المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 28 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april28.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

الياس بجاني/فيديو ونص: الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

الياس بجاني/أصحاب شركات أحزاب منافقين ويعملون تحت مظلة حزب الله الإيراني النوى والهوى

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق لنديم قطيش يحاكي ملف ممولي حزب الله وبؤس الشيعة وثراء الحزب

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الصحافي أحمد الأيوبي يشرّح من خلالها أخطار مشروع إيران التدميري والمذهبي والإحتلالي للبنان ويعري دور حزب الله اللإرهابي والأداة الملالوية

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون أو تي في مع الكاتب والصحافي علي حمادة/قراءة في مقابلة فرنجية

رابط فيديو تقرير من الجديد/المشهد السياسي - عودة دبلوماسية إلى بيروت بين السفير السعودي ووزير الخارجية الإيراني

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي علي حمادة من تلفزيون الجديد

"نواب السفارة"/الياس الزغبي/فايسبوك27

 أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 نيسان 2023

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/4/2023

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

طهران تعلن دعمها أي اتفاق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس

عبداللهيان في بيروت من دون مبادرة... وتأكيد أهمية الاتفاق السعودي ـ الإيراني

الحوار المفتوح لعبداللهيان لم يحضره إلا «أهل البيت» غابت عنه المعارضة اللبنانية وحضره «التقدمي» من موقع الاختلاف/محمد شقير/الشرق الأوسط

لبنان يتسلّم استنابة فرنسية حول تبييض أموال لآل سلامة والوفود الأوروبية تكثّف تحقيقاتها وتطلب الاستماع لوزير المال الأسبوع المقبل/ يوسف دياب/الشرق الأوسط

«السوري القومي» في لبنان يطرد حردان

«الشبكة السورية» تتحدث عن إعادة قسرية لـ 168 لاجئاً من لبنان وووزير الثقافة أكد أن علاج القضية لا يكون بالتصرفات الفردية والإجراءات المؤقتة

فرنجية: أنا "شيخ صلح" إنتخبوني

فريقٌ قادر على تعطيل خطط "الثنائي"... فهل يفعلها؟

الرئاسة "تستوي"... "فقاقيع وهميّة" أم حقيقة؟

لبنان على رصيف التسويات.. هل يبادر قادته لرسم مساره؟

هل يقبل "التيّار" بضمانات مقابل فرنجية؟

عن رؤية فرنجية الاقتصادية.. وثقة الاسد ونصرالله

سفيرٌ يوضح: خبرٌ كاذب جديد... وهذه الجريدة تاريخها معروف

سفير لمسيحيي لبنان: تأقلموا!

لبنان دولة مانحة للنزوح السوري؟

الرئيس المقبل والإعلام والخِفّة والتفاؤل الوهمي

سجعان قزي في "خميسِه": اشتقنا!

علي حمادة يفند مقابلة فرنجية ويكشف حقيقة الموقف السعودي ولِمَن يهدد بالفراغ : “نحن لها!”

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

قرارٌ تاريخيّ لقداسة البابا!

برلين تطالب طهران بالتراجع عن إعدام أحد مواطنيها

إيران وصفت الانتقادات الألمانية بـ«دعم الإرهاب»

إيران تواصل اعتقال ناشطين شاركوا في مؤتمر يطالب بالاستفتاء

البحرية الأميركية: «الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط في مضيق هرمز

طهران تحدثت عن «فرارها» بعد «اصطدامها» بسفينة إيرانية

معارك عنيفة في الخرطوم رغم الهدنة شملت طلعات جوية وقصفاً بالمدفعية الثقيلة

تعاون أممي ـ أميركي ـ أفريقي لوقف دائم للنار في السودان/بلينكن يجدد جهوده مع غوتيريش وفقي محمد للدفع إلى دور أكبر في الوساطة بين البرهان و«حميدتي»

16 ألف شخص نزحوا من السودان عبر مصر والقاهرة قالت إن الإحصاء يرصد غير المصريين

ما سيناريوهات التفاعل الدولي مع تجدد العنف في دارفور؟ ومخاوف دولية من فتح جبهة جديدة للصراع بعد اشتباكات قبلية راح ضحيتها 90 قتيلاً

واشنطن تجدد رفضها «التطبيع» مع دمشق

أنقرة: الاجتماع الرباعي في موسكو كان مثمراً

منافس ترمب يرفض الضغوط على إسرائيل/دي سانتيس هاجم سياسة بايدن واتهمه بإنقاذ النظام في إيران من السقوط

ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإخلاء «خان الأحمر»رداً على رسالة نتنياهو إلى المحكمة العليا

مقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سوريّ محتلّ ولبنانيّ عنصريّ؟!/جان عزيز/أساس ميديا

ميقاتي والنازحون: أشهَد أنّي... لم أُبلِّغ!!/ملاك عقيل/أساس ميديا

سليمان فرنجيّة رئيساً.. "عضّة كوساية"/زياد عيتاني/أساس ميديا

لا "فيتو" سعوديّاً على "أيّ اسم"/بديع يونس/أساس ميديا

جعجع وسمفونيّة Dvorak/سامي كليب/أساس ميديا

رئاسة الجمهورية صارت لابتزاز المسيحيين!/خيرالله خيرالله/أساس ميديا

بري: المشكلة عند الموارنة.. وما أسمعه لا يُريحني!/نقولا ناصيف/الأخبار

في بلد المتسلطين المطلوبين والفارين من العدالة!/حنا صالح/الشرق الأوسط

"بوسطة" النازحين وشرارة الحرب/جان الفغالي/نداء الوطن

نحن في 1969 أو في 1975؟/جان الفغالي/نداء الوطن

حرب الجنرالات تجعل من السودان أوكرانيا القرن الأفريقي!/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

أي حل لحرب السودان؟/عثمان ميرغني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ميقاتي عرض مع عبد اللهيان الوضع في لبنان والمنطقة وتسلم تقرير ديوان المحاسبة المتعلق بملف وزارة الاتصالات

بري استقبل وزير الخارجية الإيرانية ورئيس ولاية جيغاوا النيجيرية ويحث مع وزير الدفاع في الاوضاع الامنية

مطمر الناعمة إلى الواجهة… فهل سنكون أمام كارثة بيئيّة؟

"التيّار" يردّ على فرنجية: يكبّ الحرام على خصومِه!

"مش رح نزهق" أمام قصر العدل

"الجمهورية القوية" طعنت بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية/حاصباني: الطعن صوناً للديموقراطية وحرصاً على حق المواطن بالمحاسبة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد

إنجيل القدّيس يوحنّا06/من48حتى59/”قالَ الرَبُّ يَسُوع: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاة. آبَاؤُكُم أَكَلُوا المَنَّ في البَرِّيَّة، ومَاتُوا. هذَا هُوَ الخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء، لِيَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ فلا يَمُوت. أَنَا هُوَ الخُبْزُ الحَيُّ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاء. مَنْ يَأْكُلْ مِنْ هذَا الخُبْزِ يَحْيَ إِلى الأَبَد. والخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِيهِ هُوَ جَسَدِي، مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ العَالَم». فَأَخَذَ اليَهُودُ يَتَجَادَلُونَ ويَقُولُون: «كَيْفَ يَقْدِرُ هذَا أَنْ يُعْطِيَنَا جَسَدَهُ لِنَأْكُلَهُ؟». فَقَالَ لَهُم يَسُوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ٱبْنِ الإِنْسَان، وتَشْرَبُوا دَمَهُ، فلا تَكُونُ لَكُم حَيَاةٌ في أَنْفُسِكُم. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، وأَنَا أُقِيمُهُ في اليَوْمِ الأَخِير، لأَنَّ جَسَدِي طَعَامٌ حَقِيقِيّ، ودَمِي شَرَابٌ حَقِيقِيّ. مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي ويَشْرَبُ دَمِي يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه. كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الحَيّ، وأَنَا بِٱلآبِ أَحْيَا، كَذلِكَ مَنْ يَأْكُلُنِي يَحْيَا هُوَ أَيْضًا بِي. هذَا هُوَ الخُبْزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّمَاء، لا كَمَا أَكَلَ آبَاؤُكُم ومَاتُوا. مَنْ يَأْكُلُ هذَا الخُبْزَ يَحْيَا إِلى الأَبَد». هذَا قَالَهُ يَسُوعُ في المَجْمَعِ وهُوَ يُعَلِّمُ في كَفَرْنَاحُوم.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

الياس بجاني/26 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/20383/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%83%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b3%d8%b9%d8%a9-%d9%84%d8%a7%d9%86%d8%b3%d8%ad%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84/

ليس 26 نيسان 2005، مجرد يوم للذكرى فحسب، بل هو عبارة عن خاتمة لذكريات أليمة بدأت منذ عام 1976 نتيجة دخول الجيش السوري إلى لبنان ومحاولة نظامه الهيمنة على القرار اللبناني الحرّ.

يتذكر شعبنا اللبناني اليوم انسحاب جيش نظام الأسد الجزار من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة والانكسار بضغط سلمي وحضاري ومشرّف من ثوار الأرز وثورتهم، وبدعم دولي وإقليمي. إلا أن الجيش الإيراني، الذي هو حزب الله الإرهابي والمذهبي والغزواتي حل مكان الجيش السوري ويقي لبنان محتلاً ومصادراً قراره ومضطهدون أحراره والسياديين من قادته ومواطنيه.

إن الفارق الوحيد بين الإحتلالين الغاشمين هو أن الاحتلال السوري كان بواسطة جيش غريب، أما الاحتلال الإيراني فهو يتم للأسف عن طريق جيش أفراده كافة هم من أهلنا، إلا أن قرارهم ومرجعيتهم وتمويلهم وسلاحهم وثقافتهم وأهدافهم ومصيرهم هم بالكامل بيد ملالي إيران العاملين بجهد وعلى مدار الساعة ومنذ العام 1982 على إسقاط النظام اللبناني واستبداله بآخر تابع كلياً لمفهوم ولاية الفقيه الملالوية.

لهذا فإن الاحتلال الإيراني الذي يتم عن طريق حزب الله هو أخطر بكثير من الاحتلال السوري الأسدي، ومن هنا يتوجب على كل لبناني يؤمن بلبنان التعايش والرسالة والسلام أن يرفض هذا الاحتلال ويعمل بكل إمكانياته على التخلص منه. ويبقى أنه في النهاية الشر لا يمكنه أن ينتصر على الخير ولأن لبنان هو الخير وقوى الاحتلال هي الشر فلبنان ومهما طال الزمن سوف ينتصر وكل قوى الاحتلال هي إلى الانكسار والهزيمة والخيبة.

أما الأخطر لبنانياً من الإحتلالين السوري والإيراني على المدى الطويل في أطر المفاهيم الوطنية والثقافية والمستقبلية فهو الممارسات الإسخريوتية والنرسيسية لقادة وسياسيين ورجال دين ورسميين ملجميين لبنانيين أين منهم في الجحود والحقد لاسيفورس رئيس الأبالسة الذي كان من أجمل الملائكة، لكنة وبنتيجة كفره بالعزة الإلهية كان مصيره الطرد من الجنة إلى جحيم جهنم ونارها.

نعم الجيش السوري انسحب في 26 نيسان عام 2005، إلا أن مخابراته وأزلامه والمرتزقة المحليين المّجمعّين على خلفية الغرائز والإبليسية والحقارة والعبودية تحت مسمى 08 آذار لا يزالون على وضعيتهم الخيانية والطروادية، وهم بوقاحة وسفالة وحقارة ينفذون قولاً وعملاً وفكراً وافساداً كل ما هو ضد لبنان وشعبه، ويمنعون بالقوة والاغتيالات والغزوات والنفاق وكل وسائل الإجرام والإرهاب والمافياوية استعادة السيادة والاستقلال والحريات.

إن لبنان الرسالة والقداسة والحضارة هو نار كاوية دائماً ومنذ 7000 سنة وما يزيد، تحرق كل الأيدي التي تمتد إليه بهدف الأذية، وهي دائماً، ولو بعد حين تدمر وتعاقب بعنف كل من يتطاول على كرامة وحرية وهوية شعبه.

في هذا اليوم المشرّف والوطني بامتياز دعونا بخشوع نصلي من أجل راحة أنفس شهداء وطننا الحبيب، ومن أجل عودة أهلنا الأبطال والمقاومين الشرفاء اللاجئين رغماً عن إرادتهم في إسرائيل، ومن لأجل عودة أهلنا المغيبين قسراً في سجون نظام الأسد المجرم.

في الخلاصة، إن هذا اللبنان المقدس باق رغم كل الصعاب والمشقات، لأن الملائكة تحرسه، ولأن أمنا العذراء هي شفيعته وسيدته وترعاه بحنانها ومحبتها، وكما كانت نهاية الاحتلال السوري ونهاية كل المارقين والغزاة الذي سبقوهم، هكذا ستكون بإذن الله نهاية الاحتلال الإيراني طال الزمن أو قصر.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

عنوان موقع الكاتب الألكتروتي

https://eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: ذكرى خروج الجيش السوري من لبنان يجرجر الهزيمة والخيبة

https://www.youtube.com/watch?v=gz5C1EDRprI&ab_channel=EliasBejjani

26 نيسان/2023

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

https://eliasbejjaninews.com/archives/36609/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a3%d8%ac%d9%88%d8%b1-%d9%87%d9%88-%d9%85%d8%ac%d8%b1%d8%af-%d8%a8/

الياس بجاني/26 نيسان/2023

من يتابع غالبية الإعلاميين الذي يفرضهم حزب الله على وسائل الإعلام اللبنانية يتأكد له بالمحسوس والمنظور أننا نعيش في زمن محل وبؤس وأشباه إعلاميين. فإن الطبيعة الغرائزية، وعشق الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي، ودناءة النفوس، ورخاوة الرقاب، ووهن الركب، هي المكونات الدركية التي تجعل من 99% من الإعلاميين في لبناننا المحتل مجرد عصابة من العكاظيين المارقين والانتهازيين والتجار والسماسرة والأبواق والصنوج.

عملياً، ممكن وصف هؤلاء الأبواق المأجورين بأي شيء إلا بمسمى الإعلاميين لأنهم جهلة ومتلونين وحربائيين ومجرد أدوات قذرة. هؤلاء الزاحفين والمبشرين بالاستسلام والركوع لإرهاب حزب الله وللرضوخ لاحتلاله وفجوره هم عار على مهنة الصحافة، وليلعن الله صاحب كل قلم ولسان مأجور وعكاظي، ويحمى الناس من فساده وفسقه وأكاذيبه.

إن الإنسان الوطني والشريف هو موقف وكلمة حرة وشهادة للحق، ومن لا موقف له ولا ثبات عنده، ولا يتمتع بعطايا الوضوح والشفافية، هو مجرد من إنسانيته. كما أن حامل القلم بهدف عرضه للبيع في أسواق النخاسة مع لسانه وضميره ووزناته، فهو شيطان لا أكثر ولا أقل.

في الخلاصة، إن الشدائد والصعاب والإغراءات المادية هي التي تكشف خامة الرجال، وعند الامتحان يُكرّم "الإعلامي" أو يهان. وصحيح  إن الإعلامي المأجور هو مجرد بوق وصنج وحربائي بامتياز!!

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninews.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: الإعلامي المأجور هو مجرد صنج وبوق وأداة شيطانية رخيصة

https://www.youtube.com/watch?v=YpDFxoReyZ4&t=213s

26 نيسان/2023

 

أصحاب شركات أحزاب منافقين ويعملون تحت مظلة حزب الله الإيراني النوى والهوى

الياس بجاني/25 نيسان/2023

إن كل صاحب شركة حزب يدعي أنه سيادي مهما زايد بمواجهة حزب الله يبقى منافقاً ما لم يطالب بتنفيذ القرارات الدولية ويعلن جهاراب بأن الحزب قوة احتلال إيرانية وما في شي لبناني

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو تعليق لنديم قطيش يحاكي ملف ممولي حزب الله وبؤس الشيعة وثراء الحزب

 Hezbollah financier Mohammad Bazzi extradited to US from Romania

https://eliasbejjaninews.com/archives/117723/117723/

رومانيا تسلم لأميركا محمد بزي المتهم بتمويل حزب الله

أفاد ممثلو ادعاء، أمس، بأن رومانيا سلمت للولايات المتحدة شخصاً يحمل الجنسيتين اللبنانية والبلجيكية تتهمه واشنطن بتمويل ميليشيا «حزب الله» اللبنانية، وواجه أمس اتهامات بالتهرب من العقوبات وغسل الأموال أمام محكمة بروكلين الاتحادية. وألقي القبض على «محمد بزي» الذي تتهمه واشنطن بإرسال ملايين الدولارات إلى ميليشيا «حزب الله»، في فبراير،  لاتهامه ببيع عقارات يملكها في ميشيجان سراً، وتحويل الأموال إلى الخارج في انتهاك لقوانين العقوبات الأميركية. وسلمت رومانيا المتهم أمس الأول.

 

رابط فيديو مقابلة من اذاعة صوت لبنان مع الصحافي أحمد الأيوبي يشرّح من خلالها أخطار مشروع إيران التدميري والمذهبي والإحتلالي للبنان ويعري دور حزب الله اللإرهابي والأداة الملالوية يؤكد أن فرنجية لا يمثل مشروع الدولة، بل اداة ملالوية لتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة. ويشير إلى أن السفارة السورية تجبي شهرياً من العائلات والأفراد النازحيي السوريين في لبنان 30 دولاراً.

https://eliasbejjaninews.com/archives/117698/117698/

27 نيسان/2023

 https://www.youtube.com/watch?v=JkgJD1bHGe8

 

رابط فيديو مقابلة من تلفزيون أو تي في مع الكاتب والصحافي علي حمادة/قراءة في مقابلة فرنجية/في معلومات متفجرة: السين-السين “نكتة”، السعودية على موقفها وهذا مصير الرئاسة!

27 نيسان/2023

علي حمادة يفند مقابلة فرنجية ويكشف حقيقة الموقف السعودي ولِمَن يهدد بالفراغ : “نحن لها!”

https://eliasbejjaninews.com/archives/117717/117717/

27 نيسان/2023

https://www.youtube.com/watch?v=TymzSd_S97w

 

رابط فيديو تقرير من الجديد/المشهد السياسي - عودة دبلوماسية إلى بيروت بين السفير السعودي ووزير الخارجية الإيراني

https://www.youtube.com/watch?v=_3JwbliHje4

 

رابط فيديو مقابلة مع الكاتب والصحافي علي حمادة من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=qIlcHRDzOQ8&t=125s

 

"نواب السفارة"

الياس الزغبي/فايسبوك27 نيسان/2023

صحيح أن دعوة السفارة الإيرانية لعدد من النواب اللبنانيين، زرافاتٍ ووحدانا، للإجتماع في قاعاتها مع وزير الخارجية الإيرانية عبد الأمير اللهيان، تشكّل خرقاً للسيادة اللبنانية وتدخلاً سافراً ووقحاً في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، لكنّها، في الوقت نفسه توجّه صفعة مباشرة لقيادة "حزب اللّه"، وتسفيهاً قاسياً لإعلانه المتكرر أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان.

وما يثير الدهشة والاستنكار أن الوزير اللهيان نفسه، طالب الدول، من على عتبة وزارة الخارجية اللبنانية، بعدم التدخل في الشأن الرئاسي اللبناني والاكتفاء بتقديم الدعم فقط!

ويزداد الاستنكار مع توقيت تصريحه هذا قبل ساعات من ترؤسه اجتماع "نواب الممانعة" وأصدقائهم تحت رعايته الشخصية في مقر سفارة بلاده في بيروت.

كما يزداد انكشاف تبعية "حزب اللّه" لمرجعيته الإيرانية مع سقوط شعار أمينه العام حسن نصراللّه: "نحن أسياد لدى إيران ولسنا مثل غيرنا من أتباع السفارات".

فأين الأسياد من التلبية العاجلة والصاغرة للدعوة السافرة، والهرولة إلى السفارة الإيرانية، لتلقّي التوجيهات المباشرة في مسألة سيادية مميزة هي انتخاب رئيس جمهورية لبنان؟

في الواقع، لا يمكننا افتراض كيف سيبرر نصراللّه كونه "سيداً" بعد أن يرسل نوابه مع سائر زملائهم "الممانعين" إلى مرجعية القرار، حتّى لو ابتكروا عنواناً لهذا الاجتماع المفضوح ك"لقاء تشاوري" مثلاً.

إنه، في الحقيقة، "تشاور" مع متدخّل مباشر في القرار النيابي الشرعي اللبناني.

فما أرحم شعار "ثوار السفارات" و"شيعة السفارات" أمام الشعار الأشد إذلالاً "نواب السفارة"!

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 27 نيسان 2023

وطنية/27 نيسان/2023 

النهار

يقول وزير سابق ان الهجمة على كازينو لبنان تحت شعار افادة شركات لها علاقة بالصهيونية من اموال الالعاب الالكترونية مصدرها مافيات العاب القمار غير الشرعي في لبنان التي تتعامل مع الشركات نفسها ومن خارج القانون وتحرم الخزينة ملايين الدولارات في حين ان صندوق النقد الدولي يسأل باستمرار عن التأخر في اقرار العقود التي توفر للخزينة مداخيل اضافية.

احد النواب الجدد يحاذر من المشاركة في مناسبات اجتماعية في دائرته بعد خلاف حاد مع عدد من العائلات ما استدعى تدخلا من اعلى المراجع الحزبية.

يدور خلاف بين مسؤولين حزبيين من طائفة واحدة كانا التقيا على مواجهة زعيم من الطائفة نفسها قبل ان تباعدهما السياسات التي صارت متباعدة ايضا.

يقول أحد النواب البارزين إن ما يحصل على خط النازحين، يذكّره بحقبة السبعينيات، وما كان يحصل إبان الوجود الفلسطيني في تلك المرحلة.

نُقل أن البنية التحتية، وتحديداً في المياه والصرف الصحّي، إن لم تؤمّن لها مستلزمات الصيانة، فإن كارثة كبيرة آتية في هذا المجال.

الجمهورية

نقل قريبون من مرجع سياسي أنّ هناك مساعيَ جديّة لتسريع استحقاق مهمّ بهدف انجازه خلال شهر أيار المقبل، على رغم الصعوبات.

أبدى مرجع رسمي رفيع المستوى قلقه من المنحى الذي يتخذه ملف دقيق لجهة تأثيراته المتفاقمة على تركيبة لبنان الديموغرافية وأمنه الإجتماعي.

طلب مرجع حكومي من جهاز رقابي القيام بجولات تفتيش على القطاع العام والتشدّد بالتأكّد من حضور الموظفين إبتداء من الأسبوع المقبل ومحاسبة كل من يتغيّب عن الحضور.

اللواء

نُقل عن موفد دبلوماسي عربي أن الانطباع الذي خرج به بعد لقاءات شملت شخصيات رفيعة وقيادية لبنانية، أن اللبنانيين لم يواكبوا المرحلة على مستوى الاقتناعات المتغيرة الحاصلة من حولهم.

تعقد لقاءات تنسيقية على مستوى رفيع بين مسؤولين في «الثنائي» بطريقة شبه دورية، لتقييم الموقف والمواكبة بخطوات عملية.

ما يزال المودعون ينتظرون تعاميم جديدة لمصرف لبنان في ما خص السحوبات بالدولار، والسعر المقترح بحدود 35 ألف ليرة لكل دولار وفقاً للتعميم 158..

نداء الوطن

يتساءل عدد من المعنيين عن مصير إيرادات شركة طيران الشرق الأوسط خصوصاً أنّها دولارات طازجة وما إذا كانت تدخل حسابات مصرف لبنان لاستعمالها بالمضاربات وتمويل صيرفة أو أنها تذهب الى الخزينة العامة من أجل تأمين واردات لزيادات الرواتب.

لوحظ تحفّظ سفير دولة أوروبية عن إطلاق مواقف سياسية وسط حديث عن وجود تباينات بين دولته ودولة أوروبية أخرى تعمل على الملف اللبناني.

يقوم بعض موظفي الفئة الأولى بالسفر إلى الخارج على حساب الخزينة في رحلات عمل خاصة، حيث باتوا يرتبطون بوظائف في الخارج إلى جانب عملهم في الإدارة.

البناء

توقفت مصادر أمنية أمام اللغة العنصرية التي تروّج لها حسابات وهمية وأسماء مشبوهة لبنانية وسورية لتعميم الكراهية والتنابذ وصولاً للحرب تحت ستار النزوح السوري، خصوصاً أن هؤلاء كانوا حلفاء التقوا على جلب النازحين ويلتقون اليوم على تحويلهم مادة استثمار إعلاميّ وربما أمنيّ مبرمج.

تساءل دبلوماسي عن وجود رغبة أميركية حقيقية بوقف حرب السودان، مشيراً الى أنه يكفي فرض عقوبات مصرفية على حسابات الجنرالين البرهان وحميدتي وعائلتيهما والمقربين منهما، وتجميد كل حسابات تجارة الذهب السوداني حتى يرضخ الطرفان لدعوات وقف النار.

الاخبار

لدى سؤاله في إحدى المناسبات الاجتماعية أخيراً عن أسباب تصلّب الموقف الأوروبي تجاه قضية النازحين علماً أن الضرر الأكبر من ملف النزوح يقع على المسيحيين، أجاب السفير الألماني في بيروت أندرياس كيندل بالقول: «أنتم، المسيحيين، لا تشكّلون اليوم أكثر من مليون نسمة. عليكم أن تعتادوا ذلك وأن تتأقلموا معه».

علمت «الأخبار» أن شركة «أس جي ك» التي تعمل في معالجة نفايات بيروت وإنشاء خلايا لطمرها في مطمر الجديدة ستتوقّف، الثلاثاء المقبل، عن أداء مهامها. وعزت الشركة ذلك، في كتاب وجهته قبل أيام إلى مجلس الإنماء والإعمار، إلى تخلّف الدولة اللبنانيّة منذ نحو 10 أشهر عن تسديد مستحقاتها الماليّة التي تُقدّر بـ33 مليون دولار.

المأدبة التي أقامها رئيس شركة «ميدل إيست» محمد الحوت، تكريماً للمدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كانت لافتة من حيث حجم الحضور الذي فاق الـ 800 شخص ونوعيته من جهة، وما جرى تقديمه من طعام وشراب في الحفل من جهة أخرى. وكان لافتاً أن أركان مصرف لبنان ومساعدين للحاكم رياض سلامة كانوا بين مدعوي الحوت الذي لم يوجه دعوة إلى وزراء ونواب لأنه أراد استبعاد «أهل المنظومة».

عبّر عدد من أعضاء مجلس بلديّة بيروت عن استيائهم من إعطاء محافظ بيروت القاضي مروان عبّود تراخيص لإقامة أنشطة في العاصمة من دون علم أعضاء المجلس، وكان آخرها إقامة سوق في بدارو نهاية الأسبوع الماضي. وفيما يؤكد هؤلاء قانونيّة التراخيص المُعطاة من عبود، إلا أن سبب اعتراضهم هو تجاهل عبود اتفاقاً سابقاً مع المجلس البلدي بضرورة إعلام الأخير لدى إعطاء مثل هذه التراخيص، وعدم تغييبه عن الأنشطة التي تُنظّم في المدينة بطريقة مقصودة.

الأنباء

مرشح جدي لرئاسة الجمهورية يحرص في كل اطلالاته على عدم اعلان ترشيحه رغم أن مواقفه الأخيرة هي عبارة عن برنامج عمل.

فُهم من تصريحات ضيف رفيع أنه يحمل مبادرة ما، الأمر الذي يضع الزيارة في اطار الاستحقاق الرئاسي أولاً.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 27/4/2023

وطنية/27 نيسان/2023

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

شتاء نيسان بل ثلوج نهاية الشهر الرابع فأل خير للأرض والمزارعين إذ ينتظر أن تمطر الجمعة على أن يتساقط الثلج على ارتفاع 1800 متر يوم يوم السبت المقبل.

هذا في الطبيعة اما في السياسة فهل يثمر حراك نيسان الممتد بين باريس والرياض والدوحة وطهران ثمارا رئاسية لبنانية في أيار المقبل؟

لعل السؤال يطرح انطلاقا مما تشهده بيروت اليوم من حراك إيراني سعودي فعلى الخط الأول ينتظر أن تتظهر بشكل واضح حصيلة زيارة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بيروت واختتامه لقاءات اليوم باجتماع مع عدد من النواب في السفارة الايرانية

وفي المقابل وعلى درجة أعلى من الرصد والانتباه ترقب لما سيحمله السفير السعودي وليد البخاري العائد من الرياض الى بيروت لا سيما لجهة أجوبة الرياض على أسئلة باريس حول ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية التي على أساسها يدعو الرئيس بري المجلس لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.

ودون ذلك أي بغياب أجوبة الرياض قال رئيس المجلس المتشائم رئاسيا لا يمكن انتخاب رئيس مبديا أسفه لأن الخارج دون الداخل يعمل على خط الرئاسة.

  في هذا الوقت تردد ان إجتماعا ل" اللجنة الخماسية الدولية" التي تضم فرنسا والولايات المتحدة  والسعودية وقطر ومصر ستجتمع الشهر المقبل في الدوحة، على ان يسبق ذلك تجديد  قطر تحركها تجاه لبنان عبر زيارة  وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي الذي زار لبنان قبل أسابيع في زيارة استطلاعية.

خارج هذا الاطار لا زالت قضية النزوح السوري تتفاعل في الاوساط اللبنانية وفي هذا الإطار كلف رئيس حكومة تصريف الاعمال مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، متابعة موضوع إعادة النازحين السوريين. فيما قالت مفوضة شؤون اللاجئين في لبنان إن غالبية اللاجئين السوريين قالوا للمفوضية إنهم يريدون العودة إلى سوريا، لكن السؤال ليس ما إذا كانوا يرغبون بالعودة، ولكن "متى" يعودون، ولا تزال نوايا اللاجئين مرتبطة بالوضع داخل سوريا.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

جرعات من الحيوية تلقاها الملف الرئاسي بعد المواقف الجديدة لسليمان فرنجية التي أطل بها مرشحا جديا وواقعيا ومنفتحا على الداخل والخارج.

في البعد الخارجي اشارة للرئيس نبيه بري إلى ان الفرنسيين الذين لم يتخلوا عن ترشيح زعيم المردة وجهوا اسئلة إلى الأخير خلال زيارته باريس وقالوا إنهم سيرسلونها إلى السعودية ويعودون بأجوبة الى فرنجية

وإذ اكد الا علم لديه إن أتت الأجوبة قال الرئيس بري إننا ننتظر عودة السفير السعودي في لبنان الذي يفترض أن يحملها فإذا كانت ايجابية سنلمس الشغل على الأرض هنا في لبنان وليس في الخارج.

لكن فرنجية أعلن بالفعل أن الفرنسيين أكدوا له بعد عودة باتريك دوريل من الرياض أن الأجواء السعودية إيجابية ومريحة وشدد في الوقت نفسه على ان التسوية لم تنجز بعد.وقال فرنجية إنه لن يذهب إلى جلسة يتحدى فيها المملكة.

هذا على الضفة اللبنانية - السعودية أما على الضفة اللبنانية - الإيرانية فقد برزت زيارة وزير خارجية الجمهورية الاسلامية حسين امير عبد اللهيان لبيروت.

الزيارة بلا شك مهمة ولاسيما أنها التحرك الإيراني الأول باتجاه لبنان بعد الاتفاق السعودي الايراني في بكين.

مسار هذا الإتفاق عرضه الوزير الايراني للمسؤولين الذين التقاهم وفي مقدمهم الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي.

وإلى جانب تشديده على اهمية هذا الاتفاق أعلن عبد اللهيان أن طهران تشجع جميع الجهات في لبنان على الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية قائلا إن بلاده ستدعم اي اتفاق على انتخاب رئيس جديد من دون اي تدخل خارجي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

اي رسالة حملها وزير الخارجية الايرانية الى المسؤولين اللبنانيين في جولته عليهم اليوم؟ في العلن حسين امير عبد اللهيان قال كلاما ديبلوماسيا منمقا.  فهو اكد ان بلاده تدعم اي انتخاب او اي اتفاق يحصل بين كل الجهات في لبنان في شأن الاستحقاق الرئاسي ، داعيا كل الاطراف الخارجية الى دعم هذا الانتخاب من دون اي تدخل في الشأن الداخلي. لكن في العمق وداخل الغرف المغلقة الامور مختلفة.

ذاك ان المسؤول الايراني تحدث عن دور حزب الله،  وان ايران تقف خلفه في خياراته الرئاسية. هذا يعني ان ايران، ورغم كل الكلام الديبلوماسي المعاكس، ملتزمة خيار حزب الله على الصعيد الرئاسي، اي سليمان فرنجية. علما ان الاطلالة الاعلامية للاخير لم تأت بجديد مهم.

 ففرنجية لم يعلن ترشحه رسميا ، وان كان تحدث في كل المقابلة كرئيس مستقبلي. أفلا يعني التردد في الترشح ان فرنجية يدرك ان احتمالات وصوله ليست مؤكدة، لذا يفضل الا يرتكب اي "فاول" يؤخذ عليه ؟

في النزوح السوري صدر عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرار كلف بموجبه المدير العام للامن العام بالانابة العميد الياس البيسري متابعة موضوع النازحين السوريين . لكن موضوع النازحين ليس بحاجة الى متابعة فقط ، بل الى اتخاذ قرارات جذرية وجريئة ذات طابع سياسي . فهل حكومة تصريف الاعمال قادرة على معالجة مثل هذا الموضوع الدقيق والحساس والخطر على الوجود اللبناني ككل ، ولاسيما في  ظل الشغور الرئاسي ، وفي ظل الشلل والعجز اللذين يضربان مجلس النواب؟

قضائيا ، الوفد الاوروبي القضائي يواصل عمله ، وقد استجوب اليوم مساعدة حاكم مصرف لبنان ماريان الحويك .

على صعيد قضائي آخر ، اهالي ضحايا انفجار الرابع من آب يتحركون من جديد ، وهم يتجهون على ما يبدو الى فتح تحقيق في فرنسا بقضية انفجار المرفأ . فهل يتمكن القضاء الفرنسي من متابعة ما توقف عنه القضاء المحلي ، ام ان ارادة المنظومة ستفرمل العدالة الفرنسية ،  تماما كما نجحت في فرملة العدالة اللبنانية؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

رسالة ايرانية واضحة بشكلها ومضمونها، أكدت للبنانيين – جميع اللبنانيين – موقف الجمهورية الاسلامية بالثبات الى جانبهم والحرص على استقرار بلدهم..

نشجع جميع الجهات على تسريع عملية انتخاب رئيس للجمهورية، فجميع الافرقاء لديهم القدرة على انتخاب الرئيس بحسب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، مؤكدا ان طهران تدعم اي اتفاق بين الافرقاء اللبنانيين بعيدا عن التدخلات الخارجية..

