المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 23 أيلول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.september23.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/الرئيس شمعون هو من اختار اللواء لحد صديقه لقيادة جيش لبنان الجنوبي

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

 

عناوين الأخبار اللبنانية

خالد أبو ظهر/عرب نيوز: حزب الله لبنان إلى دولة مخدرات

ترجمة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين/22 أيلول/2022

"مأساة جديدة"... ريفي يُناشد

"الإجراءات الأهم"... بيان سعودي أميركي فرنسي حول الوضع في لبنان

الزغبي ل"موقع تلفزيون سوريا": نقل ملف النازحين من شرف الدين إلى إبراهيم مجرد خطوة دعائية، ولا حل لأزمتهم إلّا باحتواء المشروع الإيراني الديمغرافي التوسّعي وتغيير النظام المذهبي السوري.

ملاحظات على البيان المشترك الأميركي-الفرنسي-السعودي، على هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: لغة خشبية سمعناها لأكثر من عشرات السنين./د. توفيق هندي/22 أيلول 2022

الاتحاد الأوروبي نحو إدراج كلّ أجنحة “الحزب” على لائحة الإرهاب؟

الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية تشدد على أهمية إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 22 تشرين ايلول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/09/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

إرتفاع عدد ضحايا المركب المنكوب قبالة السواحل السورية

المصارف مقفلة… ما مصير الأدوية المدعومة؟

باسيل يسلّم بانكسار شوكة التعطيل

مرشحون أعلنوا خوض معركة الرئاسة

ولادة الحكومة خلال أيام؟

حمادة: البيان السعودي- الأميركي الفرنسي خارطة طريق لتعافي لبنان وصولا الى إرساء الاستقرار

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

العراق: 90 % من المواد المخدرة تأتي من إيران

بايدن يندد بـ«تهور» بوتين ويؤكد عدم سعيه إلى «حرب باردة» ورئيسي يطالب بضمانات للعودة إلى الاتفاق النووي وبـ«محاكمة ترمب»

بوتين يطلق مرحلة جديدة في معركة أوكرانيا... تعبئة عسكرية وتلويح بـ«النووي» وتعديلات قانونية تشدد العقوبات الجنائية في «زمن الحرب»

ألمانيا ولعبة التوازنات في الحرب الأوكرانية (تحليل إخباري)

أميركا تنشئ «تكتلاً سلمياً» جديداً لـ19 دولة متشاطئة على الأطلسي

نيويورك تشهد أرفع لقاء تركي ـ إسرائيلي خلال عقد ولبيد يشكر إردوغان على «التعاون الاستخباراتي»

سكان إسرائيل 9.5 مليون نسمة منهم 185 ألفاً وُلدوا في 2021 واستوعبت 3.3 مليون مهاجر منذ عام 1948

باشاغا يعترف بـ«فشل» حكومته في دخول طرابلس والمنفي يثني على دور ألمانيا في دعم المسار السياسي الليبي

القضاء التونسي يحقق مع عشرات المتهمين في «تسفير الشبان إلى بؤر التوتر» بينهم الغنوشي والعريض وأئمة مساجد... وقيادات أمنية ومحامون

تونس: انطلاق تسجيل الناخبين بعد المصادقة على رزنامة الانتخابات البرلمانية

زعماء من 4 قارات يطالبون بـ«إجراءات عاجلة» للتصدي لشبح المجاعات

قمة الأمن الغذائي تشهد تنديداً بـ«أكاذيب» روسيا حول إمدادات الأغذية والأسمدة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مللف الترسيم… أفخاخ بالجملة نُصبت للبنان؟/إيفا أبي حيدر/الجمهورية

هل ينتهي تشرذم النواب السنّة؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

هل القتل باسم الدين "شهادة"/د. منى فياض/الحرة

الاعترافُ بنهائيّةِ الخصوصيّةِ اللبنانيّة/سجعان قزي/ افتتاحيّةُ جريدة النهار

الأموال ليست في المصارف، كلها هُرِّبت للخارج، المودعون مدعوّون الى التصويب على المكان الصحيح/المحامي عبد الحميد الأحدب

إشعاعات "التفاؤل" المسرّبة من غضب الايرانيين: واقع أو…وهم/فارس خشان/الحرة/ النهار العربي

توأمان من “بطن واحد”: الحكومة واتفاق الترسيم/جورج شاهين/الجمهورية/الجمهورية

لعنة وطن!/جورج يونس/فايسبوك

الرياض تُفعِّل وتزخّم رعايتها لـ”الطائف”/طارق ترشيشي/الجمهورية

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل علاوي ومخايل الضاهر ووفد اتحاد المحامين العرب: لوقوف الدول العربية الى جانب شعبنا ودعمه ليتمكن من اجتياز النفق

