المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 28 أيلول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.september28.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا! ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ملاحظات ع الماشي ع مقابلة جعجع مع البير كوستنيان، المقابلة التحفة بالتناقضات والضياع والأنا القاتلة

الياس بجاني/المشاركة بالإنتخابات النيابية كانت خطأ وخطيئة وها هي الأكثرية بجيب حزب الله الإرهابي واقر موازنة فاشلة

الياس بجاني/ بيان نواب السنة تعيس وتلحف بالعداء لإسرائيل متناسياً أن ولي العهد السعودي اعتبرها حيلف محتمل.

الياس بجاني/عون الواقع في تجارب إبليس حضوره الرئاسي كان كارثة، وغيابه عن بعبدا سيكون نعمة/بالصوت كلمة لعون تعري مصداقيته والثوابت، ألقاها في ديترويت الأميركية سنة 2002 يبين من خلالها إجرام وإرهاب النظام السوري في لبنان

 

عناوين الأخبار اللبنانية

العالم من دون القرضاوي الدموي مكان أفضل/استثمار إيران بالخراب

رابط فيديو مقابلة الصحافي القضائي يوسف دياب في مانشيت المساء من اذاعة صوت لبنان

رابط فيديو رامي نعيم مع وليد عبود.. ما من بيان يصدر عن رئاسة الجمهورية قبل أخذ موافقة وفيق صفا واعتبر صرماية رياض سلامة أشرف

جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس

العثور على عائلة غدرها قارب طرطوس

جاع وما باع (منقولة)/بيار عطالله/فايسبوك

بري يقطع الطريق على طموحات باسيل

إيران تصعّد لبنانيًّا… فهل تنسف مفاوضات الترسيم؟

المملكة تعرض على لبنان استرجاع “ايام العز”.. هل يوافق؟!

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 27 أيلول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 27/09/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

الفاتيكان: تجريد منصور لبكي وجورج بدر من درجة الكهنوت

لائحة مطالب” تُطيح بفرص تشكيل الحكومة

عبود يرفض الخضوع ويصرّ على القانون والإنسانية: لا لقاضٍ رديف مسيّس!

ملف الترسيم امام محطة حاسمة… وتحذير من “الغدر”

تظاهرتان أمام قصر العدل في بيروت لأهالي ضحايا انفجار المرفأ بيروت وأهالي الموقوفين : لاستمرارية التحقيق ووقف التدخلات السياسية في عمل القضاء

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

أمر ملكي سعودي بتكليف ولي العهد مهام رئيس الوزراء

محادثات بين «الطاقة الذرية» وطهران حول الضمانات الأمنية العالقة

مقتل 76 شخصاً في احتجاجات إيران مع اشتداد حملة القمع

واشنطن تدعم مظاهرات إيران... ومشرعون يتهمون بايدن بالتقاعس ,وتوم كوتن انتقد «هوس الإدارة الأعمى بالاتفاق النووي الخرافي»

بلينكن: الغرب لن يعترف بالاستفتاءات الروسية في أوكرانيا

انتفاضة المرأة الإيرانية: قوات الأمن تستخدم قوة مفرطة لكبح المتظاهرين و76 قتيلاً واعتقالات بالمئات... والأمم المتحدة تطالب طهران باحترام حق التجمع السلمي

«انتفاضة المرأة» ترهق القوات الأمنية... ودعوات ألمانية ـ كندية لمعاقبة الشرطة الإيرانية

القضاء يقر باعتقالات واسعة ويتوعد الفنانين والرياضيين وسط إضرابات في جامعات طهران

ناشطون عراقيون يتضامنون مع متظاهري إيران نظموا وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ببغداد

نساء في شمال سوريا ينظمن احتجاجاً ضد اضطهاد المدنيين في إيران

العراق: استقالة الحلبوسي تسرق الأضواء من تحالف سياسي جديد قبل ولادته والحكيم دعاه إلى سحبها... والصدر يتجاهل دعوات المشاركة

مرصد سويدي: تسجيل انفجارين تحت البحر قبل تسرب الغاز من «نورد ستريم»

موسكو: نتائج أولية للاستفتاء في 4 مناطق أوكرانية تظهر تأييداً كبيراً للضم

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوضع الأمني يتصدّر المشهد… و3 جبهات أساسيّة/يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

لقاء دار الفتوى: رسائل ودلالات… ماذا بعده؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن/27 أيلول/2022

موازنة 2022: لا تصحيحيّة ولا إصلاحيّة/خالد أبو شقرا /نداء الوطن/27 أيلول/2022

رئيس للجمهورية "على الغاز"/طوني عيسى/الجمهورية/27 أيلول/2022

اللبناني أمام استفحال العنف: ما عاد فينا نكمّل هيك/د. منى فياض/الحرة/27 أيلول/2022

حلف اليمين على الدستور أم على الكرسي/الدكتور داود الصايغ/سائر المشرق/الثلاثاء 27 أيلول 2022

عندما يحارب القضاء نفسه/مرلين وهبة/الجمهورية/27 أيلول/2022

هل من "يوم تشريني" لانتخاب الرئيس؟/جورج شاهين/الجمهورية/27 أيلول/2022

مهسا أميني... جسر بين زمنين/نديم قطيش/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

رحيل القرضاوي... بين الذات والموضوع/يوسف الديني/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

على واشنطن إدراك أن قرناً جديداً حلَّ في المنطقة/روبرت فورد/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون يسلّم "ميّاس" وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب.. شرفان: سنكمل المشوار كرمالك يا لبنان

باسيل من دار الفتوى: نؤكد وقوفنا إلى جانب المفتي وبيانه لناحية التمسك بالدستور وتنفيذ الطائف ولا بد من تأليف الحكومة والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية

أهالي الموقوفين في أحداث الطيونة قطعوا الطريق عند مستديرة الطيونة احتجاجا على استمرار توقيف أبنائهم

"لبنان القوي" دعا الى إنجاز الإستحقاقات الدستورية بدءا من تشكيل حكومة وإنتخاب رئيس للجمهورية: إقرار الموازنة ضرورة لتحقيق الإنتظام المالي

انتخابات الرئاسة اللبنانية.. 5 مرشحين وصفقات مرتقبة (تقرير)

جعجع: أنا جاهز لرئاسة الجمهورية إذا توافقت أكثرية المعارضة على إسمي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا! ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي

رؤيا القدّيس يوحنّا03/من14حتى22/:”يا إِخوَتِي، قالَ ليَ ابْنُ الإِنسان: «أُكْتُبْ إِلى مَلاكِ ٱلكَنيسَةِ ٱلَّتي في لَوْدِقِيَّه: هذَا ما يَقُوُلُهُ ٱل«آمين»، ٱلشَّاهِدُ ٱلأَمِينُ ٱلحَقّ، مَبْدَأُ خَلْقِ الله: إِنِّي عالِمٌ بأَعمالِكَ: إِنَّكَ لا بَارِدٌ ولا حَارّ، وَلَيْتَكَ كُنْتَ بارِدًا أَو حَارًّا! ولكِنْ بِمَا أَنَّكَ فَاتِر، لا حَارٌّ ولا بَارِد، فَقَدْ أَوشَكْتُ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي. ولأَنَّكَ تَقُول: إِنِّي غَنِيّ، فَقَدِ ٱغْتَنَيْتُ ولا حَاجَةَ بي إِلى شَيْء، ولكِنَّكَ لا تَعلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلتَّاعِسُ، ٱليَائِسُ، ٱلفَقيرُ، ٱلأَعْمَى، ٱلعُريَان، فَإِنِّي أَنْصَحُكَ أَن تَبْتَاعَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى في ٱلنَّارِ لِتَغْتَنِي، وأَثْوَابًا بَيْضَاءَ لِتَلْبَسَ فلا يَظْهَرَ عَارُ عُرْيِكَ، وكُحْلاً تَدْهُنُ بهِ عَينَيْكَ لِتُبْصِر. إِنَّ كُلَّ مَنْ أُحِبُّهُ، أُوَبِّخُهُ وأُؤَدِّبُهُ، فَكُنْ إِذًا غَيُورًا وَتُبْ! هَا أَنَا وَاقِفٌ عَلى ٱلبَابِ أَقْرَعُهُ، فَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتي وَفَتَح ٱلبَاب، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وأَتَعَشَّى مَعَهُ ويَتَعَشَّى مَعي. أَلظَّافِرُ أُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعي عَلى عَرْشي، كمَا ظَفِرْتُ أَنَا أَيضًا وجَلَسْتُ مَعَ أَبي عَلى عَرْشِهِ. مَنْ لَهُ أُذُنانِ فَلْيَسْمَعْ ما يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلكَنَائِس».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

ملاحظات ع الماشي ع مقابلة جعجع مع البير كوستنيان، المقابلة التحفة بالتناقضات والضياع والأنا القاتلة

الياس بجاني/27 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112275/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%b8%d8%a7%d8%aa-%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b4%d9%8a-%d8%b9-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d8%ac%d8%b9/

*ساوى جعجع بمالمقابلة مبارحمع البير كوستنيان، ع ال بي سي، يلي كلها تناقضات، ساوى بين حزب الله وداعش، ونسي الظاهر يخبرنا أذا هيك القصة، كيف بيبرر للناس ادعاء فطاحل حزبه وهو كمان، بأن شهداء القوات وشهداء الحزب هم بنفس المنزلة؟ وكيف بيكون هالحزب الداعشي من النسيج اللبناني متل ما دايماً بيقول؟ وكيف هالداعشي حرر الجنوب وكمان متل ما بيكررحضرتو ع الطالع وع النازل؟، وكيف ممكن نفهم المطالبة الحوار مع الدواعش؟ خلطة تناقضات ما بينفهم كوعها من بوعها…تعتير وضياع وتخبط.

*بنفس المقابلة أتحفنا وطمنا الحكيم، بأنّ القوات جاهزة ببرنامجها الرئاسي منذ العام 2014، ليتبيّن لاحقًا وفي نفس المقابلة أنّه يجهل كلياً مضمون المادة 73 من الدستور المتعلّقة بانتخاب الرئيس. يا زلمي: هيدا جهاز عروس مش جهوزيّة.

*وطلع مع جعجع كمان إنّو جنبلاط وبرّي لا ينتميان إلى منظومة الفساد! ونَعم الذكاء والفهم والكذب و… التدجيل والمنفقة.

نسأل هل هو واعي وعارف ومتذكر، بأنه ومنذ يومها الأوّل صاحت الثورة “كلّن يعني كلّن”؟ فهل بإمكان جعجع أن يفهمنا كيف ماشى هذه الثورة سنتان ونصف قبل أن ينسحب منها بحجّة أنّ القوّات ليست منهم؟

*واذا حزب الله داعشي (وهو فعلا هيك) كيف بيقعد جعجع معه بمجلس النواب، وكيف كان معه بحكومات كتيرة؟ وكيف متل ما أكثر من مرة بفخر وفوقية قالت الست ريدا بأن هناك تشابه كبير بين القوات وحزب الله؟ بدك يا زلمي تثب ع شي قاعدي؟

*أما مقاربته الإسقاطية والتبريرية لهرطقة وجريمة “معراب فحدث ولا حرج.؟

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

حزب الله لا يفهم غير لغة القوة ولهذا مطلوب من المجتمع الدولي تنفيذ القرارات الدولية بالقوة

الياس بجاني/27 أيلول/2022

لا حلول في لبنان كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الله الإرهابي والمجرم/الخلاص هو بالخلاص من احتلاله ومن كل مسؤول وسياسي يؤيده

 

المشاركة بالإنتخابات النيابية كانت خطأ وخطيئة وها هي الأكثرية بجيب حزب الله الإرهابي واقر موازنة فاشلة

الياس بجاني/26 أيلول/2022

اقرّت الموازنة ب 63 صوت. هم الأكثرية وبجيب حزب الله وسينتخبون الرئيس الدمية الذي يختارة . اعترفوا، الانتخابات خدمت الحزب واحتلاله

 

بيان نواب السنة فتعيس وتلحف بالعداء لإسرائيل متناسياً أن ولي العهد السعودي اعتبرها حيلف محتمل.

الياس بجاني/25 أيلول/2022

كلمة المفتي دريان وطنية، أما بيان نواب السنة فتعيس وتلحف بالعداء لإسرائيل متناسياً أن ولي العهد السعودي اعتبرها حيلف محتمل. وتعامى عن أن لبنان محتل ولم يكن ينقسه سوى التهليل لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة الفارسي. تعتير

 

الياس بجاني: عون الواقع في تجارب إبليس حضوره الرئاسي كان كارثة، وغيابه عن بعبدا سيكون نعمة/بالصوت كلمة لعون تعري مصداقيته والثوابت، ألقاها في ديترويت الأميركية سنة 2002 يبين من خلالها إجرام وإرهاب النظام السوري في لبنان

https://eliasbejjaninews.com/archives/112189/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%a7%d9%82%d8%b9-%d9%81%d9%8a-%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%b1%d8%a8-%d8%a5%d8%a8%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%ad/

الياس بجاني: عون الواقع في تجارب إبليس حضوره الرئاسي كان كارثة وغيابه عن بعبدا سيكون نعمة

23 أيلول/2022

بالصوت كلمة لعون تعري مصداقيته والثوابت، ألقاها في ديترويت الأميركية سنة 2002 يبين من خلالها إجرام وإرهاب النظام السوري في لبنان

مواقف عون السورية بصوته من أرشيف عام 2002

بتاريخ 02 أيلول/عام 2002، وخلال زيارة العماد ميشال عون  للولايات الأميركية، وفي لقاء له مع أفراد من الجالية اللبنانية في ولاية ديترويت، القى هذه الكلمة (المرفقة بالصوت) والتي يعلن من خلالها بصوت عال مواقفه العدائية والتعروية لدور الحكم البعثي السوري الإحتلالي والإجرامي والمافياوي في لبنان، وذلك قبل تخاذله ووقوعه ذليلاً في تجارب إبليس، ودخوله راكعاً القفص الإيراني – السوري سنة 2006 من خلال ورقة تفاهمه، الطروادية، مع حزب الله الفارسي والإرهابي/ تفاهم مار مخايل/

من هنا، على من لا يزال يثق بميشال بعون وبعد 6 سنوات عجاف وتدميرية كرئيس للجمهورية، عليه أن يقارن بين مواقف هذا المتلون قبل سنة 2005 ، وبين مواقفه الحالية والمتأيرنة منذ شباط/عام 2006، والتي تدحرج بها ومعها صوب طهران ودمشق والضاحية الجنوبية، حتى أصبح اداة طيعة، وبوقاً، وأسيراً، لدى محور الشر السوري – الإيراني وكناراً في قفص حسن نصرالله.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

العالم من دون القرضاوي الدموي مكان أفضل/استثمار إيران بالخراب
رابط فيديو رابط حلقة نديم قطيش لليوم الثلاثاء 27 أيلول/2022
https://www.youtube.com/watch?v=Am8MufmNJKU&t=333
يوسف_القرضاوي..رجل السياسة بثوب الدين والحرب الروسية الأوكرانية.. تفرز الشرق الأوسط | الليلة_مع_نديم

 

رابط فيديو مقابلة الصحافي القضائي يوسف دياب في مانشيت المساء من اذاعة صوت لبنان

https://www.youtube.com/watch?v=MjQ_CtzGOVk

 

رابط فيديو رامي نعيم مع وليد عبود.. ما من بيان يصدر عن رئاسة الجمهورية قبل أخذ موافقة وفيق صفا واعتبر صرماية رياض سلامة أشرف

https://www.youtube.com/watch?v=56lhXS6vUVs&t=2218s

 

جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية الخميس

وكالة الانباء المركزية/27 أيلول/2022

دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس المقبل عند الحادية عشرة قبل الظهر.

 

العثور على عائلة غدرها قارب طرطوس

الوكالة الوطنية للإعلام/27 أيلول/2022

أكد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير في تصريح، العثور على جثث عائلة العكاري الذين تم انتشالهم من البحر في سوريا بسبب غرق الزورق الذي كان يقلهم، وهم الاب والام وأولادهم الأربعة، على ان يتم تسليم الجثث لعائلتهم في عكار بعد ان يتسلمهم الصليب الأحمر اللبناني من الهلال الأحمر السوري”.

 

جاع وما باع (منقولة)

بيار عطالله/فايسبوك/27 أيلول/2022

يروي المحامي الأستاذ خليل ابو حمد انه يوم عيد الاستقلال سنة ١٩٧٢ صودف ان الرئيس سليمان فرنجية كان يقف مع بعض المدعوين على شرفة الطابق الأول في القصر الجمهوري قبل مباشرة استقبال المهنئين بعيد الاستقلال. لفت نظر رئيس الجمهورية سيارة اجرة عادية تتوقف في الباحة وينزل منها رجل عجوز يتكىء على عكاز..سأل الرئيس فرنجية عنه فقالوا له:انه رئيس الحكومة السابق الأمير خالد شهاب. عندها طلب الرئيس فرنجية من الوزير ابو حمد معرفة ان كانت سيارة الأمير خالد شهاب مقطوعة او معطلة حتى وصل بسيارة تكسي؟ صافح الوزير ابو حمد الأمير خالد شهاب وسأله لماذا حضرت في سيارة اجرة؟ رد ببساطة انا لا أملك سيارة ولا قدرة لدي على الإنفاق عليها، وبعد ان عرف الرئيس فرنجية بالجواب أشار الى احد مرافقيه بدفع اجرة السيارة العمومية التي أقلت الأمير خالد شهاب وصرفها وتحضير احدى سيارات القصر لتكون تحت تصرفه بإيصاله الى المنزل. ولحظة انصراف الأمير خالد شهاب استفقد السيارة العمومية فقيل له انها صرفت فسأل: من حاسب السائق لكي أحاسبه وأُعيد له ما دفع ولكنه لم يتلقى جواباً، كما دعاه مرافق الرئيس فرنجية للصعود في السيارة الرئاسية لتوصيله الى منزله في حي الناصرة في الاشرفية.

وكان عُرف عن الأمير خالد شهاب بأنه كان يستقل الترامواي للتوجه الى مكتبه توفيراً على خزينة الدولة من نفقات انتقاله الى رئاسة مجلس النواب او رئاسة الحكومة، وهناك مقولة مشهورة عن الأمير خالد شهاب تقول:(المير خالد جاع وما باع) فما قصة هذا المثل؟ كان الأمير خالد شهاب يملك أراضي في فلسطين رفض بيعها لليهود بالرغم من حاجته الماسة للمال وعدم تمكنه من الوصول اليها او استغلالها وبقي يحتفظ بصكوكها حتى وفاته. من هنا أتى هذا المثل (جاع وما باع). الأمير خالد شهاب ترأس برلمان ١٩٣٥ وثلاث حكومات في أعوام ١٩٣٦-١٩٣٨-١٩٥٢ وانتُخب نائباً عن محافظة الجنوب كما عيٌن وزيراً عدة مرات وتسلم وزارات المال والخارجية والعدل والتربية والتجارة والصناعة والداخلية والأشغال العامة والنقل. بعد كل تلك الفترة الطويلة من المشاركة في الحُكم لم يكن قادراً ان يقتني سيارة، وتوفي في ٧ تموز ١٩٧٨. هذه القصة تبيٌن المقارنة بين شرفاء الأمس ولصوص اليوم .. رحمَ الله زمن الشرفاء

 

بري يقطع الطريق على طموحات باسيل

نجوى أبي حيدر/وكالة الانباء المركزية/27 أيلول/2022

سريعا تلقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري كرة نار محاولة اتهامه بعرقلة انتخاب الاستحقاق الرئاسي اثر مرور 27 يوما من دون توجيه الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس جمهورية. وسريعا ايضا تلقف الموقف البطريركي الماروني الاخير الرافض تبرير عدم توجيهها بحجة تأمين التوافق، على اهميته. اذ لم يكد يؤمن اقرار الموازنة، احد شروط المعبر الالزامي الى اتفاق صندوق النقد الدولي، حتى لبى النداء وأدى واجبه الدستوري، موجها الدعوة الى نواب الامة الى جلسة تعقد في تمام الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس 29 ايلول 2022، لانتخاب رئيس للجمهورية.

بدعوته، حوّل رئيس السلطة التشريعية المجلس النيابي الى هيئة ناخبة، معلقّا التشريع ومعه الاصلاحات الثلاثة الباقية من شروط الصندوق، الى ما بعد انتخاب رئيس، استنادا الى النص الدستوري. تنازل عن موقف ابلغه الى النواب في الجلسة الموازناتية ما قبل الاخيرة حينما رد على النائبة بولا يعقوبيان اثر مطالبتها بعقد جلسة لانتخاب رئيس بالقول انه ينتظر تأمين التوافق لتوجيهها، فهو الى رفضتحميله مسؤولية قطع الطريق امام انتخاب خلف للرئيس ميشال عون، الذي ينتظر على الارجح اكثر من اي لبناني آخر لحظة مغادرته قصر بعبدا، لبى دعوات الخارج المتكررة لا سيما واشنطن وباريس والرياض الى ضرورة انتخاب رئيس. لكن الاهم، على ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية” ان، وفي اعقاب اعادة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل رفع سقف شروطه ومطالبه في التشكيلة الحكومية بعدما كادت تبصر النور، وهو ما حدا بالرئيس نجيب ميقاتي الذي كان يعتزم زيارة بعبدا اليوم، الى ارسال من يستوضح حقيقة الموقف من الرئيس ميشال عون ليبني على الشيء مقتضاه، وفي خطوة ليست غريبة عن ممارسات الرئيس بري، عمد الى توجيه الدعوة الى المجلس لانتخاب رئيس وتحويله هيئة ناخبة، ما يعني عمليا قطع الطريق الحكومي، كون الحكومة، ولئن تشكلت فهي لن تنال الثقة المجلسية الالزامية قبل عودة المجلس الى وظيفته التشريعية، بحيث يضرب عصفورين بحجر، تلبية الدعوات من الداخل والخارج لانتخاب رئيس ومنع العهد والتيار من تحصيل امتيازات في الحكومة العتيدة يريدها بقوة قبل نهاية العهد.

هجمة مرتدة نفذها بري اليوم ، ستحمل الكتل النيابية جميعها على اعادة النظر بحساباتها، في مقدمها التيار الوطني الحر، ثم قوى المعارضة من حزبيين وتغييريين وسياديين ومستقلين، اذ يتوجب على هؤلاء فتح قنوات اتصالاتهم على غاربها لتحديد الموقف من جلسة الخميس، كونهم اولا لم يوحدوا الكلمة حول مرشحهم الرئاسي، ويُخشى ثانيا من ان يتمكن الفريق الممانع من تمرير رئيس على غفلة منهم، ان امنوا نصاب جلسة بعد غد، على غرار ما فعل في تمرير الموازنة امس بتأمين 63 نعم لها، بحيث لا يحتاج الا الى نائبين اضافيين لينتخب رئيسا من جبهته في الدورة الاولى، وقبلها خلال جلسة انتخاب نائب رئيس مجلس النواب ايضا. أمسك بري اذا بناصية اللعبة السياسية، وعبّد الدرب امام الرئيس التوافقي الذي يريده، اذ فيما لو كتب لجلسة الانتخاب الاولى ان تعقد، وسقط فيها المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يكون بري تحرر وحليفه حزب الله من دعم مرشحه الذي لا تنطبق عليه صفة التوافق الوطني، بعدما سقط حكما ترشيح باسيل بضربة العقوبات الاميركية وعدم رغبة الحزب بتكرار سيناريو دعم ميشال عون، فيفتح الباب عريضا آنذاك على اختيار مرشح التوافق مع القوى المعارضة لانتخابه، حينما تدق ساعة تقاطعالمصالح الدولية مع الداخلية.

 

إيران تصعّد لبنانيًّا… فهل تنسف مفاوضات الترسيم؟

لينا يونس/وكالة الانباء المركزية/27 أيلول/2022

أكد مستشار الوفد الإيراني المفاوض محمد مرندي، امس في تصريحات صحافية أوردتها وكالات الأنباء الإيرانية، أن إيران “تريد ضمانات قبل التوقيع على الاتفاق” في المفاوضات النووية، قائلاً إن الأميركيين والأوروبيين “ليسوا في موقع يسمح لهم بزيادة الضغط على إيران”. واتهم مرندي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الذي تطالب طهران بالرد على أسئلة الوكالة حول ثلاثة مواقع مشتبهة بممارسة أنشطة نووية سرية، بأنه ينفّذ ما تمليه عليه الإدارة الأميركية، معلناً في الوقت ذاته استعداد طهران للتعاون مع الوكالة، مع تأكيده أن أسئلتها الأخيرة “لم تكن جدية”. كذلك، اتهم الولايات المتحدة باستخدام الوكالة للضغط على إيران، وتضمين الاتفاق “بنوداً غامضة للتهرب لاحقاً من الاتفاق”. في المقابل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، امس ايضا، لبرنامج “ستّون دقيقة” في محطة “سي بي إس” الأميركية، أنه لا يرى أي توقعات في المدى القريب بخصوص إحياء الاتفاق النووي مع إيران. وأضاف بلينكن أن الرد الإيراني على النص الأوروبي المقترح للاتفاق الشهر الماضي، لإحياء الاتفاق النووي “كان خطوة كبيرة إلى الوراء”، مؤكداً “لا توجد لديّ أي توقعات في المدى القصير لإحياء الاتفاق النووي”. الاتفاق النووي يبدو اذا بعيد المنال وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. وفي الاثناء، ستكون لوضعية الجمود هذه، تداعيات سلبية على الواقع الاقليمي كلّه، خاصة في الدول حيث للجمهورية الإسلامية أذرع عسكرية، وأبرزها اليمن ولبنان وسوريا والعراق. فهذه المتفرّعات، تتابع المصادر، ستعمل لتعقيد الحلول السياسية التي تريدها القوى الدولية لأزمات البلدان المعنية، اكانت ازمات عسكرية الطابَع ام سياسية ام اقتصادية ام معيشية، وهي، اي اذرع ايران، ستبقى تصعّد الى ان تنتزع طهران تنازلاتٍ تُناسبها من مفاوضيها وعلى رأسهم واشنطن، في فيينا، خصوصا بعدما استجد عامل الضغط الداخلي على النظام الايراني، اثر اندلاع موجة عارمة من الاحتجاجات ضده. لبنانيا، الورقة الابرز التي تمسك بها ايران هي الانتخابات الرئاسية. فحتى الساعة، الشغور مرشحٌ الى حين تبلور تسوية اقليمية تناسب الجمهورية الاسلامية. كما ان ملف الترسيم في يد ايران. لكن حتى اللحظة، يبدو ان ثمة قرارا دوليا كبيرا جدا، بالتوصل الى اتفاق في شأنه، وبإبقائه بعيدا من تهديدات حزب الله. فهل تبقى طهران موافِقة على تحييده، ام تنسف المفاوضات الأميركية بعد ان باتت في امتارها الاخيرة كما يُروَّج؟

 

المملكة تعرض على لبنان استرجاع “ايام العز”.. هل يوافق؟!

لارا يزبك/وكالة الانباء المركزية/27 أيلول/2022

عادت السعودية لتنشط بقوة فوق الساحة اللبنانية. من الامم المتحدة، استهلّت المملكة، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، مساعيها لمحاولة انقاذ لبنان والتأسيس لإصلاح ذات البين بينها وبيروت، مقترحة على الاخيرة ما يشبه “الديل” لاسترجاع “أيام العز” بين الجانبين.

فقد صدر بيان سعودي – اميركي – فرنسي مشترك شدد على ضرورة اتمام الاستحقاقات الدستورية وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية في مواعيدها ومن دون اي تأخير، مطالبا باصلاحات حقيقية في الاقتصادي اللبناني وبتطبيق القرارات الدولية، ومتمسّكا بالطائف كنظام يجب احترامه وتنفيذه.

بعد هذا البيان، كان موقف لافت لوزير خارجية المملكة من نيويورك ايضا، تطرّق فيه الى الملف اللبناني، باقتضاب نعم، لكن بصراحة، على قاعدة “ما قلّ ودل”. فقد أكد فيصل بن فرحان دعم المملكة لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، مشددا على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على أراضي لبنان وتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لخروج لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية. ودعا، أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، الى ألا يكون لبنان نقطة انطلاق لتهريب المخدرات والجرائم الاخرى التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها. ما بين هذين الموقفين، كانت المملكة ترعى، وإن في صورة غير مباشرة، لقاء سنيا نيابيا موسّعا في دار الفتوى، بدعوة من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، عقد السبت الفائت، وخرج بمواقف للاخير وببيان للمجتمعين، لم يكن بعيدا البتة من اللغة المُعتمدة في البيان الثلاثي ولا من مطالبه، خاصة لناحية اتفاق الطائف وتشكيل حكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية. بالتزامن، بدأ السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، جولة على القوى السياسية السيادية شملت الاسبوع الماضي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في وقت غرّد مرارا عن “الطائف”، كاتبا “إتفاق الطائف هو المؤتمنُ على الوِحدةِ الوطنيّةِ وعلى السِّلمِ الأهلي في لبنان”. بحسب المصادر، فإن الحركة السعودية ستستمر حتى موعد الانتخابات الرئاسية، وهدفُها ليس طبعا التدخل في الاستحقاق او فرض اسم او مرشّح معيّن على أحد. بل ان الرياض تريد مما هي في صدده، إعلامَ اللبنانيين ومسؤوليهم بأن اعادة ربط لبنان بمحيطه العربي، واعادة مدّ الجسور وبنائها بين بيروت والعرب عموما والسعودية والدول الخليجية خصوصا، بما تؤمّنه من إنعاش للدعم الخليجي للبنان المنهار، سواء كان دعما ماليا او اقتصاديا او سياحيا و”استثماريا”، هذا المسار التطبيعي الأخوي كلّه، يبدأ مشوارُه بخطوة انتخاب رئيسٍ يلاقي التطلعات السعودية والتي اختصرها بن فرحان بعبارة “اصلاحات سيادية واقتصادية” ويكون قادرا على التواصل مع المجتمع الدولي كما جاء في البيان الثلاثي، وينفّذ الطائف ويحميه كما جاء فيه ايضا..

المملكة تريد اذا العودة الى لبنان واحتضانه ليتخطى المرحلة الصعبة التي يعيش ويتجاوز أزماته، وهي تمد له اليد من خلال خريطة الطريق التي تعرضها عليه. فهل يتقبّلها ويُحسن الخيار رئاسيا، خاصة ان ما تطرحه يصب في مصلحة قيام دولة فعلية فيه؟ اذا لم يفعل فإن الرياض لن تصعّد او تعاقبه ابدا، الا انها ببساطة ستواصل سياسة الانكفاء عنه والاكتفاء بدعمها “الانساني” له، تختم المصادر.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 27 أيلول 2022

وطنية/27 أيلول/2022

النهار

أفادت معلومات ديبلوماسية أنّ معظم دول الخليج لم تحدد مواعيد لعدد من مرجعيات سياسية لبنانية في هذه المرحلة، عبر اعتذارات أو عدم الرد على البعض تجنبا لتفسيرات استنسابية حول مواقف هذه الدول من الاستحقاقات اللبنانية .