رسالة بعهدة جميع من التقاهم عبداللهيان، وسيسمعها الوزير الايراني لممثلي الكتل النيابية الذين سيلتقيهم في السفارة الايرانية في بيروت..

ومن بيروت التي تعيش ساعات من الظلام واياما من العطش، جدد الوزير عبد اللهيان لنظيره اللبناني عبد الله بو حبيب العروض الايرانية من هبة نفطية ومساعدات كهربائية..

وحتى يهب الله لبعض المتعنتين حكمة وبصيرة، دعت كتلة الوفاء للمقاومة جميع اللبنانيين للاستفادة من الاجواء الايجابية التي تحملها تفاهمات المنطقة، والتحاور داخليا للوصول الى نتائج ايجابية في الانتخابات الرئاسية، لكننا بتنا بكل اسف ننتظر ما ستؤول اليه المحادثات الخارجية – كما قال الرئيس نبيه بري، الذي جدد اعتبار ان المشكلة بين الموارنة المختلفين على الرئيس..

اما اختلاف اللبنانيين حول النزوح السوري، فقد نزح نحو الحدة، والاستثمار في العناوين العنصرية البغيضة، واذ أكد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انه الاقدر على محاورة السوريين في هذا الملف، تستعد اللجنة الوزارية التي كلفت امس للمضي نحو دمشق لمتابعة الموضوع مع الحكومة السورية..

اما الحكومة الصهيونية فقد كانت اليوم تمضي نحو كارثة جديدة غير معهودة، اذ انقطعت الكهرباء عن مساحات شاسعة من فلسطين المحتلة، قالت السلطات الصهيونية انه عطل طارئ ، وقالت الصحافة العبرية انه بسبب هجوم سيبراني على محطات الطاقة في الكيان..

في الخرطوم حطام في بلد بلا طاقة ولا حيل، وسط استمرار المعارك وغياب اي نية جدية بالحوار للوصول الى تفاهمات بين المتقاتلين، بات يهدد غيابها وحدة السودان وسلامته...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

سياسيا، لم تقدم الإطلالة التلفزيونية لرئيس تيار المردة أمس جديدا يبنى عليه في الملف الرئاسي.

أما كب الحرام على الخصوم السياسيين، فرد عليه التيار الوطني الحر اليوم ببيان شديد اللهجة، سأل فيه: ماذا يؤمل من مرشح رئاسي يشجع جماعته على مخالفة القوانين ويعزز سياسة الإفلات من العقاب؟

غير أن ما لم يقله فرنجية في السياسة أمس، قاله نبيه بري اليوم: وجه الفرنسيون إلى مرشح الثنائي الشيعي أسئلة في باريس، وقالوا إنهم سيرسلونها إلى السعودية ويعودون بأجوبة، وإلى الآن لا علم لي إن أتت الأجوبة، وننتظر عودة السفير السعودي المفترض أنه يحملها، كشف بري، قبل أن يضيف: إذا عاد بها وكانت إيجابية سنلمس الشغل على الأرض هنا في لبنان وليس في الخارج. أما عن زيارة وزير الخارجية الايرانية، فحصولها مهم في ذاته، اعتبر بري، قبل أن يضيف: علينا انتظار ما سيحمله، لكن علينا أيضا انتظار السفير السعودي… وسوى ذلك نحن في مأزق، ختم رئيس مجلس النواب.

مأزق بري، سمته القوات اللبنانية حائطا مسدودا بلغه ترشيح فرنجية، في بيان اعتبرت فيه أن جماعة الممانعة يكابرون ويسوقون كل يوم أخبارا مغلوطة من نسج الأوهام لإعطاء أنفسهم والرأي العام آمالا لن تتحقق لاستكمال معركة مرشحهم. ورأى بيان القوات أن إصرار الممانعة على تسويق أخبار تصب في مصلحة مرشحها نقلا عن السعودية، عملية مفضوحة يقصد منها ذر الرماد في العيون، حيث أن لا أساس لها من الصحة، لا بل تناقض تماما حقيقة الأمور والمواقف والتوجهات.

غير ان البداية، من تفاصيل لقاءات وزير الخارجية الايرانية في لبنان، علما أنه يعقد غدا مؤتمرا صحافيا يوجز فيه نتائج محادثاته مع مختلف الافرقاء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

على الرغم من ازدحام التطورات المحلية، التطور الأبرز من الخليج، فقد أعلن الأسطول الخامس للبحرية الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني احتجز ناقلة النفط Advantage Sweet التي ترفع علم جزر مارشال أثناء عبورها في المياه الدولية في خليج عمان".

ورأى البيان أن "المضايقات الإيرانية المستمرة للسفن, والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية, يشكل تهديدا للأمن البحري والاقتصاد العالمي".

يحدث هذا التطور في وقت باشر وزير الخارجية الايراني لقاءاته في لبنان ، ابرزها جمعه نوابا في مقر السفارة الأيرانية في بيروت، في خطوة تحدث للمرة الأولى على مستوى الديبلوماسية الايرانية في لبنان، فهل من توازن  في ما تعمل عليه إيران في لبنان ؟

تحدث كل هذه التطورات في وقت يستمر ملف النازحين السوريين في لبنان متقدما على ما عداه، خصوصا بعد الفروق الكبيرة في الأعداد بين النازحين المسجلين والنازحين غير المسجلين بحيث يتبين ان عدد غير المسجلين يوازي عدد المسجلين.

أمنيا، وقع انفجار غامض في إحدى الشقق في شارع الجاموس في الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى سقوط قتيل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

من دون ربطة عنق كانت الدبلوماسية الايرانية تنقل الخطى في بيروت بوفد رفيع يترأسه حسين امير عبد اللهيان, وبربطات للاعناق اللبنانية  استمع السياسيون الى طروحات وزير خارجية ايران الممتدة على سجاد اصفر واخضر .

قدم عبداللهيان العرض المكرر للبنان في قطاع الطاقة.. لكن القيادات اللبنانية "السيادية في الكهرباء" والمحاذرة بند العقوبات  هي نفسها  تفتح للسيادة سوق عرض دولي وعربي مفتوح لانتخاب الرئيس .

واسواق عكاظ الرئاسية لم يجن  منها لبنان الارباح بعد , وهو ينتظر هبوب الرياح  الخماسية التي ستكشف عن الكلام النهائي للرأي السعودي في شهادة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والتي ادلى بها شفهيا عبر الجديد وسياسيا من خلال باتريك دوريل .

وتبعا لرزنامة الرئيس نبيه بري فإننا نحن وفرنسا في انتظار الرد السعودي مع عودة السفير وليد البخاري الى بيروت معتبرا  أن الخارج لا الداخل هو الذي يشتغل بالرئاسة اللبنانية كأنه هو وحده يصنعه

والخارج هو في جزء منه ايراني ايضا حيث جمع عبد اللهيان في سفارة بلاده في بيروت عددا من نواب الكتل البرلمانية لاستطلاع آرائهم في الرئاسة .

ورجحت معلومات الجديد ان يطرح الوزير الايراني نتائج مفاعلاته الرئاسية على اقرب طاولة بحث مع السعودية .

ولا يملك لبنان في هذا الوقت سوى تبادل الصراخ من فئة الفخامة, فهذا لن يسمح بانتخاب رئيس من محور الممانعة.. والممانع يعلي الصوت ويخير اللبنانيين بين الفراغ او الفوضى .

وكمن يرد على نفسه وعلمائه, اصدرت كتلة الوفاء للمقاومة بيانا بعد اجتماعها الدوري ابتعدت فيه عن خطاب الشيخ نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين وقدمت بخلاف تصريحاتهم مواقف تنتقد فيها  نبرة التحدي التي  لا تخدم مطلقا هدف التوصل إلى تلاق وطني منشود وقالت في المقابل إن التهويل بالانعزال او الانقسام هو منطق موبوء لا تستقر معه جماعة ولا يبنى على أساسه مجتمع ولا وطن.

وفي النبرات القضائية جرت اليوم المحاكمة الناعمة بين سيدتين يفصل بينهما القاضي شربل ابو سمرا .

فقد ابرزت القاضية الفرنسية أود بوريزي أسئلتها التي استرقت معلوماتها من هاتف المصرفي مروان خير الدين وواجهت بها مساعدة حاكم مصرف لبنان مريان الحويك.

اجابت الحويك  عن الاسئلة وتفاجأت ببعضها لكنها فاجأت المحققين في انها لم تسمع بشركة فوري الا بعد الازمة وانها لا تعرف رجا سلامة ولم تلتق به.

ومددت بوريزي استجواب الحويك الى جلسة اخرى لكن المعركة اندلعت على حضور وزير المال يوسف خليل.

وتناغم الخليل بدوره مع رئيسة هيئة القضايا هيلانة اسكندر مبرزا كتابا عن  عدم  حاجة اسكندر لاذن وزير المال في الادعاء على حاكم مصرف لبنان فيما عزفت اسكندر على الوتر القانوني نفسه, وقالت انه لا يتوجب عليها الحصول على اذن.

ومن دون إذن ولا دستور دخل الناشط وديع عقل مرة ثانية دائرة الاستجواب القضائي في بلجيكا التي يتقصى برلمانها عن متبرع بتقديم اخباريات  عن الفساد وهو الآتي من بيوت الفاسدين والمعاقبين  بموجب قوانين اميركية وعلى رأسهم  أمير  التيار جبران باسيل.

                        

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

طهران تعلن دعمها أي اتفاق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس

عبداللهيان في بيروت من دون مبادرة... وتأكيد أهمية الاتفاق السعودي ـ الإيراني

بيروت/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على دعم بلاده أي اتفاق يحصل بين الجهات اللبنانية بشأن الانتخابات الرئاسية، فيما أمل نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب أن يأتي الاتفاق السعودي - الإيراني بـ«الخير على بلدنا». وعقد عبداللهيان أمس (الخميس) لقاءاته مع رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وكذلك مع بو حبيب، وبحث معهم الوضع الراهن في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية - الإيرانية. وأخذ الاتفاق الإيراني - السعودي وأهميته حيزاً كبيراً من لقاءات عبداللهيان، الذي وصل مساء الأربعاء إلى بيروت، على أن يختتم زيارته لها اليوم (الجمعة) بمؤتمر صحافي في مقر السفارة الإيرانية. وقالت مصادر مطلعة على لقاءات عبداللهيان في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يحمل مبادرة أو طرحاً معيناً حيال الانتخابات الرئاسية، مشيرة في الوقت عينه إلى أن موقفه بشأن الاستحقاق لا يختلف عن موقف حلفاء إيران في لبنان وهو لم يتبدّل، نافية المعلومات التي أشارت إلى أن زيارته تهدف إلى حث حلفائه على التراجع عن دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق الإيراني - السعودي كانت له مساحة كبيرة في اللقاءات وانعكاسه على المنطقة ولبنان، إضافة إلى استعداد بلاده للمساعدة في قطاع الكهرباء والطاقة. وفيما لم يدل عبداللهيان بتصريح بعد لقائه ميقاتي وبري، قال بعد اجتماعه مع بو حبيب: «تشاورنا معاً في القضايا الثنائية والمواضيع الداخلية اللبنانية والقضايا الإقليمية والدولية الهامة». وأكد أن بلاده «تشجع جميع الجهات في لبنان على استكمال العملية السياسية وتسريع العملية الانتخابية في هذه الدولة المهمة في المنطقة». ورأى أن «المسؤولين في لبنان وكل الأحزاب السياسية والجهات في هذا البلد لهم القدرة والكفاية اللازمة على التوصل إلى اتفاق وإجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وسندعم أي انتخاب وأي اتفاق يحصل بين جميع الجهات في لبنان، وندعو الأطراف الأجنبية كافة لدعم هذا الانتخاب من دون أي تدخل في الشأن الداخلي».

وأضاف: «أجرينا مباحثات حول التعاون الشامل بين إيران ولبنان وأكدنا الاستعداد التام للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز العلاقات في المجالات كافة، لا سيما الاقتصادية والتجارية والسياسية والعلمية. كما تطرق البحث إلى الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية وآخر التطورات في فلسطين المحتلة، وكذلك بشأن أوكرانيا وأفغانستان والسودان وليبيا». من جهته، لفت الوزير بو حبيب إلى أن عبداللهيان أطلعه على «تفاصيل الاتفاق السعودي - الإيراني في بكين»، وتمنى أن «يأتي الخير منه إلى بلدنا». وأضاف: «أنا متفائل بأن كل اتفاق بين دول الجوار هو جيد للبنان. ونتائج الاتفاق السعودي الإيراني لا تنحصر على فتح السفارات فحسب، وإنما أيضاً لها انعكاسات في اليمن ولبنان وعلى القضية الفلسطينية، ونتمنى أن تكون إيجابية»، وشدد على أن هذا الاتفاق «مهم للسلام في المنطقة». ولفت وزير الخارجية اللبناني إلى أن الوزير عبداللهيان عرض المساعدة في قطاع الكهرباء وتقديم هبة نفط، وهو ما أبلغه لرئيس الحكومة، بحسب بو حبيب، الذي قال إنه سينقل هذا العرض إلى المسؤولين المعنيين من الزملاء في الحكومة.

 

الحوار المفتوح لعبداللهيان لم يحضره إلا «أهل البيت» غابت عنه المعارضة اللبنانية وحضره «التقدمي» من موقع الاختلاف

بيروت: محمد شقير/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

دعوة السفارة الإيرانية في بيروت عدداً من النواب المنتمين إلى الكتل النيابية، على اختلاف مشاربها وانتماءاتها السياسية، للمشاركة في «حوار مفتوح» هو الأول من نوعه وغير مسبوق، مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، بمناسبة زيارته لبنان، لن تبدِّل من المشهد السياسي الذي لا يزال يعرقل انتخاب رئيس للجمهورية، في ظل الانقسام العمودي داخل البرلمان، خصوصاً أن معظم المدعوّين من التكتلات النيابية المعارضة اعتذروا عن عدم تلبية الدعوة، وأن حضور البعض الآخر منهم يأتي من موقع الاختلاف مع الأداء السياسي لإيران في لبنان.

فالسفارة الإيرانية، التي استضافت الحوار داخل مقرها في ضاحية بيروت الجنوبية، عصر أمس، استثنت من الدعوة كتلة «الجمهورية القوية» التي تضم نواب حزب «القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع، بذريعة تحميله مسؤولية حيال اختفاء الدبلوماسيين الإيرانيين وهم في طريقهم من بيروت إلى شمال لبنان، إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في يونيو (حزيران) عام 1982، ومن ثم تتوخى، من خلال عدم دعوتهم، تفادي ردود الفعل في داخل إيران. كما استثنت من الدعوة عضو كتلة «التجدد النيابي» النائب ميشال معوض؛ بذريعة أنها حرصت على عدم دعوة المرشحين لرئاسة الجمهورية للمشاركة في الحوار المفتوح مع عبداللهيان، بخلاف دعوتها النائب نعمت أفرام، الذي يُعتبر في عداد المرشحين للرئاسة، وهو الذي اعتذر عن عدم الحضور بداعي السفر. وكان قد سبقه إلى الاعتذار حزب «الكتائب»، برئاسة النائب سامي الجميل، ومعه حزب «الوطنيين الأحرار»، برئاسة رئيسه النائب كميل شمعون، إضافة إلى عدد من النواب المستقلّين. وعلمت «الشرق الأوسط» أن 16 شخصاً كلهم دورون في فلك «الممانعة» حضرواً من أصل 25 مدعواً، فيما لم يحضر أحد من «قوى التغيير» الذين وجهت إليهم الدعوة وأبرزهم ملحم خلف (اعتذر عن عدم الحضور لأن الأولوية لديه انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد تطبيقاً لما هو وارد في الدستور)، وياسين ياسين وإلياس جرادة، في حين استثنت السفارة زملاءهم الذين يصنَّفون، من وجهة نظر «حزب الله»، على خانة الصقور المناوئين للسياسة الإيرانية ودورها في لبنان؛ كون طهران طرفاً منحازاً لمحور الممانعة، مما يُفقدها الدور الذي تتطلع إليه في رعايتها حواراً نيابياً، ومن ثم ليست في عداد الدول الصديقة للبنان، الأقدر على التواصل مع جميع الأطراف من موقعها الضاغط، لإخراج لبنان من دوامة المراوحة التي تعطل انتخاب الرئيس.وفي المقابل، حضر «اللقاء الديمقراطي» بشخص النائب بلال عبد الله، الذي شارك في الحوار لأن رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط يقف على رأس الذين ينادون بالحوار.وبحسب المصادر، فإن عبداللهيان تحدث عن الاتفاق الإيراني – السعودي وانعاكاساته على استقرار المنطقة، مؤكداً أن بلاده مصرة على الوصول بلبنان إلى بر الأمان، لكن «قانون قيصر» (العقوبات) يمنعها من تقديم المساعدات. وفي الشأن الرئاسي، أكدت المصادر أنه عبد اللهيان لم يتطرق إلى اسم فرنجية إطلاقاً، قائلاً إن بلاده ليس لديها مرشح وأنها تؤيد ما يتفق عليه اللبنانيون.والرأي الآخر في الحوار جاء على لسان عبدالله الذي دعا إلى الاستفادة من المناخ الإيجابي للاتفاق السعودي – الإيراني وانتخاب رئيس، مؤكداً رفض استخدام لبنان في صراعات المنطقة أو تحويله إلى منصة للاستاءة لأي دولة خصوصاً الخليجية. وقال «آن الأوان لوضع استراتيجية دفاعية»، داعياً عبداللهيان إلى التدخل لدى سوريا لإعادة النازحين لأن وجودهم في لبنان أصبح مكلفاً أمنياً ومالياً. وفيما لم يعلق عبداللهيان على ما أدلى به عبدالله، أفيد بأنه لم يكن مرتاحاً لغياب المعارضة عن اللقاء. وبحسب المصادر، فإن نوعية الحضور تدل على أن إيران ليست الأقدر لجمع اللبنانيين في حوار مفتوح، وعليها أن تتوقف أمام مقاطعة قوى مسيحية رئيسة، إياه، لتبادر لاحقاً إلى استخلاص العِبر، على خلفية انحيازها، بلا ضوابط، لمحور الممانعة. لذلك فإن الحوار المفتوح، الذي نظّمته السفارة الإيرانية يبقى ناقصاً، ولا يمكن لإيران أن تلعب دور الحَكَم والخَصم في آن واحد، ما دامت عاجزة عن اختراق المعارضة التي فضّلت مقاطعتها الحوار المفتوح الذي أُريدَ منه تلميع الدور الإيراني في لبنان.

 

لبنان يتسلّم استنابة فرنسية حول تبييض أموال لآل سلامة والوفود الأوروبية تكثّف تحقيقاتها وتطلب الاستماع لوزير المال الأسبوع المقبل

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

تستكمل الوفود القضائية الأوروبية، اليوم (الجمعة)، استجواب ماريان الحويك، مساعدة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حول الحسابات العائدة لها ولحاكم «المركزي» وشقيقه رجا سلامة في مصارف أوروبية ولبنانية، والتي تحوم حولها شبهات غسل الأموال، والبحث في مصادر الثروة المالية لكلّ منهم، على أن تستأنف بداية الأسبوع المقبل جلساتها التي تشمل وزير المال اللبناني يوسف خليل، بعد أن تعذّر استجواب الأخير يومي الثلاثاء والأربعاء لتقديمه معذرة طبية. وخالفت الحويك كلّ التوقعات التي رجّحت تغيبها، ومثلت عند العاشرة من صباح أمس (الخميس) أمام الوفود الأوروبية في الطابق الخامس من قصر العدل من دون وكيلها القانوني، بحضور قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا، المكلف بتنفيذ الاستنابات الأوروبية، بالإضافة إلى رئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة إسكندر التي تمثل الدولة اللبنانية والتي اتخذت صفة الادعاء ضد الأخوين سلامة والحويك وكل من يظهره التحقيق.

وقال مصدر قضائي لبناني إن القضاة الأوروبيين «طرحوا ما بين 50 و60 سؤالاً على الحويك، فأجابت عليها من دون تحفّظ، وقدّمت مستندات كانت لديها حول إفادتها». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأوروبيين «استمعوا إلى الحويك بصفة شاهدة وليس كمشتبهٍ بها، وهذا ما سيسري على باقي الأشخاص المطلوب الاستماع إليهم بموجب الاستنابات الأوروبية»، مذكراً بأن «تنفيذ الاستنابات يأتي انسجاماً مع نص المادة 47 من اتفاقية مكافحة الفساد، التي تتحدّث عن (جمع المعلومات) حول الملفات التي يجري التحقيق فيها». وأضاف: «لا يمكن للقضاة الأوروبيين توجيه أي اتهامات للأشخاص المستجوبين على الأراضي اللبنانية، لكن بعد عودتهم إلى بلادهم يمكنهم اتخاذ ما يرونه مناسباً من إجراءات». ولم يحضر وزير المال يوسف خليل جلسة استجوابه التي كانت مقررة اليوم، بعدما رفض تسلّم مذكرة التبليغ التي أرسلت إليه بواسطة قوى الأمن الداخلي. وأشار المصدر القضائي إلى أن «القاضية الفرنسية أود بوريزي ضربت موعداً جديداً لاستماعه عند العاشرة من صباح الجمعة المقبل، على أن يتولى القاضي شربل أبو سمرا إبلاغه موعد الجلسة بواسطة أحد الموظفين القضائيين». وكشف المصدر أن بوريزي «استدعت رجا سلامة إلى جلسة تحقيق حددتها صباح الأربعاء المقبل، وتقرر إبلاغه موعدها عبر وكيله القانوني».

جدول جلسات الوفود الأوروبية سيكون حافلاً الأسبوع المقبل، إذ إنه بالإضافة إلى الوزير خليل ورجا سلامة، ستستمع إلى إفادات كلّ من جوزف طربيه، رئيس مجلس إدارة بنك «الاعتماد اللبناني»، وفهيم معضاد ورجا أبو عسلي، النائبين السابقين لحاكم مصرف لبنان. وعمّا إذا طرأت أسماء جديدة ترغب الوفود الأوروبية بالتحقيق معها، أوضح المصدر القضائي أن «هذا الأمر وارد، لكن ذلك يحتاج إلى إرسال استنابات جديدة من الخارج تتضمن أسماء الأشخاص المطلوب استجوابهم للتعامل واتباع نفس الإجراءات التي اعتمدت في الجولات السابقة». بموازاة الاهتمام القضائي بمهمة الوفود الأوروبية، تتجه الأنظار إلى جلسة التحقيق التي تعقدها القاضية بوريزي في 16 مايو (أيار) المقبل في باريس، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الملفّ المستقل لديها، وأكد المصدر القضائي أن القاضي أبو سمرا «في طور تبليغ سلامة موعد الجلسة ومضمون الاستنابة الفرنسية الخاصة بملفّه المفتوح في باريس». وتابع: «لا نملك معلومات عمّا إذا كان سلامة سيستجيب ويمثل أمام القضاء الفرنسي أم لا، لكنّه يدرك تداعيات حضوره والامتناع عن الحضور». ولفت إلى أن الجانب اللبناني «لم يتبلّغ ما إذا كانت بوريزي بصدد إعادة استجواب الوزير السابق مروان خير الدين في باريس منتصف الشهر المقبل»، لكنه أوضح أن «النائب العام التمييزي سيطلب رسمياً من السلطات القضائية الفرنسية، تزويده بنسخة عن التحقيقات التي أجريت مع خير الدين قبل أيام، خصوصاً بعدما أبدت بوريزي استعدادها للتعاون مع لبنان وتقديم كل التعاون المطلوب». إلى ذلك، كشفت مصادر مطلعة على أجواء قصر العدل في بيروت، أن النيابة العامة التمييزية «تسلمت خلال الساعات الماضية استنابة فرنسية جديدة، تطلب فيها من السلطات اللبنانية، وضع مروان خير الدين تحت الرقابة المشددة، ومنعه من التواصل مع كلّ من رياض سلامة، ورجا سلامة، وندي سلامة (نجل رياض سلامة) وماريان الحويك، ومروان الخوري، ونبيل عون، وأنطوان سلامة». وشددت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، على أن «الاستنابة الفرنسية تتحدث بالتفصيل عن مساعدات قدمها خير الدين لرياض سلامة وشقيقه ونجله ومقربين منه عبر حسابات مالية، سهّلت عمليات غسل الأموال، كانت الأولى في 2 يوليو (تموز) 2021، والثانية في 24 أغسطس (آب) 2021، والثالثة في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام نفسه». وتوقّعت تطورات مهمّة في هذه القضية ستظهر نتائجها بعد أن تنهي بوريزي تحقيقاتها في بيروت وباريس.

 

«السوري القومي» في لبنان يطرد حردان

بيروت/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

انفجر مجدداً الخلاف في صفوف الحزب «السوري القومي الاجتماعي» في لبنان مع اتخاذ رئيس الحزب، ربيع بنات، قراراً بطرد سلفه النائب السابق أسعد حردان من الحزب. وتعود الخلافات بين الطرفين إلى انتخابات الحزب الأخيرة التي أدت إلى فوز بنات الذي لم يعترف به حردان، وأدى إلى الانقسام في صفوفه بحيث بات الحزب مقسوماً بين ما يعرف بـ«جناح حردان» و«جناح بنات». وبعدما كان الحزب قد أعلن في وقت سابق عن فصل حردان، عاد أمس (الخميس) وأعلن عن طرده بشكل نهائي وتجريده من رتبة الأمانة، في قرار يعدّ نهائياً وفق قانون الحزب، وذلك بعد مواجهات بين مناصري الطرفين وصلت إلى إطلاق الرصاص في مركزي الحزب بمنطقتي بيت مري وبيت شباب قبل أيام. ووفق المعلومات، فقد عمد مناصرو حردان إلى الدخول إلى مكاتب تابعة للحزب ومحسوبة على جماعة بنات في بيت شباب (المتن الشمالي)، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين بالأسلحة قبل أن يتدخل الجيش ويعمل على تهدئة الأوضاع.

وتحدثت عمدة الإعلام في الحزب «السوري القومي الاجتماعي»، آنذاك، في بيان لها عن «تعرض أحد المكاتب الحزبية لمحاولتي كسر وخلع واقتحام من قبل مجموعة مسلحة تابعة لإحدى الشخصيات الملطخة أياديها... إلا إنها فشلت في غيها وتراجعت دون أن تحقق مبتغاها». ورد «جناح حردان» على بيان «جناح بنات» واصفاً بيان الأول بأنه «تبرير صبياني لأفعال جرمية يعاقب عليها القانون». وأصدر أمس «جناح حردان» بياناً قال فيهإ ن «قراراً كالذي صدر عن العصابة المنتحلة الصفة، لا قيمة له على الإطلاق، سوى أنه يندرج في سياق قرار العقوبات الأميركية الذي استهدف الأمين أسعد حردان في لحظة الهجوم الشرس على قوى الصمود والمقاومة»، عادّاً أن «قرار العصابة يشكل جرماً معاقباً عليه بالقانون، إضافة إلى انتحال الصفة والتزوير واستعمال المزور». وكذلك نقل الإعلام اللبناني تصريحاً لـ«جناح بنات» عدّ فيه أن «حردان تمرّد على المؤسسة الحزبية وارتكب مخالفات دستورية وإدارية بشكل متكرّر، فأصدرت المحكمة الحزبية قرار الطرد والتجريد من صفة الأمانة، وأبرم المجلس الأعلى في الحزب القرار فأصبح نهائياً لا عودة عنه».

 

«الشبكة السورية» تتحدث عن إعادة قسرية لـ 168 لاجئاً من لبنان وووزير الثقافة أكد أن علاج القضية لا يكون بالتصرفات الفردية والإجراءات المؤقتة

بيروت/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

كشفت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» عن إعادة قسرية من لبنان لـ168 لاجئاً سورياً منذ بداية شهر أبريل (نيسان) (الحالي)، متحدثة عن ظروف إنسانية صعبة يتعرضون لها على الحدود؛ لرفض النظام السوري السماح لهم بالعبور إلى داخل البلاد، وتعرضهم لابتزاز من قبل قواته في المنطقة الفاصلة بين المعبرين الحدوديين بين البلدين. ويأتي ذلك في وقت بدأ فيه لبنان إجراءات مشددة تجاه اللاجئين السوريين، مع المطالبات المتصاعدة لإعادتهم إلى بلادهم، بينما أكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى (المحسوب على رئيس البرلمان نبيه بري) أن علاج هذه القضية لا يكون بالتصرفات الفردية والإجراءات الموقتة المحدودة الإطار. وفيما أعلنت الحكومة اللبنانية أول من أمس (الأربعاء)، عن تدابير حاسمة لملاحقة المخالفين، كان قد سبقها معلومات مؤكدة من قبل مصادر عدّة عن ترحيل عشرات السوريين لدخلوهم لبنان بطريقة غير شرعية. وفي بيان لها، قالت الشبكة إن الجيش اللبناني قام منذ 17 أبريل الحالي بحملات مداهمة للمناطق التي يوجد فيها اللاجئون السوريون بأعداد كبيرة، مثل برج حمود وبعض الأحياء في مدينة بيروت ومنطقة رشميا في قضاء عالية في جبل لبنان، ومنطقة حمانا وصوفر في جبل لبنان، أدت إلى عمليات احتجاز جماعية طالت العشرات، وما زالت مستمرةً. وذكر البيان أن حملات الاحتجاز استهدفت اللاجئين السوريين الذين لم يتمكنوا من الحصول على أوراق رسمية أو استخراجها لتبرير وجودهم القانوني في لبنان، وبشكل أساسي الذين دخلوا لبنان منذ عام 2019 عبر طرق غير نظامية، كما استهدفت المقيمين السوريين الذين لم يتمكنوا من تجديد إقامتهم. وجرى نقل جميع من تمَّ احتجازه من قبل الجيش اللبناني إلى فوج الحدود البرية الذي يقوم بدوره بنقلهم إلى خارج الحدود اللبنانية في منطقة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا. وقالت الشبكة إنها وثقت «إعادة قسرية لما لا يقل عن 168 لاجئاً سورياً في لبنان، وذلك منذ مطلع أبريل الحالي حتى الآن، قرابة ثلثهم من الأطفال والنساء، تعرض الغالبية العظمى منهم للضرب المبرح والإهانة أثناء عملية مداهمة منازلهم وأماكن إقامتهم، ومنعهم من أخذ أغراضهم الشخصية معهم. كما تُركوا في العراء في المنطقة الفاصلة بين الحدود السورية واللبنانية من دون قيام الجهات الحكومية الرسمية اللبنانية بتسجيل أسمائهم، أو حتى تسجيل خروجهم من لبنان بشكل رسمي عبر المعابر الرسمية». وأضاف البيان أن النظام السوري رفض السماح لمجموعة من اللاجئين المعادين قسرياً من العبور نحو سوريا بذريعة عدم قيام الجيش اللبناني أو جهاز الأمن العام بالتنسيق معه قبيل ترحيلهم، مشيراً إلى «أنَّ معظم المعادين قسرياً تعرضوا إلى عمليات نهب وابتزاز من قبل قوات النظام السوري في المنطقة الفاصلة بين المعبرين الحدوديين بين سوريا ولبنان، وفرضت عليهم مبالغ مالية تتراوح وسطياً بمبلغ لا يقل عن 100 دولار للفرد مقابل تسهيل عودتهم باتجاه الأراضي اللبنانية عبر طرق التهريب التي يشرف على معظمها عناصر وضباط من الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري». من جهة أخرى، لفت البيان إلى انتهاكات يتعرض لها اللاجئون الذين عادوا إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري منذ عام 2014؛ منها اعتقال أكثر من 2500 شخص بينهم نساء وأطفال، متحدثاً عن أكثر من 700 حالة اختفاء قسري، إضافةً إلى عمليات التجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام السوري، وكذلك فرض العديد من قوانين تعسفية تهدف إلى السيطرة على ممتلكات النازحين واللاجئين.

في موازاة ذلك، تستمر المواقف المطالبة بإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، في حين أكد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى أن علاج هذه القضية لا يكون بالخطابات والشعارات التي تحمل ما تحمل، ولا بالتصرفات الفردية والإجراءات الموقتة المحدودة الإطار.

وقال مرتضى لـ«الوكالة الوطنية للإعلام» رداً على سؤال عن موقفه من الأزمة الراهنة المتعلقة بالنازحين السوريين في لبنان، «لا ينبغي للنزوح السوري إلى لبنان أن يبقى مادة تجاذبٍ بين الوضع الإنساني والاستثمار السياسي وردود الفعل الشعبية».

وأضاف: «صحيح أن كثيراً من الأسباب التي أدت إليه زالت بعد استتباب الأحوال الأمنية في معظم الأراضي السورية، وصحيح أيضاً أنه بات مرهقاً جداً ومكلفاً للبنان على جميع الصعد، لكن العلاج لا يكون بالخطابات والشعارات التي تحمل ما تحمل، ولا بالتصرفات الفردية والإجراءات الموقتة المحدودة الإطار. من هنا، شدد على «أن حل هذا الملف يكون من خلال اتفاق رسمي ثنائي بين السلطات المختصة في الدولتين الشقيقتين ينظم العودة الآمنة الكريمة لجميع النازحين، وفيما خلا ذلك سيبقى النزوح جرحاً للشعبين والدولتين». وقال: «معلوماتنا الدقيقة تشير إلى أن الجانب الرسمي السوري على أتم الاستعداد للتعاون مع نظيره اللبناني لإيجاد آلية تكفل الحل الجذري لهذا الملف، ما يفرض على الحكومة اللبنانية أن تعمد إلى المبادرة وإجراء التواصل اللازم مع السلطات السورية، توصلاً لوضع هذه الآلية». ومع استناد المطالبين بترحيل السوريين إلى الخسائر المادية الناتجة عن أزمة النزوح، كشف يوم أمس، رئيس لجنة الأشغال والنقل النائب سجيع عطية، أن مخيمات السوريين تستهلك كهرباء سنوياً بقيمة 400 مليون دولار، وهي تكلفة يتحملها اللبنانيون، وفق تأكيده. وقال عطية بعد جلسة للجنة أمس: «لدينا هاجس التحصيل من المخيمات الفلسطينية ومن مخيمات السوريين، حيث إنه بلغنا أن مخيمات السوريين تستهلك كهرباء سنوياً بقيمة 400 مليون دولار، يعني في السنوات العشر الماضية لدينا 4 مليارات دولار خسارة في الكهرباء يتحملها اللبناني الذي يدفع الفاتورة عن أخيه السوري. وبمبلغ الأربعة مليارات دولار في سنوات العشر التي مرت لا نستطيع أن نتحمل، إضافة إلى المياه، لدينا مائة مليون دولار في السنة، ناهيك عن الصرف الصحي والتلوث وما شابه».

