المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 آب /لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.august29.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

Below is the link for my new Twiier account/My old one was suspended by twitter for reasons I am not aware of. في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/حسابي الأساسي والقدين اقفل من قبل تويتر لأسباب اجهلها

https://twitter.com/BejjaniY42177

0000

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الذكرى السنوية لقطع رأس مار يوحنا المعمدان بأمر من هيرودس استجابة لطلب ابنة عشيقته هيروديا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في خطيئة من عرقل ويحول دون تنفيذ القرار 1701 من الذين يدعون باطلاً بأنهم سياديين، في حين أنهم عملياً يعملون تحت مظلة المحتل

الياس بجاني: وفاة ضحية الرصاص الطائش والسلاح المتفلت والإحتلال، الطفلة نايا حنا، ابنة بلدة الحدث بعد 23 يوماً من إصابتها

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة خاصة لـ "الحدث" مع أستاذ العلاقات الدولية رئيف خوري

بولس للحكي بالسياسة: التظاهرات الشعبية خيار المعارضة

رابط فيديو مقابلة مع د. فارس سعيد من موقع صوت بيروت انترناشيونال

رابط فيديو مقابلة من محطة "أم تي في" مع النائب جورج عدوان

رابط فيديو مقابلة من موقع سبوت شوط مع النائب كميل شمعون

نفى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون أنه خرج من تكتل الجمهورية القوية، "فوفد تيار المردة الذي زارنا، زار غيرنا من الكتل، وانا لم أصطف مع الخط الذي يمثله الوزير سليمان فرنجية".

رابط فيديو كلمة  أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة ذكرى التحرير الثاني‏

زمن المسايرة الدولية انتهى… لا تعديل على صلاحيات “اليونيفيل”!

«بجرّين» قرية لبنانية اختفى كل أهلها وسكنتها الأشباح..اهلها ركبوا البحر قبل مائة سنة ولم يعودوا/سوسن الأبطح/الشرق الأوسط

ما حاجة لبنان إلى “اليونيفيل”؟/عماد موسى/نداء الوطن

التعنّت الطائش يقتل فرص الرئاسة

"فاولات" الحزب من دون تحرّك... ورسالة الى "الدولة"

تهديد واضح لجعجع والجميل!

رقمٌ قياسيٌّ للمطار: 700 ألف شخص خلال آب

لبنان يبدأ مفاوضات غير مباشرة في الناقورة

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

«حزب الله».. الشريك الإيراني «المضارب» في ملف الغاز والنفط!

ماكرون في مؤتمر السفراء بباريس: على إيران توضيح سياستها في لبنان

عين الحلوة على شفير الانفجار مجدداً؟

لبنان ينتظر هوكشتاين: صفقة بلوكات جديدة وإنجاز الترسيم البري/منير الربيع/الجريدة الكويتية

سيناريو الفوضى لتعبئة الفراغ السياسي/فادي عيد/ليبانون ديبايت

"هزّة" في بداية عهد باسيل الجديد: فصل بو صعب ومعاقبة عون؟/داني حداد/موقع mtv

ملف النزوح السوري في «الثلاجة» اللبنانية الأولوية لوقف الهجرة المعاكسة إلى لبنان/محمد شقير/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

غارة إسرائيلية تستهدف مطار حلب

استمرار المظاهرات في سوريا: لا لهيمنة إيران وصبيانهم

روسيا: سلوك الغرب أجبرنا على نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا

قفزة كبيرة في أسعار الغاز الأوروبية

رسميًا… تحديد موعد استدعاء ترامب للمحكمة في جورجيا

طهران لمفاوضات نووية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة

المعارضة الإسرائيلية: كشف لقاء كوهين - المنقوش تصرف صبياني

الكنيست الإسرائيلي لقطع عطلته الصيفية وسن قانون مشدد ضد الجريمة/سموتريتش يتراجع ويحرر قسماً من الميزانية المخصصة للبلديات العربية

أين ستذهب المعارضة الإيرانية في شمال العراق؟/مسؤول عراقي: اتفقنا على تصفير المعسكرات بسلاحها

الرئيس الفرنسي يطالب إيران بالتخلي عن «أنشطتها المزعزعة للاستقرار الإقليمي» وقال إن 4 محتجزين هم «في ظروف غير مقبولة» بطهران

خيبة أمل سودانية من كلام البرهان... ومبادرة «حميدتي» أعادا الأوضاع إلى المربع الأول

الاحتجاجات مستمرة في السويداء... ومشاركة نسائية لافتة ونقطة تفتيش لمجموعة من الشبان على الطريق بين دمشق والمحافظة

روسيا تدفع بطائرتين بعد تحليق مسيرتين أميركيتين فوق القرم

«الوحدة» الليبية تواجه «عاصفة شعبية» رافضة للتطبيع مع إسرائيل/استنكار المجلس الرئاسي وتحرك «النواب» للرد على لقاء المنقوش بكوهين

إردوغان يلتقي بوتين الأسبوع المقبل لبحث إحياء «اتفاقية الحبوب»

هل تعزز عضوية مصر وإيران في «بريكس» جهود التقارب بينهما؟ بعد إشارات متبادلة عن تطوير العلاقات الدبلوماسية

العراق: تنفيذ حكم الإعدام شنقاً ضد المدانين بتفجير الكرادة عام 2016

تحديد 4 مارس 2024 موعداً لمحاكمة تاريخية لترمب في قضية محاولة تغيير نتيجة انتخابات 2020

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

د. توفيق هندي/كي لا تتكرر مأساة لبنان 01 من 12

لبنان لليبيا: إكشفوا مصير الصدر نسلّمكم القذافي/يوسف دياب/الشرق الأوسط

الدبلوماسية العربية: لودريان يُبادر وحيداً ومبادرته غير ملزِمة/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

تفجير المرفأ إلى الأمم المتحدة/طوني كرم/نداء الوطن

لبنان: كيف ردّ مَن وردت أسماؤهم في تقرير “ألفاريز” كمستفيدين من هبات رياض سلامة؟/جنى بركات/موقع درج

مزدوجو الجنسيّة في إيران: سياسة الرهائن وازدواجيّة الولايات المتحدة/كريم شفيق/موقع درج

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

المجلس العالمي لثورة الأرز يدعو النواب السياديين إلى الإسراع في رفع مذكرة لوضع القرارات الدولية تحت الفصل السابع

 نص كلمة السيد حسن نصرالله التي القاها اليوم

نواب ونشطاء أطلقوا عريضة تدعو لضم ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية إلى المؤسسة المستقلة التابعة للأمم المتحدة

لجان التنسيق اللّبنانية – الأميركية والكندية والفرنسية: لتطبيق القرارات الدولية

بيان صادر عن سيدة الجبل/ إن تنفيذ القرار 1701 بموجب الفصل السابع كفيل بحماية سيادة لبنان وبإعادة السلام ومسيرة النمو الاقتصادي

جنبلاط عرض الأوضاع العامة مع شيخ العقل

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الذكرى السنوية لقطع رأس مار يوحنا المعمدان بأمر من هيرودس استجابة لطلب ابنة عشيقته هيروديا

إنجيل القدّيس مرقس06/من14حتى26/:”سَمِعَ المَلِكُ هِيرُودُسُ بِيَسُوع، لأَنَّ ٱسْمَهُ صَارَ مَشْهُورًا، وكَانَ أُنَاسٌ يَقُولُون: «إِنَّ يُوحَنَّا المَعْمَدانَ قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، ولِذلِكَ تَجْرِي عَلَى يَدِهِ الأَعْمَالُ القَدِيرَة». وآخَرُونَ يَقُولُون: «إِنَّهُ إِيليَّا». وآخَرُونَ يَقُولُون: «إِنَّهُ نَبِيٌّ كَأَحَدِ الأَنْبِيَاء». ولَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ قال: «إِنَّ يُوحَنَّا الَّذي قَطَعْتُ أَنا رَأْسَهُ، هُوَ نَفْسُهُ قَام». وهِيرُودُسُ هذَا كانَ قَدْ أَرْسَلَ فقَبَضَ علَى يُوحَنَّا وكَبَّلَهُ في السِّجْن، مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرأَةِ أَخِيهِ فِيلِبُّس، وكانَ قَدْ تزَوَّجَها؛ لأَنَّ يُوحَنَّا كانَ يَقُولُ لَهُ: «لا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تتَزَوَّجَ ٱمْرَأَةَ أَخِيك!». وكانَتْ هِيرُودِيَّا ناقِمَةً عَلَيْهِ تُرِيدُ قَتْلَهُ فلا تَسْتَطِيع؛ لأَنَّ هِيرُودُسَ كانَ يَهَابُ يُوحَنَّا، لِعِلْمِهِ أَنَّهُ رجُلٌ بارٌّ قِدِّيس. وكانَ يُحَافِظُ عَلَيْه، ويَحْتَارُ جِدًّا عِنْدَما يَسْتَمِعُ إِلَيْه، لكِنَّهُ كانَ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ بِٱرْتِيَاح. وكانَ يَوْمٌ مُوَافِق، عِنْدَما أَقَامَ هِيرُودُس، في ذِكْرَى مَوْلِدِهِ، عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وقُوَّادِهِ وأَعْيَانِ الجَلِيل. ودَخَلَتِ ٱبْنَةُ هِيرُودِيَّا ورَقَصَتْ فأَعْجَبَتْ هِيرُودُسَ والمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فقَالَ المَلِكُ لِلْصَّبِيَّة: «أُطْلُبِي مِنِّي كُلَّ ما تُرِيدِينَ فَأُعْطِيَكِ إِيَّاه». وحَلَفَ لَهَا: «أُعْطِيكِ كُلَّ مَا تَطْلُبِين، ولَو نِصْفَ مَمْلَكَتي!». فخَرَجَتْ وقَالَتْ لأُمِّها: «ماذَا أَطْلُب؟». فقَالَتْ: «رَأْسَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان!». وفي الحَالِ دَخَلَتْ مُسْرِعةً إِلى المَلِكِ وطَلَبَتْ قَائِلَة: «أُرِيدُ أَنْ تُعْطِيَني حَالاً عَلَى طَبَقٍ رأْسَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان!». فٱغْتَمَّ المَلِكُ جِدًّا. ولكِنْ مِنْ أَجْلِ القَسَمِ والمُتَّكِئِينَ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَرُدَّ طَلَبَها. وفي الحَالِ أَرْسَلَ المَلِكُ سَيَّافًا، وأَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ رأْسَ يُوحَنَّا. فذَهَبَ السَّيَّافُ وقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا في السِّجْن، وحَمَلَ الرَّأْسَ عَلَى طَبَق، وأَعْطَاهُ لِلصَّبِيَّة، والصَّبِيَّةُ أَعْطَتْهُ لأُمِّها. وسَمِعَ تلامِيذُ يُوحَنَّا بِٱلخَبَرِ فذَهَبُوا ورَفَعُوا جُثْمَانَهُ، ووَضَعُوهُ في قَبْر”.

 

”تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: قراءة في خطيئة من عرقل ويحول دون تنفيذ القرار 1701 من الذين يدعون باطلاً بأنهم سياديين، في حين أنهم عملياً يعملون تحت مظلة المحتل ويتجابنون على خلفيات مصلحية وذمية حتى عن ذكر القرارات الدولية الخاصة بلبنان في أي بيان أو مواقف لهم، ويدعون تزلفاً بأن حزب الله حرر الجنوب وانه لبناني وممثل في مجلس النواب، في حين الحزب يفاخر علناً بتبعيته المطلقة لإيران ولحكامها ولحرسها الثوري/مع نص القرار باللغتين العربية والإنكليزية

UN Lebanon resolution 1701 Text

نص القرار الدولي 1701 الذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع في 11 آب/2006

https://eliasbejjaninews.com/archives/58116/%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-1701-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%85%d8%af%d9%87-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3/

28 آب/2023

 

وفاة ضحية الرصاص الطائش والسلاح المتفلت والإحتلال، الطفلة نايا حنا، ابنة بلدة الحدث بعد 23 يوماً من إصابتها

الياس بجاني/26 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121645/121645/

رحلت اليوم الطفلة البريئة نايا حنا التي كانت أصيبت برصاصة طائشة وهي في ملعب مدرستها خلال إعلان نتائج الامتحانات الرسمية. رحلت بعد معاناة استمرت لمدة 23 يوماً.

إنها ضحية الفوضى والسلاح المتفلت والاحتلال الذي دمر لبنان وفكك مؤسساته وشرع حدوده وعمم وشرعن الإرهاب والإجرام وكل ممارسات المارقين واللصوص والقتلة والأبالسة.

نصلي من اجل سكناها جنة الخلد في المنازل السماوية المقدسة إلى جانب البررة والقديسين حيث الفرح والراحة والسلام الأبدي.

نصلي من أجل أن يلهم الرب ألآب الصبر والسلوان لعائلتها المفجوعة ولأهلها ولأبناء بلدتها.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw  لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة خاصة لـ "الحدث" مع أستاذ العلاقات الدولية رئيف خوري

https://www.youtube.com/watch?v=lzj6RSolZAo

28 آب/2023

 

رابط فيديو مقابلة من صوت لبنان مع الصحافي طوني بولس/هل تكسر التطورات الإقليمية الجمود الحاصل في الملف الرئاسي؟

https://www.youtube.com/watch?v=SpKeN82gpew

28 آب/2023

 

بولس للحكي بالسياسة: التظاهرات الشعبية خيار المعارضة

صوت لبنان/28 آب/2023

أوضح الصحافي طوني بولس عبر صوت لبنان ضمن برنامح “الحكي بالسياسة” أنّ تصرّف وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب يبدو وكأنّه وزير خارجية ح ز ب ا ل ل ه، ويحاوّل من خلال التجديد “لليونيفل” جعلها شاهد زور، لا دور لها ولا فعالية، مشيرًا إلى ملف التجديد الذي تمّ العام الماضي، ومنحها حق التجّول من دون إذن مسبق من الجيش اللبناني أو مرافقة من قبله، منتقدًا الذين يعتبرون هذا التجديد هو انتقاص من هيبة الجيش، واجدًا فيه إزالة عنصر الإحراج من أمامه، مؤكدًا ضرورة أن تتمتع اليونيفل بحرية تنفيذ عمليات الاستقصاء ووضع تقاريرها بشكل محايد ورفعها إلى الأمم المتحدة

ولفت إلى أنّ ح ز ب ا ل ل ه يريد استخدام القرار السياسي الذي يُلزم الجيش التنسيق مع ح ز ب ا ل ل ه حول تحرّكات اليونيفل في الجنوب، لمصالحه الشخصية، رافضًا هذا الأمر، ومعتبرًا أنّ الحزب يريد اليونيفل أداة طيّعة تستنكر، وتعترض، وتستثمر المليار دولار في الجنوب في الأعمال التنموية والتوظيفات ودورات التدريب والمدراس الصيفية… ولا يريدها قوة دولية تُراقب وتُطبّق القرار الدولي 1701.

وتحدّث بولس عن مصير شُحنة الأسلحة التابعة ل ح ز ب ا ل ل ه، مشيرًا إلى عمليات النزوح السوري الجديدة باتجاه لبنان جراء العمليات العسكرية والتحرّكات في منطقة السويداء، رفضًا لنظام بشار الأسد الذي يدّعي حماية الأقلّيات، موضحًا أنّ داعش والعدو الإسرائيلي، شمّاعتان “غبّ الطلب” لمحور المُمانعة.

وأشار بولس إلى عدم احترام الموفد الفرنسي للأصول الشكلية من خلال توجيهه الأسئلة إلى الكتل النيابية، منتقدًا الرئيس بري لعدم اعتراضه على ضرب هيبة المجلس النيابي وسيادته، متوقعًا خيار المعارضة لمنع وصول مرشح المُمانعة إلى قصر بعبدا، العودة إلى التظاهرات الشعبية، داعيًا النائب باسيل إلى تعزيز الثقة بينه وبين المعارضة، والعمل على تثبيت التقاطع بينهما.

 

رابط فيديو مقابلة مع د. فارس سعيد من موقع صوت بيروت انترناشيونال

https://www.youtube.com/watch?v=srukmbWEDh8

حزب الله سهل ملف ترسيم الحدود اللبنانية لحصوله على منفعة ذاتية ومناوشات بين الطبقة السياسية بالبلاد حول التحكم في عائدات النفط والغاز

28 آب/2023

 

رابط فيديو مقابلة من محطة "أم تي في" مع النائب جورج عدوان

https://www.youtube.com/watch?v=w74GfLmUVcw

28 آب/2023

 

رابط فيديو مقابلة من موقع سبوت شوط مع النائب كميل شمعون

https://www.youtube.com/watch?v=vAymI23gtn0

28 آب/2023

نفى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون أنه خرج من تكتل الجمهورية القوية، "فوفد تيار المردة الذي زارنا، زار غيرنا من الكتل، وانا لم أصطف مع الخط الذي يمثله الوزير سليمان فرنجية".

موقع سبوت شوط/28 آب/2023

وفي مقابلةٍ عبر "سبوت شوت" ضمن برنامج "وجهة نظر" قال شمعون: "عندما تم ترشيح الوزير جهاد أزعور، كان لي تحفظ عليه، مع أني إنتخبته، ذلك لأني طلبت منه ان يقدم لي مسودة لبرنامجه في حال وصوله إلى الرئاسة ولم يفعل، فأنا رئيس حزب ومن حقي الإطلاع على المشروع الرئاسي للمرشحين وما إذا كان يتطابق مع طروحاتنا أم لا". وتابع " مسألة ترشيح أزعور حصلت سريعاً بعد أن طرح الإسم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وانا أبلغت بالتقاطع في آخر دقيقة، قد يعتبرنا الزملاء "تحصيل حاصل" ولن نعارض، وانا مع التكتل بكل فخر ونجتمع في كل أسبوع إفتراضياً ونتباحث بالمستجدات بحضور الحكيم او بغيابه". وأضاف "أنا لا أنتخب فرنجية منفرداً، ولن يحصل تباعد مع القوات اللبنانية إلاّ إذا خرج احدنا عن المبادئ الوطنية السيادية التي تجمعنا، ونحن نعمل كتكتل تحت رعاية وتوجيهات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي يحثنا على توسيع التكتل وإستقطاب أكبر تجمع نيابي للجبهة السيادية التي أصبحت تضم حزب الكتائب والنائب اشرف ريفي والنائب فؤاد المخزومي وغيرهم". ولفت إلى أن "علاقة قديمة تربط بين آل شمعون وآل فرنجية منذ ايام الإستقلال وما بعده، ونحن أول من أدان مجزرة إهدن، أما الزيارة فكانت واضحة ولم تحصل فيها اي تنازلات ولكن يجب ان نبقى على تواصل معهم لأن لدينا بعض النقاط المشتركة كتطبيق اللامركزية مثلاً ".  وأوضح شمعون قائلاً "مشكلة سليمان فرنجية أنه مقرب كثيراً من النظام السوري ونحن ندرك جيداً ما الثمن الذي دُفع جراء التواجد السوري في لبنان، وإذا اراد تأييدنا لا بد له من تقديم ضمانات تلزمه بالمشروع الذي نطرحه كسلطة سيادية، وبحسب معرفتي به هو رجل في حال وعد يفي بوعوده". كما ابدى رفضه للسلاح المتفلت في الضاحية الجنوبية لبيروت "الذي يطلق بإتجاه المناطق الشرقية، وهذا ما اودى بحياة الطفلة نايا حنا"، مشيراً إلى أن "ظاهرة إطلاق النار إبتهاجاً هي قمة التخلف، فحزب الله لا يملك إلاّ بيئة تخريبية هدفها أن نسلم بقدرة الحزب ولكننا لن نفعل، ولن نخضع لا لحزب الله ولا لحلفائه، فنحن كموارنة، بشكل خاص، سنبقى متشبثين بالوطن وبأرضه". واردف " عملياً كل اللبنانيين في جهة وحزب الله في جهة أخرى، والتململ من الحزب إنتقل إلى داخل البيئة الشيعية، ففي ما مضى حظي العماد ميشال عون بالغطاء الشعبي بسبب الإمتعاض من التصرفات الميليشيوية وهذا ما سيحصل داخل البيئة الشيعية التي ستبحث عمن يساعدها للتخلص من طغيان الحزب الذي عليه تسليم سلاحه والعمل مع اللبنانيين كافة على خطة دفاعية في مواجهة الإحتلال، حتى تصبح المقاومة شرعية وتحت راية الجيش اللبناني". كما شدد على اهمية الحوار بين اللبنانيين لأجل الخروج من الأزمة "إذ لا يستطيع احد أن يفرض على الآخر شيئاً لذلك يجب تقريب وجهات النظر". وختم شمعون مؤكداً أن "التيار وحزب الله لم يتوقفا يوماً عن الحوار وإتفاق مار مخايل لا يزال قائماً وأرجو أن يتم التوصل إلى إنتخاب رئيس له علاقات مع الجميع متمسكاً بالقانون، نظيف الكف وسيادي".

 

رابط فيديو كلمة  أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بمناسبة ذكرى التحرير الثاني‏

https://www.youtube.com/watch?v=3uDdGdSW8aA

28 آب/2023

 

زمن المسايرة الدولية انتهى… لا تعديل على صلاحيات “اليونيفيل”!

لارا يزبك/المركزية/28 آب/2023

لن يتمكن لبنان على ما يبدو، من الوقوف في وجه القرار الاممي، بإبقاء صلاحيات اليونيفيل كما أقرت في آب الماضي، على حالها، وهي، اي الصلاحيات، لن تعود على الارجح، الى ما كانت عليه قبل ذلك التاريخ. فقد افيد ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الموجود في نيويورك، اطّلع على مسوّدة مشروع القرار المطروحة للتمديد لليونيفيل، واثر ذلك “عبّر الوزير بوضوح عن رفض لبنان للصيغة المتداولة كونها لا تشير الى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية، ممثلةً بالجيش اللبناني، كما تنص اتفاقية عمل اليونيفيل المعروفة بالـ” SOFA”. كما ذكّر بوحبيب بأن التجديد السنوي للقوة الدولية في الجنوب “يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية. كذلك شدد على رفض لبنان أن يعطي الشرعية لنقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 والداعي الى حل النزاع بالطرق السلمية، الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو الى فرض القرار بالقوة”.  كل هذه المعطيات تؤكد، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ان مهمة الحكومة متمثلة ببوحبيب، والقاضية باعادة صلاحيات القوات الدولية الى صيغتها الرئيسية، متعثرة. لكن الامر ليس مفاجئا. فوفق المصادر، بعد كل التطورات الخطيرة والدعسات الناقصة او “الفاولات” التي اقترفها حزب الله جنوبا، بالمباشر او عبر الاهالي او تنظيمات فلسطينية او اياد خفية، وتبدأ مِن اطلاق الصواريخ نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا الى نصب الخيم، مرورا بتصفية شخصيات سياسية معارضة ومنها لقمان سليم او الياس الحصروني، وبحادثة الاعتداء على الكتيبة الايرلندية… مِن الطبيعي جدا، ان تعمل العواصم الكبرى التي لها جنود عاملين في اليونيفيل، لتعزيز صلاحياتها ودورها ولتوسيعها حتى، لا لتقليصهما، بما يساعد في إرساء الهدوء اكثر في الجنوب وفي تطبيق القرار ١٧٠١، وهم في لبنان للاشراف على تنفيذه. وهذه العواصم ازدادت تصميما بعدما لم يبادر لبنان الرسمي الى اي خطوة لمواجهة هذا التسيب جنوبا… وفي وقت سيتأكد الإخفاق المرجّح للدبلوماسية اللبنانية في الوصول الى هدفها في نيويورك، في ٣١ الجاري، تقول المصادر ان القرار الذي سيصدر في قابل الايام يجب ان يشكّل رسالة للبنان – الدولة، وعليه ان يفهمها جيدا، فحواها أن زمن المسايرة الدولية، لـ”تلاشيه” السيادي، انتهى.

 

«بجرّين» قرية لبنانية اختفى كل أهلها وسكنتها الأشباح..اهلها ركبوا البحر قبل مائة سنة ولم يعودوا

سوسن الأبطح/الشرق الأوسط/28 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121711/121711/

قصتها تصلح لفيلم سينمائي، قرية بجرّين. تسمع عنها، ولا تصدّق أنها موجودة وأن حكايتها حقيقية، إلا حين تصلها وتعاين أطلالها، ومنازلها المهدّمة، ومخلفات أهلها. ولكن كيف تبلغها، ودروبها وعرة؟ تلك هي المعضلة!

أصبحت تسمى «قرية الأشباح»، كل ما فيها أطلال دارسة، وبيوت مهجورة، وحجارة شاخت وهي تنتظر أصحابها، الذين ذهبوا ولم يعودوا. كلٌ له روايته حول أهل القرية وسبب اختفائهم، لكنها جميعها تتفق على أن أهل الدور كانوا هنا قبل مائة سنة، ونعموا بحياة هانئة، وأرض خصبة، ومحاصيل سخية، زرعوا القمح والتبغ والتين، واشتغلوا بصناعة الحرير. لكن الحرب العالمية الأولى ومآسيها، ضربت المتصرفية في جبل لبنان، وعانى السكان من المجاعة والحصار والجراد، ومات ثلث السكان، وبقي من أسعفته الصحة الحسنة، وحظه الكبير. ويبدو أن أهل بجرّين لسبب نجهله بدقة، قد قرروا كلهم ركوب البحر والهرب من هنا، البعض يقول إنهم ذهبوا إلى البرازيل، وإن سفينتهم غرقت وابتلعهم البحر هم ومفاتيح بيوتهم، التي بقيت مغلقة، لأن أحداً منهم لم ينجُ، ليأتي ويؤكد وفاتهم. وهناك من يرجّح أن بينهم من وصل إلى وجهته واختفى ذكره. في كل الأحوال أهالي بجرّين خرجوا ولم يعودا، قبل ما يقارب القرن من الزمن، ولم يأت أحد يخبر عنهم.

حكاية دغدغت الأخيلة الخصبة، وأغرت كثيرين بالذهاب والبحث عن القرية. وهو ما حوّل بجرّين مؤخراً إلى مقصد للسياح، خصوصاً أولئك الذين يهوون المغامرة واكتشاف الغرائب، والمشي في الطبيعة، ويمتلكون قوة القلب وصلابة الإرادة.

أردنا أن نعرف المزيد عن بجرّين التي سمعنا عنها، وخلناها مجرد حكاية وهمية. من مدينة عمشيت الساحلية في شمال لبنان، صعدنا في السيارة صوب الجبل باتجاه بلدة غرفين التي تتبعها بجرّين إدارياً. حين أوقفنا السيارة واتجهنا صوب رجل من أهل القرية، قال لنا من بعيد وقبل أن نتفوه بكلمة: عرفت مقصدكم. وشرح الرجل الذي لا بدّ شاهد أسراباً من السياح يحاولون الوصول إلى بجرّين قبلنا: «عليكم أن تركنوا السيارة بعد أمتار عدّة حيث توجد كنيسة، وتبدأوا بالسير على الأقدام. والطريق وحدها كفيلة بأن تدلّكم على وجهتكم. فما أن يرى السكان غرباء هنا، حتى يدركوا على الفور أنهم آتون لزيارة بجرّين التي تحولت بفضل وسائل التواصل التي تناقلت أخبارها، إلى لغز يستحق الاكتشاف».

لم يكن الأمر بالسهولة التي تصورناها. المواصلات إلى القرية المهجورة معدومة، وليس للزائر سوى أقدامه وحدسه، طالما لم يرافقه أحد من سكان الجوار. فالقرية تقع على تلة بين جبلين، يفصلها عمّا حولها سهول ووديان، وعن قرية حصارات القريبة وادٍ سحيق. سرنا بين الأشجار، في طريق مغطاة بالحجارة والأتربة ما يقارب نصف ساعة، لم نقابل خلالها سوى الكلاب وقطيع من الخراف. أحببنا أن نعرف إذا ما كنا نسير في الاتجاه الصحيح والحرّ يصعّب من وعورة الطريق، لكن الراعي، وهو الإنسي الوحيد الذي التقيناه، لم يبدِ رغبة في أن يرفع رأسه، ويجيبنا، أو يساعدنا. لم يبقَ من معين سوى خرائط غوغل، لتسير بنا إلى بجرّين. من بعيد وبعد أن قطعنا طرقاً ملتوية، بدت لنا الأطلال مرتفعة على تلة، وكأنها في مكان انقطع كلياً عن العالم. هل خشي الأهالي الاقتراب من هنا؟ لماذا لم ينبت منزل واحد في المحيط؟ هل هي الخشية من لعنة الاختفاء والزوال؟ هل اكتفى جيران بجرّين بأن يخيفوا أولاهم بأخبار من غابوا.

عرفنا أن ثمة إحساساً من السكان بأن لعنة تسكن المكان، ولم تعد المنطقة مرغوبة ولا يحب أن يقترب منها أحد. كما أن جهداً بُذل كي تبقى بجرّين، على ما هي عليه، لقيمتها الرمزية والمعنوية. وهذا لم يكن صعباً فالمالكون للأراضي المحيطة قلّة، وهم ربما يفضلون أن تبقى بجرّين على حالها، تزرع سهولها وتظل بيوتها مهجورة.

وصلنا بعد أن أرهقتنا الحيرة، وأخافتنا الوحشة فلا بها إنس ولا أثر لصوت بشري في هذه البّرية الجبلية الخضراء، تسلّحنا بحجارة كبيرة، خشية أن يداهمنا كلب شارد من جديد. حين تلوح لك أطلال القرية من بعيد، تشعر بالارتياح، على الأقل لم يذهب تعبك سدى.

على مدخل القرية لفتتنا غرفة يعلوها صليب وتمثال لمريم العذراء. الباب الحديدي الأحمر مفتوح. هي مجرد غرفة صغيرة، يبدو أن ثمة رجال دين يأتون هنا بين الحين والآخر، يصلّون على راحة نفوس من اختفوا. مقاعد خشبية بنية قليلة لا تتسع لأكثر من عشرة من المصلين. وخلف الغرفة مقابر قديمة ومهملة.