حظي بيان دار الفتوى باهتمام السفراء الغربيين في لبنان وأخذ حيزاً واسعاً في الإعلام الخليجي اسوة برصد ديبلوماسي للأصداء اللبنانية المختلفة حياله .

سمعت شخصيات سياسية في بعض زياراتها الخارجية ان مجرد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد سيعني بدء قلب الصفحة الانهيارية المالية لان البعد المتعلق بانتخابه لا يقف عند التزام البعد الدستوري فقط وانما بتحفيز العالم على دعم لبنان.

اللواء

يسود غموض قاتل موقف دولة كبرى  من «فيول إقليمي» لا يزال قيد التفاوض، قبل شحنه وربطه بأجندات أخرى..

قرأت مصادر محايدة في مواقف مرشّح رئاسي بارز للرئاسة، بأنها تعطي انطباعاً، وكأنه وسطي، ولا ينتمي إلى تحالف 8 آذار، كما هو معروف.

تخوف أمنيون من انتقال التوترات المفتعلة إلى العاصمة بعد طرابلس وصيدا، وتساءلت عن أهداف الإشكالات  الأمنية في عاصمتي الشمال والجنوب، ومَنْ يقف وراءها؟

نداء الوطن

قالت معلومات ان المشاورات لتعويم الحكومة الحالية، مع بعض التعديلات، عادت الى النقطة الصفر وأن السبب «سلة شروط مسبقة» وضعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أبرزها موافقة الرئيس ميقاتي على تعيينات حساسة ودقيقة في أكثر من موقع قيادي ومالي.

لاحظت مصادر متابعة أن معظم المصارف في الشمال مثلاً اعتمدت فتح فروع تابعة لها في الكورة والبترون وزغرتا، أما في البقاع فقد ارتكزت على الفروع الموجودة في زحلة مما أعطى انطباعاً حول طبيعة الوضع الأمني والتفلت الذي حصل وتركز اقتحامات المصارف في مناطق معينة.

توقفت مصادر متابعة عند الإشكال الذي حصل على طريق مار شربل في راس أسطا خلال مسيرة راجلة إلى دير مار مارون في عنايا بسبب ما حكي عن إحراق صورة للسيد حسن نصرالله في المنطقة، واعتبرت أن هذا الأمر يجب أن يطرح مسألة انتشار السلاح والمسلحين وصور «حزب الله» ونصرالله في المنطقة خصوصاً على طريق أحد أهم المزارات المسيحية في الشرق.

الجمهورية

مسؤولة أممية في بيروت قالت إنها تلمس خطورة موضوع النازحين السوريين لكن ما العمل إذا كانت بعض الدول الأوروبية ممن تحسب نفسها أنها صديقة لبنان وراعيته ترفض عودتهم وتريد دمجهم بالمجتمع المحلي.

أكد قريبون من قطب سياسي أنه مرن في مقاربة تعديل وزاري يخص طائفته ولكنه لا يقبل بإحراجه عبر خيارات مستفزة.

عُلم أن سبب إمتناع سفير دولة إقليمية عن دعوة أحد النواب الى لقاء عقد في دارته يعود إلى كون هذا النائب قد دعم شخصية غير محبذة من تلك الدولة في أحد الإستحقاقات الدستورية.

الأنباء

محاولات لرفع السقف عشية استحقاق مرتقب ولو في اللحظات الأخيرة تحصيلاً لبعض المكاسب.

مواقف بعض القوى تجاه استحقاق تشريعي جاءت متناقضة بين مؤيد "بالمفرق" ورافض "بالجملة".

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 27/09/2022

وطنية/27 أيلول/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

لم يشأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان ينقضي الشهر الاول من المهلة الدستورية من دون الدعوة الى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية فحددها الخميس في التاسع والعشرين من الحالي الحادية عشرة صباحا.

وعلى رغم الدعوة فإن الضبابية تغلف الاستحقاق في غياب التوافق على اسم او اسماء للرئاسة الاولى... كذلك وجهت الدعوة مباشرة بعدما ولدت الموازنة في الشهر التاسع لل 2022. 

أول انجاز تشريعي حصل مطلع هذا الاسبوع بغض النظر عن حجمها المتواضع الى حد المليار دولار فيما العجز فيها  يناهز ال 11 الف مليار ليرة.

على مسار آخر, تتجه الأنظار الى إمكان ان يزور الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد عون لعرض اجواء لقاءاته في نيويورك منها مع هوكستين وللبحث في ملف تأليف الحكومة وسط حذر يسود من جرعات التفاؤل. 

فالرئيس ميقاتي لن يزور قصر بعبدا قبل تثبته من تحسن الاجواء التي تسهل الوصول الى صيغة تعويم الحكومة بعد ادخال تعديلات طفيفة عليها.

في السياق نقل عن اوساط سياسية مطلعة أن هناك ضغوطا خارجية ومنها فرنسية متجددة من أجل الاسراع في تأليف حكومة جديدة. الأوساط لفتت أيضا" الى حركة مكوكية متجددة للواء عباس ابرهيم على خط الجهود والمساعي لتأليف حكومة وهو زار قصر بعبدا مرتين في خلال يومين.

الاستحقاق الآخر في المدار الجغرافي-السياسي-الاقتصادي, هو أن يتسلم لبنان عرض الاتفاق النهائي لترسيم الحدود البحرية الجنوبية من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين نهاية الاسبوع الحالي.

أما اللافت قبل ظهر اليوم فقد كان الزيارة التي قام بها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى دار الفتوى ولقاؤه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان, والكلام النوعي الذي اطلقه, مؤكدا ان لقاء نواب السنة لقاء وطني وأساسي, وزيارتنا اليوم قال باسيل لنؤكد وقوفنا الى جانب المفتي والدار بكل ما صدر عن اللقاء وخصوصا بموضوع الدستور واتفاق الطائف.

أمنيا" أفادت معلومات عن انتشار للجيش اللبناني على خط الشياح-عين الرمانة-الطيونة قبيل مساء اليوم بعدما قطع اهالي موقوفي حوادث الطيونة السير عند مستديرة الطيونة باتجاه كنيسة مار مخايل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

بعد طي صفحة استحقاق الموازنة العامة إلى الاستحقاقين الرئاسي والحكومي در

بعد النقاش الطويل على مدى الاشهر الماضية نجح مجلس النواب في اقرار موازنة العام 2022 التي وبالرغم من كل الملاحظات حملت متنفسا معيشيا لحاجات الناس من خلال الرواتب و الإستشفاء والجامعة اللبنانية وغيرها  وفي الوقت نفسه شكلت قاعدة يمكن البناء عليها من أجل تحديد شكل ومضمون موازنة العام 2023 وما يجب أن تتضمنه من أمور إصلاحية.

واليوم فتح رئيس مجلس النواب نبيه بري صفحة الاستحقاق الرئاسي بالدعوة إلى عقد جلسة لمجلس النواب قبل ظهر الخميس المقبل لانتخاب رئيس للجمهورية.

في الإستحقاق الحكومي يفترض أن تشغل المحركات مجددا في جولة مشاورات واتصالات لحسم التفاهمات الأخيرة بين المعنيين.

ومن شأن هذا الحسم ان يمهد الطريق أمام توجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى القصر الجمهوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون.

حتى الآن لا موعد محددا لاجتماع الرئيسين وسط قراءات تصر على ان البت بالملف الحكومي سيتم هذا الاسبوع وأخرى تتحدث عن عوائق جديدة - قديمة تستند إلى لائحة شروط وضعها القصر الجمهوري.

وفي ظل حضور الاستحقاقين الرئاسي والحكومي كانت زيارة لوفد من التيار الوطني الحر إلى دار الفتوى.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

مرة جديدة يفاجىء الرئيس نبيه بري الجميع. ففيما كان معظم النواب والسياسيين منشغلين بنتائج الموازنة وبإمكان تشكيل الحكومة، إذا برئيس مجلس النواب يدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية. للوهلة الأولى، يعتقد أن قصد بري هو إحراج قوى المعارضة ، التي لم تبلور بعد موقفها النهائي من الإستحقاق الرئاسي، ولم تتفق بعد على هوية الرئيس المقبل. لكن بري يدرك تماما أيضا أن قوى الموالاة، وهو جزء منها، لم تتفق أيضا على اسم شخصية تخوض بها الإنتخابات الرئاسية. إذا لمن يوجه بري رسالته؟ إنها رسالة بأبعاد وأهداف كثيرة، بل هي رسائل في رسالة. الرسالة الأولى هي للمجتمع الدولي كي يثبت له بري أنه لا يريد الشغور الرئاسي ولا الفراغ، بل يسعى جهده لإجراء الإستحقاق. أما الرسالة الثانية فللقوى السياسية اللبنانية، إذ رمى الكرة في ملعبها بعدما كانت في ملعبه. والرسالة الثالثة والأهم هي لجبران باسيل وفريق العهد، كي يقول لهما إنه لن يكون شريكهما في أي تعطيل أو تأجيل للإستحقاق الرئاسي، وكي يقول لهما إن تشكيل الحكومة ضرورة حتمية، حتى لا يقع الفراغ الرئاسي في ظل خلاف على من يتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية

يؤكد التحليل الاخير ان تشكيل الحكومة سقط مرحليا على الاقل، وان انجاز عملية التأليف لن يحصل حكما هذا الاسبوع. السبب، ان جبران باسيل عاد الى لعبة الشروط التي يتقنها جيدا. وفي المعلومات ان باسيل طالب بسلة تعيينات تجريها الحكومة الجديدة  تتيح له ولتياره احكام القبض على مفاصل الادارة والقضاء والجيش قبل مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا. كما طالب باحلال النائب السابق امل ابو زيد مكان الوزير عبد الله بو حبيب ، والنائب السابق ادي معلوف مكان الوزير جورج كلاس،  كما طالب بأن يسمي  التيار نائبا لرئيس الحكومة مكان سعادة الشامي ووزيرا مكان وزير المهجرين عصام شرف الدين. طبعا الشروط الصعبة ، بل المستحيلة،  رفضها الرئيس نجيب  ميقاتي ، ما اعاد عملية تأليف الحكومة الى المربع الاول ، اي الى مربع المراوحة القاتلة. ففي النتيجة ايها اللبنانيون، لا رئيس للجمهورية سينتخب الخميس، ولا حكومة ستشكل هذا الاسبوع . فشكرا لصهر العهد القوي والمعطل القوي : جبران باسيل!

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

على رغم الوعود الخطية الأسبوع الفائت ببت الموضوع في جلسة اليوم، لم يخرج مجلس القضاء الأعلى بتعيين المحقق العدلي الرديف الموعود، الذي يفترض أن ينظر في طلبات إخلاء السبيل للموقوفين في جريمة انفجار المرفأ، والقابعين في السجون لا لسبب، سوى غياب المرجعية القضائية صاحبة الصلاحية للبت في طلباتهم، في ضوء تعطيل التحقيق العدلي للأسباب المعروفة.

غير أن الأخطر اليوم، إلى جانب مجريات الجلسة، أن يسعى بعض أصحاب السوابق إلى افتعال شرخ وهمي بين أهالي الموقوفين وأهالي الضحايا، علما أن قضية العدالة واحدة، وأن الحق لا يتجزأ.

أما الأخطر من الأخطر، في موازاة الإحجام المتمادي عن إحقاق الحق، فأن يكون البعض وجد فرصة سانحة لمحاولة الانقضاض على النائب شربل مارون، بعد الكلام الصريح الذي أدلى به قبل أيام خلال اعتصام الأهالي أمام منزل رئيس مجلس القضاء الأعلى في بلونة، وتشير معلومات الOTV في هذا الاطار، الى موقف واضح وعالي السقف مرتقب في الساعات المقبلة عن تكتل لبنان القوي، لوضع الأمور في نصابها، وتسليط الضوء في الاتجاه الصحيح.

أما سياسيا، وفي موازاة مفاجأة الرئيس نبيه بري بالدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسي بعد غد الخميس، فمفاجأة أكبر وقعا من دار الفتوى، التي زارها النائب جبران باسيل على رأس وفد من تكتل لبنان القوي. الزيارة التي تأتي بعد ثلاثة أيام على ترؤس مفتي الجمهورية لقاء النواب السنة، عبر إثرها باسيل عن دعم الدار، عارضا خلال اللقاء لتوجهات التكتل والتيار الوطني الحر رئاسيا وحكوميا وعلى مستوى اتفاق الطائف والدستور والعلاقة مع الدول العربية.

أما المفاجأة الأكبر اليوم، التي شكلت ردا على مجموع الكذابين والمتطاولين منذ أيام على مواقع التواصل، فعبرت عنها زيارة فرقة مياس للقصر الجمهورية في بعبدا، حيث شكر مديرها نديم شرفان الجمهورية اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشال عون على منحها الوسام الرفيع بعد الفوز الكبير الذي حققته للبنان. ولقت الرئيس عون الى ان منذ بداية متابعته لأداء الفرقة كان متأكدا من فوزها وقرر تكريمها تقديرا للنجاح الذي حققته من اجل لبنان وتشجيعا لعطاءاتها الزاخرة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

بضع كلمات لا تتجاوز الثلاثين كلمة، افتتح فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري السباق إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فجاء في نص الدعوة:" دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 29 ايلول 2022 وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية" إنتهى البيان.

من دون "شورى ولا دستور"، كما يقال بالعامية، رمى الرئيس بري الحجر في مستنقع الانتخابات، تاركا المعنيين يضربون أسداسا بأخماس ، ويسألون عن سر الأرنب الجديد الذي أخرجه الرئيس بري من كمه.

تأتي الدعوة بعد سبعة وعشرين يوما على بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس، وقبل أربعة وثلاثين يوما من انتهاء ولاية الرئيس عون، وفي ظل حكومة تصريف أعمال تكثر الإجتهادات في شان اهليتها الدستورية لتسلم السلطة، كما في ظل سعي الى تشكيل حكومة جديدة تبدو حظوظ تشكيلها متدنية.

دعوة الرئيس بري شكلت لغزا خصوصا أنه سبق أن اشترط لتحديد جلسة ان يسبقها إقرار الإصلاحات الإقتصادية، فجاءت الدعوة من دون إقرار سوى بند واحد من الاصلاحات أو شروط صندوق النقد الدولي.

يجدر التذكير في هذا السياق، ان الرئيس بري دعا إلى أكثر من أربعة وأربعين جلسة، بين نيسان 2014 وتشرين الاول 2016 ، إلى ان كانت الجلسة الخامسة والأربعين في الحادي والثلاثين من تشرين الأول وتم فيها انتخاب العماد عون بعد سنتين ونصف سنة من الفراغ، وعليه، من غير المستبعد أن تكون جلسة بعد غد بروفا في رحلة الألف ميل. 

قضائيا، تعثر تعيين محقق عدلي رديف للمحقق العدلي طارق البيطار بعدما لم يفتح رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود محضر جلسة باجتماع اليوم.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

الخميس جلسة انتخاب.. ويا هلا بالرئيس لكن الدعوة الرسمية هذه ليست أكثر من استدراج عروض وفض المناقصات الرئاسية تمهيدا لبدء المزايدات، مع سقوط خيار رئيس بالتراضي ولن يكون التاسع والعشرون من أيلول إلا مناسبة لجلسة تعارف، يطلق فيها الرئيس نبيه بري سوق الخميس الرئاسي المفتوح على غرب وشرق عرب وعجم...

ودعوة بري المباغتة أصابت توقعات نوستراداموس جعجع بالخيبة.. بعد أقل من ساعات على استبعاده تعيين جلسة إلا في الأيام العشرة الاخيرة لنهاية العهد، وأنها ستكون شكلية وعالم فلك معراب جال على الأسماء المطروحة للرئاسة، فأغرقها ونكل بجثثها.. ساحبا منها كل المواصفات والمزايا ليسقطها على شخصه دون سواه...

وجعجع الذي لن يترشح إلا إذا توسلته المعارضة، ضرب التغييريين براجمات النقد..

وقال إن عددا من النواب التغييريين ليسوا تغييريين بل يبحثون عن مصالحهم، وبعضهم الآخر ورث أفكارا مسبقة من أيام الحرب عن القوات...

ومن حسابات جعجع الرئاسية سقط كل من سليمان فرنجية لأنه من الفريق الآخر، وجوزاف عون لأنه عسكري...

وأما جبران باسيل فلم يؤهله ليس للرئاسة وحسب، إنما لإجراء مناظرة تلفزيونية معه ولم يعد "في الميدان إلا حديدان"..

فجعجع هو الواقع على فالق الرئيس السياسي غير التكنوقراطي..

وهو غير المصنف "خنفشاري"، وحتما حتما ليس عسكريا لأنها تهمة سابقة مثقلة بالجراح أما الأبرز فهو أن يكلف رئيس حزب القوات نفسه التحدث نيابة عن المملكة العربية السعودية ويأخذ القرار بالوكالة، ليعلن أنها لن تتعاون مع أي رئيس لا ترتاح إليه على الإطلاق...

وبذلك يكون جعجع "طال عمره" قد رفع إلى مقام الناطق باسم المملكة، وهو ما قد يستوجب ردا من الرياض والهذيان الرئاسي مع توقعاته الفلكية يرتوي لدى جعجع بالنفط الإيراني الذي كان يسخر في السابق من وصوله فيما أعلن اليوم أن لا مشكلة لدى القوات بتزويد لبنان بالفيول الإيراني..

وهو الذي كان فصل نائبا من كتلته هو سيزار المعلوف لأنه تجرأ وأيد هذه المساعدات وفي سوق المزايدات لم يختلف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن "الاكس" السياسي سمير جعجع..

فهو أجرى حراكا "على سنة الله ورسوله" وزار دار الفتوى مزايدا على الجميع بحب العرب ودورنا في المحيط العربي وعدم تدخلنا في شؤون الغير والحج جبران ألقى المشاعر الدينية على الحكومة...

وأعلن بكل إيمان أن تأليف الحكومة أمر لا بد منه لتكون كاملة الصلاحيات ولم يعرف ما إذا كان المفتي دريان قد نبهه إلى تحريم الكذب في الديار المقدسة...

فما تبين من عقبات وضعها باسيل والعهد أمام تأليف الحكومة ستحتاج إلى معجزة لتطبيقها...

وتقول المعلومات إن دفتر الشروط تعجيزي من التعييتات الى مرسوم التجنيس فدورة ضباط الاربعة وتسعين، اي ما يعرف بدورة عون بلوغا نحو اقالة حاكم لبنان رياض سلامة في اول جلسة تعقدها الحكومة وتفيد المعلومات ام هناك مسع لاقناع ميقاتي بالسير شكليا بهذه الشروط من دون التزام بالتوقيع على اي من التعهدات...

ولحين تأليف الحكومة ونيلها الثقة يكون العهد قد اصبح بائدا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

الفاتيكان: تجريد منصور لبكي وجورج بدر من درجة الكهنوت

وكالات/27 أيلول/2022

أصدر البابا فرنسيس ومجمع عقيدة الإيمان، قرارًا بشأن الخورأسقف منصور أنطوان لبكي والخوري جورج كريم بدر وكلاهما من أبرشية بيروت المارونية، يقضي بتجريدهما من درجة الكهنوت واعادتهما الى الحالة العلمانية.

 

لائحة مطالب” تُطيح بفرص تشكيل الحكومة

الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

أطاحت «لائحة الشروط» التي وضعها فريق رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون، باللقاء الذي كان مقرراً اليوم الثلاثاء بين عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وأطاحت معها كذلك بإمكانية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة قبل نحو شهر من انتهاء ولاية عون. وعلمت «الشرق الأوسط» أن ميقاتي أرجأ زيارة كانت مقررة اليوم إلى القصر الجمهوري، بعد أن تسلم عبر وسطاء لائحة قدمها فريق عون وتتضمن مجموعة من المطالب التي يتوجب على الحكومة القيام بها، أو التعهد بإتمامها، ومنها إقرار تعيينات في الفئة الأولى، لمقربين من عون وفريقه السياسي، كما تتضمن المطالب إقالة حاكم مصرف لبنان وتعيين أنطوان شقير المقرب من الرئيس بديلاً له. وقالت مصادر اطلعت على المفاوضات الجارية بشأن تشكيل الحكومة إن عون لم يسقط طلبه السابق بتعيين ستة وزراء دولة في الحكومة، وهو ما كان ميقاتي يرفضه سابقاً. كما أشارت إلى أن عون اشترط أيضاً توقيع ميقاتي ووزير الداخلية فيصل مولوي مرسوماً للجنسية أعدته دوائر القصر الجمهوري ورفض مولوي أو ميقاتي توقيعه سابقاً.

 

عبود يرفض الخضوع ويصرّ على القانون والإنسانية: لا لقاضٍ رديف مسيّس!

أخبار اليوم/27 أيلول/2022

تتابع أوساط قضائية ما يجري في أروقة قصر العدل باهتمام بالغ، وخصوصاً أن بعض هذه الأروقة لم يعد منفصلاً عن أروقة قصر بعبدا على الإطلاق في ظل تدخلات لم تعد خافية على أحد. وفي حين تستغرب الأوساط  عبر “وكالة أخبار اليوم” الحملات السياسية والإعلامية العنيفة التي تشنّها جهات معروفة ضد رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود على خلفية ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت، وتشير إلى أن عبود تعرّض لحملات بداية على قاعدة أنه يحمي بشكل مباشر المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار، ومن ثم تم تنظيم حملات ضد “الرئيس الأول” لأنه قبل بمبدأ تعيين قاضي رديف في ظل العرقلة السياسية لعمل القاضي البيطار من خلال إصرار وزير العدل على عرقلة تعيينات رؤساء غرف محاكم التمييز لتتمكن الهيئة العامة من البت بكل الدعاوى المرفوعة ضد البيطار، في حين أن ثمة مطالبة عارمة ومحقة بإنصاف الموقوفين الذين لا يتمكن البيطار من البت بأوضاعهم بعد أكثر من عامين على توقيفهم. وتؤكد الأوساط القضائية أن تعيين قاض رديف ليس أمراً هجيناً، ففي كل القضاء الأوروبي على سبيل المثال يتابع أكثر من قاضٍ كل ملف، كما أنه في سير عمل القضاء في لبنان ثمة عطلة قضائية ومناوبات وبالتالي يحل قضاة مكان قضاة آخرين، كما أنه حتى في ملف المرفأ ثمة 4 قضاة متدرجين يساعدون القاضي البيطار، وبالتالي كل الحديث عن عدم جواز تعيين قاضي رديف بحجة سرية التحقيق أمر مرفوض. وتنتقد الأوساط نفسها الحملات التي انطلقت ضد القاضي عبود بذريعة أنه خضع لرغبات العهد بتعيين قاضي رديف، في حين أن الحملات عليه كانت على أساس أنه يحمي القاضي البيطار.

وتسأل لو كان صحيحاً أن رئيس مجلس القضاء الأعلى خضع لرغبات طرف سياسي، وتحديدا فريق رئيس الجمهورية الذي يشكل وزير العدل جزءًا منه، فلماذا إذا لم يقبل الرئيس بتعيين القاضية سمرندا نصار التي اقترحها وزير العدل والتي يطالب بها فريق رئيس الجمهورية؟ ويأتي الجواب واضحاً وهو أن عبود اشترط منذ اللحظة الأولى أن يكون القاضي الرديف محايداً، وهو شرط أساسي تضمنه خطيا قرار مجلس القضاء الأعلى بقبول تعيين القاضي الرديف.

وتشرح الاوساط أن قرار مجلس القضاء الأعلى المذكور أتى في بندين:

الأول اشتراط توقيع تعيينات رؤساء غرف محاكم التمييز، في ظل رفض الرئيس عبود لكل البدع والتسويات السياسية غير القانونية التي حاول البعض فرضها على القضاء كمثل زيادة غرفة لمحاكم التمييز، وهذا ما يسهّل عمل القاضي البيطار وفق القانون ويعيده إلى قيادة ملف التحقيقات،

والبند الثاني تعيين قاضي رديف في الانتظار للبت بالقضايا الإنسانية مع اشتراط أن يكون القاضي محايداً.

وتختم الاوساط أن رئيس مجلس القضاء الأعلى بما هو معروف عنه من مناقبية لن يقبل بالخضوع لأي إملاءات وهو يملك من العزم ما يجعله يصمد في وجه كل الضغوط التي لن توصل معه إلى أي نتيجة، وبالتالي فإن المطلوب من المعنيين العمل على دعم موقف عبود عوض الهجوم على القضاء والتدخل السافر مع عدد من القضاة لأهداف سياسية تضرّ بالتحقيقات وبإمكانية الوصول إلى الحقيقة في جريمة المرفأ.

 

ملف الترسيم امام محطة حاسمة… وتحذير من “الغدر”

الجمهورية/27 أيلول/2022

ابلغت مصادر رسمية إلى “الجمهورية” قولها، انّ ملف الترسيم امام محطة حاسمة في الايام القليلة المقبلة، والأجواء تميل إلى الايجابية اكثر من اي وقت مضى. واكّدت المصادر، انّ الجانب اللبناني لمس في المحادثات التي أُجريت في واشنطن على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة، حماسة لافتة لدى الاميركيين في إنهاء هذا الملف في القريب العاجل بما يخدم مصلحة الطرفين المعنيين بترسيم الحدود البحرية اي لبنان واسرائيل. وكشفت المصادر، انّ الجانب الاميركي اكّد انّ عناصر الاتفاق ممكنة، وهو سيسعى جهده من موقعه كوسيط بين الجانبين لبلوغ هذا الاتفاق قريباً جداً. وفي السياق ذاته، نُقل عن مسؤول في السفارة الاميركية في بيروت قوله، انّ الوسيط الاميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل آموس هوكشتاين يتابع جهوده للوصول إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركية مستمرة في تضييق الثغرات بين كل الأفرقاء، وتعتقد أنّ التسوية المستدامة ممكنة، مرحّباً بروح التعاون لدى الطرفين للتوصل إلى حل. أضاف المسؤول الأميركي: “إنّ حل النزاع حول الحدود البحرية هو أولوية لإدارة الرئيس جو بايدن، ولدينا إيمان راسخ بأنّ الإتفاق سيوفر استقراراً مستداماً وازدهاراً اقتصادياً للطرفين”. وفي سياق متصل، حذّرت مصادر لبنانية مسؤولة ما تبيته اسرائيل، ربطاً بملف الترسيم، وقالت لـ”الجمهورية”، انّه على الرغم من التطمينات التي ترد من اكثر من مستوى اميركي وغربي، وكذلك من الامم المتحدة، الّا انّ القلق قائم من إقدام اسرائيل على اي خطوات تصعيدية عدوانية، لزرع العراقيل امام اي اتفاق محتمل حول ترسيم الحدود، وتأجيله إلى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. واشارت المصادر، الى انّ هذا الامر أُبلغ الى الاميركيين، الذين شدّدوا من جهتهم على تجنّب الاطراف جميعاً القيام بأي خطوات او اعمال تهدّد الاستقرار القائم في المنطقة. مؤكّدين انّ الولايات المتحدة تضع ملف الترسيم ضمن اولوياتها وتسعى مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لتحقيق اتفاق بحري، وما تكوّن لدى هذه الادارة حتى الآن، يصنّف في خانة الايجابية الملموسة التي يفترض ان تُترجم قريباً باتفاق علني بين الجانبين.

 

تظاهرتان أمام قصر العدل في بيروت لأهالي ضحايا انفجار المرفأ بيروت وأهالي الموقوفين : لاستمرارية التحقيق ووقف التدخلات السياسية في عمل القضاء

وطنية/27 أيلول/2022

نفّذت تظاهرتان أمام مدخل قصر العدل في بيروت، الأولى لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، بدأت عند العاشرة والنصف صباحاً، تبعها اعتصام  لأهالي الموقوفين في القضية نفسها. وطالب أهالي الضحايا بـ "وقف تعيين المحقق العدلي الرديف، وإطلاق مسار التحقيق الذي يتولاه القاضي طارق البيطار". وأعلنوا "معارضتهم تعيين القاضي المقترح من وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري الخوري، لأن هذا القاضي أعطى رأياً مسبقاً في الملفّ". وأكدوا أن "كل شخص كان على علم بوجود النترات في المرفأ يتحمّل جزء ا من المسؤولية عن الانفجار". وشددوا على "استمرارية التحقيق القضائي ووقف التدخلات السياسية في عمل القضاء". من جهتهم، طالب أهالي الموقوفين، بـ "وقف الظلم اللاحق بالموقوفين، وضرورة إبعاد قضيتهم عن التسييس". وسألوا "هل بقاء الموقوفين ظلماً يحقق العدالة للضحايا؟، وهل تعيين محقق رديف ينصف الموقوفين منذ سنتين يعوض الخسارة على الضحايا؟". وأكدوا تضامنهم مع "أحقية مطلب أهالي الضحايا في كشف الحقيقة، شرط أن تنصف العدالة الموقوفين ظلماً".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

أمر ملكي سعودي بتكليف ولي العهد مهام رئيس الوزراء

وكالات/27 أيلول/2022

أفادت القناة الاخبارية السعودية بصدور "أمر ملكي بتكليف ولي العهد محمد بن سلمان مهام رئيس الوزراء".

 

محادثات بين «الطاقة الذرية» وطهران حول الضمانات الأمنية العالقة

فيينا/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

التقى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي لإجراء محادثات في فيينا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ونشر غروسي تغريدة عبر «تويتر» مساء الاثنين، قال فيها «لقد استؤنف الحوار مع إيران بشأن توضيح قضايا الضمانات العالقة». وقال، إنه التقى إسلامي في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العاصمة النمساوية فيينا. وقبل أسبوع ونصف الأسبوع، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إنه لن يكون مستعداً للتوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب حتى يتم حل الخلاف بشأن تحقيق تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأرادت الوكالة الوصول إلى ثلاثة مواقع اتهمت فيها إيران بعدم القدرة على تفسير الآثار المشعة. وأوضح غروسي أنه لا يعتقد أن البرنامج النووي للبلاد مدني بحت بطبيعته، وهو ما تنفيه إيران بشدة. وفي الأسبوع الماضي، دافع رئيسي عن برنامجه النووي الوطني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال، إن بلاده تسعى من منطلق نوايا سلمية فقط.