 

فرنجية: أنا "شيخ صلح" إنتخبوني

نداء الوطن/27 نيسان/2023

ما إن حطّ مساء امس في مطار رفيق الحريري الدولي، حتى أعلن وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان تمسك طهران بثلاثية "الشعب والجيش والمقاومة"، ما يؤكد ان "المكتوب" الايراني ما زال له "العنوان" ذاته قبل اتفاق بكين الذي جاءت زيارة المسؤول الايراني للبنان الحالية للمرة الاولى بعد إبرامه في آذار الماضي بين السعودية وإيران برعاية صينية. بالتوازي مع "المكتوب" الايراني، جاءت دعوة السفير الإيراني مجتبى أماني التي وجهها أمس الى رؤساء الكتل النيابية، بمن فيهم النواب التغييريون الى لقاء عصر اليوم في سفارة بلاده مع الوزير عبد اللهيان للتشاور حول الاستحقاق الرئاسي، فيما بدا انه "مبادرة" على هذا الصعيد يحملها المسؤول الايراني. لكن استثناء رئيس كتلة "الجمهورية القوية" التابعة لـ"القوات اللبنانية" من الدعوة، وكذلك المرشح الرئاسي رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوّض ونائب المنية والضنية احمد الخير، أسقط على الفور صفة الدعوة الجامعة التي ارادها عبد اللهيان. وقد قرر رئيس كتلة حزب الكتائب النائب سامي الجميل، ومثله النائب كميل شمعون وعدد من النواب التغييريين مقاطعة دعوة السفير أماني. وفي المعلومات حول زيارة الوزير الايراني، انه يسعى الى توظيف اتفاق بكين لدعم التحرك الفرنسي الذي ما زال يدفع لتأييد ترشيح مرشح فريق الممانعة الموالي لإيران رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجية. وما صرّح به عبد اللهيان لدى وصوله: "يوجد لدينا بعض الأفكار والمبادرات من خلال علاقتنا الثنائية لتحسين الأوضاع في لبنان"، معتبراً أن "ظروفا جديدة وبنّاءة تحدث في المنطقة، وأمن ورفاه لبنان يصب في صالح المنطقة وإيران".

مرشح الممانعة سليمان فرنجية، أطل مساء امس ليقول إنّه "أكثر شخص مطروح لرئاسة الجمهورية، وإذا لزم الأمر سأعلن ترشيحي أما الإستعجال فهو ليس أمراً مفيداً وع رواق كل شي بصير". لكنه استبق فرضية إنتخابه رئيساً بأن لا مشروع لديه للحكم، لأن هناك حكومة ومجلس نواب. وألمح الى انه لم يحظ بأي تعهد من الثنائي الشيعي مجاهراً بالإبقاء على الثلث المعطل. ومما قاله فرنجية أيضا: "أنا مش جايي من جمعية مار منصور، بل أنا من 8 آذار ولا أفعل أي شيء لا أؤمن به". لكنه تعهد ان يكون ما يماثل "شيخ صلح" إذا ما صار رئيساً للجمهورية. وتباهى قائلا:"أملك شيئاً لا يملكه الكثيرون وهو ثقة حزب الله وثقة الرئيس الأسد!". وفي غمرة الانشغال الوطني بملف النازحين السوريين، والذي يضع جميع اللبنانيين في قارب واحد نتيجة الاعباء الهائلة التي يتحملها لبنان جراء تبعات هذا الملف، أطل امس موقف سنيّ رفيع المستوى ليصحح، بصورة مباشرة او غير مباشرة، موقفاً صدر اول من امس عن دار الفتوى على لسان احد كبار العاملين في الدار، وتعامل فيه مع هذا الملف من خلفية طائفية.

فمن الاجتماعين اللذين ترأسهما رئيس حكومة تصريف نجيب ميقاتي، وضمّا وزراء وقادة الاجهزة الامنية، مروراً بزيارة وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي الى دار الفتوى واجتماعه بالمفتي عبد اللطيف دريان، وصولاً الى ما صرّح به النائب أشرف ريفي، جرى التشديد على "التمسك بالقرارات ذات الصلة بالسيادة اللبنانية في التعامل مع ملف النازحين"، وفق ما صدر عن اجتماعيّ السراي، و"عدم السماح بالتحريض على الجيش وعلى الدولة، وان السوري الموجود في لبنان، يجب أن يلتزم القانون اللبناني، وسنفرض عليه التزامه"، كما صرّح الوزير مولوي، وان "النظام السوري و"حزب الله" هما اللذان هجّرا السوريين من أرضهم فجرى احتلال قراهم ومدنهم ودمروها، فهما المسؤولان عن استمرار كارثة اللجوء"، كما قال النائب ريفي. وأتت هذه المواقف من ثلاثة مواقع مرموقة سنياً، غداة ما صرّح به المفتش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ حسن مرعب، واصفاً بعض المواقف السياسية التي تناولت ملف النزوح بأنه "تفوح منها رائحة بوسطة عين الرمانة جديدة ولكن هذه المرّة ضحيتها السوريون بدل الفلسطينيين" على حد تعبيره. وفي جولة تشاورية قامت بها امس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان السفيرة يوانا فرونتسكا وشملت تباعاً البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان، إستمعت المسؤولة الاممية الى مواقف من التقتهم من ملفي الاستحقاق الرئاسي والنزوح السوري. وفيما تتحضر "القوات اللبنانية" لعقد مؤتمر عن النزوح تطرح فيه خطة متكاملة لحل المعضلة، كما أشارت "نداء الوطن" امس، علم ان الاعلان عن المؤتمر سيتم قريباً ويتخلله البحث في خطوات عملية بدءاً بإجراءات تتولاها السلطات المحلية من بلديات ومحافظين، كما فعل اخيراً محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، مروراً بالتعامل مع الموالين للنظام السوري بإسقاط صفة النزوح عنهم وإعادتهم الى سوريا، وصولاً الى التعامل مع ملف النازحين المعارضين للنظام من خلال انتقالهم الى مناطق المعارضة في سوريا حيث للمجتمع الدولي امكانية توفير الحماية لهم. وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط إنه "لا يمكن تحميل السوري وحده تبعات الانهيار المالي بينما لم نقم بخطواتٍ إصلاحيّة، وعودة النازحين مرتبطة بإرادة نظامهم وأقترح إنشاء مخيّمات لائقة لهم في لبنان".وسأل "هل يريد بشار الأسد عودة النازحين؟ والكلام عن عودة سوريا الى الحضن العربي مستغرب إذ ما من حضنٍ عربي أصلاً". كما قال: "لن أرشّح أحداً للرئاسة وليقرّر الكبار في هذا الأمر مثل "حزب الله" ورئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل والتغييريّين".

 

فريقٌ قادر على تعطيل خطط "الثنائي"... فهل يفعلها؟

لارا يزبك/المركزية/27 نيسان/2023

قد لا تكون الانتخابات النيابية التي شهدها لبنان منذ عام تقريبا في 15 ايار الماضي، تمكّنت من اعطاء الاكثرية الى القوى المعارِضة للمنظومة التي حكمت البلاد في الفترة السابقة ونواتها "الثنائي الشيعي - حزب الله"، إلا انها اعطتها ما يكفي من اصوات لإحداث توازن مع هذه المنظومة بما يمنع الاخيرة من الاستمرار في الامساك بالقرار، سيما في القضايا الرئيسية الكبرى. بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، لو كان هذا "الثلاثي" لا يزال يملك الاكثرية اليوم، لكان المشهد مختلفا تماما. الثنائي كان أوصل مرشّحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، الا انه حتى الساعة، لم يفعل ذلك، حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان سباقا الى اعلان ترشيح فرنجية للرئاسة، لم يدع حتى اللحظة الى جلسات انتخاب رغم تبنيه وحزب الله في العلن رئيسَ المردة، مرشحا. قوى 8 آذار وفق المصادر، لم تعد اذا قادرة على تحقيق مبتغاها الرئاسي. وامام انسداد الآفاق في وجهها محليا، بفعل التوازنات المجلسية، ارتأت الاستقواء بالخارج، فوجدت في الموقف الفرنسي المؤيد لفرنجية، ضالّتها. 8 آذار تحظى اليوم بمؤازرة من باريس التي تولّت التسويق لزعيم المردة في العواصم الكبرى، وهي تسعى بكل ما أوتيت من قوة لايصاله الى قصر بعبدا من ضمن مقايضة بين الرئاستين الاولى والثالثة، وذلك مقابل مكاسب "اقتصادية" تتطلع الى تحصيلها في لبنان ومرافقه الحيوية، وفي ايران ايضا. لكن المعادلة النيابية اللبنانية سمحت ايضا للمعارضين بـ"لبننة" الاستحقاق وبإبقاء طابة الحسم الرئاسي في ملعبهم، أو على الاقل هم قادرون على تعطيل اي سيناريوهات لا تناسبهم ولا تتلاقى مع نظرتهم للرئيس العتيد ولانتمائه السياسي وادائه السيادي والاقتصادي... في السياق، هُم يُظهرون رفضا قاطعا وثقةً عالية، في قدرتهم على التصدي لانتخاب رئيس ممانع. امس، جدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التشديد على أن حظوظ مرشح الممانعة "ليست كما يحاول البعض تصويرها وتسويقها، باعتبار أنّه لا يحظى بالدعم المحلي المطلوب ليتبوأ سدّة الرئاسة وإنما جل ما لديه من دعم، يتركز على مساع خارجيّة محدودة، لذا يعطّل هذا البعض الإنتخابات بانتظار ما يمكن أن تبدّله هذه المساعي في الواقع الداخلي، ولكن هذا الأمر بعيد المنال ومرشّحهم لن يتمكن من الوصول أبداً". بدوره، اعلن رئيس حركة الاستقلال المرشح النائب ميشال معوض امس من الصيفي - بعد لقائه رئيس الكتائب سامي الجميل الذي اكد من فرنسا ويؤكد من لبنان رفض انتخاب رئيس ممانع - ان "موقفنا واضح فنحن لن نسمح بوصول أيّ مرشّح للممانعة إلى الرئاسة وبإمكانهم التهديد "هيدا كلّو ما رح يمشي ما يعذبوا قلبن".

انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، يمكن الحديث عن انجازٍ تحقق بعد الانتخابات، الا وهو القدرة على منع فرض اي مشاريع خارجية على لبنان.. الا اذا كان بعض النواب سيخضع في نهاية المطاف للثنائي الشيعي وللخارج تحت ضغط الانهيار الاقتصادي من جهة، وامام بعض الاغراءات والتهديد والوعيد، من جهة ثانية، فيتراجع عن موقفه لصالح فرنجية... عليه، تثبيتُ السيادة يكون باعطاء اكثرية نيابية مريحة اكثر وواضحة، للفريق السيادي الذي أظهر انه فعلا "سيادي"، في الانتخابات المقبلة، بحيث لا يكتفي بالتصدي لما لا يريده، بل يحسم اللعبة لصالحه ويفرض ما يريد، تختم المصادر.

 

الرئاسة "تستوي"... "فقاقيع وهميّة" أم حقيقة؟

شادي هيلانة/أخبار اليوم/27 نيسان/2023":

تشتد لعبة عض الاصابع وتأخذ "مجدها"، ضراوتها وخطورتها تأتي من التغيرات الاقليمية الناجمة بالدرجة الاولى من المصالحة الايرانية - السعودية، والتي ربما ستصب لصالح طهران وحليفها حزب الله في الداخل اللبناني، ما يدفع المراقبين الى الخشية من نضوج المشهد التسووي وانتخاب "مرشح الممانعة" رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بحيث تفوح رائحة صفقة ما، وربما بعض التصريحات والمواقف تأتي في سياق تحضير الأرضية المناسبة لها. المشهد بدأ ينقشع، من خلال الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت، التي تؤشر الى دخول طهران مباشرة على خطّ الاستحقاق الرئاسي.

وامام ما كشف عنه عبد اللهيان من افكار ومبادرات خلال جولته على القيادات، ثمة من يعتبر ان زيارته الى لبنان بهذا التوقيت بالذات هي بمثابة صفعة على رؤوس بعض القوى، ومن يتمنى انتهاء حقبة سيطرة طهران على لبنان المتمثلة بإحتكار السلطة. وفي هذا الوقت لا تزال الريّاض تلتزم الصمت المُطبق في هذا الخصوص، رغم استئناف السفير السعودي وليد البخاري جولاته الاستطلاعية على القيادات والزعامات السياسيّة لاستيضاح آخر المستجدات لا سيما تلك المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي. وترجح معلومات وكالة "اخبار اليوم"، ان يدخل البخاري في عملية طرح اسماء تُبدي المملكة ارتياحها لها، وفق مواصفات تشتهيها لصالح لبنان، والتي باتت معروفة لدى الجميع، ومعيارها الاساسي انّ يكون الرئيس سياديا، اصلاحيا، انقاذيا، بمعنى آخر لا يرتبط بمنظومة السلاح اطلاقاً. وعلى خط موازٍ، ظهرت "البسمة التفاؤلية" على وجه "مرشّح بنشعي" امس اثناء مقابلته التلفزيونية، بحيث يعتمد اسلوب تلميع صورته كـ"مرشح توافقي"، ولفت الى ان الاجواء مريحة وتصلهُ اخبار جيدة من السعودية من اصدقاء مشتركين، ولا يسمع السلبيات الّا من الاعلام وبعض السياسيين، فهذا المنحى في اعتقاده يعقد المسألة. غير ان معلومات ديبلوماسية تقول: ليس هناك أي مسؤول سعودي او دبلوماسي تكلم مع أي طرف لبناني بإيجابية تجاه زعيم المردة حتى اللحظة، فعندما تكشف الحقائق حسابات الحقول ستكون غير حسابات البيدر، بالتالي جرعة الاوكسيجين التي يطلقها فرنجية قد لا تكون مطابقة للواقع.

 

لبنان على رصيف التسويات.. هل يبادر قادته لرسم مساره؟

يوسف فارس/المركزية/27 نيسان/2023":

فيما لبنان على تدحرجه نحو قعر الهاوية بلوغا للانهيار الشامل مع منظومة غير عابئة الا بتحقيق مصالحها وجني الارباح ولو على حساب الشعب الجائع، تتسارع التسويات في المنطقة. فبعد قمة بكين السعودية - الايرانية بادر وزيرا خارجية البلدين الى التواصل والاتفاق على لقاء هيأ الارضية لاعادة فتح السفارتين في وقت تصدر الاعلام العربي والعالمي نبأ التوافق السعودي - السوري على معاودة استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد 10سنوات على وقفها ما يمهد لحضور دمشق القمة العربية المقبلة في الرياض التي منحت الاردن الضوء الاخضر للبدء بمبادرة حل سياسي، تقوم على التنسيق مع الامم المتحدة لاطلاق دور عربي ينخرط مع الحكومة السورية في حوار سياسي لحل الازمة ومعالجة تبعاتها الانسانية والامنية والسياسية. هذه الاجواء، قد يستفيد منها لبنان وان لم يكن على جدول الاعمال اذا ما احسن تثميرها لمصلحته وبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة انقاذ بدل البقاء منتظرا على قارعة المصالحات والتسويات التي ترعاها بكين بدءا من الرياض وصولا الى موسكو التي تعمل على مصالحة سوريا وتركيا.  عضو تكتل لبنان القوي النائب ادكار طرابلسي يقول لـ"المركزية" في هذا الاطار: "فيما الاوضاع الاقليمية والدولية تنحو باتجاه التوافق والتسويات تبقى الامور محليا على حالها من التنابذ والخلاف، وهي للاسف مرشحة للاستمرار في الشهرين المقبلين وذلك بانتظار ان تنسحب عليها الايجابيات المرتسمة في العالمين العربي والشرقي والتي ستطاول لبنان كونه المرآة الطبيعية لاحداث المنطقة فهو كما يعيش سلبياتها يشهد ايجابياتها". ويتابع: "من العام 1975الى اليوم اعتاد لبنان ان يضع له الخارج المسار السياسي المفترض اتباعه على كل المستويات وفي كل الاستحقاقات بدءا من الرئاسات وصولا الى كافة السلطات. كذلك الحال بالنسبة الى سائر الدول الصغيرة والضعيفة. سوريا هدموها واليوم يعيدون اعمارها ولا يعرف احد السبب. ايضا العراق واليمن اصابهما التدخل الخارجي ومفاعيله من الخراب والدمار وها نحن في لبنان كما الدول المذكورة نقف على رصيف التسويات الكبرى في المنطقة والعالم".  ويختم داعيًا الى العمل داخليا لمواكبة المستجدات الخارجية وذلك بتغليب المصلحة العامة على الخاصة والحسابات الضيقة، لئلا تأتي المصالحات الجديدة والمستجدة على حسابنا. لنبادر الى انتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل حكومة انقاذ تنهض بالبلاد من الهوة التي سقطت فيها.

 

هل يقبل "التيّار" بضمانات مقابل فرنجية؟

يولا هاشم/المركزية/27 نيسان/2023

أطلّ رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية أمس وأعلن "جهوزيته" ليكون مرشحا لانتخابات رئاسة الجمهورية. في المقابل، جدّد رئيس "القوات" التشديد على أن حظوظ مرشح الممانعة "ليست كما يحاول البعض تصويرها وتسويقها، باعتبار أنّه لا يحظى بالدعم المحلي المطلوب ليتبوأ سدّة الرئاسة". بدوره قال النائب ميشال معوض: "لن نسمح لاي مرشح من الممانعة بأن يصل الى سدة الرئاسة، يمكنهم تهديدنا ولكن هذا الامر لن يفيد لاننا نعتبر ان هذا الرئيس سيؤدي الى مزيد من التهجير والذل". فماذا عن "التيار الوطني الحر"؟ عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شربل مارون يقول لـ"المركزية" تعليقاً على مقابلة فرنجية: "حق كل شخص في الظهور الاعلامي والتحدث عن مشاريعه، لكن في النهاية ثمة رأي عام، فإما ان يستقطبه او لا".  عن إمكانية تغيير "التيار" رأيه لجهة انتخاب فرنجية في حال حصوله على ضمانات من حزب الله، يجيب مارون: "بغض النظر عن الضمانات وغيرها، قلنا رأينا وقال رئيس التكتل جبران باسيل رأي التكتل بهذا الموضوع، بأن علاقتنا مع الحزب يحكمها الحوار. هو يملك وجهة نظره كما نملك وجهة نظرنا. وفي النهاية هاتان الوجهتان سوف تصلان الى مكان معين وتصبان لصالح لبنان، لأن الأطراف التي نتمكن من الحوار معها هي التي يمكن ان نبني معها على امور مكتوبة، وهذا ما حصل مع الحزب".  في الموضوع الرئاسي، يشير الى ان "التكتل يعمل على سلّة من الاسماء، لكننا لن نعلن عنها لأننا لا نريد ان نعلن عن اسم لا يحوز على حدّ أدنى من التوافق عليه. نحتاج الى خمس كتل نيابية لايصال رئيس للجمهورية. ومن أجل الوصول الى توافق بين خمس كتل، فإن الموضوع يتطلب التواصل، ولهذا وضعنا الاولويات الرئاسية، وزرنا كل الكتل النيابية من تموز حتى ايلول. وقد تبين لنا ان الجميع بات مقتنعاً بالفراغ". ويضيف: "حاربنا كي لا نصل الى الفراغ، وسعينا لتشكيل حكومة، وكنا ننتظر ان يتبوأ شخص آخر رئاسة الحكومة ليعطي صدمة ايجابية للشعب اللبناني، للأسف بقي الرئيس نجيب ميقاتي في الميدان معلنا ان الحلول لديه، وقد راينا اليوم المراوغة والتلكؤ الى أين أدّتا بنا. وصلنا الى حكومة لم تنل ثقة المجلس النيابي الجديد الذي لم يتمكن من انتاج حكومة تليق بطموحات الشعب اللبناني. واستُكمِل الاستهتار وصولاً الى حكومة تصريف أعمال ومستقيلة".

ويؤكد مارون ان "عندما نرى امورا ايجابية في السلة التي طرحناها وان اسما من بين الاسماء حاز على حجم معين لتسميته نبدأ بالـ"لوبيينغ" عليه، ونطرح اسمه ونعمل على تسويقه، لكننا لن نسمي شخصا لا نتمكن من تأمين حد أدنى لوصوله. الخيارات مفتوحة للتكتل في الايام والاسابيع المقبلة لاتخاذ خيارات معينة. في الاسماء المطروحة لن أدخل بجدل حول ما هو مطروح، لكننا نرى ان الرئيس القادم يجب ان يحوز على التفاف كبير من قبل المجلس النيابي، حتى يتمكن من انتاج حكومة يلتف حولها ايضا الشعب اللبناني كي نتمكن من النهوض من الوضع المأسوي الذي نعيشه". عن التواصل مع القوات، يجيب: "التيار مفتوح على كل حوار، نحن بدأنا بالحوار ووضعنا الاولويات الرئاسية وطلبنا مواعيد من كل الكتل. ورغم كل ما حصل لم نُصعِّد لأننا نعتبر ان الحوار هو المدخل للحل في كل الامور. مهما علا الصوت، علينا في النهاية ان نجلس مع بعضنا البعض، لأن ليس لدينا حل آخر، وليس فقط "التيار" و"القوات"، انا مع التواصل مع كل الكتل لانتاج رئيس يعطي صدمة ايجابية للبنانيين".

 

عن رؤية فرنجية الاقتصادية.. وثقة الاسد ونصرالله

لورا يمين/ وكالة "المركزية/27 نيسان/2023

اطل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابلة تلفزيونية مطولة مساء امس، شارحا للمرة الاولى منذ تبني الثنائي الشيعي ترشيحه لرئاسة الجهورية، والذي للمفارقة لم يعلنه هو حتى الساعة، نقاط القوة التي يرتكز عليها ليكون عهده ناجحا في حال وصل الى بعبدا، وعارضا لرؤيته لكيفية انقاذ لبنان من ازمته الاقتصادية القاتلة. الرجل أكد من جديد انه يملك "شيئاً لا يملكه الكثيرون وهو ثقة حزب الله وثقة الرئيس الأسد". وجاهر بانتمائه لفريق 8 آذار قائلا "أنا مش جايي من جمعية مار منصور، بل أنا من 8 آذار ولا أفعل أي شيء لا أؤمن به". غير انه في المقابل، أبدى انفتاحا على الحوار مع خصومه، متعهدا بأنه سيكون رئيسا لكل اللبنانيين. لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، تطميناته بأنه سيكون رئيسا جامعا، لا تكفي لتقنع المعارضة بالتصويت له. فالمشكلة تكمن في ان الفريق السيادي يريد هذه المرة رئيسا قادرا على الحسم، صاحب موقف واضح من السلاح غير الشرعي ومن الدويلة، فما هو موقف فرنجية، الآتي من 8 آذار وبزنود الثنائي الشيعي الى بعبدا، من هذه النقاط؟ الوسطية التي يتباهى بها فرنجية، ليست هي المطلوبة اليوم مِن قبل المعارضين، بل الوضوح والحسم.. الى ذلك، تتابع المصادر، رئيس المردة اكد انه يراهن على دعم سعودي لان انتخابه من دون هذا الدعم، سيفشّل عهده.. فهل يرى ان رئيسا من صلب بيت 8 آذار، ليس له صديق في لبنان والعالم الا بشار الاسد وحسن نصرالله، هو الرئيس الذي سترضى عنه الرياض اليوم لانها توصلت الى اتفاق تهدئة مع الايرانيين؟

هذا أوّلا. أما ثانيا، فإن فرنجية لم يظهر على انه حامل مشروع واضح لاخراج لبنان من الحفرة التي يتخبط فيها، بل رمى هذه الكرة في ملعب الحكومة العتيدة، واكتفى بالحديث عن عناوين عريضة و"كليشيهات"، كـ"تكبير حجم الاقتصاد وتخفيف العجز وعدم رفع الرواتب في مقابل تثبيت سعر الصرف". هذا الكلام أتى على وقع بيان تقريعي عالي النبرة صدر عن سفراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيروت، لمناسبة مرور عام على توصل لبنان إلى اتفاقية على مستوى الخبراء مع صندوق النقد الدولي، عبروا فيه عن خيبة الامل من عدم التزام لبنان وفشله في تنفيذ الموجبات الإصلاحية لهذا الاتفاق كما تطرق الى التبعة السياسية عن ازمة الفراغ الرئاسي . ودعا البيان "جميع القادة اللبنانيين إلى إعادة اكتشاف الشعور بالمسؤولية وبالحالة الملحة التي أقروا بها في شهر نيسان الماضي". وأضاف "يجب أن تكون لمصالح الشعب والأمة الأسبقية على المصالح السياسية. لقد أفاد صندوق النقد الدولي بنفسه انه إذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات بسرعة، فإن لبنان سيكون محاصرا بأزمة لن تنتهي أبدا. ومع وجود برنامج لصندوق النقد الدولي أو عدمه، من الضروري إجراء إصلاحات هيكلية حاسمة لتمكين لبنان من النهوض.... ولا يمكن أن تأتي الحلول للأزمة الاقتصادية في لبنان إلا من داخل لبنان، وهي تبدأ بإصلاحات ذات مغزى". المصيبة المالية التي نتخبط فيها يفترض ان تكون، تماما كما المصيبة السيادية، من اولى اولويات الرئيس العتيد الذي يجب ان يكون على اطلاع واسع وعلى دراية بتفاصيلها، وان يحمل تصورا ليس بالضرورة عميقا انما اوليا لكيفية الخروج منها.. لكن بعد ما قاله فرنجية، هل ظهر على انه رجل المرحلة؟!

 

سفيرٌ يوضح: خبرٌ كاذب جديد... وهذه الجريدة تاريخها معروف

موقع Mtv/27 نيسان/2023

بعدما ما نُقل عبر صحيفة الاخبار على لسان السفير الألماني أندرياس كيندل، غرّد الاخير على "تويتر"، وكتب: "انا لا أقدم نصائح لأي مجموعة في لبنان. يجب على اللبنانيين اتخاذ قراراتهم بخصوص شؤونهم بأنفسهم. وينتابني إستهجان لهذا الخبر الكاذب الجديد. رجائي إليكم جميعا التأكد من مصادر الأخبار، فهذه الجريدة ذات تاريخ معروف".

 

سفير لمسيحيي لبنان: تأقلموا!

موقع Mtv/27 نيسان/2023

جاء في "الأخبار": لدى سؤاله في إحدى المناسبات الاجتماعية أخيراً عن أسباب تصلّب الموقف الأوروبي تجاه قضية النازحين علماً أن الضرر الأكبر من ملف النزوح يقع على المسيحيين، أجاب السفير الألماني في بيروت أندرياس كيندل بالقول: «أنتم، المسيحيين، لا تشكّلون اليوم أكثر من مليون نسمة. عليكم أن تعتادوا ذلك وأن تتأقلموا معه».

 

لبنان دولة مانحة للنزوح السوري؟

كبريال مراد/موقع Mtv/27 نيسان/2023

من يتابع النقاش الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية ملف النزوح السوري، يشعر بأنّ الحرب على الأبواب. فالتحريض سيّد الموقف، واللغة المستخدمة لا تسهم في معالجة الملف بل تعقيده وتأزيمه. حتى يكاد المتابع يشكّ في براءة ما يحصل، وكأن هناك من ينفخ في نار الاشكال لتحقيق غاية ما…ليست العودة الآمنة للنازحين على الأكيد. فملف النزوح السوري في لبنان ليس وليد اللحظة. اذ بدأ مع انطلاق الأزمة السورية في العام ٢٠١١. تلهّى لبنان يومها بخلافاته السياسية، فاختلف على مقاربة ما يجري. بقيت الحدود مفتوحة بلا ضوابط، حتى باتت الجمهورية اللبنانية تتحمّل تداعيات وجود أكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري على أرضها. أخطأ من أخطأ، وقصّر من قصّر. فبتنا أمام كرة نار. فاللبنانيون يعانون ما يعانوه. والسوريون يقاسون بعيداً عن بلدهم وارضهم وتاريخهم. فماذا بعد؟ في حياة البلدان والشعوب، تتخذ القرارات في وقتها، وفق المصلحة الوطنية ومصالح الشعب وديمومته. أما اللاقرار، أو الموقف المتأخّر، فيفقد مفاعيله، بعدما يكون "يلي ضرب ضرب"، وتأتي الصرخة متأخرة بعدما وقعت واقعة مليوني نازح باتوا أمراً واقعاً، ينافسون على العمل ويكبدون أعباء اقتصادية ومالية واجتماعية، وكلفة باهظة في الكهرباء والماء والتعليم.  لقد ترافق تخبّط لبنان الرسمي في بداية الأزمة، مع تعامل دول عدة مع القضية من بوابة "حادت عن ضهري بسيطة". فموّلت دول ومنظّمات بقاء النازحين في لبنان، بعيداً عنها، بدل أن تموّل عودتهم، وتؤمّن الحلول السياسية لوقف الحرب في سوريا.  واليوم، استفاق لبنان الرسمي على موقف موحّد، عبرته في تطبيقه وفق القوانين المحلية والدولية والمصلحة الوطنية العليا، حتى لا يدفع لبنان مجدداً فاتورة اللامسؤولية في مقاربة ملف تداعياته كارثية. فالقانون يجب أن يكون معيار مقاربة اوضاع النازحين. وعودتهم الى المناطق السورية الآمنة يجب ان تكون الهدف. لاسيما أن لبنان تحوّل الى دولة مانحة للنازحين، في الإيواء والمأكل والتربية والكهرباء والطبابة وسواها من الحاجات والقطاعات على مدى ١٢ عاماً، بينما هو يحتاج الى من يعينه ويساعده ويتحمّل عنه الأعباء. وقد آن الأوان ليتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته، في تأكيد الحل السياسي لانهاء الأزمة السورية، ولدفع ما عليه من كلفة مادية لتأمين حاجات النازحين واعادتهم الى وطنهم. هي قرارات مطلوبة. حتى لا يبقى السوريون مهجّرون بعيداً عن وطنهم، وحتى لا يكون لبنان وطناً بديلاً، ودولته تحتاج لمن يواسيها.

 

الرئيس المقبل والإعلام والخِفّة والتفاؤل الوهمي

داني حداد/موقع Mtv/27 نيسان/2023

من المؤكّد أنّ استحقاق انتخاب رئيسٍ في لبنان يرتبط، أكثر من ذي قبل، بعوامل داخليّة. تنعكس مواقف الخارج على لبنان ولكنّها غير قادرة على الحسم التام رئاسيّاً. ولكن، علينا أن نفهم ما هو هذا "الداخل". يتعامل بعض المرشّحين، أو من هم حولهم، مع هذا الاستحقاق بخفّة. يظنّون، مثلاً، أنّ تشييع أجواء تفاؤليّة قادر على تغيير المسار الانتخابي، وإقناع كتل نيابيّة بتغيير مواقفها، ودفع دول معنيّة بالشأن اللبناني الى إعادة حساباتها.  بعضهم بات يدفع المال للترويج عبر وسائل إعلام، وتقرأ أحياناً ما يوحي إليك بأنّ انتخاب أحدهم سيتمّ في الأسبوع المقبل أو الذي يليه، ولو أنّك لا تعرف بواطن الأمور وما يدور في الكواليس لصدّقت. وحتى إن صدّقت، ماذا سيتغيّر؟ هل نحن في انتخابات نيابيّة قد ينفع فيها خبرٌ من هنا أو تسريبٌ من هناك، أم أنّنا في استحقاقٍ رئاسيّ يتّخذ هذه المرّة طابعاً مفصليّاً بعد ما بلغناه من انهيار؟

فما نقرأه أحياناً من أخبارٍ يجعلنا نبتسم طويلاً بسبب أسلوب التعاطي المعتمد من قبل بعض المرشّحين مع الإعلام، إذ يبثّون جوّاً تفاؤليّاً من دون أن نعرف الغاية من ذلك، خصوصاً أنّ بعض هذه الأخبار والمقالات مكلفة، وتحديداً من الناحية الماديّة، لأنّها مدفوعة الثمن. وقد علمنا بأنّ مرشّحين استفاقوا، متأخرّين، على دفع أموال لحملاتهم الانتخابيّة. لذا، ننصح هؤلاء بعدم تبذير أموالهم، أو أموال داعميهم، من أجل بثّ أجواء عن ارتفاع حظوظهم الرئاسيّة، بينما كان يجدر العمل، قبل هذه المرحلة بكثير، على تحسين صورتهم وتعزيز التواصل مع الإعلام والإعلاميّين، وخصوصاً مع المؤثّرين عبر الإعلام المرئي.

ويجدر أيضاً الكفّ عن شتم من يخالفهم الرأي، أو من يملك معلومات لا تتطابق مع التفاؤل الوهمي، واعتماد النقاش بدل الصدّ، والترفّع بدل الدخول في الزواريب الضيّقة، وسماع الرأي الآخر بدل الانغلاق على رأيٍ واحدٍ وحيد. لا يصنع الإعلام في لبنان رئيساً، ولكنّه عامل مساعد جدّاً، شرط إدراك كيفيّة التعاطي معه. وهذا التعاطي لا يكون، بالتأكيد، عبر اصطناع تفاؤلٍ سيكتشف من صدّقه لاحقاً أنّه خُدع.  وللحديث، إن دعت الحاجة، تتمّة...

 

سجعان قزي في "خميسِه": اشتقنا!

داني حداد/موقع mtv /27 نيسان/2023

في مثل هذا اليوم، الخميس، كان يحتلّ مقال سجعان قزي مكاناً في الصفحة الأولى من صحيفة "النهار". غاب المقال والتوقيع منذ ١٦ شباط الماضي، حين كتب مقاله الأخير. أتعب المرض جسد سجعان قزي وقلمه. وقلمه كأنّه عضو من الجسد، مثل الرأس والقلب. اختار أن يرتاح ويريحه، ولو حرم القرّاء، وكاتب هذه السطور منهم، من متعةٍ أسبوعيّة، حين كنتَ تستيقظ على رسالة "واتساب" منه تتضمّن المقال المضبوط لغويّاً، والمحبوك أسلوباً، والعميق في معانيه، كأنّك تُبحر بين الكلمات التي يسكبها في سطورٍ هي عصارة أفكارٍ ولغة وتجربة طويلة بين السياسة والإعلام. ليس سهلاً أن يستسلم من كان مدرسةً في المقاومة. هو الذي وُلد ليكون سياسيّاً، وكان فيها مزيجاً غريباً من أناقة الكلمة وتحفّظ الدبلوماسيّة واندفاعة الإعلامي. ولم يكن ليّناً فيُعصَر، ولا يابساً فيُكسَر. بل كانت له دوماً رؤية واضحة وعميقة لواقع لبنان وعمقه العربي وانفتاحه على الغرب. نفتقد سجعان قزي الكاتب. ولكن نفتقد أيضاً سجعان قزي الإنسان، المتسلّح دوماً بابتسامة، يصغي ويُصغى إليه، وينهل السامع من ثقافته ومعرفته، كما معلوماته، هو المتأنّق في المظهر والخطاب، يعوّض عن غبار السياسة بقرءاتٍ وكتاباتٍ في التاريخ والفلسفة، وفي الحلم بوطنٍ أراد له روحانيّة الشرق وعقلانيّة الغرب، يكون فيه المسيحيّ قويّاً من دون أن يستقوي على أحد. كم نفتقد سجعان قزي، وكم نتفهّمه في ابتعاده عن الناس والجلبة والكتابة، غرامه الدائم، لكي يرتضي عزلته خشية أن يراه أحدٌ وقد جرّده المرض من كليوغرامات في الوزن وابتساماتٍ على الوجه. وكم نأمل ألا يرمي سلاحه مستسلماً للمرض اللعين. وكم نرجوه أن يكتب، فيُمتعنا ونُشفى من شغور القراءة كلّ خميس. يكفينا ما نعانيه من شغورٍ، في الرئاسة والضمائر والقيم. ونختم، بلسان كثيرين: سجعان قزي اشتقنالك.

