والإتفاق على شخصية رئيس الجمهورية العتيد، وثالثاً، الحؤول دون أن تكون الخلافات المسيحية السبب وراء استمرار الشغور الرئاسي. ومن هنا، فإن أكثر من صيغة تُطرح حالياً حول طبيعة الدعوة التي سيوجهها البطريرك الراعي، حيث رجّحت المصادر عينها، أن تتمّ الدعوة إلى لقاءٍ للأقطاب، وليس للنواب ال64، مشيرةً إلى دخول أكثر من جهة سياسية محلية وخارجية على خطّ الإتصالات الجارية، من أجل "إنقاذ الإجتماع"، ومؤكدةً بأن الفاتيكان حاضر في الحراك الذي تقوم به بكركي، وبالتالي، فإن هذا الأمر يُنذر بتغيير المشهد في اللحظة الأخيرة.

 

هل يُعيد سليمان فرنجية تجربة جدّه؟

القدس العربي/05 شباط/2023

بعد انتخاب سليمان فرنجية الجدّ رئيساً للجمهورية اللبنانية عام 1970 هل يُعيد سليمان فرنجية الحفيد الكرسي إلى زغرتا ويُنتخب رئيساً بعد 53 سنة على وصول جدّه إلى قصر بعبدا؟ معلوم أن الرئاسة كادت تكون من نصيب رئيس «تيار المردة» عام 2016 بعدما اقترب من نيل 70 صوتاً في ساحة النجمة لو نزل إلى الجلسة من خلال تأييد الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري، لكنه ساير حزب الله الذي كان يتمسك بترشيح رئيس التيار الوطني الحر آنذاك العماد ميشال عون. يومها تلقى فرنجية اتصالاً مطولاً من الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بمثابة تهنئة له واستقبله البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، لكنه أضاع الفرصة، فهل يعيدها هذه المرة أم يتمسك بالرئاسة؟ يعتبر سليمان فرنجية نفسه مرشحاً طبيعياً لكنه لم يعلن ترشيحه الرسمي، وإن كان البعض قرأ في زيارته الأخيرة إلى البطريرك الراعي انطلاقاً لمعركته الرئاسية بالتزامن مع انصراف الثنائي الشيعي إلى احتساب الأصوات الداعمة لحليفهم الذي يطمئنون إليه وإلى أنه لا يطعن ظهر المقاومة. ويسعى الثنائي إلى إيصال فرنجية بطريقة سلسة وبشكل توافقي انطلاقاً من خطابه التصالحي وبراغماتيته التي يتميّز بها إلى جانب قناعاته الاستراتيجية التي يمكنه توظيفها لخدمة البلد وعلى أن يأخذ من حزب الله ومن سوريا ما لا يستطيعه أي مرشح آخر وفق ما أعلن بنفسه من على منبر بكركي، مع العلم أن تصريح المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل أثار نقزة مسيحية بعد تصريحه عن العمل لانتخاب فرنجية ولو من دون موافقة أكبر كتلتين مسيحيتين. وينطلق مؤيدو فرنجية في تفاؤلهم بإمكانية انتخابه من الرقم الذي ناله الرئيس بري في جلسة انتخابه وهو 65 صوتاً على الرغم من معارضة كتل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والتغييريين وبعض النواب المستقلين الذين اعتبروا أنفسهم الأكثرية في المجلس التي تضم 67 نائباً.

ويجري بري عملية بوانتاج للكتل النيابية والنواب الذين يؤيدون فرنجية أو بإمكانه «المونة» للتصويت له على أن يبادر في حال تأكده من رقم 65 نائباً إلى الدعوة لجلسة انتخاب والنزول إليها بإسم فرنجية بدلاً من الورقة البيضاء. وإذا كان البعض يعتبر أن بري نجح بأصوات 8 من «اللقاء الديمقراطي» وهذا غير متوافر لفرنجية انطلاقاً من طرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط سلّة أسماء ليس بينها لا فرنجية ولا المرشح ميشال معوض، إلا أن مؤيدي فرنجية يعتقدون أن الزعيم الدرزي لن يتأخر بالسير بخيار رئيس «المردة» إذا وصلته إشارة سعودية حول نضوج التسوية، علماً أن العديد من النواب السنّة من قدامى «كتلة المستقبل» الذين يصوّتون بعبارة «لبنان الجديد» غير بعيدين عن تأييد فرنجيه تماماً كما فعلوا بتأييدهم بري لرئاسة المجلس.

أكثر من ذلك، لا يستبعد مقرّبون من «المردة» أن ينال فرنجيه إضافة إلى أصوات نواب الطاشناق الثلاثة ومن ضمنهم النائب والوزير جورج بوشكيان أكثر من صوت من «تكتل لبنان القوي». ويتكّل هؤلاء على العلاقة الجيدة التي تربط فرنجية بالدول العربية وبتفاعله الإيجابي مع السعودية، بعدما ورث هذه العلاقة عن جدّه الذي فوّضه الملوك والرؤساء العرب في قمتهم التي عقدت في الرباط في المغرب في السبعينات أن يمثلهم ويلقي كلمة بإسمهم حول القضية الفلسطينية رغم النصيحة الأمريكية بعدم التوجه إلى الأمم المتحدة. وجاءت مشاركة فرنجية الحفيد في مؤتمر الاونيسكو الذي دعت إليه السفارة السعودية في بيروت في الذكرى 33 لإتفاق الطائف لتؤكد على هذه العلاقة. ولفتت على هامش هذه المشاركة الحفاوة التي لقيها الزعيم الزغرتاوي وجلوسه في وسط الصف الأول خلافاً لغيره، وحُكي أن تواصلاً مع السفير وليد البخاري كان سيعقب هذه المشاركة، إلا أن التباساً حال دونه.

لا يمانع فرنجية هذه المرة انتخابه ولو بفارق صوت واحد كما حصل في جلسة انتخاب جدّه في مواجهة المرشح الشهابي الياس سركيس حيث نال فرنجية 50 صوتاً مقابل 49 لسركيس حيث رفض بعدها رئيس المجلس صبري حمادة إعلان نجاح فرنجية برئاسة الجمهورية، داعياً إلى إعادة الانتخاب من جديد، فحدثت حالة فوضى وهرجٌ ومرج في مجلس النواب، انسحب بعدها حمادة إلى مكتبه رافضاً إعلان النتيجة. وللمفارقة أن النائب رينه معوض والد المرشح الحالي ميشال معوض اتصل يومها بالرئيس فؤاد شهاب ليعلمَه بالإشكال القانوني الذي أثاره رئيس المجلس، فطلب إليه شهاب بأن يدعو الرئيس حمادة لإعلان انتخاب فرنجية رئيساً. وبعد انتخاب فرنجية الجد رفع شعاره الشهير «وطني دائماً على حق» وكان يحلم أن ينام الناس في عهده وأبوابهم مفتوحة، لكن الحلم لم يكتمل، فالعاصفة هبّت في 13 نيسان عام 1975 وجرت الرياح عكس ما كان يرغب وعكس ما اشتهى لعهده الذي كان بدأ يشهد تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية ضد إسرائيل وارتفاع وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب من حولا إلى عيترون وكفرشوبا إلى هجمات متتابعة على المخيمات الفلسطينية وصولاً إلى الانزال الإسرائيلي في فردان في 10 نيسان1973 واغتيال القادة الفلسطينيين الثلاثة كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار، حيث قدّم الرئيس صائب سلام استقالة حكومته بعدما اتهم قائد الجيش العماد اسكندر غانم بالتقصير. ووقع الرئيس فرنجية وسط التناقضات بين مصلحة المقاومة الفلسطينية في أن تمارس مقاومتها انطلاقاً من لبنان وبين مصلحة الدولة اللبنانية في أن تمارس سيادتها على أراضيها، فانقسمت البلاد إلى فريقين تماماً كما هو الواقع حالياً مع سلاح حزب الله. فإذا التصق رئيس «المردة» بالحزب وغطّى سلاحه خسر شعبية مسيحية، وإذا ابتعد عن الحزب خسر دعم الثنائي، من هنا يَعِد فرنجية في حال انتخابه بعقد طاولة للحوار لوضع الاستراتيجية الدفاعية على أن يكون أبرز ركنيها حزب الله والقوات اللبنانية. وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت، فإن الأكيد أن سليمان فرنجية إذا توافرت له الظروف كما حصل عام 2016 فلن يضيّع فرصة الرئاسة هذه المرة، ولكن السؤال يبقى بأي ثمن وهل تتم انتخابات رئاسية بمعزل عن تسوية شاملة تأخذ في الاعتبار رئاسة الحكومة وبعض المناصب الهامة في الدولة؟ وهل يتأمن نصاب الجلسة المحدّد بـ 86 نائباً مع تلويح نواب المعارضة وآخرهم القوات والكتائب بتعطيل الجلسة لمنع وصول رئيس من 8 آذار يغطي سلاح الحزب على 6 سنوات؟

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مخاوف أميركية من تصعيد إسرائيلي- فلسطيني في شهر رمضان

حملة اعتقالات ضد «الجهاد» بالضفة فيما يجري وفدها مباحثات في القاهرة

الشرق الأوسط/05 شباط/2023

شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، استهدفت قيادات وكوادر حركة «الجهاد الإسلامي»، في حين يخوض وفد الحركة الذي يرأسه الأمين العام زياد النخالة، حوارات مكثفة مع المسؤولين المصريين بالقاهرة، من أجل دفع «تهدئة» في الضفة إلى الأمام.واعتقل الجيش الإسرائيلي مجموعة من مسؤولي الحركة في مناطق مختلفة بالضفة، على رأسهم القيادي البارز خضر عدنان من بلدة عرابة في جنين، الذي كان قد اعتقل عدة مرات في السابق وخاض إضرابات متعددة عن الطعام، إضافة إلى آخرين في شمال الضفة ورام الله. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته اعتقلت 7 مطلوبين فلسطينيين، في مداهمات ليلية بالضفة، وتعرضت لإطلاق نار. وجاء الاعتقال في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مع استمرار التوترات في الضفة الغربية. وقالت حركة «الجهاد» إن استهداف واعتقال قادة الحركة في جنين «يعكسان مدى التخبط والضغط اللذين يلاحقان حكومة الاحتلال الفاشية، جراء تصاعد انتفاضة شعبنا بالقدس والضفة المحتلة». وتعهدت «الجهاد» بأن «الهجمة الاحتلالية المسعورة لن تستطيع (إخماد وهج الانتفاضة وشعلة المقاومة)».استهداف الحركة من قبل إسرائيل والتهديد بالتصعيد، جاء في وقت تعيش فيه الضفة الغربية حالة من الاحتقان، بعدما قتلت إسرائيل 10 فلسطينيين في هجوم واحد على مخيم جنين شمال الضفة، الخميس قبل الماضي، قبل أن يرد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف التنسيق الأمني، ثم يهاجم فلسطيني في اليوم الثاني إسرائيليين بمسدسه في القدس ويقتل 7 منهم. وحاولت الولايات المتحدة ومصر الضغط من أجل تهدئة التوترات واستئناف التنسيق الأمني، وعرضت واشنطن خطة أمنية تقوم على تدريب قوات فلسطينية خاصة للسيطرة على مناطق شمال الضفة الغربية، لكن الرئيس الفلسطيني رفض. ويخشى الأميركيون وباقي الوسطاء من أن التوتر قد يتحول إلى تصعيد خطير مع وصول شهر رمضان. وللعام الثاني على التوالي، اعتبرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أن شهر رمضان عامل محتمل لتصعيد أعمال عنف إضافية بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واستغل كبار المسؤولين الأميركيين زياراتهم إلى المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، لحث إسرائيل على اتخاذ خطوات استباقية في الأسابيع المقبلة، من أجل ضمان ألا يشهد الشهر الحساس إراقة دماء إضافية. ويتوقع أن يبدأ شهر رمضان نحو 22 مارس (آذار) المقبل. وأوضح كبار مساعدي بايدن أن هذه القضية هي مصدر قلق للولايات المتحدة، وسألوا نظراءهم الإسرائيليين كيف يخططون لمعالجة الأمر، وركزوا إلى حد كبير حول ضمان التزام إسرائيل بالوضع الراهن في الحرم القدسي.

ولهذا السبب، بقي الممثل الأميركي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، في المنطقة، بعد مغادرة بلينكن يوم الثلاثاء، لإجراء محادثات مع الأطراف، في محاولة لتحديد سلسلة من الخطوات التي يمكن تنفيذها في الأسابيع المقبلة، لتخفيف التوترات، في حين بدأت مصر مباحثات من جهة ثانية مع إسرائيل و«الجهاد» و«حماس». واجتمع النخالة على رأس وفد من حركة «الجهاد»، السبت، مع وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وناقشوا التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية واستهداف قادة وعناصر «الجهاد».

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجهاد» غاضبة من استمرار قتل واعتقال عناصرها في الضفة، وتعتبر أن هناك هجوماً مركزاً يستهدف بنيتها التحتية في الضفة. وأبلغ النخالة بحسب المصادر، اللواء كامل، أن حركته لا يمكن أن تستمر في ضبط النفس بغزة، في حين تواصل إسرائيل قتل واعتقال كوادر الحركة كل يوم، وأنه لا يثق بأي وعود إسرائيلية بعدما نقضت وعودها السابقة أثناء الحرب الأخيرة. وركز كامل من جهته، على ضرورة ضبط النفس، في حين تعمل مصر مع أطراف أخرى على تهدئة الموقف في الضفة، بما يشمل تقليص الاقتحامات الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية، وطلب وقتاً لإنجاز ذلك. وقالت حركة «الجهاد» إن الطرفين ناقشا آخر التطورات في الضفة الغربية وغزة، ولا سيما جنين، والأوضاع السياسية بشكل عام والداخلية بشكل خاص، والعلاقة الثنائية، والجهود المصرية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وسبل استعادة وحدة الصف الفلسطيني. ويفترض أن يبحث كامل الملفات نفسها مع وفد من حركة «حماس» يترأسه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ويصل إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء الاثنين. ومن غير المعروف ما إذا كانت القاهرة ستوجه دعوات لفصائل أخرى أم لا، لكنها تركز على إقناع «حماس» و«الجهاد»، اللتين قد تلتقيان بمصر في مباحثات ثنائية، بخفض التوتر في الضفة، والامتناع عن إقحام غزة في مواجهة جديدة، لحين الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل يسمح باستعادة الهدوء في الضفة واستئناف العلاقات مع السلطة.

 

حركة «الجهاد» تطلب وقف الاقتحامات واستهداف كوادرها لتحقيق «التهدئة»

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: القاهرة تتحرك في مسارات متعددة و«الحلحلة صعبة»

القاهرة/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

واصل وفد حركة «الجهاد» الفلسطينية لقاءاته في القاهرة مع المسؤولين الأمنيين المصريين، حول سبل وقف التصعيد في الأراضي المحتلة، وضمانات تحقيق التهدئة. وقالت مصادر مصرية مطلعة على مجريات المشاورات التي أجراها وفد حركة «الجهاد» الموجود حالياً في مصر، برئاسة زياد النخالة، أمين عام الحركة، إن المشاورات «اتسمت بالشفافية والوضوح الكامل في تقييم الموقف واستكشاف ما طرحته الحركة من رؤى وأفكار حول التهديدات القائمة وسبل ضمان عدم تدهور الموقف». وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم نشر اسمها لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حركة «الجهاد» ركزت في مشاوراتها مع المسؤولين المصريين على «التصعيد الإسرائيلي ضد قيادات وكوادر (الجهاد) في جنين واستمرار استهدافهم بالقتل والاعتقال»، كما شددت على «خطورة استمرار سلطات الاحتلال في اقتحام المناطق الفلسطينية والأماكن المقدسة، بما يزيد من احتقان الموقف»، مؤكدة ضرورة وقف هذه الممارسات لتحقيق التهدئة.

وكانت مصر دعت قيادات حركتي «الجهاد» و«حماس» لعقد لقاءات تشاورية في القاهرة، بهدف تحقيق التهدئة في الأراضي المحتلة، وعدم وصول التصعيد الراهن إلى قطاع غزة. وأجرى مسؤولون أمنيون مصريون على مدى الأيام الماضية لقاءات مكثفة مع قيادات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ومع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب، بهدف وقف التصعيد في الأراضي المحتلة، وتوفير ضمانات للتهدئة. وأوضحت المصادر أن «القاهرة تتحرك في مسارات متعددة من أجل توفير ضمانات للتهدئة»، وأن هناك «اتصالات مستمرة مع إسرائيل لتليين موقفها، خاصة أن الساعات الماضية شهدت نوعاً من التجاوب بشأن عدم هدم قرية الخان الأحمر بالقدس وعدم تصعيد الموقف». وأضافت أن «الحلحلة لا تبدو سهلة، والتقدم المحرز بطيء، ويواجه تحديات عدة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». ورجحت المصادر أن يبدأ وفد من حركة «حماس» مشاورات مماثلة مع المسؤولين الأمنيين المصريين فور وصوله إلى القاهرة، برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة. وأشارت إلى أن الموعد المتوقع لوصول الوفد «كان مساء الثلاثاء»، إلا أنها عادت لتؤكد أنه «لا موعد نهائي حتى الآن». وشهدت الأوضاع في القدس والضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة حالة من التوتر في أعقاب تصاعد انتهاكات القوات الإسرائيلية، ووقوع سلسلة من الحوادث الدامية، أوقعت كثيراً من القتلى والجرحى من الجانبين.

من جانبه، ثمّن الدكتور جهاد الحرازين، المحلل السياسي الفلسطيني، الدور الذي تلعبه القاهرة في خدمة القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن «الارتباط التاريخي والجغرافي والسياسي بين مصر وبين القضية الفلسطينية يجعلها تستحوذ على اهتمامات السياسة المصرية الخارجية». وأضاف الحرازين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن القاهرة حرصت منذ اللحظة الأولى على العمل مع الأطراف كافة، لتجنب مواجهة وحالة تصعيد مدمرة على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن القاهرة «تعمل وفق أجندة متكاملة، وبخطوات متوازية على الصعيد الداخلي الفلسطيني لمنع تفجر الأوضاع، وكذلك على الصعيد السياسي، لإيجاد أفق سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال». ولفت المحلل السياسي الفلسطيني إلى أهمية اللقاءات التي تجريها القيادات المصرية مع الفصائل الفلسطينية، لتجنب أي مواجهة مقبلة في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، مع انشغال المجتمع الدولي بالأزمة الروسية الأوكرانية والأزمة الاقتصادية. ولفت أيضاً إلى «أهمية اللقاءات المتواصلة مع قيادات السلطة الفلسطينية، والتنسيقات مع المسؤولين الأردنيين والأميركيين، ما يجسد وجود حراك يسير على مستويات عدة، لتحقيق الهدف الأساسي، وهو وقف الاعتداءات الإسرائيلية، ولجم حكومة الاحتلال وإيجاد أفق سياسي»، وفق الحرازين. وتابع المحلل الفلسطيني القول إن «الكرة الآن في ملعب دولة الاحتلال. فهي من بدأت التصعيد، وهي من عليها أن تنهيه»، مضيفاً أن هناك توافقاً بين مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية على أبرز المطالب لتحقيق التهدئة، و«تتصدرها ضرورة وقف الأعمال أحادية الجانب من قبل دولة الاحتلال، ووقف الاقتحامات والاعتداءات واستباحة الدم الفلسطيني، إضافة إلى وقف الاعتقالات وتدنيس الأماكن المقدسة، وكذلك وقف مسلسل العقوبات الإسرائيلية، بما يشمل اقتطاع أموال الضرائب الفلسطينية ومصادرتها ووقف الاعتداءات على الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى سلطات الاحتلال». وأشار الحرازين إلى أهمية وقف حملة التحريض التي يمارسها وزراء بالحكومة الإسرائيلية ووقف مصادرة الأراضي وهدم المنازل في القدس، لافتاً إلى أن الممارسات الإسرائيلية «هي التي تشعل الأجواء وتوترها»، وأن الفصائل الفلسطينية «تحرص على التهدئة، التي يجب أن تتوفر لها ضمانات على الأرض».

 

نتانياهو يزعم التوصل إلى حل بشأن الشرق الأوسط

بن غفير يهدد بالاستقالة... وعشرات آلاف الإسرائيليين يواصلون الاحتجاجات

رام الله، عواصم – وكالات/05 شباط/2023

 زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، التوصل إلى حل بشأن الشرق الأوسط، مجددا حديثه عن السلام بين إسرائيل والسعودية، مشيرا إلى أنه سيؤدي إلى نهاية واقعية للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وقال نتانياهو في مقابلة مع قناة “إل سي آي” الفرنسية، إنه توصل إلى حل وسط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن مصالح بلديهما في الشرق الأوسط، مضيفا أن إيران تريد إنشاء جيش ونشره في سورية بالقرب من الحدود الإسرائيلية، في ظل سعي طهران إلى تدمير الدولة اليهودية وتعريض سكانها للخطر من خلال تطوير أسلحة نووية. وأكد أن إسرائيل لا تريد مواجهة عسكرية مع روسيا، لكنه في الوقت نفسه اعترف بأن البلدين لديهما “علاقات معقدة”، موضحا أن “هذا يرجع إلى حقيقة أنه على الحدود مع سورية، تحلق الطائرات الإسرائيلية والروسية على مسافة قريبة جدا من بعضها البعض”، لافتا إلى أن تل أبيب بحاجة لحرية العمل في السماء، لكن ذلك قد يؤدي لمواجهة مع موسكو، مشددا على أنه لا يريد أن تتطور الأحداث إلى ذلك. من جانبه، هدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتقديم استقالته من الحكومة، في حال فقد التأثير على سياساتها تجاه القضايا العالقة او الملفات الشائكة الحكومة، قائلا: إنه حتى الآن لديه تأثير على الحكومة وسيبقى يباشر عمله في هذه المرحلة. ونقلت القناة السابعة العبرية عن بن غفير أنه يعتزم تمرير قوانين تقضي باستحداث قانون عقوبة الإعدام لمن وصفهم بـ”الإرهابيين” وتمرير إبعاد عائلاتهم أيضا، أو من يتلقى أموالا من السلطة الفلسطينية ومن يحتفل بقتل اليهود، وتوزيع الأسلحة على المستوطنين الذين يريدون الدفاع عن أنفسهم، مشددا على أنه ينوي تدشين حرس وطني وإضافة الآلاف من رجال الشرطة وزيادة رواتبهم، فضلا عن عزمه إخلاء قرية الخان الأحمر. في الاثناء، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن زيارة مرتقبة سيقوم بها مسؤول سوداني كبير إلى إسرائيل خلال أيام، لتوثيق العلاقات بين البلدين. وحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإنه من المتوقع أن يصل مسؤول كبير في الحكومة السودانية خلال الأيام المقبلة، لمواصلة الاستعدادات لتوقيع اتفاق سلام بين الخرطوم وتل أبيب. وأضافت أن “المسؤول السوداني سيلتقي وزير الخارجية إيلي كوهين الذي يقود الاتصالات مع السودان”، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين في إسرائيل. أوضحت الصحيفة أن “الغرض من وصول المسؤول السوداني لإسرائيل هو تعزيز العلاقات قبل توقيع اتفاق السلام، وكذلك مواصلة الاستعدادات للاعتراف المتبادل، بعد تشكيل حكومة مدنية في السودان”. إلى ذلك، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين ضد مشروع إصلاح النظام القضائي الذي قدمته حكومة بنيامين نتانياهو، حيث شارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين للأسبوع الخامس على التوالي في احتجاجات على خطط الحكومة الجديدة لإدخال إصلاحات على النظام القضائي. ويقول المحتجون إنه سيتم تقويض الديمقراطية الإسرائيلية إذا نجحت الحكومة في تمرير الخطط التي ستشدد السيطرة السياسية على التعيينات القضائية وتحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات الحكومة أو قوانين الكنيست، فيما تؤكد الحكومة الائتلافية التي تضم أحزابا من اليمين واليمين المتطرف وتشكيلات يهودية متشددة، أن الإصلاحات تهدف إلى تصحيح حالة من عدم التوازن.

