المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 30 آب /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.august30.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اضغط على الرابط في أسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

00000

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعمَلَ الخَيرَ ولا يَعمَلُهُ، فعَلَيهِ خَطِيئَة.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في خطيئة من عرقل ويحول دون تنفيذ القرار 1701 من الذين يدعون باطلاً بأنهم سياديين، في حين أنهم عملياً يعملون تحت مظلة المحتل

الياس بجاني: وفاة ضحية الرصاص الطائش والسلاح المتفلت والإحتلال، الطفلة نايا حنا، ابنة بلدة الحدث بعد 23 يوماً من إصابتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من محطة "أم تي في" مع الصحافي طوني بولس تتناول الملفات الساخنة الحالية كافة ودور حزب الله التخريبي والتعطيلي

رابط فيديو مقابلة مع الناشط وليم نون من موقع سبوت شوط/قرار دولي قادم يُغضب الثنائي الشيعي... وليام نون يكشف التفاصيل ويتوعّد: ما تفكروا نسيناكم!

رابط فيديو تقرير من موقع سبوت شوت عنوانه:  رواية فيديو إطلاق النار على رأسي جعجع والجميل.. "وتخوف من الإغتيالات"!

صلابة وإيمان الشيخ  بيار  الصخرة

"عم تستقووا عالفرنساوي!!" منيحة منك يا سيّد /مروان الأمين/فايسبوك

مفاوضات صعبة بين لبنان والأمم المتحدة حول التجديد لـ«اليونيفيل»/«الشرق الأوسط» تستطلع مواقف الدول الرافضة «إضعاف» القوة الدولية

إسرائيل تهدد لبنان وتتهم إيران بدفع “حزب الله” إلى التحرك العسكري

اتهامات فرنسية لطهران بتعطيل الانتخابات الرئاسية تغضب “الثنائي الشيعي” وتعزز موقف المعارضة

انتهز وزير الدفاع الإسرائيلي يطالب غوتيريش بالتدخل لوقف حرب مع لبنان وقال إن احتمال التصعيد يتزايد لانتهاكات «حزب الله» المدعوم من إيران

أسئلة محزنة حول "السفير" بعد وفاة مؤسسها/غسان صليبي/فايسبوك

3 أولويات لزيارة هوكشتاين

إنعطافة فرنسيّة... ورصدٌ لرسالة عبد اللهيان الرئاسية!

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

سلامة ينجو من التوقيف ويلاحق القضاء اللبناني وملف مرفأ بيروت مثال يحتذى لمعطلي التحقيقات/يوسف دياب/الشرق الأوسط

رئاسيًا… أسماء ستُفاجئ الجميع في جعبة لودريان!

إنعطافة فرنسيّة… ورصدٌ لرسالة عبد اللهيان الرئاسية!

خلاف بين خلية الاليزيه ولودريان… هذه خلفياته

لبنان لم يتسلم بعد داتا النازحين من الـunhcr

رئاسيًّا… لبنان يعمل على إيقاع بيان اللجنة الخماسية!؟

الجيش يُعزّز وجوده على الحدود اللبنانية السورية

تصعيد عنيف” على حدود لبنان؟

أيلول رئاسيّ ونفطيّ وحدوديّ!

ملفّ النزوح السوري في “الثلاجة”

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

النظام السوري يُطلق النار بمواجهة المحتجين في السويداء للمرة الأولى

مقتل عدد كبير من المسلحين في ريف إدلب… وحظر تجول بالحسكة بسبب هروب “دواعش” من سجن غويران

الرئيس الإيراني: سنسترجع أموالنا أينما كانت ومن يعادينا “نقطع يده”

العراق: حدودنا محصّنة ولا تحركات عسكرية أميركية على أراضينا ومقتل جندي فرنسي ثالث في كركوك

نتنياهو يدرس مد خط الغاز إلى أوروبا عبر تركيا

مصادر في تل أبيب: الإعلان هو بساط أحمر لدخول أنقرة

السلطة الفلسطينية تدعو “الجنائية الدولية” لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه

حملة اعتقالات في الضفة… والمستوطنون يقتحمون “الأقصى”

ليبيا: أزمة لقاء المنقوش- كوهين تشتعل وتهدد بإطاحة حكومة الدبيبة

هل كان لقاء المنقوش - كوهين مصادفة؟ وسط تقاربات «سرية» بين طرابلس وتل أبيب لم يُعلن عنها

هل اقتربت واشنطن من تجاوز «حاجز الخوف» بعدما كسرت كييف «خطوط بوتين الحمراء»؟

تزايد الضغوط على إدارة بايدن لتسريع تسليم «إف - 16» وصواريخ بعيدة المدى وكسر الحصار الروسي على البحر الأسود

البيت الأبيض يلمح إلى وقوف الكرملين وراء مقتل بريغوجين

الكرملين: بوتين لن يحضر جنازة بريغوجين

وزير خارجية أوكرانيا: لا نلحظ تراجعاً في الدعم الغربي

ميدفيديف يحذر من «نهاية العالم» بعد موافقة «الأطلسي» على قصف كييف للقرم والأمن الروسي يحبط محاولة تفجير منشأة حيوية قرب موسكو

تساؤلات حول تأثير محاكمة ترمب على حظوظ المرشحين في «الثلاثاء الكبير»

البرهان: المتمردون يرتكبون جرائم حرب ضد السودانيين ولا نطمع في الحكم

السيسي جدد تأكيد موقف مصر الثابت بالوقوف بجانب الشعب

البرهان يبحث مع السيسي الأزمة السودانية... ويدعم مسار «دول الجوار» وقال من العلمين المصرية إن الجيش «لا يسعى للاستمرار في الحكم»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خطيئة تعامل غالبية «لقاء قرنة شهوان» مع عون…. كي لا تتكرّر مأساة لبنان (2/12)/د. توفيق هندي/اللواء

الترسيم البرّي الكامل... أو مزيد من "شبح الحرب"/نديم قطيش/أساس ميديا

تعديلات اليونيفيل: "التنسيق مع الحكومة".. بدل الجيش/ملاك عقيل/أساس ميديا

عن خطأ ترويج "أفيون"ضَعْف إسرائيل/جهاد الزين/النهار

لستُ يائسًا من لبنان/عقل العويط/النهار

خيّبت موسكو عرفات وحبش وطالبتهما بالخروج من بيروت/شهادات من صيف المصائر والمفترقات حين حاصرت إسرائيل العاصمة اللبنانية واجتاحتها (1 من 3)/غسان شربل/الشرق الأوسط

الدولة اللبنانيّة مربكة… وهذا هو السّبب/يوسف دياب/الشرق الأوسط

في انتظار لو دريان: لا ثالث بعد غير فرنجيّة وأزعور/داني حداد/موقع mtv

إرباكٌ فرنسي... ودعسة ناقصة إضافية!/عمر الراسي/أخبار اليوم

هل يسمح “الثنائي” لباسيل بتلف ورقة جوزاف عون؟/كلير شكر/نداء الوطن

فشل في تقييد حركة “اليونيفيل” وتغيير واقع الغجر/غادة حلاوي/نداء الوطن

قائد الجيش غير طامح للرئاسة لكنه يقبل التحدي اذا استدعت المرحلة/سعد الياس/القدس العربي

“الأونروا” تخشى من تأجيل العام الدراسي في عين الحلوة/محمد دهشة/نداء الوطن

تصدير النبيذ يُحقّق أرقاماً قياسية!/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

شَلَلُ تطوير المناهج التربوية: إن لم يكن الآن… فمتى؟/كارين عبد النور/نداء الوطن

لبنان أمام موجة نزوح جديدة... إليكم التفاصيل/داود رمال/أخبار اليوم

رسائل سريّة عن عون وجعجع/مجلّة المجلة

المشرق الجديد... الفرصة ما زالت موجودة/مصطفى الكاظمي/رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق

المستقبل القاتم للهجرة والقوانين ذات الشأن/السفير. ألبرتو م. فرنانديز/موقع ميمري

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بري: الأولوية للرئاسة!

“الهيئة الاتهامية” ترفع يدها عن ملف سلامة

اجتماع حول النزوح السوري.. وفرض عقوبات على طاولة البحث

قرار قضائي بتوقيف الكوميدي نور حجار

"لا وقت لحوار مفتوح مع الحزب"... باسيل: لا إمكانية لانتخاب فرنجية أو عون

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعمَلَ الخَيرَ ولا يَعمَلُهُ، فعَلَيهِ خَطِيئَة.

رسالة القدّيس يعقوب04/من11حتى17/:"يا إِخوَتِي : لا تَتَكَلَّمُوا بِالسُّوءِ بَعْضُكُم عَلى بَعْض، أَيُّهَا الإِخْوَة؛ لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِالسُّوءِ عَلى أَخيه، أَو يَدِينُ أَخَاه، يَتَكَلَّمُ بِالسُّوءِ عَلى الشَّرِيعَةِ ويَدِينُ الشَّرِيعَة. وإِنْ كُنْتَ تَدِينُ الشَّرِيعَة، فمَا أَنْتَ عَامِلٌ بِالشَّريعَةِ بَلْ دَيَّانٌ لهَا. إِنَّمَا المُشْتَرِعُ والدَّيَّانُ واحِد، وهُوَ القادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ ويُهْلِك. أَمَّا أَنْتَ فَمَنْ تَكُون، يَا مَنْ تَدِينُ القَرِيب؟ هَلُمَّ الآن، أَيُّهَا القَائِلُون: «أَليَومَ أَو غدًا نَذْهَبُ إِلى هذِهِ المَدِينَةِ أَو تِلْكَ، ونُقيمُ هُنَاكَ سَنَة، فَنُتَاجِرُ ونَرْبَح!». أَنتُمُ الَّذِينَ لا تَعلَمُونَ ما يَكُونُ غَدًا، ومَا هُوَ مَصيرُ حَيَاتِكُم، إِنَّمَا أَنتُم بُخَارٌ يَظْهَرُ هُنَيهَةً ثُمَّ يتَلاشَى. فهَلاَّ تَقُولُونَ بِالأَحْرَى: «إِنْ شَاءَ الرَّبُّ سنَعِيشُ ونَفْعَلُ هذَا أَو ذَاك!». ولكِنَّكُمُ الآنَ تَفْتَخِرُونَ بتَكَبُّرِكُم! وكُلُّ ٱفتِخارٍ كهذا إِنَّمَا هُوَ شِرِّير. إِذًا، مَنْ يَعْرِفُ أَنْ يَعمَلَ الخَيرَ ولا يَعمَلُهُ، فعَلَيهِ خَطِيئَة."

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في خطيئة من عرقل ويحول دون تنفيذ القرار 1701 من الذين يدعون باطلاً بأنهم سياديين، في حين أنهم عملياً يعملون تحت مظلة المحتل ويتجابنون على خلفيات مصلحية وذمية حتى عن ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان في أي بيان أو مواقف لهم، ويدعون تزلفاً بأن حزب الله حرر الجنوب وانه لبناني وممثل في مجلس النواب، في حين الحزب يفاخر علناً بتبعيته المطلقة لإيران ولحكامها ولحرسها الثوري/مع نص القرار باللغتين العربية والإنكليزية

UN Lebanon resolution 1701 Text

نص القرار الدولي 1701 الذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع في 11 آب/2006

https://eliasbejjaninews.com/archives/58116/%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-1701-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%85%d8%af%d9%87-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

28 آب/2023

 

وفاة ضحية الرصاص الطائش والسلاح المتفلت والإحتلال، الطفلة نايا حنا، ابنة بلدة الحدث بعد 23 يوماً من إصابتها

الياس بجاني/26 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121645/121645/

رحلت اليوم الطفلة البريئة نايا حنا التي كانت أصيبت برصاصة طائشة وهي في ملعب مدرستها خلال إعلان نتائج الامتحانات الرسمية. رحلت بعد معاناة استمرت لمدة 23 يوماً.

إنها ضحية الفوضى والسلاح المتفلت والاحتلال الذي دمر لبنان وفكك مؤسساته وشرع حدوده وعمم وشرعن الإرهاب والإجرام وكل ممارسات المارقين واللصوص والقتلة والأبالسة.

نصلي من اجل سكناها جنة الخلد في المنازل السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين حيث الفرح والراحة والسلام الأبدي.

نصلي من أجل أن يلهم الرب ألآب الصبر والسلوان لعائلتها المفجوعة ولأهلها ولأبناء بلدتها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة من محطة "أم تي في" مع الصحافي طوني بولس تتناول الملفات الساخنة الحالية كافة ودور حزب الله التخريبي والتعطيلي

https://eliasbejjaninews.com/archives/121749/121749/

 لماذا إتهم ماكرون إيران بالعرقلة.. لودريان  يحمل اسماء جديدة وفرنجية خارجها؟

 موعد الحسم في 25 ايلول.. إجتماع مهم في نيويورك بين 5 دول بشأن لبنان

 هل سينفذ الحزب تهديده ضد اليونيفيل.. وهل ستكرر جريمة اغتيال الجندي الإيرلندي؟

29 آب/2023

 

رابط فيديو مقابلة مع الناشط وليم نون من موقع سبوت شوط/قرار دولي قادم يُغضب الثنائي الشيعي... وليام نون يكشف التفاصيل ويتوعّد: ما تفكروا نسيناكم!

https://www.youtube.com/watch?v=_lPijpA5rOY

29 آب/2023

 

رابط فيديو تقرير من موقع سبوت شوت عنوانه:  رواية فيديو إطلاق النار على رأسي جعجع والجميل.. "وتخوف من الإغتيالات"!

https://www.youtube.com/watch?v=pxSl_2ZKhUc

29 آب/2023

 

صلابة وإيمان الشيخ  بيار  الصخرة

اكادمية بشير الجميل/29 آب/2023

https://www.facebook.com/bachirgemayelacademy/videos/817862679995131

أحب وطنه وآمن به، أحبه حتى أنه قدم ابنه شهيدًا، وابن ابنته وابنة ابنه. مواقفه كانت مواقف رجال وكلمته كانت كلمة حق، أعطى  كل ما عنده لخدمة وطنه، لا مصلحة عنده سوا أن يكون لبنان حرًا مزدهرًا.

إنه الشيخ " بيار " أي "الصخرة "وبالحقيقة هو صخرة  تدفّق منه " البشير "، أي البشرى التي كادت تروي الوطن بالإستقلالية والنظافة والصفاء.

إنّه مدرسة أخلاق وانضباط وثقة، من تخرج من هذه المدرسة حصل على شهادة حب الوطن والوطنية، حصل على هوية لبنانية صافية يُفتخر بها.

هكذا عاش صلبا بمواقفه ومؤمنا بربه، إحتمل الحرب والعواصف السياسية وفقدان الابن ولم يستسلم  بقي شجاعًا ومؤمنًا بربه ووطنه.

كم نفتقدك أيها الأب الحنون والقوي، اليوم في لبنان نحن نحتاج لأمثالك.

 

"عم تستقووا عالفرنساوي!!" منيحة منك يا سيّد

مروان الأمين/فايسبوك/29 آب/2023

نصرالله: كيف بترفضوا تردوا على الرسالة الفرنسية!!! مش عيب عليكم تستقووا على الفرنساوي!!  عكاريت، عم يتنمردوا ع"الاستعمار" الفرنسي يا سيّد.

رجع قال كنتوا بتسترجوا ما تردوا لو الرسالة من الاميركي؟

يا سيّد، دول متل جنوب افريقيا والهند والصين والبرازيل وروسيا قبلوا تنعقد قمة البركس بجوهانسبرغ يلي رفضت استقبال بوتين خوفاً من العقوبات الاميركية، وبوتين ارتضى يطلع معهم Zoom

طيب شو بدنا فيهم، انت يا سيّد قلك هوكشتاين موظف بالادارة الاميركية، ما تفكّر بالخط ٢٩، سقفكم الخط ٢٣، كمان ارتضيت يا سيّد.

بس هيدي "عم تستقووا عالفرنساوي!!" منيحة منك يا سيّد

 

مفاوضات صعبة بين لبنان والأمم المتحدة حول التجديد لـ«اليونيفيل»/«الشرق الأوسط» تستطلع مواقف الدول الرافضة «إضعاف» القوة الدولية

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط»/29 آب/2023

عشية انتهاء موعد التفويض الحالي للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» في 31 الشهر الجاري، استمرت التباينات حول مشروع قرار أعدته فرنسا لتمديد مهمة هذه البعثة سنة إضافية، ولا سيما حول حريّة تحركاتها في منطقة عملياتها، في ظلّ إصرار على «عدم إضعافها».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية منخرطة في المفاوضات الجارية، وتحدثت شرط عدم نشر أسمائها بسبب حساسية المفاوضات الجارية بمشاركة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب الموجود في نيويورك، أن الأمر «لا يتعلق بتعديل التفويض» الممنوح لـ«اليونيفيل» بل بدور «حزب الله» في «تقويض جهود القوة الأممية» المنتشرة في لبنان بموجب القرار 1701، الذي وسّع مهماتها على أثر «حرب تموز» (يوليو) لعام 2006، علماً بأن انتشارها الأول بدأ على أثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1978. وبينما رفض بو حبيب «إعطاء أي تصريحات في الوقت الراهن»، بحسب أحد مستشاريه، نفى دبلوماسيون صحة الحديث المتداول إعلامياً عن جهود لنقل تفويض «اليونيفيل» من الفصل السادس إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وتظهر المسودات المختلفة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخ منها أن لا ذكر من قريب أو بعيد للفصل السابع، الذي يجيز استخدام القوة العسكرية لتنفيذ القرارات الدولية.

وقال دبلوماسي في مجلس الأمن لـ«الشرق الأوسط» إن «هدف المفاوضات الجارية هو منع إضعاف اليونيفيل»، رافضاً «اتخاذ خطوة إلى الوراء عن العام الماضي»، حين أصدر القرار 2650 لتمديد مهمة «اليونيفيل» متضمناً لغة تكفل حريّة تحركات أفرادها في منطقة عملياتها، بعد سلسلة من الاعتداءات والحوادث التي تعرضوا لها على أيدي مناصري «حزب الله». وأشار إلى الفقرتين 16 و17 من مشروع القرار باعتبارهما «موضع الخلاف الرئيسي» بعدما طلبت السلطات اللبنانية العودة إلى النصوص التي سبقت القرار 2650 في شأن تحركات «اليونيفيل» والتنسيق مع السلطات اللبنانية المعنية. وحاولت فرنسا، حاملة القلم فيما يتعلق بالمسائل اللبنانية داخل مجلس الأمن، تجاوز هذا الخلاف بإدخال عبارة «يعبر عن تقديره لمواصلة التنسيق مع الحكومة اللبنانية» ضمن الفقرة 16 من مشروعها. وأيدت هذا التوجه بريطانيا، لأن «اليونيفيل تعمل في لبنان وتنسق أصلاً مع السلطات اللبنانية». وجادل المفاوضون الفرنسيون والبريطانيون والأميركيون بأنهم «لا يريدون تأجيج الوضع القائم في لبنان مما قد يشكل تهديداً لحفظة السلام المنتشرين على الأرض».

ولكن دولاً عديدة، منها الولايات المتحدة، رفضت هذا التعديل مع تعديلات أخرى اعتبرت بمثابة «عودة إلى الوراء» في التفويض الممنوح للقوة الأممية، مؤكدة أنها «لن تؤيد أي نص أضعف من نصوص العام الماضي». بل طلبت «لغة أقوى» في موضوعين، الأول يتعلق بحرية حركة «اليونيفيل» بما يستجيب لـ«التحديات التي تتعرض لها القيود المفروضة عليها» من «حزب الله»، طبقاً لما يورده الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقاريره الدورية حول لبنان. ويتمثل الموضوع الثاني في مسألة قرية الغجر، إذ يحصل «تنسيق وثيق» مع الجانب اللبناني الذي طلب الفقرة 20 التي تنص حالياً على أن مجلس الأمن «يحض بقوة حكومة إسرائيل على تسريع انسحاب جيشها من شمال الغجر والمنطقة المحاذية لها شمال الخط الأزرق، في خراج بلدة الماري، من دون المزيد من التأخير بالتنسيق مع اليونيفيل». وتخللت المفاوضات اعتراضات أيضاً من الصين وروسيا على مشروع القرار الفرنسي، ولا سيما بعدما طلبت دول ذكر «حزب الله» بالاسم باعتباره الجهة التي تسعى إلى «إضعاف اليونيفيل»، علماً بأن فرنسا استجابت للمطالب الروسية والصينية في هذا الشأن، وسط استمرار الضغوط الأميركية من أجل الإشارة إلى جمعية «أخضر بلا حدود» التي «يستخدمها حزب الله كواجهة لنشاطاته العسكرية على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، وعند الخط الأزرق، على رغم النصوص الواضحة في القرار 1701 التي تمنع وجود مسلحين أو أسلحة غير مرخصة من السلطات اللبنانية في منطقة عمليات اليونيفيل». ولم يستبعد دبلوماسي آخر إرجاء التصويت المقرر رسمياً الأربعاء وفقاً لجدول الأعمال الشهري لمجلس الأمن، إلى الخميس، مع احتمال آخر يتمثل بتمديد تقني قصير الأجل لأسبوع أو أسبوعين إفساحاً في المجال أمام المزيد من المفاوضات للتوصل إلى صيغة وسط ترضي غالبية أعضاء مجلس الأمن، وتحول دون استخدام الفيتو ضد مشروع القرار.

 

إسرائيل تهدد لبنان وتتهم إيران بدفع “حزب الله” إلى التحرك العسكري

اتهامات فرنسية لطهران بتعطيل الانتخابات الرئاسية تغضب “الثنائي الشيعي” وتعزز موقف المعارضة

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/29 آب/2023

على وقع تصاعد المواجهة بين لبنان والأمم المتحدة حول تعديل مهام قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب “يونيفيل”، وبعد تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله التي حذرت من التعديل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، إن احتمالات التصعيد على الحدود مع لبنان تتزايد، في أعقاب ما وصفه بانتهاك صارخ للسيادة من قبل لبنان.

وشدد غالانت خلال اللقاء الذي حضره عدد من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين، على تزايد احتمالات المواجهة على الحدود الشمالية، في أعقاب تحركات “حزب الله”، معتبرا أن إيران تدفع “حزب الله” إلى عمل عسكري، داعيا الأمم المتحدة للحذر والحفاظ على قدرتها على العمل بشكل مستقل في جنوب لبنان. وفي السياق، أشارت أوساط مراقبة لـ”السياسة” إلى أن الأوضاع في الجنوب قابلة للتصعيد فعلاً، في حال قرر “حزب الله” رفع منسوب التوتر رداً على إخضاع عمل اليونيفيل للفصل السابع الذي يعطيها الكثير من الحرية في التنقل دون الحاجة للتنسيق مع الجيش اللبناني، وتحديداً في منطقة جنوب الليطاني، داعية الحكومة إلى عدم الانجرار وراء مطالب الحزب التي قد تأخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه. إلى ذلك، شكل الموقف الفرنسي المستجد بشأن الأوضاع في لبنان، بعد تحميل الرئيس إيمانويل ماكرون إيران مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، نقطة تحول أساسية ستنعكس حتما على مهمة مبعوثه جان ايف لودريان الذي سيزور لبنان منتصف الشهر المقبل، وسط ترقب لموقف “الثنائي الشيعي” من قنبلة ماكرون، وما إذا كان ذلك، سيؤثر على المساعي الفرنسية لحل أزمة الشغور الرئاسي، في وقت أكدت مصادر بارزة في المعارضة اللبنانية لـ”السياسة”، أن موقف ماكرون، بمثابة اعتراف فرنسي متأخر بخطأ المراهنة على إيران وحلفائها، لتجاوز أزمة الانتخابات الرئاسية، وهذا ما يجب البناء عليه للمرحلة المقبلة. وكشفت المصادر، أن حزب الله تحديداً قابل موقف ماكرون باستياء، لأنه يقضي على أي أمل بانتخاب مرشحه سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، عدا عن أنه بمثابة تأييد لطروحات المعارضة من الاستحقاق الرئاسي، ما يزيد من تمسكها بوجهة نظرها من هذا الملف. وقد اعتبر نائب “القوات اللبنانية” غياث يزبك أن فرنسا قامت بخطوة جديدة تدعم البيان الذي صدر عن الاجتماع الخماسي في قطر، إذ لم يكتف الرئيس الفرنسي، بذكر مواصفات رئيس الجمهورية اللبناني، بل أشار إلى من يعرقل عملية انتخاب الرئيس من خلال التدخل السافر بالشأن اللبناني وشؤون المنطقة ونشر عدم الاستقرار فيها واتهم بشكل مباشر طهران في هذه الأمور. وفي السياق، شدد النائب أديب عبد المسيح على وجوب التمييز بين مسألة الحوار ورسالة الموفد الرئاسي الفرنسي، معتبراً أن رسالة لودريان غير موفّقة، لأنه أرسلها للنواب عبر المجلس النيابي، مشيرا إلى أنه تم التوافق بين أطراف المعارضة على عدم الإجابة على الرسالة، وبيان المعارضة الأخير هو الردّ غير المباشر عليها. قضائياً، استبق حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة احتمال إصدار الهيئة الاتهامية في بيروت مذكرة توقيف بحقه في حال تخلّفه عن جلسة الاستماع التي كانت مقررة، أمس، وتقدم عبر وكيله القانوني بدعوى مخاصمة ضد الهيئة، مما سيضطرها لرفع يدها عن الملف بانتظار البت بدعوى المخاصمة من الهيئة العامة لمحكمة التمييز. على صعيد آخر، قال وزير المهجرين عصام شرف الدين، عقد اجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وضم ايضا المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، إن الاجتماع، تمحور الاجتماع حول موضوع النزوح السوري الجديد والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا، نظرا لان النازحين يدخلون من معابر غير شرعية، موضحا انه تمت مناقشة آلية ردع هذا الأمر بطريقة مدروسة، من خلال مراقبة الحدود والتنسيق مع الهيئات المسؤولة في سورية والتعميم على مراكز الجيـــش والمخابرات والأمن العام ليصار الى التنسيـــــق مع القائمقامين والبلديات لتحمل مسؤولية أي شخص يستضيف أحدا من النازحين غير الشرعيين.

 

انتهز وزير الدفاع الإسرائيلي يطالب غوتيريش بالتدخل لوقف حرب مع لبنان وقال إن احتمال التصعيد يتزايد لانتهاكات «حزب الله» المدعوم من إيران

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/29 آب/2023

في غياب برنامج لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، انتهز وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وجوده في الولايات المتحدة للقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فقال له: إن «احتمال التصعيد العنيف على الحدود الشمالية لإسرائيل يتزايد، نتيجة للانتهاكات الصارخة من قبل (حزب الله) المدعوم من إيران. ويجب على الأمم المتحدة أن تتحرك على الفور». والتقى يوآف غالانت أنطونيو غوتيريش في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بحضور سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، والسكرتير العسكري للوزارة، العميد الجنرال غاي ماركيزانو، ورئيس قسم التعاون الدولي في الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيفي ديفرين، ومدير مكتب السياسة والسياسة العسكرية، درور شالوم. وجاء اللقاء قبل يوم واحد من اجتماع مجلس الأمن الدولي، الذي يفترض أن يبحث، (الأربعاء)، تمديد فترة التفويض لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، الذي ينتهي في اليوم التالي (الخميس). وأجرى الطرفان مناقشة وصفت بأنها «إيجابية ومثمرة، ركزت على التهديدات المتزايدة لأمن إسرائيل والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط». وأثار غالانت التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية لإسرائيل؛ نتيجة لما أسماه «الاستفزازات المستمرة والانتهاكات الصارخة التي يقوم بها (حزب الله)، بما في ذلك إقامة خيمة لـ(حزب الله) داخل الأراضي الإسرائيلية، وإقامة العشرات من المجمعات العسكرية على طول الحدود، وزيادة الدوريات وتواجد عناصر من (حزب الله)». كما شدد غالانت على الحاجة الملحة إلى تدخل الأمم المتحدة، الفوري، لتهدئة التوترات من خلال تعزيز سلطة «يونيفيل» في المنطقة، وضمان حرية تنقلها وتنفيذ ولايتها، وأشار إلى أن «إسرائيل لن تتسامح مع التهديدات المتزايدة لأمن مواطنيها، وستعمل على النحو المطلوب في الدفاع عنهم». وأعرب عن تقديره للأمين العام للأمم المتحدة لمساهمته الشخصية واستثماره في حل قضية المواطنين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة «حماس» في غزة. وحسب بيان غالانت، فإن الطرفين ناقشا التهديد الإيراني، مع التركيز على «طموحاتها النووية وتصدير الإرهاب والأسلحة». وشدد غالانت على الحالة اللبنانية كمثال على عواقب التمركز والدعم الإيراني. وكان غالانت قد وصل إلى الولايات المتحدة، للمشاركة في اجتماع تنظمه الجاليات اليهودية الأمريكية لجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي. وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعليمات له، بألا يجتمع بأي مسؤول أميركي خلال هذه الزيارة؛ احتجاجاً على قرار الإدارة الأمريكية عدم دعوة نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس جو بايدن. واشنطن، واصلت موقفها ضد زيارة نتنياهو، بل دعت رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إلى زيارة واشنطن ولقاء مسؤولين في الإدارة وفي وزارة الخارجية، الأسبوع المقبل. وكشف غالانت، عن أنه سيلتقي في نيويورك مسؤولين أمريكيين رسميين، ولكن ليس مع وزراء. والمسؤولان اللذان سيلتقيهما هما: مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق الأوسط، بيرت مكغوريك، لكونهما مسؤولين من درجة أدنى من وزير يسمح نتنياهو بلقائهما. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب: إن الرئيس بايدن سيفرج عن دعوة نتنياهو، قريباً، وسيعلن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيصل واشنطن الشهر المقبل، لكن الأمر غير مؤكد بعد.

 

أسئلة محزنة حول "السفير" بعد وفاة مؤسسها

غسان صليبي/فايسبوك/29 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121735/121735/

نحزن على وفاة طلال سلمان مؤسس صحيفة "السفير"، والحزن يذكّر بالحزن على الصحيفة التي أقفلت قبل أن يرحل مؤسسها.

عندما يموت المؤسس نتذكر أهداف التأسيس وبدايات العمل، ونميل الى المقارنة بين البدايات والنهايات.

لا أعرف الرجل شخصيا لكي أرثيه شخصيا، لكني كنت أقرأ "السفير"، كما كنت ولا ازال أقرأ "النهار" وصحف أخرى، ولاحظت التحوّلات التي طرأت على توجهات "السفير"، والتحوّل يعني تغييرا جذريا يكاد يكون الانتقال الى موقع نقيض.

الحزن على طلال سلمان يرافقك ويتعمّق وانت تسأل، كيف تحوّلت "السفير" في آخر سنواتها ولماذا، من "صوت الذين لا صوت لهم" الى "صوت الذين لا صوت الا لهم"؟ كيف تحوّلت"السفير" من صحيفة اليسار،

الى صحيفة انجبت صحيفة "الأخبار"، التي هي في الواقع صحيفة الاصولية الشيعية المموهة بشطحات يسارية؟

كيف انتقلت "السفير" من منظّرة للعروبة الى مبررة  للدعوة الايرانية الفارسية؟

الحزن يلفك عندما تسأل، وعندما تحاول  أن تجيب أيضا.

فهل تعبّر هذه التحولات عن انفصام "صحافة" ام عن انفصام "يسار"؟

عن انفصام  طائفة ام عن انفصام  "وطن"؟

تحزن على طلال سلمان وعلى "السفير"، وكأنك تكتشف مجددا هول ما حلّ بنا.

 

3 أولويات لزيارة هوكشتاين

جريدة الأنباء الالكترونيّة/29 آب/2023

كشفت مصادر مراقبة للحراك الفرنسي والأميركي تجاه لبنان، لجريدة “الأنباء” الالكترونية، أن مضمون زيارة آموس هوكشتاين تنطلق من 3 أولويات، إذ ان الأولى تتمثّل بمتابعة أعمال التنقيب التي باشرت بها شركة توتال الفرنسية في البلوك 9، والثاني إمكانية انتقال أعمال الحفر إلى البلوكين 8 و10 وإمكانية تلزيم أعمال الحفر لإحدى الشركتين القطرية أو الإيطالية باعتبارهما الفائزتين بأعمال التنقيب إلى جانب توتال، وذلك من خلال استمرار التنقيب، أمّا الثالث، فهو الهدوء في الجنوب وعدم حصول ما يعكّر صفو الأمن في ظلّ الإتفاق على التمديد لليونيفيل في جنوب لبنان، وانتزاع وعد رسمي من الجهات المعنيّة بعدم التعرض لليونيفيل، ومنع تكرار ما حصل قبل أشهر.

 

إنعطافة فرنسيّة... ورصدٌ لرسالة عبد اللهيان الرئاسية!

لارا يزبك/المركزية/29 آب/2023

حملت مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امام مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج في قصر الاليزيه امس، ما يشبه "الانعطافة" في المقاربة الباريسية للملف اللبناني الرئاسي. فقد دان "أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة"، مؤكداً أنّ "إعادة الارتباط يجب أن تمر أيضاً بتوضيح سياسة إيران في ما يتعلق بجيرانها المباشرين، وفي ما يتعلق بإسرائيل وأمنها، وبلبنان واستقراره".  وشكر ماكرون، موفده الخاص الى لبنان جان - إيف لودريان على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه، والمتعلّقة بإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة الراهنة. وفي هذا الإطار، اعتبر أن "من العناصر الأساسية للحل السياسي في لبنان هو توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران". فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، يبدو ان "الاليزيه" أيقن ان مسعى موفده سيكون مصيره الفشل المحتوم اذا استمر في مسايرة ايران وحلفائها في لبنان واذا مضى قدما في حمل لواء طروحاتهم، في شكل مباشر او غير مباشر. فبعد ان طرحت باريس المقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة على ان تذهب الاولى لمرشح 8 آذار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قرر لودريان ان يقترح جمع الفرقاء اللبنانيين حول طاولة حوار في ايلول المقبل، الامر الذي أتى كـ"شحمة" على فطيرة حزب الله وامل، اللذين لا ينفكان يقترحان "الحوار" لا لشيء الا لاقناع خصومهم بالسير بفرنجية... فكان ان اعلنت المعارضة رفضها المشاركة في الحوار ورفضها حتى الرد على أسئلة لودريان عن مواصفات الرئيس ومشاريعه واولوياته. قبيل عودة لودريان، حقن ماكرون مبادرة مبعوثه بجرعة يفترض ان تنعشها، حيث اعاد باريس الى موقعها الوسطي، لا الميال لايران وحلفائها، حتى انه ذهب أبعد في اعادة التوازن الى تموضع باريس، بتحميله ايران بالاسم، مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي. انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، قد يتمكن لودريان من تحقيق خرق ما في ايلول، اذا صوّب بوصلة مبادرته و"دَوزنها" وعدّل في مقوماتها بما يتلاقى ومقررات اجتماع الخماسي الدولي في الدوحة.. فهل يفعل؟ الجواب في قابل الايام، ويجب هنا ان يتم رصد ايضا ما سيحمله معه الى بيروت، وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان. فالدبلوماسي الذي سيزور لبنان في الايام المقبلة، في زيارة لم تكن مقررة مسبقا، قد ينقل الى الحزب رسالة بالتهدئة وبالنزول عن شجرة التصعيد والتعطيل، خاصة وانه كان زار المملكة منذ اسابيع قليلة. وقد يكون هذا التنازل في لبنان سيُقابل بمكسب آخر لطهران في مكان آخر... الا ان من الممكن ان ينقل عبداللهيان رسالة اخرى، بالتشدد والتصلب لان ساعة الافراج عن الاستحقاق اللبناني لم تدق بعد، وطهران التي تُطوّق من الجوانب كافة، بحاجة الى التمسك اكثر بأوراق قوّتها. عندها، سيعود لودريان الى بلاده مِن لبنان، بخفيّ حنين، تختم المصادر.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

سلامة ينجو من التوقيف ويلاحق القضاء اللبناني وملف مرفأ بيروت مثال يحتذى لمعطلي التحقيقات

يوسف دياب/الشرق الأوسط/29 آب/2023

ربح الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة جولة قضائية جديدة، بتغيّبه عن جلسة استجوابه التي كانت مقررة أمام الهيئة الاتهامية في بيروت، الثلاثاء، والإفلات من إجراء قضائي عقابي كان متوقعاً أن يقود إلى توقيفه. واللافت أن سلامة لم يكتف بعدم المثول أمام الهيئة الاتهامية، بل ذهب إلى مقاضاتها؛ إذ حضر وكيله القانوني المحامي حافظّ زخور، وتقدّم بدعوى أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لمخاصمة الدولة على «الخطأ الجسيم الذي ارتكبه القضاة الذين تناوبوا على الهيئة الاتهامية خلال العطلة القضائية منذ منتصف شهر يوليو (تموز) الماضي حتى الآن، جرّاء قبول الطعن المقدّم من رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر، بقرار قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، الذي ترك فيه سلامة رهن التحقيق، والأخذ بمطالب القاضية إسكندر التي دعت إلى استجواب الحاكم السابق وإصدار مذكرة توقيف بحقه». وفيما كانت الأوساط القانونية والقضائية تترقّب الإجراء الذي ستتخذه الهيئة الاتهامية في حقّ سلامة، فوجئت بدعوى المخاصمة غير المتوقّعة، واعتبر مرجع قانوني أن هذه الدعوى «قطعت الطريق على تدبير عقابي كان ينتظر سلامة». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن حاكم البنك المركزي السابق «كان أمام خيارين أحلاهما مرّ؛ فإما أن يمثل أمام الهيئة ويخضع للاستجواب مع احتمال أن تصدر مذكرة توقيف وجاهية بحقّه، وإما أن يتغيّب ويواجه مذكرة توقيف غيابية، خصوصاً أن إجراءات تبليغه استكملت عبر إبلاغه لصقاً على ثلاثة عناوين له مدوّنة في محاضر استجوابه أمام قاضي التحقيق»، مشيراً إلى أن «حضور المحامي زخّور وتسليم رئيس الهيئة الاتهامية القاضي ماهر شعيتو نسخة عن دعوى المخاصمة، حتّما على الأخير وقف كلّ الإجراءات وإعلانه رفع يده عن القضيّة، إلى أن تبتّ الهيئة العامة لمحكمة التمييز بهذه الدعوى».

ويرى مراقبون أن وكلاء سلامة «استفادوا من جولات المواجهة القانونية التي خاضها سياسيون مُدّعى عليهم بجريمة انفجار مرفأ بيروت ضدّ المحقق العدلي طارق البيطار، ونجاحهم في وقف كلّ إجراءات التحقيق بانفجار المرفأ من 20 شهراً». وشددوا على أن «تجربة تعطيل ملفّ المرفأ باتت مثالاً وقدوة لكلّ من يطمح إلى تعطيل دعوى قضائية أو تقويضها، ومنهم رياض سلامة»، معتبرين أن «هذا الخلل لا يمكن تصحيحه إلا بتعديل مواد في قانوني أصول المحاكمات المدنية والجزائية، التي تلزم القاضي برفع يده عن القضيّة فور تبلّغه دعوى ردّ أو دعوى مخاصمة». وتضمنت دعوى المخاصمة المقدمة من وكيل سلامة، أن «الهيئة الاتهامية اعتبرت أن قرار تأجيل استجواب سلامة من قبل قاضي التحقيق، ينطوي على قرار ضمني بتركه». ورأت أنه «لا يحق للهيئة كونها مرجعاً استئنافياً لقرارات قاضي التحقيق أن تتصدى للملفّ وتستدعي المدعى عليه لجلسة أمامها من أجل استجوابه أو التوسع بالتحقيق معه، ما يجعل قرارها باطلاً شكلاً وأساساً؛ إذ لا يمكن للهيئة أن تستجوب مدعى عليه لا يزال استجوابه قائماً أمام قاضي التحقيق، وعندها تصبح القضية عالقة أمام مرجعين قضائيين يستجوبان الشخص نفسه في الدعوى ذاتها». وأكدت الدعوى أنه «كان يفترض بالهيئة الاتهامية عوض أن تعيّن جلسة لاستجواب سلامة، أن تحيل الأوراق على النيابة العامة لإبداء رأيها بأمر التوقيف، فتكون بذلك صححت خطأ قاضي التحقيق لناحية عدم استطلاعه رأيها بأمر التوقيف». وشملت دعوى المخاصمة كلّ القضاة الذي تعاقبوا على الهيئة الاتهامية خلال العطلة القضائية، واعتبر وكيل سلامة أنه «بمجرّد أن تحدد هذه الهيئات مواعيد لاستجواب سلامة يعني أنها أقرّت بقرار الهيئة الباطل أصلاً، وبالتالي يتوجب مخاصمتها مسبقاً». ولاحظ المرجع القانوني أن الملفّ «سيبقى مجمداً إلى حين تشكيل الهيئة العامة لمحكمة التمييز المعطلة منذ أكثر من عام، بسبب إحالة ستة من أعضائها العشرة على التقاعد، وفقدانها النصاب القانوني».

