المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل شباط 03/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.february03.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

النَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل تبارك الطفل يسوع في الهيكل وتشكر الرب

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بالصوت وفيديو وبالنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قصة نمرود الإنجيلية وفي عقاب الذين تحدوا الله وبنوا برج بابل

الياس بجاني/في السياسة والعمل الوطني والإنساني والإيماني كل يلي ما بدو شي لنفسه هو الأقوي والأصدق والأشرف

الياس بجاني/فيديو ونص: الاحتلال هو المشكلة الأساس وكل ما نراه من أزمات هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من أم تي في مع رشا الأمير سليم شقيقة الشهيد لقمان سليم تتناول ذكرى اغتياله وتلقي الأضواء على مخطط قتلته ومشروعهم الفارسي الدكتاتوري/لبنان لديه خصوصيته ونحن ندفع ثمن الإقليم

رابط فيديو حلقة نديم قطيش من سكاي نيوز لليوم

رابط فيديو مقابلة من قناة الجديد مع النائب جورج عقيص

لقمان سليم ومغيب شمس الحرية/ادمون الشدياق

السفارة الفرنسية: دوكين في بيروت في مهمة تتعلق بدعم فرنسا للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان

دوكين من السرايا: الاتفاق مع صندوق النقد الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات

قائد الجيش استقبل السفير بخاري

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 2 شباط 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 2/2/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

والدة لقمان سليم لـ«الشرق الأوسط»: الحزن رفيقي/بولا أسطيح/الشرق الأوسط/

عامان على اغتيال المعارض لـ«حزب الله» لقمان سليم... لا عدالة ولا اتهامات

شقيقته لـ«الشرق الأوسط»: القضاء اللبناني محكوم بـ«الخطوط الحمر»

مبعوث فرنسي في بيروت يدعو لتنفيذ شرطين طلبهما البنك الدولي

وزير الداخلية اللبناني: الأمن متماسك وسيبقى كذلك وأعلن بدء التحضيرات لإجراء الانتخابات المحلية

وسط الانهيار... هل من خوفٍ على الجيش؟

ملف "مشبوه" يجري إعداده بحق جوزاف عون!

من هو حليف باسيل اليوم

"سباق الحواجز" الرئاسي يحتدم... مناورات وأفخاخ!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

وفد إسرائيلي برئاسة إيلي كوهين في الخرطوم لتطبيع العلاقات مع السودان واجتمع بالبرهان ومسؤولين عسكريين وأمنيين

إسرائيل تؤكد الاتفاق مع السودان على العمل لإبرام معاهدة سلام

بايدن يستقبل الملك عبد الله الثاني ويؤكد التزامه بحل الدولتين

العاهل الأردني يشدد على منع الإجراءات الأحادية التي تقوض السلام

إسرائيل تطالب تشاد بكبح نفوذ إيران و«حزب الله» في منطقة الساحل

طهران تتهم فصائل المعارضة الكردية بـ«الضلوع» في هجوم أصفهان

«الأمن القومي» الإيراني طالب بغداد بمواجهة أحزاب تقيم في إقليم كردستان

إيران تلقي باللوم على إسرائيل في هجوم أصفهان وتتوعدها بالرد

أذربيجان تستهدف «شبكة تجسس» إيرانية وقواتها الأمنية اعتقلت 7 خلال مداهمة قناة وموقع إخباري مواليين لطهران

المخرج الإيراني المسجون جعفر بناهي يبدأ إضراباً عن الطعام

قلق أممي من «تخصيب غير معلن» في إيران وقوات فرنسية اعترضت أسلحة أرسلتها طهران إلى الحوثيين

إيران: تقرير الوكالة الدولية بشأن تعديل أجهزة الطرد «خطأ» مفتّش

الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على موسكو مع حلول الذكرى الأولى للحرب الأوكرانية

رئيسة المفوضية تصل إلى كييف للتعهد بمساعدات عسكرية ومالية وسياسية

وزير الدفاع البريطاني «لا يستبعد» منح أوكرانيا طائرات مقاتلة

واشنطن لتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وبوتين يطالب الجيش بـ«وقف القصف الأوكراني لروسيا»

بوتين يستحضر «روح ستالينغراد» ملوحاً بمواجهة الدبابات الألمانية... و«عدوان الغرب الجماعي»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يجب تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية؟/لمحامي ابراهيم أسامة ىالعرب/اللواء

حبس أنفاس وترقّب.. اتّصالات تُسابق فتيل التفجير القضائيّ/يوسف دياب/الشرق الأوسط

لماذا يصدِّقون جوزاف عون ولا يصدِّقون جبران باسيل/جان الفغالي/نداء الوطن

لبنان الرهينة الإيرانية… وأمله الوحيد/خيرالله خيرالله/العرب

بري وجنبلاط يقودان "انقلاباً رئاسياً"؟/كلير شكر/نداء الوطن

الورقة الأخيرة: لماذا يُلوِّح مسيحيو لبنان بخيار الفيدرالية؟/محمد قواص/مركز الإمارات للسياسات

لبنانٌ منهكٌ عَلى شَفيرِ حربٍ وشيكةٍ/د. حارث سليمان/جنوبية

تاريخ لبنان يرد الهجوم الإيراني على جغرافيته!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

تفجير المرفأ وبيروت: «انقلاب» على العدالة نيابة عن «حزب الله»!/حنا صالح/الشرق الأوسط

حراك جنبلاط - برّي: ماذا يُخيّطُ الحليفان؟/جوزفين ديب/أساس ميديا

باسيل يبحث عن دور لدى "باحث عن دور"/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

أمير المؤمنين غسّان منيف عويدات/أيمن جزيني/أساس ميديا

نقاط على حروف النصاب/الياس الزغبي

هل استبدل “الحزب” الغطاء المسيحي بالسنّي – الدرزي؟/مرلين وهبة/الجمهورية/

ترشيح قائد الجيش حقيقة أو قنبلة صوتيّة؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رعد من الرابية: حرصاء على مواصلة العلاقة مع الوطني الحر وفق أسس ساهم عون في إرسائها

الراعي عرض مع كاول نتائج زيارته لبريطانيا والتقى حبيش

الراعي بحث مع حبيش في التطورات

جنبلاط بحث في آخر المستجدات مع السفير البابوي

سليمان فرنجيه استقبل القائم بأعمال سفارة الكويت وبحث شامل في القضايا الراهنة

اطلاق نداء تأسيسي لمؤتمر مسيحي دائم "نكون معا أو لا نكون" : لمشروع سياسي ينقل لبنان إلى مرحلة تقوم على الحرية والمناصفة الفعلية

نداء تأسيسي لمؤتمر مسيحي دائم موجّه إلى جميع اللبنانيين: ظروا الواقع وتبصّروا فيه!"

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

النَبِيَّةٌ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل تبارك الطفل يسوع في الهيكل وتشكر الرب

إنجيل القدّيس لوقا02/من36حتى40: كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا، ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم. ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بالصوت وفيديو وبالنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قصة نمرود الإنجيلية وفي عقاب الذين تحدوا الله وبنوا برج بابل

من يتحدى الخالق، كما فعل نمرود يلقى عقابه

الياس بجاني/ من أرشيف 06 آذار/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/16788/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-13/

نتعلم من القصص الإنجيلية التي تغطي حياة وأعمال كل من النبي نوح، والنبي لوط، وحفيد نوح الملك الشرير نمرود،  نتعلم بما لا يقبل الشك، بأن الله الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، وانعم عليه بالعطايا مجاناً ودون مقابل، وزوده بالوزنات، وانعم عليه بعطية الحياة، يتوقع منه الطاعة واستعمال وزناته بحكمة، وبما يفيد وينفع ويخدم أخيه إنسان.

في يوم العنصرة، يوم حل الروح القدس على التلاميذ، قال لهم يسوع: مجاناً أخذتم ومجاناً تعطون.

وكما أن الرب أعطا الإنسان الحرية المطلقة، وزده بنعم العقل والبصر والبصيرة، كذلك حذره من سلوك طُرُق الشر، لأن عقاب الأشرار والخطاة يوم الحساب الأخير يكون عسيراً، وفي المقابل يكافئ الله الإبرار ويسكنون مساكنه السماوية.

والله الذي هو محبة وحرية، قد أعطا ذاته للإنسان، التي هي الكلمة، حيث أنه المخلوق الوحيد القادر على الكلام، وبلسانه، أي بالكلمة بمقدوره وبحرية مطلقة أن يمجد الرب أو يلعنه، كما يقول يعقوب الرسول.

وحتى لا يقع الإنسان في التجارب دون توبة وفرُص ومخارج منها، أبقى الله صوته داخل وجدان وضمير وعقل الإنسان هذا، من خلال ما نسميه الضمير. الضمير هو صوت الله بداخلنا، ولنا الحرية الكاملة في أن نسمع له ونعمل بتحذيراته، أو نقتله ونسكته.

الرب، وكما يعلمنا الكتاب المقدس قد انزل وابل غضبه على البشر يوم كفروا ووقعوا في شباك إبليس، ورفضوا التوبة والعودة إلى طُرق الحق والإيمان. ففي زمن نوح ضرب الأرض وسكانها بالطوفان، وفي حقبة النبي لوط حرق بالنار والكبريت مدينتي سادوم وعامورة، وفي أيام الملك الشرير نمرود عاقبه وعاقب البشر في مدينة بابل بالبلبلة، أي بعدم الفهم على بعضهم البعض.

في تأملاتنا ( بالصوت)تركيز وجداني وإيماني على هذه الأمور المهمة إيمانياً وانسانياً وحياتياً.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بالصوت وفيديو وبالنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في قصة نمرود الإنجيلية وفي عقاب الذين تحدوا الله وبنوا برج بابل

من يتحدى الخالق، كما فعل نمرود يلقى عقابه

https://www.youtube.com/watch?v=BthvSvYcMFY&t=6s

الياس بجاني/ من أرشيف 06 آذار/2023

 

في السياسة والعمل الوطني والإنساني والإيماني كل يلي ما بدو شي لنفسه هو الأقوي والأصدق والأشرف

الياس بجاني/01شباط/2023

فهموها: كل صحافي واعلامي وناشط وسياسي هدفه الكسب المادي والسلطوي، وقلمه ولسانه معروضين للبيع هو حقير وكذاب ودجال وبوق وصنج. تجنبوه

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الاحتلال هو المشكلة الأساس وكل ما نراه من أزمات هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال

27 كانون الثاني/2025

https://eliasbejjaninews.com/archives/115280/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4/

من المحزن أن لبنان الدولة والمؤسسات والهوية والتاريخ والحكم والقانون والثقافة والرسالة والحضارة والانتظام العام والسلم الأهلي، هذه المقويمات والأسس والأصر، كلها تتفكك من ضمن مخطط منهجي لحزب الله هو لا يخفيه، لا بل يجاهر به. هدف المخطط كما هو وارد في كل مدونات وقوانين ومنشورات وخطابات وثقافة وأعمال واديولوجية ما يعلنه الحزب وما لا يعلنه، هو تحويل البلد تدريجياً وبشكل ممنهج وقوي إلى دولة ملحقة بنظام الملالي الإيراني بالكامل. من هنا لا حلول كبيرة أو صغير، وعلى أي مستوى، وفي أي مجال أو حقل، بظل هذ الاحتلال، ونقطة ع السطر.

اليوم التركيز الواضع والوقح هو على فرط القضاء وتهميش دوره، وتسييس القضاة وضعهم في مواجهة بعضهم البعض، وتسعير النزاعات المذهبية بينهم، والضرب عرض الحائط بكل ما هو قانون وأعراف ودستور وعدل وحق وحقوق وملفات قضائية في مقدمها ملف تفجير المرفأ.

مطلوب إقفال ملف التحقيق بجريمة تفجير المرفأ ووضعه في الأدراج بأي وسيلة الحزب قادر على تنفيذها، وهذا ما هو حاصل منذ يوم التفجير.

يبقى، أن حزب الله يقضم ويفترس البلد بشكل ممنهج ومستمر وهدفه معلن وليس سراً.

في الخلاصة، إن معالجة الأعراض أو التلهي بها لا يفيد، لا بل على العكس يخدم أجندة المحتل.

المطلوب: إعلان العصيان المدني، وتسمية الاحتلال باسمه، وترك المحتل يحكم وحده وتحميله مسؤوليات أعماله، والمطالبة علناً وبوضوح وشجاعة بوضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة فاشلة، وتسليم شؤون حكمه للأمم المتحدة وتنفيذ القرارات الدولية... وإلا فالج لا تعالج.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

عنوان الكاتب الالكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الاحتلال هو المشكلة الأساس وكل ما نراه من أزمات هو مجرد أعراض لهذا الاحتلال

https://www.youtube.com/watch?v=oZZM362Pp3I&t=3s&ab_channel=EliasBejjani

27 كانون الثاني/2025

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من أم تي في مع رشا الأمير سليم شقيقة الشهيد لقمان سليم تتناول ذكرى اغتياله وتلقي الأضواء على مخطط قتلته ومشروعهم الفارسي الدكتاتوري/لبنان لديه خصوصيته ونحن ندفع ثمن الإقليم

https://eliasbejjaninews.com/archives/115470/115470/

02 كانون الثاني/2023

 

رابط فيديو حلقة نديم قطيش من سكاي نيوز لليوم

بلينكن في مصر..وإعلام "الإخوان" يكشف خفايا الزيارة!ومحور إيران..محور انهيار العملة!| #الليلة_مع_نديم

https://www.youtube.com/watch?v=eDF7AcvJuJE

 

رابط فيديو مقابلة من قناة الجديد مع النائب جورج عقيص

https://www.youtube.com/watch?v=cVFOF6-HVFA

رسميًا… فرنسا تعلن عن اجتماع خماسي بشأن لبنان!

صحف/02 شباط/2023

اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، أنّ “باريس ستستضيف يوم الإثنين المقبل اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم”.واشارت المتحثة باسم الوزارة آن-كلير ليجاندر، خلال مؤتمر صحافي، الى أنّ “وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة حالياً في السعودية، أعربت عن قلقها البالغ إزاء انسداد الافق في لبنان من الناحية السياسية”. وأضافت أنّ فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل “تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة”. كما أوضحت أن “هذا النهج سيكون موضوع اجتماع متابعة الإثنين مع الإدارات الفرنسية والأميركية والسعودية والقطرية والمصرية لمواصلة التنسيق مع شركائنا وإيجاد سبل للمضيّ قدماً”.ولفتت المتحدثة باسم الوزارة الفرنسية الى أنّ “الهدف من الاجتماع هو تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود”.

 

لقمان سليم ومغيب شمس الحرية...

ادمون الشدياق/02 كانون الثاني/2023

لا يجب ان تبقى ذكرى الأبطال مجرد ذكرى يمر عليها الزمن كأوراق شجر الخريف.  قصة لقمان سليم هي قصة الحرية في لبنان بالحرف.. الى متى طريق الجلجلة والذل والاستعباد والتنكيل بالاحرار قبل ثورة حقيقية تقتلع الخونة بالقوة وتواجه الاحتلال وتحرر لبنان من المافيا والمليشيا الارهابية....لا لأنصاف الحلول بعد الآن  والهروب الى الامام ...نعم للمواجهة المبدئية المباشرة الكيانية حتى الحرية. باستشهاد لقمان سليم تكر صفحة شهداء الرأي الحر ونحن نعسين، متقاعسين ننتظر على ضفة النهر. تمر علينا الفصول ونحن تينة يابسة لا حياة فيها ولا امل. ولكن لن يفنى الأحرار في بلادي فلبنان ارض الأحرار وموطن الفينيق ولكن الى متى الجلجلة ومتى سينفز  صبر الأحرار فيطلقونها صرخة تهز الشرق  وتكسر أغلال العبودية والاستسلام والخنوع المرضي الذمي الذي أصبح معيب ... الى متى سيظل احرار بلادي مكسر عصا ونحن  شهود زور وشياطين خرس لسنا قادرين على التطلع إلى شمس الحرية بعين المقاومة والعنفوان والتحدي مهما كانت الاثمان فالحياة في النهاية لتكون تستحق العيش هي وقفة عز وعنفوان ...والسلام.

 

السفارة الفرنسية: دوكين في بيروت في مهمة تتعلق بدعم فرنسا للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان

وطنية /02 كانون الثاني/2023

أعلنت السفارة الفرنسية في بيان، أن "السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكين سيزور بيروت يومي الخميس والجمعة في الثاني والثالث من شهر شباط، في إطار مهمة تتعلق بدعم فرنسا للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان، وسيقوم في هذه المناسبة بتقييم الوضع في ما يخص مشروع شبكات الربط البيني في مجال الطاقة، لا سيما استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن".  أضاف البيان: "تأتي هذه الزيارة إلى بيروت في ختام جولة قادته إلى كل من مصر والأردن، قبل أن يتوجه قريبا إلى واشنطن".وتابع: "سيلتقي في هذه المناسبة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المالية يوسف الخليل، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في بيروت.  وأشار الى ان "السفير دوكين سيتطرق إلى الإصلاحات التي تمّت المباشرة بها في قطاع الطاقة، لا سيما أن التقدمّ في تنفيذها شرط أساسي لإطلاق المشاريع الإقليمية المتعلّقة بشبكات الربط البينيّ في مجال الطاقة، بدعم من البنك الدولي.  تحشد فرنسا جهودها من أجل تسهيل إبرام هذا المشروع بين الأطراف المعنية كافة".  وتابع: "تبقى فرنسا على التزامها القوي تجاه لبنان من أجل النهوض بقطاع الطاقة، ليس فقط عبر مواكبة الإصلاحات الضرورية، بل أيضا من خلال عمل الشركات الفرنسية كشركة كهرباء فرنسا (EDF) وتوتال إنيرجي (TotalEnergies) ونيكسان (Nexans) وسيلتقي السفير دوكين كذلك بوزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، للتطرّق إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت.

 

دوكين من السرايا: الاتفاق مع صندوق النقد الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات

وطنية/02 كانون الثاني/2023

إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكين صباح اليوم في السرايا. في خلال الاجتماع أكد دوكين انه "يزور لبنان في اطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار  السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة". وشدد على انه "سيزور الولايات المتحدة الاميركية في خلال اسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الايلة الى تحييد  ملف الكهرباء عن "قانون قيصر"بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة". ولفت  "الى ضرورة  تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما  البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول". وشدد  "على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز  الثقة  الدولية بلبنان  وبمؤسساته وبالعمل الحكومي".

 

قائد الجيش استقبل السفير بخاري

وطنية/02 كانون الثاني/2023

استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، وتناول البحث شؤونا مختلفة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 2 شباط 2023

وطنية/02 كانون الثاني/2023

 النهار

علمت "النهار" أن باخرة محملة بالابقار قادمة الى لبنان من كولومبيا تعطلت قرب السواحل الاسبانبة، ولدى تفتيش السلطات الاسبانية للباخرة تبين وجود نحو 4.5 اطنان من الكوكايين مخبأة في علف الابقار.

علم أن مجلس إدارة إحدى المحطات التلفزيونية طلب من رئيس المحطة تقديم إستقالته بدل إقالته لأن مجلس ألإدارة يتوجه لإنطلاقة جديدة في المحطة. وتقول المعلومة أن رئيس المحطة يستعد لمغادرتها إلى عمله الجديد مع رجل أعمال لبناني مقاول يعمل بين بيروت وقبرص حيث تشارك وإياه في بناء كازينو في قبرص التركية وفندق في جورجيا.

عُلم أن الإعلان عن حزب الوحدة الوطنية بات قريباً ويضم نخبة من المفكرين السياسيين والكتّاب وستعلن وثيقة الحزب في مؤتمر حاشد ومن ثم انتخاب مجلس قيادته.

ينقل أن بعض البلديات في بعض المناطق الجبلية قامت بحملة تبرعات لدى ميسورين لتأمين المحروقات والصيانة لجارفات الثلوج في ظل تفليسة دوائر الوزارات المعنية

الجمهورية

تترصد مراجع حزبية ونيابية ما يمكن أن تقود اليه زيارة يقوم بها وفد غير حكومي الى عاصمة كبرى بحثاً عن التفاصيل.

لفتت مراجع روحية الى خطورة بعض المواقف التي سجّلها رئيس تيار مسيحي في الأيام القليلة الماضية واعتبرت أنها ردّ على محاولاتها لحماية المؤسسات الضامنة للأمن واإلستقرار.

أصدقاء قريبون من رئيس تيار سياسي وبعض النواب في تكتله لم يشاطروه في هجومه على إحدى المرجعيات.

اللواء

اقتصرت لقاءات الوفد النيابي في واشنطن على المستوى الرسمي، مع دبلوماسية من أصل عربي، كررت المعزوفة المعروفة عن الاصلاحات وهيمنة جهة إقليمية معروفة أيضاً!

ما يزال حزب بارز يتحفظ على حسم خيارات الرئاسة الأولى، قبل التفاهم مع حليف، أو تركه يحسم هو قبله، منعاً للإحراج.

قال دبلوماسي عربي في مجلس خاص، ان تصريحات المسؤول الفرنسي عن المساعدات للبنان فضحت المزاعم الاميركية حول مساعدة لبنان في قطاع الكهرباء.

نداء الوطن

في وقت بلغت فيه حدّة الاعتراض العوني على عقد جلسات لمجلس الوزراء، درجة "اتهام" رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بـ"صلب المسيح"، يتجه النواب العونيون للمشاركة في جلسة تشريعية هدفها التمديد لمدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، بعدما أبلغ رئيس "تكتل لبنان القوي" جبران باسيل نواب "التكتل" بعدم ممانعته تغطية الجلسة بعد توسيع رقعة التمديد لتشمل كل المدراء العامين.

يتردد أنّ رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري لم يعد متحمّساً للعودة إلى بيروت في ذكرى اغتيال والده، كونه محرجاً في التعامل مع زواره، سواء من السياسيين أو من مؤيديه، بحيث أنّه يفضل تجنّب التماس المباشر مع هؤلاء لكونه غير راغب في الغوص في القضايا السياسية. في المقابل سيحيي شقيقه بهاء المناسبة في واشنطن في مركز "جون كينيدي سنتر" بمشاركة حوالى 300 شخصية سياسية ودبلوماسية واعلامية.

تبيّن أنّ معظم لقاءات السراي الحكومي خلال اليومين المقبلين مخصصة لقطاعات تعاني جرّاء انهيار العملة وتطالب بعرض قضاياها ومطالبها على مجلس الوزراء في جلسته المقبلة.

البناء

قال مصدر نيابي إن الاجتماع النيابي المسيحي المرتقب في بكركي سينقسم بين اتجاهين واحد يدعو لموقف موحّد محوره عدم مشاركة النواب المسيحيين في تطيير النصاب بعد الدورة الانتخابية الرئاسية الأولى والثاني يعطي الأولوية لتشكيل لجنة مصغّرة للتوافق على اسم مرشح موحد.

توقع مصدر في المقاومة في غزة أن يكون شهر رمضان المقبل شهراً للمواجهة التصاعدية بين المستوطنين ومن خلفهم شرطة الاحتلال وجيشه، وبالمقابل الشعب الفلسطيني ومقاومته وأن تكون ساحة المواجهة في القدس خصوصاً بسبب تزامن الأعياد الإسلامية واليهودية وارتباطها بالقدس.

الأنباء

مواقف ملتبسة من وزير معني توحي بالتراجع عن خطوة سبق ووُعد اللبنانيون بها.

فريق سياسي لا يزال يتحفظ على اعطاء أجوبة واضحة على مساعي قائمة ما يوحي بأن الأمور لم تنضج بعد.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 2/2/2023

وطنية/02 كانون الثاني/2023

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

يمكن القول إنه مع شهر شباط بدأ فعليا موسم الشتاء فزين الابيض جبال لبنان وحركت الأمطار أنهاره والسواقي بعد أشهر ثلاثة عجاف زادت طين مأساة اللبناني قهرا ويباسا الأمل كل الأمل أن يعوض شباط بأيامه المحدودة ما فات لبنان من موسمي السياحة والزراعة.

هذا في الطبيعة اما في السياسة فثمة ما يحمله شهر المفاجآت من حراك محلي ودولي يؤمل أن يحدث خرقا في الجدار المقفل بدءا بالملف الرئاسي وعنوان هذا الحراك لقاء باريس المزمع عقده مبدئيا في السادس من الجاري في العاصمة الفرنسية ويجمع خمس دول معنية بالملف اللبناني وهي إلى فرنسا الولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر.

وما يمكن تسجيله عشية انعقاد اجتماع باريس تفعيل لدبلوماسية الدول المعنية باتجاهات عدة فبعد زيارة وزير خارجية قطر الاسبوع الفائت لطهران تحركت اليوم وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا نحو الرياض والتقت ولي العهد محمد بن سلمان في الوقت الذي كان موفد الرئيس الفرنسي السفير بيار دوكان يجري في بيروت محادثات مع الحكومة اللبنانية محورها تحييد ملف الكهرباء والطاقة عن عقوبات قيصر.

وتقاطع كل ذلك مع زيارة لافتة للسفير السعودي وليد البخاري لقائد الجيش العماد جوزيف عون في اليرزة وتأتي الزيارة بعد جملة مواقف ولقاءات محلية ركزت على اسم العماد عون في ملف الرئاسة فهل من سيناريو رئاسي يجري العمل على بلورته للمصادقة عليه في لقاء باريس ويعلن عنه في بيروت.

هذا مع العلم أنه سبق للرئيس ماكرون أن نفى دخول بلاده بلعبة الاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية اللبنانية.!

لقاء بن سلمان كولونا عشية اجتماع باريس حول لبنان ماكرون كان قد أعلن: لا تدخل لاجتماع فرنسا بالاسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية.

يجري ذلك على وقع تقهقر الليرة اللبنانية أمام الدولار ومعها انهيار ما تبقى من قدرة للمواطن على الصمود وغداة رفع سعر الصرف الرسمي للدولار الى 15 ألفا علم أن مصرف لبنان بدأ يتوزيع طبعة جديدة من فئة المئة ألف في وقت تحتاج طبعة المليون ليرة الجاهزة وفق مصادر متابعة الى تعديل القانون.

في الخارج قطار التطبيع العربي مع إسرائيل يصل هذه المرة الى الخرطوم إذ يستعد السودان للانخراط في الاتفاقيات الابراهيمية بعدما حطت اليوم أول طائرة إسرائيلية في العاصمة السودانية.

وفي شرق أووربا رسائل بوتينية في احتفال بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على الجيش الألماني في ستالينغراد تتخطى أوكرانيا وفيها تهديد مبطن لألمانيا واوروبا قاطبة, إذ قال: من يدفع ألمانيا إلى حرب لا يدرك أن الحرب ستكون مختلفة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

الأبيض ألقى رداءه الأنيق على معظم الأراضي اللبنانية في مشهد يعكس فأل خير.

العاصفة (فرح) تنحسر اليوم لتشتد قساوة السبت وتبلغ الذروة الأحد والإثنين.

بياض الطبيعة يوازيه سواد المشهد المعيشي والإجتماعي والمالي والإقتصادي في ظل منزلقات مرعبة يغذيها دولار لا تلجم جموحه تعاميم مصرفية وقضائية وأمنية ويلهب المحروقات بارتفاعات هستيرية.

في السياسة حراك على خط الإستحقاق الرئاسي لا يفك عقده حتى الآن لكن ثمة ترقبا لما ستؤول إليه بعض الإتصالات والحوارات الثنائية ولا سيما تلك التي يقوم بها وليد جنبلاط.

على المستوى الخارجي يحضر الملف اللبناني في الجولة الخليجية التي بدأتها وزيرة الخارجية الفرنسية اليوم وتقودها إلى السعودية والإمارات.

الجولة تزامنت مع إعلان مصدر دبلوماسي فرنسي أن اجتماع باريس بشأن لبنان مرجح انعقاده الاثنين المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

قضي الامر، وما كان مرجحا أصبح مؤكدا. وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت رسميا اليوم ان باريس ستستضيف الاثنين    المقبل اجتماعا مخصصا للبنان يضم ممثلين عن فرنسا واميركا والسعودية ومصر وقطر، وذلك في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على ايجاد مخرج للازمة التي يتخبط فيها بلدهم .

الاعلان الرسمي من باريس تزامن مع تأكيد وزيرة الخارجية الفرنسية من الرياض ان فرنسا ستسعى مع السعودية وبقية شركائها في المنطقة الى تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤلياتها وايجاد مخرج للازمة الرئاسية. مقابل الحراك الديبلوماسي الفرنسي في الخارج حراك ديبلوماسي عربي في الداخل ، اذ زار السفير السعودي وليد البخاري قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة فيما زار القائم بالاعمال الكويتي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في بنشعي .

فاذا عطفنا الحركة  الديبلوماسية اللافتة على الحركة السياسية التي يقوم بها جنبلاط في اتجاهات عدة ، يتأكد ان ثمة شيئا ما يعد ولو على نار هادئة . فهل يصل الحل الى خواتيمه ، او يشكل فرصة  ضائعة جديدة على طريق الاستحقاق الرئاسي؟

واذا كان الاثنين المقبل مهما على الصعيد الرئاسي ، فانه مفصلي على الصعيد القضائي . اذ ينتظر ان يستجوب القاضي طارق البيطار الوزيرين السابقين غازي زعيتر ونهاد المشنوق . ومن المرجح ان الوزيرين السابقين لن يحضرا الى قصر العدل ، ما يفتح الوضع امام احتمالات عدة . وبمعزل عن موقفي المشنوق وزعيتر فان ثمة  سؤالا يطرح حول كيفية تصرف مدعي عام التمييز مع عودة البيطار الى مزاولة عمله . فهل يترك الامور تأخذ مجراها وهل يدع البيطار يزاول عمله، ام يتخذ قرارا ما يؤدي الى عرقلة استمرار التحقيق ؟ ماليا ، الدولار حافظ على ارتفاعه ملامسا عتبة ال 64 الف ليرة ، اما الشؤون الحياتية فمعلقة على لائحة انتظار لا تنتهي . واللافت ما كشفه نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من واشنطن ، حيث اعلن ان قرض تمويل استجرار الغاز من مصر والطاقة من الاردن مجمد حاليا في البنك الدولي بسبب عدم انجاز كل الاصلاحات المطلوبة للكهرباء. فهل مسموح ان تستجر الحكومة الميقاتية لبنان الى العتمة الشاملة بسبب عجزها و فشلها ؟ على اي حال ، من يأمل من حكومة عنوانها الفساد ان تحقق اصلاحا؟!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

بود كبير وتحيات التقدير – كانت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ووفد من الكتلة للرئيس العماد ميشال عون...

فعلى مرمى ايام من الذكرى السابعة عشرة لارساء العلاقات التشاركية بين التيار الوطني الحر وحزب الله، حمل الوفد تقدير الامين العام للحزب وقيادته للرئيس عون، وللعلاقات الثنائية الوازنة التي عززت الشراكة الوطنية، ووفرت مناخا مؤاتيا لبناء مشروع الدولة، وحمت لبنان بالمعادلة الذهبية ..

ومن الرابية أكد النائب رعد حرص حزب الله وعزمه على مواصلة هذه العلاقة وفق الاسس التي اسهم الرئيس عون في ارسائها على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة الاختلاف بروح حوارية جادة، وتفهم متبادل بعيد عن الضوضاء والصخب ..

وعن الاستحقاق الرئاسي فان الحراك الذي تحت الاضواء وذاك البعيد عنها لم يحسما الخيارات، على ان المحسوم  لدى الاعم الاغلب من الأفرقاء هو ضرورة الحوار وتضافر الجهود للخروج من الفراغ ومستنقع الازمات ..

ولحث اللبنانيين على تحمل مسؤولياتهم وايجاد مخرج للازمة بحسب الخارجية الفرنسية، فان لقاء سيعقد الاثنين في باريس يضم مثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الاميريكة ومصر وقطر والسعودية..

وعلى الاراضي اللبنانية مطالب الناس معلقة على نوايا اجتماع المجلس المركزي لمصرف لبنان، وتعاميم حاكمه التي عممت الفوضى المالية ولم تكبح جموح الدولار الى الآن ..

وفي العتمة الاميركية المفروضة على لبنان محاولة فرنسية لاضاءة شمعة عبر منسق الدعم الدولي السفير بيار دوكان الذي يجول على المسؤولين بمهمة رسمية تتعلق بدعم فرنسا للنهوض بقطاع الطاقة في لبنان، بحسب بيان السفارة الفرنسية في بيروت ..

بحسب المقاومة في فلسطين فان الرسائل وصلت الى قيادة تل ابيب بان التمادي بالعدوانية أو الاستفراد بالاسرى غير مسموح، فيما رأى المحللون الصهاينة ان عدم وقوف حكومة نتنياهو عند الخطوط الحمر الفلسطينية سيتسبب بالحرب...

وعن الحرب النازية بوجهها الجديد على روسيا قال الرئيس فلاديمير بوتين، ان الرد عليها وعلى دباباتها القادمة لن يكون فقط بالدبابات، وان الشعب الروسي سيصد الغرب مجتمعا في هذه المعركة...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

الدولار على تحليقه، والمنظومة على تصديها لكل اشكال الاصلاح. اما الناس، فعلى تساؤلاتهم اللامتناهية عن المصير، في ضوء الغموض الكامل على كل المسارات.

فالمسار الرئاسي معطل حتى اشعار آخر، بفعل الاصطفافات المعروفة، والمسار الحكومي معلق على نوايا الاستفزاز الصادرة عن رئيس الحكومة وداعميه، والمسار القضائي يترقب حلا للخلاف الاخير.

اما المشهد السياسي المحلي، الذي طبعته اليوم جولة بيار دوكان على المسؤولين، فتوزع ين حدثين:

الحدث الاول، الدعوة التي صدرت امس عن بكركي، والهادفة الى عقد حوار نيابي مسيحي-مسيحي حول ملف رئاسة الجمهورية… حوار سرعان ما رحب به رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي كان اول المبادرين الى المناداة بحوار يرعاه الصرح البطريركي في الشأن الرئاسي. غير ان السلبية اتت من القوات، التي سارع مسؤولوها الى الادلاء بمواقف توحي بالامتعاض من الدعوة، على عكس الكتائب والنائب ميشال معوض وآخرين ضمن الفريق نفسه.

اما الحدث الثاني، فالزيارة التي قام بها اليوم وفد من كتلة الوفاء للمقاومة للرابية، حيث التقى الرئيس العماد ميشال عون على مسافة اربعة ايام من الذكرى السابعة عشرة لتفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

خبر فرنسي عن لبنان حرك المياه الراكدة في المستنقع اللبناني . فقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تستضيف الإثنين المقبل اجتماعا مخصصا للبنان يضم ممثلين عن كل من فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر ، في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبط فيها بلدهم.

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة  حاليا في السعودية، عبرت عن "قلقها البالغ إزاء انسداد الافق في لبنان من الناحية السياسية"، حسبما قالت المتحدثة باسم الوزارة (آن-كلير ليجاندر) خلال مؤتمر صحافي.

وأضافت إن فرنسا بحثت مع السعوديين وباقي شركائها في المنطقة في سبل "تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة". والهدف من الاجتماع بحسب المتحدثة, هو تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود.

الجدير ذكره أن موعد الإجتماع أعلن عنه أكثر من مرة خلال هذا الشهر .

في سياق الحركة  الديبلوماسية ، جاءت اليوم زيارة السفير السعودي وليد البخاري لقائد الجيش العماد جوزيف عون . الزيارة هي مؤشر رئاسي خصوصا لناحية التوقيت ، من دون تبن رسمي .

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

أعطت تحركات الساعات الماضية مؤشرات إلى تحريك الجماد الرئاسي..

وأقرب المواعيد نقلت خطاها بين باريس والرياض التي زارتها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا وعلى رياح القلق أبدت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية تخوفها البالغ إزاء انسداد الأفق في لبنان سياسيا وهي ناقشت مع نظرائها في السعودية تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة وهذه المخارج سيناقشها الاجتماع الخماسي الاثنين في باريس بحسب تأكيدات وزيرة الخارجية اجتماع الخمسة الكبار على أزمات لبنان تواكبه رئاسيا إشارات بعيدة المدى عن حراك سياسي لايزال جنينا وفي مرحلة التموضع والاستطلاع...

فعلى أطراف الأصابع تسير مبادرة جنبلاط بري الموصولة بشبكة بنشعي فيما لفتت اليوم زيارة قام بها السفير السعودي وليد البخاري إلى جاره في اليرزة قائد الجيش العماد جوزاف عون الخبر عن اللقاء اكتفى بالقول إنه تناول شؤونا مختلفة.

ولكن التوقيت والظرف السياسي لا يمكن أن يبتعدا عن العامل الرئاسي وقد رأت القوات اللبنانية في الزيارة أنها ترفع من أسهم قائد الجيش وتعزز فرص الحديث عن ترشيحه بحسب ما قال النائب جورج عقيص للجديد, والذي قرأ في المقابل عدم توافر غطاء دولي لسليمان فرنجية وغياب الإجماع المسيحي عليه، قائلا "ما بعرف من وين جايي خبرية عنده حظوظ"،

وتلتقي القوات في تقويمها لأصوات فرنجية مع التيار الوطني الحر،

ولكن من دون أن يوافق الدكتور سمير جعجع حتى الآن على طروحات جبران باسيل للحوار والتلاقي، لأنه صنف دعوة باسيل هذه بالكاذبة وفي مجمل الصورة المسيحية على الرئاسة، أن الجميع يتمتعون بمواصفات جبران في التدليس السياسي وهم سيردون على دعوة القمة الروحية في بكركي بمزيد من المرونة والإيجابية صوريا وفخريا.