نكمل تجوالنا في القرية، كنا نظن أننا سنعثر على بعض حاجيات الأهالي التي شاهدناها في الصور، لكن يبدو أن ثمة من أخذها مؤخراً. أخبرنا فيما بعد، أن أدوات كثيرة كان يستخدمها أهالي بجرّين بقيت مرمية أمام البيوت وداخلها حتى عام 2014، ومن ثَمّ تعرضت للنّهب ولم يتمكن أحد من حمايتها. يمكنك أن ترى بقايا لأوانٍ فخارية مكسرة ومدافن عتيقة لموتى لم يعد هناك من يتذكرهم. البيوت التي تراصت متناثرة، بعضها هُدمت حيطانها، لكنها جميعها تقريباً هبطت أسقفها. مائة سنة كفيلة بأن تُذيب الحجر. لم يعد من نوافذ ولا أبواب للمنازل. تلحظ بوضوح أن هناك بيوتاً متسعة وأخرى مكونة من غرفة أو غرفتين، لا أكثر. لا تخلو القرية من الآبار المحفورة التي جفّت بفعل الزمن، وخزانات مياه استخدمت لتجميع أمطار الشتاء واستخدامها في الصيف. أنت على تلة حين تزور ما تبقى من بجرّين، تنبسط أمامك السهول التي كانت ذات يوم مصدر رزق مزارعي القرية، ومن بعيد باتجاه الساحل يلوح لك البحر بأزرقه.

مشهد منازل بجرّين الخاوية، تقشعر له الأبدان. أشجار الخروب لا تزال شاهدة على الأيدي التي زرعتها. ماذا دار في رؤوس الساكنين وهم يحزمون أغراضهم للرحيل. هل كانوا ينوون العودة كما يقال، أم أنهم كانوا يعرفون أنه الخروج الأخير. وكيف يمكن لعشرات أو مئات الناس، من قرية واحدة، أن يختفوا دفعة واحدة ولا يجدوا من يخبر عنهم.

هي قرية لبنانية بكامل ملامحها رغم مرور قرن على هجرانها. بعض منازلها تحولت إلى أكوام من حجارة، حفرها الأهالي من الصخر بسواعدهم ليشيّدوا مساكنهم، فيما لا يزال أهالي القرى المجاورة حين يمرون قربها يسمعون أصواتاً يظنون أنها استغاثات أرواح أهلها الغائبين.

يقدر عدد سكان بـجرّين عام الرحيل بـ200 شخص، كانوا يزرعون التوت ويربون دود القزّ، وينسجون الحرير، ويكدّون للعيش بسلام. لكن الحرب كانت أقوى منهم، اقتلعتهم من أرضهم التي عاشوا فيها مئات السنين، وصاروا درساً يحتاجه كل من تسول له نفسه تغليب العنف والشر، على المحبة بين الأخوة في الوطن الواحد.

 

ما حاجة لبنان إلى “اليونيفيل”؟

عماد موسى/نداء الوطن/28 آب/2023

يمتلك لبنان صيغة دفاعية فريدة، لا تمتلكها أعظم الدول في العالم وأكثرها تطوراً وقدرة؛ الجيش والشعب والمقاومة، هذا ما يجعل بلدنا الصغير عصيّاً على كل المؤامرات صامداً في وجه أطماع العدو، متماسكاً أيّما تماسك. باتت الثلاثية بأهمية مقدمة الدستور، ونصاً مكرّساً في أي بيان وزاري، وحشوة ملزمة في نخاع الصغار والكبار. لدى روسيا مثلاً جيش وشعب ومرتزقة، والنتيجة أن فولودومير زيلينسكي سوّد حياة القيصر وقضّ مضاجعه. ولدى الشقيقة سورية ثلاثية قوامها جيش وشعب وشبّيحة، أثبتت الأحداث عدم فعاليتها فلجأ النظام إلى خدمات ميليشيات شيعية وإلى قوات روسية كي يبقى واقفاً على قدميه. لم يستفد النظام من تجربته الناجحة في لبنان. هذه الثلاثية السحرية حمت وحررت وأنجزت وردعت إسرائيل، وبالتالي ما الحاجة لوجود القوات الدولية في جنوب لبنان، سواء أكان وجودها تحت الفصل السادس أو السابع أو التماني ونص وخمسة؟ المقاومة تحمي الحدود وتحفر الأنفاق وتنصب الخيم وتركب كاميرات وتنصب صواريخ وتخزّن أسلحة، الأهالي يضبطون المعابر غير الشرعية ويسيّرون دوريات لحفظ الأمن ويداهمون الأماكن المشبوهة، والجيش يحمي ظهر المقاومة وظهر الشعب.

ما حاجة لبنان لقوات دولية صارت مهامها الإجتماعية تتقدم على المهام الأمنية؟ (طبابة للبشر وطبابة بيطرية وتركيب مضخات وتأمين شتول وإقامة دورات لتربية النحل…).

ما حاجة لبنان لقوات دولية لا يمكنها التحقق من انفجار إلا بعد 18 ساعة على إخفاء معالمه؟

ما حاجة لبنان لقوات دولية تراقب الخروقات وتسجلها ولا تستطيع منعها وممنوع عليها نصب حاجز وتفتيش قافلة شاحنات برّاد ضخمة آتية من سورية؟

ما حاجة لبنان لقوات دولية «أضرب وأطرح» بدّها غبرة رضى الحزب وهاجسها إذا الحزب راضي أو معصّب؟

ما حاجة لبنان لقوات دولية تشعر أنها مراقبة من الأهالي ومطاردة من الأهالي ومشتبه بها من قبل الأهالي، بالنيابة عن المقاومة، وتتحرّك في بيئة معادية وعاجزة تماماً عن تطبيق أي بند من بنود القرار 1701؟

أمن أجل السلام أرسل عشرة آلاف جندي وضابط إلى الجنوب؟ منذ 17 سنة وطبول الحرب تقرع. دجاجة خوتة تعبر. «ساعور» غير منضبط. قلع شجرة…هي أسباب كافية لاندلاع مواجهات.

ما حاجة لبنان لقوات دولية تحتاج إلى حماية محلية وإلى أذونات بالتحرك في مناطق انتدابها؟

ما حاجة لبنان إلى إيفاد وزير خارجيته إلى نيويورك، وهو يعلم علم اليقين، أن سطراً بالزايد أو سطراً بالناقص، وتبديل كلمة بكلمة لن تغير بالمشهد في الجنوب شيئاً. كنا وفرنا بضعة آلاف من الدولارات لشراء مازوت لموتورات المطار.

 

التعنّت الطائش يقتل فرص الرئاسة

جريدة الأنباء الإلكترونيّة/28 آب/2023

قضت نايا حنّا برصاصة طائشة أطلقها مجهول كان يحتفل بنجاح طالب بالشهادة الثانوية. وقبلها قضى كثيرون بالرصاص الطائش، وآخرون ينتظرهم المصير نفسه، فقط لأن هذه الظاهرة السيئة مستمرّة في ظل غياب هيبة الدولة ومبدأ المحاسبة بشكل كامل وتفلّت السلاح بشكل عشوائي.

لن يُحاسَب قاتل نايا حنا، هو غير معروف الهوية، ولأنّه ربما اذا عُرِف قد يكون محمياً، وانطلاقاً من هذه المسألة، أعلن النائب أديب عبد المسيح نيّته التقدّم باقتراح قانون يرفع سقف العقوبات على مطلقي النار في جميع المناسبات، كما يجرّم صاحب العقار والقيّم على المناسبة التي أُطلقت خلالها النيران، ما لم يسلّم المجرم. وفي السياسة الحال ليس بأفضل، لأن التعنت الطائش سيد الموقف، فيما ملف التجديد لليونيفيل في جلسة لمجلس الأمن الدولي نهاية هذا الشهر يتقدم على غيره من الملفات، خصوصاً وأن الملف الرئاسي في ثلاجة الانتظار حتى عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أو حتى بعدها، إذ بات من الواضح ألا جديد سيفرضه الأخير في ظل عدم تلقّف مبادرته. أما ملف التجديد لليونيفيل، فإن الضبابية تُسيطر عليه، خصوصاً وأن ثمّة الكثير من المعلومات المتضاربة المتداولة، ففي حين رفض وزير الخارجية عبدالله بو حبيب نقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس إلى الفصل السابع، ورفض سحب بند تنسيق اليونيفيل مع الحكومة، أفادت معلومات صحافية أخرى أنه لا يوجد طرح لتطبيق الفصل السابع على لبنان أساساً، وأن كل ما يحكى ليس إلا من بوابة خلق معركة غير موجودة لادّعاء الانتصار الوهمي فيها لاحقاً. مصادر عسكرية أشارت إلى أن تنسيق اليونيفيل لحركتها مع الحكومة والجيش يُشكّل ضمانةً لعدم حصول أي احداث غير مرغوبة. وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، شدّدت المصادر على وجوب إبقاء التنسيق والتأكيد على حضور الدولة في مهمات حفظ الأمن. إلى ذلك، توقف المراقبون عند حديث أطلقه رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل من قاديشا أمس، حينما هاجم معطلي جلسات انتخاب رئيس للجمهورية عبر تعطيل النصاب، أي الثنائي “حزب الله” وحركة “أمل”، وتحدّث عن “خلل الدستور” في انتخابات رئيس الجمهورية، وعاد الى اقتراح قديم للتيار الوطني الحر يقضي بانتخاب الرئيس من قبل الشعب مباشرةً. وقد وضع المراقبون هجوم باسيل على الثنائي الشيعي في سياق المفاوضات الحاصلة بينه و”حزب الله” ورفع السقوف لتحصيل المكتسبات التي يُطالب بها “التيار”.

 

"فاولات" الحزب من دون تحرّك... ورسالة الى "الدولة"

لارا يزبك/المركزية/الاثنين 28 آب 2023

لن يتمكن لبنان على ما يبدو، من الوقوف في وجه القرار الاممي، بابقاء صلاحيات اليونيفيل كما أقرت في آب الماضي، على حالها، وهي، اي الصلاحيات، لن تعود على الارجح، الى ما كانت عليه قبل ذلك التاريخ. فقد افيد ان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الموجود في نيويورك، اطّلع على مسوّدة مشروع القرار المطروحة للتمديد لليونيفيل، واثر ذلك "عبّر الوزير بوضوح عن رفض لبنان للصيغة المتداولة كونها لا تشير الى ضرورة وأهمية تنسيق اليونيفيل في عملياتها مع الحكومة اللبنانية، ممثلةً بالجيش اللبناني، كما تنص اتفاقية عمل اليونيفيل المعروفة بالـ" SOFA". كما ذكّر بوحبيب بأن التجديد السنوي للقوة الدولية في الجنوب "يأتي بطلب من الحكومة اللبنانية. كذلك شدد على رفض لبنان أن يعطي الشرعية لنقل ولاية اليونيفيل من الفصل السادس، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006 والداعي الى حل النزاع بالطرق السلمية، الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يدعو الى فرض القرار بالقوة".

كل هذه المعطيات تؤكد، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، ان مهمة الحكومة متمثلة ببوحبيب، والقاضية باعادة صلاحيات القوات الدولية الى صيغتها الرئيسية، متعثرة. لكن الامر ليس مفاجئا. فوفق المصادر، بعد كل التطورات الخطيرة والدعسات الناقصة او "الفاولات" التي اقترفها حزب الله جنوبا، بالمباشر او عبر الاهالي او تنظيمات فلسطينية او اياد خفية، وتبدأ مِن اطلاق الصواريخ نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة، وصولا الى نصب الخيم، مرورا بتصفية شخصيات سياسية معارضة ومنها لقمان سليم او الياس الحصروني، وبحادثة الاعتداء على الكتيبة الايرلندية... مِن الطبيعي جدا، ان تعمل العواصم الكبرى التي لها جنود عاملين في اليونيفيل، لتعزيز صلاحياتها ودورها ولتوسيعها حتى، لا لتقليصهما، بما يساعد في إرساء الهدوء اكثر في الجنوب وفي تطبيق القرار ١٧٠١، وهم في لبنان للاشراف على تنفيذه. وهذه العواصم ازدادت تصميما بعدما لم يبادر لبنان الرسمي الى اي خطوة لمواجهة هذا التسيب جنوبا...

وفي وقت سيتأكد الإخفاق المرجّح للدبلوماسية اللبنانية في الوصول الى هدفها في نيويورك، في ٣١ الجاري، تقول المصادر ان القرار الذي سيصدر في قابل الايام يجب ان يشكّل رسالة للبنان - الدولة، وعليه ان يفهمها جيدا، فحواها أن زمن المسايرة الدولية، لـ"تلاشيه" السيادي، انتهى.

 

تهديد واضح لجعجع والجميل!

صحف الكترونية لبنانية/28 آب 2023

انتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يظهر تدريبات لمقاتلين ملثّمين بلباس عسكري يجرون اختباراً على إصابة الأهداف باستخدام بنادق رشاشة. وبحسب الفيديو، الأهداف كانت تحمل صوراً لرئيسَي حزب القوات اللبنانية سمير جعجع, وحزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل بالاضافة الى علم اسرائيل.

واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن هدف نشر الفيديو هو تهديد جعجع والجميل بشكل واضح في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان.

 

رقمٌ قياسيٌّ للمطار: 700 ألف شخص خلال آب

الوكالة الوطنية للإعلام/28 آب 2023

كشف رئيس نقابة أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود عن” استمرار الزخم الكبير في حركة الوصول الى لبنان لتاريخ اليوم”، مشيراً الى ان “حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت لا تزال تسجل وصول بين 130 الى 135 طائرة يومياً”. وأكد عبود في بيان “استمرار الوتيرة المرتفعة في حركة الوافدين الى لبنان حتى منتصف أيلول المقبل”، معلناً ان “حركة الوافدين تظهر وصول حوالي 700 ألف شخص إلى لبنان خلال آب، و”هذه الحركة لم يشهدها لبنان منذ سنوات”. كما  توقع أن “يصل عدد الوافدين الى لبنان بين أوائل حزيران الماضي حتى نهاية أيلول المقبل نحو مليوني شخص”، معلناً ان “نسبة السياح العرب والأجانب من الوافدين تتراوح بين 35% و38%”، مشيراً الى ان “حركة السياح العرب من عراقيين وأردنيين ومصريين شبه دائمة في لبنان وعلى مدار العام”. و كشف عبود عن “حركة قدوم قوية الى لبنان خلال أيلول وتشرين الأول المقبلين من دول أوروبا الشرقية، حيث سيكون هناك وفود يومية من هذه الدول ككرواتيا وليوبليانا سلوفانيا وغيرها الى لبنان”، مشيراً الى أن “هذه الجنسيات لم تكن تزور لبنان سابقاً وبالتالي قدومها إيجابي جداً وسيشكل دعماً قوياً للقطاع السياحي والإقتصاد الوطني”.

 

لبنان يبدأ مفاوضات غير مباشرة في الناقورة

عبدالله قمح/ليبانون ديبايت/الاثنين 28 آب 2023

عقدت في مقر عام القوات الدولية "اليونيفيل" في الناقورة على هامش الإجتماع الثلاثي الدوري بين ممثلين عن الجيش اللبناني وجيش العدو الإسرائيلي، برعاية قائد قوات "اليونيفيل" الجنرال آرولدو لاثارو، منتصف الشهر الجاري، جولة "مفاوضات غير مباشرة" من أجل الوصول إلى "حلول"، في ما خص مسائل عدة، من بينها ضمّ العدو جزءاً من خراج بلدة الماري اللبنانية، أو ما عرف سابقاً بالجزء الشمالي من قرية الغجر، وإزالة الخيمة التابعة ل"حزب الله" داخل مزارع شبعا. وعلم "ليبانون ديبايت"، أن الإجتماعات تأتي استكمالاً للحراك الذي قام به لاثارو في السابق لمعالجة المسألتين، ومن ثم تُوَسّع لتضمّ المطلب اللبناني الدائم بإظهار الحدود التي سبق ورُسمت عام 1923 وتم تثبيتها عام 1949، كما أنها تأتي استكمالاً لجولات التفاوض غير المباشر المماثلة ذات الصلة التي سبق أن جرت خلال عام 2018، وتوقفت نتيجة المماطلة الإسرائيلية. وفي معلومات "ليبانون ديبايت"، أن الجولة التي حصلت وما يتبعها، تتمّ بعلم من الولايات المتحدة الأميركية وتنال دعمها، حيث أن الأخيرة في صدد إرسال مبعوثها لشؤون الطاقة إلى لبنان عاموس هوكشتين في المرحلة المقبلة لرعاية المفاوضات غير المباشرة، وإجراء زيارات ونقاشات مع المسؤولين اللبنانيين بغية الوصول إلى ما يسمى "تفاهم بري"، يتخّله إزالة التحفّظات اللبنانية عن أكثر من 13 نقطة. وكان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، قد ذكر مؤخراً في حديث صحفي، أن الأميركين قد اقتنعوا بضرورة أن مبدأ مفاوضات ثلاثية برعاية "اليونفيل" بهدف إظهار الحدود، وقد فُسِّر ذلك بأنه الإعلان الرسمي الأول من نوعه عن إطلاق المسار. بالعودة إلى التفاصيل، فقد أكدت معلومات خاصة، حصول الإجتماع بتاريخ 16 آب الجاري في مقرّ عام قوات الطوارئ الدولية، ويُتوقّع أن تتمّ الدعوة إلى اجتماع آخر خلال الشهر المقبل. كما يُتوقّع أن يحصل ذلك بعيد زيارة هوكشتين، أو خلالها. مع ذلك، لا يبدو أن العدو الإسرائيلي مرتاح إلى الأجواء التي سادت الإجتماع الأول، بدليل الحركة التي أجرتها السفيرة الأميركية المنتهية ولايتها في بيروت دورثي شيا تجاه وزارة الخارجية ومعنيين آخرين. وبدا الجانب اللبناني متمكناً من الملفات التي طرحها خلال الإجتماع، وناقش من منطلق قوة، من دون ان يكون هناك أي اتصال أو تواصل مباشر، المهم في ما جرى، غير تشبّث اللبنانيين بمواقفهم، الطابع السرّي للجلسة، إذ لم يوافق اللبنانيون على القبول بإعداد أي تقرير رسمي حول ما جرى التداول فيه لرفعه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو تدوين ملاحظات.من جهة أخرى، يتبيّن أن العدو يحاول ربط الملفات ببعضها، مستغلاً تزامن الحراك "الحدودي" مع النقاشات الجارية حول صيغة التمديد عاماً إضافياً لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" العاملة في لبنان.

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

«حزب الله».. الشريك الإيراني «المضارب» في ملف الغاز والنفط!

جنوبية/28 آب/2023

إستبشر اللبنانيون خيراً، لحظة تناقل وسائل الإعلام اللبنانية صور للرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، ومعهما وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض، خلال إقلاع الطائرة التي حملتهما من مطار رفيق الحريري الحريري إلى منصّة الحفر للتنقيب عن الغاز في البلوك رقم (9).

لكن هذا الشعور بالخير، سُرعان ما تبدّد بمُجرّد أن استعاد السواد الأعظم من اللبنانيين ذكراتهم، لجهة الغرق المُتعدد الجوانب الذي يُحيط ببلدهم، وشعورهم بأن من على متن هذه الطائرة بالإضافة إلى المُساهمين بـ”حفلة” التنقيب وعلى رأسهم “حزب الله”، هم أساس هذا الغرق، نتيجة هدرهم وفسادهم وحمايتهم للصوص الذين يعملوا تحت إدارتهم. إكتملت الصورة الناقصة، حول مشهد عملية التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكين رقم 4 و 9 في المياه الإقليمية اللبنانية، من خلال انضمام كُل من شركة “قطر للطاقة” و”توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية، بحيث أصبحت هذه الشركات شريكاً علنياً لمجموعة شركاء، ساهموا منذ سنوات طويلة، بخراب لبنان ولهم أياد طولى في وصوله إلى حالة الإفلاس التي هو عليها اليوم. فعلى الرغم من حالة الإنتظار التي أُعلنت للكشف عن حقيقة وجود الغاز في هذين البلوكين، والتي قد تمتد لفترة أربعة أشهر، إلّا أن التراشق السياسي الذي يخفي خلفه الكثير مما ينتظر اللبنانيين، قد انطلق هو الأخر مع إنطلاق طائرة المسؤولين بعد كلام للرئيس بري جاء فيه: في هذه العتمة يأتي يوم فرح عملت له سنوات طوال الى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة بتاريخ الأول من تشرين الأول عام 2020، ليرد عليه الرئيس السابق ميشال عون بالقول بأن “رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل هو من قام بالبحث عن النفط وحدد الخريطة مع الدول النرويجية، وهي أول دول وجدت أن هناك نفطًا في البحر، وقام بعدها بطرح موضوع استدراج المتعهدين”. في السياق، كشفت مصادر سياسية بارزة بارزة مواكبة لعملية التنقيب في البلوط رقم 9 عبر “جنوبيّة”، عن “مناوشات سريّة دائرة بين الطبقة السياسية اللبنانية الأساسية، تتعلّق بالمناصب التي يُمكن من خلالها، التحكّم بعائدات النفط والغاز في المرحلة المُقبلة”. وأكدت أن “هذه المناوشات هذه ستتحوّل إلى صراع علني بين المسؤولين، سينتج عنه مجموعة عراقيل، يدفع ثمنها المواطن الذي ينتظر الخلاص من هذين البلوكين وغيرهما، في حال تم التعاطي من قبل المسؤولين بواقعية ومسؤولية مع الملف النفطي، فضلاً عن الدور الاساس الذي سيقوم به اللاعب الأكبر في هذا الملف وهو “حزب الله”، الشريك الخفي في عمليات التنقيب والتلزيم والتوزيع”. وكشف المصادر عينها أن “حزب الله دخل شريكاً أساسياً في عملية الحفر ليس من الأن، إنما منذ ما قبل التوقيع على الإتفاقات الدولية، بما يتعلّق بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والإتفاقات الداخلية المتعلقة بالتنقيب والتوزيع، بحيث أن حصته في هذا الملف ستكون أوّلاً، من خلال النسبة المُخصّصة له ضُمن إتفاق سرّي أشرفت عليه كُل من إيران والولايات المُتحدة الاميركية، بالإضافة حصّته الداخلية لجهة التوظيفات والمُحاصصات من خلال شريكه في الواجهة برّي.” وجزمت المصادر بالقول: “لا يُمكن لـ”حزب الله” أن يُقدّم أو أن يُسهّل أي ملف، ما لم تكن هناك منفعة ذاتية له سواء بالمُباشر أو غير المُباشر، وهذا الأمر بالنسبة إليه ينطلق من اعتقاد ثابت لديه، بأن كُل ما قدمه من تضحيات جسدية ومادية ومعنوية في لبنان أو خارجه، قد حان وقت قطافه بأشكال مُختلفة، وملف النفط يُعتبر إحدى هذه الأشكال بانتظار الترسيم البرّي، إلى حين الوصول إلى المسألة الأساسية المُتعلقة بسلاحه”.

 

ماكرون في مؤتمر السفراء بباريس: على إيران توضيح سياستها في لبنان

جنوبية/28 آب/2023

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين في كلمته أمام الدبلوماسيين في “مؤتمر السفراء” بباريس، على أن بلاده ستواصل دعم رئيس النيجر المطاح به محمد بازوم، واصفا قرار الأخير عدم الاستقالة بـ”الشجاع”. كما قال ماكرون إن سفير فرنسا باق في النيجر رغم ضغوط قادة الانقلاب. وتطرق ماكرون أيضا إلى أولوياته للسياسة الخارجية في ظل السياق الدولي الذي تخيم عليه الحرب في أوكرانيا، وللدبلوماسية الفرنسية التي تتعرض لانتقادات حادة في بلدان أفريقية، وإلى قضايا أخرى بينها الملف السوري وأمن العراق والقضايا المرتبطة بإيران حيث يُحتجز أربعة فرنسيين. وأكد  ماكرون في كلمته ، حضوره مؤتمر الأمن الإقليمي المقبل في بغداد الذي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر.

دمج سوريا

ودعا ماكرون إلى مطالبة سوريا ب”مزيد من التعاون” في مكافحة الإرهاب إذا أرادوا إعادتها إلى الهيئات الإقليمية، مشدداً على أن إعادة دمج دمشق تتطلب “مزيداً من التعاون في مكافحة الجماعات الإرهابية” كما يجب أيضاً أن تكون مصحوبة بعملية سياسية تسمح بعودة اللاجئين مع ضمانات الحماية والاعتراف والأمن الاقتصادي والسياسي على الأراضي السورية”. وأضاف الرئيس الفرنسي:”في الواقع يمكننا أن نرى بوضوح أن جميع دول المنطقة تحاول استئناف الاتصالات مع سوريا (النظام السوري) لإعادة دمجها في الهيئات الإقليمية، والعنصر الأساسي في هذا الصدد هو مكافحة الإرهاب”. ودعا وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد خلال زيارته العاصمة العراقية بغداد، مطلع حزيران/يونيو، إلى التعاون من أجل “تصفية الإرهاب وإنهاء العقوبات الاقتصادية”.

ايران ولبنان

وأدان  ماكرون،  “أنشطة زعزعة الاستقرار الإقليمية التي قامت بها إيران في السنوات الأخيرة”، مؤكدًا أن “إعادة الارتباط يجب أن تمر أيضًا بتوضيح سياسة إيران فيما يتعلق بجيرانها المباشرين، فيما يتعلق بإسرائيل وأمنها، مع فيما يتعلق بلبنان واستقراره”. وشكر ماكرون، خلال مؤتمر لسفراء فرنسا في الخارج في قصر الإليزيه، موفده الخاص الى لبنان جان – إيف لودريان على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه، والمتعلّقة بإيجاد حلّ سياسيّ للأزمة الراهنة. وفي هذا الإطار، اعتبر أنه “من العناصر الأساسية لهذا الحل السياسي في لبنان هو توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران” وفي سياق آخر، دعا ماكرون إيران للإفراج عن الفرنسيين الأربعة المحتجزين لديها، وقال في كلمته:”لا شيء يبرّر احتجاز”المواطنين الفرنسيين”في ظروف غير مقبولة“.

“خطر إضعاف أوروبا” وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من “خطر إضعاف” أوروبا والغرب في السياق الدولي الحالي،  واعتبر في كلمته أمام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس أن هذا السياق يزداد “صعوبة وتعقيدا… ويهدد بإضعاف الغرب وخصوصا أوروبا”. كما أشاد ماكرون بعمل الدبلوماسيين الفرنسيين الذين يواجهون ظروفا صعبة، مشيرا بشكل خاص إلى الوضع في النيجر حيث ما زال السفير الفرنسي في منصبه.  وقال ماكرون في كلمته إنّ “فرنسا والدبلوماسيين واجهوا في الأشهر الأخيرة مواقف صعبة في بعض البلدان” سواء في السودان أو في النيجر. وأشار إلى أن فرنسا ترفض أي “إملاء” أو “ضعف” في أفريقيا، في وقت تعرضت منطقة الساحل لانقلابات، داعيا دول الساحل إلى اتباع “سياسة مسؤولة”.

“الاحترام الكامل لممر لاتشين”

خلال، كلمته، وعد ماكرون بمبادرة فرنسية دبلوماسية لمحاولة رفع الحصار المستمر الذي تفرضه أذربيجان على ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الذي يربط أرمينيا في جيب ناغورني قره باغ.  وقال إنه سيتسنى له الحوار “هذا الأسبوع مع رئيس الوزراء (الأرميني نيكول) باشينيان ومع الرئيس (الأذربيجاني) إلهام علييف”.  وأضاف “سنطالب بالاحترام الكامل لممر لاتشين الإنساني وسنتخذ مرة أخرى مبادرة دبلوماسية في هذا الاتجاه على المستوى الدولي لزيادة الضغط”.

