المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 10 نيسان/لسنة 2023

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2023/arabic.april10.23.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

Elias Bejjani/Click on the below link to subscribe to my youtube channel

الياس بجاني/اضغط على الرابط في أسفل للإشتراك في موقعي ع اليوتيوب

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

15 آذار/2023

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

المسيح قام حقاً قام.. فصح مجيد/وكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ: «مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الحَجَرَ عَنْ بَابِ القَبْر؟». وتَفَرَّسْنَ فشَاهَدْنَ الحَجَرَ قَدْ دُحْرِج، وكَانَ كَبِيرًا جِدًّا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني: القيامة محبة وغفران وكفارات

نص وفيديو/حزب الله وإسرائيل في خندق نفاقي ومسرحي وهوليودي واحد ويتبادلون الخدمات والمنافع

 

عناوين الأخبار اللبنانية

البابا فرنسيس: ساعد يا ربّ لبنان ليتجاوز الانقسامات

رابط فيديو قداس أحد القيامة الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم 09 نيسان/2023 في كنيسة الصرح البطريركي مع نص عظته

حادثة "الجنوب" تشكّل تهديداً لأمن لبنان واستقراره

العميد المتقاعد مارون توفيق خريش

إلى رئيس حكومتنا نجيب ميقاتي/عبد الرروف سنّو/فايسبوك

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

مندوبة لبنان سلّمت كتاب الشكوى الى غوتيريش

خبير "عسكري" يكشف: المنطقة الآن في مرحلة التحوّل

السلاح الفلسطيني يتحرّك بحماية "حزب الله"

ساعة الحسم قد "دقت" والدور المسيحي "سينقرض"!

لبنان مسرحاً لـ "البريد بالنّار"... أي رسائل ولِمَن؟

"صورة تجمع نصرالله واسماعيل هنية تساوي أكثر من ألف كلمة"... استياء إسرائيلي من لقاء نصرالله - هنية!

هذا ما ينتظر الأخوين رحمة قانونًا

"منعطف خطير"... هل سنشهد عودة مشهد العام 2006؟

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

صواريخ من سوريا تزيد التوتر مع إسرائيل ,الدولة العبرية تعزز قواتها الأمنية بعد عمليتي الضفة وتل أبيب

قصف إسرائيلي معاد على سوريا ووسائط الدفاع السورية أسقطت صواريخ

عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو وإضعاف القضاء

إسرائيل تنفي دعم الموساد للاحتجاجات المناهضة لنتنياهو

1000 مستوطن يقتحمون الأقصى... والسلطة تحذر من حرب في باحاته

توصيات بمنع وصولهم للمسجد في العشر الأواخر... ومخاوف من انضمام عرب الداخل للجبهات

«قسد» تفكك خلية لـ«داعش» جنوب الحسكة

وزارة الدفاع السورية تعلن اختراق حسابها عبر تطبيق "تلغرام"

ماكرون: على أوروبا ألا تصبح تابعة للولايات المتحدة

عشرات حالات التسمم الجديدة في مدارس إيران والسلطات تستعين بكاميرات لرصد التزام الحجاب

فريق فني سعودي في طهران لبحث آليات إعادة فتح السفارة

رئيسي والأسد ناقشا في اتصال هاتفي العلاقات والتطورات في المنطقة

موسكو تنتقد «هستيريا» الغرب إزاء خطط نشرها أسلحة نووية في بيلاروسيا

روسيا تعلن تدمير مركز قيادة للقوات الأوكرانية في خاركيف

روسيا تعلن استعدادها للاستثمار في قطاعات الصلب والنفط والبتروكيماويات الإيرانية

سفير روسيا في دمشق: تأجيل اجتماع وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران إلى أيار المقبل

انهيار مبنيين في مرسيليا... ومخاوف من وجود 8 تحت الأنقاض

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب يحتلّ عقول اللبنانيّين لا وطنهم وحسب/نديم قطيش/أساس ميديا

"الحاكِم الشيعيّ": هل يَحكُم؟/ملاك عقيل/أساس ميديا

طهران وتل أبيب.. صواريخ تصويب المسارات/فلاح الحسن/أساس ميديا

قصّة القارب الذي نقل هنيّة من بيروت إلى غزّة/زياد عيتاني/أساس ميديا

إسماعيل هنيّة رئيساً للبنان/أيمن جزيني/أساس ميديا

تسعير الجبهات: الثمن الإسرائيليّ في الجنوب السوريّ/سامي كليب/أساس ميديا

تحريك جبهة لبنان.. محاولة لتخريب الاتفاق السعودي - الإيراني؟/منير الربيع/الجريدة الكويتية

تلاقي "القوات" و"الكتائب" رئاسياً... هل يُؤسّس لتحالف سياسيّ؟/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

"لبنان الجديد" مشروع بغالبية مسيحية وسنية ودرزية... هذا هدفه!/سعد الياس/القدس العربي

مساوئ إطلالة "حماس" الصاروخية من جنوب لبنان/راغدة درغام/النهار العربي

صواريخ الجنوب: ثغرة استنزاف للقرار 1701 وعرقلة للاتفاق الإيراني السعودي/أحمد الأيوبي/نداء الوطن

الميليشيات والسذاجة السياسية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي للنواب في قداس الفصح: اخلعوا عنكم صفة القاصرين والفاشلين وانتخبوا سريعا شخصا يتمتع بالثقة

المطران عوده في قداس الشعانين: تنقصنا إرادة الإصلاح والإنقاذ وشجاعة القرار

قداس الفصح في كنيسة مار مارون - روما

لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن رفضاً لاعتداءات إسرائيل وأكد التمسك بالقرار 1701

ميقاتي عايد اللبنانيين بالفصح: عناصر غير منظمة وغير لبنانية أطلقت الصواريخ وجلسة مجلس الوزراء مرهونة بتصحيح الرواتب والتقديمات

سامي الجميل: حزب الله يتحمل مسؤولية ما يحصل في الجنوب والتسوية الرئاسية واردة كمخرج من نفق الشغور

عبير نعمة أحيت للمرة الاولى احتفالا في دار الاوبرا المصرية

حزب "لنا": لا خلاص الا بدولة لا تترك أحدا

العلامة  الأمين في ذكرى محمد حسن الأمين: خارج عن المألوف ورمز للانفتاح

"أمل": الحوار سبيل لانتظام عمل المؤسسات

قاووق: حزب الله في الموقع المتقدم لنصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين

إنجيل القدّيس مرقس16/من09حتى14/فَجْرَ الأَحَد، قَامَ يَسُوعُ فَتَرَاءَى أَوَّلاً لِمَرْيَمَ المَجْدَلِيَّة ، تِلْكَ الَّتي أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِين. وهذِهِ ٱنْطَلَقَتْ وَبَشَّرَتْ أُولئِكَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، وكَانُوا يَنُوحُونَ وَيَبْكُون. وَهؤُلاءِ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُ حَيّ، وَأَنَّهَا أَبْصَرَتْهُ، لَمْ يُؤْمِنُوا. وبَعْدَ ذلِكَ تَرَاءَى بِشَكْلٍ آخَر، لٱثْنَينِ مِنْهُم كَانَا ذَاهِبَينِ إِلى القَرْيَة. وهذَانِ رَجَعَا وبَشَّرَا البَاقِين، ولا بِشَهَادَةِ هذَيْنِ آمَنُوا. وأَخِيرًا تَرَاءَى لِلأَحَدَ عَشَر، وَهُم يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَام، فَبَكَّتَهُم عَلى عَدَمِ إِيْمَانِهم، وقَسَاوَةِ قُلُوبِهِم، لأَنَّهُم لَمْ يُؤْمِنُوا بِشَهَادَةِ الَّذينَ أَبْصَرُوهُ بَعْدَ أَنْ قَام.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نص وفيديو/الياس بجاني: القيامة محبة وغفران وكفارات

الياس بجاني/09 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/18795/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%8a%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8%d8%af%d9%8a%d8%a9/

إن قيامتنا مع السيد المسيح تبدأ اليوم وتستمر معنا في كل يوم من حياتن، وذلكا بقوة الروح القدس، تماماً كما بدأت في حياة الرسل بعد العنصرة يوم حلّ الروح القدس عليهم.

هذا ما نختبره ونعبِّر عنه في احتفالتنا الليتورجية المتنوعة، ولاسيما في رتبة زياح الصليب الظافر والخلاصي، وفي رتبة السلام بعيد القيامة الذي هو عيد الأعياد.

إن المسيح القائم من الموت حاضر في كل كلمة ينطق بها لساننا، فالكلمة كانت في البدء والكلمة هي الله وقد انعم علينا الله بها لنمجده.

هو موجود في حريتنا وخياراتنا وقراراتنا وانشطتنا، وفي كل أعمالنا ليضفي عليها بعداً إلاهياً.

إن الأمور الدنيوية غالباً ما تغرينا وتغوينا وتوقعنا فريسة سهلة لغرائزنا ونزعاتنا، فيضعف إيماننا ويخور رجاؤنا ونبتعد عن تعاليم انجيلنا، ونهمل واجباتنا نحو أبينا السماوي، ونحو اخوتنا البشر.

كنسياً، إن لم نؤمن بالقيامة لا نكون مسيحيين ويكون إيماننا باطلاً، كون سر الإيمان الأساس بالمسيحية يكمن في تجسد وموت وصلب وقيامة السيد المسيح وصعوده إلى أبيه السماوي.

إن جوهر ما نؤمن به هو أن المسيح الذي صلب ومات ثم قام هو حيّ وحاضر أبداَ معنا ومع جميع البشر.

هو حي في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وأفكارنا وهو ساهر على هدايتنا وتوجيهنا.

إن قيامة السيد المسيح من بين الأموات هي حقاً قيامة كل أبناء البشر الساعين للقيامة. القيامة هي حقيقة ثابتة في حد ذاتها: “إنه ليس ها هنا، بل قام”. (لوقا24/06).

ونحن نؤمن حقاً أن المسيح قد قام من بين الأموات وهو حيّ فينا، ولأن أحداً لم يره وهو يقوم من القبر، فقيامته هي دائما وأبداً موضوع إيماننا وأساسه بدءاً من الرسل القديسين، ووصولاً إلى أجيال الكنيسة كافة.

القيامة ليست حدثاً تاريخياً وحسب، بل هي مبعث إيمان يتفجر كالبركان في ضمير ووجدان وفكر المؤمن، فيزداد ويترسخ إيمانه الذي به يتبرر ليسير بثبات وعزيمة واندفاع على طريق الخلاص.

فالله يبرر الذين يجعل منهم أبناء له ومؤمنين بالقوة التي بها يقيم يسوع المسيح.

فعندما أقام الله يسوع من بين الأموات فهو لم يأت باعجوبة مذهلة من أجل المسيح فقط، بل من أجل الناس ليؤمنوا به بأنه إبن الله وليبرهن لهم أنه أب محب وغفور، وأنه يفتديهم بأغلى ما عنده، يفتديهم بإبنه الوحيد.

فإن كان الله، أبونا، قد أرسل إبنه الوحيد ليفتدينا ويخلصنا من الخطيئة الأصلية ويقيمنا معه من عثراتنا متجددين وأنقياء، أفلا يتوجب علينا أن نكون له شاكرين وممتنين ومتعبدين؟

إن عيد القيامة، عيد الأمل والرجاء والحياة، يدعونا جميعاً إلى تجديد إيماننا بالسيد المسيح المنتصر بعذابه وموته وقيامته على الموت، وإلى توطيد ثقتنا بالكنيسة وبرأسها خليفة القديس بطرس، وإلى توبة صادقة نظفر معها برضى الله، وإلى إقامة تضامن أخوي فيما بيننا بدونه يستحيل علينا أن نبلغ ما نصبو إليه من كرامة وعزة وراحة واستقرار وسلام.

كم نحن اليوم بحاجة إلى فهم معاني وعّبر واسرار القيامة بعد أن اقعدتنا اطماعنا والأنانية، وغلبت على أفكارنا وتصرفاتنا التبعية وصغائر الأمور، فأنستنا أننا أبناء الله الذي خلقنا على صورته ومثاله، وجعل من أجسادنا هيكلاً له، وهو الذي لم يبخل علينا بإبنه، بل أسلمه إلى الموت من أجلنا.

غالباً ما يغيب عن بالنا أن ابانا السماوي وليظهر لنا محبته وأبوته قد أرسل الينا إبنه الوحيد ليتجسد ويتعذب ويهان ويصلب من أجل حلنا من أوزار الخطيئة الأصلية.

سيدنا المسيح بصلبه وموته قهر الموت وغلبه وقام من بين الأموات في اليوم الثالث فأقامنا معه لابسين الإنسان الجديد والمتجدد طاهرين وانقياء من كل ذنب وضعف وقد خلع عنا كل ما كان يثقلنا من أحمال وعثرات.

قيامة المسيح هي قيامتنا جميعاً كما اختبرها وعبّر عنها القديس بولس الرسول: “المسيح حيٌّ فيّ”.

لقد قام المسيح، فقام به ومعه وفيه الإنسان الجديد الذي لبسناه في المعمودية، مع كل ما يختزنه من محبة وتسامح وغفران وسلام ووداعة ونقاوة وطهارة ومصالحة واحترام لكرامة الإنسان وحريته.

فلندحرج الحجر عن صدورنا وعن قلوبنا وأفكارنا، حجر الخطيئة والفساد والأنانية والأحقاد والمصالح الشخصية والانقسام، وكل ما هو من الشرير.

ولنسأل السيد المسيح المنتصر على الموت أن يبارك لبناننا وأهلنا في الوطن الأم وبلاد الانتشار، ويُعِيَده عليهم جميعاً وهم على أحسن حال وأهنأ بال.

لنشهد اليوم الشهادة الحقيقة ونقول بصوت عال “المسيح حيّ فينا” ونعيّد بعضناً بعضاً بالقبلة المقدسة بإيمان عميق وثابت.

ونختم مع رسالة بولس الرسول إلى أهل ﻛﺳﻲ03/من01حتى05/”فَبِما أنَّكُمْ أُقِمتُمْ مَعَ المَسِيحِ مِنَ المَوتِ، اسعُوا دائِماً إلَى الأُمُورِ السَّماوِيَّةِ. فَهُناكَ المَسِيحُ مُتَوَّجٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. رَكِّزُوا تَفكِيرَكُمْ عَلَى الأُمُورِ السَّماوِيَّةِ، لا عَلَى الأُمُورِ الأرْضِيَّةِ. فَالذّاتُ القَدِيمَةُ فِيكُمْ قَدْ ماتَتْ، وَحَياتُكُمُ الجَدِيدَةُ مَستُورَةٌ فِي المَسِيحِ فِي اللهِ”.

المسيح قام حقاً قام ونحن شهود على قيامته

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

نص وفيديو/الياس بجاني: القيامة محبة وغفران وكفارات

https://www.youtube.com/watch?v=uH7rFYEPZ9M&t=3s

الياس بجاني/09 نيسان/2023

 

نص وفيديو/حزب الله وإسرائيل في خندق نفاقي ومسرحي وهوليودي واحد ويتبادلون الخدمات والمنافع

الياس بجاني/07 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117244/117244/

جرى أمس عرض مسرحي هوليودي ناري جديد بين دولة إسرائيل وحزب الله، حيث تم اطلاق عدد من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وذلك من منطقة واقعة ضمن مسؤليات قوات اليونيفل الدولية، ومشمولة بنطاق وحدود وضوابط القرار الدولي 1701، مما يؤكد التراخي الكامل من جانب اليونيفل والجبش اللبناني، ووجود حزب الله العسكري المهيمن على تلك المنطقة وبالتراضي. حزب الله تنصل من المسؤولية، وإسرائيل بدورها برئته، ونسبت العملية لمنظمات فلسطينية، ونفذت غارات جوية محدودة في قطاع غزة. واليوم ذكرت الصحف في تل أبيب بأن السلطات الإسرائيلة طلبت من سكان البلدات والقرى الواقعة على الحدود مع لبنان العودة إلى حياتهم الطبيعية.

حزب الله المأزوم جداً في لبنان على كل الصعد، ونتنياهو الذي يواجه شبه ثورة شعبيه ضده تبادلوا الخدمات والمنافع فيما بينهم مسرحياً، كما هو الحال باستمرار بين الجانبين في الأوقات الصعبة. فتم تلميع صورة حزب الله المقاوم في لبنان، وبدوره نتنياهو تمكن مؤقتاً من توحيد الإسرائيليين لمواجهة الأخطار التي تهدد دولتهم، واسدلت الستارة الهوليودية بانتظار فصل جديد من مسرحية جديدة عندما تكون هناك حاجة للطرفين.

من المؤكد وكما تبين مجريات وتطورات الأحداث في لبنان منذ العام 1982 وفي جنوبه تحديداً فإن حزب الله هو حاجة إسرائيلية عسكرية وتكتيكية ملحة.

ولأنه حاجة وضرورة فإن إسرائيل بإعلامها وجنرالاتها ومعلقيها وكتابها والرسميين على أعلى مستوى وكلما ضعف أو وقع حزب الله في ضيقة تنبري لتضخيم دورة والنفخ في نوعية وإحجام مخازن أسلحته ملقية الأضواء على ما تدعيه أخطاره وقوته ونوعية صواريخه التي تهدد كما تقول العمق الإسرائيلي.

وبالعودة إلى ما قبل العام 2000 وخلال وجود إسرائيل في الشريط الحدودي وحتى يوم انسحابها منه سنة 2000 لم يطلق الحزب رصاصة واحدة على أي جندي أو موقع عسكري إسرائيلي، بل كان يحارب أهالي الشريط اللبنانيين ويغتال قادتهم ويلغم طرقاتهم ويمارس الإرهاب في بلداتهم وقراهم.

وفي هذا السياق المصلحي والتكتيكي والتنسيقي جاء تفاهم نيسان الموقع في 30 حزيران 1996 والذي كان عرابه رئيس الوزراء اللبناني الرحل رفيق الحريري (نص الاتفاق في أسفل الصفحة) الذي شرعن لحزب الله مهاجمة وقتل أبناء الشريط الحدودي اللبنانيين من كل المذاهب وموافقته على عدم التعرض للجيش الإسرائيلي لا داخل الشريط ولا في الداخل الإسرائيلي. (نص الإتفاق في أسل الصفحة)

ويوم انسحبت إسرائيل من الجنوب عام 2000 لم تجري أية مواجهة بين الحزب والجيش الإسرائيلي خلال انسحابه والحزب لم يدخل الشريط الحدودي إلا بعد عدة أيام على إتمام الانسحاب وعلى تفكيك جيش لبنان الجنوبي ومغادرة معظم قادته وعسكره إلى إسرائيل.

في هذا الإطار فإن كثر من المحللين والكتاب الإسرائيليين والغربيين والعرب ذكروا ووثقوا فيما بعد بأنه كان هناك اتفاق سري بين الحزب وإسرائيل أمن للإسرائيليين الانسحاب الآمن من الجنوب اللبناني.

*حرب عام 2006 دمرت لبنان وسلمته لحزب الله.

والأمثلة على التعاون والتنسيق القائم والمستمر بين حزب الله وإسرائيل هي بالعشرات منها اهداء تل أبيب الحزب المئات من المعتقلين والسجناء (جثث وأحياء) وأيضاً مساندة إسرائيل لحزب الله عسكرياً ولوجستسياً وعلناً خلال معارك اقليم التفاح التي كانت تدور رحاها بينه وبين حركة أمل سنة 1988… وتطول القوائم وتطول…

ومن منا لا يتذكر مسرحيات نفاق الأنفاق المملة، ومسرحية إسقاط الطائرة الإسرائيلية فوق الضاحية بحجر ومن ثم الرد الهوليودي لحزب الله الذي استهدف بصواريخه سيارة إسعاف إسرائيلية في داخلها دمى وضعت خصياً لإتمام المسرحية حيث بعدها تباهى وتعنتر وتفرعن برده الذي وعد به السيد.

وفي 27 تموز سنة 2020 جرى عرض مسرحي هزلي وهوليودي فاشل على مسرح مزارع شبعا كان اخراجه في منتهى الفشل .. حيث ذكرت الصحف الإسرائيلية يومها أن خمسة عناصر من حزب الله حاولوا التسلل عبر الحدود فاكتشفهم الجيش الإسرائيلي وردهم خائبين دون معرفة أن كان وقع بينهم قتلى.

إعلام حزب الله وأبواقه يفتحوان الهواء لأبواق وصنوج الحزب  لتحكي البطولات الوهمية والخيالية والأسطورية والتي أين منها قصص عنتر وعبلا وألف ليلة وليلة.

باختصار، فإن حزب الله لا هو مقاومة ولا هو محرر ولا عدو لإسرائيل. بل عدو للبنان ولكل ما هو لبناني، ولكل العرب شعوباً ودولاً وتاريخياً وثقافة وهويات، والأخطر فهو ورعاته الملالي هم أعداء البشرية والإنسانية والحضاررة والعلم والسلم العالمي.

والحقيقة التي نعيشها مسلسلات هوليودية ومسرحيات نفاق ودجل متتالية تبين أن الحزب الإيراني هو حاجة إسرائيلية وفي خدمتها وحارس لحدودها.

وعشتم وعاشت المقاومة التفنيص والدجل.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

نص وفيديو/حزب الله وإسرائيل في خندق نفاقي ومسرحي وهوليودي واحد ويتبادلون الخدمات والمنافع

https://www.youtube.com/watch?v=cDipb4lOXjs&t=20s

الياس بجاني/07 نيسان/2023

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

الياس بجاني/اتمنى على الأصدقاء والمتابعين لمواقعي الألكتروني الإشتراك في قناتي ع اليوتيوب.Youtube

الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط   https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw    لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the above link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

البابا فرنسيس: ساعد يا ربّ لبنان ليتجاوز الانقسامات

وكالات/09 نيسان/2023

صلّى البابا فرنسيس على نيّة لبنان خلال كلمته في البركة الرسولية لمدينة روما والعالم من بازيليك القديس بطرس، بمناسبة عيد الفصح اليوم الأحد. وقال: “ساعد يا ربّ لبنان الذي لا يزال يبحث عن الإستقرار والوحدة حتّى يتجاوز الانقسامات فيعمل جميع المواطنين معًا من أجل الخير العام للبلد”.

وأعرب عن قلقه الشديد من دوامة العنف في الشرق الاوسط. وتجمّع عشرات الآلاف من المؤمنين اليوم للمشاركة في قداس عيد الفصح الذي يترأسه البابا في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.

 

رابط فيديو قداس أحد القيامة الذي ترأسة البطريرك الراعي اليوم 09 نيسان/2023 في كنيسة الصرح البطريركي مع نص عظته

Video link of the Sunday Mass that Patriarch Al-Rahi presided over today, April 09, in the Patriarchal Church, with the text of his sermon

Al-Rahi to parliamentarians during Easter Mass: Take off the label of ‘minors & losers’ and quickly elect a trustworthy figure

NNA/April 09/2023

الراعي للنواب في قداس الفصح: اخلعوا عنكم صفة القاصرين والفاشلين وانتخبوا سريعا شخصا يتمتع بالثقة

https://eliasbejjaninews.com/archives/117291/117291/

وطنية/09 نيسان/2023

 

حادثة "الجنوب" تشكّل تهديداً لأمن لبنان واستقراره

العميد المتقاعد مارون توفيق خريش/نداء الوطن/09 نيسان/2023

يجب ألا تمر حادثة إطلاق الصواريخ من لبنان بتاريخ السادس من نيسان 2023 على الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تشكل تهديداً خطيراً لامن لبنان واستقراره وذلك للأسباب التالية:

أولاً: لقد كانت من إعداد وتنفيذ مناصري حركة حماس وبوجود زعيم الحركة في لبنان، بزيارة لمسؤولين في حزب الله قادماً من قطاع غزة. من دون علم السلطات اللبنانية أو بتغاضٍ منها.

ثانياً: لأنها تشكل تطوراً خطيراً لتمدد السلاح الفلسطيني إلى خارج المخيمات بعد قرارات عدة من الحكومة اللبنانية بمنع هذا السلاح خارجها.

ثالثاً: تأتي هذه الحادثة الخطيرة لتشكّل مع ما جرى في غور الأردن حيث قتلت امرأتان اسىائيليتان وما حدث قبل قليل من كتابة هذه السطور حيث جرت عملية إطلاق نار ودهس على الشاطئ في تل أبيب قُتِل فيها اسرائيلي وجُرِحَ ستة.

رابعاً: ترافق كل ذلك مع اسقاط مسيّرة لحزب الله بعد تخطيها للحدود الجنوبية مع لبنان.

ولا يخفى على أحد أنّ كلّ هذه الحوادث ما هي إلا رد على ما تقوم به القوات الإسرائيلية والمستوطنون اليهود من عمليات تخريب في المسجد الأقصى واعتداء على المصلين في القدس ضمن خطة دأبت عليها قوات الاحتلال منذ قيام حكومة نتنياهو المتطرفة وما قبلها.

كما ويستنتج منها الالتزام الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله بالحلف القائم بين سوريا وإيران والحزب وحركة حماس. ويظهر ذلك من جانب واحد إذ يلتزم الحزب بالرد من لبنان بينما تكتفي الأطراف الاخرى كسوريا وايران بالتهديد بالاحتفاظ بحق الرد.

بالإضافة إلى أن اي عمل عسكري جنوبي الليطاني يُعتبر خرقاً للقرار 1701 الذي التزمت به الحكومة اللبنانية ووافق على صدوره حزب الله عام 2006 بعد الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان.

وأيضاً كالعادة تدخلت الحكومة اللبنانية وأعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية موريس سليم اليوم، التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وجاهزية الجيش للتصدي لأي عدوان. بينما قال وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن لبنان سيقدم شكوى لمجلس الأمن الدولي، بشأن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف أراضيه فجر اليوم، مشيرة إلى أن القصف الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخا لسيادة لبنان وخرقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويهدد الاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني. وهو الكلام الخشبي عينه الذي درجت كل الحكومات اللبنانية على إعلانه تغطية لعجزها عن السيطرة على السلاح غير الحكومي الموجود بيد حزب الله ومن يدور بفلكه وفلك الممانعة من فلسطينيين وسرايا مقاومة وغيرهم. ولجوئها إلى شكاوى لمجلس الأمن وهي تعلم بأنها عديمة الجدوى.

إن الإعلان عن جهوزبة الجيش اللبناني للتصدي لأي عدوان يرتب على الحكومة وضع الامكانات اللازمة بتصرفه لكي يقوم بذلك. فما هي الموازنة التي رصدتها الحكومة للجيش؟ وما هي القرارات التي اصدرتها باجتماعاتها الفورية المتواصلة التي كان يجب أن تعقدها لمواجهة ما وصفه وزيرا الدفاع والخارجية اعتداءً على لبنان؟ حكومة لم تحرك ساكناً ولا تجتمع حتى في لحظات التهديد القصوى وينفرد فيها وزيران باخذ موقف قد لا يُعَبِّر عن سياستها هي حكومة غير جديرة ان تدعى حكومة.

إنّ لبنان هو المواطن اللبناني. وهذا اللبنان سُرِقَ من قبل الحكام، وانتهكت كرامته من الأقربين ويُهَدد عدوُهُ أمنَه في كل حين. ويصرح مسؤولوه ما ليسوا مخولين قوله. ويسكتون عن من يأخذون البلد إلى مغامرات مبنية على تحالفات غير دستورية ومن خارج سياسة الحكومة الدفاعية. لذلك فإن كل قول وكل عمل تقوم به الحكومة ولا يستند إلى الدستور والقانون والسياسة الدفاعية العامة المتفق عليها في مجلس الوزراء يصب في دمار البلد.

 

إلى رئيس حكومتنا نجيب ميقاتي

عبد الرروف سنّو/فايسبوك/09 نيسان/2023

لا نفهم من المقصود بكلامكم بأنّ جهة "غير لبنانيّة" مسؤولة عن اطلاق الصواريخ من منطقة في الجنوب خاضعة لحزب الله؟  أيعني هذا إنّ عصابات تابعة لدول في إفريقيا أو لأميركا اللاتينية أو لأفغانستان..، أو قادمة من المريخ، هي التي نصبت الصواريخ وأطلقتها؟ هل تخشون، دولة الرئيس، من تسمية الجهة المسؤولة عن الصواريخ حفاظًا على حلفاء حزب الله، أم أنكم تستغبون اللبنانيّين بكلام مموّه يكتنفه الغنوض، لانّهم لا يفهمون في السياسةالعليا؟ أنتم تعيدون تجربة لبنان المقيتة مع "المقاومة الفلسطينيّة"' عندما خرجت من المخيمات بموجب اتفاق القاهرة وخرّبت العلاقات والتوازنات بين طوائف البلاد...

 معيب جدّا تصرّفكم. كان الأجدى إن تسموا الجهة أو المنظمة المسؤولة عن خرق السيادة اللبنانيّة، وتقبضوا عليها وتحاكمونها، وتقولون علنًا: كفى استخفافًا بلبنان وشعبه، ولن نرضى بعد الان أن نكون دمية بأيد تجعل منه ساحة لها ...  لقد فعلتم العكس، دولة الرئيس، وتستحقون أن تكونوا والمنظومة الحاكمة على صليب الجلجلة، لا من أجل خلاص لبنان وقيامته الذي دمّر على أيديكم، وأنّما لتكون نهايتكم... فاشلون وفاسقون وتجّار هيكل...

 

تفاصيل متفرقات الأخبار اللبنانية

مندوبة لبنان سلّمت كتاب الشكوى الى غوتيريش

صحف/09 نيسان/2023

سلّمت المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة في نيويورك جان مراد، كتاب الشكوى الذي وجهته وزارة الخارجية باسم الحكومة اللبنانية إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومجلس الأمن. وقد حذّرت السلطات اللبنانية في الكتاب من “خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، لا سيما القرى الواقعة في الجنوب اللبناني، وأكد حرصه على العمل لسحب فتيل الفتنة والدعوة إلى تهدئة النفوس، محملًا “اسرائيل” مسؤولية تداعيات أيّ تصعيد من شأنه أن يفجر الأوضاع على الحدود اللبنانية الجنوبية”. وفيما أكد لبنان تمسكه بسياسة “ضبط النفس” انطلاقًا من وعيه لأهمية الاستقرار والهدوء ومن حرصه الثابت على الوفاء بالتزاماته الدولية، إلاّ أنّه أدان الاعتداءات التي نفذتها “اسرائيل” فجر الجمعة الواقع فيه 7/4/2023 على مناطق في جنوب لبنان، “والتي عرّضت حياة المدنيين وسلامة الأراضي اللبنانية للخطر، وقد اعتبرها عملًا عدوانيًا فيه: انتهاك صارخ لسيادة لبنان، تهديد للاستقرار الذي كان ينعم به الجنوب اللبناني، وخرق فاضح لقرار مجلس الامن الدولي 1701 وتهديد للسلم والأمن الدوليين”. كما اكدت السلطات اللبنانية “رفضها استعمال أراضي لبنان كمنصة لزعزعة الاستقرار القائم مع احتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس، وأعاد التأكيد على أن إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل هي السبيل الأمثل لحل المشاكل والحفاظ على الهدوء والاستقرار، مبديًا استعداده للتعاون الدائم مع قوات حفظ السلام على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحرصه على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان”. من جهة أخرى، نبّه لبنان من “خطورة وتداعيات الممارسات “الإسرائيلية” الاستفزازية في القدس الشريف، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة مضافًا إليه الاستخدام غير المبرر للقوة المفرطة في دور العبادة بحق المصلين، ورفض “إسرائيل” الامتثال لدعوات مجلس الأمن والمجتمع الدولي للامتناع عن اتخاذ خطوات تصعيدية خلال زمن الإعياد المتزامن هذا العام لدى الأديان السماوية الثلاثة، حيث فاقمت “إسرائيل” بأعمالها العدوانية الوضع الأمني ميدانيًّا، وسببت أجواء من التوتر في المنطقة بصورة عامة”. وطالب لبنان في كتابه مجلس الأمن والمجتمع الدولي إدانة الاعتداء “الاسرائيلي” بأشد العبارات، وبإلزام “اسرائيل” وقف خرقها لسيادة لبنان جوًا وبحرًا وأرضًا، ووقف تهديداتها المستمرة بتقويض السلم والأمن، وتنفيذ كافة موجباتها وفق القرار 1701. ودعت مراد الامين العام للامم المتحدة تعميم هذه الرسالة كوثيقة رسمية من وثائق الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في إطار بند الأعمال رقم 32 “الحالة في الشرق الأوسط”، مشيرةً الى أنها وجّهت رسالة متطابقة إلى رئيس مجلس الأمن.