 

علي حمادة يفند مقابلة فرنجية ويكشف حقيقة الموقف السعودي ولِمَن يهدد بالفراغ : “نحن لها!”

mediafactorynews  نيسان27, 2023

بعد المقابلة الاخيرة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة عبر mediafactorynews انه بصرف النظر عن النوايا يمكن للمراقب ان يلاحظ مسألتين في هذه المقابلة:

المسألة الاولى ان المقابلة عبارة عن مجموعة من الافكار العامة المستعادة من مقابلات اخرى وهي لم تحمل اي جديد… حتى الجملة المفتاح التي قال فيها بانه يتميز عن الآخرين بانه الوحيد الذي يتمتع بعلاقات مميزة مع الرئيس السوري بشار الاسد والسيد حسن نصرالله وبالتالي فهو قادر على تحقيق انجازات معهما، هي جملة شديدة الضبابية وسطحية بالمعنى السياسي، لانها تضع العلاقة الشخصية مكان الموقع، فالرئيس عون كان يتمتع بنفس العلاقات الجيدة ولم يُعط له في المقابل لا حل لمسألة النزوح مثلاً ولا استراتيجية دفاعية…فما الذي يميز فرنجية وهو الاقل قوةً على الصعيد الشعبي والنيابي والزعامة؟

اما المسألة الثانية فهي اننا لم نلحظ اي كلام عميق جدي بمسألة الاصلاح والرؤية الاقتصادية، صحيح ان رئيس الجمهورية ليست لديه صلاحيات، ولكن اين التصور والمقاربة؟

حمادة سجل لفرنجية نقطة ايجابية تمثلت بمد يده للجميع، لكنه اعتبر انه لم يكن موفقاً باستهلال المقابلة بانه غير ملزم بتقديم ترشيحه، لان الشعب اللبناني يستحق ان يُقدم الترشيح امامه.

اما على صعيد الموقف السعودي فكشف حمادة الا تغيير في الموقف السعودي وان كل ما يحكى عن تغييرات هو جزء من الحرب النفسية الداخلية بين اللبنانيين.

ولكن حزب الله يقول اما فرنجية واما الفراغ، فهل هذا يعني اننا مقبلون على فراغ طويل؟ نسأل حمادة فيرد ” منطق حزب الله هذا لا يخدم فرنجية انما يعرقله، لان التحدي يُقابَل بتحدي خصوصاً ان الجبهة المسيحية صلبة في مواجهة هذا الموضوع ونحن نكاد نصل الى مرحلة حيث المعادلة هي التالية “من يهددنا بالفراغ، فليكن الجواب عليه ، نحن لها وليكن الفراغ الى ما لا نهاية ! “

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

قرارٌ تاريخيّ لقداسة البابا!

وكالات/27 نيسان/2023

وافق البابا فرنسيس على السماح للنساء بالتصويت للمرة الأولى في اجتماع عالمي للأساقفة من المقرّر عقده في تشرين الأول المقبل، في خطوة تاريخية قد تؤدي إلى مزيد من الشمولية في صنع القرار في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وكانت النساء في السابق تحضر اجتماعات المجمّع الكنسي، وهو هيئة استشارية بابوية، كمستمعات من دون أن يكون لهن حق التصويت. وسيسمح هذا القرار الثوري لخمس راهبات بالتصويت. كما قرّر البابا إدراج من سمّتهم وثيقة للفاتيكان "70 عضواً من غير الأساقفة يمثلون مجموعات مختلفة من المؤمنين من شعب الرب". وبموجب هذه الوثيقة، سيختار البابا سبعين شخصاً من الكهنة والراهبات والشمامسة وعامة الكاثوليك من قائمة تضم 140 شخصاً توصي بها مؤتمرات الأساقفة الوطنيين. وتقدّم البعض بطلبات إلى مؤتمرات الأساقفة لإدراج الشباب في هذه القائمة. وطالب الفاتيكان بأن يكون 50 في المئة من السبعين من النساء.

 

برلين تطالب طهران بالتراجع عن إعدام أحد مواطنيها

إيران وصفت الانتقادات الألمانية بـ«دعم الإرهاب»

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إيران إلى التراجع عن حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد، الذي يحمل جنسية مزدوجة إيرانية ألمانية، بعد يوم على تثبيت المحكمة العليا في طهران للحكم. وقالت بيربوك إنها «تشعر بالصدمة» من تثبيت الحكم على المواطن الألماني، الذي ترفض السلطات الإيرانية السماح للسفارة الألمانية في طهران بالتواصل معه. وأعلنت بيربوك، من مدينة سالزبورغ النمساوية حيث تشارك في اجتماع للدول الناطقة بالألمانية، إن الخارجية في برلين استدعت السفير الإيراني للاعتراض على الحكم، وإن السفير الألماني في طهران يقدم اعتراضاً للسلطات هناك. وأكدت أن الحكومة الألمانية تبذل ما بوسعها لدعم شارمهد من برلين وطهران. وكانت ابنة شارمهد قد وجّهت انتقادات لاذعة لبيربوك قبل يوم، وقالت غزالة إنها «تحذر الخارجية منذ 1000 يوم بأن هذا ما سيحدث»، مضيفةً أن سبب صدور الحكم بالإعدام على والدها يعود «لعدم تحرك الحكومة الألمانية». وتساءلت غزالة في تصريحات لصحيفة «نويا أوزنابروكر» عن العواقب التي كانت هددت بها بيربوك في حال تثبيت حكم الإعدام على والدها. وكان متحدث باسم الحكومة الألمانية قد أكد قبل يوم أن السفارة ليس لديها أي تواصل مع المواطن الألماني، وأن السلطات الإيرانية لا تسمح لممثلين من السفارة بالتواصل معه. ووصف المتحدث الحكم بالإعدام بأنه «غير مقبول بتاتاً، وأن محاكمته لم تكن عادلة بأي شكل من الأشكال». وأضاف أن السلطات الألمانية تحاول التأكد من الحكم، وأنه لو كان حقيقة فإنه سيكون «حدثاً خطيراً للغاية». وفي فبراير (شباط) الماضي، أصدرت محكمة في إيران حكماً بالإعدام على شارمهد، وردّت الحكومة الألمانية على إثره بطرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين. وعادت إيران وردّت بالمثل. وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت شارمهد في العام 2020 بعد اختطافه من دبي أثناء زيارة له. وبعد تأكيد الحكم عليه، دعا نواب ألمان إلى بدء حوار مع إيران لإنقاذ شارمهد من حكم الإعدام الذي لم يعرف بعد متى سيتم تنفيذه. وقال النائب ميشائل روث، عن الحزب الاشتراكي الحاكم، في تصريحات لصحيفة «تاغس شبيغل»، إنه «يمكن تفادي تنفيذ حكم الإعدام إذا بدأنا مفاوضات مع النظام» الإيراني. وفي المقابل، دعا النائب يوهان فادبول، عن الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، إلى توسيع العقوبات على إيران، وقال منتقداً وزيرة الخارجية إن «إيران تنتقم من الحكومة الألمانية بسبب مقاربتها الضعيفة» لإيران. ورأى أنه كان يتعين على بيربوك أن تظهر «الحدود والعواقب قبل ذلك، بصورة واضحة». وقال فادبول إن على وزيرة الخارجية أن «توضح لإيران أن تنفيذ عقوبة الإعدام ستكون لها عواقب خطيرة، من بينها توسيع العقوبات وتقليص التعاون الثنائي». وكان زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، فريدريش ميرتز، قد تبنى قضية شارمهد، وقد عبر عن صدمته كذلك من تثبيت حكم الإعدام بحقه. وكتب على «تويتر» يدعو السلطات الإيرانية للإفراج عنه على الفور والسماح له بالعودة الى «بلده» ألمانيا. وتقول عائلة شارمهد إن السلطات الإيرانية وضعته في سجن انفرادي، وإنها لا تسمح بالتواصل معه. وقالت ابنته إنها لم تتحدث إلى والدها منذ عامين، وإنه سمح لوالدتها بالحديث إليه مرتين، العام الماضي. وأضافت أنه من خلال ذلك، عرفت العائلة أنه خسر كثيراً من وزنه، وخسر أسنانه بسبب سوء التغذية أو التعذيب، وأن والدها الذي يعاني من مرض الباركنسون بحاجة إلى أدوية لا تسمح له السلطات الإيرانية بتناولها بشكل دوري. وردّت إيران على الانتقادات الألمانية والدعوات للعودة عن حكم الإعدام، واتهمت المسؤولين الألمان بالتدخل في شؤون داخلية. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، بحسب ما نقلته وكالة إرنا الإيرانية، إن «هذه المواقف ليست محاولات لعرقلة تطبيق العدالة فقط، بل إنها تشجع الإرهابيين وتروج للإرهاب في العالم». داعياً المسؤولين الألمان إلى «التوقف عن مثل هذه المواقف». وأضاف أن الانتقادات «علامة واضحة على دعم الإرهاب»، وقال إن إيران كانت تتوقع الاحترام المتبادل وتجنب الرد العاطفي بدلاً من ذلك.

 

إيران تواصل اعتقال ناشطين شاركوا في مؤتمر يطالب بالاستفتاء

لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

واصلت الأجهزة الأمنية الإيرانية الاعتقال في صفوف ناشطين شاركوا في مؤتمر نهاية الأسبوع الماضي، وناقش فرص الاستفتاء من أجل الانتقال السياسي السلمي إلى نظام علماني، عبر إجراء استفتاء بناء على مقترحات تقدّمت بها شخصيات سياسية بارزة خلال الشهور الأخيرة. وأفاد ناشطون، على شبكه «تويتر» أمس، بأن الأجهزة الأمنية اعتقلت الناشط المدني والسياسي عبد الله مؤمني، صباح الخميس، في منزله بعد أيام من مشاركته في مؤتمر «الحوار لإنقاذ إيران». وجاء اعتقال مؤمني غداة اعتقال علي رضا بهشتي شيرازي مستشار الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، الذي يبلغ من العمر 81 عاماً، والموضوع قيد الإقامة الجبرية منذ أكثر من 12 عاماً. وكان بهشتي من بين الناشطين الإصلاحيين الذين شاركوا في مؤتمر «الحوار لإنقاذ إيران» عبر تطبيق «كلوب هاوس». وكانت السلطات قد اعتقلت الصحافي المخضرم كيوان صميمي (74 عاماً) بعد إعلان اسمه ضمن المشاركين بالمؤتمر. وقال صميمي: «يجب تشكيل جبهة إنقاذ وطني»، وأشار في كلمته، التي كانت عبر فيديو مسجل، إلى احتمال تعرض أعضائها للاعتقال، وقلل من تأثير أهميته. وبحسب الرواية الرسمية التي أوردتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن موقع صحيفة «جام جم» التابعة للتلفزيون الحكومي، فإنّه «في إطار حملة قضائية ضدّ العناصر المعادية للثورة، تمّ اعتقال الناشط علي رضا بهشتي شيرازي». واتهمت السلطات مستشارين لموسوي بأنهم «المبادرين» وراء بيانه الذي دعا «إلى إنهاء نظام الجمهورية الإسلامية». وفي هذا الإطار، أشار الموقع إلى نص نُشر مطلع فبراير (شباط)، دعا فيه موسوي إلى «تغييرات جذرية في إيران» عبر تنظيم استفتاء على الدستور. ووصف «الهيكل المتناقض والنظام الأساسي الذي لا يمكن استدامته» بأنهما «أزمة الأزمات» في بلد يواجه أزمات عديدة. وأشار موقع «جام جم» إلى أنّ الرجال الثلاثة شاركوا في «مؤتمر افتراضي بشأن موضوع قلب النظام ووضع دستور جديد» حسب التعبير الذي أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية». وكانت وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني، قد نقلت في 9 فبراير الماضي، عن مسؤول أمني مطلع أن ميرحسين موسوي «بات تحت سيطرة منظمة (مجاهدي خلق) المعارضة». وقال المسؤول الأمني، إن بيان موسوي الأخير «طبخة مباشرة» من «مجاهدي خلق»، متهماً، على وجه التحديد، مستشار موسوي، ومدير موقع «كلمة» الناشط السياسي الإصلاحي أردشير أمير أرجمند الذي يقيم في باريس، الذي لعب دوراً محورياً في تنظيم مؤتمر «الحوار لإنقاذ إيران». وشاركت به مجموعة من الناشطين الإصلاحيين، الذين يطالبون بالانتقال السلمي والتدريجي من النظام الحالي إلى نظام علماني. وبالإضافة إلى هؤلاء، شارك عشرات الناشطين السياسيين ومن المجتمع المدني في الداخل والخارج في المؤتمر الذي ناقش سبل الانتقال من الحكم الديني إلى نظام سياسي ديمقراطي علماني. وتولى موسوي رئاسة الوزراء في الجمهورية الإسلامية من عام 1981 إلى عام 1989، وترشّح للانتخابات الرئاسية في عام 2009، وتولى في ذلك الحين مع المرشح الآخر الرئيس السابق لمجلس الشورى مهدي كروبي، زمام الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، مستنكِراً تزويراً واسع النطاق. لم يكن موسوي الوحيد الذي أصدر بياناً مثيراً للجدل بعد ذكرى ثورة 1979 في فبراير الماضي، فقد حاول الرئيس الأسبق محمد خاتمي النأي بنفسه عن هذا الخطاب بنشر عارض الإطاحة بالنظام. ورأى الإصلاح ممكناً في حال العودة إلى روح الدستور، في تأييد ضمني لطلبات الاستفتاء. وكرر خاتمي في وقت سابق من هذا الأسبوع، معارضته مطالب الإطاحة بالنظام السياسي.

كما كان الرئيس السابق، المعتدل حسن روحاني، من الداعين لتنظيم استفتاء على «الدبلوماسية» و«السياسة الداخلية» و«الاقتصاد». ودعا أبرز رجل دين سني في إيران، إمام جمعة زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي أكثر من مرة إلى إجراء استفتاء لاختيار طريقة الحكم التي تحظى بتأييد الأكثرية من أبناء الشعب. وقال: «إن الاستفتاء هو المَخرج من المشكلات الحالية في البلاد». وفي 18 أبريل (نيسان)، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي طرح إجراء استفتاء، من دون الإشارة مباشرة إلى هذه التصريحات. وقال خامنئي، لدى استقباله جمعاً من الطلاب قبل عيد الفطر، «لا يمكن أن نُخضع مختلف قضايا البلاد للاستفتاء؛ لأن كلّ استفتاء يُشغل البلاد بأكملها ستة أشهر». وأضاف خامنئي في تصريحات نشرها موقعه الإلكتروني الرسمي: «أين في العالم يجرون استفتاء في القضايا كافة؟». وشكك خامنئي في قدرة مَن يشاركون في الاستفتاء من الإيرانيين على تحليل تلك القضايا، عندما قال: «هل بإمكان المشاركين جميعاً في الاستفتاء تحليل هذه القضايا، أين في العالم يجرون استفتاء في القضايا كافة؟». وفي خطبة عيد الفطر، السبت الماضي، حذر خامنئي المسؤولين الإيرانيين من مواجهة مع الشارع حول «القضايا الهامشية»، متهماً الأعداء بالسعي لإذكاء النزاع بين الإيرانيين بسبب اختلاف التوجهات والعقائد. وقال: «هناك مذاقات مختلفة في المجتمع، عقائد مختلفة، نظرات مختلفة للقضايا، لا مانع من أن يتعايشوا، ويعملوا معاً... ويكونوا لطفاء بعضهم مع بعض».

 

البحرية الأميركية: «الحرس الثوري» يحتجز ناقلة نفط في مضيق هرمز

طهران تحدثت عن «فرارها» بعد «اصطدامها» بسفينة إيرانية

لندن - طهران/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

احتجز «الحرس الثوري» الإيراني أمس ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في خليج عمان، بينما كانت تبحر في المياه الدولية، في أحدث واقعة في سلسلة عمليات احتجاز عدة سفن تجارية في مياه الخليج منذ منع إيران من بيع نفطها في الأسواق العالمية في مايو (أيار) 2019. وأعلنت البحرية الأميركية، في بيان، أن استيلاء القوة البحرية لـ«الحرس الثوري» على الناقلة «أدفانتج سويت»، يزعزع الأمن والاستقرار الإقليميين، ودعت طهران إلى الإفراج الفوري عن الناقلة، حسب «رويترز». وتقع المنطقة البحرية حيث احتُجزت السفينة، قرب مضيق هرمز، الذي تمرّ عبره خُمس صادرات النفط الدولية. وقال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، ومقرّه البحرين، في بيان: «في 27 أبريل (نيسان) حوالي الساعة 1:15 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، احتجز (الحرس الثوري) الإيراني ناقلة النفط «أدفانتج سويت» التي ترفع علم جزر مارشال أثناء عبورها في المياه الدولية في خليج عمان». وجاء في بيان للبحرية أن السفينة المحتجزة ناقلة ضخمة، بُنيت عام 2012، وأنها وجهت نداء استغاثة أثناء عملية احتجازها. وأضاف: «على الحكومة الإيرانية أن تفرج فوراً» عنها، معتبراً أن «المضايقات الإيرانية المستمرة للسفن والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية تشكل تهديداً للأمن البحري والاقتصاد العالمي». ولم تحدّد البحرية الأميركية هوية مالك السفينة ولا وجهتها. وبحسب موقع «مارين ترافيك» المتخصص في رصد حركة الملاحة البحرية، ظهرت السفينة المملوكة لشركة «أدفانتج تانكرز»، ومقرها سويسرا، آخر مرة قبالة سواحل عمان. وكانت قد غادرت الكويت متوجّهة إلى هيوستن في الولايات المتحدة. أما موقع «لويد ليست» لمراقبة سفن الشحن فقد ذكر أن الناقلة تابعة لشركة شيفرون الأميركية للنفط، وهي مملوكة للصين، وكانت في طريقها إلى مدينة هيوستن الأميركية، وتحمل 750 ألف برميل من الخام الكويتي، طبقاً لوكالة أنباء العالم العربي. وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات، على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج، بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط. وقالت البحرية الأميركية، الخميس: «في العامين الماضيين، احتجزت إيران بشكل غير قانوني ما لا يقلّ عن 5 سفن تجارية تبحر في الشرق الأوسط»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وبعد ساعات من البيان الأميركي، أعلن الجيش الإيراني، الخميس، فقدان اثنين من طاقم سفينة إيرانية وإصابة آخرين بجروح إثر تصادم في مياه الخليج مع ناقلة نفط احتجزها على إثر الحادثة. وقال الجيش، في بيان: «في أعقاب اصطدام سفينة مجهولة بسفينة إيرانية في مياه الخليج (...)، ما أدى إلى فقدان اثنين من طاقم السفينة وإصابة آخرين»، تمّ اعتراض «السفينة المخالفة التي كانت تهمّ بالفرار وهي ترفع علم جزر مارشال (...) واحتجازها في بحر عمان». ولم تقدم إيران أدلة على المزاعم. وفي حالات الاحتجاز السابقة للسفن الأجنبية، وجّهت السلطات الإيرانية تهمة الإخلال بالمرور البحري والتسبب في التلوث البيئي وإلحاق الضرر بمعدات بحرية إيرانية.

وعادةً تنشر قوات «الحرس الثوري» مقاطع فيديو من عمليات إنزال على متن تلك السفن.

- توترات في أعالي البحار

في سبتمبر (أيلول) 2022، احتجز أسطول تابع للبحرية الإيرانية سفينتَين عسكريتين أميركيتَين من دون ربان في البحر الأحمر لفترة وجيزة. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، أعلن «الحرس الثوري» الإفراج عن ناقلة فيتنامية بعد استعادة حمولتها من النفط العائد للجمهورية الإسلامية، إثر احتجازها لنحو أسبوعين، على خلفية ما قال إنها كانت محاولة أميركية لمصادرة هذه المادة. ونفت واشنطن في حينه ذلك، مشيرة الى أن قواتها البحرية اكتفت بمراقبة قيام بحرية إيرانية بمصادرة ناقلة نفط ونقلها إلى مياهها الإقليمية. وفي يوليو (تمّوز) 2019، احتجز «الحرس الثوري» ناقلة النفط «ستينا إمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا أثناء عبورها مضيق هرمز. ولم تفرج السلطات الإيرانية عن السفينة إلا بعد شهرين. وتقود الولايات المتحدة قوات دولية وإقليمية في الخليج لتأمين أمن الملاحة في ممر هرمز الاستراتيجي. وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأسبوع الماضي، باللوم على القوات الأجنبية في تهديد الأمن والاستقرار الإقليميين، وخاطب خلال عرض عسكري للجيش الإيراني تلك القوات، خصوصاً القوات الأميركية، قائلاً: «عليها أن تغادر المنطقة على وجه السرعة». يأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان قيادي في الجيش الإسرائيلي أن قواته تستعد لسيناريو تدهور الأوضاع الأمنية البحرية، في ظل الوجود الإيراني في البحر الأحمر.

ووفقاً لـ«آي نيوز 24» الإخبارية الإسرائيلية، فقد توسعت التهديدات المباشرة وغير المباشرة لتشمل العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة بوصفها وكلاء لإيران. ويتمثل أحد المخاطر في السفن المدنية الإيرانية التي جرى تحويلها إلى مهام عسكرية، وتعمل في البحر الأحمر، وهي مزودة بصواريخ «أرض – بحر»، وصواريخ «أرض – جو»، وطائرات مسيرة.

- عقوبات جديدة

وكان تصدير النفط يعد من أبرز موارد إيران قبل العام 2018، حين انسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق الدولي بشأن ملف طهران النووي، وأعادت فرض عقوبات قاسية عليها. ويشكّل موضوع النفط نقطة تجاذب بين الجانبين، إذ تتهم واشنطن طهران بالتحايل على العقوبات لتصدير نفطها إلى دول مثل الصين وسوريا وفنزويلا. والاثنين، شدّدت بريطانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوباتها على «الحرس»، على خلفية «القمع الوحشي» للاحتجاجات وانتهاكات لحقوق الإنسان. وهذه سابع حزمة عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي على إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق بدعوى «سوء الحجاب». رداً على ذلك، أعلنت إيران عن إجراءات عقابية ضد أفراد وكيانات في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا. ويخضع «الحرس الثوري»، الموازي للجيش الإيراني، لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي. ولديه أجهزة موازية لوحدات الجيش الإيراني، فضلاً عن قوات «الباسيج» التي شاركت إلى جانب الشرطة في عملية إخماد الاحتجاجات الداخلية. وشاركت بعض عناصرها تحت لواء «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» في سوريا. ولدى «الحرس الثوري» جهاز موازٍ لوزارة الاستخبارات الإيرانية.

 

معارك عنيفة في الخرطوم رغم الهدنة شملت طلعات جوية وقصفاً بالمدفعية الثقيلة

الخرطوم/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

تواصلت المعارك الدامية، لليوم الثالث عشر، في السودان، أمس الخميس، حيث تعيش العاصمة الخرطوم على صوت القنابل وتبادل النيران، وشهدت الخرطوم، صباحاً، قصفاً من طائرات مقاتِلة، ومحاولات للتصدي لها، على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف القتال، الذي اندلع بين طرفي النزاع منذ نحو أسبوعين. وقال شهود عيان إن طائرات حربية حلّقت فوق الضاحية الشمالية للخرطوم، التي تشهد تبادلاً للقصف بالمدفعية الثقيلة، على الرغم من هدنة لمدة 72 ساعة بدأت، الثلاثاء، ووافق عليها الطرفان، بعد جهود دبلوماسية من الولايات المتحدة والسعودية ودول وهيئات أخرى. وفي وقت متأخر من ليل الأربعاء، وافق الجيش السوداني، مبدئياً، على مبادرة للمنظمة الحكومية في شرق أفريقيا «إيغاد»، بتكليف رؤساء جنوب السودان، وكينيا، وجيبوتي، بالعمل على حل الأزمة الحالية. ووفق بيان للجيش السوداني، فقد شملت المبادرة «تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية»، و«إيفاد ممثل عن القوات المسلَّحة، وآخر عن الميليشيا المتمردة، إلى جوبا؛ بغرض التفاوض». من جهتها لم تردَّ «قوات الدعم السريع» على مقترح تكتل شرق أفريقيا. وتدور المعارك، منذ 15 أبريل (نيسان)، بين الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، في نزاع مسلَّح، بعدما كانا حليفيْن منذ انقلاب 2021، الذي أطاحا، خلاله، بالمدنيين. وأسفرت المعارك، حتى الآن، عن مقتل 512 شخصاً على الأقل، وجرح الآلاف، وفق بيان لوزارة الصحة الاتحادية في السودان، ولكن قد يكون عدد الضحايا أكثر من ذلك نتيجة القتال المستمر. وأوضحت «نقابة الأطباء» السودانية، على صفحتها على موقع «فيسبوك»، في بيان، أمس الخميس، أن الخرطوم وحدها شهدت، الأربعاء، سقوط 8 من هؤلاء القتلى. كذلك أكدت «نقابة الأطباء» السودانية تعرض 14 مستشفى للقصف، وتوقف 19 منشأة طبية عن العمل بسبب الاشتباكات.

كما تصاعد العنف في أجزاء أخرى من السودان، بما في ذلك إقليم دارفور المضطرب، غرب البلاد. وأفاد شهود عيان، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بوقوع «اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، لليوم الثاني على التوالي، بمختلف أنواع الأسلحة». وفرَّ مواطنو الجنينة باتجاه الحدود السودانية التشادية؛ لتجنب العنف، وفق ما أضاف الشهود. وانتشرت أعمال نهب وحرق للمنازل في الجنينة، حيث أفاد أطباء بمقتل طبيب برصاصة طائشة. وحذَّرت «منظمة الصحة العالمية» من أن «العنف، وتوقف عمل عدد من المستشفيات، والقدرة المحدودة على التزود بالمياه، ونقص المواد الغذائية، واضطرار السكان إلى النزوح»، كلها عوامل تشكل «أخطاراً كبيرة على الصحة في السودان». وأضافت المنظمة الأممية أن «50 ألف طفل في دارفور يعانون من سوء تغذية حادّ»، ومحرومون من أية مساعدات غذائية نتيجة توقف نشاط منظمات الأمم المتحدة، بعد مقتل 5 من موظفيها. ومع اشتداد حِدة القتال في مدن سودانية عدة، يواجه عدد كبير من المحاصَرين في البلاد نقصاً حاداً في الغذاء والماء والكهرباء، فضلاً عن انقطاع خدمات الاتصالات بشكل متكرر. وتقدِّر «الأمم المتحدة» عدد الفارّين بسبب الحرب في السودان إلى دول الجوار، مثل جنوب السودان وتشاد، بنحو 270 ألف شخص.

من جهة أخرى، قال القيادي في تحالف «الحرية والتغيير» خالد عمر يوسف، إن «كل اهتمامنا وجهدنا، الآن، للعمل على وقف هذه الحرب فوراً وبكل الطرق، ولكن في التوقيت نفسه ينشغل طيور الظلام بنشر الأكاذيب حول حقيقة هذه الحرب ومسبباتها، بالترويج لقصص مختلَقة وساذَجة، مستخدمين قاعدة غوبلز، صوت إعلام النازية: اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الناس». وأشار يوسف إلى أن التوترات بين القوات المسلَّحة و«الدعم السريع» ليست حديثة النشأة، فمنذ تكوين الأخيرة كان هناك موقف خافت لدى بعض قادة الجيش رافض لوجودها، وقد كوَّنها الرئيس المعزول عمر البشير، وجعل لها استقلالية عن القوات المسلحة؛ «لحماية كرسي السلطة الذي يتشبث به، فقد قسّم الرجل المؤسسات الأمنية والعسكرية، وظل يتلاعب على تناقضاتها ليقول أنا أو الانهيار». وأضاف أنه «عقب ثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة، وسقوط نظام الإنقاذ الذي لعبت (قوات الدعم السريع) دوراً مهماً فيه، أصبح هناك موقف مُعادٍ لها في أوساط عناصر النظام السابق؛ لأن قائد (الدعم السريع) قد أسهم بفاعلية في سقوطهم. استراتيجية الحزب المحلول الرئيسية، عقب ذلك، تجلّت في صنع التباينات بين القوات المسلحة و(الدعم السريع)، واستثمارها، وزيادة التناقضات بين المدنيين والعسكريين وإشعالها».

وفي 29 يونيو (حزيران) 2020 «كنا شهوداً على أول أزمة بارزة بين قيادة القوات المسلحة و(الدعم السريع)، وحينها جرت الدعوة لاجتماع موسَّع بين مجلس السيادة ومجلس الوزراء و(الحرية والتغيير)، وكان بحضور الإمام الصادق المهدي، ركز الاجتماع على نزع فتيل الأزمة، وخلص لتكوين مجموعة ثلاثية مصغرة لإعداد دراسة حول التباينات المدنية - العسكرية، والعسكرية – العسكرية، ومعرفة مخاوف ومصالح كل جهة وكيفية معالجتها، وقد أعدّت تقريراً ضافياً حول هذا الأمر. أذكر، يومها، عقب خروجنا من الاجتماع، مازَحَ أحد المدنيين واحداً من قادة المكون العسكري، قائلاً: عليك الله، لو قررتوا تعملوا انقلاب، اتفقوا ما تختلفوا، عشان ما تكسروا البلد».

 

تعاون أممي ـ أميركي ـ أفريقي لوقف دائم للنار في السودان/بلينكن يجدد جهوده مع غوتيريش وفقي محمد للدفع إلى دور أكبر في الوساطة بين البرهان و«حميدتي»

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

مع انتهاء هدنة الساعات الـ72 التي توسط فيها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من جهة، و«قوات الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب «حميدتي» من الجهة الأخرى، سعى كبير الدبلوماسيين الأميركيين خلال اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعبر اتصال منفصل مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، إلى وقف جديد للعمليات العدائية بين الطرفين المتحاربين، بما يسمح بإنجاز عمليات إجلاء الرعايا الأجانب، وبينهم آلاف ممن يحملون الجنسية الأميركية. وتصاعدت حدة القتال حتى قبل انتهاء الهدنة ليل الخميس – الجمعة، بما أظهر أن هامش المناورة الذي تملكه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يبقى محدوداً على كل من البرهان و«حميدتي»، علماً أنه انتزع منهما الهدنة الهشة. وواصل الوزير الأميركي جهوده الشخصية أممياً وأفريقياً، فاستقبل غوتيريش في وزارة الخارجية في واشنطن. وعلى الأثر، قال بلينكن: «نحن نعمل معاً بشكل وثيق للغاية للتعامل مع الأزمة في السودان»، آملاً في أن «نعمل من أجل وقف نار أكثر استدامة، ووقف للأعمال العدائية، والمساعدة في إعادة السودان إلى المسار الصحيح الذي كان عليه في طريق حكومة يقودها مدنيون»، واصفاً الوضع الإنساني بأنه «يزداد صعوبة هناك». ورد غوتيريش معبراً عن امتنانه وتقديره للتعاون مع الولايات المتحدة في السودان، موضحاً أنه والوزير بلينكن يحاولان «التوسط في وقف للنار - التوسط في وقف متواصل للنار». ولفت إلى «بعض النجاح» في المرتين السابقتين، ولكن «ليس النجاح الذي نرغب في تحقيقه». وعبر عن امتنانه «للدعم الأمني الأميركي لعملية النقل المهمة التي قمنا بها، لقافلة تضم 1200 موظف معظمهم من الأمم المتحدة، وكذلك من المنظمات غير الحكومية وبعثات مختلفة من الخرطوم إلى بورتسودان، وسط وضع صعب للغاية». وكرر أن التعاون مع الولايات المتحدة «كان ثميناً للغاية بالنسبة لنا».

- مع الجهد الأفريقي

وكذلك أفادت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، بأن بلينكن وفقي محمد تحادثا هاتفياً حول «التعاون» بين الطرفين من أجل «التوصل إلى وقف مستدام للعمليات العدائية والتوقف عن القتال في السودان»، موضحاً أنهما اتفقا على أن «القيادة المتواصلة للاتحاد الأفريقي لا تزال جوهرية في الضغط على القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) للوقف الفوري للعمليات العسكرية، والسماح بالوصول الإنساني من دون عراقيل». وربما تؤدي هذه المحادثات إلى زيارة قريبة يقوم بها وفد أفريقي بقيادة موسى فقي محمد للخرطوم من أجل تضخيم عملية الوساطة. ومنذ بدء القتال قبل نحو 10 أيام في هذا البلد العربي الأفريقي الاستراتيجي، يحاول بلينكن تكريس وقف للعمليات العسكرية تمهيداً لإعادة كل من البرهان ودقلو إلى طاولة الحوار، ولتشكيل حكومة بقيادة مدنية. ولم تصمد الإعلانات السابقة عن وقف القتال إلا بشكل محدود بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع». ولكن جرى احترام وقف إطلاق النار الأخير جزئياً، الثلاثاء والأربعاء، في الخرطوم على الأقل، علماً بأن الطرفين تبادلا الاتهامات بانتهاكه. واتصل بلينكن مرتين على الأقل بالبرهان ومنافسه «حميدتي». وشارك في اجتماع وزاري مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وشركاء آخرين. ثم أشرف على إجلاء دبلوماسيي السفارة الأميركية في الخرطوم، في عملية جوية نفذتها قوات أميركية خاصة ليل السبت - الأحد الماضي.