 

الجيش الإسرائيلي يفشل في اعتقال مطلوبين بأريحا

رام الله/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

أنهى الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في مخيم «عقبة جبر» في مدينة أريحا الحدودية، السبت، استمرت 4 ساعات، وشهدت محاصرة منازل واشتباكات واعتقالات وجرحى، بدون أن يعتقل مطلوبين رئيسيين له ملاحقين منذ نحو أسبوع بعد عملية إطلاق نار استهدفت إسرائيليين في مطعم قريب.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أنه اعتقل «مشتبهين»، لكن ليس المطلوبين في عملية إطلاق النار الأسبوع الماضي. وقال المتحدث العسكري، «إن مئات الجنود قاموا بتطويق مبنيين اختبأ في داخلهما مطلوبون، خرج ستة منهم من أحد المبنيين وسلموا أنفسهم، فيما أطلق الجنود قذائف على المبنى الآخر. ولم تقع إصابات في صفوف القوات». وشاركت في العملية، حسب قناة «كان» الإسرائيلية، قوات من وحدتي «دوفدفان» و«ماجلان»، و«الكتيبة 47» و«حرس الحدود»، إضافة إلى «الشاباك». وقالت القناة إنه «لم يتم اعتقال هدفي العملية اللذين نفذا إطلاق نار عند مفترق ألموغ» الأسبوع الماضي.

وحولت إسرائيل المخيم إلى ساحة حرب، بعدما اقتحمته وحاصرت المنازل وأخضعت السكان لاستجوابات ميدانية، ما أدى إلى إصابة 13 فلسطينياً بينهم 3 بجروح خطرة. وقال مدير «مستشفى أريحا» ناصر عناني، إن ثلاث إصابات وصلت بحالة حرجة، جرى تحويلها إلى مستشفيات في رام الله. واندلاع مواجهات مسلحة في مخيم «عقبة جبر» في أريحا، فاجأ الإسرائيليين الذين لم يتوقعوا ذلك بالنظر إلى الهدوء الذي تمتاز به المدينة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، إن اقتحام أريحا هذه المرة «لم يكن مثل مرات سابقة بالنظر للمقاومة المسلحة التي واجهت الجيش». وعدّت أنه من اللافت «انتظار عشرات المسلحين وصول القوات للمخيم وإمطارها بوابل من الرصاص في مشهد نادر في تلك المدينة التي كانت تعد الأهدأ في الضفة». وقالت إن ذلك «يدلل على مدى سيطرة المسلحين في الضفة». وتعيش الضفة الغربية حالة من التوتر الشديد، بعدما قتلت إسرائيل 10 فلسطينيين في هجوم واحد على مخيم جنين شمال الضفة يوم الخميس قبل الماضي، قبل أن يرد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بوقف التنسيق الأمني، ثم يهاجم فلسطيني في اليوم الثاني إسرائيليين بمسدسه في القدس ويقتل 7 منهم.

وحاولت الولايات المتحدة ودول إقليمية الضغط من أجل تهدئة التوتر واستئناف التنسيق الأمني، وعرضت واشنطن خطة أمنية تقوم على تدريب قوات فلسطينية خاصة للسيطرة على مناطق شمال الضفة الغربية، لكن الرئيس الفلسطيني رفض. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، السبت، إن القيادة الفلسطينية «رفضت كل الضغوط التي مورست عليها لثنيها عن مواصلة تحركاتها الدولية، والتراجع عن القرارات التي اتخذتها مؤخراً، من بينها تحديد العلاقة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف التنسيق الأمني». وأضاف أبو يوسف، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»: «قرار القيادة وهو ما أكدته خلال اجتماعها برئاسة الرئيس عباس يوم الجمعة الماضي، هو الاستمرار بتحديد العلاقة مع دولة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، وعدم الرضوخ أمام التهديدات الإسرائيلية، والاستمرار بالإجراءات الكفيلة بتوفير الحماية لشعبنا». وأكد «استمرار العمل مع المؤسسات الحقوقية الدولية، وتسريع الإجراءات في المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه»، محملاً إياه «مسؤولية ما يجري على الأرض». واتهم أبو يوسف، «حكومة الاحتلال بشن عدوان شامل على الشعب الفلسطيني، ومحاولة فرض أمر واقع على الأرض». ويخشى الأميركيون وباقي الوسطاء، من أن التوتر قد يتحول إلى تصعيد خطير مع وصول شهر رمضان... وللعام الثاني على التوالي، عدّت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن «أن شهر رمضان عامل محتمل لتصعيد أعمال عنف إضافية بين الإسرائيليين والفلسطينيين». واستغل كبار المسؤولين الأميركيين زياراتهم إلى المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، لحث إسرائيل على اتخاذ «خطوات استباقية في الأسابيع المقبلة من أجل ضمان ألا يشهد الشهر الحساس إراقة دماء إضافية»، حسبما قال مسؤولان، أميركي وإسرائيلي، لـ«تايمز أوف إسرائيل». من المقرر أن يبدأ شهر رمضان حوالي 22 مارس (آذار) المقبل. وأوضح كبار مساعدي بايدن أن هذه القضية، «هي مصدر قلق للولايات المتحدة، وسألوا نظراءهم الإسرائيليين كيف يخططون لمعالجة الأمر، وركزوا إلى حد كبير على ضمان التزام إسرائيل بالوضع الراهن في الحرم القدسي».وكانت السلطة طلبت من الأميركيين قبل أي شيء، وقف إسرائيل البناء في المستوطنات وإضفاء الشرعية على بؤرة استيطانية، ووقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمنطقة A الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ووقف انتهاكات الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف.

 

إيران: خامنئي يعفو عن عشرات الآلاف.. وموسوي لدستور جديد

بوريل: قمع الملالي جعل العودة للاتفاق النووي مستحيلة... وباهنر: انتفاضة مهسا أميني "الأوسع والأعمق

طهران، عواصم – وكالات/05 شباط/2023

 أعلن التلفزيون الرسمي في إيران أمس، ان المرشد علي خامنئي أصدر عفوا عن عشرات الآلاف من المسجونين، ومن بينهم كثيرون ألقي القبض عليهم لاتهامات لها علاقة بالأمن خلال انتفاضة مهسا أميني والتظاهرات المناوئة للحكومة مؤخرا، وتزامن ذلك مع دعوة زعيم المعارضة في إيران إلى استفتاء على الدستور.

وقالت وسائل إعلام إيرانية إنه سيتم العفو عن السجناء الذين لا يواجهون اتهامات بالتجسس لصالح وكالات أجنبية، أو من ليس لهم صلة مباشرة تربطهم بعملاء في الخارج، أو من لم يتعمدوا القتل أو التسبب في الإصابة أو في دمار وإحراق ممتلكات الدولة أو من لا يوجد مدع خاص في قضاياهم، وستُعلن قرارات العفو بمناسبة ذكرى قيام الثورة عام 1979. من جانبها، ذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا” إن السلطات اعتقلت نحو 20 ألف شخص في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، والتي خرجت بعد مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر الماضي. بدوره، وبالرغم من إنكار السلطات الرسمية الإيرانية استمرارية واتساع وعمق الاحتجاجات الأخيرة، أقر أحد أبرز أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام ونائب رئيس البرلمان السابق محمد رضا باهنر، بأنها “الأوسع والأعمق” مقارنة بالاحتجاجات السابقة، واصفا تماسك المجتمع الدولي في موقفه من الاحتجاجات بأنه غير مسبوق. وقال “بالرغم من أنها تبدو كأنها خمدت، فإنه من نقاط ضعفنا أن نرى في هدوء أعمال الشغب أن المشكلة حُلت بينما لم تحل، انتهت مؤقتا”، معتبرا أن مقتل مهسا أميني لم يكن السبب الرئيسي، واصفا مقتلها بالشرارة، مضيفا أن هناك بعض الاستياء وعدم الكفاءة في مجال الاقتصاد والسياسة وحتى الثقافة والديبلوماسية، كسبب وراء اندلاع الاحتجاجات. من جهته، أكد مسؤول السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل صعوبة التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بسبب مواقف طهران بشأن عدد من القضايا الدولية، قائلا إن قمع الاحتجاجات واستخدام عقوبة الإعدام وإمداد روسيا بالأسلحة خلقت بيئة جعلت الاتفاق النووي أكثر تعقيدا، مضيفا أن الاتفاقية مجمدة حاليا، وينبغي عليّ أن أحاول الحفاظ عليها.

في غضون ذلك، دعا القيادي الإيراني المعارض والمعتقل منذ فترة طويلة مير حسين موسوي، إلى استفتاء عام حول كتابة دستور جديد لإيران، وتضمنت دعوة موسوي التي نشرها موقع “كلمة” الإخباري الإلكتروني المعارض، قوله إنه لا يعتقد الآن بفعالية النظام الإيراني الحالي المعتمد على المرشد الأعلى.

وفيما دعا موسوي إلى تشكيل جمعية دستورية من ممثلين حقيقيين لكتابة دستور جديد للبلاد، يتوقع ألا تستجيب الثيوقراطية الإيرانية لنداء موسوي، السياسي البالغ من العمر 80 عاما، وظل موسوي وزوجته قيد الإقامة الجبرية سنوات، بعد أن أدت خسارته المثيرة للجدل في الانتخابات الرئاسية عام 2009 إلى احتجاجات الحركة الخضراء الضخمة التي قمعتها قوات الأمن أيضا. وكان موسوي قال عام 2019 إن خامنئي يشبه الشاه السابق محمد رضا بهلوي، والذي شهد حكمه قيام قوات الأمن بإطلاق النار على متظاهرين في حادث أدى إلى اندلاع الثورة الإسلامية. على صعيد آخر، أثار التطبيق المقرر للرسوم على القبور في العاصمة طهران غضبا في الصحافة المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يرى المنتتقدون أنه من غير المقبول أن تضطر عائلات الموتي لدفع مثل هذه الرسوم، للتعويض عن عدم قدرة المسؤولين على السيطرة على الأزمة المالية، قائلين إنه يتعين أن يحترم النظام الموتى وألا يستخدموهم لملأ خزانته الفارغة. وفيما تثار المخاوف من احتمال بيع القبور التي لم يتم سداد الرسوم عليها من جانب مجلس البلدية، وحرمان الكثير من الأشخاص من مثواهم الأخير، سيتم تطبيق الرسوم على القبور في طهران في العام الفارسي الجديد الذي يبدأ في 21 مارس المقبل.

 

تقرير: موسكو وطهران تخططان لإنشاء مصنع للطائرات المسيَّرة الإيرانية في روسيا

روسيا وإيران تهدفان إلى بناء طائرة من دون طيار فائقة السرعة يمكن أن تشكل تحديات جديدة للدفاعات الجوية الأوكرانية

واشنطن/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

تمضي موسكو وطهران قدماً في خططهما لبناء مصنع جديد في روسيا يمكن أن ينتج ما لا يقل عن 6 آلاف طائرة مسيَّرة إيرانية، للاستخدام في حرب أوكرانيا، في أحدث إشارة إلى عمق التعاون بين البلدين، وفق مسؤولين من دولة متحالفة مع روسيا. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن المسؤولين قولهم إنه كجزء من تحالفهم العسكري الناشئ، سافر وفد إيراني رفيع المستوى إلى روسيا في أوائل يناير (كانون الثاني) لزيارة موقع المصنع المزمع إنشاؤه والتوصل إلى تفاصيل لبدء المشروع وتشغيله. وقال المسؤولون إن البلدين يهدفان إلى بناء طائرة من دون طيار فائقة السرعة يمكن أن تشكل تحديات جديدة للدفاعات الجوية الأوكرانية. وأشار المسؤولون إلى أن المحادثات لبناء المصنع ترجمت على الأرض من خلال زيارة للموقع قام بها مسؤولو البلدين في 3 يناير إلى بلدة يلابوجا الروسية، على بعد 600 ميل شرق موسكو. وقال المسؤولون إن الوفد الإيراني كان بقيادة الجنرال عبد الله محرابي، رئيس أبحاث القوة الجوية والفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، وجاسم دامافانديان، الرئيس التنفيذي لشركة «القدس للطيران» الإيرانية، وهي شركة تصنيع دفاعية رئيسية تقول الولايات المتحدة إنها أساسية لتطوير وبناء الطائرات من دون طيار في البلاد. ولفت المسؤولون إلى أن مصنع الطائرات المسيرة جزء من صفقة قيمتها مليار دولار بين روسيا وإيران. وقال المسؤولون إن موسكو زودت إيران بالأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في ساحة المعركة بأوكرانيا، مشيرين إلى أن طهران تحاول تقليد هندستها. ولفت مسؤولون أميركيون أن طهران زودت موسكو بالفعل بمئات الطائرات من دون طيار، التي استخدمتها لضرب أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا. وحذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أن روسيا وإيران تطوران «شراكة دفاعية كاملة». وقال البيت الأبيض إن موسكو كانت تدرب الطيارين الإيرانيين على قيادة الطائرات الحربية الروسية، بقصد إرسال تلك الطائرات إلى طهران بحلول نهاية العام. حتى اليوم، زوَّدت إيران روسيا في الغالب بالطائرات الانتحارية من دون طيار، المعروفة باسم «شاهد - 136»، التي بإمكانها حمل كمية متواضعة من المتفجرات التي تنفجر عندما تصطدم بأهدافها، كما يقول مسؤولون أميركيون وأوكرانيون. استخدمت روسيا الطائرات من دون طيار لاستهداف شبكة الكهرباء الأوكرانية في محاولة لتعطيل إمدادات الكهرباء في البلاد خلال الشتاء البارد. بمرور الوقت، نجحت الدفاعات الجوية الأوكرانية في تحييد تهديد «الدرون» إلى حد كبير. «شاهد - 136» هي طائرة من دون طيار بطيئة الحركة ومزودة بمحركات دفع، مما يجعل من السهل نسبياً تحديدها وإسقاطها. أسقطت أوكرانيا أكثر من 540 طائرة من دون طيار منذ أن بدأت في الظهور فوق سماء البلاد في الخريف الماضي، وفقاً لسلاح الجو في البلاد.

 

فاطمة هاشمي تعيد إثارة الشكوك بشأن وفاة والدها

لندن/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

تم تداول مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي بثته الناشطة فاطمة هاشمي تتحدث فيه عن الذكرى السادسة لوفاة والدها الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني وتصفه بـ«الشهيد». وتقرأ هاشمي بياناً، تخاطب فيه والدها بشكل عام بخصوص أحوال البلاد، موضحة في الوقت نفسه أنها لم تشارك في المراسم التي أقيمت في 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، بعدما رفض طلبها لقراءة البيان. وإذ اعتذرت فاطمة رفسنجاني لوالدها بسبب عدم المشاركة، تقول في مقطع الفيديو: «والدي الشهيد، أيامنا ليست على ما يرام، أحوالنا جميعاً سيئة... مواطنونا محبطون وحزناء ويائسون... الجميع قلق على مستقبل إيران». وتضيف: «المشكلات الاقتصادية والمعيشية والسياسية والأخلاقية والاجتماعية، تتصاعد كل يوم». وتتابع: «والدي العزيز، باسم الدين والشعب يرتكبون ظلماً بحق الدين والإسلام، لا يزال البعض المنتشون بالقوة والنفوذ يخشون حتى من ذكر اسمك، ويعتقدون أنه بإمكانهم القضاء على ذكراك لدى الرأي العام وفي التاريخ». وليست المرة الأولى التي يثير فيها أحد أفراد أسرة هاشمي الشكوك حول وفاته، وقد توفي إثر نوبة قلبية في 7 يناير 2017 بينما كان في مسبح خاص بالمسؤولين الإيرانيين. وكان هاشمي رفسنجاني في الـ82 من العمر، وترأس لأكثر من عقدين مجلس تشخيص مصلحة النظام، الهيئة الخاصة بفض النزاع بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور والحكومة. وشغل هاشمي رفسنجاني السياسي البراغماتي، منصب أول رئيس جمهورية بعد تعيين المرشد الحالي علي خامنئي خلفاً للمرشد الأول الخميني. وكان رئيساً للبرلمان خلال تولي خامنئي منصب رئاسة الجمهورية في الثمانينات.

 

السلطات الإيرانية توقف صحافية وتسجن إعلامياً آخر

لندن/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

أوقفت السلطات الإيرانية صحافية، وأصدرت حكماً بالسجن بحق صحافي آخر، وفق وسائل إعلام محلية اليوم (الأحد)، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ وفاة الشابة مهسا أميني قبل أشهر، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوردت صحيفة «شرق» الإصلاحية عبر موقعها الإلكتروني: «تم توقيف المسؤولة عن القسم الاجتماعي في صحيفة هم ميهن إلناز محمدي الأحد (اليوم) في طهران بعد استدعائها»، من دون تفاصيل إضافية. وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول)، احتجاجات أعقبت وفاة أميني (22 عاماً) بعد توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران. وإلناز هي شقيقة إلهه محمدي التي هي أيضاً صحافية في صحيفة «هم ميهن»، أوقفت في سبتمبر بعدما قامت بتغطية مراسم تشييع أميني في مسقط رأسها مدينة سقز في محافظة كردستان بغرب إيران، والتي شهدت تحركات احتجاجية كبيرة. ووجه القضاء إلى إلهه محمدي، مثلها مثل المصورة في «شرق» نيلوفر حامدي التي زارت المستشفى حيث كانت ترقد أميني في غيبوبة بعد توقيفها، تهمة «الدعاية» ضد إيران و«التآمر للعمل ضد الأمن القومي». من جهة أخرى، أصدر القضاء عقوبة بالسجن سنة واحدة بحق الصحافي حسين يزدي الموقوف في أصفهان منذ مطلع ديسمبر (كانون الأول)، وفق «شرق». ولم تحدد الصحيفة التهم التي حوكم بموجبها يزدي، مشيرةً إلى أنه كان يتولى إدارة موقع «مبين 24» الإخباري. وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها بمثابة «أعمال شغب» يقف خلفها «أعداء» إيران. وكانت جمعية الصحافيين في طهران أفادت في يناير (كانون الثاني)، بأن 30 صحافياً لا يزالون موقوفين على خلفية الاحتجاجات، مشيرةً إلى أن «حوالي 70 صحافياً» أوقفوا منذ بدئها، لكن عدداً منهم «أفرج عنه بكفالة» في وقت لاحق. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، نشرت وسائل إعلام محلية رسالة وقعها أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي ينتقدون فيها السلطات بسبب «توقيف زملائنا وحرمانهم من حقوقهم بعد توقيفهم».

 

انتقادات إيرانية لمدير «الطاقة الذرية» بعد تقرير تعديلات أجهزة الطرد

لندن - طهران/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

انتقدت إيران المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافايل غروسي، في أعقاب تسريب تقرير سري للوكالة الأممية يتهم طهران بإخفاء تعديلات على أجهزة طرد مركزي في سلسلتين من هذه الأجهزة بمنشأة «فورود»، حيث تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60 في المائة، في نسبة قريبة من 90 في المائة اللازمة لتطوير أسلحة نووية. وهاجم رئيس المنظمة الإيرانية، محمد إسلامي، الوكالة التابعة للأمم المتحدة، للمرة الثانية، أمس (السبت)، واصفاً نشر التقرير بـ«التصرف غير المقبول»، وذلك بعد يومين من تقليل طهران من أهمية التقرير، مشيرة إلى أن استند إلى «خطأ من أحد المفتشين الدوليين».

وقال إسلامي في تصريح ملتفز أمس: «بعثنا برسالة إلى الوكالة بأن المفتش (...) ارتكب خطأ ورفع تقريراً غير دقيق. لكن مجدداً، قام المدير العام للوكالة بنشر ذلك عبر الإعلام»، وأضاف: «هذا التصرف غير احترافي وغير مقبول، ونأمل في ألا يواصل المدير العام للوكالة هذه الممارسة، لأن هذا الأمر غير مقبول حيال سمعة الوكالة»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الإعلام الرسمي الإيراني. وتأتي الانتقادات الجديدة بعد زهاء أسبوعين من إعلان غروسي عزمه التوجه إلى طهران خلال فبراير (شباط) لحضّ إيران على التعاون في حل تحقيق «الوكالة الدولية» بشأن آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع غير معلنة، بالإضافة إلى تقليص طهران التعاون مع المفتشين الدوليين، بعدما أوقفت، قبل عامين، العمل بالبروتوكول الملحق بمعاهدة حظر الانتشار، في ظل توترات بين طهران وكل من «الوكالة» وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015، بشأن برنامج إيران النووي.

وأوردت الوكالة في تقرير سري هذا الأسبوع أن إيران أدخلت تعديلاً جوهرياً على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة، في منشأة «فوردو»، من دون الإبلاغ عن ذلك بشكل مسبق. وردَّت «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» بأن التقرير يعود إلى «خطأ» من المفتّش الدولي، وأن المسألة تم «إيضاحها» قبل صدور التقرير للدول الأعضاء. وأورد تقرير الوكالة أن المفتشين اكتشفوا خلال عملية تفتيش غير معلنة في 21 يناير (كانون الثاني)، أن «سلسلتي طرد مركزي من طراز (آي آر - 6)... مترابطتان بطريقة تختلف اختلافاً جوهرياً عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة». وأضافت أن إيران استخدمت هاتين السلسلتين، منذ أواخر عام 2021، لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل لـ60 في المائة. وفي بيان مشترك، أول من أمس (الجمعة)، رأت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا أن التصريحات الإيرانية عن استناد التقرير الأممي إلى خطأ من أحد المفتشين الدوليين «غير كافية». وقالت هذه الدول، وهي من أطراف اتفاق 2015، إن التغيير «يتعارض مع التزامات إيران»، وإن «عدم الإخطار المسبق يضعف طاقة الوكالة على الحفاظ على قدرة الكشف السريع في المنشآت النووية الإيرانية». وجاء في البيان أن إنتاج إيران لليورانيوم عالي التخصيب في محطة «فوردو» ينطوي على مخاطر واسعة تتعلق بالانتشار، وأنه «دون أي مبرر مدني موثوق به».