 

خبير "عسكري" يكشف: المنطقة الآن في مرحلة التحوّل

 سبوتنيك/09 نيسان 2023

توترت الأوضاع على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل بشكل مفاجىء وبارز، نتيجة عملية إطلاق صواريخ من السهول الواقعة في جنوب قضاء صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب متابعين، فإن هذه العملية وضعت المنطقة الحدودية على صفيح ساخن، لا سيما وأن الجانب اللبناني ينتظر طبيعة الرد الإسرائيلي على عملية وصفت بالأقوى منذ حرب تموز (يوليو) من العام 2006. وفي هذا السياق، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "المسألة بكل بساطة تقرأ من خلال ربطها بما يجري في المسجد الأقصى من اعتداءات إسرائيلية على المسجد والمعتكفين والمصلين فيه وتدنيس حرمة المكان والسعي لمرحلة التقاسم المكاني والزماني للمسجد الأقصى في مرحلة أولى ثم هدم هذا المسجد بعد نزع الصفة الإسلامية عنه". ورأى حطيط، أن "هذه الصواريخ تقرأ على أنها صرخة احتجاج وتعبير عن غضب وإنذار لإسرائيل"، أما القول بأن "لبنان وضع على صفيح ساخن بأحداث المنطقة هذا أمر لا يعبر عن حقيقة الوضع، أصلًا لبنان ينخرط في المنطقة كجزء منها ويتأثر بما يحصل فيها، والمنطقة الآن في مرحلة التحول من الاضطراب والإرباك العام إلى اتجاه آخر يكون فيه نوع من التهدئة والاستقرار وهذا ما نعتبر أن إسرائيل تفهمه جيدًا من خلال التحولات الدولية والمتغيرات الإقليمية التي تحصل والتي كان صلح بكين أحد عنوانيها الرئيسية". ولفت حطيط إلى أن "عدم الإفصاح عن الجهة الفاعلة قد يكون جزءًا من إدارة المعركة، أما بالنسبة للعدو الإسرائيلي فهو يعلم أنه أمام خيارين، إما ابتلاع ما حصل ومراجعة السلوكيات التي تحصل في المسجد الأقصى حتى لا يتطور الأمر أكثر وإما أن يصعد، في حال التصعيد سيترجم في اتجاه من إثنين، إما تصعيد باتجاه غزة ضد الفلسطينيين أو تصعيد باتجاه لبنان وسيضع نفسه أمام مواجهة يعلم كيف تبدأ ولا يعلم كيف تنتهي، مشيرًا إلى أن "الخيارات الإسرائيلية للتصعيد ليست خيارات آمنة لإسرائيل".أما عن إمكانية التصعيد، فأوضح حطيط، أن "المسألة متوقفة على القرار الإسرائيلي، إذا إسرائيل شاءت التصعيد فإن التصعيد سيحصل وسيواجه "حزب الله" من لبنان التصعيد الإسرائيلي بما يناسبه من ردود، أما إذا كان التصعيد باتجاه غزة، "فأعتقد أن الرد لن يكون مريحًا للعدو الإسرائيلي، وبصيغة أخرى التصعيد سيقابله تصعيد أما التهدئة فقد تنهي الموضوع حيث وصل".

 

السلاح الفلسطيني يتحرّك بحماية "حزب الله"

ليبانون ديبايت/الاحد 09 نيسان 2023

لم تمرّ عملية إطلاق الصواريخ من سهل القليلة، والردّ الإسرائيلي عليها، مرور الكرام على المشهد السياسي المحتدم والمحتقن بفعل الإنقسامات والأزمات، وإن كانت المواجهة بقيت مضبوطةً في الزمان والمكان، ولم تتجاوز حدود الرسائل الإقليمية. وبينما لا تزال تداعيات ساعات التوتر على الجبهة الجنوبية، آخذةٌ في التبلور على المستوى الأمني، فإن بصماتها في المعادلة السياسية، واضحة لجهة تكريس الخلاف العامودي الحقيقي والجدّي في المجتمع اللبناني، وفق الكاتب والمحلِّل السياسي علي حماده، الذي تحدّث عن انقسام بين "حزب الله" ومن يواليه من جهة، وبقية مكوّنات المجتمع اللبناني التي ترفض السلاح غير الشرعي من خارج الدولة اللبنانية من جهة أخرى. وعليه، فإن التصعيد الأمني قد فرض نفسه، كما يؤكد المحلِّل حماده ل"ليبانون ديبايت"، كونه أعاد طرح مسألة قرار الحرب والسلم الذي "اختطفه حزب الله عنوةً من يد الدولة اللبنانية، ومن يد المجتمع اللبناني بشكل عام"، كما سلّط الضوء على أجندة الحزب الإقليمية "التي تتفوّق على كل ما عداها لبنانياً، ولا تأخذ في الإعتبار المصالح اللبنانية أو مشروع الدولة اللبنانية". واستطراداً، يرى حماده، أن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، يؤكد على غياب الدولة اللبنانية بشكلٍ تام، معتبراً أن الدولة "هي الغائب الأكبر والمتفرّج الأكبر، لأن جزءًا من المسؤولين يمارس سياسة النعامة ويدفن رأسه في الرمال، وكأنه لم يرَ ولم يسمع، وجزءاً آخر متواطىء لأقصى الحدود، من أعلى الهرم إلى أدناه، والدليل على ذلك هو الصمت المطبق من الساعة الثالثة بعد الظهر ولغاية الساعة الحادية عشرة، من وزارة الخارجية ورئاسة الحكومة، وكأن لا وجود للدولة، لأن مسؤوليها متواطئون أو يحرفون النظر نحو شيء آخر".

ويكشف حماده، عن نتيجة أخرى لهذه الحادثة التي تطرح السلاح الفلسطيني المتفلِّت والقواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات في قوسايا والناعمة وغيرها، في سياق ما يُعرَف بضبط السلاح الفلسطيني وفق ما اتفق عليه المسؤولون على طاولة الحوار اللبنانية عام 2006 و2007 ، والتزام "حزب الله" حينها بالعمل على حلّ هذه المشكلة في كل القواعد التابعة للتنظيمات الفلسطينية. ويلفت حماده إلى "انعدام أي وظيفة للسلاح الفلسطيني لجهة حماية اللبنانيين أو الفلسطينيين، مع العلم أن الوجود المسلّح يتحرّك بلا حسيب أو رقيب على الأرض اللبنانية وبحماية حزب الله". وعن تأثير "الصواريخ الفلسطينية" على الإستحقاق الرئاسي، يكشف حماده، أنها "سوف تعيد طرح مسألة شخص الرئيس الذي يجب أن يتقدم على أي شيء آخر، بمعنى ماذا كان فعل لو كان مرشح الحزب سليمان فرنجية رئيساً؟ هل كان اعترض على التخطيط والتواطؤ من قبل الحزب، في اطار ما يسمّى بوحدة الساحات، إضافةً إلى اعادة وضع قواعد الإشتباك مع الإسرائيليين على السكة التي يريدها الإيرانيون". وعليه، يضيف حماده، أن هذا الأمر يدفع الكثيرين إلى رفض انتخاب "رئيسٍ للجمهورية متواطىء مع الحزب أو من صفوفه"، متوقعاً "معركةً قاسية لمنع وصول مرشّح الحزب إلى قصر بعبدا، حيث أنه من الواضح مدى سلطة ونفوذ وسطوة الحزب على المسؤولين اللبنانيين، ما ينافي منطق الدولة وأي إمكانية لمحاولة إنقاذ لبنان إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه".

 

ساعة الحسم قد "دقت" والدور المسيحي "سينقرض"!

ليبانون ديبايت/الاحد 09 نيسان 2023

لم يكن وارداً وفي أقصى التوقعات من الخلوة الروحية التي انعقدت في بيت عنيا في حريصا، أن تُسفر عن تقارب بين الكتل النيابية المسيحية، وأن تنجح مبادرة البطريرك مار بشارة الراعي، بدعوة النواب المسيحيين للصلاة، في جمع النواب الذين تُباعد بينهم الإتجاهات السياسية والإصطفافات، على مقاربة واحدة للإستحقاق الرئاسي الذي يشكل مدخلاً لإعادة التوازن إلى المؤسسات الدستورية، ووضع لبنان على طريق الإصلاح والإنقاذ. وفي الوقت الذي تزامنت فيه المبادرة البطريركية مع حركة ديبلوماسية خارجية عربية وغربية تتمحور حول الإستحقاق الرئاسي، فإن احتمالات أن يُنبىء ذلك بأن ساعة الحسم قد دقت على هذا الصعيد، ما زالت ضئيلةً، حيث يكشف النائب في تكتل "لبنان القوي" سيمون أبي رميا، بأنه "لا يمكن الجزم بأن ساعة الحسم، قد دقت وإن كان التشنج الإقليمي يؤثر سلباً على المستوى الداخلي اللبناني، وبالتالي، فإن أي تلاقي إقليمي واهتمام دولي، ينعكس إيجاباً على الداخل اللبناني، من دون أن يكون عامل جزم في الأزمة الرئاسية، إذ أن الحلول تبقى داخلية". ويؤكد النائب أبي رميا ل"ليبانون ديبايت"، أن "لبنان لا يستطيع الإستمرار على ما هو عليه، لأننا ووسط التدهور الحاصل، لا نملك ترف الإنتظار". ويشدد أبي رميا، على وجوب "التخلّي عن الأجندات الحزبية والحسابات الشخصية، فلا شيء يمنع التلاقي على مقاربة وطنية جامعة". وفي الواقع الحالي، يشير أبي رميا إلى "انقسامٍ بين فريق يرشّح ميشال معوض وآخر يرشّح سليمان فرنجية، ولا أحد لديه فرصة الوصول، لأنه لا يحظى بالأكثرية المطلوبة"، وبالتالي فهو يعتبر أن "لا حل للملف الرئاسي إلاّ عبر نقاشٍ جدي بين الكتل النيابية، والإتفاق على إسمٍ يحظى بالأكثرية التي توصله للرئاسة، أو عبر جلسات إنتخابية متواصلة لإنجاز الإستحقاق". وعن خلوة بيت عنيا وما إذا كانت حققت الأهداف المرجوة منه، يجيب النائب أبي رميا "إننا التقينا حول البطريرك الراعي للصلاة، وكانت خلوة روحية وجدانية، وذلك على أمل أن نلتقي مع كل النواب حول مصلحة لبنان، لننتخب رئيساً للجمهورية مع حكومة فاعلة مدعومة من كل القوى لانقاذ لبنان الوطن والكيان والرسالة والسيادة والنهوض بالإقتصاد والتعافي المالي." ويضيف أبي رميا أن "اللقاء شكّل مناسبةً لالتقاء اشخاص لا يتلاقون عادةً وسمح بكسر الجليد بين أشخاصٍ لم يتواصلوا سابقاً، لافتاً إلى أنه على هامش اللقاء، كانت هناك أحاديث ثنائية وجماعية عن الإستحقاقات الراهنة، ومعتبراً أنه "محطة أولى قد تستتبعها محطات أخرى". ورداً على سؤال حول المحطة التالية مسيحياً بعد محطة بيت عنيا، يقول النائب أبي رميا: "إذا لم نتجاوز الخلافات على المناصب والكراسي، سينقرض الدور المسيحي ويتعرض الوجود المسيحي للخطر، ودور لبنان أيضاً للخطر، لأنه في لبنان تعددية طائفية وحزبية وسياسية، وإذا لم يكن هناك من تجمع أقليات تشكل أكثريات مع مشروع إصلاحي، لا خلاص للبنان". ويأسف أبي رميا "لافتقاد لبنان لمشروع إنقاذي وحكومة فاعلة منتجة متجانسة مدعومة من الكتل والأحزاب"، مشدداً على أن "أي محطة تالية يجب أن تقوم على الحوار والتقارب المسيحي، الذي يسهّل ولادة رئيس للجمهورية، بمعنى التقارب بين مختلف الأفرقاء المسيحيين، لا سيّما التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بحيث يمكن الذهاب إلى خيارٍ ثالث بعيداً عن الأسماء المتداولة، ولذا، كفى هدراً للوقت وانتحاراً".

 

لبنان مسرحاً لـ "البريد بالنّار"... أي رسائل ولِمَن؟

الراي الكويتية/09 نيسان/2023

سواء كان العنوان، أن «المسجد الأقصى لن يُترك وحيداً»، أو إعادة «توازن الردع» بعد تمادي إسرائيل في غارات «دورية» في العمق السوري ضدّ مواقع للحرس الثوري الإيراني و«حزب الله»، أو رسْم «خط نار» متقدّم بإزاء أي ترجمةٍ لتهديداتٍ وتقديراتٍ بإمكان أن تندفع تل أبيب نحو ضرب المنشآت النووية إيرانية، فإنّ الأكيدَ أن التحريكَ الأكثر دراماتيكية للجبهة الجنوبية اللبنانية دشّن مرحلةً جديدةً تحت سقف «تَضامُن الجبهات» ضمن المحور الإيراني أو وحْدتها. وبعد مرور يوميْن على استعادة الجنوب دورَ «ملعب النار» عبر زخّةِ الصواريخ «المضبوطة الضَرَر» التي استهدفتْ المقلب الاسرائيلي، والردّ «المنضبط» في الجانب اللبناني، لم تخرجْ بيروت من تحت تأثيرِ صدمةِ الانفلات الواسع للحدود اللبنانية التي بدت «سائبةً» لمنصاتٍ أطلقتْ أكثر من 30 صاروخ «كاتيوشا» و«غراد»، اتّهمت تل أبيب، «حماس» بالوقوف، وراءها من دون أن تنفي الحركة ذلك رسمياً، في الوقت الذي كان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وصل إلى لبنان عشية «الضغط على الزناد». ومع «ثبوت» أن هجوماً صاروخياً بهذا الحجم يستحيل أن يكون حصل بمعزل عن «حزب الله» الذي يقيس كل خطوة باتجاه اسرائيل و«يحسب النَفَس» الذي يتم أخْذه على الحدود أو عبْرها بما يتلاءم مع مقتضيات عدم رغبته في وقوع حربٍ ومع إدراكه أن تل أبيب باتت تحسب «انتصاراتها» وفق معيار، «حققنا هدف تجنب الاشتباك مع حزب الله»، فإن الأكيد أن ما شهده الجنوب يوم الخميس لم يكن بأي حال «صواريخ طائشة» من عيارِ ما سبق أن أُطلق من «أرض القرار 1701» إبان محطات ساخنة عدة، أكان في غزة أو في المسجد الأقصى.

فـ «الهبّةُ الصاروخية» وهي الأوْسع منذ حرب «تموز 2006» جاءت على مسرح سياسي وميداني معقّد ومُتشابِك أتاح تعدُّد القراءات لخلفياتها و«صندوقها الأسود»، من دون أن يحجب ذلك حقيقةً راسخةً مزدوجة أطلّتْ من خلف غبار «اندفاعة النار»:

- أوّلها أن التطور الخطير جنوباً الذي جاء فيما لبنان يصارع أعتى عاصفة مالية عَمَّقَ مظاهر «الدولة المتحلّلة» التي غابت عن السَمَع لساعاتٍ قبل أن يخرج رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على وقع «حَبْس الأنفاس» ليل الخميس،

معلناً إدانة الصواريخ، ليكمل لبنان الرسمي تخبُّطه باجتماعاتٍ تحت عنوان «متابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية»

وخلصتْ إلى إعلان وزير الخارجية عبدالله بوحبيب أنه «تقرّر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة»، موضحاً «ان الرسالة تتضمن تأكيد التزام لبنان القرار 1701، كما تشجب الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان جواً وبراً وبحراً».

- والثانية أن لبنان استعاد بقوةٍ وفي غفلة من الأجندة الداخلية المأخوذة سياسياً بالأزمة الرئاسية المستحكمة، دورَ «صندوقة البريد» وهذه المَرة بـ «البندقية الفلسطينية» التي استحضر خصومُ «حزب الله» بإزائها مرحلة ما عُرف بـ «العمل الفدائي» في جنوب لبنان قبل الحرب الأهلية التي شكل العاملُ الفلسطيني أحد فتائلها، مبدين الخشيةَ من «حماس لاند» (عوض «فتح لاند» التي تسيّدت أواخر الستينات) ترتسم بـ «رعاية الحزب» وبتوزيع أدوارٍ دقيق، وصولاً إلى مُطالَباتٍ للسلطات اللبنانية بتوقيف هنية.

في موازاة ذلك، كانت التحرياتُ على أشدّها حول توقيت الهجوم الصاروخي، الذي وإن لم يغيّر «قواعدَ الاشتباك» مع اسرائيل بمعنى بقاء الالتزام بـ «التصعيد الموجَّه والمحدَّد» الذي يسبّب أضراراً تُبْقي لاسرائيل البابَ مفتوحاً أمام الاكتفاء بردٍّ «موْضعي» ومحدود، وهو ما حصل فجر الجمعة، حيث أغار طيرانها قرب مخيم الرشيدية، إلا أنه حَمَلَ أبعاداً بالغة الأهمية لجهة تجيير الحزب «الضغط على زرّ» توجيه الرسائل اللاهبة إلى «حماس» أو تشارُكهما في ذلك.

وراوحت التحليلات الأكثر واقعية لخفايا تحريك الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية بين:

- اعتبارها تنويعاً لمصادر الردّ على الاستهدافات التي تكثّفت أخيراً من اسرائيل ضدّ مواقع للحرس الثوري و«حزب الله» في سورية ومحاولة إرساء «توازن رعبٍ» يُلاقي عمليات «الذئاب المنفردة» التي تُنفّذ داخل الكيان الاسرائيلي، وبعضها نوعيّ وارتفعتْ وتيرتها أخيراً.

- أنها «جرس إنذار» مبكر إزاء أي «سوء تقدير» اسرائيلي لإمكان أن تمرّ أي ضربة لإيران تستهدف برنامجها النووي من دون إشعال «جبهات المحور» كلها.

وهاتان القراءتان تقاطعتا، عند أن هوامش الردّ أو التحذير التي تملكها طهران ضاقت جغرافياً، بعد «تَفاهُم بكين» مع السعودية، ما يجعل إيران تستخدم الساحة اللبنانية، وإن كانت أوساط أخرى اعتبرتْ أن «الوجه الآخَر» لهذا الاستنتاج يعني أنه يخطىء مَن يعتقد أن طهران التي «تبذل كل جهد» لكسْب رضى الرياض ودول الخليج فقدتْ القدرة على المناورة والإمساك بزمام الأمور في ما خص ما تعتبره المَخاطر الاستراتيجية أو مشروعها الكبير. وفيما كان «الإسقاطُ اللبناني» لأحداث الجنوب يركّز على تداعياتِها على الملف الرئاسي وتحديداً «الضماناتِ» التي حاولت فرنسا انتزاعها من زعيم «المردة» سليمان فرنجية في معرض السعي لـ «تسويقه» ولا سيما في ما خص مسألة سلاح «حزب الله» والإصلاحات والعلاقة مع دول الخليج،

وسط اعتقادٍ بأن ما جرى الخميس «أحرق» مفعول أي ضمانات ثبت أن لا أحد يملك إعطاءها إلا الحزب في المسائل الكبرى،

فإن أجواءَ أخرى غير بعيدة عن «محور الممانعة» اعتبرتْ أن ما جرى الخميس يرتبط حصراً بما يشهده «الأقصى» ولا يحتمل أبعاداً أخرى ويعبّر عن قرارٍ بأن «الأقصى لن يُترك وحيداً».

وفي تقدير المصادر أنه «رغم أن الأمور مترابطة على مستوى جبهات المنطقة، فإن للمسجد الأقصى وما يجْري فيه خصوصية جرى التعبير عنها بتضامُن جبهات المحور عبر رسالة الصواريخ».

وكشفت «أن الجبهات الأخرى في سورية والعراق وسواهما كانت على جهوزية للانضمام إلى الرسالة التي أُطلقت من جنوب لبنان في حال جاء الرد الاسرائيلي متدحرجاً وعلى نحو أوسع».

وحرصت المصادر نفسها على ربْط صواريخ الجنوب بما يجري في «الأقصى» حصراً «لأن الغارات الاسرائيلية في سورية غالباً ما يُردّ عليها في الداخل الفلسطيني عبر الذئاب المنفردة لاسيما أن «الحساب مفتوح» بين إيران واسرائيل على هذا المستوى».

وقللتْ المصادر من وطأة الكلام عن احتمال الانزلاق إلى الحرب «فعملية إطلاق الصواريخ جاءت مدوْزَنة، وببصماتٍ يعرفها الاسرائيلي تماماً وكان اختبر القصْد منها وتُركت له طريقة الردّ الموْضعي عليها». ونأت هذه المصادر عن أي كلامٍ عن الجهة التي أطلقتْ الصواريخ «رغم أن أحداً لم يُلْقِ المسؤولية على «حماس» إلا اسرائيل التي ربما أرادت الذهاب إلى الخاصرة الرخوة في غزة». وكان الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله قال في إطلالة له مساء أمس، أنّه سيتحدث يوم الجمعة حول تفاصيل ما جرى في جنوب لبنان وتَرابُط الأحداث في القدس وقطاع غزة والضفة الغربية وفي سوريا.

 

"صورة تجمع نصرالله واسماعيل هنية تساوي أكثر من ألف كلمة"... استياء إسرائيلي من لقاء نصرالله - هنية!

 الميادين/الاحد 09 نيسان 2023

تطرق الإعلام الإسرائيلي إلى االلقاء الذي جمع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، مع وفد من قيادة حركة حماس ضم رئيس المكتب السياسي لحركة ‏"حماس" إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري. وتحدثت قناة "مكان"الإسرائيلية، عن اللقاء تحت عنوان "لقاء ثلاثي جمع نصرالله مع إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري في بيروت". وأشارت القناة إلى أنّ, الجانبين ناقشا مدى جهوزية محور المقاومة والتعاون بين العناصر المشاركة في مواجهة كل التطورات. من جهته، توقف مراسل الشؤون العربية في القناة "13" الإسرائيلية، حيزي سيمنتوف، عند اللقاء، واعتبر أنّ أهميته تكمن في تنسيق المواقف بين حماس وحزب الله، وأن الهدف منه بث الوحدة في محور المقاومة، سوريا وإيران وحماس وحزب الله، وأيضاً لتنسيق المواقف بشكل وثيق جداً بين نصر الله وهنية والعاروري. أما مراسل شؤون العربية في قناة "كان"، روعي كايس، وصف اللقاء بالـ "هام"، لافتاً إلى أنّ البيان الصادر عن حزب الله مهم جداً، حيث ورد أنه جرى بحث استعداد محور المقاومة وتعامله مع التطورات، "وهذا مهم جداً". ووفق كايس، فإنّ القصة هي "وحدة الساحات"، مشيراً أيضاً إلى أنه شاهد "بث قناة الميادين، حيث عرضوا هناك خريطة مهمة جداً تظهر "إسرائيل" وما يسمونه فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان واليمن". كما توقفت القناة "13" عند الصورة المشتركة للقاء، التي يبدو فيها "الجميع مبتسمون"، وأشارت إلى أنّ الصورة لا تظهر أن "نصرالله يعيش في مخبأ"، معتبرةً أيضاً أنّ الرسائل منها هي القول "نحن معاً"، وهو ما فهمه الجميع، بحسب محلل الشؤون العربية آفي يسسخاروف. وتعليقاً على الصورة المشتركة للسيد نصرالله مع وفد قيادة حماس، اعتبرت القناة "12" أن السيد نصرالله، بهذه الصورة، وضع إصبعاً في عين الإسرائيليين ، موضحةً أنّ "هذه الصورة تساوي أكثر من ألف كلمة، وتشرح قصة الأسبوع الأخير الذي فتحت فيه جبهة من لبنان". وفي الوقت نفسه، كتب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة معاريف طال ليف رام، أنّ التحذير الذي قدّمته المؤسسة الأمنية والعسكرية تحقق، ومفاده وجود إمكانية أن تتكتل معاً كل الساحات المُهددة المختلفة في شهر رمضان. كما أشار إلى أن الإسرائيليين شعروا في الأيام الأخيرة، بجرعة صغيرة جداً، من خصائص مواجهة متعددة الساحات. وأمس السبت، استقبل السيد نصر الله، هنية، ونائبه العاروري، والوفد القيادي للحركة. واستعرض السيد نصر الله مع وفد "حماس" أهم التطورات في فلسطين، ومجريات الأحداث في المسجد الأقصى، ‏والمقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب بيان مكتب العلاقات الإعلامية لحزب الله. كذلك، بحث المجتمعون في آخر التطورات السياسية في ‏الإقليم، وجاهزية محور المقاومة، وتعاون أطرافه في مواجهة كل هذه الأحداث ‏والتحديات. ويأتي الاجتماع في ظل تصاعد التوتر في المسجد الأقصى، بسبب اعتداءات اسرائيل على المعتكفين داخل المسجد، والاقتحامات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي والمستوطنون لباحاته. واندلعت مواجهات، أمس السبت، بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في كل من جنين وبيت لحم ونابلس في الضفة الغربية. وسبق أن أكّد السيد نصر الله، أنّ تقارب إيران والسعودية يصبّ في مصلحة المنطقة وشعوبها، و"على نحو أساسي في دول الجوار، وعلى رأسها سوريا وفلسطين".

 

هذا ما ينتظر الأخوين رحمة قانونًا

ليبانون ديبايت/الاحد 09 نيسان 2023

أسئلة ورسائل عدة قد أثارتها العقوبات الأميركية التي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية على الأخوين تيدي وريمون رحمة، وذلك لجهة التوقيت "السياسي" اللبناني كما لجهة تأثير قرار OFAC ، على العلاقات التي تربط رحمة بقوى وأحزاب سياسية كما لكونهما من المستثمرين البارزين في قطاع النفط. وبمعزلٍ عن التفسيرات السياسية، فإن هذه العقوبات تذكر بعقوبات أخرى سابقة فرضتها واشنطن على شخصيات سياسية متهمةً إياها بالإستفاد من "الفساد العام"، وبمسار تنتهجه الإدارة الأميركية منذ مدة إزاء شخصيات لبنانية عامة، تكثر التكهنات حوله وحول أهدافه.

"ليبانون ديبايت" سأل عميد العلاقات الدولية في الجامعة الدولية للأعمال في ستراسبورغ الدكتور بول مرقص المتواجد في واشنطن منذ فترة، عن القرار الأميركي، فكشف أنه "ومن حيث المبدأ القانوني، فإن الإدارة الأميركية، تلجأ للأمر التنفيذي رقم 13441 لعام 2007 لإدارج لبنانيين محددين وفرض عقوبات عليهم تحت عنوان "تجميد ممتلكات الأشخاص لارتكابهم أعمالاً تمسّ سيادة لبنان أو عملياته ومؤسساته الديمقراطية"، وذلك لكونهم "إمّا ساعدوا مادياً أو رعوا أو قدموا دعماً مالياً أو تقنياً أو سلعاً أو خدمات تدعم أعمال أي شخص تمّ حظر ممتلكاته ومصالحه، وإمّا قاموا بأعمال تهدف أو تؤدي إلى تقويض العمليات أو المؤسسات الديمقراطية في لبنان، والمساهمة في انهيار سيادة القانون في لبنان ودعم إعادة تأكيد السيطرة السورية، أو المساهمة بأي طريقة أخرى في التدخل السوري في لبنان، أو التعدي على السيادة اللبنانية أو تقويضها، أو أن يكونوا مملوكين أو مسيطراً عليهم، أو يتصرفون أو يزعمون أنهم يعملون لصالح أو نيابة عن، بشكل مباشر أو غير مباشر، لأي شخص يتمّ حظر ممتلكاته ومصالحه بموجب هذا الأمر". ويشير العميد مرقص، الذي درّس القانون الأميركي لسنوات في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أنه "قد سبق وأن أُدرجت عدة شخصيات لبنانية على لائحة العقوبات الأميركية بموجب هذا الأمر التنفيذي رقم 13441، منهم نواب ورجال أعمال لبنانيين، كما أنه قد خُوّل لوزير الخزانة الأميركية، بالتشاور مع وزير الخارجية، إتّخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان تنفيذ هذا الأمر التنفيذي". وعن الإنعكاسات القانونية لهذه العقوبات، يوضح مرقص، أنه "وبموجب الأمر التنفيذي رقم 13441 ، سيتعذر على الأشخاص المدرجة أسماؤهم على لائحة الSDN الإحتفاظ بحسابات مصرفية في لبنان أو الخارج بالدولار الأميركي، أو إجراء أو تلقي تحاويل عبر المصارف الدولية المراسلة كما أن الصعوبات هذه تنسحب على أقربائهم المباشرين ومن هم في دائرة أعمالهم. كذلك قد يواجه المدرجون صعوبات في السفر إلى عدد من البلدان، ويتمّ وضع قيود على جميع الممتلكات والمصالح الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية العائدة للمدرجين على لائحة الـSDN، حيث يمنع تقديم أي مساهمة أو توفير أموال أو سلع أو خدمات من قبل أو لصالح أي شخص تمّ حظر ممتلكاته ومصالحه بموجب هذا الأمر التنفيذي، وتلقي أي مساهمة أو توفير الأموال أو السلع أو الخدمات من أي شخص من هذا القبيل، كما لا يجوز تحويل هذه الممتلكات والمصالح أو تصديرها أو التعامل معها بأي طريقة أخرى".