 

عين الحلوة على شفير الانفجار مجدداً؟

نجوى أبي حيدر/المركزية/28 آب/2023

مع انتهاء المهلة التي حددتها هيئة العمل الفلسطيني المشترك الاربعاء الماضي لتسليم المطلوبين الثمانية بجريمتَي قتل العميد الفتحاوي أبو أشرف العرموشي والإسلامي عبد الرحمن فرهود، من دون تسليم اي منهم ، بلغ منسوب الخوف من تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة أوجهُ تعززه حركة استقدام سلاح ومسلحين وتحصين وتدشيم مواقع قتالية ، بحيث قد لا ينقضي الاسبوع الجاري الا وتكون الاشتباكات قد تجددت، إن لم يطرأ ما يفرملها، بحسب المعطيات والمؤشرات المتجمعة في افق المخيم. في مكتب نائب صيدا اسامة سعد، عقد اليوم اجتماع بين رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب الذي تعتبره حركة فتح منحازا للاسلاميين، بعدما اعتبر في خطبة الجمعة ان معالجة الاشتباك تكون بالتفاهمات السياسية وليست الأمنيةً أو بتسليم المطلوبين، وبين مسؤولين من حركة فتح بهدف عقد مصالحة بين الطرفين ، غير ان الثابت والاكيد حتى الساعة في الملف الفلسطيني ان كلام الليل يمحوه النهار والاتفاقات تبقى حبرا على ورق . مصادر امنية لبنانية تؤكد لـ”المركزية” انها تراقب من كثب حركة مخيم عين الحلوة كما سائر المخيمات الموضوعة تحت المراقبة الدقيقة لمنع الانفجار بعدما اخفق اتفاق اجتماع السفارة الفلسطينية ولم تلتزم الاطراف لا بالآلية ولا بالمهلة الزمنية التي انقضت امس. واذ تشير الى ضغط كبير يمارس على بعض الفصائل لتسليم المطلوبين بهدف تنفيس الاحتقان وسحب فتيل اندلاع الاشتباكات مجددا، يفيد بعض المعلومات عن نقل مجموعات مسلحة اخيرا من سوريا الى عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان. شأن ترى فيه اوساط تتابع ملف المخيمات، محاولة لتوسيع الانتفاضة الفلسطينية ضد السلطة، مع بدء المفاوضات الفلسطينية -الاسرائيلية المتوقعة في وقت غير بعيد على الارجح . وتقول لـ”المركزية” ان ايران تسعى الى تحوّيل الضفة الى غزة جديدة، لتؤكد امتلاكها الورقة الفلسطينية وتدعم كل تحرك من شأنه ان يخدم هذا الغرض، لا سيما في مخيمات لبنان . وتذكّر في السياق ان اسرائيل حينما احتلت لبنان وصولا الى العاصمة بيروت لم تدخل مخيم عين الحلوة ولم تحتله، بل اكتفت بمحاصرته ومحاصرة الفلسطينيين الموجودين فيه. وتضيف الاوساط ان مخيم عين الحلوة بات يؤرة للارهابيين والدواعش والاصوليين والهاربين من العدالة والمتطرفين من مختلف الفصائل يتوزعون على مربعات نفوذ تشكل كل منها منطلقا لاعمال امنية قد تندلع في اي لحظة، ما يوجب وضع حد لحال شاذة تتهدد ليس المخيم فحسب بل لبنان ككل ، في ضوء الخشية من تمدد الاشتباكات الى خارجه واشتعال سائر المخيمات، اذ ما اقتضت الحاجة الاقليمية ذلك في غفلة من الزمن والارضية جاهزة. وتقترح الاوساط في حال رغبت السلطة اللبنانية في تفادي انفجار كهذا ان تعمد الى نقل سكان عين الحلوة الى مخيم جديد يتم انشاؤه في البقاع مثلا او غيره من المناطق وهدم المنشأت القائمة فيه وتاليا تغيير هويته وتحويله الى منطقة امنة، الا ان الرغبة في ذلك لا تبدو متوافرة والذريعة الدائمة ان وضع عين الحلوة ليس موضوعا لبنانيا بحتا، انما تتداخل فيه العوامل والارتباطات الاقليمية، حتى ان قرار هيئة الحوار الوطني الذي قضى بجمع السلاح من خارج المخيمات وضبطه في داخلها لم ينفذ على رغم مرور 17 عاما عليه، فكيف الحال بالنسبة لخطوة كهذه؟

 

لبنان ينتظر هوكشتاين: صفقة بلوكات جديدة وإنجاز الترسيم البري

منير الربيع/الجريدة الكويتية/28 آب/2023

ينتظر لبنان زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين في منتصف الشهر الجاري للمشاركة بعد تأجيل مشاركته في إطلاق العمل بمنصة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك 9. ويحمل هوكشتاين عنوانين أساسيين؛ الأول يتصل بمواكبة طرح دورة التراخيص للاستثمار في البلوكين 8 و10، المحاذيين لرقم 9 الذي بدأت أعمال التنقيب فيه. وتقدمت «توتال الفرنسية» بطلب الحصول على الاستثمار بالبلوكين، وهذا ما سيُشرف عليه هوكشتاين، وسط معلومات تفيد بأن يكون العمل من نصيب التحالف نفسه العمال في البلوك 9، أي توتال وإيني الإيطالية وشركة قطر للبترول. وإلى جانب مواكبة هوكشتاين لهذا الملف، لا سيما أنه هو الذي هندس سابقاً آلية عمل هذا التحالف وتوزيع حصصه، فإنه من الممكن أن يطرح مجدداً ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، لا سيما أنه يعتبر نفسه قد حقق إنجازاً في الانتهاء من ترسيم الحدود البحرية، وبالتالي يريد استكمال عمله في ظل رفض لبنان استخدام عبارة «ترسيم»، إنما يضعها في سياق «إظهار الحدود»، باعتبار أنها مرسّمة منذ سنوات طويلة وتم تثبيتها مع الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000، فيما تبقى هناك نقاط عالقة وعددها 13 نقطة، 7 نقاط متفق على حلّها، و6 نقاط لا يزال هناك خلاف حولها.

وتتزامن زيارة هوكشتاين للبنان، مع وجود وزير خارجيته عبدالله بوحبيب في نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما سيبحث مجلس الأمن في31 الجاري مسألة التجديد لقوات الطوارئ الدولية، إذ يطرح بو حبيب تسمية الجزء الشمالي لبلدة الغجر، بخراج بلدة الماري تأكيداً للبنانيتها. ولطالما اهتمت الولايات المتحدة بإنجاز ترسيم الحدود البرية أيضاً، ولكن ذلك غير ممكن حالياً وفق ما تقول مصادر متابعة، نظراً لعدم وجود رئيس للجمهورية، وسط تساؤلات تطرح إذا ما كانت هذه المساعي ستقود إلى المزيد من الضغوط الدولية لإنجاز الانتخابات الرئاسية، لأن أي اتفاق سيكون بحاجة إلى توقيع رئيس الجمهورية. وسيطرح هوكشتاين ملف الترسيم البري، فيما لدى لبنان مطالب واضحة، وهي انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لأنها أراض محتلة. فيما تعتبر مصادر لبنانية أن جانبا من الضغوط الهادفة لإنجاز الترسيم هو تكريس الاستقرار في الجنوب أولاً، ومحاولة ممارسة المزيد من الضغوط على حزب الله ثانياً، باعتبار أن الانتهاء من ترسيم الحدود يفترض أن يطرح ملف سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية، على اعتبار أن الحاجة إليه قد انتفت. هذا أمر سيرفضه الحزب بالتأكيد لأنه يعتبر أن سلاحه بهدف الردع لا الهجوم، وبالتالي هو سيكون حريصاً على الحفاظ على توازن الردع، وحماية عمليات التنقيب عن الغاز واستخراجه وتصديره.

 

سيناريو الفوضى لتعبئة الفراغ السياسي

فادي عيد/ليبانون ديبايت/الاثنين 28 آب 2023

أكثر من استحقاق مطروح في روزنامة أيلول المقبل، الذي يبدأ على إيقاع انطلاق حفّارة "توتال" في البلوك رقم 9، كما سيشهد عاصفةً من الردود والمواقف والمزايدات الداخلية على وقع القرار الأممي بنقل القرار 1701 من الفصل السادس إلى الفصل السابع، وتوسيع مهام قوات الطوارىء الدولية العاملة جنوب الليطاني، إنما الإستحقاق الأبرز فيه سيكون حسم مصير الحراك الفرنسي، في ضوء تساوي احتمالات النجاح والفشل أمام موفد الرئيس إيمانويل ماكرون الخاص إلى بيروت السفير السابق جان إيف لودريان. وقد كان من المفترض أن يدفع نشاط الإستكشاف والتنقيب عن النفط بالأطراف السياسية التي "ابتهجت" بالعملية، أن تواكب هذا الإنجاز بدينامية سياسية تدفع باتجاه تسهيل هذه العملية، حيث تحدث مرجع نيابي سابق أمام زواره، عن أن مهمة الموفد الرئاسي، ليست معزولةً عن استحقاق التنقيب، وهي وإن كانت لا تزال تتمتع بدفعٍ قوي من الإيليزيه، إلاّ أنها تفتقر إلى الحماسة الضرورية من قبل كل الأفرقاء اللبنانيين، وتحديداً من قبل المعارضين بالدرجة الأولى لمبادرة ماكرون، ولعملية الإلتفاف التي قام بها على بيان اللقاء الخماسي في الدوحة ثانياً. ومن المفترض أن يقول لودريان للنواب الذين سيوافقون كلهم، على الإجتماع به، وسيعرضون عليه عقد لقاءات ثنائية أو ثلاثية وليس لقاء حواري عام، إن فرنسا لن تترك لبنان ولن تتخلى عن حراكها الهادف إلى وضع حدّ للشغور الرئاسي، ما يسقط بالتالي أي حديث عن "الفرصة الأخيرة"، ذلك أن المرجع عينه توقّع أن يتخلى لودريان عن مهمته، ولكن ليس الإيليزيه، لأن لودريان "الخائف من الفشل" والذي تمّ تكليفه بمهام ٍ جديدة في السعودية، قد يترك الساحة اللبنانية لموفدٍ جديد يعيّنه الرئيس ماكرون في وقت قريب. ومن ضمن هذا السياق، لا تبدو اللوحة مكتملة لجهة طاولة العمل والتشاور والنقاش حول مواصفات وبرنامج رئيس الجمهورية العتيد، لأن الأجوبة النيابية، لن تحمل أي تغيير في المواقف لدى الممانعين كما لدى المعارضين، ومن المبكر هنا، الدخول في أية مراجعات أو حسابات سياسية بانتظار ما سيحمله لودريان من ردٍّ على الرسائل التي بدأت تصل تباعاً إلى قصر الصنوبر، حيث تتردّد معلومات عن استياء فرنسي من التعاطي اللبناني مع مبادرتها، نتيجة الممانعة التي تبديها قوى في المعارضة، والتي تُنبىء بتطيير "طاولة العمل الحوارية". بالتوازي مع هذه الأجواء، لفت المرجع أمام زواره، إلى الدور القطري الناشط على الساحة اللبنانية، والذي يبقى بعيداً عن الإعلام كما درجت العادة، ولكن أبرزها القرار المشترك السعودي ـ الإيراني، بعدم التدخل "مبدئياً" بالقرار اللبناني من الإستحقاق الرئاسي، والذي من المفترض أن ينسحب على كل الدول المنضوية في إطار لقاء "باريس الخماسي" المواكب للملف الرئاسي، علماً أن هذه الدول قد حدّدت في بيانها الأخير، مواصفات ومسار هذا الإستحقاق. وعليه، فإن القادم من الأيام، لن يحمل أية بشائر "رئاسية"، وقد ينقضي النصف الأول من أيلول، من دون أي تطورات سياسية بارزة، ما يعني عملياً أن الرسائل اللبنانية والفرنسية، لن تقدِّم ولن تؤخِّر والمراوحة باتت أمراً واقعاً، فيما لم يخفِ المرجع خوفه من سيناريو الفوضى من أجل تعبئة الفراغ السياسي والمؤسّساتي.

 

"هزّة" في بداية عهد باسيل الجديد: فصل بو صعب ومعاقبة عون؟

داني حداد/موقع mtv/28 آب/2023

انتُخب النائب جبران باسيل رئيساً للتيّار الوطني الحر لولاية ثالثة. هو سيبقى رئيساً للحزب لولاياتٍ كثيرة، مثله مثل معظم رؤساء الأحزاب في لبنان، حيث الديمقراطيّة وهميّة. هناك، طبعاً، معارضة داخليّة له، لكنّها لم ترقَ يوماً الى مصاف الجديّة. التحدّي الأول الذي يواجهه باسيل ليس الملف الرئاسي المؤجّل، طويلاً على الأرجح، بل الملف الحزبي الداخلي الذي يحتاج الى "شدشدة" في ظلّ تباينٍ في المواقف بين عددٍ من النوّاب، ومعهم قياديّين وكوادر، وباسيل. هذا التباين خرج الى العلن في مناسباتٍ عدّة، على لسان باسيل نفسه الذي هدّد نوّابه، بحضور وبركة الرئيس ميشال عون. يقول أحد النوّاب، بصراحة ووضوح، تعليقاً على موقع عون في هذا الخلاف: "بقرارات التيّار الداخليّة، ما في شي اسمو ميشال عون. في جبران يللي بيقلّو شو يعمل". لسنا ندري مدى دقّة هذا الكلام، وإن كان تأثير باسيل معروفاً. ولكنّ عون ليس مسلوب الإرادة، وهو على قناعة بما يقوم به، وتحييده، غالباً، هو لحصر الاتّهام بباسيل. مشهد التباين في "التيّار" عمره سنوات، ولكنّه تمثّل خصوصاً في الجلسة النيابيّة الأخيرة، حين أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عدم التزامه بقرار التكتّل انتخاب جهاد أزعور، بينما رفض النائب ألان عون البوح أمام باسيل بهويّة الإسم الذي كتبه على ورقة الاقتراع، فحصل جدالٌ في إحدى قاعات المجلس، مباشرةً بعد انتهاء الجلسة. تبع ذلك استدعاء الإثنين الى مجلس الحكماء، فرفضا الامتثال. واتّصل الان عون بخاله، الرئيس عون، الذي ادّعى أنّه ليس على علمٍ بما يجري. ولكنّ "الجنرال" كان يعرف. الأسوأ أنّه تمّ اختيار النائب السابق ناجي غاريوس، ابن الدائرة الانتخابيّة نفسها، لإبلاغ عون. اعتبر الأخير الأمر رسالة. أما النائب نقولا صحناوي فسمع من بو صعب، عند إبلاغه، كلاماً عن استدعاء وزير الاتصالات السابق الى لجنة تحقيق برلمانيّة بسبب اتّهامات فساد وهدر وُجّهت اليه. سبق أن تلقّى بو صعب، منذ أشهر، كتاباً من لجنة الإعلام في التيّار الوطني الحر يتضمّن ملاحظات حول كلامٍ كان أدلى به ردّاً على موقفٍ لباسيل. مزّق بو صعب الكتاب ووضعه في المغلّف وكتب عليه "مرتجع مع الشكر" وردّه الى حامله. مع الإشارة الى أنّ العلاقة بين باسيل وبو صعب مقطوعة منذ فترة، وقد اعترض الأخير بقوّة على كلام رئيس "التيّار" في عشاء هيئة المتن، وغادر مكان العشاء تعبيراً عن ذلك. أدّى ما سبق كلّه الى صدور توصية بحقّ بو صعب وعون لم يُكشف عن مضمونها بعد، إلا أنّ مصادر ترجّح أنّها تتضمّن فصلاً للأول وعقاباً للثاني. علماً أنّ مصادر في تكتّل "لبنان القوي" تتحدّث عن أنّ "ردّة الفعل على هذا القرار لن تقتصر على النائبَين بل ستشمل نوّاباً آخرين يرفضون التعامل القمعي معهم". فهل يؤدّي ذلك الى شرخٍ في "التيّار"، أم سينجح رهان باسيل على أنّ قراره سيمرّ كما مرّ قرار فصل زياد أسود؟ وهل يستفيد باسيل من وصوله، من جديد، الى رئاسة "التيّار" ليثبت بأنّه قادر على فرض قبضته عليه؟ إن صدر القرار ستكون الكرة في ملعب النوّاب، أو بعضهم على الأقل.

 

ملف النزوح السوري في «الثلاجة» اللبنانية الأولوية لوقف الهجرة المعاكسة إلى لبنان

محمد شقير/الشرق الأوسط/28 آب/2023

أعيد ملف عودة النازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم إلى «ثلاجة» الانتظار اللبنانية، ليس بسبب تعذّر تشكيل الوفد الوزاري اللبناني للتفاوض مع السلطات السورية للاتفاق على جدول زمني لإعادتهم، وإنما لأن النظام في سورية يربط عودتهم بمبادرة التحالف الدولي إلى إعادة إعمار ما تهدّم، بذريعة أنه كان وراء الدمار الذي لحق بسورية. وهذا ما تبلّغه لبنان بصورة غير رسمية من الجانب السوري، بصرف النظر عن إلحاح عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال (برئاسة نجيب ميقاتي) على تشكيل وفد توكل إليه مهمة التواصل مع نظرائهم السوريين لترتيب عودة آمنة وطوعية للنازحين.

ولا يعود سبب تعذّر عودة النازحين السوريين إلى اتساع رقعة الاحتجاجات في جنوب سورية، وتحديداً في محافظة السويداء التي يطالب المشاركون فيها بتغيير النظام في سورية، محمّلين إياه مسؤولية تفاقم أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، بمقدار ما أنه يكمن في أن اللجنة الوزارية العربية التي شُكّلت لتطبيع العلاقات العربية - السورية، بعد عودة سورية إلى الجامعة العربية، اصطدمت بحائط مسدود في مفاوضاتها مع دمشق على خلفية عدم تجاوبها مع ما نصّت عليه خريطة الطريق الموضوعة عربياً لتنقيتها من الشوائب التي أصابتها.

وكشف مصدر دبلوماسي عربي لـ«الشرق الأوسط»، عن أن النظام في سوريا لم يبدِ أي تجاوب حيال مطالبة اللجنة الوزارية العربية بوجوب التقيُّد بجدول زمني لإعادة النازحين السوريين من البلدان العربية التي لجأوا إليها، والتعهُّد بوقف تصدير الكبتاغون وكل الممنوعات من سوريا إليها، والسير قدماً إلى الأمام بالحل السياسي، استجابة للقرارات الدولية في هذا الخصوص، انطلاقاً من التوافق على الخطوط السياسية العريضة ذات الصلة بالإعداد للدخول في المرحلة الانتقالية. ولفت المصدر الدبلوماسي العربي إلى أن النظام في سوريا لم يحسن الإفادة من عودتها إلى الجامعة العربية، وهذا ما أعاق الانتقال إلى مرحلة تطبيع علاقاتها بالدول العربية. وسأل: ما الجدوى من إقفاله الأبواب أمام عودة النازحين من بلد كلبنان يرزح تحت أعباء لا قدرة لديه على توفير الحلول لها، وباتت تُنذر بإحداث تغيير في واقعه الديموغرافي يؤدي إلى الإخلال بالتوازن الطائفي، إضافة إلى امتناعه عن ترسيم الحدود بين البلدين؟

ورأى أن عدم تجاوبه مع عودة النازحين يشكل إحراجاً لحلفائه في لبنان بعد أن تصدّر وزير المهجرين عصام شرف الدين المحسوب على محور الممانعة الدعوة إلى عودتهم، لكنه سرعان ما لاذ بالصمت وغاب كلياً عن السمع لتفادي الإحراج الذي أوقع نفسه فيه؛ كونه لم يكن ملماً بموقف دمشق من عودتهم.

فالوزير شرف الدين حاول تحميل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ومن خلالها المجتمع الدولي، مسؤولية عدم التعاون لتأمين عودة النازحين، مع أنه يدرك سلفاً أن النظام في سوريا يواجه مشكلة في تأمين الحد الأدنى من احتياجات السواد الأعظم من السوريين بداخل بلداتهم، فكيف سيكون عليه الوضع في حال قرر الاستجابة لطلب الحكومة اللبنانية بالتفاهم على جدول زمني لإعادتهم، ليس لأنهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على الوضع الداخلي فحسب، وإنما لارتفاع منسوب التفلُّت الأمني وعدم قدرة السجون والنظارات التابعة لقوى الأمن الداخلي على استيعاب العدد الأكبر من الموقوفين السوريين ممن ارتكبوا جرائم وجنحاً ومخالفات يعاقب عليها القانون اللبناني؟

لذلك؛ فإن تراجع الآمال المعقودة على تجاوب النظام مع عودة النازحين بات يستدعي اتخاذ الإجراءات والتدابير المشددة لمنع الهجرة المعاكسة من سورية إلى لبنان تحت وطأة تفاقم الأزمة المعيشية والاجتماعية بحثاً عن مكان آمن يتيح للنازحين الجدد تأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أمنية بأن الجيش اللبناني بادر إلى تعزيز تواجده على طول الحدود اللبنانية - السورية التي تقدّر بأكثر من 350 كيلومتراً لمكافحة التهريب وضبط الحدود، وتحديداً المعابر غير الشرعية لمنع الدخول خلسة من سورية إلى لبنان.

وأكدت المصادر الأمنية أن الأفواج العسكرية المكلّفة حماية الحدود البرية أوقفت المئات من السوريين لدى محاولتهم العبور إلى الداخل اللبناني عبر المعابر غير الشرعية. وقالت: إن المنطقة الحدودية مليئة بالتضاريس التي يصعب السيطرة عليها في ظل انعدام التعاون اللبناني - السوري الذي من دونه لا يمكن ضبط هذه المعابر. وعليه، فإن ملف النازحين إلى مزيد من التعقيد، ما يحول دون الدخول في تطبيع جدي للعلاقات اللبنانية - السورية؛ وهذا ما يضع الإحراج في خانة محور الممانعة الذي سعى إعلامياً لتأمين عودة النازحين، رغم أنه يدرك سلفاً بأن العقبة أمام عودتهم هي في دمشق وليست في مكان آخر، فكيف سيكون عليه الوضع في حال أن الحكومة اللبنانية لم تتشدد في ضبط الحدود لمنع الهجرة المعاكسة لاضطرار المزيد من السوريين إلى سلوك دروب غير شرعية للتسلل على لبنان بحثاً عن لقمة العيش. ويبقى السؤال: إلى متى يتحمل لبنان الجريح هذا الكم من الأعباء المترتبة على انسداد الأفق السياسي أمام إيجاد حل لعودة النازحين السوريين لقطع الطريق على كل ما يهدد النسيج اللبناني القائم على التوازن ويرفع من منسوب الجرائم وحوادث الإخلال بالأمن بامتناع السلطات السورية عن استردادها لأكثر من ألفين من مواطنيها بين محكوم وموقوف للتخفيف من الاكتظاظ في السجون والنظارات اللبنانية!

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

غارة إسرائيلية تستهدف مطار حلب

سكاي نيوز عربية/28 آب/2023

أفادت وزارة الدفاع السورية، اليوم الاثنين، بأن “عدوانًا جويًّا إسرائيليًّا أدى إلى خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة”. وأشار مصدر عسكري إلى أنه “في حوالي الساعة 4:30 فجر اليوم الاثنين نفذ الجيش الإسرائيلي عدوانا جويا من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية مستهدفا مطار حلب الدولي”، موضحا أن “الغارات الإسرائيلية على المطار أدت إلى حدوث أضرار مادية بمدرج المطار وخروجه عن الخدمة”. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها غارات إسرائيلية مطار حلب الدولي، ففي الثاني من أيار الماضي قصفت إسرائيل المطار ما تسبب بسقوط قتيل وجرحى.

 

استمرار المظاهرات في سوريا: لا لهيمنة إيران وصبيانهم

جنوبية/28 آب/2023

في بداية الأسبوع الثاني، تستمر المظاهرات المستمرة في السويداء، مع مشاركة نشطة من عشائر الجنوب. تتزامن هذه المظاهرات مع احتلال المحتجين لمقر “حزب بشار الاسد” ومعظم مؤسسات الحكومة في المحافظة. هذا وقام وفد من أعضاء الكونغرس الأميركي بزيارة مناطق شمال غربي سوريا، وهي زيارة تعد الأولى من نوعها بعد فترة انقطاع استمرت لمدة تقرب من عشرة أعوام. ووفقًا لموقع “السويداء 24، قام المحتجون أيضًا بإغلاق جزئي للطرق في ريف السويداء، بمناطق مثل مجدل وشهبا ومردك والهويا وعرمان. وقد جرت هذه الأعمال جنبًا إلى جنب مع تجمعات احتجاجية مخططة في ساحة السير/الكرامة في قلب مدينة السويداء. ذكر التقرير أن المحتجون قاموا بالإضراب عن العمل في جميع الإدارات والمؤسسات باستثناء الخدمات الأساسية. كما قام المتظاهرون في مدينة السويداء برفع لافتات تحمل فيها العبارات التالية:

• “الحل السياسي لا يختزل بلجنة دستورية”

• “جيراننا العرب لا لتعويم النظام… خطوة بخطوة تغرق البلد”

• “لا لهيمنة إيران وصبيانهم”

• “نعم لاستقلال النقابات والسلطة القضائية من الوصاية الأمنية”

• “الحرية للمعتقلات في سجون المرتزقة والفصائل”.

 

روسيا: سلوك الغرب أجبرنا على نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا

قناة العربية.نت/28 آب/2023

كشف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي أليكسي شفيتسوف، اليوم الاثنين، أن سلوك الغرب العدواني بالقرب من حدود دولة الاتحاد كان بسبب نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا وزيادة قدرات قوات الطيران الإقليمية المشتركة. كما أشار شفيتسوف، في حديث لصحيفة “روسيسكايا غازيتا”، إلى أن “الدول الغربية أرادت أن تجعل من بيلاروسيا أوكرانيا ثانية مناهضة لروسيا”.

 

قفزة كبيرة في أسعار الغاز الأوروبية

روسيا اليوم/28 آب/2023

قفزت أسعار الوقود الأزرق في البورصات الأوروبية، اليوم الاثنين، بنحو 10% على خلفية تقارير تحدثت عن إضراب عمال في أستراليا الأمر الذي قد يؤثر على إمدادات الغاز المسال من هذا البلد.

وصعدت العقود الآجلة لشهر أيلول على مؤشر TTF (أكبر مركز للغاز في أوروبا)، بحلول الساعة 13:39 بتوقيت غرينيتش، بنسبة 9.9% إلى 426.7 دولار لكل ألف متر مكعب.

 

رسميًا… تحديد موعد استدعاء ترامب للمحكمة في جورجيا

قناة الحرة/28 آب/2023

حددت لائحة المحكمة العليا لمقاطعة فولتون في أتلانتا، اليوم الاثنين، يوم السادس من أيلول موعدا لاستدعاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في القضية الجنائية حيث اتهم بـ “التآمر” لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في جورجيا. وسيتم استدعاء ترامب، عند الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة، من ذلك اليوم للمحكمة، وسيُطلب منه تقديم التماس في القضية. ومن المقرر أن يتم استدعاء المتهمين الآخرين في القضية، ومن بينهم رئيس موظفي ترامب في البيت الأبيض، مارك ميدوز، ومحامين آخرين متحالفين مع ترامب، وناخبين محتملين لترامب في المجمع الانتخابي، في اليوم نفسه بدءا من الساعة 10 صباحا. الى ذلك، لم يعلّق محامي ترامب في قضية جورجيا ستيفن سادو على طلبات وسائل إعلام أميركية للتعليق على جدول الاستدعاء.

 

طهران لمفاوضات نووية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/28 آب/2023

تركت طهران الباب مفتوحاً لاستئناف الجهود الدبلوماسية لإحياء المفاوضات النووية المتعثرة، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي أسبوعي (الاثنين)، إن على «الحكومة الأميركية أن تثبت أنها طرف موثوق به للاتفاق والحوار»، مكرراً انتقادات إيرانية لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2015، بعد قرار اتخذه الرئيس السابق دونالد ترمب بفرض استراتيجية الضغوط القصوى على طهران. وقال كنعاني إن «أميركا أثبتت مرة أخرى أنها طرف غير موثوق به، وعليهم تعويض نكث العهود، وأن يثبتوا أنهم طرف موثوق به، لكننا في الوقت الحالي لا نرى هذه الميزة لديهم». لكنه تحدث عن تقدم في صفقة تبادل السجناء مقابل الإفراج عن أصول إيرانية مجمدة في بنوك كوريا الجنوبية والعراق، والتي من المقرر أن تكتمل في غضون شهرين. لكن كنعاني قال: «رغم هذا التفاهم لكننا لا نزال نرى بعض الخطوات الاستفزازية من جانب أميركا لزيادة العقوبات، وكذلك حجز الشحنات النفطية الإيرانية»، وقال: «هذه الخطوة لا تتسق مع الرسائل الأميركية للحوار والاتفاق، ويجب على الأميركيين إعادة النظر في تعاملهم مع إيران». ووضع احتجاج كنعاني حداً لصمت طهران، حيال مصادرة شحنة نفط إيرانية في هيوستن، وأعلن عن تقديم مذكرة احتجاج إلى السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في إيران، منذ قطع العلاقات قبل 4 عقود. وقال كنعاني إن تلك الخطوة «لن تمر دون رد، وإن تصرفات (الولايات المتحدة) تتعارض مع اتفاق تبادل السجناء الأميركيين مع إيران». وسئل كنعاني عن احتمال عودة طهران وأطراف الاتفاق النووي إلى طاولة المفاوضات على هامش الجمعية العامة في نيويورك، فقال: «أجرينا مفاوضات مباشرة مع أطراف الاتفاق النووي، وغير مباشرة مع الأميركيين في العام الماضي، على هامش أعمال الجمعية العامة، نظراً لرغبة الأطراف الأخرى واهتمامنا بإبطال مفعول العقوبات». وأضاف: «إيران لن تفوت أي فرصة دبلوماسية لرفع العقوبات الظالمة على الشعب الإيراني، وهذه واحدة من أولويات الجهاز الدبلوماسي». جاء ذلك بعد أسبوع من نفي كنعاني إمكانية انخراط طهران في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، أو أن يكون لقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، على جدول أعمال الرئيس الإيراني عندما يشارك في أعمال الجمعية العامة في نيويورك. وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أعلن (الجمعة) عن عزم حكومته مواصلة المحادثات الهادفة «لرفع العقوبات» في إشارة إلى المفاوضات النووية. والخميس، قال كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في تصريحات تلفزيونية إن طهران رفضت مفاوضات أوروبية وأميركية بإضافة ملف الأنشطة الإقليمية الإيرانية إلى مفاوضات إحياء الاتفاق النووي. في شأن آخر، طالب كنعاني الولايات المتحدة بتوضيح صلتها بالمواطن الإيراني الألماني جمشيد شارمهد المحكوم عليه بالإعدام في إيران على ما أفادت به «رويترز». جاءت تصريحات كنعاني بعد أن التقى المبعوث الأميركي الخاص بإيران أبرام بالي يوم الجمعة بأسرة شارمهد الذي أدين بقيادة جماعة مؤيدة للملكية متهمة بتفجير دموي عام 2008. وحكمت محكمة ثورية إيرانية على شارمهد، وهو حاصل أيضاً على إقامة في الولايات المتحدة، بالإعدام في فبراير (شباط) بتهمة «الإفساد في الأرض». وحثت ابنته واشنطن على عدم استبعاده من اتفاق تبادل السجناء الذي يجري بحثه حالياً بين الدولتين، وبموجبه سيجري أيضاً الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية. وقال كنعاني إنه جرى إحراز تقدم في ما يتعلق بتنفيذ الاتفاق، وأثنى على «الدور البنّاء» لقطر وسلطنة عُمان في تسهيل الاتفاق.