وأما في المضمون فكل على سلاحه أما على ضفة "التلحيم" السياسي، فقد نفذ حزب الله اليوم زيارة "على القلم والورقة" إلى الرئيس السابق ميشال عون وحرص فيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على قراءة البيان الختامي للقاء، مطبوعا من دون زيادة أو نقصان منعا لانزلاق أي حرف غير مقروء وخفف رعد من البرق السياسي، مبديا الحرص على تفاهم مار مخايل لبناء الدولة. وهو يدرك أن التفاهم أصبح متراسا. في الدولة المفقودة ومن "خرم" دولة تسلل اليوم السفير المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان بيروت، واستطلع مشروع الطاقة لاسيما استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن وبعد اجتماعاته مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، أعلن دوكان أنه سيزور الولايات المتحدة الأميركية في خلال أسبوعين للبحث مع المسؤولين الأميركيين في السبل الآيلة لتحييد ملف الكهرباء عن "قانون قيصر"، بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة لافتا إلى ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة.. وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول...

ولكن لبنان يذوب الهيئة الناظمة في بحر الخلافات ويخضعها الى النظام الطائفي ما يعيق  قيامتها وهي حال قيامة السوق السوداء من اسعار صرف فالتة بين منصات ونصابين.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

والدة لقمان سليم لـ«الشرق الأوسط»: الحزن رفيقي

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

لا مكان في منزل عائلة لقمان سليم في الضاحية الجنوبية لبيروت، للحقد والكراهية والانتقام حتى تجاه من اغتال ابن العائلة، الكاتب والناشط السياسي. والدة لقمان السيدة سلمى مرشاق أبت أن تغادر منزلها الواقع في قلب الضاحية معقل «حزب الله» الذي وجه كثير من معارضيه أصابع الاتهام له باغتيال لقمان قبل عامين، ولا تزال تنكب على الكتابة. هي الأديبة اللبنانية - المصرية - السورية باعتبارها من أب سوري وأم لبنانية ولدت وعاشت في مصر، لا تجد إلا الكلمة تبلسم جراحها وتخفف من آلامها. تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «ألم فقدان الولد لا تشفيه الأيام والسنوات، وهو يختلف عن ألم فقدان الأم والأب»، لافتة إلى أن «الحزن تحوّل لرفيق أيامها وسيرافقها إلى الآخرة». تتأسف الأديبة الأم سلمى مرشاق سليم؛ لعدم توصل القضاء للكشف عن قتلة ابنها، وللحالة التي وصل إليها القضاء اللبناني، «حيث الكلمة الفصل لم تعد للقانونـ إنما للقاتل الذي يصور نفسه بطلاً»، متسائلة: «أية همجية هذه؟!». وتتذكر سلمى ما أخبرها به زوجها الراحل محسن سليم حين كسب دعوى قضائية ضد الحكومة اللبنانية في زمن الاستقلال في أربعينات القرن الماضي، معتبرة أن «ما كان بوقتها من استقلالية في القضاء لم يعد قائماً اليوم». ولدى سؤالها عما إذا كانت قد وصلت لقناعة بخصوص من اغتال ولدها، تقول سليم: «من يملكون السلاح يعرفون. أنا سلاحي الكلمة والفكر. لا أعرف من قتله، ولا يمكن أن أتهم أحداً؛ لأنني بذلك قد أؤذي نفسي وأؤدي لأذية أفراد عائلتي». ولا ترى سليم سبباً لاغتيال ابنها إلا أنه «كان صريحاً ويقول الحقيقة... أما هم فيحبون المنافقين». وعما كان ليقوله لقمان عن أحوال لبنان الراهنة، تؤكد والدته أنه «كان ليكون حزيناً لأقصى درجات الحزن؛ لأن البلد يشبه شخصاً يقف عند رأس الجبل ويتدحرج إلى الهاوية».

عامان على اغتيال المعارض لـ«حزب الله» لقمان سليم... لا عدالة ولا اتهامات

شقيقته لـ«الشرق الأوسط»: القضاء اللبناني محكوم بـ«الخطوط الحمر»

بيروت: نذير رضا/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

عامان مرا على اغتيال المفكر والباحث السياسي لقمان سليم، الذي كان معروفاً بمعارضته لـ«حزب الله»، من غير أن يصدر أي قرار اتهامي من القضاء اللبناني في بلد بات فيه الإفلات من العقاب جزءاً من المشهد العام، حسبما تقول شقيقته الناشرة رشا الأمير، كما حال هي الحال في العراق وسوريا وغيرهما، لتخلص إلى أن المنطقة «لا تُبنى فيها مؤسسات»، وباتت متروكة لتلك «البربرية». وكان لقمان سليم من أبرز الأصوات التي تنتقد «حزب الله» في لبنان، وعُثر على جثته في سيارته بعد اغتياله بست رصاصات في 3 فبراير (شباط) 2021 في منطقة العدوسية في جنوب لبنان، بعد زيارة كان يقوم بها إلى صديق له في تلك المنطقة. وأنجزت السلطات اللبنانية تحقيقاتها، لكن «لم يصدر عن القضاء اللبناني قصاصة ورق»، حسبما تقول مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، وذلك بعد عامين على اغتياله. وتحيي عائلة سليم وأصدقاؤه ومؤسساته، اليوم الجمعة، الذكرى السنوية الثانية لاغتياله ضمن فعاليات تُقام على مدار ثلاثة أيام مصحوبة بنشاطات وطنية وثقافية من وحي هذه المناسبة، تحت شعار «العدالة ولو سقطت السّماوات». ويتحدث أفراد من عائلته ودبلوماسيون وأصدقاء في اليوم الأول في الاحتفال الذي يُقام في دارته في الضاحية الجنوبية لبيروت، وتوزع خلالها أربع جوائز تحمل اسمه، تماماً مثل العام الماضي، تليها زيارة مؤسّسات لقمان: «دار الجديد»، و«أمم للتوثيق والأبحاث»، و«الهنغار»، و«هيا بنا»، و«مؤسسة لقمان سليم». وتستضيف «خيمة لقمان» التي تقع قرب المرفأ، السبت والأحد، لقاءات فكرية وسياسية.

تتحدث شقيقته رشا الأمير بحسرة عن مآل المشهد القضائي في البلاد، لكنها مصرّة على أن العدالة ستأتي. طوال الأشهر الماضية، ورغم الإضرابات القضائية: «كان القاضي شربل أبو سمرا الموكل بالملف يحضر إلى مكتبه، ونراه بشكل شهري»، وتؤكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن القاضي «شجاع»، و«لم يتوانَ عن القضية»، لكن القضاء في لبنان «محكوم بعشرات الخطوط الحمر»، مستعرضة عشرات عمليات الاغتيال السياسي في لبنان خلال العقود الماضية، ولم يتوصل القضاء في نتائجه إلا لـ3 منها (اغتيال كامل مروة في الستينات، والرئيس بشير الجميل في الثمانينات، والرئيس رفيق الحريري في 2005). ورغم ذلك «بقي الجناة خارج القضبان»، بسبب «الخطوط الحمر»، فيما يتزايد «الإفلات من العقاب» في ظل «العفو العام» الذي تصدره القوى السياسية اللبنانية، بينها العفو العام عن جرائم الحرب اللبنانية، والاقتراحات المتوقعة ليفلت مرتكبو الفساد والجرائم المالية أخيراً، من العقاب.

لدى الأجهزة انتهت التحقيقات التي نفذتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ومديرية المخابرات في الجيش. وفيما لم تُعلن أي نتيجة، أصدرت «مؤسسة دار الجديد» كتيباً أعدته الصحافية ماري جو صادرا بالتعاون مع جريدة «لوريان لوجور» التي تصدر باللغة الفرنسية، في الذكرى الثانية لاغتيال سليم، تحدثت فيه عن كيفية اغتياله، وتشير في الكتيب الذي سيوزع يوم الجمعة المقبل، إلى أنه غادر منزل صديقه في الجنوب في الثامنة والنصف مساء، وبعد دقائق اعترضت سيارتان سيارته، وتم نقله إلى إحدى سيارات القتلة، فيما قاد أحد القتلة سيارته. وتوجه موكب السيارات إلى العدوسية، قبل أن يعاد نقله إلى سيارته ويُقتل بست رصاصات من عيار 7.65 ملم.

وبينما تُنشر التفاصيل باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، لم يصدر أي قرار اتهامي من القضاء «لأن القضاء لا يريد أن يرى القتلة، ولا أعتقد أنه سيطلبهم كي لا يعرض نفسه للخطر»، حسبما تقول رشا الأمير التي تؤكد أن «اللعبة باتت مكشوفة جداً، بالمظهر هناك قضاء وبرلمان، لكن بالمضمون لا يوجد شيء من ذلك». وتضيف «الملف موجود، وهناك تعتيم مثل سائر الملفات الأخرى، ومن بينها ملف انفجار المرفأ»، وتربط إصدار القضاء الاتهامي بوجود شجاعة قضائية، مشيرة إلى أن إيجاد الشجاعة «هي حالة قيمية». وتعيد الأمير التذكير بأن لقمان نفسه كان أصدر القرار الاتهامي قبل اغتياله بثلاث سنوات، من خلال مقال نشره تحت عنوان «(حزب الله) من البداية إلى البداية»، ويسمي فيه الحزب بأنه «حزب الحرب»، وهو «ابن شرعي من أبناء الحرب الأهلية ويزكيه على أبنائها، ما توفر له من ظروف محلية وإقليمية حفظت له أسباب البقاء والحيوية»، وأن الحرب «هي بيئته الحاضنة وشرط بقائه المشروط». وتشير الأمير إلى أن سليم كان يعتبر أن «كل شخص يخرج عن الإجماع، فهو قتيل». ورغم الواقعية في توصيف المشهد، تشدد الأمير على أنها مؤمنة بالعدالة في العالم: «وسنصل إليها»، رغم أن البلاد (لبنان) «لا تحب العدالة والحب والقيم، بل تدمر تلك القيم وتقرصنها»، وتوضح: «أي قانون للعفو العام، هو قرصنة للقانون، ولا يمكن بناء البلاد بلا قيم»، مؤكدة «إننا مع عدالة قيمية حقيقية، تتحقق بالعمل اليومي الذي نقوم به في مؤسسات لقمان، ونستمد من الغار القوة». ومع حلول الذكرى الثانية، أعلنت عائلته أنه «ليس تقاطع هذه الذكرى مع تطوُّر الحدث اللبناني سوى تأكيد لمؤكّد لطالما أشار إليه لقمان قبيل اغتياله، ألا وهو سيادة الباطل والترهيب الذي بلغ في هذا البلد حدّ اتهام الضحية وإفلات سراح القتلة، في قلبٍ غيرِ مسبوقٍ لموازين القضاء». وأضافت «سنويّة نحييها هذه المرة على مدى ثلاثة أيام، نتحلّق في نهارها الأوّل حول لُقمان في حديقته، حيث يُستحضر إرثُه المؤسّساتي وتُوزّع الجائزة التي تحمل اسمه. ونستكمل حواراتٍ ونقاشاتٍ راهنة وملحّة لم يتسنَ للُقمان أن يَستفيضَ فيها، وذلك تحت سقفِ خيمة تَحملُ اسمَه، نصبناها على مقربة من المرفأ».

 

مبعوث فرنسي في بيروت يدعو لتنفيذ شرطين طلبهما البنك الدولي

بيروت/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

اصطدم ملف استجرار الكهرباء من الأردن، والغاز من مصر، لتوليد محطات إنتاج الكهرباء في لبنان، بتأخر لبنان في إنجاز الإصلاحات المطلوبة، حيث بات الملف «مجمداً»، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب، بموازاة تحرك فرنسي في المنطقة لدفع الملف قدماً. وأعلنت الولايات المتحدة، في أغسطس (آب) 2021، عن شروعها في تسهيل استجرار الطاقة من الأردن، والغاز من مصر، عبر الأراضي السورية، لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء العاملة على الغاز في لبنان، وذلك عبر دراسة ملف إعفاء استجرار المادتين الحيويتين من عقوبات قانون «قيصر»، مما يسهم في تخفيف أزمة التغذية الكهربائية التي تعاني منها البلاد. وينتظر تنفيذ الملف موافقة البنك الدولي على تمويل المشروع بقروض للدولة اللبنانية، لكن البنك الدولي يشترط تنفيذ الإصلاحات في القطاع، وفي مقدمتها تعيين «الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء»، وفق ما قال مسؤولون لبنانيون. وتُعدّ الهيئة الناظمة للقطاع واحدة من أبرز الشروط الإصلاحية التي يطالب بها المجتمع الدولي لإصلاح القطاع، في ظل الأزمات التي يعانيها. وبدأت وزارة الطاقة هذا المسار، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن تعلن، في يناير (كانون الثاني) الماضي، تمديد مهلة تقديم الطلبات حتى 31 مارس (آذار) المقبل.

وأكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، بعد اجتماعه والنواب نعمة إفرام ومارك ضو وياسين ياسين، مع البنك الدولي، في واشنطن أمس، أن المسؤولين في البنك الدولي أبلغوهم بأن قرض تمويل استجرار الغاز من مصر، والطاقة من الأردن «مجمّد حالياً»، وأنه «ليس مُدرَجاً على جدول أعمال البنك الدولي»، قائلاً إن السبب يعود إلى «عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء»، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات «قانون قيصر»؛ كون استجرار الغاز والطاقة سيمرّان بسوريا. وقال: «سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة، وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة وليد فياض، ويجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجدّ»، مشيراً إلى أنه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، إذا كان موقفاً نهائياً؛ لأن اللبنانيين ما زالوا يأملون بنجاح المشروع، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المركزية اللبنانية. وظهر أن ملف الإصلاحات هو العائق الأساسي في هذا الملف، وهو ما أشار إليه السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكين من بيروت. وبعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال دوكين إنه «يزور لبنان في إطار جولة قادته إلى مصر والأردن في إطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة». وشدد على أنه «سيزور الولايات المتحدة الأميركية خلال أسبوعين للبحث مع المسؤولين الأميركيين في السبل الآيلة إلى تحييد ملف الكهرباء عن (قانون قيصر) بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة». ولفت إلى «ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة؛ وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان، والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول».

وشدد على «وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الأساسي لإعادة التعافي إلى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد»، مؤكداً أن «هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».وأعلنت وزارة الطاقة والمياه، في 12 يناير الماضي، تمديد طلبات الانتساب للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء حتى 31 مارس المقبل؛ رغبةً منها بفتح المجال أمام عدد أكبر من الراغبين بالانتساب إلى الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء في الاختصاصات المتعددة، ولكي يتسنّى لهم مزيد من الوقت لتقديم طلباتهم. بالموازة، بحث البنك الدولي مع ميقاتي، في الشهر الماضي، بشأن مساعدة تبلغ نحو مليون دولار ستخصَّص لقطاع الكهرباء من أجل إجراء التدقيق المالي في مؤسسة كهرباء لبنان لإعادة دراسة التعريفة والوضع المالي، وإنشاء الهيئة الناظمة.ووقّع لبنان والأردن اتفاقاً في بيروت، في يناير الماضي، لتخفيف انقطاعات مزمنة في الكهرباء بلبنان من خلال تحويل نحو 400 ميغاوات من الكهرباء عبر الأراضي السورية. وجاء الاتفاق في إطار خطة أوسع تهدف أيضاً لضخ غاز مصري في محطات الكهرباء في شمال لبنان عبر خط أنابيب يمر عبر الأردن وسوريا.

 

وزير الداخلية اللبناني: الأمن متماسك وسيبقى كذلك وأعلن بدء التحضيرات لإجراء الانتخابات المحلية

بيروت: «الشرق الأوسط»/03 شباط/2023

أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن الوضع الأمني في لبنان «لا يزال متماسكا»، مشيراً إلى أن وزارته بدأت التحضيرات لإجراء الانتخابات المحلية (البلدية والاختيارية) التي يُفترض أن تُجرى في شهر مايو (أيار) المقبل. وطمأن مولوي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأن «الوضع الأمني لا يزال متماسكا وسيبقى كذلك بهمة القوى الأمنية ووطنيتها وبمتابعتنا اليومية ساعة بساعة». وقال إنه وضع بري في أجواء تحضيرات وزارة الداخلية للانتخابات البلدية وفقا للقانون، وخاصة أن هناك مهلا قانونية ودستورية، وبالتالي من واجبات وزارة الداخلية القيام بكل التحضيرات اللازمة تطبيقا للقانون وضمن المهل. وتابع: «يوم الأربعاء أعلنا قوائم الناخبين». وأشار إلى بعض المشاكل التي تعاني منها البلديات، ووعد الرئيس بري باتخاذ التدابير الضرورية واللازمة لتسهيل شؤون البلديات في بعض الملفات العالقة في هذه الظروف الصعبة. والتقى مولوي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأكد مجدداً ضبط الوضع الأمني والعمل على إنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية في شهر مايو المقبل ضمن المهلة القانونية «لأن وزارة الداخلية تلتزم القانون وتطبقه، ومن حق جميع اللبنانيين أن يكون لديهم مجالس بلدية تسهر على خدمتهم، وعلى العمل الاجتماعي والإنماء كما هو مفترض». وقال إن مؤسسة «قوى الأمن» مؤسسة لبنانية وطنية عريقة، «ونحن نعول على وطنية الضباط والعناصر وقيادة قوى الأمن الداخلي، ونحن معهم لحظة بلحظة ليقوموا بمهامهم»، مؤكداً أن «قوى الأمن الداخلي لم تتأخر يوما عن القيام بمهامها رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، ورغم انخفاض قيمة رواتب العناصر والضباط ورغم الصعوبات اللوجيستية والصعوبات في التجهيزات، فقد تمكنت وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات من اكتشاف العديد من الجرائم وإحباطها، وتمكنا أيضا من ضبط عملية تهريب المخدرات أو تصديرها إلى دول العالم وخصوصا إلى دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية التي نكن لها كل تقدير واحترام ومحبة».

 

وسط الانهيار... هل من خوفٍ على الجيش؟

يوسف فارس/المركزية/02 شباط/2023

لبنان ينزلق اكثر فاكثر نحو الانهيار الكلي والاندثار. يجري كل ذلك على مرأى ومسمع حكومة مشلولة لا قدرة لها على القيام بشيء، وعلى عين طبقة سياسية متلهية بالبحث عن المشاكل وتوسيع دائرة الاشتباك فيما بينها والاحاطة بكل الابواب والمنافذ التي يمكن من خلالها العبور الى انفراج رئاسي، في حين ان الثابت الوحيد في الصورة الرئاسية هو جمودها في مربع التعطيل، وبالتالي لا حراك جديا حتى الان. اكثر من ذلك لم تبرز الى اليوم على سطح الازمة الرئاسية جهة سياسية داخلية صالحة لقيادة تحرك في هذا الاتجاه، وما يحكى عن تحركات تجري لفتح كوة في الجدار المسدود لا يعدو كونه محاولات اعلامية محدودة تقارب الملف المقفل من باب التمني على الاطراف السياسية سلوك الطريق السريع نحو انتخاب رئيس الجمهورية فيما هذه الاطراف متمترسة خلف تناقضاتها ورفضها القاطع بالكامل لاي طريق يؤدي الى الانتخاب بالتوافق او بغير التوافق. عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج يقول لـ"المركزية":  ان لبنان ينزلق أكثر فاكثر نحو الانهيار الشامل. والفراغ الذي بدأ برئاسة الجمهورية ثم شمل المجلس النيابي الذي اثبت عجزه عن ملء الشغور في سدة الرئاسة بفعل الانقسام العامودي بين مكوناته السياسية والنيابية، وانسحب لاحقا على الحكومة التي باجتماعها تخالف الدستور وتتسبب بتعميق الشرخ السياسي والطائفي في البلاد، يبدو ان هذا الشرخ بدأ يطاول الجسم القضائي المعول عليه في احقاق الحق ومحاسبة المرتكبين والمسؤولين عن الكارثة التي حلت بالوطن، وكأن هناك يدا خفية تدفع بالامور نحو المزيد من الانهيار بحيث بات الخوف راهنا من أن يصيب المؤسسة العسكرية وهي الوحيدة المتبقية والضامنة للسلم الأهلي". عن هذه اليد الخفية يقول: "بطبيعتي لا أومن بنظرية المؤامرة، وأعتقد لو اننا كنواب اقدمنا على انتخاب رئيس الجمهورية في الوقت المحدد لكان بالامكان تجنب العديد من المشكلات التي استجدت نتيجة الفراغ. كما ان القضاء لو قام بواجباته لما وصلنا الى هذه الوضعية التي نتخبط فيها".  ويختم: "ان غياب المساءلة والمحاسبة في ظل منظومة حاكمة متحكمة بالدولة، ومفاصلها منذ عقدين ونيف هو ما دحرج الاوضاع الى هذا القعر الذي لا نهوض منه الا بالعودة الى الدستور وتطبيقه وتنفيذ القوانين على الجميع من دون استثناء".

 

ملف "مشبوه" يجري إعداده بحق جوزاف عون!

 ليبانون ديبايت/الخميس 02 شباط 2023

عَلِمَ "ليبانون ديبايت", أن فريق رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل يحضّر ملفاً يبرز فيه ما يقول عنه تجاوزات لقائد الجيش بموضوع المساعدات الخارجية، وذلك في إطار المعركة المفتوحة بين وزير الدفاع وقائد الجيش. وتلفُت المعلومات, إلى أن هذا الفريق سيقوم بطرح الملف في إحدى الصحف المعروفة بعدائها لقائد الجيش, ومهادنتها في هذه المرحلة لرئيس التيار الوطني الحر.

 

من هو حليف باسيل اليوم؟

ليبانون ديبايت/الخميس 02 شباط 2023

من الممكن وانطلاقاً من الإنقلاب المفاجىء في المشهد السياسي، تلمّس نواة معادلة جديدة على أرض الواقع السياسي، من خلال حراك رئاسي محوره عين التينة وكليمنصو، بينما يقف رئيس"التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، والذي كان اطلع على هذا الحراك، خارج "الإصطفافات"، حتى أن القراءات السياسية لمواقفه الأخيرة من الحلفاء كما من الخصوم، التقت على واقعية شعار "لوحدنا"، حتى أن البعض ذهب بعيداً في وصف هذا الواقع بأن التيار "معزول" ولم يعد لديه حلفاء على الساحة الداخلية أو تحديداً في مقاربة رئيسه للإستحقاق الرئاسي. وبرأي القيادية السابقة في "التيار الوطني" رندلى جبور، ومن الناحية الواقعية، فإن التيار، كان دائماً "وحيداً أو منفرداً في حمل القضايا الكبيرة"، بمعنى أنه ما من عقدة لديه بأن يكون "لوحده". لكن جبور تنفي لـ"ليبانون ديبايت"، أن يكون التيار الوطني، من دون أي حليف اليوم، وتوضح أنه و"بالنسبة للتفاهم مع حزب الله، لم يعلن أي من الطرفين، سقوط هذا التفاهم أو الطلاق، فالعلاقة قائمة واللقاءات مستمرة، وبعد لقاء ميرنا الشالوحي، تأتي زيارة وفد من الحزب إلى الرئيس ميشال عون في الرابية، فيما تتمّ إعادة تقييم التفاهم وإعادة درس العلاقة". وبرأي جبور، فإنه "من الممكن أن يختلف باسيل مع عدد من الحلفاء على ملفات سياسية معينة، يمكن تسميتها على القطعة، ولكن لو كان باسيل لوحده أو بين مزدوجين، معزولاً، لما كان التقى بكلّ الأفرقاء على الساحة الداخلية، لأنه يلتقي مع الكلّ، إلاّ الذين يرفضون اللقاء مع الآخر، والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، كما أنه يعقد اجتماعات في بكركي". ومن هنا، تعتبر جبور، أن "مواقف باسيل متمايزة ولكنه ليس معزولاً، كما أن كلمة لوحدنا، لا تعني أننا معزولين، بل تعني إننا لوحدنا، قادرين على اتخاذ مواقف جريئة ومتمايزة، وبالتالي، فإننا لوحدنا في ممارسة العمل السياسي، ولا تعني العزلة أبداً". من هو حليف باسيل الآن؟ عن هذا السؤال تجيب جبور بأنه "لدى التيار حلفاء استراتيجيين، ولكن في الداخل المحلي، لم نستخدم يوماً كلمة حلفاء، بل نستعمل الصديق ونقول ورقة تفاهم وليس تحالفاً، لأنه في قاموس التيار، لا وجود لكلمة تحالف، بل تفاهم مع أفرقاء معيّنين، إمّا على بنود وطنية معينة وإمّا على مواقف سياسية في محطات معينة، ولذلك، لا نفتش عن حليف بالمعنى السياسي بل بالمعنى الإستراتيجي". وعن ارتدادات المواقف الأخيرة لرئيس "التيار الوطني" وحركة الإستقالات من التيار، تكشف جبور، أن "الخبرية هي أن 5 أشخاص من بلدة العيشية، قد استقالوا، وهم في الأساس قد ارتكبوا مخالفات في الإنتخابات النيابية الأخيرة ومن المقربين من النائب السابق زياد أسود، واستغلوا هذا التوقيت لكي يقوموا بالخطوة، ولكن استقالاتهم لا تعني للتيار أي تهديد أو بلبلة، لأنهم كانوا سيعاقبون في المجلس التحكيمي لارتكابهم مخالفات مالية".

 

"سباق الحواجز" الرئاسي يحتدم... مناورات وأفخاخ!

الراي الكويتية/02 شباط/2023

مع اشتداد ثورانِ «البركان» المالي - النقدي - المعيشي، ملأ المشهدُ السياسي غبارٌ كثيف بدا معه من الصعب تفكيك خفايا إشاراتٍ «مشفّرة» رافقتْ حِراكاً في مختلف الاتجاهات فعّله رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط في سياق عمليةِ «تنقيبٍ» عن رئيسٍ توافقي اعتُبرت بمثابة تخلٍّ غير رسمي عن ورقة النائب ميشال معوض الذي خاضتْ معه غالبية المعارضة المعركة الرئاسية على مدار 11 جلسةٍ صار واضحاً أنها لن تتكرر بنسختها السابقة، وسط تقديراتٍ بأن أي دعوة جديدةٍ للبرلمان لن تكون إلا لانتخابِ «رئيس جاهز»، وتلميحاتٍ موازية - أقرب إلى التهويل ورفْع منسوب «الحرب النفسية» - بإمكان الذهاب نحو جلسة انتخابٍ للرئيس بأكثرية النصف زائد واحداً في ظل إيحاءاتٍ بأن «الرقم السحري» أي الـ 65 نائباً بات في «الجيْب» للمرشح رقم واحد للثنائي الشيعي «حزب الله» والرئيس نبيه بري أي سليمان فرنجية.

وإذ شكلت القمة الروحية المسيحية المفاجئة التي دُعي إليها وانعقدت أمس في مقر البطريركية المارونية في بكركي قرعاً لجرس الإنذار الأقوى من تداعيات التمادي في المماطلة بإنهاء الشغور الرئاسي بارتداداته الفوضوية على مختلف الصعد والتي باتت تحمل مخاطر على الكيان اللبناني، فإن «تحرياتٍ» نشطت أمس حيال مناخاتٍ واكبت تحرك جنبلاط في اتجاه بري في إطار محاولته إبعاد الثنائي الشيعي عن خيار فرنجية وحبْك تقاطعاتٍ على أسماء أخرى يطرح الزعيم الدرزي بينها قائد الجيش العماد جوزف عون، الوزير السابق جهاد أزعور، والنائب السابق صلاح حنين.

وعبّر أمران عن هذه المناخات:

* الأول ما نُقل عن أن رئيس البرلمان بدأ بالتوازي مع «عملية سرية» تُستكمل لتأمين 65 صوتاً لفرنجية، يروّج لإمكان الاحتكام وفق هذه الأكثرية إلى مجلس النواب (الذي يلتئم في جلسات الانتخاب بغالبية 86 نائباً)، وأنه يستطلع «احتمال الذهاب الى البرلمان والتصويت للمرشّحين، فإذا لم ينسحب أي مرشح لمصلحة آخَر تستمرّ الجلسات الى حين انتخاب رئيس بـ 65 صوتاً»، وأن «تحديد موعد جلسة الانتخاب المقبلة ينتظر انتهاء عملية استكشاف الآراء وأن اتجاه الثنائي الشيعي هذه المَرة هو لعدم النزول الى الجلسة بورقة بيضاء».

* والثاني موقف بارز لنائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم الذي حدد للمرة الأولى مقترحات وكأنها بـ «الورقة والقلم»، لـ «حل مشكلة الفراغ الرئاسي» وتتمحور حول أن تجلس مختلف الكتل البرلمانية مع بعضها «وتناقش وتتفق على كيفية الوصول إلى رئيس يقنع هذه الكتل او غالبيتها بأنَّه رئيس مناسب للبلد». وقال قاسم: «يمكننا أن نتفق داخل الحوار على أنَّ مَن لديه اسم يحوز على الغالبية (65 صوتاً)، يمكن أن تتفق الكتل الأخرى أو بعضها على إعطاء هذا الرئيس بشروط معيّنة تنسجم مع قناعاتها بتدوير الزوايا فنصل إلى حل.

أو يمكن أن تجلس هذه الكتل مع بعضها البعض ونطرح الأسماء في سلة واحدة بحيث أنَّه لدينا 4 أسماء أو 7 أو 10، نضعها في هذه السلَّة ونبدأ بالجوجلة لنصل إلى تقليص العدد إلى إسم أو 2 مثلاً، أو كي لا يقول البعض تشترطون الحوار وتفرضون آلية حوار، نجلس لنتفق على الآلية التي نريد أن نتحاور من خلالها». وقرأتْ أوساطٌ سياسية هذه المناخات في سياق عملية «تخويفٍ» للمعارضة، أولاً لجرّها إلى «حوار الطاولة» بهدف «تمييع» المسؤولية عن إطالة عمر الشغور والتعطيل تحت ستار الورقة البيضاء ثم الانسحاب من الجلسات وتطيير النصاب، وثانياً للتعمية عن عدم قدرة الثنائي الشيعي على حشْد الـ 65 صوتاً لفرنجية ومحاولة «تمويه» ذلك عبر الإيحاء بأن هذه الأكثرية باتت «مضمونة» لرئيس «تيار المردة» لجعْل المعارضة «تبني حساباتها» على هذا الأساس وتتسابق على «deal» معه، في حين أن لا النصاب الداخلي ولا الخارجي متوافر لفرنجية (يتردد أنه لا يضمن إلا 45 صوتاً) الذي يتقدّم عليه وفق هذا المعيار حتى الساعة قائد الجيش. في موازاة ذلك، تتجه الأنظار إلى اللقاء الخماسي حول لبنان في باريس في 6 الجاري بمشاركةٍ فرنسية وأميركية وسعودية ومصرية وقطرية، وسط ضمور التوقعات حيال ما قد يخرج عنه لجهة تشكيل قوة دفْع لإنهاء الأزمة اللبنانية، ما خلا تفعيل الدعم الانساني، ولا سيما في ظلّ ارتفاع السخونة إقليمياً ودولياً وزيادة التوتر بين الولايات المتحدة وفرنسا خصوصاً وبين إيران سواء ربْطاً بالحرب في أوكرانيا أو بالملف النووي والاحتجاجات المستمرة في الجمهورية الإسلامية.

وفيما تستطلع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في كل من السعودية والإمارات ملفات المنطقة وتبحث الأزمة اللبنانية عشية اللقاء الخماسي، فإن بيروت تستعد لاستقبال المبعوث الفرنسي لشؤون الدعم الدولي بيار دوكان بعد محطتين له في القاهرة وعمان ركّزتا على تعقيدات ملف استجرار الغاز والكهرباء منهما عبر سورية إلى لبنان.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

وفد إسرائيلي برئاسة إيلي كوهين في الخرطوم لتطبيع العلاقات مع السودان واجتمع بالبرهان ومسؤولين عسكريين وأمنيين

الخرطوم: أحمد يونس/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

نقلت وسائل إعلام سودانية في وقت مبكر من صباح اليوم (الخميس)، أن طائرة أقلعت من «تل أبيب» وحطت في مطار الخرطوم، وهو ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية بأن الطائرة أقلت عدداً من المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين الإسرائيليين إلى الخرطوم، للبحث في توقيع السودان «اتفاقات أبراهام» وتطبيع العلاقات بين البلدين، بيد أن السلطات السودانية لا تزال تتكتم على تفاصيل الزيارة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية «مكان» إن طائرة إسرائيلية هبطت في مطار الخرطوم صبيحة اليوم، وإن مصادر في الخرطوم أبلغتها أن السودان يتجه لتوقيع اتفاقيات «أبراهام» مع إسرائيل بشكل نهائي. غير أن السلطات السودانية لم تكشف تفاصيل عن الزيارة، وهو تكتم دأبت عليه منذ الشروع في تطبيع العلاقات مع تل أبيب. ونقلت «قناة الشرق» عن مصادر، أن الوفد الإسرائيلي هو برئاسة وزير الخارجية إيلي كوهين ويضم دبلوماسيين وأمنيين. وفور وصول الوفد، أجرى محادثات مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين، لمناقشة ملف تطبيع العلاقات بين البلدين وتوقيع اتفاقيات «أبراهام» ومناقشة مسائل أمنية وعسكرية واقتصادية. ونسبت «مكان» إلى مصادر سودانية معلومات عن إعلان ما أطلقت عليه «خطوة كبيرة في العلاقات بين الخرطوم وأورشليم القدس»، تتعلق بتطور العلاقات بين البلدين، فيما نقلت القناة الحادية عشرة الإسرائيلية أول من أمس، أن السودان ينوي توقيع اتفاقيات «أبراهام» رسمياً، وهو أمر تمت مناقشته مع كبار المسؤولين الإسرائيليين أثناء زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل. يُذكر أن الزيارة الحالية ليست الأولى لوفد إسرائيلي للسودان، وقد سبقتها زيارات عديدة تكتمت عليها الخرطوم، وكشفتها وسائل إعلام إسرائيلية، مثلما كشفت اللقاء الذي جمع بين البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الكينية في فبراير (شباط) 2020، وهو اللقاء الذي مهد للعلاقات السودانية الإسرائيلية. وأثار لقاء البرهان-نتنياهو لغطاً كبيراً في الخرطوم، وداخل الحكومة المدنية الانتقالية التي كان يترأسها عبد الله حمدوك، واعتبرته قوى سياسية تمثل المرجعية السياسية للحكومة وقتها «تدخلاً في صلاحيات الحكومة المدنية»، بينما أجاب البرهان وقتها عن تلك التساؤلات بأنه كان يبحث عن مصالح السودان.

 

إسرائيل تؤكد الاتفاق مع السودان على العمل لإبرام معاهدة سلام

الخرطوم/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

أكّد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، مساء الخميس، أنّ الدولة العبرية والسودان «اتّفقا» على العمل في سبيل «توقيع معاهدة سلام»، وذلك بعد عودته من زيارة رسمية للخرطوم هي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي. وقال كوهين للصحافيين لدى عودته إلى مطار تل أبيب «يسعدني أن أبلغكم أنّه في إطار الزيارة اتّفقنا على توقيع معاهدة سلام بين السودان وإسرائيل» بعد أن يتمّ تشكيل حكومة مدنية في الخرطوم. وأعلنت الخرطوم، من جهتها، أنّه تمّ خلال الزيارة «الاتّفاق على المضيّ قدماً في سبيل تطبيع العلاقات» بين البلدين. وأجرى كوهين محادثات مع عدد من المسؤولين السودانيين، في مقدّمهم رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان.وأوضحت الخارجية السودانية في بيانها أنّ زيارة كوهين تمّت في إطار «مواصلة الاتصالات السابقة بين السودان وإسرائيل». والتقى الوزير الإسرائيلي خلال الزيارة وزير الخارجية السوداني المكلّف علي الصادق و«عدداً من المسؤولين في الدولة»، أبرزهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي. ولفت البيان إلى أنّه خلال المحادثات «حثّ الجانب السوداني الطرف الإسرائيلي على العمل على تحقيق الاستقرار والسلام بين إسرائيل والشعب الفلسطيني». وبحسب مجلس السيادة السوداني فإنّ اللقاء بين البرهان وكوهين تطرّق إلى «سبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية». وكان السودان أعلن في يناير (كانون الثاني) 2021 وبينما كان العسكريون والمدنيون يتقاسمون السلطة، انضمامه إلى «اتفاقات أبراهام» التي اعترفت بموجبها ثلاث دول عربية بإسرائيل.