كما انتقد الولايات المتحدة لخروجها من الاتفاق النووي الإيراني خلال رئاسة دونالد ترمب. وتتفاوض الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا مع إيران لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015 الذي يهدف إلى منع البلاد من صنع قنبلة نووية. وتم تعليق الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018، والهدف من المحادثات الجارية هو رفع العقوبات الأميركية عن إيران وإعادة فرض القيود على برنامج طهران النووي. وأشارت أحدث التطورات إلى أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدودة مرة أخرى.

 

مقتل 76 شخصاً في احتجاجات إيران مع اشتداد حملة القمع

لندن/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

قُتل أكثر من 76 شخصاً في الحملة الأمنية التي تنفّذها السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين في أعقاب وفاة مهسا أميني في الاعتقال، وفق ما أعلنت (الاثنين) منظمة حقوقية غير حكومية. لكن بحسب أحدث حصيلة أعلنتها السلطات قُتل 41 شخصاً بينهم متظاهرون وعناصر أمن. وأوقفت السلطات الإيرانية أكثر من 1200 متظاهر، وفق ما أعلن مسؤولون (الاثنين)، خلال حملة القمع الدامية للتظاهرات التي تواصلت لليلة العاشرة احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء توقيفها لدى «شرطة الأخلاق». وليل الاثنين، نظّمت تظاهرات جديدة في طهران وغيرها من المدن، وفق ما أفاد شهود وكالة الصحافة الفرنسية. وأطلق محتجون في طهران شعارات مناهضة للمرشد الإيراني علي خامنئي (83 عاماً) وهتفوا «الموت للدكتاتور». وأظهر تسجيل فيديو من أحد الطوابق العليا يُعتقد أنه التقط في مدينة تبريز، أشخاصاً يتظاهرون على وقع إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وفق مشاهد نشرتها منظمة «حقوق الإنسان في إيران»، ومقرها أوسلو. وأعلنت المنظمة غير الحكومية أن 76 شخصاً قُتلوا في حملة القمع، وكانت حصيلتها السابقة تشير إلى مقتل 57 شخصاً. وقالت منظمة «هنكاو» الكردية الحقوقية ومقرها النرويج، إن عدداً من النساء في مدينة سنندج لوّحن بحجابهن فوق رؤسهن متحدّين السلطات فيما أطلق سائقون أبواق سياراتهم تضامناً. وارتفع مستوى التوتر بين إيران والدول الغربية، إذ أعربت باريس (الاثنين) عن «إدانتها بأشدّ العبارات القمع العنيف الذي يمارسه الجهاز الأمني الإيراني ضدّ التظاهرات» المستمرّة في إيران، فيما استدعت ألمانيا السفير الإيراني، غداة تنديد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام «غير المتكافئ والمعمم» للقوة واستدعاء طهران السفيرين البريطاني والنرويجي. وقال مدير منظمة «حقوق الإنسان في إيران» محمود أميري مقدّم «ندعو المجتمع الدولي إلى اتّخاذ خطوات عملية بشكل حاسم وموحد لوقف قتل وتعذيب المتظاهرين»، مضيفاً أن التسجيلات المصورة وشهادات الوفاة التي حصلت عليها المجموعة تظهر بأن «الذخيرة الحية تطلق مباشرة على المتظاهرين». وعمد عناصر شرطة مكافحة الشغب الذين كانوا يحملون دروعاً بضرب المتظاهرين بالهراوات، ومزّق طلاب صوراً كبيرة لخامنئي وسلفه الخميني، وفق ما أظهرت مشاهد بثّتها وكالة الصحافة الفرنسية مؤخراً. وعمد متظاهرون إلى رشق الشرطيين بالحجارة وإحراق سيارات الشرطة والمباني الحكومية. وأفادت السلطات بأن نحو 450 شخصاً تم توقيفهم في محافظة مازندران الشمالية و700 شخص في محافظة غيلان المجاورة والعشرات في مناطق أخرى. وبحسب «لجنة حماية الصحافيين» تم توقيف 20 صحافياً. وقال رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي إن شرطة طهران تنتشر «24 ساعة في اليوم»، شاكراً العناصر المنهكين وقائد شرطة العاصمة أثناء زيارة إلى مقرها (الأحد). وكان قد شدّد إجئي في وقت سابق على «ضرورة التعامل بدون أي تساهل» مع المحرضين على «أعمال الشغب». ورغم القيود الصارمة على الإنترنت بما في ذلك حجب «إنستغرام» و«واتساب»، أظهرت مقاطع فيديو جديدة تم تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات، ليل (الأحد)، في طهران ومدن أخرى. وانتقد الاتحاد الأوروبي إيران وقال إن «الاستخدام غير المتكافئ للقوة في حق المتظاهرين مرفوض وغير مبرر»، على ما جاء في بيان لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد جوزيب بوريل.وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي «سيواصل درس كل الخيارات المتاحة قبل الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية إزاء وفاة مهسا أميني والطريقة التي ترد فيها القوى الأمنية الإيرانية على التظاهرات التي تلت»، في البلد الذي فرضت عليه عقوبات على خلفية برنامجه النووي.وحيّا الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي المتظاهرين وأكد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «التضامن مع نساء إيران الشجاعات اللواتي يتظاهرن من أجل ضمان حقوقهن الأساسية».

 

واشنطن تدعم مظاهرات إيران... ومشرعون يتهمون بايدن بالتقاعس ,وتوم كوتن انتقد «هوس الإدارة الأعمى بالاتفاق النووي الخرافي»

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تراوحت ردود أفعال المشرعين على الاحتجاجات في إيران ما بين الدعم الشرس للمحتجين، والانتقاد المباشر لسياسة الإدارة الأميركية حيال طهران. فمع استمرار الاحتجاجات بعد وفاة مهسا أميني، تتزايد تصريحات الدعم والتغريدات من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وقالت السيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبيرن، «أقف مع نساء إيران الشجاعات في تصديهن لحكومتهن القمعية». وتدعم النائبة الديمقراطية كايتي بورتر، هذا الموقف قائلة: «شرطة الأخلاق قتلت مهسا أميني الأسبوع الماضي، والآن يقمع النظام بعنف مواطنيه الذين يتظاهرون من أجل حريتهم. أنا أعرب عن دعمي للنساء الشجاعات اللواتي يدافعن عن حقوقهن». من جهته، اعتبر السيناتور الديمقراطي بوب مننديز، أن «جهود النظام لتحويل الانتباه من خلال الاعتداء على كردستان العراق وتنظيم مظاهرات مضادة لن تنجح». وأضاف مننديز، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الشيوخ: «نحن نرى نساء إيران ورجالها الشجعان يتدفقون إلى الشوارع للتظاهر رغم قطع الإنترنت والقمع العنيف من قبل القوى الأمنية». وفيما أعرب الجمهوريون بدورهم عن دعمهم للمحتجين، إلا أن أغلبيتهم استغلت الموقف لمهاجمة الإدارة الأميركية وسعيها المستمر للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وقال السيناتور الجمهوري توم كوتون، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، الأحد، «إذا أراد الرئيس بايدن فعلياً دعم المتظاهرين الشجعان في إيران، لكان تخلى عن جهوده لإعادة إحياء الاتفاق النووي الذي سيوفر مليارات الدولارات لنظام ديكتاتوري لا يزال حكامه يهتفون: الموت لأميركا». واتهم كوتون، إدارة بايدن، بالتقاعس عن دعم المتظاهرين الإيرانيين «للسبب نفسه الذي اعتمده باراك أوباما عندما خان متظاهري (الثورة الخضراء) في عام 2009: هوس أعمى باتفاق نووي رهيب». وردت الإدارة الأميركية على هذه الاتهامات في اليوم نفسه، فنفى مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، أن تشكل المفاوضات مع إيران أي عائق أمام الولايات المتحدة للإعراب عن دعمها للمتظاهرين. وقال سوليفان في مقابلة مع شبكة «سي بي إس»، «إن المفاوضات مع إيران على برنامجها النووي لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على نيتنا وإصرارنا على انتقاد ما يجري في شوارع طهران. ونحن اتخذنا خطوات ملموسة لمعاقبة شرطة الأخلاق التي تسببت بوفاة مهسا أميني، كما اتخذنا خطوات لمساعدة الإيرانيين على الحصول على الإنترنت وتقنيات التواصل التي تسمح لهم بالحديث مع بعضهم البعض ومع العالم. إذن من جهتنا، سوف نقوم بما يلزم لحماية الإيرانيين الشجعان». واعتبر سوليفان أن هدف المفاوضات هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي، مشدداً على أن الولايات المتحدة «مصرة على النجاح في سعيها هذا»، ورفض سوليفان الاتهامات التي تقول إن الإعفاءات من العقوبات جراء أي اتفاق نووي سوف تقوي من النظام. لكن هذا النفي غير كافٍ للمنتقدين، إذ حرص هؤلاء على تقييد يدي الإدارة في موضوع رفع العقوبات بكل طريقة ممكنة، آخرها طرح من قبل جمهوريين لمشروع قانون يمنع الإدارة من رفع العقوبات عن إيران إلى أن يقدم وزير الخارجية الأميركي ضمانات إلى الكونغرس بأن إيران «لم تدعم أي محاولات أو أنشطة لقتل مواطنين أو مسؤولين أميركيين حاليين أو سابقين أو أي إيرانيين يعيشون في الولايات المتحدة». وقالت السيناتورة الجمهورية جوني أرنست، في بيان لدى طرح مشروع القانون يوم الأربعاء الماضي، «من الصعب أن نتخيل أن إدارة بايدن تستمر في التودد لإيران في أملها للعودة إلى الاتفاق الإيراني الخرافي، على الرغم من الاعتداءات المستمرة على الأميركيين والمخططات لاغتيال مسؤولين أميركيين».

 

بلينكن: الغرب لن يعترف بالاستفتاءات الروسية في أوكرانيا

الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تعهد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، بأن الغرب لن يعترف مطلقًا بضم روسيا للأراضي الأوكرانية بعد أن بدأت السلطات التي نصبها الكرملين تعلن نجاح استفتاءات نظمتها في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو. وقال بلينكن للصحافيين «نحن والعديد من الدول الأخرى كنا واضحين تماما. لن نعترف - في الواقع لن نعترف مطلقًا - بضم روسيا لأراض أوكرانية»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وكرر بلينكن تهديد الرئيس جو بايدن بأن الولايات المتحدة «ستفرض على روسيا تكاليف سريعة وإضافية» لأنها مضت في إجراء الاستفتاءات. وقال «من المهم أن نتذكر ما يجري هنا. روسيا غزت أوكرانيا واستولت على أراض وتشارك في مخطط شيطاني على بعض الأراضي التي استولت عليها وأخرجت منها سكانها». وأضاف أن بعض الأشخاص يتم ترحيلهم والبعض الآخر «يختفي ببساطة... بعد ذلك ينقلون مواطنين من روسيا إليها وينصبون حكومات تابعة لهم وينظمون الاستفتاء ويتلاعبون بالنتيجة ليدّعوا بعد ذلك أن الأراضي هي جزء من روسيا».

 

انتفاضة المرأة الإيرانية: قوات الأمن تستخدم قوة مفرطة لكبح المتظاهرين و76 قتيلاً واعتقالات بالمئات... والأمم المتحدة تطالب طهران باحترام حق التجمع السلمي

لندن - طهران/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تواصلت المسيرات المناهضة للنظام في طهران وعدة مدن إيرانية أخرى واشتبكت قوات الأمن مع متظاهرين، في الليلة العاشرة على اندلاع الاحتجاجات التي انتشرت كالنار في الهشيم في أنحاء البلاد، بعد موت الفتاة الكردية مهسا أميني في ظروف غامضة في أثناء احتجازها لدى الشرطة.

وأظهرت التسجيلات المتداولة على شبكات الاجتماعي، نزول عدد كبير من الإيرانيين في مختلف أحياء طهران رغم المخاطر والأجواء الأمنية المشددة، بموازاة تجدد الاحتجاجات في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان وكبريات المدن مثل تبريز وأصفهان وكرج والأحواز. والتفّ المتظاهرون حول شعار «المرأة والحياة والحرية» وشعارات أخرى ضد المؤسسة الحاكمة، واستهدفت على وجه خاص المرشد الإيراني علي خامئني. وأظهر الكثير من تسجيلات الفيديو مطاردة عناصر شرطة مكافحة الشغب التي استخدمت الذخائر الحية لكبح المحتجين، بينما كانت هناك نساء يلوحن بالحجاب فيما أحرقته بعضهن أيضاً.

ونشر حساب «1500» صورة المختص بتتبع الاحتجاجات الإيرانية، مقطع فيديو من مدينة كرمان في جنوب البلاد، يُظهر فتيات يحرقن الحجاب، بينما ترتدي إحداهن قميصاً مكشوفاً من دون كمّين وبدورها، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن التلفزيون الرسمي الإيراني أن الشرطة اشتبكت مع من وصفتهم بـ«مثيري الشغب» في بعض المدن وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وسُمع في تسجيل فيديو دويّ هتاف «الموت للديكتاتور» في سماء مناطق من طهران وتبريز، وذلك في تكرار لظاهرة ترديد الهتافات من الشقق وسطح المباني السكنية في العاصمة. كما ردد المتظاهرون شعار «الموت لخامنئي» في مدينة سنندج. وفي مدينة يزد، ثالث أكبر معقل للمحافظين، ردد المحتجون شعار «هذا عام الدم، سيسقط سيد علي». وأظهرت مقاطع أخرى إطلاق قوات مكافحة الشغب النار على متظاهرين في مدينتي سنندج وسردشت الكرديتين. وسُمعت هتافات للمحتجين في أحد مقاطع الفيديو من طهران «سأقتل من قتلوا أختي». وكانت الاحتجاجات قد بدأت صباح الاثنين بإضراب عام للطلاب وأساتذة الجامعات الذين طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين. وقال أستاذ في جامعة «شريف» الصناعية إن صفوف الدراسة تبقى معلقة حتى إطلاق سراح جميع المعتقلين. ودعا طلاب الجامعات الإيرانية أساتذتهم إلى الانضمام إلى الاحتجاجات. وأضرب طلاب الجامعات عن الدراسة، في وقت دعت اللجنة التنسيقية للمعلمين إلى إضرابات يومي الاثنين والأربعاء هذا الأسبوع. ونشرت قناة «بي بي سي» الفارسية، تسجيل فيديو يُظهر مطاردة 12 شرطياً لأحد المتظاهرين في مدينة شيراز على ما يبدو. ويُظهر الفيديو تعرض المحتجين للضرب بالهراوات والصواعق الكهربائية.

ولا تزال السلطات تواصل قطع شبكة الإنترنت للهاتف الجوال، كما اشتكى المستخدمون من انقطاع الخدمة بشكل كامل في بعض المدن، وفقاً لمرصد «نتبلوكس» لمراقبة انقطاعات الإنترنت على «تويتر» ومصادر في إيران، حتى تجعل من الصعب على المتظاهرين نشر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.

* دعم متزايد

ودعت متحدثة باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان (الثلاثاء) رجال الدين الذين يحكمون في إيران إلى «الاحترام الكامل للحق في حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات». وقالت رافينا شمدساني في بيان، إن التقارير تشير إلى «اعتقال المئات، منهم مدافعون عن حقوق الإنسان ومحامون ونشطاء مجتمع مدني وما لا يقل عن 18 صحافياً». وجاء في البيان أن «الآلاف انضموا إلى التظاهرات المناهضة للحكومة في أنحاء البلاد على مدار الأيام الأحد عشر الماضية. وردّت قوات الأمن في بعض الأحيان بالذخيرة الحية». وقالت منظمة حقوق الإنسان لإيران، ومقرها أوسلو، في أحدث إحصائية لها إن 76 شخصاً قُتلوا في حملة القمع، وكانت الحصيلة السابقة التي أشارت إليها المنظمة 57 شخصاً. وفي وقت سابق (السبت) قال التلفزيون الرسمي إن عدد القتلى يبلغ 41 شخصاً. وتخطت الاعتقالات 1800 شخص حسب أرقام نشرتها وسائل إعلام حكومية ومنظمات حقوقية. وقال قيادي في شرطة سمنان (الاثنين) إن قوات الأمن أوقفت 155 شخصاً من المشاركين في الاحتجاجات. وقبل ذلك أعلن المدعي العام في محافظة مازنداران (الأحد) أن الاعتقالات شملت 450 شخصاً، وقال قيادي في شرطة محافظة جيلان (السبت) إن عدد الاعتقالات وصل إلى 739 شخصاً، وذكرت شبكة حقوق الإنسان في كردستان (السبت) أن الاعتقالات بلغت 435 شخصاً. ولاحقاً قال ناشطون إن الاعتقالات في مدينة أشنويه التي شهدت توتراً (الأحد)، تخطت 100 شخص. وأعلن اتحاد طلبة جامعة طهران (الأحد) أن قوات الأمن اعتقلت 60 طالباً في طهران. ونشر المحامي البارز سعيد دهقان في طهران، صور أربعة من زملائه الذين اعتقلتهم السلطات. وبدورها أكدت اللجنة الدولية لحماية الصحافيين، اعتقال ما لا يقل عن 20 صحافياً في طهران. من جهته، قال وزير الصحة بهرام عين اللهي، إن 72 من سيارات الإسعاف تعرضت للتخريب خلال عشرة أيام من اندلاع الاحتجاجات. وقال ناشطون في الأيام الأخيرة إن قوات الأمن تستخدم سيارات الإسعاف لنقل المعتقلين. وأظهر مقطع فيديو على الأقل إنقاذ موقوفين في سيارة إسعاف عالقة وسط نيران. وأقر رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي بشن حملة اعتقالات واسعة في إيران، عندما أشار إلى احتمال وجود أبرياء بين المعتقلين، ووعد بإطلاق من «لم يرتكبوا مخالفات منخفضة». وهدد بملاحقة قضائية للفنانين والمشاهير الذين أعربوا عن تضامنهم مع المحتجين. من جانبه، قال قائد «فيلق القدس» في محافظة جيلان محمد عبد الله بور، إن قوات الأمن «اعتقلت عدداً كبيراً من منفذي وقادة أعمال الشغب». وقال إن «القضاء سيتعامل بجدية مع هؤلاء». وقال بيان لـ«الحرس الثوري» في جيلان إنه اعتقل 12 شخصاً لـ«إقامة جلسات سرية بهدف استقطاب الأعضاء وتنظيم أعمال تخريبية في المحافظة»، مضيفاً أن الموقوفين «كانوا يخططون لمهاجمة مراكز حكومية وأمنية حساسة، وإثارة أعمال شغب في مدينة رشت والمدن المجاورة». وفي نيويورك، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في لقاء نظيره الكوبي إن «الجمهورية الإسلامية لديها المهارات اللازمة لكبح الاحتجاجات ومواجهة أي تدخل خارجي واستغلال مشاعر الناس».

* انقسام برلماني

وقالت ممثلة طهران في البرلمان زهره لاجوردي إن «الأعداء يريدون إثارة القضايا الهامشية، لإثارة الاضطرابات والنزاع في البلاد لصرف الأنظار عن نتائج زيارة الرئيس الإيراني إلى نيويورك، لكنها فشلت». وعلى النقيض، قال جلال رشيدي كوشي، العضو بلجنة الشؤون الداخلية، إنه ما دامت لم تتعامل الحكومة مع القضايا الحالية بموضوعية، فلن يسير أي من الأمور في البلاد بصورة صحيحة. وأضاف أن نظريات المؤامرة والاتهامات والعنف والنفاق السياسي لن تحل الاضطرابات أو تحرك البلاد إلى الأمام. ووصف النائب المحافظ المتشدد محمود نبويان، المحتجين بـ«الزبد على سطح الماء» و«النجاسة». وقال في تصريح لوكالة «مهر» الحكومية إن «الشعب بحضوره سيطرد هذه النجاسات من رداء النظام». وكان نبويان يشير في تصريحاته إلى المسيرات المضادة التي نظّمتها جهات حكومية وقوات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري»، الأحد والجمعة، على غرار المظاهرات المضادة التي نظّمتها السلطات ضد احتجاجات الموجة الخضراء التي اجتاحت إيران لفترة ثمانية أشهر بعد الانتخابات الرئاسية عام 2009. وقال نبويان إن «من يقومون بأعمال الشغب أشخاص يسعون وراء الفحشاء والشهوة في المجتمع وسيتم إيقافهم». وأضاف: «الناس لديها مشكلات اقتصادية كثيرة لكن نرى أن أعمال الشغب لم تطرح المطالب الاقتصادية». ويخشى حكام إيران من تجدد الاضطرابات التي شهدتها البلاد عام 2019 احتجاجاً على ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ إيران. وذكرت «رويترز» أن تلك الاحتجاجات شهدت سقوط 1500 قتيل.

* تضامن المشاهير

والتحق نجم المسلسلات الكوميدية سيامك أنصاري إلى قائمة الممثلين والمخرجين الإيرانيين الذين أعربوا عن تأييدهم للاحتجاجات. وخاطب المحتجين عبر حسابه على «إنستغرام»، قائلاً إن «حق إيران ليس الهراوات والحرب والعقوبات وانعدام العدالة وقلة الاحترام». وقال: «الفن أصغر من شجاعتكم». وانضم برايان كوكس إلى نجوم ومشاهير في العالم أدانوا وفاة مهسا أميني وقمع المحتجين في إيران. واعتبر أن من واجب الجميع إعلان التضامن مع الإيرانيين. ونشرت زوجته نيكول كوكس وهي من أصول إيرانية، مقطع فيديو من قص شعرها تضامناً مع انتفاضة المرأة الإيرانية. وانتقدت مجموعة من أساتذة الجامعات البارزين في العالم، مضايقة السلطات الإيرانية لأساتذة الجامعات. وأعلن أستاذ الفلسفة في جامعة بهشتي بطهران نصر الله حكمت انضمامه إلى إضرابات الطلاب. بدوره، التحق المخرج الإيراني أمير نادري بمخرجين وممثلين سينمائيين أعربوا عن تضامنهم مع الاحتجاجات. وأشاد في رسالة بخط يده بالشباب «الذين يضحّون بأنفسهم من أجل الحرية». وكتب «أنا فداء من يضحون بأنفسهم بهذه الطريقة من أجل الحرية... الأشجار تثمر وستثمر».

 

«انتفاضة المرأة» ترهق القوات الأمنية... ودعوات ألمانية ـ كندية لمعاقبة الشرطة الإيرانية

القضاء يقر باعتقالات واسعة ويتوعد الفنانين والرياضيين وسط إضرابات في جامعات طهران

لندن – طهران/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تتمدد الاحتجاجات الإيرانية مع توسع التنديد العالمي على مدار الساعة، في وقت تسابق السلطات الزمن لإخماد الاحتجاجات المنددة بوفاة مهسا أميني (22 عاماً) في ظروف غامضة، أثناء احتجازها لدى الشرطة، الأمر الذي فجر إدانات دولية. وسار عدد كبير من طلاب جامعات طهران وتبريز في باحة جامعاتهم تلبية لنداء اللجنة التنسيقية لنقابات المعلمين ومناشدات أساتذة الجامعات لتعليق الدراسة تضامناً مع الطلاب المعتقلين. وعلى بعد أمتار من جامعة طهران، ردد طلاب جامعة «مدرس» التي تخرج منها مسؤولون كبار، شعار «كيانكم في مهب الريح»؛ في إشارة إلى المؤسسة الحاكمة. وقال أحد أساتذة جامعة «شريف» الصناعية، على تويتر: «ما لم يتم إطلاق سراح جميع الطلاب، لن نشارك في أي حصة دراسية». وبموازاة ذلك، كتب عدد من طلاب جامعة «علم وصنعت» في طهران، إن «مسؤولي الجامعات يتعاونون مع الأجهزة الأمنية وتحولوا على جزء من هيكل القمع». وتحدى المحتجون مساء الأحد انتشار وحدات من القوات الخاصة «نوبو» والقوات الخاصة بمكافحة الشغب بالإضافة إلى قوات الباسيج، وبقوا في شوارع عدة أحياء من العاصمة طهران، مرددين هتافات: «الموت للديكتاتور»؛ في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، كما رددوا هتافات منددة بنجله مجتبى الذي ترددت أنباء عن احتمال توريثه السلطة.

ساحة حرب

وأبانت تغريدات على «تويتر» سيطرة المحتجين على مناطق ستارخان وآريا شهر (صادقيه) في غرب العاصمة. وتعكس الفيديوهات تحول المنطقة إلى ساحة حرب مفتوحة بين قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع، والصواعق الكهربائية. وأشعل المحتجون النار في لوحة إعلانية عملاقة تحمل صورة الجنرال قاسم سليماني. ونزل المحتجون في أحياء شمالية من العاصمة. كما عادت المسيرات الاحتجاجية إلى مناطق شرق طهران، بعدما وردت أنباء عن سيطرة قوات الباسيج على تلك المناطق في الأيام الماضية. وعلى غرار الليالي السابقة، أظهرت تسجيلات فيديو استخدام الذخائر الحية من القوات الأمنية الذين أطلقوا النار بكثافة في عدة مناطق من العاصمة طهران على المحتجين. وفي المقابل، أشعل المحتجون النار في حاويات للنفايات، محاولة لتقليل آثار الغاز المسيل للدموع. ويسمع من أحد الفيديوهات عدد كبير من المحتجين يرددون هتافات منددة بالشرطة لاستخدام الليزر الأخضر. وكان ناشطون قد حذروا في الأيام الماضية من تواجد أشخاص بملابس مدنية في صفوف المحتجين، لتوجيه قوات الأمن على المحتجين عبر استخدام الليزر. وكانت مفاجأة الليلة التاسعة، توسع نطاق الاحتجاجات في محافظات وسط البلاد وخاصة أصفهان ويزد، وشيراز، حسبما أظهرت تسجيلات الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، وترددت أنباء عن مدينة الأحواز في جنوبي غرب البلاد. وتخطى وسم مهسا أميني باللغتين الفارسية والإنجليزية، 100 مليون تغريدة على «تويتر»، تاركاً رقماً قياسياً على صعيد القضايا المتعلقة بإيران في «تويتر». وتواصل المرأة دورها البارز في قيادة الاحتجاجات، ولوح بعضهن بالحجاب وأقدمت أخريات على حرقه، لكن شعارات الاحتجاجات باتت تشير إلى نطاق أوسع من مطالب الإيرانيين. وفي مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت شقيقة جواد حيدري، الذي قتل بمدينة قزوين بنيران قوات الأمن، بقص شعرها على قبره، على غرار قص الشعر الذي أصبح رمزاً لانتفاضة المرأة في إيران. ونقلت «رويترز» عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الاثنين أن حوالي عشرين صورة لمتظاهرين بينهم نساء في شوارع عدة في مدينة قم الواقعة على بعد حوالي 150 كيلومتراً جنوب العاصمة.

اعتقال أبرياء

واعتقلت السلطات أكثر من 1800 شخص في محافظات كردستان ومازنداران وجيلان بحسب أرقام أعلنها مسؤولون ومنظمات حقوق إنسان. ولم تصدر بيانات بشأن المعتقلين في غالبية المحافظات الـ31 التي اجتاحتها المسيرات المنددة بالنظام. وقتل 41 شخصاً على الأقل وأوقف أكثر من ألف، وفق مسؤولين، في الاحتجاجات، لكن تسجيلات الفيديو ومنظمات حقوقية تشير إلى أعداد أكبر من القتلى. وناشدت منظمة العفو الدولية الإيرانيين بإرسال معلومات عن سقوط ضحايا والجرحى والمعتقلين. وقال المحامي سعيد دهقان إن السلطات اعتقلت أربعة من زملائه محامين أعلنوا تضامنهم مع الاحتجاجات. وأضاف على تويتر أن «الجمهورية الإسلامية لم تفهم حكم القانون أبداً وابتعدت عن التظاهر بالعمل وفق القانون لكي تتحول إلى عصابة إجرامية بشكل كامل». وأقر رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إجئي بحملة الاعتقالات التي طالت عددا كبيرا من المحتجين. وأضاف: «هناك إمكانية لاعتقال أبرياء أكثر في الاضطرابات وأعمال الشغب، لقد وجهنا أوامر بإطلاق سراح الأبرياء أو حتى الذين ذنوبهم منخفضة». ونشرت وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني أمس تسجيل فيديو من مكالمة أجراها إجئي مع ضباط الشرطة. ويقول في الفيديو إن «هذه القوات تعاني من الأرق والتعب»، وقال: «لم يناموا ليلة أمس فحسب، بل لم يناموا في الليالي السابقة». ويضيف: «القوات الخاصة لم تنم منذ ثلاث ليال». وتداول مقطع فيديو مساء الأحد من قائد الشرطة الإيرانية حسين اشتري يقول لعدد من عناصر قوات الخاصة: «لا تشكوا ذرة واحدة، طريقنا صحيح، لو كان قاسم سليماني لقال لكم أحسنتم عملاً».

تهديد المشاهير

وجه إجئي تهديداً صريحاً للشخصيات الشهيرة التي أعلنت عن تضامنها مع الاحتجاجات، وقال: «من اشتهروا بدعم هذا النظام... وضموا صوتهم للأعداء... يجب أن يعلموا جميعاً، عليهم أن يدفعوا ثمن الخسائر المادية والمعنوية للبلاد والشعب»، وذهب أبعد من ذلك قائلاً: «سيتم تحديدهم بمساعدة الناس والأجهزة الأمنية وسيعاقبون على أعمالهم». وهاجم بدوره رئيس تحرير صحيفة «كيهان»، حسين شريعتمداري الشخصيات الشهيرة قائلاً إن «الفنان الذي أكل من هيئة الإذاعة والتلفزيون لسنوات والآن يتصرف بشكل مقلوب، أو الرياضي الذي حصل على مليارات تحت إبط هذه البلاد ويساوي منزله المليارات، يجب تعويض خسائر البلد من هذه المليارات». جاء ذلك بعدما نشرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» صورة من تعميم إيران نشرة حمراء عبر الإنتربول لتوقيف علي كريمي، لاعب المنتخب الإيراني لكرة القدم سابقاً. وأثار كريمي الذي يعد بين الرياضيين الأكثر شعبية في بلاده، سخط السلطات الإيرانية بسبب تغريداته التي دعا فيها إلى توسيع الاحتجاجات ودعا فيها المحتجين إلى الوحدة. ودعا النائب السابق، المتشدد المحافظ حميد رسايي إلى توقيف أموال كريمي. وكان كريمي واحداً من عشرات المشاهير في الداخل الإيراني الذين اتخذوا مواقف غير مسبوقة لإدانة قمع الاحتجاجات في إيران. وتتزامن هذه المواقف مع مواقف مماثلة من المشاهير الإيرانيين في الخارج، وشخصيات عالمية في مجالات الفن والسياسة. ورفض لاعب المنتخب الإيراني السابق، كريم باقري التهديدات بملاحقة كريمي، وقال: «علي كريمي ليس خائناً للوطن، إنما هو وطني شريف». ووجه خطابه إلى «الرجل ماسح الجوخ الذي أراد تحويل البيت الأبيض إلى حسينية». وأضاف: «بهذه الأدبيات السخيفة تسيئ لكل شرائح المجتمع، كل يوم تزداد وقاحة، كلنا نزلنا للشارع ليذهب أمثالك». ونظمت الدولة تجمعات ومسيرات مضادة للاحتجاجات. وهو الأسلوب الذي اتبعته السلطات في الاحتجاجات التي انطلقت بعد حراك الموجة الخضراء في 2009، قبل أن توسع عملياتها الأمنية.