 

"منعطف خطير"... هل سنشهد عودة مشهد العام 2006؟

 ليبانون ديبايت/الاحد 09 نيسان 2023

فرضت الصواريخ "المجهولة" من الجنوب باتجاه شمال إسرائيل نفسها بقوة على المشهد السياسي والأمني العام، وجعلت من معادلة توحيد الجبهات الفلسطينية واللبنانية والسورية في وجه العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، عنواناً طغى على ما عداه من عناوين داخلية، وحتى إقليمية، فيما سُجِلَت حال استنفار عربي ودولي من أجل احتواء التصعيد أولاً في القدس، وثانياً على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية. وتقول أوساط سياسية واسعة الإطلاع لـ"ليبانون ديبايت"، إن مسار التصعيد الإسرائيلي في سوريا، كما في الأراضي الفلسطينية، كان يؤشِّر إلى تصعيد عسكري على الحدود الجنوبية، وهو لم يتأخر وبدأ مع إطلاق الصواريخ، وبالتالي، فإن العملية متلازمة مع الإعتداءات الإسرائيلية. وعلى الرغم من أن إطلاق الصواريخ لا يحصل للمرة الأولى، فإن الأوساط تلفت إلى أن إسرائيل تتهم "حزب الله"، وإن كانت حركة "حماس" قد أعلنت مسؤوليتها. لكن الأوساط نفسها، تكشف عن إشارات واضحة بعدم وجود أي توجّه لدى إسرائيل، كما لدى "حزب الله"، بالذهاب نحو تصعيد واسع على الرغم من حملة التهديد والتهويل الإسرائيلية، ولذا، فإن قواعد الإشتباك في الجنوب، والتي لم تتغيّر منذ العام 2006، هي أمام منعطف خطير، لأن توجيه الرسائل الصاروخية يهدّد هذه القواعد، وقد يكون مقدمة لمرحلة جديدة قد تفرض قواعد اشتباك مختلفة، في ضوء قرار إسرائيلي بتفجير الوضع على الحدود مع لبنان، خصوصاً وأن إسرائيل تبحث عن موقعها في المشهد الإقليمي الجديد، حيث تسود التهدئة بفعل الإتفاق السعودي - الإيراني. وعن الموقف الأميركي من أي تصعيد إسرائيلي ضد لبنان، تؤكد الأوساط، أنه من غير الممكن أن تقدم إسرائيل على أي عدوان، أو على توجية ضربة عسكرية ضد لبنان، من دون الحصول على ضوء أخضر أميركي، وذلك، مع العلم أن الغموض يحيط بصورة الواقع اليوم، في ضوء حال الترقّب لنتائج الجهود المبذولة من قبل القنوات الدولية والعربية، من أجل لملمة المشهد المتفجِّر على الجبهة الجنوبية. وعن انعكاسات أي تصعيد على الجبهة الجنوبية على ستاتيكو الإستقرار، وبالتالي عودة مشهد العام 2006، فإن الأوساط ذاتها، تتخوّف من أن يكون الجنوب، ضحية مخطّط إسرائيلي يستهدف دور قوات الطوارىء الدولية في الجنوب، من خلال توظيف عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، ومن مناطق تواجد قوات "اليونيفيل" من جهة، وتحويل الأنظار عن أزمتها السياسية الداخلية من جهة أخرى.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

صواريخ من سوريا تزيد التوتر مع إسرائيل ,الدولة العبرية تعزز قواتها الأمنية بعد عمليتي الضفة وتل أبيب

رام الله: كفاح زبون - لندن: «الشرق الأوسط»/الاحد 09 نيسان 2023

شهدت حدود إسرائيل الشمالية مزيداً من التصعيد والتوتر أمس بعد تسجيل إطلاق ثلاثة صواريخ من سوريا، سقط أحدها في أرض خلاء في هضبة الجولان المحتلة. وجاء إطلاق الصواريخ بعد قصف مماثل من لبنان قبل أيام على خلفية تصاعد أعمال العنف في الشرق الأوسط. وكانت إسرائيل قد عزَّزت قواتِها الأمنية في الساعات الماضية عقب عمليتين فلسطينيتين أوقعتا 3 قتلى، ونُفذتا في وقت كانت جهود متعددة تُبذل للجم تصعيد ميداني على جبهتي لبنان وغزة، بدا واضحاً في وقائعه أنَّ كلَّ المعنيين به لا يرغبون في تفاقمه، وصولاً لمواجهة «متعددة الجبهات» من دون أن يعني ذلك، في المقابل، عدم تبادل الأطراف الضربات حين تتوفر الفرصة والأهداف.وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنَّه سيتم نشر أربع كتائب احتياط من قوة حرس الحدود، بدءا من اليوم وسط المدن، بالإضافة إلى الوحدات التي تم استدعاؤها بالفعل في منطقة القدس ومدينة اللد. وكان سائح إيطالي (36 عاماً) قتل دهساً وأصيب سبعة آخرون مساء الجمعة جرّاء هجوم بسيّارة في تلّ أبيب. وفي وقت سابق الجمعة قتلت مستوطنتان شقيقتان وأصيبت والدتهما بجروح خطرة بإطلاق نار على سيارتهن في شمال شرقي الضفة الغربية. وعلى إثر ذلك أمرَ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «الشرطة الإسرائيلية بتعبئة جميع وحدات شرطة الحدود الاحتياطية والجيش الإسرائيلي بتعبئة قوات إضافية لمواجهة الهجمات الإرهابية». وأمس هاجم رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد حكومة نتنياهو، بعد 100 يوم على تشكيلها، معتبراً أنَّها قادت إسرائيل إلى دمار داخلي غير مسبوق، والمجتمع الإسرائيلي إلى انهيار، في أكبر أزمة وطنية بتاريخ البلاد، بينما قرَّرت المعارضة استمرار المظاهرات ضد خطة التعديلات القضائية المقترحة من قِبَل الحكومة. اتجاه إلى التهدئة بين إسرائيل والفصائل بعد تجنب مواجهة «متعددة الجبهات»

 

قصف إسرائيلي معاد على سوريا ووسائط الدفاع السورية أسقطت صواريخ

وطنية/الاحد 09 نيسان 2023  

 ذكرت وكالة "رويتر"  إن طائرات إسرائيلية قصفت أهدافا عسكرية سورية اليوم ردا على إطلاق صواريخ خلال الليل باتجاه هضبة الجولان المحتلة وأفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية بوقوع انفجارات في محيط العاصمة وقالت وزارة الدفاع السورية إن الدفاعات الجوية تصدت للصواريخ الإسرائيلية "وأسقطت بعضها". وأضافت أن الهجمات أدت إلى وقوع بعض الخسائر المادية دون سقوط قتلى أو مصابين.

 

عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو وإضعاف القضاء

وطنية/الاحد 09 نيسان 2023  

تجددت التظاهرات في المدن الإسرائيلية مساء اليوم احتجاجا على نهج حكومة بنيامين نتنياهو وخطة إضعاف الجهاز القضائي، لتدخل أسبوعها الرابع عشر على التوالي ووفق "روسيا اليوم "شارك قرابة 140 ألف إسرائيلي بالتظاهرة الاحتجاجية التي شهدتها تل أبيب وتمركزت في شارع كابلان وسط المدينة، كما تظاهر الآلاف من الإسرائيليين في مفترق حوريف في حيفا، وأمام مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي في القدس. كما نظمت تظاهرات بمشاركة الآلاف في هرتسليا، وكريات شمونة وكفار سابا، ورمات هشارون، ورحوفوت، وبيسان. ووفقا للمنظمين للتظاهرات، تقرر إلغاء المسيرات التي كانت مقررة تحديدا في منطقة تل أبيب، مع الإبقاء على الوقفات الاحتجاجية ورفع الشعارات المنددة بسياسات حكومة نتنياهو وإضعاف القضاء وتقويض المحكمة العليا، حيث حملت حكومة نتنياهو مسؤولية تصاعد التوتر الأمني. وحمل المتظاهرون مشاعل ويافطات كتب عليها شعارات بالعبرية والإنكليزية والعربية، من ضمنها: "حياة الفلسطينيين مهمة"، "شعب يحتل شعب آخر لا يمكن أن يكون حرا"، و"حان وقت إسقاط الديكتاتور" و"حكومة العار"، و"الأبارتهايد لا يتوقف عند الخط الأخضر". وأغلقت شرطة الإحتلال الإسرائيلية عدة شوارع ومفترقات طرق في تل أبيب قبل خروج التظاهرة الرئيسية، كما اعتقلت أربعة شبان اعتدوا على متظاهرين قرب بيسان. ورغم إعلان نتنياهو عن تعليق التصويت على التعديلات وخطة إصلاح القضاء، تحت وطأة تصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي، إلا أن منظمي التظاهرات الاحتجاجية رأوا في هذا الإعلان محاولة من الحكومة لاحتواء الاحتجاجات، وطالبوا بإلغاء خطة إضعاف القضاء كليا.

 

إسرائيل تنفي دعم الموساد للاحتجاجات المناهضة لنتنياهو

تل أبيب: «الشرق الأوسط»/الاحد 09 نيسان 2023

رفضت الحكومة الإسرائيلية، اليوم (الأحد)، المزاعم التي أثيرت في وثائق يُزعم أنها مسربة من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، والتي تتضمن أن قادة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دعموا الاحتجاجات في أنحاء البلاد على التعديلات القضائية المقترحة. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، تقييما قالت إنه إفادة من المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بتاريخ الأول من مارس (آذار)، تضمنت أن قيادة الموساد شجعت أفراد الجهاز والمواطنين الإسرائيليين على الانضمام إلى الاحتجاجات الحاشدة. وقالت الصحيفة إنه بينما بدت الوثائق المسربة أصلية، فإن هذا لا يعني أنها دقيقة. وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان إن التقرير «كاذب ولا أساس له على الإطلاق». وأضاف: «الموساد وكبار مسؤوليه لم يشجعوا، ولا يشجعون، أفراد الجهاز على الانضمام إلى المظاهرات المناهضة للحكومة أو المظاهرات السياسية أو أي نشاط سياسي». وأثارت خطة نتنياهو للتعديلات القضائية غضبا شعبيا لم يسبق له مثيل منذ تولي ائتلافه المكون من أحزاب يمينية متطرفة ودينية متشددة السلطة في أواخر العام الماضي، كما أثارت قلق حلفاء إسرائيل الغربيين. ومن شأن التشريع المقترح أن يمكّن البرلمان من تجاوز قرارات المحكمة العليا والسيطرة على التعيينات القضائية. وبعد مظاهرات حاشدة على مدى أسابيع، رضخ نتنياهو في أواخر مارس، وقال إنه سيؤجل التعديلات محل الخلاف للسماح بإجراء محادثات مع أحزاب المعارضة بغرض إيجاد حل وسط. وقالت وزارة العدل الأميركية، أول من أمس، إنها على اتصال بوزارة الدفاع وبدأت تحقيقا في تسريب الوثائق المزعومة التي تغطي عدة مواضيع تتعلق بالأمن القومي. وأحجمت وزارة العدل عن التعليق.

 

1000 مستوطن يقتحمون الأقصى... والسلطة تحذر من حرب في باحاته

توصيات بمنع وصولهم للمسجد في العشر الأواخر... ومخاوف من انضمام عرب الداخل للجبهات

«الشرق الأوسط»/الاحد 09 نيسان 2023

في اليوم الرابع لعيد الفصح اليهودي، اقتحم حوالي 1000 مستوطن المسجد الأقصى، في أوسع اقتحام للمسجد الذي حولته الشرطة الإسرائيلية إلى ثكنة عسكرية، بعدما قيدت وصول المصلين المسلمين إليه وسهلت وصول اليهود، في خطوة أثارت غضب السلطة الفلسطينية التي حذرت من تحويل ساحات المسجد إلى باحات حرب. واقتحم المستوطنون الأقصى في وقت مبكر من يوم (الأحد)، واستمر الأمر على فترات بعدما اقتحمت الشرطة المسجد وأخرجت المعتكفين من هناك بالقوة، لتأمين وصول المستوطنين إلى المكان. وتدفق المستوطنون إلى الأقصى في وقت كانوا يتدفقون فيه إلى حائط البراق «المبكى» لأداء صلاة «مباركة الكهنة» هناك. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن أكثر من 912 مستوطنا اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، (وهو رقم مرشح للارتفاع)، على شكل مجموعات، في الفترة الصباحية، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية وأدَّوا طقوسا تلمودية، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال. وجاء اقتحام الأقصى في ذروة توتر أمني كبير في المنطقة، سببته هذه الاقتحامات التي توسعت قبل عيد الفصح اليهودي، وتزايدت مع بداية العيد، قبل أن تقرر السلطات الإسرائيلية صباح الأحد، تمديد إغلاق الضفة وغزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه تقرر «تمديد الإغلاق المفروض على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة حتى منتصف ليل الأربعاء 12 أبريل (نيسان) رهناً بتقييم الوضع»، وأضاف: «يأتي ذلك بناءً على توجيهات وزير الدفاع، باستثناء الحالات الإنسانية والطبية فقط، ويخضع لموافقة منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية».

وأرادت إسرائيل من هذا الإجراء تقييد وصول الفلسطينيين إلى إسرائيل، خشية تنفيذ عمليات، وتقييد وصولهم كذلك للمسجد الأقصى في ظل الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة له. واعتبرت السلطة الفلسطينية «أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى، امتداد لمحاولات تغيير واقعه القانوني والتاريخي القائم، بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً». وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، «إن الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الأقصى المبارك مرفوضة، وستحول باحاته إلى ساحة حرب، الأمر الذي سيؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل خطير». وأضاف أن «الاعتداءات اليومية ضد المقدسات والمصلين فيها في شهر رمضان المبارك هي إجراءات مدانة، وتصرفات مرفوضة تعمل على إشعال المنطقة، وجرها نحو الهاوية».

وحمل الناطق باسم الرئاسة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع جراء استمرار ارتكاب الجرائم وتدنيس المقدسات. مؤكدا أن كل الإجراءات الإسرائيلية والدعم الأميركي «لن تؤدي إلى الأمن والاستقرار». وتختبر إسرائيل أياما صعبة في ظل احتمال اندلاع مواجهة متعددة الجبهات، وهو خيار لا تريد الوصول إليه. وفي محاولة لتجنب زيادة التوتر، أوصت الشرطة الإسرائيلية، السبت، بعدم السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان. وقدمت هذه التوصية خلال مناقشات لقادة ورؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بمشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت. وخلال ذلك طرح المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، توصية بمنع اليهود من الوصول إلى الأقصى اعتبارا من يوم الثلاثاء، مع بدء العشر الأواخر من رمضان، وذلك خشية احتكاكات قد تتحول إلى مواجهات وتصعيد. ولم يوافق وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، على التوصية لأن «الإغلاق سيهدد مصلي حائط المبكى (ساحة البراق) في اليوم السابع من عيد الفصح وسيكون استسلاما للإرهاب». غير أنه يعتقد أن الجهات الأمنية ستدعم توصيات الشرطة وتفرض منعا على وصول اليهود للأقصى لمنع تدهور أكبر للأوضاع. ومع دخول إسرائيل في مواجهات محدودة مع غزة ولبنان وسوريا بعد إطلاق صواريخ من هناك، وتورطها في مواجهة مفتوحة في الضفة الغربية، تتخوف إسرائيل من أن تنضم جبهة أخرى إلى التصعيد. وقالت القناة الثانية عشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إن المباحثات التي عقدها المستوى السياسي (الحكومة) والمستوى المهني (الأجهزة الأمنية)، تخللتها خشية اندلاع مواجهات بين المواطنين العرب واليهود، داخل المدن المختلطة في إسرائيل. وبحسب التقرير، فإن الأمن الإسرائيلي، يتخوف من إمكانية أن ينشأ احتجاج داخل العرب في إسرائيل، على أحداث الحرم القدسي، تنزلق إلى «أعمال شغب وإخلال بالنظام العام»، أسوة بما جرى في أحداث مايو (أيار) 2021. وربطت القناة بين هذه الخشية وهجوم الواجهة البحرية في تل أبيب الذي أسفر عن مقتل سائح إيطالي، نفّذه عربي من الداخل. وبعد مشاورات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غَالانت، تقرر استدعاء كامل سرايا الاحتياط التابعة لشرطة حرس الحدود، ونشر بعضها في مراكز المدن، والمدن المختلطة، لتعزيز تواجد الأمن، كما تم نقل جنود من الجيش إلى إمرة لواء المركز في الشرطة بشكل مؤقت، ما يخوّلهم العمل داخل المدن الإسرائيلية بصورة استثنائية، إلى جانب خطوات أخرى، كتمديد الطوق الأمني على الأراضي الفلسطينية. ورجّحت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، استمرار التوتر خلال الأيام المقبلة بالغة الحساسية رغم أن «التصعيد الأخير أظهر رغبة الأطراف جميعها بما فيها إسرائيل وحماس وحزب الله، بتجنب حرب واسعة». وقالت الصحيفة، إنه لا يزال لدى الشاباك عدد كبير من الإنذارات بشأن هجمات محتملة من الضفة الغربية وفي مناطق الخط الأخضر في المستقبل القريب. واعتبرت هآرتس، أن مرد القلق هو الهجمات التي ستأتي من الضفة الغربية، لأنها تأخذ طابعاً دينياً أكثر على خلفية ما يجري في المسجد الأقصى الذي أصبح بمثابة حافز رئيسي للتصعيد الحالي، وفي ظل أن إسرائيل وحماس وحزب الله ليس لهم مصلحة في حرب واسعة النطاق، وبرز ذلك في المواجهة الأخيرة التي ركزت فيها تل أبيب على الاحتواء وردت بطريقة محسوبة على إطلاق الصواريخ.

 

«قسد» تفكك خلية لـ«داعش» جنوب الحسكة

بيروت: «الشرق الأوسط»»/الاحد 09 نيسان 2023

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اليوم (الأحد)، أنها تمكنت أمس من تفكيك خلية تابعة لتنظيم «داعش» في بلدة المركدة جنوب الحسكة، وذلك بمشاركة جهاز مكافحة الإرهاب التابع لإقليم كردستان العراق والتحالف الدولي. وذكرت في بيان أن الخلية تتألف من «أربعة مرتزقة»، وتعمل على دعم وتزويد خلايا التنظيم بالأسلحة والمعدات العسكرية. وقال البيان إن القوات داهمت أوكار عناصر الخلية، وطوقت منازلهم، وفتشتها، وصادرت كمية من الأسلحة والمعدات التقنية، واعتقلت عناصر الخلية. وأكدت «قسد» أنها «مستمرة في تنفيذ مهامها المشتركة مع الشركاء في المنطقة، وملاحقة فلول تنظيم (داعش)، وفرض الأمن والاستقرار في المنطقة».

 

وزارة الدفاع السورية تعلن اختراق حسابها عبر تطبيق "تلغرام"

وطنية/الاحد 09 نيسان 2023

أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا"، بتعرض أحد حسابات وزارة الدفاع السورية عبر تطبيق "تلغرام"، للاختراق، وفق وكالة "روسيا اليوم". وأوضحت الوكالة نقلا عن وزارة الدفاع السورية، أنه تم إلغاء الحساب المذكور، كما تم إيقاف جميع الحسابات والقنوات الأخرى الخاصة بالوزارة على تطبيق "تلغرام". وطالبت الوزارة المواطنين بأخذ الحيطة والحذر في التعاطي مع أية حسابات مزيفة عبر "تلغرام"، أو أية تطبيقات أخرى يمكن أن تنتحل صفة الارتباط بوزارة الدفاع.وأضاف بيان وزارة الدفاع السورية، "نؤكد أن المصادر الإعلامية الرسمية لوزارة الدفاع على شبكة الانترنت موجودة على الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع"، وأرفقت الرابط التالي www.mod.gov.sy.

 

ماكرون: على أوروبا ألا تصبح تابعة للولايات المتحدة

وطنية»/الاحد 09 نيسان 2023

شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم ، على متن طائرة العودة من الصين في زيارة استغرقت 3 أيام، على ضرورة ألا تصبح أوروبا تابعة للولايات المتحدة. وقال ماكرون: "أوروبا يجب أن تقاوم الضغوط الرامية لتحويلها إلى تابعة للولايات المتحدة"، وفقا لما نقلته" سكاي نيوز "  عن "بوليتيكو". وأوضح: "على أوروبا أن تقلص ارتباطها بالولايات المتحدة. يجب ألا تنجر إلى مواجهة بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان". وأردف قائلا: "السؤال الذي يتعين على الأوروبيين الإجابة عليه. هو هل من مصلحتنا تسريع حدوث أزمة حول تايوان؟"ليجيب سريعا بالنفي، محذرا من أن يتحول الأوروبيون إلى تابعين للسياسة الأميركية في هذا الملف. ويرى ماكرون أن على دول الاتحاد الأوروبي تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي خارج الحدود الإقليمية. وأكد مجددا نظرية "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة".

 

عشرات حالات التسمم الجديدة في مدارس إيران والسلطات تستعين بكاميرات لرصد التزام الحجاب

طهران: «الشرق الأوسط»»/الاحد 09 نيسان 2023

تعرّضت عشرات الفتيات، السبت، للتسمم في عدّة مدارس في مختلف أنحاء إيران التي تشهد منذ أكثر من أربعة أشهر عمليات تسمم غامضة تطال تلميذات المدارس، وفق وسائل إعلام إيرانية. ومنذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، تعرّضت عدد من المدارس التي ترتادها في الغالب فتيات لحالات تسمم مفاجئة بأنواع من الغاز أو بمواد سامّة، ما تسبب بحالات إغماء وشعور بالإعياء، وتبعه في بعض الأحيان دخول إلى المستشفى. ونقل التلفزيون الرسمي، مساء الجمعة، عن النائب حميد رضا كاظمي رئيس الهيئة الوطنية المخصّصة لتقصّي الحقائق في هذه القضية، قوله إنّ التقرير النهائي للهيئة سيُنشر «خلال أسبوعين». ونقلت وكالة أنباء «إيريب نيوز» عن مسؤول محلّي قوله إنّ «60 تلميذة على الأقل تسممن (أمس السبت) في مدرسة للبنات في هفتكل»، الواقعة في الأحواز، جنوب غربي إيران. وأضاف المصدر ذاته أنّ طالبات تعرّضن للتسمم في «خمس مدارس في أردبيل في شمال غربي» البلاد، حيث ظهرت عليهن «أعراض القلق وضيق التنفّس والصداع». وفي أورميا الواقعة في محافظة أذربيجان الغربية، شمال غربي البلاد، تأثّر «عدد غير محدّد» من تلميذات مدرسة ابتدائية «بعد انبعاث الغاز»، وفقاً لوكالة أنباء «إيلنا»، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. كانت الحصيلة الرسمية الصادرة في السابع من مارس (آذار) قد أفادت بتسمم «أكثر من خمسة آلاف طالبة» في أكثر من 230 مدرسة واقعة في 25 محافظة من أصل 31 محافظة في البلاد. وكانت حالات التسمم قد توقّفت في بداية مارس بعد الإعلان عن توقيف نحو مائة شخص، ثمّ استؤنفت بعد ثلاثة أسابيع من ذلك، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وطالب المرشد علي خامنئي في السادس من الشهر ذاته بتطبيق «أشدّ العقوبات»، وصولاً إلى الإعدام بحقّ أولئك الذين تثبت مسؤوليتهم عن عمليات التسمم. وبدأت هذه القضية بعد شهرين من انطلاق حركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، وهي شابة كردية إيرانية توفيت بعد أيام من احتجازها لدى «شرطة الأخلاق» لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للنساء في إيران. إلى ذلك، أعلنت الشرطة الإيرانية، أمس السبت، أن السلطات تركب كاميرات في الأماكن العامة والطرقات لرصد النساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن، في محاولة جديدة لكبح الأعداد المتزايدة لمن يقاومن قواعد الملبس الإلزامية. وقالت الشرطة، في بيان، إن المخالفات سيتلقين بعد رصدهن «رسائل نصية تحذيرية من العواقب». وجاء في البيان الذي نقلته وكالة أنباء «ميزان» التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى، أن هذه الخطوة تهدف إلى «وقف مقاومة قانون الحجاب»، مضيفاً أن مثل هذه المقاومة تشوه الصورة الروحية للبلاد وتشيع انعدام الأمن.

ويخلع عدد متزايد من الإيرانيات الحجاب منذ وفاة مهسا أميني، فيما تصدت قوات الأمن للاحتجاجات بعنف، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز للأنباء». وعلى الرغم من المجازفة بتحدي قواعد الملبس الإلزامية، فإن النساء ما زلن يظهرن على نطاق واسع بلا حجاب في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في عموم البلاد. وانتشرت كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لنساء غير محجبات يقاومن «شرطة الأخلاق». ودعا بيان الشرطة، أمس السبت، أصحاب الشركات، إلى «المراقبة الجادة لمراعاة الأعراف المجتمعية من خلال عمليات تفتيش دؤوبة». وبموجب تفسير القانون المعمول به في إيران منذ عام 1979، يُفرض على النساء تغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة. وتواجه المخالفات التوبيخ العلني أو الغرامة أو الاحتجاز. ووصف بيان لوزارة الداخلية في 30 مارس الحجاب بأنه «من ركائز حضارة الشعب الإيراني»، وأنه لن يكون هناك «تراجع» في هذا الشأن. وحث البيان المواطنين على مجابهة النساء غير المحجبات. وكانت توجيهات مماثلة في عقود ماضية قد شجعت أنصار التيار المحافظ على مهاجمة النساء غير المحجبات في الأماكن العامة. وأظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع الأسبوع الماضي رجلاً يلقي باللبن (الزبادي) على امرأتين غير محجبتين في أحد المتاجر.

 

فريق فني سعودي في طهران لبحث آليات إعادة فتح السفارة

طهران: «الشرق الأوسط»/الاحد 09 نيسان 2023

وصل الفريقُ الفني السعودي المعنيّ بمناقشة آليات إعادة افتتاح ممثليات السعودية في إيران إلى العاصمة طهران، وذلك إنفاذاً للاتفاق الثلاثي المشترك السعودي - الإيراني – الصيني. ويأتي وصول الفريق الفني السعودي استكمالاً لما اتَّفق عليه الجانبان خلال جلسة المباحثات بين الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، التي جرت في العاصمة الصينية بكين، الخميس الماضي. والتقى الفريق الفني السعودي برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم، رئيس المراسم في وزارة الخارجية الإيرانية السفير هوناردوست، وذلك في مقر الوزارة بطهران. وخلال اللقاء، عبّر رئيس الفريق عن شكره لرئيس المراسم السفير هوناردوست على ما لقيه الفريق من حفاوة الاستقبال، وتسهيل إجراءات وصول الفريق، فيما أعرب هوناردوست عن استعداد بلاده وجاهزيتها لتقديم كافة التسهيلات والدعم لتسهيل مهمة الفريق السعودي. وكان وزير الخارجية السعودي قد أكَّد خلال لقائه عبداللهيان في بكين أهمية متابعة تنفيذ اتفاق استئناف العلاقات وتفعيله، بما يعزز الثقة المتبادلة، ويوسع نطاق التعاون، ويحقق الأمن والاستقرار الإقليمي.

 

رئيسي والأسد ناقشا في اتصال هاتفي العلاقات والتطورات في المنطقة

وطنية/الاحد 09 نيسان 2023

ناقش الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد، خلال اتصال هاتفي اليوم  العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة. وقال رئيسي  وفق ما نقلت" روسيا اليوم "عن وكالة" فارس" الايرانية: إن "جرائم إسرائيل تدل على ضعف وإحباط هذا الكيان وهي دليل على أن المستقبل واعد ومشرق بالنسبة للمقاومة". وراى ان "النظام العالمي يتغير لصالح محور المقاومة وضد نظام الاستكبار وإسرائيل". من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن "بوادر انهيار إسرائيل أخذت تظهر" . وتحدث الأسد خلال الاتصال الهاتفي عن أربعة عقود من مقاومة إيران وسوريا بوجه الأعداء المشتركين، حيث ذكر أن "بوادر الانهيار في المجتمع الصهيوني أخذت تظهر وهذه هي نتيجة المقاومة وخاصة صمود الشعب الفلسطيني".

 

موسكو تنتقد «هستيريا» الغرب إزاء خطط نشرها أسلحة نووية في بيلاروسيا

موسكو: الشرق الأوسط»/الاحد 09 نيسان 2023

انتقد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الأحد، التصرف «الهستيري» للغرب رداً على عزم روسيا نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا، بينما يتغافل عن وجود أسلحة نووية أميركية في أوروبا. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن بيسكوف قوله إن الغرب بشكل جمعي يتغافل عن الأسلحة النووية الأميركية الموجودة في أوروبا، والمحيطة بموسكو، لكن في هذه الحالة فإنه يميل إلى القيام برد فعل «هستيري» على خططنا لبناء «منشآت تخزين أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا». وكان بيسكوف قد ذكر في وقت سابق أن تصرفات الدول المجاورة لبيلاروسيا لا يمكن التنبؤ بها، فهي دول معادية، ولذلك لا يمكن لروسيا أن تتخذ موقف المتفرج، مشيراً إلى وجود حاجة إلى أخذ احتياطات هناك. وأثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر 10 طائرات قادرة على حمل أسلحة نووية في بيلاروسيا حالة من الغضب والتنديد من قبل أوروبا والولايات المتحدة. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الشهر الماضي، إن نشر أسلحة نووية روسية في بيلاروسيا يهدد الأمن الأوروبي، مؤكداً استعداد الاتحاد لفرض عقوبات جديدة على موسكو في هذا الصدد. وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، أن موسكو ومينسك حققتا الكثير من التكامل وتعزيز التعاون بما في ذلك قطاع الدفاع. وأضاف بوتين في كلمة خلال اجتماع للمجلس الأعلى للدولة، الخميس في موسكو: «أود أن أؤكد أن بلدينا توحدهما الصداقة التقليدية والقيم الثقافية والروحية والأخلاقية المشتركة». وتابع: «على هذا الأساس نبني دولة الاتحاد معاً. وقد حققنا بالفعل الكثير، علمياً وتقنياً، في المجالات التعليمية والثقافية وغيرها». ووفقاً لبوتين، فإن حكومتي البلدين منخرطتان في تنسيق وثيق في قضايا ضمان استقرار الاقتصاد الكلي، والتعاون يتطور في المجالين النقدي والمالي، والائتماني النقدي. وأوضح بوتين أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أثار مسألة تمديد بعض برامج الأمن، مشيراً إلى أنه يجب أن تتعامل الأجهزة الخاصة مع هذه القضية. وتأسس كومنولث بيلاروسيا وروسيا في 2 أبريل (نيسان) 1996، وتم تعزيز أساس الاتحاد بعد ذلك بعام واحد، ومع توقيع معاهدة الاتحاد بين بيلاروسيا وروسيا في ذلك الوقت تم تغيير اسمها إلى اتحاد بيلاروس وروسيا. ووقع البلدان عدة اتفاقات أخرى في 25 ديسمبر (كانون الأول) 1998، بهدف زيادة التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

 

روسيا تعلن تدمير مركز قيادة للقوات الأوكرانية في خاركيف

موسكو - كييف: الشرق الأوسط»/الاحد 09 نيسان 2023

أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم (الأحد) توجيه ضربة صاروخية عالية الدقة بالقرب من مدينة زابوريجيا دمرت منشأة تخزين تحوي 70 ألف طن من الوقود كانت مخصصة لدعم عمليات القوات المسلحة الأوكرانية في دونباس. وفي منطقة فيليكي بيرلوك، التابعة لمقاطعة خاركيف، دُمّر مركز القيادة المتقدم لمجموعة عمليات القوات الأوكرانية، وفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. كما نفَّذ سلاحا الجو والمدفعية التابعان لمجموعة قوات «الغرب» الروسية على محور كوبيانسك، ضربات استهدفت وحدات من القوات الأوكرانية في مناطق أولشانا وإيفانوفكا وتيمكوفكا وكراخمالنو في خاركيف، وستيلماخوفكا في لوغانسك.

وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت في وقت سابق (الأحد) مقتل شخصين على الأقل في هجمات روسية جديدة. وقالت السلطات في زابوريجيا بجنوب أوكرانيا إن رجلاً (٥٠ عاماً) وفتاة (11 عاماً) لقيا حتفهما عندما أصاب صاروخ منزلاً خاصاً، وانتشل رجال الإنقاذ والدتها (46 عاماً) من تحت الأنقاض وهي على قيد الحياة. في حين لم تكن الابنة الكبرى في المنزل عند وقوع الضربات خلال الليل، بحسب خدمة الطوارئ. وأوضح رئيس بلدية المدينة أن صاروخين أطلقتهما روسيا أصابا منطقة سكنية، مما ألحق أضراراً بنوافذ وأسقف عشرات المنازل. ونشر مدير مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، عبر تطبيق «تلغرام» صورة للمنزل المحطم، ووصف المهاجمين بأنهم «حيوانات حقيرة». يذكر أن زابوريجيا هي واحدة من 4 مقاطعات أوكرانية ضمتها موسكو بعد بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022. وقال قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، إن عيد الفصح يرمز أيضاً إلى انتصار الحياة على الموت، موجهاً الشكر للحلفاء الغربيين الذين يدعمون كييف بالأسلحة والذخيرة، ويساعدونها على «قرب تحقيق النصر وانتصار العدالة مع مرور كل يوم». إلى ذلك، أعلنت كييف (الأحد) أن القوات الأوكرانية صدّت أكثر من 50 هجوماً روسياً في 4 اتجاهات. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية: «إن العدو يواصل تركيز جهوده الرئيسية على العمليات الهجومية في اتجاهات ليمان وباخموت وأفدييفكا ومارينكا، وخلال الـ24 ساعة الماضية وبفضل شجاعة كل الجنود الأوكرانيين، تم صد أكثر من 50 هجوماً للعدو في المناطق المشار إليها»، وفقاً لوكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم). وأضافت هيئة الأركان أنه خلال 24 ساعة أطلقت القوات الروسية 4 صواريخ وشنت 40 غارة، حيث أطلقت من أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق 58 مرة على مواقع عسكرية أوكرانية وبنى تحتية مدنية في مناطق مأهولة بالسكان.وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية شن 12 ضربة جوية على مواقع روسية، وأن وحدات الصواريخ والمدفعية قصفت مجموعتين روسيتين ومستودعاً للذخيرة، وموقعاً لنظام دفاع مضاد للطائرات، و5 محطات حرب إلكترونية.