وكان لسفير الولايات المتحدة في الخرطوم جون غودفري الذي تم إجلاؤه السبت، وكذلك وكيلة وزارة الخارجية لشؤون أفريقيا مولي في، دور فعال، خصوصاً في مفاوضات وقف إطلاق النار عبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بسبب نفوذهما الكبير في السودان. وعلى الرغم من هذه الجهود لم يكن لدى المسؤولين الأميركيين أوهام حول نتائج سريعة ودائمة في الوقت الراهن، لكنهم أملوا في أن تقرّب كل «خطوة صغيرة» من وقف دائم للمعارك بهدف نهائي هو المساعدة في التفاوض على عودة الحكم المدني. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل: «نأمل ألا يكون وقف إطلاق النار دائماً فقط، بل أن يتم احترامه وتوسيعه». وقالت مديرة «برنامج أفريقيا في معهد السلام» بواشنطن سوزان ستيغانت، إن «القلق كان يساور البعض من احتمال أن تنكفئ الولايات المتحدة بعد إجلاء الموظفين الأميركيين». وإذ أشارت إلى صعوبة تطبيق وقف إطلاق النار الذي يجب التحقق منه «في كل حي تقريباً»، أشارت إلى اقتراح بلينكن إنشاء «لجنة» تفاوض «لا تزال معالمها غير محددة»، داعية إلى «توخي الحذر الشديد لتجنب خلق خيار بين الجنرالين فقط»، مؤكدة أنه «يجب أن يكون هناك طريق ثالث».

- عالقون

ولا يزال العديد من الأجانب عالقين في السودان، رغم النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان عام 2021. ودفعت الأزمة عدداً متزايداً من اللاجئين لعبور حدود السودان. وقدرت وكالة الأمم المتحدة للاجئين أن 270 ألفاً ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما. وينتظر الآلاف، وأكثرهم سودانيون، دورهم لعبور الحدود مع مصر. وأعلنت فرنسا أنها أجلت المزيد من الأشخاص من السودان، مضيفة أنهم شملوا مواطنين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد. وقالت بريطانيا إنها قد لا تتمكن من إجلاء رعاياها بعد انتهاء وقف إطلاق النار، وحضتهم على ضرورة محاولة الوصول إلى طائرات بريطانية تغادر السودان على الفور.

 

16 ألف شخص نزحوا من السودان عبر مصر والقاهرة قالت إن الإحصاء يرصد غير المصريين

القاهرة/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

أكدت القاهرة «تسهيل عبور 16 ألف شخص من غير المصريين عبر المنافذ الحدودية مع السودان حتى الخميس»، بينما ذكرت الحكومة المصرية أن القاهرة «تبذل قصارى جهدها على الصعيدين الدبلوماسي والسياسي، لدعم الجهود الدولية لوقف العنف والصراع الدائر حالياً في السودان». وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال اجتماع الحكومة (الخميس)، إن «الدولة المصرية تتابع بقلق (بالغ) تطورات ما يجري في السودان». ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، (الخميس)، فإن «الجهود المصرية لتسهيل عبور النازحين من الأراضي السودانية خلال الأيام القليلة الماضية، أسفرت عن النجاح في تسهيل عبور أكثر من 16 ألف مواطن من غير المصريين إلى داخل مصر حتى (الخميس)». وقال متحدث «الخارجية المصرية» إن «أعداد العابرين من الأشقاء السودانيين تجاوزت أكثر من 14 ألف مواطن، كما بلغ عدد العابرين إلى مصر ما يزيد على 2000 مواطن أجنبي من 50 دولة و6 منظمات دولية»، مؤكداً «استمرار الجهود المصرية على مدار الساعة لتسهيل استقبال المواطنين الفارين من الاشتباكات العسكرية في السودان، والعمل على تخفيف مُعاناتهم الناجمة عنها، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة لهم». وترأس مدبولي (الخميس) اجتماع الحكومة المصرية بمقرها بالعاصمة الإدارية الجديدة، شرق القاهرة. وبحسب بيان مجلس الوزراء المصري، فقد أكد مدبولي أن «مؤسسات الدولة المصرية تحركت منذ اليوم الأول للأزمة؛ تنفيذاً لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتسهيل وتأمين عودة أبناء مصر الموجودين في السودان»، لافتاً إلى أنه «تم تشكيل (خلية أزمة) تضم الوزارات وجهات الدولة المعنية لتنظيم عمليات الإجلاء». وتوجه مدبولي بالشكر لأعضاء البعثات الدبلوماسية والقنصلية المصرية في السودان، وملحقية الدفاع، وباقي المكاتب الفنية، الذين يؤدون أعمالهم في «ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، من أجل تأمين عودة المصريين الموجودين في مناطق الاشتباكات»، معرباً عن خالص تعازيه لوزارة الخارجية المصرية، ولأسرة مساعد الملحق الإداري بسفارة مصر في الخرطوم، محمد الغراوي، الذي استُشهد (الاثنين) الماضي، خلال متابعته إجراءات إجلاء المواطنين المصريين. وكانت مصر أعلنت (الاثنين) «استشهاد مساعد الملحق الإداري بسفارتها في الخرطوم، خلال توجهه من منزله إلى مقر السفارة لمتابعة إجراءات الإجلاء الخاصة بالمواطنين المصريين في السودان»، مؤكدة أن «البعثة المصرية في السودان سوف تستمر في تحمل مسؤوليتها في متابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين من السودان، وتأمين عودتهم لأرض الوطن بسلام». ووفق مجلس الوزراء المصري، فقد استعرض اجتماع الحكومة (الخميس) الإجراءات المُتخذة تجاه الطلاب المصريين الموجودين في السودان، سواء في مرحلتي التعليم قبل الجامعي أو الجامعي. كما عرضت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، ما تقوم به الوزارة من تواصل مستمر مع المصريين الموجودين في السودان، لتأمين عودتهم، وكذا التنسيقات المستمرة مع الوزارات والجهات المعنية في هذا الشأن.

 

ما سيناريوهات التفاعل الدولي مع تجدد العنف في دارفور؟ ومخاوف دولية من فتح جبهة جديدة للصراع بعد اشتباكات قبلية راح ضحيتها 90 قتيلاً

القاهرة: أسامة السعيد/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

لم يحتمل الوضع الأمني الهش في «دارفور» سوى أقل من أسبوعين، حتى دخل الإقليم، الذي شهد صراعات دامية على مدى عقدين، على خط الأزمة، فاتحا جبهة جديدة للصراع المحتدم منذ منتصف الشهر الحالي في السودان، إلا أن اشتعال المواجهات في «دارفور» ربما يكون - وفق مراقبين - هو الأخطر والأكثر تعقيدا وتأثيرا على المستوى السوداني والإقليمي. وأفاد بيان للناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية (الخميس) بأن الموقف العسكري داخل وخارج الخرطوم «مستقر جدا عدا ولاية غرب دارفور التي شهدت صراعا قبليا يجري معالجته بواسطة السلطات المحلية». وكانت تقارير إعلامية سودانية ذكرت (الأربعاء) أن 90 قتيلا على الأقل سقطوا في اشتباكات قبلية بولاية غرب دارفور منذ الاثنين الماضي. وكشف تقرير لصحيفة «سودان تربيون» أن قتالا عنيفا اندلع (الاثنين) بين الجيش وقوات الدعم السريع تحوّل إلى نزاع بين قبيلة «المساليت» الأفريقية والقبائل العربية استُخدمت فيه أسلحة ثقيلة. وأوضح شهود عيان ومسؤولون محليون للصحيفة أن أعدادا كبيرة من الجثامين ملقاة على الطرقات ولم يتم نقلها بسبب صعوبة الأوضاع الأمنية، وانتشار المسلحين القبليين في أجزاء واسعة من مدينة الجنينة، وأن أعدادا كبيرة من المواطنين فروا نحو الأراضي التشادية رغم إغلاق الحكومة هناك للحدود. في وقت سابق، عبر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرتس، عن «قلقه العميق» إزاء التقارير عن وقوع أعمال عنف في «الجنينة» بغرب دارفور، وقال إنه «يبدو أنها تتخذ أبعادا قبلية بين المجتمعات المحلية في ظل شن هجمات على المدنيين وأعمال نهب وتوزيع الأسلحة بين المجتمعات المحلية». وأضاف بيرتس أن الأحداث في «الجنينة» أسفرت عن عمليات نهب واسعة النطاق، بما في ذلك مباني الأمم المتحدة.

وتصاعدت على مدى الأيام الماضية المخاوف لدى سكان إقليم «دارفور» من أن يؤدي القتال الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى إيقاظ الصراع في المنطقة الصحراوية، التي تعادل مساحة فرنسا تقريبا، ويعيش فيها نحو 1.5 مليون نازح في مخيمات تعاني أوضاعا إنسانية صعبة، وفق تقارير لمنظمات إنسانية دولية. وقالت منظمة العفو الدولية (الثلاثاء) إنه مع تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء السودان «لا يزال المدنيون في دارفور يعانون بسبب إخفاق سلطات البلاد في توفير الأمن، وعدم قدرتها على تحقيق العدالة والمساءلة عن جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات بعد مرور 20 عاما على بدء الصراع في دارفور». واندلع الصراع في الإقليم عام 2003 بين مجموعة من المتمردين وبين القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات «الجنجويد»، التي تمثل حاليا القوام الرئيسي لقوات الدعم السريع، وأدت تلك المواجهات، وفق تقارير دولية، لمقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد الملايين.

وأكد الدكتور محمد يوسف الحسن، المحلل السياسي التشادي، أن اندلاع أعمال العنف في إقليم دارفور «كان متوقعا»، مشيرا إلى أن الإقليم «يعاني وضعا أمنيا وقبليا معقدا»، وأنه «كان من الطبيعي أن تنعكس الاشتباكات التي جرت في الخرطوم سريعا على الأوضاع في دارفور».

وأوضح الحسن لـ«الشرق الأوسط» أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «يتمتع بحاضنة شعبية في دارفور»، وأن كل التوقعات كانت «تشير إلى استعانته بحلفائه في الإقليم لحسم الصراع مع قيادة القوات المسلحة، أو اللجوء للإقليم في حال ساءت الأمور بالنسبة له، في محاولة لإعادة ترتيب صفوف قواته والحصول على مزيد من التعزيزات».

وأشار المحلل السياسي التشادي إلى أن الموقع الجغرافي لإقليم دارفور والمحاذي لحدود 4 دول، هي ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان «يفرض وضعا إقليميا بالغ الأهمية، ويزيد من مخاوف الدول المجاورة للإقليم من تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية به»، مشيرا إلى «عجز المبادرات الدولية على مدى العقدين الماضيين عن تقديم أي إنجازات على الأرض لصالح سكان الإقليم». وأضاف أن هذه الدول المجاورة للسودان من جهة إقليم دارفور، ترتبط بعلاقات قبلية عميقة مع المكونات السكانية للإقليم، فضلا عن أن أي تدهور للوضع الأمني والإنساني سيدفع بمزيد من النازحين نحو حدود تلك الدول، خصوصا تشاد، التي لا يزال يعيش على أراضيها آلاف النازحين السودانيين منذ سنوات الصراع في دارفور، وهو ما يضاعف من الضغوط على تلك الدول، التي تعاني أزمات اقتصادية وسياسية عميقة. يُشار إلى أن اتفاقات السلام الكثيرة التي تم توقيعها على مدى السنوات الماضية، برعاية إقليمية ودولية، لم تفلح في إنهاء الصراعات بالإقليم، الذي تندلع فيه أعمال عنف من حين إلى آخر، وقد زادت وتيرتها خلال العامين الماضيين.

من جانبه، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية المصري السابق للشؤون الأفريقية، إن امتداد الصراع إلى جبهات جديدة، ومنها إقليم دارفور، يلقي بظلال قاتمة على الوضع في الداخل السوداني، وكذلك على دول جوار السودان. وأضاف الحفني لـ«الشرق الأوسط» أن «خطورة الموقف في إقليم دارفور وغيره من المناطق السودانية الشاسعة، بل وفي كثير من دول منطقة الساحل والصحراء، تكمن في أن هناك نشاطا مثيرا للقلق الإقليمي والدولي لكثير من الميليشيات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وكذلك عصابات الجريمة المنظمة التي تعمل في جرائم تهريب المخدرات والأسلحة والاتجار بالبشر»، لافتا إلى أن تلك الجماعات تستفيد من حالة انعدام الاستقرار، وهو ما سيضاعف الآثار السلبية للصراع الراهن في السودان. وأوضح الحفني، أنه «ليس من مصلحة أي طرف إعادة إشعال الصراعات القديمة في الإقليم الهش أمنيا»، مضيفا أن من شأن إحياء تلك الصراعات أن «يؤثر على النسيج الاجتماعي بالكامل في الإقليم، ويعيد بعث مشاريع التقسيم والتجزئة»، وهو ما يعتبره «خطرا حقيقيا على السودان والإقليم والقارة الأفريقية بكاملها». وتابع نائب وزير الخارجية المصري السابق للشؤون الأفريقية، أنه «لا يمكن التعويل على دور كبير للقوى الدولية»، خصوصا أن التدخلات الخارجية «تأتي في مقدمة عوامل إشعال الأزمات في السودان وفي أفريقيا عموما»، مضيفا أن «هناك أطرافا لا ترغب في استقرار السودان، وتحاول إبقاءه في حالة نزاع وفوضى مستمرة».

 

واشنطن تجدد رفضها «التطبيع» مع دمشق

أنقرة: الاجتماع الرباعي في موسكو كان مثمراً

أنقرة: سعيد عبد الرازق - لندن/الشرق الأوسط/27 نيسان/2023

شدَّدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، على عدم تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد «في ظلّ غياب تغيّر سياسي دائم». وأعلنت الخارجية الأميركية، في تغريدة على «تويتر»، أنَّ باربرا ليف اجتمعت مع «هيئة التفاوض السورية» (المعارضة) لـ«التأكيد على أنَّ سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا لم تتغيَّر: لا تطبيع مع نظام الأسد في ظل غياب تغيير سياسي دائم، والدعم القوي لقرار مجلس الأمن رقم 2254 بما في ذلك دور المعارضة السورية». وفي المقابل، أعلنت «قوى الثورة والمعارضة السورية» أنَّ وفداً من «هيئة التفاوض» التقى باربرا ليف في واشنطن أول من أمس، مضيفة أنَّ رئيس «هيئة التفاوض» أكَّد للمسؤولة الأميركية أنَّ «أي حل سياسي في سوريا يجب أن يكون وفق قرارات مجلس الأمن... وأنَّ غياب الحل السياسي وتحقيق المرحلة الانتقالية سيزيدان من مأساة الشعب السوري». في غضون ذلك، وصفت أنقرة، أمس الأربعاء، اللقاء الرباعي الذي عقد في موسكو، الثلاثاء، لوزراء دفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات في تركيا وروسيا وإيران وسوريا، بأنَّه كان مثمراً. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إنَّ بلاده سعت من خلال مشاركتها في اجتماع موسكو لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأقرب وقت ممكن. وأشار أكار، عقب عودته من موسكو، إلى أنَّ الجانب التركي شدد خلال الاجتماع على احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، وأنَّ الغاية الوحيدة لوجود القوات التركية في شمال سوريا هي مكافحة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمها «وحدات حماية الشعب» الكردية.

 

منافس ترمب يرفض الضغوط على إسرائيل/دي سانتيس هاجم سياسة بايدن واتهمه بإنقاذ النظام في إيران من السقوط

تل أبيب/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

في زيارة وصفت بأنها «الانطلاقة الأساسية» لمعركته الانتخابية، أدلى رون دي سانتيس، حاكم ولاية فلوريدا والمنافس الأقوى في الحزب الجمهوري للرئيس السابق دونالد ترمب على معركة الرئاسة، بتصريحات نارية ضد إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، رفض فيها ممارسة أي ضغوط على إسرائيل، قائلاً إن السياسة الأميركية الحالية أنقذت النظام الإيراني من السقوط. وكان دي سانتيس وصل إلى إسرائيل أمس الخميس، ضمن جولة في مختلف دول العالم شملت اليابان وكوريا الجنوبية على أن يختتمها في بريطانيا. وشارك دي سانتيس في منتدى لصحيفة «جيروزلم بوست» الإسرائيلية، الصادرة في القدس الغربية باللغة الإنجليزية والتقى كلاً من الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوغ، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وعدداً آخر من المسؤولين. وحل ضيفاً على مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، الذي أخذه في جولة إلى عدد من هذه المستوطنات. وخلال جولاته، أدلى دي سانتيس (44 عاماً) بعدة تصريحات، وعقد مؤتمراً صحافياً، فقال إنه يؤيد سياسة ترمب تجاه إسرائيل ولكنه يرفض النهج الأميركي الذي اتسم بممارسة ضغوط على حكوماتها في أي قضية كانت. ولفت إلى أنه على الولايات المتحدة أن تقيم سياسة شراكة، وأن تقف إلى جانب إسرائيل والشعب اليهودي، في الدفاع عن النفس، بغض النظر عن هوية الحكومة التي تنتخب فيها. وقال: «يجب أن نقف مع إسرائيل في مواجهة الهجوم عليها في الأمم المتحدة وأن نكون حلفاء مع إسرائيل في مواجهة المخططات الإيرانية التي تهدد وجودها وضد كل أولئك الذين يحاربون وجودها». وهاجم دي سانتيس إدارة الرئيس بايدن في الشأن الإيراني بشكل خاص، وقال: «إيران كانت تعاني من أوضاع صعبة في عهد الرئيس ترمب، كادت تسقط على الركبتين. وكان علينا أن نساعد الشعب الإيراني على التخلص من هذا النظام الذي قتل كثيرا منه، ونعيد إلى البلاد الحكم الديمقراطي ونزيل الخطر عن إسرائيل. لكن إدارة بايدن لم تعمل بشكل صحيح. ومنحت النظام فرصة التنفس. والدليل على ذلك أن الصين دخلت على الخط». وأشار دي سانتيس إلى أنه «على الإدارة الأميركية أن تمتنع عن التدخل في الشؤون الإسرائيلية؛ خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقضايا تتعلق بنظام الحكم والجهاز القضائي. ففي إسرائيل، توجد ديمقراطية مزدهرة، ذات طابع مختلف عن النموذج الأميركي. ويوجد ما يكفي من القادة الحكماء الذين يعرفون ماذا يريدون وما مصلحتهم. ولا يجوز لأميركا أن تتدخل». وانتقد عدم دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض حتى الآن. وأعلن دي سانتيس أنه يعتبر الضفة الغربية منطقة نزاع وليست منطقة محتلة. وقال إنه يجب قطع المساعدات المالية عن وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) والامتناع عن دعم قوى الإرهاب. وقال: «نحن نفهم التاريخ. نحن نعلم أن هذه هي آلاف السنين من الاتصال بالشعب اليهودي. لا يهمني ما تقوله وزارة الخارجية. إنها ليست أراضي محتلة. إنها أرض متنازع عليها». يذكر أن دي سانتيس يحظى بنحو ربع أصوات الناخبين في الحزب الجمهوري، الذين يؤيدونه ليكون مرشح الحزب للرئاسة الأميركية، بينما بقية منافسي ترمب لا تتجاوز أصوات مؤيديهم الـ5 في المائة، لكنه ما زال بعيداً عن تهديد مكانة ترمب، الذي يحظى بتأييد 50 في المائة من الناخبين. وكان دي سانتيس يعتبر قريباً من ترمب وحظي بدعمه في الانتخابات على منصب الحاكم، في عام 2018، لكنه صار يهاجمه بعدما أظهر رغبة في التنافس معه على الرئاسة. ومن المتوقع أن يعلن دي سانتيس، ترشحه بشكل رسمي، في شهر يونيو (حزيران) القادم.

 

ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لإخلاء «خان الأحمر»رداً على رسالة نتنياهو إلى المحكمة العليا

تل أبيب/الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

في أعقاب إعلان الحكومة الإسرائيلية، رسمياً، للمحكمة العليا، أنها لن تستطيع تنفيذ الأمر القضائي بإخلاء قرية خان الأحمر الفلسطينية، المقامة على أراضي قرية أبو ديس على الطريق المؤدي إلى أريحا شرق القدس، أطلق رئيس حزب «الليكود» خارج البلاد، النائب داني دنون، حملة شعبية للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ لتغيير موقفه والتوجه لإخلاء سكان القرية وهدمها. وقال دنون، في حديث إذاعي، الخميس، إن «قرار الحكومة التخلي عن خان الأحمر هو قرار مَعيب ومُخزٍ ومستهجَن، وإذا كان نتنياهو يعتقد بذلك أنه يقوِّي مكانة إسرائيل في الخارج، فإنه مخطئ، بل بالعكس، وأنا، من خبرتي في العمل مع دول العالم (شغل منصب السفير الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة)، أقول إن القرار سيُضعف إسرائيل ويُظهرها في نظر الفلسطينيين وسائر القوى في العالم على أنها دولة ضعيفة قابلة للضغوط». وينضمّ دنون، بهذا الموقف، إلى قادة اليمين المتطرف في الحكومة؛ وزير المالية بتسليل سموترتش، ووزير الأمن القومي أيتمار بن غفير، وغيرهما من الذين عارضوا نتنياهو وفرضوا عليه أن يكتب في الرد إلى المحكمة أن الحكومة معنية بإخلاء خان الأحمر في وقت قريب. المعروف أن خان الأحمر قرية بدوية تقع على مسافة 15 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس، وتُعدّ واحدة من عدة قرى بدوية قائمة بالقرب من الشارع السريع رقم 1 المؤدي إلى أريحا، تخطط الحكومة الإسرائيلية لهدمها وترحيل أهلها؛ لغرض «تطهير الطريق من العرب»، وتوسيع مستوطنة معاليه أدوميم. والقرى المهدَّدة هي: أبو الحلو، وأبو فلاح، والكرشان، وجميع سكانها ينتمون إلى عرب الجهالين، المنتشرين على 23 تجمعاً في 4 مناطق أساسية هي: عناتا، ووادي أبو هندي، والجبل، وخان الأحمر. ويقدَّر عدد سكان عرب الجهالين بنحو 7 آلاف نسمة، وأصلهم من النقب من منطقة عراد؛ الواقعة على بُعد 37 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة بئر السبع. وكان الجيش الإسرائيلي قد أجبرهم على النزوح من مضاربهم سنة 1952، إلى الضفة الغربية؛ بحجة ضروريات الأمن، فأسكنتهم الحكومة الأردنية في منطقة القدس بالأماكن السابق ذكرها. ومنذ سنة 2009 تحاول السلطات الإسرائيلية إخلاء سكان خان الأحمر، وهدم القرية، بحجة عدم وجود تراخيص قانونية للبناء، لتكون نموذجاً وتمهيداً لإخلاء بقية التجمعات، ولكن السكان عارضوا بشدة، وتصدّوا للجرافات الإسرائيلية بصدورهم، وقد حظي هؤلاء بعطف الدول الأوروبية، والهيئات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان. في تلك السنة، أقيمت مدرسة في القرية، بالتعاون مع منظمة مساعدات إيطالية، وقد صدر قرار بهدم المدرسة كذلك. وفي شهر سبتمبر (أيلول) من سنة 2018، قررت المحكمة الإسرائيلية العليا وجوب تنفيذ قرار الهدم، بدعوى أنهم يقيمون على أراضي الدولة، لكن رئيس الوزراء حينها، بنيامين نتنياهو، تلكّأ في تنفيذ هذا القرار بسبب الضغوط الدولية. ويتحدى أهالي القرية إسرائيل أن تعيدهم إلى أراضيهم في النقب، أو تتيح لهم البقاء في المكان، أو إقامة قرية خاصة لهم تكون منظمة وتتناسب مع المواصفات الإسرائيلية للقرى الزراعية، من دون المساس بحياة البداوة التي يفضّلونها. وقد اقترحت عليهم الحكومة حلولاً وسطاً، تبيَّن أنها بعيدة عن طموحاتهم. وقد قَبِلت المحكمة رأي الحكومة، لكنها لم تقبل أن يطول التفاوض بلا حدود، فأمرت بإخلاء السكان الفلسطينيين. وبسبب الاعتراضات الدولية، عادت وقَبِلت طلبات الحكومة لتأجيل تنفيذ الإخلاء، التي جرى تعليلها بالقول «القرار في هذا الشأن يجب أن يُتخذ على أساس الاعتبارات السياسيّة والأمنيّة للحكومة». وقد فرض سموترتش على نتنياهو إضافة جملة في رسالته إلى المحكمة يؤكد فيها أن «الحكومة تنوي تنفيذ أوامر الهدم التي صدرت على المباني هناك، لكنها تريد أن تكون الطرف الذي يقرّر متى وكيف يتمّ ذلك»، وأنها «تعيد تأكيد الموقف المبدئي للمستوى السياسي، والذي بموجبه يقضي حكم القانون بتنفيذ أوامر الهدم في خان الأحمر». لكن هذا الموقف لم يعجب أنصار سوترتش وبقية المتطرفين في أحزاب الائتلاف الحكومي، بمن فيهم داني دنون، الذي قرر أن ينتقل من التصريحات إلى العمل، فهاجم نتنياهو على تأجيل الإخلاء والهدم.

 

مقتل فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية

رام الله /الشرق الأوسط/28 نيسان/2023

قتل فلسطيني اليوم (الخميس)، بإطلاق نار من جنود إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قالت القوات الإسرائيلية إنه كان يعتزم تنفيذ هجوم. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قالت الوزارة إن «أحمد يعقوب طه، 39 عاما، استشهد برصاص الاحتلال قرب سلفيت» في شمال الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. من جهته، تحدث الجيش الإسرائيلي في بيان عن «محاولة دهس بسيارة قرب مفترق غيتاي أفيسار» في قطاع سلفيت. وأضاف: «حاول إرهابي دهس مدنيين وأفراد من قوات الأمن عند المفترق قبل أن يترجّل من سيارته حاملا سكينا في يده وحاول طعن عنصر من الشرطة». وأشار البيان إلى أن «جنودا فتحوا النار تجاهه وحيّدوه»، من دون تسجيل إصابات لدى الطرف الإسرائيلي. ويشهد النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين تصاعدا في أعمال العنف منذ مطلع العام الحالي. ومنذ بداية يناير (كانون الثاني)، أودى التصعيد بما لا يقلّ عن 99 فلسطينياً و19 إسرائيلياً وامرأة أوكرانية ومواطن إيطالي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية. وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

سوريّ محتلّ ولبنانيّ عنصريّ؟!

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 28 نيسان 2023

قبل أيام صودف تزامن واقعتين:

على الحدود اللبنانية السورية، كان نحو مئتين من السوريين المدانين بأحكام قضائية في لبنان، يعودون إليه من سوريا. بعد ساعات قليلة على إبعادهم من قبل السلطات اللبنانية الرسمية، حسب الأصول القانونية الوطنية والدولية. وكانوا يعودون لقاء دفعهم رشوة لشبكات تهريب مرعيّة ومدعومة عبر الحدود، كما تؤكّد السلطات اللبنانية الرسمية.

في العاصمة القبرصية نيقوسيا، كان نحو مئتي مندوب عن كنائس الشرق الأوسط، يختتمون مؤتمرهم المنعقد هناك تحت عنوان: "الكنيسة في الشرق الأوسط – متجذّرة في الأمل"، بالبحث عمّا إذا كان عليهم أن يقولوا صراحة في خلاصاتهم النهائية الداخلية، إنّهم "يبكون مصيرهم". أم يشطبوا تلك العبارة من نصّهم غير المعلن، ليبقوا على فرح الرجاء.

مشهدان لا علاقة سببيّة بينهما إطلاقاً.

لكنّهما تزامنا. وفي التزامن الكثير من رسائل التاريخ... والجغرافيا

في مشهد النزوح السوري أوّلاً ثمّة وقائع:

بداية، وبشكل مؤكّد، نحن أمام ضحايا. كلّ سوري نازح أو لاجئ هو ضحيّة. ضحيّة حرب سوريا. وضحيّة نزوحه أينما كان. وضحيّة حسابات متشعّبة في بلاده وخارجها على حساب حياته وكرامته. 

على الحدود اللبنانية السورية، كان نحو مئتين من السوريين المدانين بأحكام قضائية في لبنان، يعودون إليه من سوريا. بعد ساعات قليلة على إبعادهم من قبل السلطات اللبنانية الرسمية، حسب الأصول القانونية الوطنية والدولية

وأسوأ ما في كونهم ضحايا أنّهم تحوّلوا جماعة بشرية كاملة، لا أحد يريدها. لا بل الكلّ مصمّم على التخلّص منها وإبعادها عنه:

- أوّلاً حسابات النظام السوري: يُجمع كلّ المتعاطين مع النظام السوري، من حلفاء وأصدقاء قبل الخصوم والأعداء، على أنّه اتّخذ قراره النهائي بمنع عودة أيّ سوري ترك البلاد في الحرب.

يقال إنّ هذا في العمق ما حال دون علاقة علنية بين ميشال عون والأسد طوال ولاية الأوّل الرئاسية. وهو ما عرقل عدّة مشاريع زيارات لباسيل نفسه لدمشق. تمّ جسّ النبض مراراً وتكراراً في أن يعطي النظام حليفه الأقوى مسيحياً هديّة جدّية ما بموضوع النازحين. وتمّ التأكّد بأنّ أقصى ما يقبل به مجرّد مسرحيّات إعلامية عن عودة عشرات إلى سوريا من معبر رسمي، قبل عودتهم المنظّمة بالمئات إلى لبنان من معابر رسمية وتهريبيّة.

لذلك أعلن وزير خارجية باسيل قبل أشهر أنّ "بلادهم لن تطلبهم. هل تطلب دولة من مواطنيها العودة إليها، حين يرفدون الاقتصاد بالعملة الصعبة؟ هؤلاء يرسلون أموالاً إلى بلدهم (...) لذلك وجودهم في الخارج يساعد النظام".

فضلاً عن الجانب الاقتصادي، يشير معارضو الأسد إلى بُعد سياسي لقرار النظام إبقاء السوريين خارج بلادهم. فهم وسيلة فعّالة جدّاً لبقاء دول النزوح في حالة عدم استقرار. وفي ذلك مصلحة استراتيجية للنظام السوري حاليّاً ومستقبلاً. في المفاوضات والتسويات. تصديرهم إلى الدول المحيطة مثل تصدير الكبتاغون. ورقة بيد النظام. وخصوصاً في لبنان. حيث يقول معارضو الأسد، من سوريين ولبنانيين، إنّهم أكثر أوراق النظام فاعلية لاستعادة دور سوري في لبنان، حين تسمح الظروف بذلك. ولو بعد أعوام.

"المجتمع السوري المتجانس"

يبقى بعدٌ سوري داخلي لتفسير قرار عدم العودة. هو ما كتب عنه معارضو الأسد مطوّلاً. يقولون إنّ الرجل قالها صراحة على اعتبار أنّ الحقائق تُقال في الأزمات حين تطفو عفواً من قعر الوجدان إلى سطح التعبير. فهو نطق علناً بمفهوم "المجتمع السوري المتجانس". قال إنّ الحرب بكوارثها خلّفت معطى إيجابياً، ألا وهو أنّها أعطته مجتمعاً سوريّاً أكثر تجانساً.

وهو، ودائماً بحسب معارضيه، ذكر الفكرة مرّتين على الأقلّ: في 20 آب 2017 في مؤتمر لوزارة خارجيّته، حين تحدّث عن أنّه نتيجة الحرب "ربحنا مجتمعاً أكثر صحّة وأكثر تجانساً بالمعنى الحقيقي وليس بالمعنى الإنشائي أو بالمجاملات. هذا التجانس هو أساس الوحدة الوطنية، تجانس العقائد، تجانس الأفكار، التقاليد، العادات، المفاهيم، الرؤى، على تنوّعها واختلافها".

وفي 10 تشرين الأول الماضي حين أكّد أنّ "المجتمع لا يُقاس بالأعداد، ولا يُقاس بالنسب. وإنّما يُقاس بالاندماج وبالتجانس، وينظر إليه ككتلة واحدة، كتلة متجانسة تقدّم منتجاً واحداً".

يقول معارضو الأسد إنّ هذه حقيقة مأساة النازحين من جهته: هناك 5 أو 6 ملايين إنسان أو أكثر، النظام مستفيد مادّياً من إبعادهم. وغير قادر إطلاقاً على تأمين أساسيات عودتهم وحياتهم واستهلاكهم إذا عادوا. في نظام يعيش على حافة المجاعة أصلاً من دون ملايين إضافية. مع مصلحة بنيوية للنظام بالتخفّف من أعباء ديمغرافيّة سابقة، لصالح ديمغرافية ثابتة نشأت بعد الحرب، وأكثر "تجانساً"...

بشكل مؤكّد، نحن أمام ضحايا. كلّ سوري نازح أو لاجئ هو ضحيّة. ضحيّة حرب سوريا. وضحيّة نزوحه أينما كان. وضحيّة حسابات متشعّبة في بلاده وخارجها على حساب حياته وكرامته

ماذا يريد منهم الغرب؟

- ثانياً حسابات الغرب: أو بعضه للدقّة. هنا ثمّة عالم آخر يعيش أصلاً أزمة هويّة متحوّلة و"كزينوفوبيا" مستجدّة، بلغ درجة "التشبّع" ( Sursaturation) من موجات المهاجرين. أيّ مهاجرين كانوا. والسوريون منهم. فقرّر أن يردّهم بحراً وبرّاً وجوّاً. تجربة إردوغان الابتزازية زادت من مشكلتهم. صعوبة الاندماج فاقمتها. حرب أوكرانيا وموجة نازحيها "المندمجين بسهولة" كشفت شيئاً من صدام جماعات وتمييزية النازح الأبيض والعينين الزرقاوين... حسابات أوهام الضغط على الأسد، وتخيّلات انتخابات سوريّة بإشراف أمميّ واقتراع النازحين بحرّية... كلّ ذلك وسواه خلص إلى قرار غربي أوروبي برفض استقبال النازحين. لكن أيضاً مع رفض عودتهم إلى سوريا.

فبدأت عملية تمويل النزوح المستدام. وهو ما تقاطع مع مصالح فساد واستفادة من سياسيّي الدول المضيفة والمنظمات المدنية. ومع ضغط أوروبي موسمي وتدريجي للدمج في مواطن النزوح الجديدة. كما جاهرت وثائق رسمية عدّة. وصولاً إلى تلك الإشارة الملتبسة والمريبة في استمارة ألمانية منذ أشهر، عن "حقوق السكن والأرض والملكية" للّاجئين والنازحين في لبنان، من خلال أداة "ملكية الحيازة الاجتماعية". على الرغم من النفي والتوضيح الأمميّين اللاحقين.

لبنان: 51% غير لبنانيين

- ثالثاً لبنان المنكوب: فبين مصلحة النظام السوري ونظام المصلحة الغربي، هناك هذا المكان السائب المسمّى يوماً لبنان. حيث رواسب تاريخ طويل وعوارض كراهية جماعية نتيجة تجارب وحروب وسياسات نفوذ وهيمنة ووصاية. ما من نازح سوري مسؤول عنها. لكنّه ضحيّتها وموضع إسقاطها وترجمتها.