وانتهكت إيران عدداً من التزامات الاتفاق النووي، بعدما انسحب الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي في 2018، بسبب مواصلة إيران تطوير الصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى الدور الإقليمي المتمثل بأنشطة «الحرس الثوري». ومع تولي إدارة جو بايدن، الذي تعهد بالتراجع عن استراتيجية سلفه في فرض الضغوط القصوى على إيران وإحياء الاتفاق النووي، رفعت إيران مستوى التخصيب إلى 20 في المائة، قبل أن تبلغ مستوى 60 في المائة، بمنشأة «نطنز»، في الأسبوع الأول من انطلاق المحادثات النووية بين إيران والقوى الكبرى، بهدف إحياء الاتفاق النووي، في أبريل (نيسان) 2021. كما أوقفت طهران الامتثال لبنود البروتوكول الإضافي الملحق بمعاهدة حظر الانتشار، وترفض طهران، منذ ذلك الحين، تسليم «الوكالة الدولية» تسجيلات كاميرات المراقبة. وبعد تعثر مسار فيينا، المتقطع في مارس (آذار) العام الماضي، وإبقائها في حالة معلّقة، رفعت طهران مستوى التخصيب على دفعتين؛ ففي يوليو (تموز) الماضي بدأت التخصيب بنسبة 20 في المائة في منشأة «فوردو»، قبل أن ترفع نسبة التخصيب هناك إلى 60 في المائة، في نوفمبر (تشرين الثاني). وحذرت «الوكالة الدولية»، في يونيو (حزيران)، من استخدام إيران لأجهزة معدلة من الطرد المركزي في منشأة «فوردو» تحمل رؤوساً تمكّنها من التحول بسرعة وسهولة إلى مستويات تخصيب أعلى نقاء. وتتوجس «الوكالة الدولية» والقوى الغربية من منشأة «فوردو»، وهي على قدر من الحساسية لدرجة أن الاتفاق النووي المبرَم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى حظر عمليات التخصيب هناك. وفي آخر تقرير لها، في نوفمبر الماضي، قالت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» إن إيران تملك 386.4 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، و62.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المائة. وكان غروسي قد حذّر، الأسبوع الماضي، أمام البرلمان الأوروبي، من أن إيران «جمعت ما يكفي من المواد النووية لصنع كثير من الأسلحة النووية»، خصوصاً اليورانيوم عالي التخصيب.

 

ميرحسين موسوي يطالب بدستور جديد لإنقاذ إيران من أزماتها...استطلاع رأي: 81 % من المواطنين داخل إيران يؤيدون إطاحة النظام

لندن - لاهاي - طهران/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

دعا الزعيم الإصلاحي الإيراني ميرحسين موسوي؛ الخاضع للإقامة الجبرية منذ أكثر من عقد، إلى صياغة دستور جديد لـ«إنقاذ إيران» من الأزمات المزدادة، وإقامة استفتاء عام وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وذلك قبل أسبوع من إحياء الذكرى الـ44 لثورة 1979. وقال موسوي في بيان نشره موقع «كلمة» الناطق باسم مكتبه، إن الأحداث «الدموية» خلال الشهور والسنوات الأخيرة في إيران تظهر أن شعار «تنفيذ الدستور دون تنازلات»، الذي سعى إليه في الانتخابات الرئاسية لعام 2009 «لم يعد فاعلاً»، مشدداً على ضرورة اتخاذ «خطوة متقدمة» على شعاره السابق. ويشير موسوي إلى إحباط عامة الإيرانيين من المؤسسة الحاكمة والهيكل السياسي الحالي، متحدثاً عن عدة أسباب؛ منها «العناد والإصرار على الأساليب القمعية بدلاً من الحوار والإقناع، ورفض اتخاذ أصغر خطوة نحو تحقيق ذلك». وتفرض السلطات الإقامة الجبرية على ميرحسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد، وحليفه مهدي كروبي، منذ فبراير (شباط) 2011، على خلفية رفضهما الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية 2009، التي أدت إلى فوز منافسهما، المحافظ المتشدد حينذاك، محمود أحمدي نجاد. ويتطرق بيان موسوي إلى الأزمات المزدادة بسبب أداء الهيئة الحاكمة، موضحاً أن «أزمة الأزمات هي الهيكل المتناقض والنظام الأساسي للبلاد الذي لا يمكن استمراره». وقال: «هذه القوة غير الخاضعة للمساءلة وغير المسؤولة هي التي تجعل الحياة مظلمة لنا وتغلق الطريق أمام سعادة المضطهدين». ويتحدث موسوي في بيان، عن حاجة الإيرانيين وجاهزيتهم لتغيير جذري، خطوطه الأساسية حراك المرأة والحياة والحرية، في إشارة إلى شعار الاحتجاجات التي عصفت بأكثر من 160 مدينة إيرانية في أنحاء البلاد، إثر الغضب العام من وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في ظروف غامضة، أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى «سوء الحجاب». وقال موسوي إن مفردات المرأة، والحياة، والحرية «نواة المستقبل المشرق، ومستقبل عار من القمع والفقر والإذلال والتمييز»، وقال: «هذه الكلمات الثلاث تحمل معها تاريخاً من الحيوية والتفكير والنضال والآمال، بينما المرأة هي الأكثر مدعاة للأمل». وأضاف: «السعادة والخير العام والنضال الاجتماعي الكبير؛ كل ذلك لن ينتصر من دون حضور النساء والرجال جنباً إلى جنب». وحض موسوي على العمل بتنفيذ 3 مقترحات: أولاً صياغة دستور جديد، وثانياً الاستفتاء عليه في تصويت «حر ونزيه»، وثالثاً تشكيل مجلس تأسيسي لتبني الدستور الجديد بشكل نهائي. ودعا كل فئات الشعب الإيراني إلى صياغة ميثاق أساسي «من أجل الحفاظ على الأمن العام، وتجنب أي عنف يطالب بوضع النظم الحالية». وقال: «يجب أن يوافق عليه الشعب من أي قومية ومن أي توجه سياسي وعقائدي»، وأصر على تأكيد أهمية مقترحاته الثلاثة «من أجل استقرار نظام قائم على حكم القانون ويتطابق مع معايير حقوق الإنسان وإرادة الشعب». وقال موسوي: «القانون سيجلب السعادة والرخاء من وإلى الشعب، وليس في خدمة حماية الامتيازات غير العادلة ومكانة أولئك الذين يعدون أنفسهم فوق القانون».

ويقترح موسوي هيكلاً ونظاماً جديدين، بدلاً من الجمهورية الإسلامية، مؤكداً أن «طرح منظومة جديدة بحد ذاته سيهز السلطة الاستبدادية، وسيدفعها إلى الرد، لأن مصدر القوة في الناس، وليس في السلاح والقمع»، وقال إن «الهيكل سينهار إذا لم يحظَ بتأييد الشعب، سواء أراد ذلك أم لا».

وفي أغسطس (آب) الماضي، أثار بيان لموسوي جدلاً واسعاً في الأوساط الإيرانية، بعدما حذر من «مؤامرة» توريث منصب المرشد من خامنئي إلى ابنه مجتبى خامنئي.

وجاء بيان موسوي غداة تصريحات للمحامية البارزة شيرين عبادي لوكالة «رويترز»، قالت فيها إن وفاة مهسا أميني أطلقت شرارة «عملية ثورية» لا رجعة عنها ستؤدي في النهاية إلى انهيار الجمهورية الإسلامية. وواجهت السلطات الإيرانية الاحتجاجات بالقمع كما فعلوا على مدى العقود الأربعة الماضية. كما أصدرت السلطات العشرات من أحكام الإعدام بحق مشاركين في الاحتجاجات ونفذت 4 منها على الأقل شنقاً، فيما وصفه نشطاء مدافعون عن حقوق الإنسان بأنه إجراء يهدف لترهيب الناس وإبعادهم عن الشوارع. ودفعت الاحتجاجات الأخيرة إيران إلى أزمة محتدمة، إذ فجرت وفاة أميني غضباً مكبوتاً منذ سنوات بين الإيرانيين، بسبب مشكلات من البؤس الاقتصادي وحتى التفرقة بحق أقليات عرقية، إضافة لفرض السلطات قيوداً اجتماعية وسياسية صارمة. وعلى مدى أشهر، دعا إيرانيون من كل أطياف ومشارب المجتمع إلى سقوط المؤسسة الحاكمة وهتفوا بشعارات مناهضة لصاحب كلمة الفصل في النظام، المرشد علي خامنئي.

وتسببت عمليات القمع التي انتهجتها السلطات مع الاحتجاجات في توتر دبلوماسي، في وقت أصيبت فيه المحادثات لإحياء اتفاق طهران النووي الموقع في 2015 بالجمود. وفرضت الولايات المتحدة ودول غربية عقوبات على السلطات الإيرانية وكيانات أخرى بسبب مشاركتهم في القمع وفي انتهاكات لحقوق الإنسان.

في الأثناء، أظهر أحدث استطلاع رأي من الداخل الإيراني، أن 81 في المائة من الناس يطالبون بإنهاء نظام الجمهورية الإسلامية في البلاد، حسبما أعلنت مؤسسة «غمان» لاستطلاعات الرأي الني تتخذ من هولندا مقراً لها. وقال مدير المؤسسة أستاذ العلوم السياسية بجامعة تلبوريخ، عمار ملكي في بيان، إن نتائج الاستطلاع تظهر أن غالبية الإيرانيين يطالبون بتشكيل لجنة مشتركة من أطراف المعارضة الإيرانية في سياق الاحتجاجات الحالية. وزادت نسبة المؤيدين لإطاحة النظام بنسبة 20 في المائة. وتقول المؤسسة إن استطلاع الآراء استغرق 10 أيام بين 21 و31 ديسمبر (كانون الأول)، وشارك فيه 158 ألف شخص في الداخل الإيراني و42 ألف إيراني يقيم في الخارج. وقالت المؤسسة إن 15 في المائة فقط يوافقون على بقاء الجمهورية الإسلامية. وطالب 70 في المائة من المشاركين في الداخل الإيراني، بدعم الدول الغربية للاحتجاجات وممارسة الضغوط على السلطات. وعارض 19 في المائة «تدخل الدول الغربية في القضايا الداخلية مثل الاحتجاجات». وقال 70 في المائة أيضاً إنهم يؤيدون اعتبار «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وطرد السفراء الإيرانيين وفرض عقوبات على القوى التي تشارك في قمع المتظاهرين.

من جهة المقيمين في الخارج، فإن 96 في المائة يؤيدون الدعم الغربي للاحتجاجات وتكثيف الضغط على طهران.

وتحظى الاحتجاجات بدعم 81 في المائة من المشاركين في الداخل، و15 في المائة يعارضونها. ومن بين الداعمين للاحتجاجات في الداخل، قال 67 في المائة إن الاحتجاجات «ستكون مثمرة»، بينما توقع 14 في المائة فشلها. وقال 22 في المائة من المشاركين، إنهم شاركوا في المسيرات المناهضة للنظام، و56 في المائة قالوا إنهم سيشاركون مستقبلاً، وأعلن 35 في المائة عن تأييدهم للعصيان المدني، بما في ذلك نزع الحجاب، وكتابة الشعارات المنددة بالنظام، وأعرب 35 في المائة عن انفتاحهم للمشاركة في العصيان المدني. وقال 44 في المائة إنهم شاركوا في الإضرابات، وأعلن 38 في المائة أنهم سينضمون إلى الإضرابات، حسبما أفادت نتائج الاستطلاع التي نشرتها مؤسسة «غمان».أما على صعيد الإيرانيين في الخارج، فإن 99 في المائة قالوا إنهم يدعمون الاحتجاجات، ويتوقع 90 في المائة منهم أنها ستؤدي إلى نتائج، أما 9 في المائة فتوقعوا فشل الاحتجاجات. وأجاب المشاركون عن طبيعة النظام الذي يختارونه بديلاً للمؤسسة الحاكمة الحالية. وقال 28 في المائة من المشاركين في الداخل و32 في المائة من الخارج، إنهم يريدون نظاماً رئاسياً، فيما صوت 12 في المائة في الداخل و29 في الخارج لصالح النظام البرلماني. وأعرب 22 في المائة من الذين في الداخل تأييدهم لـ«الملكية الدستورية»، التي حصلت على تأييد 25 في المائة من المقيمين خارج البلاد.

 

أوكرانيا تتعهد بعدم ضرب الأراضي الروسية بالصواريخ الغربية

كييف/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اليوم (الأحد)، إن أوكرانيا لن تستخدم أسلحة طويلة المدى - التي تعهدت الولايات المتحدة إرسالها إلى أوكرانيا - لضرب الأراضي الروسية، بل ستستهدف فقط الوحدات الروسية في الأراضي الأوكرانية المحتلة، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء. وأكدت الولايات المتحدة يوم الجمعة، أن صاروخاً جديداً - من شأنه أن يضاعف المدى الذي تصل إليه الضربات الأوكرانية، مدرج في حزمة مساعدات عسكرية أميركية إلى أوكرانيا قيمتها 2.175 مليار دولار، لمساعدة كييف في مقاومة القوات الروسية. وقال ريزنيكوف للصحافيين في مؤتمر صحافي: «نقول دائماً لشركائنا رسمياً إننا لن نستخدم الأسلحة التي قدمها شركاء أجانب لإطلاق النار على الأراضي الروسية. نحن نطلق النار فقط على الوحدات الروسية على الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتاً».

 

شولتس: بوتين لم يوجه تهديداً إلى ألمانيا وقال إن التحرك المشترك لتسليح أوكرانيا يَحول دون حدوث تصعيد

برلين-لندن/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

قال المستشار الألماني أولاف شولتس، في مقابلة مع صحيفة «بيلد إم زونتاج» نُشرت، اليوم الأحد، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يوجه في محادثاته الهاتفية معه «أي تهديدات لي (لشولتس) ولا لألمانيا». وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون قد صرح، في برنامج وثائقي بثّته هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، الأسبوع الماضي، بأن الزعيم الروسي هدّده بضربة صاروخية «لن تستغرق سوى دقيقة». وقال الكرملين إن جونسون يكذب. وقال شولتس إن المحادثات التي أجراها مع بوتين أوضحت أن وجهتيْ نظرهما حيال الحرب في أوكرانيا مختلفتان كثيراً. وأضاف شولتس: «أوضحت لبوتين تماماً أن روسيا وحدها هي المسؤولة عن الحرب… غزت روسيا جارتها دون سبب من أجل السيطرة على أجزاء من أوكرانيا أو البلاد بأكملها». وقال شولتس إن ألمانيا تزوِّد أوكرانيا بمساعدات مالية وإنسانية وعسكرية؛ لأنها ترى في تصرفات روسيا انتهاكاً لإطار السلام في أوروبا. وتابع أن ثمة اتفاقاً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقضي بضرورة استخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب على الأراضي الأوكرانية فقط لا الروسية. وقال: «لدينا إجماع على ذلك». ويصف بوتين العملية العسكرية في أوكرانيا بأنها معركة «لنزع سلاح» جارته، الجمهورية السوفياتية السابقة، والدفاع عن روسيا في مواجهة الغرب العدواني. وتصفها أوكرانيا والغرب بأنها حرب غير مشروعة لتوسيع الأراضي الروسية. وتطرّق شولتس أيضاً إلى احتمالات جرّ ألمانيا إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، من خلال توريد الدبابات القتالية الألمانية. وقال: «قمنا بدراسة كل شحنة توريد أسلحة بعناية، وقمنا بالتنسيق بشكل وثيق مع حلفائنا، لا سيما مع الولايات المتحدة. هذا التحرك المشترك يَحول دون حدوث تصعيد بالحرب». وأضاف المستشار الألماني أنه يقول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أية محادثات هاتفية «بشكل واضح تماماً» إن روسيا هي المسؤولة الوحيدة عن الحرب. وأشار إلى أن بوتين لم يهدده (لم يهدد شولتس) ولا ألمانيا. يُذكر أن الحكومة الاتحادية الألمانية تعهدت لأوكرانيا بتوريد دبابات من طراز «ليوبارد 2» من مخزون الجيش الألماني، كما أعلنت دول أخرى كالولايات المتحدة الأميركية توريد دبابات إلى كييف. وكان بوتين قد اتهم ألمانيا بأنها تسمح لنفسها بالانجرار إلى الدخول في حرب مع روسيا. وقال، يوم الخميس الماضي: «إنه أمر لا يُصدَّق، ولكنه حقيقي: إننا نتعرض للتهديد مجدداً بالدبابة الألمانية ليوبارد». وأضاف أنه سيجري مجدداً القتال بأسلحة ألمانية ضد روسيا على الأراضي الأوكرانية، مثلما كان يحدث في الحرب العالمية الثانية. ولدى سؤال شولتس عن تصريحات بوتين، أجاب المستشار الألماني: «عباراته (عبارات بوتين) تبقى ضمن سلسلة مقارنات تاريخية مبهمة يستخدمها من أجل تبرير هجومه على أوكرانيا. ولكن هذه الحرب لا يمكن تبريرها بأي شيء. روسيا تقود حرباً لا ترحم ضد أوكرانيا». ورداً على السؤال عمّا إذا كان هناك اتفاق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه سيجري استخدام الأسلحة القادمة من الغرب فقط على الأراضي الأوكرانية، وأنه لن تجري مهاجمة روسيا بها على أراضيها، قال شولتس: «هناك إجماع على ذلك».

 

وزير الدفاع الأوكراني: عملية تدقيق تجري بعد فضائح فساد

كييف/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسيي ريزنيكوف، اليوم (الأحد)، أن عمليات تدقيق عقود المشتريات جارية بعد فضائح فساد، لكنه امتنع عن تأكيد التقارير التي أشارت إلى احتمال إجباره على الاستقالة قريباً. وقال ريزنيكوف للصحافيين: «بدأنا بعمليات تدقيق داخلية» لكل عقود المشتريات، ولكنه رفض القول ما إذا كان سيبقى وزيراً للدفاع. وأضاف: «شخص واحد - القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي - يقرر إذا كنت سأبقى وزيراً للدفاع أم لا». وأشار إلى أن «تخصصي كمحامٍ يسمح لي بالتفكير بتفاؤل بأنني بالتأكيد سأجد مشروعاً مثيراً للاهتمام لنفسي، لن يسمح لنا فقط بالفوز في الحرب ولكن أيضاً بمعاقبة القيادة العسكرية والسياسية للاتحاد الروسي لاحقاً». وكان موقع «يوكرينسكا برافدا» قد أفاد نقلاً عن مصادر لم يحدد هوياتها، بأن ريزنيكوف (56 عاماً) سيحل مكانه الأسبوع المقبل كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية البالغ من العمر 37 عاماً. وقد يعين ريزنيكوف، الذي درس الحقوق، وزيراً للعدل، بحسب الموقع. يعد ريزنيكوف أحد أشهر الوجوه خلال هذه الحرب، وتم تعيينه وزيراً للدفاع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 وكان يشرف على القوات المسلحة طوال فترة الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) العام الماضي. كذلك، ساعد في تأمين أسلحة غربية لدعم القوات الأوكرانية. لكن فضائح فساد طالت وزارته أخيراً، وكان مسؤولون في مجال الدفاع من بين حوالي 10 شخصيات اضطرت إلى الاستقالة الشهر الماضي، في أكبر تغيير سياسي في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي. واستقال فياتشيسلاف شابوفالوف نائب ريزنيكوف، الذي عمل على توفير الدعم اللوجيستي للجيش، بعد اتهام وزارة الدفاع بتوقيع عقود أغذية بأسعار أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات من الأسعار الحالية للمواد الغذائية الأساسية.

 

وزير خارجية بريطانيا: القوة في ساحة المعركة أسرع طريق للسلام بأوكرانيا

لندن: باخموت المحاصرة من قبل روسيا تزداد عزلة

لندن/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في مقال نشر اليوم (الأحد)، إن المساعدة في تسليح أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها ضد روسيا، هي أسرع طريق لتحقيق السلام. ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، جاءت تصريحات كليفرلي في مقال نشرته صحيفة في مالطا قبل زيارة مزمعة يوم الثلاثاء إلى مالطا التي تولت رئاسة مجلس الأمن الدولي في بداية فبراير (شباط) الحالي. وكتب كليفرلي في صحيفة تايمز أوف مالطا: «مثل كل الحكام المستبدين لا يستجيب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلا للقوة مع خصومه». وأضاف أن موافقة أل انيا والولايات المتحدة على إرسال دبابات إلى أوكرانيا أسعدته. وتابع قائلاً: «تزويد الأوكرانيين بالأدوات التي يحتاجونها لإنهاء المهمة هو أسرع طريق، بل هو السبيل الوحيد في الواقع إلى السلام». ومن المتوقع أن تهيمن الحرب في أوكرانيا على المحادثات بين بريطانيا ومالطا العضو في الاتحاد الأوروبي. وسعت مالطا إلى مساعدة أوكرانيا من خلال تنفيذ عقوبات الاتحاد الأوروبي وتقديم المساعدة الإنسانية بما في ذلك الأدوية ومولدات الكهرباء. كما يتلقى عدد قليل من الجنود الأوكرانيين العلاج في مستشفيات مالطا. ومن بين الموضوعات الأخرى التي من المحتمل طرحها خلال زيارة كليفرلي، علاقات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، والعلاقات مع دول شمال أفريقيا لا سيما ليبيا وملف الهجرة. ميدانياً،  واصلت روسيا إحراز تقدم طفيف في محاولة تطويق بلدة باخموت الأوكرانية المحاصرة، بحسب ما ورد في تحديث استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية، اليوم (الأحد). وبحسب التحديث الاستخباراتي اليومي، فإن الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى البلدة الواقعة في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، يتعرضان الآن لتهديد مباشر بالقصف من الجانب الروسي، بالإضافة إلى طريق آخر تسيطر عليه جماعة «فاغنر»، وهي منظمة مرتزقة روسية. وكتبت وزارة الدفاع البريطانية: «بينما لا تزال هناك العديد من طرق الإمداد البديلة متاحة عبر البلاد أمام القوات الأوكرانية، تزداد عزلة باخموت».