 

المعارضة الإسرائيلية: كشف لقاء كوهين - المنقوش تصرف صبياني

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/28 آب/2023

وجّه قادة المعارضة الإسرائيلية انتقادات حادة، الاثنين، لوزير الخارجية، إيلي كوهين، لكشفه أخبار اجتماعه الأخير مع نظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، من دون تنسيق معها، وعدّتها بمثابة «تفجير عبوة ناسفة ضخمة للدبلوماسية الإسرائيلية». وفي حين رأى البعض هذه المشكلة «دليلاً على قلة خبرة عند كوهين»، قال آخرون إن حكومة بنيامين نتنياهو كلها تتحمل المسؤولية؛ فهي تفتش بسراج وفتيل عن إنجاز ما تسجله لصالحها، إزاء إخفاقاتها في كل مجالات عملها الداخلية والخارجية، زادت على هذه الإخفاقات ضربة دبلوماسية تتعدى حدود العلاقات مع ليبيا. وأساءت الآن إلى إيطاليا التي استضافت اللقاء، وإلى الولايات المتحدة التي تسعى لمساعدة إسرائيل لتحسين وضعها الإقليمي. وقال رئيس المعارضة، يائير لبيد، في بيان إن «الدول تنظر إلى التسريب غير المسؤول هذا الصباح بشأن لقاء وزيري خارجية إسرائيل وليبيا وتسأل نفسها: «هل هذه دولة يمكن إدارة العلاقات الخارجية معها؟ هل هذه دولة يمكن الوثوق بها؟». أضاف لبيد أن ما يحدث عندما يتم تعيين إيلي كوهين، رجل ليست له أي خلفية في هذا المجال، وزيراً للخارجية، تأتي النتيجة عكسية؛ فالحادث مع وزيرة الخارجية الليبية كان غير محترف وغير مسؤول وفشلاً فادحاً في التقدير. وقال رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، بيني غانتس: «عندما يجري كل شيء من أجل العلاقات العامة والعناوين الرئيسية من دون أي مسؤولية أو تفكير مسبق، فهذا ما يحدث». ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤولين حكوميين كبار قولهم إن كوهين سبب أضراراً جسيمة لعلاقات إسرائيل الخارجية. وقدموا مثلاً على ذلك في قرار إندونيسيا وقف الاتصالات مع إسرائيل بسبب تسريبات كوهين وكذلك النيجر، قبل الانقلاب العسكري. وذكرت وسائل الإعلام أن وزارة الخارجية الإسرائيلية باتت تغلي كالمرجل بسبب تصرف وزيرها. وحتى رجال الوزير ينتقدونه ويقولون إن تصرفه كان متسرعاً وغير مسؤول، وتحدثوا عن ضرر يحتاج إصلاحه إلى سنوات.

المعروف أن حكومة نتنياهو التي تعد أول حكومة يمين صرف في تاريخ إسرائيل، تواجه انتقادات شديدة؛ لأنها لم تحرز مكاسب في أي مجال من مجالات عملها، وأحدثت شروخاً في السياسة الخارجية حتى مع الإدارة الأميركية. وهي تتحدث منذ شهور عن مكاسب دبلوماسية كثيرة سيعلَن عنها لاحقاً. ويشيرون إلى أن العلاقات مع ليبيا هي واحدة منها. والوزير كوهين، الذي عُين وزيراً للخارجية لمدة سنة واحدة فقط، ستنتهي في نهاية السنة الحالية ليحل محله وزير الطاقة، يسرائيل كاتس، يمضي غالبية وقته في الخارج كي يثبت أنه ناجح. وهو يدخل في تنافس شرس مع وزراء عدة يتقاسمون معه الشؤون الخارجية. فهناك وزير الشؤون الاستراتيجية، رون دريمر، أمين سر نتنياهو، يهتم بالعلاقات مع الولايات المتحدة. وهناك وزير لشؤون يهود العالم؛ ولذلك يسابق الزمن حتى يثبت نجاعة أدائه؛ لذلك تصرف كما يتصرف الولد المراهق، الذي يسارع في إبلاغ زملائه بقصة غرامه الجديدة. تجدر الإشارة إلى أن الاتصالات بين إسرائيل وليبيا بدأت قبل نحو 20 سنة، عن طريق اتحاد المهاجرين اليهود في إسرائيل القادمين من ليبيا. وفي سنة 2010 قام وفد منهم بزيارة طرابلس، وقد بحثوا هناك في الحصول على جواز سفر ليبي واستعادة ممتلكاتهم. وتجددت الاتصالات في السنة الماضية. وترددت أنباء عن اتصالات بين نجل القذافي، سيف الإسلام، ومسؤولين إسرائيليين. وفي عام 2021، أفادت تقارير بأن نجل اللواء الليبي خليفة حفتر زار إسرائيل لعقد اجتماع سري مع مسؤولين إسرائيليين عرض فيه إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل الدعم الإسرائيلي. والاتصالات الأخيرة لم تبدأ بوزيرة الخارجية الحالية، بل سبقها مبعوثون آخرون من الحكومة.

 

الكنيست الإسرائيلي لقطع عطلته الصيفية وسن قانون مشدد ضد الجريمة/سموتريتش يتراجع ويحرر قسماً من الميزانية المخصصة للبلديات العربية

تل أبيب : «الشرق الأوسط»/28 آب/2023

في ضوء الانتقادات الشديدة لسياسة الحكومة واتهامها بإهمال متعمد لاستفحال الجريمة المنظمة في المجتمع العربي، ومنع تحويل ميزانيات للبلديات العربية لأسباب عنصرية وانتقامية، قرر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وبقية قادة أحزاب الائتلاف، قطع العطلة الصيفية للكنيست (البرلمان) ودعوته للانعقاد خصيصاً لتعديل القوانين القائمة، وتشديد العقوبات على ممارسة العنف والجريمة. وقال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، إن عنصر العقاب القضائي والمالي يشكل أداة من أهم أدوات الكفاح ضد الجريمة المنظمة. ويجب توفير هذه الأداة وجعلها سوطاً أساسياً ضد الجريمة المتفاقمة في المجتمع الإسرائيلي بشكل عام والمجتمع العربي بشكل خاص. وكان سموتريتش، الذي يعد من أشد المتطرفين في اليمين، قد أثار موجة احتجاج وغضب حتى بين رفاقه في الحكومة، عندما قرر وقف تحويل ميزانيات هبات الموازنة المستحقة للسلطات المحلية العربية، بدعوى أنه ليس من المضمون أن تذهب هذه الأموال فعلاً إلى المجتمع العربي، وأن هناك خطراً بأن تصل هذه الأموال إلى عصابات الجريمة المنظمة التي تسيطر على كثير من السلطات المحلية العربية. وهاجمه رؤساء البلديات العربية وقادة المعارضة، وحتى وزراء في الحكومة اتهموه بالعنصرية. وقال وزير التربية والتعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، إن «تصرفات سموتريتش تعود بالضرر على افتتاح العام الدراسي في المجتمع العربي، كما ستؤدي إلى انهيار المجتمع العربي». ورد سموتريتش على كيش، بالقول: «أنت لا تفهم شيئاً. وعلى الوزراء الذين لا يفهمون ما يحدث، الاتصال من أجل إدراك ما يحدث».

وفي النهاية، قرر سموتريتش التراجع عن موقفه، وقال إن كل ما يريده هو وضع آلية مراقبة تضمن أن تصل الميزانيات إلى هدفها الحقيقي، ولا تضاف إلى الأموال الوفيرة التي يجبيها عالم الجريمة المنظمة بواسطة الفساد والإتاوات. رؤساء السلطات المحلية العربية أمام وزارة المالية التي أوقفت ميزانية البلديات العربية (موقع بلدية أم الفحم) جاء هذا التراجع بعد اجتماع عقد بمشاركة رؤساء سلطات محلية عربية، في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، مساء الأحد، بمبادرة من رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، رونين بار، وشارك فيه رئيس اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، مضر يونس، و16 رئيساً آخرون، وكل من، مفتش عام الشرطة، يعقوب شبتاي، وزير الداخلية، موشيه أربيل، والوزير سموتريتش. وقد استغرق الاجتماع 5 ساعات، تخللها توتر وصراخ. لكن تقرر في ختامها أن يتراجع سموتريتش، ويحرر قسماً من الميزانيات المقررة، نحو 200 مليون شيقل (الدولار يساوي 3.8 شيقل)، خلال 3 أسابيع، على أن يُنشأ جهاز مراقبة، ولا يجري تحويل ميزانيات أخرى إلا بعد تفعيل هذه المراقبة عبره. وذكر مقربون من سموتريتش أن رئيس «الشاباك»، عرض أمام الحاضرين تقارير تبين كيف يسيطر عالم الجريمة المنظمة على عمل الكثير من السلطات المحلية، وكيف يسيطر مثلاً على عمل جمع النفايات من خلال شركات مرتبطة به، وعلى قسم من مشاريع البناء الأساسية، مثل المدارس والنوادي، وعلى أجهزة تعيين الموظفين... وغيرها. ووفق مصادر أخرى، شدد رئيس «الشاباك»، بار، على ضرورة إنشاء قناة تواصل مع رؤساء السلطات المحلية العربية. وأكد بار خلال اللقاء، أنه سيجري العمل من أجل منع تدخل منظمات الإجرام في الانتخابات المقررة في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وكانت اللجنة القُطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، قد لوّحت، السبت، بالإضراب المفتوح في السلطات المحلية العربية، وعدم افتتاح السنة الدراسية الجديدة بداية سبتمبر (أيلول)، في حال عدم التجاوب مع مطالبها، بينما دعت إلى عقد مؤتمر صحافي شامل خلال الأيام القريبة المقبلة. وستعلن اللجنة موقفها من الموضوع، وما إذا كانت ستوقف الإضراب لتعطي الحكومة فرصة، أو تواصل الإضراب ليكون عنصر ضغط لتعجيل قرار تحويل الميزانية.

 

أين ستذهب المعارضة الإيرانية في شمال العراق؟/مسؤول عراقي: اتفقنا على تصفير المعسكرات بسلاحها

بغداد - أربيل: «الشرق الأوسط»/28 آب/2023

تضاربت المعلومات بين المسؤولين في بغداد وأربيل بشأن آلية نزع سلاح المعارضة الكردية الإيرانية، والمواقع التي ستنقل إليها، بين مناطق في عمق الإقليم (شمال العراق) بعيداً عن الحدود، أو في مخيمات معزولة غرب البلاد. وأعلنت طهران أنها حصلت على تعهد عراقي بنزع السلاح خلال مهلة تنتهي في 22 سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن مصادر ميدانية وسياسية تقول إن العملية ستواجه صعوبات جدية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاثنين، إن التعهد العراقي يشمل أيضاً إخلاء المقرات العسكرية التي تستخدمها هذه المعارضة ونقلها إلى معسكرات حددتها الحكومة العراقية. المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني ولفت كنعاني إلى أن بلاده «ستعمل وفق مسؤولياتها في إطار أمن البلاد إذا لم ينفذ هذا الاتفاق». وفي مارس (آذار) الماضي، وقع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق علي شمخاني، ونظيره العراقي قاسم الأعرجي، على اتفاقية «التعاون الأمني المشترك»، بعد مفاوضات بدأت على وقع هجمات متعددة بالصواريخ والمسيّرات ضد مواقع داخل إقليم كردستان. وفي 11 يوليو (تموز) الماضي، قال رئيس الأركان الإيراني محمد باقري إن بلاده تستأنف الهجمات على إقليم كردستان العراق في حال «لم تفِ بغداد بالتزاماتها بشأن الجماعات المسلحة»، وأمهل الحكومة العراقية حتى سبتمبر (أيلول) لنزع أسلحة الأحزاب الكردية الإيرانية المناوئة لطهران. وشن «الحرس الثوري» الإيراني في سبتمبر الماضي هجوماً بأكثر من 70 صاروخ أرض - جو والعشرات من الطائرات المسيّرة المفخخة على كردستان العراق، استهدفت مقرات «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» ومدرسة للاجئين الإيرانيين ومخيمات اللاجئين في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، ومقرات جناحي «حزب الكوملة الكردستاني» في منطقة زركويز بمحافظة السليمانية، ومقرات «حزب الحرية الكردستاني الإيراني» في جنوب أربيل. ورفض مسؤولان في حكومتي المركز والإقليم التعليق لـ«الشرق الأوسط» على آلية نزع السلاح، والمواقع التي ستنتقل إليها المعارضة الإيرانية، لكن أحدهما ذكر أن العراق سيلتزم بمنع أي أعمال تهدد دول الجوار، بما فيها تلك المجموعات التي تتمركز في إقليم كردستان. وقال مسؤول في مكتب مستشار الأمن الوطني العراقي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتفاق بين طهران وبغداد بشأن المعارضة وصل إلى المراحل النهائية، وسيدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل». وأكد المسؤول أن العملية ستنتهي بتصفير المعسكرات الكردية في الإقليم، رافضاً الكشف عن المواقع الجديدة التي ستنتقل إليها، وقال، إن «ذكرها ليس مهماً الآن». لكن المتحدث باسم «حزب الحرية الكردستاني»، خليل نادري، قال لوكالة «أنباء العالم العربي»، إن «مقراتنا ما زالت موجودة ومفتوحة في إقليم كردستان، ليس هناك أي قرار بإغلاقها ولم نتلق أي طلب بذلك». وأكد القيادي في حزب «كادحي كردستان إيران»، أحد الفصائل المنشقة من «حزب كوملة» أمجد بناهي، أن «ما يتداول عن إغلاق مقراتنا في إقليم كردستان لا أساس له من الصحة، نحن موجودون في الإقليم ولم نتلق أي تبليغ رسمي بإخلاء مقراتنا». وأوضح قيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني»، لوكالة «أنباء العالم العربي»، أن «الحزب سيصدر بياناً فيما بعد بهذا الخصوص»، على الأرجح سيعلن فيه رفض نزع السلاح، والامتثال للاتفاق الأمني بين بغداد وطهران.

وحتى قبل توقيع الاتفاق، كانت السلطات الكردية تواجه صعوبات في التعامل مع ملف المعارضة الإيرانية، إذ كانت مسألة نزع السلاح شبه مستحيلة بسبب الممانعة التي أظهرتها قيادات كردية إيرانية.

خياران وضمانة من طرف ثالث

وقالت مصادر كردية، على صلة بملف المعارضة الإيرانية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الوقائع على الأرض حتى الآن «لم تتغير أبداً (...) لم يتحرك أحد للقيام بنزع السلاح». وتنشط مجموعات إيرانية معارضة في إقليم كردستان، أقدمها «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» (حدكا)، و«حزب كوملة» الكردي اليساري، و«حزب الحياة الحرة»، ومنظمة «خبات» القومية، وجماعات متفرقة أخرى. وتنتشر تلك المجموعات في مناطق جبلية صعبة، يصعب الوصول إليها، لكن في الغالب نشاطها محدود بسبب ضعف الإمكانات والعدد، وفقاً لتعبير قيادي إيراني معارض، لكن تأثيرها الأكبر في الداخل الإيراني نظراً لوجود أنصار انخرطوا بشكل فاعل في الحراك الاحتجاجي هناك. وتتوزع مخيمات اللاجئين الإيرانيين في أطراف السليمانية وسهل أربيل ومدينة كويسنجق، وتعرضت غالبيتها خلال السنوات الماضية لهجمات برية وجوية من «الحرس الثوري الإيراني». وأفادت المصادر بأن المعطيات الميدانية في كردستان تفيد بأن تلك المجموعات غيّرت من تكتيكاتها منذ توقيع الاتفاق بين البلدين، «مثلاً، لم تعد تستعرض بسلاحها علناً كما كانت تفعل سابقاً»، لكنها لا تنوي تسليم سلاحها، ولا حتى ترك مواقعها. وحسب مسؤولي أمن في إقليم كردستان، فإن «عدد المعارضين الإيرانيين الذين يملكون سلاحاً لا يتعدى المئات، بينما العدد الأكبر منهم لاجئون في مخيمات معروفة، بينهم نساء وأطفال»، كما أن تلك المجموعات لا تمتلك سلاحاً ثقيلاً أو متوسطاً، باستثناء «حزب الحياة الحرة»، القريب من «حزب العمال الكردستاني». وقالت المصادر إن احتمالات التعامل مع جميع الحركات صعب لكنه وارد إلى حد ما، لأن بعض المجموعات أبدت مرونة في التعامل مع ضمانات من طرف دولي ثالث، لم يذكره. لكن المصادر استبعدت أن يوافق «حزب الحياة الحرة» على أي تسوية، ويتمرد على الاتفاق بين بغداد وطهران، لا سيما وأنه يتمركز في مناطق وعرة لا تخضع لسيطرة الحزبين الكرديين، «الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني». وأفاد سياسيون كرد بأن المعلومات المتوافرة حتى الآن تفيد بأن السلطات العراقية ليس لديها الكثير لتقوم به، سوى نقل المعسكرات إلى العمق الكردستاني، بعيداً عن الحدود الإيرانية، وأن تخضع لرقابة أمنية؛ وهي فرضية تدرسها السلطات في أربيل. في المقابل، تداولت وسائل إعلام محلية أن الاتفاق الأمني توصل إلى قرار بنقل المعارضين الإيرانيين إلى مناطق معزولة غرب العراق، لكن المصادر الكردية تقول إن قيادات المعارضة ستواجه هذا المقترح بالرفض القاطع. وقال مسؤول الأمن العراقي لـ«الشرق الأوسط»، إن نقل المعارضة إلى مواقع في غرب العراق طرح كواحد من الخيارات، دون ذكر المزيد من التفاصيل.

وأكدت المصادر فشل الاتفاق على فرضيتين طرحتا خلال المفاوضات، الأولى تتعلق بنشر وحدات من الجيش العراقي على طول الشريط الحدودي، بسبب رفض الإقليم، والثانية تسوية ملف المعارضة على طريقة «مجاهدي خلق»، التي تضمن فتح باب الترحيل واللجوء إلى دول أخرى، لكن هذا بحاجة إلى حوار مع أطراف دولية للحصول على جهات توافق على منحهم هذا الحق.

 

الرئيس الفرنسي يطالب إيران بالتخلي عن «أنشطتها المزعزعة للاستقرار الإقليمي» وقال إن 4 محتجزين هم «في ظروف غير مقبولة» بطهران

باريس: ميشال أبونجم/الشرق الأوسط/28 آب/2023

في خطابه أمام السلك الدبلوماسي الفرنسي ملتئماً بمناسبة المؤتمر السنوي للسفراء الـ163 والـ15 مندوباً في المنظمات الدولية، الذي جال به على كل المواضيع والتحديات التي تواجه فرنسا في السنوات المقبلة، خصص الرئيس ماكرون فقرة خاصة لإيران، في باب حديثه عن التزامات فرنسا ببلدان المشرق والشرق الأوسط، وإزاء محاربة الإرهاب. ويبدو أيضاً أن ملف المحتجزين الفرنسيين الأربعة - ماكرون أخطأ بالحديث مرتين عن 6 محتجزين - الذين تعدّهم فرنسا «رهائن دولة»، ما زال يطأ بثقله على العلاقات بين باريس وطهران. ولا يبدو التشدد الرئاسي في ملف الرهائن وحده، بل يتناول أيضاً أنشطة إيران النووية وسياستها الإقليمية التي ما زالت باريس تصفها بـ«المزعزعة للاستقرار»، رغم التقارب الذي حصل مؤخراً بين طهران وعدد من العواصم الإقليمية. وكان ماكرون واضحاً في تأكيد أن سياسة بلاده إزاء إيران «واضحة ولا يشوبها أي ضعف». وإذا كان لم يتردد في الإعراب عن ارتياحه بـ«التقدم الذي تحقق في الأسابيع الأخيرة»، في إشارة إلى توصل الطرفين الأميركي والإيراني إلى اتفاق خلال الشهر الماضي، بشأن إطلاق سراح 5 مواطنين أميركيين مزدوجي الجنسية، فإنه أردف قائلاً: «لكن ربما من خلال الخبرة لا يمكنني أن أشعر بحماسة كبيرة لذلك».

وأضاف الرئيس الفرنسي: «نعلم أن الاتفاقات يمكن أن تكون هشة، وأحياناً يندد بها من يبرمها ومن يوقعها لا يحترمها، وهو ما يجعلنا متواضعين حول طبيعة الاتفاقات التي يمكن توقيعها في هذا الشأن».

الاتفاق الإيراني - الأميركي

ومن خلال هذه التعليقات، لا تبرز حماسة رئاسية إزاء الاتفاق الأميركي - الإيراني الأخير، حيث انتقدت باريس في السابق الاستعجال الأميركي للسير بصفقات لا تتوافر لها كل الضمانات. وعاد ماكرون إلى التشديد على أهمية التوصل إلى «تأطير واضح وشفاف» للأنشطة النووية الإيرانية، مبدياً ترحيباً بالعودة إلى الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين طهران ومجموعة 5 + 1. إلا أنه بهذا الخصوص أيضاً، طالب بـ«تدابير توحي بالثقة وبمتابعة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية». بيد أن فرنسا، على لسان رئيسها، تريد المزيد، وعنوانه تخلي إيران عن «الأنشطة المزعزعة للاستقرار في الإقليم»، التي تمارسها «في السنوات الأخيرة».

وبحسب ماكرون، فإن هذه المسألة «لا يمكن تجاوزها بالنسبة لشركائنا». لذا، شدد على أن إعادة انخراط الجمهورية الإسلامية «تتطلب منها أيضاً أن توضح سياستها حيال جيرانها الأقربين»، ما يشمل إسرائيل وأمنها ولبنان واستقراره. وبما أن لبنان يعاني من فراغ مؤسساتي منذ 10 أشهر وأن ماكرون كلف وزير خارجيته السابق جان إيف لودريان، الذي كان من بين الحضور مستمعاً لخطاب رئيس الجمهورية، المساعدة على ملء الفراغ بصفته ممثله الشخصي، فقد أردف ماكرون أن التوصل إلى حل سياسي على الأمد القصير «يمر من خلال توضيح التدخلات الإقليمية (في الملف اللبناني) ومنها، على وجه التأكيد، التدخلات الإيرانية». وبذلك، يكون ماكرون وللمرة الأولى، حمّل طهران وعبرها حزب الله، مسؤولية تعسر الخروج من الفراغ الرئاسي والأزمة المؤسساتية في لبنان.

طلب حازم

أما في ملف الفرنسيين الأربعة، فقد وجه ماكرون «طلباً حازماً» لإيران بالإفراج عنهم، إذ إن «لا شيء يبرر اعتقالهم في السجون وفي ظروف لا يمكن قبولها»، وإن اعتقالهم «عمل تعسفي». وشدد على أن باريس ستواصل المطالبة والعمل على إطلاق سراح الأربعة. والحال أنها ليست المرة الأولى التي تقدم بها باريس طلباً كهذا. لكن الاعتقاد السائد في فرنسا أن طهران تبحث عن مقابل على غرار ما حصل مؤخراً مع بلجيكا التي أفرجت طهران عن مواطنها الذي كان يعمل في الحقل الإنساني بإيران مقابل إخلاء سبيل أسد الله أسدي، وهو دبلوماسي إيراني كان معتمداً في النمسا وألقي القبض عليه في ألمانيا التي سلمته إلى بلجيكا، حيث تمت محاكمته وصدر بحقه حكم بالسجن. ووفق حيثيات التحقيق والحكم، فإن أسدي كان يخطط لتفجير على الأراضي الفرنسية، قريباً من مطار رواسي - شارل ديغول القائم شمال باريس، بمناسبة مؤتمر للمعارضة الإيرانية بحضور شخصيات دولية ربيع عام 2018. وسبق لإيران أن أفرجت عن الفرنسيين بنجامان بريير والمواطن الفرنسي - الآيرلندي برنارد فيلان، وذلك لأسباب «إنسانية». والفرنسيون الأربعة الذين ما زالوا في السجون الإيرانية؛ هم لويس أرنو الموقوف منذ سبتمبر (أيلول) 2022، والمعلّمة والنقابية سيسيل كولر ورفيق دربها جاك باريس الموقوفان منذ مايو (أيار) 2022 بتهمة «التجسس»، وشخص آخر لم تُكشف هويته لا من الجانب الفرنسي ولا من الجانب الإيراني. وسبق لفرنسا أن نفت انتماءه إلى جهاز مخابرات مؤكدة أن التستر على هويته تم لمطالبة عائلته بذلك. وأخيراً، أطلقت السلطات الإيرانية في شهر فبراير (شباط) الماضي، سراح الباحثة الفرنسية - الإيرانية فريبا عادلخواه بعد حكم بالسجن 5 سنوات، لإدانتها بتهمة المساس بالأمن القومي، وسمحت لها بالعودة إلى منزلها، ولكن منعتها من مغادرة البلاد.

مؤتمر بغداد الأمني

في سياق حديثه عن الشرق الأوسط، تناول ماكرون ما يسمى «مؤتمر بغداد الإقليمي» لدعم العراق، مشيراً إلى أن القمة المقبلة سوف تنعقد في العاصمة العراقية، بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وستكون النسخة الثالثة من هذه السلسلة من المؤتمرات التي أسهم ماكرون في إطلاقها وتنظيمها ورعايتها. وبعد قمة أولى عقدت في بغداد صيف عام 2021، استضاف الأردن النسخة الثانية. وتعد باريس أن الهدف الرئيسي يكمن في «توحيد أجندة إقليمية لدعم السيادة، وذلك من خلال جمع كل الدول المجاورة للعراق التي تفتقد لقنوات حوار فيما بينها، إذ تشارك فيه إيران كما تركيا». والحال أن الأمور تغيرت كثيراً في الأشهر الماضية؛ حيث بُنيت قنوات تواصل بين كل العواصم، وتم التوقيع على اتفاقية سعودية - إيرانية لعودة السفارات، وتم تبادل زيارات رسمية بين وزيري خارجية المملكة السعودية وإيران، وأعيد إلى حد كبير تطبيع العلاقات بين تركيا ودول خليجية، بيد أن باريس لا تزال تؤمن بفائدة القمة التي توفر منصة لمحادثات جماعية وثنائية عالية المستوى. يبقى أن ماكرون لم يقفز فوق الملف السوري، بل تناوله من زاويتين: محاربة الإرهاب ومقاربات التطبيع مع دمشق. وفي ما خص النقطة الثانية، لم يتبدل موقف فرنسا التي تريد ربط التطبيع بخطوات ملموسة من النظام السوري. وقال ماكرون إن «إعادة سوريا إلى الهيئات الإقليمية يجب أن تضمن مزيداً من التعاون في مكافحة المنظمات والجماعات الإرهابية والقيام بعملية سياسية تسمح للاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم مع ضمانات الحماية والاعتراف والأمن السياسي والاقتصادي».

 

خيبة أمل سودانية من كلام البرهان... ومبادرة «حميدتي» أعادا الأوضاع إلى المربع الأول

الشرق الأوسط/28 آب/2023

تراجع «حلم» السودانيين وأملهم في وقف الحرب، بين عشية وضحاها، إثر تصريحات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، التي أعقبت خروجه من القيادة العامة، «بتنسيق إقليمي ومحلي» على ما رددت أوساط عدّة، بهدف إتاحة الفرص له بـ«وقف الحرب»، بيد أنه فاجأ الجميع برفضه أي اتفاق مع أي جهة «خانت الشعب السوداني»، وفي الوقت ذاته، قوبلت مبادرة «غريمه» قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) بقبول متحفظ من البعض، ورفض قاطع من آخرين، بينما استقبلتها وسائط التواصل الاجتماعي بـ«سخرية مريرة». استطاع البرهان «الخروج» وفك الحصار الذي كان مفروضاً عليه طوال 4 أشهر ونصف الشهر، وفاجأ الناس بتجوله بين قواته في الخرطوم وأمدرمان وعدد من مدن البلاد، وتداولت قنوات التلفزة والصحف ووسائط التواصل تحليلات عديدة لكيفية خروجه ومغزاه. فالبعض قطع بأن خروجه تم بـ«توافق» مع قوات «الدعم السريع»، وعلى رأسهم رئيس «حزب الأمة القومي» فضل الله برمة، والصحافية المصرية أماني الطويل، التي رجحت أن «يكون التوافق أتى ليتخلص الرجل من سيطرة حلفائه الإسلاميين، ويتخذ قراراً شجاعاً بوقف الحرب». لكن الرجل فاجأ الجميع في آخر جولاته بقاعدة «فلامنغو» على شاطئ البحر الأحمر، بعيد وصوله إلى مدينة بورتسودان التي تحولت لـ«عاصمة الأمر الواقع». وقال في تصريحات وسط تهليل وتكبير جنوده، إنه خرج من القيادة العامة بـ«ترتيب من الجيش وليس بصفقة»، ووصف من يزعمون بالصفقة بأنهم «واهمون»، وفي الوقت ذاته، أكد استمرار الحرب، واصفاً قوات «الدعم السريع» بأنها «الميليشيا المتمردة التي روعت المواطنين وانتهكت حرماتهم ونهبت أموالهم وممتلكاتهم»، قاطعاً بعدم عقد أي اتفاق معها، بوصفها «جهة خانت الشعب السوداني». وفسر محللون كثر مواقف البرهان بمثابة رد على مبادرة قائد قوات «الدعم السريع»، ونصت على وقف الحرب وتأسيس جمهورية «فيدرالية» حقيقية، يتشارك فيها السودانيون السلطة، وبناء نظام ديمقراطي حقيقي، وتكوين جيش سوداني جديد، وبناء مؤسسة عسكرية قومية ومهنية تنأى عن السياسة.