 

 بايدن يستقبل الملك عبد الله الثاني ويؤكد التزامه بحل الدولتين

العاهل الأردني يشدد على منع الإجراءات الأحادية التي تقوض السلام

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

استقبل الرئيس الأميركي جو بايدن، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حول مأدبة غداء، ظهراليوم الخميس، وتطرق اللقاء المغلق إلى التزام الإدارة الأميركية بحل الدولتين وتهدئة الوضع الملتهب في الأراضي الفلسطينية. وناقش الزعيمان سبل تجنب التصعيد وتهدئة الأوضاع، إضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون والشراكة بين الأردن والولايات المتحدة. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن بايدن وجه الشكر للملك عبد الله على الدور الحاسم الذي يضطلع به الأردن في تهدئة التوترات، وأكد ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للحرم القدسي الشريف، ووصاية الأردن على المسجد الأقصى. وشدد المسؤول الأميركي على الأهمية التي توليها واشنطن للأردن للمساعدة في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي. من جهته، قال الديوان الملكي الأردني إن النقاشات تطرقت إلى أهمية الدور الأميركي في الحضّ على التهدئة في المنطقة ومناقشة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على دول منطقة الشرق الأوسط. وشدد العاهل الأردني على ضرورة إعادة الهدوء إلى الضفة الغربية. وزيارة الملك عبد الله إلى البيت الأبيض هي الثانية منذ تولي بايدن منصبه، وكانت زيارته الأولى للبيت الأبيض في مايو (أيار) 2022. وقد التقى الملك عبد الله وبايدن على هامش قمة جدة ومنتدى الأمن الإقليمي الذي استضافته المملكة العربية السعودية في يوليو (تموز) الماضي. ويأتي لقاء الرئيس الأميركي والعاهل الأردني بعد سلسلة من اللقاءات التي عقدها العاهل الأردني مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي الثلاثاء، ورؤساء اللجان في مجلسي النواب والشيوخ وكبار المشرعين في الكونغرس، إضافة إلى استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومشاركته في فطور الصلاة الوطنية صباح الخميس في واشنطن.وتركزت اللقاءات مع أعضاء الكونغرس على البحث في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، وتهدئة التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ووقف التصعيد والإجراءات الأحادية التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، والتي تقوض فرص تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية. ووجه رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي الشكر للصداقة والجهود التي تقوم بها المملكة الهاشمية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وقال السيناتور بوب ميننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن «الاجتماع مع الملك عبد الله الثاني كان مثمراً ومهماً لأن الأردن يحظى بدعم الحزبين في مجلس الشيوخ، وقد كان لدينا نقاش صريح حول قضايا مختلفة من سوريا إلى لبنان، إلى التحديات والتصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، وسبل نزع فتيل التوترات الحالية». وخلال لقائه مع بلينكن أشاد الملك عبد الله بالدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأردن، فيما أكد بلينكن عمق الشراكة بين البلدين، وأهمية الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس، والحفاظ على الوضعين التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى. وقد قام بلينكن بزيارة إسرائيل ورام الله الأسبوع الماضي، داعياً الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الهدوء، ومواصلة العمل نحو حل الدولتين. وجاءت الزيارة عقب هجمة إسرائيلية على مخيم جنين وهجمات على كنيس يهودي يوم الجمعة الماضي. وقال الملك عبد الله، في كلمته أمام فطور الصلاة الوطني الذي شارك فيه بايدن وكبار المسؤولين في إدارته، صباح الخميس، إن «القدس ترتبط بالأردن وبالعائلة الهاشمية بشكل شخصي منذ أكثر من مائة عام»، وشدد على أن هناك فرصة لتحقيق السلام، وأن العمل لتحقيقه يتطلب من جميع الأطراف الإيمان الصادق بإمكان الوصول إلى عالم أفضل وأكثر عدالة. وأكد العاهل الأردني ضرورة تجاوز خطاب الكراهية وبناء جسور الثقة لتحقيق السلام العادل.وفي إطار العلاقات الثنائية وقعت الولايات المتحدة مع الأردن العام الماضي مذكرة تفاهم لمدة سبع سنوات تقوم بموجبها الولايات المتحدة بدعم الأردن بحوالي 1.45 مليار دولار سنوياً، والموافقة على بيع المملكة طائرات مقاتلة متطورة من طراز «إف - 16 بلوك 70».

 

إسرائيل تطالب تشاد بكبح نفوذ إيران و«حزب الله» في منطقة الساحل

تل أبيب/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

أبدى المسؤولون الإسرائيليون القلق مما وصفوه بنفوذ عدوَّيهم اللدودَين إيران و«حزب الله» في منطقة الساحل بأفريقيا، خلال استقبالهم لرئيس تشاد محمد ديبي، الذي يفتتح سفارة لبلاده في إسرائيل اليوم (الخميس)، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم تؤكد إسرائيل أنباء زيارة ديبي سوى أمس (الأربعاء)، غداة وصوله. وكان جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ضمن محطات زيارة ديبي، في إشارة إلى أن العلاقات الثنائية التي أُحييت منذ خمس سنوات لها أهمية تتعلق بالأمن القومي. وفي وقتٍ أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن سفارة تشاد تقع في بلدة رمات جان المتاخمة لتل أبيب، قال رئيس تشاد محمد ديبي في مقطع مصور من مراسم افتتاح السفارة: «هذا يوم رائع. يوم تاريخي لتشاد وإسرائيل على حد سواء». وأضاف: «أدعو الله أن تعود العلاقات بين بلدينا بالنفع على الشعبين، شعبكم وشعبنا، من خلال الافتتاح الرسمي لسفارتنا هنا». وقال نتنياهو وهو يقف إلى جانب الرئيس التشادي: «نعمل على تعزيز صداقتنا، ومصلحتنا المشتركة في السعي لتحقيق السلام والأمن والازدهار». وأفاد مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي التقى ديبي قبل ذلك، بأن الوزير «أشار إلى أهمية تقليص نفوذ إيران و(حزب الله) في منطقة الساحل بوصفها مفتاحاً لضمان الاستقرار والحيلولة دون تصدير الإرهاب». ولم يصدر تعليق حتى الآن من الحكومة في تشاد أو طهران. وفي بيروت، رفض المكتب الإعلامي لـ«حزب الله» التعليق. وقطع المغرب العلاقات مع إيران في 2018 متهماً إياها بالعمل من خلال «حزب الله» على تدريب وتسليح جبهة البوليساريو التي تخوض صراعاً مسلحاً لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية المتنازع عليها. كما حذّرت الرباط من التوغل الإيراني في منطقة الساحل. ولم تعلن تشاد عن أي وجود كبير لإيران أو «حزب الله» اللبناني في منطقة الساحل التي تتنازع على أجزاء منها مع حركات تمرد متشددة. وفي عام 2018 زار رئيس تشاد آنذاك إدريس ديبي، إسرائيل، ليعدل عن التباعد الدبلوماسي الذي استمر لعقود بسبب النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وفي ذلك الوقت، أشار ديبي إلى حرب مشتركة ضد الإرهاب. وبعد عودة نتنياهو إلى السلطة الشهر الماضي تعهد بتوسيع دائرة الدول العربية أو الإسلامية التي تعترف بإسرائيل. وقال مسؤول (إسرائيلي) إن إسرائيل ليست لديها خطة لفتح سفارة في نجامينا (عاصمة تشاد)، وتدير علاقاتها مع تشاد من سفارتها في السنغال.

 

طهران تتهم فصائل المعارضة الكردية بـ«الضلوع» في هجوم أصفهان

«الأمن القومي» الإيراني طالب بغداد بمواجهة أحزاب تقيم في إقليم كردستان

لندن - طهران/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

اتَّهم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني فصائل معارضة كردية تتمركز في العراق بـ«الضلوع» في هجوم بطائرات مسيَّرة استهدف منشأة «عسكرية» في مدينة أصفهان. وقالت وكالة «نورنيوز»، المنبر الإعلامي للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: «دخلت أجزاء من المسيَّرة التي استُخدمت في تنفيذ العمل العدائي ضد المنشأة الدفاعية في أصفهان قبل أيام، إلى جانب مواد متفجرة، إلى إيران بمشاركة وتوجيهات الجماعات الكردية المناهضة للثورة المتمركزة في إقليم كردستان العراق». وتحدثت السلطات الإيرانية عن هجوم «فاشل» بمسيَّرات في ساعة متأخرة (السبت) استهدف «مجمعاً عسكرياً» تابعاً لوزارة الدفاع في محافظة أصفهان التي تضم منشأة «نطنز» النووية. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عن مصادر مخابراتية أن الهجوم «حقق نجاحاً هائلاً». وقالت وزارة الدفاع الإيرانية إن منظومة مضادة للطائرات دمَّرت مسيَّرة فيما انفجرت اثنتان أخريان، وفق وزارة الدفاع التي أكدت أن الهجوم لم يتسبّب بوقوع إصابات وإنّما أحدث فقط «أضراراً طفيفة في سقف» أحد المباني. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «نورنيوز» أن مجموعات كردية أحضرت أجزاء المسيَّرات ومواد متفجرة إلى داخل إيران «من أحد الطرق التي يتعذر الوصول إليها في شمال غرب البلاد» بناءً على «أوامر جهاز أمن أجنبي». ولفت وكالة «نورنيوز» في تغريدتها على «تويتر» إلى أنه «تم تذكير بغداد عدة مرات بضرورة المواجهة مع هذه المجاميع (الكردية)». ولم تسمِّ الوكالة، جهاز الأمن الأجنبي الذي اتهمته بالوقوف وراء الهجوم. وقالت إن قِطَع المسيَّرات سُلِّمت إلى «أحد المندسين معها (الجماعات) في إحدى المدن الحدودية لإيران». وقالت الوكالة إنه «تم تجميع الأجزاء والمواد المذكورة أعلاه في ورشة مجهزة باستخدام قوات مدربة». ويأتي الاتهام بعدما أعلنت إيران عن استدعاء القائم بالأعمال الأوكراني (الاثنين)، على أثر تغريدة مستشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي ربط بين هجوم أصفهان، وتحذيرات بلاده لطهران من عواقب تزويد روسيا بالمسيَّرات. وأعلنت موسكو استعدادها للمشاركة في التحقيق الذي تجريه السلطات بشأن هجوم أصفهان الذي يشكّل أحدث اختراق أمني، بعد أحداث الصيف الماضي، التي شملت استهدافاً مماثلاً لمنشأة «بارشين» العسكرية الحساسة، وقالت صحف غربية إنها استهدفت ورشة لصناعة المسيَّرات.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أول من أورد نبأً بشأن دور إسرائيلي في الهجوم، وذلك نقلاً عن عدة مصادر لم تذكرها بالاسم. وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم نشر اسمه لـ«رويترز»، الأحد، إن إسرائيل ضالعة في الهجوم على ما يبدو. وبدورها نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين مطلعين على الحوار الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة، أن الهجوم على المنشأة العسكرية في أصفهان من عمل الموساد. وتضم المناطق الكردية في شمال العراق مخيمات تدريب وقواعد خلفية للكثير من الفصائل الكردية التي سبق أن اتهمتها إيران بخدمة المصالح الغربية أو الإسرائيلية.

وفي يوليو (تموز)، قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية إنها أوقفت «شبكة تخريب» تابعة للموساد، وإنها اعتقلت مجموعة مؤلفة من أعضاء حزب «كومولة» الكردي المعارض، كانت تخطط لتفجير مركز «حساس» في أصفهان دون تحديد طبيعة الموقع في المحافظة التي تضم الكثير من المنشآت النووية والعسكرية الحساسة. وحينها، قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني عبر موقع «نورنيوز» إن «الهجوم على هذه الشبكة جاء نتيجة واحدة من أكثر العمليات تعقيداً لأجهزة المخابرات الإيرانية؛ في الداخل والخارج»، متحدثاً عن عملية لتحديد هوية جميع أفراد الشبكة في داخل وخارج الأراضي الإيرانية. وأضاف: «هذه الشبكة تسللت إلى البلاد بإشراف أحد وسطاء منظمة (الموساد) عبر إقليم كردستان العراق». وقال الموقع إن «اعتقال هذه الشبكة المعقدة جاء في وقت زُرعت فيه متفجرات شديدة الانفجار في الموقع المطلوب، ولم يتبقَّ سوى ساعات قليلة لتنفيذ المرحلة الأخيرة من عمليتهم الإرهابية».

وفي 11 مايو (أيار) الماضي، قال «الحرس الثوري»، في بيان، إن قواته اعتقلت «خلية إرهابية» في المناطق الكردية بإيران، مكوّنة من 5 أشخاص، مضيفاً أن العملية تأتي «على أثر الشرارات الأخيرة لجماعات إرهابية (...) ترسل خلايا للقيام بعمليات تخريبية مزعزعة للأمن، داخل أراضينا». وفي 22 مايو، أعلن «الحرس الثوري»، في بيان رسمي، أنه أوقف أعضاء «شبكة تعمل تحت إدارة الاستخبارات الإسرائيلية» من دون تحديد مكان عملهم أو المكان الذي أُوقفوا فيه. وجاء البيان بعد ساعات من اغتيال القيادي في «فيلق القدس» صياد خدايي، الذي وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ«قائد الوحدة 840»، وهي وحدة سرّية نسبياً تبني بنية تحتية إرهابية وتخطط لشن هجمات ضد أهداف غربية. في أبريل (نيسان) الماضي، كشفت إسرائيل عن عمليات نفَّذتها فرقة تتألف من رجال «الموساد» و«الشاباك» في عمق الأراضي الإيرانية. وظهر رجل يُدعى منصور رسولي في تسجيل فيديو قيل إنه ضابط في وحدة 840 في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» وخطّط لعمليات اغتيال دبلوماسي إسرائيلي وجنرال أميركي وصحافي فرنسي في تركيا. وأعلنت إيران بداية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنها نفّذت حكماً بالإعدام على أربعة رجال بزعم تعاونهم مع المخابرات الإسرائيلية والقيام بعمليات خطف و«الإجبار على اعترافات كاذبة». في نوفمبر (تشرين الثاني) شنّت إيران هجوماً صاروخياً عبر الحدود ونفّذت ضربات بمسيَّرات استهدفت مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية في إقليم كردستان العراق، بعدما اتهمت المعارضة الكردية بالوقوف وراء الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وأرسل «الحرس الثوري» قوات وتعزيزات إلى حدود إقليم كردستان وهدّدت بعملية برّية ضد مقرات الأحزاب الكردية. وفُسِّر التصعيد الإيراني ضمن محاولات صرف الأنظار عن الحراك الاحتجاجي غير المسبوق في البلاد، والذي وصل إلى حد المطالبة بإسقاط النظام. وفي مارس (آذار) الماضي، قصفت إيران فيلا قرب مطار أربيل، بـ12 صاروخاً باليستياً بذريعة استهداف «مركز إسرائيلي للتآمر». وهو ما نفته سلطات إقليم كردستان بشدة. وربطت تقارير حينها بين الهجوم وانزعاج إيران من تطلعات إقليم كردستان لتصدير الغاز إلى أوروبا. وهددت إسرائيل، التي لا تعترف بها إيران، بعمل عسكري ضد طهران إذا فشلت المحادثات بينها وبين القوى العالمية للحدّ من أنشطة إيران النووية.

 

إيران تلقي باللوم على إسرائيل في هجوم أصفهان وتتوعدها بالرد

لندن-طهران: «الشرق الأوسط»/03 شباط/2023

غداة اتهام فصائل المعارضة الكردية في التورط بنقل أجزاء مسيّرات هاجمت منشأة في مدينة أصفهان، حمّلت طهران، على لسان مندوبها إلى الأمم المتحدة، عدوَّها اللدود إسرائيل «مسؤولية» الهجوم، الذي وقع الأحد الماضي، متعهدة بالرد بعدما بدا أنه أحدث حلقة في حرب خفية طويلة الأمد.

ووقع الهجوم، وسط توتر بين إيران والغرب بسبب ملف طهران النووي وتزويدها روسيا بالأسلحة في حربها مع أوكرانيا، بما في ذلك «طائرات مسيّرة انتحارية»، إضافة إلى قمع المظاهرات المناهضة للمؤسسة الحاكمة في إيران. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قال أمير سعيد إيرواني، مبعوث طهران لدى المنظمة الدولية، إن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم الذي وقع فجر الأحد. وقالت طهران إنه لم يسفر عن سقوط قتلى ولم يتسبب في أضرار جسيمة. وأضاف إيرواني، في الرسالة، أن «إيران تحتفظ بحقّها المشروع والطبيعي في الدفاع عن أمنها القومي، والرد بحزم على أي تهديد أو خطأ يرتكبه النظام الصهيوني (إسرائيل) أينما وكلما رأت ضرورة لذلك». وقال: «هذا الفعل الذي ارتكبه النظام الصهيوني (إسرائيل) يتعارض مع القانون الدولي»، وفق ما نقلت «رويترز» عن وكالة «إيسنا» الحكومية.

ورأى المندوب الإيراني أنه على مجلس الأمن الدولي «إدانة التصريحات العدوانية للسلطات الصهيونية، والطلب من هذا النظام التزام القوانين الدولية وإنهاء برامجه الخطِرة ونشاطاته التدميرية في المنطقة»، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» في خدمتها باللغة العربية. وأعلنت السلطات الإيرانية، ليل السبت، «فشل» هجوم بطائرات مسيّرة صغيرة استهدف «مجمعاً عسكرياً» تابعاً لوزارة الدفاع في محافظة أصفهان وسط البلاد. وأشارت إلى أن وسائط الدفاع الجوي دمّرت إحداها، بينما انفجرت اثنتان أخريان وتسببتا بـ«أضرار طفيفة في سقف» أحد مباني هذا المجمع. ونقلت صحيفة «جيرزاليم بوست» الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية أن الضربة حققت نجاحاً هائلاً. وخلال الأيام الماضية، لم يوجِّه المسؤولون الإيرانيون رسمياً وبشكل مباشر، اتهاماً لأي دولة بالوقوف خلف الهجوم على المنشأة التي وصفتها قنوات تابعة لـ«الحرس الثوري» بأنها منشأة تطوير مسيّرات إيرانية. وتعبر إسرائيل، منذ وقت طويل، عن استعدادها لضرب أهداف إيرانية إذا فشلت الدبلوماسية في الحد من برامج طهران النووية أو الصاروخية، لكنها تتبع نهج الإحجام عن التعليق على وقائع بعينها. ويخيّم الجمود منذ سبتمبر (أيلول) على المحادثات بين إيران والقوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. ووافقت إيران، بموجب الاتفاق الذي خرجت منه واشنطن عام 2018 إبان تولي دونالد ترمب الرئاسة، على الحد من أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات. واتهمت إيران إسرائيل من قبل بالتخطيط لهجمات باستخدام عملاء على الأراضي الإيرانية. وفي يوليو (تموز)، قالت طهران إنها ألقت القبض على فريق تخريب يضم مسلَّحين من الأكراد يعملون لصالح إسرائيل وخططوا لنسف مركز «حساس» للصناعة الدفاعية في أصفهان. وقال موقع «نور نيوز»، المنصة الإعلامية الخاضعة لـ«المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، الأربعاء، إن «المتفجرات والعتاد الذي استُخدم في هجوم أصفهان نُقل إلى إيران بمساعدة جماعات مناوئة للثورة تتخذ من كردستان العراق مقراً لها وبأوامر من جهاز أمني أجنبي»، قبل أن يجري «تجميع الأجزاء والمواد المذكورة أعلاه في ورشة مجهزة باستخدام قوات مدربة». ويقع عدد من المواقع النووية في محافظة أصفهان، بما في ذلك نطنز الذي يمثل محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم واتهمت إيران إسرائيل بتخريبه في 2021. ووقع عدد من الانفجارات والحرائق في محيط مواقع عسكرية ونووية وصناعية إيرانية في السنوات القليلة الماضية. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، يوم الأحد الماضي، أن إسرائيل مسؤولة عن الهجوم، الذي وقع بالقرب من مدينة أصفهان وسط إيران، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، لم يجرِ الكشف عن هويتهم، ومصادر مطّلعة على العملية.

 

أذربيجان تستهدف «شبكة تجسس» إيرانية وقواتها الأمنية اعتقلت 7 خلال مداهمة قناة وموقع إخباري مواليين لطهران

لندن – باكو - طهران/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

أطلقت قوات الأمن الأذربيجانية حملةً واسعة ضد «شبكة تجسس» تعمل لصالح إيران، وسط تفاقم التوتر بين باكو وطهران إثر هجوم شنَّه مسلح، وأسفر عن مقتل دبلوماسي. وذكرت وكالة «ترند» شبه الرسمية في أذربيجان، أنَّ وحدة خاصة من القوات الأمنية داهمت مقارّ قناة «إنتر آز»، وموقع «سلام نيوز» من وسائل الإعلام الموالية لطهران، مشيرة إلى توقيف سبعة أشخاص من دون تحديد هويتهم. وأعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية، إطلاق حملة واسعة استهدفت شبكة «تجسس» إيرانية، في باكو ومدن عدة، وفقاً لما أوردت وكالة «الأناضول» التركية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلنت باكو اعتقال أشخاص بتهمة التجسس لصالح إيران، بعد أسابيع من مناورات ضخمة أجراها «الحرس الثوري» في حدود أذربيجان. وجاءت الحملة أمس في وقت حذرت فيه أذربيجان مواطنيها من السفر غير الضروري إلى إيران غداة إجلاء طاقم سفارتها لدى طهران. وأصدرت الخارجية الأذربيجانية بياناً قالت فيه: «نظراً للوضع غير المستقر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والهجوم الإرهابي على بعثتنا الدبلوماسية، ننصح مواطني جمهورية أذربيجان بعدم زيارة إيران إلا للضرورة». وأصرَّ المسؤولون الإيرانيون على أنَّ الهجوم الذي تعرَّضت له السفارة الأذربيجانية، بدوافع شخصية وعائلية من المهاجم الذي اعتقلته السلطات، في المقابل، تصرّ الحكومة الأذربيجانية على وصفه بالإرهابي، وقال مسؤولون أذريون إنَّه الهجوم الخامس في غضون عامين.وتتوجَّس طهران خيفة من التقارب الإسرائيلي - الأذربيجاني. وقد عيّنت أذربيجان أول سفير لها لدى إسرائيل الشهر الماضي.

 

المخرج الإيراني المسجون جعفر بناهي يبدأ إضراباً عن الطعام

لندن/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

أعلن المخرج الإيراني جعفر بناهي، المسجون في طهران منذ ستة أشهر، أنه بدأ إضراباً عن الطعام؛ احتجاجاً على ظروف احتجازه، وفقاً لبيان أصدرته زوجته، اليوم الخميس. وأُوقف، بناهي الذي حازت أفلامه جوائز في مهرجانات سينمائية أوروبية عدة، في يوليو (تموز) قبل بدء موجة الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ سبتمبر (أيلول). ولا يزال بناهي محتجزاً في سجن إوين في طهران، رغم الآمال بالإفراج عنه الشهر الماضي. وقال المخرج السينمائي الذي بدأ إضراباً عن الطعام في الأول من فبراير (شباط): «اليوم، مثل كثير من الأشخاص المحاصرين في إيران، ليس لدي خيار سوى الاحتجاج على هذا السلوك اللاإنساني بأكثر ما أعتزّ به: حياتي»، مضيفاً: «سأرفض تناول الطعام والشراب وأخذ أي دواء، حتى إطلاق سراحي»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وتابع: «سأبقى على هذه الحالة حتى، ربما، يخرج جسدي بلا حياة من السجن». وكان جعفر بناهي، البالغ من العمر 62 عاماً، أُوقف في 11 يوليو لتنفيذ حكم بالسجن لمدة 6 سنوات صدر في عام 2010 حين أدين بتهمة «الدعاية ضدّ النظام». لكن في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، ألغت المحكمة العليا الحكم، وأمرت بمحاكمة جديدة، ممّا أعطى محاميه الأمل في الإفراج عنه. وكان بناهي حاز جائزة «الأسد الذهبي» في مهرجان البندقية عام 2000 عن فيلمه «الدائرة (The circle)». وفي عام 2015، حاز جائزة «الدب الذهبي» في برلين عن فيلم «تاكسي طهران (Taxi Tehran)»، وفي عام 2018 فاز بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي عن فيلم «ثلاثة وجوه (Three faces)». وجاء توقيفه في يوليو بعدما شارك في جلسة محاكمة مخرج آخر هو محمد رسول آف، الذي أُلقي القبض عليه قبل أيام من ذلك. وأُطلق سراح رسول آف في السابع من يناير (كانون الثاني) بعدما مُنح إذناً لمدّة أسبوعين لأسباب صحية. وثمة شخصيات سينمائية من بين آلاف الأشخاص الذين اعتُقلوا في إيران في إطار حملة قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، وهي شابة إيرانية كردية أُوقفت للاشتباه بانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد. وكانت الفنانة ترانه عليدوستي، التي نشرت صوراً لها من دون الحجاب، من بين الذين أُوقفوا قبل الإفراج عنها مطلع يناير، بعد نحو ثلاثة أسابيع من اعتقالها.

 

قلق أممي من «تخصيب غير معلن» في إيران وقوات فرنسية اعترضت أسلحة أرسلتها طهران إلى الحوثيين

عدن: علي ربيع لندن - فيينا/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، إيران لإجرائها تغييراً غير معلن في الربط بين سلسلتي أجهزة الطرد المركزي (آي.آر6) لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ونقلت «رويترز» عن تقرير سري أرسله المدير العام لوكالة الدولية رافائيل غروسي إلى الدول الأعضاء، أنه «قلق من أن إيران أجرت تغييراً كبيراً في معلومات تصميم محطة فوردو لتخصيب الوقود متعلقاً بإنتاج اليورانيوم العالي التخصيب من دون إخطار الوكالة مسبقاً». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي رفعت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، وهي درجة نقاء قريبة من الـ90 في المائة اللازمة لاستخدام اليورانيوم في صنع الأسلحة. إلى ذلك، أفادت مصادر إعلامية أميركية أمس، بأن القوات البحرية الفرنسية الخاصة اعترضت قبل حوالي أسبوعين شحنة أسلحة مهربة يعتقد أنها إيرانية في خليج عُمان متجهة إلى الميليشيات الحوثية في اليمن. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين مطلعين، أن سفينة حربية فرنسية أوقفت في 15 يناير (كانون الثاني) سفينة تهريب مشتبهاً فيها قبالة الساحل اليمني، واكتشفوا بداخلها أكثر من 3000 بندقية هجومية ونصف مليون طلقة و20 صاروخاً موجهاً مضاداً للدبابات. وبينما اعتادت البحريتان الأميركية والبريطانية إلى جانب القوات اليمنية، الإعلان عن اعتراض شحنات أسلحة مهربة، جاءت هذه العملية الفرنسية لتؤشر إلى تغير ملحوظ في سياسة باريس الأكثر هدوءاً في التعاطي مع سلوك النظام الإيراني.

 

إيران: تقرير الوكالة الدولية بشأن تعديل أجهزة الطرد «خطأ» مفتّش

لندن/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

أكدت إيران أن كشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أجرت تعديلات غير معلنة على أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة «فوردو» (منشأة نووية في إيران)، يعود إلى «خطأ» من أحد المفتشين الدوليين، وأن المسألة سبق إيضاحها وحلّها. وأوردت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في تقرير سرّي اطّلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية أمس (الأربعاء)، أن طهران أدخلت تعديلاً جوهرياً على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطرد للتخصيب بنسبة تصل إلى 60 في المائة في «فوردو»، من دون إخطار الوكالة بذلك بشكل مسبق. وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي، إن «أحد مفتشي الوكالة كان قد أفاد سهواً بأن إيران أجرت تغييرات في إجراءات التشغيل» في «فوردو»، وفق ما نقلت وكالة «إرنا» الرسمية ليل الأربعاء. وأضاف أنه في أعقاب تقديم طهران «إيضاحات» بهذا الشأن، «أدرك المفتّش خطأه، وبعد التنسيق مع أمانة الوكالة الذرية الدولية، تم حلّ الأمر». وأفادت الوكالة الدولية التي تتخذ من فيينا مقراً لها، أن مفتشيها اكتشفوا خلال عملية تفتيش غير معلنة مسبقاً جرت في 21 يناير (كانون الثاني)، أن «سلسلتَي طرد مركزي من طراز (آي آر – 6)... مترابطتان بطريقة تختلف اختلافاً جوهرياً عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة».وأضافت في تقريرها إلى الدول الأعضاء، أن إيران استخدمت هاتين السلسلتين منذ أواخر عام 2021 لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة. وأشارت إلى أن إيران أبلغتها في وقت لاحق بعد التفتيش، بأنها «أجرت هذا التغيير في 16 يناير». وأبدى المدير العام للوكالة رافاييل غروسي قلقه من أن إيران «أدخلت تغييراً جوهرياً في معلومات تصميم محطة تخصيب الوقود فيما يتعلق بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب دون إبلاغ الوكالة مسبقاً». وتعليقاً على كلام غروسي، رأى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أنه «إذا كان السيد غروسي قد قال ذلك، فإنني أرجح أن معلوماته لم يتم تحديثها»، مؤكداً أن إيران سبق أن ردت على رسالة من الوكالة الدولية بهذا الصدد. وكان غروسي قد حذّر الأسبوع الماضي أمام البرلمان الأوروبي، من أن إيران «جمعت ما يكفي من المواد النووية لصنع الكثير من الأسلحة النووية»، خصوصاً اليورانيوم العالي التخصيب. وتنفي طهران على الدوام سعيها لتطوير سلاح ذري، رغم بعض الاتهامات بهذا الشأن من دول غربية وإسرائيل. وبعد أعوام من التوتر بشأن برنامجها النووي، أبرمت إيران والقوى الكبرى اتفاقاً في عام 2015، أتاح تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع عقوبات دولية كانت مفروضة عليها. إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سحب بلاده أحادياً منه في 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية على طهران التي ردت ببدء التراجع تدريجياً عن غالبية التزاماتها الأساسية. ومن تلك الأنشطة التي تراجعت عنها طهران، التخلي عن الحد الأقصى لنسبة تخصيب اليورانيوم التي حددها الاتفاق (3.67 في المائة)، والانتقال إلى مستويي 20 في المائة بدايةً، ولاحقاً 60 في المائة، ما أثار قلق دول غربية عدة، إذ إن هذه النسبة تقترب من الـ90 في المائة المطلوبة للاستخدام العسكري. وأعلنت طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أنها بدأت للمرة الأولى في «فوردو»، تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، في خطوة لقيت انتقاد دول غربية عدة.

 

الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على موسكو مع حلول الذكرى الأولى للحرب الأوكرانية

رئيسة المفوضية تصل إلى كييف للتعهد بمساعدات عسكرية ومالية وسياسية

بروكسل: شوقي الريّس كييف - موسكو/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم (الخميس) إلى كييف، في زيارتها الرابعة إلى العاصمة الأوكرانية منذ بداية الحرب التي شارفت على نهاية عامها الأول، يرافقها عدد كبير من المفوضين لإجراء محادثات مع المسؤولين الأوكرانيين حول مراحل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتحضيراً للقمة الكبرى التي تُعقد غداً (الجمعة)، بين أوكرانيا والدول الأعضاء. وقالت فون دير لاين إن وجودها في كييف يؤكد عزم الاتحاد على دعم أوكرانيا طوال الوقت اللازم في مواجهة العدوان الروسي. وأعلنت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا بحلول الذكرى الأولى لبدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «بحلول 24 فبراير (شباط)، أي بعد عام واحد بالضبط من بدء الغزو، نعتزم فرض حزمة عاشرة من العقوبات». ولفتت إلى أن العقوبات الحالية «تقوّض» الاقتصاد الروسي، مقدّرةً أن تكون موسكو تخسر «نحو 160 مليون يورو يومياً» بسبب تحديد سقف لسعر نفطها. ووصل أكثر من 15 مسؤولاً بارزاً في الاتحاد الأوروبي إلى كييف للتعهد بمساعدات عسكرية ومالية وسياسية، وهي رحلة هدفها تسليط الضوء على الدعم المقدم إلى أوكرانيا قبل الذكرى السنوية الأولى للحرب.

وقال مسؤول كبير في الاتحاد: «وجودنا في كييف خلال الحرب هو إشارة قوية جداً. إنها إشارة إلى شعب أوكرانيا. وإشارة إلى روسيا. إنها إشارة إلى العالم». كما غرّد الممثل السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل: «وصلتُ إلى كييف من أجل إيصال أقوى رسالة دعم من الاتحاد الأوروبي لجميع الأوكرانيين الذين يدافعون عن بلادهم». وأضاف بوريل: «وصلت المساعدات الأوروبية إلى 50 مليار يورو (55 مليار دولار) منذ بدء الحرب الروسية. أوروبا تقف متحدةً مع أوكرانيا منذ اليوم الأول. وسوف نستمر في الوقوف إلى جانبكم من أجل الفوز وإعادة البناء».

ومن المتوقع أن يعلن الاتحاد الأوروبي رسمياً عن خطط لتدريب 15 ألف جندي إضافي ضمن مهمة التدريب المتواصلة. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية (الخميس) بدعم أوكرانيا للتوصل إلى «حل نهائي للمسألة الروسية»، مسمياً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خاصة.

وقال لافروف، في مقابلة تلفزيونية، إنّ فون دير لاين «أعلنت أن الحرب يجب أن تُفضي إلى هزيمة روسيا، هزيمة لن تتعافى منها لعقود». وأضاف: «أليست هذه عنصرية ونازية ومحاولة لحل المسألة الروسية؟». وشدّد وزير الخارجية الروسي على أنّ مواقف الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا «تشبه محاولة لحل نهائي للمسألة الروسية»، في تصريحات بـ«الحل النهائي للمسألة اليهودية»، أي محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتهم أوكرانيا بالنازية لتبرير غزوه العسكري منذ نحو عام. ومنذ ذلك الحين، تقول روسيا إنها تريد «اجتثاث النازية» من أوكرانيا المجاورة لها، مدرجةً الهجوم عليها في إطار الانتصار السوفياتي على النازيين خلال الحرب العالمية الثانية. إلى ذلك أكد لافروف مجدداً أن الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا يشكّل «تصعيداً»، لا سيما في حال تسليمها أسلحة بعيدة المدى.

ويقول مسؤول رفيع في المجلس الأوروبي إن الاتحاد أعدّ مجموعة من الاتفاقات الاقتصادية مع أوكرانيا كخطوات أولى لدخولها مستقبلاً السوق الداخلية الأوروبية بعد الانضمام إلى الاتحاد، ولترسيخ روابطها مع اقتصاد النادي الأوروبي.

وتحمل هذه القمة الأولى من نوعها رسالة مهمة لتأكيد الدعم الأوروبي لأوكرانيا، والتشديد على التزام الاتحاد بتسريع عملية الانضمام التي تواجه تعقيدات سياسية بسبب الاعتراض الشديد من بعض الدول الأعضاء التي تطالب بعدم إعطاء أوكرانيا آمالاً كبيرة حول دخولها من المعبر السريع إلى النادي الأوروبي.

* مكافحة الفساد

وكان الرئيس الأوكراني فلودويمير زيلينسكي قد تعهد عشيّة وصول رئيسة المفوضية إلى كييف، بتسريع وتيرة الإصلاحات في مجال مكافحة الفساد بهدف استيفاء المعايير الأوروبية المطلوبة. ورحّبت فون دير لاين بجهود مكافحة الفساد التي تقوم بها أوكرانيا والتي تُعدّ مهمة في درس احتمال عضويتها في الاتحاد الأوروبي. وقالت: «أنا مرتاحة لرؤية منظمات مكافحة الفساد في حالة تأهب وأنها تكشف سريعاً عن حالات الفساد»، معتبرة أن فولوديمير زيلينسكي ردّ «بسرعة على المستوى السياسي» لكي تكون نتائج مكافحة الفساد «ملموسة». وتعهد المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية بمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا بكل الوسائل المتاحة، فيما شددا على ضرورة إجراء المزيد من الإصلاحات في مجالات عدة، مثل العدل ومكافحة الفساد واحترام حقوق الأقليات التي تعيش في أوكرانيا، وعلى أن التركيز يجب ألا يقتصر على تاريخ الانضمام، بل على السبل المؤدية إليه. وتنكبّ المفوضية منذ فترة على إعداد حزمة من الاتفاقيات في المجالات الاقتصادية والصناعية لمساعدة الاقتصاد الأوكراني على الصمود وتجاوز هذه المرحلة، وتوثيق الروابط مع الدول الأعضاء في الاتحاد، كما يستفاد من مشروع البيان الختامي الذي سيصدر غداً عن القمة، والذي اطّلعت عليه «الشرق الأوسط».

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الأوروبي يزوّد أوكرانيا بالغاز منذ بداية الحرب في العام الماضي، كما أن شبكتها الكهربائية أصبحت مربوطة، إلى جانب الشبكة المولدافية، بالشبكة الأوروبية على أمل أن يتمّ الاندماج الكهربائي الكامل قريباً، تمهيداً لاندماج شبكة الاتصالات، بحيث يمكن القول إن أوكرانيا أصبحت قريبة من أن تصبح، عملياً، العضو الثامن والعشرين في الاتحاد الأوروبي من غير أن تنضمّ إليه رسمياً.

ويتعهد الاتحاد الأوروبي بتسريع الإجراءات الهادفة إلى تسهيل دخول المنتجات الصناعية الأوكرانية إلى السوق الأوروبية، والإعداد لشراكة استراتيجية في مجال الطاقات المتجددة.