 

ميدفيديف يهدد بتحويل أوكرانيا «رماداً» وبرلين تنتظر مشاركة الحلفاء في تسليم دبابات لكييف

موسكو - برلين/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

هدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، باستخدام كل أنواع الأسلحة وتحويل أجزاء من أوكرانيا إلى رماد؛ رداً على تسليح كييف بأسلحة غربية، مضيفاً أن بلاده لم تحدد قيوداً لنفسها عند الرد على أي هجمات على أراضيها من قبل القوات الأوكرانية. وأردف: «نحن لا نضع لأنفسنا أي حدود ونحن مستعدون، اعتماداً على طبيعة التهديدات، لاستخدام جميع أنواع الأسلحة، وذلك وفقاً لوثائق عقيدتنا، بما يشمل أساسيات الردع النووي». وقال الرئيس الروسي السابق إن إمداد أوكرانيا بأسلحة أميركية أكثر تطوراً سيؤدي فقط إلى توجيه موسكو مزيداً من الضربات الانتقامية، في إطار العقيدة النووية الروسية. ونقلت عنه الصحافية نادانا فريدريكسون قوله في مقابلة أجرتها معه: «كل (أجزاء) أوكرانيا التي ما زالت تحت حكم كييف ستحترق». وأضاف ميدفيديف: «ردنا يمكن أن يكون أي شيء. نحن لا نضع لأنفسنا أي قيود، واعتماداً على طبيعة التهديدات، مستعدون لاستخدام جميع أنواع الأسلحة... إذا شنّت أوكرانيا أي هجوم على القرم ستكون هناك هجمات مضادة، وستتحول باقي الأراضي الأوكرانية التي ما زالت تحت سيطرة كييف إلى رماد». وسألت فريدريكسون ميدفيديف، الذي أصبح من أكثر الشخصيات تأييداً للحرب، عما إذا كان استخدام الأسلحة طويلة المدى قد يجبر موسكو على التفاوض مع كييف. وأجاب ميدفيديف، في تعليقات نشرتها فريدريكسون على قناتها على «تليغرام»: «ستكون النتيجة عكس ذلك تماماً». وقال: «يمكنني أن أؤكد لكم أن الرد سيكون سريعاً وصارماً وحاسماً». وتسمح العقيدة النووية الروسية بتوجيه ضربة نووية بعد «العدوان على روسيا الاتحادية بالأسلحة التقليدية عندما يكون وجود الدولة ذاته مهدداً».

وقال ميخائيل بودولياك، مستشار مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في وقت سابق، إنه بعد الاتفاق مع الغرب على توريد دبابات لكييف، تتفاوض أوكرانيا على توريد صواريخ بعيدة المدى وطائرات لشن ضربات في شبه جزيرة القرم. وكان مسؤولون روس صرحوا بأن إمدادات الأسلحة من جانب الدول الغربية لن تغير مسار الحرب وأنها ستكون عديمة الجدوى عسكرياً، ولكنها خطيرة سياسياً. وعن توريد دبابات ألمانية وأميركية لأوكرانيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «هذه الدبابات سوف تحترق مثل كل الباقي».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، أن حزمة مساعدات عسكرية قيمتها 2.175 مليار دولار، تشمل صاروخاً جديداً، من شأنها أن تزيد مدى الضربات الأوكرانية إلى المثل. وبينما تقترب الذكرى الأولى للحرب في 24 فبراير (شباط)، عانت القوات الروسية من انتكاسات على مدى الأشهر الثمانية الماضية، ولا تسيطر بشكل كامل على أي من المناطق الأوكرانية الأربع التي أعلنت موسكو من جانب واحد أنها جزء من روسيا. ويصور الرئيس فلاديمير بوتين الحملة الروسية في أوكرانيا على أنها دفاع عن وجود بلاده أمام الغرب العدواني. ولوّح عدة مرات، مثل ميدفيديف، برد نووي، قائلاً إن روسيا ستستخدم جميع الوسائل المتاحة لحماية نفسها وشعبها. ورداً على سؤال عما سيحدث إذا كانت الأسلحة التي تعهدت واشنطن بإرسالها إلى أوكرانيا ستضرب شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا في 2014، أو ستصل إلى عمق روسيا، قال ميدفيديف إن بوتين تناول الأمر بوضوح.

وبعد قرارها تسليم دبابات قتالية من طراز «ليوبارد 2 إيه 6» لأوكرانيا، لا تزال الحكومة الألمانية تنتظر مشاركة محددة من دول شريكة. وذكرت مصادر حكومية في برلين، أمس (السبت)، أنه بينما هناك بالفعل إعلانات عن تسليم دبابات من طراز ليوبارد الأقدم «2 إيه 4»، فإن وضع الإمداد للطراز الأحدث «2 إيه 6» ضعيف. وذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن المستشار أولاف شولتس حاول خلال عدة مكالمات هاتفية استمالة قادة الحكومات للالتزام بتوريد دبابات لأوكرانيا. وذكر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الأسبوع الماضي، أن البلاد ستستقبل من 120 إلى 140 دبابة من الغرب في «الموجة الأولى» من الدبابات المقدمة من تحالف يضم 12 دولة. وحصلت أوكرانيا على تعهدات من الغرب بتزويدها بدبابات قتال رئيسية لمساعدتها على صد الغزو الروسي في ظل الجهود المضنية التي تبذلها موسكو لتحقيق تقدم تدريجي في شرق أوكرانيا. وبحسب معلومات المجلة، لم ترغب أي دولة في الاتحاد الأوروبي في تقديم أي التزامات محددة بشأن المشاركة في حزمة الدبابات خلال مؤتمر عبر الفيديو دعا إليه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الأسبوع الماضي. حتى الحكومة الهولندية التي وعدت على غرار بولندا في تصريحات إعلامية بتوريد دبابات من طراز «ليوبارد 2»، لم ترغب في تقديم تعهدات رسمية، ومع ذلك قدمت الكثير من الدول التزامات علنية. ونقلت وكالة الأنباء البرتغالية الحكومية «لوسا»، أمس (السبت)، عن رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا، قوله إن بلاده على اتصال حالياً مع ألمانيا بشأن إصلاح دبابات «ليوبارد». وأضاف كوستا، خلال زيارته لمهمة عسكرية في جمهورية أفريقيا الوسطى: «نعمل حالياً على التمكن من الاستغناء عن بعض دباباتنا. أعرف عدد الدبابات التي سنرسلها (لأوكرانيا)، لكن ذلك لن يتم الإعلان عنه إلا في الوقت المناسب». وكموعد محتمل للإرسال، تحدث كوستا في تصريحات لمحطة «آر تي بي» التلفزيونية الرسمية عن فترة معلنة على المستوى الأوروبي «حتى نهاية مارس (آذار)» المقبل. ونقلت «لوسا» عن كوستا قوله إن الاتصالات مع ألمانيا الآن تدور حول «عملية لوجستية لتسليم قطع غيار لاستكمال إصلاح بعض المركبات (القتالية) التي لم تكن جاهزة للاستخدام»، مضيفاً أنه رغم خطط تسليم الدبابات إلى أوكرانيا يجب ضمان القدرة الدفاعية البرتغالية، موضحاً أن ذلك ضروري أيضاً حتى يمكن الإيفاء بمهام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مشيراً إلى أن الدبابات غير العاملة حالياً تحتاج إلى الإصلاح لتحل محل الدبابات العاملة التي من المفترض تسليمها إلى أوكرانيا. ولم تؤكد وزارة الدفاع البرتغالية حتى الآن ما ورد في تقرير لصحيفة «كوريو دا مانها» نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، الذي أفاد بأن البرتغال تستعد لتسليم أربع دبابات «ليوبارد» لأوكرانيا. وتمتلك القوات المسلحة البرتغالية ما مجموعه 37 «ليوبارد 2 إيه 6»، التي تم شراؤها من هولندا منذ سنوات.

 

هل تنجح عملية إعادة هيكلة الجيش الروسي وسط الحرب؟

(تحليل إخباري)واشنطن/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

في ظل تعثر الجيش الروسي في حربه الراهنة بأوكرانيا في مواجهة المقاومة العنيفة من القوات الأوكرانية التي تدافع عن أرضها، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، الشهر الماضي، عن خطة جديدة لإعادة هيكلة الجيش الروسي بعيداً عن نموذج الألوية، والعودة إلى هيكل الفرق الكبيرة الذي كان متَّبعاً قبل عام 2008، وجرى الإعلان عن هذه التفاصيل في الوقت الذي يكافح فيه الجيش الروسي للحفاظ على الزخم في أوكرانيا، ومع اقتراب انضمام فنلندا والسويد إلى «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) في العام الحالي (2023). ورغم أن تنفيذ هذه الإصلاحات في الجيش ليس جديداً على تاريخ الجيشين السوفياتي والروسي، تستهدف محاولات إعادة الهيكلة الجديدة هذه إنشاء جيش جديد جاهز لحماية المصالح الروسية في مواجهة «الناتو»، ليعكس بشكل وثيق التصور السوفياتي لتهديد حرب واسعة النطاق. وقال الباحث خورخي ريفيرو المتخصص في الشؤون الخارجية، وتحديداً أوروبا وأوراسيا، لصالح مشاة البحرية الأميركية، في تقرير نشرته مجلة «ناشونال إنتريست» الأميركية، إنه، رغم أن المقترحات الروسية ونتائجها، غالباً ما تكون مختلفة تماماً، سيقوم المحللون الغربيون قريباً بالتشكيك في جدوى هذه الإصلاحات، وكيفية تأثيرها على وضع القوات الروسية في شرق أوروبا. وسيتعين على القوات المسلحة الروسية القيام باستثمارات كبيرة في رأس المال البشري، وفي القوة العاملة والتدريب، من أجل تزويد هذه التشكيلات الجديدة بالمعدات. وبعد الخسائر الضخمة في أوكرانيا، سيكون تحقيق هذه الأهداف أمراً صعباً بالنسبة لـ«الكرملين». وفيما يتعلق بالإصلاحات السوفياتية والروسية، قال خورخي الذي يركز على العمليات العسكرية الروسية إن بحث تاريخ إصلاحات الجيشين، السوفياتي والروسي، وأهداف هذه الإصلاحات ونتائجها بشكل موجز أمر أساسي لمتابعة ما يمكن أن يحدث. وأشار إلى أنه، خلال أواخر العصر الستاليني، كان تركيز قوة الجيش السوفياتي ينصب على قوة برية ضخمة.

وبعد الحرب العالمية الثانية، تصور السوفيات حرباً عالمية ثالثة تشبه الحرب العالمية الثانية، ولكن معزَّزة بأسلحة نووية. وشهد الجيش السوفياتي تغييرات كبيرة، أواخر الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وفي الفترة بين عامي 1968 و1987، زادت القوات البرية السوفياتية من 138 فرقة إلى 220 فرقة. وبعد كارثة الشيشان في تسعينات القرن الماضي، اضطرت هيئة الأركان العامة الروسية إلى تشكيل وحدات مختلطة من كل المناطق العسكرية للانتصار في صراع محدود نسبياً، مما سلَّط الضوء على تدهور قوتها مقارنة بماضيها السوفياتي. وفي عام 1992، بدأت وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي في تقليص التشكيلات الروسية مع انهيار الاقتصاد الروسي. ورغم أن المسؤولين العسكريين وصانعي السياسة كانوا يستهدفون إعادة هيكلة الجيش الروسي المتدهور؛ فقد شهدت فترة التسعينات تخفيضات في عدد القوات وليس إصلاحات عسكرية حقيقية. وبين عامي 1992 و2000، تراجع عدد أفراد القوات البرية الروسية من 4.‏1 مليون جندي إلى 348 ألف جندي. وفي عام 2008، ومع الأداء الضعيف للقوات البرية الروسية في جورجيا، بدأ أناتولي سيرديوكوف، وزير الدفاع الروسي السابق، في إجراء تخفيضات كبيرة في عدد القوات المسلحة الروسية، والعودة مجدداً، من نموذج الفرق، إلى نموذج الألوية، وتقليل حجم فيلق الضباط بنسبة 7.‏57 في المائة. وأسفرت «إصلاحات سيرديوكوف»، المعروفة باسم «إصلاحات المظهر الجديد»، أيضاً عن خفض حجم القوات المسلحة بمقدار 278 ألفاً و500 فرد. وعندما بدأ الهجوم الروسي على جورجيا، كان 80 في المائة من أسلحة الجيش الروسي ترجع إلى العصر السوفياتي. وكانت «إصلاحات سيرديوكوف» تهدف إلى تقليص حجم الجيش لضمان الاستثمار المناسب في برامج التسلح الروسية.

وتحول خورخي في تقريره، كما جاء في تحقيق الوكالة الألمانية، إلى «إصلاحات بوتين»، قائلاً إن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لم تحقق نتائجها المرجوة بالنسبة لـ«الكرملين». وبعد هجوم شمالي كارثي صوب كييف من بيلاروسيا، حولت روسيا أهداف عملياتها إلى هجوم على دونباس، في أواخر مارس (آذار) الماضي. وفي تحول واضح في إدراك التهديد، ولتوسيع القدرة القتالية الشاملة للقوات المسلحة الروسية، كشف بوتين عن خطة لزيادة حجم الجيش بنسبة 30 في المائة سترفع تعداد الجيش الروسي من 15.‏1 مليون فرد إلى 5.‏1 مليون فرد، فضلاً عن 300 ألف فرد متعاقد. وبشكل إجمالي، ستزيد خطة بوتين حجم القوات الأرضية بمقدار 22 فرقة، وتضم فرقتين جديدتين في القوات الجوية الروسية، لتصل القوات الجوية إلى حجمها أثناء العصر السوفياتي. وقد تم بالفعل تشكيل إحدى فرق القوات الجوية، وهي فرقة «الحرس الجوي الهجومي 104»، على خلفية لواء الحرس الجوي الهجومي الـ31 السابق، وتعمل الفرقة الجديدة حالياً في إقليم زابوريجيا أوبلاست. وأخيراً، سيتم تشكيل خمس فرق مشاة بحرية من خمسة ألوية مشاة بحرية موجودة حالياً.

ووفقاً لشويغو، سيتم تشكيل فرقتين للمشاة الراكبة في الأراضي المحتلة في خيرسون وزابوريجيا. كما تعيد الخطة الجديدة أيضاً إنشاء منطقتي موسكو ولينينغراد العسكريتين، مقابل حلف «الناتو»، بدلاً من المنطقة العسكرية الغربية الحالية، التي ربما كانت إخفاقاتها خلال العملية العسكرية الخاصة قد ساهمت في سقوطها. وسلط شويغو الضوء أيضاً على إنشاء فيلق عسكري في كاريليا، مقابل الحدود الفنلندية مع روسيا، وألوية وأفواج دعم طيران ستدعم جيوش الأسلحة المشتركة. وعلى عكس «إصلاحات سيرديوكوف» عام 2008، التي ضحَّت فيها روسيا بعدد القوات من أجل الاستثمار في تطوير الأسلحة، تظهر الإصلاحات الجديدة زيادة كبيرة في عدد القوات مع الاستثمار، في الوقت نفسه، في أسلحة جديدة، وتزويد القوات الحالية بمعدات جديدة، وأيضاً فرق جديدة. وقد وفرت «خطة سيرديوكوف» جيشاً روسياً قادراً على مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية، وبعيداً عن حرب واسعة النطاق في السهل الأوروبي أو الصين. وقد أدَّت هذه التشكيلات بشكل جيد، وهو ما أكّدته إمكاناتها القتالية في عام 2014، وفي سوريا. واختتم خورخي تقريره بالقول إنه، رغم ذلك، لم يأتِ الاختيار الحقيقي إلا في العام الماضي، عندما غزت روسيا أوكرانيا. وبهذه الخطوة، أوضحت روسيا أن التهديد الأولي تحول من عمليات قتالية محدودة النطاق اعتبرت الإرهاب هو التهديد الرئيسي لها، إلى صراع واسع النطاق عاد فيه «الناتو» مجدداً ليكون هو الخطر الرئيسي، إلا أن روسيا ليست الاتحاد السوفياتي، وهناك عوائق عديد تمنع وزارة الدفاع الروسية من تنفيذ هذه الإصلاحات بنجاح، على الأقل بالطريقة التي يتصورها «الكرملين». إن قدرة روسيا على استخدام كل الوسائل المتاحة لإدارة هذه التشكيلات سوف تسفر على الأرجح عن توفير عناصر كافية. ولكن المشكلة تكمن في أنه ستكون هناك معاناة في تحديث وشراء الأنظمة القائمة والجديدة، مما سيؤدي إلى إنشاء جيش سيكون أقل، من حيث العتاد، من قوات «الناتو».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

وفيق صفا لباسيل:لولا حزب الله لما حصلتم على7 نواب

منير الربيع/المدن/06 شباط/2023

تدور في لبنان أسئلة كثيرة حول علاقة رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بحزب الله. أهمها حول مصير التحالف، مسار العلاقة، وكيف سيخوض الطرفان استحقاق إنتخاب رئيس جديد للجمهورية وإذا ما كان الحزب مستعداً للسير في خيار رئاسي من دون موافقة باسيل. للإضاءة على هذه الأسئلة وفي محاولة لإيجاد أجوبة لها لا بد من العودة إلى بعض وقائع الجلسة الشهيرة التي عقدت بين باسيل ووفد حزب الله المؤلف من المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل، ورئيس وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.

عود إلى لقاء الشالوحي

في خلال اللقاء، كانت الجلسة بلا أي نوع من القفازات، شهدت بعضاً من الصخب في مقاربة الملفات على مرّ سنوات ورقة التفاهم. عملياً تركزت الجلسة على ثلاثة عناوين، انتخابات رئاسة الجمهورية، موضوع الشراكة والذي يعتبره باسيل قد سقط بفعل مشاركة حزب الله في جلسات حكومة تصريف الأعمال، وملف تعديل ورقة التفاهم أو البحث في صيغة جديدة حولها بعد ما اعتبر باسيل أنه مرّ في اخفاقات كثيرة أبرزها مواضيع مكافحة الفساد وبناء الدولة. ووسط كل هذا النقاش كان حزب الله حريصاً على حفظ العلاقة ومنع تدهورها.

عتب رئاسي

في ملف الإنتخابات الرئاسية، أبدى وفد حزب الله عتبه على إخراج باسيل للخلاف الرئاسي مع الحزب إلى العلن، خصوصاً بعد جلسة مطولة عقدها مع أمين عام الحزب، وفي الجلسة كان نصر الله واضحاً في مسألة إقتناع باسيل بتبني خيار فرنجية، كما رفض الحزب الإجابة على سؤال باسيل إذا ما كان سيبقى مستمراً في خوض معركة فرنجية وترشيحه إلى النهاية كما حصل مع ميشال عون أم أنه سيكون مستعداً للتراجع عن ذلك. في هذا الملف استمر الخلاف قائماً.

ادخال الناس إلى السجن!

أما في ملف مراجعة مسار التحالف وانعكاس الخلافات مؤخراً على مسألة المشاركة في جلسة الحكومة بالإضافة إلى بناء الدولة ومكافحة الفساد، فقد قدّم باسيل رؤيته المعروفة والمعلنة إزاء هذه الملفات. بينما ردّ الحزب كان واضحاً، في البداية فإن حزب الله ناصر باسيل في مسألة مكافحة الفساد، وقد تدخل نصر الله شخصياً في الأمر وكلف النائب حسن فضل الله في إعداد الملفات المطلوبة وأحيلت إلى القضاء، ولكن:" أنت كنت تريد إدخال الناس إلى السجون وتصفية حسابات سياسية وهذا ما لا يمكن أن نقوم به بالقوة." بهذه الطريقة توجه وفد الحزب إلى باسيل.

سقوط الشراكة؟

بالإنتقال إلى مسألة الشراكة وسقوطها، فقد قدّم وفد الحزب استعراضاً تاريخياً منذ السعي لإدخال التيار الوطني الحرّ للحكومات، وكيفية تعطيلها إلى أن ينال باسيل مطالبه، وقال الوفد:" قد وقفنا إلى جانبك خلال عمليات تشكيل كل الحكومات، للحصول على الوزراء والحقائب التي تريدها وكنا نتحمل مسؤولية التعطيل، فهل نحن نكون قد كسرنا قواعد الشراكة؟ وكيف لا نكون قد انصفناك؟." وفي مسألة قانون الإنتخاب ينطبق الأمر نفسه. ومنذ إقرار التسوية الرئاسية كنت تقول إن المدخل الأساسي للإصلاح هو قانون الإنتخاب، فوقفنا إلى جانبك واعطيناك قانون الإنتخاب الذي تريده واختلفنا مع كل الناس، في سبيل ارضائك. وكانت نتيجة هذا القانون بأنها منحت سمير جعجع 15 نائباً". وعلى إثر استمرار النقاش توجه صفا إلى باسيل بالقول:" في الإنتخابات الأخيرة لولا حزب الله لما حصل التيار على حوالى 7 نواب."

زيارة عون

في اللقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون، كان كلام وفد حزب لله في السياق نفسه ولكن بلغة أهدأ وسط السعي إلى ترتيب العلاقة وعدم تركها تتدهور. لكن بحسب ما تقول مصادر متابعة فإن اللقاء لم يصل إلى إنهاء الخلافات أو الإختلافات. من هنا يطرح السؤال عن مصير العلاقة بين الطرفين، وتقول المصادر:" حزب الله ليس في وارد سحب يده من التحالف، ولكن من الواضح أن باسيل يصرّ على اظهار التمايز والتباعد في المواقف." وتتوقف المصادر عند زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى الرابية ولقائها عون قبل 24 ساعة من زيارة وفد الحزب."

فرنجية...الا اذا

كيف سينعكس ذلك رئاسياً؟ لا جواب واضحاً حتى الآن، لكن المعطيات القريبة من الحزب تفيد بأنه في حال توفرت ظروف التسوية لانتخاب سليمان فرنجية أو غيره فإن حزب الله سيكون مستعداً للسير فيه حتى وإن كان باسيل معترضاً ورافضاً. بينما تبقي المصادر باباً مفتوحاً حول احتمال حصول صيغة توافقية في مكان ما يكون باسيل راضياً عنها وكذلك الحزب، في حال الذهاب إلى مرشح ثالث غير فرنجية وغير قائد الجيش. وسط كل هذه الوقائع، هناك من يشبّه علاقة حزب الله بباسيل، بالعلاقة التي نسجها سعد الحريري مع رئيس التيار الوطني الحرّ، إذ ان الحريري سلّف باسيل الكثير في السياسة وفي الدولة ولكنه في النهاية وصل إلى القطيعة معه، وهذا الأمر نفسه تكرر مع حزب الله الذي سلّف باسيل ما لم يسلّفه إياه أحد وفي النهاية وقعت القطيعة.