لكنّ هناك أيضاً أرقاماً ووقائع ضاغطة، وعلى الجميع.

فبمعزل عن تقاعس الجهات الدولية والأممية أو تواطئها في متاهات التسجيل والولادات وضبط الوثائق والقيود وسوى ذلك من قضايا خطيرة وطنياً وإنسانياً، على النازح كما على المضيف... لكن يكفي رقم واحد: في دراسة استطلاعية لجهة بحثيّة، هي بالمناسبة علمانية حتى العظم، تبيّن أنّ المقيمين في لبنان سنة 2021، من عمر يوم واحد حتى عشرة أعوام، موزّعون بين ما يربو قليلاً على 48% من اللبنانيين، في مقابل أكثر من 51% من غير اللبنانيين. وهو ما لا تلحظه الدراسات المستندة إلى أرقام الاقتراع الانتخابية ولا يظهر في لوائح القيد ولا الشطب ولا سواها.

وتشير الدراسة نفسها إلى ثقل القراءة المستقبلية لهذا الرقم: بعد 5 سنوات، المقيمون على الأراضي اللبنانية دون سنّ الـ15 سنة، سيكون أقلّ من 46% منهم لبنانيين. بعد عشر سنوات، المقيمون دون سنّ الـ20 سنة سيكون أقلّ من 44% منهم لبنانيّين... عندها ربّما يكون الأمر قد قُضي!

بحسب هذه الدراسة، تكفي أعوام قليلة. كأنّه تكفي ولاية رئاسية واحدة، مهما كان ثمنها أو تطلّبت تغطية تمريرها إعطاء وعود ورديّة.

إنّها الحرب المستمرّة، بين أطراف الصراع السوري. استخدمت كلّ أسلحة الحروب. الجيوش والمال والعنف والجوع والدين. والآن تستمرّ بالسوري الإنسان الهارب من بلاده، ضحيّة هذا الشرق البائس، ونتيجة بؤسه وأداتها

في المشهد المسيحي من قبرص، الواقع معاكس، أو مكمّل تماماً. كلام عن أزمات مصيرية: هجرة. تأخّر سنّ الزواج. تراجع نسبة الولادات. استمرار الاضطهاد البنيوي الكامن والخفيّ والمقنّع في كلّ مكان من المنطقة تقريباً. يكفيه عنوان استحالة وجود نظام مدني مواطنيّ عادل متساوٍ للأحوال الشخصية... مع بارقة أمل عنوانها وثيقة الأخوّة الإنسانية الموقّعة بين  الفاتيكان والأزهر في الإمارات في 4 شباط 2019، كخطوة أولى في مسار آلاف الأميال... 

بين المشهدين، يظهر أنّ كلام ميقاتي قبل أسابيع عن نسبة المقيمين في لبنان من المسيحيين، لم يكن دقيقاً. لكنّه صحيح. إنّها نسبتهم على مجموع المقيمين، من لبنانيين وغير لبنانيين. لا نسبتهم تجاه المسلمين اللبنانيين وحدهم. وهي لذلك أزمة لبنانية شاملة. لا أزمة جماعة لبنانية واحدة بذاتها. فالمسيحيون المقيمون في لبنان اليوم نحو 20% من مجمل المقيمين على الأراضي اللبنانية. كذلك هي نسب السنّة والشيعة المقيمين قياساً إلى مجموع كلّ المقيمين من لبنانيين وغير لبنانيين. وغداً أقلّ وأسوأ. 

يبقى السؤال، ما الذي فجّر هذه الأزمة فجأة؟

يُقال أكثر من احتمال:

- أوّلاً أن يكون ذلك عفويّاً. أو على طريقة كفى تعني كفى. وهذا ممكن ومفهوم. نتيجة كلّ الوقائع والظروف الضاغطة على الجميع.

- ثانياً، يزعم البعض أنّ الأزمة مفتعلة للتسويق لقائد الجيش بين واشنطن والغرب. كلام مغلوط بالكامل. بدليل قاطع أنّ السفيرتين الأميركية والفرنسية سارعتا إلى الضغط لصالح النازحين، وبكلّ ما لديهما من "وسائل ضغط".

- ثالثاً، أن تكون فبركة غوبلزيّة لتزكية كلام فرنجية عن أنّه قادر على حلّ الأزمة مع الأسد. وهو ما يشكّل مزحة ثقيلة وسمجة. بدليل ما حصل ويحصل في زغرتا نفسها منذ أعوام وحتى اليوم. ولا حاجة إلى مزيد من فتح الذاكرات أو نكء الجراح. فلا فرنجية قادر. ولا الأسد عازم.

بالمحصّلة، إنّها الحرب المستمرّة، بين أطراف الصراع السوري. استخدمت كلّ أسلحة الحروب. الجيوش والمال والعنف والجوع والدين. والآن تستمرّ بالسوري الإنسان الهارب من بلاده، ضحيّة هذا الشرق البائس، ونتيجة بؤسه وأداتها.

لمتابعة الكاتب على تويتر: JeanAziz1@

 

ميقاتي والنازحون: أشهَد أنّي... لم أُبلِّغ!!

ملاك عقيل/أساس ميديا/الجمعة 28 نيسان 2023

كلّف قرار "النأي بالنفس" عام 2011 لحكومة نجيب ميقاتي لبنان انفلاش أكثر من مليونَيْ نازح سوري اليوم على الأراضي اللبنانية بكلفة خيالية كبّدت الخزينة "المثقوبة" حتى الآن 47 مليار دولار في مقابل دعم أممي لم يتجاوز عتبة 9 مليارات دولار واستفادة  UNLIMITEDمن الكهرباء والمياه والفيول والقمح والخبز والأدوية وجميع أصناف الموادّ المدعومة، وخصوصاً بعد اندلاع الأزمة عام 2019.

المسجّلون من النازحين في "قيود" المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR، البالغ عددهم فقط نحو 826 ألف نازح، يَنعمون بدولارات "فريش" ورعاية صحّية ومساعدات واهتمام أمميّ و"تطنيش" لبناني رسمي "فوق فوق العادة" أتاح لهذه الفئة من النازحين إمساك اللعبة من طرفَيها: استفادتهم من غطاء دولي لتثبيت وجودهم في لبنان والعمل، خلافاً لقوانين النزوح، في مهن متعدّدة تصل إلى حدّ "البيزنس" الخاص. هو واقع يستفيد منه عمليّاً جميع النازحين الموجودين على الأراضي اللبنانية من دون استثناء.

ميقاتي المسؤول الأوّل عن فتح الحدود على أخطر أزمة وجودية تهدّد الكيان اللبناني عام 2011 "لوازم" شدّ العصب والشعبوية والمزايدة آنذاك، ما يزال يتغنّى بالثناء الدولي على أدائه "المُفرط" في حماية السوريين على حساب مصلحة اللبنانيين العليا

أمّا الفئة غير المُسجّلة من النازحين، التي استفاقت الحكومة اليوم على أخطار كتلتها المُتضخّمة، فتشكّل مع "نازحي الأمم" (كما يطلق عليهم) القنبلة الأكثر خطورة التي تهدّد الداخل اللبناني على مستوى الأمن القومي والاجتماعي والاقتصادي والمالي والوضع الأمني، في وقت يسجّل فيه السوريون نِسباً عالية من حيث التورّط في الارتكابات والجرائم الجنائية، متجاوزين في ذلك "المُعدّل" اللبناني.

محاكمة علنيّة

من دون أدنى شكّ تستحقّ الحكومات المتعاقبة منذ عام 2011 حتى اليوم مُحاكَمة عَلنيّة من دون سقوف في شأن تعاطيها "المشبوه" مع قنبلة النازحين.

لا تكفي في هذا الإطار الرسالة التي وجّهها ميقاتي إلى الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس نهاية العام المنصرم، والتي رأى فيها أنّ "ما يواجهه لبنان يقتضي مقاربة مختلفة في التعاطي مع أزمة النزوح السوري قبل أن تتفاقم بشكل يخرج عن السيطرة"، مطالباً "بتنفيذ الآليّات الدولية المعتمَدة حول عودة اللاجئين".

ميقاتي المسؤول الأوّل

ميقاتي المسؤول الأوّل عن فتح الحدود على أخطر أزمة وجودية تهدّد الكيان اللبناني عام 2011 "لوازم" شدّ العصب والشعبوية والمزايدة آنذاك، ما يزال يتغنّى بالثناء الدولي على أدائه "المُفرط" في حماية السوريين على حساب مصلحة اللبنانيين العليا.

في كانون الأول 2012 أثنت السفيرة الأميركية مورا كونيللي خلال لقائها ميقاتي على "كَرَم الشعب اللبناني، وجهود الحكومة بالتعاون مع شركاء ومنظّمات دولية من أجل توفير المساعدات الإنسانية للعدد المتزايد من اللاجئين السوريين والفلسطينيين والمجتمعات اللبنانية التي استقبلتهم"، فيما كانت الأصوات داخل حكومته تحذّر من تمدّد بقعة زيت النزوح في ظلّ عجز لبناني كامل عن تحمّل عبء النزوح غير المنظّم. يومها كان عدد النازحين 160 ألف سوري.

دعوة لاستيعاب النازحين... في لبنان

في خطابه في العام نفسه بالأمم المتحدة بنيويورك قال رئيس الحكومة لرؤساء دول العالم: "أنا والآن في نيويورك أصبح عدد اللاجئين 70 ألفاً (أقلّ من الرقم المقدّر يومها)، وهو رقم مرشّح للتزايد. صحيح أنّ الحكومة اللبنانية اعتمدت سياسة النأي بالنفس سياسياً، إلا أنّها لم تنأ بنفسها عن تقديم أوسع نطاق من المساعدات الإنسانية للنازحين، الذين وفدوا إلى المناطق اللبنانية. وأنا أدعو المجتمع الدولي إلى مساعدة لبنان على استيعاب الكمّ المتزايد من النازحين".

من دون أدنى شكّ تستحقّ الحكومات المتعاقبة منذ عام 2011 حتى اليوم مُحاكَمة عَلنيّة من دون سقوف في شأن تعاطيها "المشبوه" مع قنبلة النازحين

تذرّع ميقاتي يومها "بتجربة مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وتجربة مخيّمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن التي لم تُثبت جدواها" ليبرّر عدم تبنّي لبنان سياسة إنشاء مخيّمات على الحدود.

قال حرفيّاً: "منذ رفض لبنان إنشاء مخيّمات لهم على أراضيه، اختار أن يؤمّن إسكانهم. قطنوا لدى عائلات لبنانية، وقدّمنا مساعدات اجتماعية وإنسانية إلى الضيف، وكذلك إلى المضيف، من أجل استيعاب وزر العبء الإضافي، نظراً إلى قدراتنا المحدودة. لم نكن مستعدّين، ولا نزال، لإقامة مخيّمات. إلا أنّنا لا نتأخّر عن القيام بأيّ دور أو واجب إنساني حيال هذه المشكلة المتفاقمة".

العونيّون: صوت في "براري" الحكومة

كلّ ذلك من دون خطّة واضحة للحكومات المتعاقبة في لجم الأخطار المتزايدة نتيجة تكريس حالة النزوح "المفتوحة" من دون ضوابط، مع تسجيل موقف اعتراضي لا لبس فيه للفريق العوني المُمثّل بميشال عون وجبران باسيل الذي رفع الصوت عالياً وبشكل متكرّر وصولاً إلى حدّ المطالبة عام 2013 بوقف استقبال النازحين السوريين والفلسطينيين وضبط الحدود بشكل كامل من دون النجاح في فرض خطّة حكومية لمواجهة أخطر أزمة إنسانية في تاريخ لبنان الحديث.

ميقاتي في دمشق

على مدى 12 عاماً لم يغيّر ميقاتي موقفه من "حسن إدارة" حكومته لملفّ النازحين إلى اللحظة التي تقصّد فيها تسريب كلامه live إلى الإعلام خلال اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملفّ النازحين السوريين، وفيه تحدّث عن "عصابات تُدخِل السوريين بطريقة غير شرعية عبر البقاع وعكار إلى لبنان مقابل مبالغ مالية ضخمة، فيما البلد لم يعد يتحمّل أعباء النزوح".

بعض الوزراء المُقاطعين لجلسات الحكومة سأل "ماذا فَعَلت حكومة ميقاتي للجم أخطار النزوح التي تشكّل العصابات التي تحدّث عنها جزءاً منها؟ فليُرِنا جدول رحلاته إلى الخارج أو جدول لقاءاته مع المسؤولين الغربيين في لبنان التي دقّ فيها ناقوس خطر اللجوء السوري. أين مواقفه المحذّرة من المشروع الدولي المشبوه لتوطين السوريين في لبنان؟ وهل يعقل أنّ الحكومة حتى الآن لا تملك داتا النازحين الموجودة لدى مفوضية النازحين؟ وما المانع من ذهاب ميقاتي بنفسه إلى سوريا التي سبقه إليها السعوديون لحسم ملفّ النازحين واللحاق بالنظام السوري إلى باب داره لمعرفة موقفه الحقيقي من عودتهم؟".

وفق المنطق الأمنيّ ليس الجيش، الذي تعرّض لحملة غير بريئة، معنيّاً بترحيل النازحين، بل يقوم بعمله البديهي بترحيل كلّ سوري لا يتمتّع بصفة اللجوء أو مرتكب ومخلّ بالأمن. وواقع الحال أنّه يجب محاسبته إذا لم يفعل ذلك

وزير المهجّرين لاجئ خارج السراي

استغرب هؤلاء عدم دعوة ميقاتي "وزير المهجّرين عصام شرف الدين إلى الاجتماع مع العلم أنّ مجلس الوزراء وافق سابقاً على تسليمه ملفّ النازحين وكلّفه زيارة سوريا. وشرف الدين بصفته الوزارية أعلن في آب 2022 أنّه سيُعاد 15 ألف نازح سوري شهرياً".

هذا وكان ميقاتي قد كلّف أمس المدير العام للأمن العام بالوكالة العميد الياس البيسري متابعة ملفّ إعادة النازحين السوريين "لتأمين العودة الآمنة والطوعية وتنفيذ مقرّرات اللجنة الوزارية والتواصل مع الجهات السورية المعنية والاستعانة بمن يراه مناسباً في سبيل إنفاذ المهمّة المطلوبة".

الجيش والأمن العامّ

يقول متابعون حياديون لملفّ النازحين السوريين إنّ انصياع رؤساء الحكومات منذ 2011 لرغبة الغرب بتأمين مقوّمات بقاء النازحين في لبنان قابله شغل أمني على مستويَين تكفّل بالحدّ نوعاً ما من تداعيات الكتلة البشرية "النازِحة" في لبنان:

- جهد الجيش الحثيث، وخصوصاً منذ نيسان 2019، وتكثيف عمله الأمني لترحيل السوريين الذين لا يَحملون أوراقاً قانونية والمتسبّبين بإشكالات في المناطق والمُرتكِبين والمُلاحَقين بجرائم جنائية من خلال مداهمات لبعض الأوكار غير المنضبطة التي عادة ما تضمّ سوريين دخلوا خلسة وبطريقة غير شرعية إلى لبنان.

وفق المنطق الأمنيّ ليس الجيش، الذي تعرّض لحملة غير بريئة، معنيّاً بترحيل النازحين، بل يقوم بعمله البديهي بترحيل كلّ سوري لا يتمتّع بصفة اللجوء أو مرتكب ومخلّ بالأمن. وواقع الحال أنّه يجب محاسبته إذا لم يفعل ذلك.

- المهمّة التي تولّاها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والتي أدّت منذ بدء الخطة عام 2017 حتى تشرين الأول 2022 إلى استحداث 17 مركزاً للعودة إلى بلادهم ضمن إطار العودة الطوعية، مع تكرار إبراهيم لازمة "عدم خضوعنا لأيّ ضغوطات (غربية) في مقابل ترحيب وتسهيل من الجانب السوري وتأكيد على عدم إجبار أيّ سوري على العودة".

في المقابل، لم تشفع تحذيرات إبراهيم من أنّ 42% من مجموع السجناء في لبنان هم من الجنسية السورية، وأنّ عدد النازحين السوريين تقريباً نصف عدد اللبنانيين المقيمين، في دفع الحكومة إلى إعلان الاستنفار، وهو الذي جاهر بـ "رفض طريقة التعاطي التي تتمّ معنا من قبل كثيرين، وعلى رأسهم منظّمات إنسانية وأخرى تدّعي الإنسانية تحاول أن تملي علينا إرادتها".

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

 

سليمان فرنجيّة رئيساً.. "عضّة كوساية"

زياد عيتاني/أساس ميديا/الجمعة 28 نيسان 2023

يحقّ لسليمان فرنجية أن يدّعي أنّه المرشّح الرئاسي الوحيد الذي أعلن مشروعه الرئاسي أمنيّاً وسياسياً واقتصادياً ودولياً، وسط تعدّد الأسماء المرشّحة الكبيرة والصغيرة الملتزمة الصمت، والمعتمدة على الصورة وربطة العنق وعمل السماسرة والوسطاء، من دون أن تعلن مشروعاً سياسياً واضحاً. كما من حقّ سليمان فرنجية علينا، اتّفقنا معه أم لم نتّفق، أن نعترف أنّه المرشّح الرئاسي الوحيد، لا بل القيادي المسيحي الوحيد، إذا استثنينا الصديق الدكتور فارس سعيد، الذي وقف على منبر بكركي أكثر من مرّة، معلناً إيمانه والتزامه باتفاق الطائف دستوراً ووثيقة تعايش وأمان للبنان، من دون زغل أو تردّد أو روابط لغوية من نوع إذا.. أو.. وسوف.. ولكن..

يخوض سليمان فرنجية معركته الرئاسية من دون إعلان رسمي بالمعنى التقليدي للإعلان في مثل هذا الحدث، مستنداً إلى ثلاث أدوات:

1- البطريركية المارونية منبراً للمعركة، وهي التي استضافته في خطابه الرئاسي الأول في 25 كانون الثاني 2023، ثمّ في خطابه الثاني في 18 نيسان 2023.

2- تنميط صورة المرشّح التوافقي من بوّابة المشروع السياسي الواضح وليس من بوّابة الخلفية السياسية. وهو القائل "كلّ من هو مطروح مرشّحاً وسطيّاً يملك خلفيّة سياسية".

3- إبراز شخصية "الرجل صاحب الموقف"، الذي لا يتراجع عن موقفه الوطني، وليس الموقف المتداول عبر تراكم السنين وتسارع الأحداث.

يحقّ لسليمان فرنجية أن يدّعي أنّه المرشّح الرئاسي الوحيد الذي أعلن مشروعه الرئاسي أمنيّاً وسياسياً واقتصادياً ودولياً، وسط تعدّد الأسماء المرشّحة الكبيرة والصغيرة الملتزمة الصمت، والمعتمدة على الصورة وربطة العنق

هذا هو مشروعي فأين مشروعهم؟

ما بين الحوارَين المتلفزَين والإطلالتَين من منبر البطريركية المارونية، طرح المرشّح لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية مشروعه السياسي، مستنداً إلى تحديث وتفعيل هذا المشروع مع تقدّم ظروف المعركة ومتطلّباتها.

في الإطلالة الأولى من الصرح البطريركي في 25 كانون الثاني 2023 جاء مشروع فرنجية الرئاسي من خمس نقاط:

1- الالتزام باتفاق الطائف وتطبيقه بالكامل نصّاً وروحاً.

2- إطلاق حوار لإقرار استراتيجية دفاعية تعالج ملفّ سلاح حزب الله.

3- معالجة ملفّ النازحين السوريين مع الحكومة السورية.

4- إرساء أفضل العلاقات مع الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

5- إصلاح القضاء عبر محاربة تسييسه.

بالمقابل في الإطلالة الثانية من الصرح البطريركي في 18 نيسان 2023 أكّد فرنجية النقاط الخمس، مضيفاً إليها التزامه بالإصلاح الاقتصادي والنقدي عبر بوّابة صندوق النقد الدولي، موضحاً ما يجب إيضاحه في هذا المجال، وهو أنّ التزامه بذلك نهائي وإن عارضه حزب الله.

ملفّ قرداحي

بدا لافتاً تطرّق فرنجية في إطلالته البطريركية الثانية إلى قضية وزير الإعلام السابق جورج قرداحي عرضاً حين قال من بوّابة الإشارة إلى أنّه لا يتراجع عن مواقفه: "عندما قام جورج قرداحي بتصريح كان من السهل التخلّي عنه فأنا مرشّح رئاسي، لكن لم أفعل مع أنّي أحترم السعودية وأتمنّى أفضل العلاقات معها".

يدرك فرنجية كما يدرك الكثير من الساسة والمتابعين، أنّ ملفّ جورج قرداحي يكاد يكون الملفّ الأصعب في تعبيد الطريق لعبور طريق قصر بعبدا

أراد فرنجية من هذا التطرّق العارض إلى ملفّ قرداحي، أن يوصل رسالة مفادها أنّ موقفه من قرداحي ليس ضدّ المملكة، أو كرهاً بها، بل لسبب مبدئي هو أنّه لا يتخلّى عن أصدقائه.

يدرك فرنجية كما يدرك الكثير من الساسة والمتابعين، أنّ ملفّ جورج قرداحي يكاد يكون الملفّ الأصعب في تعبيد الطريق لعبور طريق قصر بعبدا. هو بمنزلة "عضّة الكوساية" التي تفصله عن كرسي الرئاسة الأولى. وهذا ما يجعل التناول العارض لملفّ قرداحي مرشّحاً أن يكون بنداً أساسياً في إطلالة فرنجية الرئاسية الثالثة كما هو متوقّع.

عندما سُئل فرنجية عن موقفه من قائد الجيش العماد جوزف عون المرشّح للرئاسة قال: "لم أرفض يوماً قائد الجيش، لكن أنا أُسأل عن مشروعي السياسي في حين لم يَسأل أحد قائد الجيش وكي أقبل باسم مرشّح يجب أن أعرف مشروعه".

فرنجيّة: استعملوني...

يقول أحد المراقبين خارج الحدود إنّ على معارضي فرنجية التفكير بمنطق الهرَم المقلوب. في حال وصوله إلى الرئاسة سيبذل جهداً كبيراً للتأكيد لخصومه ومعارضيه عربياً وداخلياً أنّه سيكون رئيساً للجميع عادلاً يحكم وفق اتفاق الطائف، وأمّا في حال وصول أحد غيره فسيبذل هذا الآخر بعيداً عن اسمه جهداً للتأكيد للحزب أنّه لن يطعنه بظهره وإن كان هذا التأكيد سيحصل على حساب كون رئيس الجمهورية رئيساً لكلّ لبنان.

فرنجية المرشّح الرئاسي يتقدّم بمشروعه، وأيضاً بالضمانات التي يحملها بشخصه وتاريخه الذي يعيّره به معارضوه، وهو القائل: "أنا قادر أن آخذ من المقاومة ما لا يستطيعه أيّ مرشّح آخر، وكذلك من سوريا..".

في إطلالته التلفزيونية أمس الأول الأربعاء قال مخاطباً الجميع في ما يتّصل بالنقاش الدائر بشأن اللاجئين السوريين: "استعملوني لحلّ هذا الملفّ، أنا قادر على محاورة الداخل والخارج".

.. سليمان فرنجية هو بمنزلة الدواء الذي يُزعجنا تناوله، لكنّه قد يكون الحلّ المتوفّر لأمراضنا المستعصية.

لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@

 

لا "فيتو" سعوديّاً على "أيّ اسم"

بديع يونس/أساس ميديا/ الجمعة 28 نيسان 2023

لا يملك لبنان في رصيده الاقتصادي ما هو أهمّ وأكبر من قطاع الخدمات، ومن ضمنه القطاع السياحي. منذ منتصف القرن الفائت وما تلاه، وصولاً إلى الحرب اللبنانية، كانت "سويسرا الشرق" مقصداً للعرب أوّلاً، وللعالم ثانياً. مع انتهاء الحرب، عاد الحال إلى ما كان عليه قبلها. الفارق هو معادلة جديدة فرضها الأمر الواقع، وهي معادلة "الاقتصاد مقابل السلاح" في ظلّ "الوصاية السورية" على لبنان. وحتى لو توقّفنا عند بعض الآراء المتفاوتة بشأن سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاقتصادية إلا أنّه لا تباين في أنّ وضع لبنان وبيروت كان أفضل حالاً ممّا هو عليه اليوم. وحتى لو توقّفنا عند آراء منتقدي "سوليدير"، لا يمكن إلا أن نقول إنّنا نشتاق لبيروت المضاءة ولشوارعها التي تعجّ بالسيّاح ويعمل في مطاعمها وأسواقها شباب لبنانيون يعيلون ذويهم ويدفعون أقساطهم الجامعية.

لم يتغيّر موقف السعودية من الملفّ الرئاسي اللبناني، فالمعايير هي نفسها، وقد كانت وما تزال تنطبق على أيّ رئيس سيتسلّم مقاليد الحكم في بعبدا

يتعامل الغرب اليوم مع لبنان بالمنطق المعتاد، ويتجلّى ذلك في الملفّ الرئاسي "الفارغ". لكنّ الأميركيين والأوروبيين يفوتهم، على ما يبدو، أنّ متغيّراً مهمّاً طرأ على سياسة دول الخليج واستراتيجيّاتها. لم تعُد أيٌّ من هذ الدول، وعلى رأسها السعودية في عهد الملك سلمان ووليّ العهد محمد بن سلمان، كما كانت قبلاً. تتعامل المملكة بـ"استقلالية" وفق مصالحها ومصالح مواطنيها. تتمنّى الخير للجوار، لكنّها غير مستعدّة للذهاب أبعد من اللبنانيين أنفسهم، ولا أن تكون "أمّ الصبي" وتتعامل مع لبنان أو غيره وفق ثوب مفصّل في الغرب يُراد إلباسه في الشرق إن لم يتناسب مع مصالحها المُعلنة في أكثر من مناسبة، وعلى رأسها "حسن عيش المواطن السعودي".

لم تترك الرياض بيروت، لكنّها تصالحت مع فكرة أنّ لبنان ترك حاضنته العربية. وانطلاقاً من هذه النقطة تحديداً قد يكون من الأنجع قراءةُ الملفّ الرئاسي وعدم الوقوع في فخّ كلمة "الفيتو السعودي". وفي هذا الإطار لا بدّ من ذكر الحقائق التالية:

أوّلاً: لا مصالح للسعودية اليوم في لبنان. فيما للأخير مصالح مع الرياض والخليج عموماً. وأيّ رئيس يأتي إلى بعبدا بغضّ النظر عن اسمه وتمثيله سيترتّب عليه استرجاع الثقة العربية والخليجية إن كان ينوي انتشال لبنان من أزماته.

ثانياً: لا مشكلة سعودية مع أيّ اسم ما دام ينتهج سياسة حسن الجوار ويلتزم سياسة النأي بالنفس ويضمن الاستقرار للبنان ويمنع تحويل البلاد مجدّداً إلى منصّة سياسية وميليشيوية وإعلامية ضدّ دول الخليج الشقيقة، وعلى رأسها السعودية.

ثالثاً: يعود للّبنانيين وحدهم اختيار رئيسهم العتيد. فالرياض تحترم سيادة الدول وتتعامل معها وفق المصالح المشتركة والمتبادلة. من هنا يترتّب على اللبنانيين ورئيسهم المقبل التصرّف بالحكمة الضرورية لاستعادة ثقة المجتمع العربي، حتى قبل استعادة ثقة المجتمع الدولي.

رابعاً: لن تتدخّل السعودية أو تضع "فيتو" على أيّ رئيس، لكنّها ستمدّد الفيتو على "لبنان – السياسي" لـ 6 سنوات مقبلة إذا كان الرئيس العتيد امتداداً لسياسة السلف ميشال عون الذي قدّم أوراق اعتماده لحزب الله وتصرّف وفق أجندة الحزب بعيداً عن مصالح الشعب اللبناني وحوّل البلاد إلى منصّة تهديد للجوار العربي والخليجي.

يمكن القول إنّه لا فيتو سعوديّاً على أيّ اسم يصل إلى الرئاسة، بل الفيتو هو على المعايير السائدة حالياً والمستمرّة منذ 6 سنوات ونيّف والتي فرضتها قوى الممانعة وتسلّط السلاح

عليه لا فيتو من الرياض على أيّ رئيس، بل هناك ترقّب سعودي لِما سيفعله أيّ رئيس مقبل لشعبه ولدول الجوار.

إزاء هذه الوقائع لا بدّ من طرح مجموعة أسئلة على الداخل اللبناني، وخصوصاً السياسي: هل يمكن لرئيس أتى به حزب الله الوقوف بوجهه متى قرّر تنفيذ قرار خارجي بتحويل لبنان مجدّداً إلى منصة تهديد للجوار؟ هل تستقرّ البلاد أمنيّاً وتقدّم الضمانات اللازمة لإعادة الاستثمارات العربية والدولية إلى البلاد؟ هل ينشط القطاع السياحي ويعود العرب إلى ربوع لبنان بدون خوف على حياتهم من ميليشوي هنا، أو خاطف أو سارق هناك، أو عدوّ للأشقّاء العرب هنالك؟

حبّذا لو يعلم اللبنانيون أن لا خلاص للبنان إلّا باستعادة دوره الخدماتي، وعلى رأسه استقطاب وتفعيل السياحة وتشجيع العرب على الاصطياف في ربوعه من دون أن يتعرّض الهدوء والاستقرار لصواريخ عبثية تنطلق من الجنوب فتهدّد موسم الصيف قبل أن يبدأ وتطيح بالسياحة. ففي كلّ ذلك تكمن شروط العودة. فمن هو الرئيس الذي سيعمل على ضمان وتنفيذ هذه الشروط، وعلى رأسها الأمن والاستقرار وسياسة حسن الجوار؟

في الخلاصة يمكن القول إنّه لا فيتو سعوديّاً على أيّ اسم يصل إلى الرئاسة، بل الفيتو هو على المعايير السائدة حالياً والمستمرّة منذ 6 سنوات ونيّف والتي فرضتها قوى الممانعة وتسلّط السلاح. لم يتغيّر موقف السعودية من الملفّ الرئاسي اللبناني، فالمعايير هي نفسها، وقد كانت وما تزال تنطبق على أيّ رئيس سيتسلّم مقاليد الحكم في بعبدا.

*كاتب لبناني مقيم في دبي

 

جعجع وسمفونيّة Dvorak

سامي كليب/أساس ميديا/الجمعة 28 نيسان 2023

يؤمن سمير جعجع بأنّ كلّ شيءٍ في هذا الكون له خطٌّ بيانيٌّ مرسومٌ بدقّة، وبأنّ قدره كـ"محارب دائم" هو في قراءة الواقع والتكيّف معه والاستمرار بالسير صوب الهدف.

ربّما يكون البُعد الدينيّ التبشيريّ في جذور هذه القناعة، ذلك أنّ الرجل تأثّر بالإنجيل والعهدين القديم والجديد، ومرّ قليلاً بقراءة سطحيّة على القرآن أثناء سجنه، فتعمّقت مسيحيَّته. وهو قرأ كذلك، وعلى نحوٍ أعمق، أفكار الكاهن اليسوعيّ والفيلسوف الفرنسي بيار تيار دو شاردان القائل: "في نهاية الأمر، إنّ الأسئلة حول سبب حدوث الأشياء السيّئة للأشخاص الطيّبين، تُحوّل نفسَها إلى أسئلةٍ مختلفةٍ تماماً، ولم تعد تسأل لماذا حدث شيءٌ ما، بل تسأل كيف سنردّ، وما الذي ننوي فعلَه الآن بعد حدوثه".

يستمع رئيس حزب القوّات اللُّبنانيّة الذي لم يشأ حتّى اليوم تغيير صفة "القوّات" عن حزبه السياسيّ، إلى الكثير من الأغاني العربيّة، وهذا دأبُه منذ أيام الحرب الأهليّة السيّئة الذكر، فهو كان يُشاهد الكثير من الأفلام ويستمع إلى الموسيقى، وكان يحلم بالذهاب إلى بعض النوادي الليليّة لو استطاع إلى ذلك سبيلاً. غالباً ما يستمع إلى معظم الأغاني العربيّة من الكلاسيكيات الشهيرة، مروراً بما يُعرف بـ" الطقطوقة"، ووصولاً إلى الكليبّات المصوّرة.

يؤمن سمير جعجع بأنّ كلّ شيءٍ في هذا الكون له خطٌّ بيانيٌّ مرسومٌ بدقّة، وبأنّ قدره كـ"محارب دائم" هو في قراءة الواقع والتكيّف معه والاستمرار بالسير صوب الهدف

حين "يتغرّب" موسيقيّاً، تجذبه واحدةٌ من أعرق السمفونيات العالميّة المعروفة باسم "New world" (العالم الجديد) لمؤلّفها المُبدع التشيكيّ الأصل والأميركيّ الشُهرة Antonin Dvorak  المولود في براغ عام 1841.

ثمّة تشابه لافت بين سمير جعجع وهذه السمفونيّة. فهي مثله حاولت منذ نحو مئتي سنة أن تُجاري العصرَ الأميركيّ، لكنّها بقيت جبليّة الإيقاع صاخبة في مقاطع أساسيّة منها، وهي مثله أخذت بعضَ روحَها من تراث السكّان البسطاء الأصيلين لأميركا من الهنود الحُمر، تماماً كما يحاول هو أن يتمترس في حصنه قرب شجر الأرز، مؤثِراً الطبيعة على ضجيج المُدن وتلوّثها وخطرها. وهي مثله كذلك لم تُكمل حُلُمَها فتوقّفت عند الجزء الأول منها، تماماً كما يصطدم طموحُه الرئاسيّ دائماً في منتصفات الطرق، إمّا لخطأ في الحسابات والقراءات، أو بسبب العناد والمكابرة، وإمّا لعدم القدرة على تحمّل حجم التنازلات.

سمير جعجع.. الرئيس

يحقّ لسمير جعجع، من الناحية الدستوريّة والعرفيّة والمنطقيّة، أن يكون رئيساً. فهو مارونيّ من عرين الموارنة في شمال لُبنان، وهو يتربّع على عرش واحدة من أكبر الكتل النيابيّة والشعبيّة في الوسط المسيحي، وفي لبنان أيضاً. وليس سهلاً عليه بالتالي أن يقبل برئيسٍ لا يملك رُبع هذه الكتلة. لكنّه يتكيّف مع رفضِ شخصه لهذا المنصب، فيخترع مُخرجات وإحراجات أخرى، تُبقيه لاعباً أساسيّاً حول رقعة الشطرنج، حتّى لو لم تحقّق حلمه، وحتّى لو أوحى بالرغبة بالتقسيم.