وتشكّل هذه الخطوات خريطة طريق تيسّر دخول أوكرانيا إلى السوق الداخلية الأوروبية التي تعد أحد الأركان الأساسية للمشروع الأوروبي وأحد أكبر إنجازاته. ويسعى الاتحاد الأوروبي أيضاً كي تكون المساعدات المقدمة لإعمار أوكرانيا بعد الحرب، هادفة إلى تكييف الاقتصاد الأوكراني مع الشروط والمعايير الأوروبية.

وكان رئيس الحكومة الأوكرانية دنيس شميهال، قد أعلن أمس، أن بلاده تخطط لاستكمال جميع الخطوات اللازمة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام 2026. لكن انضمام أوكرانيا بمثل هذه السرعة ما زال يثير انقسامات حادة داخل الاتحاد، بعد أن وافقت البلدان الأعضاء على قبول ترشيحها في فترة لا تزيد على ثلاثة أشهر، بينما انتظرت دول أخرى سنوات كثيرة قبل الموافقة على طلب ترشيحها، وهي ما زالت في طابور الانتظار لقبول انضمامها. وتجدر الإشارة إلى أن التصريحات المتوالية لرئيسة المفوضية فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اللذين يعدان من أشد المتحمسين لتسريع انضمام أوكرانيا، قد أثارت حفيظة بلدان وازنة، مثل فرنسا وألمانيا وهولندا، تدفع باتجاه تأخير هذا الانضمام سنوات كثيرة. وتدعو الدول المتحفظة عن انضمام أوكرانيا السريع إلى الاتحاد، إلى استخلاص العِبَر من التجارب السابقة مثل انضمام رومانيا وبلغاريا في عام 2007، اللتين خضعتا للتدقيق الأوروبي المستمر طوال سنوات كثيرة، أو انضمام المجر في عام 2004 التي تسجّل انتهاكات صارخة لسيادة القانون والحريات الأساسية، إلى جانب الفساد المستشري في المؤسسات الرسمية. لكنّ بلداناً أخرى، مثل بولندا ودول البلطيق، تطالب بألا يقتصر الدعم الأوروبي لانضمام أوكرانيا على الخطوات والمواقف الرمزية، بل أن يتخذ الاتحاد خطوات عملية تسرّع هذا الانضمام.

 

وزير الدفاع البريطاني «لا يستبعد» منح أوكرانيا طائرات مقاتلة

بورتسموث/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

قال وزير الدفاع البريطاني الخميس إنه لا يستبعد إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة، لكنّه اعتبر أنها لن تكون «عصا سحرية» تغيّر مسار الحرب بسرعة. وصرّح بن والاس للصحافيين: «في ما يتعلق بمسألة الطائرات، كنت واضحًا للغاية. هناك أمر واحد تعلمته خلال العام الماضي وهو عدم استبعاد أي شيء، لا يمكن استبعاد أي شيء». وقد طلبت كييف طائرات حربية أميركية الصنع من طراز «إف-16» للمساعدة في صدّ الغزو الروسي. وفي حين استبعدت الولايات المتحدة تقديم طائرات «إف-16» إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، أظهر شركاء آخرون من بينهم بولندا انفتاحا أكبر على الفكرة. وأضاف والاس: «أنا منفتح جدا لبحث جميع أنواع المنظومات، وليس فقط الطائرات، لمساعدة أوكرانيا». وتابع: «هذه الأشياء لا تحدث دائمًا بين عشية وضحاها. لكن يمكنني القول إننا لا نعرض الأوكرانيين للخطر». تأتي هذه التصريحات بعدما بدا أن رئاسة الحكومة البريطانية استبعدت منح كييف طائرات قتالية متطورة. وقال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الثلاثاء إن «مقاتلات تايفون وإف-35 البريطانية متطورة للغاية وسيستغرق تعلم قيادتها شهورًا». وأضاف: «بالنظر إلى ذلك، نعتقد أنه من غير العملي إرسال تلك الطائرات إلى أوكرانيا».على صعيد متصل، كشفت الحكومة البريطانية في يناير (كانون الثاني) أنها تعتزم إرسال 14 دبابة من طراز «تشالنجر2» إلى أوكرانيا في نهاية مارس (آذار)، وهي أول حليف غربي يعد بتقديم مركبات هجومية ثقيلة. واعتبر والاس أنّ كييف تحتاج بشكل عاجل إلى أسلحة تتيح للتشكيلات العسكرية على الأرض صدّ القوات الروسية، شرط أن يكون «من السهل نقلها». وأضاف أن مدّ كييف بطائرات مقاتلة لن يغير قواعد اللعبة بين عشية وضحاها بسبب الحاجة إلى تدريب معقّد. وأردف وزير الدفاع البريطاني: «كما تعلمون، حتى لو أعلنا صباح الغد أننا سنمنحهم طائرات سريعة، فإن ذلك سيستغرق شهورا»، إذ سيكون على الأوكرانيين «الاضطرار إلى تعلم قيادة الطائرات». وتابع والاس في مؤتمر صحافي عقده في بورتسموث مع نظيره الأسترالي ريتشارد مارليس: «لذلك لا عصا سحرية في هذا النزاع المروّع».

 

واشنطن لتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى وبوتين يطالب الجيش بـ«وقف القصف الأوكراني لروسيا»

واشنطن: إيلي يوسف - موسكو. باريس/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

بينما يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب، بمزيد من المساعدات العسكرية لمواجهة روسيا، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ستعلن الأسبوع الحالي حزمة مساعدات عسكرية جديدة، بقيمة 2.2 مليار دولار، يتوقع أن تشمل صواريخ بعيدة المدى. وأفادت وكالة «رويترز» نقلاً عن مسؤولين، بأن تلك الصواريخ يمكنها أن تضرب أهدافاً على بعد أكثر من 150 كيلومتراً، وهو ما يزيد كثيراً على مدى يصل إلى 80 كيلومتراً لصواريخ منظومة «هيمارس» التي غيرت دفة الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي. في غضون ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، إنه يتعين على الجيش الروسي أن يوقف قصف المناطق الروسية من الأراضي الأوكرانية، وهو ما يقول عنه إنه ترك كثيرين مشردين أو بلا كهرباء. وأضاف بوتين خلال اجتماع حكومي عن ترميم المنازل المهدمة وإصلاح البنية التحتية في مناطق جنوب غربي روسيا المتاخمة لأوكرانيا «المهمة ذات الأولوية هي استبعاد إمكانية القصف، ولكن هذا عمل الإدارة العسكرية». وفي سياق متصل، ندّدت موسكو بتصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، ورأى فيها أن تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية لا يشكّل تصعيداً للنزاع. وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا «هذا عبثي. هل يصدّق الرئيس الفرنسي فعلاً أنّ إرسال أسلحة ثقيلة وطائرات إلى نظام كييف... لن يؤدّي إلى تصعيد للوضع؟».

 

بوتين يستحضر «روح ستالينغراد» ملوحاً بمواجهة الدبابات الألمانية... و«عدوان الغرب الجماعي»

بروكسل: شوقي الريّس - موسكو. كييف/الشرق الأوسط/03 شباط/2023

استحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين روحَ «الحرب الوطنية العظمى» وهو يُحْيي، أمس، الذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفياتي في معركة ستالينغراد التي شكّلت عام 1943 بداية هزيمة ألمانيا النازية. وحملت التسمية الروسية للحرب العالمية الثانية دلالات إضافية، العام الحالي، مع احتدام المواجهة مع الغرب. وتعمَّد الكرملين عقد مقارنات وتكرار أنَّ روسيا تواجه في أوكرانيا «حرباً وطنية عظمى جديدة» وحَّد فيها «الغرب الجماعي» تحالفاً واسعاً قال بوتين إنَّ بلاده «قادرة على إلحاق هزيمة به»، كما فعلت عندما انتصرت على جيوش الزعيم النازي هتلر. ولوَّح بأنَّ «رد روسيا على التهديدات لن يقتصر على المدرعات وحدها، ويجب على الجميع فهم ذلك»؛ في إشارة إلى التعهدات الغربية، وخصوصاً الألمانية، بتسليم أوكرانيا دبابات ثقيلة. وفي استرجاع لروح معركة ستالينغراد قال بوتين: «النازية في شكلها الحديث تشكل تهديداً لروسيا الاتحادية، وعلينا مرة أخرى أن نتصدى لعدوان الغرب الجماعي». في سياق متصل، عقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، برفقة 15 مسؤولاً بارزاً في الاتحاد الأوروبي، قمة في كييف مع حكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي؛ لتعزيز الدعم. وأعلنت فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا. وقالت فون دير لاين، في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي: «بحلول 24 فبراير (شباط)، نعتزم فرض حزمة عاشرة من العقوبات». ولفتت إلى أنَّ العقوبات الحالية «تقوِّض» الاقتصاد الروسي، مقدِّرة أن تكون موسكو تخسر «نحو 160 مليون يورو يومياً» بسبب تحديد سقف لسعر نفطها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

هل يجب تعديل الدستور لانتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية؟

المحامي ابراهيم أسامة ىالعرب/اللواء/02 شباط/2023

تنص الفقرتان الثانية والثالثة من المادة ٤٩ من الدستور على ما يأتي: «ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بأكثرية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالأكثرية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي، وتدوم رئاسته ست سنوات، ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات من انتهاء ولايته. ولا يجوز انتخاب أحد لرئاسة الجمهورية ما لم يكن حائزاً على الشروط التي تؤهله للنيابة، وغير المانعة للترشح. كما أنه لا يجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، وما يعادلها في جميع الإدارات العامة، والمؤسسات العامة، وسائر الأشخاص المعنويين في القانون العام، مدة قيامهم بوظائفهم، وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم، أو تاريخ إحالتهم إلى التقاعد». وبالتالي قد يبدو للوهلة الأولى أن الفقرة الثالثة من المادة ٤٩ من الدستور تمنع بكل الحالات انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى بمن فيهم قائد الجيش، كرؤساء للجمهورية إلا بعد سنتين من تقديم استقالتهم أو إحالتهم إلى التقاعد وانقطاعهم فعلياً عن العمل. ولكن إذا ما عدنا إلى نص المادة ٧٤ من الدستور التي تقضي بما يلي: «إذا خلت سدة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو استقالته أو سبب آخر، فلأجل انتخاب الخلف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون وإذا اتفق حصول خلاء الرئاسة كحال وجود مجلس النواب منحلاً تدعى الهيئات الانتخابية دون إبطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون حال الفراغ من الأعمال الانتخابية».

وهنا يلاحظ أن المادة ٧٤ من الدستور تقضي بأنه عند شغور سدة الرئاسة لأية علّة كانت، يجب انتخاب رئيس للجمهورية فوراً لمنع الشغور، على سبيل القياس لحالة الشغور في موقع الرئاسة مثل واقعة الإستقالة أو الوفاة التي اعتمدها الخبير الدستوري الدكتور إدمون رباط عندما قال «في هذه الحالة يجب انتخاب رئيس للجمهورية فورا»، وبذلك لا يعود شرط الاستقالة المسبقة المنصوص عليه في الفقرة الثالثة من المادة ٤٩ من الدستور سارياً، ولا يعود يتوجب تعديل الدستور تطبيقاً للمادة ٤٩ منه لانتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية، لا سيما أن عبارة «سبب آخر» الواردة في نص المادة ٧٤ من الدستور، تعني كل الحالات التي تؤدي إلى شغور قانوني أو دستوري أو فعلي. هذا الرأي سبق أن اعتمده دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري في 25/5/2008 بناء على دراسة أعدّها وزير العدل السابق الدكتور بهيج طبارة وقدّمها في ندوة «الدستور في الانتخابات الرئاسية» في مركز عصام فارس، اعتبر فيها طبارة أن شرط الاستقالة المسبقة يسقط في حال شغور منصب الرئاسة بعدم انتخاب الرئيس قبل انتهاء ولاية السلف، الأمر الذي دفع الرئيس بري لدعوة مجلس النواب عام ٢٠٠٨ وفق المادة ٧٤ من الدستور المتعلقة بخلو سدة الرئاسة، بعد انقضاء المهلة المنصوص عليها في المادة ٧٣ من الدستور، ومن ثم تم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية بعد إبرام اتفاق الدوحة، معتبراً أن الشغور مماثلاً لحالة وفاة الرئيس أو استقالته.

وعموماً لقد تكررت أكثر من سابقة لانتخاب رئيس جمهورية لا تتوافر فيه شروط المادة ٤٩ من الدستور، وبصورة خاصة الفقرة المتعلقة بانتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى، والتي تشترط عدم جواز انتخابهم إلا بعد سنتين من تقديم استقالتهم أو احالتهم إلى التقاعد أو انقطاعهم فعلياً عن العمل. لا سيما عندما تم انتخاب اللواء فؤاد شهاب عام ١٩٥٨ والرئيس إلياس سركيس، خلافا لأحكام المادة ٤٩ من الدستور، وبالاستناد إلى نفس وجهة النظر القانونية التي اعتمدها الرئيس بري والوزير طبارة عام ٢٠٠٨، ولذلك كان انتخاب الرئيس ميشال سليمان سليماً قانونياُ. وختاماً، يبقى للمجلس النيابي الحرية المطلقة في انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بدون تعديل للدستور، بعد خلوّ سدة الرئاسة، وتبرير هذا العمل أنه تصرف قانوني سليم صادر وفق أحكام المادة ٧٤ من الدستور، ومنطبق على نية المشرّع الدستوري لأن المادة ٤٩ من الدستور لا تطبق بعد انقضاء المهلة الدستورية المنصوص عليها في المادة ٧٣ من الدستور، وهذا هو التفسير الصحيح لأنه في حال احتمال حصول تناقض في النصوص يرجح التفسير الذي لا يترك مجالاً للتناقض، وتؤيده السوابق الدستورية. لا سيما أن المادتين السابعة والثانية عشرة من الدستور المتعلقتان بالمساواة بين اللبنانيين أمام القانون بالحقوق والواجبات تعتبران أن أية عملية تقييد لعملية الترشح للرئاسة مخالفة دستورية. خصوصاً أن الظروف الإستثنائية التي تتحكم بالبلاد، والإنقسام الوطني الحاد الذي نعاني منه، وغياب الأمن الإجتماعي والمالي، والواقع المصرفي الخطير الذي وصلنا له، وحالة استفحال البطالة وازدياد هجرة الشباب والمثقفين وارتفاع الضرائب وسعر صرف الدولار، تشكل كلها ضرورات وطنية لوجوب اجتماع كل القيادات اللبنانية كما جرى سابقاً في قمة الدوحة، وإصدار موقف وطني جامع كي يصار إلى انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية.

 

حبس أنفاس وترقّب.. اتّصالات تُسابق فتيل التفجير القضائيّ!

يوسف دياب/الشرق الأوسط/02 شباط/2023

يعيش قصر العدل في بيروت ومعه اللبنانيون مرحلة حبس أنفاس وترقّب، بانتظار يوم الاثنين المقبل، موعد استئناف المحقق العدلي بجريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، تحقيقاته، حيث ينتظر عقد جلسة مخصصة لاستجواب وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق، ووزير الأشغال الأسبق النائب الحالي غازي زعيتر، وفي ظلّ المخاطر التي تحيط بهذه الجلسة، والمعلومات التي تتحدث عن سيناريوهات متعددة لوقف اندفاعة البيطار، والتي تبدأ بمنعه من دخول قصر العدل، وسحب المساعدين القضائيين الموضوعين بتصرّفه لتدوين محاضر التحقيق، وصولاً إلى التلويح بتنفيذ مذكرة اعتقال قد يُصدرها بحقه النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات الرافض لكل إجراءات البيطار.

وتمهيداً لجلسة الاثنين، حضر البيطار إلى مكتبه أمس لمدة ثلاث ساعات، وتضاربت المعلومات حول اجتماعه مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبّود. ورغم نفيهما ذلك، رجّحت مصادر في قصر العدل حصول اللقاء ووضعته في سياق «محاولات تبريد الأجواء التي يعمل عليها القاضي عبّود للوصول إلى حلّ قانوني قبل الاثنين المقبل». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الساعات المقبلة ستشهد اتصالات ولقاءات مكثفة يتولاها عبود، محورها وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات والمحقق العدلي طارق البيطار. وأكدت أن عبّود «وضع أعضاء مجلس القضاء الأعلى في أجواء هذه الاتصالات وتمنّى عليهم عدم الإصرار على عقد جلسة للمجلس بانتظار معرفة نتائج المشاورات». وفي رأي المصادر نفسها فإن «الحلّ لن يُبصر النور إلّا بتجميد البيطار إجراءاته وإلغاء جلسات التحقيق المحددة طيلة شهر شباط الحالي، والتراجع عن الادعاءات (غير القانونية) ما دامت دعاوى ردّه ما زالت قائمة ولم تبتّ بها المحاكم المختصّة، مقابل تراجع عويدات عن ادعائه على البيطار ومنعه من السفر، والنظر في كيفية وقف مفاعيل إطلاق سراح الموقوفين بملفّ المرفأ».

وبانتظار جلاء الصورة، لا يزال كلّ فريق عند موقفه، وعلمت «الشرق الأوسط»، أن «جلسات الاستجواب يوم الاثنين المقبل لا تزال قائمة، كما أن قرارات عويدات ما زالت سارية المفعول». ولا تستبعد المعلومات فرضية أن «يُصدر عويدات مذكرة إحضار بحق المحقق العدلي إذا استأنف عمله وذهب إلى إصدار مذكرات توقيف غيابية بحق الأشخاص الذين استدعاهم للتحقيق، لأن ثمة استحالة لمثولهم أمامه». وتشير إلى أن «الوضع القضائي في أزمة كبيرة ومتدحرجة، وفي حال لم تسبق التسوية جلسات الاثنين سيكون قصر العدل أمام تطورات خطيرة للغاية».

في المقابل يضغط أعضاء في مجلس القضاء الأعلى باتجاه عقد جلسة سريعة للمجلس، ليخرج الحلّ من داخل المؤسسة. وأفادت مصادر مواكبة لتحركات أعضاء المجلس الراغبين في عقد الاجتماع سريعاً، بأن «اجتراح الحلّ من داخل مجلس القضاء هو المدخل لأي حل». وأوضحت لـ«الشرق الأوسط»، أن «البحث عن تسوية مؤقتة يؤجل المشكلة ولا يلغيها». وقالت: «يجب أن يجتمع المجلس بكامل أعضائه وبحضور القاضي غسان عويدات وتُطرح الأزمة على الطاولة للوصول إلى نتائج فعلية». ورأت أن «حماية القضاء من السقوط أهم من حماية قاضٍ بذاته (في إشارة إلى البيطار) أياً كان اسمه وموقعه». وأضافت: «لا أحد ضدّ البيطار ما دام يتّبع الأصول القانونية في عمله، ولا أحد يرغب في نسف التحقيق بانفجار المرفأ، لكن لا أحد يقبل بضرب مؤسسة القضاء عبر إجراءات مخالفة للقانون بغضّ النظر عمّن ارتكبها أو دفع لارتكابها».

وفي السياق، تقدّم أمس النائبان غازي زعيتر وعلي حسن خليل، بدعوى جديدة أمام محكمة التمييز المدنية، طلبا فيها ردّ البيطار وتنحيته عن الملفّ، بالنظر إلى «الأخطاء التي ارتكبها باستئناف التحقيق من دون مسوّغ قانوني». وتأتي هذه الدعوى استكمالاً لثلاث دعاوى رُفعت من نفس الجهة يوم الاثنين ضدّ البيطار؛ الأولى أمام النيابة العامة التمييزية اتهمته بارتكاب جرائم «اغتصاب السلطة، ومخالفة قرارات قضائية، وإثارة النعرات المذهبية والعنصرية، وانتحال صفة محقق عدلي»، والثانية أمام هيئة التفتيش المركزي بـ«ارتكاب مخالفات مسلكية»، والثالثة أمام محكمة التمييز الجزائية تطالب بنقل ملفّ المرفأ من عهدته وتعيين قاضٍ بديل عنه بسبب «الارتياب المشروع»، وبذلك يرتفع عدد الدعاوى المقامة ضدّ البيطار إلى 45 دعوى، كلّها تتضمن نفس الوقائع وتطالب بعزله عن النظر بهذا الملفّ.

 

لماذا يصدِّقون جوزاف عون ولا يصدِّقون جبران باسيل

جان الفغالي/نداء الوطن/02 شباط/2023

من المفارقات اللبنانية أنّ اللبنانيين بلغوا درجة من النضج السياسي باتوا معها يصدِّقون الصامت ولا يُصدِّقون المُكثِر من الكلام. نحنُ أمام تجربتين: تجربة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وتجربة قائد الجيش العماد جوزاف عون. الأول لم يستطِع، حتى الآن، الدفاع عن نفسه. والثاني لا يريد، حتى الآن، الدفاع عن نفسه. جبران باسيل لاحقته «لعنة» الصفقات منذ «هندس» التسوية الرئاسية مع مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، في ليالي باريس على مدى شهر تشرين الأول 2016، وانتهى الشهر بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. منذ ذلك التاريخ بدأت مفاعيل التسوية: متعهدا الجمهورية جهاد العرب وداني خوري، بواخر الكهرباء، «مزاد» الترشيحات للإنتخابات النيابية والدخول إلى «جنَّة» الحكومات المتعاقبة، وأخيراً وليس آخراً، صفقات الفيول وعمولاتها.

جوزاف عون لاحقته «لعنة» لملمة الأوضاع من وراء السياسيين: «لملم» الفتنة التي كادت أن تندلع في قبرشمون، «لملم» الفتنة التي كادت أن تندلع في الطيونة. في المقابل، كان جبران باسيل يطالب بأن يتم «جلب» رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، إلى التحقيق، على خلفية حادثة قبرشمون، وكان يطالب بأن يتم «جلب» رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع على خلفية حادثة الطيونة، وقد تم إبلاغه لصقاً على إحدى البوابات الخارجية في معراب. في عز تفتيش قائد الجيش على «فلس الأرملة» لإطعام الجيش وتأمين الذخيرة وقطع العيار والطبابة وغيرها، كان جبران باسيل يُنهِك الجيش بجولاته الإنتخابية، وفي بعض الأحيان، وبسبب ما قيل عن اعتبارات أمنية، كان يُفصَل له أكثر من ألف عنصر من الجيش، في كل مرة يجول فيها في منطقة إنتخابية.

لم يثبت أنّ جوزاف عون تملَّك عقارات في العيشية، مسقط رأسه، كما تملَّك جبران باسيل عقارات في البترون، ليس لجوزاف عون منازل في البياضة والبترون واللقلوق وغيرها، كما لجبران باسيل. لم «يزرع» جوزاف عون مدراء عامين وموظفين عاديين في مصالح المياه والكازينو ومؤسسة كهرباء لبنان وشركتي الخلوي ووزارات الطاقة والاتصالات والخارجية ودوائر القصر الجمهوري، كما فعل جبران باسيل. جوزاف عون كانت الحكومة والوزارات والإدارات تطلب منه أن يضع الجيش يده على ما عبث به السياسيون. مَن يتذكَّر هبات الطحين من العراق، التي وُضِعَت في المدينة الرياضية وأُتلف بعضها بسبب الرطوبة والعفونة والإهمال؟ المساعدات التي وصلت إلى لبنان بعد تفجير المرفأ، كان شرط الدول التي أرسلتها أن يتسلمها الجيش لا الوزارات والإدارات المدنية، وكان العهد عهد العماد ميشال عون، والوزارات المعنية والإدارات المعنية لباسيل تأثير عليها، ألم يسأل أحد لماذا لم تثق الجِهات المانحة سوى بمؤسسة الجيش؟ جوزاف عون لم توضَع عليه العقوبات بموجب قانون «ماغنتسكي»، كما وُضِعَت العقوبات بموجب القانون نفسه على جبران باسيل، بل تلقى تنويهاً من قطر على الطريقة التي وزَّع فيها المساعدات النقدية من دولة قطر.

هذا غيضٌ من فيض، لكن المشكلة أن جوزاف عون لا يرد ولا يدافع عن نفسه، وهذا خطأ، فيما جبران باسيل يواصل التهجم عليه من دون أن يقدِّم أي دليل على تهجماته.

وعلى سيرة تلقي الأموال، هل أخبر العماد ميشال عون صهره جبران باسيل كيف كان يتسلَّم أموال الدعم عبر حقيبةٍ تحوي نصف مليون دولار شهرياً، من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكان يحملها إليه العميد ر.م.؟ هل يعرف شيئاً عن الأموال التي كانت مودَعة في البنك اللبناني للتجارة؟ والتي نَشرت التحويلات في شأنها صحيفة Le Canard enchaîné الفرنسية؟ يقول العميد الركن المتقاعد فؤاد عون في كتابه «من ضيافة صدام إلى سجن المزة «: «كم مرة عدت من العراق وأنا أحمل شيكاً تفوق قيمته عدة ملايين من الدولارات، كنت فور وصولي إلى لبنان أسلمه إلى العماد ميشال عون». وفي مكان آخر يتحدث العميد فؤاد عون عن حمله «الشيكات لإيصالها إلى لبنان وتسليمها للعماد ميشال عون لدعم القضية التي «كنت أعمل وإياه لإنضاجها». مقارنة بسيطة: أين كان جوزاف عون منذ ست سنوات، حين عُيِّن قائداً للجيش، وأين أصبح اليوم؟ كيف كانت حالته؟ وكيف هي اليوم؟

في المقابل: أين كان جبران باسيل حين دخل الشأن العام؟ وأين أصبح اليوم؟ كيف كانت حالته؟ وكيف هي اليوم؟ يقول وزير الدفاع العميد المتقاعد موريس سليم، إنه وزير سلطة ووزير الوصاية على المؤسسة العسكرية، ألا يدخل في «صلاحية وزير سلطة الوصاية» أن يرد التهجمات عن المؤسسة العسكرية وعن قيادة الجيش؟ أم أن «جبران بيمون، ويحق له ما لا يحق لغيره؟».

 

لبنان الرهينة الإيرانية… وأمله الوحيد

خيرالله خيرالله/العرب/03 شباط/2023

إنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان لم يعد ممكنا.. حتّى لو تمكن قائد الجيش جوزيف عون وهو رجل نظيف الكفّ من الوصول إلى موقع رئيس الجمهوريّة، فمصير لبنان بات مرتبطا بالحدث الإقليمي.

أي مخرج من الأزمة؟

لا وجود لوضع طبيعي في لبنان. يعيش البلد خارج كلّ منطق في وقت اعترف فيه رياض سلامة حاكم “مصرف لبنان” (المصرف المركزي) بفقدان العملة الوطنية ما يزيد على تسعين في المئة من قيمتها. كان السعر الرسمي لليرة اللبنانيّة 1507 ليرات للدولار. ثبّته حاكم المصرف المركزي عند 15 ألف ليرة للدولار. الواقع أن العملة اللبنانية تتداول في السوق السوداء في حدود 60 ألف ليرة للدولار.

تبدو الليرة اللبنانيّة مقبلة على المزيد من التدهور في الأيّام والأسابيع القليلة المقبلة في غياب أيّ أمل في انتخاب رئيس للجمهورية… لجمهورية فقدت كلّ مقومات وجودها في غياب أي قدرة لدى الزعماء اللبنانيين على التصالح مع المنطق. هل يستطيع “مصرف لبنان” الدفاع عن سعر 15 ألف ليرة للدولار، مثلما دافع طوال ما يزيد على ربع قرن عن سعر 1507 ليرات للدولار؟ الجواب أنّ ذلك يبدو مستحيلا في بلد تسيطر عليه “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران التي حولته إلى مجرّد “ساحة” تفعل فيها ما تشاء بعدما أزالت الحدود السوريّة – اللبنانيّة. بات “حزب الله”، بطلب من إيران، طرفا مباشرا في الحرب التي يشنّها النظام السوري على شعبه. أكثر من ذلك، باتت الحدود مع سوريا مفتوحة أمام كلّ أنواع التهريب، بما في ذلك تهريب الدولار، وليس أمام الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام السوري فقط. في ضوء تثبيت سعر جديد للدولار الأميركي وهو سعر يدلّ على مدى تدهور قيمة العملة الوطنيّة دخل لبنان الفصل الأخير من عملية انهيار كامل على كلّ صعيد.

من دون مواربة وسعي إلى الهرب من الواقع، لا يمكن للبنان أن تقوم له قيامة في غياب مؤسسات الدولة والأسس التي قام عليها الاقتصاد اللبناني، خصوصا بعد انهيار النظام المصرفي. كان هذا النظام العمود الفقري للاقتصاد لسنوات طويلة. ثمّة حاجة إلى عشرات السنين لإعادة الحياة إليه… هذا إذا عادت الحياة إلى لبنان يوما. لم يعد مطروحا انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي. مهما فعل المسيحيون ومهما توصلوا إليه من اتفاقات، يظلّ السؤال هل في استطاعتهم انتخاب رئيس من دون موافقة “حزب الله”، أي إيران؟ الجواب أنّ ذلك مستحيل بعدما صار مصير لبنان مرتبطا بما سيحدث في “الجمهوريّة الإسلاميّة”. صار لبنان رهينة لدى إيران لا أكثر وذلك منذ موافقة ميشال عون على أن يكون مرشّح “حزب الله” بترتيب من صهره جبران باسيل الذي أخذ على عاتقه توفير كلّ الضمانات المطلوبة منهما، أي من عون وباسيل.

لا بدّ من التذكير مجددا بأنّ لبنان انتهى لحظة توقيع وثيقة مار مخايل في السادس من شباط – فبراير من العام 2006 بين حسن نصرالله وميشال عون. لا تشبه تلك الوثيقة، في خطورتها، سوى توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969. سمح ذلك الاتفاق المشؤوم لمنظمة التحرير الفلسطينية بتقاسم السيادة على الأرض اللبنانيّة مع الدولة اللبنانيّة. سمح الاتفاق للفدائيين الفلسطينيين بشنّ عمليات على إسرائيل انطلاقا من الأراضي اللبنانيّة. جاءت وثيقة مار مخايل لتوفير غطاء مسيحي لسلاح “حزب الله” الذي ليس سوى سلاح إيراني.

المحزن في الأمر أنّ ميشال عون، الذي شكا قبل غيره من وجود “دويلة حزب الله”، سارع إلى الرضوخ لهذه الدويلة بمجرد تعهد من حسن نصرالله بالوصول إلى موقع رئيس الجمهوريّة. كان مستعدا لكلّ شيء من أجل الإقامة في قصر بعبدا الذي طرد منه في تشرين الأوّل – أكتوبر من العام 1990 عندما كان رئيسا لحكومة مؤقتة لا مهمة لها سوى انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة خلفا للرئيس أمين الجميّل الذي انتهت ولايته في 23 أيلول – سبتمبر 1988.

بعيدا عن اللفّ والدوران، لن يرضى “حزب الله” برئيس للجمهوريّة غير الرئيس الذي يرغب في فرضه على اللبنانيين. ليس لديه اسم واضح حتّى الآن، باستثناء أنّه يؤيد الوزير السابق سليمان فرنجيّة. يعرف الحزب أنّه لا يستطيع إيصال سليمان فرنجيّة إلى قصر بعبدا. هل يفاوض على اسم آخر أم يمارس اللعبة ذاتها التي مارسها عندما تبنّى ترشيح ميشال عون خلفا للرئيس ميشال سليمان؟ وقتذاك، أغلق الحزب مجلس النواب سنتين وخمسة أشهر قبل أن يقتنع رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” الدكتور سمير جعجع بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهوريّة. مهّد ذلك لانضمام الرئيس سعد الحريري إلى مؤيدي تسوية رئاسية لم تكن في الحقيقة سوى سابقة لبنانيّة. يعني وجود مثل هذه السابقة أنّ “حزب الله”، أي إيران، من يقرّر من هو رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة. اتفق الزعماء المسيحيون في ما بينهم أم لم يتفقوا. لم يعد ذلك مهمّا. المهمّ ماذا تريد إيران في الوقت الحاضر. في المدى الطويل، ثمّة سؤال سيطرح نفسه بقوّة هل يمكن أن يحرّر لبنان نفسه ويخرج من السجن الإيراني. كلّ ما عدا ذلك تفاصيل في وقت لا وجود لاهتمام عربي أو أميركي أو أوروبي بلبنان الذي لم يبق من مؤسساته سوى مؤسسة الجيش.

في ضوء تثبيت سعر جديد للدولار الأميركي، وهو سعر يدلّ على مدى تدهور قيمة العملة الوطنيّة، دخل لبنان الفصل الأخير من عملية انهيار كامل على كلّ صعيد. أعطى “حزب الله” بغطاء من بشّار الأسد، إشارة الانطلاق لهذه العمليّة قبل ثماني عشرة سنة. كان ذلك عندما تخلّص من رفيق الحريري، بكل ما يمثله، في الرابع عشر من شباط – فبراير 2005. منذ لحظة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، توقفت عملية البناء التي أطلقها الرجل بعدما تولى موقع رئيس مجلس الوزراء في العام 1992. في لحظة الاغتيال بدأ الانهيار الذي نشهد اليوم فصله الأخير. لم يعد ممكنا إنقاذ ما يمكن إنقاذه من لبنان… حتّى لو تمكن قائد الجيش جوزيف عون، وهو رجل نظيف الكفّ، من الوصول إلى موقع رئيس الجمهوريّة. بات مصير لبنان مرتبطا بالحدث الإقليمي. لن تتخلى إيران عن الرهينة اللبنانيّة ما دام النظام فيها حيّا يرزق. إلى إشعار آخر، في غياب معجزة، هذا هو الأمل الوحيد والأخير للبنان…

 

بري وجنبلاط يقودان "انقلاباً رئاسياً"؟

كلير شكر/نداء الوطن/02 شباط/2023

وحده مسعى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، حرّك مياه الرئاسة الراكدة. يصف حراكه بأنّه أشبه بالتنقيب في الصخور. فعلاً، تكاد تكون محاولة محكومة بالإعدام، أقله في المدى المنظور، لكن لا بدّ من القيام بخطوة ما تكسر الجمود الحاصل، وسط تصحّر المبادرات التي من شأنها أنّ تنهي حالة الشغور.يعرف الرجل كيف ومتى يتحرّك. والأهم، هو أنّ زعامته، غير القابلة للمساءلة، تسمح له بالتحرك في كلّ الاتجاهات. أن يخوض المغامرات من دون أن يرفّ له جفن القلق من تبعات اعتراضية من جانب بيئته. أن ينقلب على مواقفه وخياراته تحت عنوان البراغماتية والواقعية والخوف على المصير والتسويات التوافقية، إلى حدّ فعل الشيء ونقيضه. ولهذا تراه الأسرع في الانخراط في «المحرّمات» السياسية، لا سيما في اللحظات المفصلية.

هكذا، قرر القفز من مركب ميشال معوض، ولو أنّه سبق له أن تشاور معه في هذا الشأن باعتبار أنّ ترشيحه بلغ حائطاً مسدوداً، على حدّ قوله، ولا بدّ من العمل على تحقيق خرق ما. بنظره، يمكن لهذا الخرق أن يتحقق بعيداً عن «ترشيحات التحدي»، ويقصد بذلك كلّاً من معوض ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. ومع ذلك، ثمة من يعتبر أنّ خروجه من مربّع معوض ليس إلّا خطوة أولى في اعادة تموضعه النهائي التي قد تقوده حتماً إلى مربّع فرنجية، بمعيّة صديقه القديم، رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يزال حتى اللحظة يقول أمام زواره «لا مشكلة بيني وبين البيك».

فعلياً، لا أحد يملك جواباً على ما اذا كان انتقال جنبلاط إلى «الخطة ب» هو نهائي، أو مرحلي ذات طابع تمهيديّ. ولا يمكن التكهّن بماهية خطوته المقبلة ولو أنّه يصرّ حتى اللحظة على التأكيد أنّ السير بترشيح فرنجية غير وارد لكونه غير مقبول من فريق وازن من اللبنانيين. وعلى هذا الأساس طرح الخيارات الوسطية، من دون اقفال لائحة ترشيحاته التي يتصدّرها قائد الجيش جوزاف عون. وهو مقتنع أنّ الكفة ستطبش لمصلحة هذه القماشة من الترشيحات. لكنّ المتابعين للملف يعتقدون أنّ ساعة جنبلاط ستُضبط في النهاية على التوقيت السعودي. وجلّ ما يحصل هو من باب تقطيع الوقت لا أكثر.

وقد اكتسب اللقاء المسائي بين بري وجنبلاط أهمية بالغة لكونه تزامن مع تسريبات تفيد عن حماسة بري لتأمين 65 صوتاً لانتخاب فرنجية في وقت قريب، في ضوء التطورات الاقليمية المتسارعة التي تشي بامكانية اشتداد الأزمات الاقليمية أكثر وانحسار المساعي التفاوضية. يقول أصحاب وجهة النظر هذه إنّ قوى الثامن من آذار، وتحديداً الثنائي الشيعي قد يفعّل اتصالاته لتأمين أكثرية تتيح لفرنجية دخول القصر رئيساً في وقت ليس ببعيد، أسوة بالأكثرية التي ساهمت في إعادة انتخاب بري رئيساً للبرلمان. ما يعني الاستعانة بأصوات «اللقاء الديموقراطي»، وذلك لضمان تأمين الرئاسة الأولى في حال أخذت تطورات المنطقة منحى سلبياً غير مضبوط. ومن بعدها يعود البحث عن سلّة تسويات اقليمية تقي العهد الجديد.