 

هل توقف واشنطن مساعداتها إلى الجيش اللبناني؟

إيلي يوسف/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

غادر وفد برلماني لبناني العاصمة الأميركية واشنطن، أمس، بعدما كان وصل إليها بداية الأسبوع، لحضور «صلاة الإفطار الصباحي» السنوي في البيت الأبيض. وضم الوفد عدداً من النواب والمسؤولين اللبنانيين، من اتجاهات عدة، وبدا «غير متجانس» ولم تعرف طريقة جمع أعضائه، أو «الجهات» التي وجهت الدعوة لهم، وكان بينهم نواب من «المعارضة»، وعدد من الصحافيين وبعض الشخصيات السياسية اللبنانية «غير المعروفة» إعلامياً، الذين جاءوا جميعهم على نفقتهم الخاصة. وبدا أن جدول أعماله ولقاءاته، طغى عليهما طابع «الصدفة والتيسير»، للتمكن من لقاء عدد من المسؤولين الأميركيين، ومن أعضاء الكونغرس من أصول لبنانية، رغم نجاحهم في عقد بعض اللقاءات «المفيدة».

وبحسب أوساط من الوفد، فقد حمل كل شخص أجندته الخاصة، وطرحها أمام من التقاهم من المسؤولين الأميركيين، على رأسهم بربارة ليف، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، التي «نصحت اللبنانيين بأن يبادروا بأنفسهم إلى حلّ عقدة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تولي مسؤولية إعادة بناء المؤسسات وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية، لإخراج لبنان من مأزقه». وأبلغ النائب اللبناني المستقل ياسين ياسين «الشرق الأوسط»، بأن ليف كانت واضحة في استبعاد أي إمكانية للتعويل أو الرهان على «تدخل» أميركي في هذه المرحلة، وقال إنه استخلص من لقاءات أخرى مع عدد من أعضاء الكونغرس، أن ملف الرئاسة لا يزال خارج دائرة اهتمامات واشنطن، وأنها لن تتدخل في دعم أي مرشح بعينه. وعندما سُئلت ليف عن قضية دعم ملف الطاقة والكهرباء، أجابت بأن الأمر قد «بُتّ»، من دون أن توضح ما تقصده، بعدما صدر بيان عن البنك الدولي، أعلن فيه تجميد خططه لتقديم قرض لدعم الكهرباء، ما لم تُقدّم الحكومة اللبنانية خطة واضحة ومفصلة عن كيفية إنفاقها لهذا القرض. وهو ما أثار انتقاد النائب إلياس أبو صعب، نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، الذي كان في عداد الوفد الذي التقى جهاد أزعور، مسؤول قسم الشرق الأدنى في البنك الدولي، بواشنطن.

أوساط أخرى قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن بعض النواب طرح في لقاءات جانبية ملف الرئاسة بشكل مستقل، وكذلك ملف رئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، لكنهم سمعوا كلاماً مشابهاً للكلام العلني الذي قالته ليف في لقائها الموسع مع الوفد، ليخلص الوفد بنتيجة «سوداوية» تشير إلى احتمال أن يشهد لبنان في الفترة المقبلة، تأزماً إضافياً، على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وأبلغت أوساط أميركية «الشرق الأوسط»، أن الجمهوريين الذين تولوا قيادة مجلس النواب الأميركي، بدأوا «مراجعة سياسية» للمساعدة «الإنسانية» التي تقدمها الإدارة الأميركية للجيش اللبناني. ويعبر الجمهوريون علناً عن موقف سلبي من الجيش، ويتهمونه بأنه «أداة» بيد «حزب الله»، وينفذ توجيهاته، عن قصد أو من دونه. ويعتقدون أن أي مساعدة له، من شأنها أن تطيل أمد السيطرة الإيرانية على لبنان، في موقف يتعارض مع «ليونة» ديمقراطية في هذا المجال. ويعتزم الجمهوريون إلزام إدارة الرئيس بايدن وقف تكرار تقديم مساعدة الـ60 مليون دولار الأخيرة، للجيش اللبناني، لدعم أفراده معيشياً. وهو ما سمعه أيضاً عدد من أعضاء الوفد، خلال لقاءاتهم بعدد من أفراد «اللوبي» اللبناني، الذي يقف عدد من أفراده النافذين وراء الدعوة التي وجهت إلى الوفد.

ورغم ذلك، حاول هذا «اللوبي» أن يجمع أكبر عدد من «المناهضين للسيطرة الإيرانية»، سواء في لبنان أو المنطقة، ومن جنسيات عربية وأجنبية مختلفة، للتواصل مع عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي «النافذين». وبحسب أحد أعضاء هذا اللوبي، الذي تحدث إلى «الشرق الأوسط»، يسعى هؤلاء للحصول على دعم أعضاء الكونغرس لمساعدة اللبنانيين عموماً، والمسيحيين على وجه الخصوص، للخروج من حالة الجمود التي تهيمن على المشهد السياسي. وينتقدون صمت كثير من القوى الداخلية على السيطرة الكاملة التي يمارسها «حزب الله»، خصوصاً بعد قيامه في الفترة الأخيرة بتوجيه ضربة للقضاء اللبناني، في محاولة لإقفال ملف التحقيق بانفجار المرفأ.

 

بري يتأنّى في الدعوة لجلسة تشريعية... وميقاتي يدفع باتجاه التمديد

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

لا يزال رئيس المجلس النيابي نبيه بري يدرس بتأنٍ إمكانية الدعوة لعقد جلسة تشريعية تحت عنوان «الضرورة» في ظل رفض القسم الأكبر من قوى المعارضة مبدأ التشريع ما دام الشغور الرئاسي مستمراً، وتشديدهم على تحوّل المجلس حصراً لهيئة ناخبة. لكن الطريق ليس مقفلاً أمام جلسة كهذه باعتبار أن باقي القوى قادرة إذا جمعت نوابها على تأمين النصاب القانوني المطلوب، أي حضور 65 نائباً في القاعة العامة.

وتختلف هذه القوى حالياً حول جدول أعمال هذه الجلسة التي يفترض أن يكون قانون «الكابيتال كونترول» (لضبط التحاويل والسحوبات المصرفية) الذي انتهت اللجان النيابية من دراسته بنداً أساسياً فيه، إضافة لبند يلحظ تمديد ولاية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي تنتهي في مطلع شهر آذار المقبل.

وبحسب المعلومات، يدفع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، ليشمل التمديد أيضاً ولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، الذي لن يحال إلى التقاعد قبل عام من الآن. وأعد الوزير السابق المحامي ناجي البستاني، اقتراحي قانون، يلحظ الأول تعليق العمل بالبند المتعلق بإحالة المدير العام للأمن العام على التقاعد حتى نهاية عام 2025، فيما يلحظ الثاني تعليق العمل بالمواد المرتبطة بالمدير العام للأمن العام، وقائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي، فتطال التعديلات موقعاً شيعياً وآخر مسيحياً وثالثاً سنياً. وإذا كان لا بد لأحد هذه الاقتراحات أن يمر، ترجح مصادر مطلعة على الملف أن يمر الأول لا الثاني، «باعتبار أن رئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل ليس بصدد الموافقة على تمديد ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي تجمعه به علاقة متوترة، خصوصاً أنه انتقده علناً مؤخراً، معتبراً أنه يتجاوز صلاحياته ويخالف القوانين»، لافتة إلى أنه «في حال لم يتم التفاهم على أحد الاقتراحين، فإنه قد يتم اللجوء لاقتراح جديد يقول بالتمديد للمديرين العامين في المؤسسات الأمنية والعسكرية». وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حضور باسيل ونوابه الجلسة التشريعية أمر أساسي، باعتبارهم يؤمنون الغطاء المسيحي الذي يصر بري على وجوده عبر إحدى الكتلتين الكبريين، وما دام أن رئيس حزب (القوات) سمير جعجع يرفض تشريع الضرورة جملة وتفصيلاً، سيكون لغطاء باسيل الكلمة الفصل بالدعوة للجلسة أو عدمها». وتشير المصادر إلى أن «باسيل أبلغ من التقاهم مؤخراً بأنه سيشارك بجلسة على جدول أعمالها قانون (الكابيتال كونترول)».

وبحسب النائب ميشال موسى، عضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، فإن الدعوة لجلسة تشريعية «أمر قيد الدرس»، لافتاً إلى أن «البنود التي سيتضمنها جدول الأعمال هي قانون الكابيتال كونترول، والتمديد لقادة الأجهزة الأمنية، إضافة إلى أمور ذات طابع اجتماعي كقروض ضرورية». ويؤكد موسى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتصالات مستمرة لتأمين نصاب الجلسة وميثاقيتها، وهو أمر يحرص الرئيس بري عليه». وفي مقابل موقف «التيار الوطني الحر» الذي لا يزال غير محسوم رغم عدم استبعاد مشاركته بالجلسة، يبدو موقف «القوات» متشدداً للغاية، وهو ما تؤكده مصادرها، موضحة أن «مجلس النواب يتحول دستورياً إلى هيئة انتخابية لا تشريعية بعد شغور سدة الرئاسة، وهذا موقف معظم مكونات المعارضة». وترى المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التشدد ضروري في هذا المجال، لأن خلاف ذلك يؤدي لتشجيع الفريق المعطل للدولة ومؤسساتها والانتخابات الرئاسية ليمضي قدماً بتعطيله».

وتختلف رؤية الحزب «التقدمي الاشتراكي» عن رؤية «القوات»، إذ يدعم الحزب موقف بري الداعي لوجوب استمرار جلسات تشريع الضرورة، كما جلسات مجلس الوزراء التي تتخذ بُعداً ضرورياً وطارئاً، رغم استمرار الشغور في سدة رئاسة الجمهورية. وكان 40 نائباً معارضاً عقدوا الأسبوع الماضي، اجتماعاً موسعاً في مجلس النواب، ناقشوا خلاله آخر المستجدات القضائية، وأصدروا بياناً بعنوان «نداء 27 كانون الثاني 2023، موجه من المجلس النيابي»، شددوا فيه على «تحول المجلس النيابي هيئة انتخابية ملتئمة بشكلٍ دائم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية بدورات متتالية بشكلٍ متواصل دون انقطاع حتى تحقيق هذه الغاية»، وأكدوا أنه «لا يحق للمجلس القيام بأيّ عملٍ سواه».

 

صنع في أي مكان ... باستثناء لبنان

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

من الأكاذيب التي ارتاحَ اللبنانيون طويلاً لتردادها، من دون أن يصدّقوها بالضرورة، كذبة أنَّ رئيس الجمهورية في بلدهم صناعة داخلية. على الأقل العقلاء والواقعيون منهم يدركون أنَّ لبنان الحالي كيان نشأ في ظرف تاريخي معين، ووفق توازنات دولية جديدة، ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى وأفول شمس الدولة العثمانية. وبعبارات دينية وطائفية حصلت تغييرات جوهرية على أرض إحدى الساحات الحساسة في صراع «المسألة الشرقية» وخط الزلازل الحدودي بين العالمين الإسلامي والمسيحي. كما هو معروف، حسم في باريس عام 1920 أمر التركة العثمانية في شرق المتوسط، وتقاسمت القوى الأوروبية – وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا – هذه المنطقة تبعاً لاتفاقية سايكس - بيكو. وفي حين أنتج الانتداب البريطاني على فلسطين قيام إسرائيل بموجب إعلان بلفور، وعزّز الحضور البريطاني نفوذ لندن في منطقة الخليج وإيران، حظيت فرنسا بالقرار في غرب الهلال الخصيب، وأعادت رسم خرائط ما أصبح سوريا ولبنان، ولواء الإسكندرونة الذي سلخته عن سوريا وانتهى محافظةً تركية. منطقة الانتداب الفرنسي الزاخرة بالأقليات الدينية والمذهبية والعرقية تعاملت معها باريس على هواها، وأسست دويلات طائفية لبعض الوقت. غير أنَّ وضع لبنان كان مختلفاً عن الدويلات الأخرى. ذلك أن منطقة جبل لبنان ذات الغالبية السكانية المسيحية حظيت بوضع خاص، هو وضع القائمقامية الذاتية الحكم، أو «المتصرفية» التي تُحكَم فعلياً عبر متصرف عثماني مسيحي مرجعيته إسطنبول، بالتفاهم مع ممثلي القوى الأوروبية التي كانت تعتبر نفسها «مؤتمنة» على مصالح الرعايا المسيحيين في الدولة العثمانية. ومن ثم كانت «دولة جبل لبنان» (القائمة على حدود «المتصرفية») وحدها التي تبلورت إلى جمهورية مستقلة. غداً من المنتظر أن تستضيفَ العاصمة الفرنسية لقاءً خُماسياً حول لبنان، يناقش الشغورَ في موقع رئاسة الجمهورية على خلفية تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وبالتوازي، كان البطريرك الماروني بشارة الراعي قد دعا أمس إلى «لقاء مسيحي» يعقد في مقر البطريركية ببلدة بكركي شمال شرقي بيروت، لمناقشة الموضوع ذاته، معطوفاً عليه مستقبل المسيحيين والطروحات والمقترحات حول اللامركزية والفيدرالية في ظل الأزمة الديموغرافية والسياسية التي يعيشها المسيحيون على اختلاف طوائفهم.

ربما يقول قائل إنَّه لا جديد في الموضوع... فلا الطائفية في لبنان «حالة طارئة»، ولا الخلاف على شروط التعايش والتفسير الدستوري لعبارة «العيش المشترك» ابن ساعته.

صحيح، لكن، ثمة حالة جديدة يعيشها الكيان اللبناني الهش دفعت القوى «المسيحية» في الداخل والخارج إلى التحرك. هذه الحالة هي «الحالة الإيرانية» التي باتت تتحَّكم ليس في الواقع السياسي - الأمني فحسب، بل أيضاً في المعادلات الديموغرافية والاقتصادية والاستراتيجية على مستوى المنطقة كلها. ولئن كان بعضُ أركان الكنائس المسيحية المشرقية، وخاصة في لبنان وسوريا، تأخّروا – عمداً ربما – في إدراك خطورة ما يحدث، فإنَّ من السذاجة تغييب «الحالة الإيرانية» عن مقاربات بعض القوى الغربية للدور الإيراني في الشرق الأوسط كله.

إنَّ واشنطن وباريس، خاصة، حرصتا على «مهادنة» المخطط الإيراني، بدليل مواقفهما الرمادية من ملف إيران النووي. ومن ثم أحجمتا عن تحميله «المسؤولية» في كل الأزمات المدمِّرة التي جرَّها على المنطقة منذ غزو العراق عام 2003. واليوم عندما تنشِّط واشنطن وباريس مساعيهما من أجل إنهاء المحنة اللبنانية، فهما من ناحية تتحاشيان توجيهَ الاتهام بصراحة إلى دور «حزب الله» المُصادِر فعلياً لقرار الدولة اللبنانية وسيادة أراضيها وعافية اقتصادها... ومن ناحية ثانية تتعجَّلان انتخاب أي رئيس «يحل المشكلة»... حتى لو كان حضوره صورياً لا يقدّم ولا يؤخّر في المشهد السياسي اللبناني.

حقيقة الأمر، أنَّ المُراد فرنسياً وأميركياً في لقاء باريس الخماسي هو أي طبخة تسدّ الجوع... من دون أن تحلَّ المشكلة وتعيدَ بناء البلد. بكلام آخر لا مانع عند العاصمتين من تعيين «نسخة لبنانية» من الرئيس السوري بشار الأسد، ترأس ولا تحكم، بينما النفوذ الحقيقي في لبنان موزّع بين طهران وباريس وواشنطن، كما هو موزّع في سوريا بين إيران وروسيا والدول الغربية. وفي الحالتين، هناك خلف الستار، تقف المصلحة الإسرائيلية الاستراتيجية القائمة على الاستنزاف «التفتيتي» لكيانات المنطقة، وتشجيع الجموح الإيراني بأمل توسيع نطاق التطبيع العربي معها.

«الشرق الأوسط»، ذكرت أمس أنَّ «لقاء باريس» لن يدخلَ في نقاش الأسماء المتداولة للمرشحين للرئاسة، وأنَّ البيان الذي سيصدر عنه في ختام أعماله سيكون بمثابة «خريطة طريق للنواب لانتخاب رئيس للجمهورية، ويُمهد الانتقال بلبنان إلى مرحلة جديدة غير تلك المرحلة التي كانت وراء انهياره». وتابعت نقلاً عن دبلوماسي عربي - لم تسمّه - أنَّ «الممرّ الإلزامي لإنقاذ لبنان هو انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقبولاً عربياً ودولياً». أعتقد أنَّ القبول العربي يشكّل نقطة محورية في ظلّ استمرار النهج الإيراني في المنطقة، ناهيك من دخول طهران طرفاً في الحرب الروسية – الأوكرانية. ثم إنَّ عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة ليس خبراً سيئاً لإيران، بل قد تكون المستفيد الأكبرَ منه، وربَّما تنعكس هذه الاستفادة في محاولة كل من باريس وواشنطن استرضاءَ «حزب الله» برئيس مقبول عنده... يدير «الأمر الواقع» اللبناني وفق معادلة «لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم».

من ناحية ثانية، بالنسبة إلى «لقاء بكركي» المسيحي، فإنَّه يأتي بعد فتور في العلاقة بين «حليفي المصلحة»؛ «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» (التيار العوني). وهذا الفتور ناجم عن رفض «حزب الله»، وقبله حركة «أمل»، دعم ترشح رئيس «التيار» جبران باسيل لرئاسة الجمهورية. والمعروف على نطاق واسع في لبنان أنَّ الوزير السابق سليمان فرنجية زعيم تيار «المردة» هو الخيار الموثوق والمزمن لثنائي «حزب الله» و«أمل»... وأنَّه لا ثقة على الإطلاق بين «أمل» والعونيين. وعليه، في ظل رفض «الثنائي الشيعي» تأييد باسيل، والعداء المزمن بين عدد من القيادات المسيحية البارزة، يتوقّع أن يكون هدف «اللقاء» الأول، أن يختار المسيحيون بأنفسهم مَن يمثلهم في المنصب الأول بالسلطة، لا أن يفرضَه عليهم الآخرون.

واستطراداً، البحث جدياً في صيغة عملية، «لا مركزية» أو «فيدرالية» أو ربما أكثر، تُخرِج مصير المسيحيين السياسي من أيدي القوى غير المسيحية التي – كما يدرك معظم اللبنانيين – غدت تشكّل غالبيةً سكانيةً كبيرة في لبنان.

 

جنبلاط وبرّي: أخوا الحروب والأسرار...

أيمن جزيني/أساس ميديا/الإثنين 06 شباط 2023

كان بعض الصحافيين والسياسيين في سنوات غابرة يتراوون في مقاهي بيروت طرفةً تُنسب إلى الرئيس نبيه برّي والزعيم وليد جنبلاط. تقول الطرفة ما معناه أنّ جنبلاط سأل برّي: ما بك تظلّ منهمكاً في أمور محليّة صغيرة؟ اذهب وتعرّف أكثر إلى العالم في الخارج، ودع الأمور الأخرى لمستشاريك أو مساعديك أو معاونيك. وتضيف الطرفة أنّ برّي نظر إلى حليفه وصديقه مبتسماً، ثمّ أجابه: أنت من يقدر أن يغيب مئة عام، وعندما تعود، تجد جماعتك في انتظارك. أمّا أنا فلا يمكنني أن أضمن بقاء هذا الكرسي إذا غبت أسبوعاً واحداً! هي طرفة، بالطبع. قد تكون صحيحة، وقد تكون "تركيبة" صحافيّ قصد بها وصف علاقة برّي وجنبلاط من جانب، وعلاقة كلّ منهما بالكرسي من جانب آخر.

إخوان الصفا والوفا

جنبلاط هو أقدم سياسيّي الحقبة الحالية، فطوال نحو 46 سنة لم ينقطع عن اللعبة السياسية وصناعتها وحراكها، ونبيه برّي ما يزال في السلطة منذ 40 سنة، وصاحب الولاية الأطول في تاريخ برلمانات لبنان منذ استقلاله، إذ جلس في كرسي رئاسة المجلس النيابي أكثر من 30 سنة.

بعد اتفاق الطائف قامت الترويكا الرئاسية على ثلاثية الرئيس إلياس الهراوي ورفيق الحريري وبرّي. لكنّ جنبلاط كان بيضة القبّان أو التقاطع بين الجميع

في المجالس السياسية اللبنانية لا يُذكر جنبلاط من دون برّي. وهما نواة أساسية في الحياة السياسية والحروب اللبنانية منذ بداية الثمانينيات. وفي كثير من المحطّات المفصليّة صار اسماهما مترادفَيْن في كلّ "طبخةٍ" سياسية أو حربية بارزة، خصوصاً منذ أن استدعاهما الرئيس إلياس سركيس إلى قصر بعبدا مع بشير الجميّل للتداول في سبل إنقاذ البلاد أثناء الاجتياح الإسرائيلي صيف 1982. وعندما عُيّن برّي وزيراً للمرّة الأولى في الحكومة التي تلت إسقاط اتفاق 17 أيار 1984، اشتعلت سماء بيروت وضاحيتها الجنوبية بالرصاص أمسيةً كاملة. ويُقال أنّ حزب الله الأخ اللدود لحركة أمل - نبيه برّي لم يلتصقا بما هما "ثنائي شيعي"، قدر ما التصق جنبلاط ببرّي. ولم تتردّد جريدة "الأنباء" التابعة للحزب التقدّمي الاشتراكي في الحديث عن "درب النضال المشترك بين زعيمَيْ المختارة وعين التينة". وهو درب فيه "الكثير من الوقفات التي غيّرت وجه لبنان"، وأعادته إلى "أصالته وهويّته الحقيقية"، ومنها "ذكرى 6 شباط 1984، يوم أُسقط اتفاق 17 أيار الذي كان يخطف لبنان". ولا تنسى الجريدة الجنبلاطية التأكيد أنّ "مشاريع الانعزال وخطف لبنان لا يمكن أن تنجح، لا في الحرب ولا في السلم". وتجمع الزعيمان "بوصلة واحدة مهما عصفت رياح الأزمات".

من هذا البيان يمكن فهم العلاقة الجنبلاطيّة - البرّيّة، التي كثيراً ما توصف بـ"الاستراتيجيّة" و"التاريخيّة" و"الوطنيّة"، إلى ما هنالك من عبارات ترد على ألسنة المستشارين والمعاونين.

تقدّمي اشتراكيّ وحركة محرومين

لا تلغي تلك الصفات ما بين رئيسَيْ التقدمي وأمل من شعارات متناقضة. لكن قبل الشعارات فلنقل إنّ وليد جنبلاط مولود عام 1949 والرئيس نبيه برّي مولود عام 1938. وهما من الجيل الثاني من السياسيين اللبنانيين. وجنبلاط الابن لم يكن يتصوّر أنّه سيقود الدفّة مبكراً بعد اغتيال والده كمال جنبلاط في عام 1977 برصاص النظام السوري. وهو وريثُ كرسي الإقطاع السياسي والعائلي والطائفي الجنبلاطي العتيق، وحامل شعارات "التقدّمي - الاشتراكي" و"العلماني". وقد ارتدى عباءة زعامة المختارة وحمل لقب عمود السما العرفانيّ على حين غرّة. وورث معها أوّل جولة عنف ضدّ المسيحيين عقب اغتيال والده. وهو زعيم براغماتي مكيافيلّي، وغالباً ما يفكّر في وجود الدروز قبل كلّ شيء. تَجَرَّع علقم زيارة دمشق "الأسد" قاتِل والده، قبل أن ينقلب العلقم عسلاً وتمتدّ إقامته في العاصمة السوريّة شهوراً أحياناً، إثر التقائهما على نقطة تقاطعاتٍ محلّية وإقليمية ودولية (سوفيتيّة، سوريّة، درزيّة...).