الكهرباء في مرمى النيران الروسية

على جانب آخر، قالت شركة الكهرباء الأوكرانية (أوكرانرجو)، في بيان عبر تطبيق «تلغرام» (السبت)، إن «الغزاة الروس» استخدموا أكثر من 1200 صاروخ وطائرة مسيّرة لقصف منشآت الطاقة الرئيسية في البلاد. وأضافت الشركة أنه «لم يتعرض أي من أنظمة الطاقة الأوروبية لمثل هذه المحاولات التدميرية واسعة النطاق. لقد تضرر نحو 43 في المائة من الشبكات الرئيسية. وتعرضت محطات الطاقة الكهرمائية والحرارية كلها لقصف، وعانت من درجات متفاوتة من الضرر». في سياق متصل، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تسير في طريقها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على الرغم من «حرب العدوان الروسية». وقال زيلينسكي، في رسالة مصورة، إنه في ضوء المساعدات العسكرية الجديدة من الغرب والدعم الدولي تكون أوكرانيا قد مرت بأسبوع من السير «على الطريق إلى حلف شمال الأطلسي». وأقرت ليتوانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، هذا الأسبوع بضرورة دعوة أوكرانيا للانضمام إلى «الناتو» خلال قمة الحلف العسكري في العاصمة فيلنيوس في يوليو (تموز) المقبل. ووفقاً للكرملين فإن سعي زيلينسكي للحصول على عضوية «الناتو» هو أحد أسباب الحرب الروسية. وتقدّم زيلينسكي في خريف 2022 بطلب للانضمام السريع لبلاده إلى «الناتو»، حيث يراهن على معاملة تفضيلية لأوكرانيا. بينما أبدت الحكومة الألمانية والولايات المتحدة الأميركية تحفظات على هذا الأمر، وبشكل عام فإن الشرط الأساسي للانضمام إلى الحلف الغربي هو ألا يكون المرشح متورطاً في النزاعات الدولية والنزاعات حول الحدود.

 

روسيا تعلن استعدادها للاستثمار في قطاعات الصلب والنفط والبتروكيماويات الإيرانية

وطنية/الاحد 09 نيسان 2023

أكد المساعد الخاص للرئيس الروسي إيغور ليفيتين اليوم استعداد روسيا للاستثمار بمختلف القطاعات الاقتصادية الإيرانية، بما في ذلك الصلب والنفط والبتروكيماويات، وفق وكالة "روسيا اليوم".. وقدم ليفيتين خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، تقريرا عن آخر التطورات المتعلقة بالعلاقات التجارية والمصرفية والمشاريع الاقتصادية المشتركة بين بلاده وإيران، قائلا: "روسيا ومع تأكيدها على تنفيذ الخطط والمشاريع المشتركة بأسرع وقت ممكن، خاصة في مجال الترانزيت، مستعدة للاستثمار في القطاعات الاقتصادية الإيرانية المختلفة التي تشمل الصلب والنفط والبتروكيماويات". في إشارة إلى الزيارات العديدة والمستمرة للمسؤولين الاقتصاديين والمصرفيين في البلدين، قال ليفيتين: "بالإضافة إلى الخطوات الهامة التي تم اتخاذها لتعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي، هناك أرضيات مناسبة لعقد اتفاقيات اقتصادية متعددة الأطراف وجذب مشاركة الدول الأخرى في المنطقة في مشاريع اقتصادية مربحة". وجرت في الاجتماع مناقشة عملية تنفيذ اتفاقيات البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والمصرفية، ولا سيما تسريع البدء في تنفيذ ممر "شمال- جنوب".

 

سفير روسيا في دمشق: تأجيل اجتماع وزراء خارجية روسيا وسوريا وتركيا وإيران إلى أيار المقبل

وطنية/الاحد 09 نيسان 2023

كشف سفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف، عن تأجيل موعد انعقاد الاجتماع الرباعي على مستوى وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا إلى الشهر المقبل. وفي تصريح لـصحيفة "الوطن" السورية بين يفيموف أن انعقاد الاجتماع الذي كان متوقعا يوم غد الاثنين جرى تأجيله إلى بداية أيار المقبل، مؤكدا أن ا"لاتصالات والمشاورات مستمرة بين الأطراف المعنية للوصول إلى نتائج إيجابية في هذا الإطار". وشدد يفيموف على أن "مسار تطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا طويل ولا يمكن حل جميع الملفات والمسائل ومناقشتها في جولة واحدة أو أكثر من المفاوضات". وأكد يفيموف أن "بلاده مستمرة في جهودها لعقد الاجتماع الرباعي"، معبرا عن "تفاؤله بإمكان الوصول إلى نتائج إيجابية لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية"، وأضاف: "المسار طويل، لكننا نتقدم في هذا المسار خطوة خطوة"، وفق وكالة "سبوتنيك".

 

انهيار مبنيين في مرسيليا... ومخاوف من وجود 8 تحت الأنقاض

باريس: الشرق الأوسط/الاحد 09 نيسان 2023»

قال مسؤولون فرنسيون محليون إن 8 أشخاص لا يردّون على هواتفهم، ويُعتقد أنهم تحت أنقاض مبنيين انهارا، في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، في مدينة مرسيليا جنوب فرنسا. وقالت المدّعية العامة في مرسيليا، دومينيك لورنس، مساء اليوم، إن سبب الانفجار لم يُعرَف بعد. وأضافت، في مؤتمر صحافي، أن الانهيار تسبَّب في نشوب حريق أدى إلى تعقيد جهود الإنقاذ والتحقيقات، منوهة بأنه لم تنجح جهود السيطرة على الحريق حتى الآن. ونُقل 5 أشخاص إلى المستشفى بإصابات خطيرة، لكنها لا تمثل خطراً على حياتهم. وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الذي زار موقع الكارثة، إن أضراراً لحقت مبنى ثالثاً، وجرى إجلاء السكان من نحو 30 مبنى في المنطقة. وقال وزير الإسكان أوليفييه كلان، لإذاعة «أوروبا 1»، إنه جرى إجلاء نحو 180 شخصاً من منازلهم. وقالت المدّعية العامة إنه لم تكن هناك مشكلات إنشائية معروفة في المبنيين المنهارين، في شارع ريو دو تيفولي. وكتب الرئيس إيمانويل ماكرون، على «تويتر»: «قلوبنا مع مرسيليا».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الحزب يحتلّ عقول اللبنانيّين لا وطنهم وحسب..

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 10 نيسان 2023

ثمّة مشكلة رأي عام حقيقية في لبنان، كشف عنها حجم الارتباك والتردّد والفشل الذي اتّسمت به ردود الفعل اللبنانية على إطلاق الصواريخ من لبنان باتّجاه إسرائيل، في واحدة من أكبر الحوادث منذ انتهاء كارثة تموز 2006. صحيح أنّ ميليشيا الحزب نأت بنفسها عن هذا الهجوم، الذي لم يسبقه اعتداء إسرائيلي على لبنان، وصحيح أنّ إسرائيل قبلت لأسبابها بتصديق النأي بالنفس، إلّا أنّه لا فاصل في السياسة بين ميليشيا الحزب وبين هذا التطوّر العسكري الخطير.

مواقف متردّدة أو ضعيفة

على المستوى الرسمي، لم يرقَ البيان الأوّل للحكومة اللبنانية إلى حدّ إدانة الهجمات الصاروخية، مكتفياً بإعلان التأكيد على التزام لبنان بالقرار 1701، ولم يتطوّر موقف الحكومة باتّجاه الإدانة إلّا بعد سيل التسريبات والمواقف الإسرائيلية التي أشارت بوضوح إلى أنّ ردّاً ما سيحصل على الهجمات. أمّا سياسياً فغاب تماماً حليف الحزب المسيحي الرئيس ممثّلاً برئيس التيار العوني جبران باسيل، على الرغم من تشدّقه الذي لا ينتهي بالسيادة والدور والكرامة الوطنية. وبرزت على الساحة السنّيّة أصوات أعادتنا إلى مناخات فتح لاند في السبعينيات من خلال حجم إشادتها بهمّة وعزم مطلقي الصواريخ!!

بالغ معظم من يشكّلون هذه النخبة في تبنّي خطاب ينتقد السياسة الخارجية الأميركية والتدخّل والإمبريالية، بنيّة النأي بأنفسهم عن تهمة الولاء لأميركا

تبنّي المقدّمات وإدانة النتائج

أمّا غالبية الذين استنكروا الهجمات الصاروخية، وهنا لبّ موضوعي اليوم، بدأوا تصريحاتهم بالإشادة بفلسطين وإدانة إسرائيل والتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية وعدالتها وغيرها من الشعارات، قبل التطرّق إلى موضوع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية. المشكلة الرئيسية في هذا النوع من الردود التي تخلط بين القضيّتين اللبنانية والفلسطينية بشكل مشوّش، ومفتعل في كثير من الأحيان، أنّها أوّلاً تعيق القدرة على تشكيل رأي عامّ وطني واضح وفعّال حول قضية السيادة اللبنانية، بصفتها قضية مستقلّة عن أيّ سياق آخر، وأنّها ثانياً تلعب دوراً غير مباشر في إعطاء شرعية للمقدّمات والأسباب التي ينتحلها الحزب لتبرير أفعاله بصفتها جزءاً من النضال الأوسع من أجل الحقوق الفلسطينية.

خوف من التخوين

كثيرون ممّن يعتمدون هذه الصيغة في الردّ، ويصل معظمهم إلى حدود تقديم الموضوع الفلسطيني على الموضوع اللبناني، يفعلون ذلك معتقدين أنّ هذا الأمر يجنّبهم تهم التخوين من قبل الحزب، وأنّه يعطي مواقفهم ضدّ إطلاق الصواريخ مصداقية "وطنية"، والأخطر أنّهم يعتقدون أنّ مثل هذه المقدّمات تفيد ولا تضرّ أو أنّها إن لم تسعف فإنّها بالتأكيد لا تضرّ، وهنا مكمن الخطورة. بيد أنّ لعدم القدرة على التمييز بشكل واضح بين القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية عواقب وخيمة على المشهد السياسي في البلاد. فمن خلال إلزام لبنان ضمناً بمسؤوليات أخلاقية وسياسية في الموضوع الفلسطيني، وقبله بسبب حجم التكاذب اللبناني. اللبناني في موضوع الفصل بين سلاح مقاومة وسلاح ميليشيا، استطاعت ميليشيا الحزب استغلال هذا الالتباس لتعزيز موقعها كلاعب أساسي على الساحتين المحلّية والإقليمية، وتقديم نفسها على أنّها القوّة الوحيدة القادرة على الدفاع عن لبنان والنهوض بالقضية الفلسطينية في آن واحد بشكل عملي في مقابل أصحاب الخطابات والتمنّيات والنوايا الحسنة.

ضرورة الفصل بين القضيّتين اللبنانيّة والفلسطينيّة

إنّ مواجهة سرديّة الحزب ونفوذه بشكل فعّال، تحتاج إلى أن يقيم الرأي العام اللبناني فصلاً واضحاً بين القضيّتين اللبنانية والفلسطينية، والتخلّص من عقدة الدونيّة التي تُترجَم بأنّ منتقدي المشروع المسلّح للحزب عليهم أوّلاً الحصول على براءة ذمّة وطنية من خلال المزايدة عليه في تبنّي المقدّمات التي يستخدمها هو، وكلّ ذلك تحت عنوان "الصوابية السياسية" أو اللياقة السياسية (political correctness).

مخاطر خطاب الصواب السياسيّ

فلسلوك الصواب السياسي في قضية مثل قضية السيادة اللبنانية مخاطر جمّة:

- أوّلاً، يمكن أن يؤدّي سلوك الصواب السياسي الانتهازي إلى إضعاف التركيز على المشكلات الحقيقية التي تحتاج إلى المعالجة، وهي هنا مسألة السلاح غير الشرعي اللبناني والفلسطيني. هذا ملفّ ملحّ لا يتماشى التفكير في الحلول بشأنه مع مقدّمات التفجّع على عدالة القضية الفلسطينية أو إعلانات الانحياز غير المبرّر لبنانياً إلى ما يسمّى المقدّسات والقضية والنضال.

- ثانياً، من خلال تبنّي مواقف تتّسم بالصواب السياسي تجاه القضية الفلسطينية، من دون امتلاك تصوّر جدّي لكيفية معالجة أو مساعدة هذه القضية، ومن دون تعريف واضح لحدود علاقتنا كلبنانيين بالقضية الفلسطينية، يقوّض السياسيون الانتهازيون شرعية القضايا الخاصة بهم، كمسألة معالجة السلاح غير الشرعي، ويفسحون المجال لأن تستغلّ مجموعات مثل الحزب و"حماس" هذا التوافق المزيّف حول "القضية" لتعزيز أجنداتها الخاصة.

فبدلاً من تعزيز نقاش مستنير وصادق، حول تاريخ ومستقبل لبنان في علاقته بالمسألة الفلسطينية، بعد كلّ الأثمان التي دفعها لبنان، يمكن أن يؤدّي سلوك الصواب السياسي إلى تفريغ الحوار العامّ وتحويله إلى مجرّد شعارات، وإضعاف الفهم الجماعي للتحدّيات الحقيقية والحلول الممكنة.

- ثالثاً، يمكن أن يسهم خطاب الصواب السياسي الانتهازي في زيادة حدّة الاستقطاب بين اللبنانيين، الذين يشعر بعضهم بأنّ وجهة نظرهم مصادَرة عبر شعارات الإجماع المزيّف، ويؤدّي بالتالي إلى زيادة التوتّرات وتعميق الانقسامات القائمة بين المجموعات اللبنانية والمساهمة في استيلاد مشهد سياسي واجتماعي لبناني أكثر تشتّتاً واختلالاً وظيفياً.

- رابعاً، إنّ لخطاب الصواب السياسي الانتهازي آثاراً دولية أيضاً على لبنان، إذ إنّه من خلال الظهور بمظهر التوافق مع ميليشيا الحزب بشأن المقدّمات التي يبني عليها مشروعه السياسي والعسكري، يضع السياسيون اللبنانيون بلدهم عن غير قصد في محور محدّد يستدرج ضدّه ردوداً سياسية وعسكرية، أو يستدرج إهمالاً للقوى السيادية بسبب عدم جدّيتها. إنّ لبنان أحوج ما يكون اليوم إلى التفلّت بأعلى مستوى ممكن من شبكة الصراعات الإقليمية المعقّدة، والتركيز على معالجة التحدّيات الداخلية، وأوّل ذلك التفلّتُ من أسر ما يسمّى القضية الفلسطينية.

على المستوى الرسمي، لم يرقَ البيان الأوّل للحكومة اللبنانية إلى حدّ إدانة الهجمات الصاروخية، مكتفياً بإعلان التأكيد على التزام لبنان بالقرار1701

علاوة على ذلك فإنّ للخفّة في استعارة خصوم ميليشيا الحزب لخطاب الميليشيا لضمان درء تهم التخوين عن أنفسهم انعكاسات سياسية عمليّة على حضورهم ومستقبلهم السياسي.

فعندما يتبنّى حزب سياسي ما يبدو خطاب خصومه بشأن قضيّة معيّنة، فإنّه يضفي مصداقية على موقفهم ويقرّ لهم بأن يحدّدوا الأولويّات والسرديّات السياسية وحدود ما هو مقبول وما هو مرفوض، وهو ما يمكن أن تكون له عواقب سلبية:

- أوّلاً: من خلال تبنّي خطاب ميليشيا الحزب، ينتهي الأمر بخصومها إلى المساومة على مبادئهم وقيمهم، ويعزّز مشاعر الارتباك وخيبة الأمل بين مؤيّديهم، ويقود إلى إضعاف التماسك الداخلي للجبهة المناهضة للميليشيا، ويقوّض قدرة هذه المجموعة السياسية على الدفاع بشكل فعّال عن مواقفها الأصلية.

- ثانياً: إنّ تبديد الخطوط الفاصلة بين وجهات النظر المتعارضة، الذي ينتج عن تبنّي فريق ما لخطاب خصومه، يجعل من الصعب على الجمهور التفريق بين الأحزاب والمواقف الخاصة بكلّ منها، وهو ما وصلت إليه الحالة الاستقلالية في صيغتها الأولى، في 14 آذار، بسبب حجم الذوبان بخطاب الحزب. وهذا أحد الأسباب العميقة خلف ولادة شعار "كلّن يعني كلّن"، الذي أفضى إليه إلغاء أيّ نقاش سياسي ذي مغزى ومصادرة السياسيين باسم التسوية لسبل تنمية رأي عامّ مستنير.

- ثالثاً: باستخدام لغة وخطاب ميليشيا الحزب من دون أيّ تمايز أو وجود تصوّر مختلف للمسألة الفلسطينية، يقوّي أصحاب هذه المواقف عن غير قصد سردية ميليشيا الحزب، ويصعّبون على أنفسهم إمكانية تحدّي أفكار الميليشيا ومقترحاتها في الموضوع الفلسطيني كما في مواضيع أخرى.

سبق أن سقطت نخب عربية كثيرة قبلاً في فخّ خطاب الصواب السياسي ومغريات الانتهازية الفكرية. لقد دفع خوف هذه النخب  من الظهور بمظهر المؤيّدين للغزو الأميركي في العراق وأفغانستان بعد اعتداءات 11 أيلول 2001، إلى تبنّي خطاب بن لادن ومقدّماته، قبل أن يقفزوا بشكل بهلواني إلى إدانته تماماً كما يفعل في لبنان من يتبنّون مقدّمات خطاب الحزب عن القضية الفلسطينية ثمّ يقفزون إلى إدانة الصواريخ من دون نقاش حقيقي وجدّي حول السلاح الفلسطيني كأقلّ تقدير.

لقد بالغ معظم من يشكّلون هذه النخبة في تبنّي خطاب ينتقد السياسة الخارجية الأميركية والتدخّل والإمبريالية، بنيّة النأي بأنفسهم عن تهمة الولاء لأميركا، لتكون النتيجة أنّهم عزّزوا الرواية التي كان بن لادن يروِّج لها، وهي رواية صوّرت الولايات المتحدة على أنّها العدوّ الأساسي للعالم العربي والإسلامي. قدّم هؤلاء السياسيون منصّة لبن لادن للترويج لأيديولوجيته المتطرّفة وأعطوها الكثير من الحضور في الخطاب العامّ، وأسبغوا بالتالي الكثير من الشرعية على قضيّته، بشكل فاقم من صعوبة تحدّي روايته المتطرّفة.

باختصار، فإنّ استراتيجية شرائح كبيرة من النخبة العربية القائمة على الخوف من الظهور بمظهر مؤيّد لأميركا ، جعلت أصحابها في نهاية الأمر، يعملون في خدمة تكريس دعاية بن لادن المعادية لأميركا.

هذا تماماً ما يعاني منه الرأي العامّ اللبناني. ما نحتاج إليه هو خطاب متحرّر من أسر الدونية تجاه الحزب والبريق المزيّف لخطابه وقيمه حول فلسطين وحقوق الشعوب والمستضعَفين، والتفرّغ بدلاً من ذلك للتركيز على كلّ ما من شأنه خدمة القضية اللبنانية، بكلّ متفرّعاتها، أكان في بند السيادة أم في بند الإصلاح الاقتصادي أم في بند إعادة تأسيس شبكة الأمان الإقليمي والدولي للبنان عبر الشرعيّتين العربية والدولية. إنّ فداحة غياب خطاب سياسي شجاع وقادر على تقديم حجج واضحة ومتّسقة ومنطقية، لا تقلّ عن فداحة احتلال القرار الوطني اللبناني من قبل ميليشيا مسلّحة.

لبنان أوّلاً.. وثانياً.. وعاشراً.. مع تمنّياتي لفلسطين بكلّ خير.. بعيداً عن القضية اللبنانية

لمتابعة الكاتب على تويتر: NadimKoteich@

 

"الحاكِم الشيعيّ": هل يَحكُم؟

ملاك عقيل/أساس ميديا/الإثنين 10 نيسان 2023

يَجزم أهل القرار "المَحلّي" في لبنان بدءاً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إلى الثنائي الشيعي والنائب السابق وليد جنبلاط أن لا تمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة. أمّا أميركياً وأوروبياً فالمسألة محسومة: هي آخر أيام رياض في الحاكمية، لكن من دون نزع غطاء "الحماية" عنه، وتحديداً من الجانب الأميركي. لم يَعد السؤال فعليّاً: هل يُمدَّد للحاكم؟ بل ماذا سيحصل بعد خروجه نهائياً من مقرّ مصرف لبنان المركزي؟ في حديثه الأخير إلى الزميلة "الأخبار" أكّد الرئيس برّي أنّه "أوعز إلى نائب الحاكم وسيم منصوري عدم تسلّم صلاحيات الحاكم في حال شَغر منصبه".

جَزَم برّي بصيغة زوّاره، من دون أن يَصدر نفي من عين التينة، أنّ منصوري "لن يستقيل لكنّه لن يتسلّم الحاكمية، وأكّدتُ له على ذلك تفادياً لتحمّل مسؤولية كلّ ما يترتّب على الحاكمية"، قائلاً: "لا يمكن إلا أن يُعيّن ماروني لحاكمية مصرف لبنان".

طلب غير قانونيّ

بِلغة القانون طَلَب برّي من نائب الحاكم الشيعي مخالفة المادة 25 من قانون النقد والتسليف التي تنصّ بكلّ وضوح: "بحال شغور منصب الحاكم يتولّى نائب الحاكم الأول صلاحيات الحاكم ريثما يُعيّن حاكم جديد". الشغور بهذا المعنى يشمل السفر، المرض، الوفاة، الاستقالة، وانتهاء الولاية.

يُشبِه كثيراً طَلَب برّي من نائب الحاكم الأول صراحةً مخالفة القانون طلبه من ميقاتي الإبقاء على التوقيت الشتوي خلال شهر رمضان وقوله لرئيس الحكومة "وبعدين مشّيلون ياها" (السير بالتوقيت الدولي بعد نهاية رمضان)، وهو ما فَرَض على الرئيس ميقاتي التراجع عن قراره غير المنطقي والمُخالِف للقانون والمُستفِزّ.

تردّدت معلومات صحافية عن لقاء جَمَع قبل أيام منصوري مع الرئيس ميقاتي لإبلاغه بنيّته الاستقالة في حال عدم تعيين حاكم جديد، فإنّ معطيات "أساس" تؤكّد أنّ هذا الأمر لم يحصل

سلامة لن يستقيل

وفق معلومات "أساس" وعلى الرغم من الدعاوى القضائية التي تُحاصِر سلامة داخلياً وخارجياً واحتمال توجّه القاضية الفرنسية Aude Buresi إلى الادّعاء على "الحاكم" بعد مثوله أمامها في 16 أيار المقبل، لا قرار لدى الحاكم بالاستقالة أو قيام حكومة ميقاتي بإقالته. هي سابقة في التاريخ الحديث لحاكم مصرف "مُشتبه به" ومطوّق بدعاوى اختلاس وتبييض أموال، ومع ذلك يبقى ثابتاً في موقعه متحكّماً بكلّ مفاصل الدولة المنهارة.

خياران فقط

يقول مصدر مطّلع لـ "أساس": "هناك خياران لا ثالث لهما. سلامة سيُكمّل ولايته حتى آخر يوم ولن يُمدَّد له. سيترافق ذلك مع حصول مفاوضات في الكواليس، وهي بدأت فعليّاً، موصولة بمفاتيح الخارج للاتّفاق على شخصية مارونية تخلف رياض سلامة في الحاكمية. الغطاء المسيحي للتعيين ضروري ربطاً بكون الموقع نتاج خيار رئاسة الجمهورية". فعليّاً، ستكون القوى المسيحية أمام استحقاق دقيق وصعب. فإمّا التوافق على اسم الحاكم وتأمين التغطية الطائفية في ظلّ غياب رئيس الجمهورية، وإلّا يُسلَّم نائب الحاكم صلاحيات الحاكم. في هذا السياق يأتي الخيار الثاني في حال عدم الاتفاق أو إصرار القوى المسيحية على عدم التعيين كي لا يُلزَم رئيس الجمهورية المقبل بـ "حاكم" لم يكن له أيّ رأي في اختياره. الخيار الثاني هو "تولّي نائب الحاكم الأول الشيعي صلاحيات حاكم مصرف لبنان تطبيقاً لنصّ المادة 25 من قانون النقد والتسليف في حال لم يتمّ انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة أصيلة قبل نهاية ولاية الحاكم في تموز المقبل".

تؤكّد معلومات "أساس" أنّه على الرغم من موقف بري المُعلَن القاضي بعدم قبوله بتسلّم منصوري صلاحيات الحاكم فإنّ هذا الأخير لم يُبلِّغ أيّ مرجعية، ولا سيّما رئاسة الحكومة، نيّته تقديم استقالته في حال عدم تعيين حاكم جديد، وحتى إنّ مفهوم الاستقالة غير وارد لدى الرجل. كذلك لم يُبلَّغ من جانب برّي بتقديم استقالته. وفيما تردّدت معلومات صحافية عن لقاء جَمَع قبل أيام منصوري مع الرئيس ميقاتي لإبلاغه بنيّته الاستقالة في حال عدم تعيين حاكم جديد، فإنّ معطيات "أساس" تؤكّد أنّ هذا الأمر لم يحصل. مع العلم أنّ المادة 27 من قانون النقد والتسليف تشير إلى أنّه "بحال غياب الحاكم أو تعذّر وجوده يحلّ محلّه نائب الحاكم الأول، وبحال التعذّر على الأوّل فنائب الحاكم الثاني، وذلك وفقاً للشروط التي يحدّدها الحاكم. وبإمكان الحاكم أن يُفوّض مجمل صلاحياته إلى من حلّ محلّه". فيما لا إشارة في القانون نفسه للنائبين الثالث والرابع اللذين كُرّسا ضمن سياق المحاصصة الطائفية لا أكثر.

يُذكر أنّ نائب الحاكم الثاني هو بشير يقظان من الطائفة الدرزية، ونائب الحاكم الثالث سليم شاهين (سنّي)، والرابع ألكسندر موراديان (أرمن كاثوليك).

وفق معلومات "أساس" وعلى الرغم من الدعاوى القضائية التي تُحاصِر سلامة داخلياً وخارجياً واحتمال توجّه القاضية الفرنسية Aude Buresi إلى الادّعاء على "الحاكم" بعد مثوله أمامها في 16 أيار المقبل

تعيين واعتذار

بدأ مسار الأحداث يفرض تسليط الأضواء على نائب الحاكم وسيم منصوري بنفس منزلة الأضواء المُسلّطة على رياض سلامة. كلّ من يعرف الدكتور منصوري يجزم أنّه أبعَد الشخصيات العاملة في الحقل المالي والقانوني عن المناخات الطائفية والتسييس حتى لو عُيّن بضوء أخضر من عين التينة. ينقل بعض عارفيه عنه أنّه حين بدأ التداول باسمه كنائب أوّل للحاكم ضمن سياق المحاصصة الطائفية لم يتردّد بالقول: "اكتشفت أخيراً أنّي شيعيّ". حتى إنّه خطّ كلمات لم ينشرها قال فيها: "أعتذر منك وطني لأنّني لم أستطع أن أرتقي إلى مستوى المواطن".

ابن عيترون الجنوبية، الذي ترعرع في طرابلس (والدته من طرابلس)، هو أستاذ جامعي صاحب مكتب "منصوري وشركاه للمحاماة" الذي يلجأ إليه الأضداد في السياسة والإعلام و"البيزنس". عضو مستشار في محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي وصاحب لقب "شخصية العام" في جامعة مونبلييه الفرنسية.

لا صبغة حزبيّة

محامي نبيه برّي لا صبغة حزبية له ولا يمشي بإملاءات أيّ مرجعية سياسية و"ناشط" في علاقاته المالية في الخارج. "مواصفات المرحلة" المطلوبة دولياً فرضت على برّي الذهاب نحو خيار "نَوعيّ" لا يُشبِه الخيارات السابقة لعين التينة في عالم المال والسياسة.

لم تُرصَد علاقة لمنصوري مع الحزب، ومكتبه في الحاكمية إلى جانب مكتب الحاكم يستقبل الجميع من دون تمييز. لا تواصل مع الإعلام. ولا مكان للخدمات الخاصة، بل تسهيل أمر كلّ ما هو قانوني. وغالباً ما تُترجم الخدمة الخاصّة إلى تعميم على المصارف، مثلاً في حال كانت تتخلّف عن القيام بما هو مطلوب منها.

التعيين أوّلاً

كلّ من يَعرف منصوري يدرك مدى امتعاضه من المقاربة الطائفية لكلّ الملفّات بما في ذلك مصير الحاكمية بعد رياض سلامة. لا خوف لديه من تحمّل المسؤولية. مع ذلك لا رغبة إطلاقاً للرجل بأن يأخذ مكان الحاكم، ويدعو في مجالسه الخاصة إلى ضرورة تعيين حاكم في مجلس الوزراء لأنّ الوضع لا يحتمل ترقيعاً.

نظراً للظروف الدقيقة والحسّاسة لا يرغب منصوري بصبّ الزيت على النار، خصوصاً أنّه وفق المصطلحات الطائفية فإنّ حلول شيعي مكان "الحاكم الماروني" سيعرّضه لضغط كبير يؤثّر على إنتاجيّته.

ينقل عارفوه عنه قوله: "إذا بدّي استلم ثم يحاربني نصف اللبنانيين كيف بدّي اشتغل؟ أنا لست طائفياً وأؤمن باستمرار المؤسّسات. وأتحدّى خلال سنتين ونصف أن يقول أحد أنّني تصرّفت بخلفية حزبية أو فئوية أو تلقّيت تعليمات من أحد. حتى الرئيس برّي لم يتدخّل يوماً في عملي".

لكن ماذا لو فرضت الظروف الاستثنائية على وسيم منصوري الحلول مكان "الحاكم الماروني" في سابقة قد تدخله التاريخ؟ لا جواب لدى نائب الحاكم الأول. لكنّ الوقائع السياسية تُبقي الأمور مفتوحة على كلّ الاحتمالات.

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

 

طهران وتل أبيب.. صواريخ تصويب المسارات!

فلاح الحسن/أساس ميديا/الإثنين 10 نيسان 2023

لم تكن الغارات المتتالية، التي شنّها سلاح الجوّ الإسرائيلي على قواعد ومراكز لحرس الثورة الإسلامية الإيراني داخل الأراضي السورية، من باب الحرص الإسرائيلي على منع وصول شحنات أسلحة صاروخية دقيقة ونقلها أو تسليمها للحزب، أو كما قيل في بعض التسريبات لإحباط مخطّط لاستخدام الطائرات المسيّرة لشنّ هجوم داخل العمق الإسرائيلي، بل كانت الرسالة لهذه الغارات واضحة، وكان من المفترض أن تكون متدرّجة للوصول إلى الهدف منها، وهو جرّ النظام الإسرائيلي ومؤسّسته العسكرية إلى الدخول في مواجهة مباشرة تعيد خلط الأوراق وتوقف أو تعطّل مسارات التسوية التي بدأتها طهران مع محيطها العربي، وإمكانية التوصّل إلى تفاهمات أو اتفاق مرحليّ مع الإدارة الأميركية حول أنشطة تخصيب اليورانيوم مقابل تعطيل جزء من العقوبات الاقتصادية.