إلا أن مصدراً قضائياً أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «إعلان القاضي شعيتو رفع يده عن الملف لا يعني وقف الإجراءات إلى ما لا نهاية؛ إذ يحق للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف في بيروت القاضي حبيب رزق الله أن يسمّي هيئة اتهامية جديدة لبتّ ملفّ سلامة»، لكن المصدر عاد واستدرك بأن «فريق الدفاع عن سلامة سيتقدّم بدعوى مخاصمة ضدّ أي هيئة جديدة؛ لأنه يعتبر أن أي قاضٍ يقبل النظر في هذا الملفّ، يعني أنه تبنّى الخطأ الذي ارتكبته الهيئة الاتهامية الأولى».

 

رئاسيًا… أسماء ستُفاجئ الجميع في جعبة لودريان!

جريدة الأنباء الالكترونيّة/29 آب/2023:

عن زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، أشارت مصادر لجريدة “الأنباء” الالكترونيّة، إلى أن الكتل المسيحية وتحديداً كتل لبنان القوي والجمهورية القوية والكتائب لم يردوا بعد على أسئلة لودريان، بالإضافة إلى بعض نواب التغيير والمستقلين، ما يعني أنّ الإنقسام العمودي الذي يشلّ الطبقة السياسية يسري حتّى على الأسئلة الفرنسية. إذ وفق المصادر، فإنّ لودريان الذي يزور لبنان في النصف الأول من أيلول لم يتفاجأ بمواقف المعترضين على أسئلته، باعتبار أنّ لديه خيارات لن يكشف عنها قبل وصوله إلى لبنان، ولم تستبعد المصادر أن يحمل معه لودريان أسماء لمرشحين للرئاسة لا غبار عليها ستفاجئ الجميع.

 

إنعطافة فرنسيّة… ورصدٌ لرسالة عبد اللهيان الرئاسية!

لارا يزبك/المركزية/29 آب/2023

حملت مواقف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امام مؤتمر سفراء فرنسا في الخارج في قصر الاليزيه امس، ما يشبه “الانعطافة” في المقاربة الباريسية للملف اللبناني الرئاسي. فقد دان “أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة”، مؤكداً أنّ “إعادة الارتباط يجب أن تمر أيضاً بتوضيح سياسة إيران في ما يتعلق بجيرانها المباشرين، وفي ما يتعلق بإسرائيل وأمنها، وبلبنان واستقراره”. وشكر ماكرون، موفده الخاص الى لبنان جان – إيف لودريان على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه، والمتعلّقة بإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة الراهنة. وفي هذا الإطار، اعتبر أن “من العناصر الأساسية للحل السياسي في لبنان هو توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران”. فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، يبدو ان “الاليزيه” أيقن ان مسعى موفده سيكون مصيره الفشل المحتوم اذا استمر في مسايرة ايران وحلفائها في لبنان واذا مضى قدما في حمل لواء طروحاتهم، في شكل مباشر او غير مباشر. فبعد ان طرحت باريس المقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة على ان تذهب الاولى لمرشح 8 آذار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، قرر لودريان ان يقترح جمع الفرقاء اللبنانيين حول طاولة حوار في ايلول المقبل، الامر الذي أتى كـ”شحمة” على فطيرة حزب الله وامل، اللذين لا ينفكان يقترحان “الحوار” لا لشيء الا لاقناع خصومهم بالسير بفرنجية… فكان ان اعلنت المعارضة رفضها المشاركة في الحوار ورفضها حتى الرد على أسئلة لودريان عن مواصفات الرئيس ومشاريعه واولوياته. قبيل عودة لودريان، حقن ماكرون مبادرة مبعوثه بجرعة يفترض ان تنعشها، حيث اعاد باريس الى موقعها الوسطي، لا الميال لايران وحلفائها، حتى انه ذهب أبعد في اعادة التوازن الى تموضع باريس، بتحميله ايران بالاسم، مسؤولية تعطيل الاستحقاق الرئاسي. انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، قد يتمكن لودريان من تحقيق خرق ما في ايلول، اذا صوّب بوصلة مبادرته و”دَوزنها” وعدّل في مقوماتها بما يتلاقى ومقررات اجتماع الخماسي الدولي في الدوحة.. فهل يفعل؟ الجواب في قابل الايام، ويجب هنا ان يتم رصد ايضا ما سيحمله معه الى بيروت، وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان. فالدبلوماسي الذي سيزور لبنان في الايام المقبلة، في زيارة لم تكن مقررة مسبقا، قد ينقل الى الحزب رسالة بالتهدئة وبالنزول عن شجرة التصعيد والتعطيل، خاصة وانه كان زار المملكة منذ اسابيع قليلة. وقد يكون هذا التنازل في لبنان سيُقابل بمكسب آخر لطهران في مكان آخر… الا ان من الممكن ان ينقل عبداللهيان رسالة اخرى، بالتشدد والتصلب لان ساعة الافراج عن الاستحقاق اللبناني لم تدق بعد، وطهران التي تُطوّق من الجوانب كافة، بحاجة الى التمسك اكثر بأوراق قوّتها. عندها، سيعود لودريان الى بلاده مِن لبنان، بخفيّ حنين، تختم المصادر.

 

خلاف بين خلية الاليزيه ولودريان… هذه خلفياته

 وكالة الانباء المركزية/29 آب/2023

كشفت أوساط سياسية فرنسية عن خلاف بين أعضاء خلية الإليزيه المعنية بالملف اللبناني، والتي تضم السفير إيمانويل بون ورئيس الاستخبارات الخارجية برنار إيمييه، وباتريك دوريل إضافة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية وبين المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، على خلفية عدم التنسيق بين الطرفين.

وأشارت اوساط الخلية بحسب معلومات “المركزية” الى ان مهمة لودريان التي كلفه بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، كما اكد امس في خطابه امام الدبلوماسيين، عطلت دور الخلية لاسيما مهمة دوريل الذي نشط على خط الاتصالات في اطار محاولة حل الازمة الرئاسية، من خلال تفرد لودريان بمساعيه وعدم التنسيق معها، والاكتفاء برفع تقاريره الى الرئيس ماكرون ووزيرة الخارجية كاترين كولونا. وعزت اوساط مطلعة على ما يجري بين الطرفين غياب التنسيق والخلاف الى ان الخلية ما زالت تغرد خارج سرب بيان الدول الخماسية التي اجتمعت تكرارا في باريس والدوحة ، وتحديدا لجهة المواصفات التي حددها للرئيس اللبناني العتيد، اذ انها ما زالت حتى الساعة تتمسك بالمبادرة الفرنسية الاولى التي تبنت دعم سليمان فرنجيه للرئاسة، استنادا الى مصالح خاصة وليس الى ما يمكن ان يقدمه رئيس تيار المردة للبنان ان تم انتخابه. وتعتبر ان ماكرون في حديثه امس اعطى قوة دفع للودريان من خلال شكره خلال مؤتمر لسفراء فرنسا في الخارج في قصر الإليزيه، موفده الخاص على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه، والمتعلّقة بإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة الراهنة.”

 

لبنان لم يتسلم بعد داتا النازحين من الـunhcr

المؤسسة اللبنانية للإرسال/29 آب/2023

علمت الـLBCI أن لبنان لم يتسلم داتا النازحين بعد من الـunhcr. وكشفت المعلومات، عن أن الأمن العام يعمل حاليًّا على إنجاز آلية لضمان سرية البيانات تتوافق مع المعايير الدولية لكنها لم تنته بعد وذلك وفقاً للإتفاق الذي وُقّع بين لبنان والـunhcr في 8 آب الماضي والذي قضى بموافقة الـunhcr على تسليم لبنان الداتا بعد إنجاز الإجراءات التقنية والعملية.

 

رئاسيًّا… لبنان يعمل على إيقاع بيان اللجنة الخماسية!؟

يولا هاشم/المركزية/29 آب/2023

يزور الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بيروت منتصف أيلول، على أن يجري، قبل وصوله، سلسلة اتصالات ومشاورات مع أعضاء اللجنة الخماسية وبعض المرجعيات اللبنانية تمهيداً للزيارة، وبناء عليها يقرر الخطوات اللاحقة. في الموازاة، تم التوافق بين أطراف المعارضة على عدم الإجابة على رسالة لودريان التي أرسلها الى النواب عبر المجلس النيابي حول مواصفات رئيس الجمهورية، معتبرين ان بيان المعارضة الأخير هو الردّ غير المباشر عليها. في المقابل، برزت تباينات بين لودريان ونظرائه أعضاء اللجنة الخماسية، وعدم تطابق في الأفكار بينه وبين باقي الاعضاء في اللجنة حول رؤيته لحل الأزمة الرئاسية، حيث يتمسك الأعضاء الآخرون بمقررات لقاء الدوحة، خاصة الشق المتعلق بمواصفات الرئيس. فهل تؤثر مواقف ماكرون يوم امس في مهمة  لودريان فتحمل الحلّ؟ عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبد الله يؤكد لـ”المركزية” ان “التباعد واضح في مواقف أطراف اللجنة الخماسية، منذ البداية، خاصة في موضوع المقاربات والتسميات والسقوف المطروحة لمواصفات الرئيس. اعتقد اننا في لبنان نعمل على ايقاع مبادرة اللجنة الخماسية وليس الفرنسية، لذلك ما يحكم هذا الموضوع هو بيان اللجنة الخماسية. وبالتالي فإن مواصفات الرئيس يمكن اختصارها برئيس جامع، بعيد عن التحدي، قادر ان يقود معركة انقاذ، متمسك بدستور الطائف. هذا هو المطروح اليوم”، مشيراً الى ان “المنحى الفرنسي كان في بداية المرحلة ميالا لرئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية بالتنسيق مع الثنائي الشيعي، لكننا اليوم محكومون باللجنة الخماسية كما أظن”. وعن السيناريو المتوقع في المرحلة القادمة، يؤكد عبد الله ان “لا سيناريو، كل ما يحصل مجرد تضييع وقت. وبرأيي، الحل الوحيد الاساسي هو ان نجلس كلبنانيين مع بعضنا البعض ونتحدث، في حوار مباشر غير مشروط”. وسأل: “هل نتحاور عبر لودريان ولا نتحاور بين بعضنا البعض؟ لا أفهم هذه المعادلة. كما أنه يُرسِل لنا رسائل ومواصفات واستمارة… هذا كثير. زادت القصة عن حدّها. آن الاوان كي نستوعب، ان في هذه المتغيرات الاقليمية الكبيرة وهذا التخبط الدولي الكبير، يجب على القوى السياسية ان نستنبط حلا داخليا بالحد الأدنى، كي نتمكن من انقاذ بلدنا وانقاذ هوية لبنان، وإلا فنحن متجهون إلى مكان آخر”. هل ستحمل زيارة لودريان تغييراً؟ يجيب: “ألا نسمع المواقف اللبنانية؟ كلها سقوف عالية، والجميع ينتظر نتيجة الحوار بين حزب الله ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. ولا أعلم من منهم يتشاطر على الآخر، لكنه في نهاية المطاف لن ينتج أي شيء ايضاً، مجرد شعارات كبيرة خارج إطار الواقع. اللامركزية المالية الموسعة والصندوق الائتماني هي مواضيع وطنية كبرى، ليست مسألة مقايضة بين القوى السياسية ابداً ولا تخضع لسوق البيع والشراء، بل تُطرَح وتُناقَش في مجلس النواب وتستوجب إجماعاً وتوافقاً وطنياً حولها”. ويعتبر “أننا أصبحنا في مكان صعب. ركائز الدولة تتحلل ووضع القوى الامنية غير مريح، ما الذي ننتظره. المطلوب من القوى السياسية التي ترفع سقفها الى الآخر ان تترفع بالحد الادنى وان نرتقي جميعا الى مستوى المصلحة الوطنية”.

 

الجيش يُعزّز وجوده على الحدود اللبنانية السورية

صحيفة الشرق الاوسط/29 آب/2023

علمت “الشرق الأوسط” من مصادر أمنية أن الجيش اللبناني بادر إلى تعزيز وجوده على طول الحدود اللبنانية – السورية التي تقدّر بأكثر من 350 كيلومتراً لمكافحة التهريب وضبط الحدود، وتحديداً المعابر غير الشرعية لمنع الدخول خلسة من سوريا إلى لبنان. وأكدت المصادر الأمنية أن الأفواج العسكرية المكلّفة حماية الحدود البرية أوقفت المئات من السوريين لدى محاولتهم العبور إلى الداخل اللبناني عبر المعابر غير الشرعية. وقالت: إن المنطقة الحدودية مليئة بالتضاريس التي يصعب السيطرة عليها في ظل انعدام التعاون اللبناني – السوري الذي من دونه لا يمكن ضبط هذه المعابر. وعليه، فإن ملف النازحين إلى مزيد من التعقيد، ما يحول دون الدخول في تطبيع جدي للعلاقات اللبنانية – السورية؛ وهذا ما يضع الإحراج في خانة محور الممانعة الذي سعى إعلامياً لتأمين عودة النازحين، رغم أنه يدرك سلفاً بأن العقبة أمام عودتهم هي في دمشق وليست في مكان آخر، فكيف سيكون عليه الوضع في حال أن الحكومة اللبنانية لم تتشدد في ضبط الحدود لمنع الهجرة المعاكسة لاضطرار المزيد من السوريين إلى سلوك دروب غير شرعية للتسلل على لبنان بحثاً عن لقمة العيش. ويبقى السؤال: إلى متى يتحمل لبنان الجريح هذا الكم من الأعباء المترتبة على انسداد الأفق السياسي أمام إيجاد حل لعودة النازحين السوريين لقطع الطريق على كل ما يهدد النسيج اللبناني القائم على التوازن ويرفع من منسوب الجرائم وحوادث الإخلال بالأمن بامتناع السلطات السورية عن استردادها لأكثر من ألفين من مواطنيها بين محكوم وموقوف للتخفيف من الاكتظاظ في السجون والنظارات اللبنانية!

 

تصعيد عنيف” على حدود لبنان؟

وكالات/29 آب/2023

أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتزايد احتمال حدوث “تصعيد عنيف” على حدود لبنان.

 

أيلول رئاسيّ ونفطيّ وحدوديّ!

جريدة الأنباء الالكترونيّة/29 آب/2023

وصفت مصادر مراقبة للحراك الفرنسي والأميركي تجاه لبنان، في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، زيارتي جان إيف لودريان وآموس هوكستين بالهامتين، وأملت أن تتمكن الجهات الرسمية والقوى السياسية الإستفادة منها، ما يعني أنّ لبنان ما زال تحت المجهر الدولي لمساعدته على تخطّي أزماته وانتخاب رئيس جمهورية واستكمال ترسيم حدوده البرية والنقاط المتنازع عليها مع اسرائيل. وأفادت المصادر بألا تنسيق مسبق للزيارتين، لكن الإثنتين تهدفان إلى خلاصة واحدة تتمثل بمنع انهيار لبنان، وذلك عن طريق إعادة الحياة إلى مؤسساته الدستورية بدءاً بإنهاء الشغور في الرئاسة وبالتالي عودة الحياة الى المؤسسات وحلّ الأزمة الاقتصادية، وهو ما تساهم به عملية التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9.

 

ملفّ النزوح السوري في “الثلاجة”

الشرق الأوسط/29 آب/2023

أعيد ملف عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم إلى «ثلاجة» الانتظار، ليس بسبب تعذّر تشكيل الوفد الوزاري اللبناني للتفاوض مع السلطات السورية للاتفاق على جدول زمني لإعادتهم، وإنما لأن النظام في سوريا يربط عودتهم بمبادرة التحالف الدولي إلى إعادة إعمار ما تهدّم، بذريعة أنه كان وراء الدمار الذي لحق بسوريا. وهذا ما تبلّغه لبنان بصورة غير رسمية من الجانب السوري، بصرف النظر عن إلحاح عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال على تشكيل وفد توكل إليه مهمة التواصل مع نظرائهم السوريين لترتيب عودة آمنة وطوعية للنازحين. ولا يعود سبب تعذّر عودة النازحين السوريين إلى اتساع رقعة الاحتجاجات في جنوب سوريا، وتحديداً في محافظة السويداء التي يطالب المشاركون فيها بتغيير النظام في سوريا، محمّلين إياه مسؤولية تفاقم أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، بمقدار ما أنه يكمن في أن اللجنة الوزارية العربية التي شُكّلت لتطبيع العلاقات العربية – السورية، بعد عودة سوريا إلى الجامعة العربية، اصطدمت بحائط مسدود في مفاوضاتها مع دمشق على خلفية عدم تجاوبها مع ما نصّت عليه خريطة الطريق الموضوعة عربياً لتنقيتها من الشوائب التي أصابتها. وكشف مصدر دبلوماسي عربي لـ«الشرق الأوسط»، أن النظام في سوريا لم يبدِ أي تجاوب حيال مطالبة اللجنة الوزارية العربية بوجوب التقيُّد بجدول زمني لإعادة النازحين السوريين من البلدان العربية التي لجأوا إليها، والتعهُّد بوقف تصدير الكبتاغون وكل الممنوعات من سوريا إليها، والسير قدماً إلى الأمام بالحل السياسي، استجابة للقرارات الدولية في هذا الخصوص، انطلاقاً من التوافق على الخطوط السياسية العريضة ذات الصلة بالإعداد للدخول في المرحلة الانتقالية. ولفت المصدر إلى أن النظام في سوريا لم يحسن الإفادة من عودتها إلى الجامعة العربية، وهذا ما أعاق الانتقال إلى مرحلة تطبيع علاقاتها بالدول العربية. وسأل: ما الجدوى من إقفاله الأبواب أمام عودة النازحين من بلد كلبنان يرزح تحت أعباء لا قدرة لديه على توفير الحلول لها، وباتت تُنذر بإحداث تغيير في واقعه الديموغرافي يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطائفي، إضافة إلى امتناعه عن ترسيم الحدود بين البلدين؟ ورأى أن عدم تجاوبه مع عودة النازحين يشكل إحراجاً لحلفائه في لبنان بعد أن تصدّر وزير المهجرين عصام شرف الدين المحسوب على محور الممانعة الدعوة إلى عودتهم، لكنه سرعان ما لاذ بالصمت وغاب كلياً عن السمع لتفادي الإحراج الذي أوقع نفسه فيه؛ كونه لم يكن ملماً بموقف دمشق من عودتهم. فالوزير شرف الدين حاول تحميل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومن خلالها المجتمع الدولي، مسؤولية عدم التعاون لتأمين عودة النازحين، مع أنه يدرك سلفاً أن النظام في سوريا يواجه مشكلة في تأمين الحد الأدنى من احتياجات السواد الأعظم من السوريين بداخل بلداتهم، فكيف سيكون عليه الوضع في حال قرر الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية بالتفاهم على جدول زمني لإعادتهم، ليس لأنهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على الوضع الداخلي فحسب، وإنما لارتفاع منسوب التفلُّت الأمني وعدم قدرة السجون والنظارات التابعة لقوى الأمن الداخلي على استيعاب العدد الأكبر من الموقوفين السوريين ممن ارتكبوا جرائم وجنحاً ومخالفات يعاقب عليها القانون اللبناني؟ لذلك، فإن تراجع الآمال المعقودة على تجاوب النظام مع عودة النازحين بات يستدعي اتخاذ الإجراءات والتدابير المشددة لمنع الهجرة المعاكسة من سوريا إلى لبنان تحت وطأة تفاقم الأزمة المعيشية والاجتماعية بحثاً عن مكان آمن يتيح للنازحين الجدد تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

النظام السوري يُطلق النار بمواجهة المحتجين في السويداء للمرة الأولى

مقتل عدد كبير من المسلحين في ريف إدلب… وحظر تجول بالحسكة بسبب هروب “دواعش” من سجن غويران

 دمشق، عواصم – وكالات/29 آب/2023

في تطور لافت، وفي أول مواجهة بين النظام السوري والمحتجين في محافظة السويداء الذين خرجوا للشوارع لليوم العاشر على التوالي مطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، أطلقت عناصر من القوات الحكومية السورية النار في الهواء لتفريق مجموعة من الشباب حاولت إزالة صور للرئيس السوري بشار الأسد عند مدخل مدينة شهبا التابعة لمحافظة السويداء جنوب سورية. وقال أحد منظمي الحراك المدني أيهم الشوفي إنه تم إطلاق الرصاص من قبل عناصر القوات الحكومية في الهواء فقط، ولم يصب أحد من الشباب الذين كانوا يزيلون صورة للرئيس بشار الأسد عند مدخل المدينة بالقرب من حاجز للقوات الحكومية، معتبرا حادثة إطلاق النار بمثابة تطور خطير من قبل القوات الحكومية والأجهزة الأمنية التي التزمت الصمت حيال ما جرى خلال الأيام العشرة الماضية، مشيرا إلى أنه في حال تكررت الحادثة ربما يتم التصعيد مجددا.

يأتي ذلك فيما دخلت الاحتجاجات والاضطرابات في محافظة السويداء أسبوعها الثاني بسبب رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتدني المستوى المعيشي اثر انهيار سعر صرف الليرة السورية وارتفاع اسعار المواد الغذائية، حيث شهدت مدينة السويداء لليوم العاشر على التوالي اعتصامات شارك فيها المئات في ساحة السير، والتي بات يطلق عليها ساحة “الكرامة”، وردد المعتصمون شعارات تطالب بإسقاط النظام السوري. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن قواتها قتلت أعدادا كبيرة من المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية وصاروخية بالتعاون مع روسيا استهدفت مقرات الجماعات المسلحة في ريف إدلب، قائلة في بيان إن الضربات جاءت ردا على الهجمات التي نفذتها التنظيمات المسلحة مؤخرا على المواقع والنقاط العسكرية للقوات السورية العاملة في ريفي حماة وإدلب. وذكر البيان أن وحدات من الجيش نفذت بالتعاون مع الطيران الحربي الروسي ضربات جوية وصاروخية لمقرات تابعة لتنظيم أنصار التوحيد وهيئة تحرير الشام في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى تدمير المقرات بشكل كامل بما فيها من أسلحة وعتاد وذخيرة ومقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين ومتزعميهم، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأيام الماضية شهدت تصعيدا على محاور ريف إدلب الجنوبي واشتباكات عنيفة أدت لمقتل 19 من قوات النظام وإصابة 20 آخرين ومقتل سبعة من فصيل أنصار التوحيد. على صعيد آخر، فرضت قوات سورية الديمقراطية “قسد” حظر تجول في الحسكة السورية بعد أنباء عن هروب عناصر من تنظيم “داعش” من سجن غويران، حيث كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان إغلاق القوى الأمنية التابعة للإدارة الذاتية جميع الطرقات في أحياء مدينة الحسكة، تزامناً مع عصيان لمساجين من تنظيم “داعش” في سجن الصناعة “غويران”.

وانتشرت القوى الأمنية في محيط السجن وأبلغت الأهالي بضرورة التزامهم المنازل، بالتوازي مع عمليات بحث عن خلايا للتنظيم في الأحياء، بالتزامن مع وجود معلومات عن تنفيذ التنظيم عملية فرار تماثل العملية الكبرى التي جرت مطلع العام الفائت، وسط أنباء عن هروب أو تهريب عناصر من السجن، وفق المرصد. إلى ذلك، قام ثلاثة أعضاء في مجلس النواب الأميركي بزيارة نادرة إلى منطقة أعزاز التي تسيطر عليها فصائل معارضة موالية لتركيا في شمال سورية، حيث زار جو ويلسون وفيكتوريا سبارتز ودين فيليبس أحد مستشفيات مدينة أعزاز في محافظة حلب آتين من تركيا عبر معبر باب السلامة الحدودي، وتم استقبالهم بلافتة كُتب عليها “مرحبا بكم في سورية الحرة” محاطة بأعلام الثورة السورية. وقال مسؤول العلاقات العامة في الحكومة المؤقتة المدعومة من تركيا ياسر الحجي إن الهدف من الزيارة الاطلاع على الواقع في المناطق المحررة”، بينما التقى النواب أيتاما بسبب الحرب التي أودت منذ عام 2011 بنحو نصف مليون شخص، قبل اختصار الزيارة لأسباب أمنية على ما أفاد أحد مرافقيهم. من جانبه، أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن النواب لم يتوجهوا إلى جنديرس في المناطق التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام”، لتجنب إثارة جدل في الولايات المتحدة، قائلا إن أعضاء الكونغرس أرادوا تقييم عمل الحكومة المؤقتة، من أجل دراسة إمكانية إرسال المساعدات الإنسانية عبر باب السلامة بدلاً من باب الهوى الذي تسيطر عليه “هيئة تحرير الشام”.

 

الرئيس الإيراني: سنسترجع أموالنا أينما كانت ومن يعادينا “نقطع يده”

طهران، عواصم – وكالات/29 آب/2023

 أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن بلاده ستسترجع أموالها أينما كانت من خلال المحادثات والمفاوضات، كاشفا أنه سيسعى لزيارة اليابان قريبا، داعيا طوكيو إلى إظهار استقلاليتها عن الولايات المتحدة الأميركية، وألا تتأثر بالضغوط التي تفرض عليها وألا تنسى الظلم الذي تعرضت له من واشنطن، وذلك عبر الإفراج عن أصول طهران المجمدة في ظل عقوبات أميركية، قبل أن يعود ويقول إن الأموال الإيرانية المجمدة الوحيدة موجودة في كوريا الجنوبية. ولفت الرئيس الإيراني إلى أن الغرب لم ينفذ تعهداته النووية، لكن ومن أجل ألا تكون للدول الغربية أي ذريعة لم نترك طاولة المفاوضات، مؤكدا أن “كل دولة تمد يد الصداقة لنا، نقابلها بنفس الأمر ونمد يد الصداقة لها، وكل من يعادينا نقطع يده”، وفق تعبيره. وردا على سؤال من صحافي ياباني عن أموال مجمدة في اليابان تصل إلى 1.5 مليار دولار، قال رئيسي “يجب على اليابان أن تتصرف بشكل مستقل عن الولايات المتحدة بالإفراج عن أموالنا المجمدة”، قبل ان يستدرك بالقول “يجب أن أوضح أن بنكنا المركزي، قال في وقت سابق إن لدينا فقط أموالا مجمدة بغير وجه حق في كوريا الجنوبية. وجميع الأصول الأخرى في الخارج تحت تصرف البنك المركزي الإيراني”. على صعيد آخر، أكد الرئيس الإيراني أن تجارة بلاده مع دول الجوار سجلت نموا بنسبة 14 في المئة في ظل سياسة الجوار التي تنتهجها حكومته، قائلا: إن انضمام إيران إلى منظمات مثل شنغهاي وبريكس يثبت أن سياسة الأعداء في عزل إيران فشلت، مشيرا إلى نمو العلاقات التجارية مع دول الجوار بنسبة 14 في المئة، معتبرا توسیع الأسواق في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا یأتي في إطار السياسات المذكورة. في غضون ذلك، دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، إيران، إلى الإفراج عن المحتجزين الفرنسيين الأربعة، مؤكدا أنه لا شيء يبرر احتجازهم في ظروف غير مقبولة. على صعيد آخر، لقي أربعة زوار إيرانيين، بينهم امرأتان، بالإضافة إلى سائقهم العراقي، مصرعهم في حادث مروري على طريق رئيسي في محافظة واسط العراقية، بينما كانوا في طريقهم للمشاركة في إحياء أربعينية الحسين في كربلاء وسط العراق، حيث أكد عقيد في شرطة محافظة واسط وفاة خمسة أشخاص وإصابة 21 بينهم ست نساء، جميعهم زوار إيرانيون متوجهون إلى كربلاء، جراء حادث مروري وقع إثر تصادم ثلاث مركبات بينها حافلتان تقلان مسافرين قادمين من معبر زرباطية الحدودي مع إيران باتجاه بلدة الدبوني جنوب شرق بغداد، بينما أكد المسؤول في دائرة صحة محافظة واسط علي محمد العبودي أن إصابات خمسة من الزوار خطيرة. إلى ذلك، كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الايراني إبراهیم رضایي، أن وفدا برلمانيا إيرانيا ناقش خلال اجتماعاته مع مسؤولين لدى حركة “طالبان” قضايا عدة من بينها مكافحة الإرهاب والمخدرات ووضع المهاجرين الأفغان، مشيرا إلى أن الوفد البرلماني الإيراني المكون من خمسة نواب اجتمع بشكل منفصل مع نائب رئيس وزراء أفغانستان محمد عبد الكبير ووزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي ووزير الصحة بالوكالة أمير خان متقي ونائب وزير الداخلية نورجلال جلالي بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الأمنيين والاقتصاديين في الهيئة الحاكمة داخل افغانستان، كما التقى عددا من علماء الشيعة والناشطين السياسيين الأفغان في كابول.

 

العراق: حدودنا محصّنة ولا تحركات عسكرية أميركية على أراضينا ومقتل جندي فرنسي ثالث في كركوك

بغداد، عواصم – وكالات/29 آب/2023

 مجددا، نفى المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيى رسول أمس، وجود أي تحركات عسكرية أميركية على أراضي بلاده، مؤكدا أن التحركات التي شوهدت مؤخرا مجرد عملية استبدال روتينية للقوات الأميركية في سورية، وحدثت داخل الأراضي السورية وليس العراقية.

وأشار رسول إلى وجود مستشارين عسكريين من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد الجوية بمحافظة الأنبار، موضحا أن مهمة هؤلاء تتمثل في التدريب والتجهيز والتسليح والتمكين، ولدى العراق متدربون يتدربون في القاعدة. وشدد على جاهزية الجيش العراقي للتعامل مع أي تهديدات، مؤكدا أن الحدود العراقية- السورية محصنة ومراقبة من قبل القوات الأمنية والعسكرية العراقية، كما أن هناك مراقبة لأي تحرك للعصابات الإرهابية، خاصة أن شمال شرقي سورية يعج بها، إضافة إلى وجود قوات تابعة لدول مختلفة هناك، معتبرا أن ما يجري داخل الأراضي السورية شأن داخلي سوري، قائلا “ما يهمنا الأمن العراقي، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي تحرك للعصابات نحو الأراضي العراقية، وسندافع عن أمن وسيادة العراق”. على صعيد آخر، أعلنت الرئاسة الفرنسية مقتل جندي فرنسي من القوات الخاصة في عملية لمكافحة الإرهاب في العراق، مشيرة إلى أن الجندي توفي متأثراً بجروح أُصيب جراء تعرضه لإطلاق نار مباشر خلال عملية إنزال جوي مشتركة بين قوات فرنسية منضوية في التحالف الدولي، وجهاز مكافحة الإرهاب بالعراق في منطقة جزيرة العيث شرق صلاح الدين، وبهذا، يرتفع عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في العراق هذا الشهر إلى ثلاثة، فيما أكد وزير الجيوش سيباستيان ليكورنو في بيان أن فرنسا لن تتراجع في مواجهة الإرهاب. في غضون ذلك، نفذت السلطات العراقية عقوبة الإعدام شنقا بحق ثلاثة أشخاص سبق أن دينوا بضلوعهم في اعتداء خلف 323 قتيلا في حي الكرادة التجاري في العاصمة بغداد في يوليو 2016 وتبناه تنظيم داعش الإرهابي. على صعيد آخر، أشاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالتفاعل التركي الجاد مع مشروع “طريق التنمية”، مؤكداً أهمية تعزيز علاقات التعاون بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تاريخية طويلة، لافتا خلال استقباله وزير التجارة التركي عمر بولات في بغداد إلى أن العراق بما يملكه من موارد بشرية وطبيعية له القدرة على أن يكون نقطة تواصل ومنطقة تنمية وشراكة لجميع دول الجوار، مشيدا بالدور البارز للشركات التركية في مشاريع التنمية والبنى التحتية في العراق، لافتا إلى أهمية تبادل الزيارات بين البلدين بما يسهم في تطوير العلاقات بمختلف المجالات. من جانبه، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أهمية عمل الشركات التركية في العديد من القطاعات الاقتصادية، فيما أشار وزير التجارة التركي عمر بولات الى ان مبعوث الرئيس التركي من المؤمل أن يقوم بزيارة مرتقبة للعراق.

 

نتنياهو يدرس مد خط الغاز إلى أوروبا عبر تركيا

مصادر في تل أبيب: الإعلان هو بساط أحمر لدخول أنقرة

تل أبيب/الشرق الأوسط/29 آب/2023

في خطوة وصفت بأنها طرح بساط أحمر لزيارة أنقرة، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعليمات لفريق عمل مهني من عدة وزارات في حكومته، من أجل البدء بدراسة البدائل لصادرات إسرائيل الحالية من الغاز، مع التشديد على أن أحد الخيارات التي يتم النظر فيها هو مد خط أنابيب تحت البحر، من أكبر حقل للغاز الطبيعي البحري في إسرائيل «ليفياثان» إلى تركيا. ومن بين الخطط المطروحة التي حرص مساعدو نتنياهو على الإشارة إليها، مشروع تعاون غير مسبوق بين تركيا وإسرائيل تماما كما يرغب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وبموجب الخطة، سيتم توجيه الغاز من حقل «ليفياثان» الإسرائيلي إلى تركيا، ومن ثم إلى دول جنوب أوروبا بهدف تقليل الاعتماد على خط الأنابيب الروسي. ويهدف خط الأنابيب المقترح، إلى ربط خط الأنابيب التركي الأوروبي الرئيسي باحتياطيات الغاز الوفيرة في إسرائيل والمناطق المجاورة، مثل مصر والإمارات العربية المتحدة. وتسعى المبادرة إلى إنشاء إمدادات غاز بديلة قابلة للتطبيق لأوروبا، حيث تتطلع المنطقة إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي. وقالت مصادر في تل أبيب، إن الأمر بتشكيل الفريق، صدر في اجتماع ترأسه نتنياهو نفسه، وحضره كل من وزير الطاقة يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وممثلين عن الشركات المالكة لبئر الغاز، والتي تسعى وتلح على أن يتاح لها مضاعفة صادراتها من الغاز. وكان وزير الطاقة الإسرائيلي، كاتس، قد وافق الأسبوع الماضي، على زيادة صادرات الغاز من خزان تمار إلى مصر. ولسنوات، ضغطت تركيا على إسرائيل لبناء خط الأنابيب، لكن الأخيرة كانت تخشى أن تضر هذه الخطوة بعلاقاتها مع جارتي تركيا قبرص واليونان مع المشروع المخطط له أن يمر عبر مياههما في شرق البحر الأبيض المتوسط. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الأسابيع المقبلة، وسط الدفء الأخير في العلاقات بين البلدين. وكان نتنياهو قد طلب تأجيل الاجتماع المقرر عقده في 28 يوليو (تموز) الماضي، بعد أن اضطر إلى الخضوع لعملية جراحية لزرع جهاز تنظيم ضربات القلب الشهر الماضي. ويربط المراقبون في تل أبيب بين هذه الزيارة وإعلان نتنياهو عن تشكيل فريق العمل. وحسب مصادر سياسية فإن نتنياهو يعرف أن إردوغان يريد لهذا الخط أن يسير في طريق تركية قبل الوصول إلى أوروبا. ولكن الكلام يقتصر حاليا على الحديث عن «دراسة الموضوع»، مع العلم أن إسرائيل أعلنت في الماضي عدة مرات عن دراسة الأمر. ثم سقط عن جدول الأبحاث. وقالت إن على نتنياهو أن يتوقع مطلباً تركياً بأن تكون هناك خطوات فعلية.

 

السلطة الفلسطينية تدعو “الجنائية الدولية” لمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه

حملة اعتقالات في الضفة… والمستوطنون يقتحمون “الأقصى”

رام الله، عواصم- وكالات/29 آب/2023

أشادت السلطة الفلسطينية بالتقارير الصادرة عن المنظمات الحقوقية والإنسانية التي توثق ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات وجرائم يومية على يد قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين، محذرة من مغبة التعامل مع انتهاكات وجرائم الاحتلال كأرقام في الإحصائيات فقط، أو كأمور اعتيادية روتينية باعتبارها تتكرر كل يوم. وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان صحافي،أمس، الأمم المتحدة والدول كافة اعتماد تلك التقارير وأخذها بعين الاعتبار في تعاملها مع دولة الاحتلال، داعيةً الجنائية الدولية سرعة الانتهاء من تحقيقاتها وصولاً لإصدار مذكرات جلب وتوقيف بحق مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني. وقالت وزارة الخارجية في بيان صحافي،أمس ، إن هذه التقارير توصف بشكل دقيق وقانوني الحالة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتجمع على حقيقة التصعيد الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في كافة مناحي حياته مع استمرار غياب أية مساءلة أو عقوبات دولية، وأشارت إلى التقرير الصادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش الذي أكدت فيه أن العام الماضي الأكثر دموية ضد الأطفال الفلسطينيين، وأن هذا العام يشهد وتيرة متصاعدة بحقهم، ومرشحة بتجاوز حصيلة جرائم الاحتلال للعام المنصرم، بالاضافة إلى التقارير التي تصدر كل أسبوعين عم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة «أوتشا»، وآخرها الذي وثق الازدياد الملحوظ لجرائم القتل خارج القانون منذ بداية العام الحالي، والتصعيد الحاصل في عمليات سرقة أراض وهدم منازل ومنشآت الفلسطينيين وغيرها من الانتهاكات التي ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. واستمرارا للانتهاكات، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، حملة مداهمات واعتقالات بين صفوف الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، كما اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك. وذكر نادي الأسير الفلسطيني، أن حملة اعتقالات واسعة طالت 32 مواطناً على الأقل من الضفّة، بينهم أسرى سابقون، وذلك في إطار حملات الاعتقال المستمرة.وأوضح نادي الأسير أنّ عمليات الاعتقال توزعت على محافظات: الخليل، ونابلس، ورام الله، وبيت لحم، وقلقيلية، ونابلس، وجنين.