وفهمت تصريحات البرهان في «فلامنغو» على نطاق واسع، بأنها تأييد للتيار المطالب باستمرار الحرب، والممثل بشكل أساسي في أنصار النظام السابق من الإسلاميين وحزب «المؤتمر الوطني»، سواء كانوا في الجيش، أو ضمن الميليشيات التابعة له، وعلى رأسها «كتيبة البراء». وجاء نفي البرهان لوجود إسلاميين في الجيش بما يشبه «التأكيد»، إذ أعلن، مشيراً إلى الجنود المصطفين حوله، عدم وجود إسلاميين بينهم، وأنهم «جيش يقاتل وحده بلا ظهير»، بيد أنه أشاد بمن سمّاهم «الذين يقاتلون معنا»، مؤكداً أن جهوده بعد الخروج «ستتوجه لحسم المعركة مع العدو». وقبل يوم من تصريحات البرهان في القاعدة البحرية، أطلق خصمه «حميدتي» مبادرة شاملة لحل سياسي، عدّت أن «الحرب هي بين الباحثين عن دولة المواطنة والتعددية والديمقراطية، والساعين للعودة إلى الحكم الشمولي الديكتاتوري»، في إشارة إلى جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمين السابقين. ونصت على أن تشمل المبادرة القوى التي تصدت لـ«جبروت نظام البشير» وأسقطته، واستثناء حزب «المؤتمر الوطني» وعناصر النظام السابق «الذين يعملون سراً وعلناً ضد التغيير منذ سقوط عمر البشير». وبينما وجدت مبادرة «حميدتي» ترحيباً من سياسيين ومواطنين أرهقتهم الحرب، ليس لأنها «جديدة»، بل لأنها تفتح «باب أمل» لوقف القتال، قوبلت من جهة أخرى، بسخرية مريرة في منصات التواصل الاجتماعي. وعدّها محللون «محاولة فاشلة من القوات المتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما فيها القتل والاغتصاب والنهب واستخدام المدنيين دروعاً بشرية»، وقال الدكتور أحمد عثمان عمر، في ورقة لمناقشة تلك المبادرة، إنها محاولة لدخول «ميليشيا الجنجويد للساحة السياسية، وهي تنظيم مسلح ذو أهداف سياسية واضحة، تتعارض مع مشروعات الحركة الإسلامية، (لكنها) محاولة فاشلة لتجميل وجهها الذي يستعصي على التجميل». ولا يعرف ما إذا كانت تصريحات البرهان ومبادرة «حميدتي»، جاءتا ضمن سياق «متفق عليه»، تراجع عنه أحدهما، أو أن البرهان يريد أن يعيد لجيشه تماسكه بمواجهة عدوه، بتصريحاته ذات الطابع الحماسي، أم أنها رسالة للداخل، تمهيداً لما يمكن أن يفعله الرجل «المراوغ» في مقبل الأيام، وهل يتجه ليوقع اتفاقاً يتردد أنه قطع شوطاً كبيراً باعتراف الجيش نفسه، أم يتجه للقاهرة لتبني مبادرة «دول الجوار»، أم يتجه لجيبوتي مباركاً لمبادرة الهيئة الحكومية للتنمية «إيقاد»؟... لا أجوبة حاسمة عن هذه الأسئلة وغيرها، لكن الأيام القليلة المقبلة قد تكون كفيلة بتوضيح الصورة. والواضح، رغم الغموض والتصعيد، أن الجميع مقتنع بأن الحرب الجارية لن تنتهي بمنتصر، بل بتفاوض وعملية سياسية يشارك فيها المدنيون؛ لكن متى؟ يقول مراقبون في الخرطوم إن «ما ينتظره السودانيون عودة أمنهم وسلامهم وديمقراطيتهم وحكمهم المدني، وإنهاء سيطرة العسكر على السياسة المستمرة منذ أكثر من نصف قرن، ووقف الحروب المستمرة في البلاد وإلى الأبد».

 

الاحتجاجات مستمرة في السويداء... ومشاركة نسائية لافتة ونقطة تفتيش لمجموعة من الشبان على الطريق بين دمشق والمحافظة

درعا: رياض الزين/الشرق الأوسط/28 آب/2023

استمرت التظاهرات المناهضة للنظام السوري في مدينة السويداء لليوم التاسع على التوالي، وسط التفاف شعبي من أبناء المحافظة حول الاحتجاجات ومطالب الأهالي التي تنادي بإسقاط النظام السوري، وتحسين الأحوال المعيشية والاقتصادية للسوريين. ويتوافد بشكل يومي إلى ساحة السير التي باتت تعرف محلياً باسم «ساحة الكرامة»، أبناء مدينة السويداء ومن قرى المحافظة وبلداتها، للمشاركة في التظاهرات التي رفعت شعارات مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد تطالبه بالرحيل، وبتطبيق «القرار 2254» والانتقال السياسي في سوريا. وأفادت شبكة «الراصد» المحلية في السويداء، المعنية بنقل الأخبار المحلية عن المحافظة بحضور لافت للمرأة في ساحات الاعتصام حيث تزداد بشكل يومي أعداد النساء المشاركات بالاحتجاجات الشعبية، وصوتهن يعلو في ساحات السويداء من أجل المطالبة بالانتقال السياسي. كما أقام عدد من الشبان حاجزاً عند قرية حزم على طريق دمشق - السويداء في الريف الشمالي للمحافظة، وذلك بالتوافق بين الفصائل المحلية في المحافظة وبعض المرجعيات الدينية، بهدف حماية الداخلين والخارجين وتقديم المساعدة للحالات الطارئة، وفق شبكة «الراصد». وذكر التقرير أن الحاجز ليس لتوقيف أحد أو ضد أي جهة كانت، وليس لمنع عناصر الجيش أو الأمن من دخول المحافظة، إنما هو إجراء وقائي لإحباط أي تهديدات محتملة، في ظل الظروف الحالية التي تعيشها المنطقة. ويقضي عمل الحاجز بالتدقيق في هويات المارة والسماح لهم بالمرور، مع تفتيش السيارات التي يشتبهون فيها فقط. وأدت أزمة اقتصادية شديدة إلى انهيار العملة المحلية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، وهو ما تقول حكومة الأسد إن سببه العقوبات الغربية.وتشكل المعارضة المتصاعدة في المناطق الموالية للحكومة، والتي وقفت ذات يوم إلى جانب الأسد، التحدي الأكبر لقبضته على السلطة بعد انتصاره في حرب أهلية استمرت أكثر من 10 سنوات بمساعدة حاسمة من روسيا وإيران. وقال كنان وقاف، وهو صحافي بارز اعتُقل في السابق لانتقاده السلطات، إن المسؤولين شددوا الإجراءات الأمنية في المناطق الساحلية على البحر المتوسط، في خطوة استباقية تهدف للسيطرة على الدعوات المتنامية للإضراب والاحتجاج على الظروف المعيشية، وفق تصريحات أدلى بها لـ«رويترز»، الأحد.

ويقول مناف وهو أحد المشاركين بالاحتجاجات في السويداء، إن «النظام السوري يستمر في تجاهل مطالب السوريين سواء في السويداء أو بقية المناطق السورية»، مشدداً على استمرار التظاهرات في السويداء، وعلى سلميتها حتى تحقيق مطالب الشارع، كما تستمر الفعاليات المدنية المنظمة للاحتجاجات بتنظيم أمور الاحتجاج، بما لا يتعارض مع المصلحة العامة والقوة الدينية والعسكرية المتمثلة بالفصائل المحلية وعلى رأسها حركة «رجال الكرامة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن عشرات الشبان أقدموا، الأحد، على إغلاق مبنى قيادة حزب «البعث» والدوائر الحكومية في مدينة السويداء، وسط ترديد هتافات تطالب بالحرية، ومنع الموظفين من دخول المبنى، وذلك ضمن إطار التأكيد على مطالبهم، واستمرار التظاهرات حتى تنفيذ المطالب. ووفق سكان ونشطاء مدنيين، شهدت السويداء إغلاق معظم المؤسسات العامة وإضراب وسائل النقل العام، كما مارست الأعمال التجارية أنشطتها بشكل جزئي. ويزيد عدد سكان المدينة على 100 ألف نسمة. وقال ريان معروف، الناشط المدني ورئيس تحرير موقع «السويداء 24» الإخباري المحلي، لـ«رويترز»، إن هذا عصيان مدني لم يحدث من قبل، ويحظى بدعم مجتمعي واسع من قطاع كبير من الطائفة الدرزية وزعمائها الدينيين. وصرح مسؤولون في أحاديث خاصة بأن السلطات التزمت الصمت إزاء اتساع نطاق الاحتجاجات، لكنها أصدرت تعليمات للأجهزة الأمنية بالابتعاد عن الأنظار، بل أخلت بعض نقاط التفتيش لتجنب الاحتكاك.

 

روسيا تدفع بطائرتين بعد تحليق مسيرتين أميركيتين فوق القرم

موسكو/الشرق الأوسط/28 آب/2023

قالت وزارة الدفاع الروسية إن روسيا دفعت بطائرتين مقاتلتين اليوم (الاثنين)، لمنع طائرتين مسيرتين أميركيتين من انتهاك حدودها فوق البحر الأسود، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

 

«الوحدة» الليبية تواجه «عاصفة شعبية» رافضة للتطبيع مع إسرائيل/استنكار المجلس الرئاسي وتحرك «النواب» للرد على لقاء المنقوش بكوهين

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/28 آب/2023

سعت حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لاحتواء الغضب الشعبي المتصاعد، وأعلنت إقالة وزيرة خارجيتها نجلاء المنقوش، بعد ساعات من وقفها عن العمل مؤقتاً، وإحالتها على التحقيق، على خلفية اجتماعها «السري» مع نظيرها الإسرائيلي في العاصمة الإيطالية روما الأسبوع الماضي.

وتنصل الدبيبة من المسؤولية عن التطبيع مع إسرائيل، وأعلن لدى مشاركته، الاثنين، في وقفة أمام مقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة طرابلس، إقالة المنقوش من منصبها، ونفى علمه المسبق بما قامت به، واصفاً تصرفها بالفردي «لنقص الخبرة الدبلوماسية»، وشدد على «ثبات موقف ليبيا تجاه القضية الفلسطينية دولةً وشعباً». وأحرق محتجون غاضبون استراحة للدبيبة في شط الهنشير بطرابلس، تزامناً مع محاولة لاقتحام منزله في منطقة النوفليين، فيما طوقت قوات الأمن المنطقة، لكنهم أضرموا النيران في منزل ابن أخيه إبراهيم بحي الأندلس، الذي تردد أنه كان ضمن أعضاء الوفد الرسمي المرافق للمنقوش في اجتماع روما. واقتحم شباب غاضبون، مساء الأحد، مقر وزارة الخارجية في العاصمة طرابلس، ورفعوا العلم الفلسطيني، ورددوا شعارات تطالب بإسقاط الحكومة ومحاسبتها فوراً، وشهدت عدة مناطق بالمدينة، احتجاجات شملت إغلاق الطرقات وإشعال إطارات السيارات (سوق الجمعة وطريق الشط وتاغوراء والبيفي و11 يونيو). كما أحرق متظاهرون ليبيون، العلم الإسرائيلي في مدن أخرى بالمنطقة الغربية منها، مصراتة والزاوية وبني وليد، وسط دعوات لتنظيم مظاهرة أمام مقر الحكومة ووزارة الخارجية للمطالبة بإقالتهما. ونفى جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الدبيبة، تسهيله مغادرة المنقوش بشكل مفاجئ، فجر الاثنين، عبر مطار معيتيقة بالعاصمة الليبية، بعد إعلان الدبيبة وقفها عن العمل احتياطياً وإحالتها للتحقيق أمام لجنة حكومية برئاسة وزير العدل، وتكليف وزير الشباب فتحي الله الزني بتسيير مهام وزارة الخارجية. وقال الجهاز في بيان إنه ينفي ما تم تداوله بشأن السماح أو تسهيل سفر المنقوش، وقال إنها لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه.

وأعلن إدراج اسم المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات، محذراً من تخريب المؤسسات العامة للدولة وممتلكاتها، وهدد باتخاذ كل الإجراءات القانونية في حق كل من يثبت تورطه وفقاً للإجراءات القانونية. وكان المجلس الرئاسي، طالب الدبيبة بموافاته بشأن ما تردد عن اجتماع روما وما ورد بشأنه، وعدَّ في رسالة تلقت «الشرق الأوسط» نصها أن «ما ورد لا يعبر عن السياسة الخارجية للدولة الليبية، ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، ويعد خرقاً للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني»، لافتاً إلى أن ملتقى الحوار السياسي الليبي الموقع بجنيف عام 2020، أوكل للمجلس الرئاسي الاختصاص بمتابعة ملف السياسة الخارجية والإشراف عليه. وقالت نجوى وهيبة، الناطقة باسم المجلس الرئاسي، إن هذه الرسالة وجهت للدبيبة عقب اجتماع طارئ عقده المنفي ونائباه في طرابلس، مساء الأحد.

بدوره، دعا مجلس النواب أعضاءه لعقد جلسة طارئة بمقره في مدينة بنغازي، مساء الاثنين، لمناقشة ما وصفه بـ«الجريمة القانونية والأخلاقية المرتكبة بحق الشعب الليبي وثوابته الوطنية من خلال لقاء وزير خارجية الحكومة منتهية الولاية مع وزير خارجية العدو الصهيوني». كان المتحدث باسم المجلس عبد الله بليحق، قد عدَّ أن ما أقدمت عليه المنقوش، «عبث من حكومة الدبيبة ومحاولة للبقاء في السلطة لأكبر وقت ممكن على حساب ثوابت الشعب الليبي»، لافتاً إلى ما وصفه برأي عام رافض لهذا الاتجاه. وتوعد بليحق «كل من يمس ثوابت الشعب الليبي، بأن القانون سيطاله عاجلاً أم آجلاً»، مشيراً إلى نص قانون ليبي يحظر التعامل مع إسرائيل، أفراداً ودولةً. كما نددت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب باللقاء وعدته انتهاكاً خطيراً يجرمه القانون. كان المجلس الأعلى للدولة أبدى استغرابه اللقاء، وعدّه «خطوة مخالفة لقواعد مقاطعة العدو الصهيوني»، وحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والتاريخية لكل من قام بهذا العمل أو شارك فيه أو أشاد به. كما دعا كل الجهات المختصة في الدولة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات، وعلى نحو عاجل إزاء محاسبة المعنيين، بما يكفل عدم ترتب أي نتائج على ذلك اللقاء؛ وبما يحول دون تكراره، وقال المجلس إنه يرفض بشدة هذا العمل. ويدين القائمين عليه، ويدعو إلى إيقافهم عن ممارسة أعمالهم.

 

«إيكواس» تطلب مساعدة مالية أوروبية للتحرك العسكري في النيجر/بروكسل تخشى أن يتهمها الانقلابيون بالتورط في تدخل خارجي أو استفزاز المشاعر المحلية

بروكسل: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/28 آب/2023

بعد مرور أكثر من شهر على الانقلاب الذي أطاح رئيس النيجر محمد بازوم الموجود حالياً تحت الإقامة الجبرية بالمقر الرئاسي برفقة بعض أفراد أسرته، طلبت المجموعة الاقتصادية لبلدان أفريقيا الغربية (إيكواس) من الاتحاد الأوروبي، مدّها بالمساعدة المالية لتفعيل عملية التدخل العسكري الهادفة إلى إعادة الرئيس المخلوع واستعادة النظام الديمقراطي. وجاء في رسالة بعث بها رئيس المجموعة عمر توراي إلى ممثل الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيب بورّيل، واطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن البلدان المجاورة للنيجر تطلب مساعدة الاتحاد الأوروبي «لمواكبة التطبيق الفعلي للقرارات التي اتخذتها المجموعة من أجل العودة السريعة إلى النظام الدستوري في النيجر». وتطلب هذه الدول من الاتحاد الأوروبي تطبيق العقوبات التي فرضتها المجموعة على النظام الانقلابي، وأن يسهم في تغطية تكاليف العملية العسكرية المقررة في النيجر، التي بدأت تثير تحفظات في بعض الدول الأفريقية.

وتتضمّن الرسالة الموقعة في العاصمة النيجيرية أبوجا، القرارات الرئيسية التي اتخذتها الدول الأعضاء في المجموعة خلال القمة الاستثنائية التي عقدتها مؤخراً لدرس أزمة النيجر، مع التأكيد على عزم المجموعة تفعيل قوة الاحتياط لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه.

وجاء في الرسالة أن دول المجموعة تعرب عن عميق امتنانها لما أبداه الاتحاد الأوروبي من استعداد منذ بداية الأزمة لدعم الجهود الرامية إلى حلها بأقصى سرعة، وتطلب من البلدان الأعضاء في الاتحاد تفعيل الوسائل والآليات المناسبة لتطبيق العقوبات المالية والفردية المفروضة على النظام الانقلابي. وكانت 10 دول من أصل 15 أعضاء في المجموعة قد تعهدت إرسال قوات للمساهمة في عملية التدخل العسكري، من بينها نيجيريا وبنين والسنغال وساحل العاج. في غضون ذلك، تواصل الجزائر مساعيها الدبلوماسية لمنع التدخل العسكري وإيجاد تسوية سلمية للأزمة، علماً بأن لها حدوداً مع النيجر يزيد طولها على 900 كلم، لكنها ليست عضواً في مجموعة بلدان أفريقيا الغربية التي زار وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف بعض أعضائها ممن تعهدوا إرسال قوات إلى النيجر. وصرّح عطاف خلال الزيارة قائلاً إنه «لن يكون هناك أي حل من دوننا، نحن أوّل المتأثرين بهذه الأزمة». وكان الرئيس السابق لساحل العاج لوران باغبو قد علّق مؤخراً على التدخل العسكري في أزمة النيجر، بقوله إن ذلك «من شأنه أن يكون أكثر الحروب حماقة، لأن محركها الأساسي هو الغاز واليورانيوم... أجدر برؤساء المنطقة وضع خطة مشتركة لمكافحة الإرهاب في المنطقة».

ومع دخول الولايات المتحدة على خط الأزمة خشية اندلاع حرب إقليمية وازدياد النفوذ الروسي فيها، يسعى الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف موحد منها، بعد أن كان قرر وقف بعض المساعدات الإنمائية التي يقدمها للنيجر التي تعد من أفقر بلدان العالم. وفي رسالة بعث بها بورّيل إلى وزراء خارجية الاتحاد نهاية الأسبوع الماضي، واطلعت عليها أيضاً «الشرق الأوسط»، حضّ الدول الأعضاء على «توحيد الموقف لدعم النيجر، وغيرها من دول المنطقة، مع مراعاة الظروف الراهنة»، مشيراً إلى أن هذا الموقف يجب أن يشمل المساعدة الإنمائية، والتعاون الأمني والدعم المالي.

ويعترف مصدر قريب من الممثل الأوروبي للسياسة الخارجية بدقة الموقف الذي يمكن أن يتخذه الاتحاد من الأزمة في الظرف الراهن، حيث يمكن أن يستغلّه النظام الانقلابي على أنه تدخل خارجي أو استفزاز للمشاعر المحلية، خصوصاً بعد الاتهامات التي وجهها النظام إلى السلطات الفرنسية التي ما زالت ترفض سحب سفيرها وإجلاء قواتها من النيجر لعدم اعترافها بشرعية الانقلابيين الذين هددوا مؤخراً بمواجهة واسعة لأي تدخل عسكري خارجي وإشعال المنطقة بكاملها.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أزمة النيجر ستكون في صدارة جدول أعمال مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يوم الخميس المقبل، في مدينة طليطلة الإسبانية، حيث من المنتظر أن تقرر الدول الأعضاء موقفاً موحداً من وقف المساعدات، ومن مساهمتها المحتملة في تمويل التدخل العسكري ضد النظام الانقلابي، كما تطلب مجموعة دول أفريقيا الغربية. من جهتها، أكّدت المفوضية الأوروبية دعمها الثابت لقرارات وخطوات المجموعة الإقليمية الأفريقية، لكنها رفضت الكشف عمّا إذا كانت تدرس فرض عقوبات على السلطات الانقلابية، أم لا، مذكّرة بأن هذا الموضوع ليس للتداول الإعلامي. لكن مصادر مطلعة قالت إن الدوائر القانونية في المفوضية تدرس منذ أيام، موضوع العقوبات الفردية على الانقلابيين، وهو موضوع معقد من الناحيتين التقنية والقانونية ولا يمكن بتّه في أيام قليلة. وتفيد مصادر المفوضية بأن الاتحاد الأوروبي قد أوقف مساعدات مالية إلى النيجر بقيمة 300 مليون يورو، من أصل 500 مليون لبرنامج إنمائي حتى نهاية العام المقبل، وجمّد كامل أنشطة التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب، لكنه أبقى على المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها ربع سكان النيجر تقريباً.

 

إردوغان يلتقي بوتين الأسبوع المقبل لبحث إحياء «اتفاقية الحبوب»

إسطنبول/الشرق الأوسط/28 آب/2023

من المتوقع أن يلتقي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في روسيا الأسبوع المقبل لبحث إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود. ووفق وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن «بلومبرغ»، من المرجح أن يتوجه إردوغان إلى روسيا يوم 8 سبتمبر (أيلول) المقبل، قبل أن يتوجه إلى الهند لحضور قمة «مجموعة العشرين» في نيودلهي. من جانبها، رفضت الرئاسة التركية التعقيب على ذلك. كان متحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي يتزعمه إردوغان قال في وقت سابق إن الرئيس التركي سيزور منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود قريباً. ووفق «رويترز»، فقد تكون هناك تطورات بشأن الاتفاق الذي كان يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية بحراً. وانتهى اتفاق الحبوب؛ الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، بعد انسحاب موسكو الشهر الماضي. وتحاول أنقرة إقناع روسيا بالعودة إلى الاتفاق الذي بموجبه أرسلت موانئ أوديسا الثلاثة شحنات حبوب تقدر بعشرات الملايين من الأطنان خلال الغزو الروسي.

تأكيد روسي

من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن بوتين وإردوغان سيعقدان اجتماعاً قريباً، لكنه رفض تحديد مكان وزمان عقد الاجتماع على وجه الدقة. وقال بيسكوف، في مؤتمر صحافي، رداً على سؤال عما إذا كان بإمكان الرئيسين الاجتماع في روسيا: «سيعقد الاجتماع قريباً، وسنصدر إعلاناً رسمياً في الوقت المناسب»، وفق ما أوردته وكالة «تاس» الروسية للأنباء. ورفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية الإدلاء بمزيد من التفاصيل، مضيفاً أن «هناك اتفاقيات معينة بشأن موعد الإعلان، ونحن ملتزمون بهذه الاتفاقيات». يذكر أن بوتين وإردوغان قد أبقيا على اتصالات مكثفة بينهما عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. ووفق الموقع الإلكتروني للكرملين، فقد أجريا 10 محادثات هاتفية على الأقل حتى الآن هذا العام، وكذلك مؤتمراً عبر الفيديو بمناسبة تسليم الوقود النووي الروسي لمحطة «أكويو» للطاقة النووية التركية في أبريل (نيسان) الماضي.

 

هل تعزز عضوية مصر وإيران في «بريكس» جهود التقارب بينهما؟ بعد إشارات متبادلة عن تطوير العلاقات الدبلوماسية

القاهرة: إسماعيل الأشول/الشرق الأوسط/28 آب/2023

بعد إشارات متبادلة عن تطوير العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، جاءت دعوة البلدين، أخيراً، إلى عضوية «بريكس»، لتثير تساؤلاً حول الأثر «الجيوسياسي» لتوسيع ذلك التجمع الاقتصادي على «مسار التقارب بين الدولتين». وبينما تباينت آراء الخبراء عن نتائج التطور الأخير، فقد أشاروا إلى أن القاهرة وطهران «قطعتا فيه شوطاً بالفعل» في علاقاتهما. ومصر وإيران من بين 6 دول دعاها قادة «بريكس»، خلال قمتهم السنوية في جنوب أفريقيا، الأسبوع الماضي، للانضمام إلى تجمع الاقتصادات الناشئة، العام المقبل. وتضم قائمة الدول كذلك: السعودية، والإمارات، وإثيوبيا، والأرجنتين. وشهدت الأسابيع الماضية تفاعلًا مصرياً وإيرانياً مع ملف التقارب. ومنتصف الشهر الحالي، أدانت الخارجية المصرية «حادث» مرقد شاه جراغ في إيران، في أعقاب تصريحات إيرانية متواترة عن تطوير العلاقات بينهما. ويعد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، «بريكس»، «تحالفاً اقتصادياً سيؤدي بطبيعة الحال إلى تحالف جيوسياسي»، ويشدد على أن مصر وإيران «قطعتا شوطاً في طريق التقارب، قبل أن تذهبا إلى (بريكس)»، مدللاً بما شهده «ملف السياحة» من تسهيلات أخيراً، وكذلك «الخطوات المتوقع حدوثها خلال الفترة المقبلة، في ظل مضي العلاقات في إطارها، يعززها سيناريو إيجابي مدعوم بتصريحات مسؤولين معنيين». وفي أواخر مارس (آذار) الماضي، أعلنت مصر تسهيل حصول السائحين الإيرانيين على «تأشيرة فورية»، بكفالة الشركات السياحية، عند وصولهم المباشر إلى محافظة جنوب سيناء، المقصد السياحي المصري الشهير». ويرى أستاذ العلوم السياسية أن هناك «تفاؤلاً من الطرفين بتقليل مساحات الخلاف». ويضيف: «في تقديري، لم تعد هناك خلافات تعوق أي مسار للتطوير، هناك مساحات للتلاقي وليس للتجاذب».

وبعد زيارة سلطان عمان، هيثم بن طارق، مصر، وإيران، تباعاً، في مايو (أيار) الماضي، تحدثت تقارير عن «وساطة قادها سلطان عمان في إطار الملف نفسه». ووصف وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبداللهيان، في تصريحات سابقة، مصر، بـ«الشقيقة والصديقة»، معرباً عن تطلعه إلى علاقات أكثر «تطوراً وانفتاحاً متبادلاً». ويشير طارق فهمي إلى إمكانية «تنسيق مصر وإيران في غزة، خصوصاً في الموقف من الحركات الفلسطينية مثل (حماس)، و(الجهاد)»، واصفاً هذا الملف بأنه «مهم لمصر». ويضيف أنه «في ظل التطورات الجديدة تستطيع مصر لعب دور في سوريا، بوصفها الأقرب إليها من أي طرف آخر». ويقول: «هناك حاجة مشتركة للبلدين، مصر وإيران، في جملة من القضايا الإقليمية بما يسمح بتطوير العلاقة، ولسنا في حاجة إلى انتظار عضوية (بريكس) للتحرك فيها؛ لأن هناك إشكاليات متعلقة بالنظام الأساسي لهذا التجمع».

ويقول خبير العلاقات الدولية: «هناك إرادة سياسية تتشكل بين القاهرة وطهران عنوانها: (المصالح المشتركة الجديدة في الإقليم)، وبالتالي، هناك فرصة ذهبية للبلدين، وأعتقد أن القاهرة قطعت شوطاً تجاه إيران في الفترة الأخيرة». وفي لقاء متلفز، الشهر الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، إن بلاده «حريصة أن يكون التفاعل الإيراني مع الإقليم (تفاعلاً إيجابياً) يحترم سيادة الدول وإرادة الشعوب، وعدم التدخل في الشأن الداخلي لهذه الشعوب، ويعزز من استقرار الإقليم». ولا يرى الدكتور محمد عباس ناجي، خبير الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في العامل الاقتصادي «متغيراً رئيسياً في العلاقات بين مصر وإيران». ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأولوية لمصر تكمن في اختبار ما إذا كانت إيران مستعدة لإحداث تحول في سياستها باتجاه يدعم استقرار المنطقة، ويسهم في تسوية الأزمات الإقليمية على غرار الأزمة في اليمن». وارتباطاً بدخول إيران تحت مظلة «بريكس»، يشير ناجي، وهو رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية»، إلى وجود «عقوبات أميركية مفروضة على إيران، بالإضافة إلى عدم انضمام طهران إلى اتفاقية (فاتف)، لمكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال». ويقول: «هذه المشكلة عقبة في مواجهة التعاون الاقتصادي لإيران مع حلفائها مثل الصين».

 

العراق: تنفيذ حكم الإعدام شنقاً ضد المدانين بتفجير الكرادة عام 2016

الشرق الأوسط/28 آب/2023

أعلن رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اليوم (الاثنين)، تنفيذ حكم الإعدام شنقاً بحق المدانين في تفجير الكرادة بوسط العاصمة بغداد عام 2016، الذي أوقع أكثر من 324 قتيلاً وأكثر من 250 مصاباً. وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، ذكر بيان للحكومة العراقية أن السوداني استقبل، في وقت سابق من اليوم، عوائل شهداء فاجعة الكرادة، وأبلغهم بأنه «جرى ليلة أمس وصباح اليوم إنزال القصاص العادل وتنفيذ حكم الإعدام، بحق 3 من المجرمين الرئيسيين المدانين بالاشتراك في جريمة التفجير الإرهابي». وتعهد أمام عوائل الشهداء بأنه «لن يتم التهاون مطلقاً في تنفيذ أي حكم قضائي صادر ضد المدانين بجرائم الإرهاب».وبحسب البيان، استمع رئيس الحكومة العراقية إلى مطالب ذوي الشهداء، ووجه بمتابعة متطلباتهم الخاصة، وتذليل العقبات أمام كل ما يعترض تحقيقها. وشهد أحد المراكز التجارية الكبيرة في حي الكرادة بوسط بغداد في يوليو (تموز) 2016، انفجاراً هائلاً تبناه تنظيم «داعش»، أوقع أكثر 324 قتيلاً وأكثر من 250 مصاباً جراء انفجار شاحنة بالتزامن مع استعدادات العراقيين للاحتفال بعيد الفطر المبارك آنذاك.

 

تحديد 4 مارس 2024 موعداً لمحاكمة تاريخية لترمب في قضية محاولة تغيير نتيجة انتخابات 2020

واشنطن/الشرق الأوسط/28 آب/2023

حددت قاضية اتحادية، الاثنين، 4 مارس (آذار) 2024 موعداً لبدء المحاكمة الجنائية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بتهمة محاولة تغيير نتيجة انتخابات عام 2020 الرئاسية التي انتهت بخسارته؛ في محاولة فاشلة للبقاء في السلطة. ووفقاً لهذا الموعد، ستجرى واحدة من أكبر المحاكمات الجنائية في التاريخ الأميركي في ذروة الموسم الانتخابي. ويقع الرابع من مارس 2024 عشية «الثلاثاء الكبير»، وهو اليوم الذي يدلي فيه الناخبون الجمهوريون بأصواتهم في الانتخابات التمهيدية للحزب. ووفق وكالة «رويترز» للأنباء، قالت القاضية تانيا تشوتكان: «للجمهور الحق في التوصل إلى حل سريع وفعال لهذه القضية».