الرسائل المتبادلة

وإذا ما كانت الغارات، التي قامت بها القيادة الإسرائيلية على القواعد والمقرّات التابعة لحرس الثورة في سورية، تهدف في جانب منها إلى تخفيف وطأة وآثار الأزمة الداخلية التي اندلعت نتيجة الأزمة القانونية والقضائية، إلّا أنّ الرسالة الإسرائيلية كانت وتبقى باتجاه طهران، وتقول للداخل والخارج إنّ ما تواجهه تل أبيب من تحدّيات أمنية وعمليات متنقّلة واستنزاف مستمرّ داخل أراضي الضفّة الغربية، والتصعيد الذي تمارسه الفصائل الفلسطينية الحليفة أو المتحالفة مع إيران (حركتا الجهاد وحماس) في الضفة وقطاع غزّة، يشكّلان أعمالاً تصبّ في إطار المصلحة الإيرانية واستراتيجية النظام لتعطيل الأهداف الإسرائيلية في التأثير على مساعي طهران إلى تطبيع علاقاتها مع محيطها الإقليمي والانتقال إلى تسييل الاستثمارات التي وظّفتها على مدى العقود الماضية من أجل تثبيت وتكريس دورها ونفوذها وشراكتها في المعادلات الإقليمية والدولية، خاصة بعد الفرصة التي وفّرها الاتفاق الثلاثي الذي توصّلت إليه إيران مع المملكة العربية السعودية برعاية صينية والذي أربك طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورهاناته على بناء جدار مواجهة أو "دفرسوار" عربي أمام إيران. إذ جاء التوقيع على خريطة الطريق أو خطة العمل المشترك بين وزيرَي خارجية البلدين الأمير فيصل بن فرحان وحسين أمير عبدالليهان تحت المظلّة الصينية لينهي أيّ رهان على إمكانية العرقلة أو تحقيق خرق يعيد العلاقة بينهما إلى ما قبل الاتفاق.

تستمرّ طهران في تقديم مؤشّرات إلى جدّية نواياها الانفتاح على الجوار الخليجي، ولعب دور إيجابي في حلّ الأزمات في الإقليم التي كانت جزءاً منها

حسابات نتنياهو وبيدر التطورات

لم تتوافق حسابات نتانياهو مع حساب بيدر التطوّرات، فإذا ما كان يعتقد بإمكانية جرّ النظام الإيراني من خلال إحراجه إلى ردّ يفتح الطريق أمام مواجهة مباشرة قد تكون تل أبيب تنتظرها وتريدها لتوسيع دائرة النار خارج الحدود السورية من خلال الانتقال إلى هدفها النهائي، وهو استهداف المنشآت النووية والاستراتيجية داخل الأراضي الإيرانية بعملية منفردة ومن دون تعاون مع الإدارة الأميركية وقوات قيادة المنطقة الوسطى "سنتكوم"، حسب أكثر من موقف وتصريح لمسؤولين كبار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فإنّ النظام الإيراني في المقابل لا يرى مصلحة في الاستجابة للاستفزازات والتحدّيات الإسرائيلية، فهو لا يريد التفريط بما استطاع تحقيقه من خروقات في الجدار الذي بدأ يتشكّل حوله إقليمياً، وأهمّها التوصّل إلى اتفاق مع المملكة العربية السعودية وترسيخ تفاهمات متقدّمة مع قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة والبدء بترميم العلاقة مع مملكة البحرين، فضلاً عن التطوّرات التي حدثت على مسار العلاقات السورية العربية، وكذلك تكريس شراكته في الحوارات والمفاوضات التركية السورية برعاية روسية.

هي تطوّرات وخطوات تريدها طهران للتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية تساعد على تفكيك الضغوط الأميركية التي عملت واشنطن على توظيفها لوضع العراقيل أمام استئناف الحوار والتفاوض حول البرنامج النووي. وبالتالي فإنّ الحفاظ على ما تحقّق حتى الآن سيسمح للنظام الإيراني في حال العودة إلى التفاوض النووي مع واشنطن بالدفاع عن السقوف التي حدّدها لهذه المفاوضات، وإفراغ المطالب الإسرائيلية وشروط تل أبيب على أيّ مفاوضات حول الأنشطة الإيرانية.

يبدو أنّ الطرف الإيراني فهم وأدرك أبعاد الرسالة الإسرائيلية، لكنّه استبعد خيار الانتقام المباشر، وذهب إلى ترك الخيار للقوى الحليفة له في إشغال تل أبيب

الهروب باتجاه سوريا

هذا الهروب الإسرائيلي باتجاه سورية من خلال الغارات التي استهدفت قواعد إيرانية وأدّت إلى سقوط قتلى في صفوف ضباط حرس الثورة، أرادته تل أبيب رسالة رادعة لطهران تحمِّلها فيها مسؤولية ما تشهده الضفة الغربية من مواجهات وعمليات. وكانت تأمل أن يكون هذا التصعيد المدروس بمنزلة إنذار للنظام الإيراني بعدم اللعب بالمعادلة الداخلية وعدم استثمار ما حقّقه من تقدّم في إعادة ترميم علاقاته الإقليمية العربية، التي قد يستخدمها في محاصرة الهواجس الإسرائيلية وتوظيفها على طاولة التفاوض مع واشنطن. يبدو أنّ الطرف الإيراني فهم وأدرك أبعاد الرسالة الإسرائيلية، لكنّه استبعد خيار الانتقام المباشر، وذهب إلى ترك الخيار للقوى الحليفة له في إشغال تل أبيب، وذلك لإبعاد شبح المواجهة المباشرة التي إن حصلت فلن يكون قادراً على استخدام الساحات الحليفة بحرّيّة، خاصة في ظلّ حالة التهدئة القائمة مع الجوار العربي. هنا يصبح خيار التصعيد الذي انطلق من الحدود اللبنانية الجنوبية والصواريخ التي أُطلقت باتجاه الجليل، والتي ترافقت مع تصعيد صاروخي من قطاع غزّة، بالإضافة إلى العمليات المتنقّلة في الداخل الإسرائيلي الموزّعة بين الضفة وأراضي 1948، بمنزلة ردّ إيراني ورسالة واضحة، من دون أن تتحمّل طهران المسؤولية المباشرة عنها، بأنّ هذه القوى والفصائل قادرة على فتح جبهات مباشرة معه وأن تُدخله في حرب متعدّدة الجبهات قد تمنعه أو تعرقل طموحاته في توجيه ضربة مباشرة لإيران. ولعلّ إشارة الأمين العام للحزب ليل الجمعة في 8 آذار 2023 إلى ترابط ما يحدث في الضفّة والقطاع وجنوب لبنان مع الغارات الإسرائيلية على سورية، مؤشّر واضح إلى أبعاد هذه الرسالة التي انطلقت بالتزامن من جنوب لبنان وقطاع غزّة.

فيما تستمرّ طهران في تقديم مؤشّرات إلى جدّية نواياها الانفتاح على الجوار الخليجي، ولعب دور إيجابي في حلّ الأزمات في الإقليم التي كانت جزءاً منها، وترجمة اللقاء بين وزير خارجيّتها ونظيره السعودي في بكين الذي توصّل فيه الطرفان إلى اتفاق على هدنة دائمة في اليمن وإطلاق مسار حواريّ بين القوى المعنيّة بالأزمة يؤسّس لحلّ نهائي، يبدو أنّ القيادات الإسرائيلية العسكرية الحالية والسابقة، حتى السياسية، قد التقطت أبعاد الرسالة من هذا التصعيد التي تتمثّل في أّن تل أبيب ستكون في مواجهة مفتوحة على أكثر من جبهة، وأنّ أيّ حسابات خاطئة ستؤدّي إلى صراع قد يخرج عن نطاق السيطرة ويغيّر منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وقد نقل الإعلامي الإسرائيلي باراك رافيد عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قوله إنّ "المصلحة الإسرائيلية هي إبقاء الحزب خارج المعادلة، وللقيام بذلك يجب أن يظلّ ردّ إسرائيل مركّزاً على حركة حماس".

 

قصّة القارب الذي نقل هنيّة من بيروت إلى غزّة

زياد عيتاني/أساس ميديا/الإثنين 10 نيسان 2023

بعد ساعات من إطلاق الصواريخ من بلدة القلَيْلة إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة، تلقّيت اتصالاً من أحد رجال الدين الذي تربطني به صداقة قديمة، لكن تفرّقنا التوجّهات السياسية، قائلاً لي بعد السلام والتحيّة والمباركة بشهر رمضان: "لقد خطرتَ على بالي أمس وذكرت اسمك فتمنّى الحاضرون لو أنّك كنت حاضراً معنا وقمتُ بدعوتك إلى الإفطار". سألته: "أين كان الإفطار ومَن هم الحاضرون؟"، فقال لي: "إسماعيل قاآني وأبو العبد (إسماعيل هنيّة) والسفير الإيراني وبعض الأصدقاء". فأجبته ضاحكاً: "بارك الله بك". ما استوقفني في هذا الاتصال هو الدافع وراءه. فهل كان عفوياً أو جاء لإيصال معلومة تتعلّق بالصواريخ ومن يقف خلفها؟ وقد دفعني الفضول إلى ولوج محرّكات البحث للإضاءة على شخصية إسماعيل هنيّة الذي لم ألتقِه يوماً، فكانت هذه الخلاصات.

العداء لأميركا والإعجاب بإبداعاتها

على الرغم من عدائه الشديد لأميركا وفقاً لمواقفه المعلنة، فإنّ إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس معجب بالرواية الأميركية "الشيخ والبحر" للكاتب إرنست همنغواي. قد تكون ولادة هنيّة في مخيّم الشاطئ للّاجئين في غزّة، التي لجأ إليها والداه هرباً من مدينة عسقلان عام 1962 عقب النكبة، سبباً لتعلّقه بقصص البحر والشواطئ، وأبرزها رواية "الشيخ والبحر".

مارس دور رجل الدين فبات شيخاً، وهو الحامل لشهادة اللغة العربية لا الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية في غزّة

المحيطون بهنيّة، وتحديداً في قطاع غزّة، ينادونه بالشيخ "أبي العبد". وهو الذي بقي حريصاً على إلقاء خطبة الجمعة والوقوف بالمصلّين إماماً في مسجد المخيّم على الرغم من تولّيه رئاسة الحكومة عام 2006 إثر فوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني.

كلّ الألقاب مُنحت لهنيّة بالصدفة، من دون أن يجهد في تحصيلها. سطوته داخل "حماس" حصل عليها بفعل كونه مديراً لمكتب المؤسّس الشيخ أحمد ياسين. وبعد حملة الاغتيالات الإسرائيلية لقيادات "حماس" في الداخل لم يبقَ غيره من رفاق منفى مرج الزهور عام 1992 وجامعة ابن تيمية، التي أسّسها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في تلك البقعة اللبنانية التي نُفي إليها مع رفاقه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كي تُسرج عليه سروج كوادر الحركة.

مارس دور رجل الدين فبات شيخاً، وهو الحامل لشهادة اللغة العربية لا الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية في غزّة.

فاز بمنصب رئيس المكتب السياسي للحركة، بفعل الخلاف بين إيران والحزب من جهة، وسلفه خالد مشعل من جهة أخرى. وهو خلاف وصل إلى حدّ الطلاق والقطيعة.

تؤكّد مصادر مطّلعة أنّ مواجهة حادّة حصلت بين هنيّة ومشعل بقطر في الأسبوع الأخير من شهر تموز 2022 على خلفيّة التطبيع مع النظام السوري، وهو ما استدعى تدخّل رئيس المخابرات القطرية لفضّ الإشكال بينهما.

ما سرّ بيروت عند هنيّة

ترتبط تحوّلات وقرارات هنيّة بزيارته لبيروت، وتحديداً الضاحية الجنوبية. مع الاشارة إلى أنّ الرجل معروف عنه قلّة التنقّل خارج غزّة، فالدول التي يعرفها حقّ المعرفة ثلاث: إيران، وسوريا، ومعهما لبنان.

بعد كلّ زيارة لبيروت، يظهر هنيّة خلف حدث ما. في زيارته ما قبل الأخيرة عام 2021 وبعد لقائه الأمين العام للحزب حسن نصر الله جاء قرار "حماس" بمصالحة نظام بشار الأسد، وعودة الحركة إلى الحضن الإيراني إثر ابتعاد فرضته وقائع المشهد السوري.

أمّا زيارته الأخيرة قبل يومين فأنتجت صواريخ "القليلة". وإن كان القرار في الزيارة الأولى قد جاء بعد عشاء مع نصر الله، فإنّ القرار في الزيارة الثانية أتى بعد مأدبة إفطار جمعته في بيروت مع قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني والسفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني.

تؤكّد مصادر مطّلعة أنّ مواجهة حادّة حصلت بين هنيّة ومشعل بقطر في الأسبوع الأخير من شهر تموز 2022 على خلفيّة التطبيع مع النظام السوري، وهو ما استدعى تدخّل رئيس المخابرات القطرية لفضّ الإشكال بينهما

اعتاد هنيّة تنفيذ الأوامر. هكذا كان مع الشيخ أحمد ياسين، وهو كذلك الآن مع نصر الله وقاآني. ينفذّ ما يُطلب منه، بداية من الصدام مع خالد مشعل بعدما رفض نصر الله استقباله في 16/12/2021، واقتحام مكاتب الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، كما أمره بذلك في حينه قاسم سليماني عام 2007، مروراً بذهابه لمصالحة بشار الأسد بناء على طلب نصر الله، وانتهاء بإطلاق الصواريخ من لبنان كما أوحى إليه قاآني. لم يخرح هنيّة من وظيفته الأولى كسكرتير للشيخ أحمد ياسين. وكأنّه بقي قابعاً في ذاك المكتب، إذ تحوّل وهو في أعلى منصب بحركة حماس إلى رئيس للمكتب السياسي بمواصفات سكرتير في غرفة عمليات قآاني - نصر الله، مندوباً لحركة حماس فيها.

السمكة هي الحلم

بالعودة إلى رواية إرنست همنغواي "الشيخ والبحر" التي تأثّر بها إسماعيل هنيّة، تتحدّث الرواية، التي نُشرت عام 1952، عن صيّاد عجوز يدعى سانتياغو يتمتّع بحيويّة ونشاط. كان يجلس في زورقه، وحيداً، ساعياً إلى الصيد في خليج "غولد ستريم". ومضى أكثر من ثمانين يوماً ولم يظفر ولو بسمكة واحدة. رافقه في الأيام الأربعين الأولى ولد صغير كان بمنزلة مساعد له، لكنّ أهل هذا الولد أجبروه على قطع كلّ صلة بالصيّاد. وأشدّ ما كان يؤلم الغلام رؤية العجوز راجعاً إلى الشاطئ خاوي الوفاض وزورقه خالٍ، في مساء كلّ يوم، ولم يكن يملك إلا أن يسرع إليه ليساعده في جمع أغراضه وشراعه الأبيض. وكان هذا الشراع يبدو وكأنّه علم أبيض يرمز إلى الهزيمة التي طال أمدها. وفي يوم خرج إلى البحر لكي يصطاد شيئاً، وإذ علقت بخيوطه سمكة كبيرة جدّاً. بدأ يصارعها حتى تمكّن منها. في طريق العودة جذبت رائحة الدم أسماك القرش التي هاجمت القارب والتهمت ما اصطاده العجوز، فلم يبقَ سوى هيكل السمكة العظيم. فقام بتركه على الشاطئ ليكون فرجة للناظرين ومتعة، وعاد إلى منزله منهكاً ومتعباً، وعندما رأى الناس هيكل السمكة اندهشوا من كبرها وعظمتها فبقي اسم الصياد سانتياغو مرفوعاً ومفتخَراً به حتى هذا اليوم.

ما حصل مع الشيخ العجوز ليس بالضرورة أن يحصل مع الشيخ أبي العبد. الخوف أن يعود هنيّة من رحلته في قارب نصر الله وقاآني إلى مخيم الشاطئ في غزة من دون سمكة، فقط هيكل عظمي لسمكة مفترضة. عندها لن يكون هنية كسانتياغو مفتخراً بما حقّقه.

لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@

 

إسماعيل هنيّة رئيساً للبنان

أيمن جزيني/أساس ميديا/الأحد 09 نيسان 2023

ما من مرشّح تنطبق عليه شروط الحزب لتبوؤ سدّة الرئاسة الأولى أكثر من إسماعيل هنية. حسناً فلننتخبه رئيساً للجمهورية ما دام يُمسِك بأعنّة قرار الحرب والسلم نيابةً عن الدولة اللبنانية. الفارق المكاني بين حارة حريك والقصر الجمهوري قليل جدّاً.

إذاً لندعُهُ إلى أن يقيم في القصر الجمهوري ببعبدا ما دام هو الضمانة المُثلى التي طلبها الأمين العام للحزب: "رئيس لا يطعن في الظهر". وما من أحد يوفّر ذلك بالقدر الذي يستطيعه هنيّة. فالرجل على مثال "أبي نضال" قائد حركة فتح ـ المجلس الثوري "بندقية للإيجار".

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقبل أن يحطّ رحاله في الضاحية الجنوبية لبيروت، تنقّل بين طهران ودمشق خائضاً مختبر الوفاء. أعلن توبته عن خروجه على النظام السوري منذ زمن. وليثبت هذين، التوبة والوفاء، ما من مكان أرحب من لبنان وجنوبه.

يسلك "حزب الله" مسالك مبدأ الإستبلشمينت الأميركي عن "الغموض البنّاء". فهو يقاتل عبر "حماس" على توقيت فلسطيني حامٍ، وبالإنابة عن إيران

جمهورية "طائر الفينيق" فقدت منذ زمن مديد معنى الدولة. التبديد هذا باشرته القوى اللبنانية كلّها في الجمهورية الأولى عندما استدعت الجماعات المتقاتلة، يميناً ويساراً ومسلمين ومسيحيين، إسرائيل وسوريا والمقاومة الفلسطينية. في الجمهورية الثانية تولّى هذه المهمّة الحزب بإقامة دويلته.

في الجمهوريّتين اعتقدت هذه القوى عن غباء وهطل سياسيَّين أنّ مؤسسة الدولة هي التي تتواءم مع القوى، بينما يقضي علم السياسة بتكييف القوى مع الدولة، وبتجيير هذه القوى فاعليّتها لأجل الدولة. هذا لم يحصل لا ماضياً ولا حاضراً، علماً أنّ حاجة اللبنانيين إلى دولة هي مثل حاجة الصحراء إلى ماء.

استعادة الماضي

يسلك الحزب مسالك مبدأ الإستبلشمينت الأميركي عن "الغموض البنّاء". فهو يقاتل عبر "حماس" على توقيت فلسطيني حامٍ، وبالإنابة عن إيران. يتأرجح بين الدويلة والدولة، كما فعل في الترسيم البحري مع فلسطين المحتلّة. طوراً يطلّ علينا بوصفه قوّة عسكرية ـ أمنية، وطوراً آخر يظهر بملابس مدنية ليمارس السياسة: هو في الحكومة والمجلس النيابي، لكنّه خارج الدولة وعليها. يرفض أن يكون هو المشكلة، لكنّه لا يترك كبيرة وصغيرة إلا ليبرهن أنّه الحلّ.

غفل "الحزب" عن أنّ استخدامه حركتَيْ حماس والجهاد الإسلامي يبعث في عقول اللبنانيين جميعاً أشباح ماضي الوجود الفلسطيني المسلّح وحلوله مكان الدولة، الذي دفع لبنانيّين كُثراً على مساحة لبنان إلى أن يستقبلوا "الاحتلال الإسرائيلي" بنثر الأرزّ على جنوده وآليّاته.

ما فعلته "حماس" بمعرفة "الحزب" وتسليحه وتمويله من إطلاق صواريخ من الجنوب لم يكن بحال من الأحوال دفعاً للقضية الفلسطينية، بقدر ما كان تفريغاً لمشروعيّتها. هو يشبه تماماً توقيع اتفاقية القاهرة التي جعلت من السلاح الفلسطيني مُقرّراً. الاتفاقية المشؤومة نقلت لبنان من "دولة مساندة" إلى "دولة مواجهة"، فحمّلت البلد حينذاك ولاحقاً ما لا يحتمل.

الآن يكرّر "الحزب" و"حماس" ماضياً مقيتاً. وهذا يعني في ما يعني مزيداً من السلاح مع غياب السياسة، وارتفاعاً لحاصل الدويلة على الدولة، وعمليّات تستجرّ ردوداً إسرائيلية مُدمّرة تُضاف إلى انهيار اقتصادي في ظلّ انقسام أهليّ خَبرنا نتائجه وويلاته في سبعينيات القرن الماضي.

ما حصل في الجنوب لا يعني بحال من الأحوال أنّ مئات الملايين من المسلمين جاهزون لبذل الدماء، وأنّ المسجد الأقصى ليس وحيداً، على ما عقّب رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين إثر إطلاق الصواريخ. ما حصل يعني تورّطاً كاملاً للبنان الذي سقطت فيه فكرة الدولة وارتفع فيه الحضور الإيراني بغرض الاستثمار في فشل السلطة الفلسطينية والعنف الصهيوني الذي لا يني يتصاعد ويرفض الإقرار بحقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.

بحسب صفي الدين: تسقط الدول وحدودها متى تعلّق الأمر بمقدّس إسلامي. في عقله لا يوجد غير المسلمين على مساحة المشرق كلّه، فيما المسيحيون يتوقون للحجّ إلى كنيسة المهد. وهذا لا يعني غير توريط لبنان مُجدّداً في لحظة لم تفقد فيها القضية الفلسطينية نُبلها ومشروعيّتها، إنّما فقدت "مركزيّتها" جرّاء توجُّه العالم، ومنه "الإسلامي"، إلى الاستثمار في مؤسّسة الدولة والحداثة والاقتصادات الصلبة.

ثلاثيّ "حماس" و"الجهاد" و"الحزب" يشكّل عبئاً على لبنان وفلسطين. ذلك أنّ مغامراته العسكرية تُضعف المعنى التحرّري للنضال الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية

استراتيجية التورُّط والتوريط

حوّل "الحزب" لبنان إلى فندق لـ "حماس" بعدما جابت الأخيرة دمشق والدوحة وأنقرة. وكذلك لـ"الجهاد الإسلامي" المُقيمة أصلاً في دمشق. فعل ذلك بعدما ترنّحت سرديّته عن "المقاومة" إثر الترسيم البحري.

مهّد لذلك أمينه العامّ يوم أطلّ أخيراً محذّراً إسرائيل من استهداف أيّ "مُقيم". فإلى إقامة هنيّة التي باشرها منذ زيارته عام 2020 كان عندنا نائبه صالح العاروري مع قياديَّين آخرَين هما خليل الحية وصالح جبارين الذين قادوا الانقلاب مع مسؤول الحركة في غزّة يحيى السنوار لإعادتها إلى حضنَيْ سوريا وإيران. قبلهم أمضى رئيس حركة الجهاد رمضان شلّح أيامه الأخيرة في الضاحية الجنوبية قبل أن يخلفه زياد نخالة المقيم أصلاً في لبنان.

حضور "حماس الإسلامية" في الضاحية ليس جديداً، فقد بدأ يتنامى منذ نجاح "الحزب" في إصلاح علاقتها مع دمشق. الجديد كان في انبعاث وجودها المسلّح، منذ وقع انفجار في مخيّم برج الشمالي في كانون الأول من عام 2021 وسقط فيه حمزة شاهين الذي نعته الحركة بوصفه "شهيد مهمّة جهادية" على الرغم من إنكارها علاقتها بالانفجار.

احتضان "الحزب" لـ"حماس" و"الجهاد" في لبنان لا يعني غير استعارته الجزئية لاستراتيجية التوريط التي ابتكرها خليل الوزير المعروف بـ "أبي جهاد"، القيادي في "منظمة التحرير الفلسطينية". جوهر الاستراتيجية يقوم على معادلة: نضرب من وراء حدود "دول الطوق" فتردّ إسرائيل في داخل هذه الدول التي ستضطرّ إلى الردّ، وبالتالي "التورّط"، فكان ما كان من احتلال بيروت.

الأردن نجا من ذلك بإخراج منظمة التحرير منه. سوريا مع حافظ الأسد كانت أبرع بعدما أقامت "سِلماً مُقنّعاً" مع إسرائيل بعد عام 1973 واستثمرت في الشعارات. سياسة "التورّط والتوريط" سقطت أساساً منذ إقرار القرار 242 المتعلّق بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتُلّت عام 1967، ثمّ قبول الرئيس المصري جمال عبد الناصر بمبادرة وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك المعروفة بـ "مبادرة (وليام) روجرز" عام 1969. هذان القرار والمبادرة أسقطا "نظرية أبي جهاد"، وأعادا للدول اعتبار السيادة ومعنى الحدود. وحده لبنان بقي يُغرّد خارج السرب متحمّلاً وحده نتائج الصراع العربي ـ الإسرائيلي.

الحزب إذ يستعيد هذه الاستراتيجية فإنّه يُهمل المضمون السياسي للتجارب السابقة، معطوفةً على مراجعات اليسار اللبناني النقديّة و"وهم" تحقيق التغيير الذي أرادته عبر "الاستقواء" بالسلاح الفلسطيني. كلّ هذا يجعل من لبنان مجرّد جغرافيا لصراعات وحروب لا يُراد لها أن تنتهي إلا بعد تحقيق كلّ مصالح "محور الممانعة" الذي لا يوجد فيه ما يُغري بالعيش.

عبء "حماس" و"الجهاد" و"الحزب" على لبنان وفلسطين

ثلاثيّ "حماس" و"الجهاد" و"الحزب" يشكّل عبئاً على لبنان وفلسطين. ذلك أنّ مغامراته العسكرية تُضعف المعنى التحرّري للنضال الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية. مقامرات هذا الثلاثي تُضعف أيضاً الجدوى السياسية التي استدرك معناها "أبو جهاد" فانطلقت الانتفاضة الأولى غير المسلّحة التي أجبرت العالم على الاعتراف بحقّ الشعب الفلسطيني.

الرصيد الحربي الذي يراكمه هذا الثلاثي يسلب من الفلسطينيين الرصيد الأخلاقي والسياسي الذي راكموه منذ الانتفاضة الأولى. والرصيد نفسه لا يجعل من لبنان وفلسطين سوى ساحة حرب مفتوحة، وفي أحسن الأحوال سلعة للمقايضة في أسواق طهران وتل أبيب وواشنطن. أكثر من ذلك، فهذا الرصيد يبدّد مقاومة الفلسطينيين في جنين والضفّة الغربية والقدس ما دام التفاوض على الحقّ الفلسطيني محلّ مقايضة في عواصم أخرى.

ما دام "الحزب" قادراً على أن يفعل ما يشاء وساعة يريد، فهو سيستمرّ من دون مُحاسبة. وبالتعريف عن نفسه هو "حزب الله" وليس "الله"، بمعنى أن لا حقّ له ولا ينطبق عليه الحديث النبوي "قدّر الله وما شاء فعل".

 

تسعير الجبهات: الثمن الإسرائيليّ في الجنوب السوريّ

سامي كليب/أساس ميديا/الإثنين 10 نيسان 2023

يُغالي الطرفان في توصيف واقعِ ومستقبلِ لغة الصواريخ التي اندلعت فجأة بين إسرائيل من جهة، ولُبنان وسورية من جهة ثانية. فالمحور الذي تقوده إيران يؤكّد أنَّ إسرائيل باتت أعجز من أن تشنّ حرباً لأنَّ في ذلك نهايتها الحتميّة، وقادة إسرائيل يستمرّون في غرورِهم التقليديّ مؤكّدين أنّ جيشَهم ما زال الأقدر على حسم المعركة وأنّ ضبط النفس لا يعني ضُعفاً، لا بل يتباهون بقدرتهم على إزالة إيران من الوجود لو استخدمت سلاحاً نوويّاً.

لبنان والفاتورة الفلسطينية

أمّا في لُبنان فينقسم الناس، على جري عادتهم منذ فجر الاستقلال، بين رافضٍ استخدام لُبنان منصّة لإطلاق الصواريخ مُتناسياً عمداً أو انطلاقاً من أيديولوجية ثابتة أنّ إسرائيل هي أسوأ وآخر نظام عنصري في التاريخ الحديث، وأنّها تسحق عظامَ شعبٍ يُريد فقط أن يعيش بكرامة على أرضه، وأنّها انتهكت لُبنان آلاف المرّات، وبين مُهلّل لهذه الصواريخ، متناسياً عمداً أيضاً أنّ لُبنان دفع تاريخيّاً ثمناً باهظاً حين انفلتَ السلاحُ من عقاله، وحين كادت المنظّمات الفلسطينية الموزّعة على المحاور الإقليميّة تتحوّل إلى دولةٍ داخل الدولة، بدعمٍ كبيرٍ من الحركة الوطنيّة، ومالٍ وفيرٍ من دولٍ استخدمتها كما استخدمت الكثير من اللُبنانيّين مطايا وبيادق لمشاريع أخرى لا علاقة لها بالصراع العربي الإسرائيلي. وحين اجتاحت إسرائيل لُبنان، ظهرت الخيانات في أكثر من مكان، ووصل العدوّ الإسرائيلي إلى قلب بيروت.

إسرائيل تُريد ثمناً في الجبهة الجنوبيّة لسوريا، ذلك أنّ انتهاء الحرب السوريّة مع بقاء إيران والحزب عند حدودها من جانبَي الجولان والجنوب اللبنانيّ

إسرائيل دولة احتلال

كانت إسرائيل وما زالت وستبقى دولة احتلال، وهي التي نسفت كلّ محاولات السلام، من مدريد وأوسلو وواي بلانتايشن، إلى القمّة العربيّة في بيروت. وهي التي ضاعفت المستعمرات أكثر من 700 مرّة منذ أوسلو، وهي التي تهوّد البشر والشجر والتاريخ والجغرافيا، وهي التي تمنع المسلمين من الصلاة في مسجدهم، وهي التي لم تُبقِ من المسيحيين في أرض رسول السلام السيّد المسيح سوى 2 في المئة في القدس (أي نحو 4 آلاف مسيحي) مقابل 25 في المئة عام 1948 (يمكن مراجعة كتاب "التصفية العرقية في فلسطين" للكاتب ايلان بابيه، أو كتاب "إسرائيل-فلسطين" للكاتب آلان غريش، أو كتاب "إحكام القبضة على إسرائيل... نتانياهو ونهاية الحلم الصهيوني" لجان بيار فيليو، أو كتب شارل انديرلان، فكلّها تشرح ماذا حصل من تصفية منذ عام 1948 حتّى اليوم).

اللبناني المدمّر والسوري المقهور

لن تفهم إسرائيل بسبب أيديولوجيتها، التي تزداد تطرّفاً وتديّناً، أنّ الشعب الفلسطينيّ لن يكلّ ولن يملّ، وأنّ كلّ جيلٍ فيه سيكون أكثر صلابةً ووعياً من الجيل الذي سبق، وأنّه بلا دولة فلسطينية غير مقطّعة الأوصال، وحرّة، ومستقلّة، ولها مطاراتها ومرافئها، لن يكون سلامٌ ولن تستقرّ إسرائيل، مهما طال الزمن.

لكن بالمقابل يحقّ للُّبناني المقهور والفقير والمدمّر، تماماً كما يحقّ للسوري المقهور والفقير والمدمّر، أن يسألا عن توقيت ومآلات التدهور الأمني الحالي وتبادل القصف عبر الحدود.