ولفت إلى استمرار تصاعد عمليات الاعتقال مع تصاعد المواجهة الراهنة مع الاحتلال، يرافقها عمليات تنكيل وتخريب ممنهجة بحق المعتقلين وعائلاتهم. وأشار إلى أنّه منذ مطلع العام الجاري بلغت حالات الاعتقال أكثر من 5000 حالة. وأكّد نادي الأسير أنّ عمليات الاعتقال تُشكل أبرز السياسات الممنهجة التي تنفذها سلطات الاحتلال بشكل يومي، في محاولة منها لتقويض أي حالة مواجهة، ولا تستثني فيها أي من الفئات سواء شباب، أو أطفال، أو نساء، وكبار السّن، والمرضى. وفي مدينة القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما. وأجبرت قوات الاحتلال المواطن المقدسي حمزة جعفر على تفريغ أثاث منزله في حارة السعدية بالقدس القديمة تمهيداً لهدمه. واقتحم عشرات المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، باحات المسجد الأقصى المبارك، على شكل مجموعات متفرقة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدَّوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد. على صعيد آخر، ومن اجل استرداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الاسرائيلي اعتصم عشرات الفلسطينيين،أمس، امام مقر الصليب الاحمر بمدينة البيرة في اطار احياء فعاليات اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الذي يصادف 27 اغسطس من كل عام. ودعت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء العرب والفلسطينيين الى الافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدفنهم بما يليق بكرامتهم الانسانية والوطنية، حيث تحتجز سلطات الاحتلال الاسرائيلي 398 جثمانا في الثلاجات وفيما تسمى مقابر الارقام، بينهم 11 اسيرا استشهدوا في سجون الاحتلال بالاضافة الى خمس شهيدات بينهن اربع في مقابر الارقام وواحدة في الثلاجات.

 

ليبيا: أزمة لقاء المنقوش- كوهين تشتعل وتهدد بإطاحة حكومة الدبيبة

طرابلس، عواصم – وكالات/29 آب/2023

 تواصلت موجة الغضب في ليبيا بعد الكشف عن لقاء وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة نجلاء المنقوش نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين في روما الأسبوع الماضي، وسط مطالبات بفتح تحقيق قضائي لمحاسبة المسؤولين عن ترتيب اللقاء، في حين قالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي الليبي إنه لم يصدر أي قرار حتى الآن بإقالة المنقوش، بالرغم من إعلان رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة إقالتها. وفيما كشفت وسائل إعلام ليبية أن وزيرة خارجية حكومة الوحدة الموقوفة نجلاء المنقوش غادرت مدينة إسطنبول التركية متوجهة إلى العاصمة البريطانية لندن، نقلت “بوابة الوسط” الليبية عن مصدر قوله إن أسرة المنقوش تقيم في بريطانيا، مشيرا إلى أن المنقوش كانت غادرت مطار معيتيقة الدولي إلى تركيا على متن طائرة خاصة نوع “فالكون” تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

في الأثناء، طالب مجلس النواب الليبي النائب العام بالتحقيق مع حكومة الوحدة الوطنية فيما وصفها بجريمة التواصل مع الكيان الصهيوني، ودعا عقب جلسة طارئة عقدها في بنغازي لتشكيل لجنة من مجلسي النواب والأعلى للدولة للعمل على تشكيل حكومة مصغرة بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة، كما أوصى لجنة “6+6” المشتركة بمنع من ثبت تورطه بالتعامل مع إسرائيل من الترشح وتضمين ذلك في شروط الانتخابات، مثمنا ما قام به اللليبون الذين خرجوا في الشوارع رافضين التطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرا قرار سحب الثقة من حكومة الدبيبة كان صائبا.

من جانبهم، طالب 26 من الشخصيات العامة في بيان مشترك بفتح تحقيق قضائي لمحاسبة المسؤولين عن ترتيب اللقاء الذي عقد الأسبوع الماضي بأشد العبارات، استنادا للدين والقيم والأخلاق والقوانين الوطنية، قائلين إن هذه اللقاءات تمنعها التشريعات والقوانين التي تعتبر أن التواصل مع الكيان الصهيوني السري والعلني مجرّم أخلاقيا وقانونيا بموجب القانون رقم 57 لسنة 1962، كما طالبوا برفع دعوى لدى النائب العام ضد كل من رتب ونسق ونفذ اللقاء المشؤوم كونه يعتبر انتهاكا لمواد القانون الليبي.

شعبيا، خرجت احتجاجات لليلة الثانية على التوالي في مدن ليبية تنديدا بلقاء المنقوش وكوهين، وأظهرت صور ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي محتجين يقطعون الطريق قرب جسر 27 على الطريق الساحلي الواصل بين طرابلس والزاوية، كما أشعل محتجون النار في إطارات السيارات بإحدى طرق منطقة قرجي في طرابلس، ورُفع العلم الفلسطيني في وسط بنغازي.

من جانبه، طالب اتحاد ثوار الزنتان بمحاكمة نجلاء المنقوش بتهمة الخيانة العظمى وحلّ حكومة الدبيبة فورًا، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن التجهيز والإعداد والتنسيق للاجتماع المخزي مع الكيان الصهيوني الذي قامت به ممثلة حكومة الدبيبة للشؤون الخارجية والمنتحلة لصفة وزير الخارجية بتهمة الخيانة العظمى للدين والوطن. وطالب في بيان الجهات التشريعية بحل حكومة الدبيبة فورًا وإحالة أعضاءها المتهمين إلى لجنة تحقيق خاصة مكونة من ممثلين عن مجلسي النواب والدولة واتحاد ثوار ليبيا والهيئة العليا للقضاء، متمسكا بضرورة بتشكيل حكومة مصغرة من خارج الشخصيات السياسية المتصدرة للمشهد السياسي الليبي الحالي، لإدارة شؤون الدولة إلى حين الانتخابات المقبلة. وفي واشنطن، أعربت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن احتجاج شديد اللهجة، إزاء إعلان وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين لقائه نظيرته الليبية، فيما شدّد مسؤولون أميركيون على أن الكشف عن اللقاء أضرّ بالجهود الأميركيّة لتعزيز التطبيع بين إسرائيل وليبيا ودول عربية أخرى، كما تسبب في زعزعة الاستقرار في ليبيا والإضرار بالمصالح الأمنيّة الأميركيّة هناك، وبينما ًدر رئيس الوزراء الإسرائيلي قرارا بمنع الكشف عن أي لقاءات حكومية سرية قبل العودة إليه، وُجِّهت انتقادات شديدة لسلوك كوهين من قِبل جهاز “الموساد”.

 

هل كان لقاء المنقوش - كوهين مصادفة؟ وسط تقاربات «سرية» بين طرابلس وتل أبيب لم يُعلن عنها

القاهرة: جمال جوهر/الشرق الأوسط/29 آب/2023

حشدت وسائل إعلام إسرائيلية جهودها للكشف عن اللقاء الذي جمع وزير خارجيتها إيلي كوهين، ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش، فيما لا يزال اللقاء يمثل صدمة لقطاعات عديدة من الليبيين، ويعيد طرح السؤال: هل كان لقاء الطرفين الذي استضافته روما مصادفة؟ هذا الحشد الإعلامي من جهة تل أبيب، الذي كان أول من كشف عن اللقاء، تجاهلته وزارة الخارجية التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وسارعت إلى القول إن «ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير مُعَد مسبقاً، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات». واستبق ليبيون عديدون تقرير لجنة التحقيق التي كلفها الدبيبة التحقيق مع المنقوش، وتبنوا وجهة النظر التي تشير إلى أن الاجتماع كان معداً له سلفاً. وقال محمد خليل عيسى وكيل وزارة الخارجية، إن لقاء المنقوش - كوهين «لم يكن صدفة وإنما بترتيب مسبق»، وذهب إلى أن ما أعلنته وزارة الخارجية عن المصادفة «غير صحيح»، مطالباً الجهات المعنية بالتحقيق و«إحالة المتورطين للقضاء». ويرى محمد قشوط الناشط السياسي الليبي، أن وزارة الخارجية تتحدث عن أن اللقاء كان «عارضاً»، و«سعى الدبيبة لامتصاص غضب الشعب بتوقيفها وإحالتها للتحقيق؛ لكن الرد جاء سريعاً من وسائل الإعلام الإسرائيلية»، مؤكدين أن «التنسيق للقاء تم على أعلى مستويات». ويعتقد قشوط، أن الحاضرين للقاء في رومـا كانوا بجانب المنقوش، مهند يونس سفير ليبيا لدى إيطاليا، بالإضافة إلى عبد المجيد مليقطة، لكن لا تزال كواليس الاجتماع يكتنفها الغموض إلا من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين. أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي نقلت عنهم وكالة «رويترز»، قال إن الاجتماع الذي استضافته إيطاليا الأسبوع الماضي تم الاتفاق عليه مسبقاً «على أعلى المستويات» في ليبيا واستمر أكثر من ساعة. اجتماع المنقوش، الذي تم تسريبه، أعاد الحديث عن تقاربات «سرية» يعقدها قادة البلاد من وقت إلى آخر مع قادة إسرائيليين، لكنها لم يعلن عنها، ودائماً ما يتم نفيها. وتحدث الأكاديمي الليبي الدكتور فرج دردور، عن وجود ما سمّاه «سباقاً محموماً على كسب ود إسرائيل». ولفت دردور إلى تقارير إسرائيلية سابقة تناولت لقاء الدبيبة بمسؤولين إسرائيليين في أعوام سابقة، والشيء ذاته بالنسبة لصدام نجل المشير خلفية حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، الذي أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2021 بأنه أجرى زيارة خاطفة إلى إسرائيل في مطلع الشهر بقصد «عرض إقامة علاقات دبلوماسية مقابل الحصول على مساعدة عسكرية ودعم دبلوماسي»، لكن القيادة العامة للجيش الليبي نفت هذه الأنباء جملة وتفصيلاً.

إقالة المنقوش

ونقل تلفزيون «ليبيا الأحرار»، الاثنين، عن مصدر حكومي لم يسمه القول «إن الدبيبة أقال المنقوش»، بينما لم يعلن رئيس حكومة الوحدة الخبر بشكل رسمي (حتى ظهر الاثنين)، وفي معرِض دفاعها عنها، قالت وزارة الخارجية إن الوزيرة (المحالة للتحقيق) «رفضت عقد أي لقاءات مع أي طرف ممثل للكيان الإسرائيلي، وما زالت ثابتة على ذلك الموقف بشكل قاطع». وبعد ما تحدثت عن أن اللقاء كان «مصادفة»، نفت الخارجية جملةً وتفصيلاً ما سمته «الاستغلال من قبل الصحافة العبرية والدولية، ومحاولتهم إعطاء الحادثة طابع اللقاء أو المحادثات أو حتى الترتيب أو مجرد التفكير في عقد مثل هكذا لقاءات»، مؤكدة على أن المنقوش تؤكد دائماً على «ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكل جَلي وغير قابل للتأويل واللبس». ومنح التكتم الشديد في ليبيا، حول اجتماع المنقوش بكوهين، وامتناع المتحدثين الرسمين عن إعطاء أي معلومات، وسائل الإعلام الإسرائيلية، فرصة لكشف مزيد من التفاصيل. ودخل رافائيل لوزون رئيس «اتحاد يهود ليبيا» على خط الأزمة، وقال إنه هو من سهّل اللقاء، وأوضح في حوار أجرته معه جريدة «تايمز أوف إسرائيل» إن «الاتصالات التي توسط فيها بين مسؤولين رفيعي المستوى في ليبيا وإسرائيل، منذ عام 2017 ساهمت في فتح الطريق أمام اجتماع المنقوش وكوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي». وقالت الصحيفة إنه في يونيو (حزيران) 2017، رتب لوزون اجتماعاً في جزيرة رودس اليونانية ضم وفوداً من البلدين. ومثّل إسرائيل وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك جيلا جمليئيل، التي تنحدر والدتها من ليبيا، ووزير الاتصالات آنذاك أيوب قرا، ونائب رئيس الكنيست يهيل بار، واللواء المتقاعد يوم توف سامية، وهو أيضاً من أصل ليبي. وترأس الوفد الليبي في رودس عمر القويري رئيس هيئة الإعلام والثقافة والآثار بحكومة عبد الله الثني المؤقتة التي كانت تدير أعمالها من شرق ليبيا.

 

هل اقتربت واشنطن من تجاوز «حاجز الخوف» بعدما كسرت كييف «خطوط بوتين الحمراء»؟

تزايد الضغوط على إدارة بايدن لتسريع تسليم «إف - 16» وصواريخ بعيدة المدى وكسر الحصار الروسي على البحر الأسود

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/29 آب/2023

تصاعدت الضغوط والانتقادات التي يتعرض لها الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، بسبب سياساته الحذرة «المبالغ» فيها، تجاه الحرب الروسية ضد أوكرانيا، على الرغم من تمكن كييف من كسر «الخطوط الحمراء» الروسية. وفيما تحقق أوكرانيا مكاسب جديدة «ثابتة»، رغم تواضعها، على خطوط الجبهة في هجومها المضاد المستمر، تمكنت هجماتها الأخيرة بطائراتها المسيرة، من كسر «حاجز الخوف» الذي كان مفهوماً في بداية الحرب، لكنه لم يعد له ما يبرره، بحسب صحيفة «واشنطن بوست»، التي تحدثت عن ضرورة إعادة النظر بتلك السياسات. وقالت الصحيفة إن مخاوف بايدن، التي كانت مفهومة في السابق، مبالغ فيها الآن، وينبغي لضربات الطائرات من دون طيار الأوكرانية داخل روسيا أن تخفف منها بشأن العواقب المترتبة على تجاوز «خطوط بوتين الحمراء» المفترضة. وقالت إن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا لن يزيد بشكل كبير من خطر نشوب حرب أوسع نطاقاً، لكنه قد يؤدي إلى تقصير مدة الصراع القائم.

وبعدما أصبحت تلك الضربات على موسكو التي لم يكن بالإمكان تصورها في السابق، «روتينية» الآن، ورغم أنها لم تسبب أضراراً كبيرة لكنها عطلت حركة الطيران في مطارات العاصمة الروسية، وساهمت في نقل الحرب إلى داخل روسيا. وتشير تلك الضربات إلى أن الرئيس الروسي، وعلى الرغم من كل تهديداته، بما فيها استخدام الأسلحة النووية، أصبح «أكثر عقلانية» بقدر كافٍ، لعدم تصعيد حربه المحدودة التي يخسرها بالفعل، إلى حرب أوسع مع حلف الناتو، «لا يمكنه الفوز فيها».

ورغم ذلك، تضيف الصحيفة: يبدو الرئيس بايدن قلقاً أكثر من أي وقت مضى بشأن استفزاز بوتين. وإلا فكيف نفسر تردد إدارته في توفير طائرات «إف-16» لأوكرانيا، والفشل في توفير نظام الصواريخ التكتيكي بعيد المدى (إيه تي إيه سي إم إس)، أو في تحدي الحصار الروسي على البحر الأسود؟ وهي قضايا تحاول إدارة بايدن اللعب فيها بطريقة آمنة، ولكنها في الواقع تطيل الصراع وتقوض فرص نجاح كييف، حتى في الوقت الذي يلوم فيه المسؤولون الأميركيون، الأوكرانيين على تقدمهم البطيء على الأرض. وعلى الرغم من قرار تسليم أكثر من 70 طائرة «إف-16»، من الدنمارك وهولندا والنرويج، بإذن من الولايات المتحدة، فإن تدريب الطيارين الأوكرانيين سوف يستغرق وقتاً طويلاً، حتى إن أولى الطائرات لن تكون جاهزة للطيران قبل الصيف المقبل على أقرب تقدير. ويقول محللون عسكريون، إن هذا الأمر مثير للسخرية؛ لأن تدريب الطيارين لا يحتاج لأكثر من 4 أشهر فقط، وكان بالإمكان أن يبدأ العام الماضي. ويمكن للولايات المتحدة أن تعزز هذه العملية من خلال جلب المزيد من الطيارين الأوكرانيين إلى الولايات المتحدة. كما يستطيع البنتاغون، الذي يتمتع بموارد أكبر بكثير من الموارد الهولندية أو الدنماركية، تسريع عملية توفير الطائرات وأنظمة صيانتها. ولن يحدث أي فرق بالنسبة لبوتين، إذا جاءت الطائرات من الدنمارك أو الولايات المتحدة. ولكن بدلاً من ذلك، يقلل المسؤولون الأميركيون من أهمية الطائرة، ويكررون القول إنها لن تكون «سلاحاً سحرياً»، بسبب الدفاعات الجوية الروسية القوية. وهو ما يرفضه العديد من الخبراء العسكريين، الذين يشددون على أن تسليم تلك الطائرات، جنباً إلى جنب مع أنظمة أخرى، بما فيها أنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس)، وخصوصاً أنظمة «إيه تي إيه سي إم إس» بعيدة المدى، يمكّن الأوكرانيين من إضعاف الدفاعات الجوية الروسية تدريجياً، للسماح لطائرات «إف-16» بالتحليق بحرّية أكبر، ليس فقط للدفاع عن المجال الجوي الأوكراني، بل أيضاً لدعم القوات البرية الأوكرانية.

ويقول الجنرال المتقاعد فيليب بريدلوف، القائد السابق للقوات الأميركية وقوات حلف «الناتو» في أوروبا: «ليس من الضروري أن تحلق طائرة (إف-16) فوق الأراضي الروسية لإسقاط الطائرات من دون طيار والمروحيات الروسية». «ليس عليك الذهاب إلى هناك لتقاتل. يمكنك القتال من مسافة بعيدة. وهذا لن يتم من دون توفير أنظمة أخرى». ويشدد بريدلوف على أن الأمر الأكثر إلحاحاً من طائرات «إف-16» هو توفير نظام «إيه تي إيه سي إم إس» الذي يمكن إطلاق صواريخه من منصات «هيمارس» نفسها، التي يمتلكها الأوكرانيون بالفعل. وأضاف: «توفر هذه الذخيرة ضربة بعيدة المدى ودقيقة برأس حربي أثقل. ومن شأنه أن يعرض شبه جزيرة القرم بأكملها للخطر، وإذا تم استخدامه بشكل صحيح، فإنه سيجعل شبه جزيرة القرم غير قابلة للدفاع عنها بالنسبة للقوات الروسية». وفيما زعمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الأسبوع الماضي، أنها دمرت نظام الدفاع الجوي الروسي «إس - 400» في شبه جزيرة القرم، أكدت أوكرانيا تحقيق تقدم جنوب البلاد وشرقها، حيث استعادت قرية روبوتين، بالقرب من جبهة زابوريجيا المحورية، مع تواصل مساعيها للتقدم نحو الأراضي التي تحتلها روسيا.

وبحسب محللين عسكريين، فإن الاستيلاء على القرية، يعني أن القوات الأوكرانية «اخترقت الطبقة الأولى» من حقول الألغام وفخاخ الدبابات والخنادق والمخابئ التي أقامها الروس منذ غزوهم، مما قد يخلق فرصاً استراتيجية جديدة لأوكرانيا، ويمكنها من توجيه ضربات بعيدة المدى، ويسمح لمدفعيتها وصواريخها بضرب عمق الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، إضافة إلى استهداف القوات والإمدادات وشبكات النقل التي يستخدمها الجيش الروسي. وتقول صحيفة «الغارديان» البريطانية، إن الهدف الاستراتيجي الرئيسي لأوكرانيا يبقى قطع الجسر البري إلى شبه جزيرة القرم من خلال التقدم جنوباً نحو ميليتوبول من روبوتين ومن فيليكا نوفوسيلكا إلى الشرق باتجاه بيرديانسك، وهي المناطق التي كانت روسيا تتحصن فيها منذ شهور. وهو ما يبرز الحاجة إلى المزيد من المساعدات والمعدات، حيث تحاول أوكرانيا الحصول بشكل عاجل على معدات إضافية لإزالة الألغام من الحلفاء الغربيين، لتمهيد الطريق أمام القوات الأوكرانية، أو عبر تقديم تلك الأنظمة الصاروخية بعيدة المدى، التي لم تعد الحجة لعدم تسليمها مقنعة، بحسب المحللين العسكريين الأميركيين. ومع ذلك، تقول «واشنطن بوست» إن إدارة بايدن لا تزال ترفض توفير أنظمة «إيه تي إيه سي إم إس»، بسبب الخوف من استفزاز بوتين، والادعاء بأن هناك عدداً قليلاً جداً من هذه الأنظمة في الترسانة الأميركية. وفي الواقع، يمتلك الجيش الأميركي ما يصل إلى 3 آلاف نظام منها، وإرسال بضع مئات إلى أوكرانيا لن يستنزف الدفاعات الأميركية. وغرد الجنرال المتقاعد بن هودجز، القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، قائلاً: «هذا هراء. إذا لم يكن لدينا ما يكفي، لماذا لم نقم بزيادة الإنتاج؟ الأمر يتعلق بنقص في الإرادة السياسية، وليس بنقص في أنظمة «إيه تي إيه سي إم إس».

كسر حصار البحر الأسود

كما يتجلى نقص الإرادة السياسية، بحسب الصحيفة، في عدم رغبة الإدارة بتحدي الحصار الروسي على ساحل البحر الأسود بقوة أكبر بعد انهيار صفقة تصدير الحبوب الشهر الماضي. ويقول الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، وهو قائد سابق آخر للقوات الأميركية وحلف الناتو في أوروبا: «إننا نشهد سابقة محتملة خطيرة في عدم التنافس بقوة أكبر مع السيطرة البحرية الروسية الفعلية على مساحة كبيرة من المياه الدولية في البحر الأسود». ويرى أن سفن «الناتو» يجب أن تبدأ بمرافقة السفن التجارية التي تحمل الغذاء والوقود، وأن تبقي طائراتها المقاتلة في دوريات مستمرة فوق البحر الأسود، وتوفر صواريخ مضادة للسفن وطائرات من دون طيار لأوكرانيا لإبقاء الأسطول الروسي في مأزق.

 

البيت الأبيض يلمح إلى وقوف الكرملين وراء مقتل بريغوجين

واشنطن/الشرق الأوسط/29 آب/2023

كاد البيت الأبيض، اليوم (الثلاثاء)، يقول إن الكرملين مسؤول عن مقتل يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة الذي يُعتقد أنه قُتل في حادث تحطم طائرة غامض الأسبوع الماضي. ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، قالت كارين جان بيار المتحدثة باسم البيت الأبيض «نعلم جميعا أن الكرملين لديه تاريخ طويل من اغتيال المعارضين». ورحل بريغوجين عن 62 عاماً الأسبوع الماضي عندما تحطّمت طائرة خاصة كانت تقلّه إلى جانب تسعة أشخاص آخرين، بعد شهرين على إصداره أوامر لقواته بالإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية. ورفض الكرملين التكهّنات بأنه دبّر حادثة تحطم الطائرة رداً على تحرّك فاغنر باتّجاه موسكو في يونيو (حزيران). وقالت خدمة العلاقات العامة التابعة لبريغوجين في بيان اليوم «أقيمت مراسم وداع يفغيني فيكتوروفيتش بشكل مغلق. ويمكن للراغبين في وداعه التوجّه إلى مقبرة بوروخوفسكوي»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. ورأى مراقبون أنّ قرار مؤسّس القوة القتالية الخاصة فاغنر دفع جنوده باتّجاه موسكو مثّل أكبر تحدّ مباشر لسلطة الرئيس فلاديمير بوتين منذ وصل إلى السلطة. والأسبوع الماضي، أفاد بوتين الذي اتّهم بريغوجين بالخيانة بأنه عرف المدان السابق منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، واصفا إياه بأنه رجل ارتكب أخطاء ولكنه «حقق نتائج». لكنّ تصريحات بوتين لم تسهم كثيرا في وضع حدّ للتساؤلات المتزايدة حيال ظروف مقتل بريغوجين، الذي أقيمت أضرحة مؤقتة له في مختلف المدن الروسية. وذكر الكرملين في وقت سابق الثلاثاء أنّ بوتين لن يحضر جنازة بريغوجين. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إنّ «حضور الرئيس غير متوقع». ووُصف بريغوجين، وهو من خلفية متواضعة بات لاحقاً أحد المقرّبين من بوتين، بأنّه ملياردير يملك ثروة طائلة بفضل عقود رسمية، رغم أنّ قيمتها ما زالت غير معروفة. وقضى تسع سنوات في السجن في أواخر عهد الاتحاد السوفياتي بعدما أدين بالاحتيال والسرقة.

 

الكرملين: بوتين لن يحضر جنازة بريغوجين

موسكو/الشرق الأوسط/29 آب/2023

أعلن الكرملين اليوم (الثلاثاء)، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لن يحضر جنازة رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين، الذي قُتل الأسبوع الماضي في حادث تحطم طائرة. وقُتل بريغوجين الذي كان أحد المقربين من بوتين وأصبح «خائناً»، الأربعاء الماضي، بعد شهرين من إصدار أمر لقواته بإطاحة القيادة العسكرية الروسية، فيما عدّه المراقبون أكبر تحدٍّ لسلطة بوتين منذ وصوله إلى السلطة. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، للصحافيين، اليوم، رداً على سؤال عمّا إذا كان بوتين سيحضر الجنازة: «لم يتم التخطيط لحضور الرئيس». ولم تكن هناك إعلانات عامة حول موعد أو مكان دفن بريغوجين. وأضاف بيسكوف: «ليست لدينا معلومات محددة عن الجنازة. القرار في هذا الصدد يعود إلى العائلة والأصدقاء». ووصف بوتين الأسبوع الماضي، بريغوجين بأنه رجل «ارتكب أخطاء جسيمة في حياته، لكنّه حقق النتائج المرجوّة». ونفى الكرملين تكهنات بأنه دبر الحادث انتقاماً لتمرّد «فاغنر» في يونيو (حزيران).

 

وزير خارجية أوكرانيا: لا نلحظ تراجعاً في الدعم الغربي

باريس/الشرق الأوسط/29 آب/2023

أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في باريس، الثلاثاء، بعد اجتماع مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا أن أوكرانيا لا تخشى من أن يتراجع الدعم الغربي، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال كوليبا خلال مؤتمر صحافي مع كولونا: «لا نشعر بانخفاض الدعم في الكونغرس (الأميركي) أو البرلمان الأوروبي». وأضاف: «نرى أصواتاً ترتفع في أميركا وفي بعض الدول في أوروبا. في الولايات المتحدة الأمر مرتبط ببدء العملية الانتخابية لكن كل هذا سيمرّ. سيمرّ لأن أوكرانيا تخوض معركة تستحق الدعم». ويحل الوزير الأوكراني ضيف شرف في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين المنعقد في باريس.

من جهتها، كرّرت وزيرة الخارجية الفرنسية أن بلادها ستواصل دعمها لأوكرانيا «ما دام لزم الأمر» مع دعم جهود كييف «لوضع أسس سلام عادل ودائم». وأشارت إلى أن أوكرانيا «تحرز تقدماً» على هذه الجبهة منذ أن بدأت خلال اجتماعين في كوبنهاغن في يونيو (حزيران)، ثم في جدة بالمملكة العربية السعودية في أغسطس (آب)، حواراً حول خطة السلام التي طرحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وقد تم الكشف عن خطة السلام المكونة من عشر نقاط في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها بالي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتقول مصادر دبلوماسية إن الخطة يجب أن تصبح أكثر عملية، وأن تحظى بدعم أوسع. وأضافت كاترين كولونا أن هذه المبادرة تحظى بدعم «عدد متزايد مما يسمى دول الجنوب»، موضحة أن الحوار بشأنها سيستمر في كييف، وفي نيويورك خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشارت الوزيرة الفرنسية أيضاً إلى أن جلسة عمل ستعقد خصيصاً لذلك، مساء الثلاثاء، مع السفراء الفرنسيين في أفريقيا بهدف تحديد أفضل السبل لمواصلة العمل مع بلدان القارة بشأن تداعيات الحرب. وأكد دميترو كوليبا أنه «لا يوجد بلد آخر يطمح إلى السلام أكثر من أوكرانيا»، و«نحن جميعاً نريد الشيء نفسه، سلاماً عادلاً ودائماً»، مشيراً إلى أن البرازيل وجنوب أفريقيا والسعودية والهند والصين ودولاً عربية ناقشت الخطة في اجتماعين دوليين في كوبنهاغن وجدة هذا الصيف. لكنه شدّد على أن روسيا لا تظهر أي استعداد للجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشيراً خصوصاً إلى زيادة إنتاجها للطائرات المسيّرة. وقال الوزير الأوكراني إن السلام العادل يعني استعادة أوكرانيا لحدود عام 1991. ولكي يكون هذا السلام دائماً، فإن من الضروري «ألا تتمكن روسيا من تكرار العمل العدواني ضد أوكرانيا أو أي دولة أخرى في أوروبا». وأشارت كولونا في كلمة، صباح الثلاثاء، أمام سفراء بلادها إلى أن دعم فرنسا لأوكرانيا على الصعيد «العسكري والسياسي والمالي والإنساني والقانوني سيستمر»، معتبرة أن الهجوم الروسي يضع «القانون والأخلاق على المحك»، كما يهدّد مصالح فرنسا وأمن أوروبا والاستقرار الدولي. وأضافت: «العدوان الروسي لا بد أن يفشل»، قائلة إن روسيا تدمّر منذ 18 شهراً «كل الأطر القانونية والأخلاقية التي تحكم النظام الدولي وترسّخ السلام والاستقرار في العالم». وشدّدت على أن «استمرار الجريمة لا يقلل من خطورتها».

 

ميدفيديف يحذر من «نهاية العالم» بعد موافقة «الأطلسي» على قصف كييف للقرم والأمن الروسي يحبط محاولة تفجير منشأة حيوية قرب موسكو

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/29 آب/2023

جدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف تلميحاته النارية حول اقتراب انزلاق العالم نحو مواجهة شاملة، قد تستخدم خلالها أسلحة نووية ما يهدد بتدمير الحضارة البشرية. ووصف موافقة الغرب على الضربات الأوكرانية المتواصلة ضد شبه جزيرة القرم بأنها تشكل «اقترابا لنهاية العالم». وكان ميدفيديف لوح باستخدام السلاح النووي أكثر من مرة في السابق، ويعد مع بعض القادة العسكريين من أنصار «سيناريو الحسم السريع والكامل» للحرب في أوكرانيا. جدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف تلميحاته النارية حول اقتراب انزلاق العالم نحو مواجهة شاملة وكتب المسؤول، الذي يقود منذ أشهر المجمع الصناعي العسكري الروسي، أن إعلان حلف شمال الأطلسي الموافقة على تواصل عمليات القصف الأوكراني على القرم يعني إطلاق أيدي موسكو لـ«العمل ضد الجميع، وضد كل دولة على حدة في الناتو». وزاد على موقع «تلغرام»: «إنه أمر محزن للأسف، إلا أن نهاية العالم تقترب». واستشهد السياسي بعدة اقتباسات، أحدها من «سفر الرؤيا» وتضمنت إشارات إلى «نهاية العالم» فيها: «وفي تلك الأيام سيطلب الناس الموت فلا يجدونه، ويشتهون أن يموتوا، فيهرب منهم الموت». كما أورد كلمات الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف: «شئتم أم أبيتم، التاريخ في صالحنا، وسوف ندفنكم». وكانت أوكرانيا أعلنت إن الحلفاء الغربيين وافقوا على هجماتها ضد مواقع موسكو في القرم. وقال المستشار الرئاسي ميخائيل بودولياك للتلفزيون الأوكراني: «اليوم هناك إجماع مطلق أننا يمكننا تدمير كل ما هو روسي في الأراضي المحتلة، على سبيل المثال في القرم». وأضاف أنه خلال العام الماضي كان الشركاء الغربيون ما زالوا يعارضون الهجمات الأوكرانية على القرم، التي ضمتها القوات الروسية عام 2014. وأوضح: «نحن لم نبدأ الحرب» مضيفا: «في ضوء ذلك، الهجمات الأوكرانية تتم لدوافع دفاعية خالصة». ويشار إلى أن كييف تنفذ هجمات بطائرات الدرون على مواقع عسكرية روسية في القرم، وتستهدف حاليا مطارات عسكرية في موسكو. في هذا السياق أعلنت موسكو الثلاثاء أنها أسقطت صاروخا أوكرانيا موجها في البحر الأسود، قبل وصوله إلى هدفه في عمق الأراضي الروسية. كما أشارت إلى إسقاط مسيرات استهدفت اثنتان منها القرم وثالثة كانت موجهة إلى مدينة تولا القريبة من العاصمة الروسية.

في غضون ذلك، أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي إحباط مخطط تفجيري استهدف منشأة حيوية في مدينة كالوغا جنوب موسكو. وقالت في بيان إن أحد سكان المنطقة اعتقل أثناء إعداد هجوم إرهابي على منشأة للبنية التحتية الحيوية في المنطقة. ووفقا للوزارة، قام المهاجم بشكل استباقي بإجراء اتصالات مع ممثلي المجموعة شبه العسكرية الأوكرانية «آزوف». وبناء على التعليمات التي تلقاها، وضع مكونات متفجرة في عدة مخابئ في المنطقة. وتم العثور، وفقا لبيان الجهاز الأمني، على مكونات عبوات ناسفة وعلى تعليمات صنع العبوات، وكان الأمن وجه رسالة تحذيرية شديدة اللهجة للمواطنين الروس قبل أيام، وحضهم على عدم التعاون مع الأجهزة الأوكرانية. وبالإضافة إلى الأعمال التفجيرية حذر الجهاز الروس من تصاعد نشاط عمليات التخريب التي توجهها المخابرات الأوكرانية على الأراضي الروسية. وجاء في البيان أن نتائج التحقيقات في حرائق نشبت في منشآت تابعة للدولة، بما في ذلك وزارتا الداخلية والدفاع والبنى التحتية لهيئة سكك الحديد الروسية، أشارت إلى تورط مباشر للأجهزة الأوكرانية الخاصة. ووفقا للبيان فقد رصدت موسكو ارتفاعا متواصلا خلال الأشهر الأخيرة في عمليات الدعاية والتجنيد التي تقوم بها الاستخبارات الأوكرانية مستهدفة فئات واسعة من الروس. وبالإضافة إلى تورط كثيرين في أعمال تخريبية وتفجيرية مباشرة داخل الأراضي الروسية، فقد تم رصد نشاط مكثف موجه لجذب اهتمام فئات روسية نحو مجالات مختلفة للتخريب. وأوضح البيان أنه «منذ اندلاع الأعمال العسكرية في أوكرانيا رصدت الأجهزة الروسية ارتفاعا حادا في عدد الإعلانات الخاصة بإمكانية الحصول على ربح سريع على مواقع الإنترنت المختلفة وفي قنوات (تلغرام)، من خلال متاجر الأدوية وكازينوهات القمار وغيرها. وينصب التركيز الرئيسي على مشاركة المواطنين من الشباب وكبار السن والمتطرفين والفئات المهمشة من السكان، فضلا عن القصر والأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، ومن لا يمتلكون المعرفة القانونية الأساسية الكافية وليسوا على دراية بخطورة الأفعال المرتكبة». وزاد الجهاز الأمني الروسي أن «موظفي الخدمات الأوكرانية الخاصة» يستخدمون كذلك، تطبيقات المراسلة المختلفة للاتصال بالمواطنين الروس، باستخدام التقنيات النفسية يجبرونهم على تحويل مبالغ كبيرة إلى «حسابات آمنة» من أجل «حماية أموالهم من المحتالين». ولإضفاء المصداقية على كلامهم، يرسلون صورا لوثائق تشبه شهادات موظفي هذه المنظمات والإدارات. وأكدت هيئة الأمن الفيدرالية أن وكالات إنفاذ القانون الروسية «كشفت عن جميع أعمال الحرق المتعمد، وفي معظم الحالات، تم تصنيف تصرفات مرتكبيها على أنها عمل إرهابي وتخريب وتعد على حياة ضباط إنفاذ القانون». وحذرت هيئة الأمن الفيدرالية من أن «الخدمات الأوكرانية الخاصة تقوم بنشاط بالتجنيد على الإنترنت والشبكات الاجتماعية وبرامج المراسلة الفورية لإشراك المواطنين الروس في أنشطة غير قانونية». وكانت معدلات عمليات التخريب الداخلي ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الشهرين الأخيرين، ولا يكاد يمر يوم في روسيا من دون الإعلان عن اعتقال أشخاص خططوا لأعمال تخريبية أو نفذوا هجمات تفجيرية في مناطق مختلفة.

 

تساؤلات حول تأثير محاكمة ترمب على حظوظ المرشحين في «الثلاثاء الكبير»

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/29 آب/2023

أثار قرار القاضية تانيا تشوتكان تحديد الرابع من مارس (آذار) 2023 موعداً لمحاكمة الرئيس السابق دونالد ترمب في قضية قلب نتائج انتخابات 2020، الكثير من الجدل والتساؤلات حول التوقيت وأهدافه والمدى الزمني الذي يمكن أن تستغرقه المحاكمة، وتشابك مسار المحاكمة التي تقام في العاصمة واشنطن مع مسارات محاكمات أخرى مرتقبة في فلوريدا وجورجيا ومدينة نيويورك، ثم مدى تأثير ذلك على ترمب المرشح الجمهوري الذي لا يزال يتصدر استطلاعات الرأي بفارق كبير عن منافسيه، وتداخل مواعيد المحاكمات والجلسات مع السباق الانتخابي الذي يستدعي جدول سفر مزدحماً للكثير من الولايات لحشد المناصرين.

وأثيرت تساؤلات حول قدرة مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين على الاستفادة من الملاحقات القضائية ضد ترمب لكسب مزيد من أصوات المندوبين في «الثلاثاء الكبير» في الخامس من مارس (اليوم التالي لبدء محاكمة ترمب) وفي منتصف أبريل (نيسان) المقبل، وتساؤلات أخرى أكثر سخونة، فهل ينهار ترمب تحت وطأة هذه القضايا المتلاحقة وتكلفتها المالية الباهظة وجيش المحامين الذي يحتاجه؟ أم يزداد قوة ويكتسب المزيد من التعاطف بين المناصرين والمزيد من التبرعات لحملته؟ وفي ظل صورة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري وهو يحاكم أمام المحاكم الفيدرالية ومحاكم الولايات، هل يظل الناخب الجمهوري متمسكاً بترمب ومقتنعاً به، أم يستجيب للدعاية بترك الماضي والنظر إلى المستقبل واختيار بديل لترمب؟ وصفت صحيفة «وول ستريت جورنال» تشابك الملاحقات القانونية بأنها «فوضي مذهلة»، وحثت الناخبين على ترشيح مرشح بديل للحزب الجمهوري لديه فرصة لهزيمة الرئيس بايدن.

ويأتي موعد الرابع من مارس لبدء المحاكمة في العاصمة واشنطن ليسبق موعد محاكمة أخرى في ولاية فلوريدا في العشرين من مايو (أيار) العام المقبل تتعلق بقضية الوثائق السرية. وفي الخامس والعشرين من مارس 2024 أو الثامن من يونيو (حزيران)، من المتوقع أن تبدأ المحاكمة المتعلقة بدفع أموال لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز في مدينة نيويورك. كما حدد قاضي ولاية جورجيا يوم السادس من سبتمبر (أيلول) لبدء المحاكمة الرسمية لترمب في مقاطعة فولتون بتهم القيام بمخطط إجرامي مع 18 متهماً آخر، لإلغاء نتيجة الانتخابات في الولاية.