ابنُ العسكريّ، المولود بسبب خدمة والده، في عين الرمّانة، جذبته العاصمة بأضوائها حين كان في أوج الشباب، ثمّ انكفأ عنها لخطرها وزواريبها وانتفاضاتها. ثمّ جذبه الطبّ لكنّه اضطرّ إلى الانكفاء عنه ولم يندم. فهو لا يرى في هذه المهنة غير الملل والرتابة. وجذبته الحرب، فخاض غمارَها، وكاد يُقتل أكثر من مرّة، ثمّ انكفأ غير نادم على خوضها ولا على تركها. لكنّه تعلّم منها أنَّ القدر أقوى من كلّ شيء، وأنّ الهوّة بين الإقطاع المارونيّ وبين إنسانٍ عاديٍّ أعمق ممّا كان يعتقد.

حين انخرط في معترك السياسة، أوصلته إلى السجن سريعاً في مرحلتها الأولى، ثمّ أرجَحَتْه بين قناعاتِه وبين التسويات الكثيرة التي اضطرّ إلى الانكفاء خلفها وهو يتابع "مسار المُحارب"، تارة مع خصمه اللدود التيّار الوطنيّ الحرّ، وتارة أخرى مع القيادة الحريريّة للسُّنّة في لُبنان، وهو يُدرك تماماً أنّ العمقَ السنّيّ والعوامّ في الطوائف الأخرى يرفضان وصوله إلى الرئاسة.

ليس أكثر شعوراً بالغُبن من رجلٍ يرى حُلمَه قابَ قوسين أو أدنى، ويرى أنّه الأكثر أحقيّة بالمنصب، ولا يستطيع الوصول إليه لأسباب يراها غير منطقيّة.

.يستمع رئيس حزب القوّات اللُّبنانيّة الذي لم يشأ حتّى اليوم تغيير صفة "القوّات" عن حزبه السياسيّ، إلى الكثير من الأغاني العربيّة، وهذا دأبُه منذ أيام الحرب الأهليّة السيّئة الذكر

وليس أكثر شعوراً بالظُلم من قائدٍ عسكريّ سياسي كاد يعتبرُ نفسه سيّد اللُّعبة في منطقته، فإذا به يُرمى 11 عاماً في غياهب السجن، وهو مقتنعٌ بأنّه ظُلم، ليس لأنّه لم يرتكب مجازر كغيره من زعماء الميليشيات وأمراء الحروب، بل لقناعته المسيحيّة والتبشيريّة والعقائديّة والسياسيّة، بأنّه أوّلاً قام بكلّ ذلك لحماية الموارنة، وثانياً لأنّه الوحيد بين كلّ أمراء الحرب من أُدخل السجن.

جعجع و"العروبة"

لا تعني العروبةُ شيئاً في التفكير العميق لسمير جعجع، فمسيحيّته ولبنانيّته هما الأساس، لكنّه كـ"محارب دائم"، لا يعدم وسيلة لمتابعة المسير، ولا بأس إن تقارب مع السعوديّة حتّى في أوج فكرها الإسلاميّ الوهّابي، قبل أن يأتي الإنقاذ الإصلاحي الديني والفكري والاجتماعي على يد وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، فينقذ السعوديّة وينقذه من الإحراج.

نجحت القوّات اللبنانيّة بزعامة سمير جعجع في بناء مؤسّساتٍ حقيقيّة، وتميّز نوّابُها بقراءة دقيقة ومتابعة وثيقة للملفّات، وتقدّمت بمشاريع قرارات إصلاحيّة كثيرة في المجلس، وبينها ما يناهض العنف بكلّ أشكاله، وأسَّست مدرسة تثقيف سياسيّ حضاريّة ونموذجيّة لكوادرها، وتتقن لعبة الإعلام بامتياز عبر إطلالات مدروسة لكوادرها، أو من خلال لولب الإعلام أنطوانيت جعجع وباني الجسور السياسيّة والثقافية ملحم رياشي.

في 25 تشرين الأول من عام 1952، بلغ سمير جعجع الحادية والسبعين من العُمر، أمضى منها أكثر من 50 عاماً مُقاتلاً أو سياسيّاً. ليس سهلاً على مَن جاء من بيئة متواضعة، وغزا قلب ابنة الإقطاع البشرّيّ السيّدة ستريدا، أن يكتفي بالسير والتكيّف. وليس سهلاً عليه أن يُرشّح أحداً غيره لمنصب الرئاسة من داخل حزبه، حتّى لو كانت زوجته. ولن يكون سهلاً عليه بالتالي، القبول برئيسٍ يعتبره أقلّ تمثيلاً منه بكثير في الجانب المسيحيّ، ويُدرك أنّه يحمل في قلبه آثارَ جريمةِ زغرتا التّي لن تُمحى حتّى لو غابت عن المداولات.

هو حُلْم لم يكتمل، تماماً كسمفونيّة Dvorak، واللافت أنّ التاريخَ يُعيد نفسَه، ولكن كلّ مرّة بصورة أقسى على رئيس حزب القوّات اللُبنانيّة، فكلّ حساباته كانت تقول بإطاحة قريبة بالرئيس السوريّ بشّار الأسد، وبأنّ حزب الله في طور التقهقر، وأنّ السعوديّة ستستمرّ في صراعها مع إيران، وأنّ انتفاضة تشرين اللبنانيّة في عام 2019 تُمهّد لإطاحة طبقة سياسيّة اعتبر جعجع أنّه لا ينتمي إليها.

توقّف الحُلْم في منتصف الطريق، لكنّ السير مستمرٌّ، ولا بُدّ من البحث عن استراتيجية تكيُّف جديدة لمن يصف نفسه بـ"المحارب الدائم والتلميذ الدائم".

ألم يقُل تِيار دو شاردان إنّ "ما يشلّ الحياة هو قلّة الإيمان والجرأة، والصعوبة لا تكمن في حلّ المشاكل، ولكن في التعرّف إليها".

لا شكّ في أنّ سمير جعجع فرض نفسه لاعباً أساسيّاً، أوّلاً على بيئة إقطاعيّة (خصوصاً آل الجميّل وشمعون) أرادت استخدامه فطوّعها، وثانياً في وطنٍ انتهى نظامه ولم يولد فيه بعد أيُّ مؤشّر إلى نظامٍ جديد: فهل يتكيّف مرّة جديدة مع المتغيّرات الفارضة نفسها بقوّة في المنطقة والعالم؟ أم يتمرّد فيعرّض نفسه للخطر؟ ذلك أنّ قطار التسويات غالباً ما يسير على جثث الشعوب والأحلام.

*نقلاً عن موقع لعبة الأمم

 

رئاسة الجمهورية صارت لابتزاز المسيحيين!

خيرالله خيرالله/أساس ميديا/الخميس 27 نيسان 2023

لا يزال الطريق طويلاً أمام تحقيق المصالحة السعوديّة – الإيرانيّة وأمام أن تكون لهذه المصالحة انعكاسات ما على لبنان.

لا بدّ، أوّلاً، من إيجاد جوّ ثقة متبادلة بين الجانبين السعودي والإيراني. لا يمكن خلق مثل هذا الجوّ من دون أن تكون "الجمهوريّة الإسلاميّة" دولة طبيعية تعرف حجمها الحقيقي من جهة... وتدرك أنّ شعار "تصدير الثورة" ليس سوى هرب من مشاكلها الداخليّة التي تفاقمت مع مرور الوقت من جهة أخرى.

من هذا المنطلق، يبدو الرهان على المصالحة السعوديّة – الإيرانيّة من أجل تحسّن الوضع اللبناني رهاناً مشكوكاً في نجاحه. يعود ذلك إلى استحالة معرفة ما الذي تريده إيران التي يمرّ النظام فيها بمرحلة انتقالية يصعب التكهّن بما إذا كانت ستؤدّي إلى تغيير ذي طابع إيجابي على الصعيدين الإيراني والإقليمي.

يبدو أنّ على اللبنانيين الانتظار طويلاً قبل معرفة ما إذا كانت إيران ستتغيّر وما إذا كانت ستتوقّف عن اعتبار بلدهم مجرّد ورقة في يدها تستطيع استخدامها في صفقات مع "الشيطان الأصغر" الإسرائيلي و"الشيطان الأكبر" الأميركي.

لا يزال الطريق طويلاً أمام تحقيق المصالحة السعوديّة – الإيرانيّة وأمام أن تكون لهذه المصالحة انعكاسات ما على لبنان

لغز الترسيم البحري

مَن لديه أدنى شكّ في ذلك، يستطيع سؤال نفسه لماذا اختارت "الجمهوريّة الإسلاميّة" توقيتاً معيّناً، هو الأيّام الأخيرة من نهاية ولاية الثنائي ميشال عون – جبران باسيل في تشرين الأوّل من العام الماضي، كي تسمح بترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وإسرائيل؟

لا يزال الجواب عن هذا السؤال أقرب إلى لغز من أيّ شيء آخر. ما ليس لغزاً كيف يستطيع لبنان التعاطي مع ما يدور في المنطقة في وقت يتبيّن في كلّ يوم أن لا وجود لقيادة سياسية ومرجعية فيه غير قيادة واحدة هي "حزب الله"... بمرجعيّته الإيرانية.

في انتظار وصول لبنان إلى التحرّر من المأزق الذي وجد نفسه فيه، لا يبدو مفيداً أيُّ رهان على التقارب السعودي – الإيراني الذي كان برعاية الصين ذات المصلحة الحقيقية في هذا التقارب. تعود مصلحتها إلى اعتمادها، بنسبة كبيرة من حاجاتها، على النفط والغاز الخليجيَّين، خصوصاً على النفط السعودي.

لا يمكن الاستهانة بأهمّيّة البيان السعودي – الإيراني الصادر في آذار الماضي والرعاية الصينيّة له. ليس مستبعداً أن تكون للاتفاق أبعاد في غاية الأهمّيّة على الصعيدين الإقليمي والدولي. لكن لبنان سيبقى آخر المستفيدين من هذا الاتفاق في حال حصلت بالفعل مصالحة بين الرياض وطهران بفضل الصين.

يبدو الرهان على المصالحة السعوديّة – الإيرانيّة من أجل تحسّن الوضع اللبناني رهاناً مشكوكاً في نجاحه

تهويل صفي الدين

ما يثير الشكوك أكثر في احتمال استفادة لبنان من الاتفاق، أنّ "الجمهوريّة الإسلاميّة" لم ترسل إلى اليوم، في اتجاه لبنان، أيّ إشارة تشير إلى استعداد للتراجع والتصالح مع المنطق والواقع. يؤكّد ذلك الكلام الصادر عن هاشم صفيّ الدين أحد أبرز القياديين في الحزب. قال صفيّ الدين حديثاً قبل أيام: "إذا لم يسارع بعض اللبنانيين إلى ما يُعرض عليهم الآن، فسيأتي وقتٌ وهم غير قادرين على أن يحصلوا حتى على العرض الذي يُعرض عليهم اليوم، وبالتالي على هؤلاء أن يستعجلوا اغتنام هذه الفرصة. التأخير ليس لمصلحتهم على الإطلاق، لأنّهم فاقدون لأوراق القوّة التي يدّعون ويتخيّلون أنّهم يمتلكونها، ولكن في الحقيقة هم لا يمتلكونها".

يُفهم من هذا الكلام التهويليّ الواضح والمباشر أنّ على مجلس النواب انتخاب سليمان فرنجيّة رئيساً للجمهورية... وإلّا لا رئيس جمهوريّة مسيحيّاً للبنان بعد الآن. الخيار الوحيد أمام اللبنانيين بين سليمان فرنجيّة والفراغ... مع إيحاء واضح بأنّ حرمان المسيحيين من موقع الرئاسة وارد!

هل يبقى المسيحيون أسرى موقع الرئاسة الذي لم يعُد من معنى له بعدما صارت "الجمهوريّة الإسلاميّة" تقرّر من هو رئيس الدولة في لبنان؟ استطاعت إيران أن تكون كذلك. تبدو مستعدّة لتكريس هذه القاعدة فيما هناك لبنانيون ينتظرون انعكاسات إيجابية من المصالحة السعوديّة – الإيرانية!

مرّة أخرى، هذه المصالحة حدث مهمّ عربياً وإقليمياً ودولياً، خصوصاً في ضوء الرعاية الصينيّة لها، في ضوء إصرار سعودي على دور بيجينغ. لكن، قبل لبنان يأتي اليمن وتعقيداته ومتاهاته... ويأتي العراق الذي تعتبره "الجمهوريّة الإسلاميّة" الجائزة الكبرى التي فازت بها. تأتي في هذا السياق سوريا حيث سترفض إيران عودة عقارب الساعة فيها إلى خلف بعدما تمكّنت من تغيير التركيبة الديمغرافيّة في مناطق معيّنة من هذا البلد.

خروج الموارنة من "الرئاسة"؟

هل خروج اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً من أسر موقع رئاسة الجمهورية المسيحي ومن الابتزاز الذي يمارسه الطرف الإيراني، يمثّل حلّاً؟

ثمّة حاجة إلى التفكير جدّيّاً في هذا الطرح الذي لديه ترجمة على الأرض في غير مصلحة لبنان واللبنانيين والمسيحيين منهم. أين مصلحة اللبناني في الخضوع للابتزاز الإيراني الذي يعني أن لا وجود لرئيس مسيحي (ماروني) إذا لم يكن أداة إيرانيّة على نسق ما حدث مع الثنائي ميشال عون – جبران باسيل؟ ليس صدفة انهيار النظام المصرفي في عهد الثنائي، وليس صدفة إغلاق ميشال عون الباب باكراً أمام تحقيق دولي في تفجير مرفأ بيروت صيف عام 2020.

تبقى الأهمّ من ذلك كلّه الحاجة إلى جبهة عريضة تقف في وجه المشروع الإيراني في لبنان وتسمّي الأشياء بأسمائها، سواء اُنتُخب رئيس جديد للجمهوريّة أم لم يُنتخب. يبدأ ذلك بالقول علناً إنّ لبنان تحت الاحتلال الإيراني... لكنّ ثمّة من ما يزال يقاوم هذا الاحتلال. يقاومه لبنانيون بلحمهم الحيّ، لبنانيون من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والطبقات الاجتماعيّة في داخل لبنان وخارجه بعيداً عن وهم التغييرات الإقليميّة والدوليّة.

 

بري: المشكلة عند الموارنة.. وما أسمعه لا يُريحني!

نقولا ناصيف/الأخبار/27 نيسان/2023

الرئيس نبيه برّي متشائم. كل علامات الاستحقاق الرئاسي في الداخل سودٌ. لا مؤشرات إيجابية إلى الآن على الأقل تحمله على الاعتقاد بأن انتخاب رئيس للجمهورية وشيك. لا حماسة لديه لتوجيه دعوة إلى جلسة ثانية عشرة ما دام التوافق على الرئيس معدوماً.

منذ 19 كانون الثاني الفائت لم يلتئم مجلس النواب في جلسة انتخاب. مذذاك لا فائدة من انعقاده مجدداً في ظل انقسام غير مسبوق يسود نصابيْه الدستوري والسياسي لإنهاء الشغور. انتخاب الرئيس عالق بين فكيْ الثلثين المتعذريْن وميثاقية الاقتراع. كلاهما وجهان لعملة واحدة. حضور ثلثي النواب يتضمن ميثاقية الاقتراع غير المقتصر على طائفة واحدة - وإن هي طائفة الرئيس - بل يشمل الطوائف الأخرى كذلك، لا سيما طوائف المثالثة. ما بات عليه المجلس اليوم، كأحد أدهى تداعيات انتخابات 2022، أن أسوأ من أن يمتلك فريق واحد نصاب الأكثرية يفرضه على الآخرين، هو أن لا يتمكن المجلس أبداً من الاجتماع لأن لا نصاب فيه - من دون الجميع - في الاستحقاقات الدستورية الملزمة.

القلق، غير المحدث، الذي يعبّر عنه رئيس البرلمان نبيه برّي أن «الخارج لا الداخل هو الذي يشتغل بالرئاسة اللبنانية كأنه هو وحده يصنعها».

لا يوافق برّي على أن بيان وزارة الخارجية الفرنسية في 20 نيسان أعاد الاستحقاق الرئاسي خطوات إلى الوراء بتنصل باريس من دعمها انتخاب سليمان فرنجية رئيساً. لا يزال يتمسك بترشيحه كما حزب الله وحلفاؤهما، ولا يزال يعتقد بأن السجال يدور من حول هذا الترشيح، على الأقل بالنسبة إلى مؤيديه. ويقول: «ليس تنصّلاً وليس حتماً نفياً. ما هو إلا محاولة تطرية الموقف»، معبّراً ضمناً عن يقينه بأن الفرنسيين لم يتخلوا عن ترشيح النائب السابق لزغرتا، قبل أن يشرح مفهومه لـ«النفي» الذي يكون أحياناً في معرض التأكيد أو أقل بقليل من ذلك. ويستعيد هنا واقعة قديمة يمكن أن يُطابَق بها مغزى النفي الفرنسي: «كانت لياسر عرفات ومنظمة التحرير في ما مضى وكالة أنباء اسمها وفا معروف عنها أن ما تعلنه في الصباح تنفيه بعد الظهر. ذهبت ومحسن إبراهيم يوماً إلى عرفات. بدخولنا عليه قال للفور: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، استغفر الله العظيم. ثم أضاف: خير إن شاء الله. عندما أراكما أستعيذ بالله. قال له محسن إبراهيم: نبيه لديه ما يسألك عنه. قلت: ليس عندي ما أسأل ولا ما أجيب. احكِ أنت. قال محسن: أبو عمار لديكم وكالة وفا أم وكالة نفى؟».

ملخص ما يراد استنتاجه، دونما أن يفصح رئيس المجلس، أن الفرنسيين ماضون بفرنجية، وهم يحاولون استيعاب ردود الفعل حيال موقفهم خصوصاً من الأفرقاء المسيحيين وأخصهم الذين يرفضون انتخابه. ويضيف: «وجّهوا إليه (فرنجية) أسئلة في باريس وقالوا إنهم سيرسلونها إلى السعودية ويعودون إليه بأجوبة. إلى الآن لا علم لي إن أتت الأجوبة. ننتظر عودة السفير السعودي المفترض أنه يحملها. إذا عاد بها وكانت إيجابية سنلمس الشغل على الأرض هنا في لبنان وليس في الخارج. المحزن الآن، وهذا بادٍ تماماً، أن الخارج لا نحن هو الذي يشتغل بالرئاسة اللبنانية».

ماذا يتوقع من الموعد المضروب له اليوم مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان؟ يقول برّي إن الزيارة «مهمة لأنها التحرّك الإيراني الأول حيال لبنان بعد الاتفاق السعودي - الإيراني في الصين. حصول الزيارة مهم في ذاته. علينا انتظار ما سيحمله. لكن أيضاً انتظار عودة السفير السعودي». ويتابع: «سوى ذلك نحن في مأزق. ما لا أفهمه ولا أجد تفسيراً له ونحن في معضلاتنا التي لا تتوقف، أن بين الأفرقاء مَن لا يريد الدخول إلى مجلس النواب، وبينهم مَن لا يريد الدخول إلى الحكومة، وبينهم مَن لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية. أنا متمسك بوجهة نظري بأن المشكلة بين الموارنة المختلفين على الرئيس. اليوم (أمس) 25 نيسان الذكرى الخمسين لوفاة الرئيس فؤاد شهاب. أسترجع ما قاله يوماً إنه عمل للموارنة ويجب أن تُعمل لهم مصلحتهم غصباً عنهم. سواء هناك مَن أيده أو لم يؤيده، لا رئيس في تاريخ لبنان عمل كفؤاد شهاب على إنشاء مؤسسات».

يقول رئيس المجلس أيضاً: «ما أسمعه أخيراً لا يريحني ويطمئنني. المؤسف أننا بتنا نعتمد على الخارج في انتخابات الرئاسة. كل طرف يغني على مواله ويملك فيتو وله شروطه. لا نسمع ببوادر حلول مقدار ما نجد أنفسنا محاطين بفيتوات من كل جهة».

عندما يقال له إنها ليست المرة الأولى يصنع الخارج انتخاب الرئيس وآخر المرات كان ما حدث في اتفاق الدوحة عام 2008، يعقب برّي: «لسنا الآن في وضع مماثل. اتفاق الدوحة أولاً سبقه حوار وطني في أكثر من جولة، والأفرقاء اللبنانيون جميعاً بلا استثناء جلسوا إلى طاولة الحوار وتحاوروا واتفقوا واختلفوا. اليوم لا يريد الفريق الآخر الحوار. دعوت إليه أكثر من مرة فرفضوا. لا حوار قائماً سوى بين أطراف الفريق الواحد. كلٌ ينغلق على الآخر بينما المطلوب أن يتحدث الأفرقاء جميعاً بعضهم مع بعض. هناك أيضاً ما يختلف، وهو أن اتفاق الدوحة نجم عن أحداث وظروف سياسية وأمنية معلومة ولم يقتصر على انتخاب رئيس للجمهورية - وهذا بالذات ما نحتاج إليه الآن - بل وضع تسوية شملت أكثر من بند كانتخاب الرئيس وتأليف الحكومة والأحجام فيها وقانون للانتخاب حظي بموافقة الجميع. لسنا الآن في صدد سلة حلول مطلوبة كاتفاق الدوحة، بل المعضلة الوحيدة هي انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت. في ما بعد تأتي الخطوات التالية المطلوبة من حكومة ما بعد انتخاب الرئيس. لسوء الحظ لا أجد الآن سوى السلبيات. السلبيات فقط».

 

في بلد المتسلطين المطلوبين والفارين من العدالة!

حنا صالح/الشرق الأوسط/27 نيسان/2023

انتهى، وربما إلى غير رجعة، زمن التغني بشعار «نيال اللي عنده مرقد عنزة في لبنان». دون مبالغة تحوَّل البلد إلى ملاذٍ آمن لأنواع من المطلوبين والفارّين من وجه العدالة!

استأثر زعماء ميليشيات الحرب والمال بالسلطة، تحت رعاية احتلال النظام السوري، وتشاركوا سرير الحكم والمحاصصة مع «حزب الله»، بعدما أنجزت «انتفاضة الاستقلال» في العام 2005، خروج الجيش السوري. تسلطوا، مافيا سياسية مصرفية ميليشياوية، متكئين على أبرز إنجازاتهم: قانون العفو عن جرائم الحرب، ونظام الحصانات، وقانون الإفلات من العقاب. استمروا وتناسلوا التسلط، ومَن غيّبه الموت خلفه نجله أو صهر مدلل. وعلى مدى ثلاثة عقود ونيّف، كانوا في كل ممارساتهم فوق القانون وفوق المحاسبة وفوق القضاء. ووفق قولٍ مأثور للرئيس الأزلي للبرلمان، فإن القضاء للضعفاء!

أمعنوا في استغلال السلطة وتغليب المصالح الخاصة والاستهتار بالشأن العام. وفّر لهم نظام المحاصصة الطائفي والغنائمي مولد الفساد وحامي الفاسدين، المكاسب، فتشاركوا السياسات التي غطت نهب المال العام، وسطت على ودائع تفوق الـ120 مليار دولار، فانهارت الليرة التي خسرت أكثر من 95 في المائة من قيمتها، وبات نحو 83 في المائة من اللبنانيين على خط الفقر وتحته. صحّروا البلد الذي خسر فائض قيمته: التعليم. وانهار الاستشفاء وكل الخدمات، وحوّلوا لبنان إلى رصيف هجرة ففقد نخبه الشابة. ويسجل لهم أن الكارتل المصرفي، وقد وصفته تحقيقات أوروبية موثقة بأنه «عصابة أشرار»، نفّذ السطو على ودائع المصارف! تمكنوا من تجميد التحقيق في جريمة تفجير المرفأ وبيروت، وأمّنوا الحمايات لفارّين من العدالة؛ من سياسيين وقضاة وكبار الأمنيين المدعى عليهم بجناية «القصد الاحتمالي» بالقتل، منعوا تنفيذ مذكرات الجلب والتوقيف، وادعوا على قاضي التحقيق (..)، وعلى الكثير من أهالي الضحايا، وأُعيد انتخاب مدعى عليهم أعضاء في البرلمان ليتصدروا أبرز اللجان البرلمانية! وبقي التحقيق فارغاً، في كل الجرائم المتصلة بجريمة العصر: قتل ضابطي الجمارك المتقاعدين سكاف وأبو رجيلي، والمصور بجاني، والناشط السياسي لقمان سليم. وحتى إثبات العكس فإن منظومة النيترات مطمئنة لتعطيل التحقيق؛ لأنه، كما يشاع، حدثت مقايضة قضت بالتغاضي الخارجي مقابل إنجاز ترسيم بحري مع إسرائيل انتهك سيادة لبنان وحقوقه! ويستمر الفريق المتسلط في أدائه لإعادة تأهيل نظام المحاصصة المقيت، غير عابىءٍ بتلاحق الانهيارات ويستثمر في الشغور الرئاسي والفراغ في السلطة، وتتتالى خطوات انتهاك الحقوق الطبيعية للمواطنين، لمحاصرتهم بالبحث عن حبة دواء، ورغيف خبز ليس أكثر. ومع السقوط الأخلاقي للمنظومة يصبح طبيعياً، أثناء التحقيق بحضور قضاة أوروبيين، أن يولي القاضي اللبناني الأولوية لتأمين منفضة سجائر يقدمها لرياض سلامة، الذي طلب تدخين السيغار، بعدما استاء من أسئلة قاضية التحقيق الفرنسية. غير أن التطورات، بدءاً من السادس من الجاري، قلبت المشهد. لم تحسب الطبقة السياسية جيداً حساب استقلالية القضاء في أوروبا، فحملت خطوات القضاء الفرنسي بداية قد تُخلخل هيكل الحصانات والحمايات!

يوم 6 أبريل هبطت في باريس طائرة قادمة من لندن، على بابها تم توقيف «البنكرجي» مروان خير الدين، مدير عام بنك الموارد والوزير السابق والمرشح الفاشل للنيابة على لائحة «الثنائي المذهبي» في دائرة الجنوب الثالثة. صودر جواز سفره، ووُضع تحت رقابة قضائية، بعدما اتهم بـ«تآمر جنائي» والمشاركة بتشكيل «عصابة أشرار»؛ بهدف «اختلاس أموالٍ عامة من قِبل موظفٍ عمومي (المقصود رياض سلامة)، على حساب الدولة اللبنانية، وخيانة الأمانة، والرشوة، وتبييض الأموال». وطيلة أسبوعين، عمل خير الدين للدخول في «ديل»؛ بهدف الحصول على «وضعٍ خاص» لا يلغي الاتهامات، بل يخفف العقوبة، مقابل معلومات عن سلامة وعلاقاته بالمنظومة المصرفية والسياسية، التي كانت الهندسات المالية والفوائد المرتفعة المصدر الأول لثرواتها، على حساب المال العام والمودعين، إلى معلومات عن «بنكرجية» وساسة وردت أسماؤهم في التحقيقات الأوروبية. أراد خير الدين استبعاد عقوبة السجن، فيما الغرامات المالية لا تعني له شيئاً، فاستعاد جواز سفره، وسدَّد كفالة مالية، وتعهَّد بالمثول أمام القضاء عندما يُستدعى؛ لأنه في دائرة الاتهام مشتبَه به ليس بريئاً، بل متعاون مع التحقيق، وعاد إلى بيروت.

كان ينبغي أن يكون القضاء اللبناني بانتظاره؛ لاقتياده إلى التحقيق في الاتهامات المعلنة، وأبرزها تمكين موظفٍ عمومي؛ هو حاكم المصرف المركزي، من اختلاس مال لبناني عام، لكن القضاء تغيَّب عن القيام بواجبه، وحضرت عراضة شعبية وفُتِح له صالون الشرف في مظهرٍ مقزز! واللافت أن الجهات القضائية، التي التزمت، منذ ثورة تشرين، خطاً تصاعدياً في الدفاع عن الكارتل السياسي المصرفي في تحدٍّ لأصحاب الحقوق، تجاهلت أبعاد التسريب المقصود، الذي عممته «رويترز»، من أن القضاء الفرنسي أبلغ رياض سلامة «اعتزام توجيه الاتهامات إليه والادعاء عليه بالتزوير وتبييض الأموال»، استناداً إلى ثبوت «تزوير كشوفات حسابات مصرفية لإخفاء ثروته»! هنا كان دور خير الدين، الذي صدرت عن مصرفه الكشوفات المزوَّرة، والتي تحمل توقيعه، وقد رفعت ثروة سلامة في مصرفه 20 ضِعفاً، ليتأكد المحققون أن الأموال العامة هي مصدر الجزء الأكبر من هذه الثروة!

حتى تاريخه، سلامة في موقعه على رأس مصرف لبنان، وبين يديه سلاح استكمال الإبادة، وتحويل لبنان إلى مسلخٍ بشري، ينعم بالحماية على مدار الساعة، مثله مثل الكارتل المصرفي الذي صادر القضاء عشرات الدعاوى ضد أركانه! ويعج البلد بالمطلوبين والفارّين من وجه العدالة، بدءاً من كارلوس غصن، الذي تم تهريبه في صندوق من اليابان، وامتنعت بيروت عن تسليمه للقضاء الفرنسي، إلى الآخرين المطلوبين المدعى عليهم بالجناية في جريمة تفجير المرفأ. كذلك مثل المحكوم عليهم في جريمة قتل الرئيس السابق رفيق الحريري، وقد رفعهم «حزب الله» المتسلط إلى مرتبة القداسة!

للكاتب المصري الساخر إبراهيم المويلحي قول ينطبق على الوضع الذي يريدون أن يصبح لبنان عليه: «مكان يزار لا مكان يسكن كدار»! وبالفعل منذ انفجار المنهبة، كانت الحلول موجودة ويمكن تفادي الكارثة، لكن التحالف المافياوي الذي أقلقته المساءلة، كما سقوط مشروع الاقتلاع والاستتباع، اختار الخراب واستثمر في البؤس وعمد إلى سياسة شراء الوقت فبدَّد أكثر من 30 مليار دولار هي ودائع للناس وظّفها في مخطط ترسيخ تسلطه، عاونه، في هذا المنحى، كل الآخرين؛ شركائه في نظام المحاصصة، فأرسلوا لبنان إلى الجحيم نتيجة تدمير مقومات الاقتصاد والمجتمع، عندما حمّلوا، متضامنين، المسروقين كلفة المسروق! وحوّلوا لبنان إلى مرتعٍ لمحكومين ومطلوبين وفارّين من وجه العدالة! والخطير أن الأمراض المتأتية عن حربهم على اللبنانيين حملت تشوهات وإبادة بشرية ليس سهلاً علاجها وتجاوزها!

 

"بوسطة" النازحين وشرارة الحرب

جان الفغالي/نداء الوطن/27 نيسان/2023

أسبوعان مرَّا على الذكرى السنوية الثامنة والأربعين لحادثة بوسطة عين الرمانة التي شكّلت الشرارة لاندلاع الحرب في لبنان، بين جزء من اللبنانيين والفلسطينيين الذين «انتصر» لهم لبنانيون آخرون، فكانت حرباً لبنانية - فلسطينية، وفي جانب آخر، حرباً لبنانية - لبنانية.

بعد ثمانية وأربعين عاماً على اندلاع الحرب، وبعد أسبوعين على الذكرى، كل عناصر وجود «بوسطة» قائمة، لا بل هناك أكثر من «بوسطة» في أكثر من منطقة، وهذه المرة ستكون أقسى وأصعب وأشرس، خصوصاً إذا دخلت عليها دولٌ وأجهزة ومنظمات وهيئات دولية، فتتفلت من أيادي اللبنانيين، ويدخل البلد في متاهة حرب يُعرَف كيف تبدأ ولا يُعرَف كيف تنتهي. بعد نصف قرن على «حرب البوسطة»، أميط اللثام عن حقائق كشفتها وثائق ووردت في كتب لمسؤولين لبنانيين وفلسطينيين عايشوا تلك المرحلة من مواقع مؤثِّرة وفاعلة، الجامع المشترك بين ما كُشِف من وثائق وما ورد في الكتب، أنّ حرب لبنان اندلعت لتشكِّل «قنابل دخانية» لحجب الرؤية عن تمرير تسويات في المنطقة، فالتوطين لم يكن مجرد شعار ولا مجرَّد فزاعة، بل كان حقيقة قائمة عملت له دول عربية وغير عربية، وحين اتخِذ قرار بمواجهته، كان جزء من السلطة اللبنانية متقاعساً ومتخاذِلاً، إنْ لم نقُل «متآمِراً». مواجهة التوطين جاءت من طرفٍ لبناني واحد، لكن إسقاطه كان لمصلحة كل الأطراف اللبنانيين. اليوم، يكاد التاريخ أن يعيد نفسه: مواجهة النزوح السوري تتم من طرف لبناني واحد، لكن إسقاط مفاعيله ستكون لمصلحة كل الأطراف اللبنانيين. مفاعيل النزوح السوري أخطر بكثير من مفاعيل اللجوء الفلسطيني: حين لجأ الفلسطينيون إلى لبنان، لم يكن العدد يقاس سوى بعشرات الآلاف، اليوم النزوح السوري تجاوز المليونين والمئتي ألف نازح، والحبل على الجرار.

الهجرة الفلسطينية من فلسطين كانت أشبه بـ»قلعِهِم»من بيوتهم وقراهم، ولم يتركوا طوعاً. مقاربة ملف النازحين السوريين مختلفة تماماً، النازح السوري «يتمتَّع» بما يلي:

هو يقرِّر متى يصبح نازحاً! مع بقائه مواطناً سورياً قادراً على التنقل بين لبنان وسوريا ساعة يشاء. فالنزوح السوري إلى لبنان بدأ عام 2011، أي منذ إثني عشر عاماً، بعد هذه السنوات، وعلى رغم توقف المعارك في تسعين في المئة من الأراضي السورية، بإمكان أي سوري أن يصل إلى لبنان ويتخذ صفة نازح، ويستفيد من كل العطاءات والتسهيلات التي تقدَّم للسوريين، فيما اللبناني محرومٌ من الحد الأدنى من سبل العيش.

حين انفجرت الحرب في لبنان من خلال «شرارة بوسطة عين الرمانة»، كان الوضع اللبناني في ذروة الانتعاش النقدي والاقتصادي، لم يكن الدولار الأميركي يتجاوز ليرتين وربع ليرة لبنانية، وكان لبنان «يُصدِّر» كهرباء إلى سوريا، ولم يكن اللبناني يعرف شيئاً اسمه المولِّدات. الدولار تجاوز هذا الشهر المئة والأربعين ألف ليرة قبل أن يتراجع، ربما اصطناعياً، إلى ما دون المئة ألف ليرة، الكهرباء في حال انعدام، والأوضاع الاقتصادية والصحية في حالٍ يُرثى لها، وفوق ذلك هناك عبء أكثر من مليونَي نازح سوري... ألا تكفي هذه المعطيات لتولِّد «بوسطة عين الرمانة» في أكثر من منطقة؟

مع التنبه إلى إمكان اندلاع حربٍ جديدة، على المعنيين التفتيش عما إذا كانت هناك تسوية جديدة في المنطقة، على غرار ما كان يُطبَخ في ربيع 1975، وما «البوسطات» المتنقِّلة سوى مشاريع قنابل دخانية للتعمية على ما هو آتٍ من تسويات.