وهنا تبرز الاحتمالات والمبرّرات التالية:

- يقول أهل المحور الذي تقوده إيران إنّ الماضي مضى، وإنّ على إسرائيل أن تفهم اليوم أنّ ثمّة توحيداً للجبهات، بحيث تمتدّ من داخل فلسطين حتى إيران مروراً بلبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، وإنّ أيّ أذى يلحق بأحد الأطراف سيُردّ عليه بحزمٍ. وهذا يعني أنّ تفعيل لغة الصواريخ التي تزامنت مع التهاب الوضع الفلسطينيّ الداخلي على أكثر من جبهة في فلسطين، جاء في سياق الردّ على تكثيف إسرائيل عدوانها على الأراضي السورية مستهدفة قوات إيرانية ثمّ الجيش السوري، وجاء أيضاً نُصرةً للفلسطينيّين في الداخل.

- بالمقابل يقول قادة إسرائيل ومناصروها إنّ وضعَهم الداخليّ المضطرب (بسبب محاولات نتانياهو السيطرة على القضاء، وأيضاً بسبب تنامي ضغوط الأحزاب الدينيّة والمتطرّفة) لن يؤثّر على قدرتهم على ضرب أعدائهم حيثما أرادوا، وإنّهم يستهدفون صواريخ إيران في سوريا، العابرة للحدود صوب لُبنان، أو مصانع صواريخها في سوريا.

التبريران قابلان للنقاش، لكن لو ابتعدنا قليلاً عن صخبِ الجبهات حاليّاً، نستنتج التالي:

- أوّلاً، أنّ تسعير هذه الجبهات جاء بعد حدثَين سياسيَّين كبيرين: الاتفاق السعودي-الإيراني برعاية الصين، والانفتاح العربي "المتسارع" على سورية والذي يشي بنهاية قريبة للحرب السوريّة، خصوصاً إذا ما تُوِّجت التفاهمات الإقليميّة بمصالحة بين سوريا وتركيا.

إسرائيل تُريد ثمناً جنوب سوريا

هذا يعني أنّ إسرائيل تُريد ثمناً في الجبهة الجنوبيّة لسوريا، ذلك أنّ انتهاء الحرب السوريّة مع بقاء إيران والحزب عند حدودها من جانبَي الجولان والجنوب اللبنانيّ، أمرٌ بالغ الخطورة عليها، ولذلك ليس في تصعيدِها رغبةٌ بالحرب الواسعة، وإنّما بمحاولةِ فرضِ تفاهماتٍ تتعلّق بالمنطقة الجنوبيّة التي كانت روسيا في خلال السنوات الماضية قد تولّت أمرها، وقدّمت ضماناتٍ كثيرة لإسرائيل بإبعاد إيران والحزب عنها (هل سقطت هذه الضمانات بسبب استياء فلاديمير بوتين من انحياز إسرائيل إلى أوكرانيا؟)

- ثانياً، أنّ هذه الرغبة الإسرائيلية تتّفق مع رغباتِ بعض العرب، لجهة ضرورة خروج إيران والحزب من سوريا كشرطٍ أساسيٍّ للانخراط في ورشة إعادة الإعمار ووضع حدٍّ للحرب، وعودة سوريا، بلا تنازلات سياسيّة، إلى جامعة الدول العربيّة.

- ثالثاً، أنّ التصعيد الإسرائيلي المضبوط حتّى الآن بخطوط حُمر، ينسجم مع الرغبة الأميركيّة بعدمِ تعديل الوضع العسكري في الجنوب السوري، لكن أيضاً في مناطق سيطرة الكُرد (قسد) حيث توجد الثروات الزراعية والنفطيّة، خصوصاً بعدما ذهب عددٌ من التحليلات إلى القول بأنّ روسيا قد تُعطي ضوءاً أخضر لإيران والحزب والجيش السوري للبدء بشنّ هجماتٍ على القواعد الأميركيّة في سوريا لإخراجها بالقوّة، وفتح جبهةٍ جديدةٍ ضدّ واشنطن بعيداً عن أوكرانيا.

لا مصلحة لأحد بالانزلاق إلى الحرب

لا توجد مصلحة لأيّ طرفٍ حتّى الآن في الانزلاق صوب حربٍ واسعة، فمن جهة إيران من الصعب أن يتخيّل المرء انخراط الحرس الثوري في حرب مباشرة مع إسرائيل في الوقت الراهن، بعدما عزّزت القيادة الإيرانيّة تحالفها الاستراتيجي مع الصين (ذات العلاقة القوية أيضاً مع إسرائيل) وروسيا، وبعدما فتحت صفحةً جديدةً مع السعوديّة والإمارات العربيّة المتحدة (الراغبتين بخروج القوات الإيرانية والحزب من سوريا)، وخفّفت بذلك الضغوط الداخليّة التي أحدثتها التظاهرات المناهضة للسُلطة منذ شهور طويلة.

ومن جهة إسرائيل، من الصعب التفكير في مغامرة عسكريّة واسعة حاليّاً بلا دعمٍ داخليّ من جهة، وبلا غطاء أطلسيّ من جهة ثانية نظراً لانشغال الحلف الغربيّ بالحرب الأوكرانية وبالإعداد رُبّما لحربٍ أخرى مع الصين في تايوان. يُضاف إلى ذلك أنّ إسرائيل ما عادت قادرة اليوم على توقّع مآلات حربٍ تُدرك مُسبقاً أنّها قد تكون تدميريّة على جانبَي الحدود.

إذاً الأرجح عدم تطوّر الأمور في الخارج أكثر، مقابل استمرار هبّة الشعب الفلسطيني على نحو أوسع. والمُرجّح أيضاً أن تستمرّ استراتيجية "المعارك بين الحروب" لفترة غير قصيرة.

هل هذا يعني أنّ الحروب بالوكالة بين إيران وإسرائيل ستبقى منضبطة في إطار الفعل وردّ الفعل داخل الخطوط الحُمر؟ الكاتب الفرنسي أورين شوفيل يؤكّد في كتابه "حربُ الظلال بين إسرائيل وإيران" أنّ الجيش الإسرائيلي يستعدّ منذ سنوات لحرب ضدّ الحزب أو لحرب شاملة ضدّ كلّ المحور، وأنّه صحّح الكثيرَ من أخطاء حرب 2006 لجهة المعلومات الاستخباريّة، والتواصل بين الجيوش الإسرائيلية، وكذلك لجهةِ عمليات إجلاء سكان المناطق الشمالية، وأنّه عاجلاً أو آجلاً سيجد أنّ الحرب، على الرغم من كلّ كوارثها، ستكون أقلّ كلفة من ترك إيران تجنّد آلاف المقاتلين الشيعة والسُّنّة عند حدودها مع سوريا ولُبنان، أو تركها تُنتج قنبلة نوويّة.

كانت إسرائيل وما زالت وستبقى دولة احتلال، وهي التي نسفت كلّ محاولات السلام

سوريا بعد اليمن؟

قال ذلك قبل أن يدخل ميدانَ الحرب سلاحٌ جديدٌ وخطيرٌ يتمثّل في المسيّرات التي أضافتها إيران إلى صواريخها، في محاولة لسدّ النقص في سلاح الجوّ الذي ما زالت إسرائيل متفوّقة فيه بقوّة.

انطلاقاً ممّا تقدّم، يبدو أنّ المنطقة تستعيد أجواء سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، من تحريك الحدود، وأفعالٍ وردود أفعال، واغتيالات واختراقات عسكرية أو سيبرانيّة، وأمّا الحرب الواسعة فهي مستبعدة إلّا إذا انزلقت الأمور بالصدفة نحوها، واخترق أحد الأطراف الخطوط الحمر، وهي الخطوط التي قال الكاتب الفرنسي إنّها قد تكون عبر اغتيال شخصيّة كبيرة مؤثّرة أو عبر حصول الحزب على سلاح خطير بكميّة كبيرة، أو تصنيع إيران قنبلة نوويّة. لذلك يُمكن القول إنّ الطرفين يُغاليان بتوصيف الواقع والمستقبل، لأنّ أيّ حربٍ واسعةٍ تحتاج إلى قراراتٍ إقليمية ودوليّة كُبرى، ولا مصلحة لأحد في الوقت الراهن بها نظراً لكوارثيّتها الحتميّة. وأمّا الحتميّ فهو استمرار الحرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل، حتّى لو تفاقمت الاختراقات داخل أراضيهما، لكن لو تأكّدت إسرائيل أنّ طهران ستُنتج قنبلة نوويّة، فحينها فقط قد ينقلب المشهد، بحيث تقبل إسرئيل بالأمر الواقع، أو تُغامر بحرب واسعة لا يعرف غير الله كيف تنتهي. يبقى حاليّاً السؤال: هل تسعير الوضع عند الجبهتين الجنوبيّتين لسورية ولبنان سيُساهم في تصعيد الوضع العسكري، أم يُسرّع خطوات إعلان إيران والحزب نهاية مهمّتهما في الأراضي السورية لصالح انخراط العرب في إعادة الإعمار والانفراج الاقتصادي الذي طال انتظارُه؟ لننتظر ونرَ، فالاتفاق السعودي-الإيراني سيشمل الكثير من الملفّات، وفي مقدّمها حتماً اليمن وسورية.

*ينشر بالتزامن مع موقع "لعبة الأمم"

لمتابعة الكاتب على تويتر: samykleyb@

 

تحريك جبهة لبنان.. محاولة لتخريب الاتفاق السعودي - الإيراني؟

منير الربيع/الجريدة الكويتية/09 نيسان/2023

تحتاج قراءة مفاعيل عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي المحتلة إلى الكثير من التدقيق في خلفياتها وأبعادها، خصوصاً في ظل التطورات المختلفة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. ولابد للعنوان الأول لأي قراءة أن ينطلق من الإعلان عن الاتفاق الإيراني ـ السعودي برعاية صينية، والذي أزعج على ما يبدو الكثير من الأطراف في الإقليم خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن في المقابل، يدور الكثير من الكلام المبني على جزء من الوقائع وجزء من التحليل بأن هناك جهات موالية لإيران أيضاً تبدو منزعجة من هذا الاتفاق. قبل أيام، كشفت «الجريدة» عن اعتقالات في إيران حصلت لمسؤولين إيرانيين ولبنانيين ويمنيين هدفوا إلى تخريب هذا الاتفاق وتعطيله، وهو ما يدل على وجود تباين في الآراء وفي وجهات النظر.

ووفق المسار الواضح تظهر ثابتة أساسية وهي التضرر الإسرائيلي من مفاعيل هذا الاتفاق، والذي من شأنه أن يعكس تهدئة إقليمية تبدأ ملامحها في اليمن من خلال الذهاب إلى توقيع الاتفاق السياسي، وستشمل فيما بعد ملفات عديدة بينها العراق وسورية ولبنان. وقوبلت هذه التهدئة بتصعيد إسرائيلي في الداخل الفلسطيني، وبتصعيد إسرائيلي في سورية من خلال تكثيف الغارات على مواقع للإيرانيين ولـ «حزب الله» هناك، بينما كان المؤشر الأهم هو الاشتباكات التي اندلعت بين قوات إيرانية وأخرى أميركية في شمال شرق سورية.

تلك الاشتباكات كانت في حد ذاتها إشارة واضحة إلى تصعيد أميركي ضد الإيرانيين، لتبدو وكأنها استفاقة أميركية متأخرة لمواجهة إيران في سورية. هنا لا يمكن إغفال العقوبات التي فرضت أخيراً أميركياً وأوروبياً على النظام السوري أيضاً، كرسالة اعتراضية على أي مسار لتطبيع العلاقات العربية مع النظام السوري، علماً بأن مساعي التطبيع كانت تجري بناء على تحركات إيرانية وروسية وبالتالي لا يناسب واشنطن بالتأكيد أي انفتاح عربي على دمشق برعاية روسية ــ إيرانية، كما لا يناسبها الاتفاق السعودي ــ الإيراني برعاية صينية. يفرض ذلك واقعاً سياسياً جديداً، ففي مقابل التهدئة على الجبهات الإيرانية ــ السعودية، برز تصعيد على الجبهة الإسرائيلية ـ الأميركية ضد إيران أو ضد حلفائها في المنطقة. وتحت هذا السقف، جاءت رسالة الصواريخ انطلاقاً من لبنان، كمحاكاة لهذا التصعيد الإسرائيلي ـ الأميركي، وهو ما يطرح أسئلة كثيرة حول الحيثيات والخلفيات.

فأولاً، عملية إطلاق الصواريخ هي تثبيت لمعادلة «وحدة الجبهات» التي تحدث عنها «حزب الله» سابقاً. وثانياً، هي تكريس لتفعيل غرفة العمليات العسكرية المشتركة التي تضم فصائل قوى المقاومة. أما ثالثاً والأهم فيبقى متعلقاً بالسبب الكامن وراء هذه العملية وإذا ما كان يرتبط بمحاولة للالتفاف على الاتفاق السعودي ـ الإيراني وتقويضه أيضاً. وعلى وقع هذا الكلام، تم تسريب معلومات عن اتصالات دبلوماسية قامت بها جهات عديدة بينها الأمم المتحدة، ومصر، وقطر لمنع التصعيد وتدهور الأوضاع، كما أنه تم تسريب معلومات بأن «حزب الله» أعلن عدم مسؤوليته عن هذه العملية، وهذا في حد ذاته إشارة كافية للإعلان عن الالتزام بالهدوء وعدم الذهاب إلى حرب من شأنها أن تعطّل مفاعيل الاتفاق السعودي ـ الإيراني. وأمس، أعلنت البحرية الأميركية، أن غواصة «فلوريدا» التي تعمل بالطاقة النووية، ومزوّدة بصواريخ موجهة من طراز توماهوك، بدأت العمل في الشرق الأوسط، دعماً للأسطول الخامس الأميركي الذي يتخذ من البحرين مقراً له. وكانت واشنطن أعلنت قبل أيام التمديد لحاملة الطائرات بوش في المنطقة بعد الهجمات التي تعرضت لها قواتها في سورية. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن مسؤولين أميركيين أن معلومات استخباراتية لديهم تفيد بأن إيران تهدف لتنفيذ هجمات في المنطقة قريباً.

 

تلاقي "القوات" و"الكتائب" رئاسياً... هل يُؤسّس لتحالف سياسيّ؟

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/09 نيسان/2023

لم يجتمع حزبا «القوات اللبنانية» و«الكتائب» منذ تلاقيهما الصيف الماضي على مقاربة واحدة لملف الانتخابات الرئاسية، أي خطوة إضافية باتجاه استعادة علاقتهما التاريخية وصياغة خطوط عريضة لتحالف سياسي لمواجهة تحديات المرحلة. إذ يبدو الطرفان مقتنعين أن التنسيق الحاصل بالشكل الحالي - أي في إطار موسع لقوى المعارضة - كاف ولا لزوم للذهاب باتجاه ثنائية جديدة في البلد يعتبران أنها لن تخدم هذا التنسيق، بل ستضر به كما باقي الثنائيات القائمة أو التي سقطت أخيراً. وتدهورت علاقة الحزبين منذ سير «القوات» بالتسوية السياسية التي أدت لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في العام 2016، لتشهد في الكثير من الأحيان سجالات مباشرة وحادة بين القيادات والمحازبين الذين خاضوا الكثير من المعارك السياسية والميدانية معاً منذ الحرب الأهلية، حين كان الحزبان في الأصل حزباً واحداً هو «الكتائب اللبنانية».

ومنذ مطلع أيلول الماضي (تاريخ بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد) تكتلت قوى المعارضة؛ أي: «القوات»، «الكتائب»، الحزب «التقدمي الاشتراكي» وعدد من النواب المستقلين خلف مرشح رئاسي واحد هو رئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض، لكن «التقدمي الاشتراكي» قرر أن يكون أول من يتخلى عن معوض طارحاً 3 أسماء لمرشحين رئاسيين أعتقد أنه يمكن التفاهم على أحدهم مع «حزب الله» وحلفائه، لكنه لم ينجح بمسعاه خاصة بعد إعلان «أمل» و«حزب الله» صراحة تبني ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية.

ولم تُطح هذه المستجدات بالعلاقة القواتية - الكتائبية الناشئة، إذ لا يزال التواصل قائماً عبر النائب سليم الصايغ نائب رئيس حزب «الكتائب» والنائب جورج عدوان نائب رئيس «القوات»، لتنسيق المواقف والخطوات.

ويوضح الصايغ أن «التحالف الحالي مع القوات رئاسياً يأتي في إطار التحالف العريض مع المعارضة على ملف نعتبره أساسياً في هذه المرحلة، هو الملف الرئاسي، بحيث نرى أن كلاً منا يقوم بدور تكاملي مع الآخر، خاصة أننا نأتي من مكان بعيد، وبالتالي ما يقربنا حالياً تراكم المواقف بالأساسيات والثوابت». ويعتبر الصايغ في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا مجال اليوم للتلهي بالملفات الفرعية، خاصة أن هناك تاريخاً مشتركاً طويلاً وذاكرة مشتركة بين الحزبين»، لافتاً إلى أن «القوات قام بمراجعة كبيرة بعد تسوية 2016 لتحديد السياسات المستقبلية».

ويتحدث الصايغ عن تلاق مع «القوات» على القضايا الأساسية، «فبالإضافة إلى الملف الرئاسي، لدينا مقاربة واحدة لملف تفجير المرفأ، ووجوب تحقيق العدالة وسيادة الدولة. هذه معارك مشتركة نخوضها اليوم». ولا يرى أنه يفترض العمل على تحالف ثنائي قواتي - كتائبي، قائلاً: «لقد خرجنا من منطق الثنائيات المدمرة. فثنائي (أمل - حزب الله) ثنائي معطّل وليس ضامناً لأي شيء. كما أن ثنائي (حزب الله - التيار الوطني الحر) كان ثنائي تعطيل وتدمير. كذلك فإن ثنائي (معراب) كان لعبة سلطة ولم يتم تنفيذ شيء من الاتفاق الذي وقّع بينهما». ويضيف: «نحن لا نؤمن بمقاربة ثنائية للملفات، بل بمقاربة متعددة الأطراف». وإذ يشير إلى أن «المواجهة قائمة مع الفريق الذي يريد فرض مرشحه ويطرح الحوار كعملية استسلام للسير بمرشحه»، يؤكد أن «عدة الشغل باتت جاهزة، ونحن لن نعلن مسبقاً عن خطواتنا لكننا لا شك لن نقبل بتصوير المشكلة الرئاسية مشكلة بين الموارنة كما يسوقون لها».

من جهتها، توضح مصادر «القوات» أن العلاقة مع «الكتائب» «تتخطى دعم المرشح الرئاسي نفسه إلى تشخيص أسباب الأزمة، وهذه نقطة أساسية تفترض تلاقي كل قوى المعارضة عليها، فالسبب الأساسي لما نتخبط فيه هو ازدواجية السلاح والسلاح خارج الدولة، السلاح الذي غطى المنظومة التي بدورها حمت وتحمي هذا السلاح؛ ما أفسد الدولة ودفع لبنان للانهيار»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك تفاهماً مع «الكتائب» على أن «الخروج من الأزمة يستدعي كف يد المنظومة وتسليم السلاح للدولة». وتضيف المصادر: «التقاطع كبير بين القوات والكتائب على ملفات استراتيجية أساسية، وهناك انسجام داخل البرلمان. أما موضوع اللقاء بين الجميل وجعجع فيحددانه وفق اللحظة والتوقيت اللذين يريانهما مناسبين». ويبدو واضحاً أن هناك أكثر من عامل يمنع تطور العلاقة بين الحزبين أكثر، وأبرزها رفض رئيسي الحزبين أن يتزعم الآخر المعارضة، كما أن هناك أزمة ثقة بينهما عبر عنها بوضوح رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل مؤخراً حين لم ينف وجود خشية لديه من أن «يكرر رئيس (القوات) سمير جعجع تجربة 2016 فيسير بمرشح حزب الله».

 

"لبنان الجديد" مشروع بغالبية مسيحية وسنية ودرزية... هذا هدفه!

سعد الياس/القدس العربي/09 نيسان/2023

بعد التداول بخرائط للبنان حول مشروع الفيدرالية تحت عنوان «جمهورية لبنان الاتحادية» خرج من فريق الممانعة مَن يتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بـ «العودة إلى حلم الدويلة» والرغبة في حصول «التقسيم».

وقد ردّت الدائرة الإعلامية في القوات اللبنانية على هذا الاتهام، مستغربة «تصوير مَن يعمل لقيام الدولة في لبنان بأنه يحلم بالدويلة، فيما فريقه يقيم دويلته بأبعادها العسكرية والأمنية والمالية والاقتصادية كلها في قلب الدولة اللبنانية، ويمنع قيام دولة تطبِّق الدستور، ويحيا في كنفها، وتحت سقفها اللبنانيون جميعهم بحرية ومساواة وعدالة» وأكدت «أن «الشمس شارقة والناس قاشعة، مَن قسّم ويقسِّم لبنان، ومَن هجّر ويهجِّر اللبنانيين، ومَن أفقر ويُفقِر الشعب اللبناني، ومَن فشّل ويفشِّل الدولة، ومَن عزل ويعزل لبنان».

والواقع أن القوات ليست هي من يعمل للفيدرالية أو للتقسيم وإن كان رئيسها سمير جعجع دعا «إلى إعادة النظر بكل التركيبة السياسية للتخلّص من سلطة حزب الله». فالقوات ترفع شعار مؤسسها بشير الجميّل الذي ينادي بالـ 10452 كلم2 وهي مساحة لبنان، وتتمسّك باتفاق الطائف الذي يُنتهك ولا يجري تطبيقه وخصوصاً بالنسبة إلى بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها واحترام القرارات الدولية والسيادة الوطنية. ومن يسوّق للفيدرالية أو للمشروع الاتحادي هم نخب مسيحية لا تنتمي إلى القوات بل بينها مثلاً أمين عام «تجمع اتحاديون» جو عيسى الخوري وهو مستشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

وتنطلق هذه النخب في تصوّرها من ضرورة منح اللبنانيين الحق في تقرير مصيرهم في ظل هيمنة سلاح حزب الله واستفراده بقرار الحرب والسلم واستباحة سيادة الدولة كما حصل أخيراً لجهة جعل الجنوب منصة لإطلاق الصواريخ، والرغبة في توفير حل عملي ودائم ومستدام لأزمة لبنان المستمرة ووضع حد لما تسمّيه «المسار الجهنمي ومنع الوصول إلى الفوضى المطلقة وتفادي النتائج غير المتوقعة والتي لا تُحمد عقباها».

وعلمت «القدس العربي» أن هناك مشروعاً موازياً لمشروع «جمهورية لبنان الاتحادية» يذهب أبعد منه، وضعه محامون ومديرون عامون سابقون وقضاة وسياسيون من مختلف الأحزاب على مدى 7 أشهر بمعدّل 300 ساعة، وتولّى مهندسون رسم الخرائط وتمّ تقديم نسخ منه إلى مرجعيات سياسية وإلى بكركي، فأعرب البعض عن اعتقاده أن هذا المشروع صعب التحقيق ولم يتقبّل الفكرة خلافاً لآخرين تقبّلوا المسألة انطلاقاً من كونها تستند إلى استفتاء وحرية الاختيار بين «لبنان الحالي» و«لبنان الجديد» ولا تدعو إلى حرب.

استفتاء الأقضية

ويطلق معدو هذا المشروع عليه تسمية مشروع «لبنان للحياة Lebanon for Life» وورد فيه أنه «سيتم منح مواطني لبنان من خلال استفتاء بحضور وإشراف الأمم المتحدة خيار إما أن يصبحوا مواطنين في لبنان الجديد أو أن يظلوا مواطنين في لبنان الحالي. ويُصار إلى تحديد الحدود الجغرافية لكل من لبنان الجديد ولبنان الحالي على أساس نتيجة الاستفتاء كما يلي: الأقضية التي اقترعت للبنان الجديد تصبح جزءاً جغرافياً من «لبنان الجديد» والأقضية التي اقترعت بغالبيتها للبنان الحالي تبقى جزءاً جغرافياً من «لبنان الحالي» ويتم منح المواطنين الذين يرغبون في نقل نفوسهم من قضاء إلى آخر إذا أتى التصويت بعكس ما يتمنون فرصة الانضمام إلى لبنان آخر من خلال آلية يتم تحديدها». ويشرح المشروع سبب اعتماد القضاء وليس المحافظة لإجراء الاستفتاء كونه «يتألف من مجموعة بلديات متجاورة جغرافياً تنتمي بأغلبيتها إلى نفس المجتمع ويشكّل حلاً وسطياً والنهج الأكثر منطقياً وعملياً».

توزيع الأصول

وينص المشروع الذي حصلت «القدس العربي» على نسخة منه على «أن الحدود بين لبنان الجديد ولبنان الحالي تبقى مفتوحة ومسهّلة، مع السيطرة عليها لمنع تدفق السلاح إلى لبنان الجديد، وتعمل كلتا الدولتين على الحفاظ على أفضل العلاقات الممكنة من أجل تسهيل الأمور المختلفة وضمان انتقال سلس واستقرار كلتا الدولتين. وهذا يشمل تسهيل إعداد البنى التحتية اللازمة مثل الانفاق لربط أقضية نائية قد تكون صوّتت لدولة معينة بينما تقع جغرافياً ضمن حدود الدولة الأخرى. ويُصار إلى توزيع الأصول السيادية للبنان مثل المطارات والموانئ ومعامل توليد الكهرباء على الدولتين الجديدتين على أساس المواقع الجغرافية لهذه الأصول. ويُصار إلى تقسيم الأصول مثل احتياطي الذهب وديون البنك المركزي اللبناني بطريقة تناسبية على أساس النسب المئوية للسكان الذين يقيمون في كل من الدولتين».

وحسب معدّي المشروع «من المتوقع أن تكون في لبنان الحالي أغلبية شيعية مهيمنة، ومن المتوقع أن يكون لبنان الجديد موطناً لمزيج من المسيحيين والسنّة والدروز وبعض الشيعة. وعلى الرغم من تشارك هذه الجماعات للركائز الأساسية لرؤية مشتركة، فإن لكل من هذه المكونات خصوصيتها وخصائصها. لذلك فإن النظام الحكومي الاتحادي المقترح في لبنان الجديد يحمي ويريح هذه الخصوصيات ويضمن بالتالي الاستقرار». ويشير هؤلاء إلى أنه «نتيجة للصراعات التاريخية الماضية وخصوصاً الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1975 شهد لبنان هجرات داخلية كثيفة أدت إلى الفصل الجغرافي لمكوّناته السكانية وذلك على أساس ديني بالإجمال. لذلك، إذا تفحّصنا خريطة لبنان وطابقنا مناطق الأغلبية الشيعية الموجودة حالياً تحت سيطرة حزب الله يمكن الاستنتاج أنه بإستثناء محافظة بعلبك الهرمل، فمن السهل تقسيم لبنان الحالي جغرافياً إلى قسمين منفصلين ومستقلين حيث يسكن في المنطقة البيضاء الأغلبية المسيحية والسنية والدرزية وفي المنطقة الخضراء الأغلبية الشيعية. ويمكن ربط المنطقتين الخضراوين في البقاع والجنوب عبر نفق أو عن طريق على طول الحدود السورية من أجل توفير مسار مستقل وخاص بين طرفي لبنان الحالي».

تداعيات إيجابية

وفي تقدير أصحاب المشروع «أن حياة المواطنين في لبنان الحالي لن تتغيّر، غير أن لبنان من أجل الحياة يؤدي إلى تداعيات إيجابية هائلة على المواطنين الذين يختارون لبنان الجديد منها:

- منح المواطنين حق تقرير المصير والقدرة على اختيار طريقة حياتهم المنشودة.

- تحرير الأراضي الواقعة ضمن لبنان الجديد من النفوذ الإيراني ومن تأثير سلاح حزب الله.

- ترسيخ حياد لبنان الجديد تجاه النزاعات الإقليمية والدولية وتمكين تموضعه كواحة سلام وازدهار.

- استعادة دور مواطني لبنان الجديد كأعضاء متناغمين ومسالمين في المجتمع الدولي.

- الحد بشكل جذري من تأثير الدين على النظام السياسي من خلال اعتماد الحكومة الاتحادية حيث لا يخشى المواطنون على مستقبلهم من أن يصبحوا أقلية يمكن تهميشها ما يؤدي إلى الدولة المدنية. كما أن هذا يؤدي تلقائياً إلى القضاء على الفساد ويمنع القادة والمسؤولين من أن يكونوا غير معرّضين للمحاسبة من خلال الاختباء وراء طائفتهم وإثارة المخاوف الدينية للبقاء في السلطة والتستر على مخالفاتهم.

- رفع التأشيرات وقيود السفر المفروضة حالياً على المواطنين اللبنانيين.

- تغيير جذري وسريع للوضع المالي البائس الذي يعيشه لبنان حالياً وتحويل لبنان الجديد إلى مركز مالي وتكنولوجي». ويختم أصحاب المشروع «حان الوقت لاتخاذ قرار جريء للهروب من المسار الجهنمي، حان الوقت لبناء دولة مستقرة وحديثة، حان الوقت لتكوين انتماء حصري للبنان جديد وتقديم مصالحه أولاً وقبل كل شيء، حان الوقت لطائر الفينيق أن يستفيق وأن يحطم هذا القفص البغيض».

 

مساوئ إطلالة "حماس" الصاروخية من جنوب لبنان

راغدة درغام/النهار العربي/09 نيسان/2023

لا يحق لحركة "حماس" أن تنتقم من الفجور الإسرائيلي في المسجد الأقصى باستخدامها الجنوب اللبناني لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، لأن ما تفعله "حماس" بمثل هذه العمليات هو أولاً، انتهاك السيادة اللبنانية، وثانياً، احتقار لحق الشعب اللبناني باختيار قراره وحق الشعب الفلسطيني بالتعاطف والمساندة له بدلاً من اطلاق الغضب منه وعليه نتيجة مغامرات "حماس" البائسة. لا يحق لرئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" إسماعيل هنيه أن يغامر بانتقام إسرائيلي من لبنان وشعبه الذي يمر بمأساة الانهيار. وبالتأكيد لا يحق للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أن يجرّ لبنان الى معاركه التي يمليها عليه "الحرس الثوري" في طهران ويجلس مع اسماعيل هنيه في اليوم ذاته من إطلاق الصواريخ "الفلسطينية" من الأراضي اللبنانية، فيعيدنا الى "لو كنت أعلم".

 هذه ليست مقاومة وإنما هي مزايدات فلسطينية - فلسطينية ورسائل فوقيّة إيرانية عنوانها أن الجمهورية الإسلامية وحدها التي تردّ على الاعتداءات الإسرائيلية البشعة على المسجد الأقصى. لكن القصف الإسرائيلي للمواقع الإيرانية في سوريا هو المحرّك الأهم لرجال الحكم في طهران الذين لا بدّ كانوا على علمٍ مسبق بالصواريخ "الفلسطينية" المنطلقة من "الجبهة اللبنانية" لاحتواء عجزهم في "الجبهة السورية". وإذا لم يكونوا على علم، فهذا أسوأ.

لنبدأ حيث يجب. ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو والقوات الأمنية الإسرائيلية والمستوطنون المفعمون بالكراهية والعنصرية في المسجد الأقصى إنما هو ضد القانون الدولي وضد القواعد والمبادئ الإنسانية، وانتهاك صارخ يستحق كل إدانة ومقاومة.

المقاومة الفلسطينية لهذه الإجراءات والانتهاكات تقع فريسة مزايدات فلسطينية - فلسطينية هي الثمرة الدائمة للانقسامات الفلسطينية التي ساهمت في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الإسرائيلي. "حماس" مسؤولة أوّلى عن هذه الانقسامات، لكن "فتح" والقيادة الفلسطينية هما أيضاً مذنبتان بحق الفلسطينيين بسبب رفضهما التجدّدية في صفوف القيادة وإصرارهما على التعنت في أكثر من مجال.

 "حماس" لا تنفي ولاءها لـ"الحرس الثوري" في إيران، كما لم تخفِ خضوعها للإملاءات التركية عندما كان ذلك مؤاتياً لطموحاتها. فهي المثال الأفضل لمزيج من عقائدية "الإخوان المسلمين" وبراغماتية التحالف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تتلقى منها صواريخها وتعليماتها.