وفي هذا السياق، يقول المطلعون على موقف الثنائي إنّ الأخير متحمّس لهذا السيناريو لكنه في الوقت نفسه متهيّب منه، ليضيفوا أنّه في جعبة فرنجية ما يكفيه من أصوات (من دون أصوات «اللقاء الديموقراطي») تسمح له بأن يصير رئيساً، لكنّه يفضّل التريث لتأمين غطاء اقليمي لعهده لكي لا يُحرق في الأيام الأولى لولايته بفعل تمادي الانهيار المالي والاجتماعي. بالتوازي، يشير المطلعون على لقاء عين التينة الى أنّ بري كان واضحاً في تأكيده أنّ خيار فرنجية لا يزال هو الأول بالنسبة للثنائي الشيعي الذي لم يستنفد كلّ محاولاته لتأمين وصوله إلى بعبدا رئيساً، وبالتالي لا امكانية للنقاش في مرشّح بديل طالما أنّ الأفق لم يقفل بعد، فيما شرح جنبلاط وفق المطلعين حيثيات تفضيله الخيار الوسطي من الترشيحات بكونها «آخر الدواء». و»اذا مش الاثنين، على الأكيد الخميس»، فلماذا التأخير؟

بالنتيجة، لا مؤشرات جدية توحي بأنّ طبخة ترئيس فرنجية وضعت على نار حامية. فيما مبادرة جنبلاط بالتنقّل بين المعسكرين منحت بري تمريرة بإمكانه استخدامها للتطنيش على الدعوة لعقد جلسة انتخابية في القريب العاجل خصوصاً وأنّ «اللقاء الديموقراطي» لوّح بامكانية عدم المشاركة في جلسات باتت فولكلورية. ومع ذلك يجوز السؤال مع تحديد موعد لاجتماع باريس الخماسي يوم 6 شباط، هل سيقود بري وجنبلاط انقلاب 6 شباط الرئاسي؟

 

الورقة الأخيرة: لماذا يُلوِّح مسيحيو لبنان بخيار الفيدرالية؟

محمد قواص/مركز الإمارات للسياسات/02 شباط/2023

https://epc.ae/ar/details/featured/limadha-yulwwih-masihiuw-lubnan-bikhiar-alfidraliya

أظهرت المواقف الصادرة حديثاً عن عدد من الأُطُر والقيادات المسيحية في لبنان نزوعاً باتجاه إعادة تبني حلول لأزمة البلد، تقوم على النفور من مركزية الحكم وتفضيل نماذج لامركزية تحمل مُسمَّيات ووصفات مُتعدّدة.

تُروَّج فكرة اللامركزية والفيدرالية على قاعدة نقيضة لسطوة "حزب الله" والمؤتمر التأسيسي، ومن شأنها في ظل غياب المؤثر الخارجي أن تُؤسس لمزيدٍ من الانكفاء الطائفي والمذهبي، وتدفع الفرقاء السياسيين إلى التلويح بأوراقهم القائمة على التعطيل المتبادل.

تَوافُق الأحزاب السياسية المسيحية المتناقضة على مناقشة خيارات اللامركزية بأشكالها واحتمالات الفيدرالية لا يكفي للدفع بها قُدُماً، وتحوّلٌ بهذا المستوى يحتاج إلى رعاية خارجية تبدو غير متاحةٍ في ظل الانقسام الإقليمي والدولي الراهن.

 أثارت مواقف البطريرك الماروني، بشارة الراعي، المُحذّرة من مخطط لتفريغ المناصب المسيحية في لبنان ردود فعل تساءلت حول الأسباب التي دفعت رأس الكنيسة لتبني خطاب بعض التيارات السياسية المسيحية، وتراجُعه عن خطاب اعتمده سابقاً ينادي بعقد مؤتمر دولي لإنقاذ "كل لبنان"، بلداً وشعباً بطوائفه كافة.

وقد تواكب موقف البطريرك مع تصريح لرئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، لمّح فيه إلى البحث عن "تركيبة" أخرى لإدارة البلد، وتصريح للنائب طوني فرنجية، نجل المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، لم يستبعد فيه مناقشة خيار الفيدرالية.

تتناول هذه الورقة تحوّلات الخطاب السياسي والكنسي المسيحي في لبنان على ضوء الموقف من "حزب الله" من جهة، وتعذُّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمثل الموقع المسيحي الأول في النظام السياسي اللبناني، من جهة أخرى.

إثارة الأسئلة حول مناصب المسيحيين

أعلن البطريرك الراعي في عظة الأحد، يوم 15 يناير 2023، أن "إطالة الشغور [في رئاسة الجمهورية اللبنانية] سيتبعه بعد مدة شغور في كبريات المؤسسات الدستوية والمالية والعسكرية. وحذَّر "من مخطط قيد التحضير لخلق فراغ في المناصب المارونية والمسيحية لينتزعوها بالأمر الواقع". وذهب مجلس المطارنة، في 18 يناير 2023، مذهب البطريرك، موضحاً أنه "لا يحقّ لرئيس الحكومة المستقيلة أن يدعو المجلس للانعقاد من دون موافقة الوزراء، ولا يحقّ له أن يصدر مراسيم ويوقّعها من دون توقيع جميع الوزراء، عملاً بالمادّة 62 من الدستور".

وقد أتت هذه المواقف على خلفيات متعددة، من أهمها دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى عقد جلسات للحكومة، ما أثار لغطاً حول قانونية ودستورية وضرورات اجتماع لحكومة "تصريف الأعمال" في ظل شغور منصب رئيس الجمهورية (المسيحي) وتعذّر انتخاب رئيس جديد. ويلتحق الجسم البطريركي في هذه الخلفية بموقف "التيار الوطني الحر"، برئاسة جبران باسيل، المعادي، وموقف حزب "القوات اللبنانية"، برئاسة سمير جعجع، الرافض لعقد اجتماع للحكومة، وما يفترضه ذلك من اقتناص صلاحيات موقع المسيحيين الأول في السلطة.

وقد ردّ الأمين العام لـ "حزب الله"، حسن نصر الله، في 17 يناير 2023، على تلميحات البطريرك، بتأكيد عدم وجود أي مخطط ينال من مناصب المسيحيين. لكنه في المقابل خاطب البطريرك من موقع الحديث باسم المسلمين، ما أثار أسئلة لدى أوساط التيار الوطني الحرّ بشأن موقف الحزب من "ورقة  التفاهم" المبرمة بينهما عام 2006، ومدى تخليه عن التحالف مع التيار المسيحي مقابل تحالف شيعي-سني يقدمه نصر الله في حديثه بالنيابة عن "المسلمين". لكن اللافت أن بعض منابر السُّنية السياسية تناولت تصريحات البطريرك مُستغربةً موقفه الجديد.

وقرأت أوساط رئيس الحكومة اللبنانية لاحقاً مرونة في موقف البطريرك من خلال تأكيده أن من مهام الحكومة هي تيسير أمور المواطنين، بما يُبرّد التوتر بين الكنيسة المارونية ورئيس الحكومة السُّني نجيب ميقاتي. غير أن سياقات أخرى دفعت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى إطلاق مواقف تصعيدية ضد حزب الله. فقد اعتبر أن قيام حزب الله بفرض انتخاب رئيس للجمهورية وفق رؤيته (على منوال ما فعل لانتخاب ميشال عون عام 2017) سيدفع إلى مناقشة خيارات أخرى لتغيير "التركيبة" التي يُحكَم البلد من خلالها.

وتواكب الموقف البطريركي الشاكي مما تتعرض له المناصب والصلاحيات المسيحية في الحكم مع حديث جعجع عن تغيير في صيغة الحكم، معطوفاً على موقف أطلقه النائب طوني فرنجية، وهو نجل زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، المرشّح غير المعلن لحزب الله لرئاسة الجمهورية. إذ لم يَستبعد مناقشة خيار الفيدرالية، وهو خيار كثيراً ما روّجت له تيارات مسيحية منافسة لـ "المردة" ومعادية لحزب الله. ويتناقض هذا الطرح مع الرفض القاطع لهذا الخيار الذي عبّر عنه والده قبل سبع سنوات. كما أنه ليس بعيداً عما طرحه الرئيس السابق ميشال عون، ويتبناه التيار الوطني الحر تحت مسمى "اللامركزية الإدارية والماليّة الموسّعة".

جدل التقسيم والفيدرالية واللامركزية: الماضي والراهن

أظهرت المواقف الصادرة حديثاً عن عدد من المنابر والقيادات المسيحية في لبنان نزوعاً باتجاه إعادة تبني حلول لأزمة البلد، تقوم على النفور من مركزية الحكم وتفضيل نماذج لامركزية تحمل مسميات ووصفات متعددة. وعلى الرغم من أن معاناة لبنان في السياسة والاقتصاد والأمن تشمل كل مواطنيه وكل مذاهبه، وعلى الرغم من أن الحرب الأهلية (1975-1990) أصابت اللبنانيين جميعاً، فإن التوجّهات اللامركزية أو الفيدرالية، أو حتى التقسيمية وما شابهها، بقيت تُطرح على الأغلب من قبل التيارات السياسية المسيحية.

وقد أنهى اتفاق الطائف (1989) الحرب الأهلية من خلال وثيقة باتت جزءاً من الدستور اللبناني، كما أنهى الاتفاق أيضاً كل المشاريع التقسيمية التي راجت خلال تلك الحرب من خلال تثبيت سيادة لبنان ووحدة أراضيه، لكنه فتح الباب أمام إمكانات قيام لامركزية إدارية لا تتناقض مع وحدة السيادة اللبنانية والمركزية السياسية لإدارة وحكم البلاد.

وطوال فترة "الوصاية السورية" التي تلت إبرام اتفاق الطائف حتى انسحاب القوات السورية من لبنان (2005) تراجع الحديث عن اللامركزية والفيدرالية واختفى تماماً التطرق إلى خيار التقسيم. فإضافة إلى رفض النظام السياسي الحاكم لمناقشة هذه الخيارات، بما في ذلك خيار اللامركزية الذي أقره اتفاق الطائف، فإن النزوع التقسيمي فقد بيئة سياسية وشعبية حاضنة، ولم يُسجل أنه حظي يوماً برعاية دولية جديدة وازنة.

ومقابل سقوط الخيار التقسيمي الذي كانت تلوّح به مكوّنات مسيحية يمينية أثناء الحرب الأهلية، فإن المكوّن الإسلامي المتأثر بالأيديولوجيات القومية واليسارية تراجع بدوره في متن اتفاق الطائف عن مشاريعه الأممية أو الوحدوية العربية التي كانت تُعِدُّ البلد ليكون جزءاً من وحدات تتجاوز حدود البلد، فاعترفوا بـ "نهائية" البلد مقابل اعتراف الطرف الآخر بـ "عروبة" لبنان.

وقد شكَّل تراجع الأفكار القومية وسقوط الاتحاد السوفياتي وخروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان (1982)، ثم القوات السورية لاحقاً، أرضية لتنامي الوعيّ بـ "الفكرة" اللبنانية التي سبق لاتفاق الطائف أن رتّب معانيها ومأسسها داخل الدستور اللبناني. غير أن ظهور حزب الله (1982)، وتطوّر قوته العسكرية وسطوته السياسية على لبنان، خصوصاً بعد مقتل رفيق الحريري (2005)، وانتهاء وصاية دمشق؛ كل ذلك أعاد ترويج فكرة التقسيم أو على الأقل فَصْل "مصير" المسيحيين ومسارات حضورهم في البلد عن المكوّنات الطائفية الأخرى.

التمثيل المسيحي الصحيح

يتأرجح الوعيّ المسيحيّ العام، اليوم، ما بين الانخراط الكامل بروحية اتفاق الطائف ونصوصه الوحدوية الواعدة من جهة، ونزوع مضاد باتجاه تجاوز الاتفاق واعتباره سالباً لحقوق المسيحيين، وصولاً إلى ترتيب إدارة المسيحيين لشؤونهم وطرق أبواب اللامركزية والفيدرالية من جهة أخرى. واللافت أن هذين النزوعين ليسا بالضرورة متناقضين، بل يتقاربان ويتقاطعان ويلتقيان في ظروف معينة، وهو ما يُفسّر تلاقي التيارات السياسية المسيحية الرئيسة المتناقضة مع الوعيّ المسيحي المجتمعي للتعامل المرحِّب مع فكرة الفيدرالية.

وتُدافع أحزاب مسيحية مثل "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع، و"الكتائب" بقيادة سامي الجميّل، وغيرها من القيادات المسيحية عن اتفاق الطائف وتسقط خيارات التقسيم نهائياً، وتعارض أطروحات "التيار الوطني الحر" بزعامة ميشال عون تاريخياً، ورئاسة جبران باسيل حالياً، التي كثيراً ما أطلقت دعوات شعبوية للدفاع عن حقوق المسيحيين، واستعادة الصلاحيات الكاملة لرئيس الجمهورية المسيحي، وتشجيع إسقاط اتفاق عام 1989. ومع ذلك، فإن كل هذه التيارات دعمت قانون الانتخابات الذي طرحه " تيار اللقاء الأرثوذكسي"، والذي يسعى لضمان انتخاب كل النواب المسيحيين الـ 64 من قبل ناخبين مسيحيين، ومن ثمّ تخليص التمثيل المسيحي من أي تأثيرات اقتراعية مُسلمة.

وقد اُنتقِدَ هذا القانون المقترح بصفته مُناقضاً لروحية اتفاق الطائف، وللمادة 27 من الدستور التي تعتبر أن عضو مجلس النواب يمثل الأمة جمعاء، ولا يجوز أن تربط وكالته بقيد أو شرط من قبل منتخبيه. وعلى الرغم من إهمال القانون في نسخته الأصلية، فإن القانون الانتخابي الذي اُتُفِقَ عليه وأُقرّ عام 2013 استوحى كثيراً من أفكار "القانون الأرثوذكسي"، وحظي بقبول وتشجيع من قبل حزبي "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" على الرغم من عداوتهما التاريخية وتنافسهما الحالي على زعامة المكوّن المسيحي في لبنان.

وقد أثَّر كلٌّ من الحراك الشعبي الذي انفجر في أكتوبر 2019، وكارثة انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، والأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، في المزاج الشعبي العام قادَ في الانتخابات النيابية، في مايو 2022، إلى تغيَّر في موازين المشهد البرلماني، لكنه لم  يستطع الانقلاب على قدرة المنظومة السياسية على التحكّم في قيادة البلد، ولم يُنتِج تحالفاً داخل مجلس النواب يمثّل أغلبية مطلقة لفرض انتخاب رئيسٍ للجمهورية.

ولم تُغيّر هذه الانتخابات من قدرة "حزب الله" المتحالف مع "حركة أمل" على الإمساك الصارم بمفاتيح تسهيل أو عرقلة انتخاب الشخصية المارونية التي ستشغل منصب رئيس الجمهورية، بما يطلق عملية سياسية مكتملة. ويدفع هذا الانسداد البطريرك إلى استدعاء الضغوط الخارجية من خلال مطلبه بعقد مؤتمر دولي تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة، وصولاً إلى اتخاذ مواقف أكثر تركيزاً تُحذِّر مما يتهدّد المسيحيين حصراً ومواقعهم داخل الهيكلين السياسي والإداري في الحكم. في المقابل، فإن إمساك "حزب الله" بمفاتيح قصر الرئاسة، وفرضه شروطاً لانتخاب رئيس جديد يُفسّران تراجع ثقة جعجع بالعملية السياسية والبرلمان، واندفاعه إلى طرح مناقشة صيغة حكم، قد يُفهَم منها تخلياً من نوعٍ ما عن اتفاق الطائف الذي وافق عليه جعجع عام 1989.

البحث عن صيغة حكم بديلة

كان زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، قد اقترح في 1 يونيو 2012، عقد مؤتمر تأسيسي للبحث في نظام الحكم الأفضل في لبنان. وراجت في أعقاب هذه الدعوة فكرة "المُثالَثة"، التي تعني تقسيم الصلاحيات بين المسيحيين، والسنة، والشيعة، بديلاً عن "المناصفة" التي أقرها اتفاق الطائف وباتت في متن الدستور. وقد قوبلت دعوة نصر الله برفض من قبل خصوم "حزب الله"، الذين اعتبروا أنها محاولة للاستقواء بالسلاح لفرض دستور ونظام حكم جديدين. ولم تحظَ دعوة نصر الله بدعم صريح حتى من قبل القوى المسيحية المتحالفة مع "حزب الله"، التي تخوفت من أن "المثالثة" المفترضة ستنال من حصّة المسيحيين في الحكم.

ويختلف السجال حول إدارة الحكم وتطوير دستور البلاد أو تغييره عن الدعوات بشأن الفيدرالية واللامركزية، وأي أشكال تقسيمية أخرى. فالجدل في الحالة الأولى يتناول قواعد اللعبة السياسية، وتغيير في أحجام المحاصصة بين الطوائف من دون المسّ بالضرورة بالتقسيم الإداري للبلد. أما مناقشة الخيارات الأخرى فتفرض التلاعب بالجغرافيا الداخلية، ورسم حدود بين المناطق تُحدد صلاحياتها، مستقلةً أو في علاقاتها في ما بينها.

ويجري طرح الأشكال اللامركزية المختلفة من دون الاعتماد على مشروع جدي ناجع وفاعل، لاسيما في كيفية تقسيم المناطق داخل بلد متعدد، في المناطق المتداخلة المتنوعة الطوائف، إذ سيكون من الصعب إدارتها وفق الروحية التي تنطلق منها التيارات الفكرية المسيحية لإدارة شؤون المسيحيين، وإخراج القرار المسيحي من سطوة الغالبية العددية المسلمة، أو من سطوة "حزب الله" وسلاحه وأجنداته المرتبطة بطهران.

وفيما تُروَّج أفكار اللامركزية والفيدرالية على قاعدة نقيضة لسطوة "حزب الله" والمؤتمر التأسيسي، فإنها تظل حتى اليوم جدلاً محلياً نظرياً لم يحظ بعد باهتمام خارجي، ولا بأي رعاية دولية. ولئن يعرف الفرقاء كافة أن أي تغيُّر في طبيعة النظام السياسي أو في الخرائط الداخلية والإدارية للبنان يحتاج إلى دعم دولي يتّسق مع موازين قوى سائدة أو تحولات ملموسة في المشهد العالمي الشامل، فإن غياب أي أعراض في هذا الصدد، وانتفاء أي وضوح في طبيعة توازنات النظام الدولي قبل انتهاء حرب أوكرانيا، يعني أن مواقف الأطراف اللبنانية، أيا كانت حدّتها، تبقى محلية تخاطب الرأي العام الداخلي من دون إهمال ما تحتويه من رسائل نحو الخارج.

وفي المقابل، فإن غياب إرادة الدوائر والقوى الخارجية الفاعلة عن ممارسة الضغوط الحاسمة لفرض حلّ في لبنان ينتشل البلد من مآزقه المستفحلة في السياسة والأمن والاقتصاد، يشي برواج آليات تُمهِّد لمزيد من الانكفاء الطائفي والمذهبي، وتدفع الفرقاء السياسيين إلى التلويح بأوراقهم القائمة على التعطيل المتبادل، والذهاب باتجاه مزيد من التشظي داخل إدارات ذاتية لا ترى في مشروع الدولة بوضعها الحالي ضامناً لعيش المكوّنات تحت سقف واحد.

وإذا كان لافتاً أن تتوالى المواقف الصادرة عن البطريرك بشارة الراعي، ومجلس المطارنة، وقيادات مارونية متنافسة، على نحو بدا متناغماً ومتّسقاً، بشأن التلويح بالغبن الذي يعاني منه المسيحيون، والدعوة إلى تغيير في النظام السياسي اللبناني، فإن هذه التطورات تتواكب مع ظواهر جديدة من الضغوط الخارجية. حيث وصلت وفود قضائية أوروبية إلى بيروت للتحقيق في شبهات تحويلات مالية تواطأ بها النظام المصرفي اللبناني. كما وصل وفد قضائي فرنسي للاجتماع بقاضي التحقيق اللبناني طارق بيطار الذي يتولى التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت، وعاد القاضي نفسه بعد أيام من هذا الاجتماع إلى استئناف تحقيقاته وإصدار لوائح اتهامية تطال عدداً من قادة البلد السياسيين والأمنيين والقضائيين.

خلاصة واستنتاجات

بلغت الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان إلى حدود باتت تدفع الكنيسة المارونية والأحزاب والتيارات السياسية المسيحية إلى التلويح بتغيير "الصيغة" اللبنانية الراهنة، والبحث عن صيغ دستورية بديلة تطرح خيارات اللامركزية والفيدرالية باعتبارهاً حلاً للمسألة اللبنانية. واللافت أن البطريركية المارونية التي كانت تُنادي بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، باتت من خلال مواقف البطريرك بشارة الراعي تدق ناقوس الخطر الذي يحدق بالمسيحيين ومناصبهم في هياكل الحكم في البلد.

ويُشكّل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتبرُّم المتزايد من سطوة حزب الله على قرار السلم والحرب في البلد حافزاً، حتى لدى حلفاء الحزب المسيحيين، لاقتراح اللامركزية والفيدرالية خياراً يُتيح عزل المسيحيين عن المسارات التي يهمين عليها الحزب. وعلى الرغم من توافق الأحزاب السياسية المسيحية المتناقضة على مناقشة خيارات اللامركزية بأشكالها واحتمالات الفيدرالية، فإنّ تحوّلاً بهذا المستوى يحتاج إلى رعاية خارجية تبدو غير متاحةٍ في ظل الانقسام الإقليمي والدولي الراهن.

 

لبنانٌ منهكٌ عَلى شَفيرِ حربٍ وشيكةٍ

د. حارث سليمان/جنوبية/02 شباط/2023

يتبدى واقعُ أوروبا، في الأشهرِ الستة القادمة، على إنزلاقٍ خطيرٍ الى تصعيد عسكري كبير في الساحة الاوكرانية، ويتوقع خبراء من اتجاهات متعددة، ان يكون الربيع القادم، هوَ زمنُ مُنازلةٍ كبرى، بين أوكرانيا وروسيا الاتحادية، منازلةٌ يَتِمُ الحشدُ لها، بقوة وسرعة، من كلا المعسكرين المتقاتلين، فمن الواضح ان روسيا تٌعيدُ تنظيمَ وتحشيدَ قواتها العسكرية، واضافة مائة وخمسين الف جندي جديد اليها، لتصل الى مليون ونصف مليون جندي روسي، وتؤهل ترسانتها العسكرية؛ مدافع وصواريخ وراجمات، ومسيرات وقوات برية تتم اعادة تدريبها، اضافة لاعادة تنظيم خطوط الإمداد والخدمات اللوجستية على مستوى الذخائر والتموين والنقل...

وتهدف استراتيجية بوتين الى تحرير الحدود الجديدة لجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وتأمين ممر جغرافي الى شبه جزيرة القرم واقليم دونباس في الشرق، كمقدمة لعزل اوكرانيا عن البحر الاسود،  اصرار بوتين على تحقيق هذه الاهداف ينطلق من مشروعه الجيوسياسي الذي يهدف لاعادة بناء المجال الحيوي الروسي واعادة رسم الامن الاوروبي في مواجهة تمدد  حلف شمالي الاطلسي نحو الشرق، كما يهدف إلى الدفاع عن دور روسيا في نظام دولي متعدد الأقطاب وغير خاضع للقيم الغربية الليبرالية.

في الجانب الآخر، لا ينفك الغرب ودول حلف شمالي الأطلسي، عن تقديم الدعم المالي والعسكري، وتزويد أوكرانيا بأسلحة حديثة ومتطورة، تتضمن فيما تتضمنُ أحدثَ الدباباتِ التي انتجتها، بريطانيا وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة الاميركية، وصولا لطائرات وصواريخ شديدة الدقة والفعالية، وآخر اخبار الدعم الأمريكي لأوكرانيا، هو قرار اميركي بإرسال صواريخ بعيدة المدى GLSDB يصل مداها الى اكثر من ١٥٠ كلم، يضاف الى انظمة دفاع جوي كشبكات كروتال الفرنسية والباتريوت  الاميركية، بقيمة ٢،٢ مليار $ ، قد تُمكِّنُ كييف، من كسر التفوق الجوي الروسي، ومن تهديد المواقع الروسية في شبه جزيرة القرم، وعلى الرغم من خروج بعض الأصوات الألمانية والفرنسية المحذرة والمنبهة، الى ضرورة وضع سقف لا يتوجب اختراقه، لمدى التورط الأوروبي، في حرب اوكرانيا، الا ان الدعم الغربي لأوكرانيا مازال قويا ومستمرا ومتصاعدا حتى تاريخه.

والمنازلة المرتقبة في الربيع القادم ليست محسومة النتائج، او معروف النصر فيها، لاي طرف من المعسكرين، فقد خاب ظن بوتين من إمكانية حسم معركته العسكرية، مع أوكرانيا واخضاعها خلال مهلة اسابيع او اشهر قليلة، وتُكمل الحربُ سنتها الاولى، دون ان يلوحَ في الافقِ مسارٌ لانهائها، كما خاب ظن أوروبا والغرب عموما، من تحقيقِ انهيارٍ في الاقتصاد الروسي، بعد فرض عقوبات مالية و اقتصادية على روسيا والمنظومة الاوليغارشية التي تحيط بالرئيس الروسي، بعد نجاح روسيا في زيادة عائداتها المالية من النفط والغاز، سنة ٢٠٢٢ بنسبة ٢٨% عن سنوات ما قبل الحرب، وبعد ثبات قيمة الروبل الروسي وعدم انهياره.

ولا تقل الأزمة المتفجرة في الشرق الأوسط حول نفوذ إيران ودورها، خطورة عن ازمة اوكرانيا وحربها، بل ان الانباء المعلنة خلال الأيام القليلة الماضية، تشير الى تداخل حتى الاندماج بين ازمة العلاقة الإيرانية مع الغرب، حول ملفات عديدة وبين تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية.

واول اشارات هذا التشابك ظهرت في قضية قصف سبعة منشآت عسكرية ايرانية في مواقع قرب اصفهان وطهران، وترددت اتهاماتٌ متفرقة، حول دور اوكراني مفترض شارك اسرائيل في هذه العمليات. فيما ادت عودة نتنياهو الى السلطة في اسرائيل الى اعلان دولة العدو انحيازها الى اوكرانيا وتزويدها باجهزة عسكرية لمواجهة روسيا.

وعلى الرغم من اعلان ايران عداءها العقائدي للغرب بكل تصنيفاته، منذ وصول الامام الخميني للسلطة، الا ان علاقة ايران بمحيطها لم تبلغ هذه الدرجة من التوتر والخطورة في اية مرحلة ماضية، كما لم تصبح، قبل اليوم، شاملة جامعة كل هذه الملفات والأزمات!!.

فعلى صعيد الداخل الإيراني يعاني نظام ولاية الفقيه لتحدٍ فكري وعقائدي غير مسبوق، يطال شرعية سلطته الدينية، وتفويضه الالهي المزعوم، في ادارة ايران،  وتطبيق قراءته المحافظة لحكم الشريعة الإسلامية، كما يواجه رفضا متعاظما لتولي رجال الدين، مقاليد الحكم ومواقع القرار والإدارة والأمن، وقد شكلت ثورة النساء ورفض الحجاب، وما تلاها من مظاهرات ومواجهات امتدت وتدوم زمنيا على مدى ثلاثة اشهر مضت، وجغرافيا لتطال غالبية المدن الرئيسة في ايران، اول خروج شعبي وسياسي، عن مبادئ الجمهورية الاسلامية ومسلماتها العقائدية منذ تأسيسها سنة ١٩٧٩ .

كما يعاني النظام الايراني من تمرد الاقليات العرقية المختلفة، ومن تفاقم غضب الاكراد الذي رافق المواجهات بعد مقتل مهسا اميني، ومن خلال حراك عرب الاهواز واضرابات عمال الصناعات النفطية في المناطق الغربية في عبادان وخورم شهر، كما من تضامن قبائل البلوش في الشرق، مع حركة الاحتجاج العامة، وصولا الى تردي خطير في العلاقة مع الاثنية الاذرية و جمهورية أذربيجان المجاورة، بعد تبادل اتهامات بين ايران وأذربيجان، بزعزعة استقرار كل طرف للآخر، وبعد الاعتداء الذي قام به مسلح ايراني على السفارة الاذرية في طهران وسحب اذربيجان بعثتها الديبلوماسية من ايران.

من ناحية اخرى تعاني طهران ازمة اقتصادية ومالية متفاقمة، فقد نشرت صحيفة " شرق" الايرانية

في تشرين الثاني ٢٠٢٢، تقريراً أعلنت فيه أنّ التضخم والفقر أدّيا إلى انتشار ظاهرة مقايضة المواد الغذائية بالاثاث المنزلي والمقتنيات الشخصية. كما نشر البنك الدولي في كانون الاول ٢٠٢٢ إحصائية رسمية بيّن خلالها أنّ إيران تتمتّع بأحد أدنى مستويات الأمن الغذائي لمواطنيها في العالم، مع بلوغ معدل التضخم في المواد الغذائية نسبة ٨١٪؜.

يضاف الى كل ما تقدم الانهيار المتواصل لقيمة العملة الايرانية حيث بلغ سعر الدولار $ الاميركي ٤٥ الف تومان.

ومما يفاقم أزمة ايران ويضعف سطوة مرشدها هو عدم حسم هوية وريث السيد علي خامنئي على رأس النظام، ويواجه ابنه مجتبى في محاولة تولي السلطة من بعده عقبات عقائدية ودينية ومعارضات من داخل النظام ومعسكر المحافظين ذاته.

اما على صعيد دول الجوار والتي شكل العراق منها مصدرا ماليا ايرانيا يتم من خلال نهبه واستغلال اسواقه وبنوكه وثرواته، الالتفاف على العقوبات الاميركية، وتمويل اجهزة نظام طهران وعمليات فيلق القدس والميليشيات الرديفة له في اليمن وسورية ولبنان، وقد اتت العقوبات الاميركية تجاه البنوك العراقية والإجراءات التي فرضتها وزارة الخزانة الاميركية على البنك المركزي العراقي لتحرم طهران بشكل يومي، من ٦٠ مليون دولار $، اي مايقارب ٢١ مليار دولار سنويا كانت تحول من البنك المركزي العراقي الى نظام الملالي دون اي مسوغ تجاري او تبادل اقتصادي. وترافق ذلك مع قيام مسيرات قد تكون اميركية او اسرائيلية بضرب ارتال شاحنات ايرانية في مدينة البوكمال السورية لحظة اجتيازها الحدود العراقية، وهو امر اذا تمت متابعته واستدامته سيفطع خط الامداد الاستراتيجي، التي اقامه فيلق القدس من إيران الى البحر المتوسط عابرا حدود العراق وسورية.

 أما على صعيد الملف النووي الايراني، فإن الاتفاق الذي وقع بين ايران ودول الغرب سنة ٢٠١٥، لم يعد صالحا وكافيا، حتى لو جرى تعويمه، فقد بلغت إيران مرحلة متقدمة جدا في طريقها الى امتلاك سلاح نووي، وتقدر مصادر دولية جادة ان ايران استطاعت حيازة كمية يورانيوم مخصب بنسبة ٩٠%، بما يكفيها لصناعة ثلاثة قنابل نووية، وان ما يفصلها عن تركيب هذه القنابل على صواريخ تنقلها وتفجرها، هي مهلة لا تتعدى عشرة أشهر او أكثر بقليل، ومما عزز هذه الفرضية ان وكالة الطاقة الذرية اكتشفت آلات طرد مركزية غير مصرح عنها خلال الايام الماضية، واذا ما تأكدت هذه المعلومات فإن مهلة قصيرة جدا، تتبقى لكي تحسم كل من اميركا واوروبا ومعها اسرائيل، خياراتهم، ولتقرر اما ضرب المشروع النووي الايراني وتدميره بنى وهياكل ومنشآت وخبرات وقدرات علمية ومعرفية، او الذهاب الى خيار الاعتراف بايران كدولة مسلحة نووية، مقابل الحصول منها على ضمانات تحدد سلوكها بالالتزام بالقانون الدولي وانضوائها داخل قواعد الشرعية والأعراف الدبلوماسية، والكف عن سياسات تصدير الثورة وزعزعة استقرار مجتمعات الدول المجاورة.

الربيع المقبل  يحمل اخطارا جدية وملحة لتصعيد خطير في الحرب الروسية_ الاوكرانية و الانزلاق لحرب اسرائيلية_ ايرانية تتدحرج متصاعدة على مسرح عمليات يبتدأ من سورية ويتصاعد ليشمل لبنان وفلسطين وإيران، وقد يمتد لدول اخرى...

 فما هي خيارات لبنان؟ وماهي التحديات التي على الشعب اللبناني مواجهتها!؟  ومن هي القوى السياسية اللبنانية المؤهلة لمواجهة تداعيات الربيع المتفجر!؟ وهل هناك من يخرج من المياومة السياسية ونهج خلافات اهل القرى والمخاتير، ليسمع وليستبق؟.

هل هناك من يهتم لمصير وطن منهك، يرمى على صفيح إقليم ساخن ومتفجر!؟.

 

تاريخ لبنان يرد الهجوم الإيراني على جغرافيته!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/02 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115468/%d9%87%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

ضمن مناهج العلوم السياسية لدى الجامعات المرموقة في العالم تدرّس مادة عنوانها بناء الأمم أو الدول، وهي مزيج من علم الاقتصاد والمال والإدارة والاجتماع والعلاقات الدولية والقوانين الدستورية، وكل الأسس التي تُبنى عليها الدول. ولعل ما يشهده لبنان اليوم يمكن أن يشكّل مادة في كيفية تفكيك أسس الدول، ليصبح مثالاً لما ينبغي اجتنابه في بناء الأمم.

ساذج من يعتقد أن ما يحصل في لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري ليس عملاً ممنهجاً مدروساً بدقة فائقة، وله هدف واحد وهو إنهاء النظام اللبناني برمته؛ ليقوم مكانه نظام يثبت لبنان قاعدة متقدمة للنظام الإيراني على البحر المتوسط. كل كلام آخر عن مقاومة العدو الصهيوني وردعه والنظام العقيم والفساد وسوء الإدارة، ليس سوى عملية خداع وتمويه وتضليل لما يحدث حقيقة، وهو هدم هيكل الدولة بالكامل بيد الذراع الإيرانية المتمثلة في «حزب الله» اللبناني.

هذا الحزب هو السبب الأساسي للانهيار الاقتصادي والمالي والسياسي في البلد الصغير. فلبنان رغم التعثرات والأخطاء الفادحة في القرارات والسياسات، هو بالتأكيد ليس بلداً مفلساً، ورغم حجم الدين العام والفجوة المالية التي تقول الحكومة الحالية إنها قاربت 70 مليار دولار، هو دولة لديها أصول مهمة جداً، بالإمكان تخصيصها بإشراف هيئات دولية؛ لتتقلص الفجوة، ويتحسن أداء الأصول، فتجني الدولة مالاً من عائداتها.

ولبنان البلد الجميل هو مقصد لسياحة إخوانه العرب، حتى لو قامت أفخر المدن السياحية في المنطقة، فللبنان نكهته الخاصة الجذابة. إلا أن كل هذا أصبح سراباً لوجود «حزب الله»، الذي لا يهمه كل ذلك، وبلسان قادته وجهاراً في الإعلام.

تحالف الحزب مع الأحزاب التي أمعنت من دون استثناء في نهب موارد الدولة، فتسلم الحليف المسيحي وزارة الطاقة التي صرفت معظم الفجوة المالية، ولبنان اليوم غارق في الظلمة. كما فرض بسطوته على القرار السياسي تسلم حقائب في الوزارات المتعاقبة، استفاد منها مباشرهً مثل وزارة الصحة. ومنع بقوة سلاحه ضبط الحدود؛ ليستمر تهريب المواد المدعومة وكذلك المخدرات، وحرم الدولة من عائدات الجمارك. وأساء إلى علاقات لبنان بالدول العربية التي قررت الابتعاد عن وحول البلد الصغير. وعبث الحزب مباشرة وعن طريق حلفائه بالسلطة القضائية، فتدخل بالتحقيقات، وهدد وتوعد القضاة، حتى فقدت السلطة الأهم في بناء الدول، هيبتها وسلطانها.

هذا غيض من فيض في تحطيم هيكل الدولة اللبنانية بواسطة «حزب الله» ذراع إيران في لبنان، الذي هو ليس إلا لواء في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. لم يبق من الهيكل سوى القليل من الأعمدة التي لا تزال قائمة رغم تصدعها وإمكانية سقوطها، مثل مؤسسة الجيش التي يتحين «حزب الله» الفرصة للحلول مكانها، وتنتهي عندها مقولة تسليم السلاح إلى الجيش، ودائماً يجس الحزب المياه عبر حلفائه، فيتركهم يشنون الهجوم الأول، حتى إذا لم تكن هناك ردة فعل، فيُقدم هو على هجومه الحارق، والمشكلة أن الحليف يلبي بأن يكون رأس الحربة للحزب، كما فعل النائب جبران باسيل يوم الأحد الماضي، عندما شن هجومه على قائد الجيش الجنرال جوزيف عون، واتهمه بأنه يأخذ مكان وزير الدفاع، والأخطر تهمة أنه وضع يده على ملايين الدولارات المحسوبة للجيش، كما يتصرف بممتلكات الجيش. وكان سبقه حليف سابق للحزب مرشح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، عندما قال إنه، هو، يتحدث في السياسة منذ ثلاثين عاماً، بينما لم نسمع تصريحاً سياسياً واحداً لقائد الجيش لنعرف توجهاته، وكأنه لا يعلم أنه ممنوع على الجيش الخوض في السياسة. كما ينتظر الحزب رحيل حاكم البنك المركزي بعد انتهاء ولايته؛ ليتسلم زمام الأمور هناك، أيضاً بمعاونة حليفه المسيحي جبران باسيل، فيسيطر على شركة طيران الشرق الأوسط المملوكة من قِبل البنك المركزي، ويتصرف بسبائك الذهب التي تفوق قيمتها 18 مليار دولار الموجودة في المستودعات المحكمة الإقفال في مبنى البنك المركزي. والمعروف أنه منذ سنوات وعيون إيران على الذهب اللبناني.