ورغم أن المظاهرات بسبب وفاة أميني تمثل تحدياً كبيراً للحكومة، لا يرى المحللون أي تهديد مباشر لقادة البلاد لأن قوات الأمن تمكنت في السابق من إخماد احتجاجات بحسب «رويترز».

عزلة دولية

وارتفع مستوى التوتر بين طهران والدول الغربية إثر استدعاء ألمانيا السفير الإيراني، غداة تنديد الاتحاد الأوروبي بالاستخدام «غير المتكافئ والمعمم» للقوة واستدعاء طهران السفيرين البريطاني والنروجي. واتهمت إيران الولايات المتحدة باستغلال الاحتجاجات التي أثارتها قضية مهسا أميني. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لموقع «نور نيوز» منصة لمجلس الأعلى للأمن القومي: «تحاول واشنطن دائماً زعزعة استقرار إيران وأمنها رغم أنها لم تنجح في ذلك». واتهم كنعاني، عبر صفحته على «إنستغرام»، قادة الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية باستغلال حادث مأساوي لدعم «مثيري الشغب» وتجاهل «وجود الملايين في شوارع البلاد وساحاتها لدعم النظام». واستدعت إيران سفيري بريطانيا والنرويج الأحد بسبب ما وصفته بأنه «تدخل وتغطية إعلامية معادية». وفي الأسبوع الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شرطة الأخلاق في إيران بسبب مزاعم الإساءة للنساء الإيرانيات، قائلة إنها تحمل الوحدة مسؤولية مقتل أميني. قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أمس إن كندا ستفرض عقوبات على المسؤولين عن وفاة مهسا أميني (22 عاماً)، مشيراً إلى أن العقوبات ستشمل ما تسمى بشرطة الأخلاق الإيرانية وقيادتها. وأضاف ترودو للصحافيين في أوتاوا: «لقد رأينا إيران وهي تتجاهل حقوق الإنسان مرارا وتكرارا، والآن نراها (وهي مسؤولة عن) موت مهسا أميني وقمع الاحتجاجات». وقال ترودو بعد لحظات من تصريحات مماثلة لوزيرة خارجيته ميلاني جولي خلال خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «اليوم، أعلن أننا سننفذ عقوبات على عشرات الأفراد والكيانات، بما في ذلك ما تسمى شرطة الأخلاق الإيرانية».

في برلين، طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بفرض عقوبات جديدة على البلاد. وقالت لوكالة الأنباء الألمانية: «في دائرة الاتحاد الأوروبي سيتعين علينا الآن التحدث على نحو عاجل للغاية عن مزيد من العواقب، التي تشمل بالنسبة لي أيضاً عقوبات ضد مسؤولين... محاولة قمع الاحتجاجات السلمية بعنف أكثر فتكاً يجب ألا تمر دون رد». وأضافت بيربوك: «حقوق المرأة هي مؤشر على حالة المجتمع... إذا لم تكن النساء آمنات في بلد ما، فلن يكون أحد آمناً»، مضيفة أنه تم استدعاء السفير الإيراني إلى وزارة الخارجية بعد ظهر الاثنين. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن ألمانيا استدعت السفير الإيراني بسبب حملة القمع. ورداً على سؤال حول احتمال فرض مزيد من العقوبات على طهران رداً على الاضطرابات، قال المتحدث: «سننظر في جميع الخيارات» مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

 

ناشطون عراقيون يتضامنون مع متظاهري إيران نظموا وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ببغداد

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

نظم العشرات من الناشطين العراقيين والمحسوبين على «حراك تشرين» الاحتجاجي، إلى جانب عدد من المنظمات والشخصيات النسوية الناشطة في مجال حقوق المرأة، أمس (الاثنين)، وقفة تضامنية مع الشعب الإيراني الذي يتظاهر ضد سلطات بلاده عقب وفاة الفتاة مهسا أميني، بعد تعرضها للعنف أثناء الاعتقال من قبل ما يسمى شرطة الأخلاق الإيرانية. واختار المنظمون ساحة الفردوس وسط بغداد التي شهدت إسقاط تمثال الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، لتكون مكاناً لوقفتهم التضامنية. وقال الناشط علي عباس، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوقفة تعبير عن دعمنا للشعب الإيراني وانتفاضته ضد الطغيان، نحن مع كل شعب يخرج للمطالبة بحقوقه من أجل العيش بحرية وكرامة». وتتابع قطاعات عراقية واسعة باهتمام تطورات الاحتجاجات الإيرانية، بالنظر لاعتقاد الكثيرين بانعكاس وأهمية ما يجري هناك، سلباً أو إيجاباً، على العراق. ففي الجانب الشعبي تؤيد معظم جماعات «حراك تشرين» الاحتجاجي بقوة الاحتجاجات في إيران، وتأمل في أن تسهم في كبح جماح إيران وضعضعة قدرتها على التحرك في دول الإقليم، وانعكاس ذلك على الأوضاع العراقية التي تعاني منذ سنوات من نفوذ طهران المتنامي. وعلى الجانب السياسي بدا واضحاً أن غالبية القوى السياسية والفصائل الشيعية، خاصة المنضوية تحت مظلة «الإطار التنسيقي» والمعروفة بولائها وقربها من إيران، تقف بالضد مما يجري في إيران، ومنذ انطلاق الاحتجاجات الإيرانية تتجاهل جميع المنصات الإعلامية لتلك القوى الحدث الإيراني ولا تنقل أخباره وتقوم غالباً بنقل وجهات نظر السلطات الإيرانية في هذا الاتجاه، ما أثار استغراب بعض الصحافيين والمراقبين. وكسرت المنصات الإخبارية ووسائل الإعلام المقربة والتابعة للتيار الصدري، ما يشبه الإجماع الشيعي الرسمي المناهض لمظاهرات إيران، من خلال قيام تلك المنصات ووسائل الإعلام بتغطية الخبر الإيراني أولاً بأول، وغالباً ما كانت تشير إلى القوة المفرطة التي تتعامل بها قوى الأمن الإيرانية ضد المتظاهرين وتقارنها بالقوة المماثلة التي استخدمتها القوات العراقية في احتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) 2019 ضد المتظاهرين العراقيين. وعلى الجانب الكردي، أظهر الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني قدراً واضحاً من التعاطف مع مظاهرات إيران من خلال سماحه بخروج مظاهرة مؤيدة ومتضامنة مع الشعب الإيراني في أربيل. في غضون ذلك، تقوم السلطات الإيرانية منذ ثلاثة أيام، بقصف المناطق الحدودية العراقية في محافظة السليمانية بإقليم كردستان بذريعة محاربة حزب بيجاك (الحياة الحرة) الكردي المعارض لطهران، ويتخذ من المنطقة الحدودية مكاناً لنشاطاته السياسية والعسكرية. واتهم مساعد الرئيس الإيراني للشؤون التنفيذية صولت مرتضوي، أمس (الاثنين)، أحزاباً كردية إيرانية توجد في شمال العراق، بالتورط في اندلاع ما وصفها بـ«الفتنة الأخيرة»، وفقاً لما نقلته عنه وسائل إعلام إيرانية.

 

نساء في شمال سوريا ينظمن احتجاجاً ضد اضطهاد المدنيين في إيران

القامشلي/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تظاهرت مئات النساء في شمال سوريا، الخاضع لسيطرة الأكراد، الاثنين احتجاجاً على مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في أثناء احتجازها بمقر شرطة الأخلاق في إيران، وقصت بعض المحتجات شعرهن وحرقن الحجاب في صدى للمظاهرات في إيران. وتوفيت أميني (22 عاماً) في وقت سابق هذا الشهر بعد احتجازها في طهران لدى شرطة الأخلاق. وتسببت وفاتها في أكبر اضطرابات في إيران منذ عام 2019. ورفعت المحتجات صورا لمهسا أميني خلال مسيرة في أحد شوارع مدينة القامشلي بشمال شرقي سوريا. وقالت سوسن حسين (52 عاماً)، وهي موظفة في الإدارة التي يقودها الأكراد شاركت في المظاهرة: «تعرضت (مهسا) لمعاملة وحشية من الطغاة الإيرانيين. لا نقبل بهذه الإهانة لأي امرأة كانت بالمجتمع».وقالت أروى الصالح، عضو منظمة «مؤتمر ستار» لحقوق المرأة التي دعت إلى الاحتجاج: «إننا نؤيد ونؤازر الاحتجاجات والانتفاضات في إيران». واحتج العشرات على مقتل مهسا أميني الأحد في بلدة سولي الكردية العراقية. واتصل أحد الزعماء الأكراد الرئيسيين في العراق - وهو مسعود البرزاني - الأسبوع الماضي بأسرة مهسا أميني لتقديم التعازي.

 

العراق: استقالة الحلبوسي تسرق الأضواء من تحالف سياسي جديد قبل ولادته والحكيم دعاه إلى سحبها... والصدر يتجاهل دعوات المشاركة

بغداد/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

فيما دعا زعيم تيار الحكمة والقيادي في قوى الإطار التنسيقي عمار الحكيم، رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، إلى سحب استقالته فإن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تجاهل كل الدعوات للانضمام إلى ائتلاف «إدارة الدولة» الجديد الذي لم يعلَن عنه رسمياً بعد. وقال الحكيم خلال مشاركته في ملتقى الرافدين اليوم (الثلاثاء): «نتمنى أن يسحب الحلبوسي استقالته قبل الجلسة ولا نتمنى أن يُطرح موضوع مثل هذا النوع فرئيس مجلس النواب مورد احترام وتقدير الجميع». وكان الحلبوسي قد فجّر قنبلة (الأحد) حين وضع في صدارة جدول أعمال مجلس النواب في جلسته الأولى غداً، بعد شهور من التأجيل، استقالته من منصبه، فيما كانت الفقرة الثانية هي انتخاب النائب الأول لرئيس المجلس. وبينما برر الحلبوسي في تصريحات له لدى مشاركته في متلقى سياسي في بغداد أن سبب تقديم الاستقالة يعود إلى أنه كان جزءاً من تحالف سياسي يدعو إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية (في إشارة إلى تحالف «إنقاذ وطن» مع الصدر ومسعود بارزاني) بينما أصبح اليوم جزءاً من وضع جديد وهو تشكيل ائتلاف يدعو إلى حكومة توافقية، فإن أطرافاً سياسية كثيرة وفي المقدمة منها قوى الإطار التنسيقي ترى أن استقالة الحلبوسي مجرد مناورة سياسية لإحراج قوى الإطار بإعادة انتخابه بأغلبية كبيرة. الحكيم، الذي عد رفض التيار الصدري مرشح الإطار التنسيقي محمد شيّاع السوداني لمنصب رئيس الحكومة المقبلة منحصراً في التصريحات الإعلامية فقط ولا يوجد موقف رسمي بهذا الشأن، فإنه عدّ في الوقت نفسه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بمثابة «أخ وصديق»، معرباً عن استعداده للذهاب إلى الحنانة، حيث مقر الصدر، للتفاهم معه ودعوته إلى المشاركة في هذا التحالف الجديد.

وفي الوقت الذي تتخذ قوى الإطار التنسيقي مواقف متشددة من إمكانية التجديد لرئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، فإن الحكيم أشاد بالكاظمي قائلاً: «لا شك أن الكاظمي بنى علاقات إقليمية ودولية مهمة، وأعاد العراق إلى دور حيوي في بناء هذه المنظومة، وهذا شيء مشهود له ونجح في تهدئة الشارع العراقي».

وبالعودة إلى استقالة الحلبوسي، يقول سياسي سني تحدث إلى «الشرق الأوسط» شريطة عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته، إن «عرض الحلبوسي استقالته من رئاسة البرلمان خطوة في غاية الذكاء خصوصاً بعد أن كانت قوى الإطار التنسيقي تستعد لإقالته بعد استئناف جلسات البرلمان بسبب تحالفه مع الصدر ومساهمته مع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في تمزيق البيت الشيعي عبر المضي مع الصدر في مشروع يرى الشيعة أنه سوف يُفقدهم الأغلبية في البرلمان وهذا ما لا يمكن لهم أن يسمحوا به». ويضيف السياسي السني أن «قوى الإطار التنسيقي عملت على تشجيع خصوم الحلبوسي في المحافظات الغربية على التمرد ضده وربما تحديد بديل لرئاسة البرلمان غير أن ما قام به الحلبوسي بعد تشكيل هذا التحالف هو أنه أجهض ليس فقط مخطط إقالته إنما سوف يجبر من أراد إقالته بالأمس على أن يجدد له اليوم لأن قبول الاستقالة يعني انهيار التحالف الجديد قبل أن يعلن رسمياً».

إلى ذلك، قال قيادي في الإطار التنسيقي، إن خطط الإعلان عن التحالف الجديد تعثرت بعد الخطوة المفاجئة لرئيس البرلمان. وذكر القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المفاوضات، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الإطار التنسيقي عاد إلى المربع الأول بعد حركة الحلبوسي، ورغبة قادة في الإطار التفاهم مع الصدر قبل تشكيل الحكومة». وأوضح القيادي، الذي كان حاضراً في اجتماع للإطار لمناقشة خطوة الحلبوسي، أن «قادة الأحزاب الشيعية محبطون من تعقد المناورات ووصولها إلى مرحلة جديدة من الانسداد». أما أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني، فيرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «من الواضح أن خطوة الحلبوسي بالاستقالة ذكية وجريئة وجاءت لحظتها الحرجة على الإطار التنسيقي الذي كان يلوّح مراراً بسحب الثقة من الحلبوسي». وأضاف البدراني أن «الإطار التنسيقي حين وصل لخطوة متقدمة في إعلان تحالف من أغلب القوى السياسية بالبرلمان أصبح بحاجة ماسّة لوجود رئيس البرلمان الذي وجّه مفاجأة وصدمة في الوقت نفسه وبالتالي فإن الإطار التنسيقي سيكون داعماً لتأييد رفض الاستقالة، ولا خيار سوى التجديد».

 

مرصد سويدي: تسجيل انفجارين تحت البحر قبل تسرب الغاز من «نورد ستريم»

ستوكهولم/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تم تسجيل انفجارين تحت الماء قبل اكتشاف ثلاثة تسريبات على خط «نورد ستريم»، الذي يربط بين روسيا وأوروبا، حسب ما أفاد معهد رصد الزلازل السويدي، الثلاثاء، بعد أن أثارت التسريبات شكوكاً حول حدوث تخريب. وسجلت الشبكة الوطنية السويدية لرصد الزلازل «إطلاقين هائلين للطاقة»، قبل وقت قصير من تسرب الغاز قبالة سواحل جزيرة بورنهولم الدنماركية، وبالقرب منه، حسبما صرح بيتر شميت، عالم الزلازل بجامعة أوبسالا لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «إطلاق الطاقة بهذا القدر الضخم لن يسببه أي شيء آخر غير انفجار».

 

موسكو: نتائج أولية للاستفتاء في 4 مناطق أوكرانية تظهر تأييداً كبيراً للضم

موسكو/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية أن النتائج الأولية لاستفتاءات ضم أربع مناطق أوكرانية خاضعة لسيطرة روسية كلية أو جزئية تظهر فوز الـ«نعم»، وذلك بعد فرز أصوات مكاتب الاقتراع في روسيا، وفق ما أفادت به وكالات روسية الثلاثاء. وأوردت وكالات «ريا نوفوستي» و«تاس» و«إنترفاكس» للأنباء أن اللجنة الانتخابية الروسية أكّدت أن التأييد جاء بنسبة 97% إلى 98% من الأصوات بعد فرز بين 20% و27% من الأصوات في مراكز الاقتراع في روسيا، فيما بدأ فرز الأصوات في المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسية. ونقلت الوكالات عن رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن المجلس قد يبحث في دمج أجزاء تسيطر عليها موسكو من أربع مناطق أوكرانية في روسيا في الرابع من أكتوبر تشرين (الأول) المقبل. وتحدّث رئيس إدراة الاحتلال الروسية في خيرسون فلاديمير سالدو، مع وسائل إعلام روسية، عن نجاح الاستفتاء الذي نُظم في حالة طوارئ استمرت خمسة أيام، رغم القصف، وبحضور القوات المسلحة الروسية. وقال، بالحديث عن المناطق الواقعة تحت سيطرة روسية، «من الواضح بالفعل أن الغالبية الساحقة من الناس أيدت الخروج من أوكرانيا والاتحاد مع روسيا». من جهته، أكّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الثلاثاء أن نتائج الاستفتاءات «لن تؤثّر» على تحركات الأوكرانيين على الجبهة في مواجهة الجيش الروسي. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا «لن يؤثّر ذلك على سياستنا وعلى دبلوماسيتنا وعلى تحركاتنا في المجال العسكري».

 

 تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الوضع الأمني يتصدّر المشهد… و3 جبهات أساسيّة

يوسف دياب/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

عاد الوضع الأمني في لبنان ليتصدر المشهد، ويفرض نفسه بقوة على الأجهزة العسكرية والأمنية التي تتصدى له على ثلاث جبهات:

الأولى تعقب الخلايا الأمنية النائمة، لا سيما ما يتصل منها بالتنظيمات الإرهابية، وقطع الطريق على عودة التفجيرات والاغتيالات.

والثانية مواجهة شبكات التجسس الإسرائيلي التي تفرخ بين وقت وآخر.

والثالثة تتمثل بتنامي عمليات السطو المسلح المتنقلة بين المناطق، وتثير القلق من تفلت أمني قد يدفع ببعض الأطراف لاعتماد الأمن الذاتي.

ورغم الظروف المالية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها الأجهزة الأمنية على اختلافها، فهي مطالبة بأن تفعل دورها في سياسة «الأمن الوقائي» و«العمليات الاستباقية»، خصوصاً أن الضغوط الأمنية هذه تتكثف على أبواب استحقاقات مصيرية بالنسبة للبنان، بدءاً من تشكيل الحكومة إلى الانتخابات الرئاسية ووصولاً إلى مخاض ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وبرزت ثمار هذه السياسة في الكشف عن خلية أمنية كانت تخطط لعمليات تستهدف الجيش في البقاع، وقال مصدر أمني بارز لـ«الشرق الأوسط»، إن «مخابرات الجيش ضبطت الأسبوع الماضي شبكة تنشط لصالح تنظيم (داعش) وكانت تخطط لاستهداف موقع عسكري للجيش اللبناني ودوريات في منطقة البقاع». وأفاد بأن «مخابرات الجيش ضبطت الخلية في إحدى بلدات البقاع الغربي، وكانت تجهز عبوات ناسفة لاستهداف مركز عسكري كبير للجيش يقع على إحدى تلال المنطقة، وتفجير دورية مؤللة بعد رصد الطرق التي تسلكها بشكل دائم، والتخطيط لتفجير مركز ديني حساس»، مؤكداً «توقيف ثلاثة من عناصرها، فيما تبين أن مشغل وممول الخلية هو لبناني يقيم في كولومبيا. أما أميرها الشرعي الذي أسسها وواظب على إعطائها دورساً في العقيدة الجهادية، ويغذيها بأفكار التنظيم المتطرف، فقد تمكن من السفر إلى كولومبيا والالتحاق بالممول فور تبلغه توقيف أفراد الخلية».

وقال المصدر إن مخابرات الجيش «نسقت مع فاعليات المنطقة ووضعتهم في أجواء عودة التنظيمات لتجنيد أشخاص لبنانيين، وضرورة التنبه من استمالة شباب المنطقة مجدداً وتجنيدهم لصالح التنظيم الإرهابي الأخطر وهو داعش».

وأخذ الحديث عن عودة الخلايا الأمنية إلى شمال لبنان، حيزاً كبيراً من المتابعة والاهتمام، وتناوله الإعلام اللبناني على أنه خطر داهم وصاعق قابل لتفجير الساحة اللبنانية بأي وقت، إلا أن المصدر الأمني اعتبر أن «الدعاية أخذت بعداً إعلامياً، أكثر من حجمها الحقيقي على الأرض». وإذ اعترف بـ«عودة عدد من الأشخاص من سوريا في الأسابيع الماضية، جرى التعامل مع كل حالة بمفردها»، جزم المصدر بـ«عدم وجود عمل منظم، أو توفر معطيات عن خلايا تحضر لعمليات كبيرة في شمال لبنان خصوصاً في طرابلس وعكار كما يروج»، مؤكداً أن الأمور «ليست بمستوى الخطورة التي يتم الترويج لها». ولفت إلى أن «الأجهزة المعنية تتحسب وتراقب قدوم مجموعات من سوريا بأي وقت، أو عودة محتملة لعشرات الأشخاص الذين غادروا طرابلس العام الماضي والتحقوا بـ«داعش» في العراق، رغم المعلومات التي تلقاها أهالي عدد كبير منهم بأنهم قتلوا في غارات أميركية».

وبموازاة التتبع الدقيق لعمل المجموعات والخلايا الأمنية، اكتسبت حادثة السطو المسلح التي وقعت في مدينة طرابلس قبل أسبوعين اهتماماً واسعاً، خصوصاً أنها كادت تؤدي إلى فتنة جديدة بين منطقتي التبانة وجبل محسن، باعتبار أن العملية أسفرت عن مقتل ثلاثة شبان من الطائفة العلوية من أبناء جبل محسن وداخل محل لبيع أجهزة الهاتف الخلاوي في المنطقة، وأفاد المصدر الأمني بأن «التوقيفات السريعة التي نفذها الجيش اللبناني في الساعات التي أعقبت العملية، بينت أسباب الجريمة وساهمت بتبريد النفوس»، كاشفاً أن «عملية السطو قادها الشاب خالد عبد المجيد، المعروف بميوله المتطرفة، وسبق أن أوقف بجريمة قتل نفذها في طرابلس في عام 2017، وخرج من السجن قبل فترة بظروف غامضة». وشدد المصدر على أن «السرقة كانت الدافع الوحيد للجريمة، وأن أفراد العصابة الثلاثة الذين رافقوا عبد المجيد (الذي قتل خلال تبادل إطلاق النار مع أصحاب محل الخلوي)، وشاركوه بعملية السطو تمكنوا من الفرار»، معتبراً أن «الخطورة في الأمر أن المجموعة نفذت الجريمة في وضح النهار». وقال المصدر إن «التحقيقات الأولية أسفرت عن توقيف 10 أشخاص كانوا يساعدون أفراد العصابة لوجيستياً وعنصر سابق في قوى الأمن الداخلي، عبر شراء معدات الجريمة، من خوذات وقفازات وأقنعة لإخفاء معالم وجه المنفذين، وإخفاء المسروقات التي يسطون عليها». وبحسب الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون، فإن «أفراد العصابة كانوا يخططون للسطو بقوة السلاح على محلات للمجوهرات في طرابلس، وأنهم حددوا الأهداف ومواعيد العمليات التي كانت ستؤدي إلى سقوط ضحايا».

نجاح الجيش والأجهزة الأمنية في تفكيك مجموعة طرابلس، انسحب على عملية السطو التي حصلت أمام أحد المصارف في منطقة زحلة، وأسفرت عن سرقة مبلغ 50 ألف دولار من أحد الأشخاص، ولفت المصدر إلى أن «عمليات الرصد والاستقصاء مكنت من الإمساك بخيوط الجريمة، وتحديد هويات منفذي العملية وسيتم القبض عليهم في الوقت المناسب».

وتواجه الأجهزة الأمنية حرب تجسس يخوضها العدو الإسرائيلي ضد لبنان، عبر تجنيد شبكات عملاء له في الداخل، وأكد مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «الضابطة العدلية بكل قطاعاتها، نجحت في ضرب حلقة شبكات التجسس، وتحديد آلية تجنيدها من الخارج، بعد أن استغل العدو الأزمات المالية والاجتماعية التي يعانيها الشعب اللبناني، وهو ما سهل الإيقاع بعشرات الأشخاص وإغرائهم بالأموال، في محاولة للعبث بالأمن وتخريب الاستقرار في لبنان». وشدد على أن ثمة نجاحات كبرى لضرب هذه الشبكات، معترفاً بأن «شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، تتولى الحيز الأكبر من رصد وتعقب هذه الشبكات والإيقاع بها».

 

لقاء دار الفتوى: رسائل ودلالات… ماذا بعده؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/27 أيلول/2022

لا تحتاج السعودية الى أيّ بابٍ فئوي لتدخل من خلاله الى لبنان، فهي على مرّ تاريخها تعاطت مع لبنان الدولة مباشرةً، بمعزل عن صداقاتها وعلاقاتها الجيدة مع معظم الفئات والجهات اللبنانية، باستثناء «حزب الله» الذي تعتبر أنّه تابع للمشروع الإيراني التوسعي في المنطقة والذي يهدّدها مباشرةً إن على حدودها أو في محيطها. لكن على رغم ذلك، لا شك في أنّ اللقاء الذي عقده مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للنواب السُنّة (24 من 27 نائباً سنّياً حضروا اللقاء) السبت الفائت، في دار الفتوى، حصل بدفعٍ سعودي واضح، وإحاطة سابقة له بالبيان الثلاثي الأميركي – الفرنسي – السعودي، وبعده مباشرةً لقاء آخر جمع النواب السُنّة، الذين وجهت إليهم الدعوات، في دارة السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري، وما بينهما حركة السفير السعودي تجاه الأفرقاء السياسيين. هذا الحراك كلّه أتى في توقيتٍ مُحدّد، ضمن المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، ليشكّل التوقيت بحد ذاته الى جانب مضمون البيانات الصادرة عن هذه اللقاءات والجهات، رسالة تشديد على إنجاز هذا الاستحقاق وإسقاط الطموح بتغيير النظام وتعديل الدستور و»اتفاق الطائف»، أقلّه في المرحلة المقبلة، وتأكيد أنّ السعودية لاعب أساس ومؤثر في الانتخابات الرئاسية.

وفي حين أنّ نتائج لقاءي دار الفتوى واليرزة تحتاج بعض الوقت لتتوضّح وسيكون ملعبها الأول جلسة انتخاب الرئيس في مجلس النواب، إلّا أنّ مصادر سُنّية سيادية تبدي ارتياحها والشارع السُني لهذا الحراك المحلي – الإقليمي – الدولي الذي يأتي كلّه تحت سقف الثوابت الوطنية و»اتفاق الطائف» والقرارات الدولية التي تخصّ لبنان. فلقاء دار الفتوى أتى في هذه المرحلة وفي ظلّ التشرذم الواضح على المستوى الفردي والمجموعات الصغيرة بين النواب السُّنة، وارتباط بعضهم بقرارات «حزب الله». والأهم، بحسب المصادر السُنية، يكمن في بدء حراك لم يكن قائماً سابقاً، معتبرةً أنّ ما يُقال عن أنّه يجري برغبة سعودية، ليس بـ»مذمة»، بل هو أمر إيجابي، إذ إنّ موقف دار الفتوى السياسي يتطابق مع الموقف السعودي السياسي، والذي هو عملياً مصلحة لبنانية جامعة، كذلك يتطابق مع البيان الأخير الفرنسي – الأميركي – السعودي، وهذا المسعى المتطابق يصبّ في المصلحة الوطنية اللبنانية.

كذلك، إنّ خطاب المفتي دريان والبيان الصادر عن هذا اللقاء، يُظهران أنّ اللقاء السُّني ليس فئوياً بل يأتي ضمن مسار تكاملي لمنع شرذمة القرار السياسي لدى أي فئة تحت راية «حزب الله» وبالتالي تحت الراية الإيرانية وضدّ مصلحة لبنان، فالهدف من أي لقاء سني أو شيعي أو مسيحي أو درزي، أخذ الخيار المناسب لإنقاذ لبنان، من خلال تقليص قدرة إيران على استخدام البلد، بحسب أجواء سُنية. فضلاً عن أنّ السُنة مثل كثير من اللبنانيين يواجهون آخرين يتعاطون السياسة عبر الاغتيالات والتصفيات والأموال الهائلة، ما يؤدّي الى عدم توازن في القوى. وبالتالي من المفيد أنّ دار الفتوى تقوم بهذا الحراك، بدعم ظهر محلّي وإقليمي، خصوصاً السعودية، لأنّ الأطراف الأخرى مدعومة بإيران الظهر الإقليمي الوازن. أمّا الوسائل والأدوات الموجودة لدى دار الفتوى ولدى النواب السُنة لخوض هذه المواجهة، فهي غير واضحة المعالم حتى هذه اللحظة.

كذلك تشدّد جهات سُنية أخرى على أنّ الموقف السعودي من الاستحقاق الرئاسي أو أي استحقاق لبناني يأتي على قاعدة كيف السبيل الى حماية الاستقرار في لبنان وليس كيف السيطرة عليه كما يريد المشروع الإيراني. فهناك تناقض واضح في الأهداف بين إيران والسعودية، إذ إنّ المشروع الإيراني في المنطقة هدفه السيطرة بينما السعودية تريد الحفاظ على الاستقرار في لبنان لأنّه يشكل مصلحةً لها ولكلّ المنطقة.