وتبلغ التهم الموجهة للرئيس السابق دونالد ترمب إجمالي 91 تهمة ما بين جنائية وفيدرالية. التوقيت توقيت موعد المحاكمة في الرابع من مارس، يثير بالطبع الكثير من التساؤلات؛ فقد حاول محامو ترمب تأجيل موعد بدء المحاكمة إلى أبريل 2026 من منطلق الحجم الضخم من الأدلة والأوراق والوثائق التي تتعين مراجعتها والتحضير للمرافعات. وأشار محامو ترمب إلى نحو 11 مليون صفحة من الأوراق في القضية التي تحتاج إلى جيش من المحامين وإلى وقت طويل لمراجعتها. ورفضت القاضية طلبات محامي ترمب، كما رفضت طلب فريق الادعاء للمحقق جاك سميت بتحديد الموعد في يناير (كانون الثاني) 2024، واختارت الرابع من مارس 2024، وهو ما يضع محاكمة ترمب في قلب موسم الانتخابات التمهيدية؛ فهذا التاريخ يسبق «الثلاثاء الكبير» وهو الموعد الذي يصوت فيه الجمهوريون في 13 ولاية (تمثل 35 في المائة من إجمالي عدد المندوبين الجمهوريين بما في ذلك ولايتا كاليفورنيا وتكساس)، وبالتالي سيكون الكثير من الناخبين قد أدلوا بأصواتهم بالفعل سواء شخصياً أو عبر البريد بحلول الوقت الذي تبدأ فيه المحاكمة. وإذا سارت المحاكمة كما هو مقرر ألا تزيد على 4 إلى 6 أسابيع، سيكون هناك انتخابات تمهيدية في 12 مارس في ولايتي جورجيا وميسيسبي، وفي 19 مارس في أريزونا وفلوريدا وإلينوي وأوهايو، وستدلي 21 ولاية أميركية أخرى بأصواتها في منتصف أبريل بما يمثل 35 في المائة أخرى من أصوات المندوبين بالتزامن مع المحاكمة. وهذا يعني أنه إذا فاز ترمب بتصويت ولاية أيوا (حيث يتقدم حالياً) ونيو هامبشاير ونيفادا وكارولينا الجنوبية على الرغم من المحاكمة، فإنه سيحصل على تقدم كبير يصعب على أي منافس التغلب عليه. وعلى الرغم من ذلك، لا توجد توقعات أو إمكانية للتنبؤ بكيفية رد فعل الحزب الجمهوري والناخبين المستقلين على الجدل القانوني الذي سيستمر أياماً متوالية، وكيف سيكون تأثير المحاكمة، بحلول المؤتمر الحزبي الثاني للجمهوريين. هل ينهار ترمب؟ هل يمكن أن ينهار ترمب تحت وطأة التحديات القانونية التي يوجهها وتحمل مخاطر أن يخسر بها ترشيح الحزب الجمهوري؟ فعلى الرغم من تفوق ترمب بفارق يتجاوز الضعف عن أي مرشح جمهوري آخر، فإن صورته في جلسات المحاكمات المتكررة قد تكون الطريقة الأكثر ترجيحاً لخسارته.

ويقول المحللون إنه ليس هناك ما يشير إلى أن احتمالات عقوبة الإدانة بالسجن ستكون كافية لهزيمة ترمب في الانتخابات التمهيدية، وربما فقط ستكون كافية لإضعاف موقفه، لكن في النهاية ستكون صورة ترمب داخل المحاكم، وفي موعد يسبق «الثلاثاء الكبير» كافية ليستفيد منها منافسو ترمب. وإذا نجا ترمب سياسياً من تأثير المحاكمة (قبل الإدانة واحتمالات عقوبة السجن) فيمكنه الدعاية والترويح أنه شخص لا يمكن التغلب عليه، وهو ما يمكن أن يعطي زخماً كبيراً لحملة ترمب، ويستنفر منافسيه لاستبداله. لكن الخبراء يشككون في إمكانية الإطاحة بترمب في مؤتمر الحزب الجمهوري ويقولون إنها ستكون عملية صعبة للغاية، فقد تمنح المحاكمة حافزاً لدى المرشحين الآخرين لإضعاف ترمب، لكنهم لن يتمكنوا من الإطاحة به خصوصاً إذا احتشد الجمهوريون للدفاع عنه. وأثار استطلاع أجرته كلية «إيمرسون» غضب ترمب الشديد؛ فقد أظهر انخفاض نسبة تأييد الحزب الجمهوري له بنسبة 6 في المائة، وأن نصف الناخبين الجمهوريين (50 في المائة) يخططون للتصويت لصالح ترمب، بما يعني تراجع 6 نقاط منذ الاستطلاع الذي أُجري الأسبوع الماضي قبل المناظرة، بينما حصل رون ديسانتوس على 12 في المائة بزيادة نقطتين مئويتين على الأسبوع الماضي، يليه رجل الأعمال فيفيك راماسوامي بنسبة 9 في المائة، بانخفاض نقطة واحدة عن استطلاع ما قبل المناظرة. وحصل نائب الرئيس السابق مايك بنس على 7 في المائة من تأييد الأصوات، بزيادة 4 نقاط على استطلاع ما قبل المناظرة. وشهدت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هالي أكبر زيادة في الدعم بين المرشحين الجمهوريين، حيث قفزت 5 نقاط من 2 في المائة إلى 7 في المائة. وقال سبنسر كيمبال المدير التنفيذي لمؤسسة «إيمرسون» إن التراجع الطفيف في دعم ترمب «يطرح سؤالاً حول ما إذا كان المرشحون الجمهوريون الآخرون سيكونون قادرين على حشد ما يكفي من الدعم ليكونوا قادرين على المنافسة في المؤتمرات الحزبية وموسم الانتخابات التمهيدية. وهل ستكون خطوة نحو تراجع الكثير من مناصري ترمب ومناصري (MAGA) مع وجود 91 تهمة ضده؟».

 

البرهان: المتمردون يرتكبون جرائم حرب ضد السودانيين ولا نطمع في الحكم

السيسي جدد تأكيد موقف مصر الثابت بالوقوف بجانب الشعب

العلمين، الخرطوم، عواصم – وكالات/29 آب/2023

مواصلا التصويب ضد غريمه ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، اتهم رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان قوات الدعم السريع مجددا اليوم، بارتكاب جرائم حرب ضد السودانيين، بينما جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للبرهان موقف بلاده الثابت والراسخ بالوقوف إلى جانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصة خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها، أخذاً في الاعتبار الروابط الأزلية والمصلحة الستراتيجية المشتركة التي تجمع بين البلدين. وخلال استقباله البرهان بمدينة العلمين الجديدة، اكد السيسي اعتزاز مصر الكبير بما يربطها بالسودان على المستويين الرسمي والشعبي من أواصر تاريخية وعلاقات ثنائية عميقة، بينما قال البرهان إن السودان يواجه حربًا مدمرة قامت بها مجموعات متمردة استعانت بكل ما يمكن أن يُدمر الشعب السوداني، مضيفًا أن هذه المجموعات ارتكبت أفعالًا ترقى إلى جرائم حرب في الخرطوم والجنينة وفي نيالا ومختلف بقاع السودان. وأشار البرهان في مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي إلى أن الشعب السوداني تعرض لنهب أمواله وممتلكاته وتم الاعتداء على حرماته واغتصاب بناته من قبل المجموعات المتمردة، موضحا أن زيارته لمصر لشرح الموقف للقيادة المصرية وللشعب المصري، مردفًا أن القيادتين المصرية والسودانية لديهما مسؤولية مشتركة تجاه الشعبين، موجهًا الشكر للشعب والقيادة المصرية لتسهيل دخول السودانيين إلى مصر والترحيب بهم. ودعا دول العالم للنظر بموضوعية إلى الحرب الدائرة في بلاده، قائلًا إن الحرب شنتها مجموعة تريد أن تستحوذ على السلطة وارتكبت في سبيل ذلك جرائم بشعة قد لا تخطر على بال بشر بما في ذلك التهجير والنهب والسرقة والقتل، مؤكدا أنه يسعى لوضع حد للحرب وإنهاء المأساة الإنسانية المترتبة عليها، مضيفًا أن قيادة الجيش السوداني تسعى إلى إقامة فترة انتقالية حقيقية يستطيع بعدها الشعب السوداني أن يختار قيادته عن طريق انتخابات حرة نزيهة.

ورفض الشائعات التي تُروج لأن النظام السابق والجماعات الإسلامية يدعمان الجيش، معتبرًا إياها فزاعة يتم استخدامها لتشويه الجيش السوداني، قائلا إن القوات المسلحة السودانية قوات قومية ليس لديها نزعة للاستمرار في الحكم أو الاستيلاء على السلطة، وأنها تسعى لإيقاف الحرب واستكمال المسار الديمقراطي وإقامة انتخابات حرة نزيهة في نهاية المطاف. وعقب اللقاء، وفي حديث لوسائل الإعلام، قال البرهان إن القوات المسلحة لا تسعى للاستمرار في حكم السودان، مشيرا إلى أن القيادة السودانية تسعى لاستكمال مسار الانتقال الديمقراطي إلى أن يختار الشعب السوداني من يحكمه، مضيفا “نسعى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوداني ما يشاء”، متابعا “أطمئن كل أصدقاء السودان بأننا نسعى لتحول ديمقراطي ولا نطمع في الحكم”، معتبرا أن الجيش يواجه جماعات متمردة ارتكبت جرائم حرب من أجل الاستيلاء على السلطة.

هذا وكشف المتحدث باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، أن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة، حفاظاً على سلامة وأمن السودان ، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني وتطلعاته نحو المستقبل. وبحسب المتحدث المصري فقد تناول اللقاء كذلك – تطورات مسار دول جوار السودان، حيث رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى مؤخراً في مصر. كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني، لاسيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام. ميدانيا، قُتل نحو 39 شخصا في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور جراء القصف الذي طال منازل المواطنين في المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو أربعة أشهر، وفق ما أفاد شهود عيان ومصدر طبي، حيث ذكرت المصادر أن سقوط قذائف على منازل المدنيين في حي السكة الحديد بنيالا أدى إلى مقتل 39 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال وبينهم أسرة قُتل كل أفرادها. ووصف الناشط الحقوقي السوداني أحمد قوجا عبر حسابه على موقع “إكس” ما حدث في نيالا بأنه “مجزرة.. راح ضحيتها 39 طفلا وامرأة ورجلا في لحظات قليلة”.

 

البرهان يبحث مع السيسي الأزمة السودانية... ويدعم مسار «دول الجوار» وقال من العلمين المصرية إن الجيش «لا يسعى للاستمرار في الحكم»

أسامة السعيد/الشرق الأوسط/29 آب/2023

في أول جولة خارجية له منذ اندلاع الاقتتال الداخلي في السودان، التقى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني (الثلاثاء)، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمدينة العلمين الجديدة (شمال غربي مصر)، حيث تركز اللقاء على جهود تسوية الأزمة السودانية، وسط تأكيدات من جانب البرهان أن الجيش السوداني «لا يسعى للاستمرار في الحكم»، وأن هناك مساعي لـ«إجراء انتخابات حرة ونزيهة»، نافياً أن يكون الجيش السوداني «حاضنة لعناصر النظام السابق والإسلاميين». ووصل البرهان إلى مدينة العلمين (ظهر الثلاثاء)، على رأس وفد ضم وزير الخارجية المكلف علي الصادق، ومدير جهاز الاستخبارات العامة أحمد إبراهيم مفضل، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس سليمان، بحسب بيان مجلس السيادة الانتقالي السوداني.

اتفاق على وحدة السودان

ووفق إفادة المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن اللقاء شهد استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة «حفاظاً على سلامة وأمن السودان، على النحو الذي يحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية، ويصون مصالح الشعب السوداني وتطلعاته نحو المستقبل». وتناول اللقاء، بحسب المتحدث الرئاسي المصري، تطورات مسار دول جوار السودان؛ إذ رحب رئيس مجلس السيادة السوداني بهذا المسار الذي انعقدت قمته الأولى أخيراً في مصر، كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة سبل التعاون والتنسيق لدعم الشعب السوداني الشقيق، لا سيما عن طريق المساعدات الإنسانية والإغاثة، حتى يتجاوز السودان الأزمة الراهنة بسلام. وكانت القاهرة قد استضافت منتصف الشهر الماضي قمة حضرها قادة دول جوار السودان، وممثلو الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، ودعت القمة في بيانها الختامي إلى وقف القتال، وإطلاق مسار سياسي يستهدف إنهاء المرحلة الانتقالية التي يعيشها السودان منذ نحو 5 سنوات. كما أطلقت قمة دول جوار السودان آلية للاتصال من وزراء خارجية الدول المشاركة للنظر في «وضع حلول للأزمة»، وقد عقدت تلك الآلية بالفعل اجتماعها في العاصمة التشادية أنجامينا مطلع الشهر الحالي، ومن المقرر أن تعقد اجتماعها المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية إلى أن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء «موقف مصر الثابت والراسخ بالوقوف بجانب السودان، ودعم أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه، خاصة خلال الظروف الدقيقة الراهنة التي يمر بها».

إشادة بالجهود المصرية

من جانبه، أشاد البرهان بالمساندة المصرية التي وصفها بـ«الصادقة» للحفاظ على سلامة واستقرار السودان في ظل المنعطف التاريخي الذي يمر به، خاصة من خلال حُسن استقبال المواطنين السودانيين بمصر، معرباً في هذا الإطار عن تقدير بلاده للدور الفاعل لمصر بالمنطقة والقارة الأفريقية، بحسب بيان الرئاسة المصرية.

في السياق ذاته، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، حرص بلاده على إطلاع القيادة المصرية على تطورات الموقف في السودان، مشدداً على أن القوات المسلحة السودانية «لا تسعى للاستمرار في الحكم». وجدد التأكيد على التزام القوات المسلحة السودانية بضمان «فترة انتقالية حقيقية». وأضاف خلال تصريحات متلفزة بثتها قناة «القاهرة الإخبارية» خلال زيارته لمدينة العلمين، أن الجيش السوداني «يواجه جماعات متمردة»، في إشارة إلى قوات «الدعم السريع»، متهماً إياها بأنها «ارتكبت جرائم حرب من أجل الاستيلاء على السلطة». وتابع: «نسعى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، يقرر فيها الشعب السوداني ما يشاء»، مضيفاً: «أُطمئن كل أصدقاء السودان بأننا نسعى لتحول ديمقراطي ولا نطمع في الحكم». «نسعى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة يقرر فيها الشعب السوداني ما يشاء»

ووصف البرهان اتهامات تحول الجيش السوداني إلى «حاضنة لعناصر النظام السابق وعناصر إسلامية وإرهابية»، بأنها «افتراءات وأكاذيب وكلام مردود»، مشدداً على أن القوات المسلحة السودانية «قوات قومية وليس لديها أي نزعة للاستيلاء على السلطة أو البقاء في الحكم بالسودان».

وتمثل زيارة مصر المحطة الأولى في جولة خارجية للبرهان، يُعتقد أنها ستقوده إلى عدة عواصم معنية بالأزمة السودانية، في حين عدها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» مؤشراً على «تحول على الأرض» وفر الفرصة لقائد الجيش السوداني للخروج من مقر قيادته، الذي أعلنت قوات «الدعم السريع» مراراً أنها تحاصره. السيسي والبرهان خلال مباحثات العلمين في حضور مسؤولين من البلدين (الرئاسة المصرية)

وكان البرهان قد غادر (الخميس) مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وشوهد للمرة الأولى منذ اندلاع الاقتتال الداخلي في السودان منتصف أبريل (نيسان) الماضي، في مقاطع فيديو وصور في مدينة أمدرمان على الجهة المقابلة من نهر النيل، كما سبقت الجولة الخارجية زيارات ميدانية لعدة قواعد عسكرية منها قاعدة لسلاح المدفعية في عطبرة بولاية نهر النيل شمال الخرطوم. من جهته، لفت رئيس حزب «الأمة» السوداني، مبارك الفاضل، إلى أهمية زيارة البرهان إلى مصر، مشيراً إلى رمزية اختيار مصر لتكون المحطة الأولى في أول زيارة خارجية لرئيس مجلس السيادة السوداني عقب اندلاع الاقتتال الداخلي في البلاد، ووصفها بأنها «تثمين للدور الذي لعبته مصر خلال الأزمة السودانية إنسانياً وسياسياً». وعدّ الفاضل في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» زيارة البرهان لمصر «إشارة إلى قرب انتهاء القتال وبداية مسار الدبلوماسية والسياسة». حديث قوات «الدعم السريع» طوال الأشهر الماضية عن محاصرة البرهان في مقر قيادة الجيش «ربما كان نوعاً من الحرب النفسية».

السياسي السوداني، أمجد فريد

ورفض السياسي السوداني، أمجد فريد، ما وصفه بـ«المبالغة في تأويل دلالات الجولة الخارجية الأولى للبرهان»، مشيراً إلى أن حديث قوات «الدعم السريع» طوال الأشهر الماضية عن محاصرة رئيس مجلس السيادة في مقر قيادة القوات المسلحة، «ربما كان نوعاً من الحرب النفسية». وشدد فريد في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» على أن حرص الفريق البرهان على بدء جولة مشاورات إقليمية «قد يعكس إدراكاً بأنه لا حل عسكرياً للأزمة في السودان»، وأن إنهاء الاقتتال «لا يرتبط بموازين القوة العسكرية بقدر ارتباطه بجغرافيا الإقليم». وأشار إلى أهمية أن تكون الجولة الخارجية للبرهان «بداية لإطلاق مسار سياسي وطني بدعم إقليمي». وفرّ أكثر من أربعة ملايين سوداني من منازلهم منذ اندلاع الاشتباكات قبل أكثر من أربعة أشهر، في حين قدرت تقارير أممية أعداد القتلى بأكثر من ثلاثة آلاف من العسكريين والمدنيين، إلا أنه يُعتقد على نطاق واسع أن الأعداد أكثر من ذلك بكثير، كما انهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عرقية تشنها قوات «الدعم السريع» والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور. وحول النتائج المتوقعة من الجولة الخارجية للبرهان، قال مبارك الفاضل إن «الدور الأبرز الذي يمكن للقوى الإقليمية القيام به في المرحلة الراهنة، هو منع أي أطراف خارجية من التدخل في الشأن السوداني عبر توظيف لمجموعات سودانية في الخارج، إضافة إلى مساعدة السودان في إعادة إعمار ما خربه الاقتتال الداخلي»، مشدداً على أن السودان «سيكون بحاجة إلى صندوق إقليمي لإعادة الإعمار». من جانبه، أشار أمجد فريد إلى أهمية الدعم الإقليمي للمسار السياسي في السودان، لافتاً إلى أن كل المبادرات التي طُرحت منذ اندلاع الاقتتال الداخلي أكدت ضرورة هذا البعد، عادّاً أن وقف إطلاق النار «ليس سوى خطوة أولى»، أما إنهاء الحرب فيتطلب - في تقديره - عملية سياسية تضمن تحقيق التمثيل والشرعية للحكومة السودانية المقبلة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خطيئة تعامل غالبية «لقاء قرنة شهوان» مع عون…. كي لا تتكرّر مأساة لبنان (2/12)

د. توفيق هندي/اللواء/29 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121728/%d8%af-%d8%aa%d9%88%d9%81%d9%8a%d9%82-%d9%87%d9%86%d8%af%d9%8a-%d8%ae%d8%b7%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d8%aa%d8%b9%d8%a7%d9%85%d9%84-%d8%ba%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%a1-%d9%82/

سلسلة من 12مقالة للدكتور توفيق هندي سوف تنشر تباعا في “جريدة اللواء” بوتيرة واحدة ابتداءً من اليوم تحت عنوان “كي لا تتكرر مأساة لبنان”، وفي المقالة الأخيرة، سيقترح خريطة طريق لخلاص لبنان. موقعنا سينشر هذه المقالات يومياً على هذه الصفحة.

مع سقوط إتفاق 17 أيار عملياً، دخل لبنان مجدداً في الكنف السوري تحت مظلة الاتحاد السوفياتي، واضطر الرئيس أمين الجميل إلى تعيين رشيد كرامي رئيساً لحكومة «مصالحة وطنية»، شُكِّلت في 30 نيسان 1984. وكانت حكومة شفيق الوزان قد اضطرت إلى إلغاء اتفاق 17 آيار (بين لبنان وإسرائيل) بتاريخ 5 آذار 1984 بالتزامن مع إلغائه من قبل البرلمان، تحت ضغط الأحداث الأمنية المتسارعة وإستهداف القوات المتعددة الجنسيات.

وفي 23 حزيران 1984 استقال العماد إبراهيم طّنوس من قيادة الجيش مدركاً أنه سوف يتحول إلى «كبش محرقة» لما سُّمِيَ بحرب الجبل وإنتفاضة «أمل» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» بدعم من سوريا-الأسد في بيروت والضاحية يوم 6 شباط 1984. في اليوم نفسه عُين ميشال عون محله بإقتراح-طلب لا يرفض من حافظ الأسد إلى الرئيس أمين الجميل.

وفي 29 آب 1984، توفي الشيخ بيار الجميل، رئيس «حزب الكتائب»، مما أطلق التحضيرات لإنتفاضة 12 آذار التي قام بها سمير جعجع وإيلي حبيقة بالتعاون والتكافل، هدفها تحرير «القوات اللبنانية» من سطوة «حزب الكتائب» والرئيس أمين الجميّل عليها.

وفي 15 كانون الثاني 1986، كانت الإنتفاضة الثانية التي قادها سمير جعجع بمعاونة الرئيس أمين الجميل لإسقاط «الاتفاق الثلاثي» والإطاحة بقيادة حبيقة للقوات. ومع نجاح الإنتفاضة التي شاركتُ في صنعها تخطيطاً وعملانياً غير آبه لتفجير سيارتي وتهديدي بالقتل، ومن موقعي كمدير عام الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» ومدير عام إذاعة «صوت لبنان» ومن خلال التشبيك السياسي مع عدد من السياسيين على رأسهم الرئيس كميل شمعون، أصبحت المستشار السياسي لقائد «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، مستشاراً بكل ما لهذه الكلمة من معنى، وليس «خيال صحرا».

ومن لحظة نجاح الإنتفاضة الثانية تمحور الصراع على السلطة في «الشرقية»، أكانت دولتية أو سلطة أمر واقع أو مزيجاً من الإثنين، بين ثلاثة رجال : سمير جعجع (قائد «القوات اللبنانية»)، أمين الجميل (رئيس الجمهورية) وميشال عون (قائد الجيش اللبناني). لم تكن بين الثلاثة ذرّة الثقة. وإذا إتفق إثنين منهم، فيتغّلبان على الثالث.

وكان ميشال عون الأخطر في نظري، لأنه كان يمتلك السلاح وكانت الحوادث تتوالى بين الجيش و«القوات» (حادثة المونتيفردي، إغتيال العميد خليل كنعان…). لذلك باشرت بعد إنتفاضة 15 كانون الثاني 1986، اجتماعات متتالية مع عون بوتيرة إجتماع كل أسبوع للتوصل إلى خلق آلية تنسيق بين الجيش والقوات تبدأ بلقاء بينه وبين جعجع. إلّا أنني لم أفلح لأن عون كان يراوغ وعينه على اللحظة التي يتمكن فيها من ضرب «القوات» رعبوناً للأسد كي يأتي به رئيساً للجمهورية. فكيف له أن يلتقي جعجع؟!

لم يكن جعجع مقتنعاً بمحاولتي تلك، ولكنني أكملت السير بمساعيَ بالرغم من قناعتي الدفينة أنها لن تنجح. وعند أول هجوم شنّه عون على الكرنتينا في 14 شباط 1989 (وكان قد أصبح حينذاك رئيس حكومة العسكريين التي شكّلها الرئيس الجميل في آخر دقيقة من عهده في 22 أيلول 1988)، كلّفني جعجع بأن أفاوض عون لوقف الأعمال العسكرية، وإلى جانبي جورج عدوان، نظراً لعلاقاته التاريخية والمتمادية بأوساط ضباط الجيش، بمن فيهم عون.

وفي 14 آذار 1989، أطلق عون «حرب التحرير» في شكل مفاجئ نتيجة فشل مفاوضاته مع الأسد ليأتي به رئيساً للجمهورية. حاولت مرة أخيرة جاهداً إقناعه بوقفها ولم أفلح. وجاء إتفاق الطائف نتيجة هذه الحرب المجنونة، ووقّعه النواب في 22 تشرين الأول 1989 وصادق عليه البرلمان في 5 تشرين الثاني 1989. بعد المصادقة إلتقيت عون، وكان «إتفاق الطائف» قد أصبح واقعاً، وحاولت إقناعه بالتعاون مع «القوات» للتأثير في مجيء برئيس للجمهورية يمكن التعاون معه. ولم أفلح.

بعد إنتخاب رينه معوض رئيساً، إلتقيت عون مرة أخرى لإقناعه بالتعاون مع «القوات» للإتيان بحكومة معقولة. ولم يتجاوب. ثم شّن عون «حرب الإلغاء» في 31 كانون الثاني 1990.

في 30 آب 1991غادر ميشال عون لبنان إلى منفاه في فرنسا، أسس «التيار الوطني الحر» ليشارك في الحركة السيادية ضد الإحتلال السوري. وقد إلتقيته مراراً في منفاه بغية التنسيق معه وألتقيته آخر مرة في باريس قبيل عودته إلى لبنان. هكذا، اكتسبت معرفة معمّقة بشخصية عون وخباياها التي تفسر طريقة تصرفه السياسي وغير السياسي. لن أدخل في تفاصيل تلك الاجتماعات في هذه المقالة. أتركها للكتاب الذي هو قيد الإعداد.

وفي مطلق الأحوال، إن هذه المعرفة المعمّقة بعون كخصم وحليف في ظروف قصوَية، جعلتني أقول في الجلسات المتتالية لـ«لقاء قرنة شهوان» في أيار 2005، والتي خصصت لتقرير طريقة التعاطي مع المرحلة المفصلية التي كان يعيشها لبنان، ولا سيما التعامل مع عون: «إنني لست من المغرمين بعون، ولست مِن المتوجسين في عدائهم له، إنما أعرفه خير معرفة (je ne suis pas aounophile, je ne suis pas aounophobe; je suis aounologue )».

قبل إنشاء «لقاء قرنة شهوان» الرسمي في 30 نيسان 2001، وتحديداً منذ آب 2000، نشأ ما يمكن تسميته «لقاء قرنة شهوان» غير العلني الذي ضم 12 تنظيماً وشخصية، تحت رعاية البطريرك مار نصر الله بطرس صفير بالتزامن مع نداء المطارنة الشهير لرفع الإحتلال السوري عن لبنان. وكان عون ممثلاً في هذا اللقاء بشخص صهره آنذاك سامي نادر.

عند إنشاء «لقاء قرنة شهوان» الرسمي، أصرّ بعض أعضائه على ذكر إتفاق الطائف في البيان التأسيسي، كما لو أنهم أرادوا من البداية دفعه إلى رفض المشاركة في اللقاء بهدف التحضّر لمنافسته على السلطة «عندما يحين وقت القطاف»، وهم العارفين بـ«غولَنته» على السلطة. بالطبع، لم أكن من هذا الرأي وحاولت ثنيهم عن ذكره تفاديا» لخروج «التيار العوني» الذي كنت أرى ضرورة في أن يضم أكبر مجموعة من القوى السيادية بالرغم من إختلافها حول إتفاق الطائف. منذ ذلك الحين، أصبحت القوى السيادية منقسمة بين «لقاء قرنة شهوان» و«التيار العوني»، والكل تحت مظلة بكركي، وإن كانت علاقات «لقاء قرنة شهوان» هي الأوثق.

لذا، عندما تتالت اجتماعات «لقاء قرنة شهوان» في شهر نيسان 2005 لتحديد وجهة التعاطي مع التطورات المتلاحقة، ولا سيما منها الانتخابات النيابية المقررة في أيار، وقد حذّرت في حينه من انتقاله إلى الضفة المقابلة، أي ضفة «حزب الله»، ومن تغيّر موازين القوى بين القوى السيادية ومحور الممانعة لمصلحة هذه الأخيرة. وهذا ما حصل في 5 شباط 2006 عبر «اتفاق مار مخايل» الذي وّفر لـ«حزب الله» حليفاً مسيحياً منتخباً من أكثرية 70 في المئة من المسيحيين، نتيجةً لتكالب «جماعتنا» على السلطة. وقد قمت بمحاولة أخيرة لأحول دون توقيع عون «اتفاق مار مخايل» عبر مفاوضات سرية للغاية بادرت إليها وأدرتها للتوصل إلى رأب الصدع بينه وبين قوى 14 آذار. ولكن عبثا».

سنة 2005، كنت من الأقلية التي إقترحت التعاطي المرن مع عون، رافضاً عزله ومخاصمته، محذّراً من إمكانية دفعه دفعاً نحو إرتكاب المحظور، وذلك بالرغم علمي وعلم جميع أعضاء «القرنة» بإجتماعاته المشبوهة مع كريم بقرادوني وأميل أميل لحود في باريس. وقد حذّرت حينها من انتقاله إلى الضفة المقابلة، أي ضفة «حزب الله» ومن تغيير موازين القوى بين القوى السيادية ومحور الممانعة لمصلحة هذه الأخيرة. وهذا ما حصل في 5 شباط 2006 عبر «إتفاق مار مخايل» الذي وّفر لـ«حزب الله» حليفاً مسيحياً منتخباً من أكثرية 70% من المسيحيين، نتيجة لتكالب «جماعتنا» على السلطة. وقد قمت بمحاولة أخيرة لأحول دون توقيعه عبر مفاوضات سرية للغاية بادرت إليها وأدرتها للتوصل إلى رأب الصدع بينه وبين 14 آذار. ولكن عبثاً.

 

الترسيم البرّي الكامل... أو مزيد من "شبح الحرب"

نديم قطيش/أساس ميديا/الأربعاء 30 آب 2023

تتزاحم عند بوّابة الجنوب، عناصر التوتّر التي تحمل كلّ احتمالات الانفجار:

- ثمّة معركة سياسية أمميّة، تتجدّد كلّ عام، تدور حول التمديد لقوات اليونيفيل في ضوء رغبة أقوى هذه المرّة في توسعة التفويض الممنوح لها، وربّما تبنّي التفويض تحت الفصل السابع.

- وثمّة التوتّر الحدوديّ المتصاعد بين ميليشيا الحزب وإسرائيل حول الخيمة-اللغم التي نُصبت من طرف الميليشيا في أرض متنازَع عليها في مقابل أعمال إنشائية إسرائيلية داخل نقاط مشابهة.

- وأخيراً وصول المبعوث الأميركي آموس هوكستين اليوم إلى بيروت. وتفيد التقارير حول زيارته بأنّه يحمل في جعبته طرحاً شاملاً لمعالجة الحدود البرّية اللبنانية الإسرائيلية.

- إضافة إلى زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت يعلن عنها اليوم.

تتناسل هذه السياقات الثلاثة من فكرة أساسية، وهي أنّنا في لبنان بإزاء ما يُسمّى "مقاومة"، كانت منذ البدء ترفض أن تحتفل بإنجاز التحرير. فحين حصل الانسحاب الإسرائيلي المتفاهَم عليه مع لبنان عام 2000، باغتت ميليشيا الحزب الجميع آنذاك باستعراض ناريّ واكب الانسحاب، وأسّست عبره لخرافة أنّها هزمت إسرائيل وأجبرتها على الانسحاب.

ثمّة معركة سياسية أمميّة، تتجدّد كلّ عام، تدور حول التمديد لقوات اليونيفيل في ضوء رغبة أقوى هذه المرّة في توسعة التفويض الممنوح لها، وربّما تبنّي التفويض تحت الفصل السابع

لنتذكّر أنّ الانسحاب كان عنوان الحملة الانتخابية لإيهود باراك يومها، وظلّ لأشهر طويلة عنوان السجال السياسي في إسرائيل قبل أن يفوز باراك وينفّذ وعده الانتخابي. ولنتذكّر أكثر أنّ حافظ الأسد، الذي كان يعيش آخر أسابيعه، كان شديد القلق من الانسحاب ولا يحبّذ حصوله، لا سيّما بالشكل الذي حصل فيه، لأنّه سيُدخل إلى المعادلة مجموعة من التحدّيات الاستراتيجية التي يمكن أن تؤثّر سلباً على نفوذ سوريا الإقليمي، واستقرارها الداخلي، ومكانتها الدولية.

"خوف" الأسد من الحزب وإيران

أوّلاً، كان حافظ الأسد يدرك أنّ الانسحاب الإسرائيلي سىيؤدّي إلى تعزيز مكانة الحزب، وهو ما قد يخلّ بتوازنات العلاقة بين دمشق وحليفها.

ثانياً، كان الأسد يدرك أنّ انتهاء الاحتلال الإسرائيلي سيُزيل من الخطاب السياسي العامّ في لبنان فكرة العدوّ الموحّد للّبنانيين، وهو البند الأهمّ الذي بني عليه الاستقرار السياسي الاستراتيجي بين مختلف الفصائل اللبنانية. كانت دمشق قلقة من انفلات الصراعات الداخلية، وهو ما بدأت نُذُره سريعاً، على نحو سيعقّد إدارة سوريا لمصالحها في لبنان.

ثالثاً، أدّى خروج إسرائيل إلى زيادة الضغوط على سوريا للانسحاب من لبنان، وهو ما فعلته في نهاية المطاف في عام 2005.

رابعاً، أدرك الأسد أنّ الانسحاب الإسرائيلي يهدّد بفتح أبواب عزلة سوريا إقليمياً في اللحظة التي كان يستعدّ فيها لتسليم الحكم لابنه بشّار، غير المهيّأ، لإدارة فضاء استراتيجي جديد لسوريا.

وأخيراً، فإنّ التغيير في الوضع اللبناني كان مهيّأً لأن يُضعف موقف سوريا التفاوضيّ مع إسرائيل، بفقدان سوريا جبهةً للضغط عليها، ووضع دمشق أمام الخيار الأخطر، وهو المقاومة في الجولان!

التقت مخاوف حافظ الأسد مع حسابات إيران الإقليمية التي أرادت أن تحمي "إنجازها" وتبني عليه لتمتين حضورها في لبنان.

"الفجور" الإيراني.. والتوسّع

صحيح أنّ إيران لم تكن يومها بنفس الفجور التوسّعي الذي مارسته وتمارسه اليوم، إلّا أنّ انسحاب عام 2000 كان بمنزلة انتزاع مشروعية ثمينة لِما يُسمّى "خيار المقاومة" في السياسات الإقليمية، في مقابل خيارات السلام البادئة مع مؤتمر مدريد-1991 وسرديّة "الشرق الأوسط الجديد" التي أقلقت إيران كثيراً.

وقد عزّز هذا الحدث العلاقات بين ميليشيا الحزب وإيران، التي رأت الفرصة سانحة لترسيخ حليفها لاعباً سياسياً رئيسياً في لبنان لا منظمة عسكرية وحسب، وترسيخ نفوذها المباشر في السياسة اللبنانية، من دون المرور عبر سوريا فقط. كما زوّدت الميليشيا راعيها الإيراني بعمق استراتيجي في بلاد الشام، وهو ما زاد من عناصر قوّتها في مواجهة إسرائيل وغيرها من الخصوم الإقليميين.

صحيح أنّ إيران لم تكن يومها بنفس الفجور التوسّعي الذي مارسته وتمارسه اليوم، إلّا أنّ انسحاب عام 2000 كان بمنزلة انتزاع مشروعية ثمينة لِما يُسمّى "خيار المقاومة" في السياسات الإقليمية

أمّا على الصعيد الداخلي، فقد شكّل انسحاب عام 2000 من جنوب لبنان أوّل انتصار حقيقي لرواية النظام الإيراني عن المقاومة ضدّ "الإمبريالية" الغربية والإسرائيلية، ووُظّف كدعاية داخلية وأداة للوحدة الوطنية. وممّا لا شكّ فيه أنّ اختطاف ميليشيا الحزب للانسحاب الإسرائيلي عام 2000 وتحويله إلى انتصار، لعب دوراً حاسماً في تشكيل استراتيجية إيران الإقليمية وتعزيز طموحاتها الجيوسياسية الأوسع.

التقاء مخاوف الأسد مع شهوات إيران أوصل إلى اختراع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا كقضية لبنانية وطنية محورية تشرعن بالنسبة لإيران سلاح ميليشيا الحزب في لبنان، وتضمن استمرارية مشروع ما يسمّى "المقاومة"، وتُبقي، بالنسبة لسوريا، على متنفّسات لمشاغلة إسرائيل والضغط عليها من دون تعريض الأمن السوري المباشر للخطر.

الحرب السورية وضربات إسرائيل

صحيح أنّ الحرب السورية وتصدّع نظام الأسد جعلا الضربات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي السورية، من الأمور العاديّة، إلّا أنّ ذلك لم يُفقد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا (ولاحقاً أجزاء من قرية الغجر)، وظائفها الاستراتيجية الأخرى بالنسبة لسوريا، ولم يبدّد بالتالي التقاطع السوري الإيراني عند رعاية الغموض المحيط بهويّة هذه الأراضي أكانت لبنانية أم سورية، بما يعقّد بالتالي ترسيم الحدود أو تثبيتها بين لبنان وإسرائيل.

تستغلّ سوريا الغموض المحيط بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأجزاء من قرية الغجر، كورقة نفوذ دبلوماسي، في أيّ مفاوضات أو مبادرات دولية، كمهمّة هوكستين مثلاً، وتطمح إلى أن يكون ذلك بوّابة تفاوض مع الأميركيين قد تتوسّع باتجاه ملفّات أخرى، كإعادة الإعمار، أو ابتكار وظيفة سياسية لنظام الأسد في أيّ خارطة استقرار إقليمي مقبلة.

الأهمّ، أنّ ملفّ المزارع والتلال والغجر، يعطي دمشق عنصراً نادراً لإدخال بعض التوازن إلى العلاقة بحلفائها، لا سيّما إيران والحزب، تداري به ضعفها الواضح. فالأخيران بحاجة إلى أن لا يقدم الأسد على تنازلات تربك حساباتهما في ملفّ الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهو ما يعطيه هامشاً للابتزاز السياسي وغير السياسي.

تجدر الإشارة إلى أنّ النقاط الـ12 المتنازَع عليها بين لبنان وإسرائيل، والممتدّة على كامل الشريط الحدودي، هي عبارة في الغالب عن بقع صغيرة لا يتعدّى الاختلاف عليها أمتاراً معدودة، وأخرى لا تتجاوز أكبرها مساحة 3,000 متر مربّع، ما عدا بقعة واحدة تصل مساحتها إلى 18 ألف متر مربّع. ولئن كانت هذه النقاط لا تشمل تلال كفرشوبا وقرية الغجر ومزارع شبعا، فإنّ مسألة ترسيم الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل غير مرشّحة لأكثر من معادلة "نصف الحلّ".

تستغلّ سوريا الغموض المحيط بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأجزاء من قرية الغجر، كورقة نفوذ دبلوماسي، في أيّ مفاوضات أو مبادرات دولية، كمهمّة هوكستين مثلاً

بايدن يريد "إنجازاً" في لبنان

تخدم معادلة "نصف الحلّ" مجموعة معقّدة من الاعتبارات لجميع الأطراف المعنيّة، بما في ذلك الولايات المتحدة. فبالنسبة لواشنطن يمكن للاتفاق الجزئي بين لبنان وإسرائيل أن يسوَّق كإنجاز جديد لإدارة جو بايدن على مسار السلام في الشرق الأوسط. فهذا البند عاد ليحتلّ موقعاً متقدّماً على أجندة البيت الأبيض. وقد تستسيغ ميليشيا الحزب، مثل هذه التسوية، التي تسمح لها بتحقيق 3 أهداف:

- أوّلاً، حماية مشروعية "المقاومة" من خلال "إجبار" إسرائيل على التنازل "عن آخر شبر". وهذا ما قد يفسّر التصعيد الأخير للميليشيا جنوباً، تماماً كتصعيد المسيَّرات الاستعراضي قبل الترسيم البحري.

- ثانياً، ضمان استمرارية المقاومة من خلال الإبقاء على الغموض المحيط لا سيما بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وإخراجها من معادلة الحلّ.

- وثالثاً، تعزيز البيئة الأمنيّة الجنوبية التي تسمح بمواكبة البدء بالحفر والتنقيب عن الغاز وما لذلك من عائدات مادّية ولو متأخّرة لسنوات للدولة ونفسية على أهل الجنوب، علّها تبدّد بعضاً من حال الغضب المتصاعد في بيئته.