طوال مرحلة التسعينيات جمعت برّي وجنبلاط "حربقات" سياسية وولاءات مشتركة وصناديق مهجّرين ومجالس إعمارية وجنوبية وولاءات أسديّة كانت تساهم في تعزيز الزبائنيّة حولهما

أمّا الأستاذ نبيه الجنوبيّ المغترب الذي حصل على لقب الأستاذ بسبب نيله إجازة في الحقوق وعمله محامياً على نحو عابر. وهو نشط في صفوف حزب البعث "العربي الاشتراكي" في بداية الستينيّات. ولم يكن وريث عائلة سياسية أو إقطاعية. وسرعان ما أصبح وريث مؤسّس حركة "أمل" للمحرومين التي أسّسها الإمام المغيّب موسى الصدر. والحركة التي صار برّي رئيسها انقلبت على بعض الإقطاعيين فيها ورفعت شعارات "المحرومين" و"الدولة المدنية". إلا أنّ الأستاذ مع مرور الوقت تحوّل وجهاً من وجوه الإقطاع السياسي والنيابي الجديد، فهيمن على شطر من الدولة ووظائفها ومواردها. وأصبح على مدى أعوام طويلة ناطقاً باسم الشيعة في لبنان قبل ولادة "حزب الله" على الخطّ والنهج الخمينيَّيْن الإيرانيَّين. منذ البداية كان برّي ابن السياسة السورية الأسديّة في لبنان بكلّ تفاصيله وتفاصيلها. وهو في هذا يتفوّق بأشواط على جنبلاط الذي اتّهم الأسد بقتل أبيه، ثمّ لجأ إليه واستجار به كالمستجير مديداً بالنار من الرمضاء قبل انقلابه على وريث الأسد وبشّاره ونعته نعوتاً مقذعة من ساحة الشهداء في بيروت بعد اغتيال رفيق الحريري.

الترويكا وما قبلها

ما بين الزعيمين أنّهما تحوّلا قائديْن عسكريَّيْن أو زعيمَيْ ميليشيات بلباس مدنيّ في زمن الحرب الأهلية. وكانا نجمَيْ مؤتمر جنيف ولوزان، وانتفاضة 6 شباط وإسقاط اتفاق 17 أيار. وبرز جنبلاط في حرب الجبل في مواجهة "القوات اللبنانية". وهذه الحرب كانت ركيزة تاريخية لزعامته في مقابل تصدّع الأرسلانيين المؤيّدين لقائد القوات اللبنانية بشير الجميّل.

وبرز برّي في حربه ضدّ المخيّمات الفلسطينية (العرفاتيّة تحديداً) وفي حربه ضدّ حزب الله والميليشيات البيروتيّة، مثل المرابطون. وبين الرجلين شراكة في حروب ولقاءات ومؤتمرات ونزاعات وتهجير وتبدّل ديمغرافي وفوضى غير خلّاقة. وفي المحصّلة تمخّضت الرعاية السورية عن "الاتفاق الثلاثي" الذي ضمّ جنبلاط وبرّي مع رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" إيلي حبيقة الذي أطاح به سمير جعجع. ثمّ تقاتلت أمل-برّي للمحرومين مع ميليشيا جنبلاط الاشتركية في شوارع بيروت بعد اجتثاثهما معاً المنظّمات الميليشيويّة الصغيرة السنّيّة العروبية والناصرية والعرفاتية فيها. وكان هذا كلّه مقدِّمة لدخول القوات السورية بيروت، والهيمنة على القرار اللبناني تحت شعار: "ما بين لبنان وسوريا لم نصنعه نحن إنّما صنعه الله". ووسط هذا المشهد كان برّي وجنبلاط يختلفان ويتصالحان في ظلّ وإدارة عبد الحليم خدّام وحكمت الشهابي وغازي كنعان.

بعد اتفاق الطائف قامت الترويكا الرئاسية على ثلاثية الرئيس إلياس الهراوي ورفيق الحريري وبرّي. لكنّ جنبلاط كان بيضة القبّان أو التقاطع بين الجميع. وطوال مرحلة التسعينيات جمعت برّي وجنبلاط "حربقات" سياسية وولاءات مشتركة وصناديق مهجّرين ومجالس إعمارية وجنوبية وولاءات أسديّة كانت تساهم في تعزيز الزبائنيّة حولهما.

في السنوات الأخيرة لم يلتقِ برّي وجنبلاط على معارضة أيّ قوة سياسية كما التقيا على خصومة الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، ومعارضة التسوية الرئاسية. وهما ساهما بشكل رئيس في تعطيل العهد الذي كان يحاول محاربتهما

أرانب وبيضة قبّان

كان زعيم المختارة شريك التفاهمات والصفقات والتسويات أيام الترويكا. ولم يقطع الخيْط الذي يربطه ببرّي. أحياناً تحصل مناورات بينهما، وتصريحات من هنا وهناك، لكنّ الخاتمة تكون باللقاءات. حتى في خضمّ المأزق السياسي الذي حصل نتيجة جريمة 14 شباط 2005، كان جنبلاط وبرّي أساسيَّين في التحالف الرباعي. وكلاهما حاولا إقامة جسور حوار مع المسيحيين المعارضين للوجود السوري. نجح جنبلاط، وكان قادراً على إيجاد نقاط تقاطع مع الأحزاب المسيحية. لكنّ برّي كان حذراً بحكم الاعتبارات السورية والشيعية، فلم يخرج عن السياق المرسوم له، أو الذي رسمه لنفسه. أبقى هامشاً للمناورة وللحوار، لكن تحت سقف المجلس النيابي.

عند كلّ مأزقٍ كان برّي يتصرّف على أساس أنّه يستطيع إخراج أرنب من كمّه. أمّا جنبلاط فيتصرّف على أساس أنّه بيضة القبّان. حتى أحداث 7 أيار عام 2008، حين نفّذ "حزب الله" غزوة بيروت التي شاركت فيها أمل-برّي بكثافة، لم تنجح في فكّ أواصر العلاقة بين برّي وجنبلاط، وهي سهّلت الذهاب إلى اتفاق الدوحة.

غالباً ما كان برّي يعتبر أنّ سوريا ولبنان تجمعهما علاقة استراتيجية. أمّا جنبلاط فكان ينتظر على ضفّة النهر ليرى جثث أعدائه وقتلة والده طافية على مياهه. بقي طوال سنوات "سوريّاً بالسياسة". وبعد رحيل حافظ الأسد طالب بتموضع القوات السورية في البقاع، فتوتّرت العلاقة بينه وبين بشار الأسد، وازداد التوتّر بعد اغتيال الحريري، بل حصلت القطيعة. وصالحهما الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عام 2010.

في السنة التالية، أي عام 2011، بعد انفجار الثورة والحرب في سوريا، قلب وليد جنبلاط نهائيّاً صفحة سوريا. أمّا التوتّر في العلاقة بين برّي والنظام كالسوري، فبرز في خطاب 31 آب 2011. يومذاك خرج برّي ليقول: "أدعو الرئيس الدكتور بشار الأسد إلى حركة تصحيحية ثانية في سوريا". واليوم تبدو علاقة برّي بسوريا رماديّة.

توريث وانهيار

في السنوات الأخيرة لم يلتقِ برّي وجنبلاط على معارضة أيّ قوة سياسية كما التقيا على خصومة الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل، ومعارضة التسوية الرئاسية. وهما ساهما بشكل رئيس في تعطيل العهد الذي كان يحاول محاربتهما.

في الانتخابات النيابية الأخيرة، كان جنبلاط متوجّساً وخائفاً على الزعامة الدرزية بعد انتفاضة 17 تشرين، وتنامي حضور بعض خصومه. لكنّه انتقم من القانون الانتخابي الذي كان وضعه أو فرضه جبران باسيل بمساعدة حزب الله، فأعاد حصْر الكتلة الدرزية في يديه. ويتردّد أنّه تلقّى دعماً من برّي في بعض المناطق. وكانت غايته تعبيد الطريق أمام وريثه تيمور جنبلاط. وفي انتخابات رئاسة المجلس النيابي، التي حاول فيها باسيل أن يحارب برّي، كان جنبلاط في طليعة داعمي تجديد رئاسته المجلس النيابي.

الفرق الجوهري بين الزعامتين أنّ جنبلاط ورّث ابنه، فيما نبيه برّي لا يبدو أنّه طامح إلى توريث ابنه أو قريب منه حتى الآن. وفي علاقة جنبلاط وبرّي الكثير من الخفايا والخبايا، وخصوصاً في ما يتّصل بالعلاقة مع سوريا. هما صندوقة أسرار في هذا المجال وفي المعارك النيابية والرئاسية والوزارية. علاقتهما التحالفية اللدودة عمرها ما لا يقلّ عن 40 سنة. واليوم يبدو أنّ مصير الرئاسة يتأرجح على إيقاع تحرّكهما أو طبخاتهما، فيما يعيش البلد مرحلة تحلّل وتفكّك تشبه إلى حدّ كبير المرحلة التي صعد فيها نجمهما في النصف الأول من الثمانينيات. لكن في هذه المرحلة لم يعد من بيضة قبّان ولا سحر أرانب.

 

"الباسيليّون": جنبلاط رجل المرحلة!

ملاك عقيل/اساس ميديا/الإثنين 06 شباط 2023

خصّص النائب جبران باسيل في خطابه الأخير رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط وحده من بين السياسيين برسالة إيجابية تُعاكِس مسار التوتّر المزمن في العلاقة الثنائية، تحدّث فيها عن "موقف وطني مسؤول لِمَن يرفض تخطّي المسيحيين ويُعوّل عليه لبناء حياة مشتركة ومتشاركة في الجبل".

من دون أدنى شكّ كان باسيل يُسمِع حليفه الاستراتيجي حزب الله بأنّه استسهل تخطّي المسيحيين وسيكون الثمن سقوط ورقة تفاهم مار مخايل ونَشر التيار الوطني الحر إعلاناً لـ"استدراج عروض" من أجل عقد اتفاقات جديدة مع كلّ السياسيين، بما في ذلك مع الضاحية.

مصدر قريب من جنبلاط يقول لـ "أساس": "هناك مصلحة تقتضي اليوم مهادنة جنبلاط لكلّ القوى المسيحية لأنّ الجبل يَبقى همّه الأوّل

فيما كان باسيل يَنعى التفاهم مع حزب الله ويُهاجم "المنظومة الفاسدة"، الذي بُنيت عقيدة العونيين لعقود على أساس أنّ جنبلاط أحد أركانها الأساسيّين، كان في المقابل يَضع مرغماً جميع أوراقه في سلّة المختارة لاعتبارات شكّلت خلاصة لقاء باسيل وجنبلاط في كليمنصو في 23 كانون الأول الماضي: تأكيد رئيس "الاشتراكي" لباسيل رفضه السير بأيّ خيار رئاسي ترفضه القوى المسيحية ذات الثقل وعلى رأسها تكتّل لبنان القوي، وحَسم مسألة رفض المختارة التصويت لسليمان فرنجية، إضافة إلى التخلّي عن ترشيح ميشال معوّض بعد 11 جلسة رئاسية كرّست انتهاء صلاحيّة ورقة نائب زغرتا.

كان الأمر كافياً لإقفال الجبهات المفتوحة مع المختارة التي سَبقها مهادنة غير مُعلنة مع "الاشتراكي" على الرغم من تبنّي جنبلاط لخيار معوّض وتغطيته لجلسات الحكومة "غير الدستورية وغير الميثاقية" بتوصيف باسيل، وصولاً إلى فَرض جنبلاط، بالتنسيق المباشر مع الرئيس نجيب ميقاتي، جدول أعمال الجلسة الثالثة لحكومة تصريف الأعمال التي ستُعقد اليوم تحت عنوان الملفّ التربوي.

لا بأس من ضمن استكمال أكسسوارات الحلف الرئاسي الهشّ بين باسيل وزعيم المختارة وَصف نائب الشوف العونيّ غسان عطالله لجنبلاط أخيراً بـ"الرجل السياسي من الطراز الأوّل"، بعدما كان الفريق الباسيليّ يعاير جنبلاط دوماً بأنّه من "مدرسة الـ fundraising" المُعادية للتدقيق الجنائي ويصفه بصِفات أخرى تُربّعه، وفق قاموس العونيين، على عرش الفاسدين والمستفيدين من "بقرة الدولة الحلوب".

مصدر قريب من جنبلاط يقول لـ "أساس": "هناك مصلحة تقتضي اليوم مهادنة جنبلاط لكلّ القوى المسيحية لأنّ الجبل يَبقى همّه الأوّل. رئيس "الاشتراكي" متمسّك فعليّاً بالتوافق والتسوية، وإذا أتت الأخيرة حاملة معها خيار جوزف عون فسيكون وليد جنبلاط أحد عرّابيها مسلّماً بأنّ الغطاء المسيحي سيتأمّن بهذه الحال من سمير جعجع ونواب المعارضة والمستقلّين، وبالتالي ستكون الميثاقية مؤمّنة".

يحصل ذلك فوق جبل من تراكمات علاقة كثيراً ما اتّخذت طابع كسر العظم على الرغم من محطّات المهادنة المحدودة، وآخر تجلّيات هذه العلاقة تتويج جنبلاط عهد ميشال عون بـ "عهد الكوارث"، قائلاً "ليس لنا سوى انتظار أن يأتينا رئيس جمهورية مقبول لا يكون أداة بيد السوري والإيراني وألّا تأتينا كارثة جديدة إذا ما جُدّد لأحد من حاشيته".

يَرصد باسيل تمدّد الدعم السياسي لعون وتسويق جنبلاط لخيار العسكر على حساب "مرشّحَيْ التمويه" صلاح حنين وجهاد أزعور لا لشيء إلّا لأنّ جنبلاط بات يقرأ حجم الدعم الغربي لقائد الجيش

هكذا قد يُبدّد إمساك جنبلاط العصا من النصف على قاعدة "لا لفرنجية نعم لقائد الجيش" آخر فرص باسيل في الوصول إلى تسوية رئاسية انتقالية قبل أن يُصبح ترشيحه للرئاسة مشروعاً جدّياً وليس مجرّد تهويل بوجه الأخصام كما يحصل الآن. فجنبلاط المتحسّس تاريخياً من وصول عسكري إلى رئاسة الجمهورية لم يعد يخفي انحيازه إلى قائد الجيش العماد جوزف عون وضغطه المتكرّر على برّي كي يضغط بدوره على حزب الله لتأمين الغطاء الطائفي والعدديّ لوصول عون إلى قصر بعبدا، لكن من ضمن سلّة خيارات مفتوحة لدى رئيس "الاشتراكي" تهدف إلى التوصّل إلى اسم مرشّح رئاسي يكون عون من ضمنها وليس أوحدها.

إذاً سنكون أمام نسخة "متطوّرة" من تعاطي المختارة مع مرشّحي اليرزة: عام 1998 قاطع مع كتلته النيابية جلسة انتخاب إميل لحود رئيساً ورفض التمديد له عام 2004، ثمّ تحت وهج 7 أيار ومن بعده اتفاق الدوحة وبمباركة من حزب الله مشى في "مهرجان" ترئيس ميشال سليمان رئيساً توافقياً عام 2008 بعدما سُحِبت ملعقة الرئاسة من فم ميشال عون.

في إطار "التنويع" الرئاسي رشّح هنري حلو في حقبة الشغور عام 2014 بعد انتهاء ولاية سليمان، ثمّ انتخب ميشال عون رئيساً عام 2016 خلافاً لرغبة حليفه الأزليّ نبيه برّي.

النسخة "الحديثة" من جنبلاط ومرشّح اليرزة تبدو مختلفة. فعمودها الأول حزب الله مع شرطين أساسيّين: لا مرشّح لصيق بحزب الله وسوريا كسليمان فرنجية مع خطّ أحمر عريض هو تجنّب المواجهة مع حزب الله، ولا مرشّح يستنسخ تجربة ميشال عون كباسيل أو من "يديره" باسيل "عن بعد".

لا مشكلة لباسيل مع الشرطين، خصوصاً أنّ الأخير شبه مقتنع بأنّ ما أُتيح له من امتيازات و"بَلعَطة" رئاسية في عهد ميشال عون لم يعد ممكناً اليوم مهما كانت هويّة الرئيس الذي سيخلف "الجنرال". حتى احتمال الإتيان برئيس يُدار من ميرنا الشالوحي مشروع خاسر سلفاً.

تكفي الصعوبة التي يُواجِهها رئيس التيار الوطني الحر في السيطرة على حركات التمرّد داخل فريقه النيابي ووقوفه "لِوَحده" على الجبهة، باعترافه، وفقدانه السيطرة على الفريق الوزاري المُقاطِع للحكومة، للدلالة على حراجة الوضع السياسي لباسيل، فكيف بالأحرى سيكون بإمكانه "صناعة رئيس" يُنفّذ أجندته؟

همّ باسيل الفعليّ إبقاء فرنجية يستقبل ويودّع في بنشعي وانتقال قائد الجيش بعد نهاية خدمته العسكرية من اليرزة إلى منزله.

يَرصد باسيل تمدّد الدعم السياسي لعون وتسويق جنبلاط لخيار العسكر على حساب نكوذج الياس سركيس، أي صلاح حنين وجهاد أزعور. لا لشيء إلّا لأنّ جنبلاط بات يقرأ ازدياد حجم الدعم الغربي لقائد الجيش فَسَبق الجميع بتكريس عون من بكركي في صدارة المُرشّحين، وفق نائب اللقاء الديمقراطي راجي السعد.

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

 

الدولار: "أمّ المعارك" في العراق

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 06 شباط 2023

لم يُترك أمام رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني إلّا الاعتراف العلني بأزمة تهريب الدولار العراقي إلى "الخارج". ففي مقابلة حديثة أقرّ الرجل بتهريب العملة إلى الخارج عبر تحويلات تتمّ على أساس فواتير مزوّرة لواردات كان يتمّ تضخيم أسعارها، حيث كانت الأموال تخرج ويتمّ تهريبها للخارج، متسائلاً: "ما الذي كنّا نستورده مقابل 300 مليون دولار يومياً"، ولا سيّما مع عدم فقدان الأسواق لأيّ من الموادّ الرئيسية حين تراجعت مبيعات "البنك المركزي" العراقي إلى حدود 30 مليون دولار يومياً، مؤكّداً: "حتماً هذه الأموال كانت تخرج من العراق، وهذه كانت مشكلة مزمنة منذ سنوات".

في العراق ومنذ تشرين الثاني الماضي تنازع العملة العراقية للحفاظ على قيمتها أمام الدولار وسط هبوط تدريجي وصل إلى حدود فقدان عشرة في المئة من قيمتها أخيراً، في ظلّ ضغوط أميركية لوقف تهريب الدولار من العراق إلى إيران ولبنان وسوريا.

سبق لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن زار بغداد الأسبوع الفائت مؤكّداً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين أن "لا فرص للازدهار بالمنطقة من دون الاستقرار"

فقد فرضت واشنطن قيوداً واشتراطات صارمة على بغداد قبل السماح لها بالوصول إلى أصولها الموجودة لدى الاحتياطي الفدرالي الأميركي، ومعظمها من عائدات بيع النفط العراقي.

تجدر الإشارة إلى أنّه منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003، يتمّ وضع احتياطيات العراق من العملات الأجنبية في الاحتياطي الفدرالي الذي يتحكّم بإمدادات العراق من الدولارات. بيد أنّ الآليّة الموضوعة بين واشنطن وبغداد باتت بوّابة خلفيّة خطيرة تتيح لطهران الالتفاف على العقوبات الأميركية وتسمح للحرس الثوري على وجه التحديد الحصول على احتياجاته من العملة الصعبة.

أميركا "تأكّدت" أخيراً

وسط تقارير إعلامية أنّ "واشنطن حصلت على أدلّة دامغة بأنّ إيران تداولت خلال الأسبوعين الماضيين دولارات تسلّمها العراق حديثاً من وزارة الخزانة الأميركية"، يبدو أنّ العاصمة الأميركية رفعت سقف تهديداتها للقطاع المصرفي العراقي، كما جاء في تقرير لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أفاد بأنّ سيف العقوبات مسلّط على 15 مصرفاً عراقيّاً تتبع في أغلبها لمؤسّسات تابعة لأحزاب سياسية تتزعّم ميليشيات مسلّحة في العراق، مشيراً إلى أنّ هذه البنوك تُهرّب أكثر من 100 مليون دولار أسبوعياً.

كلّ شيء يؤكّد أنّ العراق هو الرئة الاقتصادية، لا لإيران وحسب، بل خزينة تمويل لكلّ أنشطة إيران في المنطقة، أكان في سوريا أو لبنان أو اليمن أو داخل العراق نفسه. وصل الأمر بحكومات رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي تخصيص 200 ألف برميل يوميّاً لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال المقتول قاسم سليماني، أي ما يعادل نصف مليار دولار تقريباً في الشهر بأسعار اليوم!!

في سياق مماثل، يكشف وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو، في كتاب مذكّراته الصادر أخيراً، عن محادثة جرت بينه وبين رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، عرض عليه في خلالها، أن تزوّد واشنطن العراق بما يلزم لتأمين إنتاج الكهرباء، بدل الاستمرار في استجرار الكهرباء من إيران وشراء الغاز الإيراني للتغذية، وذلك في إطار جهود واشنطن لتجفيف مصادر النظام الإيراني. وقد حذّر بومبيو العبادي من مغبّة تعرّض شركة الكهرباء الوطنية العراقية للعقوبات، بسبب العقوبات الأميركية التي تمنع أيّ كيان من التعامل مع شركات ومؤسّسات إيرانية.

من المرجّح أن يُعطى العراق فترة سماح قابلة للتجديد، والاكتفاء بخلق مناخ ضاغط مع بعض الإجراءات العمليّة التي تخفض إلى حدود كبرى تهريب الدولار إلى إيران

سليماني وحياة العبادي

صدم العبادي محدّثه الأميركي بردّ ينقله بومبيو حرفيّاً:

"بعدما تغادر سيأتي قاسم سليماني لرؤيتي، ربّما بإمكانك أخذ أموالي، لكن هو سيسلب منّي حياتي".