الآن إيران الداخل تتعرض لضربات عسكرية يقال إن إسرائيل وراءها. إيران تهدد، لكن هل يجرؤ «حزب الله» على تنفيذ التهديد من لبنان؟

نشطت المسيّرات الصغيرة في عدة مدن في إيران. أصابت إحداها منشأة عسكرية في أصفهان، كما تحدثت أخبار ليل السبت الماضي عن انفجار وحريق في مجمع «شاهد سليمي» الصناعي في أزارشهر (بالقرب من تبريز)، وضربت طائرة صغيرة منطقة بارشين المحمية في شرق طهران.

مع تزايد التفاصيل حول هجوم أصفهان، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان هناك دليل آخر على ضعف صناعة الدفاع الإيرانية - سواء كان هذا مرتبطاً بالطائرات من دون طيار- الصواريخ أم لا، ويوفر زخماً إضافياً للجهود المبذولة للإنتاج في روسيا.

هذا الأمر يشتت تركيز «حزب الله»، لا سيما إذا صدقت الأخبار القائلة إن جهاز التجسس الإسرائيلي (الموساد) وراء الهجوم الأخير بطائرة من دون طيار على المنشأة العسكرية الإيرانية في محافظة أصفهان بوسط البلاد، هذا وفقاً لتقرير نُقل عن كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية.

وكانت المصادر أخبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الضربة كانت مدفوعة بمخاوف إسرائيل بشأن أمن البلاد، وليس بسبب صادرات الصواريخ المحتملة إلى روسيا، التي تحاول الحصول على مزيد من الأسلحة من إيران لهجومها في أوكرانيا. وقال التقرير أيضا إن هناك حواراً بين إسرائيل والولايات المتحدة حول الحادث.

هل تعني هذه التطورات في إيران، وعدم قدرة الحزب على فرض مرشحه للرئاسة في لبنان، أن على الحزب أن ينتظر الأوامر من طهران، ويُدخل لبنان إلى براد المشرحة، ويطلب من حلفائه الانتظار على الباب، وكلهم لا يتردد، ونفي حمل السكاكين كرمى لعيون حزب يريد تحويل لبنان إلى بلد موات؛ ليحلو له ولإيران العيش بسلام.

ما ستكون ردة فعله في أعقاب استهداف طائرات قافلة شاحنات كانت تمر من العراق إلى سوريا محمّلة بأسلحة إيرانية؟ مشغول «حزب الله» كثيراً، لكنه متورط في إطباق يديه على أنفاس لبنان. إنه الجائزة الوحيدة بين يديه، المضمونة حتى الآن.

لقد دخلت دولة لبنان الكبيرة في غرفة العناية الفائقة بعد مائة عام ونيف، وقبل إعلان الوفاة أطلت جمهورية «حزب الله» بعتادها وعديدها وأزلامها، لتسلُّم زمام الأمور بعد لفظ النفس الأخير. إلا أن هذه الجمهورية لن تعمر طويلاً وستنهار سريعاً. ففي لبنان الأحرار كثيرون، إنهم أصحاب الأرض على مدى مئات السنين، وسيُقاومون بضراوة جمهورية «حزب الله». إضافة إلى هذا، فإن أسياد «حزب الله» في إيران يواجهون من التحديات، ما يجعل وجودهم في خطر فكيف بالأذرع.

عند سقوط هذا المشروع الجهنمي سوف نقول: سلام على لبنان يوم ولد ويوم مات ويوم بعث حياً.

 

تفجير المرفأ وبيروت: «انقلاب» على العدالة نيابة عن «حزب الله»!

حنا صالح/الشرق الأوسط/02 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115465/115465/

لافتاً كان المشهد في قصر العدل يوم 27 يناير (كانون الثاني) الماضي. مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، المدعى عليه في جريمة تفجير المرفأ وبيروت، يتوجه إلى مكتبه في قصر العدل، تحيط به قوة أمنية مدججة تتبع جهاز أمن الدولة، الذي يرأسه اللواء المتقاعد صليبا المدعى عليه في الجريمة نفسها!

القاضي عويدات المتنحي قانوناً عن جريمة العصر لصلة قربى مع المدعى عليه النائب والوزير السابق غازي زعيتر، وضع يده تعسفاً على القضية، وادعى على القاضي المفترض أن يحقق معه! كما أطلق الموقوفين، لينتقل أحدهم (مسؤول الأمن)، ويحمل الجنسية الأميركية إلى الولايات المتحدة، «مستبقاً» وصول قرار منع السفر (...). ومنع تنفيذ إجراءات القاضي البيطار، واستكمل خطواته بتسطير رسالة إلى اللواء المتقاعد عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام، المدعى عليه كذلك، يطلب فيها منع سفر المحقق العدلي!

منذ الـ25 من يناير، يشهد لبنان انقلاباً على العدالة لم يعرف له مثيل زمن الحرب الأهلية، توّج السطو على الودائع وكل مقومات عيش اللبنانيين، واجهته مدعي عام التمييز نيابة عن «منظومة 4 آب»، التي كانت تعلم أن بيروت تُركت تنام على وسادة نووية! وتشهد العملية الانقلابية هجمة لتجريد المحقق العدلي من دوره وصلاحية التحقيق المحصور قانوناً بشخصه، لتوجّه بالتالي رسالة ترهيب إلى اللبنانيين، جوهرها أن «العدل» تحت حكم القوة، وممنوع المساس برموز السلطة، وكذلك نظام «الحصانات» وقانون «الإفلات من العقاب»! وأن المتسلطين ماضون في مخطط إغلاق الملف نهائياً، مهددين بأن العدالة توازي حرباً أهلية!

من المفيد العودة قليلاً إلى الماضي القريب بعد التفجير الهيولي في 4 أغسطس (آب) 2020، للإضاءة على الضغوط التي حملت عنوان إغلاق ملف تفجير المرفأ. لقد كان هذا الهدف محورياً في خطب حسن نصر الله التي شككت في التحقيق، واستهدفت نزاهة ومصداقية المحقق العدلي، وليطالب نصر الله بعدها بإعلان التحقيق الأولي (أي الأمني)، الذي نسب جريمة العصر إلى عملية تلحيم في العنبر «رقم 12»! والذريعة أن هذه الخطوة ستحل قضايا مواطنين معلقة مع شركات التأمين، وتحل بتسديد موجبات عقود التأمين!

اتسعت الضغوط على الحكومة ومجلس القضاء الأعلى لتغيير المحقق (...)، ولما لم يستمع البيطار إلّا لصوت ضميره، ووجع المدينة، التي استُبيحت؛ اقتحم وفيق صفا المسؤول الأمني في «حزب الله»، العدلية متسلحاً بفائض قوة الدويلة التي اختطفت الدولة، ليوجّه رسالة بـ«قبع» قاضي التحقيق! وأعطى التهديد بـ«القبع» إشارة انطلاق لتفجير التحقيق العدلي، فانطلقت دعاوى «الرد» و«كف اليد» و«مخاصمة الدولة»! واحتجز «الثنائي المذهبي» المستأثر بوزارة المال، تشكيلات قضائية جزئية تستكمل هيئة محكمة التمييز المولجة البت بهذه الدعاوى، فتعطل المسار القضائي من ديسمبر (كانون الأول) 2021! وأطلقت منظومة «4 آب»، مرحلة افتراء على الدستور والقضاء، عنوانها تعيين قاضٍ رديف، في هرطقة تهدف إلى شرذمة وإنهاء التحقيق!

طيلة المرحلة التي سبقت 25 يناير ناصب عويدات العداء للقاضي طارق البيطار، وكجهة تتبعها الضابطة العدلية منع التبليغات، كما حال دون تنفيذ قرارات الجلب والتوقيف، التي طالت رموزاً سياسية كبيرة تولت مسؤوليات خلال مرحلة إدخال شحنة الموت (نيترات أمونيوم) وتخزينها في العنبر «رقم 12»، أو في مرحلة حدوث التفجير المروع! لكن تصدر مدعي عام التمييز الحالة الانقلابية، التي طالب بها علانية «حزب الله»، بدا كردٍّ قوي على عودة البيطار إلى ملفه، استناداً إلى اجتهاد قانوني - قضائي محكم، انطلق منه للادعاء على 8 رموز سياسية وأمنية وقضائية بينها عويدات، وتحديد مواعيد استجوابهم بين 6 و20 فبراير (شباط) الحالي، وفي العمق فإن النائب العام تقدم أكثر في دور الحارس الفعلي لقانون «الإفلات من العقاب»!

في أحد مسارات التحقيق المعلنة، ارتأى القاضي البيطار الادعاء بجناية «القصد الاحتمالي بالقتل» ضد من تسلم تقريراً، أو تمت مخابرته وإحاطته علماً، باحتمال حدوث كارثة كبرى نتيجة تخزين 2750 طناً من «النيترات» في المرفأ ولم يتحمل المسؤولية الملقاة عليه. ميشال عون الذي في عهده تم إرسال اللبنانيين إلى الجحيم، أعلن أنه كان يعلم، ولكن لا يمكن مساءلته دستورياً، في حين قال وزراء مدعى عليهم كيف لهم أن يعلموا أن كارثة ستقع من خلال «ورقة تسلموها»! لكن المعطيات المعلنة التي سبقت جريمة العصر، تشير إلى أن عويدات كان أكثر من سواه في قلب الصورة؛ نظراً لمركزه القضائي الحساس!

في 28 مايو (أيار) 2020 ختم الرائد النداف تقريره عن النيترات المخزنة، ورفع سماعة الهاتف وخابر المدعي العام، ونقل إليه تحذيراً من خبير كيميائي بأنه إن اشتعلت هذه المواد فستتسبب في تفجير يدمر كل المرفأ! وفي الأول من يونيو (حزيران) أحال النداف نسخة خطية من تقريره إلى عويدات وقيادة جهاز أمن الدولة، وتسلم التقرير رئيس الحكومة دياب والرئيس عون، وغيرهما! في المحصلة طلب عويدات إفادة محمد العوف مسؤول الأمن (أصبح في أميركا) ورئيس الميناء محمد المولى، فأكدا أن المواد خطرة وموجودة منذ سنوات، فأمر بتركهما! وبالمقابل أمر بتأمين العنبر و«تعيين أمين مستودع وحماية الأبواب والجدران والأقفال»!

واضح أن عويدات، كما كل الآخرين، لم يولوا الملف الاهتمام اللازم ولم يتحركوا لتدارك خطر محتمل، في قضية تفترض أعلى التدابير الأمنية، بعدما كان نتنياهو وضع مرفأ بيروت ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية، ولا يفوت عويدات حجم ودور ميليشيا «حزب الله» إنْ في المرفأ في السيطرة على العنابر أو الأرصفة!

غداة التفجير الهيولي قال جنبلاط إن شحنة الموت عائدة للنظام السوري، ولأن طريق طرطوس - دمشق كانت آنذاك مقطوعة؛ جلبوا «النيترات» إلى بيروت، وكانت تنقل براً لتستخدم في البراميل المتفجرة التي أُلقيت على رؤوس السوريين ورمدت سوريا! كانوا يعلمون، وتركوا وسادة موت تحت رأس العاصمة! رفضوا الرضوخ للتحقيق، ولأن هاجسهم منع البيطار من إصدار قراره الاتهامي؛ نفذوا انقلاباً سافراً، برره عويدات بأنه يستبعد الشارع والدم (...)، في حين شكل موقف اللواء عباس إبراهيم تهديداً بالحرب الأهلية بقوله: «بيروت هي أم الشرائع، فلا تجعلوها أم الشوارع» (...). لقد مزقت منظومة «4 آب» الشرائع والدستور وعطلت القوانين، فتفاجأت بأداء قضائي قانوني اعتمده البيطار يمكن أن يرمم بعض ما هدموه، فقرروا قلب الطاولة!

خطيرٌ الوضع، لكن أبرز الجهات القانونية أدانت الانقلاب وطالبت عويدات بالاستقالة. نادي القضاة وصفه بـ«قاضٍ رهن نفسه لخدمة السلطة واللاعدالة، وعليه أن يبادر إلى الاستقالة». واعتبرت نقابة المحامين ما حدث «قتلاً للضحايا في قبورهم»... ودعته إلى «الرجوع عن قراراته التي تحمل أخطاءً جسيمة». و40 نائباً دعموا المحقق العدلي وطالبوا عويدات بالاستقالة. وتوازياً يتأكد أن لا عدالة ستتحقق، ولا حقوق ستُلبى ما دام الخلل الوطني قائماً في ميزان القوى. لو كانت هذه الهوة مردومة، ولدى اللبنانيين حكومة مستقلة تمثلهم، لكان المرتكبون خلف القضبان، ولما كان قاضٍ متنحٍّ أصلاً ومقبول تنحيه أصولاً، أن يقدم على عملية انقلابية بهذا الحجم، ويتوجه إلى اللبنانيين ليخيّرهم بين اللاعدالة والحرب الأهلية!

 

حراك جنبلاط - برّي: ماذا يُخيّطُ الحليفان؟

جوزفين ديب/أساس ميديا/الخميس 02 شباط 2023

لا يزال الاستحقاق الرئاسي بعيداً بحكم الواقع الصعب وانسداد أفق الاتفاق على مرشّح واحد. لكنّ حراك الأيام الأخيرة رئاسياً خرق جمود الأشهر الماضية. من كليمنصو إلى عين التينة مروراً ببكركي، لا يمكن الفصل بين المسارات الثلاثة، وإن كان كلٌّ منها له اتّجاه فإنّها تتقاطع على ضرورة انتخاب رئيس توافقي. وفي كلمة "توافقي" معانٍ سياسية مطّاطة يفسّرها كلٌّ على هواه. لكنّ التوافق يحتاج إلى تصويت أكثر من 70 نائباً (فوق النصف زائداً واحداً: 65) من كلّ الطوائف والأحزاب والتيارات للرئيس المقبل، مع نصاب من أكثر من 86 نائباً في جلسة الانتخاب. وحتى هذه الساعة على الأقلّ ليس من اسم يحظى بهذا التوافق.

جنبلاط يرفض "تحدّي" القوى المسيحيّة

في الاجتماع بين وفد اللقاء الديمقراطي والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ركّز الوفد على عنوانين:

- الأوّل: ضرورة انتخاب رئيس لا يتحدّى الكتل المسيحية الكبيرة.

- والثاني: خطورة الكلام عن التقسيم والفدرالية.

يُنقل عن الرئيس نبيه برّي قوله أمام زوّاره من الكتل النيابية أنّه ينوي عقد جلسة انتخاب رئيس جمهورية من دون أوراق بيضاء، وذلك بعد العمل على تجميع 65 صوتاً لفرنجية

انطلق النائب راجي السعد من هاتين النقطتين في كلامه بعد انتهاء اللقاء ليتحدّث عن تطبيق الدستور والطائف على اعتباره ضامن وحدة البلاد، وعن أسماء تُطرح للرئاسة قد تحظى بتوافق عامّ. وقد كرّر الوفد على مسامع البطريرك الأسماء التي ذكرها رئيس الحزب وليد جنبلاط على مسامع حزب الله: قائد الجيش جوزف عون، وصلاح حنين، وجهاد أزعور.

ليست هذه الأسماء نهائية بالنسبة إلى الكتلة، بل المقصود من طرحها هو الذهاب إلى تحريك الجمود الذي يرافق ثنائية سليمان فرنجية - ميشال معوّض. وفي عمق هواجس المختارة التي عبّر عنها جنبلاط أمام وفد حزب الله، الدعوة إلى "عدم حشر المسيحيين في الزاوية".

يعني هذا الكلام أنّ الذهاب إلى انتخاب رئيس بـ65 صوتاً من دون الكتلتين المسيحيّتين هو، على الأقلّ حتى هذه الساعة بالنسبة إلى المختارة، من المحرّمات، لِما له من تداعيات على العيش الواحد في الجبل أوّلاً، وعلى المستوى العامّ ثانياً.

قالت مصادر اشتراكية لـ"أساس": "سجّليها عندك، وليد جنبلاط لا يمكن أن يذهب إلى انتخاب رئيس عكس الإرادة المسيحية".

في بكركي كان النائب تيمور جنبلاط يتقدّم الوفد. وأصبح معلوماً أنّ تيمور جنبلاط يسعى إلى خلق مساحة أكثر تجدّداً في الحزب لانتخاب رئيس يعكس نَفَساً إصلاحياً منفتحاً على العالم، وهذا ما سيكون موضع نقاش في الأيام المقبلة.

لا يزال الاستحقاق الرئاسي بعيداً بحكم الواقع الصعب وانسداد أفق الاتفاق على مرشّح واحد. لكنّ حراك الأيام الأخيرة رئاسياً خرق جمود الأشهر الماضية

جنبلاط في عين التينة: مبادرتان

يُنقل عن الرئيس نبيه برّي قوله أمام زوّاره من الكتل النيابية أنّه ينوي عقد جلسة انتخاب رئيس جمهورية من دون أوراق بيضاء، وذلك بعد العمل على تجميع 65 صوتاً لفرنجية. قالها لوفد نواب تكتّل الاعتدال الوطني، ولجنبلاط في لقائهما أمس الأوّل.

تفيد المعلومات المحيطة بالمبادرتين أنّ برّي يقوم بما يتوجّب أن يقوم به تجاه فرنجية، إلا أنّ عدم التوصّل إلى جمع 65 صوتاً هو احتمال مرجّح في ظلّ امتناع نواب اللقاء الديمقراطي ونواب الاعتدال عن التصويت لفرنجية من دون تسوية داخلية إقليمية، أو بكلام آخر، ضوء أخضر عربي.

لا تزال مبادرة جنبلاط هي نفسها: "الخروج من ثنائية فرنجية - معوّض والذهاب إلى تسوية". يقولها جنبلاط بحسرة لأنهّ تربطه بسليمان فرنجية علاقة تاريخية جيّدة جدّاً وودّ. غير أنّ المصلحة العامّة اليوم تفرض على جنبلاط أن يسير برئيس يحظى بغطاء عربي، وخليجي أوّلاً. وعليه، سيستمرّ جنبلاط في مسعاه هذا، ولا سيّما من خلال اجتماعات سيعقدها النائب تيمور في الساعات المقبلة مع نوّاب الشمال والنائب ميشال معوّض الذي ستُنسّق معه أيّ خطوة رئاسية مقبلة.

يرى المراقبون أنّ مبادرتَيْ جنبلاط وبرّي، على الرغم من اختلافهما، ستصبّان في المكان نفسه لأنّ البحث جارٍ عن رئيس ضمن المساحة المشتركة بين القوى المختلفة.

الثنائي الشيعيّ: لا "خطّة ب" حتّى السّاعة

في ظلّ هذا الحراك الرئاسي، لا معطيات عن "خطة ب" لدى الثنائي الشيعي. وسيكون عنوان المرحلة هو التمسّك بسليمان فرنجية بانتظار نضوج تسوية داخلية وخارجية.

سيستقبل الرئيس ميشال عون يوم الخميس في الرابية وفداً من كتلة الوفاء للمقاومة يتقدّمه النائب محمد رعد. وفي المعلومات أنّ هذه الزيارة تأتي بعد قطيعة طويلة بين الفريقين وتوتّر على خلفيّة الملف الرئاسي. كانت نصيحة جنبلاط للحزب أن لا يتركوا جبران باسيل يذهب بعيداً في خلافه معهم، وهو ما يقود إلى معطيات تتعلّق بموقف الحزب مفادها أنّ الذهاب إلى الـ65 صوتاً لفرنجية غير ناضج وغير نهائي بعد.

في المقابل بدا كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لصحيفة "الراي" الكويتية معبّراً عن غياب أيّ غطاء عربي خليجي لانتخاب فرنجية. وفي ردّه على سؤال عن إمكانية إكماله نصاب الثلثين في أيّ جلسة انتخابية جديدة، قال إنّ إكمال النصاب لا بدّ أن ترافقه تسوية، وإلّا فإنّ ذلك لن يحصل.

في الإقليم، لا معطيات بعد عن نتائج اللقاء القطري - الإيراني بانتظار نتائج اجتماع باريس الرباعي أو الخماسي المرتقب. لذلك لا يزال الجميع ينتظرون بترقّب شديد الأيام المقبلة وسط غياب سلّة داخلية وغطاء دولي من أجل البناء على الشيء مقتضاه.

 

باسيل يبحث عن دور لدى "باحث عن دور"

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 02 شباط 2023

ليس ما يدلّ على سقوط السياسة في لبنان أكثر من وصول مرشّح "حزب الله" ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهوريّة. تعبّر المحاضرة الأخيرة لجبران باسيل التي تطرّق فيها إلى الفساد عن هذا السقوط اللبناني، بل هي تتمّة ليوم 31 تشرين الأوّل 2016 عندما تبيّن أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران باتت من يقرّر من هو المارونيّ المؤهّل، إيرانيّاً، لأن يكون رئيساً لجمهورية لم يبقَ منها غير الاسم.

في محاضرته الأخيرة التي توجّه فيها إلى اللبنانيين، غاب الحياء عن كلام صهر رئيس الجمهورية السابق الذي يدين بموقعه النيابي لقانون وضعه "حزب الله". يغيب الحياء عندما يتحدّث شخص مثل جبران باسيل عن فساد المنظومة السياسية. نسي الرجل أمرين، أوّلهما أنّه جزء لا يتجزّأ من المنظومة، والدليل على ذلك أنّه كان وزيراً منذ ما يزيد على عشر سنوات (منذ 2011 تحديداً)، والأمر الآخر أنّه واقع تحت عقوبات أميركيّة بموجب قانون ماغنتسكي المرتبط بالفساد ولا شيء آخر غير الفساد.

لماذا لا يجرؤ جبران باسيل على الذهاب إلى القضاء الأميركي بغية تحدّي العقوبات المفروضة عليه وإظهار براءته؟ هل يخشى من أن يضطرّ الجانب الأميركي، في مثل هذه الحال، إلى إيراد الأسباب التي برّرت العقوبات المفروضة عليه... وبالتفاصيل المملّة والموثّقة للأسباب والدوافع؟

ليس ما يدلّ على سقوط السياسة في لبنان أكثر من وصول مرشّح "حزب الله" ميشال عون إلى موقع رئيس الجمهوريّة

العقوبات والفساد المُثبت

الأكيد أنّ جبران باسيل يعتقد أنّ في استطاعة السلطات القطريّة مساعدته في التخلّص من العقوبات الأميركيّة يوماً. إنّه سياسي لبناني وعربي آخر لا يعرف شيئاً عن أنّ دخول سراديب العقوبات الأميركيّة ليس مثل الخروج منها، وأنّ الإدارة الأميركيّة، أيّ إدارة أميركيّة، لا تفرض عقوبات على أيّ شخص من دون أن يكون لديها ما تستند إليه في ذلك. هل صدفة أنّ لبنان من دون كهرباء منذ تسلّم جبران باسيل ملفّ الكهرباء في عام 2008؟

هل صدفة أن يكون جبران باسيل، عندما كان وزيراً للخارجية اللبنانية، صوت إيران في مجلس جامعة الدول العربيّة؟

هل صدفة أن يكون جبران باسيل نتاج صيغة "السلاح يحمي الفساد" التي طبّقها "حزب الله" شيعيّاً بنجاح منقطع النظير قبل أن ينتقل إلى تطبيقها مسيحياً بإيصاله ميشال عون وصهره إلى موقع رئيس الجمهوريّة في 31 تشرين الأوّل من عام 2016؟

لم يحصل ذلك إلّا بعد خضوع الثنائي لسلسلة اختبارات استمرّت عشر سنوات منذ توقيع وثيقة مار مخايل بين حسن نصرالله وميشال عون في السادس من شباط 2006. نجح الثنائي عون - باسيل في كلّ الاختبارات الخطّيّة والشفهيّة التي مرّ فيها. كوفئ الثنائي بموقع رئيس الجمهوريّة في مرحلة معيّنة كان فيها الحزب في حاجة إليه، في حين أنّ حاجاته في المرحلة الراهنة باتت مختلفة في منطقة تغيّرت كلّيّاً وفي مرحلة صار فيها مصير النظام في إيران مطروحاً.

ليس ما يدلّ على مدى إفلاس سياسيٍّ لبنانيٍّ يبحث عن دور أكثر من ادّعاء دور في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

رئيس لجمهورية سابقة

دخلت المنطقة مرحلة جديدة، ولا يزال جبران باسيل يفكّر في أن يكون رئيساً لجمهوريّة فقدت كلّ مقوّمات وجودها. إنّه رجل يبحث عن دور لا وجود له. ينطلق من أنّ الخدمات التي قدّمها مع عمّه للحزب، ومن خلفه إيران، لا تُقدّر بثمن. إنّه رجل يبحث عن دور لدى طرف يبحث بنفسه عن دور. الطرف المعنيّ ليس الحزب بحدّ ذاته. الحزب ليس سوى لواء في "الحرس الثوري" الإيراني عناصره لبنانيّة وينفّذ المطلوب منه إيرانيّاً. الطرف المعنيّ هو "الجمهوريّة الإسلاميّة" التي بعثت بوزير خارجيّتها حسين أمير عبد اللهيان إلى لبنان للتأكّد من أنّه لا يزال تحت السيطرة، ثمّ ذهب إلى دمشق لتأنيب بشّار الأسد وتذكيره بأنّه تحت رحمة المساعدات الإيرانيّة. ذهب عبد اللهيان بعد ذلك إلى أنقرة ليقول إنّه لا تقارب بين النظام السوري وتركيا رجب طيّب إردوغان في غياب الدور الإيراني. فوق ذلك كلّه، يبدو الوضع العراقي محيّراً في ضوء التوازنات الجديدة التي يسعى رئيس الحكومة محمّد شيّاع السوداني إلى إيجادها في ظلّ ضغوط أميركيّة تركّز على منع تهريب الدولار إلى إيران. سعى جبران باسيل إلى ابتزاز "حزب الله" في بلد تغيّر كلّيّاً ومنطقة تمرّ كلّها في حال مخاض. ليس لدى النظام الإيراني ما يردّ به على ثورة المجتمع بقيادة المرأة ولا على الضربات الإسرائيلية الأخيرة، خصوصاً ضربة أصفهان، التي تأتي في سياق تنسيق أميركي - إسرائيلي.

الحزب ينتظر "الثمار"

ليس ما يدلّ على مدى إفلاس سياسيٍّ لبنانيٍّ يبحث عن دور أكثر من ادّعاء دور في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. مثل هذا الترسيم، الذي يشكّل تطوّراً في غاية الأهمّيّة في التاريخ اللبناني الحديث، لم يكن ممكناً في غياب ضوء أخضر إيراني. كان الضوء الأخضر الإيراني بمنزلة رسالة إلى واشنطن تزامنت مع تشكيل حكومة عراقيّة جديدة ترضى عنها طهران. لا يزال "حزب الله" ينتظر ثمار اتفاق ترسيم الحدود البحريّة. يبدو أنّ عليه الانتظار طويلاً في ضوء انتقال المواجهة الإسرائيلية مع "الجمهوريّة الإسلاميّة" إلى مرحلة جديدة من التصعيد وفي وقت أصبح مطروحاً مستقبل الجنوب السوري حيث تنشط إيران وميليشياتها في غياب روسيا الغارقة في الوحول الأوكرانيّة. لو لم يكن الأمر كذلك، لَما ذهب بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى عمّان للقاء الملك عبدالله الثاني بعد قطيعة استمرّت أربع سنوات.

يبحث جبران باسيل عن دور لدى طرف إيراني يبحث بدوره عن دور في عالم غيّرته الحرب الأوكرانيّة تغييراً كاملاً!

 

أمير المؤمنين غسّان منيف عويدات

أيمن جزيني/أساس ميديا/الخميس 02 شباط 2023

وقَفَ مُدّعي عام التمييز القاضي غسّان عويدات يومَ الجُمعة الماضي ينظرُ من أحدِ "شبابيك" العدليّة إلى الشّبّان المُعتصمين أمامها رافعين صوره، بعضهم يشتمه وآخرون يُطالبون باستقالته. فقال لأحد الواقفين إلى جانبه: "أن تُرمى صورتي على الطّريق، خيرٌ من أن تُعلّق صور الشّباب على الجدران. ما فعلته منع الدّماء أن تسقطَ في الشّارع. لكنّ الأهمّ أن لا يكونَ هناك إصرار عند البعضِ أن تسيلَ هذه الدّماء". مَثَلُ القاضي عويدات في الأيّام الأخيرة كمثلِ المؤمن القابض على الجمر. تحمّل كلّ شيء من نعته عبر مواقع التواصل بـ"أمير المؤمنين"، وصولاً إلى تشبيهه بـ"عدنان عضّوم المنظومة". لكنّه ما بين الوصفيْن كان القاضي المُستندِ على قاعدة دستوريّة لا ريبَ فيها أنّ الحفاظ على الاستقرار العامّ يسمو فوق كلّ القواعد والقوانين. لن تُفهَم الإجراءات والخطوات التي اتخذها عويدات إثر ما قامَ به المُحقّق العدليّ في كارثة مرفأ بيروت طارق البيطار إلّا بقراءتها بهدوء وتجرّدٍ، بعيداً عن العواطف والشّعبويّات.

تكمُن الشّعبويّة الفاضحة في قرار طارق البيطار في الإدّعاء على مُدّعي عام التمييز، والذي إلى جانب رئيسيْ مجلس القضاء الأعلى والتّفتيش القضائيّ لا يُدّعى عليهم إلّا من مجلس الوزراء حصراً

بطل رواية "المحاكمة"

اختار غسّان عويدات أن يتحوّل لبطل رواية "المحاكمة" لفرانز كافكا*، التي يُعتقل فيها البطل وهو لا يعرف السبب وراء اعتقاله. تعرّض عويدات لمُحاكمات إعلاميّة و"شعبويّة"، وأصرّ البعض على شيطنة صورته وقراره. هذا في الشّكل. أمّا في المضمون، يقول واقع الحال إنّ مُدّعي عام التمييز جنّب البلاد ما هو أعظَم. لم ينطلِق عويدات في قراره من العدم. كانت القاعدة التي استندَ إليها حفظ السّلم الأهليّ والاستقرار بعد حركة البيطار. إنّ يدَ المُحقّق العدليّ مكفوفة بحكم طلبات الرّد المُقدّمة ضدّه في محكمة التمييز، وإنّ اتخاذ أيّ قرارٍ رغمَ "كفّ يده" لا يعني إلّا ضرباً للاستقرار، وهذا لا يحتاج إلى تفسيرٍ. بدوره كانَ عويدات يوقِف هذه الخطوة، ويمنع انزلاقها نحو بحر الدّماء. لكنّ السّؤال الأهمّ هُنا: هل من حاول إراقة الدّماء في الشّوارع لا يزَال مُصرّاً؟ الإجابة على هذا السّؤال قطعاً ليسَت في الطّابق الرّابع من قصر العدل حيث مكتب عويدات. تكمُن الشّعبويّة الفاضحة في قرار طارق البيطار في الإدّعاء على مُدّعي عام التمييز، والذي إلى جانب رئيسيْ مجلس القضاء الأعلى والتّفتيش القضائيّ لا يُدّعى عليهم إلّا من مجلس الوزراء حصراً. وهذا لا ينفصل عن كلّ الخطوات التي استهدَفت رئاسة مجلس الوزراء منذ استقالة حكومة الرّئيس سعد الحريري في 2019، والحرب الضّروس التي شُنّت على قرار الحكومة أيّام حسّان دياب في 2020، وما تتعرّض له رئاسة الوزراء اليوم.

لن تُفهَم الإجراءات والخطوات التي اتخذها عويدات بعد ما قامَ به المُحقّق العدليّ في كارثة مرفأ بيروت طارق البيطار إلّا بقراءتها بهدوء وتجرّدٍ، بعيداً عن العواطف والشّعبويّات

مشهدٌ يخفي خلفه إمعاناً في ضربِ التوازنات، وهدمِ الأسس التي يقوم عليها اتفاق الطّائف، والتي لا يُمكن فصلها جميعاً عن دعوات التقسيم والانعزال التي باتت اليوم عنواناً لكثير من القوى التي تغتنم الفرصة تلوَ الأخرى لفرض عقدٍ اجتماعيّ جديد. هذا ما يحصل بالتمام والكمال مع المدعي العام التمييزي الذي يٌحاكم على شاشات التلفزة بإرهاصات عبثية تُبدد "البحث عن الحقيقة" وتطغى عليها الفوضى. يُراد شيطنته، فيما جرى انتقاء مسار التحقيق الذي أبعد وأستبعد ما هو ممكن من احتمالات، وأوّلها أن تكون إسرائيل هي الفاعل. وحدهما "حزب الله" والقاضي طارق البيطار فعلا ذلك. الأول برر الكلام عن الموضوع بأنه "مكيدة" لتوريطه. الثاني لا يُعرف عنه غير ما يتردد عن صداقته مع السفيرة الاميركية واستضافتها له في مقر السفارة بعوكر.

من يفعل ذلك يريدنا أن نوقف البحث عن اثنين: الأول من أدخل نيترات الأمونيوم، والثاني من استهدفها.

تم تغييب الجدية عن التحقيق والتلهي بالمسؤوليات التقصيرية. الجميع أهمل كل التحليلات العلمية عن تحليل الألوان التي انبعثت من الانفجار. الإهمال بلغ أيضاً ما أعلنه الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب وكشف فيه أن جنرالاته أخبروه بأن الانفجار حصل نتيجة اعتداء "خارجي". حتى التقارير الإسرائيلية جرى رذلها. الكل تعاون على طمر هذه الوقائع وإغراقها في مستنقع الطوائف. ومثل هكذا تحقيق صار خصباً بالشائعات ويروم تصفية حسابات لا تمت إلى الواقع بصلة.

بعدَ البيان الشّهير الذي أصدره عويدات وتضمّن آياتٍ من القُرآن الكريم والإنجيل، علّق أحدهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالقول: "رسالة من أمير المؤمنين إلى ملكِ الرّوم". بالطّبع ليسَ غسّان عويدات أميراً للمؤمنين، لكنّه في الوقت عينه كان أكثر من مدّعي عام التمييز.

 

نقاط على حروف النصاب

الياس الزغبي/الخميس 02 شباط 2023

كثرت في الآونة الأخيرة الحسابات والأرقام و"البوانتاجات" حول من يملك الأكثرية المطلقة في مجلس النواب (النصف زائداً واحداً)، أي ٦٥ صوتاً، لانتخاب رئس الجمهورية. وتم الترويج أن الرئيس نبيه بري، ووراءه "حزب اللّه" والمنضوون في "فريق الممانعة"، باتوا يملكون هذا الرقم، قياساً على رقم مماثل حصل عليه بري حين انتخابه رئيساً لمجلس النواب قبل ٨ أشهر. وفي حسابهم أن نواب كتلة جنبلاط و"تكتل الاعتدال" الشمالي وعدد من النواب السنّة المستقلين وودائع "الحزب" داخل "التكتل العوني" سينضمون إلى كتلتَي بري ونصراللّه، فيشكّلون معاً ما لا يقل عن نصف المجلس زائداً واحداً، ما يكفل انتخاب "رئيس ممانع" من قماشة سليمان فرنجية أو سواه. والواضح أن الاستناد إلى رقم بري لدى انتخابه لم يعُد واقعياً، والرهان على انضمام كتلة جنبلاط والآخرين ليس في محلّه. والواضح أكثر أن مشكلة "الممانعة" ليست فقط في تجميع ٦٥ صوتاً، بل في استمرار حفاظه على "الثلث المعطّل" داخل مجلس النواب أي ٤٣ صوتاً. فبحساب بسيط نرى أن كتلتَي بري ونصراللّه معاً، بمن فيهما السنّيان من بعلبك والسنّي من العرقوب والكاثوليكي من الزهراني (٣١ نائباً)، إضافةً إلى ٤ لتكتّل فرنجية (في حال لم يخرج منها أحد)، وإضافةً إلى ٤ أو خمسة على الأكثر محسوبين في الأصل على المحور السوري الإيراني (كرامي، الصمد، ناصر، نائبا الأحباش رغم تمايزهما)، يبلغ المجموع ٤٠ نائباً، أي أقل بثلاثة من الثلث المعطّل. وقد كان عدد الأوراق البيضاء في الجلسة الحادية عشرة الأخيرة (٣٧) خير إثبات على عجز "الثنائي" عن تأمين الثلث، إلّا في حال حصول صفقة جديدة مع "العونيين"،

فكيف لهما أن يؤمّنا أكثر من النصف!؟

هذه الأرقام تُثبت أن سائر الكتل، مع النواب المستقلين، تستطيع في حال اتحادها، أن تكفل انعقاد الجلسة بنصاب الثلثين، وبأكثر من النصف للانتخاب. وهذا ما يُقلق ويُربك "الثنائي" الذي يتهربّ ويهرّب النصاب من جلسة إلى أخرى. وليس التلويح بأنه مرتاح إلى جمع أكثر من النصف لمرشحه سوى قنبلة دخانية للتعمية على الحقيقة والتغطية على التعطيل. فإذا كان واثقاً من أرقامه لماذا لا يبادر إلى عقد جلسة سريعة ويفرض الرئيس الذي يريد؟ في الحقيقة، إن تحقّق "حزب اللّه" من عجزه على فرض "رئيسه"، يجعله يكرر نغمة التوافق. ولكن التوافق لا يعني هذه المرة تكرار تجربة الرئيس السابق ميشال عون، بل الاتيان برئيس إنقاذي سيادي، متحرر من الالتزامات المسبقة، غير مرتبط ب"أوراق" خطّية تكبّله، وغير معادٍ لانتماء لبنان العربي والدولي. وفي هذا السياق، واهم من يظن أن حركة وليد جنبلاط هي تمهيد لاستدارة نحو مرشح "الممانعة"، بل هي ترشيد لموازين القوى، وعقلنة للاستحقاق الرئاسي، بما يُعيد مصالحة لبنان مع ذاته أولاً، ومع بيئته العربية ثانياً، ورحاب علاقاته الدولية ثالثاً. وعلينا جميعاً أن نثق بأنفسنا، وأن نعلن بالفم الملآن: إلى رئيس يشبه لبنان بتاريخه وحاضره ومستقبله... ذاهبون. فلنوقف لغة اليأس والتيئيس.