وكان المدّعي الخاص جاك سميث قد طلب تحديد موعد بدء محاكمة الرئيس الأميركي الخامس والأربعين بتهم التآمر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2020 في الثاني من يناير (كانون الثاني) 2024، لكن وكلاء الدفاع عن الملياردير الجمهوري طلبوا بدء المحاكمة في أبريل (نيسان) 2026، بعد نحو عام ونصف عام من انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. وشدّدت القاضية تشاتكن على أن «موعد المحاكمة لا يحدد وفق الالتزامات المهنية للمدعى عليه»، بعد رفضها بشدة طلب الدفاع إرجاء الموعد سنتين معتبراً أن المدة طويلة جداً. ويمكن أن يكون لقرارها تأثير حاسم على تطلعات ترمب للفوز بالترشّح عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية ولاحقاً للفوز بولاية رئاسية ثانية. على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» حض ترمب على إبطال القضية واصفاً سميث بأنه «مختل» ومتّهما الرئيس جو بايدن بزرع «الانقسام والغضب والكراهية».

وجاء في منشور أطلقه بالتزامن مع بدء استماع تشاتكن للدفوع في محكمة فيدرالية في واشنطن، أن الأمور «لن تتّجه إلا للأسوأ؛ لأن لا حدود لهؤلاء المختلين والمجانين. لكن يوماً ما سيسود التعقّل مجدداً».

وكان ترمب قد دفع ببراءته من التهم لدى مثوله أمام المحكمة في مطلع أغسطس (آب)، علماً بأنه لم يكن ملزماً بحضور جلسة الاثنين. ووجهت تهم جنائية إلى ترمب (77 عاماً) في 4 قضايا هذه السنة، اثنتان منها في واشنطن، والثالثة في نيويورك، والرابعة في ولاية جورجيا، غير أن القضيّة المرفوعة أمام القاضية تشاتكن قد تشكل الخطر الأكبر عليه، وخصوصاً إذا كانت أول قضية يحاكم بشأنها ضمن جدول قضائي حافل ينتظر الرئيس السابق.

ولدى سؤالها عن كيفية استعداد موكّلها لجلسات المحاكمة المقبلة قالت محامية الملياردير الجمهوري ألينا هابا في تصريح لشبكة «فوكس نيوز» إن ترمب «ليس شخصاً عادياً، إنه بمنتهى الذكاء ويعلم كيف تدار الأمور». وتابعت: «هو يعلم أيضاً الوقائع لأنه عاشها».

اقتحام مقرّ الكونغرس

من المقرر أن يحاكم ترمب في مارس في نيويورك بتهمة الكذب بشأن مبالغ مالية دفعها لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها قبل انتخابات 2016، وفي مايو (أيار) في فلوريدا في قضية إخفاء وثائق حكومية سرية. كما يواجه ترمب مع 18 متهماً آخرين في جورجيا تهماً بالابتزاز والتآمر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولاية الجنوبية. ولم يحدد القاضي سكوت ماكافي الذي يتولى هذه القضية الكثيرة التشعّبات موعداً حتى الآن لبدء المحاكمة. وفي القضية المرفوعة أمام القاضية تشاتكن، يواجه ترمب اتهامات بالتآمر ضد الدولة الأميركية، والتآمر لعرقلة آلية رسمية، على خلفية دوره في اقتحام مناصرين له مقر الكونغرس في 6 يناير 2021 لمقاطعة جلسة المصادقة على فوز جو بايدن في انتخابات 2020. كما أن ترمب متهم في إطار هذه القضية التي يمثل فيها بمفرده، بحرمان ناخبين أميركيين من حقوقهم من خلال ادعاءاته الكاذبة بأنه فاز في الانتخابات. ورأى المستشار السياسي ويت إيرز أنه في حال تمت تبرئة ترمب في هذه القضية الأولى، فمن المرجح أن يفوز بترشيح حزبه للسباق الرئاسي، في ضوء تصدره بفارق كبير حالياً استطلاعات الرأي بين المرشحين الجمهوريين. وقال: «لا أرى ما يمكن أن يوقفه». وتابع: «لكن إذا تمت إدانته بتهمة جنائية خطيرة، فلا أعرف ما سيكون رد فعل الناس على ذلك، لأننا لم نواجه يوماً ما يشبه ولو من بعيد وضعاً كهذا». وأضاف: «أميل إلى اعتقاد أن تهمة جنائية خطيرة تقترن ربّما بالسجن بعض الوقت، قد تحمل على الأقلّ البعض على إعادة النظر في تأييدهم الرئيس السابق». وأصدرت القاضية تشاتكن (61 عاماً) التي عيّنها الرئيس الأسبق الديمقراطي باراك أوباما، بعض أشدّ العقوبات بحق مشاركين في الهجوم على الكونغرس، واتهمها ترمب بأنها «مسيّسة للغاية» و«شديدة الانحياز». وللقاضية سوابق مع ترمب؛ إذ حكمت ضده في نوفمبر حين رفع دعوى لمنع تسليم وثائق من المحفوظات الوطنية تتعلق بعهده في البيت الأبيض إلى لجنة نيابية كانت تحقق في الهجوم على الكابيتول، وأعلنت حينذاك أن «الرؤساء ليسوا ملوكاً والمدّعي ليس رئيساً».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

د. توفيق هندي/كي لا تتكرر مأساة لبنان 01 من 12

12 مقالة للدكتور توفيق هندي سوف تنشر تباعا في “جريدة اللواء” بوتيرة واحدة ابتداءً من اليوم تحت عنوان “كي لا تتكرر مأساة لبنان”، وفي المقالة الأخيرة، خريطة طريق لخلاص لبنان. موقعنا سينشر هذه المقالات يومياً على هذه الصفحة. المقالة الأولى 01 من 12

كي لا تتكرر مأساة لبنان 01 من 12

https://eliasbejjaninews.com/archives/121698/121698/

28 آب/2023

هذه المقالة تشكل مقدمة وتقديم لسلسلة مقالات قررت أن أكتبها للضرورة وكنت أُعِّدُها أصلا" كي تكون جزءا" من نواة كتاب قيد الإعداد بعنوان "من اليسار العربي إلى القوات اللبنانية وما بعدهما”. غير أن التطورات المتسارعة على المستويات الدولية والإقليمية والداخلية وخشيتي المبررة من عودة مأساة مصادرة ثورة الأرز بعيد دحر الاحتلال السوري، من قبل "قيادات"، ليست مارقة بالصدفة بل هي وليدة تركيبة إجتماعية-سياسية متخلفة، حفّذتني لكتابتها تداركا" لما قد يحصل لما بعد رفع الاحتلال الإيراني عن لبنان من إنقضاد متجدد لهذه القيادات-الكواسر على هوايتها المفضلة، ألا وهي الصراع من أجل السلطة أو بالأحرى التسلط. وقد زادها سوءا" تَمّثُلِها بغرب فقد قيمه مؤخرا" ويمارس عكسها وتَطّبُعِها المستدام بقيادات شرقية وعربية متوحشة إلى حد إعتبار هذه الأخيرة نموذجا" يقتضى به لممارسة السلطة والحفاظ عليها.

مّر على 14 آذار 2005 أكثر من 18 سنة، والمؤسف، ولكن من الطبيعي أيضا"، أن نرى بالتالي اليوم بعض القوى والشخصيات تتحضر لإرتكاب نفس الأخطاء والخطايا الإستراتيجية التي أوصلت لبنان ألى المأساة التي يعيشها، غير آبهتا" و/أم غير راغبة" بأخذ العبر من ظروف الماضي القريب، ورافضة" ضمنيا" أن تجري النقد الذاتي الضروري والنظر بعمق إلى المعضلات الأساسية التي تواجه لبنان، أكان بما يخص خصوصية الإحتلال الإيراني أو التركيبة الإجتماعية-السياسية للمجتمع اللبناني بما يتخطى النظرة التقليدية القاصرة المرتكزة حصرا" على تعدديته الطوائفية والمذهبية والثقافية.

فإنطلاقا" من مشاركتي الفّعالة في المسار الذي أوصل إلى لحظة 14 آذار وإنطلاقا" من معرفتي المعمقة الشخصية باللاعبين كافة، كوني إختبرتهم كلاعب في ظروف قصووية، كما من معرفتي بما كان يدور ويجري في الإجتماعات العامة والخاصة، إرتأيت اليوم أن أتحدث عن تلك الأخطاء والخطايا بكل شفافية ودون مراعاة أحد وأن أذّكر بها، ذلك أن المرء مفطور على الغرق في آنيات الحدث وعدم تذّكر الماضي وعلى أخذ مواقف هذا الطرف أو ذاك كأنها حقيقة واقعة، دون النظر بصدقيتها وبتاريخ وماهية من يُطلقها.

ف"الكلام للرعية ليس هو ذاته للخورية". و"ليس كل ما يلمع هو ذهبا"".

فسياسة من هيمن على قرار 14 آذار أوصلت لبنان إلى الترنح بين الحياة والموت ولم تكن الظروف الموضوعية هي التي أنتجت هذه الحالة المأساوية ولم يكن قدرا" محتوما" أن يصل لبنان إليها، إنما هو نتاج تلك الأخطاء والخطايا الإستراتيجية المتتالية، وعددها عشرة، سوف نفصلها فيما يلي ونفرد لها مقالة كاملة فيما إقتضى الأمر :

1) طريقة تعاطي غالبية أعضاء لقاء قرنة شهوان مع تغّول الجنرال ميشال عون وتعطشه للسلطة.

2) تحوّل "قرنة شهوان" إلى "قرنة الشهوات" قبيل الإنتخابات النيابية عام 2005، والتسليم بقانون غازي كنعان لإجراء إنتخابات أيار 2005 في وقتها المحدّد on time.

3) تعطيل الشق المتعلق بتسليم سلاح الميليشيات في القرار1559 بحجة الحفاظ على على العيش المشترك وبناءا" على "خطء بالتقدير"، مختصره "أن ثمة وجها" لبنانيا" لحزب الله يمكن المراهنة عليه". وكان الهدف الحقيقي لهذا التعطيل التوصل إلى عقد الإتفاق الرباعي بهدف "إمساك القوى السيادية" بزمام السلطة في الدولة المحررة للتو من الإحتلال السوري.

4) الإتفاق الرباعي وتداعياته الخطيرة السياسية والأمنية. فهذا الإتفاق أوصل إلى تشكيل حكومات المساكنة وعدم إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية المورثة منالحقبة السورية وإلى الإغتيالات بالجملة.

5) الحوار حول "الإستراتيجية الدفاعية" التي هي بالأصل مطلب لحزب الله ظهر لأول مرة ب"ورقة تفاهم مار مخايل" بين هذا حزب والتيار الوطني الحر في 6 شباط 2006.

6) القرارات المتهورة لحكومة السنيورة في أيار 2008 التي أدت إلى تغيير أساسي في ميزان القوى في لبنان لمصلحة حزب الله ما لبث أن تكرّس في "إتفاق الدوحة".

7) تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى، وكانت "حكومة مساكنة" رافقت تبرئة نظام الأسد من دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشهدت السير على درب سياسة ال"س-س".

 طريقة التعامل مع الثورة السورية وتداعياتها السلبية، وأهمها حركة تنقل السلاح والمقاتلين ذهاباً وإياباً من سوريا وإليها، وفتح باب النزوح السوري إلى لبنان على مصراعيه.

9) العودة إلى المساكنة الحكومية (حكومة تمام سلام) بعد إغتيال د. محمد شطح.

10) "إتفاق معراب".

بعد إستعراض النقاط العشر بمقالات متتالية، أخصص مقالة للإسترشاد بتجربة الرئيس فؤاد شهاب لما لها من علاقة بمحاربة الطبقة السياسية المارقة الفاسدة. أما المقالة ما قبل الأخيرة، فأخصصها لإستخراج العبر مما تقدم وأنهي السلسلة بمقالة يتم فيها تقديم خريطة طريق لخلاص لبنان، لطالما سعيت جاهدا"، دون نتيجة حتى اللحظة، إلى تبنيها من قبل قوى وشخصيات أعتبرها صادقة، وذلك بهدف خلق تجمع وازن إلى حد ما، يعمل على تظهير حالة لبنانية فعلا" "سيادية-تغييرية" تلاقي الخارج في لحظة دولية-إقليمية مؤاتية قد لا يطول إنتظارها، لكي يَنفُذ لبنان بخلاصه وبشكل مستدام هذه المرة، متخلصا" ليس فقط من الإحتلال الإيراني، إنما أيضا" من الطبقة السياسية المارقة القاتلة الفاسدة من خلال معالجة العطب التكويني للإجتماع اللبناني.

كلا! لم ولن أيأس! سوف أُكمل المسيرة حتى خلاص لبنان من الإحتلال الإيراني ومن إمكانية عودة إحتلالات أخرى، وذلك من خلال تحصين لبنان بمعالجة المرض وليس عوارضه فقط.

 

لبنان لليبيا: إكشفوا مصير الصدر نسلّمكم القذافي

يوسف دياب/الشرق الأوسط/28 آب/2023

تختلف المقاربات اللبنانية – الليبية حول التعاون المحتمل في ملفّ هنيبال معمّر القذافي، المعتقل في لبنان منذ ثماني سنوات. فالرسائل الليبية تركّز على مسألة الإفراج عن هنيبال وتسليمه إلى بلاده، فيما يقدّم لبنان، لإطلاق سراحه، شرطاً قاطعاً وغير قابل للمساومة، يقضي بتقديم معلومات واضحة وموثّقة تحدد مصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عبّاس بدر الدين، الذين خطفوا وفقد أثرهم داخل العاصمة الليبية طرابلس في نهاية شهر آب 1978.

الأسبوع الماضي تسلّم القضاء اللبناني رسالة من وزيرة العدل الليبية حليمة عبد الرحمن تبدي فيها استعداداً لطرح ملف هنيبال القذافي على طاولة التفاوض، وتقديم التعاون القانوني والإنساني توصلاً إلى حلّ يفضي لإطلاق سراح هنيبال. ورأى مصدر قضائي معني بملفّ القذافي الابن، أن الرسالة الليبية «لم تبد أي رغبة في كشف مصير الصدر ورفيقيه، وكأن المطلوب تعاوناً لبنانياً بلا مقابل». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن المحقق العدلي بملفّ الصدر القاضي زاهر حمادة «لن يفرج عن هنيبال قبل تقديم الأجوبة والتوضيحات التي يملكها هنيبال ويرفض البوح بها والتي تسهّل ختم التحقيق وإصدار القرار الاتهامي».

وترتفع الأصوات الليبية المعترضة على الاستمرار في توقيف القذافي، تلاقيها في ذلك منظمات حقوقية دولية وأخرى معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان لا تتوقف عن مخاطبة لبنان، وتصف القذافي بأنه «معتقل سياسي»، خصوصاً وأن جريمة خطف وإخفاء الصدر حصلت يوم كان هنيبال في السنة الثانية من عمره، إلّا أن المصدر القضائي رفض هذه الذريعة ودعا للإقلاع عن الترويج لها، واصفاً هنيبال بأنه «كنز ثمين يختزن معلومات كثيرة عن هذه القضية». وقال إن الموقوف «اعترف أمام المحقق العدلي صراحة أنه يعرف 30 شخصية ليبية في نظام والده كانوا في موقع القرار وعلى علاقة بخطف الصدر، كما اعترف أن الصدر ورفيقيه لم يغادروا ليبيا بخلاف الرواية الرسمية الليبية التي زعمت بأن الإمام ورفيقيه غادروا طرابلس إلى روما واختفوا هناك، وأقرّ بأن الصدر كان موضوعاً في الإقامة الجبرية في منطقة جنزور». وشدد المصدر على أن «الصدر ورفيقيه وصلوا إلى طرابلس في 25 أغسطس 1978، ونزلوا في فندق الشاطئ، ومكثوا هناك ستة أيام، وظُهر يوم 31 أغسطس حضرت سيارة أقلّتهم من الفندق، بزعم نقلهم لمقابلة معمّر القذافي ومنذ تلك اللحظة اختفى أثرهم». وأضاف المصدر القضائي اللبناني: «بعد ساعات قليلة على الخطف، حضرت عناصر من المخابرات الليبية إلى فندق الشاطئ وأخذوا ثياب الصدر ورفيقيه وجوازات سفرهم، وقد حدد هنيبال اسمي الشخصين الذين لبسا الزيّ الديني للإمام الصدر والشيخ يعقوب وآخر مدني استقلوا بعدها طائرة تابعة لشركة (أليطاليا) وانتقلوا من طرابلس إلى روما بجوازات المخطوفين، ونزلوا بأحد الفنادق، وفي اليوم التالي تركوا الفندق مع جوازات سفر وثيابهم وعادوا إلى طرابلس بجوازاتهم الأصلية».

لا شيء يحرج المحقق العدلي زاهر حمادة حيال استمرار توقيف هنيبال، ويبدي أمام زوّاره أنه مرتاح الضمير حيال المضي باحتجازه ما دام الأخير يتكتّم على معلومات مهمّة، ويرفض الإفصاح عنها إلّا بعد الإفراج عنه. وثمّة ما يعزز الشكوك عن دور مباشر لهنيبال بمأساة إخفاء الصدر، ويكشف المصدر القضائي أن «ثوّار ليبيا وعلى أثر سقوط نظام معمر القذافي، دخلوا إلى مقر إقامة هنيبال في طرابلس، وصادروا أغراضاً خاصة به، من ضمنها جهاز (تابلت) يتضمّن ملفين، الأول يحوي صوراً عائلية ومعلومات شخصيّة، والثاني يحوي وثائق عن السجون السياسية وأسماء السياسيين المعتقلين فيها، ومحاضر تحقيقات أجرتها المخابرات الليبية مع المعارضين لنظام معمّر القذافي وصور تعذيبهم، وفي الملفّ الثاني ثمة شيء يمت بصلة لقضية الصدر يُظهر فيه هنيبال عداءه للصدر شخصياً، مؤكداً أن جهاز المعلومات في قوى الأمن الداخلي استحصل بطريقته الخاصة على (فلاش ميموري) يحتوي على كلّ هذه المعلومات وسلّمه إلى المحقق العدلي»، موضحاً أن القاضي حمادة «واجه هنيبال بهذه المعلومات لكنّه رفض التعليق أو الإجابة عنها».

وتابع المصدر إن هنيبال «أبلغ المحقق العدلي أن عبد السلام جلّود هو المسؤول جزائياً عن إخفاء الصدر، أمّا والده (معمّر القذافي) فمسؤول مالياً، وكان مستعداً لدفع تعويضات لعائلة الصدر كما حصل في صفقة طائرة لوكربي، وهذا ما يلمّح إليه الجانب الليبي مجدداً في كلّ مرحلة تستأنف فيها الاتصالات»، مشدداً على أن «ثمة قيادات في النظام الليبي الجديد ترغب في تجنيب عائلة القذافي مسؤولية هذه الجريمة، ربما تحسباً لعودتها إلى السلطة».

ويعتقد المهتمون بقضية الصدر أن «توقيف هنيبال يشكّل ورقة رابحة للمقايضة، ولبنان ليس مستعداً للتفريط بها ما لم يحصل على أجوبة حاسمة عن مكان الصدر ورفيقيه». وأقرّ المصدر بأن المجلس الانتقالي الليبي الأسبق «أبدى تعاوناً محدوداً بهذه القضية لكن مسعاه توقّف بشكل مفاجئ». وتحدّث عن واقعة لافتة، مشيراً إلى أن «القيادة الليبية السابقة برئاسة مصطفى عبد الجليل، عثرت إثر سقوط نظام القذافي على جثّة موضوعة في ثلاجة، وظنّت أنها عائدة للإمام الصدر، فنقلت الجثّة إلى سراييفو حيث توجد هناك مختبرات حديثة جداً، وطُلِب من عائلة الصدر الانتقال إلى هناك للتعرّف عليها، وعند إجراء فحوص الحمض النووي الـ(DNA) لم تأتِ النتيجة مطابقة، وتبيّن لاحقاً أن الجثّة تعود للوزير الليبي السابق منصور كيخيا، الذي اختلف مع القذافي ولجأ إلى مصر، غير أن المخابرات الليبية نجحت في خطفه من مصر ونقله إلى ليبيا حيث وضع في السجن وتوفي في الاعتقال». وذكّر المصدر بأن «خطف كيخيا فجر أزمة كبيرة وكاد يؤدي إلى قطع العلاقات بين البلدين، خصوصاً عندما هدد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك بعمل عسكري ضدّ ليبيا، فردّ القذافي مهدداً بطرد جميع المصريين الذين يعملون في بلاده». وينتظر القضاء اللبناني ورود رسالة من المدعي العام الليبي الصديق الصور نشرها الأخير على صفحاته في وسائل التواصل الاجتماعي، موجهة إلى رئيس المجلس العدلي (رئيس مجلس القضاء الأعلى) القاضي سهيل عبود، والنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات والمحقق العدلي القاضي زاهر حمادة، لعرض إطار تعاون وتبادل معلومات تسمح للقضاء الليبي باستجواب الأشخاص الذين يتهمهم لبنان بالتورط في خطف الصدر، مقابل تسليم هنيبال وإخضاعه للتحقيق وتزويد القضاء اللبناني بالاعترافات التي يدلي بها، غير أن المصدر القضائي أوضح أنه «بإمكان ليبيا إرسال وفد لاستجواب هنيبال في لبنان، وليس تسليمه إلى بلاده».

 

الدبلوماسية العربية: لودريان يُبادر وحيداً ومبادرته غير ملزِمة

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/28 آب/2023

يسود الانطباع في الأوساط السياسية أنّ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان يغرِّد وحيداً وبعيداً عن التنسيق مع الخماسية الدولية والعربية التي يُفترض أنّها كلّفت فرنسا أو أعطتها فرصة لإيجاد مخرج للأزمة المستعصية في لبنان، وهذا ما انعكس في مواقف عدد من النوّاب وفي التعامل مع أسئلته «الحوارية» الموجّهة إلى رئاسة المجلس النيابي لتكون خلاصة تقدير الموقف الراهن عودة باريس للانحياز المتطرّف إلى سليمان فرنجية بعد فشل مناورات التوازن السابقة ما يهدِّد بدخول البلد مرحلة ضغوط وتوتر عالية، ربطاً بالتطوّرات في سوريا والعراق.

يمكن التأكيد أنّ رسائل دبلوماسية عربية صارمة وصلت إلى جميع المعنيين بالشأن السياسي والرئاسي تحديداً، خلاصتُها أنّ لودريان يتحرّك بمفرده وليس باسم مجموعة الخمس وأنّ ما يصل إليه من نتائج غير ملزِم لبقية دولها، وأنّ هذه الدول غير موافقة على المقاربة الفرنسية ولن تغطّيها وخاصة بدعة الرسائل إلى مجلس النواب، وشدّدت الرسائل الدبلوماسية على أنّ الدول العربية تدرك المصالح الواجب تأمينها في لبنان، وأنّ الأولوية هي استعادة الدولة ومكافحة الفساد، غامزة من قناة باريس بأنّها انخرطت في آليات مشبوهة لتأمين مصالحها الخاصة في لبنان، منها التزامات المرفأ وتغطية السدود وغير ذلك.

وذكرت مصادر سياسية أنّ أغلب كتل المعارضة والمستقلين باتوا يعتبرون لودريان أحد مسؤولي الحرس الثوري الإيراني بثياب كريستيان ديور نظراً لكثافة الضغوط التي مارسها لتأمين مصالح «حزب الله» بعد محاولته الفاشلة بالظهور كوسيط نزيه في الأزمة وافتعال الاشتباك الإعلامي مع الحزب في الفترة الماضية، وهو ما سينعكس في مواقف القوى المعارضة أكثر في حال استمرّت الفجاجة الفرنسية في الملف اللبناني.

يُظهر الاستقتال الشيعي للتمسّك بمبادرة لودريان والذي ظهر على ألسنة نواب «حزب الله» وحركة «أمل» بشكل مبالَغٍ فيه حقيقة الواقع الذي وصلنا إليه وهو الالتقاء الفجّ للمصالح الإيرانية والفرنسية في لبنان مقابل رؤية الإصلاح وبناء الدولة التي تحملها بقية الدول التي تشكل الخماسية مع باريس: الولايات المتحدة الأميركية، السعودية، قطر ومصر، وذلك بالتوازي مع صدور تهديدات إعلامية منسوبة إلى لودريان يحذِّر فيها من تداعيات فشل مبادرته على الأوضاع في لبنان.

هذا هو بالضبط ما يجري التركيز عليه في المستوى السياسي والأمني في لبنان والإقليم: ماذا بعد الفشل المتوقّع لمبادرة لودريان؟ وكيف سيكون وضع العلاقة بين أعضاء الخماسية بعودة فرنسا للانحياز المكشوف إلى فرنجية؟ ولماذا الترويج لخضات أمنية كبرى تجتاح البلد بالتوازي مع عودة «حزب الله» إلى استحضار تنظيم «داعش» الإرهابي والزعم أنّه قرّر العودة إلى لبنان؟

الأكيد أنّ الدولة الفرنسية العميقة بأجهزتها الأمنية والدبلوماسية والتي تواجه خسائر متتالية في الشرق الأوسط وأفريقيا، لن تترك لبنان ولن تغادره ليس لأنّه يمثِّل بلد الأرز الذي أنشأه الجنرال غورو واستعمرته باريس كأمٍّ للموارنة، بل كقاعدة انطلاق لمصالحها في المنطقة العربية مع تغيير حاسم في تحالفاتها تمثّل في دعم تحالف الأقليات من لبنان إلى سوريا فالعراق والتحالف الموضوعي مع «حزب الله».

وكشف الانكفاء السني عن تقدُّم الحملة الإيرانية على المسيحيين في المنطقة، وكان من أخطر فصولها قرار سحب المرسوم الجمهوري الخاص بالكاردينال لويس روفائيل ساكو الذي اتّخذته رئاسة الجمهورية العراقية ومغادرته المقرّ البطريركي في بغداد والتوجّه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان، في خطوة طالت واحدة من أعرق الكنائس في الشرق، وأعطت فكرة واضحة عن كيفية إدارة الأمور في بغداد حيث تبسط طهران سيطرتها على السلطات هناك. وفي لبنان، ظهرت حقيقة الأزمة بين المسيحيين بشكل خاص وبين «حزب الله» وسلاحه وكشفت حادثة الكحّالة أنّه لا بيئة حاضنة لسلاح «الحزب» في لبنان، لكنّ مكمن الخطر الآن هو في التقاء السياستين الفرنسية والإيرانية على إخضاع مسيحيي لبنان لإرادة الحزب، وهذا ما يُخشى أن تكون له انعكاسات ميدانية حامية مع تأكيد القناعات بعدم إمكانية الوصول إلى حلٍّ للأزمة الرئاسية والدستورية والمؤسساتية في وقت قريب. خسرت الدبلوماسية الفرنسية مساحة المناورة المتاحة وعادت الأوضاع الآن إلى الاصطفاف المحلي والإقليمي والدولي الحادّ، بالتوازي مع تطوّراتٍ كبرى يشهدها العراق وسوريا تبرز من خلال مخاطر تقسيم طائفي يؤدي إلى خارطة جديدة في سوريا أولاً، ستكون لها تداعياتها لأنّ باريس متمسّكة بمقاربتها في تعويض إيران بلبنان عن احتمال سقوط الأسد في سوريا وهذه المقاربة ستأخذ طابعاً جدياً مع ازدياد حماوة الأحداث السورية والتحوّلات الناتجة عنها.

 

تفجير المرفأ إلى الأمم المتحدة

طوني كرم/نداء الوطن/28 آب/2023

يدخل تفجير مرفأ بيروت كبند مستقل ومتقدّم على غيره من البنود المرتبطة بالملف اللبناني، عبر مداولات جانبيّة تتزامن مع التحضير لبدء أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين، العادية خلال النصف الثاني من شهر أيلول المقبل.

فظاعة أكبر إنفجار غير نووي في العالم أدى إلى سقوط ما يزيد على 220 شهيداً وضحيّة، بينهم أكثر من 20 شخصاً من الإتحاد الأوروبي، وإصابة آلاف الجرحى جرّاء تدمير مرفأ بيروت والمناطق السكنيّة المجاورة في 4 آب 2020، دفعت بالمتضررين وأهالي الشهداء والضحايا التواقين إلى كشف الحقيقة وتحقيق العدالة، إلى رفع قضيتهم إلى الأمم المتحدة، بعد انسداد أفق المسار الداخلي للتحقيق في لبنان، وذلك عبر عريضة وقّعها ما يزيد على 67 نائباً يمثلون أكثريّة النواب في المجلس النيابي، إلى جانب عدد من المنظمات غير الحكومية، والجمعيات الحقوقيّة وذوي الضحايا والشهداء الأحياء. وتهدف العريضة إلى مطالبة الأمم المتحدة عبر الصلاحيات الذاتيّة لأمينها العام أنطونيو غوتيريش، أو مجلس الأمن أو الجمعيّة العموميّة، بإنشاء لجنة دوليّة لتقصّي الحقائق تأخذ على عاتقها استكمال التحقيقات التي وصل إليها القضاء اللبناني، كما تطلب من الحكومة والسلطات القضائية تسليم نسخة عن المستندات التي كونّها المحقق العدلي وآخرين في الملف، والدفع في اتجاه تبيان حقيقة ما حصل في 4 آب 2020.

ويأتي طلب مساعدة المجتمع الدولي هذا على أثر التخبّط المتمادي والممنهج، كما التحلل الذي يصيب مؤسسات الدولة في لبنان، والقضائيّة تحديداً، والمخاوف المتزايدة من انضمام تفجير بهذا الحجم إلى سلسلة الجرائم التي لم يصل فيها التحقيق بعد تمييعه وطمس أدلته وحرف مساره إلى أيّة نتيجة تذكر. وهذا ما دفع الدول الصديقة للشعب اللبناني، وفق المتابعين، إلى إعادة النظر في موقفها «المتردد» من التحقيق الدولي، باعتبار أنّ الجهد الدولي الكبير، كما الأموال التي صرفت لإنشاء محكمة دولية خاصة بلبنان إثر إغتيال الرئيس رفيق الحريري كان مخيباً لكثيرين.