أمّا ردّ الفعل الإسرائيلي، فسيتشكّل بناء على مجموعة متعدّدة من العوامل، تراوح بين المخاوف الأمنيّة والسياسة الداخلية والمصالح الاقتصادية. ففي حين أنّ حسابات إسرائيل تلتقي مع حسابات الحزب، بشأن اتفاق يزيد جرعة الاستقرار على حدودها الشمالية، ويحظى بدعم الولايات المتحدة، فإنّها ستكون بغاية الحذر، بشأن أيّ ترتيب يمكن أن يعرّض أمنها للخطر من خلال ترك الأراضي الغامضة بلا ضوابط، وتمكين ميليشيا الحزب من استغلالها. وتلعب الحسابات الإسرائيلية الداخلية دوراً مهمّاً في تقرير وجهة ردّ فعل تل أبيب على المقترحات الأميركية، لا سيّما في ظلّ تصاعد الاشتباك الداخلي وهشاشة التحالف الحكومي القائم. سيتعيّن على الحكومة الإسرائيلية أن تتجنّب أيّ تنازلات محسوسة لميليشيا الحزب تشكّل لها مخاطر سياسية داخلية.

قد تقدّم معادلة "نصف الحلّ" فوائد مؤقّتة ومقبولة بالنسبة للولايات المتحدة والحزب وإسرائيل، لكنّ من السذاجة الاعتقاد أنّها تُبعد كثيراً شبح الاصطدام المحتمل بين إسرائيل والحزب.

كان "اكتشاف" مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من العناصر التي مهّدت لكلّ الخراب الذي لحق بلبنان إلى يومنا هذا، وها هي تتحضّر لأن تكون من بين أسباب الخراب المقبل، إذا ما بقي لبنان مصرّاً على أن يكون آخر الجبهات وآخر البنادق وآخر الطلقات.

 

تعديلات اليونيفيل: "التنسيق مع الحكومة".. بدل الجيش

ملاك عقيل/أساس ميديا/الأربعاء 30 آب 2023

لا تشبه "معركة" التجديد لقوات اليونيفيل والتلويح بسحب الطرف اللبناني "طلب التجديد" واستحضار "سلاح" الفصل السابع في نيويورك مشهديّة آب 2022 حين دخل تعديل نوعيّ على مهمّة قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان قضى باعتماد مسوّدة الاقتراح الذي قدّمته الولايات المتحدة، بدعم من فرنسا وبريطانيا وعدم اعتراض من روسيا والصين. وهو التعديل الذي مَنَحَ "اليونيفيل" حرّية تسيير الدوريّات والقيام بعمليات تفتيش ضمن منطقة عملها من دون حاجة إلى إذن مسبق من الجيش اللبناني أو مؤازرة منه.

يومذاك تحرّك لبنان الرسمي "الغافي"، لكن بعد تلقّي الصفعة. تنصّل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أيّ مسؤولية على الرغم من إشادته المسبقة بالقرار، كما أشاد به رئيس الجمهورية يومها ميشال عون. وحاول وزير الخارجية عبدالله بو حبيب تبرير ما حصل، بتأكيده التنسيق مع سفيرة لبنان لدى الأمم المتحدة (آنذاك) آمال مدللي في رفض أيّ تعديل على بند التجديد. لكن من دون المبادرة إلى إرسال وفد من الإدارة المركزية للإشراف على مسار التفاوض. وبالتالي من دون متابعة دقيقة من الخارجية والسراي الحكوة الحكومي لتطورات الموقف في نيويورك. وهو ما أدى إلى تمرير التعديلات  التي "تحرّر" اليونيفيل من ضوابط التنسيق والمؤازرة مع الجيش اللبناني. وهو مطلب مزمن لقيادتها وللأميركيين والإسرائيليين.

كشفت مداولات الساعات الأخيرة الفاصلة عن صدور قرار التجديد لليونيفيل المنتظر اليوم عن مساعٍ دبلوماسية لبنانية واضحة. تُرجمت بشكل خاصّ من خلال التواصل مع ممثّلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن

المفارقة أنّ اعتراض الخارجية ومحاولتها التبرير آنذاك جاءا متأخّرين نحو أسبوع عن صدور القرار في 31 آب 2022. وكان سبقهما اعتراض الحزب عليه. ما أظهر وزارة الخارجية اللبنانية في موقع المُمْلى عليها الاعتراض. وكأن المطلوب منها تبرير ما حصل للحزب ومحاولة إقناعه بعدم تقصيرها. خصوصاً بعدما كان رئيسا الجمهورية والحكومة قد أشادا بقرار التجديد كما صدر.

وانتهت حركة وزارة الخارجية يومها إلى إصدار بيان عنها، رأت فيه أنّ "القرار الذي صدَر عن مجلس الأمن والذي تمّ بموجبه التجديد لليونيفيل يتضمّن لغة لا تتوافق مع ما وردَ في اتفاق الإطار الذي وقّعه لبنان مع الأمم المتحدة، وقد اعترض لبنان على إدخال هذه اللغة".

يومها قيل أيضاً في تفسير حقيقة ما حصل، أن لبنان الرسمي لم يتابع بدقة وعناية، الملف الذي يعتبره دورياً روتينياً وبالتالي شكلياً. خصوصاً لأنه كان قد نام على ضمانة روسية، بتصويت موسكو وبكين ضدّ أيّ تعديلات تَدخل على نمط عمل اليونيفيل في جنوب لبنان، ويمكن أن تشكّل مشروع مواجهة بين قيادتها وبين الحزب، وتضع الحكومة بالتالي في موقف محرج وصعب.

لكنّ هذا الاطمئنان اللبناني الدبلوماسي والحكومي حيال استحقاق التجديد في نويورك، أدى إلى تراخٍ وشبه نوم على الحرير الروسي.  وهو ما سَمَح بخرق سياسي كبير انتهى بإقرار التعديلات العام الماضي. لكن التراخي اللبناني الرسمي، قوبل بتشدد حزبلاهي عنفي عنيف من الحزب. إذ لم يلبث الأمر أن ترجم في جنوب لبنان بعد أسابيع، بالحادث الذي أودى بحياة عنصر من الكتيبة الإيرلندية ضمن قوات اليونيفيل. وذلك في مواجهة "فيلق الأهالي" الذي يمثل جهوزية الحزب للتصدّي لقواعد عمل تلك القوات. بعد تسليحها بنصّ أممي يعطيها هامشاً أكبر في حرّية الحركة والاستطلاع.

ماذا جرى هذه المرة؟

هذا العام حاول لبنان الرسمي تعويض التقصير الذي وقع فيه قبل سنة. وذلك بمواكبة جولات التفاوض منذ بداياتها، باستنفار لبناني دبلوماسي وحكومي، في مقابل ضغط أميركي-إسرائيلي لعدم المسّ بالتعديل النوعي الذي دخل صلب مهامّ اليونيفيل. وإن لم يكن هذا التعديل قد ترجم فعلياً على الأرض. لسببين اثنين:

- أولاً، بفعل ما يشبه الـ"جنتلمان أغريمنت" الذي تم بين الجيش واليونيفيل بعد صدور القرار، والذي ساد طوال العام الماضي. وأدى إلى  الإبقاء على آليّة التنسيق بين الطرفين.

- ثانياً، بفعل تصدّي الحزب الدائم تحت ستار "الأهالي" لأيّ تحرّكات مشبوهة لليونيفيل يصنّفها الحزب في سياق التجسّس عليه لمصلحة العدوّ الإسرائيلي.

كشفت مداولات الساعات الأخيرة الفاصلة عن صدور قرار التجديد لليونيفيل المنتظر اليوم عن مساعٍ دبلوماسية لبنانية واضحة. تُرجمت بشكل خاصّ من خلال التواصل مع ممثّلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن. وفي لقاء الوزير بو حبيب مع الأمين العامّ للأمم المتحدة ومساعده وممثّلة الولايات المتحدة السفيرة ليندا غرينفيلد التي أصرّت على "التفويض القويّ" من مجلس الأمن لقوات الطوارئ الدولية.

بحسب مطّلعين، ضاقت الفرص أمام تعديل النسخة المقترحة أميركياً بموافقة دولية. فيما إقرار التجديد بالصيغة المرفوضة لبنانياً سيفتح الباب أمام مرحلة أكثر توتّراً جنوباً، عبر وقف مفاعيل القرار بالقوّة

تقاطع هذا الضغط مع تحذير الأمين العامّ للحزب في خطابه أمس، من أنّ "هناك من يريد من قوات اليونيفيل أن تعمل عند الإسرائيلي وجواسيس له". واصفاً التعديل بـ"الحبر على ورق، لأنّ الناس في الجنوب لن تسمح بتطبيق القرار"، وشاكراً "الحكومة اللبنانية على سعيها إلى تصحيح خطأ العام الماضي، ونأمل أن تُوفّق في إجراء هذا التعديل".

يؤكّد مصدر متابع للملفّ أنّ تلويح لبنان بسحب رسالته التي تطلب التجديد سنة لليونيفيل أتى في إطار الضغط الشكلي على "المطبخ" الدولي في مجلس الأمن. إذ لا قدرة فعليّة للبنان لتحمّل تبعات مغادرة أصحاب القبعات الزرق جنوب لبنان في هذا التوقيت السياسي الخطير.

أمّا السقف الأعلى فبرز في استحضار وزير الخارجية في تصريح رسمي له، احتمال فرض التجديد لليونيفيل تحت مظلّة الفصل السابع وإعلانه رفض لبنان الحاسم لذلك. في الوقت الذي لم تشِر فيه مداولات الكواليس في نيويورك إلى التوجّه لفرض التجديد تحت الفصل السابع. وهو الذي يعني عملياً شنّ حرب دبلوماسية على الحزب. والذي يفترض أن يواجَه أصلاً بفيتو روسي-صيني في حال تبنّيه من قبل باقي الدول.

يشير المصدر إلى أنّ أوّل مؤشّرات الضغط الدولي تُرجم قبل أيام في كلام القائد العامّ لبعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو الذي ربط في اجتماعات الناقورة الثلاثية (لبنان واليونيفيل وإسرائيل) بين "معالجة القضايا العالقة في ما يتّصل بالتوتّرات حول الخط الأزرق وبين نظر مجلس الأمن في تجديد ولاية اليونيفيل". واشتدّ الضغط بفرض عقوبات أميركية على منظمة "أخضر بلا حدود" التابعة للحزب وبـ"لوبيينغ" دولي للتحريض على الحزب ومحاصرته في مناطق نفوذه.

وفي السياق نفسه، قد لا تكون مجرد مصادفة زيارة كبير المستشارين لشؤون أمن الطاقة العالمي في الإدارة الأميركية، آموس هوكستين، إلى بيروت، عشية استحقاق نيويورك. ترافق هذا مع كلام عن عرض أميركي اسرائيلي يحمله على صعيد ترسيم الحدود الجنوبية البرية للبنان مع كلّ من سوريا وإسرائيل بالطبع.

تفهّم فرنسي لمطالب لبنان؟

وفق المعلومات الواردة لـ"لأساس" سَمعت بعثة لبنان في نيويورك بعض التفهّم الفرنسي لمطالب لبنان. خصوصاً أن باريس هي "حاملة القلم" في ضوغ مسودة القرار. لكنّه مجرد تفهم أدبي، لم يلغ الواقع السياسي والدبلوماسي الضاغط لتكريس التعديل الذي أُقرّ قبل عام. وهو ما قد يفضي إلى صدور قرار مستنسخ عن التعديلات آب 2022، التي أتاحت حرّية الحركة لقوات اليونيفيل. مدعّمة بجدول طويل من الخروقات و"الانتهاكات"، وفق التعبير المستخدَم، من جانب الحزب للقرار 1701. وعمل الحزب لتكريس نفوذه على بقعة انتشار اليونيفيل. وهو الأمر المتوقع مع عدم اعتراض على القرار من جانب روسيا والصين، اللتين كانتا تقفان في السابق ضدّ أيّ تعديل لمهامّ القوات الدولية، لكن لم تستخدما حقّ الفيتو العام الماضي.

بحسب مطّلعين، ضاقت الفرص أمام تعديل النسخة المقترحة أميركياً بموافقة دولية. فيما إقرار التجديد بالصيغة المرفوضة لبنانياً سيفتح الباب أمام مرحلة أكثر توتّراً جنوباً، عبر وقف مفاعيل القرار بالقوّة. لكن مساء أمس، سرّب الفريق اللبناني مسودّة القرار، التي أظهرت إمكانية التوصل إلى تسوية، تقوم على إبقاء التعديلات المتعلّقة بحرية عمل اليونيفيل، وإضافة عبارة "التنسيق مع حكومة لبنان" لحفظ ماء وجه الموقف اللبناني.

 

عن خطأ ترويج "أفيون"ضَعْف إسرائيل

جهاد الزين/النهار/29 آب/2023

واحدة من أكثر المقولات الشائعة في أوساط معينة في لبنان، هي مقولة ضعف إسرائيل أو تحول إسرائيل إلى دولة ضعيفة. ويذهب مروجو هذه الفكرة إلى ما هو أخطر، وهو اعتبار الجيش الإسرائيلي جيشا يفقد قوته السابقة.

 هذه المقولة خطرة لأنها يمكن أن تصبح تضليلية للذات قبل الآخر ولأنها تنبني على حسابات للقوة والضعف وهمية أكثر منها واقعية.

أشعر عندما أسمع أو أقرأ هذا النوع من الآراء أن نكبةً كبرى يمكن أن تأتي من جراء صدمة اكتشاف النقيض في لحظة ما، فالاقتصاد الإسرائيلي هو من أكثر الاقتصادات توسعا في العالم في رأي صندوق النقد الدولي، وقطاع التكنولوجيا العالية يضم آلاف الموظفين (هم أنفسهم الأكثر اعتراضا على محاولة حكومة بنيامين نتنياهو الحد من صلاحيات المحكمة العليا بما صار يمثل قضية الدفاع عن الديموقراطية) ويملك هذا القطاع قدرة تصديرية كبيرة كما من الطبيعي أن روابط قوية تربطه بالصناعة العسكرية الإسرائيلية. وهو حاليا يسمح بتشغيل 14 بالمائة من مواطني إسرائيل العاملين مختصين وغير مختصين. كذلك قوة الجامعات الإسرائيلية ومكانتها العالمية يجب أن تدفعانا إلى الحذر من أن تصبح هذه الجامعات مقصدا للمزيد من الطلاب العرب في الداخل والخارج.

كون إسرائيل مجتمعا (في أغلبيته) معاديا للشعب الفلسطيني ويفرض عليه عبر الحكومات المتعاقبة نظاما مُحْكَما من التمييز العنصري هو مشكلتنا الوحيدة الجوهرية مع إسرائيل، والعداوة هذا هو مصدرها وليس أي اعتبار آخر، ولكن ذلك لا يمنع من أن نتبنى ثقافة تقييم دقيق لقدراتها بدل ترويج أوهام عن ضعفها أو ضعف جيشها، غالبا ما أصبحت عبئا علينا وأدخلتنا في انتكاسات وهزائم شكلت سلسلة من الاهتزازات العميقة في الوعي العربي المعاصر.

عندما نسمع جنرالا إسرائيليا كبيرا ينتقد نظام "الأبارتايد" الذي "أقامه الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية منذ عام 1967" يجب أن نعتبر ذلك علامة مقلقة على طاقة البنية السياسية الإسرائيلية على استيعاب هذا القدْر من النقد، علامة قوة تدفعنا للتفكير الحثيث بكيف نطوّر وسائل المواجهة الثقافية والإعلامية والسياسية والاقتصادية ولا نحصر فقط تفكيرنا بالخطط الوكْرية العسكرية.

وسأقف هنا عند نقطة محددة تعنينا في لبنان:

لقد جرى تاريخيا خلق عقدة ذنب عميقة في الثقافة السياسية اللبنانية هي عقدة الذنب الناتجة عن الموقع العسكري لبلدنا ودولتنا تجاه القوة الإسرائيلية. فيما لم تُعطَ الطاقة اللبنانية الهائلة للمجتمع والدياسبورا اللبنانيّين قيمتها الفعالة والفعلية في خدمة القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية والثقافية والسياسية والإعلامية. لقد جُرّ لبنان دائما إلى مواقع يتعرّض فيها للابتزاز لتغطية طموحات إقليمية تستضعفه باسم  تعييره (من عيار) بضعفه.

في الحقيقة لا زال لبنان في موقع الضعف العسكري الذي يجعل أجواءه ومياهَه (أين تذهب مياه الوزاني ؟) وقضمَ بعض أرضه مؤقتا أو دائما، معادلة مستمرة لصالح إسرائيل بعد التحرير الكبير عام 2000، هذا التحرير - الانسحاب الذي لا شك أنه حصل نتيجة تضافر المقاومة العسكرية التي ساهمت فيها الغيريللا الحزب اللهية ودعم القيادة السورية والتي جاءت من تراكم طويل لقوى متنوعة قومية ويسارية وإسلامية والضغط السياسي لقوة لبنان في القرار 425. والقرار 425 لا يأخذ حقه في كونه نموذجاً لقوة لبنان السياسية وليس لضعفه.

الاتفاق الذي مكّن لبنان من بدء السعي لاستثمار ثروته الغازية البحرية هو الاتفاق السياسي بين إسرائيل وإيران برعاية أميركية الذي أنتج الاتفاق الدولي على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل وهو الاتفاق الذي يحظى بتأييد جماهيري لبناني واسع كسبيل محتمل لإنتاج ثروة ما مالية بعدما استنفدت المنظومة الحاكمة بجميع أطرافها ليس فقط المال العام بل أيضاً الثروة الضخمة للمودعين في المصارف الخاصة والتي تعتبر إحدى أكبر المسروقات في التاريخ الشرق أوسطي وربما العالمي.

بالعودة إلى أفيون "ضعف" إسرائيل، فإن العنصر المؤذي فيه أنه فضلا عن منافاته للواقع، فهو يخلق نوعا من الإطمئنان النخبوي والشعبي الخادع كما هو أفيون خطر على ضرورة تسلّح اللبنانيين بالمزيد من معرفة بل دراسة الكيان الإسرائيلي منعا لصدمة في لبنان شبيهة بصدمة العام 1967 في العالم العربي.

أحد عناصر قوة الفلسطينيين داخل إسرائيل رغم تزايد اضطهادهم أنهم باتوا أكثر معرفة بنقاط ضعف حقيقية وليس وهمية في مواجهتهم لنظام التمييز العنصري الإسرائيلي. لكن هذا شيىء وتوهّم إسرائيل دولة ضعيفة شيىء آخر مختلف تماماً وترويج هذا الوهم هو أفيون يمكن أن يكون قاتلاً.. فحذار هذا المخدِّر.

لستُ يائسًا من لبنان

عقل العويط/النهار/29 آب/2023

نصيحتان - تحذيران لا بدّ منهما: 1- فليطبّق مجلس النوّاب الدستور لجهة انتخاب رئيسٍ للجمهورية على وجه السرعة، بدعوة "سيّد نفسه" إلى جلسات انتخابٍ مفتوحة بدون قيدٍ وشرط. 2- على أبواب الاستحقاق الدستوريّ المتعلّق بقرب انتهاء ولاية قائد الجيش الحاليّ ولزوم تعيين قائدٍ جديد للمؤسّسة العسكريّة (أو تمديد الولاية)، حذار التلاعب (أو اللعب) بهذه المسألة، أو بالجيش. وبعد، تحت سقف هذه الطغمة السياسيّة، بمترادفاتها المذهبيّة الطائفيّة الدينيّة، ومكوّناتها الماليّة والعصبيّة والمافيويّة والميليشيويّة، وجذورها السرطانيّة، أنا يائسٌ من إصلاح الدولة في لبنان.

أنا يائسٌ – أكاد أقول لكنّي لن أقول – من غالبيّة قوى التغيير، من "المجموعات التغييريّة"، من "التسميات" الساحرة، لأنّها كارهة بعضها بعضًا، ولأنّ بعضها يتوجّس من بعض، ويشتهي بعضها أنْ يتحيّن فرصةً لينقضّ على بعض، ويلغي بعضًا. ولأنّها، أي هذه القوى والمجموعات والتسميات، قد تكون في طريقها إلى أنْ تغرق في "كشتبان مفخوت"، بسبب انشغالها عن مستلزمات التغيير ومعاييره وشروطه ورؤاه، واهتمامها بأمور وتفاصيل و"عبقريّات" تافهة وصغيرة، بل قد تكون في طريقها إلى أنْ تنخرط في موبقات "اللعبة"، وأنْ تنغمس، وأنْ ترتكب.

إنّي أكاد أقول ما سبق، لكنّي لن أقول.

أنا يائسٌ – أكاد أقول لكنّي لن أقول – من النخب، من الناس، من "جماهير" التغيير، من "المنظّرين" و"الفلاسفة" و"المرضى بأنفسهم"، لأنّهم لم يعرفوا حتّى اللحظة أنْ يروا أبعد من أنوفهم، أو أنْ ينتجوا قادةً (تاريخيّين)، ولا أنْ يتنظّموا في كتلةٍ تاريخيّة، وأنْ يتهيكلوا، ولا أنْ يبلوروا رؤيةً سياسيّة دولتيّة تغييريّة خلّاقة، تسحب السجّادة من تحت أرجل الذين "يحتلّون الأرض"، بما يفضي إلى حياةٍ سياسيّة ووطنيّة طبيعيّة.

إنّي أكاد أقول ما سبق، لكنّي لن أقول. أنا يائسٌ، لكنْ ليس من لبنان.

أنا يائسٌ، لكنّ المهمّ، لكنّ الأهمّ، على رغم الهول الذي تنطوي عليه كلمة "اليأس"، أنْ يتمكّن المرء من تشخيص هذا اليأس، ومن تعيين المشكلة. ليس التشخيص والتعيين مستحيلين، عندما يختلي المرء بنفسه، أو عندما يجلس إلى بعضٍ من أهل العقل والرويّة والتجربة وبُعد النظر، كمثل ما يحصل لبعضنا عندما يتجالسون على شرفة، على سطيحةٍ متواضعة، أو على مرمى خريرِ ماء، أو في بيتٍ بمدينة، أو في منزلٍ قرويّ، متفكّرين في سبل الخلاص، لا بحثًا عن انشراح، أو لـ"مدّ الأرجل". يحتاج المرء إلى كثيرٍ من انتباهٍ وإنصاتٍ وصفاء، لتصيّد اللقى والرؤى والكيفيّات، وإلى الكثير من إعمال العقل في لحظات تبادل الرأي والنقاش والحوار، وإلى الأكثر من التواضع، لتشخيص المشكل وتعيينه، و"جوجلة" الطرق والسبل التي تساهم في "إسعاف" مَن يعنيهم أمر الخروج من المأزق، في هذا الزمن الماركنتيليّ اللئيم. لماذا يعجز "العالم" كلّه، في الداخل والخارج، على رغم تعقيدات المصالح وتداخل المطامع وتشابكها (في الداخل والخارج)، عن إحراز "فوزٍ" ما على عصابات الفساد السياسيّة المستحكمة، ولماذا نعجز نحن خصوصًا في الداخل عن حمل "التغييريّين" على تغيير ما بأنفسهم كي يتمكّنوا من مباشرة التغيير؟ لأنّ "العالم" حقيرٌ وسمسار. ولأنّ هذه الطبقة الجهنّميّة متماسكة، عارفة بمصالحها، وبكيفيّات حماية هذه المصالح، ودرء الأخطار عنها. كلّما دقّ النفير، كلّما استشعر أهل الفساد والمقايضات والصفقات والحصص والسرقات والقتل بعضًا من تهديدٍ يتهدّد بنيتهم (التوتاليتاريّة)، تراهم ينبذون خلافاتهم واختلافاتهم، صدًّا للخطر التغييريّ المحتمل الزاحف افتراضيًّا عليهم.

اليأس يكون خلّاقًا، عندما لا يسمح المرء له بأنْ يتحكّم بعقله، ببصيرته. وعليه، لا بدّ، لا مفرّ، من "اجتراح" عملٍ سياسيٍّ يفضي إلى كتلةٍ تغييريّةٍ تاريخيّة. لا بدّ، لا مفرّ من ذلك. لا مفرّ أيضًا وخصوصًا من إنتاج قادةٍ (تاريخيّين)، ومن بلورة رؤى نظريّة وهيكليّة، تنتظم فيها هذه الكتلة، ويتجسّد من خلالها عملها الميدانيّ. مسؤوليّةُ كثرٍ منّا، كبارًا وكهولًا وفتيانًا، حكماء وحالمين، من أهل الشهرة وجنودًا مجهولين، المساهمة – بكَرَمٍ مطلق وبتواضعٍ كلّيّ ومجّانًا - في كسر هذا العجز، وبأيّ ثمن.

آنذاك، في مقدور المرء أنْ يقول، بشيءٍ من وعيٍ، ومن ثقةٍ، ومن نضالٍ لا يرعوي، ولا يكلّ: لستُ يائسًا من لبنان.

 

خيّبت موسكو عرفات وحبش وطالبتهما بالخروج من بيروت/شهادات من صيف المصائر والمفترقات حين حاصرت إسرائيل العاصمة اللبنانية واجتاحتها (1 من 3)

غسان شربل/الشرق الأوسط/29 آب/2023

كان صيف 1982 في لبنان صيف المصائر والمفترقات.

من مبنى في الشطر الشرقي من بيروت راقب وزير الدفاع الإسرائيلي آرييل شارون، صعود ياسر عرفات إلى باخرة نقلته إلى المنفى الجديد في تونس. توهّم شارون أنه نجح في قصم ظهر المقاومة الفلسطينية وأبعدها لتهرم مع قضيتها بعيداً من الأرض التي كانت تحلم بالعودة إليها. لم ينجح الغزو في استدراج لبنان إلى معاهدة سلام مع إسرائيل. لبنان الحالي أكثر تشدداً حيال الدولة العبرية من لبنان الذي غزته.

على دوي تلك الحرب ستوضع اللبنات الأساسية للتحالف السوري - الإيراني، وعلى الدويّ نفسه تمت ولادة «حزب الله» اللبناني. سوريا التي أرغمها الغزو على سحب قواتها من بيروت عادت إليها بعد سنوات، لتخرج مجدداً في 2005 على دوي اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أما الاتحاد السوفياتي الذي كشف الغزو شيخوخته، فلم يعد قائماً، لكن وريثه فلاديمير بوتين يحارب اليوم على أرض أوكرانيا كأنه يثأر من إذلال روسيا بمحاولة إذلال الغرب، ولو أدى ذلك إلى شطب أوكرانيا أو تدميرها.

كنت هناك في المدينة المحاصرة. راودتني لاحقاً فكرة جمع الشهادات والحكايات. التقيت معظم من كانوا في موقع القرار السياسي والأمني. حاولت الحصول على شهادة عرفات نفسه، لكنه اعتذر بذريعة أنه لا يريد أن يعاقب الشعب الفلسطيني بسبب ذكرياته.

قال عرفات في تونس: «ماذا تريد أن أحكي؟ هل أروي لك مثلاً قصة صبري البنّا (أبو نضال) الذي احتضنته تباعاً ثلاث عواصم عربية؛ هي بغداد ودمشق وطرابلس، والذي كان هاجسه اغتيال الفلسطينيين لا الإسرائيليين؟ هل تريدني أن أحكي لك قصة ما سموه انتفاضة في (فتح) وهي تمت بقرار سوري وتمويل ليبي؟ أم تريدني أن أشكو من بعض الممارسات التي أقدمت عليها منظمات فلسطينية وأساءت إلى صورة نضالنا أو تسببت في وصمنا بالإرهاب أو بررت استهدافنا في هذه العاصمة أو تلك؟ أنا لا أقول إن (فتح) كانت بلا أخطاء. جميعنا أخطأنا لكننا حاولنا دائماً ألا نضل طريقنا ونخسر قضيتنا».

وأضاف: «عوقب الشعب الفلسطيني كثيراً. عوقب بسبب تمسكه بقضيته. وبسبب انطلاق الرصاصة الأولى. واعتبار المنظمة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وبسبب تمسكنا بعدم تحوّل القضية الفلسطينية ورقة في أيدي آخرين. عوقبت منظمة التحرير حين تشددت وعوقبت حين اعتدلت. هل تريد أن يعاقب الفلسطينيون أيضاً بسبب ذكرياتي؟ لا أريد فتح الجروح. تذكر بالتأكيد أن صحافياً سألني وأنا أغادر بيروت: إلى أين؟ فأجبته إلى القدس. نحن نستعد لموعدنا مع فلسطين والقدس وليس لنا موعد آخر».

تذكرت صيف المصائر والمفترقات وعدت إلى الشهادات وقلت أشرك قراء «الشرق الأوسط» فيها.

جنرال الـ«كي جي بي» وإيران

في 1980 تلقّى سفير فلسطين في طهران وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» هاني الحسن، دعوة عاجلة للتوجه إلى بيروت. فور وصوله أبلغه ياسر عرفات: «سنذهب إلى اجتماع في السفارة السوفياتية وأريدك أن تعبّر بشدة وبدقة». فهم الحسن أن عليه أن يعبّر عن رأي عرفات الذي كان يدرك مدى حضور السوفيات في جسم الثورة الفلسطينية، خصوصاً في أجهزتها الأمنية وعواقب قيامه شخصياً برفض مقترحات سوفياتية حساسة.

حضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني عرفات وعضوا اللجنة المركزية في «فتح»؛ صلاح خلف (أبو إياد) وخليل الوزير (أبو جهاد)، وحضر من الجانب السوفياتي الجنرال «ألكسندر» مسؤول الشرق الأوسط في جهاز الاستخبارات (كي جي بي). الإصرار على الاجتماع بالقيادة الفلسطينية لا بمن يمثلها كان يعني أن موسكو تتوقع أن ينتهي الاجتماع بقرار.

تحدث الجنرال «ألكسندر» عن الوضع في المنطقة؛ تحديداً في إيران، لا سيما بعد الدخول العسكري السوفياتي إلى أفغانستان. وفي ختام تحليله، اعتبر أن الوقت حان لتعاون الجانب الفلسطيني مع بلاده لضمان قيام وضع في إيران يسهّل سيطرة الحزب الشيوعي فيها «توده» على مقاليد الأمور. وهذا يعني أن يوسّع الاتحاد السوفياتي سيطرته في المنطقة نظراً لما تعنيه إيران لجهة موقعها وثرواتها. ثم إن الاتحاد السوفياتي كانت تربطه معاهدة «صداقة وتعاون» مع نظام الرئيس صدام حسين.

فوجئ الحسن بالطرح وطلب من عرفات السماح له بمغادرة الاجتماع، لكن الأخير رفض وأجابه: «دعنا نتناقش». ردّ الحسن قائلاً: «أنا لا أناقش موقفاً ضد الثورة الإيرانية التي قدّمت لنا خدمات كبيرة جداً»، في إشارة إلى إسقاطها ما كانت عليه العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية في أيام الشاه محمد رضا بهلوي. تكهرب الجو وثار الجنرال الزائر وقال: «أنتم لن تخرجوا عن هذه الدائرة ولن تصنعوا شيئاً من دوننا». فرد الحسن: «إن دخولك إيران يعني أن قيمة إسرائيل الاستراتيجية ستزداد بنسبة مليون في المائة لدى الغرب، وبالتالي إيّاك أن تفكر في هذا. نحن من جانبنا سنبذل كل جهدنا من أجل قيام علاقات إيرانية - سوفياتية جيدة. وسبق أن أحضرنا عرضاً من الإيرانيين في شأن أفغانستان وخروج السوفيات منها مقابل التعاون».

توترت أجواء الاجتماع. التزم عرفات والوزير الصمت، وبدا أبو إياد قريباً من الموقف السوفياتي. ورأى الحسن أن الاجتماع كشف الطريقة التي كان السوفيات يتعاملون بها مع الوضع في لبنان وإيران والعراق وأفغانستان ومستقبل الصراعات في هذه الدول.

لقاء في غابة سوفياتية

موعد حساس آخر كان شديد التعبير. في بداية السبعينات عقد في غابة قريبة من موسكو لقاء بقي طويلاً طي الكتمان. في تلك الغابة التقى مسؤول «المجال الخارجي» في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الدكتور وديع حداد، رئيس الـ«كي جي بي» يوري أندروبوف، الذي سيتولى في الثمانينات زعامة الاتحاد السوفياتي. كانت السرية مطلوبة إلى أقصى درجة، فحداد كان يدير منذ سنوات عمليات خطف الطائرات قبل أن يطلق في وجه العالم رجلاً اسمه كارلوس وكان لقبه في التنظيم «سالم». خلال اللقاء طلب حداد بعض الأسلحة النوعية الصغيرة وهو تسلمها لاحقاً قبالة شواطئ عدن.

أول اتصال رفيع بين موسكو والثورة الفلسطينية حصل في 1968 وبمبادرة من الرئيس جمال عبد الناصر. فبعد معركة الكرامة الشهيرة في تلك السنة التي واجه خلالها الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية الجيش الإسرائيلي، استقبل عبد الناصر وفداً من «فتح». حضر اللقاء عرفات وأبو إياد وهاني الحسن. تبلورت خلال الاتصال فكرة إجراء اتصال فلسطيني مع السوفيات. قرر عبد الناصر أن يصطحب عرفات معه في زيارته إلى موسكو. انضم عرفات إلى الوفد باسم مستعار واتُفق على إبقاء قصة الرحلة سرية. بعد ذلك بعامين التقى مبعوث سوفياتي سراً عرفات في أحراج الأردن، وبعده خرجت العلاقة إلى العلن.

أدركت موسكو أهمية العلاقة مع الثورة الفلسطينية فراحت تنسج الروابط، الأمر الذي مكّنها بعد سنوات قليلة أن تكون صاحبة ثقل في التأثير على القرار الفلسطيني السياسي والأمني. أبرمت موسكو علاقات وثيقة مع منظمات اليسار الفلسطيني، وفي طليعتها «الجبهة الشعبية» و«الجبهة الديمقراطية»، وكذلك مع الاتجاه اليساري في حركة «فتح»، وكانت حاضرة في الأجهزة الأمنية للمقاومة الفلسطينية، خصوصاً بعدما قدّمت مباشرة أو عبر حلفائها في أوروبا الشرقية مساعدات من قماشة التسليح أو التدريب.

هذه العلاقة مع الاتحاد السوفياتي دفعت المقاومة الفلسطينية والأحزاب الحليفة في لبنان إلى استبعاد احتمال أن يقرع الغزو الإسرائيلي للبنان في 6 يونيو (حزيران) 1982، أبواب بيروت ويدخلها. في يوم انطلاق الغزو، التقى في غرفة عمليات المقاومة الفلسطينية في محلة الفاكهاني ببيروت عدد من المسؤولين في «فتح» وفي الحركة الوطنية اللبنانية. كان حاضراً أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وأبو الوليد (سعد صايل)، وجورج حاوي الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، ومحسن إبراهيم الأمين العام لـ«منظمة العمل الشيوعي».

جرى الحديث عن أن الاجتياح الاسرائيلي قد يكون هذه المرة أوسع من السابق، خصوصاً مع وجود حكومة إسرائيلية يرأسها مناحيم بيغن ويتولى حقيبة الدفاع فيها آرييل شارون. لم يستبعد بعض الحاضرين أن تتخطى قوات إسرائيلية مدينة صور وتتقدم باتجاه مدينة صيدا، لكنهم لم يتوقعوا أن يتوغل الجيش الإسرائيلي أكثر في اتجاه مداخل بيروت. وكان من أسباب هذه القناعة قراءة الوضع الدولي على نحو يترك للاتحاد السوفياتي دوراً كبيراً فيها. يضاف إلى ذلك أن وحدات من الجيش السوري كانت ترابط في بيروت والاشتباك معها يُنذر بإطلاق حرب سورية - إسرائيلية، ما يعني التحرش بحليف لموسكو التي استبعدوا أن تفرّط بموقعها في المنطقة ومصير حلفائها، خصوصاً في ضوء رصيد الثورة الفلسطينية في العالمين العربي والإسلامي.

لم تصطدم القوات الإسرائيلية بالمقاومة التي كانت متوقعة. لم يكن هناك أمر رسمي بالانسحاب؛ لكن حصلت حالة من الضياع رافقتها معارك متفرقة، إلى أن وقعت المواجهات في خلدة على أبواب بيروت، ولم يتأخر الجيش الإسرائيلي في تطويق العاصمة اللبنانية. وأظهرت الأحداث أيضاً أنه لم تكن لدى السوفيات أو حلفائهم، معلومات عن احتمال وصول الاجتياح الإسرائيلي إلى بيروت. والأمر نفسه بالنسبة للقيادة السورية، ذلك أن الوحدات السورية كانت منتشرة في بيروت على نحو لا يوحي بأنها قد تستهدف بعملية تطويق من هذا النوع. وفي مشهد غير مسبوق في تاريخ النزاع العربي - الإسرائيلي، تتالت المفاجآت، وكان أبرزها ما يتعلق بالموقف السوفياتي.

موعد مع بشير الجميل

كان الجيش الإسرائيلي بلغ منطقة الشوف في جبل لبنان حين عقد اجتماع بعيداً عن الأضواء. كلّف أبو عمار الحسن الذهاب إلى ذلك الاجتماع مع قائد «القوات اللبنانية» بشير الجميل في منزل مدير المخابرات بالجيش اللبناني جوني عبده. وكان الجميل من بادر إلى اقتراح الاجتماع لإيفاد رسالة إلى عرفات. قال الجميل في الاجتماع إن الإسرائيليين في الشوف. نظر إلى ساعته وأضاف: «إذا كنتم على استعداد لإلقاء سلاحكم والخروج من لبنان، فأنا مستعد أن أؤمن لكم الخروج السليم والكريم وأريد جواباً سريعاً قبل أن يصلوا إلى بيروت». اقترح الحسن الخروج إلى الشرفة تفادياً لاحتمال وجود تسجيل داخل منزل عبده.

قال بشير الجميل لهاني الحسن: إذا كنتم على استعداد لإلقاء سلاحكم والخروج من لبنان، فأنا مستعد لتأمين الخروج السليم والكريم لكم وأريد جواباً سريعاً قبل أن يصلوا إلى بيروت

روى الحسن أنه لاحظ قدراً من الاضطراب في سلوك بشير، وأنه لم يضرب بقبضته على الطاولة مستقوياً بالإسرائيليين. وقال إنه خاطب محاوره قائلاً: «يا بشير، اسمح لي أن أخاطبك بصراحة. أنا ممن يتابعونك، وعملي هو أن أتابعك. أنت مهتم برئاسة الجمهورية وهي لن تأتيك من هذا الطريق. وسجّل عليّ أنكم كما أتيتم بالسوريين لتضربوا الفلسطينيين فأنتم الآن تأتون بالإسرائيليين لتضربوا الاثنين، وستكون نتيجة هذه اللعبة أن نُضرب نحن وتنتهي أنت. في لبنان كثير من الخير ويغري من يدخله. لا الإسرائيلي سيخرج ولا السوري سيخرج. وأنت لا قِبل لك بهذا الطرف أو ذاك... لذلك أقول لك إذا كنت تعتقد أن هذا طريقك إلى رئاسة الجمهورية فأنت تخطئ. بخلاف ذلك إذا فكّرت معنا ومع الحركة الوطنية اللبنانية فإن الفرص ستكون أكبر».

وأضاف: «قلت لبشير أيضاً: من سيقبل باستضافة المسلحين الفلسطينيين؟ الأردن أم سوريا أم غيرهما؟ رد متعهداً بإيجاد حلّ على أن يبقى عدد صغير ويكون تابعاً للجيش اللبناني، أي فكرة الثكنتين التي ظهرت لاحقاً. بعد وصول الإسرائيليين إلى بيروت لم تعد اللعبة في يد بشير ولم يعد قادراً على القبول أو الرفض».

وتابع: «بعد عودتي من الاجتماع مع بشير عقدنا اجتماعاً في مكان مهجور. عرف محسن إبراهيم أنني التقيت بشير فطلب إبقاء الأمر سراً عن وليد جنبلاط لأنه سيشمئز. كان أبو عمار يميل إلى عدم قطع الاتصال مع بشير. حصلت مشادة بيني وبين محسن. وكان عنيفاً جداً ولعب دوراً رهيباً في تلك الفترة. المشكلة أن الحركة الوطنية كانت ضعيفة وتريد أن تلعب ورقة الفلسطينيين في مقابل الغطاء الذي كانت تعطيه لهم، ولكن بموقف متشدد ضد سوريا. أنا شخصياً كنت دائماً معارضاً لهذا الموقف».