على مستوى لقاء دار الفتوى تحديداً، تكمن أهميته أولاً بالشكل، بحيث عُقد اجتماع سُنّي تحت سقف المفتي بكلمة سياسية واضحة المعالم. وبالتالي هناك وضعية تكاملية بين لقاء داخلي سنّي وموقف خارجي أميركي – فرنسي – سعودي، تشكّل السعودية الدافع الأساس في اتجاهه، وأيضاً يأتي اللقاء في ظلّ حركة السفير السعودي في لبنان التي بدأت من كليمنصو ثمّ معراب فاللقاء مع النواب السُنة، وهي مستمرّة. وهذا كلّه يحصل في توقيت رئاسي، بحيث أنّ الإشارة رئاسية لجهة ضرورة إجراء هذا الاستحقاق ضمن المهلة الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية يلتزم «اتفاق الطائف» والقرارات الدولية. أمّا في المضمون، فيأخذ البيان الصادر عن لقاء دار الفتوى في الاعتبار حساسيات الفئات المختلفة، إلّا أنّه يشدّد على الانتماء والولاء للبنان، بإشارة الى أنّ هناك طرفاً واحداً لا ينتمي الى لبنان بخياراته وهو «حزب الله»، كذلك تحدّث عن المساواة بين اللبنانيين، وهذا يعني أن لا يكون هناك فريق يحمل السلاح وآخر أعزل، بحسب ما تقرأ جهات مسيحية سيادية اللقاء والبيان الصادر عنه. لذلك إنّ اللقاء بداية دينامية وحركية، وسيؤدي الى مزيدٍ من وضوح طبيعة الانتخابات الرئاسية، بحيث أنّ المواصفات التي وضعها تتكامل مع المواصفات التي وضعتها الفئة السيادية داخل المعارضة ومع فئة نواب «قوى التغيير»، بالتزامن مع البيان الثلاثي الدولي في التوقيت الرئاسي، الذي يُوجّه بدوره رسالة الى «المعنيين» مفادها أنّ السعودية معبر للاستحقاق الرئاسي في لبنان، والسعودية حدّدت خريطة التعاطي مع هذا الاستحقاق على قاعدة أنّ المعبر للانتخابات الرئاسية هو رئيس سيادي إصلاحي. وفي المحصّلة، تقول السعودية ودار الفتوى للإيرانيين و»حزب الله»: لا تراهنوا على الانكفاء السني وطنياً وسياسياً في لبنان. وبالتالي سيشهد الاستحقاق الرئاسي مواجهة، ستلعب العوامل الإقليمية – الدولية دوراً في تحديد الغالب فيها أو تفرض تسوية بين الطرفين.

 

موازنة 2022: لا تصحيحيّة ولا إصلاحيّة

خالد أبو شقرا /نداء الوطن/27 أيلول/2022

دقّت موازنة 2022 في بيوت اللبنانيين «مسمار جحا» من الضرائب والرسوم، تاركة لنفسها حرية زيارته وقت ما تشاء. وذلك بعدما باعتهم زيادة في الاجور وبعض التنزيلات. فما يظهر على أنه أمر وقتي، سيفاجئ المواطنين بمدى ثقله، متى تكررت زيادات الضرائب مفتوحة الآجال والنسب المئوية المزمع تركها مستقبلاً لسعر الصرف الحر. وكما لم يهنأ شاري البيت من جحا الذي كان يختار وقت الغداء ليشارك العائلة طعامها بحجة الاطمئنان الى مسماره، لن يهنأ الموظفون ولا القطاعات الانتاجية بالزودات والتخفيضات الوهمية، وسيهجرون البيت بما فيه ويهربون.

تكفي مقارنة الإيرادات المنتظرة من هذه الموازنة والتي تقدر أقله بـ 30 ألف مليار ليرة، بإيرادات موازنة 2020 التي قدرت بـ 18.2 ألف مليار ليرة لمعرفة ثقلها على المكلفين. فهناك نحو 12 الف مليار ليرة ضرائب ورسوماً جديدة ستقتطع من جهتين لا ثالثة لهما، وهما:

– مؤسسات القطاع الخاص التي تعمل في ظل اقتصاد منكمش بنسبة تفوق 20 في المئة، خسر 50 في المئة من حجم ناتجه الوطني منذ العام 2020. حيث تراجع الناتج من حدود 54 مليار دولار إلى 20.8 ملياراً اليوم.

– المواطنون الذين يرزح أكثر من 80 في المئة منهم تحت خط الفقر. والذين خسرت قدرتهم الشرائية بالليرة اللبنانية أكثر من 95 في المئة من قيمتها.

لا مفرّ من تراجع الإيرادات

في المقابل تتجاوز النفقات العادية على الاجور وخدمة الدين العام وتشغيل الادارة الـ 40 ألف مليار ليرة لتشكل حوالى 90 في المئة من النفقات. ما يعني أن العجز المصرح به سيكون بحدود 11 ألف مليار ليرة إذا سلمنا جدلاً بتحصيل كامل الايرادات المتوقعة. أما في حال العجز عن تحصيل الايرادات رغم رفع الضرائب بسبب الانكماش الاقتصادي والتوقع بزيادة التهرب والتهريب، فان العجز سيرتفع الى أرقام أكبر بكثير. وستضطر عندها الخزينة إلى تغطية الفارق الاساسي من طباعة الاموال في مصرف لبنان. وبالتالي خلق مزيد من التضخم وانهيار في القدرة الشرائية والاضطرار مرة جديدة لزيادة الرواتب والاجور… وهكذا دواليك. تظهر دراسة مقارنة أن زيادرة الرسوم والضرائب حتى لو جرى احتسابها على متوسط سعر صرف 33 ألف ليرة، ستؤدي إلى تراجع إيرادات الدولة وليس زيادتها. وللمثال التعديل في شطور الضريبة التصاعدية كما في موازنة 2022 الذي سيؤدي إلى تراجع حتمي في الايرادات بنسبة 86.3 في المئة.

«ان الغرض من هذه الموازنة ليس «تصحيحياً» كما يعتبر البعض، والأكيد أنه ليس إصلاحياً، إنما فقط للقول اننا أقرينا موازنة العام 2022 بحسب مطالب صندوق النقد الدولي في الوقت الذي تعتبر فيه الموازنة مصلحة لبنانية لتصحيح مسار الازمة»، يقول خبير المحاسبة المجاز والعضو في «جمعية مدراء مؤهلون لمكافحة الفساد» الاستاذ جوزف متّى. و»عليه تكون الموازنة لزوم ما لا يلزم،. كما أن نشرها في الجريدة الرسمية كما تقتضي أصول التشريع، ودخولها حيز التنفيذ يتطلب ما لا يقل عن أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. عندها يكون كل المتبقي من العام الحالي لا يتجاوز الشهرين على أبعد تقدير. في الوقت الذي كان يفترض فيه أن يصار في هذه الفترة الى مناقشة وتحضير موازنة 2023 وإحالتها إلى البرلمان قبل نهاية العقد العادي للإقرار».

سرقة موصوفة

الخشية من أن يكون الاستعجال في إقرار موازنة 2022 على عيوبها الكثيرة ليس إرضاء فارغاً لصندوق النقد الدولي فحسب، إنما «بهدف العمل عليها على أساس القاعدة الاثنتي عشرية في العام 2023. وبالتالي نعيش على الموازنة «التصحيحية» مع صعوبة بارزة في أن تبصر تلك الاصلاحية الموعودة النور»، برأي متىّ. و»هي بذلك تكون سرقة موصوفة بشكل مموه بسبب ضرائبها المرتفعة التي ترهق المواطنين، ولا تزيد الايرادات بالاضافة إلى الاستيلاء على ودائع المواطنين في المصارف. فرغم التخفيضات اللاحقة بالتنزيلات العائلية في ما يتعلق بالتصريح عن ضريبة الدخل، تبقى أعلى على المكلف صاحب الدخل المحدود والموظفين مما كانت عليه سابقاً. وبالتالي تفتقر هذه الموازنة إلى بُعد النظر والمسؤولية في التعاطي مع الاقتصاد والافراد ومؤسسات الانتاج. وهي تفتقر أيضاً إلى أبسط شروط إعداد الموازنات العامة من خلال آليات وضعها وتحضيرها». كما يغيب عنها من وجهة نظر متىّ «احتساب الموازنة بأثرها على البيئة الضريبية والاجتماعية وعلى قطاعات الصحة والتعليم. فارقامها وضعت «شلفاً» أي من دون دراسة موضوعية وواقعية، وبزيادات كبيرة محتسبة دفترياً لا أكثر ولا أقل. وهذا ما صرح فيه الكثير من النواب أثناء مناقشتها».

التساهل بالإعفاءات لمصلحة من؟

تضمنت موازنة 2022 في نسختها الاولى الاصلية مئة وثماني وثلاثين مادة، ضريبية في معظمها، تعرف بـ «فرسان الموازنة». مواد أثارت غضب حتى رئيس مجلس النواب، نبيه بري الذي قال لرئيس الحكومة «هذه آخر مرة يا دولة الرئيس بقبل بفرسان الموازنة، «مش» معقول 120 قانون بجلسة واحدة». من ضمن هذه الفرسان مثلا برزت المادة 22 التي أثارت حفيظة نائب رئيس مجلس النواب، معتبراً أنه «ما بقى رح تدفع ولا شركة الضرائب، عم نفلس الدولة». فما هي هذه المادة وما هو تأثيرها؟

تتعلق هذه المادة بتسوية الغرامات المفروضة بموجب قوانين الضرائب. حيث يمنح المكلفون بالضرائب والرسوم التي تتولى مديرية المالية العامة في وزارة المالية فرضها وتحصيلها، مهلة 6 أشهر من تاريخ نشر هذا القانون لتسديد كامل الضرائب والرسوم سواء المترتبة بموجب التكليف الذاتي، أو بموجب تكاليف تصدرها الادارة الضريبية، بتاريخ سابق لنشره مع تخفيض 85 في المئة من غرامات التحقق والتحصيل المتوجبة على تلك الضرائب والرسوم. وفي حال عدم تسديد تلك الضرائب والرسوم المخفضة المتوجبة عليها ضمن المهلة المحددة أعلاه، يتوجب على المكلفين تسديدها مع كامل الغرامات، ولا يمكن إرجاء تسوية عليها.

تضمين الموازنة هذه المادة يعود بحسب متى في جذوره إلى «حيثيات تطبيق قانون الإجراءات الضريبية 44/2015 الذي تضمن غرامات قاسية وعالية. وللتخفيف من انعكاساتها على المؤسسات تم اعتماد قرارات بين الفترة والاخرى بموجب قوانين من ضمن الموازنة العامة، أو عبر قرارات من وزير الداخلية بناء على مرسوم. واستمرت الامور على هذا المنوال منذ العام 2015، تاريخ إصدار قانون الاجراءات الضريبية، نظراً إلى نسبة الغرامات الكبيرة على الشركات والافراد الخاضعين لضريبة الدخل وغيرها». إلا أن «هذه الآلية سمحت وشجعت المكلفين على عدم تسديد الضرائب وانتظار صدور قانون التسوية لتسديد المتوجب عليهم بحسومات كبيرة، بإضافة غرامات بنسب قليلة اليها»، بحسب متىّ. و»بهذه الطريقة يتم تعليق عملية تسديد الضرائب بانتظار تسوية مستقبلية. وللاسف تكون فيها قيمة العملة قد تدنت. وبالتالي يستفيد المكلف من هذا الوضع. وعليه أصبحت التسوية مفيدة لاصحاب العمل لكي يتقاعسوا عن القيام بواجباتهم الضريبية في تاريخه والاحتفاظ بالسيولة جاهزة لديهم». وللمثال فان التخلف عن تسديد ضريبة الدخل عن ربح بقيمة 100 مليون ليرة عن سنة معينة يوجب غرامة تحقق مقطوعة، إضافة إلى غرامة تسديد شهرية بنسبة 5 في المئة، وأخرى بنسبة 1.5 في المئة تحصيل شهرياً. فيصبح المبلغ المتوجب دفعه هائلاً. لذا ينتظر المكلفون التسويات لتسديد المبلغ مع حسم 85 في المئة، ولو دفعوا غرامة بنسبة معينة تبقى أفضل لهم بما لا يقاس من تسديد أساس الضريبة في وقتها. وفي حال التخلف عن الدفع تعود الادارة الضريبية إلى تطبيق القانون 44/2015. وبالتالي يعتكف المكلفون بانتظار إعفاء جديد.

بالمبدأ يفترض بالحكومة إرسال مشروع قانون موازنة 2023 إلى البرلمان منتصف تشرين الاول من العام الحالي. أي بعد نحو 18 يوماً. وعلى الاخير أن يقرها في مهلة حدها الاقصى 31 كانون الاول 2022. وهذا ما يبدو واضحاً أنه لن يحصل. وسيغرق الاقتصاد واللبنانيون في رمال موازنة 2022 المتحركة طيلة العام المقبل.

 

رئيس للجمهورية "على الغاز"

طوني عيسى/الجمهورية/27 أيلول/2022

لا أفق للمواجهة السياسية الجارية حول موقعي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. ومن الواضح أنّ بعض القوى يماطل حتى انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، بهدف التخلّص من ضغط «التيار الوطني الحر»، فتصبح الاختيارات مفتوحة. لكن نجاح هذه الخطة ليس مضموناً. منطقياً، لن يتخلّى «حزب الله» عن موقع رئيس الجمهورية. فلا شيء يدفعه إلى القيام بذلك مجاناً، وهو الذي قاتل حتى إيصال حليفه الرئيس ميشال عون إلى هذا الموقع عام 2016، وأمضى 6 سنوات «براحة بال» كاملة. يريد «الحزب» استمرار نهج عون، في ما يتعلق بالمسائل الاستراتيجية، أي بالقرارات السياسية والأمنية والاقتصادية والقضائية الأساسية. فهذا النهج مطمْئن، وقد شكّل ضماناً لمواجهة أي ثغرة في موقع رئاسة الحكومة، خصوصاً حين كان الرئيس سعد الحريري يتناغم مع اتجاهات الولايات المتحدة أو فرنسا أو المملكة العربية السعودية.

وبالتأكيد، لن يتخلّى فريق 8 آذار، على تنوّع توجّهاته الداخلية، لا عن موقع رئاسة الجمهورية، حيث الخيار بين عون وفرنجية، ولا حتى عن موقع رئاسة الحكومة حيث يبدو الأمر أسهل، لأنّ غالبية الشخصيات السنّية المرشحة فعلاً لتولّي الموقع تصنَّف في الخط الوسطي، لا في خط المواجهة مع «حزب الله» وحلفائه.

وحتى الاجتماع السنّي الذي دعت إليه دار الفتوى، والذي يُراد منه خلق مرجعية للطائفة على أبواب استحقاقات داهمة، لا يخرج عن هذا التصنيف. ولو كان الحريري موجوداً اليوم لاتخذ على الأرجح تموضعاً قريباً من تموضع الرئيس نجيب ميقاتي.

وفي كثير من التجارب، على مدى سنوات، بما في ذلك تجربة 7 أيار 2008، أظهر السنَّة ميلهم إلى الخيارات الوسطية، فهم لا يقطعون الخيط الرفيع المتبقي هنا أو هناك، ولا يختارون التحدّي في مواجهة هذا المحور أو ذاك. وهذه الميزة يعتبرها البعض نقطة ضعفٍ في سلوك القيادات السنّية، لكنها أيضاً نقطة قوة.

إذاً، وعلى رغم الحراك السنّي المستجد برعاية دار الفتوى، فإنّ محور «حزب الله» وحلفائه لا يخشى وصول شخصية «مزعجة» إلى موقع رئاسة الحكومة. لكنه في المقابل يحاذر وصول شخصية مارونية «متعِبة» إلى موقع رئاسة الجمهورية. والتجارب في هذا المجال معبّرة.

ولذلك، لا يحبذ هذا الفريق وصول شخصية مارونية إلى موقع رئاسة الجمهورية إلّا من داخل خطّه السياسي «الموثوق فيه»، أي المنخرط أساساً في المعركة.

وواقعياً، ليست هناك شخصيات مارونية ينطبق عليها هذا التصنيف سوى اثنين: جبران باسيل وسليمان فرنجية أو مَن «ينوب عنهما» أو يختاره أحدهما برضاه. أي الوكيل عنهما إذا تعذَّر وصول الأصيل لأي سبب كان.

إذاً، إذا تُرِك الأمر لمحور 8 آذار، فسيُبقي على معادلة السلطة القائمة حالياً: رئيسٌ للجمهورية من 8 آذار، رئيس للمجلس النيابي من هذا المحور أيضاً، ورئيس «وسطي» للحكومة، بل يقف على مسافة أقرب إلى 8 آذار.

وعملياً، من مصلحة «حزب الله» أن يحتفظ رئيس الحكومة بمستوى مقبول من العلاقات مع القوى الغربية والخليجيين العرب، لأنّ ذلك يمنحه القدرة على مناورة يحتاج إليها «الحزب». فالرصيد الذي كان يمتلكه الحريري الأب ثم الحريري الإبن، وميقاتي اليوم، مع الأميركيين والفرنسيين والخليجيين، أتاح الحصول على عشرات المليارات من الدولارات استفادت منها السلطة، وتحديداً محور 8 آذار الذي يرعاها. وهذا الرصيد يتكفَّل اليوم بفتح خطوط التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

لذلك، لن تتخلّى قوى 8 آذار عن موقع رئاسة الجمهورية. وهذا الأمر يريح عون وباسيل اللذين يعتبران أنّ «التيار الوطني الحر» يبقى الحليف المسيحي الأفضل لـ»حزب الله»، وله الأفضلية في هذا الموقع.

وهذا الأمر هو الذي يدفع ببعض القوى الغربية والعربية إلى لعب الورقة السنّية، أي ورقة رئاسة الحكومة، لعلّ ذلك يعيد التوازن الذي كان قائماً في بعض المراحل: رئيسٌ للجمهورية ينتمي إلى محور 8 آذار يقابله رئيس للحكومة بعيد من هذا المحور.

ولكن، هل يجد «الحزب» نفسه أمام ضرورة التوصل إلى تسوية، فيقتنع بالوسطي في رئاسة الجمهورية كما في رئاسة الحكومة؟

حتى اليوم، لا شيء يجبر «حزب الله» وحلفاءه على المقايضة. فهو يمسك بزمام الأمور جيداً. ولكن، ربما يطرأ تطوُّر واحد يغريه بالموافقة على تسوية من هذا النوع، وهو التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود وبدء استثمار الغاز بعشرات المليارات من الدولارات التي يحتاج إليها البلد ليعود إلى الحياة.

قد يفرض هذا الاتفاق أَن لا تكون تركيبة السلطة «نافرة» سياسياً، وأن تكون مؤهّلة لمخاطبة الغربيين والعرب من أجل تسهيل عملية الانتعاش الاقتصادي. فالرئيس الوسطي أو الخبير بشؤون المال والاقتصاد أو حتى الآتي من قيادة الجيش، قد يكون الأنسب لإدارة هذه المرحلة الحساسة من الانتعاش الاقتصادي.

وبالتأكيد، يمتلك «حزب الله» رصيداً وعلاقات طيبة مع الأوساط المارونية المعنية كلها. لكن اختيار شخصية ليست من صميم المعسكر الحليف يبقى خياراً ثانياً لا خياراً أولَ بالنسبة إليه، تجّنباً لتكرار تجربة العماد ميشال سليمان. ولذلك، سيكون ملف الترسيم والغاز حاسماً في المعركة السياسية الدائرة داخلياً، وعلى أساسه سيتقرَّر مستقبل رئاسة الجمهورية ومصير الحكومة. فمن الوارد أن يتمّ التوصل إلى تسوية سياسية واقتصادية شاملة، وإلّا فمواصلة الانزلاق إلى قعر الهاوية.

 

اللبناني أمام استفحال العنف: ما عاد فينا نكمّل هيك

د. منى فياض/الحرة/27 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112261/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%81%d8%ad%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%86%d9%81/

بعد عمليات اقتحام المصارف المشهودة، وما يحصل من أنواع العنف المنفلت في جهات البلد الاربع، وزوارق الموت التي ترمي الهاربين من الجحيم اللبناني في المتوسط، كثر الحديث أن لبنان أصبح بلداً غير آمن. هذا ما ورد في تقرير موسع للنهار مؤخراً؛ وقبله سرد تقرير أعدته صحيفة الراي الكويتية عينة عن ممارسات العنف التي غطت معظم جوانب الحياة وأصبحت جزءاً من يوميات اللبناني المعتادة؛ أصبح اللبناني  ينشغل في البحث عما يحفظ له بعض ثقة بإنسانيته وسويته وقدرته على  ال\رنجاز. سواء كان على الشكل المبهر الذي قدمته فرقة مياس للعالم، او الاحتفال بمنتخب لبنان لكرة السلة ونجمه وائل عرقجي او عبر العودة الى دفاتر الانجازات القديمة من مثل الصاروخ الذي أطلق في أواخر الستينيات او استذكار حسن كامل الصباح، وغيره كثر من المبدعين على المستوى العالمي.

يقوم اللبناني بكل ذلك بحثاً عن نفسه وعن هويته الثقافيه وعن كرامته وماء وجهه، أي عن صورته التقليدية التي ترسخت في أذهان العالم. وذلك كي يثبت اختلافه وانفصاله عن الحكام الجدد من طبقة سياسية تعمّق الأزمات وتمعن في تدمير لبنان. جعلوا لبنان مضرب المثل في الفساد وسوء الإدارة المتعمدة والامتناع عن حل أي مشكلة حياتية تستلب حقوق اللبنانيين وتهدد حياتهم ومستقبلهم. ما يسمح بوضعهم في الدائرة الجرمية. 

فهل من المستغرب حينها أن يصبح لبنان مرتعاً لجميع انواع العنف!؟

الأزمات في لبنان ليست جديدة، لكن تراكمها يهدد بجعل الوضع خارجاً عن السيطرة.  

اعتدت منذ عدة سنوات على أسئلة بحاثة وصحافيين يستغربون تصاعد أعمال العنف غير المعتادة في لبنان. ودائماً كنت اقول: أنتظروا المزيد. لأن جميع المكونات التي تسهّل ظهور العنف موجودة منذ زمن دون اتخاذ أي تدبير يعالج المشاكل البنيوية التي تتسبب بها. وهي ستتصاعد طالما ان لا قعر للانهيار او خاتمة.

فما هي ميكانيزمات العنف المنفلت الذي نعيشه؟

لا  إمكانية للفصل بين العنف النفسي والعنف السسيولوجي، فهناك دائماً أسباب سوسيولوجية للعنف تتقاطع مع العوامل النفسية.

ويجدر التنبه الى أن العنف يكون في معظم الأحيان علامة على العذاب. لذا يمكن تعريفه على أنه عنف – مضاد، أو ارتدادي. بمعنى أنه ردة فعل على عنف مادي أو معنوي عانى منه من يمارسه. يصعب على الإنسان السعيد أن يكون عنيفاً. 

معظم الباحثين لا يقبلون فرضية وجود حالات عنف لأسباب نفسية صافية، أي تلك التي لا تتضافر فيها العوامل الاجتماعية!! كما أنه لا وجود لحالات اجتماعية صافية.

هناك شروط وبيئات مولّدة للعنف والاجرام.

لذا يجب ان نأخذ بعين الاعتبار العلاقة بين البيئة وبين السلوك العنيف في سياق سيستيمي يربط بين العوامل ذات الصلة، مثل: العوامل الوراثية والبيولوجية، الاحباط، وعوامل التعلم المسبق لكل فرد، عاملي الطباع  والشخصية، كما العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إضافة الى السياسية. 

فائدة التوجه الذي يبحث في تشابك وتسلسل الظروف المؤدية للجرمية  والجناح او الإجرام، انها تفردن (من فرد) علاج كل حالة وتظهر أن تشابك الظروف والأسباب المؤدية للجرم، تجعل من هؤلاء الاشخاص أقل اختلافاً عنا مما كنا نعتقد بسبب عادة التفكير المطمئنة: هذا لا يحصل سوى للغير. 

 فيما عدا ذلك تمكن "علم الجريمة العام" من استخلاص القوانين العامة التي تساعد على الجرمية. سأشير هنا الى الأكثر صلة مع وضعنا الراهن:

تزداد نسبة الجرائم بازدياد عدد السكان حتى نسبة معينة وتتوقف عند بلوغها كثافة معينة. وفي الحالة اللبنانية شكّل عامل النزوح السوري نتيجة الأوضاع في سورياً، عبئاً إضافياً على اللبنانيين. يرتبط بالكثافة السكانية ارتفاع الجرمية غير القصدية والمرتبطة بالحوادث، لازدياد حركة السيارات، فكيف اذا ارتبطت بفوضى اجتماعية وانهيار اقتصادي ومؤسساتي وانداد سياسي؟ 

في المدن على ما يبدو مناطق تعاني من نسبة جرمية أكبر من غيرها، وهي تلك المناطق التي تحيط بقلب المراكز التجارية والادارية. فالجرمية مرتبطة بوجود تمركز للمساكن الفقيرة أو ما يعرف بأحزمة الفقر. 

هناك من يربط الجرمية بازدياد عروض السلع بشكل عام وخاصة في المخازن الكبرى؛ لكن في الحالة اللبنانية ما يدعو الى ذلك انهيار العملة وسرقة أموال اللبنانيين وإفقارهم السيستيمي، مع استعراض فاجر للغنى عند طبقة الحكام والتجار. فالبطالة، التي تعممت تقريباً وغياب الأفق أمام الشبيبة وصل الى درجات قياسية، تتسبب بما نعاينه من هجومات وسرقات وجرائم مختلفة.

فلقد وقع معظم اللبنانيين ضحية وضعيات صعبة من دون مخرج. فأي حل يقدم له كي لا يجوع؟ هذا ما يساعد على القيام بأعمال عنف. أضف الى ذلك التفاوت الكبير بين ما يسمعونه من المسؤولين وبين ما يعانون منه يومياً من مشاكل وهموم لا تجد حلاً لها.

فما حصل في لبنان انقلاب اجتماعي كبير، قضى على الطبقة الوسطى وأفقر 90% من اللبنانيين. ناهيك عن أثر الكحول والمخدرات والنقص في الأدوية العصبية، وكلها منتجة للعنف. 

كما ان اضطراب عمل المؤسسات الرعائية وإقفال الكثير منها يتسبب بالطبع بأعمال عنف لمن حرم من الرعاية، ويصبح معرضاً للعنف أو ضحية له.

الخلل الحاصل على مستوى الدورة التعليمية، واضطرار أعداد متزايدة من الأطفال لترك المدارس والذهاب لسوق العمل تسهّل أعمال العنف. كما تزيد حالات الجناح لمن صاروا يعتبرون آباءهم ضعيفي الشخصية او غير مؤهلين.

تترافق هذه الأوضاع حكماً بالانحطاط الأخلاقي وتراجع القيم الذي ينتج عنه تراخي الضوابط الأخلاقية واضطراب دور التربية والتعليم الأسريين. 

لوسائط الإعلام دورها عندما تضخ استعراض أعمال العنف والجرائم بشكل تفصيلي، ما يجعله نموذجاً شائعاً قد يثير أكثر الغرائز انحطاطاً ويجعل الرأي العام متآلفاً مع هذه الحوادث ومعتاداً عليها.   

من المعروف أن العنف أكثر انتشاراً في البيئات المسببة للسترس. وربما لبنان في طليعة البيئات المنتجة للسترس على المستوى العالمي، بدليل أنه من أكثر البلدان تعاسة بحسب مؤشر السعادة.

باختصار، معظم أشكال العنف الممارسة مؤخراً في لبنان، هي من نوع العنف الارتدادي، أي العنف المستخدم للدفاع عن النفس، عن الحرية، عن الكرامة أو عن الممتلكات الشخصية؛ وهو أيضاً المستخدم لنجدة أشخاص مهددين بالخطر. يجد هذا الشكل من أشكال العنف جذوره في الخوف من المستقبل أو على الحياة. ربما هو لذلك أحد أشكال العنف الأكثر شيوعاً والذي ليس هدفه الهدم بل البقاء.

 كل هذا يوقع اللبناني في الإحباط ، وهو أحد مسببات العنف الارتدادي الأساسية. إنه لواقع أن الحيوانات والبشر، الأطفال والبالغين، يتبنون سلوكاً عدوانياً عندما تحبط إحدى رغباتهم أو حاجاتهم. ويشكل هذا النمط محاولة لبلوغ الهدف الذي تمت معارضته بواسطة العنف. 

أليس هذا هو العنف الذي نغرق فيه الآن في لبنان؟

 

حلف اليمين على الدستور أم على الكرسي

الدكتور داود الصايغ/سائر المشرق/الثلاثاء 27 أيلول 2022

كان مقدّرًا للدستور أن يكون المنارة، في بلدٍ اهتدى إلى نفسه بعد تقلّبات التاريخ، فيُرشده إلى الطريق وسط منطقة عاشت على الصراعات. كان الدستور كتاب لبنان كما في المعتقدات السامية، وضعه حكماء خطّوه بحبر الزمان مستلهمين الموروث والمستحدث في مطلع القرن العشرين، فحدّدوا الصلاحيات ووزّعوها وفقَ المقياس الذي يليق وحده بتكوينٍ مثل التكوين اللبناني، وهو نظام الحكم البرلماني. نجح لبنان كتجربة قابلة للحياة بقدر نجاح أولياء الأمانة الالتزام بأحكامه لأن هذا هو سرّ الاستمرار والديمومة. وكان الحكماء الأوائل يقولون إن مجلس النواب اللبناني هو أكثر من هيئةٍ تشريعية، إنه مطرحٌ للحوار الدائم. لأن لبنان هو في حالة حوار دائم. والمؤسـسات تلك التي جُعلت للكلمة هي المكان الأفضل لذلك التلاقي.

في تلك التجربة، في ذلك الكيان الفريد من نوعه في الشرق، لا يذكر الدستور ولا تذكر الدساتير في العالم، ان المكانة هي للكبار، لأولئك الذين يُدركون منذ البدء أن هنالك من هو أكبر منهم، وأن الدستور هو القانون الأسمى. طرد الدستور الرئيس الأميركي ريشارد نيكسون من منصبه كرئيس عام ١٩٧٤، وطرد الدستور رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني عام ٢٠١٤ وطرد الملك الإسباني فيليب السادس والده الملك السابق خوان كارلوس لأنه ضعف أمام المال وخان الرمز.

لا مكانة إلّا لأصحاب الكرامة. وها هي إنكلترا ما زالت تودّع ملكتها لا لشيء إلا لأنها كانت رمز الكرامة. غادرت الدنيا مزيّنة بالورود وبتحسّرات الناس. إذ لم يحدث في تاريخ أوروبا والغرب مثل هذا الوداع، لسيدة اختصرت كبرها بالرمز العالي الذي تمثله. ولم يُطلب منها شيء غير ذلك وخلال حكم الخمسة عشر رئيس للحكومة الذين انحنوا أمامها وقبّلوا يدها على طول السبعين عامًا من ملكها. الرئيس اللبناني أضفوا عليه صفة الرمز في الدستور المعدّل عام ١٩٩١. فنفر بعض أصحاب الأطماع من تلك الصفة التي لم يُدركوا معناها فلم يعرفوا أن صاحب الرمز إذا تصرّف على أساس ما هو ومن هو يُصبح صاحب الصلاحيات كلّها.