أربع محطات أساسية

وبرز التغيير الجذري في المواقف الدوليّة والمحليّة عبر أربع محطات أساسيّة:

– الأولى: البيان الصادر عن «اللجنة الخماسيّة من أجل لبنان» عقب اجتماعها الثاني في الدوحة بتاريخ 17 تموز 2023، الذي تضمّن «تشديد مصر وفرنسا وقطر والسعودية والولايات المتحدة الأميركية على الحاجة الماسة إلى الإصلاح القضائي وتطبيق سيادة القانون، ولا سيما في ما يتعلق بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت عام 2020».

– الثانية: مطالبة البرلمان الأوروبي خلال اجتماع له في 3 آب الجاري، وبإلحاح بـ»إنشاء بعثة دوليّة لتقصي الحقائق وظروف الإنفجار في بيروت، مفوضة من قبل مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة»؛ وفرض عقوبات هادفة ضدّ معرقلي التحقيق اللبناني في انفجار المرفأ.

– الثالثة: مطالبة 38 دولة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في بيان مشترك صادر في 7 آذار 2023، باستكمال اجراءات التحقيق في انفجار المرفأ – 4 آب 2020.

– الرابعة: مطالبة سفراء دول كل من ألمانيا، هولندا وأستراليا، أي الدول التي سقط لديها ضحايا في الإنفجار، بتعاون الدولة اللبنانية مع أي لجنة أو مسار دولي للتحقيق.

ووسط ترقّب الخطوات التي قد يعتمدها أصدقاء لبنان من أجل تهيئة الظروف لإسماع صوت الشعب اللبناني في الأمم المتحدة وايصال مطالبه، يبدو وفق معلومات «نداء الوطن» أنّ أكثرية الدول التي يتكوّن منها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لم تصل راهناً إلى حدّ المطالبة بإنشاء لجنة دوليّة مستقلة للتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، رغم تأكيد غالبيّة الأعضاء وجوب تحقيق العدالة.

وهذا ما يشرّع الطريق أمام موقّعي العريضة لاعتماد خيارٍ موازٍ لا يتعارض والتوجه إلى مجلس حقوق الإنسان في التوقيت ذاته. ومن بين الطرق المعتمدة التوجه إلى عرض هذه المسألة على 193 دولة يحقّ لها التصويت في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وتسود المساواة بينها من حيث التصويت، وتعتبر القرارات الصادرة عن الجمعية المرتبطة بالإخلال بالأمن والسلام والأعمال العدوانية، قرارات ملزمة، تتخطى حسابات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن واستخدامها حقّ النقض (VETO)، لمنع أي قرار يتناقض ومصالحها. وهذا ما يتطلب تأمين رأي عام ضاغط يحمل هذه القضيّة إلى كل مراكز القرار والدول التي لم تبخل يوماً في مناصرة الشعوب في قضاياها الأساسيّة المحقة، والشعب اللبناني تحديداً.

وفي هذا السياق، وبعدما تردد وقوف الوزير السابق المحامي كميل أبوسليمان وراء صياغة العريضة وإطلاقها، يوضح لـ»نداء الوطن» إنطلاقاً من دوره إلى جانب آخرين يعمدون إلى إتّباع الأطر القانونية في الخارج لكشف حقيقة ما حصل في 4 آب، وتحقيق العدالة، أن المسار القانوني للعريضة إلى الأمم المتحدة يجب أن يترافق وتحرّك في اتجاه دول أعضاء مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والدول التي فقدت مواطنين لها في الإنفجار، من بينها إلمانيا وهولندا وأستراليا، وحضها على تبني هذا الملف وعرضه على الأمين العام للأمم المتحدة، الذي من خلال صلاحياته الذاتيّة يمكنه التحرّك.

ومع تشديد أبو سليمان على أنّ انسداد أفق استكمال التحقيق في الداخل وما نجم عنه من تضارب في المصالح بين الجهات المعنية في التحقيق منذ وقوع الإنفجار، يساهم في التوجه نحو الإستعانة بالمجتمع الدولي، أكّد أنّ العريضة تطالب بإنشاء لجنة تقصي حقائق تستلم نسخة من الملف والأدلة التي توصل إليها القضاء اللبناني، وتستكمل عملها عبر الصلاحيات التي تخوّلها التوسع في التحقيق في الشق الذي ترتئيه مناسباً لها ومساعداً في الوصول إلى الحقيقة.

ولفت إلى أن ما يميّز اللجنة عن المحكمة الدولية أنّ عملها يقتصر على كشف حقيقة الإنفجار، وتالياً تحديد المسؤوليات وكشف الأدلة عن الجهات المسؤولة عن إدخال النيترات والحيثيات التي أدت إلى التفجير أو الإنفجار؛ على أن يتم استخدام تقريرها أمام المحاكم الصالحة آنذاك، أكانت في لبنان أو في الخارج. وهذا ما يؤكّد أنّ ما ينطبق على عملها مختلف تماماً عما ينطبق على المحكمة الدولية، ولا يترتّب عن إنشائها أي أعباء ماليّة على لبنان.

وإلى جانب التعطيل الممنهج للمسار القضائي في لبنان، ومن أجل حض الدول على مقاربة المطالب التي حملتها الرسالة بجديّة أكثر، كشفت العريضة أمام المجتمع الدولي تأييد المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بالصوت والصورة، لتشكيل لجنة تحقيق دولية. ما شكّل عاملاً إضافياً عزّز مطالب الأهالي المتضررين أمام المجتمع الدولي وتحذيراتهم المتكررة من تضاربٍ في المصالح بين المسؤولين عن كشف الحقيقة في لبنان.

وتوقف أبو سليمان في نهاية الإضاءة على هذا الإجراء، عند أهميّة توقيع أكثر من نصف أعضاء المجلس النيابي على العريضة، إلى جانب آخرين، واعتبر أن هذا الأمر يعكس إتساع رقعة التأييد الداخلي كما الدولي، لوجوب التحرّك دولياً وعدم ترك جريمة بهذا الحجم من دون تحقيق، وسط غياب الأفق الذي يؤشّر إلى إمكانية إعادة الإنتظام إلى المسار القضائي في لبنان.

 

لبنان: كيف ردّ مَن وردت أسماؤهم في تقرير “ألفاريز” كمستفيدين من هبات رياض سلامة؟

جنى بركات/موقع درج/28 آب/2023

مجموع الأموال التي دفعها رياض سلامة على مدار 5 سنوات لسياسيين وإعلاميين ومؤسسات وجمعيات… تخطّت الـ 7 ملايين دولار، وجميعها قُدمت إما لأغراض إعلانية أو لدعم مشاريع اقتصادية.

وحدها بهية الحريري، الوزيرة والنائبة السابقة، لم تجب على اتصالات “درج” لمعرفة سبب حصولها على دعم مادي من مصرف لبنان. بينما كانت ردود الآخرين الذين وردت أسماؤهم في تقرير “ألفاريز أند مارسال” للتدقيق الجنائي، متفاوتة، فمنهم من تلقوا الأموال لأغراض “إعلانية” وآخرون لدعم “مشاريع اقتصادية وإنسانية”.

دفع مصرف لبنان أكثر من 7 ملايين دولار بين عامي 2015 و 2020 لشخصيات سياسية ومؤسسات إعلامية وشركات وجمعيات بذريعة الدعم/ sponsorship أي مصاريف إعلانية لمصرف لبنان، أو بائعين (vendors)، حسبما جاء في تقرير “ألفاريز أند مارسال” للتدقيق الجنائي، والذي استلمه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل بنسخته النهائية الرسمية.

تضمنت اللائحة 23 اسماً، وكل منهم تلقّى أكثر من 100 ألف دولار، جزء منهم حصل على هذه الأموال خلال الأزمة الاقتصادية، وتحديداً في 2019 و2020، والتي تعتبر الأكبر بتاريخ لبنان، إذ وصلت الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار الأميركي، لتخسر أكثر من 90 في المئة من قيمتها. ناهيك بحجز أموال المودعين في المصارف وتحديد سقف السحوبات بطريقة غير شرعية تحت ما يُعرف بالـ”كابيتال كونترول” غير القانوني.

أبرز الأسماء التي وردت في التقرير والتي اعتُبرت من أكبر وأهم المستفيدين، تشمل الوزيرة والنائبة السابقة بهية الحريري، الإعلامي جورج غانم، صحيفة “الشرق” التي يرأس تحريرها نقيب الصحافة عوني الكعكي، و”مؤسسة الإمام الصدر” ومديرها العام نجاد شرف الدين (شقيق النائب الأول للحاكم السابق رائد شرف الدين)، و”جمعية ماراثون بيروت” والتي ترأسها مي الخليل، وماجدة المشنوق وهي شقيقة وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق وموظفة في مصرف لبنان، ومؤسس شركة “عرب نت/arabnet” عمر كريستيديس، وغيرهم.

الملاحظ، أن المستفيدين من هذه المبالغ تربطهم مع الطبقة السياسية علاقات تتفاوت بين القرابات العائلية وأخرى سياسية أو انحيازات إعلامية.

وحدها بهية الحريري، الوزيرة والنائبة السابقة، لم تجب على اتصالات “درج” لمعرفة سبب حصولها على دعم مادي من مصرف لبنان.

مصدر الأموال

في الآونة الأخيرة، وبسبب عدم سداد الحكومة ديونها للمصرف المركزي الذي كان يرأسه رياض سلامة وانتهت ولايته في تموز/ يوليو 2023 بعد ثلاثة عقود متتالية، كان مصرف لبنان يسدد الدفعات من أموال المودعين. لذا، كان لا بد من معرفة مصدر الأموال التي دُفعت كرعاية “للبائعين”، وهل لمصرف لبنان الحق بتوزيع نفقاته على الشركات الخاصة وعلى سياسيين وغيرهم؟!

يُعتبر مصرف لبنان مؤسسة عامة كسائر مؤسسات الدولة التي تحدَّد ميزانيتها بشكل دوري مع نهاية كل عام. وبالتالي، الأموال التي منحت والتي ذكرها تقرير “ألفاريز أند مارسال” الأخير ليست من أموال المودعين ولا من خزينة الحكومة، إنما هي أموال مصرف لبنان وفقاً لما قاله خبير اقتصادي لـ”درج”، احتسبت جزءاً من نفقاته.

أما عن الدفع بذريعة دعم المشاريع والرعاية من خلال النفقات، فيوضح خبير مالي أن ذلك ليس من مسؤولية مصرف لبنان حتى لو كان الأمر يتعلق بالشق الإنساني، إذ أشار إلى أنه لا يملك الحق بذلك، وليس ضمن صلاحياته. وهذا ما أكده أيضاً المحامي كريم ضاهر، إذ أصرّ على أنه ليس من واجب المصرف المركزي تقديم الخدمات الاجتماعية ولا الإعلانية والرعاية الانسانية، مستطرداً أن صلاحيات المصرف المركزي واضحة في المادة 70 من قانون النقد والتسليف والتي تحدد دوره، وهي على الشكل التالي:

– الحفاظ على سلامة النقد اللبناني.

– الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

– الحفاظ على سلامة أوضاع النظام المصرفي.

تطوير السوق النقدية والمالية.

– يمارس المصرف لهذه الغاية الصلاحيات المعطاة له بموجب هذا القانون.

علاوة على ذلك، لا يحق للحاكم أن يعمل مقابل بدل مادي، فمثلاً لا يحق له التدريس في الجامعة أو إعطاء محاضرة أو إنشاء جمعية مقابل بدل مادي. لكن المشكلة، بحسب الخبير الاقتصادي، هي أن القانون لا يقول ذلك صراحةً وبوضوح، ما يسمح بالالتفاف حوله.

جورج غانم: لن أعلّق!

جورج غانم إعلامي ومستشار رئيس الجمهورية السابق الجنرال ميشال سليمان، وقبلها كان مذيعاً للأخبار في المؤسسة اللبنانية للإرسال (LBC حينها)، ومن ثم انتقل لتقديم فقرة تحليلية في برنامج “صار الوقت” على قناة “MTV” برفقة شقيقه مارسيل.

ورد اسم غانم في تقرير “الفاريز أند مارسال” ضمن أكبر خمس بائعين تحت عنوان “إعلانات ومنشورات”. فتلقى غانم، وفقاً للتقرير، أكثر من 200 ألف دولار أميركي. وعندما اتصلنا هاتفياً بغانم لمعرفة سبب تلقّيه هذه الأموال من سلامة، اكتفى بالقول: “ما عندي تعليق، عامل فيلميْن لمصرف لبنان ومعروضين على الطيارة وفيلم عن ترامب نزل على التلفزيون موجودين وموثقين. كلهم بالـ2014 و2015”.

الوثائقي الذي يُعرض على متن طائرة شركة الـ”ميدل إيست” بعنوان “الحاكم بأمر الليرة”، يروّج لرياض سلامة ويشيد بحكمه في المصرف المركزي، وهو مكوّن من جزئين.

الجدير ذكره أن تقرير التدقيق الجنائي ركز على الفترة الممتدة بين 2015 و2020، وبالتالي عندما حاولنا الاستيضاح من غانم عما إذا كان تلقى أموالاً خلال الأزمة (2019 – 2020)، اكتفى بالقول إن الأموال دُفعت لأغراض إعلانية وأفلام وثائقية.

اللافت، أنه خلال ظهوره الأسبوعي في برنامج “صار الوقت”، عُرف عن غانم انحيازه الى سلامة، ولطالما اعتبر ما فعله إنجازاً وأنه حاول لجم الخسائر قدر المستطاع. 

عوني الكعكي: “مجرد إعلانات”

منح مصرف لبنان صحيفة “الشرق” المحسوبة على “تيار المستقبل” ورئيس تحريرها نقيب الصحافة عوني الكعكي منذ العام 2015 وحتى 2020 نحو 100 ألف دولار سنوياً. وقال الكعكي عند اتصالنا به، إنها مجرد إعلانات يقدمها مصرف لبنان لاستمرار الجريدة، لأن “لا جريدة تستمر من دون إعلانات”، كما شدّد على أن “مبلغ 100 ألف دولار بالسنة مش كتار!”.

دفع سلامة لـ “الشرق” عامي 2019 و2020 نحو 100 ألف دولار، وقال الكعكي إن قسماً منها اشتراكات (أي subscriptions) والقسم الثاني إعلانات. لكن عند التطرق إلى أن أموال المودعين كانت محجوزة في المصارف التجارية في ذلك الوقت، رد بغضب: “ما فيكن تحاسبوني على حساب أزمة البلد!”، مكرراً أنها إعلانات واشتراكات.

“مؤسسة الإمام الصدر”: تمكين المرأة

ترأس “مؤسسة الإمام الصدر” السيدة رباب الصدر، شقيقة مؤسس “حركة أمل” الإمام المغيب موسى الصدر، وابنها نجاد شرف الدين المدير العام للمؤسسة. تلقت هذه المؤسسة عام 2018 أكثر من 100 ألف دولار، وقال شرف الدين لـ”درج” إن هذا المبلغ انقسم إلى قسمين: الأول قيمته 94 ألف دولار والثاني نحو 98 ألف دولار. وقال في الرد على أسئلة “درج”، إن الأموال دُفعت لمشاريع تمكين المرأة مثل حياكة السجاد وتصنيع الصابون والطلاء بالفضة، وغيرها.

كما أكد شرف الدين أن المؤسسة تقدمت بطلبات عدة للحصول على دعم من مصرف لبنان، وحصل اثنان منها على الموافقة، وهما المذكوران في التقرير. وأشاد بالمساعدات التي قدّمها مصرف لبنان، قائلاً: “أعلم علم اليقين أن دعم مصرف لبنان لمؤسسات الإمام الصدر في اثنين من مشاريعها حقّق قيمة مضافة حقيقية لها صلة مباشرة بجوهر القطاع العام وعلّة وجودة”.

الجدير ذكره أن رائد شرف الدين، شقيق نجاد، هو نائب الحاكم الأول لمصرف لبنان السابق، وقد تلقت المؤسسة هذه الأموال خلال عمله في هذا المنصب وقبل نهاية ولايته بعام واحد. أما شقيقه نجاد، فقال إنه لم يستخدم سلطة شقيقه في المصرف المركزي لتحصيل الأموال، وأنه أخبره بعدما حصل على الدعم المادي عن طريق “الصدفة”.

جمعية “ماراثون بيروت”: ما علاقة مروان خيرالدين؟

جمعية “ماراثون بيروت” التي أسستها مي الخليل عام 2003 وكان يرعاها “بنك ميد”، أتت في المركز الرابع ضمن لائحة “قائمة البائعين الذين دفعوا رسوم الرعاية” في تقرير التدقيق الجنائي بمبلغ قدره 452 ألف دولار من مصرف لبنان.

تعقيباً على هذا المبلغ، ردّت الخليل على “درج” بالقول: “بناءً على طلب مصرف لبنان، قمنا بتقديم عرض مرئي عن جمعية “بيروت ماراثون” والنشاطات التي تقوم بها منذ عام التأسيس 2003 لدى الجهات المختصّة في المصرف، وهو الأمر ذاته بالنسبة الى كل الرعاة الآخرين، وكانت الأصداء إيجابية والتمهيد لعقد الشراكة  مع الجمعية من قبل المصرف، كون لهذا الحدث كما أكّدت هذه الجهات آنذاك بعده الاقتصادي”، واعتبرت أن المشاركة كان لها بعد إيجابي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والصحي.

أما عن وجود اسم رئيس مجلس إدارة مصرف الموارد مروان خيرالدين، الذي كان رهن التحقيق في فرنسا، على لائحة مجلس الأمناء لجمعية “بيروت ماراثون”، أوضحت الخليل: “أمر طبيعي العلاقة مع مروان خيرالدين الإنسان، فهو قريب العائلة وكغيره من أعضاء مجلس الأمناء الذين كان دورهم معنوياً وشرفياً واستشارياً وليس عضواً في الهيئة الإدارية، ولا يملك قراراً تقريرياً أو تنفيذياً. علماً أن مجلس الأمناء مجمّد منذ فترة ودوره معطل بسبب الأحداث السياسية والأمنية منذ ما قبل العام 2019 ولتاريخه، ومن ثمّ كانت جائحة كورونا، وعليه فإنّ “جمعية بيروت ماراثون” هي في إطار عملية التقييم لوجود مجلس الأمناء ودوره من خلال التقييم لهذه الفكرة وظروف الأعضاء وكل المستجدات التي طرأت لاتخاذ القرارات المناسبة”.

 

مزدوجو الجنسيّة في إيران: سياسة الرهائن وازدواجيّة الولايات المتحدة

كريم شفيق/موقع درج/28 آب/2023

هذه الصفقة تفضح ازدواجية إيرانية وأميركية معاً. إذ إنّ ملف مزودجي الجنسية الذي يصعد، بين الحين والآخر، على متن السياسة الإيرانية، هو ورقة ابتزاز يتحوّل فيها المعتقلون على خلفية قضايا “تجسس” إلى رهائن في قبضة “الولي الفقيه”

الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الإفراج عن خمسة مواطنين أميركيين يبدو غامضاً، وما زالت جوانب عدة منه غير معلنة.

الخمسة المتهمون بـ”التجسس”، وهي التهمة الجاهزة بحق الأجانب ومزدوجي الجنسية في إيران، وُضع أربعة منهم، فقط، تحت الإقامة الجبرية بعد إنهاء إقامتهم القسرية في سجن إيفين، سيئ السمعة، وذلك مقابل إنهاء الحظر عن ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية.

رغم الانتقادات الأميركية للملف الحقوقي في إيران ولممارساتها الإقليمية، وآخرها قبل أيام عسكرة الممرات المائية وتهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، إلا أنّ هذه الصفقة تفضح ازدواجية إيرانية وأميركية معاً. إذ إنّ ملف مزودجي الجنسية الذي يصعد، بين الحين والآخر، على متن السياسة الإيرانية، هو ورقة ابتزاز يتحوّل فيها المعتقلون على خلفية قضايا “تجسس” إلى رهائن في قبضة “الولي الفقيه” لتحقيق سياساته البراغماتية. وقد حدث ذلك مع الجولة الثالثة بمفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.

الإفراج عن سجناء أميركيين من أصول إيرانية مقابل الحصول على الأموال الإيرانية المجمدة بفعل العقوبات، ليس بالأمر الجديد، إنّما له سوابق عدة. كما أنّ طهران لا تكفّ عن استدعاء الرهائن المحتجزين لديها كما حدث مع الدبلوماسي الإيراني المتهم بالشروع في تنفيذ عملية إرهابية ضد اجتماع للمعارضة الإيرانية في بلجيكا، أسد الله أسدي، وقد تمت مبادلته مع ثلاثة آخرين من مزدوجي الجنسية.

المعضلة التي تواجه الاستجابة الأميركية لابتزاز الملالي عبر هذه الورقة، هي قانونية وأخلاقية بالمعنى السياسي والحقوقي. فالأجانب في إيران هم في دائرة الاتهام والعداء السياسي، بل مجرد “جواسيس”. ومن ثم، هم ملاحقون قضائياً ويتم اعتقالهم، بصفة مستمرة، بخاصة مع اندلاع التظاهرات والاحتجاجات المجتمعية، الأمر الذي حدث بعد مقتل الفتاة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، على يد أفراد دورية “شرطة الأخلاق”، وكذا إبان تفجّر الأوضاع على خلفية أزمة الوقود.

إلى جانب ذلك، لا تتوافر معلومات دقيقة رسمية عن أعداد المعتقلين من مزدوجي الجنسية في إيران (50-30 معتقلاً بحسب تقارير حقوقية غربية).

وفق شبكة ABC News الأميركية، فإنّ هذا التطور جزء من اتفاق أوسع توصلت إليه إيران والولايات المتحدة، بعد أشهر من المفاوضات الهادئة، والذي من شأنه في النهاية إطلاق سراح جميع المواطنين الخمسة والسماح لهم بمغادرة طهران. في المقابل، ستتلقى طهران ما قيمته ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية المودعة في حساب مقيد في كوريا الجنوبية. والمواطنون هم: سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، بالإضافة إلى شخصين آخرين طلبا عدم الكشف عن هويتهما.

بحسب الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون: “تلقينا تأكيداً بأنّ إيران أفرجت عن خمسة أميركيين كانوا محتجزين ظلماً ووضعتهم قيد الإقامة الجبرية”.

هناك أعداد غير معلنة من المعتقلين الأجانب في إيران، وفق واتسون، منهم شهاب دليلي المحتجز منذ عام 2016. فيما نقلت الشبكة الأميركية عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله: “إنّها بداية لعملية ستشهد في نهاية المطاف مغادرة هؤلاء الأميركيين إيران والعودة إلى الوطن”.

ووصف جاريد جينسر، محامي عائلة نمازي، الانتقال إلى الإقامة الجبرية بأنّه “تطور مهم”، مضيفاً: “بينما آمل بأن تكون هذه هي الخطوة الأولى لإطلاق سراحهم النهائي، فهذه في أحسن الأحوال بداية النهاية وليس أكثر. لكن ببساطة لا توجد ضمانات بشأن ما يحدث من هنا”.

وفي ما يبدو، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن يسعى من خلال هذا الاتفاق الذي وصفه مشرعون بالكونغرس بأنّه “الأسوأ”، والمتزامن مع محاولات قصوى لإنجاز اتفاق سلام وتطبيع بين إسرائيل والسعودية، إلى تحقيق قفزة تبدو ضرورية وملحّة لتخطّي عقبات عدة في ظل الاستقطاب الانتخابي، وتفادي التصعيد الأمني مع إيران خصوصاً في الشرق الأوسط.

فمع فشل العودة إلى اتفاق 2015 النووي والذي انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب، تبدو الصفقة مهمة قصوى، لترميم فشل سياسة بايدن “الدبلوماسية” تجاه النظام الإيراني، ومحاولة إنهاء ملف يضغط على حملته الرئاسية، مع الأخذ في الاعتبار أنّ الصفقة تشمل وضع قيود على برنامج طهران النووي، ومنع تخصيب اليورانيوم لـ90 في المئة، وفض القيود على عمل مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

لكنْ هناك تقليل لأهمية الصفقة من جانب أوساط الإصلاحيين في النظام الإيراني، فضلاً عن انتقادات حادة في واشنطن من الجمهوريين، بما يعكس الحاجة الملحة لطهران كما للولايات المتحدة الى الانخراط في هذه المفاوضات الاضطرارية للحصول على نتائج مؤقتة وهشة على طريقة “سيب وأنا سيب”. فهناك معتقلون قسراً وُضعوا رهن الإقامة الجبرية كخطوة إجرائية أولى لحين الانتهاء من المطلوب والإفراج عنهم تماماً. وحكومة إبراهيم رئيسي التي تعاني أزمة اقتصادية ومجتمعية وسياسية حادة، تسوق للأمر باعتباره “إنجازاً” ديبلوماسياً ونجاح “تركيع” الولايات المتحدة التي خضعت بتنازلاتها أمام إيران. بالتالي، ستكون المستحقات الدولارية المجمدة وسيلة لتخفيف الأوضاع المتدنية على خلفية تفاقم معدل التضخم البالغ 39.4 في المئة حتى تموز/ يوليو الماضي.

وهنا، أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال” أنّ “مكافأة إيران على إطلاق سراح الرهائن تعد تمويلاً للأنشطة الخبيثة وتشجيعاً على اعتقال مزيد من الأميركيين”. فيما وصفت تبرير، أو بالأحرى تأويل، استخدام الأموال المجمدة لـ”الأغراض الإنسانية” بأنّه مجرد “غطاء سياسي لتبرير اتفاق المال مقابل الرهائن”.

وقالت الصحيفة الأميركية إنّ هذه الأموال المجمدة ستستغلّها إيران “لنشر الفوضى في الشرق الأوسط وخارجه”. فضلاً عن تقوية الميليشيات داخل إيران التي تباشر قمعها بحق المواطنين والمحتجين، وتوفير المسيرات الإيرانية التي تحارب في أوكرانيا.

وتابعت: “إيران تعلم أن بايدن يريد تأجيل أي أزمة تتعلق بالبرنامج النووي إلى ما بعد انتخابات 2024. ويبدو أنّ هذا الاتفاق النووي غير الرسمي هو نسخة غير قابلة للتنفيذ من الاتفاق النووي لعام 2015”.

في الفترة بين عامي 2012 و2019، سمحت واشنطن لكوريا الجنوبية ودول أخرى بشراء النفط الإيراني، بينما حظرت على إيران الوصول إلى العوائد المالية. لكن الصفقة الأخيرة تتضمن إمكان استخدام الأموال المجمدة من قبل إيران في عمليات شراء محددة للأدوية والمعدات الطبية والغذاء وكل ما هو مرتبط بالأمور الإنسانية. وقال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إنّ “أميركا تراقب بالكامل كيف تنفق إيران أموالها المفرج عنها، وقيمتها 6 مليارات دولار، وهي في كوريا الجنوبية”. مضيفاً أنّ “الأموال لا يمكن إنفاقها إلا على الغذاء والدواء والمعدات الطبية التي ليس لها استخدام عسكري مزدوج”.

ووفقاً لكيربي، سيتم إنفاق الأموال أيضاً في عملية تلبّي معايير صارمة، تحت إشراف وزارة الخزانة الأميركية.غير أنّ الموقف الإيراني بدا مغايراً، وأكدت وزارة خارجية النظام الإيراني في بيان لها، أنّ “طهران ستقرر كيفية استخدام الأموال المفرج عنها وسيتم إنفاق هذه الأموال وفقاً لتقدير المسؤولين الحكوميين لتلبية الاحتياجات المختلفة للبلاد”. الاعتراضات في الولايات المتحدة تدور في حيز رفض الابتزاز الإيراني، ومنح إيران شرعية لتدوير هذه الورقة بدلاً من الحد من استعمالها ضمن سياساتها الملتوية والمشبوهة. غير أنّه من اللافت وجود ضغوط انتخابية وبحث سريع عن مادة دعائية للتشويش على الاستقطاب. هذا ما يمكن ملاحظته من الموقف الإسرائيلي، المتشدد والتقليدي، تجاه هذه الصفقة وقد عبر عن امتعاضه من فكرة الأموال المجمدة التي ستحصل عليها إيران. فمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لمّح إلى وجود مؤشرات إلى تفاصيل غير معلنة في المفاوضات التي جرت برعاية سلطنة عمان، ورغم ذلك نبذها سياسياً طالما لا تتجه إلى تفكيك البنية التحتية للمشروع النووي الإيراني. وهي نفسها المؤشرات التي ذكرتها مصادر إيرانية وغربية بوجود اتفاق أوسع يتخطى ملف المعتقلين الأجانب في إيران رغم نفي الولايات المتحدة.

وعليه، يبدو التعتيم الأميركي مقصوداً لجهة تفادي الانتقادات الإسرائيلية وحملات الهجوم والمعارضة قبيل الانتخابات في واشنطن.