العلاقات التركية - الإيرانية متوترة هذه الأيام، بالذات في سوريا. روسيا تحاول التوفيق بين الاثنتين على أساس إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتفاهم مع نظيره السوري بشار الأسد من جهة، وإقناع إيران من جهة أخرى بتقبّل ما يقتضيه هذا التقارب. إيران رافضة.

أثناء الاجتماع الرباعي لنواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسوريا، في موسكو الأسبوع الماضي، فشلت جهود التوصل الى خطة للخروج من الخلافات. إيران أصرّت على ما تسميه وحدة الأراضي السورية حتى الحدود السورية - التركية، علماً أنها تعتبر نفسها مدعوّة شرعيّاً من قبل الحكومة السورية لبسط نفوذها وقواعدها ورجالها أينما كان في الأراضي السورية. فهي لا تريد التفريط بشبر من هذه الامتيازات، وتريد من روسيا أن تكون شريكاً وضامناً. إنما مشكلة طهران مع موسكو أكبر.

 إيران مستاءة من رفض روسيا اتخاذ إجراءات عسكرية للرد على القصف الإسرائيلي المستمر للمواقع الإيرانية داخل سوريا علماً أن في وسع روسيا تفعيل آليات الرد لحماية المواقع الإيرانية، بما في ذلك إسقاط الطائرات الإسرائيلية. روسيا مُحرَجة.

روسيا مُحرَجة وهي تعي تماماً أن القصف الإسرائيلي يورّطها ويسبب لها مأزقاً صعباً. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حاجة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس بسبب ما تربطه به من صداقة خاصة فحسب، وإنما بسبب حاجته اليه في الحرب الأوكرانية. لا يمكن للكرملين أن يغامر في هذه الأولوية القاطعة له ولذلك لا يمكن له أن يلبّي ما تطلبه منه طهران.

 طهران بدورها ليست قادرة اليوم على توسيع بيكار المواجهة مع إسرائيل كما كانت تهدّد أن هذه تماماً خططها بما يشمل المواجهة المباشرة عبر الساحة السورية. فإيران بعد الاتفاقية الثلاثية الصينية - السعودية - الإيرانية ليست إيران ذاتها قبل الاتفاقية التي تكبح شهيتها العسكرية. عليه، اضطرت طهران الى تفعيل خيارها المفضّل وهو الانتقام من إسرائيل عبر أذرعها التي تشمل "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة. فتوحيد جبهات المقاومة، أو توظيفها كما تقتضي التطورات، هو حاجة إيرانية أكثر إلحاحاً اليوم مما كانت حتى وهي مقيّدة.

جبهة "حزب الله" أصعب اليوم من غيرها لأن الأمر يتعلق بأمرين: أولاً، ما تقتضيه الاتفاقية الثلاثية من تفاهمات معلنة وضمنية بتوقف طهران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإثبات تغيير سلوكها، وفي هذا المجال إن أداءها في لبنان وتهدئة "حزب الله" جزء أساسي من هذه التفاهمات. وبالتالي، إن جرّ لبنان الى حرب إسرائيلية ضده عبر عمليات يقوم بها "حزب الله" لا يتماشى مع الوعد بحسن السلوك وتلطيف الأداء. ثانياً، إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل أتت بموافقة "حزب الله" وإيران معاً لأسباب عديدة تشمل الفوائد المالية الناتجة عن تنقيب النفط والغاز.

"حزب الله" سارع الى التسريب في أن الصواريخ التي تم إطلاقها ليست صواريخه وحرص على التبرؤ منها. من سوء حظ السيد حسن نصرالله أنه قرر استقبال اسماعيل هنية فيما صواريخ هنية تنطلق من الجنوب اللبناني- عرين نصرالله الذي يُفترض أن الذبابة لا تطير فيه من دون إذنه المسبق. فإما أنه أعطى اذناً مسبقاً، وإما أنه فوجئ، وفي الأمرين خلل في الوعود وفي الأداء.

لعلّ الصراعات الداخلية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية جزء من التباين. لعلّه توزيع أدوار بين "الحرس الثوري" وصفوف الاعتدال التي كان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان يمثلها في اجتماعه مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في بكين بوجود وزير خارجية الصين للبدء في تنفيذ بنود الاتفاقية الثلاثية.  مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي هو الضامن للاتفاقية الثلاثية لأنه هو الذي أراد صفحة جديدة في العلاقات وقرر أن هذه هي الوسيلة لإنقاذ إيران من الاختناق. فعل ذلك على نسق ما فعله المرشد الأول روح الله الخميني عندما "تجرّع كأس السم"، بحسب تعبيره، بموافقته على اتفاقية وقف النار مع العراق وقبوله بالقرار الأممي 598 في تموز (يوليو) 1988.

 ملامح المشهد الإيراني الداخلي اليوم ليست واضحة تماماً بل إن المؤشرات متضاربة حول النزاع على السلطة وولاية الفقيه ما بعد الخامنئي. في الوقت الحاضر، يبدو أن القرار الذي أجمع عليه رجال طهران هو قرار النزول عند رغبة الصين التي دفعت الى الاتفاقية وأوضحت أنها ستكون راعيها وضامن تنفيذها.

 الاجتماع الوزاري في بكين هذا الأسبوع كان مثمراً لأنه اعتمد خطوات تنفيذية مهمة، من فتح السفارات والقنصليات الى استئناف الرحلات الجوية إلى الشراكة الاقتصادية، الى الأمر الأهم، وهو، تفعيل الاتفاقية الأمنية لعام 2022 بين البلدين. فهناك تماماً يتم امتحان ما إذا كان رجال الثورة الإيرانية لعام 1979 قد قرروا تعديل عقائدية ثورتهم ومبرر وجودهم كنظام raison d’etre، أو إنْ كانوا في تخبّط بين التعديل الجذري الدائم وبين تجميل السلوك وتلطيف الأداء مرحلياً فقط.

نتائج الاجتماعات بين بن فرحان واللهيان تبدو مبشرة ومثمرة. ملف اليمن سيكون أولى محطات الامتحان الأمني للنوايا وللإجراءات. ملف لبنان أقحم نفسه بصورة ملحّة أكثر مما كان يُعتزم، وذلك بسبب التطوّرات في الجنوب اللبناني بكل ما انطوت عليه من تناقضات وتساؤلات.

السعودية وإيران تتفقان على إدانة إسرائيل وإجراءاتها التعسفية والقبيحة واللاشرعية واللاقانونية ضد المصلين في المسجد الأقصى وغيرها من سياسات حكومة نتنياهو العنصرية والمتطرفة. واضح أن السعودية لا ترى مبرراً لاستخدام لبنان منطلقاً لصواريخ تقذفها الفصائل الفلسطينية من جنوبه لتورّطه في حلقة انتقام اسرائيلي، فيأتي انتهاك سيادته مكرّراً. أما إيران، فإنها غير واضحة في مواقفها من استخدام الفصائل الفلسطينية للأراضي اللبنانية، بل إنها تؤيد ذلك نظرياً طبقاً لمبدأ توحيد المقاومة الشاملة ضد إسرائيل.

 ليس واضحاً كذلك ما إذا كانت الصواريخ الفلسطينية التي انطلقت من بساتين لبنانية بالقربٍ من مخيم "الرشيدية" للاجئين الفلسطينيين قراراً مستقلاً لحركة "حماس" -وهذا مستبعد- أو إنْ كانت تلبية لرغبات "الحرس الثوري" لحسابه الخاص Free lance، أو إن أتت بقرار مدروس من طهران وبتنسيق مع قيادة "حزب الله".  في نهاية المطاف، لم يكن القرار موفّقاً لأنه أضرّ بالفلسطينيين واللبنانيين على السواء كما فضح التخبط الإيراني وأحرج "حزب الله" في ملعبه. والسؤال البديهي هو، كيف للفصائل الفلسطينية، وبالذات "حماس"، كل هذه القدرات الصاروخية في لبنان والتي يُفتَرض أن تحتاجها في فلسطين لتنفيذ مقاومة جديّة ضد إسرائيل بدلاً من مجرد مناورات خجولة تخدم إسرائيل في نهاية المطاف.  تلك الاتفاقية المشؤومة المعروفة بـ"اتفاق القاهرة" لعام 1969 لتنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان هي سبب البلاء. فكيف لدولة مستقلة أن تسمح بوجود سلاح خارج سلطتها على أراضيها إذا كانت حقاً دولة بمعنى الكلمة؟  سلاح "حزب الله" يبرّر سلاح "حماس" في الأراضي اللبنانية خارج سلطة الدولة في انتهاك صارخ لسيادة الدولة. "حزب الله" مكوّن لبناني له الحق بالشراكة الوطنية، وليس بمصادرة القرار. فإذا كانت طهران تعتزم حقاً إصلاح منطق نظامها لتبني التعايش والتعاون الأمني في المنطقة، عليها أن تبدأ التفكير بتفكيك أذرعتها المسلحة في الدول العربية، من "الحوثي" في اليمن الى "حزب الله" في لبنان.

 مقاومة إسرائيل من الأراضي الفلسطينية حق فلسطيني يتطلب الكف عن الانقسامات والمهاترات بين القيادات الفلسطينية. يتطلب استراتيجية عربية ودولية لتضييق الخناق وإجبار إسرائيل على لجم عقيدتها العنصرية وإجراءاتها ليس فقط ضد المصلين في المسجد الأقصى. يتطلب لجم استراتيجيتها الرامية الى إقامة دولة يهودية نقية خالية من الفلسطينيين ما يتطلب محركاً ومبرراً لتنفيذ الإبعاد القسري للفلسطينيين من الداخل الإسرائيلي كعلاج لما تسميه بالقنبلة الديموغرافية. "حماس" تقدّم الذرائع لإسرائيل، إما عمداً أو هبلاً. فحذار الوقوع في فخ التطرف الإسرائيلي الممنهج.

 

صواريخ الجنوب: ثغرة استنزاف للقرار 1701 وعرقلة للاتفاق الإيراني السعودي

أحمد الأيوبي/نداء الوطن/09 نيسان/2023

أدّى تزاحم الأحداث الدولية والإقليمية وتشابكها إلى تحويل إطلاق الصواريخ من مناطق سيطرة "حزب الله" في الجنوب نحو الداخل الفلسطيني المحتل إلى حَدَثٍ عالميّ قابل للتفسير على وجوه كثيرة، منها المتوافقة ومنها المتناقضة، فانعكست داخلياً وخارجياً وعادت الأسئلة الكبرى عن حالة الدولة وقرار الحرب والسلم لتحضر في صدارة المشهد، مع قدرة مجموعة مجهولة معلومة على خرق السيادة وتطيير الرسائل الإقليمية بتوقيع إيرانيّ ممهور بفرض أنواع المخاطر على الكيان من دون أيّ اعتبار لموقف اللبنانيين ومصالحهم.

"حزب الله" يبرِّر ويغطي

جرى ربط القصف الذي انطلق من الأراضي اللبنانية بالتصعيد الإسرائيلي في القدس واقتحام المتطرفين الصهاينة للمسجد الأقصى، كتبرير لخرق القرار 1701 وتحريك الجبهة الجنوبية من دون ظهور حزب الله في الواجهة، وهو أمر حرص الجانب الإسرائيلي على التأكيد عليه وتحميل حركة حماس المسؤولية، وقد غطى الحزب إطلاق الصواريخ من خلال تصريح رئيس المجلس التنفيذي هاشم صفي الدين اعتبر فيه أنّ "المسجد الأقصى ليس وحيداً والنيل من مقدساتنا سيُلهِب المنطقة"، واستمرّ الحزب في تغطية ما جرى من خلال موقف أمينه العام حسن نصرالله الذي اعتبر أنّ "الأحداث في جنوب لبنان وفلسطين واعتداءات الصهاينة على سوريا الأسبوع الماضي" كلها "مرتبطة". وضع نصرالله أحداث الجبهة السورية في موازاة الجبهة اللبنانية التي كانت خامدة وقرّر تسخينها في مرحلة تلمّس تطبيق الاتفاق الإيراني السعودي وبالتوازي مع إخفاقه المتواصل في فرض مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية. إستفاد الحزب شعبياً وفي عملية التعبئة من الاستنتاج الذي يقول إنّه يقف وراء إطلاق الصواريخ تضامناً مع أهل القدس لأنّه بدون إرادته لا يمكن لأحد إطلاق رصاصة عبر الحدود في المناطق الحدودية.

صواريخ في الجبهة الرئاسية

جاء إطلاق الصواريخ من الجنوب في لحظة سياسية داخلية حساسة مع ارتفاع أسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون الرئاسية لدى العواصم الدولية والعربية باستثناء باريس، حيث يحاول الحزب استثمار الحدث للردّ على الحملة التي شنّها الجيش مؤخراً ضدّ عصابات المخدرات في البقاع من دون التنسيق المسبق مع الحزب، خارقاً الحدود التي يحرص الحزب على رسمها للجيش في ملف المخدِّرات، الأمر الذي اعتبرته قيادة الحزب تقديم أوراق اعتماد من العماد جوزاف عون لدى الجهات الدولية والعربية، وقد لمست أوساط متابعة للشأن الدبلوماسي أنّ هذه المقولة بدأت تتسرّب عبر القنوات الناشطة في الملف الرئاسي في محاولة لتصوير أنّ الجيش غير قادر على ضبط الحدود من دون "حزب الله" في الجنوب وأنّ الحزب وحده الضمانة للاستقرار، مع تناسي أنّ المسؤول الأول هو السلطة السياسية وأنّ الجيش يقوم بأكثر مما عليه داخلياً وفي دوره على الحدود.

تأسيس لفوضى حدودية ممسوكة

من الناحية العملية، يؤسِّس حزب الله لمرحلة مقبلة يجري فيها إطلاق صواريخ من الجنوب يمكن من خلالها أن يتفلّت من اتفاقية ترسيم الحدود إذا اقتضت التطورات الإقليمية والدولية ذلك، لهذا سيعمل على تظهير واجهات حزبية لبنانية تتبنّى العمل المسلّح كما حصل مع الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أعلن عودته "إلى ساح الجهاد" وإذا فشلت المفاوضات مع الجماعة الإسلامية، فإنّه يتوقع أن يأتي بمجموعاته السنية المعروفة لزجّها في الاصطفاف على الجبهة الجنوبية. ما أخّر الضربة الإسرائيلية هي حال الانقسام في الحكومة الإسرائيلية وليس مناعة الواقع اللبناني، وصحيح أنّ حقل كاريش يشكّل نقطة ضعف إسرائيلية لكنّ الصحيح أيضاً أنّ حملة دعاية الاستعلاء والادّعاء بأنّ الحزب قادر على حماية لبنان إذا خرجت الأمور عن السيطرة لا تعني سوى حفلة تدمير جديدة ومزاعم فارغة بانتصار على أطلال وطن لن يجد هذه المرة لا قطر ولا السعودية لتعيد إعماره من جديد.

مؤشِّرات التوتر المقبلة

ليس هناك ما يؤشِّر إلى اتجاه الأوضاع نحو الهدوء في الجنوب لأنّ "حزب الله" صرّح عبر قيادته وإعلامه أنّ إطلاق الصواريخ أمرٌ مشروع في مواجهة القمع الإسرائيلي للفلسطينيين في القدس والأٌقصى، وذهب إعلام والحزب والناطقون باسمه إلى الترويج بعودة موجة الارتباط بالقضية الفلسطينية باعتبارها أولوية على الشؤون الوطنية وعلى الكوارث المعيشية، وذهب وزير الثقافة محمد المرتضى إلى الادعاء بأنّ أهل الجنوب لن ينزحوا شمالاً إذا شنّت إسرائيل عدواناً ضدّهم بل إنّهم سيزحفون جنوباً بعد إثارة استقبال أو عدم استقبال النازحين في مختلف المناطق اللبنانية.

تشير المعطيات إلى أنّ إطلاق الصواريخ لن يتوقف في المرحلة المقبلة برعاية "حزب الله" وهذا يرفع مستوى المخاطر لأنّ الإسرائيليين وضعوا بنك أهداف لمراكز حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومن الصعب ضمان عدم انزلاق الأمور إلى اشتباك واسع، خاصة أنّ حسن نصرالله سبق له أن حذّر من ضرب الفلسطينيين وغيرهم على الأراضي اللبنانية كما أشرنا في تقرير سابق. أمّا عنصر التوتّر الموازي فهو استمرار العمليات الفدائية في الضفة وفي الداخل الإسرائيلي وهي وتيرة سوف تتصاعد في الفترة المقبلة، كما أنّ القمع الصهيوني سيتصاعد في القدس وسيواصل المتطرفون الصهاينة الذين باتوا جزءاً من حكومة نتنياهو محاولات إعلان يهودية المسجد الأقصى وتقسيم الحرم القدسي مع إصرارهم على تنفيذ طقوس الذبائح وهذا عنصر تفجير شديد الخطورة. تقف إيران على براميل البارود فتشعل هنا وتحرِّك هناك في محاولة لخلط الأوراق وتجنيب أتباعها الدخول في تطبيق ما يتعلّق بوقف دعم الميليشيات والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية، وهنا ستظهر معالم التوجهات الإيرانية في سوريا ولبنان، وهي توجهات من الواضح أنّها لن تصبّ في خانة الاستقرار.

 

الميليشيات والسذاجة السياسية

طارق الحميد/الشرق الأوسط/09 نيسان/2023

كالعادة، وكلما كانت إسرائيل في موضع إدانة دولية تتشكَّل ضد الانتهاكات التي تقوم بها بحق الفلسطينيين، أو الأماكن المقدسة، تهب الميليشيات في منطقتنا للتدخل بسذاجة سياسية تقلب المشهد تماماً، وتمنح إسرائيل تعاطفا دوليا غير مستحق. ولا أتحدث هنا فقط عما حدث مؤخرا من إطلاق صواريخ تنك من جنوب لبنان، على إسرائيل، وإنما عن تاريخ مستمر من السذاجة السياسية التي لم تحقق شيئا يذكر للفلسطينيين، أو القضية الفلسطينية. وبالنسبة لما حدث يوم الخميس الماضي من إطلاق صواريخ تنك من جنوب لبنان؛ حيث اتهمت إسرائيل «حماس» بالوقوف خلفها مع نفي «حزب الله» أي دور له بذلك، فإنه يؤكد مجددا أننا أمام سذاجة سياسية متكررة رغم الحروب التي شنت على غزة، دون مبرر حقيقي.

ومعلوم أن إطلاق صواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان، سواء من قبل حماس، أو غيرها من الفصائل الفلسطينية، بل قل الميليشيات، لا يمكن أن يتم من دون موافقة «حزب الله»، وبالطبع إيران.

وكالعادة، ردت إسرائيل بقصف غزة وجنوب لبنان. ومنذ تلك الأربع والعشرين ساعة من القصف الإسرائيلي لم يتحقق شيء يذكر للفلسطينيين، ولم يرد «حزب الله». وحققت إسرائيل انتصارا من خلال تشتيت الرأي العام الدولي. حيث تحولت قرارات الإدانة باقتحام الأقصى إلى تأييد لإسرائيل بسبب حق الدفاع عن النفس، ولم يعد هناك حديث عن الانقسامات في الداخل الإسرائيلي، بل ترقب لما سيفعله نتنياهو! فهل هناك سذاجة سياسية أكثر من ذلك؟

الحقيقة أن «حماس» و«حزب الله»، وغيرهما من الميليشيات، مجرد سذج سياسيا لا علاقة لهم بالدولة، أو مفاهيمها. وليس لديهم علاقة بالسياسة، علما أو ممارسة، ولا يفهمون إلا لغة الاغتيال، وافتعال الأزمات، وتدمير مفهوم الدولة، لكونهم لا يؤمنون أساسا بالدولة العربية. «حزب الله» مجرد ميليشيا تخدم المشروع الإيراني، وهذا معلن من قبل قياداتهم ومثبت، ولا مجال لإنكاره. وبالنسبة لحركة حماس فهي نتاج حركة الإخوان المسلمين الأم التي لا تؤمن بالدولة، وإنما بالأمة، وتلك قصة أخرى، وما أكثر عللها. والسؤال الذي يجب أن يطرح دائما، وبصوت عال، هو: ما الذي تحقق منذ حرب 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل؟ أو الحروب الخمس التي شنت على غزة؟ الحقيقة أن هذه الميليشيات، «حماس» و«حزب الله»، وغيرهما، لا أنقذوا المسجد الأقصى، ولا حسنوا أوضاع الفلسطينيين.

ولم يحسنوا كذلك أوضاع اللبنانيين، ولا حققوا خطوة تجاه السلام، بل بجرة قلم ودون صاروخ تنك، مرر «حزب الله» الاعتراف اللبناني بإسرائيل في الاتفاق البحري، وبات الحزب هو الضامن لأمن إسرائيل بحريا. وبعيدا عن نظريات المؤامرة السائدة في منطقتنا، فإن كل ما تحقق من السذاجة السياسية لدى هذه الميليشيات هو تعميق كراهية العرب لهم، وقبلها كراهية الفلسطينيين واللبنانيين لهم أيضا، والأمر نفسه ينطبق على العراقيين والسوريين. كما أن سذاجة هذه الميليشيات سياسيا ساهمت في ترسيخ نظرية أنهم يخدمون الأهداف الإسرائيلية، وليست الإيرانية فحسب.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود

البطريرك الراعي للنواب في قداس الفصح: اخلعوا عنكم صفة القاصرين والفاشلين وانتخبوا سريعا شخصا يتمتع بالثقة

وطنية/09 نيسان/2023

https://eliasbejjaninews.com/archives/117291/117291/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد الفصح، على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي” كابيلا القيامة”، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور الرئيس ميشال عون، وزير العدل هنري خوري، وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، النواب: جبران باسيل، ندى البستاني، فريد الخازن، شوقي الدكاش ورازي الحاج، الوزراء السابقين: مروان شربل، زياد بارود ومي شدياق، النائب السابق ناجي غاريوس، نقيب المحررين جوزيف القصيفي، المدير العام للامن العام العميد الركن الياس البيسري، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، المدير العام لوزارة التربية والتعليم العالي عماد الأشقر، رئيس مجلس الإدارة مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان روني لحود، مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، قائد الدرك العميد مروان سليلاتي، نقيب المهندسين في الشمال بهاء حرب، عميد المجلس العام الماروني وديع الخازن، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، قنصل لبنان في قبرص كوين ماريل غياض، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، رئيس اللجنة الأولمبية بيار الجلخ، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا ممثل المجلس العام الماروني في اوروبا مارون كرم، السفير جورج خوري، مفوض الحكومة المساعد في المحكمة العسكرية القاضي رولان شرتوني، الدكتور الكسندر الجلخ، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة بعنوان “المسيح قام! حقا قام”

عظة #البطريرك_الراعي  في أحد القيامة

بكركي 09 نيسان/2023

“المسيح قام! حقًّا قام”

1. هذه التحيّة من التقليد المسيحيّ هي كلمة الإيمان وصخرته. الإيمان بأنّ المسيح الذي مات لفداء خطايا البشر أجمعين، قام من الموت ليبثّ في كلّ مؤمن ومؤمنة به الحياة الإلهيّة لتقدّسه. أمّا الصخرة فهي أنّنا أصبحنا “أبناء القيامة”: نموت معه عن خطايانا، ونقوم بقوّته إلى حالة النعمة. نختبر هكذا “قيامة القلب”، ونصبح “أبناء الرجاء” الذي ينفي كلّ يأس وضياع. ولنقلها مع بولس الرسول: “لو أن يسوع صُلب ومات ولم يقم، لكان إيماننا باطلًا، ولكنّا بعدُ أمواتًأ في خطايانا، وشهود زور” ولكان بالتالي احتفالنا كاذبًا. لكنّ المسيح قام! حقًّا قام!

2. فيسعدنا أن نحتفل معكم بعيد قيامة ربّنا يسوع المسيح، وبعيد قيامة قلوبنا لحياة جديدة، بالفكر الصالح، بمحبّة القلب، بالمسلك البنّاء، بالنظرة الجديدة، بالمنطق المختلف، بالإنسان الجديد. ويطيب لي، باسم الأسرة البطريركيّة، أن أقدّم لكم أطيب التهاني والتمنيات بالعيد، أنتم الحاضرين معنا، ولكلّ الذين يشاركوننا عبر وسائل الإتصال في النطاق البطريركيّ وبلدان الإنتشار، راجين أن تنعموا جميعكم بثمار قيامة ربّنا يسوع من الموت، وأوّلها “قيامة القلب” في كلّ واحد وواحدة منّا. وإذ نحتفل “برتبة السلام” النابع من المسيح القائم من الموت، نتمنّى لكم جميعًا عطيّة السلام الداخليّ ونشره في عائلاتنا ومجتمعنا وأوطاننا.

أجل الحضارة المسيحيّة هي حضارة السلام مع الله والذات، ومع جميع الناس. وسيلتنا المحبّة واحترام الآخر المختلف ومغفرة الإساءة. السلام الذي تسلّمناه من المسيح “أمير السلام” (أشعيا 9: 6). مؤسّس على الحقيقة ومبنيّ بالعدالة ومنتعش بالمحبّة ومحقَّق بالحريّة. (الرسالة العامّة “السلام على الأرض”، 89، للقدّيس البابا يوحنّا الثالث والعشرين).

3. تلقّى النسوة بشرى القيامة من الملاك الجالس في القبر الفارغ: “إنّكنّ تطلبن يسوع الناصريّ المصلوب؟ إنّه قد قام وليس ههنا.” (مر 16: 6). وطلب منهنّ نقل البشرى إلى تلاميذه.

لقد نعمت النسوة بتحويلهنّ من مشاهدات للمكان حيث دُفن جسد يسوع فيما التلاميذ تبدّدوا (راجع مر 5: 40-41)، فحملن فجر الأحد طيوبًا لتحنيط جسده (مر 16: 1)، إلى شاهدات للقيامة، بفضل إنفتاحهنّ على سرّ المسيح بالحبّ والإيمان. وهكذا حوّلهنّ هذا السرّ من مشاهدات إلى شاهدات ومبشرات بقيامة يسوع. إنّ القيامة في الأساس ودائمًأ حدث إيمانيّ. قال عنه بولس الرسول كما سمعنا في رسالته: “إن كان المسيح لم يقم، فكرازتنا باطلة، وإيمانكم أيضًا باطل، وأنتم بعد في خطاياكم” (1 كور 15: 14 و17).

4. تدعونا قيامة المسيح إلى “قيامة قلوبنا” بحياة جديدة، نتشبّه فيها بيسوع-الإنسان. ومن مقتضيات “قيامة القلب”:

أ- تطبيق النصوص الليتورجيّة على حياتنا وأعمالنا ومسلكنا، وعدم جعلها مجرّد نصوص لا علاقة لها بحياتنا الشخصيّة،

ب- لباس ثوب النعمة الإلهيّة الفائضة من موت المسيح وقيامته، وعدم حصر العيد بالألبسة الخارجيّة، والطعام المختلف.

ج- جعل حدث قيامة المسيح واقعًا متواصلًا بمفاعيله في التاريخ، لا مجرّد ذكرى حدث مضى وانتهى، لا علاقة له بنا و “بقيامة قلوبنا”.

5. ليست قيامة المسيح للمسيحيّين حصرًا، بل لجميع الناس. وكونها أساس الإيمان المسيحيّ لا يعني أنّها محصورة بالمسيحيّين، فهي لكلّ البشر. يسوع هو مخلّص العالم، وفادي الإنسان. أمّا المسيحيّون فهم شهود القيامة ومعلنوها، وفي الوقت عينه ملتزمون بثمارها، وسيُدانون على التفريط بها.

كلّ مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش “قيامة القلب” يغرق في عتيق أنانيّته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحبّ والعطاء والغفران، ويظلّ أسير كبريائه ونزواته؛ ويحتفر هوّة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليّته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليّته. معلوم أنّ الثقة هي مصدر قوّته.

سئل مرّة كونفشيوس الفيلسوف الصينيّ: أيّ صفة يطلبها الشعب في الحاكم ليكون مقبولًا؟ فأجاب: الأمن؟ يمكنه فرضه بكلّ الوسائل، فإذا لم ينجح يكون قد سعى. الطعام؟ الجوع لا يميت، وإذا فشل الحاكم في تأمينه لا يحاسبه الناس. الثقة؟ نعم لأنّ من دون الثقة بالحاكم، لا إستمراريّة له في السلطة؛ فالثقة هي مصدر قوّة الحاكم. (راجع جريدة النهار 22 شباط 2023، البروفسور أمين صليبا: “وحدها الثقة بالحاكم خشبة الإنقاذ”).

6. مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيّون لجمهوريّتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الإنهيار على كلّ صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الإمتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخليًّا وخارجيًّا.

أمّا الشخص المتمتّع بالثقة الداخليّة والخارجيّة فهو الذي أكسبته إيّاها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيدًا عن الإستحقاق الرئاسيّ. فابحثوا أيّها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعًا، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السرّ، وكفّوا عن هدم الدولة مؤسّساتيًّا واقتصاديًّا وماليًّا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكلّ طارئ إليها وعابثٍ بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم “صفة القاصرين والفاشلين”.

7. عيد القيامة يدعونا جميعًا للقيامة إلى حياة جديدة مسؤولة. بل العيد يدعو كلّ واحد وواحدة منّا وفق حالته ومسؤوليّته. ونرجوه قيامةً: للفقراء إلى حالة العيش الكريم، وللمرضى إلى حالة الشفاء الكامل، ولليائسين إلى حالة الرجاء، وللمظلومين إلى فرح العدالة، وللمتخاصمين إلى حالة المصالحة، ولآفاق أجيالنا الطالعة المقفلة إلى فرج الإنفتاح وتحقيق ذواتهم على أرض الوطن.

أيها الإخوة والأخوات الأحبّاء

عندما نختبر هذا العبور بنعمة القيامة، نستطيع أن نعلن بالفم الملآن والقلب المؤمن: المسيح قام! حقًّا قام!

#البطريركية_المارونية #الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير

 

المطران عوده في قداس الشعانين: تنقصنا إرادة الإصلاح والإنقاذ وشجاعة القرار

وطنية/09 نيسان/2023

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الشعانين في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد كبير من المؤمنين.

بعد الإنجيل ألقى عظة بعنوان "الله الرب ظهر لنا، مبارك الآتي باسم الرب". وقال: "اليوم مع دخول المسيح إلى أورشليم، تنتهي فترة الصوم الأربعيني المقدس، وننتقل مساء إلى مرحلة جهادية أكثر خشوعا ومهابة، أعني الأسبوع العظيم المقدس، الذي فيه تتكثف الصلوات، ويتسم الصوم بالشدة والجهاد الروحي ، وتتسارع الأحداث وصولا إلى القيامة البهية. فعندما حان أوان آلام المسيح من أجل خلاص البشر، حضر إلى أورشليم حيث كان اليهود بانتظاره ليستقبلوه استقبال الظافرين. يرتبط هذا الاستقبال بشكل وطيد بمعجزة إقامة لعازر الرباعي الأيام. لقد كان اليهود يائسين من أوضاعهم الاجتماعية، ويتطلعون إلى مجيء المسيا، فتعجبوا من حدث إقامة لعازر المذهل، وظنوا أن يسوع هو القائد المنتظر لإسرائيل، بالمعنى السياسي، إذ إن فكرة المسيا عند اليهود كانت تختلط مع فكرة التحرر الوطني من الإمبراطورية الرومانية، والحصول على الحقوق القومية من دون الحاجة للرجوع إلى سلطة أجنبية أعلى. يقول القديس كيرللس الإسكندري: «أمس، احتفلت بيت عنيا، بينما اليوم الكنيسة كلها تبتهج بحضوره الإلهي. أمس وهب المسيح الحياة للعازر، واليوم هو يقترب من الموت. أمس أقيم المائت ذو الأربعة الأيام، واليوم هوذا الذي سوف يقوم بعد ثلاثة أيام، يدخل إلى أورشليم».