الرئيس الحالي المغادر بعد شهرٍ من تاريخ اليوم لم يقبل بهذه الصفة. إنّه أراد الصلاحيات والحصص بعناد المتمرّد على كلّ شيء من دون قضية إلّا شخصه، وكان إلى جانبه كما كُتب في هذه الصفحات وغيرها شخصٌ ذو صلاحيات مُستغربة غير منصوص عليها في أي نص أو عُرف، يرفع صوته ويُطالب بتعديل النظام دون أن يُفصح إلى أي نظام آخر يتّجه، في صراع يُشبه تخبّط الغارق ومن دون أن يفطن أنه هو المساهم بغرقه وغرق من أَوكل إليه تلك الصلاحيات التي لم تشهد ممارسات العهود المتتالية شيء يُشبهها. ولهذا السبب ومنذ مدّة يستعجل الكثيرون رحيل الرئيس الحالي، وسط التهجّمات والاتّهامات والشتائم وإفراغ مكنونات النفوس مما علق بها من أحقادٍ على طول أكثر من ثلاثين عامًا من عمر الصراع الحزبي المسيحي-المسيحي ففتحوا القبور وذكّروا بأنهار الدماء، وذلك بالإضافة إلى صراعاتٍ أُخرى زادها النفوذ الإيراني الطارئ حدّةً. ولكن لماذا باتت الرئاسة مشكلةٌ كُبرى في لبنان، يُطوَّع الدستور في سبيلها ويُعطّل وتُعطّل جلسات النصاب.

بدأت ولاية الرئيس كميل شمعون في ٢٣ أيلول ١٩٥٢ بعد استقالة الرئيس بشارة الخوري، وبقيَ ذلك التاريخ، ٢٣ أيلول، يعمل مثل الساعة حتى نهاية ولاية الرئيس الياس سركيس في ٢٣ أيلول ١٩٨٢. اِغتيل الرئيس المُنتخب بشير الجميل في ١٤ أيلول من السنة ذاتها وتغيّرت المواعيد بعد انتخاب الرئيس أمين الجميّل وبعد الفراغ والحكومة العسكرية الانتقالية يوم كان بمُستطاع الرئيس المُنتهية ولايته آنذاك أن يُؤلّفها وفق أحكام الدستور القديم، والباقي معروف. معروفٌ جدًا لأن اليوم الحاضر شديد الاتّصال بذلك الماضي. ولأن الزمن دار دورته مع رئيس الحكومة الانتقالية لعام ١٩٨٨-١٩٨٩ بكلّ ما حفلت به من فواجع. فإذا باللبنانيين والعالم مجددًا أمام الجدار إيّاه وأمامه "الأنا".

كان الرئيس سليمان فرنجية يقول "الشخص هو البرنامج"، وهو ربما على صوابٍ في لبنان. إذ ما من رئيس انتُخب على أساس برنامج. وما من واحد منهم كان له برنامج عدا الرئيس فؤاد شهاب. وسُمع الرئيس فرنجية ذات يوم يوبّخ وزير التربية نجيب أبو حيدر لأنه جاء يقول له أن المشروع التربوي الذي كان الرئيس يعوّل عليه كعملية إصلاحية هو مُعرقل: "كيف هيك" قال الرئيس "خلّينا نقول عملنا شي..." ولأجل ذلك ليس في التاريخ الاستقلالي مرجعٌ للإصلاح سوى فؤاد شهاب. وهذا كُتب وتكرّر قوله ولم يبقَ أحدٌ من متابعي التاريخ الحديث إلّا وذكره.

في لبنان الساعون إلى الكراسي نادرًا ما يهمهم النجاح أو الفشل. يكفي الوصول وتسجيل العهد في المسار، والباقي من مسؤولية الآخرين. هنالك دائمًا آخرون في لبنان، لعلّ حضورهم ازداد وتفاعل مع سنوات الحروب والوصاية السورية، جعلت البعض يتساءلون من ثمّ عن مكان وجود السلطة. وأصبح من السهل على الذين تعلّقوا بأحكام الدستور السابق وبصلاحيات رئيس الجمهورية أن يتساءلوا كيف أن لمجلس الوزراء أن يمارس السلطة الإجرائية، وبالتالي أن تنتقل إليه صلاحيات رئيس الجمهورية في الظروف الراهنة.

على أن التساؤلات الأساسية ليست دستورية بكل أسف. لقد تمّ الخروج عن الدستور في أكثر من مناسبة وتاريخ. وهذا هو أخطر ما يمكن أن يواجهه لبنان. أن يواجه أصحاب الاجتهادات الدستورية الذين بات شأنهم شأن "الخبراء" بالودائع وبالأزمة المالية. خبراء غبّ الطلب، مع أن الدستور واضح إلّا للطامعين بالاستمرار، أو بالبحث عن مكانٍ لهم بعد انتهاء الولاية. دستورٌ وأطماعٌ في بلدٍ عاش على الدستور، ويمكن أن يتعرّض لأقسى الأخطار إذا تُرك الأمر للعابثين، وهم على أكثر من جبهة.

مشكلة الحكم في لبنان، مشكلة الرئاسة فيه، أن الخروج من السلطة ليس سهلًا على أحد. في دول الغرب يأتي التداول في رأس الديمقراطية السياسية مع فصل السلطات، بالرغم من أن الخروج من السلطة يُنهي في الغالب مسيرة الخارج منها.

في ما عدا فؤاد شهاب والياس سركيس ما من رئيسٍ إلّا وأراد الاستمرار. كانت تلك مشكلة التأقلم مع ديمقراطية التداول، في بلدٍ شهد ويشهد أن ما هو حواليه لا يتغيّر. إما ملوك وأمراء وإما رؤساء مدى الحياة كانت نتائج انتخابهم من قبل الشعب كما لا يزال يذكر البعض تأتي بـ٩٩٪. وكان الملوك والرؤساء العرب يستقبلون الرئيس اللبناني بشكلٍ خاص لأنه جديد. وحده جديد بينهم.

بالطبع لم نخرج سالمين من حروب ١٩٧٥-١٩٩٠. ولم نخرج سالمين من الوصاية السورية التي قررت التمديد لرئيسَي الجمهورية الياس الهراوي وأميل لحود وعبثت بالدستور وبكلّ نواحي الحياة السياسية. ولم نخرج سالمين من فراغ ما بين ٢٠١٤ و٢٠١٦ حين تقرّر تعطيل النصاب في مجلس النواب إلّا لكي يأتي شخص معيّن. وأتى. بعد تفاهمات سياسية شعر أصحابها بالندم الشديد لما فعلوا.

يقول الدستور في الفقرة ٤ من المادة ٥٣ إن رئيس الجمهورية "يصدر بالاتّفاق مع رئيس مجلس الوزراء مرسوم تشكيل الحكومة..." فلماذا تعذّر تأليف الحكومات مع الرئيس الحالي المغادر. فالنص واضحٌ إزاء أصحاب النوايا الحسنة وبخاصة بالنسبة إلى رئيس الجمهورية وهو وحده من يقسم اليمين في الدولة على احترام الدستور فهل أن كلمة "بالاتفاق" تحتاج إلى تفسير. بالطبع كلا. العقدة هي في مكانٍ آخر. وهي لم تعد سرًا بعد كشف الممارسات والأطماع والشهوات والجوع على أنواعه. فضلًا عن الاستغلال السياسي بتحالفاتٍ لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية ولا بتطبيق أحكام الدستور.

كان التحدّي اللبناني أن يكون مختلفًا، أن يكون مميّزًا. وهو اختلف وتميّز. المفصل التاريخي الذي نمرّ به اليوم، في ظروف انتقال الولاية من رئيس إلى رئيس هو مقياس ذلك التميّز. وإلّا ما معنى أن تصدر أقوال عن استمرار الرئيس الحالي في منصبه بعد انتهاء ولايته. بحكومةٍ مستقيلة أم بحكومةٍ جديدة، هذا شأنٌ آخر مختلف، وهو موضع كل المباحثات الجارية. ولكن هذا شيء وموعد انتهاء الولاية شيء آخر. فالدستور لم يوضع لكي يمهّد لاستمرار الحياة السياسية للبعض، أو لتأمين الوراثة لمن يرغب بها. تنتهي الولاية في ليل ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٢، والرئيس الحالي لا يعود رئيسًا، لا يعود مسؤولًا. ولا شأن له بكل ما يجري بعده وهو يغادر المقرّ الرئاسي حُكمًا. أما ماذا تحقّق في السنوات الماضية، هنالك أصواتٌ تستـنجد بالتاريخ لكي يحكم. وهؤلاء يتـناسون أن التاريخ أبوابه ضيّقة، لا تـتسع لكلّ من جلس على كرسي. وكم من كراسٍ تهاوت وغابت دون أن يُعرف من جلس عليها. وما دام الشيء بالشيء يُذكر، وما دُمنا استشهدنا بفرنسا، فإن تاريخ مطلع القرن العشرين ذكر أن رئيس الجمهورية بول ديشانيل سقط من القطار ليل ٢٣ آيار ١٩٢٠ وهو في ثياب النوم فالتقاه على الطريق عامل المحطة وقاده إلى المركز إلى أن جاءت القوى الأمنية وتعرّفت عليه.

رئيسٌ سقط من القطار. هذا ما ذكره التاريخ عن ذلك الرئيس التعِس. ولكن لا وقت للتاريخ لكي يذكر السقطات الأُخرى من الذين لا مكان لهم عنده.

 

عندما يحارب القضاء نفسه

مرلين وهبة/الجمهورية/27 أيلول/2022

لم يشهد لبنان في عز أزماته وحروبه العبثية خلال الحرب الاهلية مواجهات حادّة شبيهة بتلك التي تحصل اليوم داخل الادارات الواحدة والوزارات الواحدة وقصور العدل الواحدة، ليتّضح انّ مناصري سياسة الانقسام أبلوا بلاءً حسناً في هذا القرن العشريني ونجحوا في شق الصف الواحد والوزارة الواحدة وأخطرها وزارة العدل، فأصبحت العدلية اليوم باباً ومركزاً للمتاجرة والمبايعة السياسية واصبح المشهد العدلي على النحو الآتي: قصف قانوني واجتهادات في كل الاتجاهات إلا انها جميعها موجهة نحو مرمى العدلية، قاض يطرق مطرقته يميناً وآخر يساراً ويكيل المكائد لزميله والاهداف تحط في مرمى البيت الواحد، أي العدلية، لتصبح «الحرب العدلية» حرباً مع القضاة وضد القضاة وفيما بينهم، فلم يقتصر كسر هيبة العدل على العدلية وقصورها بل على القضاة أنفسهم الواحد تلو الآخر، ولم يعد لقرار القاضي او لمكانته او لسمعته او لإنجازاته أي هيبة.

وجاء انفجار 4 آب ليهز مضاجع القضاة وعقولهم وضمائرهم فتقاذفوا التهم والتنكيل فيما بينهم عوض ان يتضامنوا ويتكاتفوا لمصلحة الحقيقة وإحقاق العدالة. ويبدو ان محيط قصر العدل سيشهد اليوم ملحمة تاريخية اخرى، وهو المشهد الذي دأب المحامون والمواطنون والقضاة على مشاهدته والمعاناة منه، فهنا الاعتصامات المناهضة وهناك المؤيدة وهناك المندّدة والمهددة للقضاة ولهيبة قصر العدل من كل حدب وصوب، والجميع يتقاذف العدل والقضاة فلا يوفّرهما الاعلام ولا الأقلام.. وحتى من داخل حرمهما..

فبعد اكثر من ثلاثين دعوى مقدمة بحق القاضي طارق البيطار، حتى من اهل بيته، وقبل انتهائه من تحقيقاته ومن صدور قراره الظني لم يتمكن من إنهائه بحكم الغدر وعدد الدعاوى التي بدأت تنهال عليه.

اما وزير العدل فعلى رغم من محاولاته المتعددة للمساهمة في تحريك الملف فقد ضُرِبَ ايضاً من اهل البيت، وعوض عن أن يستنكر الزملاء ما حدث لأعلى سلطة ادارية عدلية أقاموا في حقه دعوات أقسى معنوياً من الهجوم والاستهداف الذي تعرّض له من الآخرين وتحديدا من ذوي ضحايا انفجار المرفأ، تماماً كما حصل مع البيطار حين تعرّض من كان معه له، فانقسم ذوو اهالي ضحايا انفجار المرفأ بين مؤيّد للبيطار وبين من غدر به ونشبت حرب سياسية مخفية بين اعلى سلطة ادارية عدلية واعلى سلطة قضائية اي رئاسة مجلس القضاء الاعلى ووزارة العدل فأصبحت حرباً علنية... وعوض ان يتصدى القاضيان للمحاولات المستمرة لضربهما وتفريقهما انجَرّا الى المعركة الخفية السياسية ربما عن قصد او عن غير دراية. اما المشهد المبكي فهو عراك اعضاء مجلس القضاء فيما بينهم اثناء التصويت القانوني على اقتراح اسم رديف للمحقق البيطار، بحيث سحب الجميع الاقنعة واصبحت حروب العدل حروب سيوف سياسية مفضوحة على المكشوف.

إنتفاضة مجلس القضاء

اما المضحك المبكي فهو انتفاضة اعلى سلطة قضائية، وتحديدا رئاستها، حين منعت التصويت واحتجزت قلم التوقيع عن بقية اعضاء المجلس مهددة بالانسحاب من جلسة قانونية مصيرية، قاصفةً بذلك سَير ومسار العدالة ومعلنة موقفاً سياسياً واضحاً ومباشراً من اقتراح وزير العدل الذي وافقها الرأي مسبقاً بحسب المعلومات على صوابية قرار اختيار قاضٍ رديف للبحث في ملف الموقوفين.

المواجهة التي عاناها ايضاً رئيس مجلس القضاء من بعض القضاة واهالي الموقوفين لا تقلّ شأناً عن تلك التي عاناها زميله وزير العدل بعدما كسرت هيبة القاضيين حين توجّه اهالي الضحايا والموقوفين الى منزل الأول وبعدها الى مكان إقامة الثاني كاسرين بذلك هيبة القضاء ومكانة وزارة العدل ومجلس القضاء. وكذلك فعلَ حتى بعض المحامين والقضاة الذين أقاموا الدعاوى في حق وزير العدل والقضاة الذين تطاولوا على رئيس مجلس القضاء عندما لم يؤيدهم وهدّد بالانسحاب من الجلسة اذا تم توقيع المحضر والتصويب لمصلحة القاضي الرديف، وكل ذلك حصل تحت سقوف البيت الواحد، اي العدلية، وهو ما لم تشهده قصور العدل حتى في عز حرب الاقتتال اللبنانية الداخلية.

ماذا سيحصل اليوم ومن هي القاضية المطروحة؟

يقول المراقبون انّ اليوم هو يوم الامتحان الاخير للتصويت لهيبة الدستور والقوانين والقضاء، وهو يوم امتحان لإسقاط التوجهات السياسية وتأثيرها على الضرورات الانسانية القانونية وحقوق العدل واحقاق الحقيقة، فإمّا أن يشرد القضاء او ان يستردّ البعض من القضاة هيبته وإمّا ان يمعن في تهشيم ابرز قضاته وأكثرهم جرأة وكفاية بحسب شهادته، علماً أن انتماء القاضي لا يلزمه بالاحكام وبدراسته لملفاته اذ انّ لكل قاض في لبنان حق الانتماء الديني او الرأي السياسي حكماً، وانّ مجرد الاعتراف بجدارته وكفايته وجرأته هو دليل ساطع واعتراف صريح بأن هذا القاضي غير منحاز لفريق او لآخر عندما يبتّ بملفاته، وإلا لما أشادت ارفع سلطة قضائية بكفايته، اذ كيف يمكن لرئيس مجلس القضاء الاعلى مثلاً الاعتراف بجرأة وصلابة وكفاءة الاسم المطروح رديفاً، أي القاضي سمرندا نصّار، ومن جهة اخرى لا يمتنع فقط عن التصويت لها فقط، بل يحجبه ايضاً عن بقية القضاة الذين يشكلون اكثرية في عضوية المجلس، علما ان القاضية المذكورة هي حالياً قاضي تحقيق اول في الشمال وتم تعيينها منذ عام 1990 في مراكز قضائية متعددة منها:

عضو في المحكمة الابتدائية في الشمال

قاضي منفرد مدني في المتن

قاضي منفرد جزائي في كسروان

مستشارة في محكمة الاستئناف في الشمال

قاضي منفرد جزائي في بعبدا

مستشارة في الهيئة الاتهامية في جبل لبنان بالتكليف

قاضي تحقيق من قبل لبنان وقاضي تحقيق اول في الشمال حالياً.

تملك اجازة في الحقوق ودراسات عليا في الديبلوماسية والمفاوضات الاستراتيجية، استاذة ومحاضرة في جامعة الحكمة، في رصيدها دراسات قانونية متعددة في القانون الجزائي والمدني.

تابعت دورات تدريبية متعددة في التحقيقات الجزائية وادارة مسرح الجريمة ومكافحة الارهاب وخبيرة في الجرائم المنظمة الدولية والعابرة للحدود

في رصيدها اكثر مما يزيد عن 50 ملف قتل والبت بها واصدار قرارات ظنية فيها كشف خلية كفتون الداعشية.

البت بملف الباخرة «ترايدر» المحملة بنيترات الامونيوم والمتجهة الى لبنان مع العلم ان مدة التحقيق لم تتجاوز الثلاثة اشهر في الملف المذكور وغيرها من القضايا المتعلقة بتبييض الاموال وجرائم الانترنت المعروفة بال cybercrime

عرفت بالانتقال المتكرر الى مسرح الجريمة ومتخصصة بمسحه ودراسته وتحليل الادلة التقنية والرقمية.

القاضية سمرندا نصار وبالرغم من تفنيد سيرتها الذاتية تتعرض اليوم بدورها حتى من قبل ابناء بيتها للتهديد والوعيد من محامين وقضاة وناشطين وجمعيات وحتى من اهالي شهداء المرفأ، ومن الطبيعي ان يقف الى جانبها اهالي الموقوفين علماً انها بدات تتعرض للتحذير من ان طلبات الرد بانتظارها حتى قبل معرفة كيفية مقاربتها للملف اي اذا كانت ستخلي الموقوفين ام اذا لم تقتنع بإخلاء سبيلهم ! وبالرغم من ذلك تشتد الحملة عليها حتى من زملائها القضاة الذين يعترفون بجدارتها.

سر وزاري

حين سألنا وزيراً سابقاً عما يجب ان يكون موقف نصار من الحملة الشرسة المسبقة عليها ومن المعركة السياسية داخل اعضاء المجلس الذين من المفترض ان يكونوا الى جانبها ويستنكروا حملة التخوين ضده؟ قال انه حين تسلم مهمته اقترح اسم البيطار الا ان الاخير رفض تَسلّم المهمة خوفاً من ان يحرقه الملف وخوفاً على عائلته، لكنه بَدّل رأيه حين أصرّ رئيس مجلس القضاء وألحّ عليه بضرورة القبول بالمهمة فقبل بالتكليف على مضض، وحين راجَعه الوزير المعني عن سبب قبوله المهمة بعد تردد سابق أجاب انه حين رأى انّ احداً من بقية القضاة المقترحين لم يقبل بالمهمة أيقنَ انّ من واجبه الوطني والعدلي القبول بها لخدمة العدالة والحقيقة، مؤكداً أنه سيسلّم أمره لله وسيتحمّل العواقب.

 

هل من "يوم تشريني" لانتخاب الرئيس؟

جورج شاهين/الجمهورية/27 أيلول/2022

بعد ايام يحلّ «تشرين» في كل المواقع الدستورية، ومعه مجموعة من الاستحقاقات التي تنوء تحتها الجبال، بالنظر إلى تنوعها، من حكومية وتشريعية ومالية ونفطية وتربوية. وفي ظلّ فقدان «الأكتاف» التي ثبت بالوجه الشرعي عجزها عن تحمّل مسؤولياتها وأعباء ما هو مطروح، إرتفع منسوب القلق على الحاضر والمستقبل، نتيجة الأزمات المتناسلة. وعليه، طُرح السؤال، هل سيحظى استحقاق انتخاب الرئيس بـ «يوم تشريني» من أيامه؟

عندما كان الصالون السياسي يعج بالديبلوماسيين والسياسيين في مناسبة اجتماعية، سأل أحدهم عن إمكان العثور عن يوم من ايام السنة، وقد خلا من مناسبة تعيد اللبنانيين إلى مجموعة الأزمات والأحداث التي عبرت بكل تداعياتها المناطقية او الوطنية. ففي اجندة احدهم، إشارة إلى وجود بعض الايام الخالية من مناسبة تحيي ذكرى محدّدة في نفوس جزء من اللبنانيين او جميعهم على حدّ سواء. وعند البدء في إحصائها المستحيل، ولو عفوياً اتكالاً على الذاكرة، دعا أحد السياسيين المحنكّين إلى ترقّب تشرين الاول المقبل الذي يحلّ بعد ايام، في ظلّ مجموعة الاستحقاقات الكبرى المطروحة على الطاقم السياسي في البلاد، وتحديداً ممن يمسكون بناصية السلطة من أطرافها المختلفة. وخصوصاً انّ من بينها ما هو مؤجّل بسبب العجز عن إنجازها لاسباب مختلفة، تتراوح بين الفشل في حلّها، او تلك التي قادت المناكفات إلى تغييبها اياً كانت التردّدات التي تركتها.

على خلفية هذا النقاش المفتوح بوشر الفرز في ما بينها. فتوقف المجتمعون امام بعض ما يمكن احتسابه من المحطات الكبرى، قياساً على حجم التعهدات التي قُطعت أمام المجتمعين العربي والدولي. وأُحصيت من بينها الاستحقاقات الكبيرة المؤجّلة، والتي حُشرت في الاسابيع القليلة المتبقية من العهد، اعتقاداً من البعض أنّ هناك متسعاً من الوقت لمواجهتها او انّ العهد ما زال في بداياته ولا حاجة للاستعجال في التنفيذ. ولذلك، فقد انحصرت المناقشات بهذه الفئة منها، ومن بينها تلك التي تجاوز فيها المسؤولون كل المِهل المحدّدة او المفتوحة التي ما زالت تتفاعل وتلقي بتبعاتها الخطيرة على حياة اللبنانيين وعلى علاقات الدولة بالعالمين العربي والغربي والجهات المانحة، وتلك التي عبّرت طوال العقود الماضية عن استعداداتها لمساعدة اللبنانيين على تجاوزها، من دون أن يلاقيها أحد من لبنان في منتصف الطريق، إلى ان وقعت الواقعة في مرحلة ضاعت فيها المسؤوليات بين اكبر المراجع المالية الحكومية وفي القطاع المصرفي.

وإن قادت هذه المعادلة إلى استذكار بعض المحطات الكبرى، فقد ذكّر أحدهم بما تعهّد به المسؤولون اللبنانيون في مجموعة مؤتمرات باريس الثلاثة قبل «سيدر واحد»، وفي اكثر من مناسبة، امام مجموعة الوفود السياسية والمالية والديبلوماسية التي زارت لبنان، بإنجاز بعض ما هو مطلوب منها، ولم يف اي منهم بوعوده. ولم ينفع مسلسل التنبيهات والتحذيرات التي تلقوها بصراحة حادّة، فتجاوزوا ما تعرّضوا له من إهانات احياناً، وطويت رسائل التحذير في جوارير غميقة، بالنظر إلى حجم العجز والفشل المتأتي من المناكفات بين المصالح الآنية والظرفية التي تحكّمت بكثير منها.

وبهذه الطريقة - قال أحدهم ـ لقد قدّم المسؤولون للداخل والخارج افضل إنموذج للعقم السياسي المؤدي إلى استحالة استعادة نوع من الثقة المفقودة بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة، فانكفأوا إلى تبادل الاتهامات في ما بينهم، وسيلة للتبرؤ منها، من دون إقناع اللبنانيين بما يبرّر الفشل في تحمّل مسؤولياتهم، فانقادت البلاد إلى درجات من الانهيار غير المسبوق.

وإلى مسلسل التعهدات التي سقطت المِهل في شأنها تجاه ما تقرّر من مساعدات للبنان، مشروطة بوقف ولجم كل أشكال الفساد وعدم الإقدام على اي خطوة اصلاحية تخدم بلداً يعيش الأزمة المالية والنقدية التي تفجّرت بعد انتفاضة 17 تشرين 2019، جاءت جائحة «كورونا» لتعطي مبرّراً لا يعفيها من مسؤولياتها ولو أمام المرآة الخاصة بهم. واكتمل عقد النكبة بتفجير مرفأ بيروت في 4 آب، فعملت المنظومة ما في قدرتها لتجاوز المسؤوليات الملقاة على عاتقها عن حجم الإهمال الذي أدّى إلى ما ادّى اليه. وكذلك اكتمل العقد باستمرار الأزمات الحكومية، بعد ان تفاعلت خطوة حكومة الرئيس حسان دياب بتجميد دفع الاستحقاقات المالية تجاه المؤسسات الدولية، ووعدت بمفاوضات مع حاملي «اليوروبوندز» والدائنين الى أجل لم يتحقق بعد مرور أكثر من عامين ونصف عام.

وإن انتقل البحث إلى الاستحقاقات الاخيرة، وخصوصاً تلك التي أعقبت انجاز الانتخابات النيابية في 15 ايار الماضي، فقد بقي الملف الحكومي مفتوحاً طوال الاشهر الاربعة الاخيرة، من دون النظر إلى اهمية وجود حكومة بكل المواصفات الدستورية، لمجرد عدم الاتفاق على التغييرات المقترحة على تركيبتها ولو بوزيرين او ثلاثة او اربعة، في وقت لم ينه مجلس النواب البت بأبسط الخطوات التي فرضها توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي في نيسان الماضي على مستوى الموظفين، سوى بتعديل قانون السرية المصرفية بطريقة حمتها الآليات المنصوص عنها، بقانون ردّه رئيس الجمهورية لأسباب مختلفة، ولم يُبت لا بخطة النهوض والتعافي، على الرغم من وضع أكثر من ورقة تزاحمت فيها الآراء المتناقضة، إلى درجة يصعب فيها أمام اي خبير مالي واقتصادي بجمعها في اقتراح واحد، فاستحال إصدارها، في وقت ما زال مجلس النواب يدرس موازنة أقل ما يُقال فيها انّها لا تحمل اسمها لا في شكلها ولا في مضمونها، وقد افتقدت إلى اكثر من قرار مالي متلازم مع إصدارها، ولا سيما ما يتعلق بقطع الحساب المفقود منذ العام 2017.

وبعيداً من الدخول في مزيد من التفاصيل، وإن انتقل البحث إلى اخرى، فقد صحا المسؤولون اخيراً على ضرورة تشكيل حكومة، وسط مزيد من الشروط والشروط المضادة التي استحالت عجزاً في تأليفها، في مرحلة دخل فيها المجلس النيابي مرحلة تحوّله هيئة ناخبة لانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية. فكيف بإمكانها ان تُشكّل وتُعدّ بيانها الوزاري وتنال ثقة المجلس النيابي الجديد وسط نقاش دستوري عقيم بضرورة إتمام العملية قبل نهاية ايلول الجاري، فيما يقول آخرون، انّ من الواجب اتمامها قبل ان يدعو الرئيس نبيه بري إلى اولى جلسات انتخاب الرئيس، وآخرون يعطون ذلك مهلة إلى الايام العشرة الاخيرة الفاصلة عن نهاية الولاية.

وعلى خلفية هذا الجدل البيزنطي الذي لا نهاية حتمية له، سُئل أحدهم عن امكانية تحديد يوم لانتخاب الرئيس وسط الشروط التي وضعها رئيس مجلس النواب، فقاطع سائله وقال: لا تنسى مسلسل المواصفات الرئاسية التي انطلقت من الداخل والخارج وفي الكواليس الديبلوماسية التي أسقطت حتى الآن مجموعة المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بين قائل برئيس على خلفية سيادية وآخر على خلفية سياسية توافقية او على خلفية اقتصادية ومالية، لمواجهة الأزمات المطروحة على اللبنانيين. ولذلك ضاعت الطاسة إلى درجة بات فيها البحث عن يوم لانتخاب الرئيس من ضمن المهلة الدستورية، انجازاً تاريخياً غير مسبوق يستحق الدخول في كتاب «غينيس»، قبل ان ينبت العشب مجدداً امام مدخل قصر بعبدا وتسقط كل المشاريع الإنقاذية وتنقاد البلاد إلى مرحلة قد تكون الأخطر على مصير الدولة ووحدة مؤسساتها وحتى بلوغها الكيان.

 

مهسا أميني... جسر بين زمنين

نديم قطيش/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112263/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4/

تصيب المظاهرات الاحتجاجية الأخيرة في إيران، نظام الملالي بتفسخات إضافية خطيرة. طبعاً، لا توجد شكوك كثيرة حول قدرة حرس طهران الثوري وباسيجها وميليشياتها الأهلية، على القمع الدموي، بمثل ما قُمعت انتفاضات سابقة، ولكن الأكيد أيضاً أن الجاري حالياً يحمل ملامح جديدة إنْ كان بشأن طبيعة التحرك أو بشأن السياق الزمني للحدث.

انفجرت المظاهرات بعد إعلان مقتل الشابة مهسا أميني، 22 عاماً، على يد «شرطة الأخلاق»، بعد توقيفها لعدم مطابقة حجابها لمواصفات الحجاب الذي تفرضه السلطات الإيرانية، وما لبثت أن توسعت لتصير نوعاً من الاحتجاج الوطني الشامل، في عموم المدن والنواحي والبلدات الإيرانية. وككل الاحتجاجات السابقة، تبدلت سريعاً عناوين المظاهرات، لتتحول إلى فعل صدام سياسي مع النظام نفسه وشرعيته، ولترتفع العناوين الداعية بالموت لخامنئي ولإسقاط نظامه، عدا عن الاشتباك المباشر مع كل رمزيات الدولة من شرطة ومكاتب حكومية وصولاً إلى إحراق وتمزيق وتحطيم مجسمات تمجد «أصنام» النظام كالجنرال قاسم سليماني.

الغضب المكتوم الذي فجره مقتل أميني، يُنبئ بحال الطلاق بين النظام وجزء كبير من الشعب الإيراني، ويعلن عن يأس هذا الجزء من كل إصلاح من داخل التركيبة الحالية وفي ظل بقاء النظام نفسه، بعقله ومشروعه ومؤسساته. لقد عبّر الإيرانيون عن شيء مماثل في عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2020، التي حاول المرشد أن يجعل منها، بعد أسابيع على مقتل سليماني، استفتاءً على شرعية نظام الثورة، لتأتي النتائج بصفعة مدوية، سجلت أدنى نسبة مشاركة منذ 40 عاماً!

الانتفاضة الشعبية الجارية هي الخامسة من نوعها منذ «الحركة الخضراء» عام 2009، التي اندلعت نتيجة قناعة قطاعات إيرانية واسعة بأن المرشد أطاح بالفائز مير حسين موسوي لصالح ترئيس محمود أحمدي نجاد عنوة.