 

هل استبدل “الحزب” الغطاء المسيحي بالسنّي – الدرزي؟

مرلين وهبة/الجمهورية/الخميس 02 شباط 2023

لن يغفر مناصرو «التيار الوطني الحر» لـ»حزب الله» قراره المشاركة في جلستي مجلس الوزراء اللتين دعا اليهما الرئيس نجيب ميقاتي. فالحزب وفق هؤلاء «كسر» التيار عندما قَبل المشاركة في الجلسة الاولى، ولكن كان يمكنه منع انعقادها لو أراد، وليس فقط الامتناع عن تأمين نصابها.

بالنسبة إلى الحجة التي «تذرّع بها الحزب»، تذكّر اوساط التيار أنّها مخالفة للأولويات التي تحدث عنها أمينه العام عندما تكلم عن الرئيس المطمئن، معتبراً وجوده وسلاحه اولوية، اما هموم المواطن ومكافحة الفساد فتأتيان لاحقاً، لكن الحزب ومن خلال تأمين نصاب الجلسة الحكومية، متذرعاً بقضايا الناس الملحّة، تخطّى الاولويات التي شدّد عليها امينه العام في أهم إطلالاته.

وتعليقاً على تلك المشاركة، ترى الاوساط نفسها، انّ التيار يحق له ايضاً الثبات على خياره بعدم المشاركة في الجلسات الحكومية، وذلك أيضاً بهدف حماية وجوده وكيانه وطبعاً الاولويات الرئاسية، والتي يعتبرها أساساً لمعركته. وعنها تقول اوساط التيار: «مثلما اختار الحزب وجوده أولوية، يحق للتيار ايضاً خوض معركة وجوده من دون ان يتخلّى عن معركته في مكافحة الفساد وتحصيل حقوق الناس المنهوبة».

وبناءً عليه، يكشف زوار رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، انّه يعتبر موافقة الحزب على المشاركة في الجلسة «الثانية» لمجلس الوزراء هي بمثابة «إمعان في الخطيئة».

من جهةٍ أخرى، ولطالما اعتبر التيار نفسه ممراً شرعياً وإلزامياً للحزب لتأمين الغطاء المسيحي الصلب، فإنّ السؤال المطروح اليوم هو: هل الحزب لم يعد عملياً في حاجة إلى هذا الغطاء المسيحي وبالتحديد غطاء «التيار الوطني الحر»؟ وهل تصح مقولة إنّ الحزب استبدل الغطاء المسيحي بالغطاء السنّي؟

اوساط متابعة تلفت إلى انّ الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قالها صراحة في إحدى إطلالاته ولم تعد سراً. واشارت إلى انّه ومنذ عام 1990 حتى 2006 كان «حزب الله» يؤمّن لنفسه غطاء سنّياً ـ درزياً في الداخل اللبناني تحت عنوان «شعب ـ جيش ـ ومقاومة»، وتناوبت بيانات الحكومات السابقة كافة على تبنّي هذا الشعار إلى حين اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عندها فقد الحزب الغطاء السنّي الذي استمر 16 عاماً، فعمل «لتأمين غطاء مسيحي يعوّض عليه الغطاء السنّي الذي خسره بعد اغتيال الحريري فكان «تفاهم مار مخايل».

بين الأمس واليوم

في الموازاة، ترى أوساط مطلعة، انّ الظروف اليوم مختلفة عن الأمس البعيد للأسباب الآتية:

1- السعودية تبني على مفاوضات مع ايران.

2- المحكمة الدولية الخاصة بالحريري أقفلت ابوابها.

3- تراجعت الحرب في سوريا، وثبّتت الدولة السورية نفسها في المعادلة.

٤- المنطقة متجهة إلى تسويات فيما الداخل السنّي مفكك وغير قادر على حسم خياره…

وعليه، في رأي تلك الاوساط، فإنّ الحزب لم يعد لديه الحاجة نفسها اليوم. متسائلة عمّا يمنعه من العمل على إعادة تركيب مظلة سنّية ـ درزية أسوة بالمرحلة السابقة، فيما تبدو المشهدية الداخلية مشجعة؟ فرئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط واضح انّه مرتاح إلى تموضعه تحت غطاء الرئيس نبيه بري، فيما الاخير يبدو واثقاً من «الرفيق جنبلاط الذي لن يحيد عن الخط».

أما «حزب الله» فيبدو من جهته ممسكاً بوضوح بالقرار السنّي التنفيذي من خلال ميقاتي. وبالنسبة إلى البقية الباقية من القيادات السنّية، فتبدو مشرذمة تترقب الحسم السعودي الذي أعلن جهاراً النأي بالنفس عن التسمية الرئاسية. موضحاً أن ليس للسعودية مرشحين، وبذلك تبدو القيادة السنّية في الداخل بلا أفق.

وسط هذه المشهدية ترى الاوساط نفسها، انّ الحزب تمكّن من الاستحواذ على ربع القيادة السنّية، وهو ربما قادر على استحواذ اكثر من الربع، اذا ما تمّ ضمّ النواب السنّة المحسوبين عليه، أمثال النائبين: حسن مراد، فيصل كرامي.. وغيرهما، ويُضاف اليهما اليوم أداء رئيس الحكومة بما يمثل من سلطة تنفيذية.

وامام هذا الواقع القديم ـ الجديد، تتساءل الأوساط المطلعة، عمّا يمنع الحزب من الانسحاب تدريجاً ومن دون اعلان عن عدم حاجته بعد الآن إلى غطاء التيار، وهو بالأداء السنّي الحالي معطوفاً على الأداء الدرزي، يستغني شيئاً فشيئاً عن الغطاء المسيحي، أي العودة إلى مرحلة ما قبل الـ 2006!؟

وفي السياق، تلفت الأوساط المتابعة، انّه وبناءً على هذه المشهدية، يجدر بـ»التيار» مراجعة حساباته اذا اعتقد أنّ الحزب غير قادر على التخلّي عن الغطاء المسيحي.

اما خارجياً، فتجدر الإشارة إلى انّ السعودية وايران، وإن اعلنتا عن توقف الحوار في ما بينهما مرحلياً، فهما اليوم بالحدّ الأدنى في حالة هدنة سياسية، كما انّ المفاوضات التي بدأت في العراق وتوقفت، عادت واستؤنفت بنحو غير مباشر.

وفي السياق، تكشف المصادر المواكبة لتلك المفاوضات، أنّ السعودية ومن خلال وزارات وقيادات أمنية، بدأت مفاوضات مع الرئيس السوري بشار الاسد بعلم ايران. كذلك تكشف انّ الاجتماع الباريسي الذي صوّب عليه السيد نصرالله «بالمعادلة الداخلية» بقول ما معناه، انّ ورقة الرئاسة اللبنانية ليست بيد ايران، لأنّها فوّضته. وهو ما اكّدت عليه كذلك مصادر ديبلوماسية ايرانية، وكذلك فعل وزير الخارجية الايرانية. وهذا يعني انّ ايران لن تدخل في معارك مع احد او لأجل أي احد. فيما تكشف المصادر المواكبة لاجتماع باريس الذي سينعقد الاثنين المقبل، انّ دولة قطر ستكون مشاركة فيه، لافتة إلى انّ الاخيرة لا تقطع شعرة من دون التنسيق مع الجانب الإيراني، بما معناه انّ الحزب سيكون على علم وتنسيق مسبق من خلال المشاركة القطرية.

وبالعودة إلى استبدال الغطاء المسيحي بالغطاء السنّي، تنتقل الحالة الشيعية – السنّية من مرحلة التشنج إلى مرحلة التناغم، فيما تعلّق على هذا التناغم أوساط الحريري الذي لامه أهل السنّة ذات يوم من فرط «تنازله» للحزب بالقول: «هم اليوم السبّاقون»، متسائلة عن مصير «نادي رؤساء الحكومات السابقين» وموقفه الصامت الذي يؤكّد المؤكّد!.

 

ترشيح قائد الجيش حقيقة أو قنبلة صوتيّة؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/الخميس 02 شباط 2023

أكثر من أيّ وقت مضى يجرى التداول باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية. بين كلّ فترة وأخرى يظهر من يرجّح كفّته ويتحدّث عن مساندة عربية ودولية لوصوله. غالباً ما تنطلق أولى الشرارات من قبل أشخاص مقرّبين أو ينتمون إلى الماكينة الإعلامية المحسوبة على قيادة الجيش. لم يعد سرّاً أنّ اسم قائد الجيش كما اسم الوزير زياد بارود طرحا في لقاء باريس الثلاثي (السعودي- الفرنسي- الأميركي) قبل أشهر. يحظى ترشيحه بموافقة فرنسية وأميركية، قطرية ومصرية على المستوى العربي بينما لم تظهر السعودية موقفها بعد.

محلياً وحتى الأمس القريب كان يصطدم ترشيحه بعدم وجود كتلة نيابية تبنّت ترشيحه جدّياً. لا يتحمّس لوصوله «الثنائي الشيعي»، ومسيحياً كانت «القوات» أوّل من رشّحه قبل أن تتبنّى ترشيح ميشال معوّض في صناديق الإقتراع، أمّا «التيّار» فقد عبّر على لسان رئيسه جبران باسيل عن موقف معارض إلى حدّ القطيعة. الموقف المستجدّ والمستغرب ورد على لسان رئيس الحزب الإشتراكي وليد جنبلاط المعارض لتكرار تجربة الجيش في الرئاسة، قبل أن يُحدث إستدارة جديدة في موقفه، فيقصد عين التينة حاملاً لواء العماد عون بعدما مهّد لها وفد نوّاب حزبه في بكركي.

في عين التينة قوبل اقتراحه بجواب صريح وواضح. لم يماشِ رئيس المجلس نبيه بري حليفه إلى حيث يريد. وإذا كان وفد «حزب الله» ردّ على اقتراح جنبلاط بالقول إنه يؤيد من يتّفق عليه مسيحياً فإنّ بري عاجل صديقه بالسؤال «من وين جبتلي ياها». يتمنّى جنبلاط تمرير الإستحقاق بأي مرشح يتم التوافق عليه، ويعتبر أنّ انتخاب قائد الجيش متوقف على موافقة «حزب الله» أو الثنائي الشيعي عموماً. عارفوه يشبّهون إعلانه بالقنبلة الصوتية.

في تحليل الأبعاد يمكن فهم ضخّ الأجواء الإيجابية في إطار الردّ على هجوم رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على العماد عون وإشاعة أجواء تزكّي حظوظه على مشارف انعقاد لقاء باريس، لكن في الوقائع، لن يكون انتخابه بهذه السهولة لأسباب عدة منها الخارجية والمتصلة بتسوية لم تنضج بعد، وسط اللهيب على خط إيران اليمن والعراق، وداخلياً حاجة انتخابه إلى تعديل الدستور. تلك الكأس المرّة التي لا يستعدّ لها برّي في الظروف الطبيعية فكيف وهي تفتح الباب أمام تمديد مهام مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التي عادت إلى نقطة الصفر بعدما منيت المحاولات بالفشل؟

في استطلاع أجواء جهات سياسية مختلفة يتبيّن أنّ ترشيح جوزاف عون سيصطدم بمعارضة باسيل، قد لا يؤيده «حزب الله» لكنّه لن يتبنّى ترشيحه. تقول مصادر سياسية واسعة الإطلاع إنّ رئيس «المردة» سليمان فرنجية لا يزال هو مرشح «الثنائي» لكن هذا لا يقفل الباب على نقاش خيارات أخرى تطرح مسيحياً، خصوصاً أن ترشيح فرنجية تعترضه قوى إقليمية ودولية لاعتباره مرشح «حزب الله» وسوريا.

من بين الأسماء المتداولة الوزير السابق جهاد أزعور والمصرفي سمير عساف والوزير السابق زياد بارود. إذا لم يتمّ التوافق على أزعور يطرح ترشيح جوزاف عون للنقاش. نهاية فترة مهامه بعد عامين تستوجب تعديلاً دستورياً لانتخابه، يرفضه عدد من الكتل النيابية لغاية اليوم. ويعدّ «حزب الله» من القوى التي ترفض بشدّة إنتخاب قائد الجيش رئيساً. حتى وقت ليس ببعيد كان يردّد «الحزب» على مسامع المستفسرين أنه لن يكرر «خطأ» انتخاب ميشال سليمان مجدداً، لكن ظروف اليوم قد تختلف عن الماضي. لم يعد «حزب الله» يمون على القوى السياسية بالشكل الذي كان عليه في السابق. يلحّ هو أيضاً لحل الأزمة الإقتصادية والإجتماعية وطيّ صفحة الرئاسة بمرشح يحظى بتوافق القوى المسيحية ولا يكون مستفزاً أو معادياً للمقاومة.

ليس الموضوع بسهولة ما سلف تقول مصادر أخرى وتتابع: الرئاسة ليست محسومة لأي مرشح وما يؤكد وصول قائد الجيش حصول هزّة أمنية كبرى في البلد تجعل الجميع يستسلم لخياره. وتابع، إن ترشيحه لا يزال موضع اعتراض.

قد تكون زوبعة إعلامية أو فقاعة لكنّ الحقيقة أنّ الكل مأزوم في تسمية البديل عن مرشحه. في لحظة إختارها جنبلاط ومن دون أن يعلمه مسبقاً، قال إن ترشيح النائب ميشال معوّض إستنفد، وقد يخرج ليقول صيغة مشابهة عن ترشيح العماد عون طالما لن يحظى بموافقة الثنائي. لكن الطرح بذاته حرّك الجمود وفتح أبواب البحث عن البدائل. ولكن يبقى أخطر ما قيل هو ربط انتخاب قائد الجيش بتطوّر أمني خطير وهو ما يطرح مخاوف بشأنه بفعل التطورات الدراماتيكية المتصلة بتحقيقات ملف المرفأ والشرخ في الجسم القضائي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

رعد من الرابية: حرصاء على مواصلة العلاقة مع الوطني الحر وفق أسس ساهم عون في إرسائها

وطنية /02 كانون الثاني/2023

استقبل الرئيس العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في دارته في الرابية وفداً نيابياً من كتلة "الوفاء للمقاومة" ضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد، والنواب: حسين الحاج حسن، امين شري، علي عمار وحسن فضل الله. تناول البحث المستجدات السياسية والوضع العام في لبنان. وشدد الرئيس عون خلال اللقاء على "أهمية الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين".

رعد

وصف النائب رعد اللقاء بـ "الودي جدا" وقال: "نقلنا  إلى الرئيس ميشال عون  تحيات حارة والسلام من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله واخوانه في القيادة وأعربنا خلال اللقاء مجددا عن تقديرنا الكبير للعلاقة الثابتة الوازنة في ما بيننا، التي عززت الشراكة الوطنية وحمت السلم الاهلي وحصنت السيادة الوطنية عبر ردع جدي وحقيقي وفره التزام معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي دفعت عن لبنان مخاطر الغزوة التكفيرية الارهابية الجامحة كما دفعت وتدفع عنه مخاطر الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية". أضاف: "لا بد من الاشارة هنا إلى أن هذه العلاقة التشاركية وفرت مناخا مؤاتيا لبناء مشروع الدولة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والتي لم ترق لكثر. اليوم نحن على بعد اربعة ايام فقط من مناسبة ارساء هذه العلاقة التشاركية المهمة التي تكرست بدءا من ٦ شباط ٢٠٠٦ في لقاء كنيسة مار ميخائيل قبل ١٧ عاما وما زالت، نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الاسس التي اسهم الرئيس العماد ميشال عون في ارسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية و تفهم متبادل بعيدا من الضوضاء والصخب". وختم: "ان بلدنا اليوم بحاجة الى تضافر جهود الجميع وفق هذه الاسس للنهوض من الازمة الراهنة واستئناف مسيرة بناء الدولة لوطن حر سيد مستقل منفتح على العالم على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

 

الراعي عرض مع كاول نتائج زيارته لبريطانيا والتقى حبيش

وطنية/02 كانون الثاني/2023

 استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، في الصرح البطريركي، في بكركي، السفير البريطاني هاميش كاول.

وتم عرض الأوضاع الراهنة، إضافة إلى نتائج زيارة الراعي لبريطانيا والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وكان الراعي عرض المستجدات والتطورات المحلية مع النائب السابق هادي حبيش.

 

الراعي بحث مع حبيش في التطورات

وطنية/02 كانون الثاني/2023

استقبل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي امين سر تكتل" الاعتدال الوطني" هادي حبيش  وبحث معه في الأوضاع العامة والتطورات الحالية، بحسب بيان لمكتب حبيش،  حيث شددا على "الإسراع في إنهاء الفراغ الرئاسي القاتل الذي سينسحب على جميع مؤسسات الدولة، ولمن يراهن على المجتمع الدولي لانتخاب رئيس الجمهورية فهو واهم ، فلبنان ليس أولوية للمجتمع الدولي وعلينا كلبنانيين الحوار والخروج من هذه الازمة". وعن المشهد المأسوي الذي أصاب الجسم القضائي، كان تاكيد"ضرورة  ان  يتدخل مجلس القضاء الأعلى  فوراً لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي ووقف تسييس ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت،  كما وقف التدخلات الخارجية والداخلية فيه، وإعادة الملف إلى مساره القانوني والقضائي وصولاً إلى العدالة المنتظرة، واحتراماً لضحايا تفجير مرفأ بيروت وحمايةً للوطن و مؤسساته".

 

جنبلاط بحث في آخر المستجدات مع السفير البابوي

وطنية/02 كانون الثاني/2023

استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، مساء  امس السفير البابوي في لبنان المونسنيور باولو بورجيا، حيث جرى بحث في آخر المستجدات الراهنة والعلاقات بين لبنان والفاتيكان.

 

سليمان فرنجيه استقبل القائم بأعمال سفارة الكويت وبحث شامل في القضايا الراهنة

وطنية/02 كانون الثاني/2023

استقبل رئيس تيار "المرده "سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، القائم بأعمال سفارة الكويت، الوزير المفوض عبدالله سليمان الشاهين ،في حضور  أنطوان مرعب، وكان بحثٌ شامل في القضايا الراهنة في لبنان والمنطقة.

 

اطلاق نداء تأسيسي لمؤتمر مسيحي دائم "نكون معا أو لا نكون" : لمشروع سياسي ينقل لبنان إلى مرحلة تقوم على الحرية والمناصفة الفعلية

https://www.nna-leb.gov.lb/ar/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/592001/%D8%A7%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D9%86%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7-%D8%A3%D9%88-%D9%84%D8%A7

 وطنية- المتن/02 كانون الثاني/2023

عقد اتحاد "أورا" بجمعياته الأربع الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة (أوسيب- لبنان)، "لابورا"، "أصدقاء الجامعة اللبنانية"، و"نبض الشباب"، وبالتعاون مع لقاء "وحدة ورؤية" تجمّع "لبنانيون من أجل الكيان"، و"لقاء الإثنين- كسروان"، مؤتمراَ صحافيّا في دير مار الياس إنطلياس، لإعلاء الصوت وإطلاق نداء يشكّل صرخة في وجه كلّ مسؤول، ودعوة ملحّة إلى الحوار والتعاون والتضامن في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ لبنان، بعد  أن بلغت الأوضاع حدّاَ لم يعد من المعقول السكوت عنه، ومع استمرار الانهيار على جميع الصعد ودخولنا مرحلة الارتطام الكبير"، تم خلاله إطلاق مؤتمر مسيحي دائم هدف إلى العمل على إنقاذ الشعب والحفاظ على الوطن  والدور المسيحي فيه.

حضر المؤتمر حشد من المرجعيات الكنسية والروابط المسيحيةوعدد من رؤساء النقابات والبلديات والمخاتير وممثلي الجمعيات والمؤسسات والمجموعات المسيحية، الإجتماعية والثقافية والتربوية، بالإضافة إلى  أعضاء الجهات الداعية وحشد من الإعلاميين والأصدقاء والمهتمين. استهل المؤتمر بكلمة افتتاحية لأمينة سر الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان) الصحافية لارا سعد مراد، رحبت فيها بالحضور شاكرة اياهم على تلبية الدعوة.

النداء

ثم تلا رئيس اتحاد اورا  الأب طوني خضره النداء الآتي :

"نوجه هذا النداء في لحظة بلغ فيها لبنان قعر الهاوية التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها أويتنصل من المسؤولية تجاهها. بالرغم من الظلام المحيط بنا من جميع الجهات، جلنا بنظرنا في الهاوية، فرأينا من انزلق معنا إلى الإنهيار، وعرفنا من نجا منه.

معنا في الهاوية لبنانيون يبحثون عن الدواء والخبز وحليب الأطفال، لبنانيون انفجرت بهم عاصمتهم فتحولوا أشلاء على المرفأ أو جرحى او مشردين، شباب يتسولون بطاقة هجرة الى اي بلد من بلاد الناس، طلاب يخسرون علمهم، لبنانيون كفروا بأهل السلطة ويكادون يكفرون بكنيستهم  ووطنهم، مسيحيون خائفون على وجودهم وحضورهم، مواطنون ذوو كرامة وعنفوان يعيشون بصمت مآسيهم المتنوعة، ضحايا سلاح غير شرعي ومتفلت، وضحايا إهمال، واللائحة تطول...

ونظرنا أكثر في قعر الهاوية فاستفقدنا الكثيرين، وأدركنا أنهم ليسوا معنا بل "علينا":

-لم نجد معنا أهل السلطة، بل رأيناهم  يعيشون في نعيم أموالنا التي نهبوها...

لم نجد معنا دولتنا ولا أحدا من أبناء الفساد، واللائحة بمن ليس معنا تطول أيضا.

الواقع المر دفعنا إلى التأكد من أن حبل الصعود من الهاوية لن يرميه إلينا أحد من هؤلاء. لن نخرج إلى النور إلا بتضامننا مع بعضنا البعض، نحن الأوادم العالقون في الهاوية.

أمام هذه الواقع المأسوي للعمل السياسي وما خلّفه من أزمات، التقينا إتحاد أورا بجمعيّاته الأربع، الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية (أوليب)، ونبض الشباب (كروأكت) مع تجمّع"لبنانيّون من أجل الكيان" ولقاء "وحدة ورؤية" و"لقاء الإثنين"، لنوجّه هذا النداء إلى جميع القوى المسيحيّة بوجه خاصّ والشريكة في الوطن واللبنانيّة بوجه عام بمثابة دعوة بعنوان : "أنظروا الواقع وتبصّروا فيه."

أولاً:  إننا ننادي  جميع المسؤولين السياسيين

كم ستعمّرون من الأحقاد المميتة وحفلات الإلغاء المتبادلة بعد؟ كم من الأساطير الشخصانية ستحيكون وكم انهيار اقتصادي ستخلّفون بعد، حتى تستفيقوا من الوهم وتدركوا أن اقتصاد بلد، لا يعني جيبة زعيم؟ كم من الوقت ستنتظرون لتطبيق الدستور( اتفاق الطائف) الذي عثتم به تنكيلا، جاعلينه وجهة نظر؟

كم من فرص إنقاذ للوطن فوّتّم على مدى عشرات السنين، ولم تدركوا بعد حالة السقوط التي تأبون الإقرار بها؟ أي محكمة تاريخ أقسى تتنظرون، حتى تمعنوا التفكير في واقعكم، علّكم تتبّصرون فيه؟ وأي دينونة أرهب تنتظرون أن تدانوا فيها، حتى ترتدّوا عن غيّكم السياسي هذا؟

ثانيًا :   إنّنا ننادي المسيحيين

1- جميع المسؤولين السياسيين المسيحيين

كم من الارتجال الصبياني والمراهقة السياسية ستبغون بعد، حتى تكفّوا عن تهديم ما صادرتموه ممّا ائتمنكم عليه المسيحيّون وتاريخ الحضارة المسيحية في هذا البلد ؟

كم من الشباب ستهجّرون، وكم من البيوت ستفرغون بعد، حتّى تدركوا أن هذه الطريق لن تؤدي سوى إلى القضاء على الوجود المسيحي الفاعل في لبنان والشرق؟

أنظروا واقعكم بمكاشفة تاريخية، واقعكم أنكم منقسمون، ومحطات هذا التاريخ تعرفونها، ومنكم من قام بها خير قيام.

إن حقائق تاريخكم السياسي هذه، تحتّم عليكم مراجعة دقيقة لا للخيارات فحسب، بل للمنطلقات، حتى تهتدوا إلى المهمة الحضارية التي أنتم مدعوون إليها. ولا مفّر من توبة تاريخية بالدرجة الأولى على هذا الصعيد، حتى تصفو النظرة فيستقيم الفعل السياسي. ولا يستقيم الفعل السياسي إلاّ على أساس التمييز، وأي تمييز على ىسبيل المثال عندما يصير المسيحيون عاملاً من عوامل تعطيل الواجب الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية؟ واللائحة الكارثيّة على المسيحيين والوطن نتيجة عدم التمييز هذا تطول بدءًا من مواضيع النزوح السوري، واللجوء الفلسطيني، والتجنيس العشوائي، وصولا إلى القضايا التربوية، والملفات الصحية، والهندسات المالية، وبيع واستبدال الأراضي والمشاعات واحتلالها. لن ينجو المسيحيّون من هذه الكوارث إلا بإيلاء رجال الفكر المسيحيين الدور الأساسي في عملية بناء لبنان عبر تنشئة الأجيال المسيحية على مبادئ وأخلاق وقيم، تمكّنها من الصمود في لبنان، وإعداد رجال دولة يؤتمنون على مستقبل المسيحيين فيه.

2 – جميع المسؤولين المسيحيين الروحيين

إنطلاقا من واجب المسؤولين الروحيين في نشر كلمة الإنجيل، وفي خدمة البشارة، تتحمل الكنيسة مسؤولية كبيرة في التحضير لتوبة جماعية تطال السياسي والعلماني والمسؤول الروحي والعامل الإجتماعي. وعلى الكنيسة الشروع بإعداد خطتين تستندان إلى رؤية استراتيجيّة واضحة: خطّة تنفيذية إجرائية تعمل على إعادة نظر في عمل المؤسسات الكنسية وهيكلياتها، وخطّة تعليميّة تثقيفية تعمل على ترسيخ القيم الإنجيليّة وتعزيز المبادئ المسيحية.  اما من الناحية الإقتصادية، فنرى أنّه على الكنيسة (البطريركيات،  والأبرشيات، والرهبانيات...) وضع الأوقاف في خدمة الشعب وإعداد خطط واضحة تساهم في صموده، والولوج إلى الاقتصاد المنتج الخلاّق عبر المساهمة مع أصحاب المبادرات الناجحة، في لبنان والإنتشار في خلق مشاريع مستدامة، لتأمين عشرات آلاف فرص العمل المستدامة للشباب المسيحي. وتقوم هاتان الخطّتان على أساس التعاون والتنسيق  بين الأحزاب والتجمّعات والمؤسسات والجمعيّات المسيحيّة العاملة على أرض الوطن في مواجهة المعضلات الوجوديّة.

3 – عموم المسيحيين

إنّ ّ التبصّر في ما آلت إليه أوضاعنا يحتّم علينا أن نحمل همّ بعضنا البعض، فنقلع عن الفئوية القاتلة، وأن نقلع عن الخوف على مستقبلنا، فوجودنا في هذا الشرق غير مرتبط بسلطة أو بزعيم، إنّما بسعينا جميعًا إلى أن نكون الخميرة في عجين وطننا، أن نجعل من قرانا وبلداتنا ومدننا مواقع ريادة إنتاجيّة ووطنيّة، أن يكون  شبابنا بناة لبنان الغد، أن تحمل المرأة المسيحيّة  عاليا مشعل  التقدم والتطوّر، و أن يبني الأهل أجيالا لبنانيّة واعية، متحرّرة من سلطان بعض الإعلام التيئيسي.

ثالثًا : إننا ننادي شركاءنا في الوطن

كيف، ترتضون أن تصير الدولة اللبنانية دولة فاسدة، ومفلسة، ومنهوبة وعلى شفير الإنهيار الكامل؟ اي وطن بنيتم، اي مستقبل للشباب أمّنتم؟ اي جامعة لبنانية حافظتم عليها؟ أي مؤسسات تربوية واجتماعية تضمن حق المواطن  في التعليم والصحة أنشأتم؟ اي قوانين سنيتم لمصلحة المواطن في عمر الشيب؟ واي بنى تحتيّة بنيتم؟

أي سلطة قضائيّة وأي قوانين صنتم بتعسفكم في ممارسة حقوقكم، حتى غدا العدل منتقصا وانتقائيا لا بل منهارا، منقلباَ على نفسه، يلزمه من يفصل في نزاعات أهله. كفانا مراهنات تضرب الكيان والدولة، إما أن نكون معًا أو لا نكون، إذا كان كل طرف سيبقى رهن الماضي والحسابات الضيقة والأحقاد الدفينة، فلن نأمل أي مستقبل إلا استمرار الدمار؛ من يراهن على متغيرات خارجية إقليمية أو دولية أو من يراهن على لعبة ديموغرافية أو على هجرة او لجوء أو نزوح أو على يأسٍ ليحقق طموحًا سياسيًا، أو ما شابه، فليتعلم من دروس الماضي.

رابعًا: إننا ننادي اللبنانيين عامة

ايها اللبنانيون، نحن الذين ساهمنا في الوصول الى ما وصلنا اليه، لعدم اختيارنا  من يستحق أن نوكل إليه مهمة تسيير شؤون الحكم، وارتضينا ان نكون تبعيين، وقبلنا  ان تكون  حقوقنا منّة علينا، وسكتنا عن مسارات حكم خاطئة اوصلتنا إلى قعر جهنّم.  لذلك، علينا استباق تداعيات الأزمة، وإيجاد رؤية جامعة واضحة للاتجاه الذي نريد أن نتخذه. نريد مجتمعًا تعدديًا، يتطور فيه الفرد شخصيًا، وتتطور فيه الجماعات وتتقدم للعب دور حضاري وإنساني. نريد مجتمعًا تطمح سلطته السياسية لتوفير السبل لتحقيق هذه الأهداف. هذه مسؤولية  تقع على عاتق مؤسسات الدولة، كما تقع أيضًا على عاتق الاحزاب والتجمّعات ومنظمات المجتمع المدني لبناء مجتمع متين وموحد.

خامسًا: رجاؤنا كبير

رجاؤنا كبير، في أن يبرهن المسيحيون والمسلمون معاً عن ريادتهم في رؤية جديدة للبنان تقوم على مشروع سياسي  ينقل لبنان إلى مرحلة سياسية جديدة قائمة على الحرية وإرادة العيش معًا في صيغة مشاركة في المناصفة الفعلية ضمن إطار سيادة الدولة الكاملة. هذا المشروع يتجسد واقعيًا في إطار استكمال ما أتى في الدستور بعد اتفاق الطائف، وخصوصًا في موضوعي اللامركزية ومجلس الشيوخ مع ضرورة إصلاح بعض المواد التي يستغلها السياسيون في صراع السلطة، وإعادة تفسير مفهوم إلغاء الطائفية السياسية، لصالح عقلنته، تماشيًا مع حقيقة لبنان كدولة واحدة في التعدّد. لا يقل أهمية في هذا المشروع موضوع السياسية الخارجية للدولة على أساس الحياد الإيجابي الذي يجد توازنًا صريحًا بين استقلال لبنان ومصالحه وعلاقاته مع العالم اجمع.  ويترجم ذلك كله من خلال الأطر القانونيّة بعد انتظام العمل في المؤسسات الدستوريّة لا سيّمّا رئاسة الجمهوريّة.

لا يكتمل هذا المشروع من دون جرأة لبنانية مسيحية وإسلامية  في النظر في ممارسة اقتصاد مؤنسن، مبني على ما جاء في  مقدمة الدستور، ويتبنى خيارا اقتصاديّا يعيد تكوين البنية الاقتصادية ويبرهن أن خير الفرد والخير العام لا ينفصلان، مما يحتّم إصلاحا لا انقلابًا على النظام الاقتصادي القائم.

لا بدّ أيضا من إعادة نظر في فهم العمل الحزبي وصلته الوطيدة بالعمل البرلماني. لا بد للأحزاب مسيحية كانت أو إسلامية أن تعي أن زمن القادة الملهمين قد انتهى، والزمن اليوم هو زمن جديد حزبيًّا، إما يكون اللبنانيون من رواده وإما سينتهون في الموت التاريخي سياسيًا. يتطلب هذا النموذج صياغة نظام جديد للأحزاب من أهم مداميكه ضمان تداول السلطة، وطرق عمل حزبي جديدة وعصرية، و خوض عمل نيابي مشترك أو حكومي مشترك. ومن الطبيعي أن يكون

الشرط المدخل لهذا الانتقال  وضع قانون انتخابي، يأخذ بعين الاعتبار طبيعة التكوين اللبناني كمجتمع متعدّد، ويؤسس لتعاون مشترك بين كافة المجموعات عبر خوض تحالفات انتخابية تعمل على مشاريع لا على شهوة السلطة".

وفي نهاية النداء دعا الأب خضره الجميع إلى" الإطلاع عليه كاملاَ وتوقيعه على المواقع الإلكترونية التابعة لإتحاد أورا"، مشددا على" ضرورة انضمام جميع المجموعات إلى هذا العمل المشترك لضمان نجاحه" .

وفي ختام المؤتمر كانت مداخلات من الحضور ناقشت بعض النقاط الواردة في النداء بالإضافة إلى أسئلة إستفسارية من الإعلاميين الحاضرين وعدد من المشاركين، أجاب عنها ممثلو الجهات الداعية.

للإطلاع على النداء وتوقيعه يرجى الضغط على الرابط التالي:

https://bit.ly/3XUmjJa

 

نداء تأسيسي لمؤتمر مسيحي دائم موجّه إلى جميع اللبنانيين: ظروا الواقع وتبصّروا فيه!"

وطنية/الخميس 02 شباط 2023

https://www.nna-leb.gov.lb/ar/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/592001/%D8%A7%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D9%86%D8%AF%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%A3%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%85-%D9%86%D9%83%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9%D8%A7-%D8%A3%D9%88-%D9%84%D8%A7

الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة (أوسيب- لبنان)، "لابورا"، "أصدقاء الجامعة اللبنانية"، و"نبض الشباب"، وبالتعاون مع لقاء "وحدة ورؤية" تجمّع "لبنانيون من أجل الكيان"، و"لقاء الإثنين- كسروان"

نوجه هذا النداء في لحظة بلغ فيها لبنان قعر الهاوية التي لا يمكن لأحد أن يتجاهلها أويتنصل من المسؤولية تجاه انحدارنا إليها، فالتهرب من المسؤولية هو في حدّ ذاته خيانة لطبيعة المهمة السياسية كأشرف عمل يدعى إليه الإنسان بحكم كرامته الإنسانية وعيش الحرية والمعية.

وبالرغم من الظلام المحيط بنا من جميع الجهات، جلنا بنظرنا في الهاوية، فرأينا من انزلق معنا إلى الإنهيار، وعرفنا من نجا منه.

-معنا في الهاوية لبنانيون يبحثون عن الدواء ولا يجدونه.

-معنا أطفال يصرخون جوعا لأنهم لا يجدون الحليب.

-معنا أجداد يتحسرون على حياة أضاعوها في سبيل وطن هدمته عصابة تجار مال وتجار دم.

-معنا شباب يتسولون بطاقة هجرة الى اي بلد من بلاد الناس، وأمهات وآباء يبكون خسارة فلذات الأكباد.

-معنا لبنانيون انفجرت بهم عاصمتهم فتحولوا أشلاء على المرفأ أو جرحى او مشردين، أو ثوارا يطلبون العدالة لدماء أبنائهم، فيجابهون بقانون فصّله المجرمون على قياس جرائمهم، وقضاء أصبح منقلباَ على نفسه يلزمه من يفصل في نزاعات أهله.