روى محسن إبراهيم أنه تشاور مع عرفات وحاوي، وكان الهمّ الأول استكشاف المدى الذي يمكن أن تذهب إليه موسكو في وقف العدوان الإسرائيلي. وكان من الطبيعي أن توكل هذه المهمة إلى حاوي بسبب علاقة حزبه الوثيقة بالسوفيات.

سألت حاوي لاحقاً، فأجاب: «كنت أعتقد أن تصفية الثورة الفلسطينية وضرب الحركة الوطنية قد يشكلان خطاً أحمر عند أحد جانبي المعادلة الدولية، تحديداً الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي، لكنني بعد شهر وربما شهر ونصف الشهر خرجت بقناعة كاملة أن كل شيء مباح، وأن لا فعل للقرار العربي الرسمي والشعبي ولا أثر للقرار الدولي النقيض. وزادني قناعة ما لاحظته في كل مرة كنت أنظّم فيها لقاء بين السفير السوفياتي المتألم في سفارته والأخ عرفات».

وأضاف: «كنت آخذ عرفات في سيارة مدنية عادية، فنحن مكشوفون للاستخبارات الإسرائيلية والتصوير الإسرائيلي. عندما كنا نجتمع يبدأ القصف الإسرائيلي على محيط السفارة، فننزل إلى الملجأ. القصف كان رسالة من إسرائيل إلى عرفات مفادها: لا تتكلوا على السوفيات».

كان حاوي يأمل في أن تصدر موسكو تحذيراً يقارب التهديد. أن تعلن مثلاً عن إرسال قطعة بحرية إلى قبالة بيروت. أن ترسل على الأقل سفينة لنقل الجرحى. لم يستطع سفير الاتّحاد السوفياتي ألكسندر سولداتوف أن يعد بشيء من هذا النوع. وكان حاوي ينقل خيباته إلى عرفات وإبراهيم.

في الأسابيع الأولى لم يصدّق جورج حبش ونايف حواتمة أن الاتحاد السوفياتي سيتخذ موقف المتفرج. كانا يراهنان على تدخل سوفياتي في صورة ما. لكن الكلام القاطع سيسمعه عرفات من سولداتوف وفي حضور الحسن الذي طلب منه عرفات حضور الاجتماع.

قال عرفات للسفير السوفياتي مستغرباً: «أنا ياسر عرفات أخرج على ظهر مدمرات أميركية؟». رد السفير: «اخرج أنت وكوادرك، المهم المحافظة على الكوادر»

روى الحسن. جاء السفير سولداتوف وقال لعرفات: «اخرج من بيروت». رد عرفات: «كيف أخرج؟». أجابه: «اخرج على ظهر المدمرات الأميركية». قال عرفات مستغرباً: «أنا ياسر عرفات أخرج على ظهر مدمرات أميركية؟». رد السفير: «اخرج أنت وكوادرك، المهم المحافظة على الكوادر». قال عرفات: «والله لو خرجت من هنا لن أطاع، فأنا لست دولة». قال السفير: «إذن ستؤخذ أسيراً بالشبكة»، فرد عرفات: «إن قائداً في مسدسه طلقتان لا يؤخذ أسيراً». لياسر عرفات في الحرب مواقف تاريخية. أفهمَ السفير السوفياتي أن الجلسة باتت شبه منتهية.

وتابع الحسن: «ذهب السفير السوفياتي لزيارة حبش الذي سأله: متى تتدخلون؟ فأجابه: أي جنون هذا؟ أمن أجل بيروت نُدمّر العالم؟ اخرجوا. قال حبش: كيف؟ فرد السفير: اخرجوا تحت راية الصليب الأحمر. ذُهل حبش وطلب من بسام أبو شريف أن يناديني. سألني هل التقيت السفير السوفياتي، فأجبت: وهل جاءك بورقة النعي؟ يا حكيم منذ سنة ونحن نتحدث عن الهجوم (الإسرائيلي). بعدها اتخذ حبش قراره الشهير وأعلن أنه مع ياسر عرفات. قلت له: التدخل السوفياتي غير وارد، وعلينا أن ننتظر الدور العربي. والواقع أن كل الذين عارضوا (المغادرة) تسابقوا لاحقاً في تسجيل قواتهم بلوائح المغادرين».

 

الدولة اللبنانيّة مربكة… وهذا هو السّبب

يوسف دياب/الشرق الأوسط/29 آب/2023

قبل ساعات من صدور قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالتمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، تبدو الدولة اللبنانية مربكة حيال التمسّك الدولي بتوسيع مهام قواتها، ومنحها صلاحيات التحرّك من دون مواكبة من الجيش اللبناني أو التنسيق المسبق معه، لا سيما أن هذه الخطوة تشكّل استفزازاً لـ«حزب الله» المرتاب من دور قوات «اليونيفيل»، ويرى أنها تقوم بدور تجسسي، لمعرفة ما إذا كانت المنازل والأحياء في القرى الحدودية تحتوي على مخازن أسلحة تابعة له. وتتابع المرجعيات السياسية المساعي التي يبذلها وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، في نيويورك، ومحاولات إقناع دول القرار باستمرار التعاون مع الجيش اللبناني. ويؤكد مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس حكومة تصريف الأعمال «أبقى خطوطه مفتوحة مع وزير الخارجية لمواكبة آخر التطورات، وأعطى تعليمات واضحة برفض أي صيغة لا تتوافق مع الصيغة اللبنانية التي تحفظ أمن واستقرار الجنوب».

ويشير المصدر إلى أن «العودة إلى القرار الذي كان معتمداً قبل عام 2022 يشكّل ضمانة ليس للبنانيين فحسب، بل يوفّر غطاءً أمنياً لقوات اليونيفيل ويحدّ من الاحتكاك بينها وبين الأحزاب والمدنيين في منطقة عملها»، معتبراً أن «التلويح بتفويض قوات الطوارئ بمهام واسعة تحت الفصل السابع يأتي من قبيل الضغط على لبنان». ويذكّر المصدر الوزاري بأن «وحدات اليونيفيل المنتشرة في الجنوب هي قوات حفظ السلام وليست قوات ردع لتفرض إرادتها على اللبنانيين».

رفض التعديل

يتفق الخبراء على أن صدور أي قرار يتعارض مع مصلحة لبنان ستكون له تداعيات سياسية وأمنية وقانونية على اللبنانيين وعلى «اليونيفيل» في الوقت نفسه. وعدَّ الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور هشام جابر، أن «أي تعديل في مهام القوات الدولية سيشكل استفزازاًَ كبيراً لحزب الله، وقد يعرض عناصر اليونيفيل للخطر». ودعا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» المفاوض اللبناني إلى «رفض هذا التعديل الذي يشكل مطلباً إسرائيلياً بالدرجة الأولى، لأن تفويض قوات الطوارئ بمهام واسعة سيفسّر بمثابة مهام تجسسية تنتهك حرمة المنازل وتخرق خصوصية وحرية الأفراد والجماعات». وشدد جابر على حقّ الدولة اللبنانية في فرض شروطها لكون قوات «اليونيفيل» موجودة على الأراضي اللبنانية، بدل أنى تكون موجودة أيضاً على الحدود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وقلل من أهمية دورها بالحفاظ على أمن لبنان، وقال: «قوات اليونيفيل لم تشكل يوماً ضماناً لأمن لبنان، هم موجودون في الجنوب منذ 45 عاماً، ولم يمنعوا اجتياح إسرائيل للبنان في أعوام 1978 و1982 و1996، ولم يمنعوا وقوع مجزرة قانا التي ارتكبتها إسرائيل داخل مقرّ قوات الطوارئ». فأي تغيير يطرأ على مهمّة قوات حفظ السلام يعدّ تحدياً للمجتمع الدولي واختباراً لقدرته على التنفيذ في ظلّ رفض «حزب الله» لهكذا قرار، ولا يخفي العميد جابر أنه «إذا توسعت مهام قوات الأمم المتحدة ودخلت القرى سيقف حزب الله في الظلّ، ويترك للناس حرية المواجهة على الأرض» (في استعادة لحادث الاصطدام مع دورية تابعة للكتيبة الآيرلندية الذي أدى إلى مقتل أحد جنودها وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة). ورأى أنه «إذا كان لا بد من التعديل، فعلى الدولة اللبنانية أن تطلب إضافة فقرة في البيان، يعلن عدم مسؤوليتها عن أي إشكال يقع مع عناصر اليونيفيل والأهالي».

التوجه الدولي

اعتراض لبنان على القرار المنتظر صدوره عن مجلس الأمن، لا يغيّر في التوجّه الدولي وفق تقدير الدكتور أنطوان صفير، أستاذ القانوني الدولي في الجامعة الأميركية في بيروت، إذ عدَّ أنه «حتى لو رفض لبنان القرار لا يستطيع إيقاف مفاعليه، لأنه هذا القرار مرتبط بالأمن والسلام العالميين». وأوضح صفير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «صدور القرار تحت الفصل السابع، يعني أن المجتمع الدولي شرّع لبنان على كلّ المخاطر، ووضعه أمام عواقب وخيمة»، داعياً الحكومة اللبنانية إلى «تسريع وتيرة اتصالاتها مع الدول الصديقة والمؤثرة مثل المملكة العربية السعودية وفرنسا وبريطانيا لاحتواء الموقف». وعمّا إذا كان بإمكان لبنان سحب طلب التمديد لقوات اليونيفيل، لفت صفير إلى أنه «حتى لو طلب لبنان إنهاء مهامها ومغادرتها، فهذا لا يعني أن الأمم المتحدة ستستجيب لذلك». ويبدو أن الإجراءات الأممية الاحترازية بدأت قبل أشهر، لتشمل مؤسسات لبنانية حساسة، وكشف صفير أن «المنظمة العالمية للطيران المدني أرسلت قبل أسابيع وفداً إلى بيروت، أجرى كشفاً على مطار رفيق الحريري الدولي». وتخوّف من «صدور توصية تفيد بأن مطار بيروت لا يحوز على مقومات السلامة العامة للطيران، وأن يؤدي ذلك إلى امتناع شركات طيران عالمية عن اعتماد مطار بيروت في المرحلة المقبلة». ورأى أن «كل هذه المستجدات تدلّ على أن النظرة الدولية حيال لبنان اختلفت عنها في المرحلة السابقة».

 

في انتظار لو دريان: لا ثالث بعد غير فرنجيّة وأزعور

داني حداد/موقع mtv/29 آب/2023

ينتظر الاستحقاق الرئاسي ردود الكتل النيابيّة على الرسالة التي بعثها الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان، والتي ستسبق زيارته المنتظرة الى لبنان لتحريك عجلة الملف من جديد، بعد جمودٍ فرضه ثبات القوى السياسيّة على مواقفها من جهة، والعطلة الصيفيّة من جهةٍ أخرى.

يمكن القول إنّ تحريك الملف سيبدأ من جلسة 14 حزيران الماضي، التي تنافس فيها مرشّحان هما رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة والوزير السابق جهاد أزعور. لم يخرج أيٌّ منهما بعد من السباق الرئاسي. يرتبط قرار فرنجيّة بدعم الثنائي له، وهو، ما دام مؤمّناً، سيستمرّ بالترشّح. أمّا أزعور، الذي زار لبنان منذ أكثر من أسبوع وعقد لقاءات بعيدة عن الإعلام، فيعتمد على التقاطع المستمرّ عليه، والذي لم يسقط بعد، بالإضافة الى "بركةٍ بطريركيّة" ظهرت بوضوح بعد طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقد جلسة انتخاب، خصوصاً أنّ التوافق المسيحي تحقّق على اسم أزعور، فلبّى حينها الرئيس نبيه بري الطلب.  وتقول أوساط بري إنّ الدعوة اليوم الى جلسة تتطلّب تغييراً في المشهد، وهو أمر غير وارد حاليّاً، خصوصاً أنّ التفاوض بين التيّار الوطني الحر وحزب الله لم يصل الى نتيجة، بل هو تحوّل الى محاولة كسب الوقت وقطع الطريق، من قبل باسيل، أمام وصول قائد الجيش.

وتشير المعلومات الى أنّ أزعور أراد، منذ البداية، ألا يكون ترشيحه تحدّياً لأحد، بل انطلق من توافقٍ سياسي الى جانب المطالبة، من أكثر من جهة، بـ "بروفيل" اقتصادي للرئيس في هذه المرحلة الدقيقة اقتصاديّاً التي تتطلّب عودة الثقة الخارجيّة بلبنان من جهة، ووضع خطّة نهوض تترافق مع إصلاحات يطالب بها المجتمع الدولي.  كذلك، تؤكّد مصادر نيابيّة أنّ ما يُحكى عن تغييرٍ في المشهد الانتخابي لجهة انتقال نوّابٍ أو كتل من ضفّة الى أخرى أمر غير دقيق، فالتوازنات ما تزال على حالها، ويبقى أزعور متفوّقاً حتى الآن، خصوصاً على الصعيد المسيحي، إلا أنّ أيّاً من المرشّحَين غير قادر على سلوك الطريق من قسم اليمين في المجلس النيابي الى قصر بعبدا من دون المرور بتسوية خارجيّة، خصوصاً أنّ ورقة تخلّي حزب الله عن فرنجيّة تحتاج الى شارٍ إقليمي أو دولي غير متوفّر حاليّاً.  وعليه، يبدو لبنان أمام فرصة لانتخاب رئيس في تشرين الأول المقبل، إن نفعت الحركة المرتقبة في النصف الثاني من أيلول. لكنّ الواقعيّة، كما المواقف الخارجيّة، تؤشّر الى أنّ الفراغ سيكون طويلاً. والى أن تجري الرياح بما تشتهيه سفن الباحثين عن مرشّح تسوية، ستبقى المواجهة محصورة بين سليمان فرنجيّة وجهاد أزعور. ولا يُستبعد أن يكون الرئيس أحدهما، إن أراد شاغلو التسوية ذلك.

 

إرباكٌ فرنسي... ودعسة ناقصة إضافية!

عمر الراسي/أخبار اليوم/29 آب/2023

خلال افتتاح مؤتمر السفيرات والسفراء الفرنسيين المعتمدين في العالم، خصص الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فقرة للكلام عن لبنان، قائلا: الحل السياسي في لبنان سيمر بعد توضيح موضوع تدخلات ايران في هذا البلد بالتاأكيد. وامل ان يصل موفده الشخصي جان ايف لو دريان "الى حل من خلال مسار سياسي على المدى القصير". يعلق مرجع ديبلوماسي على توجيه سهام الاتهام الى ايران باعاقة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد في لبنان، معتبرا ان موقف ماكرون يعكس الارباك الفرنسي بعدما اخذت باريس على عاتقها ايجاد حلول لازمات لبنان منذ العام 2020، دون تحقيق اي تقدم يذكر على مدى ثلاث سنوات ونيف.

في هذا السياق، يعتبر المرجع ان ما يحكى عن طرح اسماء جديدة لن يكون سوى مضيعة للوقت، مشيرا الى ان الاسماء التي تتردد ضمن لوائح او من الشخصيات التي عملت في المجال السياسي لم تحظى لغاية اللحظة باي توافق، والامر عينه ينطبق على الاسماء التي قد تطرح من خارج الدائرة السياسية، حيث سيكون جواب معظم القيادات في لبنان "لا نعرف شيئا عنها وعن ادائها" وان كانت شخصيات ناجحة في دول الاغتراب.  ويضيف المرجع: لا يمكن انتخاب رئيس يحكم البلد لسنوات اذا "ارتاح" الفرنسيون له فقط، مشددة: على اهمية المواصفات التي تطرح وتتعلق بالكفاءة والنزاهة وعدم المشاركة في الفساد... الا ان الشرط الاساسي الى جانب كل ذلك هو القدرة على اتخاذ القرار، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد. وما هو مصير رسالة لودريان -الذي سيعود الى بيروت في 11 ايلول المقبل-  التي تضمنت سؤالين اساسيين الى النواب:

- اولا: ما هي بالنسبة الى فريقكم السياسي المشاريع ذات الاولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الستة المقبلة؟

- ثانيا: ما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المقبل التحلي بها من اجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟

يقول المرجع الديبلوماسي عينه، بعض النواب اعد اجوبته، والبعض الآخر سيمتنع، لكن الرسالة والاسئلة والاجوبة، تدخل ضمن اطار الشكليات، بمعنى انها لا تقدم ولا تؤخر فالقرار او التسوية لانتخاب رئيس في لبنان لم تكتمل بعد، واصفا ورقة لو دريان بـ"الدعسة الناقصة"، خصوصا وان التأثير الخارجي على مسار التطورات في الداخل اللبناني بات محدودا جدا، حيث ان الرئاسة في لبنان ليست ضمن اولويات الولايات المتحدة، وان كانت تركز على ترسيم الحدود واستخراج النفط.

وفي هذا الاطار يعود المبعوث الأميركي آموس هوكستين الى بيروت غدا الأربعاء في زيارة يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون.

وأشارت المعلومات الى ان زيارته محصورة بموضوع الحدود البرية وهو قد يزور الجنوب حيث يطّلع على عمل منصة الحفر في البلوك رقم 9".

 

هل يسمح “الثنائي” لباسيل بتلف ورقة جوزاف عون؟

كلير شكر/نداء الوطن/29 آب/2023

يواظب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل على حواره الثنائي مع «حزب الله» بعدما تفرّع إلى نقاشين: الأول سياسي يقوده باسيل بطبيعة الحال، والثاني تقني ستجريه لجنة مشتركة تضمّ ممثلين عن الحزبين لمراجعة الأوراق المقدمة من جانب «التيار» حول اللامركزية المالية الموسعة (كما يقول باسيل في خطاباته)، الصندوق الإئتماني وكيفية بناء الدولة. ثلاثة عناوين كبيرة قد تتطلب أسابيع من النقاشات والمشاورات قبل أن يتمّ الإفراج عنها في اتفاق مشترك لا سيما اذا صدق رئيس «التيار» في كلامه وجنح في مطلبه إلى تعميق اللامركزية الإدارية لكي تكون معززة بصلاحيات مالية موسّعة توكل إلى الإدارات المحلية لكي تنجح في مهامها الإنمائية. والأرجح أنّ «ألغام» اللامركزية الإدارية أكثر قابلية للفكفكة من الاشكاليات التي تحيط بالصندوق الائتماني خصوصاً اذا تبيّن أنّ اقتراح زياد بارود للامركزية الإدارية والموجود في اللجان النيابية، هو منطلق النقاش بين «التيار» و»الحزب». إلّا أنّ الصندوق الائتماني دونه عقبات كثيرة لكونه ينزع من وزارة المال الكثير من الصلاحيات، الأمر الذي يحاذر الثنائي الشيعي القبول به. أمّا بالنسبة لبناء الدولة، فمن غير المتوقع أنّ تشهد هذه الورقة الكثير من المجهود في النقاش والدرس والتعديل. فهي كما يدلّ عنوانها، شكلية، قد تحظى سريعاً بتأييد «الحزب»، كما فعل حين تمّ التوقيع على تفاهم مار مخايل. الخلاصة تفيد، بأنّ هذا الحوار المشترك لن يكون سريعاً أو مقتضباً حين سينخرط في التفاصيل التقنية. يحتاج إلى وقت وإلى ساعات من الاجتماعات، لا يبدو أنّ لكلا الطرفين الترف للصرف من مخزونه كثيراً.

بالنسبة لباسيل، الوقت هو كلّ ما يريده في هذه المرحلة، وهدفه الأساس تطيير ترشيح قائد الجيش جوزاف عون. فيما «حزب الله» يدرك جيداً هذه المقاصد ويعرف أنّ رئيس «التيار» يستخدم هذه اللعبة من باب شراء الوقت. الأمر الذي قد لا يناسب الجالسين قبالته.

يؤكد المواكبون أنّ «حزب الله» يعرف جيداً ما يدور في رأس باسيل ويجاريه في تكتيكه لاعتبارات لها علاقة بمصالحه وبرغبته في إعادة الحليف المسيحي إلى كنف التفاهم. طبعاً، يطمح «الحزب» إلى ضمّ «تكتل لبنان القوي» إلى الحلف الداعم لرئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية. وهو يستعجل تحقيق هذا الاتفاق اليوم قبل الغد. واذا ما تسنى له، يفضّل أن يستقبل الموفد الفرنسي جان – إيف لودريان وفي يده اتفاق جاهز يمكّن فرنجية من الحصول على أكثر من 65 صوتاً.

ولكن هذه الفرضية لا تبدو قابلة للتحقيق، أقله حتى الآن. لن يقدّم باسيل ورقة سليمان فرنجية على طبق من فضة وهو الذي اشتغل طوال الفترة الماضية لحرقها. كما أنّ تغيّر الظروف الاقليمية وانتقال السعودية، أقله بالعلن، من مربع الممانعة لترشيح فرنجية إلى مربع الرفض، وفق ما عبّر عنه بيان الخماسية الأخير، سيدفع باسيل إلى العدّ للألف قبل أن يعيد تعويم ترشيح فرنجية كمرشّح غير مرضى عنه اقليمياً.

اذاً، لن يفعلها إلا اذا كان مرغماً على ذلك، تحت وطأة تقدّم ترشيح العماد جوزاف عون. وهو واقع يعرفه «الحزب» جيداً ويستخدمه في لعبة الضغط على رئيس «التيار» لجلبه إلى طاولة الحوار.

الفريقان اذاً مدركان تماماً لقواعد الحوار الذي يجري بينهما ولضوابطه ومحاذيره. ولكن هل سيسمح «الحزب» لباسيل بحرق أوراق جوزاف عون؟ يقول المواكبون إنّ «الحزب» لم يتخل عن ترشيح سليمان فرنجية لأسباب كثيرة، وهو لا يزال يخوض معركته، والأرجح أنّ التعقيد الحاصل في الاقليم على أكثر من مستوى سيدفعه إلى التشدد أكثر والتمسك أكثر بترشيح القطب الزغرتاوي. ولكن حسابات رئيس مجلس النواب نبيه بري مختلفة تماماً. فسيف العقوبات الأميركية لا يزال مصلتاً فوق بري وما حصل مع رياض سلامة دليل قاطع على أنّ الأميركيين لا يميزون بين صديق وحليف وخصم حين يضعون ورقة العقوبات على الطاولة. كما أنّ بري ليس من محبّذي خوض مواجهة مع القوى الفاعلة أو أن يكون بخصومة معها، ولهذا يفضّل سيناريو الرئيس التوافقي المقبول دولياً واقليمياً، والأرجح هذا ما قصده في كلامه الأخير قاطعاً الطريق على احتمال عقد جلسة انتخابية يكون مصيرها معروفاً سلفاً. بناءً عليه، ثمة من يعتقد أنّ حوار باسيل – «الحزب» ليس مفتوحاً في مهله الزمنية. وبري هو من سيعمل على وضع النقطة على السطر لأنه لن يسمح بترك باسيل يتلف ورقة جوزاف عون. وفق هؤلاء، الأمور ستحسم قبل إحالة الأخير إلى التقاعد. حتى الآن، لا عروض دولية موضوعة على طاولة الثنائي، وحدها حدّة الارتطام التي حذّر منها حاكم المركزي بالإنابة وسيم منصوري، هي التي قد تحرّك المياه الراكدة، وقد تستدرج العروض قبل أن تنتهي صلاحية ورقة قائد الجيش.

 

فشل في تقييد حركة “اليونيفيل” وتغيير واقع الغجر

غادة حلاوي/نداء الوطن/29 آب/2023”:

يفترض أن يصوّت مجلس الأمن غداً الأربعاء على قرار التمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان بالصيغة ذاتها التي سبق وأقرها العام الماضي، أي تمديد مقرون بحرية الحركة لجنودها من دون التنسيق المسبق مع الحكومة اللبنانية (الجيش). وتقول المعلومات إنّ قراراً كهذا كتب بالحبر الأزرق تمهيداً لإقراره بالصيغة النهائية. ولم ينجح لبنان في ثني الدول الأعضاء عن إقرار التجديد، بتعديل نص القرار الذي سبق وأقرّ العام الماضي ومنح «اليونيفيل» حرية الحركة بعيداً عن التنسيق مع الجيش، والذي تسبب بتوتر بين الأهالي وقوات الطوارئ أكثر من مرة، وكانت النتيجة سقوط جندي من هذه القوات.

ولم تنجح المفاوضات التي أجرتها الخارجية اللبنانية قبيل زيارة الوفد وبعده في إقناع الدول بتعديل هذا القرار لضمان الهدوء والإستقرار وتجنّب الإحتكاك بين الأهالي وجنود الطوارئ ما لم تواكب دورياتها وتحركاتها دوريات الجيش اللبناني. حاول لبنان إقناع الدول بتعديل الصيغة الحالية والعودة إلى بند ينظم عمل «اليونيفيل» ويضمن سلامة جنودها، بدل رفض تنسيق عملها مع الحكومة اللبنانية، وهي مسألة تمس بسيادة لبنان على أراضيه. ومسألة أخرى لم ينجح لبنان في التصدي لها تتعلق بالشق اللبناني من قرية الغجر التي رفضت الدول إعتبارها محتلة تلبية لطلب لبنان.

تنقل مصادر مطلعة على نقاشات الدول الأعضاء وجود عدم وضوح وإرباك في الموقف اللبناني إنعكس على التعامل الدولي مع قرار التمديد لـ»اليونيفيل»، وكانت المفاجأة تهديد الوفد اللبناني بسحب «اليونيفيل» من الجنوب اذا لم يعدّل نص التمديد لها، والذي طرحه وفد لبنان بطريقة ملتبسة، قبل أن يأتي القرار من رئاسة الحكومة في لبنان بالإصرار على الطلب وطرحه للنقاش في حال اعتمد نص التمديد بصيغته الماضية. ونتيجة اللغط الذي ساد وتباعد المواقف بين لبنان والدول الأعضاء في مجلس الأمن، عقد مساء أمس اجتماع جديد بين وفد لبنان وسفراء الدول المعنية غايته تحديد موقف لبنان النهائي من مسألتي التمديد لـ»اليونيفيل» والغجر ومناقشة ملاحظات لبنان قبل صدور القرار النهائي. وغمزت المصادر من قناة الإرباك الذي لمسه سفراء الدول المعتمدون قبل أن يعود ويحسم بعد التنسيق بين لبنان ونيويورك.

وآثرت مصادر لبنانية التكتم على نتيجة المباحثات النهائية التي أجراها الوفد اللبناني مع ممثلي الدول من دون أن تخفي تشاؤمها بالنتيجة. وقالت «مجرد اقرار النص الذي يمنح «اليونيفيل» حرية التحرك بعيداً عن التنسيق مع الحكومة اللبنانية يعني أنّ التمديد لهذه القوات سيكون تحت الفصل السابع المقنّع»، موضحة الفرق بين الفصلين السادس والسابع، بالقول «إنّ اقرار التمديد مع الإبقاء على البند المتعلق بالتنسيق مع الجيش يعني الفصل السادس، أمّا إعطاء «اليونيفيل» حرية الحركة من دون التنسيق مع الحكومة اللبنانية، أي مع الجيش، فيعني حكماً أنّ التمديد خضع للفصل السابع المقنّع، وهو الذي وافقت عليه الدول الأعضاء وأقره مجلس الأمن بالإجماع العام الماضي ولم ينجح لبنان بثني الدول عن اعتماده هذا العام، وقد اصطدم طلبه بمعارضة شديدة من الدول الدائمة العضوية».

المعلومات الأولية تحدثت عن «أجواء سلبية للغاية»، أودعت الدول الأعضاء الموفد الفرنسي نتيجة قرارها ليصدر في سياق البيان الختامي للتمديد والذي بات واضحاً انه سيسمح للطوارئ بحرية الحركة بعيداً عن التنسيق مع الجيش. البند الذي لم يستطع لبنان مواكبته للحؤول دون اقراره العام الماضي، فشل في تعديله هذا العام. وإذا كان العام الماضي حاول تطويق مفاعيله على أرض الواقع في الجنوب فبقيت «اليونيفيل» على تنسيق مع الجيش في تحركاتها، خاصة بعد المواجهة الخطيرة التي حصلت مع الأهالي في إحدى القرى الجنوبية، فإنّ اعتراض لبنان على هذه الصيغة لا يلغي وجودها واللجوء إلى استخدامها متى أراد المجتمع الدولي الضغط على لبنان من باب قوات الطوارئ. تقول مصادر الوفد اللبناني «إنّ ذهاب لبنان إلى نيويورك ليس بهدف التحدي لإرادة المجتمع الدولي، وانما لتحقيق عاملين مهمين، هما: الحفاظ على الهدوء، وضمان استقرار الأوضاع على الحدود الجنوبية، ولا سيما بعد بدء عملية التنقيب عن ثروة لبنان النفطية في مياهه الإقليمية». لكن لبنان في نية والمجتمع الدولي في نية مختلفة، في نيويورك لمس لبنان مجدداً تكتل المجتمع الدولي في مواجهة الواقع السائد في جنوب لبنان ومحاولة تطويق عمل «حزب الله»، وحسب معلومات موثقة فإنّ تدخلات جرت على خط بيروت نيويورك خاضها الفرنسيون مع أطراف لبنانية لمحاولة تطويق مفاعيل صدور أي قرار من شأنه توتير الأجواء سياسياً وامكانية انعكاس ذلك على أمن الحدود الجنوبية.

 

قائد الجيش غير طامح للرئاسة لكنه يقبل التحدي اذا استدعت المرحلة

سعد الياس/القدس العربي/29 آب/2023

يكاد لا يخلو لقاء مع قائد الجيش العماد جوزف عون دون سؤاله عن رئاسة الجمهورية وعن رأيه في ترشيحه لهذا المنصب علماً أن العماد عون يجيب كل سائليه أن همّه الاساسي هو الجيش وكيفية تأمين مستلزماته من رواتب ومحروقات وطبابة وصيانة لمواجهة التحديات الكثيرة التي تحيط بالمؤسسة العسكرية في ظل الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة. ويعتبر قائد الجيش “أن المؤسسة العسكرية هي الضامنة اليوم لوحدة البلد، ويستحضر كيف كان وضع البلد في بداية الحرب عام 1975 حيث كانت الليرة بألف خير مقابل الدولار ولكن بمجرد أن إنقسم الجيش إنقسم البلد، أما اليوم وعلى الرغم من انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار وعلى الرغم من التحديات التي يعيشها البلد فإن الجيش لايزال موحداً ومتماسكاً وهو الذي يحول دون إنقسام البلد”. يصرّ العماد جوزف عون على الحفاظ على معنويات الجيش ودعم صمود العسكريين، ويعتبر امام زواره “أن الجيش خط أحمر بالنسبة له وللعديد من الدول والمنظمات التي تنظر إلى الجيش كعمود فقري للاستقرار في لبنان. ولا يرغب الدخول في سجالات مع بعض السياسيين حول بعض القضايا التي يطالبون بها من دون الالتفات إلى حاجات الجيش وأبرزها اليوم موضوع تأمين المحروقات كي تستطيع الدوريات التنقل والوصول إلى الحدود التي يطالب كثيرون بضبطها”. وفي هذا المجال، يشرح العماد عون “صعوبة ووعورة الجرود الشرقية والشمالية التي تمتد على مئات الكيلومترات”، ويكشف أنه “تمّ تجهيز موقع يقع على ارتفاع 2400 متر ولا يتم إخلاؤه من قبل العسكر ولو في عز فصل الشتاء حيث يغطي الثلج كل الموقع”.

لا يرد قائد الجيش على المواقف التي تطال الجيش من قبل بعض الاطراف السياسية عند وقوع أحداث يرغب كل طرف أن يكون الجيش منحازاً فيها إليه، كما لا يرد على الحملات التي تستهدف الجيش للنيل من قائده لاعتبارات سياسية من خلال الاقاويل المتتالية حول اتفاقات بالتراضي تعقدها قيادة الجيش لتأمين مستلزمات الجيش، ويستند إلى الرأي القانوني لرئيس هيئة الشراء العام الدكتور جان العلية الذي إطلع على تفاصيل العقود ونظر في قانونيتها وتبيّن له أن العمليات التي يقوم بها الجيش مموّلة من المال الخاص ولا تخضع لقانون الشراء العام ولا لمراقب عقد النفقات ولا حتى لديوان المحاسبة، وهي قوانين قديمة وليست حديثة، وجزء كبير منها يعود لعهد الرئيس فؤاد شهاب، وعليه لم تجد هيئة الشراء العام ما يستدعي الملاحظات أو المخالفات في هذا الملف”، مستهجناً في سياق متصل ما أثير عن “صفقة الرنجر” وعن شبهات حول الاسعار. يبقى أنه اذا بات إسم كل قائد جيش بعد فؤاد شهاب واميل لحود وميشال سليمان وميشال عون مطروحاً كمرشح لرئاسة الجمهورية إلا أن العماد جوزف عون وإن كان غير طامح ليتبوأ منصب الرئاسة الاولى إلا أنه يقبل التحدي في حال إستدعت المرحلة والظروف خدمة البلد والدفاع عنها، وفي انتظار ملء الشغور الرئاسي يبقى تفكير العماد عون في كيفية الحؤول دون حصول فراغ في قيادة الجيش بعد كانون الثاني/يناير 2024 حيث أن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يتسلم مهام قيادة الجيش هو رئيس الاركان وفقاً للمادة 21 من قانون الدفاع الوطني، وهذا المنصب شاغر ايضاً ولذلك لا يُعتد بتسليم المهمة إلى الضابط الأقدم والاعلى رتبة والمقصود به اللواء بيار صعب.

 

“الأونروا” تخشى من تأجيل العام الدراسي في عين الحلوة

محمد دهشة/نداء الوطن/29 آب/2023

بإعلان حالة طوارئ ضمنية، واكبت وكالة “الأونروا” وباهتمام بالغ اشتباكات عين الحلوة منذ ساعات اندلاعها الأولى بين حركة “فتح” والناشطين الإسلاميين، عقب جريمة اغتيال قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، من أجل استشراق صورتها والمساعدة في لملمة جراح أبنائه عبر كيفية مواصلة تقديمات خدماتها أو وضع خطة بديلة لها. المواكبة ترجمتها المديرة العامة للوكالة في لبنان دوروثي كلاوس التي لم تكتف بالتقارير التي كانت تصلها تباعاً عن تطورات الأوضاع الأمنية في المخيم، بل نزلت إلى أرض الميدان مع فريق عملها وبخاصة مدير منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب، وكان لافتاً حضورها في اليوم الأول إلى مكتب “الأونروا” الرئيسي في صيدا رغم العطلة الأسبوعية (الأحد 30 تموز الماضي)، وتابعت التطورات واستكملتها بتفقّد العائلات النازحة إلى صيدا مراراً، وبزيارة المخيم عدّة مرّات بعد وقف إطلاق النار.

وتؤكد أوساط فلسطينية لـ”نداء الوطن” أنّ “الأونروا” واجهت ولا تزال، تحدّيات جمّة، أبرزها تأمين الإيواء والإغاثة للعائلات النازحة من أرجاء المخيم في خضمّ الاشتباكات، حيث فتحت مدرستين تابعتين لها، الأولى “نابلس” في مدينة صيدا والثانية “عسقلان” في مخيم المية ومية، وأمّنت الغذاء والاحتياجات الضرورية لهم، بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية عبر جمعية عمل تنموي بلا حدود – نبع”. وأشارت الى أن “التحدّي الآخر تمثّل بدخول المسلحين إلى منشآت “الأونروا”، إذ إنه وبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار(3 آب 2023)، أعلنت (الخميس 17 آب) بأن جهات مسلّحة لا تزال تحتّل منشآتها، بما في ذلك مجمع مدارس في المخيم (تقع بين الطوارئ والشارع الفوقاني) وأنها تعرّضت لأضرار جرّاء الاقتتال الأخير. “الاونروا” لم تتقبّل الأمر ووصفته بأنه “انتهاك صارخ لحرمة مباني الأمم المتحدة بموجب القانون الدولي، ممّا يهدّد حيادية منشآت “الأونروا” ويقوّض سلامة وأمن موظّفينا ولاجئي فلسطين”، ودعت جميع الجهات المعنية إلى إخلاء مبانيها فوراً حتّى تتمكّن من استئناف الخدمات الحيوية وتقديم المساعدة إلى جميع لاجئي فلسطين المحتاجين.

غير أنّ اللافت في اليوم الثاني (الجمعة 18 آب) قرّرت تعليق خدماتها في المخيم ليوم واحد احتجاجاً لعدم الانسحاب منها، لكنّ المفاجأة كانت في اليوم التالي (السبت 19 آب) بإعلان “الأونروا” أنها تلقت تقارير تُفيد بأن مجمّعاً مدرسياً آخر قد تمّ الاستيلاء عليه من قبل جهات مسلّحة، ليصبح العدد الإجمالي ثماني مدارس، ما يهدّد بدء العام الدراسي في الوقت المناسب لـ 5900 طالب من المخيم. ويؤكد مدير “الأونروا” في منطقة صيدا الدكتور إبراهيم الخطيب لـ”نداء الوطن” أن خمس مدارس ما زال المسلحون يتواجدون فيها (بيسان، صفد، الناقورة، سموع ومرج بن عامر)، بينما الوضع الأمني ما زال هشّاً والوكالة ما زالت تعلّق جانباً من خدماتها، وتحديداّ العيادة الصحيّة الأولى في الشارع الفوقاني، وقد افتتحت عيادة بديلة عنها في مدرسة “الصخرة” في صيدا لتأمين الخدمات الطبية لأبناء المخيم”. وختم: “نحن نراقب الوضع عن كثب وخلال أسبوع سنرى كيف تتجه الأوضاع لنبني على الشيء مقتضاه”. مراقبة الوضع سيحدّد مصير العام الدراسي الجديد، الذي من المقرّر أن يبدأ في الأسبوع الأول من تشرين الأول المقبل، فوفق تقارير “الأونروا” فإنّ المدارس لحقت بها أضرار جسيمة في المباني والتجهيزات، يحتاج الأمر فيها إلى وقت غير قصير للترميم والصيانة، ناهيك عن الكلفة المادية. واستبعدت الناطقة باسم “الأونروا” في لبنان هدى السمرا أن تكون المدارس في المخيم متاحة في بداية العام الدراسي بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جرّاء الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى أن “الأونروا” تقوم حالياً باتخاذ تدابير لاستضافة أكثر من 3,000 طفل في مدارسها في المناطق المجاورة للمخيم باعتماد نظام الدفعتين. أما بالنسبة لبقية أطفال المدارس، فقد تحتاج “الأونروا” إلى البحث عن مبانٍ موقتة عامة أو خاصة للطلاب، وسيكون ذلك مكلفاً للوكالة ومربكاً لأطفال المدارس في عين الحلوة وعائلاتهم، مؤكدة أن “الأونروا” استأنفت الخدمات في الجزء المتاح من المخيم، وتدير مركزاً صحّياً واحداً -العيادة الصحّية الثانية في الطرف الجنوبي، وتقوم بجمع النفايات وتزويد محطات الضخّ لمياه المخيم بالوقود، وتستقبل اللاجئين في مكتب الإغاثة والخدمات الاجتماعية من أجل التسجيل والمساعدة”.

 

تصدير النبيذ يُحقّق أرقاماً قياسية!

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/29 آب/2023

في كلمة ألقتها رئيسة اتحاد مصنّعي النبيذ ميشلين توما خلال مهرجان «ليالي النبيذ والعرق» الذي نظّمته جمعية تجار زحلة برعاية مدير عام وزارة الزراعة على بولفار مدينة زحلة، بدت توما أقرب الى الواقعية في وصف واقع القطاع. وعلى الرغم ممّا كشفته عن الأرقام القياسية التي حقّقها تصدير النبيذ اللبناني، والذي وصل بين عامي 2020 و2022 إلى 31 مليون دولار وفقاً لإحصاءات مديرية الجمارك، اعتبرت «أنّ هذه الأرقام تتطلب حرصاً وجهداً أكبر للحفاظ عليها». وإذ توقّعت «أن يكون الموسم الحالي مميّزاً»، حذّرت «من أن تؤدّي هفوات صغيرة للإساءة الى هذه السمعة التي اكتسبها نبيذ لبنان».