تلا ذلك عدد من الانتفاضات التي تنوعت عناوينها، كان أبرزها حراك 2017 - 2018 الذي انطلق من مدينة مشهد، احتجاجاً على البطالة وغلاء الأسعار، ثم انتفاضة 2019 - 2020، بسبب الاحتجاج على زيادة أسعار المحروقات بنسبة 200 في المائة، التي انتشرت في أكثر من 21 مدينة إيرانية، ونتج عنها ما يعرف بـ«آبان خونن» أو نوفمبر (تشرين الثاني) الدموي. ففي تقرير عن المجزرة، كشفت «رويترز» نقلاً عن ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية أن نحو 1500 شخص قتلوا خلال الاحتجاجات التي بدأت في 15 نوفمبر واستمرت موجتها الأولى أقل من أسبوعين. وتنقل الوكالة بعض تفاصيل الاجتماع الغاضب الذي اتُّخذ فيه قرار قمع المظاهرات، مشيرة إلى أن خامنئي أبلغ أركان نظامه الحاضرين أن «الجمهورية الإسلامية في خطر. افعلوا ما يلزم لوضع نهاية لذلك. هذا هو أمري لكم».

لم تمنع الدموية الفائقة اندلاع «ثورة العطش» في 2020 - 2021 التي بدأت من خوزستان بسبب ندرة المياه، ووُجهت كغيرها بالقمع والتخوين.

نحن إذاً بإزاء خمس انتفاضات كبرى منذ 13 سنة، أي بمعدل انتفاضة كل سنتين ونصف السنة تقريباً، عدا عن احتجاجات أصغر متصلة أو منفصلة عن هذه المحطات الخمس. عملياً لم تهدأ شوارع المدن الإيرانية منذ عام 2009 يوماً واحداً، وهو ما يفسّر حجم القلق الذي يعتري خامنئي (تقرير رويترز)، في كل مرة تتوسع فيها الاحتجاجات وتجذب انتباه الإعلام الدولي وعيون المسؤولين في العواصم المؤثرة حول العالم.

اللافت في هذه الاحتجاجات، تنوع موضوعاتها وشمولها الاحتجاج السياسي المباشر كما حصل عام 2009 والأوضاع المعيشية، كما حصل في انتفاضتي الجوع والعطش، والآن الاحتجاج على المنظومة القيمية للنظام التي بات عنوانها «الحجاب الإلزامي».

إننا بإزاء تصادم بين النظام الإيراني وجزء كبير من الإيرانيين يغطي الجبهات كافة، السياسية والاقتصادية والقيمية. وهو ما يفسر حال الطلاق بين نظام إيران الخمينية والشعب الإيراني، والتحول المطرد للنظام إلى ديكتاتورية عسكرية بعمامة لا أكثر ولا أقل.

لذلك لا يعود مستغرباً أن تتحول المظاهرات والاحتجاجات كل مرة وبسرعات قياسية لتصير انتفاضات على النظام نفسه، وتذهب بسقوف مطالبها إلى الدعوة لسقوط المرشد وإنتاج جمهورية إيرانية جديدة، أي الانتقال ببساطة من حكومة صاحب العصر والزمان إلى حكومة تشبه العصر والزمان.

الجديد هذه المرة أن الانتفاضة الجارية تحصل في لحظة حساسة تتعلق بمستقبل النظام الإيراني في ضوء التقارير عن الاعتلال المتزايد في صحة المرشد، الذي اضطر للظهور مرتين لتبديد التقارير بهذا الشأن. كما تحصل في لحظة تجاذب شديد القسوة بين أركان النظام ومكوناته، تحديداً بسبب اللحظة الانتقالية التي ستحل، لا ريب، على إيران لحظة رحيل خامنئي لأي سبب كان. وقد تبدى هذا الصراع في الحرب الخفية على الاتفاق النووي، بين من يريدون الاتفاق ومن يعتبرونه حصان طروادة لضرب الطبيعة الثورية للنظام. لقد أظهرت الإضافات الإيرانية الأخيرة على جدول أعمال التفاوض بين طهران ومجموعة «5 زائد واحد»، لا سيما ما يتعلق بالأبعاد العسكرية للمشروع النووي الإيراني مفاجأة للمفاوضين الغربيين، واعتبرها البعض دليلاً على أن المفاوضات باتت آلية بيد أركان النظام في حروبهم البينية، يستخدمها كل طرف لإحراق الآخر، ضمن لعبة التموضع لوراثة خامنئي.

آخر ما يحتاج إليه النظام هو إضافة مكون الثورة الشعبية، إلى وصفة القلق التي تعيشها إيران. هذه نقطة ضعف الثورة اليوم لأنها ستفتح بوجهها أبواب جحيم القمع وبأقسى مما مر على الإيرانيين، وهي نقطة قوتها في الوقت نفسه، لأنها أوضح المرات التي يكون فيها الحراك الشعبي الشبابي جسراً متيناً بين زمنين.

 

رحيل القرضاوي... بين الذات والموضوع

يوسف الديني/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

تبدو الكتابة عن الشخصيات حال رحيلها إلى مثواها الأخيرة مدحاً أو قدحاً عسيرة بسبب تحول الحدث إلى ظاهرة جماهيرية تحشد بين الأنصار والمخالفين، ولذلك ربما كان أسلم موقف على الباحث عن الإنصاف هو محاولة الاستناد إلى الفلاسفة، منهم ديكارت، وفتوحاته في التفريق بين «الذاتية» و«الموضوعية». من هنا يمكن الحديث بدون حرج بين الحالة القرضاوية كموضوع، وليس الذات الراحلة إلى مثواها الأخير.

يمكن القول بداية إن القرضاوي (الشيخ الأزهري ولد بمصر في سبتمبر/ أيلول عام 1926 ومقيم بقطر منذ 1977 وحصل على جنسيتها)، حاول جاهداً إبقاء نفسه مرجعية سنية تعتمد على تكنيك التحشيد والجمهرة، وهو أسلوب أثير لدى رموز وقيادات «الإخوان» وكل جماعات الإسلام السياسي، فعلى الرغم من تراجع دور «الاتحاد العالمي» الذي يرأسه القرضاوي وأهدافه لسحب البساط من المؤسسات الدينية العريقة التي يتهمها بالانحياز إلى السلطة، كالأزهر، وتهديد حالة السلم في مصر، وتقويض الحكومة الانتقالية المصرية بسهام الإدانة، إلا أن تأثير ذلك بدا كبيراً على مستوى الأتباع في مصر وخارجها، مع استهجان كبير على مستوى الخطاب الشرعي الرسمي.

لعلنا نستذكر على خلفية ذلك حروب الشرعية بين رموز الإفتاء والتمثيل الديني في العالم الإسلامي، ومن ذلك ما حدث إزاء هيمنة القرضاوي على «اتحاد علماء المسلمين»؛ جاءت المفاجأة بانسحاب العلامة الفقيه الكبير والمقدر في الأوساط السلفية بسبب متانته العلمية الشيخ عبد الله بن بيه من الاتحاد، معللاً ذلك بأن «سبيل الإصلاح والمصالحة يقتضي خطاباً لا يتلاءم مع موقعي في الاتحاد»، وهو ما يعني بعبارة أخرى خروج الاتحاد من الأهداف الإصلاحية إلى خطاب سياسي أحادي الاتجاه.

لم تقف أخطاء القرضاوي السياسية عند ملف «الربيع العربي»، التي واجهت انتقادات عدة حتى من المقربين من الشيخ، بل استمر الشيخ في استدعاء تصلبه السياسي ودعمه لخيار «الإخوان» حتى بعد السقوط المدوي في مصر والتراجع الكبير في تونس ومواقع أخرى.

الدكتور يوسف القرضاوي الفقيه المتسامح الأبرز منذ عقود، الذي ساهم في قلب بنية الهرم السلفي الحركي بفتاوى وآراء متسامحة فقهية، في وقت كانت فيه الفجوة بين الفقهاء التقليديين وإيقاع العصر تزداد اتساعاً، متيحة المسرح لصعود فئات دينية أقل حضوراً وتأثيراً من الدعاة ونجوم الفضائيات ورموز جماعات الإسلام السياسي القادمين من خلفيات غير شرعية.

شخصية الدكتور الشيخ القرضاوي محيرة جدلية على أكثر من مستوى، بدءاً بالتحولات التي خاضها في حياته، وهذا ما يفسر حجم رأس المال الثقافي الذي خلقه القرضاوي لنفسه منذ أن مارس دور تجسير العلاقة بين العلماء والفقهاء التقليديين وبين جماعات الإسلام السياسي.

شخصية الراحل الدكتور الشيخ القرضاوي محيرة جدلية حد التخمة؛ ليس فقط بسبب التحولات التي خاضها في حياته، ولكن أيضاً للأدوار التي اضطلع بها في «شرعنة» الحالة الإخوانية في تمثلاتها للسلطة، بدءاً بتجربة الجماعة الأم، ومروراً بتجربة «حماس» والسودان، ووصولاً إلى الموقف من الثورات التي تعامل معها الدكتور ببراغماتية سياسية تجاوزت كل الأطر والحدود بين ما هو ديني وسياسي في شخصية الدكتور، لذا لن أتحدث عن شخصية الشيخ مع أنها ثرية ومغرية بالتحليل السياسي والنفسي، لكنني سأحاول قراءة عجلى تناسب المقام للحالة القرضاوية السياسية، وهي لا تمثل الشيخ فحسب، بل باتت تنطبق على تيار عريض من القرضاويين الجدد.

أزمة القرضاوية السياسية تبدأ في الفارق الكبير بين الأداء السياسي وبين الرؤية الفكرية، أو بمعنى آخر تحويره كل ما هو سياسي إلى عقائدي، بحيث يصبح الخلاف معه والاختلاف أزمة غالباً ما يجري تصويرها بشكل تراجيدي، لا سيما أن الجميع يتكئ على تراث الشيخ الفقهي المتسامح، وكيف أنه شكل لكثيرين بديلاً آمناً عن التيارات المتشددة التي لا يمكن لآرائها الفقهية والاجتماعية أن تأخذ طابعاً عالمياً كما هو الحال مع القرضاوي وفتاواه المتسامحة، لا سيما تلك التي تخص المسلمين في المهجر، وهي حالة ليست جديدة أبداً، ليس فقط على مستوى العصر الحديث ونشأة الحركات الإسلامية على أنقاض النكسة العربية، بل حتى على مستوى التاريخ الإسلامي الذي زخر بنماذج فقهية متسامحة ثائرة على المستوى السياسي أو العقائدي.

يمكن الحديث عن القرضاوي ضمن سياق الرعاية الخليجية المبكرة واستقطابه للتمثيل الديني في قطر، هنا تحول إلى مشروع مستقل مفارق حتى لطموحات «الإخوان المسلمين»، ومتجاوزاً للأدوار التقليدية للاستقطاب، حيث بات رمزاً للمرجعية السنية في مقابل المرجعيات الشيعية، أو «بابا المسلمين» في مقابل بابا الفاتيكان، وتدعم جماعات الإسلام السياسي هذا التوجه بقوة إلى الدرجة التي يصبح معها مجرد التعرض للقرضاوي نقدياً جريمة لا تغتفر.

أزمة القرضاوي آنذاك وحتى رحيله أمس، أن التيارات السلفية أيضاً لا تعترف بالعقل الفقهي للقرضاوي، رغم تسامحه وفتاواه التي تنشر لدى طبقات الانتلجينسيا الدينية، وهم مزيج متنوع يرى في تسامح القرضاوي الفقهي مخرجاً من أزمة الوقوع في المحظور الديني، غير مكترثين كثيراً لخطه السياسي، لكن التيارات السلفية ترى أن شخصية القرضاوي الفقهية هي تلفيقية بامتياز، تقوم على تقديم تنازلات اجتماعية لكسب أكبر شريحة من المتابعين في مقابل آراء سياسية متصلبة وذات منزع ثوري يصل أحياناً إلى حد الافتعال. في كل مؤلفات القرضاوي الفقهية حتى كتابه «فقه الجهاد» الذي شرق وغرب، لا تجد مسالك الفقهاء الكبار كالشيخ أبو زهرة والطاهر بن عاشور، وحتى مشايخ معاصرين كالألباني أو حتى الفقيه الزاهد الشيخ عبد الله بن بيه، فهذا الكتاب يتوسل نتائج متسامحة بأدوات فقيرة من الناحية العلمية.

وهي أيضاً في الخطاب العام التقليدي أو المستند إلى التقاليد الممتدة عبر التاريخ، فهي على النقيض تماماً في موقفها من العقل السياسي للقرضاوي، وهذا ينطبق على الباحثين والخبراء في علم «الإسلاميات التطبيقية»، إذ يعدونه نصاً مغلقاً لا يعكس الآراء المتسامحة فقهياً للشيخ، وهذا التناقض بين الشخصية السياسية والفقهية لم يكن نتاج الشيخ وحده، بل هو علامة فارقة ومسجلة لـ«الإخوان» يمكن تتبع جذورها الأولية في شخص المؤسس حسن البنا، لكن خصائص العقل القرضاوي السياسي الجديد تكمن في قدرته على الجمع بين المتناقضات، على مستوى النظرية والممارسة، خصوصاً «الثورية السياسية».

ثمة عوامل كثيرة ومعقدة لفهم هذا السلوك الثوري، لكن يترشح في الأساس عامل داخلي يتصل بطبيعة فهم القيادات الدينية لدورها، ويتمثل ذلك في عدم رغبة «الإخوان المسلمين» ودعاة الإسلام السياسي في فقدان الشرعية الدينية بعد أن اهتزت شرعيتهم السياسية كثيراً، لا سيما أن المنافس في سباق الشرعية الدينية أقوى بمراحل منهم، وهم السلفيون وبقايا تيارات «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية» في مصر ومجموعات «السلفية الجهادية» في باقي الدول، بينما ينافسهم في الشرعية السياسية.

 

على واشنطن إدراك أن قرناً جديداً حلَّ في المنطقة

روبرت فورد/الشرق الأوسط/27 أيلول/2022

إذا نظرنا إلى علاقات الولايات المتحدة مع العراق كنموذج، سنجد أن السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط لم تتكيف مع كبرى المشكلات في القرن الحادي والعشرين. على سبيل المثال، قبل ثلاثة أسابيع، التقت باربرا ليف، وهي زميلة سابقة محترمة وتتقلد اليوم منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، كما أنها كبيرة المسؤولين عن إدارة العلاقات اليومية مع دول المنطقة، ودبلوماسية لديها خبرة خاصة في ملف العراق، الرئيس العراقي ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب. وأفاد بيان عام أصدرته الخارجية الأميركية، بأنها ناقشت الأزمة السياسية في العراق وأمن المنطقة.

وقبل أسبوعين، التقى مساعد وزير الدفاع، سيليست والندر، في بغداد بوزير الدفاع ومستشار الأمن القومي وقائد الجيش لمناقشة التعاون العسكري ومحاربة «داعش». وفي 21 سبتمبر (أيلول)، التقى بريت ماكغورك، كبير مسؤولي سياسات الشرق الأوسط في إدارة بايدن، وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بنيويورك، لمناقشة العلاقات العسكرية والأمنية والاستقرار الإقليمي. وهكذا، قضى هؤلاء المسؤولون الأميركيون الثلاثة رفيعو المستوى، كثيراً من، إن لم يكن معظم، وقتهم مع زملائهم العراقيين في مناقشة القضايا السياسية العراقية والإقليمية ومكافحة الإرهاب. والملاحظ أن هذه هي الموضوعات ذاتها التي ركز عليها الأميركيون في تفاعلهم مع العراقيين طوال 15 عاماً. في صيف وخريف عام 2022، هل يمكن أن نقول إن مكافحة الإرهاب والسياسات الإقليمية تمثل كبرى المشكلات التي تدفع العراقيين إلى حافة الجنون؟

من جانبهم، يسلط المحللون العراقيون الضوء على أن نقص الكهرباء خلال الصيف، وسوء خدمات المياه والفساد، يدفع العراقيين للنزول إلى الشوارع. وبالطبع، فإن عاماً آخر من الجفاف وارتفاع درجات الحرارة المرتبط بالتغيرات المناخية يمثل مشكلة كبرى أخرى.

في الواقع، تؤثر التغيرات المناخية على دول منطقة الشرق الأوسط، مثل العراق، بشدة. والسؤال هنا: كيف يمكن لمستشار عسكري أميركي إيجاد حل لمشكلة العائلات التي تضطر لترك منازلها حيث كانت الزراعة منذ آلاف السنين؟

ومع ذلك، نجد أنه خلال اجتماعات سبتمبر (أيلول)، لم يذكر المسؤولون الأميركيون في العراق سوى القليل عن البنية التحتية، وجهود احتواء الفساد، والحد من الآثار الضارة للتغيرات المناخية وندرة المياه. ولم يلتقِ أي مسؤول أميركي رفيع المستوى وزير المياه العراقي أو رئيس هيئة مكافحة الفساد.

بطبيعة الحال، ليس بمقدور واشنطن حل مشكلات العراق، وتجربتنا منذ سنوات الحرب يجب أن تجعلنا متواضعين في طموحاتنا. علاوة على ذلك، لدينا مشكلاتنا الخاصة مع الفساد. جدير بالذكر هنا أن ترتيب الولايات المتحدة في قائمة الشفافية الصادرة عن منظمة الشفافية الدولية عام 2021 يعد الأدنى منذ عام 2012. وعندما تنظر إلى حرائق الغابات المروعة في كاليفورنيا وأوريغون، ومشكلة ندرة المياه المتفاقمة في الغرب الأميركي، يتضح لك أننا لا نستطيع حل جميع المشكلات المرتبطة بالتغيرات المناخية داخل الولايات المتحدة، وبالتأكيد ليس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومع ذلك، ثمة دروس تعلمناها. مثلاً، خفضت المدن في الغرب الأميركي الجاف، مثل لاس فيغاس وسان دييغو، من استهلاك المياه للفرد بدرجة كبيرة خلال العشرين عاماً الماضية. بالإضافة إلى ذلك، أسهمت إدارة الحكومة المركزية لموارد المياه، مثل نهر كولورادو، في إرجاء أسوأ تداعيات التغيرات المناخية، ووفرت لنا مزيداً من الوقت لإيجاد حلول. ويمكن لواشنطن أن تشارك تجاربها على نطاق أوسع مع الحكومات والخبراء في المنطقة الذين يحتاجون إلى أفكار عملية. والملاحظ هنا أن كبار المسؤولين الأميركيين لا يركزون على قضايا مثل هذه كأولويات أولى في اجتماعاتهم.

في الواقع، يجب أن يكون الدعم الأميركي للتعليم جزءاً من نهج جديد. وفي هذا السياق، أود توجيه التحية إلى باربرا ليف لزيارتها الجامعة الأميركية الجديدة في بغداد. جدير بالذكر هنا أن واشنطن تقدم نحو 15 مليون دولار سنوياً لمساعدة الجامعات باستخدام النظام الأميركي في العراق. والمعروف أن الدعم العسكري الأميركي للعراق يزيد على مائتي ضعف هذا المبلغ.

من جهتها، تخطط واشنطن هذا العام لإلغاء تمويل بعض برامج سيادة القانون التي تساعد العراقيين في محاولة إيجاد حلول للفساد، ما يعد مثالاً على كيفية استمرار واشنطن في التركيز على مقاربات الأمن ومكافحة الإرهاب في المنطقة.

من ناحية أخرى، وقعت وزارة الموارد المائية العراقية اتفاقية مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، للمساعدة في معالجة ندرة المياه. لكن، تبقى الأموال المخصصة وعدد الخبراء في هذا الإطار ضئيلين، مقارنة بالدعم العسكري الذي نقدمه. في الوقت ذاته، تحتاج وكالة التنمية إلى مزيد من الخبراء والمديرين والتمويل. ولا يمكن مقارنة هذا الوضع بوفرة الموظفين والتمويل في البنتاغون. ومن الممكن أن يصبح المدير المساعد للشرق الأدنى في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، المسؤول الرئيسي لإدارة المبادرات الجديدة. ويكافئ هذا المنصب باربرا ليف على صعيد التنمية. من جهته، حال مجلس الشيوخ دون تعيين مرشح إدارة بايدن لأكثر من عام. وفي الوقت الذي يتمتع فيه البنتاغون بدعم سياسي كبير في واشنطن، تفتقر وكالة التنمية إلى هذا المستوى من الدعم.

وتتمثل إحدى طرق إقناع واشنطن بالبدء في تغيير محور تركيزها في أن يضغط مسؤولو الشرق الأوسط على واشنطن لتعديل محور اهتمامها بعيداً عن التركيز الشديد على القضايا العسكرية والأمنية، وباتجاه مزيد من التعاون بشأن المشكلات المتصاعدة التي تتجاهلها واشنطن إلى حد كبير، رغم إضرارها بمواطني المنطقة في حياتهم اليومية.

*السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

عون يسلّم "ميّاس" وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب.. شرفان: سنكمل المشوار كرمالك يا لبنان

الجمهورية/27 أيلول/2022

أكد رئيس الجمهورية ميشال عون أن "ما تتميز به فرقة "ميّاس" اللبنانية من قوة واداء مميزين ودقة في العمل أوصلوا أعضاء الفرقة إلى هذه الصورة من الانسجام ومكّنوها من تقديم لوحات فنية تفوق الخيال وتحقيق هذا النجاح العالمي بإسم لبنان".

ولفت الرئيس عون إلى أنه منذ بداية متابعته لأداء الفرقة كان متأكداً من فوزها وقرر تكريمها "تقديراً للنجاح الذي حققته من أجل لبنان وتشجيعاً لعطاءاتها الزاخرة".

كلام الرئيس عون جاء خلال احتفال اقيم، ظهر اليوم في قصر بعبدا، سلّم خلاله فرقة "مياس" وسام الاستحقاق اللبناني المذهب الذي قرر منحها اياه "تقديراً لعطاءاتها وفوزها بجائزة المرتبة الاولى في البرنامج الأميركي العالمي America's got talent بنسخته السابعة عشرة"، في حضور مدرب الفرقة نديم شرفان واعضاء الفرقة وذويهم وعدد من الفنيين والاداريين ورئيس مجلس ادارة "المؤسسة اللبنانية للارسال" بيار الضاهر، إلى الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا ورولا نصار.

وقائع الاحتفال

بداية، ألقى المدير العام للمراسم والعلاقات العامة في رئاسة الجمهورية نبيل شديد الكلمة الآتية:

"أيها الحفل الكريم،

على مدى ليال متتالية، خفقت قلوب اللبنانيين فرحاً، وهي تتابع "رقصاً مبهراً تفوّق على الابداع"، على ما تناقلته وسائل الاعلام العالميّة، في البرنامج الأميركي العالمي America's got talent بنسخته السابعة عشرة، والمعروف بمستواه الكبير.

هذا الابداع، الذي تتوج بالمرتبة الأولى من قبل لجنة حكم، وتصويت جمهور عالمي، نابع من لبنان. وقد حمله الى ما وراء البحار الشاب اللبناني نديم شرفان، الذي صاغ من أحلامه حقيقة ان لبنان الدهشة، يبقى صنع ارادات لا تقوى عليها الصعاب.

وقد تكاملت صياغته، مع شابات لبنانيات، بمعظمهن طالبات في المعاهد والجامعات، هنّ أعضاء فرقته الاستعراضية اللبنانية "ميّاس" التي أسسها العام 2013، حاصدة الشهرة من برنامج Arab got talent على امتداد العالم العربي الى اليوم.

هناك، في قلب الولايات المتحدة الأميركية، صانعة الفنون المعاصرة، الأكثر إبهاراً، لم تحمل فرقة "مياس" لبنان معها فحسب، بل قدمت لوحات فنية تحبس الأنفاس، ارادتها "كرمالك يا لبنان"، على الحان من هنا، من وطن الارز، فيها نبض شمس لبنان وصفاء ثلجه الذي يكلل أرزه.

أيها الحفل الكريم،

هي رسالة لبنان الزاخرة بأبهى صور الحياة، حملتها فرقة "مياس"، مدرباً، وشابات، ومسؤولين إلى اقاصي العالم، وتفوقت على إٍسم لبنان ولأجله. وتقديراً لهذا الإنجاز الفني الراقي، وتشجيعاً لمزيد من العطاء الزاخر، قرّر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، منح فرقة "مياس" اللبنانية وسام الاستحقاق اللبناني المذهب".

 شرفان

وعلى الاثر، سلّم الرئيس عون وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب إلى مدرب الفرقة نديم شرفان، الذي ردّ بكلمة شكر فيها الرئيس عون على تكريمه الفرقة ومنحها الوسام، وقال: "أنا اليوم أكثر من فخور ومسرور وارفع رأسي بهذا الوسام الذي منحته الجمهورية اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشال عون لهذه الفرقة، لأنها تستحق التقدير، لاسيما من خلال التعب الذي بذلته كل صبية في هذه الفرقة وكل فريق العمل. وهذا الامر يبرهن أننا كلبنانيين، إذا اجتمعنا رغم كل الاختلافات، وتخطينا الفروقات ووقفنا إلى جانب بعضنا البعض، نستطيع أن نصل إلى هذه النتيجة. وأهدي هذا الوسام إلى كل أم وأب وأخ وأخت وجدة وجدّ في هذا البلد، يتعبون ويشقون ويبكون كي يمنحوا أولادهم حياة كريمة ولا يتركوا هذا البلد . فأنا أمنح لكم هذا الوسام لأنكم أنتم من يستحقه. فلبنان من دون شعبه لا يساوي شيئاً كما أن الشعب بلا بلده، لا يساوي شيئاً. وتعدكم "مياس" بأن تبقى أرزتنا وعلمنا على رأسنا من فوق وسنكمل هذا المشوار ولن نقف عند هذا الحد و"كرمالك يا لبنان".

وتوجه شرفان إلى أعضاء الفرقة بالقول: "أنتن تعلمن مدى حبي لكن، واقول لأهلكن، أنا أشكركم على الثقة التي منحتموني اياها منذ اليوم الأول، لاسافر واقطع البحار مع بناتكم. وقد عاملتموني وكأنني إبن من ابنائكم واشكركم على ذلك واهدي هذه الجائزة لكل شخص منكم".

الرئيس عون

ثم رحبّ الرئيس عون بالحضور، مشيراً إلى أنه تابع فرقة "مياس" أثناء اداء رقصها الجميل وقد عبّر عن اعجابه كثيراً بهذا الاداء، وقال: "عندما يبدأ الشخص بمتابعة أدائكم لا يصدق بأنه يرى فرقة لبنانية تقدم أداء بهذا الجمال، وقد توقعت لكم الربح منذ البداية لأن أداءكم قد فاق الخيال. وقدرت جهد هذه الفرقة والصفات التي أوصلتكم الى هذا المستوى. ومن المؤكد انكم تتميزون بقوتكم وأدائكم والدقة التي تعملون بها للوصول الى هذا الانسجام والنظام. ومن خلال هذه الصفات نستطيع أن نقدّر الجهد الذي بذلتموه للوصول الى هذه النتيجة".

اضاف: "لقد تمكنتم من تحقيق كل هذا النجاح، وهذا امر غير بسيط، وتقديراً لذلك وللنتيجة التي حققتموها من اجل لبنان، اتخذت فوراً قرار تكريمكم للنجاح الذي وصلتم اليه ومنحكم وسام الاستحقاق اللبناني المذهب، وهو أعلى وسام يُمنح للمميزين في لبنان وتهانينا لكم مرة ثانية وأهلا وسهلاً بكم".

وفي الختام، هنأ الرئيس عون المدرّب شرفان والشابات اعضاء الفرقة وفريق العمل، متمنياً لهم "مستقبلاً زاهراً مليئاً بالنجاح والتميّز ليظلوا قدوة لشابات وشباب لبنان ويرفعوا على الدوام اسم وطنهم عالياً في العالم".

ثم التقطت الصور التذكارية.

 

باسيل من دار الفتوى: نؤكد وقوفنا إلى جانب المفتي وبيانه لناحية التمسك بالدستور وتنفيذ الطائف ولا بد من تأليف الحكومة والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية

وطنية/27 أيلول/2022

استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى، رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل على رأس وفد ضم النواب: سيزار أبي خليل، شربل مارون، جورج عطا الله، محمد يحيى، جيمي جبور وإدغار طرابلسي.

باسيل

بعد اللقاء، قال باسيل: "تشرفنا اليوم كوفد من التكتل بزيارة سماحته مرة جديدة  في هذه الدار الكريمة بعد البيان الصادر عن سماحة المفتي الذي أكد من خلاله أنه على رأس دار جامعة لكل اللبنانيين".

اضاف: "لقد سمعنا في هذا اللقاء الذي تمّ كلامًا وطنيًّا لا يختلف عليه اثنان من اللبنانيين، فهو يجمع ويؤكد الموقع لمكوِّنٍ أساسيّ في لبنان، والدور الذي يؤديه على هذا الصعيد، لذا أحببنا أن نقوم بهذه الزيارة لنؤكد وقوفنا إلى جانب المفتي ودار الفتوى بكل ما صدر عن سماحته في البيان، خصوصًا لناحية الأمور الآتية: أولاً، موضوع الدستور والتمسك به، ووثيقة الوفاق الوطني الطائف، التي نحن متمسكون بها أيضًا، ومتمسكون بتنفيذها لناحية اللامركزية خصوصًا، وإنشاء مجلس شيوخ، وإلغاء الطائفية".

وتابع: "نحن نعتبر أنه من الضروري استكمال تنفيذ هذا الاتفاق، لأننا عندما لم نستكمله، شهدنا العثرات الكبيرة التي وقع فيها نظامنا، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، فإنَّ الثغرات الموجودة في الدستور التي دائماً نتكلم عليها، من الضروري معالجتها، وتطوير هذا الدستور وهذا النظام بما يتوافق عليه اللبنانيون، لا نتيجة أي معادلات قد تتغيَّر بسبب ظروف خارجية أو داخلية. ما يحمي الدستور برأينا وكذلك الطائف هو عدم المَسِّ بهما وعدم الطّعن بهما واحترامهما وتطبيقهما ومعالجة أي خلل فيهما، وأعتقد أننا كنا على توافق كامل في هذه المقاربة مع سماحة المفتي، ويجب وقف استغلال هذا الموضوع من قِبَل أيّ أحد، لأننا منذ عودة العماد ميشال عون إلى لبنان في العام 2005 أكدنا تمسكنا بالدستور وعملنا على تطبيقه وممارسته".