-معنا طلاب يخسرون علمهم في المدرسة والجامعة، لأن التعليم أصبح على سعر صرف الدولار السياسي المحلق بلا سقف.

-معنا لبنانيون كفروا بالسلطة وأهلها، ويتلون كل يوم آيات الدعاء برحيلهم واضمحلال شرهم.

-معنا مسيحيون خائفون على وجودهم وحضورهم، مع استفحال سياسة قضم الحقوق وبيع الأراضي واحتلالها، فيما زعماؤنا يتلهون بأنانياتهم وحفلات التخوين المتبادلة.

-معنا موظفون، عسكريون، معلمون، وأصحاب مهن متنوعة، ذوو كرامة وعنفوان، أكل وحش الغلاء رواتبهم، وسرق منهم جنى العمر، يسكبون على جرحهم ملحا، ويرفضون أن يتحولوا الى متسولي أبسط الحقوق، فيموتون على أبواب المستشفيات أو يعيشون بصمت مآسيهم المتنوعة.

-معنا ضحايا سلاح غير شرعي ومتفلت، وضحايا إهمال يسقطون كلّ يوم، ولا من يسأل.

-معنا في الهاوية كل هؤلاء، واللائحة تطول...

ونظرنا أكثر في قعر الهاوية فاستفقدنا الكثيرين، وأدركنا أنهم ليسوا معنا بل "علينا":

-لم نجد معنا أهل السلطة، بل رأيناهم  يعيشون في نعيم أموالنا التي نهبوها...

-لم نجد معنا دولتنا بجميع أجهزتها وسلطاتها، لأنها أصبحت في جيبة الزعيم وفي فوهة سلاح قوى الأمر الواقع.

-لم نجد معنا أحدا من أبناء الفساد لأنهم يتلهون بعدّ غنائمهم من عرقنا ودمائنا...

الواقع المر دفعنا إلى التأكد من أن حبل الصعود من الهاوية لن يرميه إلينا أحد من هؤلاء. لن نخرج إلى النور إلا بتضامننا مع بعضنا البعض، نحن أصحاب الإرادات الخيرة العالقون في الهاوية.

أمام هذه الواقع المأساوي للعمل السياسي وما خلّفه من أزمات، التقينا إتحاد أورا بجمعيّاته الأربع، الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان (أوسيب لبنان)، لابورا، أصدقاء الجامعة اللبنانية (أوليب)، ونبض الشباب (كروأكت) مع تجمّع"لبنانيّون من أجل الكيان"، لقاء "وحدة ورؤية" و"لقاء الإثنين- كسروان"، لنوجّه هذا النداء إلى جميع القوى المسيحيّة بوجه خاصّ والشريكة في الوطن واللبنانيّة بوجه عام بمثابة دعوة بعنوان : "أنظروا الواقع وتبصّروا فيه."

نرغب  من هذه الدعوة أن نعيد إلى العمل السياسي حقيقته المتأصلة في الزمان والمكان، كعمل حضاري يرقى إلى ترقٍّ حقيقي. فالترقي هو مقياس الفعل السياسي وهو في أصل كل سلام مجتمعي. على هذا الأساس يقاس النظر إلى الواقع والتبصّر فيه من منطلق قراءة علامات الأزمنة والانطلاق إلى المهمة التي يدعونا إليها الواقع.

من هنا نبدأ!          

أولاً:  إننا ننادي  جميع المسؤولين السياسيين

أنظروا واقعكم وأحسنوا قراءة ما وصلتم إليه. لا أحد غيركم مسؤول تجاهه لنظركم في الأشياء والممارسة القائمة على أساسه. وأول ما يسألكم واقعكم:

-كم ستعمّرون من الأحقاد المميتة وحفلات الإلغاء المتبادل بعد، حتى تصحوا إلى ما تجرّون مجتمعكم إليه؟

-كم من الأساطير الشخصانية ستحيكون، حتى تستفيقوا من وهم أن كل واحد منكم هو الفرقة الوحيدة الناجية؟

-كم انهيار اقتصادي ستخلّفون بعد، حتى تدركوا أن اقتصاد بلد، لا يعني جيبة زعيم؟

-كم خطّة إنقاذيّة ستضعون قبل أن تصل البلاد  إلى قعر الانهيار فتدركون أنّ النجاة من هذه الحالة شأن مستحيل؟  

-كم من الوقت ستنتظرون لتطبيق التعديلات الدستورية المنبثقة عن اتفاق الطائف الذي عثتم به تنكيلا، جاعلينه وجهة نظر؟

-كم من فرص إنقاذ للوطن فوّتّم على مدى عشرات السنين، ولم تدركوا بعد حالة السقوط التي تأبون الإقرار بها؟

-كم من الوزارات  والإدارات مذهبتم، وطيفتم وجعلتموها لفئة دون أخرى، ولم تعوا أنكم بذلك تمزّقون العيش المشترك للبنانيين؟

-أي محكمة تاريخ أقسى تتنظرون بعد، حتى تمعنوا التفكير في واقعكم، علّكم تتبّصرون فيه؟ وأي دينونة أرهب تنتظرون أن تدانوا فيها، حتى ترتدّوا عن غيّكم السياسي هذا؟

ثانيًا :   إنّنا ننادي المسيحيين

1 - جميع المسؤولين السياسيين المسيحيين

لا نعتقد ان الواقع الحالي الذي وصلنا اليه لا ينادي السياسيين المسيحيين ويسألهم: أنظروا الواقع وتبصّروا فيه!

-كم من الارتجال الصبياني والمراهقة السياسية ستبغون بعد، حتى تكفّوا عن تهديم ما صادرتموه ممّا ائتمنكم عليه المسيحيّون وتاريخ الحضارة المسيحية في هذا البلد ؟

-كم من الشباب ستهجّرون، وكم من البيوت ستفرغون بعد، حتّى تدركوا أن هذه الطريق لن تؤدي سوى إلى القضاء على الوجود المسيحي الفاعل في لبنان والشرق؟

أنظروا واقعكم بمكاشفة تاريخية،  فهناك حقيقتكم غير المخفية لا عنكم ولا عن سواكم. وإذا اهتديتم إليها تجدون البصر الحقيقي.

واقعكم أنكم منقسمون، ومحطات هذا التاريخ تعرفونها، ومنكم من قام بها خير قيام. والحقيقة أن من ينقسم على ذاته يخرب، وهذا ما مارستموه حتى كرسـتموه بالدماء وألوان الممارسات ونسجتم له سرديات ولفّقتم له أخبارا.

إن حقائق تاريخكم السياسي هذه، تحتّم عليكم مراجعة دقيقة لا للخيارات فحسب، بل للمنطلقات، حتى تهتدوا إلى المهمة الحضارية التي أنتم مدعوون إليها في سياق التجربة اللبنانية التي ينضجها التاريخ عند كل أزمة سياسية، لتتبلور أكثر فأكثر، لذا نكّرر: أنظروا الواقع وتبصّروا فيه!

هذه المهمة  الحضاريّة لا بد من أن تقوم على أساس حقيقة لا مفرّ منها يختصرها كتاب الأمثال بالقول: "بصلاح الصديقين تغتبط المدينة، بإبادة الأشرار تطرب. ببركة المستقيمين تعلو المدينة، وبكلام الأشرار تنهدم" (أم 11، 10-11). الإشكالية الأولى هي إذًا إشكاليّة أخلاقية سياسيّة. ولا مفّر من توبة تاريخية بالدرجة الأولى على هذا الصعيد، حتى تصفو النظرة فيستقيم الفعل السياسي.

ولا يستقيم الفعل السياسي إلاّ على أساس التمييز، فأي سياسة تبغي الخير العام لا تقوم من دون موهبة التمييز أي قراءة علامات الأزمنة. فأي تمييز على ىسبيل المثال عندما يصير المسيحيون عاملاً من عوامل تعطيل الواجب الدستوري في انتخاب رئيس للجمهورية؟ واللائحة الكارثيّة على المسيحيين والوطن نتيجة عدم التمييز هذا تطول بدءًا من مواضيع النزوح السوري، القنبلة الموقوتة ديموغرفيًا وإنسانيًا واقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا، واللجوء الفلسطيني، والتجنيس العشوائي، والقضايا التربوية، والملفات الصحية، والهندسات المالية، وبيع واستبدال الأراضي والمشاعات واحتلالها. ولن ينجو المسيحيّون من هذه الكوارث إلا بإيلاء رجال الفكر المسيحيين الدور الأساسي في عملية بناء لبنان، سياسيا، ثقافيا، اجتماعيا وأخلاقيًا،  عبر تنشئة الأجيال المسيحية على مبادئ وأخلاق  وقيم تمكنها من الصمود في لبنان، وإعداد رجال دولة يؤتمنون على مستقبل المسيحيين في لبنان من خلال إعلاء الخير العام فيه فوق كل اعتبار.

 2 – جميع المسؤولين المسيحيين الروحيين

 إنطلاقا من واجب المسؤولين الروحيين في نشر كلمة الإنجيل، وفي خدمة البشارة، واستلهاما لمقررات المجمع الفاتيكاني الثاني، ولرسائل البابوات، ولوثيقة "رجاء جديد للبنان" التي أعلنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني في بيروت، تتحمل الكنيسة مسؤولية كبيرة في التحضير لتوبة جماعية تطال السياسي والعلماني والمسؤول الروحي والعامل الإجتماعي... وعلى الكنيسة الشروع بإعداد خطتين تستندان إلى رؤية استراتيجيّة واضحة :

أ - خطّة تعليميّة تثقيفية تعمل على ترسيخ القيم الإنجيليّة وتعزيز المبادئ المسيحية لاسيّما العائدة لكرامة الشخص البشري، والخير العامّ والتضامن والتكافل، والتوجيه السليم للتجذر في الأرض  و البقاء في الوطن مهما كانت الصعوبات والتحديات، وللعمل في الشأن العام.

ب-  خطّة تنفيذية إجرائية تعمل على إعادة نظر في عمل المؤسسات الكنسية وهيكلياتها، حتى تطبق المبادئ المذكورة أعلاه، فتكون أكثر شهادة للمحبة المسيحية ولملكوت الله كما أرادها سيدها أن تكون في العالم وليس من هذا العالم، وكما قال فيها المجمع الفاتيكاني الثاني إنها : "بمثابة السرّ، أيّ العلامة والأداة في الاتّحاد الصّميم بالله ووحدة الجنس البشريّ برمتّه" (ك 1). وهذا يقتضي بالدرجة الأولى التنسيق والتشبيك بين المؤسسات المسيحية (الكنسية والاجتماعية...) من ضمن رؤية واضحة.

اما من الناحية الإقتصادية، فنرى أنّه على الكنيسة (البطريركيات،  والأبرشيات، والرهبانيات...) وضع الأوقاف في خدمة الشعب ضمن خطط واضحة تساهم في صموده، والولوج إلى الاقتصاد المنتج الخلاّق عبر المساهمة مع أصحاب المبادرات الناجحة، وسيّدات ورجال الأعمال المسيحيين في لبنان والإنتشار في خلق مشاريع مستدامة ومراكز إنتاج تكنولوجية متطورة وغيرها، في البلدات اللبنانية على امتداد الوطن، لتأمين عشرات آلاف فرص العمل المستدامة للشباب المسيحي حامل الشهادات العالية.

وتقوم هاتان الخطّتان على أساس التعاون، أي ان المستقبل المسيحي في خدمة الخير العام لن يكون الا عبر الانفتاح التام على ثقافة التعاون والتشارك والمساواة بين القوى المسيحية السياسية في ادارة شؤون البلد، أكان ذلك على المستوى التشريعي او التنفيذي او الإداري، بعيدا عن سياسات الإقصاء، وعبر عيش القيم المسيحية وأهمهما خدمة الخير العام. وهذا لن يتحقق الا اذا بادرت المرجعيات الكنسية الى تأسيس جهاز تنسيقي من أجل الشروع في تحقيق هذا التعاون  والتنسيق  بين الأحزاب والتجمّعات والمؤسسات والجمعيّات المسيحيّة العاملة على أرض الوطن في مواجهة المعضلات الوجوديّة.

3 – عموم المسيحيين

إنّ التبصّر في ما آلت إليه أوضاعنا يحتّم علينا :

-أن نحمل همّ بعضنا البعض، فنقلع عن الفئوية القاتلة في معالجة شؤوننا. فالخلاص لا يكون فرديّا فقط، إنّه هو حكمًا فرديّ شخصيٌّ وجماعيّ.

-أن نقلع عن الخوف على مستقبلنا، فوجودنا في هذا الشرق غير مرتبط بسلطة أو بزعيم، إنّما بسعينا جميعًا إلى أن نكون الخميرة في عجين وطننا، ومنطقتنا، ف"إذا كان الله معنا فمن يقوى علينا."

-أن نجعل من قرانا وبلداتنا ومدننا مواقع ريادة إنتاجيّة ووطنيّة، وواحات عيش مشترك.

-أن يكون  شبابنا بناة لبنان الغد، فيتشبثون بأرضه، ويبنون حياتهم فيه، متمسكين بحيويتهم وإبداعيتهم وأخلاقيتهم، فالمستقبل  لهم، ولن يكون إلا كما هم يرغبونه.

-أن تحمل المرأة المسيحيّة  عاليا مشعل  التقدم والتطوّر والتطلّع، لها لأبنائها وللوطن.

-أن يبني الأهل أجيالا لبنانيّة واعية، متحرّرة من سلطان الإعلام التيئيسي الذي تمارسه بعض وسائل التواصل الإجتماعيّ وبعض وسائل الإعلام المغرضة.

 ثالثًا  : إننا ننادي شركاءنا في الوطن

لا نعتقد ان الواقع الحالي الذي وصلنا اليه لا ينادي شركاءنا في الوطن للنظر والتفكير، لذا نكرر: أنظروا الواقع وتبصّروا فيه!

وهنا نسألكم بعدما  قبضتكم على زمام الامور في البلاد بعد اتفاق الطائف :

-كيف، ترتضون أن تصير الدولة اللبنانية دولة فاسدة، ومفلسة، ومنهوبة وعلى شفير الإنهيار الكامل، ومشرّع فيها الحدود السائبة والتهريب، والسمسرات والتزوير...؟

-كيف تنساقون  إلى ضرب الثوابت الوطنية اللبنانية القائمة على المشاركة؟

-اي وطن بنيتم لجميع اللبنانيين؟

-اي مستقبل ورخاء اقتصادي أمّنتم للشباب اللبناني الذي  تركتموه حائرًا منكسرًا أمام أبواب السفارات والمجهول، يطمح الى بلد يحميه ويضمن مستقبله؟

-أي سلطة قضائيّة بنيتم، وأي قوانين صنتم بتعسفكم في ممارسة حقوقكم، حتى غدا العدل منتقصا وانتقائيا في وطننا، يخشى المواطنون اللجوء إليه.

-اي جامعة لبنانية حافظتم عليها؟ أي مؤسسات تربوية واجتماعية تضمن حق المواطن  في التعليم والصحة أنشأتم؟ اي قوانين سنيتم لمصلحة المواطن في عمر الشيب؟ واي بنى تحتيّة بنيتم؟

كفانا مراهنات تضرب الكيان والدولة، ساعة بالاستقواء بقوى خارجية شقيقة أو وافدة،  وساعة بوصاية او بطلب رضى دولة عربية أو اجنبية.

إننا لعلى أيمانٍ راسخ أن خصوصية لبنان وتاريخ العيش المشترك فيه يفرض المعادلة الآتية: إما أن نكون معًا أو لا نكون. ولهذه المعادلة براهين تاريخية، لعل الحرب اللبنانية أسطع برهان على أن أي جماعة تتوهم أنها ناجية أو تنجو بذاتها من دون سواها قد اختبرت ما هي نتائج وأثمان هذا التوهّم. إن الأزمة التي نمرّ بها لا يأتي حلّها من الخارج، بل من إبداع الداخل كما فعل اللبنانيون سابقًا، حتى لو تدخل الخارج وساعد.

فلبنان لن يخرج من ازماته إلا بترتيب أولويات الخصوصية اللبنانية من جديد، إذا كان كل طرف سيبقى رهن الماضي والحسابات الضيقة والأحقاد الدفينة، فلن نأمل أي مستقبل إلا استمرار الدمار؛ لكن إذا عدنا إلى أصل ميثاقنا الوطني نجد أن هذا الميثاق قد بني على أسس إيمانية ونظرة للإنسان قائمة على أن كل إنسان مساوٍ  لكل إنسان بعامّة وفي لبنانيته بخاصّة. وهذا ما كان ليكون لولا أن للبنانيين تاريخ من العيش المشترك ارتضوه. وعن هذا التاريخ وعن هذه القيم ولدت إرادة لبنانية موحَّدة وموحِّدة أثبتت ذاتها رغم سني الحرب الطويلة.

من هذا المنطلق نعتقد أيضًا أن من يراهن على متغيرات خارجية إقليمية أو دولية أو من يراهن على لعبة ديموغرافية أو على هجرة او لجوء أو نزوح أو على يأسٍ ليحقق طموحًا سياسيًا، أو ما شابه، فليتعلم من دروس الماضي.

لذا "أنظروا الواقع وتبصّروا فيه!"، ولنعقد العزم معًا كما أراد التاريخ أن نكون معًا أو لا نكون.

رابعًا: إننا ننادي اللبنانيين عامة

ايها اللبنانيون، لبنان حياتنا، هواؤنا، شمسنا، اقتصادنا، ازدهارنا، عيشنا الواحد ومستقبلنا، لا نعتقد ان الواقع لا ينادينا الى النظر والتفكّر ، لذا نكرّر: لننظر الواقع ونتبصّر فيه!

لقد وصلنا معاً الى واقع مأساوي نتيجة ممارسات سياسية عقيمة اوصلتنا الى هذا الدرك الخطير المهدد للكيان، اذ لا يمكننا ان نقول اننا مغلوب على امرنا او ان نضع الحق على سوانا.

نحن الذين ساهمنا في الوصول الى ما وصلنا اليه، لعدم اختيارنا  من يستحق أن نوكل إليه مهمة تسيير شؤون الحكم، ولسكوتنا عن مسارات حكم خاطئة اوصلتنا إلى قعر جهنّم.

نحن الذين ارتضينا ان نكون تبعيين ،انتهازيين وزبائنيين  وقبلنا أن تكون حقوقنا منّة علينا.

نحن الذين اخترنا ان ننتخب على اساس من هنأنا وعزانا ودعمنا في عدم تطبيق القانون على حساب الكفاءة والجدارة.

إذا لم نستبق تداعيات الأزمة فسيكون مستقبلنا في أحسن الأحوال أكثر كارثيّة من حاضرنا، وواجبنا إيجاد رؤية جامعة واضحة للاتجاه الذي نريد أن نتخذه.

نريد مجتمعًا أكثر إنسانية وتضامنا وإنتاجية، وأكثر إنسانية من حيث قيم المشاركة  وتحمل المسؤولية تجاه شعبنا وطبيعتنا. نريد مجتمعًا يكون "المواطن- الفرد الشخص" هو محور الرؤية والتفكير والعمل. نريد مجتمعًا لا يسمح بسحق الآخرين، نريد  مجتمعًا تعدديًا، يتطور فيه الفرد شخصيًا، وتتطور فيه الجماعات وتتقدم للعب دور حضاري وإنساني، فيحقق نموذجيته كرسالة في سباق الأمم ويساهم في تقدم البشرية. نريد مجتمعًا تطمح سلطته السياسية لتوفير السبل لتحقيق هذه الأهداف، وهذه مسؤولية  تقع على عاتق مؤسسات الدولة، كما تقع أيضًا على عاتق الاحزاب والتجمّعات ومنظمات المجتمع المدني لبناء مجتمع متين وموحد.

خامسًا: رجاؤنا كبير

نود هنا أن نذكّر بكلام الرجاء الذي قاله البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني إلى الوفد البرلماني اللبناني يوم زاره في 29 آذار 1985، إذ توجه إليه بالقول: "إن الطابع التعدّدي لهذا الوفد هو [...] مدعاة أمل [...] أنا مثلكم [...] واثق بأنه بعد سنيّ الحرب الطويلة، ليس من السهل تبصّر الطريق المؤدي إلى التفاهم والاحترام المتبادل. وليس من السهل أيضًا محو ذكريات مؤلمة ما زالت قادرة ويا للأسف على إذكاء مواقف متشنجّة... كل ذلك صعب لكنه ليس مستحيلاً! لا شيء غير قابل للإصلاح [...] إذا حافظ كل مواطن على ثقة أصيلة في الإنسان وعلى محبّة صادقة نحو وطنه. وإني أعلم أن جميع اللبنانيين متمسكون بتاريخ بلدهم ويعرفون خصوصًا كيف يعودون بإيمانهم نحو الخالق الأوحد إله المحبة والسلام."

نعم رجاؤنا كبير وهو يقوم على أساس رؤية لا بد من ان تصبّ في كرامة الشخص البشري والخير العام. فالمهمة المطلوبة من المسيحيين والمسلمين معاً في هذه الأزمة، هي أن يبرهنوا عن ريادتهم في رؤية جديدة للبنان تقوم على المبادئ المذكورة أعلاه وتتجسد في الأطر الآتية:

1-مشروع سياسي  ينقل لبنان إلى مرحلة سياسية جديدة مبني على الأسس التاريخية للتجربة اللبنانية القائمة على الحرية وإرادة العيش معًا في صيغة مشاركة في المناصفة الفعلية في إطار سيادة الدولة الكاملة. هذا المشروع يتجسد واقعيًا في إطار استكمال ما أتى في الدستور بعد اتفاق الطائف، وخصوصًا في موضوعي اللامركزية ومجلس الشيوخ، مع ضرورة إصلاح دستوري لبعض المواد الدستورية التي يستغلها السياسيون في صراع السلطة والمصالح لشلّ عمل الدولة، وإعادة تفسير مفهوم إلغاء الطائفية السياسية، لصالح عقلنته تماشيًا مع حقيقة لبنان كدولة واحدة في التعدّد. يحتم ذلك تحديدًا واضحًا لمفهوم الدولة المدنية التي تتوافق مع طبيعة الاجتماع اللبناني. لا يقل أهمية في هذا المشروع موضوع السياسية الخارجية للدولة على أساس  الحياد الإيجابي، الذي يجد توازنًا صريحًا بين استقلال لبنان ومصالحه وعلاقاته مع العالم اجمع. .  ويترجم ذلك كله من خلال الأطر القانونيّة بعد انتظام العمل في المؤسسات الدستوريّة لا سيّمّا رئاسة الجمهوريّة.

2-لا يكتمل هذا المشروع من دون جرأة لبنانية مسيحية وإسلامية  في النظر في ممارسة اقتصاد مؤنسن، إذ لا يجوز أن يستمر لبنان في نظام اقتصادي لا يجاري ما ورد في الدستور. لقد  رسمت مقدمة الدستور توجهًا اقتصاديا. في الفقرة: "ج": "لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة، (...) "و":"النظام الاقتصادي اللبناني حر يكفل المُبادَرة الفردية والملكية الخاصة"، والفقرة " ز": "الإنماء المتوازن للمناطق، ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، ركن أساسي من أركان وحدة الدولة واستقرار النظام."

ينقص هذا التوجه تبنى خيار اقتصاديِّ يعيد تكوين البنية الاقتصادية. إذًا لا بد من إصلاح لا انقلابًا على النظام الاقتصادي القائم. هذا من المهمات الملحة. وعلى القادة اللبنانيين أن يبرهنوا أن خير الفرد والخير العام لا ينفصلان، وهنا يتكامل المشروع السياسي مع الاصلاح الاقتصادي.

ومن البديهي أن الخوض في هذا المعترك لا يكون من دون إعادة نظر في فهم العمل الحزبي وصلته الوطيدة بالعمل البرلماني. لا بد للأحزاب مسيحية كانت أو إسلامية أن تعي أن زمن القادة الملهمين قد انتهى، والزمن اليوم هو لنماذج السلوك السياسي المقرونة بنماذج التعاون. هناك زمن جديد حزبيًّا، إما يكون اللبنانيون من رواده وإما سينتهون في الموت التاريخي سياسيًا. يتطلب هذا النموذج صياغة نظام جديد للأحزاب من أهم مداميكه ضمان تداول السلطة، وطرق عمل حزبي جديدة وعصرية، وعقد العزم على خوض عمل نيابي مشترك أو حكومي مشترك يدفع لبنان إلى التقدم.

ومن الطبيعي أن يكون الشرط المدخل لهذا الانتقال  وضع قانون انتخابي، يأخذ بعين الاعتبار طبيعة التكوين اللبناني كمجتمع متعدّد ويؤسس لتعاون مشترك بين كافة المجموعات من أجل خير الأفراد والمجموعات في الوطن ، ويكون هذا العمل عبر خوض تحالفات انتخابية تعمل على مشاريع لا أن تقف عند حدود شهوة السلطة. إن العمل النيابي المشترك على أساس أحزابٍ، يعني أن يدخل لبنان مرحلة البرلمانات في الدول المتقدّمة، حيث البرلمان هو ندوة لا للسجال والتهشيم والتهديم والاستعراض والزعاماتية، بل لعرض المشكلات والبرامج والطموحات ولمحاسبة المسؤولين وللدفاع عن القضايا الوطنية، فهل ينتدب اللبنانيون  أنفسهم لهذه المهمة النبيلة؟

في ختام هذا النداء نجدّد الدعوة إلى اعتبار الوجود المسيحي وحضوره الفاعل في لبنان والشرق أمانة في اعناقنا جميعًا، حتى لا يتحول الشرق إلى نمطيات قاتلة. وللمسيحيين نقول إن الشعوب العاجزة عن التغلّب على مخاطرها وتحدياتها المصيرية تتعرض للإندثار والزوال، فرحمة بالوجود والحضور، يرى إتحاد أورا ولقاء وحدة ورؤية، وتجمّع لبنانيون من أجل الكيان ولقاء الإثنين- كسروان أنه لا بدّ لمسيحيّي لبنان من ان يتحدوا حول رؤية إنقاذية موحّدة للبنان، تقوم على المحافظة على السيادة الوطنيّة وعلى المؤسسات والمواقع السيادية، وعلى التزام الحياد الايجابي بين الدول، وعلى مناصرة القضايا المحقّة والعادلة، وعلى اقتلاع الفساد من جذوره ومحاسبة رؤوسه، وعلى بناء  قضاء مستقلّ عن السلطة السياسيّة وتنقية السلطة القضائية الحاليّة من القضاة الذين يتزلّمون للسياسيين، وعلى تأمين المدرسة والدواء والمستشفى والعمل لكل لبنانيّ فلا يموت لبناني على باب مستشفى، ولا يضطر  إلى الهجرة ليجد عملا، ولا يتمكّن من تعليم أولاده، ولا يجد قوت يومه، وعلى معالجة قضية النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وعلى إعلاء الشأن العام والانخراط في الخدمة العامّة، بما يؤدي إلى بناء دولة عصرية منيعة الجانب، قائمة على الحرية والعدالة والمساواة، وعلى سيادة القانون، تصون حقوق جميع اللبنانيين. وفي سبيل تحقيق ذلك ندعو إلى إنشاء مؤتمر مسيحي دائم لوضع هذه الرؤية  موضع التنفيذ، والنضال في سبيلها مع كل الارادات الخيّرة  في الوطن من كل الطوائف والأحزاب والتجمّعات والفئات، حتى يبقى لنا وطن يليق باللبنانيين ويستحق أن نضحي في سبيله، ونعلي شأنه بين الدول ونصون رسالته في العيش المشترك.

فنحن ومن معنا مسيحيون، لبنانيون نريد استعادة حقنا بالوجود والحضور والحياة، وهذا الحق لن يسلبنا إياه أحد..

فيا أيها المؤمنون بما ومن نؤمن به، تعالوا نوحد الجهود، الآن وفورا، فالواقع لا يحتمل التأجيل، ووجودنا على المحك ووطننا مهدد بالزوال، فإما نبدأ اليوم أو لن نكون هنا في الغد...

هدفنا أن نشكل قوة ضغط سلمية لنستطيع فرض إرادتنا حيث يجب، وحدتنا المسيحية لم تعد خيارا بل ضرورة قصوى، عليها تتوقف حياتنا أو موتنا..

لذلك ندعوكم جميعا إلى الإنضمام إلينا أينما كنتم، في السياسة، في القضاء، في الكنيسة، في العمل الإجتماعي، في العمل الإقتصادي، في العمل القانوني، المصرفي، وغيره، لنعمل معا تحت مظلة مؤتمر مسيحي دائم، ينكب على وضع الخطط الإنقاذية المطلوبة وتبعا للأولويات الملحة، كي نحفظ وجودنا وحضورنا، ونؤسس لبقاء متجذّر في الأرض والتاريخ من خلال وضع خطة تأسيسية واضحة للخمسين سنة المقبلة، فنقود أجيالنا المقبلة ووطننا الى بر الأمان.

المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة، رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، فتعالوا نخطوها معا. قدراتنا عظيمة إذا ما ضافرنا الجهود، وفي اتحادنا قوتنا...

الهاوية ليست مصيرنا، إنها محطة، وتجربة، إنها اختبار سنجتازه بإيمان ورجاء. رجاؤنا كبير، إيماننا كبير، قلوبنا وأبوابنا مفتوحة، يدنا على المحراث، وعيوننا على الشمس التي ستعود وتشرق من جديد عاجلاّ ام آجلاّ، وستغلب بكل تأكيد  ظلام الهاوية...

للمشاركة وتوقيع النداء يرجى تعبئة الإستمارة.

إتحاد أورا

لقاء وحدة ورؤية

تجمّع لبنانيون من أجل الكيان

لقاء الإثنين- كسروان

 

لقاء برعاية المطران عون لإنشاء لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل

وطنية - جبيل/الخميس 02 شباط 2023

أعلن المسؤول الاعلامي في ابرشية جبيل المارونية الخوري انطوان عطالله في بيان ان "راعي الابرشية المطران ميشال عون عقد في دار المطرانية لقاء تم خلاله إنشاء لجنة الحوار الوطني في بلاد جبيل التابعة لمطرانية جبيل المارونية، وقد عين منسقا لها الخوري فادي الخوري والمحامي اسكندر جبران امينا للسر".

وحددت هوية اللجنة وأهدافها كلجنة "تسهم في شدّ أواصر الوحدة الوطنية في بلاد جبيل عبر حوار فاعل وحياتي" من خلال مجموعة من الأهداف منها "إبراز المحطات التاريخية المشتركة بين اللبنانيين والجبيليين وشخصيات لبنانية وجبيلية على الصعيدين الحواري والوطني"، و"تعزيز روحيّة التضامن والانفتاح والتعاون الإنساني" و"متابعة ما يستجد أو يطرأ على صعيدي العيش معا والحوار". وتعزيزا لهذه الأهداف، تعمل اللجنة على "تنظيم لقاءات ومؤتمرات ومبادرات" و"تحديد يوم وطني مشترك ومناسبات مشتركة".

عون

إفتتح المطران عون الإجتماع بالترحيب بالحضور وشكر الجميع للتعاون معا في إنشاء لجنة الحوار الوطني، "وقد كانت جبيل ولا تزال رائدة في العيش المشترك، ونحن نجتمع لنؤكد معا بأن الحوار هو السبيل الأساسي لخلاص لبنان ولخير شعبه، ومن الضروري وجود هذه اللجنة للتشاور والتفكير ولتوجيه دعوة دائمة للحوار عبر أهداف واضحة. وإن دور هذه اللجنة يجب أن يكون دورا رائدا في رسم رؤيا عامة حول كل ما يحصل في بلاد جبيل وفي لبنان ولا سيما في إتخاذ الموقف المناسب في أي حدث وطني ديني أو طائفي، مرحبا بالجميع ومثنيا  على دور كل عضو من أعضاء اللجنة  في إنجاح أعمالها".

اللقيس

المفتي اللقيس شدد في كلمته على أهمية دور هذه اللجنة واطلاعها بالمسؤوليات الوطنية التي عاشتها بلاد جبيل في ان تكون دائما رائدة العيش المشترك والوحدة الوطنيّة، شاكرا للمطران عون "هذه الدعوة لتشكيل اللجنة ولدوره الرائد في بلاد جبيل".

حيدر والمقررات

وألقى الشيخ محمد حيدر كلمة بإسم المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين أشاد فيها بـ "دور هذه اللجنة في شد أواصر الوحدة والتعاضد والتكاتف من أجل هذا الوطن"، وشكر للمطران عون "إطلاقه لهذه المبادرة الوطنية". وبعد التشاور قرر المجتمعون عقد إجتماعات دورية في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان مع ما يحيط بها من مخاوف وتعثرات، معتبرين أن "إبراز النموذج الجبيلي من العيش معًا حاجة أكثر من ضرورية في هذه المرحلة". ووزعت على المجتمعين ورقة التعريف والأهداف التي تمّ بحثها في الإجتماع الأول الذي عقد في 9 كانون الأول 2022، وقد تلا منسق اللجنة الخوري فادي الخوري مضمون بنود هذه الورقة، نوقشت وأقرت بعد إدخال بعض التعديلات عليها ووقّعت من الحاضرين.  وفي الختام أعاد عون تأكيد "أهمية هذه اللجنة"، وضرورتها إلى جانب الجمعيات والمؤسسات الجبيلية التي تعنى بالحوار والعيش معا، وبعد ذلك استضاف الجميع إلى مائدة المطرانية. اشارة الى ان اللجنة تضم كلا من: الشيخ محمد النقري، الخوري باسم الراعي، الشيخ محمد عمرو، الشيخ أحمد الّلقيس، الشيخ محمد حيدر، النائب السابق عباس هاشم، القاضية جوسلين متى، المهندس إيلي جبرايل، فراس مصطفى الحسيني، السفير السابق غابي عيسى، الدكتور خالد اللقيس، المحامي جان الحواط، رشاد ياغي، روكز زغيب، فادي مفرج، الدكتورة فاديا كيوان، شربل ابي عقل، اسكندر جبران، الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد، قاسم الحسامي، ماري تريز مرهج سيف، كلود أرداجيان، عدنان حيدر أحمد، والدكتور أدونيس العكره.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 02- 03 شباط/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 02 شباط/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/115456/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1678/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For February 02/2023

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/115458/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-february-02-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

مقالات وتقارير ومقابلات نشرت اليوم على موقعي New editorials, Reports & Interviews posted today on my website

http://www.eliasbejjaninews.com

رابط فيديو مقابلة من أم تي في مع رشا سليم شقيقة الشهيد لقمان سليم تتناول ذكرى اغتياله وتلقي الأضواء على مخطط قتلته ومشروعهم الفارسي الدكتاتوري

https://eliasbejjaninews.com/archives/115470/115470/

لبنان لديه خصوصيته ونحن ندفع ثمن الإقليم

02 كانون الثاني/2023

 

تاريخ لبنان يرد الهجوم الإيراني على جغرافيته!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/02 شباط/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115468/%d9%87%d8%af%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%8a%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5/

ضمن مناهج العلوم السياسية لدى الجامعات المرموقة في العالم تدرّس مادة عنوانها بناء الأمم أو الدول، وهي مزيج من علم الاقتصاد والمال والإدارة والاجتماع والعلاقات الدولية والقوانين الدستورية، وكل الأسس التي تُبنى عليها الدول. ولعل ما يشهده لبنان اليوم يمكن أن يشكّل مادة في كيفية تفكيك أسس الدول، ليصبح مثالاً لما ينبغي اجتنابه في بناء الأمم.

 

جون بولتون/ذا هيل: ترى هل عقيدة واشنطن الهادفة للحد من التسلح توشك أخيرًا على الانهيار؟

Is Washington’s arms control theology finally on the verge of collapse?

John Bolton/The Hill/February 02/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115462/115462/

Three freshly installed Republican House chairmen of key national security committees are raising potentially fatal issues for the New START arms-control treaty between the U.S. and Russia. In letters to Biden Cabinet officials, the chairmen ask whether Russia is in material breach of the agreement. Along with the administration’s failing, misguided effort to rejoin the flawed 2015 Iran nuclear deal, one could ask whether Washington’s arms control theology is finally verging on collapse.

 ريمون إبراهيم/معهد جيتستون: مسلسل الظلم الذي لا ينتهي: 360 مليون مسيحي مضطهدون في جميع أنحاء العالم
The Never-Ending ‘Pandemic’: 360 Million Christians Persecuted Worldwide
Raymond Ibrahim/Gatestone Institute/February 02/2023
https://eliasbejjaninews.com/archives/115480/raymond-ibrahim-gatestone-institute-the-never-ending-pandemic-360-million-christians-persecuted-worldwide-%d8%b1%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%a5%d8%a8%d8%b1%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%85-%d9%85%d8%b3/
Overall, the global persecution of Christians remains higher than ever, with 360 million believers suffering high levels of discrimination and violence.

أوزاي بولوتمن معهد جيتستون: الآشوريون ولغة السيد المسيح مهددون بالانقراض/الأشوريون يسعون للحصول على الدعم الدولي

The Endangered Assyrians and the Language of Jesus Seek International Support

Uzay Bulut/Gatestone Institute/February 02/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/115477/uzay-bulut-gatestone-institute-the-endangered-assyrians-and-the-language-of-jesus-seek-international-support-%d8%a3%d9%88%d8%b2%d8%a7%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d9%88%d8%aa%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b9/

Most Assyrians are Christian and speak Assyrian (also known as Syriac, Aramaic, or neo-Aramaic), one of the world’s oldest languages and the language of Jesus.