أضاف: "رغم هتافات الشعب عند إقامة لعازر، وتوقعاتهم من المسيح، فقد تم دخول المسيح إلى أورشليم كملك منتصر، بتواضع عميق، قالبا كل القواعد البشرية والصورة التي كونها الناس عن إلههم. لقد انتظر الشعب اليهودي المسيا ملكا ينتصر على الأعداء ويدخل مظفرا إلى أورشليم، فإذا بيسوع يأتي بصورة ملك وديع، حامل السلام للجميع. لم يدخل إلى أورشليم دخول الظافرين، أي بقوة وسلطان عظيمين. إنه ملك إسرائيل الجديدة، وليست لحكمه علاقة بالمجد العالمي، لأن مملكته ليست من هذا العالم، وهي مملكة السلام والمحبة والاتضاع. يقول القديس كيرللس الإسكندري أيضا: «لقد صار المسيح إنسانا وأتى إلى أورشليم بصورة خادم، كعريس وكحمل لا عيب فيه، مقدما كضحية، بتواضع عظيم، كقطرة على جزة الصوف، وبهذه الصورة المتواضعة حط المقتدرين عن عروشهم ورفع المتواضعين». ويقول القديس غريغوريوس بالاماس: «لا يأتي المسيح إلى أورشليم وإلى التاريخ مثل الملوك والقادة الآخرين. إنه ليس صانع شر، قاسيا، مصحوبا بالحراس وحاملي الرماح، ولا يتبعه جنود نهابون يطالبون الناس بالضرائب والأعمال والخدمات التي تؤذي وتذل. إن راية المسيح هي التواضع والفقر والضعف». لم يكن تواضع المسيح فضيلة مصطنعة خارجية، بل كان تعبيرا عن محبته وبساطته. تواضعه المترافق مع بساطته ومحبته هو في الحقيقة قوته غير المخلوقة، الآتية من طبيعته الإلهية. لذلك عندما يمنح القديسون أن يروا المسيح في مجده، فهم يؤسرون بمحبته وتواضعه".

وتابع: "يقول القديس كيرللس إن المفارقة هي أن الأطفال أنشدوا المدائح للمسيح على أنه إله، فيما آباؤهم، رؤساء الكهنة والكتبة، كانوا يجدفون عليه. الأطفال تعرفوا على رب الخليقة، بينما أثبت الآباء ضلالهم. الأطفال صرخوا «هوشعنا»، خلصنا يا الله، فيما آباؤهم صرخوا «ليصلب». من هنا، يشجعنا القديس غريغوريوس بالاماس قائلا: «لنكن أيضا أيها الإخوة أطفالا في الشر». عندما يكون الإنسان طفلا من ناحية ما يتعلق بالشر، يتقوى بالله، ويمسك بجوائز النصر والغلبة، ليس فقط على الأهواء الشريرة، بل أيضا على الأعداء المنظورين وغير المنظورين".

وقال: "مشكلتنا في هذا البلد أن الشر أصبح مستشريا، وقد ابتعد الجميع عن براءة الأطفال التي تستطيع أن تذلل كل الصعوبات، وتمسكوا بالشر ومفاعيله، وبالإنتقام والأحقاد والضغائن، فأصبح البلد وجميع من فيه فريسة للشرير المتحكم بالنفوس والقلوب والعقول. وبدل أن يتعلق المسؤولون بالرب صارخين نحوه: «هوشعنا» أي خلصنا، ويجاهدوا في سبيل هذا الخلاص، فإنهم يقبعون في أماكنهم منتظرين الخلاص من الأمم. لقد مضت عقود ولبنان غارق في الآلام، ألم يحن وقت قيامه من الهاوية؟ ما الذي يؤخر انتظام سير مؤسسات الدولة من أعلى الهرم إلى أسفله؟ لماذا يخاف كثيرون من إرساء دولة القانون والمؤسسات؟ ربما لأن هذا سيمنع انتشار الفساد ويقف عائقا أمام الإستمرار في نهش ما تبقى من خيرات الوطن، ومن استباحة أرضه واسترهان شعبه. ما ينقصنا هو الإرادة، إرادة الإصلاح والإنقاذ، كما تنقصنا شجاعة القرار. عسى تكون هذه المواسم المباركة مناسبة للرجوع إلى الضمير ومحاسبة النفس على كل خطأ أو خطيئة".

وختم: "دعوتنا في هذا العيد المبارك، أن نصمم على السير في طريق الخلاص، وأن نعرف أن هذا الخلاص لا يأتي عن طريق البشر، بل هو عطية إلهية للذين يجاهدون حقا من أجل نواله. ولنفرح في الرب كل حين كما سمعنا في الرسالة. فمهما اشتدت الصعوبات على المؤمن يبقى إلهنا، إله المحبة والسلام، حافظا لنا ومعينا. فلنضع رجاءنا على الرب ولنصرخ مع الأطفال: "هوشعنا... خلصنا يا ابن داود... مبارك الآتي باسم الرب".

 

قداس الفصح في كنيسة مار مارون - روما

وطنية – روما/09 نيسان/2023

احتفلت كنيسة مار مارون في المعهد الحبري في روما بأحد القيامة، بعد أسبوع الآلام الذي واكبته "الوكالة الوطنية للإعلام" في روما وبدأ بأحد الشعانين مرورا بالجمعة العظيمة التي تعتبر واحدة من أبرز الاحتفالات الدينية المسيحية ويحيي فيها المؤمنون ذكرى صلب السيد المسيح وموته ودفنه. وكان قداس أمس لمناسبة سبت النور وقداس اليوم احتفالا بأحد القيامة ترأسه المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا،عاونه فيه الأب جوزيف صفير في حضور الكهنة والرهبان وحشد من ابناء الرعية وأبناء الجالية اللبنانية. بعد الإنجيل ألقى الورشا عظة تطرق فيها الى الأوضاع التي يعيشها لبنان.

 

لبنان لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن رفضاً لاعتداءات إسرائيل وأكد التمسك بالقرار 1701

بيروت: «الشرق الأوسط»/09 نيسان/2023

قررت الحكومة اللبنانية تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضد إسرائيل، على خلفية الغارات التي نفذتها على مناطق لبنانية بعد إطلاق صواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه المستوطنات الإسرائيلية. وأوعز وزير الخارجية عبد الله بو حبيب إلى المندوبة الدائمة بالوكالة في نيويورك جانّ مراد، تسليم كتاب الشكوى الذي وجهته الوزارة باسم الحكومة اللبنانية إلى كل من أمين عام الأمم المتحدة ومجلس الأمن. وجدد لبنان رفضه استعمال أراضيه كمنصة لزعزعة الاستقرار القائم مع احتفاظه بحقه المشروع بالدفاع عن النفس، وأعاد التأكيد على أن إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع الأمم المتحدة وقوات «اليونيفيل» هو السبيل الأمثل لحل المشاكل والحفاظ على الهدوء والاستقرار، مبدياً استعداده للتعاون الدائم مع قوات حفظ السلام على تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحرصه على الهدوء والاستقرار في جنوب لبنان. وحذّر لبنان من خطورة التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة لا سيما القرى الواقعة في الجنوب اللبناني، وفيما أكد تمسكه بسياسة ضبط النفس انطلاقاً من وعيه بأهمية الاستقرار والهدوء، وحرصه الثابت على الوفاء بالتزاماته الدولية، إلا أنه دان الاعتداءات التي نفذتها إسرائيل على مناطق في جنوب لبنان، والتي عرّضت حياة المدنيين وسلامة الأراضي اللبنانية للخطر. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب؛ لمتابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية. وتم الاتفاق على توجيه رسالة الشكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة. ويسود الهدوء الحذر في جنوب لبنان إثر الرد الإسرائيلي على الصواريخ حيث اقتصرت الأضرار على تضرر ورشة صناعية بشكل خفيف نتيجة تطاير أحجار وأتربة، ولم يسجل وقوع إصابات، بحسب «الوكالة الوطنية». وعثرت وحدة من الجيش اللبناني، أمس، في سهل القليلة في الجنوب على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ التي كانت قد أعِدّت للإطلاق منذ أيام، ويجري العمل على تفكيكها.

وفي إطار ردود الفعل، جدّد حزب «القوات اللبنانية» مطلبه لجهة حثّ الحكومة على الاجتماع للبحث في أحداث الجنوب، وهو ما عبّر عنه أمس النائب في «القوات» بيار بو عاصي كاتباً عبر «تويتر»: «حكومة مشلولة أو متواطئة لتحويل لبنان إلى صندوق بريد. على حكومة الرئيس ميقاتي الاجتماع فوراً لاتخاذ خطوات تمنع استباحة السيادة وتعريض أمن اللبنانيين للخطر بأجندات خارجية. إنها تجتمع لأسباب سخيفة وتخرّ صاغرة أمام انتهاك السيادة. هذا استهتار جبان بمصلحة الوطن العليا. بئس زمن رديء».

وسأل النائب كميل دوري شمعون عبر «تويتر»: «إذا كانت المخيمات الفلسطينية فعلاً محاصرة أمنياً من الجيش اللبناني والمقاومة ماسكة الأمن في الجنوب، كيف تمكّنت (حماس) من إطلاق الصواريخ على إسرائيل؟». بدوره، رأى النائب المستقل بلال الحشيمي أن الحكومة لن تتحمل المسؤولية. وقال في حديث إذاعي: «القضية الفلسطينية في قلب كل عربي ولبناني، ولكن إذا كان علينا أن نرسل رسائل فعلينا أن نزنها إن كانت ستوصل إلى نتيجة أم لا»، سائلاً: «بالنظر إلى قدرتنا، هل نستطيع الوقوف أمام عدو كبير اقتصادياً وأمنياً في مقابل بلدنا الذي يعاني انهيارات مستمرة؟». واستغرب الحشيمي: «كيف أن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب صرح أنه لم يكن يملك معلومات حول أحداث الجنوب».

بدوره، قال النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على «تويتر»: «تظهر الساعات والأيام احترام قواعد اشتباك بين إسرائيل وحزب الله بشكل مدروس؛ حتى لا يزعج أي طرف الآخر إلا صوتياً».

 

ميقاتي عايد اللبنانيين بالفصح: عناصر غير منظمة وغير لبنانية أطلقت الصواريخ وجلسة مجلس الوزراء مرهونة بتصحيح الرواتب والتقديمات

وطنية/09 نيسان/2023

قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إن "انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مرهون بانتهاء البحث موضوع تصحيح رواتب القطاع العام والتقديمات الممكنة".

وقال أمام زواره: "إن اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام تواصل اجتماعاتها لدرس الاقتراحات الممكنة بتأن ومواءمتها مع الاقتراحات المرفوعة من وزارة المالية، على قاعدة تأمين التوازن المطلوب وعدم الوقوع مجددا في دوامة التضخم وزيادة العجز لتغطية كلفة الرواتب، وهذا الامر هو ايضا من ضمن بنود التفاهم الاولي مع صندوق النقد الدولي". وردا على سؤال أجاب: "إن موضوع المتقاعدين يتم درسه ايضا بعيدا عن ضغوطات التهديد والشعبوية التي يعتمدها البعض، لمساعدة ودعم هذه الشريحة من الناس التي قدمت خدمات أساسية في كل القطاعات، لا سيما في الاسلاك العسكرية والامنية. وهذا الامر شرحته لوفد العسكريين المتقاعدين الذي زارني في السرايا، علما أنه كنا لحظنا قبل فترة مبالغ للمتقاعدين،من ضمن التقديمات التي اقريناها للقطاع العام. والاهم أن نخصص المبالغ الضرورية لتعاونية موظفي الدولة وصندوق الطبابة للعسكريين".

وضع الجنوب

وعن إطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الاسرائيلي على قرى لبنانية، وما يقال عن غياب وعجز حكوميين قال: "كل ما يقال في هذا السياق يندرج في اطار الحملات الاعلامية والاستهداف المجاني، إذ منذ اللحظة الاولى لبدء الاحداث في الجنوب، قمنا بالاتصالات اللازمة مع جميع المعنيين، ومع الجهات الدولية الفاعلة بعيدا عن الاضواء ، لان هذه المسائل لا تعالج بالصخب الاعلامي أو بالتصريحات. كما اوعزت الى وزارة الخارجية بالتحرك على خط مواز واجراء الاتصالات المناسبة، وعندما تمت المعالجة المطلوبة أدلينا بالموقف الدقيق والواضح. وخلال الازمة كنت اعقد اجتماعا مع وزير الدفاع الايطالي غويدو كروزيتو وطلبنا منه الضغط على اسرائيل لوقف اي عمليات تؤدي الى مزيد من التوتر في الجنوب. كما شددنا على ان لبنان يرفض مطلقا اي تصعيد عسكري من ارضه واستخدام الاراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات تتسبب بزعزعة الاستقرار القائم. وقد تبين من التحقيقات الاولية التي قام بها الجيش أن من قام باطلاق الصواريخ، ليست جهات منظمة، بل عناصر غير لبنانية، وأن الامر كان عبارة عن ردة فعل على العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية وقطاع غزة". أضاف: "في المقابل فان العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والانتهاك المتمادي للسيادة اللبنانية أمر مرفوض، وقدمنا شكوى جديدة بهذا الصدد الى الامين العام للامم المتحدة والى مجلس الامن الدولي. من ناحية اخرى فان الهجوم الاسرائيلي على المصلّين في جامع الاقصى وانتهاك حرمته أمر غير مقبول على الاطلاق ويشكل تجاوزا لكل القوانين والاعراف ويتطلب وقفة عربية ودولية جامعة لوقف هذا العدوان السافر".

الحكومة

وعن الحملات التي تطاله شخصيا وتطال العمل الحكومي، قال: "بدا واضحا منذ اليوم الاول لتولي الحكومة مسؤولياتها بعد الشغور في سدة رئاسة الجمهورية، أن هناك فريقا سياسيا لا يريد لهذه الحكومة أن تعمل، ويتصرف على قاعدة أن المطلوب هو الوصول الى التعطيل التام للحكومة، بعد التعطيل الحاصل في عمل المجلس النيابي، لإيصال البلد الى الانهيار التام. وهذا الفريق يتصرف على قاعدة الانتقام المتأخر من اتفاق الطائف ويعمل على نسفه بكل الوسائل، لكن الاكثر غرابة أن هذا الفريق نفسه يقلب الحقائق ويتهم الحكومة بعدم اعطاء الانتباه لملاحظات وتحذيرات صندوق النقد الدولي، فيما الفريق نفسه هو من يساهم في تعطيل المشاريع التي أرسلتها الحكومة الى مجلس النواب. في كل الاحوال فان الحكومة ستواصل عملها وفق قناعاتها الوطنية والموجبات الدستورية، وليست في وارد الحلول محل أحد او مصادرة صلاحيات أحد، وعلى المعترضين ان يتوقفوا عن تعطيل عملية انتخاب رئيس جديد وان يقوموا بواجباتهم الدستورية او لا". وختم ميقاتي بتوجيه التهنئة الى جميع المسيحيين بعيدي الشعانين والفصح المجيد، متمنيا أن "يعيد الله هذه الاعياد على الجميع بالصحة والعافية وعلى لبنان بالسلام الدائم والاستقرار".

 

سامي الجميل: حزب الله يتحمل مسؤولية ما يحصل في الجنوب والتسوية الرئاسية واردة كمخرج من نفق الشغور

وطنية/09 نيسان/2023

رأى رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل ان "انتشار منصات الصواريخ غير الشرعية في جنوب لبنان ليس مستغربا في ظل تحول المناطق الحدودية إلى ساحة مفتوحة للمنظمات المسلحة الخارجة عن القانون، ومن الطبيعي بالتالي ان يدفع لبنان واللبنانيون ثمن هذه التصرفات الميليشوية التي تقرر الحرب والسلم نيابة عنهم ودون موافقتهم"، معتبرا ان "حزب الله وحلفاءه من الفصائل الفلسطينية يستخدمون لبنان منصة لتصفية الحسابات وتوجيه الرسائل، وما حصل خلال الأيام الخيرة أكبر دليل على ان إحدى مشاكل لبنان الأساسية هي عدم وجود قرار بضبط الحدود اللبنانية".

ولفت في حديث ل"الأنباء"، إلى ان "حزب الله لا يستطيع تبرئة نفسه وساحته من وجود منصات صواريخ تابعة للمنظمات الفلسطينية، لكونه الناظم الأمني في جنوب لبنان، وهو بالتالي مسؤول مباشرة عن كل ما يحصل فيه من أعمال عسكرية وأمنية، خصوصا بعد ان تخلت الدولة اللبنانية وبطلب منه عن سيادتها ودورها في هذه المنطقة"، مشيرا من جهة ثانية إلى ان "الجيش اللبناني لا يتحمل أي مسؤولية في هذا السياق لكونه خاضعا للسلطة السياسية، ويلتزم بالتالي بأوامر السلطة التنفيذية التي تعطى له، فالمشكلة في لبنان ليست لدى الجيش اللبناني لا من قريب ولا من بعيد، انما في القرار السياسي الذي يأمر المؤسسة العسكرية ويمنعها، نتيجة خضوع السلطة السياسية لحزب الله، من الإمساك بأمن الجنوب وكامل المناطق الحدودية". وعلى خط الشغور في رئاسة الجمهورية، أكد الجميل ان "دولة قطر لم تتقدم عبر موفدها إلى لبنان بأي مبادرة، وهي من ضمن اللجنة الخماسية، إلى جانب السعودية ومصر وفرنسا والولايات المتحدة، دخلت على خط الشغور الرئاسي في محاولة مشكورة منها لإيجاد حلول تنهي الأزمة، الا ان المشكلة الأساسية التي تواجه الخروج من النفق تكمن بوجود فريق سياسي لا يريد سوى فرض مشيئته واجندته واملاءاته على اللبنانيين، في وقت اكثر ما يحتاجه لبنان اليوم هو انتخاب رئيس للجمهورية لا يشكل في ظل الانقسام العمودي في البلاد عامل انتصار لفريق على فريق على قاعدة غالب ومغلوب، وذلك لاعتباره ان الخلاف السياسي مع حزب الله ليس خلافا عاديا او تقليديا في دولة طبيعية تحتكم إلى الديموقراطية لإنجاز استحقاقاتها الدستورية، انما هو خلاف حول مستقبل اللبنانيين ومصير لبنان، والقبول بالتالي بمرشح حزب الله، يعني القبول بإبقاء الدولة مخطوفة، وبإبقاء لبنان في عزلته العربية والدولية، وساحة مفتوحة للفوضى والفساد، ولهجرة اللبنانيين بشكل جماعي، من هنا خطورة وصول مرشح تابع لحزب الله".

وردا على سؤال، أكد الجميل ان "إمكانية الذهاب إلى تسوية رئاسية، او ما يشبه الدوحة2، واردة كمخرج من نفق الشغور الرئاسي"، لافتا إلى ان "الوفد القطري، جال على الفرقاء اللبنانيين لاستطلاع آرائهم، والتحقق بالتالي من وجود إمكانية لفتح كوة في جدار الشغور الرئاسي، قد تتمثل لاحقا بمبادرة جدية ومقبولة، شرط ألا تكون قائمة على وعود وتطمينات وضمانات، لأن ضمانات حزب الله ومرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، لا يمكن الركون اليها ولا قيمة لها بالأساس، وما انقلاب حزب الله على "اعلان بعبدا" بعد تقديمه الضمانات بتطبيقه، سوى شاهد ودليل على ان ضماناته كناية عن تملق وتضليل ليس إلا، ناهيك عن تنصل حليفه الرئيس السابق ميشال عون، من ضماناته ووعوده التي أطلقها في خطاب القسم، لاسيما ما يتعلق منها بالاستراتيجية الدفاعية"، معتبرا من جهة ثانية ان "ما ينطبق على ضمانات ووعود حزب الله، ينطبق على معادلة فرنجية سلام، لأن اسقاط الحكومات سواء في الشارع او في مجلس النواب او عبر أي وسيلة اخرى امر قابل للتحقيق، فيما رئيس الجمهورية لا يمكن اسقاطه وترحيله، فالمشكلة التي يواجهها لبنان، هي وجود فريق مسلح لا يعترف بالدستور، ولا يحترم دور المؤسسات، ويأتمر من الخارج، وينقلب على وعوده وضماناته، وهو بالتالي أقرب إلى الاحتلال من قربه إلى العمل الديموقراطي والمؤسساتي".

وأردف: "نحن نعي ونعلم انه من الصعب على فريق المعارضة إيصال مرشحه النائب ميشال معوض إلى رئاسة الجمهورية، من هنا ضرورة إيجاد شخصية تحظى بثقة المعارضة، ومقبولة من قبل فريق حزب الله، شخصية قادرة على انقاذ لبنان، وتطبيق الإصلاحات المطلوبة من قبل المجتمع الدولي، وعلى فتح حوار جدي ومنتج حول الملفات الأساسية، وعلى مفاوضة حزب الله حول استعادة الدولة لقرارها وسيادتها، شخصية تصالح لبنان مع نفسه، ومع الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج العربي، إضافة إلى تصالحه مع المجتمع الدولي، فالضمانة بالنسبة لنا هي بشخص رئيس الجمهورية لا غير".

وعن مدى قبوله بقائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، أكد الجميل ان "علاقة الكتائب ممتازة مع عون، الا ان ما ينطبق على كل المرشحين للرئاسة دون استثناء ينطبق عليه، ما يعني ان أي مرشح يسعى لنيل ثقة اللبنانيين عليه أولا ان يعلن عن برنامجه السياسي، لتبنى عليه المقاربة إما سلبا أو إيجابا، اذ لا يمكن انتخاب مرشح دون معرفة برنامجه السياسي وامكانياته في معالجة الوضع".

وعن علاقة "الكتائب" ب"القوات اللبنانية"، أكد ان "التنسيق قائم بين الحزبين، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة، لاسيما على مستوى الانتخابات الرئاسية وغيرها من الملفات المصيرية، فالعلاقة جيدة ولن تكون هناك إشكاليات بين الطرفين ما دامت القوات متمسكة بموقفها الراهن من الاستحقاق الرئاسي". وقال: "نحن لم نختلف سياسيا مع حزب القوات اللبنانية إلا بعد ان سار بميشال عون لرئاسة الجمهورية، موقعنا في السياسة واضح، ونتعاون مع كل فريق يشبهنا في الطروحات والخيارات والرؤية على المستويين السياسي والسيادي". وعما اذا كانت أبواب المعارضة مفتوحة امام رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، لفت الجميل إلى ان "السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: هل ابتعاد التيار الوطني الحر عن حزب الله تكتيكي ومرتبط فقط بترشيح فرنجية؟ وماذا لو استبدل حزب الله فرنجية بمرشح آخر؟ هل سيعود جبران باسيل إلى أحضانه، وتعود بالتالي المياه بينهما إلى مجاريها وسابق عهدها؟ نحن نتعاطى مع هذا الموضوع بحذر شديد، لأن كل استدارة بهذا الحجم على صاحبها أن يقنع الآخرين بمصداقيته وصدق نواياه، فالثقة لا تبنى بين ليلة وضحاها، خصوصا اننا نخوض مواجهة سياسية صعبة عنوانها: مصير لبنان". وختم الجميل: "نحن ككتائب ومعارضة نتكل على انفسنا، وعلى كل الأصدقاء في كل العالم، الذين عليهم ان يفهموا ان لبنان لن يبقى منه شيء اذا استمر في قبضة حزب الله وتحت وصايته، بل سيتحول إلى دولة مارقة وفاشلة وساقطة ومتخلفة وتابعة إلى محاور لا علاقة لها بتاريخ لبنان، دولة مختلفة تماما عن صورته المعهودة التي أحبها العالم، بأنه دولة انفتاح وحضارة وتعليم واستشفاء واقتصاد وسياحة".

 

عبير نعمة أحيت للمرة الاولى احتفالا في دار الاوبرا المصرية

وطنية/09 نيسان/2023  

أحيت الفنانة عبير نعمة احتفالا في دار الاوبرا المصرية، للمرة الاولى، على خشبة المسرح الكبير، وأنشدت أجمل اغانيها وآخر اعمالها، بمرافقة الاوركسترا المصرية بقيادة المايسترو احمد عويضة. وقد استهلت الاحتفال بقولها : "مصر الاغنية والمغني، مصر النيل والجمال، مصر الحب والحبيبة، مصر الصديقة ومصر الصداقة، دي مش بس ام الدنيا دي الدنيا بأمها وابوها". وعلى مدى ساعتين من الوقت غص المسرح الكبير بالحضور وجمهور الفنانة الذي اطربته بصوتها الدافئ. حضر الحفل الوزير السابق جورج قرداحي، مطران الموارنة جورج شيحان، الموسيقار هاني شنودة، الفنانة هبة مجدي وزوجها المطرب محمد محسن، الممثلة لقاء الخميسي والفنان والموسيقي يحيى خليل.

 

حزب "لنا": لا خلاص الا بدولة لا تترك أحدا

وطنية/09 نيسان/2023  

 أشار حزب "لنا الديموقراطي الاجتماعي"، إلى ان "طائرات العدو الإسرائيلي أغارت على أرض الجنوب، مروعة السكان ومستبيحة السيادة اللبنانية، بعد أيام من اعتداءات مستمرة على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، في ظل تغييب متعمد من السلطة السياسية اللبنانية لمسؤولية الدولة في وضع استراتيجية دفاعية". ودان في بيان، "العدوان الإسرائيلي على أرضنا"، مؤكدا "واجب تعزيز قدرات الجيش للدفاع وصد أي اعتداء، مع التمسك بالحق بالمقاومة على أن تبقى القوة الشرعية وحدها مسؤولة عن أمن الناس واستقرارهم"، مشددا على "أحقية الشعب الفلسطيني بالتمسك بأرضه والمقاومة فيها، والواجب بالتضامن معه". وتابع: "نتمسك بمشروعنا في بناء دولة سيدة وعادلة وقوية تتمتع بحصرية الحق باستخدام السلاح وقراره، دولة موقفها واضح في العداء للاحتلال مع الاحتفاظ بحقها الشرعيّ في الدفاع عن وحدة أراضيها وشعبها". وختم البيان: "لا خلاص سوى بدولة لا تترك أحدا، تحمي الجميع بوجه الأخطار العسكرية، وتكفل لشعبها حقوقه الأساسية كافة".

 

العلامة  الأمين في ذكرى محمد حسن الأمين: خارج عن المألوف ورمز للانفتاح

وطنية/09 نيسان/2023  

أقام منتدى "جنوبية" في الذكرى الثانية لرحيل السيد محمد حسن الأمين، لقاء بعنوان "السيد محمد حسن الأمين كما عرفته"، تحدث فيه العلامة السيد علي الأمين عن علاقته بالراحل الذي وصفه بأنه "رمز من رموز الحداثة والتجدد في الثقافة والفكر، ويشار إليه على أنه خارج عن المألوف وعن السائد، لأنه كان يختلف ثقافة وفكراً عن الوضع القائم في الحوزة". وتطرق الى "العلاقة المشتركة منذ أيام الدراسة وما بعدها مع الراحل وانفتاحه على الآخر من دون اشكاليات"، متحدثاً عن "النهج الديني الذي كان سائداً في النجف وتشدّده ضد أجهزة الدولة". وأوضح أن "السيد محمد حسن الأمين كان من دعاة الانفتاح والتعامل مع سلطة الدولة دون اشكالية شرعية"، معتبرا أن "جواب السيد حول الاشكالية التي نعيشها عن موضوع الدين أهو دعوة أم مشروع سلطة، كان واضحاً، وهو أن السلطة شأن بشري"، ولافتاً الى أن "في ثقافة الراحل وفي سلوكه وعلاقاته اجابة على كل الاشكاليات التي كنا نعاني منها". أقيم اللقاء في مقر المنتدى، في حضور شخصيات سياسية واجتماعية ورجال دين وأصدقاء الراحل وعائلته، وأداره الزميل أحمد عياش الذي أوضح أن "قيمة السيد محمد حسن الأمين تكمن بأنه "رفيق الكبار وهو لم يسمح لأحد ان يتدخل ليؤثر على نقاء فكره وقناعاته الشخصية". وتخلّل اللقاء نقاش حول فكر الراحل.

 

"أمل": الحوار سبيل لانتظام عمل المؤسسات

وطنية/09 نيسان/2023   

اعتبر القيادي في حركة "أمل" عباس عيسى، أن "هذه الأرض في جبل عامل تستحق دولة قوية ترعى شؤون أهلها وتخفف عن هذا الانسان الذي تفوق في العلم والتضحية وحمى صورة الدولة ومؤسساتها وعلمها". وقال من عيتا الشعب خلال توقيع رواية "الروح" لزينب صالح: "سميت هذه الأرض بأرض السيف والقلم، سيف الدفاع عن الارض والكرامات بوجه الاستعمار والانتداب ثم الاحتلال، وشكلت أرضا خصبة للإبداع بموروثها الثقافي والابداعي الذي أغنى الثقافة الوطنية والعربية. هذه السمات تستوجب قيام دولة قوية قادرة وعادلة تشبه هؤلاء الناس وتضحياتهم. الدولة التي دعا اليها الامام الصدر وغيب وهو يحمل هم إنسانها لأي جهة انتمى". وقال: "وطننا هو وطن الحوار واللقاء فلماذا يرفض البعض صيغة الحوار والدعوة اليه من رائد الحوار الرئيس نبيه بري بدل أن ننتظر إشارات الخارج؟ أين اراداتنا الداخلية وسعينا وحرصنا على حماية وطننا؟ مهما تعاطف معنا هذا الخارج لن يحل محلنا ويأخذ دورنا في تحمل مسؤولياتنا لاجتياز استحقاقاتنا الدستورية وانتظام عمل مؤسساتنا لسلوك طريق الانقاذ والخلاص". واستنكر "العدوان الاسرائيلي على القدس والاقصى"، ونوه "بعطاءات الشعب الفلسطيني الذي يرسم بدمه طريق الحرية لفلسطين ودرب قيامتها".

 

قاووق: حزب الله في الموقع المتقدم لنصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها

وطنية/09 نيسان/2023  

شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، على أن "ما يتعرض له المسجد الأقصى من اعتداءات متواصلة على المصلين والمعتكفين والأوقاف الإسلامية والمقدسات في القدس الشريف، لا يحتمل ولا يطاق، ومن حق كل الشرفاء في الأمة أن يفعلوا أي شيء نصرة وحماية للمسجد الأقصى". وقال خلال رعايته الإفطار السنوي لجمعية "الإمداد" الخيرية الإسلامية لمئات الأيتام والعوائل المستفيدة في منطقة جبل عامل الأولى: "كل التضحيات من فلسطين ولبنان وكل محور المقاومة تهون لأجل القدس والأقصى، وهذا واجب إنساني وأخلاقي وديني لا نتردد في القيام به". وجدد التأكيد أن "حزب الله في الموقع المتقدم لنصرة فلسطين وشعبها ومقاومتها، وسيبقى إلى آخر الطريق دون تردد، ولا يوجد أي تهديدات تنال من عزمنا أو تكسر إرادتنا". وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي يعيش أسوأ أيامه منذ الـ48 بفضل معادلات المقاومة، وبات الكيان الإسرائيلي محاصرا بالنار من الداخل والخارج، وبمعادلة المقاومة في لبنان، بات العدو الإسرائيلي يحسب ألف حساب قبل أن يفكر بالحرب على لبنان، الذي بات البلد الأكثر منعة تجاه التهديدات الإسرائيلية على مستوى المنطقة". وختم: "فخر للبنان وللمقاومة أن قادة جيش العدو يقرون بأن جيشهم بات أسيرا لمعادلات حزب الله في لبنان. وفخر للمقاومة ومجد للبنان أن وزير الأمن الإسرائيلي السابق ليبرمان يقول إن قوة الردع الإسرائيلية تتآكل يوما بعد يوم أمام معادلات السيد حسن نصرالله".

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 09-10 نيسان/2023

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 09 نيسان/2023/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/117285/117285/

 

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For April 09/2023/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/117288/117288/