أملت توما أولاً التشدّد في الرقابة بالنسبة لتصنيع هذا المنتج، مع تطبيق القانون الخاص بتنظيم القطاع الصادر في العام 2000 بحذافيره، وقد اعتبرت أنه شبيه إلى حدّ بعيد بالقانون الفرنسي. وشدّدت على «أننا لا نريد أن نضع العراقيل من خلال تطبيق القانون، وإنما نحرص على المواصفات التي سمحت للنبيذ بالوصول الى العالمية»، غامزة بذلك كما أوضحت لـ»نداء الوطن» من باب الصناعات التي تحاول اقتحام السوق من خارج هذه المواصفات، وقد تسيء الى سمعة الإنتاج عموماً. في تمنّ ثانٍ، دعت توما الى استمرار الجهود في البحث عن أسواق جديدة للنبيذ اللبناني، لافتة في دردشة أيضاً إلى أن «السوق الأوروبية جيدة جداً، ولكن هذه السوق تمرّ حالياً بأزمة ولا بدّ أن نصاب بشظاياها ويجب أن نكون مستعدّين دائماً لتأمين تصريف إنتاجنا»، خصوصاً في ظلّ ما كشفته في كلمتها أيضاً «عن تحوّل مساحات كبيرة من كروم العنب نحو الأصناف المخصّصة لصناعة النبيذ، وهذه قد تتسبّب في فائض خلال خمس سنوات، إذا لم يتم البحث بشكل دائم عن أسواق جديدة لمنتج النبيذ». كما تمنّت توما تنظيم عملية استيراد النبيذ من الخارج، مشدّدة على أن ذلك لا يعني «منع الاستيراد، ولكن على الأقل ما يستورد يجب أن يخضع لمعاملة مشابهة لتلك التي يلقاها النبيذ اللبناني في البلدان التي يصدّر إليها». وبذلك، كما قالت، «نحمي الصناعة من ناحية، ولكننا أيضاً نحمي المستهلك اللبناني من نوعيات الكحول التي تدخل إلى البلد».

لا شكّ أنّ النبيذ اللبناني حقّق سمعة طيبة جداً في الخارج، وقد تحقّق ذلك كما تشرح أوساط المصنّعين بفضل عدّة عوامل، ومنها طبيعة مناخ لبنان، وأرضه الزراعية التي تعطي نوعية عنب مختلفة كما في البقاع، بالإضافة الى الخبرة التي كوّنها المصنّعون من خلال توارث هذه الصناعة من جيل الى آخر، مع تطوّر سعى إليه كل جيل، سواء بتقنية الصناعة أم بنوعيات النبيذ الجديدة التي يقدّمها، وخصوصاً مع اكتساب الجيل حرفية كبرى، صقلها بالعلم والمعرفة، وقد سمحت له بإدخال نوعيات مختلفة من النبيذ يختزن بعضها بصمة لبنانية.

ومن هنا جاءت ربما دعوة توما الى الحاضرين لزيارة مصانع النبيذ وخمّاراتها، للتعرّف الى حكاياتها وحكايات أجيال اجتهدت في هذه الصناعة، وتعبت وصبرت حتى بات للإنتاج اللبناني سمعته الطيبة في الخارج. إلا أن الأزمة بالمقابل خلّفت تداعيات كبيرة على هذه الصناعة، خصوصاً أن كلفة الإنتاج العالية، مع ارتفاع كلفة النقل بعد جائحة كورونا، تصعب منافستها في الأسواق الخارجية. ومع ذلك تشدّد أوساط مصنّعي النبيذ على أنّ الأزمة ليست في لبنان وحده، وهي عالمية، ولذلك هم يعتبرون أنّ المرحلة حالياً هي للصمود، وللحفاظ على الوجود، ويراهنون في ذلك على التمسّك بالمعايير التي سمحت للإنتاج اللبناني بالمشاركة في مسابقات عالمية، جاء تقييم الخبراء العالميين خلالها منصفاً لهم. كلمة توما في المقابل تفرّدت بعرض واقع القطاع، إلى جانب ما ذكره رئيس مجلس إدارة المعهد العالي لصناعة الكرمة ظافر الشاوي عن ارتفاع عدد الخمّارات المسجلة لدى وزارة الزراعة إلى 46. فيما ركّزت الكلمات الأخرى على زحلة ودورها بالنسبة لهذا الإنتاج، ولإنتاج العرق الذي دعا رئيس بلدية زحلة الى إيلائه أهمية مشابهة، وذلك خلال تواليه على الكلام مع كل من رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعاده، راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك إبرهيم إبرهيم، ومدير عام وزارة الزراعة لويس لحود، بالإضافة الى مشاركة الفنانة نجوى كرم بكلمة وجدانية.

 

شَلَلُ تطوير المناهج التربوية: إن لم يكن الآن… فمتى؟

كارين عبد النور/نداء الوطن/29 آب/2023

مع انطلاق عجلة كل عام دراسي، تقفز قضية تطوير المناهج التربوية إلى الواجهة مجدّداً. فالتطوير الذي قام البنك الدولي بتمويله بموجب قرض بقيمة 204 ملايين دولار في العام 2017 لم ينتج عنه حتى الساعة سوى الإطار الوطني للمناهج الجديدة. هذا إضافة إلى بعض الأوراق المسانِدة له، لا أكثر. شباط 2024 هو تاريخ انتهاء مفاعيل القرض التمويلي. فهل سيتمكّن المركز التربوي للبحوث والإنماء في الأشهر الستة المتبقّية من إنجاز ما لم يُنجز طيلة ستّ سنوات خلت؟ شكوك كثيرة تحوم حول عرقلة المشروع «التطويري». فيما التساؤلات تتراكم يوماً بعد يوم فوق ديون القرض المتراكمة هي الأخرى على كاهل الشعب اللبناني. وهي تتمحور حول دور التدخّلات السياسية والمحسوبيات في العرقلة؛ المعيار الذي تمّ اختيار أعضاء اللجان على أساسه؛ مراقبة عملية الصرف في ظل ضبابية تامة «تغطّي» حسابات المشروع؛ وبقاء مصير المناهج التربوية رهن تنفيعات «جماعة الوزير» على حساب التربية والمستوى التعليمي. نحاول أن نعرف أكثر في زيارة لـ»نداء الوطن» إلى المركز التربوي للبحوث والإنماء. التقينا كلّاً من رئيسة المركز، البروفيسورة هيام إسحق، منسّق عام مشروع تطوير المناهج، الدكتور جهاد صليبا، وأمين السرّ العام للمنسقية العامة لتطوير المناهج، الأستاذ أكرم سابق. وبعد ما سمعناه هناك، أصغينا إلى المزيد من الأستاذة والنقابية، سهام أنطون، التي شرحت لنا بدورها تفاصيل ما يدور في أروقة وزارة التربية. فكان ما يلي.

تمثيل طائفي – سياسي

يخبرنا صليبا أن المناهج التربوية لم تُجدَّد منذ العام 1997 رغم أن تجديدها مطلوب كل ثلاث سنوات، فكان لا بدّ للمركز من القيام بهذه الورشة. أما إسحق – التي طلبت الفصل بين ما قبل أيار 2022، تاريخ استلامها رئاسة المركز، وما بعده باعتبارها غير مسؤولة عن المرحلة السابقة – فاعتبرت أن المناهج تقوم بإعداد مواطن للمستقبل، حيث من الطبيعي مشاركة كافة فئات الوطن في وضعها. فهل تمّ الحصول على موافقة القوى السياسية الأساسية وإشراك كافة المدارس في إنجاز الإطار الوطني والأوراق العشر المسانِدة له؟ «نحن لا نأخذ بآراء السياسيين إنما نعمل بطريقة تربوية، لكن المدارس تتبع حكماً لجهات معيّنة. وقد طلبنا ممثّلين عن المدارس الخاصة التي يضمّها الاتحاد كما توجّهنا إلى باقي المدارس الخاصة والجامعات التي تمثّلت بـ53 رئيساً، إضافة إلى كافة المعنيين من أجل تمثيل شامل وتفادياً لأي إشكالية أو اعتراض»، كما تجيب إسحق. لكن، في هذا السياق، تتساءل أنطون عن أسباب تغييب تمثيل المدارس الرسمية والنقابات والروابط عن كافة أجزاء العمل التي أُنجزت إلى اليوم، في حين أن كبار المسؤولين عن المدارس الطائفية الطابع حاضرون دوماً في المركز وصوتهم مسموع أكثر من أي طرف آخر. «صحيح أن ورشة المناهج هي ورشة وطنية تستدعي مشاركة التربويين، لكن المركز حوّلها من أداة تشارُكية إلى قناة لتأمين الخدمات السياسية والتنفيعات. ويبدو ذلك واضحاً بين منسّقي الأوراق الداعمة للإطار الوطني إذ إن أربعة منهم محسوبون على فريق وزير التربية السياسي. كذلك، من بين أعضاء اللجان، جرى تعيين أحد كبار القضاة – وهو رئيس سابق لمجلس شورى الدولة ورئيس سابق لمجلس القضاء الأعلى – كمستشار حقوقي. فهل يتطلّب وضع المناهج إشراك هذا المستوى من القضاة أم أنها وسيلة للتنفيع؟»، تتساءل أنطون، مؤكّدة أن معظم التعيينات يحصل تبعاً لعلاقات المعيّنين السياسية ولانتماءاتهم الطائفية على حساب الكفاءة، خاصة أن كثيرين منهم لا يحملون إجازات أو حتى خبرات سابقة.

ومحسوبون على الوزير

نكمل مع أنطون التي أشارت إلى أن إجراءات كثيرة تغيّرت منذ استلام وزير التربية الحالي، عباس الحلبي، حيث أوقف العمل بقرارات سلفه، طارق المجذوب، التي كان يحاول من خلالها ضبط بعض أبواب الهدر والفساد في وزارة التربية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، عمد المركز، منذ سنوات طويلة، إلى توقيع عقود مع أشخاص من خارجه لا مهام واضحة لهم ولا يحضرون أصلاً. وقد بلغت هذه العقود أوجها قبل انتخابات 2018 النيابية. وعند استلام المجذوب الوزارة في العام 2020 رفض التوقيع على هذه العقود مصرّاً على إلغائها بوصفها هدراً مالياً بلا مردود. «لكن للأسف، أعاد الوزير الحلبي توقيع بعضٍ من العقود خاصة مع من ينتمون إلى فريقه السياسي وهم معروفون داخل المركز وبالأسماء. فإضافة إلى الرواتب التي يتقاضونها، رغم أنها هزيلة، تمّ وضعهم على لائحة رواتب القرض والهبة وإدخالهم في ورشة المناهج للتنفيعات علناً»، والكلام دوماً لأنطون. ماذا عن الأشخاص الذين أوكلت إليهم أكثر من مهمة؟ تجيب أنطون بأن بعض المقرّبين من الوزير تمّ تعيينهم في أكثر من لجنة ويعملون على عدد من المشاريع التي يتقاضون عليها عائدات ورواتب متعدّدة دون أن يكون لديهم أي خلفية معرفية بهذه المهام. «لقد علِمنا من داخل المركز أن بعض اللجان التي يتولاها هؤلاء تقوم بتسجيل محاضر اجتماعات وهمية ليتمّ تقاضي مئات الدولارات عليها. فهذا لا يبرّر إبعاد كثيرين من أصحاب الكفاءات وحصر المهام ببعض المحظيين بدعم الوزير». عن تلك المعلومات بالتحديد يقول صليبا إنها لا تراعي الواقع. فمنذ استلام الحلبي الوزارة وإسحق رئاسة المركز، وُضعت معايير واضحة للتوظيف. لكن بعض الأشخاص، وبِحكم مهامهم وعملهم، يتمتعون بفعالية أعلى في العمل. «منسقة الهيئة الأكاديمية مثلاً، العاملة هناك منذ أكثر من 20 سنة، تشارك في وضع المناهج كون الهيئة الأكاديمية هي المخوّلة فعلياً بذلك. لكن يبدو أن من يتكلمون بهذه الطريقة إما لا يملكون الصورة الكاملة أو ثمة صورة معيّنة وُضعت أمامهم».

خبرات في مهبّ المحاصصة

نعود إلى إسحق لنستوضح المعايير التي جرى اعتمادها لاختيار خبراء تطوير المناهج، فتلفت إلى أشخاص ذوي خبرة تربوية كبيرة مثل عمداء كلّيات التربية وباحثين ومؤلّفين يتمتعون بخبرات دولية وملمّين بروحية المناهج اللبنانية. «لقد وضعنا معايير قاسية تمّت على أساسها عملية الاختيار، بدءاً بالشهادات المطلوبة وبخبرة لا تقلّ عن 15 سنة في مجال التربية. علماً أن المتقدّمين خضعوا لثلاثة امتحانات متتالية قبل قبولهم». لكن، لأنطون رأي مخالف، إذ اعتبرت أن المركز أطاح، عند التطبيق، بكافة المعايير المعتمدة، والدليل أن بعض منسّقي اللجان لا يملك إجازة أو أي خبرة سابقة في ما خصّ وضع المناهج التربوية. وأضافت: «هناك تجارب سابقة في المركز لتطوير المناهج وقد أتى بخبرات دولية للقيام بالمهمة وكان أثرها أساسياً وكبيراً. فهل العاملون الحاليون يعلمون بهذا الأمر؟ طبعاً لا، لأن أصحاب الخبرة في المركز ومن شاركوا في وضع مناهج العام 1997 أو محاولة تطويرها في العام 2011 تمّ استبعادهم لعدم خضوعهم لمبدأ المحاصصة وأوامر البعض، بل كانوا صوتاً معارضاً في وجه ما يحصل داخل المركز». وتتابع أنطون أنه بحسب الخبراء، تبيّن أن الإطار العام للمناهج، والذي أمضى المركز سنوات طويلة لإنجازه، فارغ من المضمون ما اضطره إلى تطوير عشر أوراق تربوية استكمالاً له. وهذا ما يؤكّد أن من يقومون بالمهام لا يتمتعون بالكفاءات المناسبة والدليل أن مخرجات عملهم ليست بالمستوى المطلوب. «منذ العام 2017 يقوم المركز بصرف رواتب لأشخاص موكلين تطوير المناهج – بينهم موظفو برنامج البنك الدولي ومستشارون وأساتذة ملحقون بالمركز – دون أي إنجاز يُذكر. أليس هذا هدراً للوقت والمال والجهد؟». فموظفو مشروع البنك الدولي في المركز يتقاضون سنوياً حوالى مليون دولار، بينما بلغ راتب أحد المستشارين 6 آلاف دولار. وتجدر الإشارة إلى أن الوزير المجذوب أصدر قراراً قضى بتقاضي الرواتب على سعر صرف 1500 ليرة، أسوة بموظفي القطاع العام، ليعود الوزير الحلبي ويلغيه طالباً تسديد الرواتب بالـ»فريش دولار».

بحثاً عن الشفافية

منعاً للشكوك، لِمَ لا تُنشر المبالغ التي تُصرف على اللجان بشفافية أمام المواطن الذي سيُسدّد قيمة القرض من جيبه «الضريبي»؟ سؤال آخر توجّهنا به إلى إسحق التي أوضحت أن الهبات تدخل حساب وزارة التربية، لا المركز، وأن الأخير يسدّد ما يُصرف ربطاً بما ينفَّذ. ويعقّب صليبا: «لم تتخطَّ المصاريف مئات الآلاف لكن لا يمكننا الكشف عن الأرقام دون إذن من الوزير. لا أريد أن أدخل في متاهات ما حصل سابقاً لكنني أؤكد أننا نصرف منذ العام الماضي من خلال جدول يحدّد المبلغ الذي يتقاضاه كل شخص بحسب اختصاصه ووظيفته وساعات إنتاجه. نفهم الهجوم الذي يُشنّ علينا خاصة أن اللبنانيين فقدوا ثقتهم بمؤسسات الدولة، لكن آليات التمويل واضحة وهناك جهة دولية تقوم بمراقبتنا إضافة إلى تدقيق وزارة التربية». هنا، رأت أنطون أن للمركز الحقّ في الإعلان عن مصاريفه كونه مؤسسة عامة مستقلة ولديه موازنة خاصة، بينما يقوم باستمرار بتقديم موازنته إلى وزارة المالية ليحصل منها على التمويل. «إن عدم الإفصاح عن المبالغ والمشاريع والمستفيدين يثير علامات استفهام كثيرة ويحدّ من ثقتنا وثقة الشعب اللبناني ويؤكّد شكوكنا حيال شبهات الفساد داخل المركز. أعيد وأكرّر تأكيدي أن الكشف عن الحسابات سيُظهر فَرقاً شاسعاً بين ما يتقاضاه المقرّبون من بعض الجهات السياسية وبين الآخرين». وإذ استغربت أنطون عرض المركز نتيجة الأوراق العشر على لجنة التربية النيابية دون تفسير آلية صرف المبالغ، أشارت إلى اعتماده على مبدأ تجزئة المبالغ ما يخالف أبسط القواعد المحاسبية. وبالتالي، ثمة ضرورة لإضافة رواتب موظفي البنك الدولي الملحقين بالمركز ومصاريف اللجان والمشاريع التي تمّ تمويلها من الهبة وباقي مصاريف المستشارين والموظفين. وجهتا نظرٍ على طرفَي نقيض. لكن بعيداً عن الحسابات والمحسوبيات، ننتقل إلى المخرجات والمنتجات، لنسأل: ماذا حقّق مشروع المناهج التعليمية حتى الساعة، وهل ستُبصر الأخيرة النور قبل انتهاء مفاعيل التمويل في شباط المقبل؟ ثم هل لطلاب لبنان أن يحلموا بمناهج حديثة متطوّرة تراعي التطور الفكري – الاجتماعي العالمي؟ الإجابات في الجزء الثاني.

 

لبنان أمام موجة نزوح جديدة... إليكم التفاصيل

داود رمال/أخبار اليوم/29 آب 2023

عدة عوامل جعلت من قضية العبور غير الشرعي للسوريين الى لبنان تتفاعل وتأخذ هذا المنخى من الكثفة التي تذكّر ببداية الحرب السورية ووصول موجات من النازحين السوريين الى لبنان، وسط عجز رسمي لبناني عن ادارة سليمة وفق مقتضيات المصلحة الوطنية العليا والامن القومي اللبناني لهذا الملف.

اما ما تشهده الحدود اللبنانية السورية من الجنوب الشرقي امتدادا حتى الشمال الشرقي في هذه الايام من تزايد اعداد العابرين بطرق غير شرعية الى لبنان، فيحصره مصدر واسع الاطلاع في حديثه الى وكالة "اخبار اليوم" بـ"عاملين أساسيين" وهما:

الاول: زيادة الحصار الاقتصادي على سوريا الامر الذي يؤدي الى ضائقة مالية واقتصادية وصعوبة عيش نتيجة القلّة وفقدان لمواد اساسية، وعدم قدرة عائلات سورية على الصمود من دون موارد رزق تؤمن لهم الحد الادنى من مقومات العيش والاستمرار.

الثاني: في شهري ايلول وتشرين الاول تكون الظروف المناخية هي الانسب للابحار عبر مراكب غير شرعية باتجاه اوروبا، بحيث تكون التيارات المائية هادئة نسبيا مما يحفّز المهاجرين غير الشرعيين على المغامرة والمغادرة عبر البحر.

ويوضح المصدر ان "هناك شبكات تدير عمليات تهريب البشر عبر الحدود ومن ثم تسفيرها الى الخارج بالمراكب غير الشرعية مقابل مبالغ تصل في كثير من الاحيان الى 10 الاف دولار على الشخص الواحد، وهذه الشبكات التي تنشط على طول الحدود وخصوصا في منطقة الشمال، هي محل ملاحقة مستمرة من قبل الاجهزة الامنية لا سيما مديرية المخابرات في الجيش اللبناني التي أوقفت العديد من رؤوس هذه الشبكات وتمت احالتهم الى القضاء، الا انه، وللاسف، يعود القضاء الى اخلاء سبيلهم بعد فترة قصيرة، بينما المطلوب انزال عقوبات رادعة بحقهم، حتى لا نكون امام مشهديات جديدة لغرق القوارب، بحيث دائما يتم التصويب على الاجهزة العسكرية والامنية وتتهم بالتقصير، بينما هي تقوم بعملها على أكمل وجه، الا ان جهودها يجب ان تقترن وتتكامل مع أحكام قضائية رادعة وهذا لا يحصل".

ويشير المصدر الى انه "يجدر التوقف عند الارقام التي يعلن عنها بشأن احباط محاولات التسلل والعبور غير الشرعي من سوريا الى لبنان، ويكفي الاشارة الى ان الجيش اللبناني اعلن في بيانين في اقل من اسبوعين، انه في المرة الاولى في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدة من الجيش، بتواريخ مختلفة محاولة تسلل نحو 700 سوري عند الحدود اللبنانية السورية. وفي المرة الثانية اعلنت القيادة امس انه  في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، بتواريخ مختلفة خلال الأسبوع المنصرم، محاولة تسلل نحو 850 سوريًّا عند الحدود اللبنانية - السورية. وبالتالي ليس رقما عاديا ان يتم الاعلان عن افشال محاولات تسلل لـ 1500 سوري الى الاراضي اللبنانية، وهذا يؤشر الى ان لبنان امام موجة نزوح جديدة شبيهة بالموجات الاولى مع بدايات الحرب السورية".

ويلفت المصدر الى ان "الاعداد التي يعلن عنها هي تلك التي ترصد ويتم احباطها، اذ من غير المستبعد ان تكون هناك اعداد مماثلة تعبر الى لبنان عبر طرق تهريب ومن مناطق وعرة ولا تتمكن الاجهزة من رصدها، الامر الذي يحتاج الى استنفار كل الاجهزة الرسمية ولا سيما البلديات على طول الحدود التي بامكانها ان تلعب دورا محوريا في افشازل محاولات التهريب من خلال تقديم المعلومات والاحداثيات عن المسارب التي ينتقل عبرها المتسللين الى لبنان".

 

رسائل سريّة عن عون وجعجع

مجلّة المجلة/29 آب/2023

نشرت مجلّة "المجلة" التي تصدر في لندن تفاصيل المراسلات السريّة بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والرئيس الأميركي الراحل جورج بوش وكيف استغل الرئيس السوري غزو صدام للكويت في 2 آب 1990، للحصول على ضوء أخضر أطلق يده في لبنان وأنهى العماد ميشال عون وحيّد رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، قبل القمة السورية- الأميركية في جنيف في تشرين الثاني التي مهّدت لمشاركة سوريا في تحرير الكويت.  في 4 حزيران 1990، وصل مبعوث أميركي إلى دمشق وسلّم الأسد رسالة تضمّنت بندين، واحدا يتعلق بإيران، والثاني يتعلق بلبنان، ونص الشق الثاني على: "من المحتم أنه من أجل تطبيق اتفاق الطائف. يجب على عون أن يتنحى. يجب أن يتوقف كل دعم لعون. في رأينا تستطيع سوريا، إذا أرادت أن تتخذ إجراءات لمنع الإمدادات من الوصول إلى عون". وعن جعجع، أبلغ مبعوث الأسد مبعوثا أميركيا: "سوريا لن تدعم أي شخص أو فئة لا تقف مع وحدة لبنان والشرعية. وعلى الرغم من وجود فارق بين جعجع كقائد لميليشيات وعون كضابط متمرد فإننا ما زلنا نعتقد أنهما يقفان ضد اتفاق الطائف وضد الشرعيّة". وعندما قال المبعوث الأميركي: "نعتقد أن عون هو العقبة الرئيسة ولا بد أن يتنحى، لكن موضوع جعجع مختلف ومن المعلومات التي تصلنا من مبعوثي الهراوي علمنا أن جعجع جاهز لوضع نفسه تحت سلطة الشرعية... ونعتقد أن سوريا إذا أظهرت لجعجع نوعاً من الثقة فإن هذا سيكون عاملا حاسما في حل الوضع في بيروت الشرقية"، رد مبعوث الأسد: "معلوماتي أن جعجع مناور بارع".

نائب الأسد: جعجع يناور

يقول نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، الذي حمل الكثير من الوثائق والأوراق الرسمية معه من دمشق الى باريس في 2005 قبل انشقاقه نهاية العام، إن جعجع "استمر في المناورة أمام ضغط الوضع العام في البلاد والتوجه العربي لدعم الشرعية، لذلك حاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب ووضع أكبر قدر ممكن من الألغام، ولذلك بعث إلى الرئيس الهراوي بالرسالة التالية عبر صهره فارس بويز إلى خدام والأسد بتاريخ 6 تموز". هذا نصها: "تطبيقا لوثيقة الوفاق الوطني اللبناني وتمشيا مع مبدأ بسط الدولة اللبنانية سلطتها على منطقة بيروت الكبرى تمهيدا لبسطها على كامل الأراضي اللبنانية واستعادة مؤسساتها وتسهيلا لمشروع المصالحة الوطنية الشاملة ولبناء العلاقات المنصوص عليها في اتفاق الطائف بين لبنان وسوريا في إطار سيادة واستقلال كل منهما. تعلن القوات اللبنانية ما يلي:

1 ـ الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني بكافة فصولها وبنودها (...) 2ـ الالتزام بالشرعية وكافة مؤسساتها (...) 3ـ تسهيل تطبيق مشروع المصالحة الوطنية الشاملة (...) 4ـ تسهيل إقامة العلاقات بين لبنان وسوريا المنصوص عليها في وثيقة الوفاق الوطني (...) 5ـ تسهيل تطبيق مشروع بيروت الكبرى... كخطوة أولى مرحلية نحو بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية تتعهد القوات اللبنانية بسحب كافة عناصرها وكافة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وعتادها العسكري من تلك المنطقة وتحويل ثكناتها ومراكزها إلى مراكز مدنية وسياسية على أن يؤخذ بعين الاعتبار وضع بيت الكتائب المركزي وقيادة القوات اللبنانية وملحقاتها وحمايتهم وطرق الوصول إليهم مرحليا إلى حين الوصول إلى الحل الكامل للميليشيات على كل الأراضي اللبنانية وكل ذلك يتم بالتلازم مع:

1ـ دخول القوى الشرعية إلى مناطق وجود عون في بيروت الكبرى.

2ـ انسحاب مماثل لكافة القوى والتنظيمات المسلحة الأخرى في بيروت الكبرى ما عدا منطقتي الضاحية والمخيمات بصورة مرحلية، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع أو تسرب الأسلحة أو عناصر مسلحة من هاتين المنطقتين أو أية منطقة أخرى إلى بقية أنحاء بيروت الكبرى.

6ـ تسهيلا لإعادة بناء الجيش اللبناني على بسط سلطة الدولة، تتعهد القوات اللبنانية بتسليم الجيش بقيادة العماد (إميل) لحود وقوى الأمن الداخلي كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي حصلت عليها خلال المعارك الأخيرة، كما تتعهد بتسليم الدولة اللبنانية وإدارتها كافة المعدات التي تعود لها فورا على أن تشكل لجنة مشتركة من الجيش اللبناني والقوات اللبنانية لتحديد مضمون هذا البند".

بيكر للأسد: لإنهاء الحصارات

في 24 حزيران 1990 استقبل الأسد السفير الأميركي في دمشق و"عرض على الأسد رسالة وزير خارجيته جيمس بيكر قائلا إنها تتضمن أفكار الرئيس بوش الشخصية، وهي- أي الرسالة- موجهة إلى الأسد"، حسب المحضر.

وأضاف: "عزيزي السيد الرئيس (...) أود أن أؤكد لسيادتكم أن أهدافنا هي إعادة سيادة لبنان واستقلاله وسلامة أراضيه الإقليمية، وانسحاب جميع القوات الخارجية، وحل الميليشيات. إن القصف المستمر الذي تتعرض له الموانئ الواقعة في الجيب، والانهيار المؤقت لوقف إطلاق النار غير المستقر في 3 يونيو/حزيران، يثير شبح وجود جولة أخرى من القتال، واسعة النطاق (...) يصبح من الأهمية أكثر من أي وقت مضى، أن يمارس جميع الأطراف بما في ذلك القوات السورية أقصى درجات ضبط النفس وبذلك يمكن للأطراف تحاشي أي كوارث لا معنى لها أبدا قد تحدث في المستقبل (...) نحن لا نعتقد أن القوة العسكرية من شأنها أن تحل المشاكل التي يعاني منها لبنان، كما أظهر تاريخ الأحداث منذ 14 سنة بصورة واضحة أنه يتعذر ذلك ويسرني أن أسمع أنكم تشاطرونني هذا التقدير (...) ويجب أن أطلعكم يا سيادة الرئيس أنه كانت لدينا تحفظات حول المعالجة التي كان يطرحها الجنرال ميشال عون لمعالجة الموانئ غير الشرعية والعنف الذي نجم عن ذلك وقد أعلمناه بمخاوفنا هذه، ولا شك رغم ذلك- من وجهة نظرنا- كان الجنرال عون فعلا يتحدث عن مجموعة هامة من الآراء في لبنان تماما كما يمثل الدكتور الحص من جانبه. هو قائد القوات المسلحة اللبنانية، لذلك فإن تعاونه وتعاون حلفائه سوف يكون ضروريا إذا ما بوشر في حوار بين اللبنانيين تحت ظل ورعاية جامعة الدول العربية في أي وقت في القريب العاجل.

سيادة الرئيس، إننا في إعلاننا لموقفنا هذا نريد أن تعرفوا أن الولايات المتحدة تعترف بأن الحكومة السورية لديها مصالح هامة في العلاقة مع لبنان ولكننا نعتقد أن هذه المصالح تكون في أفضل مأمن داخل سياق تسوية سياسية شاملة بين اللبنانيين وعلاقة لبنانية- سورية طبيعية. كما أننا أعلمنا حكومتكم عن مخاوفنا الخطيرة حول الدور الذي يلعبه الجيش السوري بالقصف المدمر وسوف نستمر في التعبير عن مخاوفنا... المخلص لكم، جيمس بيكر".

الأسد ردّاً على بيكر: لا نريد إلغاء دولة لبنان

وعلّق الأسد: "... فيما يتعلق بإنهاء الحصارات دون شروط، فمن الذي بدأ الحصار؟ إنه عون... كان رافضا، وحتى الآن يرفض عون هذا. إنهاء الحصارات لا خلاف عليه، نحن لسنا الذين نقدر إنهاء الحصارات أو عدمه، يتفق اللبنانيون على إنهاء الحصار؟ ينهونه... كيف ستوافق القوى الوطنية على أن تأتي بواخر تحمل سلاحا وذخائر للشرقية، وكلهم على قناعة بأنها ستنزل على رؤوسهم. ثم، ألا يشجع استمرار وصول الذخائر والأسلحة ميشال عون على استمرار القصف، خاصة وأن القوى التي تحرضه لا تحرضه لسواد عينيه أو لسواد عيون اللبنانيين وإنما لأسبابها الخاصة، وعلى حساب دماء اللبنانيين". وأضاف: "... سوريا لا تريد إلغاء دولة لبنان ولكن يبقى السوريون واللبنانيون شعبا واحدا، وإننا لو طرحنا شعار من مع سوريا ومن ضد سوريا فإن الأقلية ستظهر نقطة في بحر".

في 26 يوليو/تموز استقبل الأسد إلياس الهراوي، وبعد جولة عامة في الأفق حول الوضع في لبنان "تحدث الرئيس اللبناني عن أن استمرار هذا الوضع وعدم اتخاذ إجراءات عملية لإنهاء عون سيؤدي إلى سقوط الشرعية واتفاق الطائف".

غزو الكويت وانقلاب لبنان

في 2 آب 1990، اجتاحت القوات العراقية الكويت وحدث زلزال كبير في المنطقة بسبب هذا الاجتياح وغيّر الأولويات. ولا شك أن الوضع الجديد أضعف ميشال عون الذي كان صدام يسانده وكانت بعض الدول العربية تتعاطف معه بسبب الضغط العراقي، فالاجتياح خلق حالة جديدة زادت من تعقيدات الوضع بالنسبة لعون.

في 19 آب، استقبل الأسد الهراوي الذي تحدث كثيرا. وبين ما قاله: "جميع الاتصالات مع عون، لم تصل إلى نتيجة وأن عون مستمر في إجراءاته وفي تعقيده للوضع، وأنه لا بد من إنهاء عون لإكمال الإصلاحات".

وتحدث عن دور الدولة. وأضاف أن "بقاء عون مشكلة كبيرة وبالتالي لا يعرف متى تنتهي أحداث الخليج لاسيما وأن الأميركيين نفسهم طويل". وأشار إلى التحضيرات العسكرية التي شملت استعداد الجيش للزج بثمانية آلاف جندي وتقديم السوريين المدفعية والذخائر والسلاح، قائلا: "أملنا هو الخلاص من عون، وأعتقد أن مجرد عرض العضلات سيؤدي إلى انهيار".

الأسد للهراوي: القرار حاسم حسب الوضع الدولي

قال الأسد للهراوي: "بعد عون أليست هناك مشكلة؟ الحلقات الأخرى، أقصد القوات اللبنانية ألا تحتاج إلى جهد عسكري؟". قال الهراوي إن سوريا "تحل مشكلتي" بري وجنبلاط، و"صهري (وزير الخارجية الأسبق فارس بويز) يقول إنه قادر على حل قصة جعجع".

وتضمنت "رسالة" الأسد للهراوي، أيضا: "نعيش معكم ونشارككم أفكاركم ومشاعركم ولست ضد تمنياتكم، انطباعي أن موقف الفرنسيين ليس إيجابيا ولا بد من الاتصال لمعرفة موقفهم الحقيقي وهم متشبثون بعون، حرصنا على سرعة الحل ليس أقل من حرصكم. الوضع خطير في المنطقة، لذلك إحساسنا بأهمية الحل ليس أقل من الماضي، وتبقى مشكلة لبنان لها خصوصيتها بالنسبة لنا، لكن التداخل العجيب بين مصالح الدول الإقليمية ولكل دولة مشكلة".

وزاد الأسد: "هناك مشكلة العراق، وهناك تفسيرات وتساؤلات كثيرة. موقف سوريا لم يتغير من أي مشكلة والآخرون يتحدثون عن العراق كما كنا نتحدث نحن، هناك من الدول من يتمنى أن لا تؤثر مشاكل أخرى على ترتيباتهم المتخذة سواء السياسية أو العسكرية (الولايات المتحدة بالنسبة لموضوع العراق والكويت). تعرفون كنا جادين وأرسلت قوات ولم نسحبها حتى لا يتكون انطباع بأن القوة رجعت وهناك عشرون سببا يدفعنا للانتهاء بسرعة، لنا مصلحة بعدم تصديع جبهة اتفاق الطائف. نريد معرفة الجو العالمي ورأيكم، لأن بعض القوى العالمية تخشى التشويش الآن على استراتيجيتها"، لإخراج صدام من الكويت. ووعد بـ"قرار حاسم في ضوء التطورات الإقليمية والدولية".

رسالة أميركية للأسد: على عون التنحي

في 7 تشرين الأول، استقبل خدام السفير الأميركي لمدة طويلة، حسب محضر الاجتماع، قال دجيرجيان: "لدي رسالة... خلال مقابلة الشرع للسيد بيكر أخذ هذه المبادرة بإمكانية استعمال القوة العسكرية ضد الجنرال عون، وطبعا بيكر ذكّر السيد الشرع بموضوع لبنان على أنه نوقش بشكل عام مع الرئيس الأسد وأن موضوع الحل العسكري لم يبحث".

وأضاف المحضر: "قال بيكر: إن أي عمل عسكري من جانب سوريا ضد عون ربما سيساء فهمه وربما أيضا سيستغل من قبل صدام، وقال الشرع لبيكر: لا يوجد سوء تفاهم فيما يتعلق بالوضع بين الولايات المتحدة وسوريا، وأن سوريا تنظر أو ترى الموضوع بالطريقة نفسها". وأضاف السفير الأميركي: "كما قلتم لي سيادة نائب الرئيس، بأن سوريا الآن ليس في منظورها أن تحول الانتباه عما يجري في الخليج في الوقت الحاضر. وكما قال الشرع للسيد بيكر خلال اتصالاتنا: إن الحل العسكري قد يأتي عن طريق الهراوي أو القوات اللبنانية. وقال الشرع لبيكر: لا شك سنأخذ بعين الاعتبار آراء أو وجهة نظر الولايات المتحدة. وعلى أسس هذه النتائج وفي اليوم نفسه قابل السيد وزير الخارجية معاون وزير الخارجية السيد (جون) كيلي.

وفي المحادثات نفسها عندما تحدث السيد الشرع مع كيلي، قال إن الهراوي أو قائد الجيش سيقوم بأي عمل عسكري بشرط أن يحصل على دعم سوريا في هذا العمل، أي إذا كان سيقوم بعمل عسكري فإنه يود دعم سوريا في تنفيذ هذا العمل. وطبعا بيكر أكد للسيد الرئيس، وكما أكد الرئيس للقيادة اللبنانية في اجتماع السيد الرئيس مع الهراوي بالتزام سوريا بالحكومة اللبنانية الشرعية، وقال للبنانيين أن يفكروا أكثر من مرة في حال لجوئهم إلى أعمال العنف، وحذرهم من أن أي عمل يفترض أن تكون سوريا متدخلة فيه قد يحول الأنظار عن الخليج وسيكون لفرنسا والفاتيكان الفرصة لمعارضة اتفاق الطائف. ولذلك فإن السيد الرئيس نصح اللبنانيين أن يتشاوروا حتى لا تستغل فرنسا والفاتيكان هذا الموقف. وفي هذا الإطار عندما قال كيلي إنه عندما سألنا اللبنانيون عن إمكانية اللجوء إلى العمل العسكري، قلنا إن الولايات المتحدة ليست في وارد إعطاء الضوء الأخضر لتلك العملية رغم أننا كنا على اتفاق بأن عون يشكل عقبة وأن الولايات المتحدة لن تذهب إلى السوريين في هذا المجال. كما طلب منا اللبنانيون وكما أعاد السيد كيلي للسيد الشرع أنه لدى الولايات المتحدة أسباب تدفعها لترضى بعمل عسكري، كما تحدثنا سابقا في هذا الموضوع، وقال كيلي إن التقدم السياسي الذي أحرزته الحكومة اللبنانية مؤخرا وأكد كيلي أنه ليس من جانبنا أي شيء يشير إلى أننا ندعم عون، نريده أن يتنحى".

وزاد: "الولايات المتحدة لم ولن تعطي (اللبنانيين) الضوء الأخضر من أجل أي عمل عسكري، إنها مسؤوليتهم. أريد أن أقول لكم الكلمات الدقيقة التي تحدث بها السيد بيكر؛ إن أي هجوم على عون قد يساء فهمه ويستغل من العراق، نحن لا نقول إننا ندعم عون، نحن لا ندعمه".

ورد خدام: "على كل حال الحكومة اللبنانية لديها انطباع آخر عن الموقف الأميركي، الحص استنتج بشكل واضح، وكذلك الهراوي، أن الحكومة الأميركية لا مانع لديها وأن الأمر يتعلق بالحكومة اللبنانية، طبعا دقة الموضوع بالنسبة لنا، نحن فعلا نرى الآن في الظروف الراهنة أنها غير ملائمة بسبب الوضع في الخليج. لكن المشكلة الكبرى التي نواجهها أن عون وجماعته واتجاهات أخرى في لبنان تروج أن سوريا لا تريد إنهاء عون وهي عمليا ضد اتفاق الطائف رغم أننا كل يوم نصدر مائة تصريح حول تأييد الطائف وتأييد الشرعية في لبنان ولم نترك وسيلة لنحاول إقناع اللبنانيين أننا مع الشرعية ولكن مع ذلك هناك تشويش كبير على موقف سوريا".