تختصر هذه المحادثة الأهميّة الاستراتيجية للعراق بالنسبة لإيران، كمورد بديل ومصرف بديل ورئة تُبقي الاقتصاد الإيراني على قيد الحياة، وتمنع انهيار النظام، وهو ما يدركه حتى نظام أعمته الأيديولوجية كنظام الملالي. ففي آخر تصريحاته قال المرشد علي خامنئي إنّ "الارتقاء بمكانة الدولة يتوقّف إلى حدّ كبير على وضعها الاقتصادي، ونحن بحاجة إلى النموّ الاقتصادي للحفاظ على مكانة البلاد في المنطقة والعالم". وأضاف: "هناك مشاكل معيشية بالبلاد لا يمكن معالجتها إلا من خلال زيادة النموّ الاقتصادي"، مشدّداً على ضرورة العمل للقضاء على الفقر وزيادة رفاهية الأسر في البلاد. وفي غياب أيّ سياسات اقتصادية إيرانية جدّية لتحقيق هذا الأمر، يظلّ نهب العراق هو البديل الموضوعي لنظام خامنئي، لمنع سقوط النظام بالضربات الاقتصادية المتتالية.

السوداني والمرشد..

المنازلة الأخيرة في العراق، هي مجرّد حلقة جديدة من حلقات معركة استعادة العراق وتحريره من الأسر الإيراني، وهي معركة ليست بالبساطة أو السهولة التي قد يتخيّلها البعض. لنتذكّر أنّ رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وعلى الرغم من مواقفه الأخيرة، أكان في موضوع الدولار أو في إعلانه عن "ضرورة" بقاء القوات الأميركية في بلاده، أو حتى بما يخصّ التأكيد على الهويّة العربيّة للخليج، هو في نهاية المطاف، الرئيس الذي رشّحته الميليشيات الشيعية الموالية لإيران عبر أحزابها السياسية، ومن خلال صفقة الأمر الواقع مع الكُرد والسُّنّة، في غياب تامّ للصدريّين وقوى المجتمع المدني والثورة عن الترتيبات التي حصلت. فلا حاجة إلى المغالاة بشأن قرارات السوداني في وجه عراقيل داخلية يعرف أين تبدأ ولا يعرف أين تنتهي. رغم فترة "السماح"التي أخذها من المرشد الإيراني.

من يحاورون السوداني يحاورونه مدركين لهذه الخلفيّة تماماً، ويسعون إلى اللعب بما هو متوافر من أوراق على طاولة اللعب. يلعب الأردن مثلاً دوراً مهمّاً في "اللوبيينغ" لصالح العراق في العلاقة مع واشنطن، وعينه على مدّ أنبوب نفط من البصرة إلى العقبة بالتعاون مع الإمارات العربية المتحدة. تدرك عمّان أنّ إنجاز ذلك مستحيل إلّا من خلال التعاون مع حكومة عراقية تمتلك حدّاً من العقلانية السياسية والحسّ الوطني ولو أنّها تلعب لعبة توازن دقيق بين إيران والعرب. في إطار هذا الدور الأردني الرافد للعراق، جاء الاتصال الثلاثي بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والملك عبدالله الثاني، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ليعطي إشارة تفيد بأنّ معركة استعادة العراق تتطلّب إجراءات تدريجيّة وبناءً بطيئاً للمصالح يعزّز الربط بين اقتصاد العراق وفضائه العربي.

الأكيد أنّ العراق لن يُدفع إلى خيارات قسريّة كاسرة في الموضوع المصرفي، من خلال إلزامه مثلاً بالتطبيق الفوريّ لكامل مندرجات اتفاقية "سويفت" التي تتيح للمصارف التراسل الآمن بشأن الحوالات الماليّة في مختلف أنحاء العالم

استقلال العراق.. اقتصادياً

يشكّل مؤتمر "قمّة بغداد للتعاون والشراكة" الذي عُقدت نسخته الثانية قبل نحو شهر على شاطئ البحر الميت في الأردن، بحضور السوداني والرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعدد من مسؤولي دول الجوار بما فيها تركيا وإيران، إطاراً رافداً آخر للتعاون بين الثلاثي الأردني المصري العراقي، الذي عقد قمّته الثلاثية في عمّان على هامش "قمّة بغداد 2". يسعى الثلاثي العربي إلى جعل قمّته الثلاثية منصّة لتفعيل التعاون الاقتصادي وربط البنى التحتية، ولا سيّما الكهرباء، وتنشيط الاستثمارات المتبادلة، التي تمثّل قواعد رئيسية لتمكين استقلالية العراق وتفعيل إمكاناته والوصول بها إلى أقصى طاقة ممكنة.

يُسجَّل في سياق الإحاطة العربية الحذرة لبغداد، الاتّصال الهاتفي بين رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس محمد شياع السوداني، ثمّ الإعلان عن دعوة رسمية للسوداني إلى الإمارات سلّمها له وزير العدل الإماراتي عبد الله سلطان بن عواد النعيمي.

كان سبق لوزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن زار بغداد الأسبوع الفائت مؤكّداً خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين أن "لا فرص للازدهار بالمنطقة من دون الاستقرار"، مشيراً إلى أنّ "العراق يشهد تطوّراً اقتصادياً إيجابياً جدّاً، وهذا يخلق فرصاً كبيرة". تأتي هذه الاتصالات في سياق "الهجوم الإيجابي" على العراق والقرار الاستراتيجي بعدم تركه فريسة سهلة ودائمة لإيران.

الأكيد أنّ العراق لن يُدفع إلى خيارات قسريّة كاسرة في الموضوع المصرفي، من خلال إلزامه مثلاً بالتطبيق الفوريّ لكامل مندرجات اتفاقية "سويفت" التي تتيح للمصارف التراسل الآمن بشأن الحوالات الماليّة في مختلف أنحاء العالم. ومن المرجّح أن يُعطى العراق فترة سماح قابلة للتجديد، والاكتفاء بخلق مناخ ضاغط مع بعض الإجراءات العمليّة التي تخفض إلى حدود كبرى تهريب الدولار إلى إيران.

إنّها معركة بطيئة وطويلة، لكنّها "أمّ المعارك" الحقيقية في المنطقة، من أجل تحرير العراق.

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

جرثومة الفساد واستقرار الأوطان

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/05 شباط/2023

بات الحديث عن الفساد ونهب أموال الدولة، والعبث بالقضاء، وعلو شأن التنظيمات ذات الطابع الميليشياوي، وازدهار الشعبوية، وعلو سقف المشاعر الطائفية، وانخفاض سقف المشاعر الوطنية، يتقدم على التخاطب الرصين، وعلى الحديث حول أهمية التنمية وبناء الدولة المتطورة والتخطيط البعيد المدى، وتقوية المؤسسة العسكرية. هذه ظاهرة تعيشها عدة دول عربية، يتصدرها لبنان والعراق واليمن والسودان، وعلى أهبة انتساب سوريا إلى هذه الظاهرة.

قبل أن يأخذ الدور الإيراني الثوري مداه، وتصبح أصابع اليد الإيرانية حاضرة في مفاصل القرار في الدول المشار إليها، كانت الأحوال في تلك الدول مستقرة نسبياً، من دون أن يعني ذلك أن الأنظمة والحكومات التي إما وليدة انقلابات عسكرية – حزبية، وإما وليدة عملية ديمقراطية شكلاً، غير منزهة عن الفساد ضمناً، ثم يأتي الدور الإيراني يؤسس واقعاً جديداً غير مألوف في دول العالم، وهو إنماء أحزاب سياسياً ومذهبياً وعسكرياً، وبحيث تتحول إلى كيان داخل الدولة الرسمية، قادرٍ على التفعيل لمصلحته وعلى التعطيل إذا أوجبت ذلك سياسة المرجعية التي أنشأت ومولت ودربت ورسمت قيامه بالدور التعطيلي. ولنا في وقائع كثيرة حدثت في الدول الثلاث ما يعطي فكرة عما نشير إليه. ففي لبنان تقاسم «حزب الله» وحليفته «حركة أمل»، وبعد استيلاد حليف ذي شأن في الطائفة المارونية متمثل بالجنرال ميشال عون، الحكم عملياً مع الحليف المسيحي. وفي العراق تقاسمت التنظيمات التي أنشأتها إيران مفاصل السلطة وسياستها. وأما في اليمن فكان هناك أسلوب جديد وهو الاستيلاء بالكامل على الشرعية، عاصمة ومقرات، تكريساً لظاهرة اليمن المزدوج؛ يمن الشرعية السيادية، ويمن الأمر الواقع الثوري الحوثي الإيراني الساعد والمساعدة.

هذا الذي تحقق على مدى بضع سنوات لإيران بدأ يتحلل بالتدرج، وتحاول الدويلات التي تنتمي فكراً إلى جانب الولاء الذي لا يحتمل تشاوراً تثبيت أعمدة بنيانها الذي تصدَّع بعض الشيء، في ضوء الأحداث الاحتجاجية المتكاثرة في إيران، والتي شكل إحراق بعض المنشآت وصور مقامات سياسية وثورية خلالها، رسالة إلى كبار القوم في النظام الإيراني، بأن السلامة هي في إعادة النظر، وعدم الاستهانة بالذين يحتجون سواء الذين يواصلون التظاهر أو الذين من أقارب أهل النظام، فضلاً عن بعض الذين يرون أن السلامة هي في الإصغاء إلى الهدير الاحتجاجي؛ خشية أن يصيب النظام الثوري ما أصاب النظام الشاهاني. وهذا الطيف من الإيرانيين -لا بد- يتساءل: ما دام النظام الحالي قام بعد احتجاجات شعبية حافلة بالممارسات السافاكية وليس بفعل عملية انتخابية ديمقراطية، فلماذا يواجِه بالعنف وعمليات الإعدام أطيافاً من المحتجين ويرميهم بالعمالة، على نحو ما كان نظام الشاه يرمي المحتجين بالعمالة الشيوعية السوفياتية؟!

في ظل حالة التصدع الذي أصاب مهابة النظام في إيران، وإن كان رموز الحكم على درجة من التماسك، تشهد الدويلات تطورات تتصدَّى لها بدل التفاعل معها، وبما يخفف من تساؤلات البعض حول دور هذه الدويلة أو تلك. ففي لبنان، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يتصدى «حزب الله» وبعض من يحالفه لمهمة قضائية من شأن السير فيها إلى نهاية الطريق التوصل إلى السر المتعلق بـ«أم الجرائم» في حق لبنان، وهي تفجير المرفأ الذي هو العصب التجاري للوطن، وما نشأ عن التفجير من ضحايا ودمار شمل تصدُّع المئات من المباني. واللافت أن التصدي للمهمة القضائية حالة ملتبسة، كما أن حملته الإعلامية على القاضي طارق البيطار (ابن بلاد الأرز) بهدف التشويه وإغلاق الملف، عكست انطباعاً بأنه ضد القضاء، وهذه في أي حال إحدى رؤى الثوريين عموماً الذين لا يحبذون القضاء والعدالة بالمفهوم المتعارف عليه، ويؤثرون القضاء الثوري على ذلك، وهذا القضاء لا يتطلب قضاة ولا جلسات ولا محامين، وإنما يتطلب قرار إدانة وتنفيذاً فورياً بعد محاكمة ثورية شكلية، على نحو ما فعله نظام الرئيس صدَّام حسين مع الصحافي البريطاني الإيراني الأصل فرزاد بازوفت الذي أعدموه؛ لأنه التقط صورة مصنع عسكري من دون التصريح له بذلك، وكان حرياً بالرئيس صدَّام التجاوب مع مناشدة رئيسة الحكومة البريطانية (الراحلة) مارغريت ثاتشر عدم إعدام الصحافي، ولكنه القضاء الثوري العاجل والمتعجل الذي لا يتحمل التبصر، وعلى نحو صِنْوه الإيراني الذي لم يتجاوب مع مناشدة رئيس الحكومة البريطانية الحالي ريشي سوناك عدم إعدام علي رضا أكبري. في الحالتيْن -الصدّامية والخامنئية- نرى الاستعلاء يتقدم على التبصر. كذلك حال تعامُل «حزب الله» مع القاضي ابن بلاد الأرز، طارق البيطار، وإلى حد تصويره بأنه هو المتهم الذي يستحق الإدانة والعقاب من جانب القضاء الثوري.

في العراق، وكما في لبنان، هنالك طيف المخاوف يلقي بثقله على القضاء، وعلى خلفية «سرقة القرن» توأم «أم الجرائم». في الأولى سرقة مال الشعب وبالمليارات، وفي الثانية تتجسد الجرائم على أنواعها؛ حجراً وبشراً ومالاً وسمعة وخراباً.

عندما يحقق الحكم العراقي متمثلاً بركنه الفاعل رئيس الحكومة محمد شياع السوداني خطوة بالغة الأهمية عنوانها في كشف «سرقة القرن»، ويتولى القاضي ضياء جعفر مهمة عدلية كفيلة بكشف المستور من الحقائق والأشخاص والمسلوب من المليارات، فإن عيون الذين شاركوا بتلك السرقة سارعت إلى الإشخاص عليه، وفي نواياهم ما يقدح الشرر، وبحيث ينال منهم «ابن بلاد الرافدين» القاضي ضياء جعفر ما سبق أن أصاب «ابن بلاد الأرز» طارق البيطار من قذائف كلامية تحمل في ثناياها مخاوف مما قد ينتهي أعظم.

ما حدث في لبنان للقضاء يترك انطباعاً بأن تصنيفاً جديداً لعبارة «العدل أساس المُلْك»؛ بمعنى القضاء المنزه عن الأهواء والتدخل وإخضاعه لذوي الحالات الميليشياوية حاضراً المافيوية ماضياً، هو ما قد يسود في حال لم تسلك الأنظمة الصراط المستقيم، وتقديس الأوطان، وبما يرضي العباد بعد الله. كما أن الذي حدث في العراق بعد لبنان يوحي بأن الظاهرة مرشحة لأنْ تكون جرثومة تتنقل كما «الكورونا» من دولة إلى دولة. وعند التأمل فيما يحدث من اكتشافات فسادية، وعلى مستويات كثيرة، من بينها كبار رفيعي علو المقام في الجزائر والسودان وموريتانيا وتونس، يتأكد لنا كم أن الحاجة ضرورية إلى ما هو أشد تأثيراً من العلاج التقليدي. ربما يهتدي معطلو إبحار سفينة القضاء العادل الذي تواصل في عهدة القاضيين: ابن بلاد الأرز طارق البيطار، وابن بلاد الرافديْن ضياء جعفر، وسائر القضاة العرب الذين يحترمون أنفسهم، إلى رسوها على شاطئ العدالة، إذا هم تأملوا في الحكمة النبوية: «عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة»، وفي الحكمة البلاغية للإمام علي، رضي الله عنه: «يوم المظلوم على الظالم أشد وطأة من يوم الظالم على المظلوم»، وفي خير الكلام الذي طالما أخذ حيزاً في ثقافتنا وحوته سطور في «سِفْر الحكمة»، وهو «سر متفاقم في كل موضع، الدم والقتل والسرقة والمكر والفساد والخيانة والفتنة والحنث وقلق الأبرار»، إلى جانب القول الإنجيلي الطيب: «من أحبَّ الذهب لا يُزكّى، ومَن اتبع الفساد يشبع منه». وعندما لا يعود الفاسدون هم الذين يديرون شؤون الحكم، يستقر الوطن ويطمئن المواطن. والله المعين.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي: إحجام النواب بالطاعة العمياء لمرجعياتهم عن انتخاب رئيس خيانة عظمى وجرم بحق الشعب والدولة

وطنية/05 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115550/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان – حريصا الأب فادي تابت، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رابطة خريجي معهد الرسل – جونية وعائلة المرحوم روميو لحود وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة في “أحد الأبرار والصديقي” بعنوان “كنت جائعا فأطعمتموني”. قال فيها: “تذكر الكنيسة، في هذا الأحد، وطيلة الأسبوع، الأبرار والصديقين. هي كنيسة الأرض المجاهدة، من أجل بناء ملكوت الله في المجتمع البشري وفي العالم، تكرم كنيسة السماء الممجدة، التي يبلغ معها ملكوت الله ذروة إكتماله. فتستشفعها لكي يسلك أبناؤها وبناتها، الذين في العالم الطريق الذي سلكه القديسون، وهو محبة الأخوة في حاجاتهم، وتسمى “بالمحبة الإجتماعية”. وقد تماهى الرب يسوع مع المحتاجين: فإذا جاع أحدهم، جاع هو، وإذا أحد أطعمهم، أطعمه هو، وسماهم “إخوته الصغار”. ولذا قال: “كنت جائعا فأطعمتموني” (متى 25: 35)”.

أضاف: “يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، فأرحب بكم جميعا مع تحية خاصة إلى رابطة خريجي معهد الرسل جونيه: إلى مجلسها برئيسها الفخري الأب معين سابا رئيس معهد الرسل، وبرئيسها الأستاذ غسان بلان، وبسائر أعضاء المجلس. ونذكر أعضاء الرابطة، ونصلي لراحة نفوس الذين انتقلوا إلى بيت الآب. تأسست الرابطة سنة 1956 أي منذ 67 سنة. وقد لمع عدد كبير من الخريجين في المجتمع. فكان منهم أساقفة ووزراء ونواب وقضاة ومحامون وأطباء وإعلاميون وعسكريون وسواهم. تميزت الرابطة بوحدتها وبولائها لمعهد الرسل ومساندة طلابه، فتقوم بكثير من المبادرات لهذا الهدف. نتمنى لها دوام الإزدهار والمساعدة الإلهية لتحقيق مقاصدها البناءة. ونحيي أسرة المرحوم روميو لحود الذي سطر صفحات مجيدة في تاريخ الفن المسرحي والإبداع في الغناء والتأليف والتلحين والإنتاج والإخراج. وبذلك حمل إسم لبنان عاليا إلى الدول فكرمته وقدرته بالأوسمة الخمس. لقد ودعناه مع عائلته: إبنته وحفيدته وشقيقه وشقيقتيه وأصدقائه الكثر، بل مع اللبنانيين، منذ ما يزيد على الشهرين. ولكن مهما طال الزمن، يبقى إسم روميو لحود حيا في الذاكرة والقلوب بما ترك من إرث في الفن والإبداع. نصلي في هذه الذبيحة الإلهية لراحة نفسه، ولعزاء أسرته ومحبيه”.

وتابع: “كنت جائعا فأطعمتموني” يؤكد الرب يسوع أننا في مساء الحياة سندان على المحبة الإجتماعية، التي فصلها على سبيل المثال في ست حالات يمر فيها كل إنسان ويحتاج إلى محبة الناس تجاهه، وفي الوقت عينه هو مدعو ليساعد من هم في إحدى هذه الحاجات. الحالات الست لا تقتصر على الحاجات المادية بل تشمل أيضا تلك الروحية والمعنوية والنفسية والاجتماعية والحقوقية. فالجائع يجوع إلى خبز وطعام، وأيضا إلى كلمة الله والعلم. والعطشان يعطش إلى ماء، وأيضا إلى عدالة وإنصاف وكلمة حق، وإلى غفران ومصالحة. والغريب غريب عن وطنه ومحيطه، وأيضا غريب عن ذاته وداخله، وعن أهل بيته، وعائش في غربة نفسية وعاطفية وسط عائلته ومجتمعه. والعريان يفتقر إلى ثوب ولباس، لكنه أيضا يعرى من كرامته وحسن صيته بالنميمة والسخرية والتجني والافتراء والكلام الكاذب عنه. والمريض مريض في جسده وأعصابه وعقله، وأيضا في انحرافاته المرضية من نوع الانحرافات الجنسية والإدمان على السكر والمخدرات ولعب القمار. والسجين سجين في الأسر وراء القضبان، وأيضا أسير أنانيته وشهواته ونزواته، وأسير مواقفه وآرائه، وفاقد إرادته وقدرته على التمييز باستعباده لأشخاص وإيديولوجيات ومصالح رخيصة لا يميز معها بين الخير والشر، وبين العدل والظلم، وبين الحقيقة والكذب”.

وقال: “هذه حالات يمر فيها أو في بعضها كل إنسان كبيرا كان أم وصغيرا. وهو في حالته هذه من “إخوة يسوع الصغار” (متى 25: 40). ومدعو ليستحضر المسيح في حالته وألمه، ويضمها إلى آلام المسيح فتنال قيمة خلاصية وبعد فداء، على مثال بولس الرسول: “إني أتم في جسدي ما نقص من آلام المسيح” (كول 1: 24). وعندما يكون، في حالة إيجابية، هو من المدعوين لمساعدة غيره من هؤلاء “الإخوة”، مكرما فيهم شخص المسيح وآلام الفداء الجارية فيهم. عندما تكون أنت “من إخوة يسوع الصغار”، كانت لك نعمة، أما عندما تكون أمام “أخوة يسوع الصغار” الذين يحتاجون إلى محبتك، فهذه لك دعوة ومسؤولية ستدان عليها. وذلك أنها واجب من باب العدل. يقول القديس يوحنا فم الذهب: “إن عدم إشراك الفقراء في خيراتنا الشخصية هو سرقتهم وقتلهم.

” العدل فضلية أخلاقية قوامها إرادة ثابتة وراسخة لإعطاء الله والقريب ما يحق لهما”. (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية 1807). العدل تجاه الله يدعى “فضيلة العبادة”، والعدل تجاه القريب هو احترام حقوق كل شخص، وجعل العلاقات البشرية في إنسجام يعزز الإنصاف والعدل، على أساس من الحقيقة والخير العام (راجع إفتتاحية النهار بقلم المطران كيرللس سليم بستروس: العدل. السبت 4 شباط 2023). إن الأبرار والصديقين الذين تذكرهم الكنيسة اليوم هم الذين عاشوا في هذه الدنيا الحق والعدل تجاه “الأخوة الصغار” الذين يتكلم عنهم المسيح الرب في إنجيل اليوم”.

أضاف: “إن حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحق والعدل، إنما هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب.نعم في خيانة الشعب الذي ائتمنهم على مؤسسات الدولة لكي يحكموا له بالحق والعدل، ويؤمنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل واحد. ذلك أن نواب الأمة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويؤثرون الإنهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحية على مرارة الهجرة. أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرما عظيما بحق الشعب اللبناني والدولة؟ كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير المقهور، وعن رؤية مؤسسات الدولة تتهاوى وتسقط؟ وأن يصموا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانية الإستشفاء؟ أإلى هذا الحد من الحقد والكيدية بلغ نواب الأمة ومرجعياتهم؟ وما القول عن القضاء، هذا العمود الفقري للدولة؟ الذي يهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم؟ هذه كلها نتيجة غياب رأس للدولة”.

وتابع: “يتكلمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، فيما البعض يتمسك بمرشحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسك بحق النقض ضد ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيات المؤهلة وهي عديدة. أول ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الإنطلاق أولا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيين، ومن ثم البحث عن المرشح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. ويقتضي ثانيا التجرد من الأنانية الرامية إلى المصلحة الخاصة. يقول الكاتب والمفكر الفرنسي بسكال: “الأنا ظالم بحد ذاته، إذ إنه يجعل نفسه محور كل شيء، ولا يقبل الآخرين بل يرغب في استعبادهم. فكل أنا هو العدو ويريد أن يتسلط على جميع الناس.” (راجع النهار: الإفتتاحية المذكورة)”.