واردف: "الموضوع الثاني الذي تطرقنا إليه في هذا اللقاء مهم جداً، هو هوية لبنان العربية، ولا أعتقد أنه ما زال هناك خلاف حوله في دستورنا وفي ممارستنا. وهناك يقين كامل من قبلنا أن لبنان بحاجة دائمًا - كونه بلدًا صغيرًا - إلى  احتضان دائم من الدول العربية التي وقفت إلى جانبه باستمرار، ولمَّا تدخلت في شؤونه كنا أول من اعترض على هذا التدخل من موقعنا السيادي، وهذا يحتم علينا أن نرفض تدخل لبنان في شؤون الدول العربية أو أي دول أخرى، نحن "يكفينا الذي فينا"، وليس لدينا القدرة على ممارسة سياسات خارجية في هذا الاتجاه. من أجل ذلك، ومن هذه الناحية يأتي حرصنا على أفضل العلاقات مع الدول العربية كلها، لا مصلحة لنا في غير هذا، لا مصلحة للبنان بالتدخل أو بجلب أي عداء لأي دولة عربية، حفاظاً، أولاً على سيادة لبنان واستقلاله، وعلى موقعه العربي ثانيًا، وعلى العيش بسلام في هذا المحيط العربي الذي نحن فيه، وعلى هويتنا التي نمتلكها".

وتابع: "الموضوع الثالث، هو موضوع الاستحقاقات الدستورية القادمة والمداهمة، اولا موضوع تأليف الحكومة وهو أمر لابد منه، أكدنا عليه مرارا حتى يكون لدينا حكومة كاملة الصلاحيات، وهذا ما أكده لقاء دار الفتوى، حكومة تستطيع ممارسة الصلاحيات المطلوبة منها في فترة عصيبة يمر بها لبنان وفي أزمة حادة مثل التي نمر بها، فكيف اذا لا سمح الله نقع في فراغ  لا يحتمل أزمة سياسية إضافية، وهناك توافق على هذا الامر وان شاء الله يقوم المعنيون بالجهود اللازمة حتى يكون لدينا حكومة في القريب العاجل".

وعن موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، قال باسيل: "الفراغ مميت للبنان في المرحلة التي نحن فيها، ولذلك أكدنا لسماحة المفتي خوفنا منه. ولأننا نستهيب أيضاً عمق الازمة المالية والاقتصادية، قدمنا هذه المرة مقاربة مختلفة على حسابنا بتضحية منا ولكن من دون تنازل عن فكرة اساسية التي هي التمثيل لرئيس الجمهورية، ان كان بالمباشر او بالتأييد. وهذا الشيء الذي يحتم علينا ان نتوافق كلبنانيين كأكثرية لازمة في المجلس النيابي على انتخاب رئيس يتمتع بالصفات اللازمة ليساعد في إخراج لبنان من الازمة الحالية. وهذا الامر يجنبنا الفراغ،  ويجب ان يحصل الانتخاب في الفترة الفاصلة عن نهاية تشرين الاول ما يقربنا كلبنانيين من بعضنا البعض. وختم: "اللقاء هنا، كان دعوة للتلاقي وليس للخصام وليس التقوقع في مذهب معين. هذه فرصة للتلاقي كلبنانيين لمواجهة الأخطار من الخارج ومواجهة ما يحصل في الداخل من سوء إدارة وحوكمة كما تداوله البيان ومن فساد مستشر في الدولة. وهذا يحتاج الى تلاقي اللبنانيين الوطنيين والإصلاحيين. وإن شاء الله يكون لنا رئيس بهذه الصفات الوطنية والإصلاحية لأن التلاقي على الخير هو المهم، وليس على الاستمرار بوضع شاذ نعيشه في لبنان بسبب الفساد. لقد كان اللقاء صريحا ووديا ويؤسس لمستقبل أفضل".

وعن استدعاء أحد نواب التكتل الى القضاء، قال باسيل: "احتراما للمكان، نبقى على مصاف ما تناوله اللقاء من كلام وطني جامع، يجب البقاء عليه. وشكراً".

 

أهالي الموقوفين في أحداث الطيونة قطعوا الطريق عند مستديرة الطيونة احتجاجا على استمرار توقيف أبنائهم

وطنية/27 أيلول/2022

أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" أن أهالي الموقوفين في أحداث الطيونة قطعوا الطريق عند مستديرة الطيونة، احتجاجا على استمرار توقيف ابنائهم، وسط انتشار أمني للجيش في المنطقة. وطالب الأهالي ب "تخلية سبيل أبنائهم".

 وتحدث والد الموقوف علي  مبارك فأشار إلى أن "ابنه يعاني من أوضاع صحية صعبة داخل سجن رومية، فحالته دقيقة جدا، ولا من يهتم به".

 من جهتها، لفتت والدة الموقوف بلال السلوم إلى أن "ابنها يعاني أيضا من أوضاع صحية سيئة،  فتوفي والده منذ ثلاثة أشهر  بسبب الحزن".

 

"لبنان القوي" دعا الى إنجاز الإستحقاقات الدستورية بدءا من تشكيل حكومة وإنتخاب رئيس للجمهورية: إقرار الموازنة ضرورة لتحقيق الإنتظام المالي

وطنية/27 أيلول/2022

عقد "تكتل لبنان القوي" إجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل ناقش خلاله التطورات، وأصدر  بيانا اشار فيه الى انه  "في ضوء عرقلة سير العدالة والظلم اللاحق بأهالي ضحايا المرفأ والموقوفين ظلماً، قرر التكتل  القيام بما يلزم لتعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية لوقف التعطيل الحاصل في عمل القضاء". وإستغرب "إستدعاء مدعي عام التمييز للنائب شربل مارون  خلافاً للدستور الذي أعطى النائب حصانة تحمي أداءَه في مهمته التمثيلية وحقّه في التعبير عن رأيه بكل حرية وإستقلال، حسبما ورد في المادتين 39 و40 فضلاً عن المادة 90 من النظام الداخلي لمجلس النواب.

وإعتبر أن "ملاحقة نائب بسبب موقف عبر عنه هو نوع من الترهيب ومحاولة لتدجين النواب ومنعهم من إبداء الرأي، مذكّرا "من يعنيهم الأمر بأنه لم يرف لهم جفن ولم يقوموا بواجباتهم القضائية عندما تم التعرّض لفخامة رئيس الجمهورية أكثر من مرة، فيما هو رمز الوطن ويمنع قانوناً التعرّض والاساءة له، وتقرر أن يعقد التكتل مؤتمرًا صحافياً غداً يحّدد فيه موقفاً واضحاً من هكذا سابقة".

 كما واعتبر التكتل أن "إقرار الموازنة على الرغم من المآخذ عليها هو عمل دستوري لا بل هو أهم واجبات مجلس النواب ، فضلاً عن كونه ضرورة لتحقيق الإنتظام المالي ولتحسين جزئي في اوضاع موظفي القطاع العام وتأمين واردات للدولة من خلال الدولار الجمركي وغيره، وهذا تنفيذ لواحدٍ من الأمور اللازمة في سياق التعافي المالي المطلوب. امّا الازدواجية والشعبوية التي مارسها البعض ازاء هذا الموضوع فما هي الاّ استمرار لنهج التعطيل لأي امر ممكن انجازه في اتجاه تحسين الأوضاع". 

وجدّد "تمسُّكه بإنجاز الإستحقاقات الدستورية بدءًا من تشكيل حكومة حسب الدستور تتولى القيام بالمسؤوليات المطلوبة منها في هذا الظرف العصيب، وإنتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بالصفة التمثيلية والتأييد اللازم وذلك وفقاً للأصول الدستورية والقواعد الميثاقية". واعتبر ان "الزيارة التي قام بها وفدٌ من نوابه لدار الفتوى ولقائه مع سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان يأتي في سياق توحيد الجهود ورص الصفوف من باب التضامن الوطني لاتمام الاستحقاقات". وقرّر التكتل "ابقاء اجتماعاته واتصالاته مفتوحة سعياً لتحديد الموقف اللازم في جلسة الخميس التي دعا اليها رئيس مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية".

 

انتخابات الرئاسة اللبنانية.. 5 مرشحين وصفقات مرتقبة (تقرير)

مع بدء العد العكسي لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية المفترضة قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول، برزت على الساحة زحمة مرشحين تقليديين وغير تقليديين.

23.09.2022

https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-5-%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1/2693082

بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول

- مطلع سبتمبر بدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس يختاره مجلس النواب وتنتهي في 31 أكتوبر

- حتى اللحظة، برزت 5 ترشيحات فردية، لكنها قد لا تلقى أي دعم من الأحزاب السياسية البارزة

- رئيس منظمة القانونية: لا لزوم لأي مرشح أن يعلن ترشحه، ويجب أن يتمتع بالشروط التي تؤهله للبرلمان

- الصحفي منير الربيع: المرشح التقليدي بحاجة إلى صفقة سياسية ما وتسوية كي يصل إلى كرسي الرئاسة

مع بدء العد العكسي لانتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية المفترضة قبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول، برزت على الساحة زحمة مرشحين تقليديين وغير تقليديين.

في الأول من سبتمبر/أيلول بدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية من جانب أعضاء مجلس النواب وتنتهي في 31 أكتوبر/تشرين الأول.

وعليه، يتحضر لبنان لإجراء الاستحقاق الدستوري الذي يجب أن يُجرى قبل انتهاء ولاية الرئيس الحاليّ ميشال عون، الذي أمضى 6 سنوات في الحكم منذ العام 2016، كانت حافلة بالأزمات على كافة الصعد.

** ضوابط الدستور

ووفق المتبع في لبنان، تدوم فترة ولاية الرئيس 6 سنوات غير قابلة للتجديد، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته الأولى، علمًا أن هذه القاعدة تمّ اختراقها في حالتين، في عهد الرئيسين الأسبقين إلياس الهراوي (1989-1998) والعماد إميل لحّود (1998-2007).

ورغم أن الدستور اللبناني لا يميّز بين المواطنين لتولّي المناصب، إلا أن النظام السياسي المتبّع منذ عقود يقضي بتقاسم السلطات والمناصب العليا وفقًا للانتماءات الدينية والطائفية.

وبناءً على ذلك، يكون رئيس الجمهورية مسيحيًا مارونيًا، ورئيس البرلمان شيعيًا، ورئيس الحكومة سُنيًا، ويمتد العرف إلى مناصب أخرى كأن يكون قائد الجيش مارونيًا، وقائد الدرك سنّيًا ومدير الأمن العام شيعيًا، وحاكم مصرف لبنان مارونيًا.

بحسب الدستور، يُنتخب الرئيس بالاقتراع السرّي بغالبية ثلثَي أعضاء مجلس النواب في الدورة الأولى، بينما تكفي الغالبية المطلقة (النصف+1) لانتخابه في دورات الاقتراع التي تلي ذلك.

الدستور لا يلزم الراغبين بخوض معركة الرئاسة بتقديم ترشيحات مسبقة، فأعضاء مجلس النواب الـ128 هم الذين ينتخبون الرئيس، أي يمكن لكل نائب أن ينتخب أي لبناني مارونيّ يختاره، شرط أن لا يكون ما يمنع أو يتعارض مع الشروط الأساسية مثل العمر والسجل العدلي.

** زحمة ترشيحات

حتى اللحظة، برزت 5 ترشيحات فردية، لكن يمكن القول إنها لا تلقى أي دعم من الأحزاب السياسية البارزة في البلاد.

رئيس منظمة جوستيسيا القانونية بول مرقص، قال للأناضول، إنه "لا لزوم لأي مرشح أن يعلن ترشحه للرئاسة، وإنما يجب على المنتخَب أن يكون متمتعا بالشروط التي تؤهله للنيابة (البرلمان) بما فيه شرط الجنسية".

من جهته قال الصحفي والمحلل السياسي منير الربيع، إنه "رغم كثرة المرشحين إلا أنه وفق الواقع السياسي غالبًا ما يكون المرشحون التقليديون (من الوسط السياسي) أقرب من غيرهم لاختيارهم للرئاسة".

ولفت إلى أن "المرشح التقليدي بحاجة إلى صفقة سياسية ما وتسوية" كي يحصل على الأصوات اللازمة لوصوله إلى كرسي الرئاسة.

وأشار إلى أنه "في الوقت الحالي لا أحد من التقليديين قادرٌ على الوصول إلى الرئاسة، لأنه لا خيار إلا بالاتفاق على شخصيةٍ من داخل الدولة كقائد الجيش العماد جوزيف عون، كخيار توافقيّ للقوى السياسية التي يتشكل منها البرلمان".

وتابع: "كما يمكن الاتفاق على شخصية من خارج النادي السياسي لها اهتماماتٌ مالية واقتصادية قادرة على وضع خطة بالتعاون مع القوى الداخلية والخارجية، لتأتي إلى رئاسة الجمهورية".

** مرشحون غير تقليديين

تعد السفيرة السابقة لدى الأردن، ترايسي شمعون، المقرّبة من الرئيس الحالي حفيدة الرئيس السابق كميل شمعون، من أبرز الذين أعلنوا ترشيحهم للرئاسة بمؤتمر صحفي في 29 آب/أغسطس، عندما عرضت برنامجها بعنوان "رؤية جديدة للجمهورية".

وسبقها زياد حايك، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة، الذي يشغل منصب رئيس الجمعية العالمية لوحدات الشراكة في جنيف التي تنتمي إليها 41 دولة، حيث أعلن في 26 أغسطس ترشّحه وفق برنامج حمل شعار "الازدهار والأمان وكرامة الإنسان".

ومن بين الشخصيات التي تقدمت بترشحها، مي الريحاني، الناشطة في مجال تعليم الفتيات والدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها، وهي كاتبة وشاعرة وناشطة في مؤسسات التنمية الدولية ومقيمة في الولايات المتحدة.

أما الشخصية الرابعة التي أعلنت ترشحها في 21 سبتمبر/أيلول، رئيس حزب "الإنقاذ البيئي"، بشارة أبي يونس، وفق برنامج رئاسي يحمل عنوان "لبنان: الكيان، الرئاسة، السلطات".

كما أعلن رجل الأعمال سايد بطرس فرنجية، بمؤتمر صحفي عقده في 16 سبتمبر ترشحه إلى للرئاسة، وتعهّد "بإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية الراهنة وجلب الاستثمارات الخارجية".

** مرشحون تقليديون

كما هي العادة، تبرز في لبنان أسماء سياسيين يُعتبرون مرشحين تقليديين لتولّي المنصب، رغم أنهم لم يعلنوا عن ذلك، فالجميع يدرك أن الرئيس يأتي نتيجة توافق الأحزاب السياسية التقليدية البارزة التي يتشكل منها مجلس النواب.

ومن أبرز الأسماء المطروحة تلقائيًا، رئيس تيار المردة، سليمان فرنجية، الحليف لحزب الله والنظام السوري.

كذلك يبرز اسم قائد الجيش في كثير من الأحيان، والذي يُدرَج في خانة المقرّبين من الولايات المتحدة، مع العلم أن قادة الجيش يُعدّون من المرشحين الدائمين لرئاسة الجمهورية، وآخرهم في الحقبة الحديثة، إميل لحود (1998 - 2007)، وميشال سليمان (2008 - 2014)، وميشال عون.

كما يبرز اسم جبران باسيل (صهر الرئيس عون)، رغم انحسار حظوظه بعد خسارته الأكثرية البرلمانية، ولا سيما المسيحية، وتحميله جزءًا كبيرًا من الأزمات التي شهدها عهد عون.

من جهته، يعتبر رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع، نفسه مرشحًا طبيعيًا، لكنه يقول إنه منفتحٌ على الانسحاب لأي مرشح يلبّي مواصفات حزبه.

كذلك يُطرح في السباق، اسما النائبين ميشال معوّض ونعمة إفرام، المنضويَين في دائرة المستقلين المعارضين، وهو ما يعوّلان عليه، إلى جانب علاقاتهما الخارجية بدول كبرى مؤثرة مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.

ولعلّ حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، من الأسماء تُطرح ـ وإن على استحياء ـ عند كل استحقاق رئاسي، رغم تراجع حظوظه متأثرةً بالأزمة الاقتصادية منذ العام 2019، وما رافق ذلك من اتهامات طالته بالفساد.

** محددات موعد الجلسة

هذه الأيام، تتجه الأنظار نحو الموعد الذي سيدعو فيه رئيس البرلمان نبيه بري، إلى جلسة انتخاب الرئيس، التي ربطَها في تصريحٍ سابقٍ، بأن "يقرّ المجلس النيابي إصلاحات تمثل شروطًا مسبقة لبرنامج إنقاذ مقدّمٍ من صندوق النقد الدولي".

فيما يربط مصدر سياسيّ الموعد بحصول اتفاقٍ مسبق بين القوى الرئيسية على اسم الرئيس، وهو اتفاق قد يطول انتظاره بالنظر إلى كثرة المرشحين غير الرسميين، وعدم وجود أكثريات (في البرلمان) صريحة متحالفة قادرة على إيصال مرشحها بشكلٍ محسوم.

يعود السبب في ذلك إلى أن الانتخابات النيابية التي جرت في مايو/أيار 2022، أفرزت كتلاً برلمانية عدّة متفرقة، أبرزها:

كتلة "الجمهورية القوية" (19 نائباً وتمثل حزب القوات اللبنانية) و"تكتل لبنان القوي" برئاسة النائب باسيل (17 نائباً)، و"التنمية والتحرير" برئاسة نبيه برّي (15 نائبًا) و"الوفاء للمقاومة" (15 نائبًا، تمثل حزب الله).

بالإضافة إلى "اللقاء الديمقراطي" (8 نواب، يمثل الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط)، وكتلة التغييريين (13 نائبًا)، وحزب "الكتائب اللبنانية" برئاسة سامي الجميّل (4 نواب)، عدا عن الكتل الصغيرة التي تضم مستقلين، وأخرى تضمّ معارضين.

غير أن مسألة التوافق المسبق على اسم الرئيس ما زال مستعصيًا بالنظر إلى تباعد وجهات النظر المتواصل بين الفرقاء، وبالتالي، يتخوّف متابعون من أن يتعذّر انتخاب الرئيس من الجلسة الأولى، وأن يكون الفراغ الرئاسي هو ما ينتظر لبنان، كما كان الحال قبلها لمدة 29 شهرًا نتيجة التجاذبات السياسية.

ويشير محللون إلى أن التوافق على اسم الرئيس لم يكن شرطًا داخليًا فقط، بل يتأثر أيضًا بالمناخات والتوجهات الإقليمية والدولية، وفي مقدمها إيران والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة.

 

جعجع: أنا جاهز لرئاسة الجمهورية إذا توافقت أكثرية المعارضة على إسمي

المركزية/27 أيلول/2022

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اننا بأمس الحاجة إلى رئيس جمهورية “جديد” يبدأ بمسار مغاير ويحدث تغييرا جذريا ويكسر الممارسة الحاصلة اليوم، مشددا على ان المطلوب رئيس سياسي بامتياز لا رئيس “تكنوقراط”.

وقال في مقابلة ضمن برنامج “عشرين 30” عبر الـLBCI: “السؤال الاخير الذي يُسأل اليوم اذا كنت مرشحا للرئاسة ام لا لأننا وصلنا الى مرحلة لا مكان فيها للطموحات الشكلية، رغم أنني أعتبر أنني قادر على استقامة الأمور في حال وصولي إلى سدة الرئاسة. المطروح في الوقت الحاضر الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد فقط وأنا لست مرشحاً لكن ذلك يرتبط بإمكانية الوصول إلى الرئاسة، فإذا توافقت أكثرية المعارضة على إسمي عندها أنا جاهز لذلك وأحضر برنامجي الانتخابي مع العلم أنّني طرحته في الانتخابات السابقة وهو واضح وخضنا على اساسه الانتخابات النيابية.”

وأكد جعجع ان “هدفه ليس صنع رئيس للجمهورية بل ايصال رئيس، اذ على الجميع التواضع، ولو كان لـ”القوات” الكتلة النيابية الأكبر”.

واشار الى ان “عبارة “كلن يعني كلن” أكبر خطأ في تاريخ لبنان والمنظومة الحاكمة في السنوات العشر الأخيرة مؤلفة من “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” وحركة أمل وحلفائهم الذين حكموا وهم من أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، في وقت لا يمكن التعامل مع الأمور “دُكما” و”كلو متل بعضو” والمقارنة بين وزراء “القوات” وجبران باسيل او على حسين خليل خير دليل”.

وعن اتفاق معراب علّق جعجع: “لو لم نذهب إلى إتفاق معراب، كان سيحدث ما هو أسوأ منه، فهذا الاتفاق تضمّن منذ بدايته النقاط الـ10 التي قرأتها وصفّق الرئيس عون لها ووافق عليها آنذاك، اي ان الأمور لم تكن بالفوضى بل على العكس. كان الأنسب لنا البقاء إلى جانب العهد لكن الخلاف الكبير بدأ بسبب خطة الكهرباء على الرغم من أننا لم نحصل على الحصص المتفق عليها في الحكومة الأولى ولم نعلّق على الموضوع”.

واذ لفت الى انه “لم يعد بالإمكان الاختباء وراء الإصبع، لذلك يجب أن يكون لدينا رئيس قادر على أخذ القرار، وهناك أكثر من اسم لديه المواصفات المطلوبة”، شدد جعجع على اننا “بأمس الحاجة إلى رئيس جمهورية “جديد” يبدأ بمسار مغاير في البلد ويحدث تغييرا جذريا ويكسر الممارسة الحاصلة اليوم، وآخرها ما حصل في مناقشة موازنة 2022، لذا من المؤكد ان الحديث عن الرئيس المقبل لا يكون مع “التيار” أو “الحزب” أو “أمل” بل مع الـ67 نائباً معارضاً علينا الاتفاق معهم على رئيس لديه المواصفات المطلوبة، ولا سيما انه من المفترض ان يكون لديهم منطق مغاير”.

“رئيس القوات” فضّل عدم الدخول في الاسماء المطروحة لضرورات المعركة الانتخابية، ولكن أكد ان “الرئيس الجديد يجب ألا يكون “تكنوقراط” بل المطلوب رئيس سياسي بامتياز يتمتّع بموقف واضح”.

عن امكانية قبول “القوات” بسليمان فرنجية، اشار الى انه “بغض النظر عن العلاقة الفردية وخطوط التواصل معه ومحاولة التفاهم على الامور المتعلقة ببشري وزغرتا والشمال ككل الا ان هذا لا يمنع أنه ينتمي الى الفريق الآخر وهذا امر كافٍ، لأن المسألة مسألة خيارات وفي حال وصل الى سدة الرئاسة سيتكل على الثنائي الشيعي.”

بالنسبة لترشيح قائد الجيش فقال: “منذ اللحظة الاولى اسئت الفهم في هذا المجال، اذ قلت حرفياً إذا كان للعماد جوزيف عون حظوظ للوصول لن نكون ضده ولكن نفضّل الذهاب إلى مرشّح سياسي”.

اضاف: “كل رئيس سيكون لديه المواصفات التي نراها مطلوبة اليوم سيُعتبر رئيس تحدٍ للفريق الآخر، والأمر الأهم أن يكون الرئيس المقبل قوياً ومستقيماً وألا يفكّر بإرضاء الآخرين فـ”عمرو ما حدا يرضا” وألا يدخل “ببلوتيكات شمال يمين”. البلد لم يعد يحتمل منذ 3 سنوات وبالتالي لا يمكننا تحمّل أي تسوية “خنفوشارية” وأي حل شبيه قد يمدد للازمة وبالتالي علينا اختيار رئيس لديه المواصفات المطلوبة”.

واذ استبعد ان يدعو رئيس المجلس الى جلسة الا قبل 10 ايام من انتهاء ولاية الرئيس وستكون في اطار الشكليات فقط، شدد جعجع على انه “في حال لم توحّد المعارضة الصفوف عندها “بصير الحق علينا””.

عن العلاقة مع “حزب الكتائب”، رأى جعجع ان “ما يجمعنا مع “الكتائب” لا يجمعنا مع أطراف اخرى، تخطينا خلافاتنا في السنوات القليلة الاخيرة و”رجعنا أصحاب”. اما بالنسبة للحزب التقدمي الاشتراكي وسبب غيابه عن قداس المقاومة اللبنانية، فاوضح انه يعود لاعتبارات خاصة به ولكن التواصل قائم معه.

واعتبر ان “عددا من النواب “التغييريين” ليسوا تغييريين بل يبحثون عن مصالحهم، في وقت البعض منهم ورث أفكاراً مسبقة من أيام الحرب عن “القوات””.

استطرد: “البعض لا يعرف تضحيات حزب “القوات اللبنانية” وما تعرض له والعروض التي رفضها والتي دخلت على أساسها السجن السياسي، بينما البعض الآخر يريد ايجاد أي حجّة للوقوف ضدنا لأنه يرفضنا من الأساس”.

واذ أكد “ألا تواصل سياسي بين حزب “القوات” و”حزب الله” لأسباب عديدة، بدءا من عقيدته إلى خليفته ومشروعه السياسي، استبعد جعجع “موافقة “الحزب” على المواصفات التي وضعتها “القوات” لرئيس الجمهورية” وحبذا لو انه يلاقينا على الملاحظات التي نطرحها”.

أردف: “نظريا “الحزب” وداعش عملة واحدة بوجهين بما يتعلق بالجوهر، والمفارقة ان داعش يريد تنفيذ مشروعه “ضربة وحدة” وبالعنف اما “الحزب” فيعتمد وسيلة حضارية منظمة تتناسب مع الاوضاع الموجودة في البلد. وقد حارب داعش لحماية بشار الأسد لكن في الحقيقة الجيش اللبناني والقوى الأمنية هم من ردعوا داعش عن لبنان”.

وعلّق “رئيس القوات” على محاولة المنظومة تشكيل حكومة جديدة فيما نحن على بعد 35 يوماً من الاستحقاق الدستوري وما يجعل الحكومة بحكم “المستقيلة”، معتبرا ان “وجود الحكومة لا يختلف عن عدمها خصوصا إذا كانت شبيهة بالحالية”، وعازيا “عدم تشكيلها حتى الان الى مطالب جبران باسيل التي لا يمكن لأحد تحملها حتى حلفائه فهو اليوم المعرقل من خلال مطالبته بحصّة الأسد ويريد تعهداً في موضوع التعيينات”.

وكشف عن “اهتمام غربي بلبنان ولكن بالحد الأدنى، لأنه بالنسبة للخارج الدولة هي الواجهة التي لا تكترث ولا تقوم بالإصلاحات، الا انه ورغم تصرفاتها هناك ضغط كبير لانجاز الاستحقاق الرئاسي كما حصل في الانتخابات النيابية”.

اما عن موقف المملكة العربية السعودية في هذا السياق، فقال: “من خلال قراءتي لن تتعاون مع أي رئيس لا ترتاح إليه على الإطلاق”.

جعجع لا ينتظر من الرئيس الجديد نزع سلاح “حزب الله”، ولكن يفترض منه على الأقل في المرحلة الاولى اتخاذ القرار لوحده والتواصل مع الجيش وقيادته عند اي حدث امني، اضافة الى تأمين الحد الأدنى في مسألة النهوض الاقتصادي الذي لن نشهده سوى بإقفال المعابر غير الشرعية. ولفت الى ان أكثرية الشعب لا تريد الوجود المسلح لحزب الله كما هو اليوم.

جعجع الذي وصف كلام “حزب الله” حول ترسيم الحدود بالغش والخداع، باعتبار ان هذا الملف ليس بجديد ولكن حين علم انه شارف على النهاية بدأ بالاعتراض عليه بهدف التأخير، رأى ان مسألة الترسيم ستُبتّ قريباً ولا علاقة لها بالتطبيع مع إسرائيل.

وردا على سؤال، اجاب: “أنا أقف وراء الحكومة اللبنانية في حال أعلنت المواجهة بعد فشل المفاوضات مع اسرائيل، لأن هذا القرار يعود للحكومة اللبنانية فقط، بالتالي لا يحق لحزب الله أن يتخذه بمفرده”.

اما عن امكانية قبوله تغيير النظام، فعلّق جعجع: “لو ان النظام السياسي في لبنان ليس مثالياً ولكن الكارثة الكبرى تكمن في التفكير بالابتعاد عنه ما سيوقعنا في المحظور حكما. النظام هو الجانب الأصعب للتغيير اما الأسهل فهو تغيير رجالات النظام، اي قبل الحديث عن تغييره يجب أن يكون لدينا رجالات سياسة بالحد الأدنى”.

وحول الفدرالية، قال: “لا أحد يمكنه العيش وحده وأي فكرة عن فدرالية أو نظام لا طائفي أو غيره يجب ان يوافق عليه من قبل أكثرية المجموعات اللبنانية، ولكن في حال سارت هذه المجموعات بالفدرالية نحن لا نرفضها و”منا عاطلة””.

جعجع حمّل مسؤولية زوارق الموت والهجرة غير الشرعية الى المنظومة الحاكمة وغياب الدولة، والحل يكمن في البدء بعملية الإنقاذ.

وتعليقا على اقتحام المصارف، اوضح ان “الوضعية التي أوصلتنا إليها المنظومة أجبرت المودعين على هذه الافعال، ونحن نتفهّم وجعهم لكننا لا نحبّذ هذه التصرفات لانها تقضي على ما تبقى من الودائع”.

اضاف: “لن نقبل بمنطق توزيع الخسائر وفي حال انتخب رئيس جمهورية جديد إصلاحي واستطاع استعادة ثقة المجتمع الدولي قد نكون قادرين على الاستغناء عن صندوق النقد الدولي. ونحن مقتنعون بقدرتنا على انقاذ ودائع اللبنانيين واسترجاعها في فترة عشرة أعوام من خلال تصليح مسار الدولة وإعادة اطلاق العجلة الاقتصادية كما يجب ووقف التهريب والتهرب الضريبي ومعالجة الكهرباء واطلاق الإصلاحات”.

وردا على سؤال، اجاب: “أنا مع إقالة حاكم مصرف لبنان ولكن في سياق خطة كاملة وليس لتعيين شخص أسوأ منه”.

وفي ما يتعلّق بتزويد لبنان بالفيول الايراني، اشار الى انه لا مشكلة لدى “القوات” بذلك شرط الا يسفر عنه اي تأثير سلبي على لبنان.

وعن التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، ذكّر جعجع ان “”القوات” كانت أول من باشر بإجراءات عملية للقيام بلجنة تقصي حقائق دولية، باعتبار ان الأمين العام للأمم المتحدة وحده قادر على إصدار قرار بهذا الشأن، وبعد إقصاء القاضي طارق البيطار عادت وحرّكت الملف من جديد، لأن لا خلاص إلا من خلال هذا الحل”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27-28  أيلول/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 أيلول/2022

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112252/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1551/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 27/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112254/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-september-26-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani-2/

 

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس