غسان صليبي/أسئلة محزنة حول جريدة السفير بعد وفاة مؤسسها طلال سلمان

85

أسئلة محزنة حول “السفير” بعد وفاة مؤسسها 
غسان صليبي/فايسبوك/29 آب/2023

نحزن على وفاة طلال سلمان مؤسس صحيفة “السفير”، والحزن يذكّر بالحزن على الصحيفة التي أقفلت قبل أن يرحل مؤسسها.
عندما يموت المؤسس نتذكر أهداف التأسيس وبدايات العمل، ونميل الى المقارنة بين البدايات والنهايات.
لا أعرف الرجل شخصيا لكي أرثيه شخصيا، لكني كنت أقرأ “السفير”، كما كنت ولا ازال أقرأ “النهار” وصحف أخرى، ولاحظت التحوّلات التي طرأت على توجهات “السفير”، والتحوّل يعني تغييرا جذريا يكاد يكون الانتقال الى موقع نقيض.
الحزن على طلال سلمان يرافقك ويتعمّق وانت تسأل، كيف تحوّلت “السفير” في آخر سنواتها ولماذا، من “صوت الذين لا صوت لهم” الى “صوت الذين لا صوت الا لهم”؟ كيف تحوّلت”السفير” من صحيفة اليسار،
الى صحيفة انجبت صحيفة “الأخبار”، التي هي في الواقع صحيفة الاصولية الشيعية المموهة بشطحات يسارية؟
كيف انتقلت “السفير” من منظّرة للعروبة الى مبررة للدعوة الايرانية الفارسية؟
الحزن يلفك عندما تسأل، وعندما تحاول أن تجيب أيضا.
فهل تعبّر هذه التحولات عن انفصام “صحافة” ام عن انفصام “يسار”؟
عن انفصام طائفة ام عن انفصام “وطن”؟
تحزن على طلال سلمان وعلى “السفير”، وكأنك تكتشف مجددا هول ما حلّ بنا.