كما أنّ نائب ترامب السابق وأحد المرشحين المحتملين للرئاسة في انتخابات عام 2024، مايك بنس، قال إنّ الصفقة التي دشّنتها إدارة بايدن مع النظام الإيراني ما هي إلا وسيلة للحصول على موارد مالية ضخمة توظّفها طهران في دعم موسكو بالمسيرات في الحرب الأوكرانية، فضلاً عن تهديد حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

المجلس العالمي لثورة الأرز يدعو النواب السياديين إلى الإسراع في رفع مذكرة لوضع القرارات الدولية تحت الفصل السابع

وطنية - اعتبر "المجلس العالمي لثورة الأرز" في بيان أنه "بعد تحرك وزارة الخارجية لوقف ما تزعمه من تحضيرات في مجلس الأمن لتغيير قواعد تحرك القوة الدولية، نرى أن الحكومة التي تأتمر بأمر حزب السلاح لا تمثل الشعب اللبناني بخاصة في هذه المرحلة وأن تحرك وزير الخارجية لمنع قوات الأمم المتحدة من تطبيق القرار الدولي 1701 الذي يمنع وجود المليشيات المسلحة، أقله في منطقة عمل هذه القوات، موضوع يدعو إلى السخرية".  ولفت إلى أن "هذا التحرك رد مسرحي من حزب الله لمحاولة وأد مشروع نواب المعارضة الذين رفعوا الصوت باتجاه تنفيذ القرارات الدولية لكي يبدو بأن وزيرا استطاع تحدي الأمم المتحدة ومنع تنفيذ قراراتها وعليهم بالتالي الا يحلموا بالتوجه نحو المجتمع الدولي". تابع البيان:"المطلوب من النواب اللبنانيين الذين وقعوا العريضة التي تدعو لتنفيذ القرارات الدولية اليوم هو التصدي لما تقوم به وزارة الخارجية، وبدل الامتناع عن تصعيد المواقف والمهادنة يجب الإسراع في رفع مذكرة لمجلس الأمن الدولي يطالبون فيها بكل صراحة العمل على تنفيذ القرارات الدولية بالكامل ولو تطلب ذلك وضعها تحت البند السابع". ختم:"إن المجلس العالمي لثورة الأرز سوف يرفع مذكرة بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن الدولي تدعم مطالبة الشعب اللبناني ونوابه المنتخبين بتنفيذ القرارات الدولية على الأراضي اللبنانية كافة".

 

 نص كلمة السيد حسن نصرالله التي القاها اليوم

موقع المنار/28 آب/2023

 بعد سبعة عشر عاماً على الانتصار الكبير الذي حققه لبنان بشعبه ومقاومته بتحرير جنوبه من الاحتلال الاسرائيلي، كان الأخير على موعد مع “تحرير ثاني”، انتصار عظيم آخر، تمثل بتحرير جرود سلسلة لبنان الشرقية من الجماعات الارهابية في عملية عسكرية نوعية تمّت بالتعاون مع الجيش اللبناني. ما الذي جرى؟ وكيف توصلت المقاومة والجيش إلى اتخاذ القرار الحاسم بضرورة شنّ هذه العملية التي شكلت مرحلة مفصلية في الصراع مع الارهاب لجهة تداعياتها الايجابية على الأمن اللبناني؟

في آب/اغسطس من العام 2014، استطاعت الجماعات الإرهابية في سوريا أن تستغل واقع النازحين والتأييد السياسي والإنساني لهم، لتؤمن خلال سنتين قدرة عسكرية، تمكنت من خلالها أن تنفذ هجوماً على مواقع الجيش اللبناني لتقتل عدداً من الضباط والجنود، وتأسر 30 عسكرياً لبنانياً تمّ احتجازهم لدى جبهة النصرة وتنظيم “داعش”. لاحقاً، عام 2015 وبنتيجة التفاوض أُفرج عن 16 من هؤلاء العسكريين، بعد أن أعدمت جبهة النصرة 4 منهم وتوفي عسكري خامس متأثراً بإصابته، كما أبقى تنظيم “داعش” الارهابي مصير 9 عسكريين مجهولاً. وأعلنت التنظيمات الارهابية عن سيطرتها واحتلالها لأراضي لبنانية في عرسال وجرودها وجرود رأس بعلبك والقاع، وحاولت التوسع خارج هذه المنطقة واحتلال قرى لبنانية، إلا أنها جوبهت بمقاومة عنيفة من الجيش اللبناني وحزب الله، بحيث أدّت هذه المقاومة إلى منع تمدد هذه الجماعات إلى خارج مناطق سيطرتها، إلا أن نية التوسع والسيطرة عكستها أكدتها خطط هذه الجماعات التي لم تترك فرصة سانحة إلا واقتنصها لاحتلال المزيد من الأراضي، لذا كان وجودها تهديداً للأمن القومي اللبناني.

منذ العام 2014، لم تكن المعطيات السياسية سانحة لقيام الجيش اللبناني أو حزب الله بعملية لتحرير الأراضي أو استرجاع الأسرى. خلال هذه المدة نفّذت الجماعات الإرهابية العديد من العمليات داخل الأراضي اللبنانية. وهنا لم يكن أمام القوى اللبنانية أي خيار سوى تحرير الأرض من هذه الجماعات الارهابية المتواجدة فيه.

في العام 2017، حانت ساعة الصفر للقيام بهذه المهمة بعد أن تولى العماد ميشال عون رئاسة الجمهورية، فجرى رسم خطة تحرير كافة الجرود اللبنانية والسورية الواقعة في المنطقة الحدودية بين البلدين والمقدرة مساحتها بنحو 500 كم2.  بهمّة الرئيس عون تمت مباركة عملية حزب الله والجيش السوري في تموز/يوليو 2017، والتي انتهت بتحرير ما يقارب 200 كم2 وإخراج مسلحي جبهة النصرة إلى إدلب، ليبقى مساحة 140 كم2 محتلة من الأرض اللبنانية ونحو 180 كم مربع من الأراضي السورية المحاذية للأرض اللبنانية، قيد الاحتلال. في 19 آب/أغسطس 2017، بدأت المقاومة بعملية تحرير 20 كم2 من الأراضي اللبنانية وتحرير كافة الأراضي السورية المحاذية للأرض اللبنانية بالتعاون مع الجيش السوري. بينما تولى الجيش اللبناني تحرير 120 كم2 محتلة من الأراضي اللبنانية وبخلال أيامٍ قليلة تمكّنت القوات المهاجمة من تضييق الخناق على ارهابيي “داعش” الذين حوصروا في مساحة لا تتعدى 40 كم2، وفي 26 آب/اغسطس 2017 أعلنت المقاومة والجيش السوري وقف اطلاق النار بغاية انهاء الوجود الارهابي بأقل خسائر وتحرير الأسرى اللبنانيين لدى هذا التنظيم. من جهته، أعلن الجيش اللبناني وقف عملياته العسكرية لتحقيق المفاوضات نتائجها المرجوة.

وبالفعل، أدّت المفاوضات إلى معرفة مصير الأسرى اللبنانيين لدى “داعش”، إذ تبيّن أنهم أعدموا في العام 2015.  كما تمّ الاتفاق على اطلاق أسير حزب الله لدى “داعش”، بالمقابل وافقت قيادة الجيش على نقل إرهابيي داعش إلى دير الزور ولم تمانع الدولة السورية هذه الخطوة.

وفي 28/8/2017، استعادت الدولة اللبنانية جثامين شهدائها العسكريين وخرج إرهابيو “داعش” من الأراضي اللبنانية إلى دير الزور، فتحقق التحرير الثاني للأرض اللبنانية.

تحرير الجرود.. من أهم إنجازات المقاومة بعد تحرير 2000

يُعد تحرير جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية من الجماعات التكفيرية الإرهابية واحدة من أهم إنجازات المقاومة، بعد دحر الاحتلال الصهيوني عن الجنوب عام 2000. هذا النصر تحقق من خلال سلسلة عمليات عسكرية خاصة بدأت في العام 2014 في جرود بريتال، وتوجت بعمليات كبيرة بدأت في العام 2015 في جرود بعلبك ونحلة ويونين وعرسال. العملية العسكرية الثانية تلت ما قبلها بفارق زمني بسيط، وحررت مناطق حفرت في الذاكرة نظرا لضراوة المواجهة وتضحياته، وبأس رجال الله. تاريخ العملية 12-05-2015، بقيت حتى تاريخ 06-06-2015، في منطقة جرود نحلة ويونين وبعلبك، المساحة الإجمالية التي تم تحريرها هي 180 كم2 ضمن الأراضي اللبنانية. وبعد سنتين من الصبر وتحمل ظروف الطقس القاسية صيفا وشتاء، جاء دور “عملية أمير المؤمنين” الثالثة. تاريخ العملية 21-7-2017 ، مساحة الأراضي اللبنانية التي تم تحريرها 55 كم2، الأراضي السورية 6 كم2، العدو كان جبهة النصرة وسرايا أهل الشام. أما مسك الختام فكانت عملية “وإن عدتم عدنا”، والتي تمت بالتوازي مع عملية فجر الجرود التي قام بها الجيش اللبناني. تاريخ العملية 17-08-2017، المساحة المحررة من الأراضي السورية 200 كم2، والأراضي اللبنانية 139 كم2. بفضل هذه التضحيات والإنجازات للمقاومة، كان التحرير الثاني، إذ أثبتت المعركة بمراحلها الأربعة، وبنتائجها أن المقاومة هي فعل مصدر قوة للبنان في كل الظروف والأوقات.

 

نواب ونشطاء أطلقوا عريضة تدعو لضم ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية إلى المؤسسة المستقلة التابعة للأمم المتحدة

وطنية /28 آب/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/121718/121718/

A group of Lebanese MP,s and activists launched a petition calling for including the file of the Lebanese detainees in Syrian prisons to the independent institution of the United Nations

National / August 28 / 2023

أطلق النواب: جورج عقيص من تكتل "الجمهورية القوية"، نديم الجميل من كتلة الكتائب اللبنانية، أشرف ريفي عن كتلة "تجدد"، بولا يعقوبيان ومارك ضو عن كتلة "التغيير" إلى جانب رئيس جهاز العلاقات الدولية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان، بالتعاون مع جمعية "المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية"، عريضة تدعو إلى "ضم ملف اللبنانيين المعتقلين في السجون السورية إلى نطاق اختصاص المؤسسة المستقلة حول المفقودين في سوريا التابعة للأمم المتحدة"، وذلك خلال مؤتمر صحافي في Citea Apart Hotel - الأشرفية. حضر اللقاء النواب: غياث يزبك، أديب عبدالمسيح ونزيه متى، ممثلة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا لينا القدوة، ممثل نقيب المحامين في بيروت امين سر النقابة سعد الدين الخطيب، رئيس جمعية "عدل ورحمة" الاب نجيب بعقليني، سفيرة منظمة "آكات" أنطوانيت شاهين، رئيس "جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" علي أبو دهن، وعدد من أهالي المعتقلين والمخفيين في السجون السورية وشخصيات سياسية وحقوقية وإعلامية واجتماعية وفاعليات.

قيومجيان

بداية، أشار قيومجيان إلى أن "الغاية من الدعوة إلى هذا المؤتمر الصحافي المشترك هي الإعلان عن عريضة رفعت الى الامين العام للأمم المتحدة تطالب بضم ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية إلى المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا التي أنشأتها الهيئة العامة للأمم المتحدة بموجب قرار بتاريخ 27 حزيران 2023". وقال: "بالرغم من الفراغ السياسي والظروف السياسية والأزمات التي نعيشها في لبنان نتيجة تعطيل المؤسسات، إلا أن ثمة قضايا محقة لا يمكن أن ننساها، ومنها قضية سيادة الدولة والحقيقة والمحاسبة في ملف تفجير مرفأ بيروت، وكذلك قضية المعتقلين اللبنانيين في أقبية النظام السوري، لأنها قضية وطنية وإنسانية وسياسية ووجدانية". وأكد أنها "قضية وجع دائم ومعاناة يومية يعيشها المعتقلون وأهاليهم"، آملا أن "يضم الأمين العام للأمم المتحدة هذه القضية إلى المؤسسة المستقلة، من أجل إيفاء المعتقلين وأهلهم كل التعب والمحن التي مروا بها". وشكر "كل من عملوا على تلك العريضة، ومنهم اللجنة القانونية في "القوات اللبنانية" وجهاز العلاقات الخارجية وجهاز الشهداء والمصابين والأسرى في الحزب، خصوصا الأسير والمعتقل السابق ريمون سويدان". وكشف أن "46 نائبا لبنانيا وحوالى 41 جمعية حقوق إنسان وجمعيات أخرى وقعوا العريضة"، مشددا على "أهمية حضور النواب اليوم وتوحدهم حول قضايا وطنية محقة وعادلة وجامعة". وختم متوجها إلى "مئات المعتقلين اللبنانيين الذين يقبعون في أقبية الظلم والقهر التابعة للنظام السوري، بأن قضيتهم باقية في أولوياتنا ووجداننا وفي كل تحركاتنا ونضالنا الوطني حتى إطلاق سراحهم لأن الحق لا يموت".

ابو دهن

من جهته، انتقد ابو دهن "تمنع لبنان عن التصويت في الأمم المتحدة لصالح إنشاء المؤسسة المستقلة"، مثمنا "موقف الـ46 نائبا لبنانيا والجمعيات اللبنانية والسورية والفلسطينية والأجنبية الذين وقعوا على العريضة التي ستقدم إلى الأمم المتحدة اعترافًا بحق المخفيين قسرا بالحياة والحرية". وقال: "هذه الخطوة التي كنا نحلم أن تتحقق، ها هي في تناول اليد إن أحسنا التعامل للإنسان الصادق معها، وهي حلم لكل معتقل ومغيب قسرا في سجون النظام السوري. وقد جاءت بعد إقرارها في مجلس الأمن لصالح الإنسان والإنسانية، لتبيان حقيقة من اختفى قسرا وخُطف وعُذب واحتُجز وعُزل عن العالم الخارجي على مدى السنوات الماضية". وعرض للأوضاع "الصعبة للمعتقلين في السجون السورية"، لافتا الى أن "صور التعذيب والألم تبقى راسخة في أذهان المعتقلين"، آملا أن "تساهم الوثيقة بالكشف عن مصير المعتقلين والمخفيين في سجون النظام السوري".

عقيص

وقال عقيص: "إنه لقاء أمل لأنه يعيد الأمل لأهالي المفقودين والمعتقلين والمخفيين في السجون السورية بعد عقود من تلك الاعتقالات". اضاف: "في حزيران 2023 لاح الأمل من خلال القرار الذي صدر عن الأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة مستقلة تعنى بالتحري ومعرفة مصير المفقودين في السجون السورية. هذا القرار من الناحية القانونية لا يتناول فترة زمنية معينة كما حاول البعض تفسيره بأنه يشمل فقط الحرب السورية داخل سوريا، بل ان قراءته وعطفه على قرارات عديدة صدرت سابقا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2015 و2019، يدل بوضوح أن هناك امكانية لتوسيع اختصاص المؤسسة المنوي انشاؤها من قبل الامين العام للأمم المتحدة لتشمل اي مخفي او مفقود او معتقل في السجون السورية في الفترات السابقة".وأكد أن "هناك حوالي 662 حالة موثقة لدى السلطات اللبنانية بالأسماء والتواريخ والرتب العسكرية خاصة في العام 1990، ولكن النظام السوري ينكر الحق الطبيعي لذويهم بمعرفة مصيرهم". وأشار إلى أنه "منذ العام 2005 انشئت العديد من اللجان التي حاولت معرفة مصير المعتقلين من النظام السوري، الا ان كل المحاولات باءت بالفشل بالإضافة الى كل المحاولات اللاحقة حيث لم يكن بالإمكان التقدم أي خطوة في هذا المجال". وعول على "المنظمة الأممية التي وضعت يدها على الملف"، كاشفا أن "الأجواء من الأمم المتحدة إيجابية، والعريضة التي ستقدم بعد ظهر اليوم الاثنين إلى المفوضية السامية في بيروت، ستؤكد بأن الضغط اللبناني في هذا الملف أصبح واقعا". وأثنى على "حالة التضامن الكبرى من قبل القوى السياسية التي وقعت الوثيقة دعما للقضية الانسانية والوطنية الكبرى حتى كشف مصير هؤلاء المعتقلين".

ريفي

من جهته، اعتبر ريفي ان "اي مجتمع لا يلاحق قضايا العدالة بما فيها محاكمة المجرمين والسعي لتحديد مصير المفقودين والعمل للإفراج عنهم، هو مجتمع لا يستحق الحياة". وشدد على "أهمية ابقاء تلك القضية حية وهذا ما فعله المجتمع اللبناني من خلال نوابه واحزابه وجمعياته الذين وقعوا على العريضة". وأكد أن "كل طاقات وإمكانيات كتلة التجدد في تصرف أهالي المعتقلين والمخفيين، وانه سيتم متابعة القضية"، مثنيا على "الدور الكبير للأمم المتحدة في كشف مصير كل المعتقلين والمخفيين في سجون النظام السوري الذي لا يحترم الانسان ويفتقد لكل أسس العدالة، بل هو يحاكم وفق الاحكام العرفية والميدانية التي مضى عليها الزمن".

ودان "موقف الدولة اللبنانية"، متهما "وزير الخارجية بانه وزير خارجية حزب الله، الموجود في نيويورك لتجويف القرار 1701 من اجل حماية حزب الله، في الوقت الذي لم يتحمس لكشف مصير الـ662 شخصا الموجودة أسماؤهم على الجداول والسعي للإفراج عنهم".وشبه "الحكومة اللبنانية بحكومة فيشي"، وبأنها لا تجرؤ على مواجهة حزب الله".

الجميّل

وأكد الجميل "أهمية إيجاد الحل لملف المعتقلين والمخفيين كمدخل من باب المصالحة الوطنية كملف انساني لإراحة عائلات هؤلاء المعتقلين"، مشددا على ان الملف "ليس موضوعا سياسيا ولا لتصفية الحسابات، بل انساني بامتياز وحله بداية لبلسمة جروح الحرب الاهلية والمصالحة الحقيقية بين شرائح الشعب اللبناني".

ودعا "الحكومة اللبنانية لمتابعة هذا الملف بشكل جدي وفعلي وليس نظري"، معتبرا أن "لا مبرر للحكومة الحالية بألا تطلب ضمها للمؤسسة التي انشأتها الامم المتحدة".

يعقوبيان

من جهتها، أثنت يعقوبيان على "صبر اهالي المعتقلين والمخفيين"، مشيرة الى "الأمل ببقائهم، ولذلك كان اجتماع اليوم".وقالت: "نحن توجهنا الى الخارج والى الامم المتحدة لأننا محكومون من مافيا جبانة. مافيا تخاف من النظام السوري وتحابيه. ولذلك نتطلع الى هذا الخارج لنقول له، كما فعلتم مع المفقودين السوريين، عليكم ان تضموا ملف المفقودين اللبنانيين الى هذا الملف". ودعت الامم المتحدة الى "التعامل بجدية تامة مع موضوع المعتقلين اللبنانيين". ورأت أن "الحكومة اللبنانية غير جادة بمتابعة ملف المعتقلين، وهي ايضا غير جادة في التعاطي مع كل الملفات العالقة مع النظام السوري"، شاكرة "حزب القوات اللبنانية الذي عمل على الصعيد القانوني وعلى صعيد جمع التواقيع". ودعت "المجلس النيابي الى اعطاء الحقوق للأسرى اللبنانيين الذين خرجوا من السجون السورية، أسوة بأولئك الذين خرجوا من المعتقلات الاسرائيلية".

ضو

بدوره، قال ضو: "إذا اردنا بناء الدولة فعلينا الحفاظ على حقوق كل المواطنين، وجرح المفقودين والمخفيين في السجون السورية، علينا واجب اخلاقي وانساني بأحقية ان يعرف الاهل حقيقة مصير ابنائهم".

وشدد على "اهمية وقوف الشعب ومسؤوليه الى جانب القضايا الوطنية"، داعيا الى ان "تطرح العريضة على اللجنة الخارجية في مجلس النواب وان يصدر موقف رسمي عنها لتبني الاقتراح، وان يجري النقاش بشكل واضح وصريح بين القوى السياسية في المجلس النيابي حول هذا الملف".كما دعا "وزير الخارجية لان يطالب بكل مواطن لبناني"، معتبرا ان "خطوة الامم المتحدة تشكل فرصة جدية لمعرفة مصير المفقودين في السجون السورية".

 

لجان التنسيق اللّبنانية – الأميركية والكندية والفرنسية: لتطبيق القرارات الدولية

جنوبية/28 آب/2023

في خطوة هى الأولى من نوعها دانت لجان التّنسيق اللّبنانيّة – الأميركيّة والكنديّة والفرنسيّة (CCLF) – (CCLC) – (LACC)، في بيان مشترك ما سمته “إستمرار انتِهاك سيادة لُبْنان بمُحاولة ترسيخ شرعيَّةٍ مشبوهة لسِلاحٍ غير شرعيّ يرتبط بأجُنْدة لا تمتّ بصِلة إلى أمن لبنان القوميّ وتَسْخير الديبلوماسيّة اللُّبنانيَّة لها” . ورأت “أن اندِفاعة هذه الديبلوماسيَّة في محاولة تعديل مُندَرجات القرارين 1701 و 2650، لا يُمكِنُ أن تُمثِّلُ بأيّ شكلٍ من الأشكال القِوى السِّياديَّة اللُّبنانيَّة”. وبعدما إعتبرت أن ما يجري يرقى الى “مستوى الجريمة المنظّمة التي سيَخْضَع مرتكبوها عاجِلًا أم آجِلًا للمُساءَلة والمُحاسبة”. دانت “الاعتداءات المتكررة من قبل إسرائيل على السيادة اللبنانية” واكدت على أهمية “ضبط الحدود اللبنانية المُشرعة لكل أنواع التهريب.” وطالبت “المجتمع الدولي بترسيم حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا على السواء”.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن اللجان التنسيقية الثلاثة التي تضم مجموعة من المنظّمات الإغترابية في كل من واشنطن، باريس واتاوا، ومعهم “ملتقى التأثير المدني” بصفته المنظّمة الاستِشاريّة لهذه اللجان. وهو بيان نشر في كل من العواصم الثلاثة في توقيت واحد عبرت فيه عن سلسلة من المواقف في إطار مواكبتِها للمحاولة الديبلوماسيّة اللّبنانيّة الرّسميّة الخبيثة لتعديل مُنْدَرَجات القرار 1701 و2650، خُصوصًا في ما يُعْنى بحريّة حركة قوات اليونيفيل بما يمكنّها من تنفيذ مهمّاتها، وبعد سلسلة مُشاورات بين المُنظّمات الاغترابيّة اللّبنانيّة المُنْضويَة في لجان التّنسيق اللّبنانيّة – الأميركيّة والكنديّة والفرنسيّة (CCLF – CCLC – LACC)تُؤكّد على ما يلي:

١- إنّ استمرار انتِهاك سيادة لُبْنان بمُحاولة ترسيخ شرعيَّةٍ مشبوهة لسِلاحٍ غير شرعيّ يرتبط بأجُنْدة لا تمتّ بصِلة إلى أمن لبنان القوميّ باتت مكشوفة، يُضاف إليها اليَوْم تَسْخير الديبلوماسيّة اللُّبنانيَّة الرَّسميَّة من هذا السِّلاح غير الشِّرعي في مجلس الأمن الدَّوليّ والأُمم المتَّحدة بما يُشكِّل طعنًا بالدُّستور اللُّبنانيّ والتِزام لبنان قرارات الأُمم المتَّحدة، كُلّ هذا يؤشِّر إلى الخطر الكِياني الوجوديّ الذي بات يُهدِّد لبنان على كُلّ المستويات.

٢- إنَّ اندِفاعة الديبلوماسيَّة اللُّبنانيَّة الرَّسميَّة غير المسؤولة في محاولة تعديل مُندَرجات القرارين 1701 و 2650، بعد أن تمَّ الانقِضاض على مدى السَّنوات الماضِية على مضمونِه من قِبَل حزبُ الله وحلفائِه من القِوى اللُّبنانيَّة وغير اللُّبنانيَّة، هذه الاندِفاعة غير المسؤولة لا يُمكِنُ أن تُمثِّلُ بأيّ شكلٍ من الأشكال القِوى السِّياديَّة اللُّبنانيَّة من مُقيمين ومغتربين، وهي تؤكِّد بالتَّالي أنَّ منظومة تحالُف المافيا والميليشيا باتَت أبعَد في التَّعبير عن مشروعِها لتغيير هويَّة لُبنان بدستوره، كما بانتِمائه إلى الأُمم المتَّحدة وجامعة الدُّول العربيَّة والتِزامِه قراراتِهما، وهو العضُو المؤسِّس فيهما، ما يقتضي التصدّي لهذا التَّدمير المنهجيّ لمنطق الدَّولة السيّدة الحُرّة العادِلة المستقلّة من القِوى السّياديّة، والقِوى المجتمعيّة الحيّة، والاغتراب، وأصدِقاء لُبْنان في العالم الحُرّ.

٣- إنّ لبنان، بما هو عُضوٌ مؤسّس في الأمم المتّحدة، فهو ثابِتٌ في موقِف شعبِه بموجِب تطبيق الدّستور والقرارات الدّوليّة، وفي مقدّمها 1559،1680، و 2650،1701 يُدين ما تقوم به الديبلوماسيّة اللّبنانيّة الرّسميّة، وتعتبرُها في موقِع الاعتِداء على أمن لُبْنان القومي وأمان شعبه الإنساني، بما يَرقى إلى مستوى الجريمة المنظّمة التي سيَخْضَع مرتكبوها عاجِلًا أم آجِلًا للمُساءَلة والمُحاسبة، ويَهيب بأصدقاء لبنان في العالم الحُرّ والدّول الأعضاء في مجلس الأمن رَفْض كُلّ محاولات الانقِلاب على هذه القرارات روحًا ونصًّا وعملانيًّا. وتشيدُ اللجان في موازاة ما سبق بكل الدعم الإنساني الذي تقدمه قوات اليونيفيل للمجتمع اللبناني في مناطق مهامّها.

٤- ندين الاعتداءات المتكررة من فبل إسرائيل على السيادة اللبنانية، نطالب بأن تُضبط الحدود اللبنانية المُشرعة لكل أنواع التهريب الذي ينتهك سيادة لبنان وسلامه وأمن شعبه، ويفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية لمواطنيه، ونطالب المجتمع الدولي بترسيم حدود لبنان مع إسرائيل وسوريا على السواء.

إنّ لجان التّنسيق اللّبنانيّة – الأميركيّة والكنديّة والفرنسيّة يُعاهدون الشّعْب اللّبناني على استِمرار النّضال في سبيل القضيَّة اللّبنانيّة وتحرير الدّولة اللّبنانيّة من خاطِفيها.

 

بيان صادر عن سيدة الجبل/ إن تنفيذ القرار 1701 بموجب الفصل السابع كفيل بحماية سيادة لبنان وبإعادة السلام ومسيرة النمو الاقتصادي، وإلا فإن الوضع الراهن يعطي شرعية دولية لحزب الله كأمر واقع ويلغي الدولة اللبنانية

صحف الكترونية لبنانية/28 آب 2023

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، أحمد عيّاش، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، إيصال صالح، أحمد ظاظا، بهجت سلامة، بسام خوري، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، حبيب خوري، حُسن عبود، خالد نصولي، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، دانييل ذاخر، سامي شمعون، سناء الجاك، سعد كيوان، سيرج بو غاريوس، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشيناتي، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فيروز جوديه، فتحي اليافي، ماجد كرم، مأمون ملك، ميّاد حيدر، منى فيّاض، نورما رزق، نيللي قنديل، ونبيل يزبك وأصدر البيان التالي :

عشيّة التجديد السنوي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل"، وفي مناسبة الذكرى السنوية ال 17 لحرب تموز العام 2006، يجدّد لقاء سيدة الجبل تأكيده على أهمية التنفيذ الكامل للقرار 1701 الذي أوقف تلك الحرب، والذي نصّ أيضاً على أن تبسط الحكومة اللبنانية سلطتها على كل الأراضي اللبنانية طبقاً لبنود القرارين 1559 و1680، ولبنود اتفاق الطائف ذات الصلة، على أن تكون الأراضي اللبنانية خالية من المجموعات المسلحة وخاضعة لسلطة القوى الشرعية فقط، وإلا فإن الوضع الراهن يعطي شرعية دولية لحزب الله كأمر واقع ويلغي الدولة اللبنانية.

وإذ يذكّر اللقاء أن القرار 1701 كان قد حمّل حزب الله المسؤولية عن بدء الحرب "منذ هجوم حزب الله على إسرائيل في 12 تموز/يوليو 2006"، فهو يشدّد على ضرورة الانتقال من حالة "الوقف الفوري لكامل الاعمال الحربية" كما نص البند الأول من القرار، إلى حالة "الوقف الدائم لإطلاق النار" كما تنصّ عليه البنود 8 و9 و10 من القرار. وفي السياق، يطالب اللقاء الحكومة اللبنانية بابداء التزامها الكامل بتحقيق حلّ طويل الأمد، كما تنصّ عليه المادة التاسعة من القرار، وبإظهار خطوات عملية في هذا الاتجاه، لكي لا يبقى لبنان ساحة لتبادل الرسائل الإقليمية ولتوفير أعلى درجات الأمن للجنوبيين واللبنانيين في آن معاً.

كذلك وفي ظلّ غلبة حزب الله على الدولة اللبنانية وإلغائه أي حدود بينه وبينها، فإنّ اللقاء يطالب بوضع القرار 1701 تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، لكي لا يبقى أمن لبنان واللبنانيين رهينة حسابات فئة منهم، ولكي لا تتحوّل الدولة اللبنانية إلى مجرد غطاء سياسي وديبلوماسي لحزب الله.

إنّ اوضح صور السيادة والاستقلال تكمن في تنفيذ الدستور وقرارات الشرعية الدولية، كما أنّ وضع القرار 1701 تحت الفصل السابع يعني الاستقلال للبنان من الاحتلال الايراني، السلام لأهله والتقاعد لحزب الله. ونؤكد للشعب اللبناني أن تنفيذ القرار 1701 بموجب الفصل السابع، كما لكل القرارات الدولية ذات الصلة، كفيل بحماية سيادة لبنان وبإعادة السلام ومسيرة النمو الاقتصادي.

 

جنبلاط عرض الأوضاع العامة مع شيخ العقل

الوكالة الوطنية للإعلام/28 آب 2023

استقبل رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، اليوم الإثنين، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، يرافقه قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم. وجرى خلال اللقاء عرض الأوضاع والمستجدات العامة.

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 28-29 آب/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

في اسفل رابط حسابي الجديد ع التويتر/ حسابي الأساسي والقديم اقفل ومن يرغب بمتابعتي ع التوتر الرابط في أسفل

https://twitter.com/BejjaniY42177

Below is the link of my new Twitter account/My old one was closed   For those who want to follow me the link is below

https://twitter.com/BejjaniY42177

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 آب/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/121690/121690/

 28 آب/2023

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For August 28/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/121693/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-august-28-2023-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

August 28/2023