 

نحن في 1969 أو في 1975؟

جان الفغالي/نداء الوطن/24 نيسان 2023

للّبنانيين ذاكرة مؤلِمة مع تواريخ ومحطات منذ العام 1948، وصولاً إلى اليوم. أكثر من سبعين عاماً، وما زال لبنان في قلب المعاناة، يدفع أثماناً باهظة لحروب ونتائج حروب، أحياناً لا ناقة له فيها ولا جمل.

في الأعوام 1947 و1948 و1949، بدأ لبنان يدفع ثمن تهجير اليهود للفلسطينيين، ويتحمَّل العبء الأكبر. أُنشئت مخيمات للنازحين الفلسطينيين الذين تحوّلوا لاحقاً، ومع مرور الوقت إلى لاجئين، وكانت هذه المخيّمات على أملاك الدولة اللبنانية وعلى أراضٍ للكنيسة وللرهبانيات، وكان الجواب الدائم عن كل التساؤلات: "الإقامة موقتة، والعودة قريبة". بعد عشرين عاماً، ثبُتَ أن وعود العودة كانت سراباً. فبدلاً من تنظيم العودة، كانت موجة نزوح جديدة بعد "نكبة حزيران" التي احتُلَّت فيها أراضِ عربية جديدة في مصر وسوريا وفلسطين، نال لبنان نصيبه من نازحين فلسطينيين جدد انضمّوا إلى نازحي أواخر الأربعينيات.

بعد نكبة حزيران 1967، اتّخذ الفلسطينيون قراراً بتنظيم العمل المسلّح عبر الدول التي لها حدود مع إسرائيل. والسبب في ذلك يعود إلى "يأسهم" من إمكان أن تتولّى الدول العربية "تحرير فلسطين".

الخاصرة الرخوة كانت لبنان حيث وجد الفلسطينيون "بيئة حاضنة" (كم أنّ التاريخ يعيد نفسه ولكن مع النازحين السوريين!).

كانت النكسة الأكبر بين الفلسطينيين والجيش اللبناني، بدءاً من نيسان 1969، وكانت تجاوزاتهم أكثر من أن تُحصى.

"البيئة الحاضنة" للفلسطينيين ضغطت في اتجاه اتفاقٍ معهم، شكَّل المسمار الأول في جسد السيادة اللبنانية، فكان "اتفاق القاهرة" الذي سمح للفلسطينيين بأن ينطلقوا من جنوب لبنان لشن عمليات ضد إسرائيل.

هذا الإتفاق الذي نفض جميع المسؤولين اللبنانيين أيديهم منه، لم يكن له مثيلاً في الدول العربية التي لها حدود مع إسرائيل، لا في مصر ولا في سوريا ولا في الأردن، وحدَه لبنان تمتَّع بهذه "الميزة" بفضل تهاون البعض ومزايدة البعض الآخر.

جاء ما سمِّي "أيلول الأسود" في الأردن، حاولت منظمة التحرير أن "تروِّض" المملكة، لكن السِحر إنقلب على "الساحر" ياسر عرفات. تمَّ "ترحيل" منظمة التحرير من الأردن إلى سوريا التي رفضت استقبالهم وحوّلتهم إلى لبنان الذي تلقّى موجة النزوح الثالثة بعد 1948 و1967.

الانفجار الكبير كان عام 1975. أصبح الفلسطينيون دولة داخل دولة، وكل المعالجات جاءت متأخرة.

2011 يشبه 1948

2023 يشبه ما بين 1969 و1975.

النازحون الفلسطينيون تحوَّلوا إلى لاجئين، لديهم مؤسساتهم ومخيّماتهم و"جيوشهم".

النازحون السوريون على الطريق: لديهم مخيماتهم، ويحظون برعاية منظمات دولية، تمويلاً وتطبيباً وتعليماً، فلماذا يعودون إلى وطنهم؟

لئلا يخسر لبنان سيادته مرةً ثانية، قد تكون الأخيرة، لا بد من ألا تكون سنة 2023، تكراراً لسنة 1975، حين انفجرت الحرب اللبنانية - الفلسطينية، ولا أن تكون تكراراً لسنة 1969، حين باشر الفلسطينيون بناء دولةٍ ضمن دولة.

من غير المسموح أن تكون هناك "بيئة حاضنة" أو "بيئات حاضنة" للنازحين السوريين الذين تجاوز عددهم نصف عدد الشعب اللبناني، وأعباؤهم ليست على منطقة واحدة أو طائفة واحدة، بل على كل المناطق وعلى كل الطوائف، أما "المزايدات في الإنسانية" فلا تخدم المزايدين بل تنعكس سلباً على كل الطوائف والمناطق.

ولإنعاش الذاكرة، فإنّ معظم النازحين السوريين لا تنطبق عليهم بنود "اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1951 وبروتوكول عام 1967 الخاصَّيْن بوضع اللاجئين"، وإذا أراد لبنان المطالبة بإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، فما عليه سوى تفعيل هذه الإتفاقية وتطبيقها، ولديه من الإعتبارات ما يسهِّل عليه هذه المهمة، خصوصاً بعدما تسلّم الجيش اللبناني، عبر مديرية المخابرات، ملف النازحين السوريين، لجهة المخالفات، بمعنى أنّ أي فرد مخالف يقيم من دون أوراق رسمية وإقامات، سيتمّ توقيفه وتسليمه فوراً الى الجهة المختصة من أجل ترحيله إلى سوريا.

إذا أعاد التاريخ نفسه هذه المرة، فسيدخل البلد في غياهب... التاريخ.

 

حرب الجنرالات تجعل من السودان أوكرانيا القرن الأفريقي!

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/27 نيسان/2023

قتل المئات وأصيب الآلاف في القتال الأخير في السودان. أجلت العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، موظفيها الدبلوماسيين وأغلقت سفاراتها، وهذا فسره كثيرون على أنه حرب مفتوحة. وقد تصبح السودان أوكرانيا القرن الأفريقي.

على الرغم من حقيقة أن المجموعتين المتقاتلتين كانتا حليفتين مقربتين سابقاً وسيطرتا بشكل مشترك على السودان في عام 2021، فإن التوترات اللاحقة بشأن السيطرة وصنع القرار المتعلق بالقضايا الرئيسية الوطنية قد فرقتهما. ويشمل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، وجهات النظر المتعارضة بشأن دمج قوات «الدعم السريع» في التخطيط العسكري والانتقالي السوداني للحكم المدني في نهاية المطاف في السودان. تشبه الأحداث الدامية حالياً في السودان صراعاً نموذجياً على السلطة شوهد في الدول الهشة، حيث توجد أكثر من مجموعة مسلحة قوية، وتتنافس كل منها على السيطرة. ومع ذلك، فإن الصراع السياسي والمواجهة العسكرية المتصاعدة هي في الواقع أكثر تعقيداً بكثير من الصراع التبسيطي على السلطة، ويرجع ذلك لأهمية موقع السودان وما يحده. في 23 مارس (آذار) 2021، انحرفت سفينة الحاويات «إيفر غيفن» عن السيطرة أثناء إبحارها عبر قناة السويس وجنحت لمدة أسبوع تقريباً، فأغلقت تماماً واحدة من أهم نقاط العبور العالمية للتجارة الدولية، والتي تتعامل مع أكثر من 12 في المائة من التجارة العالمية سنوياً. واستنفرت مصر، وبمجرد مرور مئات السفن بنجاح عبر قناة السويس، استعادت الديناميكيات التي تنظم النظام الإقليمي للبحر الأحمر أهميتها. البحر الأحمر هو ممر مائي محوري يمتد من قناة السويس في الشمال ومضيق باب المندب إلى الجنوب، ويلعب دوراً حاسماً في التجارة البحرية العالمية من خلال ربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي. وقد جذبت أهميته الجيواستراتيجية وإمكاناته التجارية اللاعبين الإقليميين الذين قرروا دخول الممر المائي وإنشاء موطئ قدم على طول شواطئ البحر الأحمر. في الواقع، من السودان إلى الصومال، قامت دول عدة منها تركيا وروسيا والصين ببناء عدد متزايد من الموانئ البحرية والمنشآت العسكرية في السنوات الأخيرة. ويبدو أن هذا الانتشار المتسارع يشير إلى أن «تدافعاً جديداً من أجل أفريقيا» يحدث في الدول الساحلية الأفريقية.

وفي هذا الصدد، لطالما اعتبرت مصر الصراع على البحر الأحمر تهديداً للأمن البحري للمنطقة بأسرها. في الواقع، وقعت عدة حوادث طفيفة بالقرب من باب المندب. وتوضح هذه الأحداث، وحادثة «إيفر غيفن»، مدى تكافل نقطتي العبور في قناة السويس وباب المندب في التأثير على تدفق التجارة العالمية على طول البحر الأحمر. وهذا يعني أنَّ أي حلقة واحدة تؤثر على البوابات على طرفي هذا الطريق يتردد صداها حتماً في منطقة البحر الأحمر وتمتد إلى البحر الأبيض المتوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. لذلك، ينبغي اعتبار البحر الأحمر نظاماً متكاملاً، حيث يكون أمن طرقه البحرية جزءاً من إطار أمني إقليمي معقد يمتد إلى ما وراء حدوده الجغرافية.الأزمة الأخيرة في السودان هي تتويج لمأزق تعود جذوره إلى السنوات الأخيرة من نظام الرئيس السابق عمر البشير، والذي تفاقم خلال الفوضى التي أعقبت إطاحته من قبل القوات المسلحة في عام 2019، ومنذ ذلك الحين تصاعدت التوترات بشأن اتفاق هش لتقاسم السلطة تم التوصل إليه للانتقال إلى الديمقراطية. القتال المستمر هو جزء من منافسة طويلة الأمد على السيادة بين طرفين قويين في هذا الاتفاق، حيث تخوض القوات المسلحة السودانية، التي يرأسها رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، صراعاً على السلطة مع قوات «الدعم السريع»، بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف على نطاق واسع بلقبه «حميدتي». تعود العلاقة بين الرجلين إلى نزاع دارفور في عام 2000، عندما برز حميدتي كقائد للجنجويد الذين لا تزال سمعتهم تسبقهم، وهي مجموعة من جنّدها نظام البشير للقتال في دارفور. تم تشكيل قوات «الدعم السريع» في وقت لاحق في عام 2013 من تلك الجماعات.

تم تعيين القائدين العسكريين في مجلس السيادة الانتقالي المدني العسكري الذي تولى مقاليد السلطة بعد إطاحة البشير، واختير البرهان رئيساً للهيئة، مع حميدتي نائباً له. لكن هذا الترتيب لم يفعل شيئاً يذكر لتخفيف عدم الاستقرار في الخرطوم أو انعدام الثقة الذي نما على مر السنين بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، التي أصبحت بحلول ذلك الوقت منافساً قوياً غير حكومي للجيش. اتخذت التقلبات منعطفاً جديداً عندما أقال الجيش الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وأعلن حالة الطوارئ. وظل البرهان وحميدتي في المجلس، بينما تم استبدال جميع أعضائه المدنيين باستثناء واحد. علّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في اليوم التالي للانقلاب، في حين جمَّدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الإنمائية التي تعهدا بها لدعم المرحلة الانتقالية في السودان. استمر الاقتصاد السوداني في الترنح على حافة الكارثة، وهزَّت الاضطرابات العنيفة العديد من أركان البلاد. فشل الجيش في الحصول على الدعم الكامل من العديد من شركاء الخرطوم التقليديين، الذين لم يدعموا بشكل كبير حكومة ما بعد الانقلاب. وفي الوقت نفسه، تكثفت المظاهرات الواسعة النطاق ضد الجيش بعد الانقلاب واستمرت، حيث كافح الجيش للحصول على شرعية واسعة في جميع أنحاء البلاد. تدعو مجموعة من الأصوات الإقليمية والدولية الآن إلى اتخاذ المزيد من الخطوات الاستباقية من قبل القادة الأفارقة لحل القتال في السودان، في إشارة إلى شعار «الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية» الذي يحتفظ برواج كبير في جميع أنحاء القارة. لكن هذا التحذير أكاديمي بحت، حيث إن السودان - والقرن الأفريقي بشكل كبير - كان منذ فترة طويلة ساحة معركة للقوى العالمية والإقليمية التي تسعى إلى إبراز نفوذها. مجموعة من الجهات الفاعلة الدولية - بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين - لها بصمة في السودان، مع مشاركتها التي تغطي سلسلة كاملة من البنية التحتية والطاقة والدفاع والتعدين والزراعة. وهذا يمنحها نفوذاً كبيراً بين النخب السياسية الرئيسية، بما في ذلك البرهان وحميدتي.

إن الأزمة الأخيرة في السودان لها أهمية هائلة؛ لأسباب ليس أقلها الموقع الجغرافي للبلاد. إنها ثالث أكبر دولة من حيث المساحة في أفريقيا، وهي دولة تمتد عبر منطقة شاسعة لها أهمية جيوسياسية هائلة. يقع السودان على حدود 7 دول - مصر وليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا - وكلها متشابكة بعمق مع شؤونه الداخلية، ولديها تحديات أمنية هائلة خاصة بها. كما أنها تقع بالقرب من البحر الأحمر وتمتد على نهر النيل، مما يجعل السودان ذا أهمية هائلة ليس فقط لإثيوبيا غير الساحلية، ولكن لمصر التي تعاني من نقص المياه.

عمل الشبكة المالية لقوات «الدعم السريع» وما يحكى عن (العلاقة مع روسيا والذهب) ربما يصعد الموقف ويطيل أمد الحرب. إذا كان للسودان أن يسعى إلى انتقال ديمقراطي سلمي، فمن الأهمية بمكان ضمان الإشراف المدني على الإنفاق العسكري، وإعطاء الشعب السوداني سيطرة أكبر على موارده الطبيعية. وما لم يتم إخضاع جميع القوات العسكرية للسيطرة الاستراتيجية والمالية المدنية، فإن عقبة ستبقى أمام الانتقال إلى حكومة مدنية ديمقراطية يتوق إليها الكثيرون في السودان. هذا إذا انتهت حرب الجنرالات قريباً بتخلص أحدهما من الآخر.

 

أي حل لحرب السودان؟

عثمان ميرغني/الشرق الأوسط/27 نيسان/2023

ليس هناك من إنسان سويّ يتمنى الحرب، وما يجري في السودان اليوم ليس استثناء. فمظاهر الاقتتال والدمار، ومناظر النازحين واللاجئين التي هزتنا في عدد من عواصم منطقتنا وغيرها، تطل علينا اليوم من الخرطوم التي كانت وادعة بطبيعتها، قبل أن تصيبها حمم معارك السلطة وصراعات الكراسي والمصالح.

الآن وقد أصبحت الحرب واقعاً مؤلماً معاشاً ودخلت يومها الثاني عشر، يكون السؤال؛ ما الحل، وكيف، ومتى، وبأي صيغة يتحقق وقفها؟ تتكرر الدعوات لوقف القتال والدخول في هدنة أطول بعد 4 هدنات هشة لم تصمد طويلاً، وذلك لتهيئة الأجواء للجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة. في الجانب المقابل، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، وقيادة الجيش، أن الأزمة «شأن داخلي»، ويتم التعامل معها باعتبارها تمرداً من قيادة الدعم السريع على قيادة القوات المسلحة. الواضح أن قيادة الجيش تبدو واثقة بقدرتها على حسم المعركة لصالحها، بل باتت تبشر بأنها بدأت المرحلة الأخيرة من عملياتها، وهناك مؤشرات بالفعل على أن القتال انحسر وبات متركزاً في رقع جغرافية محدودة، والقلق الأكبر بات من مظاهر الانفلات الأمني وعمليات النهب الواسعة، في ظل غياب قوات الشرطة عن الشوارع. الحقيقة أن أي محاولة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بين الجيش والدعم السريع قبل بدء الاقتتال تبدو شبه مستحيلة، بعد معارك سال فيها كثير من الدماء، وأحدثت دماراً واسعاً في مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين، وقوضت أي ثقة بين قيادة الجيش ممثلة في الفريق عبد الفتاح البرهان ومن حوله، وبين قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وشقيقه عبد الرحيم في الجانب المقابل. ومحاولة ترقيع هذه العلاقة لن تقود إلى حل حقيقي ودائم، بل ستكون وبالاً على السودان، ووصفة لعودة القتال مستقبلاً بشكل أشرس.

المبعوث الأميركي السابق للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الذي تعاطى طويلاً مع ملف السودان، كان له موقف لافت، عبّر عنه في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» في 18 أبريل (نيسان) الحالي، أي بعد 3 أيام على اندلاع القتال، قال فيه: «إن أكبر ضرر يمكن أن يلحق بالشعب السوداني، وبسلامة السودان كدولة ذات سيادة، وبأمن جيران السودان، والسلم والأمن الدوليين، هو السماح بحل وسط بين المتحاربين، معتمد دولياً مرة أخرى، يقوم على تقاسم السلطة. يجب أن يكون واضحاً الآن على الأقل أن البرهان وحميدتي ليسا إصلاحيين، ولن يكونا إصلاحيين أبداً».

كذلك علّق على حرب الخرطوم تيبور ناجي، مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون الأفريقية، في تغريدة، يوم السبت الماضي، قائلاً: «حميدتي وقواته الدعم السريع هم في الأساس جنجويد بالزي العسكري... ذات الأشخاص المسؤولين عن الإبادة الجماعية في دارفور. أي شخص يعتقد أن حميدتي يقاتل من أجل الديمقراطية والحكم المدني هو ساذج... إنه يقاتل من أجل نفسه ومناجمه للذهب ولكي يحكم. المسألة ليست معقدة». من المضحكات المبكيات في ظل هذا الوضع البائس، ذلك البيان الصادر عن «الدعم السريع» قبل يومين، الذي يقول: «إن ثورة جديدة بدأت الآن بقيادته استكمالاً لثورة ديسمبر (كانون الأول) المجيدة». فقوات الدعم السريع هي التي شاركت في قمع انتفاضات الشعب ضد نظام عمر البشير، وقامت بدور كبير في جريمة فض الاعتصام في الخرطوم في ذروة أحداث الثورة في 2019. ووجهت لها أصابع الاتهام في جرائم القتل والسحل التي وقعت هناك. وهي التي شاركت قيادتها في الانقلاب على الحكومة المدنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وبعد كل ذلك، تأتي اليوم لتدعي أنها تقود ثورة جديدة لاستكمال ثورة الشباب، ولبناء نظام مدني ديمقراطي!

الشعب السوداني الذي قام بثورة سلمية أطاحت نظام البشير والإسلاميين، لم يطلب من «الدعم السريع» وقيادتها إشعال حرب تحرق الدولة، ولا تخدعه هذه الشعارات، فهو الذي هتف منذ البداية «الجيش للثكنات... والجنجويد ينحل».

محاولة استخدام حميدتي كورقة ضغط على المكون العسكري، وبأنه يمكن أن يحقق لهم الانتقال المدني الديمقراطي، هذا من الوهم، فالرجل إضافة إلى عدم وجود أي مؤهلات ديمقراطية تزكيه للقيام بهذا الدور، كان من ناحيته يحاول استخدام القوى المدنية، واستغلال شعارات الانتقال الديمقراطي من أجل مصالحه، وتحقيق طموحاته في الحكم، وحماية نفوذه القائم كلياً على قواته وكسب ثروات البلاد. ومن هذا المنطلق، لم يكن يريد دمج قواته في القوات المسلحة، لأن ذلك سيعني نهاية نفوذه، بل كان يناور ويماطل، بل يسعى لتفكيك الجيش من خلال إصلاح القوات المسلحة، بعد ما أصابها من تسييس من تبعات 30 سنة من حكم الإسلامويين. قيادة الدعم السريع خُيل لها أنها ستسيطر على العاصمة سريعاً وتقضي على البرهان وقيادة الجيش بضربة خاطفة، ومقاطع فيديوهاتهم التي بثوها في أول أيام المعارك وتصريحاتهم تثبت ذلك. لذلك نفذوا هجومهم المباغت بفكر الانقلابات التقليدية، أي السيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة ومراكز القوات والقيادات الرئيسية، والسيطرة على المطارات، وعلى مقر الإذاعة والتلفزيون. تحركاتهم المنسقة لم تكن تحركات قوات بوغتت بالهجوم على مواقعها، بل كان واضحاً أن الجيش هو الذي بوغت وتلقى الضربة الأولى، قبل أن يستعيد توازنه بعد أيام من المعارك الطاحنة، ثم يتجه إلى الهجوم المضاد الذي دمر فيه كل معسكرات ومراكز القيادة والتموين والاتصالات التابعة لـ«الدعم السريع». الدرس المهم أنه لا يمكن السماح بعد اليوم بوجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة، ولا بوجود قوات خارج منظومة القوات المسلحة. وبعد هذه التجربة، من الحكمة أن يتعلم السودانيون أنه لا بد من عدم إقحام الجيش في مستنقع السياسة، وهذا يتطلب أن يدرك القادة العسكريون أن لعبة السياسة تضعف قدراتهم في نهاية المطاف، وتحولهم من جيش مهني نظامي إلى أداة في لوحة الشطرنج السياسي.

في الوقت ذاته، يتطلب الأمر أن يبتعد السياسيون عن محاولات جر الجيش إلى ملعب السياسة واستخدامه في صراعاتهم وخلافاتهم، ومن مظاهر هذه الخلافات اليوم الجدل العقيم الدائر حول ما إذا كان ما يحدث هو بتدبير من بقايا النظام السابق، بالتنسيق مع عناصرهم داخل الجيش.

النظام السابق لفظه الشعب السوداني وثار ضده بعد 30 عاماً من حكم دمر البلد وتسبب في انقسامه وفصل الجنوب، وصنع ظاهرة «الدعم السريع». هذا الشعب لن يقبل بأي عودة لفلول ذلك النظام وسيقاومها، لكن المهم الآن هو تأجيل هذه المعارك في الوقت الذي يتعرض البلد إلى أكبر تهديد في تاريخه الحديث.

إذا كُسر الجيش في هذه المعركة فستفقد الدولة ركناً أساسياً من مقومات حفظ أمنها وسيادتها، وسيصبح السودان فريسة للميليشيات، ومرتعاً لحركات الإرهاب الباحثة دوماً عن بيئة الفوضى والحروب الأهلية، وصيداً سهلاً للطامعين في خيراته وثرواته.

قال حميدتي، متوعداً الناس ذات يوم، إن الحرب لو اشتعلت فإن «عمارات الخرطوم لن تسكنها إلا الكدايس (القطط)». إن أفضل سيناريو، في تقديري، هو أن تدحر قوات الدعم السريع، ويكون ذلك بداية لإنهاء ظاهرة الجيوش الرديفة والتفلتات الأمنية، التي عانت منها دول أخرى طويلاً. أي حل آخر يعيد إنتاج الوضع المختل السابق، أو يفرض هدنة وحلولاً هشة، لن يكون سوى وصفة لحرب أو حروب أخرى تتجدد في المستقبل، وتكون أكثر دماراً، وأكبر خطراً على السودان، وعلى الأمن الإقليمي. هذا الأمر يراه كثيرون خارج السودان، ويفشل بعض أبنائه في استيعاب خطورته على مستقبل البلد، الذي هدته مماحكات السياسة، وصراعات النخب، وجدالاتها البيزنطية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

ميقاتي عرض مع عبد اللهيان الوضع في لبنان والمنطقة وتسلم تقرير ديوان المحاسبة المتعلق بملف وزارة الاتصالات

وطنية/27 نيسان/2023

اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع  وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، اليوم في  السرايا الحكومية، وتم البحث في الوضع الراهن في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية- الايرانية.  شارك في الاجتماع سفير ايران لدى لبنان مجتبى أماني والوفد المرافق للوزير عبد اللهيان.

ديوان المحاسبة

كما اجتمع  رئيس الحكومة مع  رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران على رأس وفد من قضاة الديوان، وتسلم منهم تقرير ديوان المحاسبة في ما يتعلق بملف وزارة الاتصالات. وفي خلال الاجتماع عبّر رئيس ديوان المحاسبة والاعضاء عن ارتياحهم للقرار الذي اتخذه رئيس الحكومة باحالة ملف  مبنى المطار الجديد  على ديوان المحاسبة وادى الى صدور تقرير الديوان في هذا الملف. بدوره نّوه رئيس الحكومة  بعمل الديوان وبالجهد الكبير الذي يبذله لضمان سير عمل المؤسسات ضمن الاطر القانونية السليمة.

السفير  في الامارات 

وإجتمع رئيس الحكومة مع سفير لبنان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة فؤاد دندن.

وفد سعدنايل

واستقبل  الرئيس ميقاتي ، في حضور النائب وليد البعريني،  وفدا من بلدة سعدنايل برئاسة رئيس البلدية حسين الشوباص. وتم في خلال اللقاء البحث في أمور  انمائية وخدماتية.

النائب سليمان

واستقبل الرئيس ميقاتي النائب محمد سليمان الذي قال بعد اللقاء: "بحثنا اليوم في اللقاء مع دولة الرئيس  الظروف السياسية الراهنة في المرحلة الحالية، وفي الأمور الأمنية ولمسنا  حرصه على الاستقرار الأمني".  اضاف: "ما يهمنا هو الاستقرار والسلم الأهلي في البلد والتعايش ونبذ اي فتنة، وللأسف يضيء بعض الإعلام على أمور فتنوية، ولهذا نحرص على الاستقرار والأمن وخصوصا في موضوع العشائر وما حصل،   فتركيزنا هو  ان نضع الأمور في نصابها، ونحن كعشائر عربية حرصاء كل الحرص على الالتزام بالدولة والقانون والعشائر . كانت وستظل صمام أمان تؤمن بالدولة والدولة العادلة. وبحثنا أيضا في شؤون انمائية وخدماتية لمنطقة عكار".

 

بري استقبل وزير الخارجية الإيرانية ورئيس ولاية جيغاوا النيجيرية ويحث مع وزير الدفاع في الاوضاع الامنية

وطنية/27 نيسان/2023  

استقبل رئيس مجلس النواب  نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في حضور السفير الإيراني لدى لبنان مجتبى أماني.  استمر اللقاء زهاء الساعة، تم في خلاله عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستقبل بري وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، وبحث معه في المستجدات السياسية والأمنية .ومن زوار الرئيس بري: الرئيس المنتخب لولاية جيغاوا النيجيرية عمر نامادي، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية في حركة "أمل" مصطفى فوعاني والمحامية جولي الترس.

 

مطمر الناعمة إلى الواجهة… فهل سنكون أمام كارثة بيئيّة؟

موقع Mtv/27 نيسان/2023

أشارت مصادر مطلعة على الملف البيئي لموقع mtv إلى أنّ أزمة مطمر الناعمة والشركة المشغلة فيه قد تحدث جدلاً واسعاً في الفترة المقبلة نتيجة عدم الإنتهاء من تجديد العقد بسبب المماطلة المستمرّة من قبل الجهات المعنية، حيث اقتربنا من الوصول إلى منتصف السنة من دون إحداث تقدّم في الملف، علماً أنّ المستحقات المطلوبة لم تُدفع من سنة 2021 ولتاريخه. واعتبرت المصادر أنّ أزمة كهذه ستؤدّي إلى إيقاف العمل في المطمر، ممّا يسبّب كارثة بيئية في المنطقة، متسائلةً لماذا مع اقتراب فصل الصيف من كلّ عام، يتعمّد البعض خلق مشاكل بيئية تؤثر على سمعة الوطن، والحركة السياحيّة فيه؟!

 

"التيّار" يردّ على فرنجية: يكبّ الحرام على خصومِه!

موقع Mtv/27 نيسان/2023

صدر عن التيّار الوطني الحرّ بيانٌ جاء فيه: "ننفي ما ورد على لسان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في مقابلته التلفزيونية أمس, أن يكون لرئيسِ التيّار النائب جبران باسيل أي دور او علاقة "بصفقة" مرفأ بيروت كما زعم فرنجية". وسأل التيار: "كيف يمكن ان يكون ذلك مع وزارة وفي ملف لا دخل للتيّار فيه لا من قريب او بعيد!؟ وماذا يؤمل من مرشّح رئاسي يكبّ الحرام على خصومِه السياسيين ويشجّع جماعته على مخالفة القوانين سوى أن يعزّز سياسة الحماية من العقاب؟".

 

"مش رح نزهق" أمام قصر العدل

صحف لبنانية/27 نيسان/2023

نفذ أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت وقفة امام قصر العدل بعنوان "مش رح نزهق"، ورفعوا صور شهدائهم الذين سقطوا في تفجير المرفأ. وتحدث المحامي رالف طنوس، فأشار الى "الاجتماعات التي حصلت أخيرا بين نقابة المحامين في لبنان ووفدين من المحامين الفرنسيين، وأولها كانت مع نقيب المحامين في ليون والنقيب ناضر كسبار، وثانيها مع وفد من نقابة المحامين في مارسيليا، حيث طرح عدد من القضايا حول هذا الموضوع خصوصا من لجنة تقصي حقائق دولية"، مطالبا بـ"إعادة تصويب مسار التحقيق وتحريكه واصدار القرار الظني". وتحدث وليم نون، فلفت الى أن "الامور لا تسلك مسارها الطبيعي وقد وصلنا الى مكان يدفعنا لأن نكون هنا، وهذه ليست رغبتنا، بل نرغب بأن يأخذ القضاء دوره"، مشيرا الى "المراجعات التي قمنا بها الى قصر العدل للبت بقضية القاضي طارق البيطار، ان كان قانونيا ام لا، ليبتوا بها. وبالنسبة إلينا ما زال الملف لدى القاضي البيطار بطريقة قانونية مع استمرار توقيف المسار القضائي"، مؤكدا أن "الاهالي لم يطالبوا ولو لمرة واحدة بمعرفة ما يجري في التحقيق وسريته، انما من حقنا ان نعرف موعد الجلسات وموعد عمل القضاء ولماذا حصل التراجع عن الدعاوى على بعض الاشخاص منذ سنة وتوقف التحقيق. نحن نلوم بعض القضاة"، مطالبا القاضي بيطار بـ"توضيح موقفه".

 

"الجمهورية القوية" طعنت بالتمديد للمجالس البلدية والاختيارية/حاصباني: الطعن صوناً للديموقراطية وحرصاً على حق المواطن بالمحاسبة

وطنية/27 نيسان/2023

تقدم وفد من كتلة "الجمهورية القوية" ضم نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني والنواب: فادي كرم، جورج عقيص، غياث يزبك ورازي الحاج بالطعن بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية الرقم ٣١٠ / ٢٠٢٣ أمام المجلس الدستوري وهو أول طعن يقدم امامه السنة الحالية. وأعلن حاصباني انهم تقدموا بهذا الطعن "باسم الشعب اللبناني الذي اعطاهم الوكالة في صناديق الاقتراع صوناً للديموقراطية وحق الشعب باختيار السلطات المحلية ومحاسبتها عبر الانتخابات وحرصاَ منهم على تطبيق الدستور". كما اكد انهم قاموا بهذه الخطوة "بالتنسيق مع شريحة واسعة من قوى المعارضة، وهي عمل مشترك ومتكامل وواحدة من خطوات عدة منسقة بينها" وقال: "إن في هذا القانون ضرب لمبدأ الديموقراطية عبر التمديد للمجالس البلدية والاختيارية، لذا الطعن هو للحفاظ على حق المواطن اللبناني بانتخاب السلطات المحلية. اننا نعوّل على الا يتأثر المجلس الدستوري بالضغط السياسي الهادف الى تأجيل الانتخابات وضرب الديمقراطية". وأشار الى ان "هذا الطعن سيكون حافزاً  للحكومة لإجراء الانتخابات وسيلزمها تحمّل مسؤولياتها والى ان لا شيء يمنعها من إجرائها قبل انقضاء مهلة السنة"، محذرا من أن "أي فراغ في المؤسسات تتحمل مسؤوليته الحكومة لذلك عليها الإسراع في إجراء الانتخابات تفاديًا للفراغ". ختم: "نأمل الإسراع في بتّ الطعن وألا تتهرب الحكومة من واجبها بإجراء الانتخابات وإلا فهي تعلن بشكل مباشر أو غير مباشر اننا دولة فاشلة غير قادرة على القيام بالاستحقاقات الاساسية وعلى تشغيل القطاع العام المولج بتطبيق هذه الاستحقاقات".

عقيص

توقف الائب عقيص عند مسلمات ثلاث عبر الطعن هي: "أولاً، بقاء القوات اللبنانية وكتلة الجمهورية القوية رأس حربة في خوض معركة المحافظة الديموقراطية في كل مرة تريان ان هناك اعتداءً على التقاليد الديموقراطية وتأجيل الاستحقاق الانتخابي البلدي هو ضرب بالمباشر لصميم معنى الديموقراطية. ثانياً، تقديم الطعن اليوم هو محطة في معركتنا مع هذه السلطة وليس نهاية المعركة. فمهما كان قرار المجلس الدستوري، نحن نعتبر ان ممارسات السلطة غير دستورية وتضرب مبادئ الديموقراطية، سنستمر بالتصدي لأي محاولة لضربها. الحكومة مطالبة بإجراء الانتخابات اليوم قبل الغد ووزير الداخلية كرر مراراً الاستعداد لذلك، ولديها التمويل من حقوق السحب الخاصة SDR التي استعملتها مرات عدة. لا ظروف استثنائية تبرر التأجيل الا ارادة بعض القوى السياسية بالتهرب من محاسبة الشعب لها. ثالثاً، تأكيد وحدة المعارضة وهذه الخطوة اليوم تندرج في اطار العمل معاً على مواجهة ما ارتكبته السلطة في حق الديموقراطية".

كرم

بدوره، أعلن النائب كرم "رفض الممارسات التي تضرب الديموقراطية على مستوى الوطن، "مشددا على أن "استحقاق الانتخابات البلدية أساسي لا يمكن السماح بإحداث أي خلل فيه"، وقال: "يحكى عن ورشة إصلاح ونشهد مزايدات في هذا الموضوع. الاصلاح ليس فقط مالياً بل هو في الأساس سياسي وإداري ودستوري ومن اهم ركائزه المحافظة على الاستحقاقات الديموقراطية، من أبرزها الانتخابات البلدية والاختيارية لأن ارتكازنا على السلطات المحلية كبير جدا خصوصا في ظل غياب الدولة ومؤسساتها".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117692/117692/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 27/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117695/117695/