وختم: “فلنصل، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، لكي يعضدنا الله جميعا بنعمته لنعيش المحبة الإجتماعية على مثال الأبرار والصديقين ، ولكي يرد الكثيرين إلى الإيمان وقداسة السيرة، فنستحق أن نسبح ونمجد الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد”.

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في القداس.

 

المطران عوده: مسؤولونا فريسيون يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله

وطنية/05 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115550/%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b7-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a3%d8%b3%d9%87-%d8%a7%d9%84/

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده خدمة القداس الإلهي في كنيسة القديس نيقولاوس.

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى عوده عظة جاء فيهاك “باسم الآب والإبن والروح القدس، آمين. بعدما تعرفنا على عشار اسمه زكا، وكيفية اجتهاده ليلتصق بالمسيح، وبعدما رأينا كيف أظهرت الكنعانية الوثنية، غير اليهودية، إيمانا كبيرا ب «ابن داود» ونالت شفاء ابنتها بنعمة الله، نصل اليوم مع مثل الفريسي والعشار إلى بداية مرحلة التهيئة للصوم الأربعيني المقدس. عندما نسمع مثل الفريسي والعشار نفكر بالكبرياء والتواضع. إذا انطلقنا من معنى كلمة «فريسي» يتجلى أمامنا المعنى الحقيقي لخطيئة الفريسي وذهابه غير مبرر، على عكس العشار الذي برره الله. لا يذكر مثل اليوم أسم الشخصيتين، بل يعطينا الرب صفتين تدلان على عمق كيان من يتحدث عنهما. فالعشار إنسان مكروه جدا لأنه يسرق أبناء شعبه ويجني الأموال الطائلة، ويعتبر عميلا لدى دولة غريبة وثنية مستعمرة. كان أبناء شعبه ينظرون إليه نظرة احتقار وإدانة ويعتبرونه خاطئا كبيرا. أما الفريسي، أي «المعتزل» أو «المبتعد»، فهو الذي أبعد نفسه عن الخطأة. لذلك يقول في صلاته: «أللهم، إني أشكرك لأني لست كسائر الناس الخطفة الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشار». شكل الفريسيون جماعة متشددة، متدينة إلى حد التطرف، فرضت على أعضائها الاعتزال عن الناس الذين تعتبرهم خطأة، ودعتهم إلى التمسك التام بالشريعة وفرائضها، كأن يغتسلوا ليكونوا أنقياء، مطبقين حرفية ما جاء على لسان إشعياء النبي القائل: «اغتسلوا، تنقوا، اعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني، كفوا عن فعل الشر» (1: 16). وكان الفريسيون يمتنعون كليا عن العمل يوم السبت، ويؤدون عشر دخلهم للهيكل، ولا يتناولون بعض اللحوم النجسة. هذه الأمور ذكرها الفريسي في صلاته قائلا: «إني أصوم في الأسبوع مرتين وأعشر كل ما هو لي». هنا نتذكر ما حصل مع الرسول بطرس في أعمال الرسل، عندما جاع وغفا فيما كانوا يهيئون له الطعام، فرأى في رؤيا «السماء مفتوحة وإناء نازلا عليه… وكان فيه كل دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت: قم يا بطرس، إذبح وكل. فقال بطرس: لا يا رب، لأني لم آكل قط شيئا دنسا أو نجسا. فصار إليه صوت ثانية: ما طهره الله لا تدنسه أنت!» (10: 10-15). كأن جواب الرب لبطرس موجه إلى جميع اليهود والفريسيين المتزمتين، كما إلى جماعة من مسيحيي اليوم يظنون أنهم أفضل من سواهم، فقط لأنهم يدعون «مسيحيين»، مع أن كثيرين لا يفعلون ما يطلبه الرب منهم، وأول ذلك أعمال المحبة والرحمة”.

وتابع: “الفريسي، في بداية صلاته، وصف نفسه وعمله، ظانا أن عليه تذكير الرب بما يظنها حسناته الشخصية، لكي ينال التبرير. خطيئته الكبرى أنه وضع نفسه في مقابلة مع العشار عندما شكر الله لأنه ليس «مثل هذا العشار». لقد جاء المسيح ليتمم الناموس، لا لينقضه، وربط الناموس بالمحبة التي لا تظهر إلا عبر أعمال يقوم بها الإنسان تجاه أخيه الإنسان. هذا الفريسي الضليع بالشريعة والناموس تعلق بحرفية النص، لكنه رسب في تطبيقه مع أخيه الإنسان المخلوق، مثله، على صورة الله ومثاله، فسقط في خطيئة الكبرياء القاتلة، التي أخرجت آدم وحواء من فردوس النعيم. يعلمنا مثل الفريسي والعشار كيفية الصلاة الحقيقية. لما صلى الفريسي أراد تذكير الله بأنه يطبق الناموس الذي وضعه الله نفسه، لذلك هو يستحق التبرير. يا أحبة، إن الله يعلم كل شيء، خصوصا خطايانا. ولا نحتاج إلى تذكيره بحسناتنا. لكن الإنسان يحتاج دوما إلى تذكر خطاياه والعيش بتوبة واتضاع كما فعل العشار الذي «وقف عن بعد ولم يرد أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يقرع صدره قائلا: أللهم ارحمني أنا الخاطئ. الفريسي الذي برر نفسه، وحاول تذكير الله بأنه مبعد ذاته عن الخطايا والخطأة، عائش بحسب الناموس، لم يذهب إلى بيته مبررا كالعشار الذي لم ير في ذاته سوى إنسان أنهكته الخطيئة وجاء طالبا الرحمة والخلاص. من هنا نفهم لماذا علمنا الرب يسوع صلاة واحدة وحيدة، هي الصلاة الربانية، التي نطلب فيها قائلين: «واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه». لقد ربط الرب خلاصنا بمعرفتنا لخطايانا الشخصية والاعتراف بها طلبا للمغفرة والرحمة، وبكيفية تعاملنا مع أخينا الإنسان، فصار الآخر مدخلنا إلى الملكوت، الأمر الذي غاب عن بال الفريسي المتزمت والمتعلق بالحرف لا بالروح”.

أضاف: “نحن لا نرى حولنا في هذا البلد إلا مسؤولين فريسيين يتلطون خلف حجة تطبيق القوانين التي طوعوها لمصالحهم، لكنهم في الواقع يقهرون شعبا بكامله. على أولئك أن يتذكروا أن خلاصهم مرتبط بخلاص إخوتهم، أبناء شعبهم، وأن القوانين وضعت لتحدد الحقوق والواجبات، ولمحاسبة كل مقصر ومجرم وهارب من العدالة. الواقع المرير الذي نعيشه سببه الكبرياء والأنانية، أما المحرك فهي الإرتباطات المشبوهة، والمصالح والمكاسب والإنقسامات الطائفية. نحن بحاجة إلى التخلص من بقايا صراعات قضت على سنوات من حياة اللبنانيين وأضاعت آمالهم، وإلى زرع بذار التواضع والمحبة والتفاهم من أجل لبنان جديد قائم على الديمقراطية الحقيقية، مرتكز على المساواة والعدالة وقبول الآخر واحترامه. الكل سينقضي لكن الوطن باق. هل نريده أشلاء وطن يضمحل مع الزمن، أم نريده برعما لمستقبل يعد بالإشراق والإبداع. نحن بحاجة إلى العبور من الظلمات إلى نور الحقيقة. والحقيقة أن التعنت والمكابرة والحقد وتصفية الحسابات لم توصلنا إلا إلى التراجع والإنهيار. حان وقت التعقل والتواضع والعودة إلى الدستور الذي وحده ينظم حياتنا، وليقم كل مسؤول وزعيم ومواطن بواجبه من أجل إنقاذ هذا البلد، كي لا نبكي عليه لاحقا لأننا لم نحسن الحفاظ عليه. لذلك أقول للجميع: أتركوا خلافاتكم وتخلوا عن مصالحكم وتكاتفوا بتواضع ومحبة. الظرف الذي نعيشه استثنائي، وفي الظروف الإستثنائية نحتاج قامات وطنية. نحن بحاجة إلى الحزم في تطبيق القوانين لكي لا يستقوي أحد، فلا يفلت فاسد أو مستغل أو معطل للعدالة أو مهرب أو مستبد أو مضارب يساهم في انهيار الليرة أكثر فأكثر وفي جوع الناس أكثر. نحن نعيش في اهتراء سياسي وأخلاقي مقلق. استشراء الفوضى والفساد، وانهيار الليرة، وازدياد السرقة كلها عوامل تدل على حجم الخطورة التي بلغها الوضع. ولكي تستقيم الأمور نحن بحاجة إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن”.

وسأل: “كيف يتقاعس المجلس النيابي، المؤتمن على تطبيق الدستور، عن انتخاب رئيس؟ وما هي مصلحة المعطلين؟ هل يخدم الفراغ أحدا. وهل يعلي الإنهيار شأن أحد في عيون المواطنين؟ هذا الصراع بين من يريد تطبيق الدستور بحذافيره ومن يفسر الدستور بحسب مصلحته يجب أن ينتهي، وعلى النواب أن يتخطوا خلافاتهم، والقيام بواجبهم حفاظا على ثقة الشعب وعلى دور المجلس النيابي. صلاتي أن يلهم الرب قادة هذا البلد لينصرفوا إلى البنيان، بنيان الثقة بالدولة وفرض هيبتها، بنيان المؤسسات وتفعيل دورها، خاصة الرقابية منها، من أجل فرض المحاسبة وعدم إفلات أي مجرم أو مذنب من العقاب، وأخيرا بنيان المواطن على احترام وطنه والإنتماء إليه وحده والعمل من أجله، بنيانه على المحبة والتسامح وعدم المساومة ورفض الولاءات الحزبية والطائفية على حساب الولاء للوطن”.

وختم عوده: “دعوتنا اليوم أن نهرب من تشامخ الفريسي، ونتعلم من اتضاع العشار، حتى نستحق الوصول إلى فرح القيامة البهي، الذي سلبته منا الكبرياء، أم الخطايا، منذ سقوط آدم الأول، آمين».

بعد القداس، ترأس عوده صلاة الجناز لراحة نفس المرحومة شادية تويني لمناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها. وبدأ صلاة الجناز بالكلمة التالية: “سوف نصلي الآن من أجل راحة نفس امرأة فاضلة، عاشت التواضع والمحبة بلا حدود. شادية تويني، المحبة والحاضرة بخفر رافقت «أيوبها»، المرحوم غسان، بكل صبر ووداعة، فكانت له ملجأ حصينا عند هبوب رياح الأحزان، وما كان أكثرها، وسندا منيعا في سائر لحظات حياته التي لم تكن سهلة ولا خالية من التحديات. شادية لم تحب الشهرة والأضواء، بل عاشت في ظل سنديانة شامخة، ولطالما أرادت أن يبقى حبيبنا غسان ونهاره في بقعة الضوء، فيما انصرفت هي إلى تغذية الناس فكريا، بعيدا عن الأضواء، عبر المكتبة التي اهتمت بشؤون إدارتها، إلى جانب اهتمامها بعائلتها والأصدقاء بتواضع ومحبة وابتسامة لم تغادر ثغرها مهما قست الظروف، حتى عندما أصابها المرض. شادية الوديعة تقبلت آلامها بصبر وشجاعة، ولم تفقد يوما الأمل ولا الإيمان. لعل إيمانها العميق الذي تشاركته مع غسان، هو الذي منحها الصبر الجميل على أوجاعها. وفي كل مرة كانت تتغلب على المرض، كانت شاكرة ربها على نعمة الصحة، وعلى سائر النعم التي غمرها بها. سوف نرفع الصلاة معا من أجل أن يغمرها الرب بحنانه ويسكنها في فرحه الذي لا يزول. أما ذكراها الطيبة فباقية في قلب كل من عرفها، وحضورها الراقي سيبقى علامة على مرورها في حياتهم”

 

الكتائبيون انتخبوا قيادتهم الحزبية: سامي الجميّل رئيساً وجريج وخوري نائبين للرئيس

وطنية/05 شباط/2023

انتهت الانتخابات الحزبية التي جرت في بيت الكتائب المركزي في الصيفي في اليوم الثالث والأخير من المؤتمر العام الثاني والثلاثين لحزب الكتائب اللبنانية بعدما تحول الى هيئة ناخبة، وقد شارك 400 مندوب يمثلون القاعدة الكتائبية في عملية انتخاب القيادة الحزبية  والتي جرت على دورتين واتت النتائج على الشكل التالي:فوز كل من: النائب سامي الجميّل برئاسة الحزب، النقيب جورج جريج بمركز نائب الرئيس الأول بالتزكية، ميشال خوري بمركز نائب الرئيس الثاني في الدورة الثانية، انطوان القاصوف بمركز رئيس مجلس الشرف. وفاز بالعضوية كل من: عبدو صدقه، روجيه عضيمي، سعيد عساف، ندى الخراط وقيصر الخوري حنا ( بالتزكية). وفاز غسان ضو بمركز رئيس اللجنة العليا للرقابة المالية وبالعضوية كل من: جوزيف ضومط، جان باشا، عبدالله الحاج وانطوان بو يزبك ( بالتزكية)

وفي انتخابات المكتب السياسي فاز 16 عضواً هم: آلان حكيم، أرز فدعوس، لينا جلخ، ريتا بولس، سعدالله عردو، ناجي صفير، سمير خلف، جان زيلع، سهيل حمدان، جويل بوعبود، مارون عساف، رستم صعيبي، غسان أبو جوده، بشير عساكر،  جرجس إسطفان وجوزفين عون.

 

سامي الجميل: انتخابات الكتائب نموذج فريد في الديموقراطية ونحن نعمل ليكون الحزب قويا ويدافع عن اللبنانيين

وطنية/05 شباط/2023

أشار رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل إلى أنه "سيتم إعادة الإقتراع بالدورة الثانية لانتخاب نائب ثان لرئيس حزب الكتائب".  الجميل وفي حديث عبر تلفزيون "الجديد" سئل عن موقفه الأخير في افتتاح المؤتمر الكتائبي العام لجهة تعطيل الانتخابات فقال: "همنا حزبي داخلي والديموقراطية في الواجهة اليوم على أمل أن نعطي مثالا لسائر الأحزاب ليعتمدوا ثقافة الديمقراطية التي تعتمدها الكتائب، فأنا الرئيس السابع للحزب وآمل أن يأتي 10 رؤساء حزب بعدي".  وأضاف: "طالبنا بممارسة الديموقراطية ولكن أن يستمروا بالتعطيل ونحن نؤمن النصاب ليقوموا بما يريدون فهذا لن نقبل به ونحن نعطي اليوم نموذجا في الديموقراطية الحقيقية ونأمل أن يحذوا  حذونا"، مردفا "تطبيق الدستور لا يقف على توقيت البعض، فالدستور يحدد التوقيت وليس مصلحة البعض عندما يعمل على تأمين مقتضيات معركته بالترغيب والترهيب، فنحن لن نبصم على ما يقرره فريق الممانعة".  وشدد على أن "400 كتائبي يقررون المستقبل في الحزب للسنوات المقبلة وهذا همنا كل يوم وكل ساعة" مؤكدا أن "ما نقوم به هو من أجل اللبنانيين ليكون حزب الكتائب قويا ويدافع عنهم وغدا نعود الى السياسة، أما اليوم فالأولوية للانتخابات في الكتائب والتي هي نموذج فريد في الديمقراطية".  وفي حديث لل "MTV" أشار الجميل الى ان "جلسة يوم الجمعة من المؤتمر العام الكتائبي بحثت في السياسة من خلال تقييم اداء الحزب والبحث في كيفية تحسين أدائنا في السياسة، ويوم السبت خصص للتقييم الإداري لإدارة حزب الكتائب وتعديلات على النظام العام. فالمكتب السياسي يقر التعديلات ويعرضها على المؤتمر للتصويت وقد سقط عدد من الاقتراحات بالتصويت وهذا دليل على أن الكتائبي حر لا يستزلم ولا يخضع لمنطق الزعيم بل لمنطق المؤسسة".

 وختم: "كل الكتائبيين مقتنعون أن المشكلة الأهم اليوم هي خطف البلد من حزب الله والنقاش دار حول كيفية مواجهة هذا الأمر والأساس هو توحيد المعارضة والمواجهة وهذا كان جزءا من النقاش، وهذا ما نقوم به من خلال كل الخطوات الانفتاحية على كل الكتل التي نتعاون معها".

قاووق: لبنان لا يتحمل إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها والحل الوحيد هو التوافق الوطني

وطنية/05 شباط/2023

أكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الحزب حريص على أن يبادر إلى كل ما من شأنه تخفيف معاناة اللبنانيين، وهو يبذل كل الجهود لأجل تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، لأنه يشكل منطلقاً طبيعياً لإنقاذ البلد ووقف الانهيار". وخلال الأمسية القرآنية التي أقامها الحزب في بلدة شقراء الجنوبية لمناسبة ولادة الإمام علي، شدد قاووق على أننا "لا نراهن على الخارج لانتخاب رئيس للجمهورية، وإنما نراهن على الحل الأقرب والأضمن وهو الحوار والتوافق اللبناني". وقال: "لبنان لا يتحمل إملاءات خارجية لا رئاسية ولا غيرها، ومعادلة صيف العام 1982 التي انتجت رئيسا ورئيسين قد تغيّرت، والمعادلة اليوم لا تسمح بإملاء وفرض رئيس للجمهورية من دول إقليمية أو دولية"، معتبراً أن "الحل الوحيد المتاح هو الإسراع ببدء الحوار للوصول إلى توافق لبناني- لبناني، ولا بديل عن التوافق لا اليوم ولا غداً ولا بعد غد". وأضاف:  "أما الذين يواصلون الصراخ وبأصوات مرتفعة ويرفعون شعارات أكبر من أحجامهم، فهؤلاء يعبّرون عن يأسهم وإحباطهم وخيبتهم، وهم أعجز من أن يغيّروا المعادلات التي انتجتها انتصارات المقاومة، ومن أن يغيّروا من هوية وتركيبة لبنان". وأكد قاووق أن "لبنان لن يكون في ركب عرب التطبيع، فعروبتنا هي عروبة أصيلة، وتمثلها فلسطين، ويمثلها الشهيد خيري علقم، أما عروبة التطبيع، فلا تشرفنا، ولسنا منها بشيء، ولن يأتي اليوم الذي يكون فيه لبنان جزءاً من هذه العروبة المزيفة، ومن ارتضى أن يكون في خندق واحد مع نتنياهو، فهو الذي يخسر شرفاً، ويرتكب خيانة للقدس وفلسطين وكل الأمة".

 

قبلان قبلان: إذهبوا إلى توافق لانتخاب رئيس وانتاج حكومة وأقفلوا هواتفكم مع الخارج

وطنية/05 شباط/2023

أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قبلان قبلان، أن "لبنان يتعرض لضغوط محلية وأجنبية، وهذه الضغوط لها أوجه متعددة ومختلفة ومنها لقمة العيش والدواء والمياه والكهرباء وكل حاجات الناس التي باتت اليوم إما مفقودة وإما صعبة المنال من قبل المواطن"،  وشدد على أن "الجميع يتحمل المسؤولية ولكن هناك مسؤولية يجب أن نراها جميعا وهي على أولئك المسؤولين عن برمجة هذه الضغوط التي يسعون من خلالها إلى منع المياه والهواء والشمس عن اللبنانيين"، داعيا إياهم إلى "وقفة ضمير والإنتباه لمصالح وحاجات العباد".  وقال: "كفى نحرا بهذا البلد، يجب البدء بمداواة جراحات هذا البلد ويجب على الجميع التعاون وإيقاف الخطاب التشنجي الذي يثير النعرات على كل المستويات، والخطابات غير المحسوبة التي لا نعلم إلى أين تودي بالبلد، وإيقاف الشتائم المتنوعة بكل الإتجاهات". كلام قبلان جاء خلال استقباله وفودا شعبية وبلدية واختيارية واجتماعية من البقاع الغربي وراشيا، في مكتبه في بلدة سحمر، حيث زاره وفد من لجنة مشتركة من أهالي بلدتي سحمر ومجدل بلهيص يتقدمهم رئيس بلدية سحمر لشكره على "الجهود التي بذلها والتقديمات التي كانت سببا في إيصال المياه إلى عدد من الأحياء في هاتين البلدتين".

 واعتبر أنه "لا يزال هناك وقت لإنقاذ البلد وإخراجه من هذه الدوامة والمدخل الأول لهذا الموضوع هو انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو باب الحل، والحريصون على البلد واستقراره عليهم المسارعة للذهاب باتجاه الإتفاق على رئيس للجمهورية، وهو أمر ليس بمعقد فهو يحتاج أولا الى التخلي عن الأنانيات والحسابات الضيقة والتخلي عن نظرية أنه في حال دمار البلد فناك من يخسر وهناك من يكسب ويربح وهذا خطأ كبير، لأنه وفي حال دمار البلد فالجميع سيخسر ولن يربح فريق دون آخر، وأيضا علينا التخلي عن إدارة الإذن إلى جهات ما بانتظار الإشارة لانتخاب رئيس للجمهورية، وعليه يمكننا التفاهم والحوار الذي هو وسيلة من أنجع الوسائل لإنتخاب رئيس للجمهورية".  وتابع: "إذا لم يكن بين الجميع فليتم الحوار والتفاهم بين المعنيين الأوائل بهذا الأمر واتفقوا وأحرجوا الآخرين بمسألة انتخاب رئيس للجمهورية، لكن إلى أين تأخذون البلد والشعب؟". وأردف: "من يتوهم أنه بالضغط على الناس فانها ستتخلى عن مبادئها ومواقفها مخطىء، لأن هذه الناس قدمت شهداء ودماء وتضحيات وتهجرت ودمرت قراها مرات عديدة وهي جائعة وبقيت صامدة وصنعت انتصارا لم يصنعه أحد في كل المنطقة، لذا أخرجوا من الشعارات الفارغة والخطاب الحاقد التثويري الذي يذكر بالعقود الماضية، عقود الفتنة بين اللبنانيين واذهبوا إلى توافق لانتخاب رئيس جمهورية وانتاج حكومة وأقفلوا هواتفكم مع الخارج ومع الجمعيات التي تهتك البلد ومع كل أحد يريد أن يدق إسفين في هذا البلد".  وختم قبلان: "لا يمكن لأي أحد وأية جهة أن تحل مكان الدولة، وأن تقوم بحاجات الناس لأن المعني عن هذا الأمر هو الدولة، التي هي ملجأنا ومرجعيتنا وحمايتنا، ويجب أن نوجد هذه الدولة من أجل أن تحمينا وتحمي أهلنا وشعبنا".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 05- 06 شباط/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 05 شباط/2023

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115532/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1681/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 05/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115534/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-05-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/