رسالة من الهرواي للأسد: قررنا إنهاء التمرد ونريد دعم القوات السورية

إزاء تطور الأوضاع في لبنان وأزمة الخليج، جرت مناقشة إمكانية العمل العسكري والذي تلح عليه الحكومة اللبنانية، وجرت عدة لقاءات على المستوى العسكري بين عسكريين سوريين ولبنانيين، واتخذت كافة التحضيرات لتنفيذ هذا العمل. وبعثت دمشق رسالة إلى بيروت، تفيد بأن المشاركة السورية في العملية العسكرية تتطلب وجود طلب لبناني "حتى يكون العمل في إطار الشرعية وإسقاطا لأية حملات في المستقبل، لاسيما وقد دخلنا لبنان عام 1976 بطلب من الرئيس سليمان فرنجية والجبهة اللبنانية".

في 9 تشرين الأول 1990، سلم فارس بويز مبعوث الرئيس الهراوي، وصهره، لخدام رسالتين للأسد وخدام، ومحضر اجتماع الحكومة اللبنانية وقرارها بالتحرك العسكري. وهذا نص رسالة الهراوي للأسد: "سيادة الأخ الرئيس الفريق حافظ الأسد حفظه الله، تحية طيبة وبعد: عطفا على مباحثاتنا السابقة التي تناولنا فيها الرأي حول الأوضاع اللبنانية العامة وما تعانيه من الحالة الشاذة المتمثلة في تمرد القائد السابق للجيش وعصيانه على السلطة الشرعية. وبالإشارة إلى القمة السورية- اللبنانية الأخيرة التي ضمت في الجانب اللبناني كلا من دولة رئيس مجلس النواب السيد حسين الحسيني ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص، وتناولت بالبحث استمرار القائد السابق للجيش في تمرده ومواقفه السلبية وما ينبغي اتخاذه من تدابير وإجراءات لوقف النزف اللبناني والقضاء على التمرد مما يتيح للسلطة الشرعية إكمال مسيرة الإنقاذ والوفاق والسلام، يسرني أن أعلم سيادتكم بأن مجلس الوزراء تداول في التاسع من هذا الشهر في كل هذه الأمور وقرر بالإجماع تأكيد قراراته السابقة بتكليف الجيش اللبناني إنهاء تمرد القائد السابق للجيش، ومناشدة سيادتكم، عملا بوثيقة الوفاق الوطني ومن واقع العلاقات الأخوية التي تربط بين سوريا ولبنان، إعطاء أوامركم الكريمة إلى القوات العربية السورية المتمركزة في لبنان لمؤازرة الجيش اللبناني في تنفيذ المهمة الموكلة إليه.

إنني على ثقة كبيرة، يا سيادة الرئيس، بأن استجابتكم السريعة لهذا المطلب إنما تعكس عزمكم الأكيد على المساهمة الفاعلة في إنقاذ لبنان وفي تحقيق أماني الشعب اللبناني وآماله بوطن عزيز يعمه الأمن والسلام والاستقرار، وأن لبنان السليم المعافى سوف يحفظ لسوريا الشقيقة بقيادتكم الحكيمة، الدعم الكبير الذي يلقاه منها كلما اشتدت عليه الصعاب وكلما احتاج إلى العون والمساعدة. حفظكم الله يا سيادة الأخ الرئيس، وسدد خطاكم لما فيه عزة الشعب السوري الشقيق، ولما فيه مصلحة العرب ومصلحة بلدينا. والسلام عليكم. أخوكم، إلياس الهراوي".

وتضمّن المحضر الذي سلّم لخدام، مراحل "تمرد" عون وتعاطي الحكومة معه، و"حيث إن استمرار القائد السابق للجيش في مواقفه يشكل عقبة في وجه تنفيذ مراحل هامة وأساسية من وثيقة الوفاق (...) قرر مجلس الوزراء ما يلي:

أولا: تأكيد قراره السابق القاضي بتكليف الجيش اللبناني وضع حد نهائي لحركة العصيان والتمرد التي يقودها القائد السابق للجيش، وبالطلب من القيادة السورية إصدار أوامرها إلى قواتها المتمركزة في لبنان لمؤازرة الجيش اللبناني في تنفيذ المهمة الموكلة إليه وبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية.

ثانيا: تـفويض فخـــــامة رئيــــــــس الجــــمهوريـــــــة إعـــــلام الـــــقيادة السورية العليا بمضمون هذا القرار. أمين عام مجلس الوزراء، هشام الشعار".

الفصل الأخير... عون إلى السفارة الفرنسية

في 13 تشرين الأول 1990، قامت القوات السورية الموجودة في لبنان بالاشتراك مع الجيش اللبناني بشن هجوم واسع على منطقة سيطرة عون مهدت بقصف مدفعي وبتدخل الطيران. أعلن عون استسلامه وانتقاله إلى السفارة الفرنسية في بيروت، وفي الساعة الثانية عشرة كانت المنطقة كلها تحت السيطرة. وهكذا انتهى "الجنرال المتمرد".

وتم اتفاق بين الحكومة اللبنانية والسفير الفرنسي بعد مفاوضات دامت عدة أيام على ترحيل عون إلى فرنسا ضمن شروط معينة، منها أن "لا يعود إلى لبنان قبل فترة محددة" (عاد بعد خروج القوات السورية في 2005 وعاد إلى العمل السياسي وصولا إلى لقائه الرئيس بشار الأسد في دمشق).

وفي 23 تشرين الثاني 1990 التقى الأسد ببوش في جنيف. كان الأسد قد تخلص من خصمه اللبناني وحليف خصمه العراقي. هكذا فهم الأسد ومستشاروه رسائل مبعوث الرئيس الأميركي في الانقضاض على عون في لبنان بـ"شرعية" الجيش اللبناني، بعد أشهر من فهم خاطئ لصدام للرسائل والإشارات الآتية من السفيرة الأميركية إبريل غلاسبي قبل غزو الكويت.

في قمة بوش، ذهب الأسد حاملا "رأس عون" ومحاصرا جعجع بانتظار لحظة الانقاض عليه في 21 نيسان 1994. وتقررت مشاركة سوريا في التحالف الدولي لإخراج صدام من الكويت والانتقال من ضفة دولة إلى أخرى، وإطلاق عملية سلام عربية- إسرائيلية في مدريد شهر تشرين الأول 1991، وتلقي سوريا مساعدات مالية واستضافتها لتشكيل تكتل جديد باسم "إعلان دمشق" ضم دول الخليج وسوريا ومصر، وفك العزلة ونجاة النظام من الرياح العاتية التي هبت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والكتلة الشرقية وبروز النظام العالمي الجديد بقيادة أميركا.

 

المشرق الجديد... الفرصة ما زالت موجودة

مصطفى الكاظمي/رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق/الشرق الأوسط/29 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121744/121744/

في مثل هذه الأيام قبل عامين، كانت بغداد السلام محطّ أنظار العالم. قمةٌ استثنائيّة في توقيتٍ استثنائي، وبجدول أعمالٍ يكسر حدّة الاصطفافات، لأجل مصلحةٍ عامة كنت أراها، وأعمل جاهداً لتحقيقها مع إخوتي قادة الدول المحيطة بجمهورية العراق. أردناها أن تكونَ محطّةً جديدةً لإعادة ترتيب الخلافات، والوصول إلى حلولٍ مبنية على رؤى مشتركة، تخدم شعوبَ منطقتنا، وتخرجنا من التوتر الدائم إلى الهدوء المستقرّ. وهذا يعني وجوب طرح مشاريع اقتصادية - سياسية - ثقافية، تتجاوز الحسابات اللحظية، وتخدم مصلحة شعوبنا في المستقبل القريب.

أفكارٌ وأطروحاتٌ ومشاريع أخذت حيّزاً من النقاشات الثنائية والثلاثيّة والجماعيّة؛ ولكن، في اعتقادي، فإنَّ أبرزها هو «المشرق الجديد»، ونواته تعاونٌ اقتصاديٌّ ثلاثيٌّ بين جمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، يشكّل نموذجاً جاذباً لكل الإمكانات والمقدرات الإقليمية، الممتدة من غرب قارة آسيا حتى جنوب شرقي قارة أوروبا مروراً بمحيطنا العربي، واستثمارها لصالح شعوب هذه الرقعة الجغرافية ودولها. هذه الفكرة، التي راودتني كثيراً، شاركني في صياغة تفاصيلها عددٌ من الأصدقاء المهتمين قبل عشر سنواتٍ تقريباً. كان حلماً «واقعيّاً» أن نتكاتف في مشروعٍ اقتصادي متكامل، يحوّل دولنا إلى أبرز القوى الاقتصادية، إن لم نقل أقواها.

بدأت المقاربة بملاحظة المقدرات والإمكانات المتاحة، والموقع الجغرافي والتأثير السياسي، والكفاءات البشرية الحاضرة. ولا أخفي سرّاً، إن قلت إنَّ الطرح تطوّر كثيراً بعد عام 2020، مع تحمّلي المسؤولية التنفيذية في رئاسة مجلس الوزراء. باتت المقاربة مبنيّة أكثر على المعطيات الدقيقة، بالتوازي مع استعداد القادة للمضي قدماً في مشروعٍ متكامل يملأ الفراغات والتباينات وفق رؤية مرتكزها التعاون والشراكة. تلك الفترة شهدت ظروفاً معقّدة محليّاً وإقليميّاً ودوليّاً، شكّلت دافعاً كبيراً - بالنسبة لي - للمضي قدماً، لحاجة العراق الملحّة ومحيطه، لمشروعٍ مماثلٍ يخرجنا من الأنفاق والتخندقات إلى ميادين العمل والتعاون المشترك.

ولأنَّ النقلات النوعيّة والخطوات الكبرى دائماً ما تواجه بالاعتراض وشيءٍ من الخوف، كان لا بدَّ من خوض حواراتٍ معمّقةٍ مع كثيرٍ من القوى المحليّة والخارجية. وللمفارقة، فإنَّ إخوة العراق وجيرانه كانوا من المتحمسين جداً لهذا المشروع، في وقتٍ رآه البعض من أبناء وطني بأنَّه مشروعٌ يحمل في طيّاته إضراراً باقتصادنا. علماً بأنَّ الجدوى الاقتصادية المبنية على المعطيات والأرقام، لا تدعم هذا الرأي بتاتاً. في تلك اللحظة، التمست وجود حساسيّات داخلية إزاء أي مشروع إقليمي يشترك فيه العراق. فالتصوّرات الراسخة بأن مشاريع التعاون الإقليمي تُضعف الوطن وتخدم الشركاء، سببه اعتقادٌ راكمته تجاربٌ فاشلة وفهمٌ خاطئ.

هنا، لا بدّ من العودة قليلاً إلى تاريخنا المعاصر؛ في خمسينات القرن الماضي طرح رئيس الوزراء نوري السعيد، مشروع الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن، بناءً على المساحات المشتركة الواسعة بين البلدين، حُكّاماً وشعوباً. حاول بشتى السبل إنجاحه رغم المعارضة المحليّة الشديدة، التي صوّرت «مشروع الاتحاد» بأنه دخولٌ ضمن سياسة الأحلاف الإقليمية التابعة للولايات المتحدة. الظروف الداخلية المعقّدة، والآراء المحليّة القاصرة المدفوعة من قوى خارجية، حالت دون تحقيقه لمشروعه.

سعى نوري السعيد إلى إدخال العراق في منظومة العلاقات الدولية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية، وفي النظام الإقليمي المشكّل حديثاً، لحجز مكانةٍ أكبر ولعب دورٍ مؤثرٍ في المنطقة والعالم. أدرك موازين القوى ومعادلاتها، وأدرك جيّداً مقدرات العراق والأردن والدول المحيطة وإمكاناتها على حدٍّ سواء. فَهِم الطفرة المحيطة بالبلد. لم يرد أي انجرارٍ للعراق ولا أي انكسارٍ له. هَدَف مشروعه إلى إخراج العراق من صفة الدولة المفردة إلى الدولة المنظومة. دَرسُ السعيد كان حاضراً أمامي. التشكيك والاعتراض على مشروع المشرق الجديد، منطلقه عقدةٌ تسيطر على شريحةٍ واسعة من النخبة السياسية العراقية. وهذه العقدة لها صفةٌ اجتماعية، أكثر من صفتها السياسية والمبنيّة على قراءة الظروف والتحوّلات. في العراق، ثمة تصوّرٌ بأنَّ الدخول في الشراكات الإقليمية، هو انصياعٌ لرغباتٍ خارجيّة، هدفها التفريط في ثروات البلاد ومستقبل أجياله، وتبديدها لصالح شركائه. هذه العقدة تسيطر على العقل السياسي المتجذّر في منطقتنا. هي عقدة مشتركة بين الحاكم وشريحة واسعة من شعبه، وعلاجها مقرونٌ بقراءة التاريخ والتجارب، وفهمها دون إسقاطها، إنما انتقاء المناسب وتطويره، والابتعاد عن الجدليّات، وتفكيكها بالحوار والعمل الهادئ.

هذه العقدة – بقناعتي الشخصيّة - مردّها إلى النظرة الفردية لعالم السياسة. ثمة من ينظر إلى المشاريع المشتركة بين الدول، وكأنها مشاريعٌ تجارية بين مجموعة أشخاص، ومن لا يربح أكثر فهو خاسر. هذا الإسقاط في مقاربة بعض النخب مسيطرٌ على سلوكهم السياسي؛ هم لا يقاربون المصلحة العامة من منظور الوطن ككل، بل من منظور مصلحتهم الشخصيّة، وحجم المكتسبات المحقّقة. هذه المقاربة نلتمسها بعد قراءة التجربة السياسيّة لبعض الشخصيّات التي حكمت العراق والمنطقة. فالدول ومستقبل الشعوب لا يُبنيان بالنظرة الفردية، بل يحتاجان إلى تخطيطٍ مشتركٍ، وفهمٍ أعمقٍ للتاريخ والجغرافيا السياسية.

المؤسف، أن المؤمنين بالنظرة الفردية (وهم كُثر) يرفضون التفكير برؤى الدول ومنطقها؛ هذه الرؤى تقول – وبشكلٍ حاسم – إن ما تكسبه تراكميّاً جرّاء أي تعاون أو شراكة، أفضل من خسارة أي مكسبٍ أو عدم الحصول عليه. واليوم، ثمة اندفاعٌ باتجاه توسيع مساحات التعاون والشراكة بين الدول، وما جرى في جنوب أفريقيا قبل أيّام، وانضمام عددٍ من دول المنطقة إلى مجموعة «بريكس» دليل على ذلك.

لنأخذ مثالاً آخر، تجربة الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية. قبلت الدول الأوروبية بمشروع مارشال، رغم علمها بأنَّ المستفيد الأكبر هو الولايات المتحدة. تعرّض الزعماء الأوروبيون إلى انتقادات شديدة من قِبل السياسيين «الشرقيين»، واعتبروا أنهم ارتكبوا خطأ قاتلاً بوقوعهم في شراك هذا المشروع. في المقابل، نظر قادة «المحور الغربي» من الأوروبيين – في ذلك الوقت – إلى المشروع بإيجابية. السبب في هذا التباين، معيار تقييم المواقف، بين مصلحة الفرد - الأفراد ومصلحة الدولة (وإنقاذها). السؤال الموجّه، وبعد كل هذه السنوات، هل أنقذ القادة الأوروبيون دولهم بقبولهم بهذا المشروع؟ الإجابة تكمن في ملاحظة حجم التنمية التي تحقّقت هناك طوال العقود الماضية.

لنعد إلى منطقتنا، ونتأمل بتجاربها. فبعد عقودٍ من المواجهات المسلّحة وغير المسلّحة، أين أصبح دُعاة «التقدمية»؟ ماذا حقّقت الخطابات «القوميّة» الرنانة من تنميةٍ لصالح بلداننا وشعوبنا؟ هل المطلوب أن نضحّي بالمزيد من المقدرات والخيرات ونحرم أبناءنا من التنمية، لصالح إشباع بعض القادة لرغباتهم وعقدهم؟ وهل المطلوب أن نخرج بخطاباتٍ مماثلة، ولكن بمصطلحاتٍ «جديدة» تزيد من عزلتنا؟

إنَّ التجارب الجبارة المحيطة، وبالأخص تجارب دول الخليج العربي، تستحق التأمل والتحيّة، وهي جاهزة للتكامل مع التجارب النامية لدولنا، ليس العربية فحسب، بل دول المنطقة الممتدة من غرب آسيا حتى جنوب شرقي أوروبا. وبذلك نحقّق تكاملاً اقتصاديّاً يخلق توازناً سياسيّاً، ندرأ الأخطار، ونستوعب الخلافات، ونؤكّد لشعوبنا أن الأمل ما زال موجوداً. كل ذلك بلغة الحوار، وبالمصارحة والمصالحة، وبفهم المصالح المتشابكة التي تتأسس بتكتلاتٍ صغيرة وتصبح تكتلاتٍ كبيرة لها أثرها وتأثيرها.

خلال العامين الماضيين، كنت أعاني من النظرة المحدودة لجزءٍ غير قليلٍ من النخبة السياسية. رغم الظروف والتحديات، واصلت المساعي لتحقيق هذا المشروع، لأني كنت - ولا أزال – على ثقة بأن النهضة العراقية تتحقق من خلال مشروع إقليمي، يعتمد على التكامل الاقتصادي والسياسي. كنت أنظر للمشروع بعين الدولة، لا بعين الفرد. هكذا، نستطيع أن نُخرج العراق ومحيطه من مآزقهما المستمرة، وسنتجاوز أزماتٍ داخلية مع بدايات العمل المشترك. ما نحتاجه قناعة ورؤية، وإرادة وعمل، والتمسّك بالفرص واستثمارها، وإلا لن يرحمنا التاريخ.

للتاريخ حقٌّ علينا، بأن نحفظ ما قدمه أجدادنا، لأجيالٍ «تريد وطناً» على قدرٍ أحلامها، في هذا العالم المضطرب.

***

أعود إلى الصحافة والكتابة بعد انقطاع رغم محاولاتي الخجولة لتخصيص بعض الوقت لذلك.

فالعودة إلى الكتابة ليست بالأمر السهل. الصحافي يؤمن بأن سلاحه قلمه وكلماته، وأنا مؤمنٌ بأن الكلمة أقوى وأصدق... وأكثر فعاليّة.

* رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق

 

المستقبل القاتم للهجرة والقوانين ذات الشأن

السفير. ألبرتو م. فرنانديز/موقع ميمري/29 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121739/121739/

التقرير رهيب للتأمل أفادت إحدى منظمات حقوق الإنسان الغربية الكبرى أن قوات الحدود السعودية ربما قتلت مئات المهاجرين الإثيوبيين الذين حاولوا دخول حدود المملكة من اليمن.[1] ومهما كانت تفاصيل أو سياق هذه الحالة بالذات، فإن النتيجة هي أن هنا دولة ستدافع عن حدودها بقوة وبقوة مميتة. وعلى الرغم من الانتقادات المتكررة لسياسات الحدود الأمريكية والأوروبية، إلا أن هذا نادرا ما يحدث مع تلك البلدان.

إن الدفاعات الحدودية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أشبه بالغربال أكثر من كونها جداراً. لقد تدفق ما يقرب من سبعة ملايين مهاجر شمالًا عبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة منذ أن أصبح جو بايدن رئيسًا في يناير 2021. ووصلت المواجهات الشهرية التي تجريها حرس الحدود الأمريكية مع المهاجرين إلى مستويات قياسية. كما أن تدفقات الهجرة إلى أوروبا مرتفعة أيضًا. وقد دخل 20 ألف شخص – معظمهم من الشباب من الجزائر والمغرب والسنغال ومالي – إلى إسبانيا في قوارب صغيرة هذا العام وحده.[2] ارتفعت معدلات الهجرة "غير النظامية" إلى المملكة المتحدة بنسبة 17 بالمائة، حيث يصل 85 بالمائة منها على متن قوارب صغيرة من فرنسا.[3] وقد وصل عدد المهاجرين إلى إيطاليا عن طريق البحر هذا العام – 113,500 – ضعف عددهم في نفس الوقت من العام الماضي.[4]

المملكة العربية السعودية غير عادية في كونها عدوانية للغاية ولكنها ليست وحدها. كما قُتل مهاجرون سوريون كانوا يحاولون العبور إلى تركيا بالرصاص. لقد تم ذبح المهاجرين الأفارقة القادمين إلى جنوب أفريقيا من بلدان أخرى. ويبدو أن بعض البلدان المتقدمة تتجنب ضغوط الهجرة بفضل السياسات التي تقدر التجانس العرقي وتستبعد الأجانب، ومن الأمثلة على ذلك اليابان وكوريا الجنوبية (دولتان تتمتعان بمعدلات خصوبة منخفضة للغاية)، ولكن مثل هذا الموقف يبدو مستحيلا في الغرب.

وفي حين أن العولمة الاقتصادية ربما تكون قد وصلت إلى نقطة صعبة منذ كوفيد-19، فقد تعافت تدفقات الهجرة مع انحسار الوباء. لقد تعلم المهاجرون إلى الغرب ــ ومناصريهم التقدميين في الغرب ــ كيفية التلاعب بالقوانين والاتفاقيات الإنسانية العالمية لصالحهم. وقد ظهرت مسارات جديدة غريبة، حيث استخدم الموريتانيون التذاكر الرخيصة عبر المحيط الأطلسي والتأشيرات المؤقتة لنظام الدكتاتور دانييل أورتيجا في نيكاراغوا كحيلة لدخول الولايات المتحدة.

ورغم أن نسبة كبيرة من القادمين إلى الولايات المتحدة وأوروبا هم ذكور غير مصحوبين بذويهم، وغالبا ما يكونون من ذوي التعليم السيئ، فإن التدفقات لا تقتصر على الفقراء أو المعوزين. أظهر استطلاع للرأي أجري عام 2022 أن 43.9 بالمئة من الأطباء النيجيريين يريدون الهجرة، وقال 91.3 بالمئة منهم إنهم يريدون ذلك بسبب ضعف الأجور في وطنهم.[7] شغل كهنة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية والفلبينيين مناصب في الأبرشيات الكاثوليكية في أمريكا وأوروبا في مواجهة نقص حاد في رجال الدين المحليين.[8]

وكان الكثير من الخطاب حول هذا الموضوع مثيراً للاستقطاب العميق. ويرى كثيرون أنها سلعة خالصة، باعتبارها تدفقات عمالة أساسية تذهب إلى حيث تشتد الحاجة إليها. وفي إسبانيا، شجعت الحكومة اليسارية الهجرة انطلاقاً من فكرة أن هؤلاء القادمين الجدد سيدفعون معاشات التقاعد لكبار السن في المستقبل في إسبانيا. وقد شجب آخرون تدفقات الهجرة هذه باعتبارها كارثة، أو كطوفان يسعى إلى استبدال السكان الأصليين بأجانب أو كظاهرة تجلب الجريمة وعدم الاستقرار. 46% من المدانين بتهمة الاعتداء الجنسي في إسبانيا هم من أصول أجنبية.[9]

بينما أشار الرئيس بايدن إلى أن أمريكا سيكون لديها قريبًا "أقلية من الأوروبيين البيض" بحلول عام 2040، فقد شجب السكان السود والسياسيون في شيكاغو ومدينة نيويورك الوصول المفاجئ لأعداد كبيرة من المهاجرين. الولايات المتحدة هي أكبر متلقي عالمي للمهاجرين الدوليين (الهند هي أكبر مرسل للمهاجرين).[11]

وبدلاً من الشجب أو التصفيق، أردت أن أذكر بعض الاتجاهات المحتملة حول الكيفية التي ستغير بها الهجرة كلاً من الولايات المتحدة وأوروبا. بعض الاتجاهات واضحة: فالولايات المتحدة سوف تصبح أكثر هسبانية، والاتحاد الأوروبي سوف يكون أكثر إسلامية في السنوات المقبلة.

حد التغييرات التي ستؤثر على الولايات المتحدة بطرق لا يبدو أن الكثيرين قد فهموها بالكامل هو التآكل البطيء والمطرد للسلطة السياسية السوداء في الولايات المتحدة. المناطق الحضرية التي كانت ذات يوم سوداء بشكل موحد والتي أنتجت شخصيات سياسية مثل جيسي جاكسون وباراك أوباما ستصبح أكثر مواليد في الخارج و"أسمر". وفي اتجاه شهدناه بالفعل في ميامي منذ عقود مضت، سوف يسعى القادمون الجدد الناطقون باللغة الإسبانية تدريجياً إلى الحصول على تمثيل أكبر في هذه المدن، ليحلوا محل النخب المحلية. وقد ظهر هذا التوتر بالفعل في لوس أنجلوس وشيكاغو حيث يحاول السود التمسك بالسلطة مع استمرار ارتفاع أعداد الوافدين الجدد – وقوة التصويت في نهاية المطاف.[12] كشف تعداد الولايات المتحدة لعام 2020 عن زيادة كبيرة في عدد السود الذين هجروا هذه المناطق الحضرية في الشمال وانتقلوا إلى البلدات الصغيرة والضواحي وحتى الجنوب.

إن قواعد التنوع التي تم إنشاؤها في الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، تعني أن السكان الأجانب الوافدين "المتنوعين" سيحصلون على بعض المزايا مقارنة بالسكان المحليين، وليس فقط البيض المحليين ولكن المحليين غير البيض. ومن المفارقات المثيرة للاهتمام أن نسل البراهمة الهنود والأوليجاركيين في أمريكا اللاتينية من المرجح أن يُنظر إليهم على أنهم جزء من السكان المتنوعين "المضطهدين" في الولايات المتحدة، ويستحقون الأفضلية في كل من القطاعين العام والخاص، بمجرد وصولهم إلى شواطئ أمريكا.

التطور الآخر الذي يجب مراقبته هو المزيج المتقلب من السياسات العرقية والأجيال. أحد المبررات في الغرب لزيادة تدفقات الهجرة هو أنها ضرورية لدعم دولة الرفاهية، بما في ذلك دفع تكاليف المسنين.[14] ولكن، في البداية على الأقل، يعني هذا أن الشباب العاملين مستمدون إلى حد كبير من الوافدين الجدد الذين يفترض أنهم يدفعون أجور كبار السن من السكان الأصليين، وهي صفقة اجتماعية وأجيال غير معلنة وغير مختبرة.

وهناك نتيجة أخرى، وإن لم تكن غير مقصودة على الإطلاق، لن تحدث في الغرب بل في البلدان التي يفر منها المهاجرون. ورغم أن هجرة الأدمغة تشكل قضية واضحة، فإن النتيجة الأكثر أهمية ستكون تصدير المعارضة السياسية. وهنا كانت كوبا، مع أكثر من 60 عامًا من "تصدير" معارضتها السياسية، نموذجًا مبكرًا.

ومن المتوقع أن نرى نفس الاتجاهات في استخدام الهجرة كصمام أمان سياسي في مناطق مثل شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وستكون النتيجة أنظمة أكثر تكلساً ومقاومة للتغيير من ذي قبل، مثل النظام المتصلب في كوبا. وبدلاً من التخطيط للثورة في الداخل، فإن اليائسين وغير الراضين سوف يخططون لكيفية المغادرة.[16] وربما يخسرون الشباب وبعض القطاعات المتعلمة من السكان ــ وهو الاتجاه الذي سوف يضرهم في المستقبل ــ ولكن الأنظمة في الجزائر والقاهرة سوف تتعزز قوتها من خلال تشجيع المتهورين على الهجرة. إن انخفاض عدد السكان وتزايد عدد السكان غير السعداء سيعني ضغطًا أقل للتغيير.

ومن عجيب المفارقات أن تدفقات الهجرة هذه من المرجح أن تؤدي إلى إضعاف الاتجاهات الديمقراطية في البلدان المرسلة في حين تزيد من الضغط على العمليات الديمقراطية في البلدان المستقبلة. وينطبق هذا بشكل خاص على الدول التي تؤيد فيها النخبة الهجرة غير المقيدة أكثر من جمهور الناخبين.[17]

إن تصدير منتقديهم سيساعد هذه الأنظمة المرسلة. لكنها ستخلق أيضًا، على نحو متناقض، مجموعات سكانية في البلدان الأجنبية لا ترسل التحويلات المالية إلى الوطن فحسب، بل ستخلق أيضًا "مجموعات ضغط" قوية - في الشارع، من حيث عضلات الشوارع - في أوروبا كما رأينا مع الذئاب الرمادية التركية[18]. في مناطق معينة ومناطق حضرية قاسية من الجزائر في فرنسا الذين ما زالوا يحتفظون بولاءات متحمسة ومثالية للأرض التي جاءوا منها أو آباؤهم.

يعرف الكثيرون أن المهاجرين المسلمين من الجيل الثاني كانوا عرضة للدعاية الجهادية، لكن كثيرين آخرين كانوا عرضة لدعاية النظام بطرق تساهم في عدم الاستقرار والخلاف في الغرب، وليس الإرهاب فقط.[19] خلال أعمال الشغب الأخيرة في فرنسا، لم تظهر الديكتاتورية الجزائرية على أنها "الوصي الأخلاقي" على المهاجرين الجزائريين فحسب، بل على أحفادهم أيضًا.[20]

هذه الاتجاهات تحدث بالفعل الآن، حتى قبل أن تصبح الهجرة بسبب تغير المناخ قضية عالمية رئيسية.[21] ولا شك أن الحواف الصعبة والاحتكاك الناجم عن هذه التدفقات السكانية التاريخية ستؤدي إلى تحديات أخرى أقل توقعا في المستقبل القريب. سيكون أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها الحكومات الغربية هو إدارة هذه القضية، وهي ليست مهمة إدارية وفنية فحسب، بل هي أيضًا مهمة سياسية ومثيرة للانقسام بشكل عميق.

*** ألبرتو م. فرنانديز هو نائب رئيس MEMRI.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

بري: الأولوية للرئاسة!

الجمهورية/29 آب/2023

حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من “أن الوقت يضيق امامنا اكثر فأكثر، وبالتالي لا بد من الخروج من دوامة التعطيل، والذهاب مباشرة الى التوافق على رئيس للجمهورية”. وقال: “الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر. فلا اولوية تعلو او تتقدم على اولوية انتخاب الرئيس، وكل ما عدا ذلك من ملفات وقضايا، مؤجّل الى ما بعد اتمام هذا الاستحقاق”، معتبرا أن الحوار هو السبيل الوحيد لبناء المساحات المشتركة وفكفكة كل العقد”. وأضاف: “الخطأ الكبير الذي ارتكب بحق البلد هو رفض التلاقي والحوار. وانا على يقين اننا لو أجرَينا هذا الحوار في بدايات الفراغ الرئاسي، وجلسنا على الطاولة لأسبوع او عشرة ايام، لكنّا انتهينا من هذه المعمعة، ولم نصل الى ما وصلنا اليه، وكنا وفّرنا على البلد كل الذي حصل فيه من تداعيات وسلبيات”.

 

“الهيئة الاتهامية” ترفع يدها عن ملف سلامة

 الجديد/29 آب/2023

قررت الهيئة الاتهامية في بيروت برئاسة القاضي ماهر شعيتو، رفع يدها عن ملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، بسبب دعوى المخاصمة المقدمة من سلامة، وفقاً لـ”الجديد”. وكان وكيل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة المحامي حافظ زخور قد تقدّم بدعوى في بيروت أمام الهيئة العامة لمحكمة التمييز، لأن الهيئة الاتهامية قبلت الاستئناف المقدم من هيئة القضايا ضد ترك سلامة واعتبر انها بنت قبولها على قرار ضمني لقاضي التحقيق، كما أكد أن وكيله لن يحضر اليوم الثلاثاء.

 

اجتماع حول النزوح السوري.. وفرض عقوبات على طاولة البحث

 الوكالة الوطنية للإعلام/29 آب/2023

بحث رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال اجتماع صباح اليوم الثلثاء في السرايا، ضم وزير المهجرين عصام شرف الدين، المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد مصطفى في موضوع النزوح السوري الجديد الى لبنان. وقال شرف الدين بعد الاجتماع: “تمحور الاجتماع حول موضوع النزوح السوري الجديد الحاصل منذ ثلاثة أسابيع والذي يشكل ظاهرة خطيرة جدا، لأن النازحين يدخلون من معابر غير شرعية، وتم الحديث في آلية ردع هذا الأمر بطريقة مدروسة، من مراقبة الحدود والتنسيق مع الهيئات المسؤولة في سوريا والتعميم على مراكز الجيش والمخابرات والأمن العام ليصار الى التنسيق مع القائمقامين والبلديات لتحمل مسؤولية أي شخص يستضيف أحدا من النازحين غير الشرعيين”. وأضاف: “في هذه الاثناء، نحن نتحدث عن فرض عقوبات وهذا الموضوع قيد الدرس. وتم الاتفاق على الاتصال بسوريا أيضا على أعلى مستوى، وبما أن الموضوع أمني فإن اللواء البيسري يتولى إجراء هذه الاتصالات”.

 

قرار قضائي بتوقيف الكوميدي نور حجار

المؤسسة اللبنانية للإرسال/29 آب/2023

إتخذ القاضي غسان عويدات قرارًا بتوقيف الكوميدي نور حجار على خلفية دعوى مقدمة ضده من قبل دار الفتوى على أن تتم مخابرة القاضي مجددًا في ساعات المساء، فيما أشارت المحامية ديالا شحادة إلى أن مدة التوقيف في أقصى حد هي 48 ساعة قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. وكانت قد أوقفت دورية للمباحث الجنائية نور حجار على الرغم من أنه لم يتبلغ رسميًا بالدعوى المقدمة ضده من قبل دار الفتوى. وأكدت وكيلة حجار المحامية شحادة أن حجار أدلى بإفادته في مكتب المباحث الجنائية وأوضح أن النكتة المذكورة كانت في عرض ساخر منذ أكثر من خمس سنوات وبالتالي مر الزمن عليها ولا صلاحية لتحريك الحق العام، أما بالنسبة للمضمون، فأكد حجار أن النكتة مجتزأة وهي قائمة على حوار دار بينه وبين والدته وليس تسخيرًا أو تحقيرًا للأديان، لافتًا إلى أن النكتة المنتشرة مجتزئة من عرض مدته أكثر من ثلث ساعة.

 

"لا وقت لحوار مفتوح مع الحزب"... باسيل: لا إمكانية لانتخاب فرنجية أو عون

موقع ليبانون ديبايت/الثلاثاء 29 آب 2023

قال رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل: انه "لا يرى أي تغييرات دراماتيكية في المرحلة المقبلة، فهو غير مؤمن بنظرية الانهيار السريع والشامل والدراماتيكي، لا مالياً ولا اقتصادياً، ولا أمنياً أو عسكرياً. الوضع سيبقى على ما هو عليه بانتظار حصول اتفاق بين مختلف الأفرقاء، يعيد تشكيل السلطة على أساس متوازن، معززة بقوانين إصلاحية، لأن البلد انتهى والصيغة تعاني". وأضاف في حديث لـ"المدن"، "بسبب معاناة الصيغة تبرز أصوات كثيرة في ظل الفراغ، تصرخ إما بتعديل الطائف أو الدستور، في مقابل أصوات أخرى ترفض المساس به. مع الإشارة إلى أن لا أحد يمتلك أي رؤية. وفي ظل عدم بروز مشروع بديل يجتمع عليه اللبنانيون فلا بديل عن الطائف، والذي يجب تحصينه برزم إصلاحية، على أساس التوافق الذي لا بد منه". وتابع باسيل، "لا بد من الانفتاح على الجميع، سواءً في لحظة الاختلاف السياسي مع قوى المعارضة فكان منفتحاً عليهم، وتقاطع معهم. أو في لحظة الاختلاف الرئاسي مع حزب الله فاستمر التواصل ولا يزال قائماً". وأشار إلى، أن "الحوار مع الحزب إيجابي، ومستمر، وبعدما قدم الورقة التي تتضمن رؤيته للبنود الإصلاحية، وخصوصاً اللامركزية الإدارية الموسعة، والصندوق الإئتماني، كان رد فعل الحزب إيجابياً، وفتحت مساراً لاستكمال المناقشات".

وردًا على سؤال، هل يمكن لهذا الحوار أن يؤدي إلى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية؟ اعتبر باسيل، أن "المسألة لا تتعلق بذلك، وبمجرد مقاربة الملفات بهذا الشكل فيعني أن هناك من لا يزال يفكر وفق الصيغة القديمة. وكأن الأمور تدار بالطرق السابقة نفسها. هذا منطق مرفوض بالنسبة لي: "علينا أن نحتكم إلى عقل جديد، غير قائم على مبدأ المحاصصة أو التقاسم، ولا على الضمانات التي يتحدثون عنها، ولا تقديم وعد بانتخابي بعد ست سنوات".

واستكمل، "هذه كلها خارج الزمن وخارج السياق، ولا أطلب أي ضمانة أو أي موقع. ما أطلبه هو إيجاد رؤية جديدة للبنان، تتمكن من إنقاذه بالإقدام على مثل هذه المشاريع الإصلاحية الكبرى، لأن إقرارها يمثل نقلة نوعية بالبلد. أما مسألة الضمانات والحصص الوزارية وفي المواقع الإدارية، فهذه كلها أصبحت وراءنا، كنا في مرحلة لدينا كل شيء، ولم نعد مستعدين للعودة إلى ذلك". وأكد باسيل، أن "بحال التزموا بإقرار القوانين وتم إقرارها بشكل واضح ولا لبس فيه، مع توفير الضمانات القانونية والتشريعية اللازمة لتنفيذها وتطبيقها من دون تأخير، فحينها لا مانع من انتخاب فرنجية. أذهب لأنتخبه مقابل ذلك، ومستعد لتحمّل كل التكاليف مهما كانت، لأنني أعلم أن ما تحقق في مقابلها أعظم بكثير وأهم". وأوضح، أن "لا وقت للحوار المفتوح بينه وبين الحزب، ولا مؤشرات حول اقتراب الوصول إلى هذا التفاهم. أما واقعياً، وفي قراءة لتطورات الملفات الرئاسي، فلا يرى الرجل إمكانية لانتخاب سليمان فرنجية وجوزيف عون. والمسألة لا تتعلق بالذهاب للاتفاق معهما بشكل شخصي. الأمر يرتبط بإمكانية الوصول إلى تفاهم بين مختلف المكونات على رئيس". وتابع باسيل، "بعد اجتماع الدوحة الخماسي، كان القرار واضحاً بمنح فرصة أخيرة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، والتي ينتظرها اللبنانيون. وبحال عدم الوصول إلى اتفاق، فيمكن أن تتحرك جهات أخرى".

ولدى سؤاله عن الدور القطري، أشار باسيل إلى، أنه "منسق مع الدول الخمس. مع الإشارة إلى أن قطر لا تلزم نفسها بمرشح واحد، بل الغاية هي الوصول إلى توافق بين مختلف الأفرقاء".

وختم باسيل، "ربما تتزايد الضغوط الخارجية والتي تدفع القوى المحلية إلى تغيير وجهات نظرها، أو مواقفها، خصوصاً في ظل الحديث عن ضغوط أميركية. لكن لا يجب على اللبنانيين انتظار الخارج. والأهم تركيز الاهتمام على إعادة التواصل مع كل المكونات وفق رؤية جديدة يستعيد من خلالها اللبنانيون التوازن. وهذا ما كنا قد سعينا إليه لدى الاتفاق مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، ولكن لأسباب كثيرة لم تنجح المحاولة. اليوم لا بد من الاضطلاع بصناعة تصور جديد بين المسيحيين والمسلمين".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 29-30 آب/2023

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 آب/2023

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/121722/121722/

 29 آب/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 29/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/121725/121725/

 August 29/2023/