ميقاتي عقد في نيويورك سلسلة لقاءات مع رؤساء الوفود العربية والاجنبية والتقى وزير خارجية قطر

 كتلة الوفاء للمقاومة: ندعم تشكيل حكومة كاملة المواصفات الدستورية للنهوض بأعباء المرحلة المقبلة وتلبية متطلبات الوطن والمواطنين

ميقاتي طالب بالاسراع في تحقيق العودة الآمنة للنازحين: لبنان متمسك بسيادته وثروته في مياهه الإقليمية وملتزم اتفاق الطائف وتحييده عن صراعات المنطقة ضرورة

ميقاتي إلى المجتمع الدولي: سهّلوا انتخاب رئيس جديد

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين

إنجيل القدّيس مرقس10/من28حتى31/:”بَدَأَ بُطْرُسُ يَقُولُ لَيَسُوع: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْنَاك!».قالَ يَسُوع: أَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُم: ما مِنْ أَحَدٍ تَرَكَ، مِنْ أَجْلِي ومِنْ أَجْلِ الإِنْجِيل، بَيْتًا، أَوْ إِخْوَةً، أَوْ أَخَوَاتٍ، أَوْ أُمًّا، أَوْ أَبًا، أَوْ أَوْلادًا، أَوْ حُقُولاً، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ، الآنَ في هذَا الزَّمَان، بُيُوتًا، وَإِخْوَةً، وَأَخَوَاتٍ، وأُمَّهَاتٍ، وأَوْلادًا، وحُقُولاً، مَعَ ٱضْطِهَادَات، وفي الدَّهْرِ الآتِي حَيَاةً أَبَدِيَّة. كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَصِيرُونَ آخِرِين، وآخِرُونَ يَصِيرُونَ أَوَّلِين».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الرئيس شمعون هو من اختار اللواء لحد صديقه لقيادة جيش لبنان الجنوبي

الياس بجاني/20 أيلول/2022

توهموا بغباء وذمية أنهم يدافعون عن الرئيس شمعون فزوروا التاريخ وقفزوا فوق دماء الشهداء والأبطال مما جعله يتقلب بقبره حزناً وغضباً.

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

https://eliasbejjaninews.com/archives/55354/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%b2%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b7%d9%85%d8%b9-%d8%a7/

تأملات إيمانية في مفاهيم وأخطار غريزة الطمع القاتل ويوم الحساب

الياس بجاني/19 أيلول/2022

(إشعياء33/01/”ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”)

من منا لا يعرف شخصياً عشرات من الناس الذين أعماهم الطمع وافقدهم البصر والبصيرة وحولهم إلى مخلوقات بشعة مجردة من كل ما هو أحاسيس ومشاعر إنسانية، وأبعدهم عن الله، وانتزع من قلوبهم الإيمان، وغرّبهم شر غربة عن كل مقومات ومرتكزات القيم والأخلاق والمبادئ.

للأسف، فإن كثر من هؤلاء المرّضى بخطيئة غريزة الطمع قد يكونون في الغالب من أهلنا ومن اٌقرب، أقرب، الناس إلينا… أصدقاء وأقارب ومعارف، وحتى أبناء وأخوات وإخوان، وربما أباء وأمهات أحياناً..

هؤلاء المرّضى بقلة الإيمان والجحود، وعندما يُنعم عليهم الله بعطايا المال أو السلطة والنفوذ، أو العلم والمعرفة، فجأة يفقدون ذواتهم الإنسانية ويختل توازنهم الأخلاقي والقيمي، وذلك لقلة إيمانهم ولشح رجائهم.

بجحود وجهل وتسرع، ودون كوابح وضوابط إيمانية، يعبُدون النّعم والعطايا، متناسين أن الله هو الذي رزقهم بها وأعطاهم إياها، ومتعامين عن جهل وغباء أنها ترابية وزائلة.

خير مثال نقتدي به في هذا السياق، ونأخذ منه العبر، يتجسد في مصير ونهاية المئات من الملوك والحكام المعاصرين والغابرين الذين سكنهم الجشع وجرّهم هم وعائلاتهم إلى نهايات مأساوية ودموية.

إن الجشع أي الطمع، هو غريزة إنسانية حيوانية تُولد مع الإنسان كما غيرها من الغرائز الأخرى، من مثل الحب والكراهية والجنس والخوف..

الجشع عزيزة مدمرة، وصعب جداً التحكم بها والسيطرة عليها دون إيمان ورجاء وأحاسيس إنسانية وخوف من الله، ومن عواقب حساب يوم الحساب الأخير..

هذه الغريزة تتفلت من عقالها بشكل فاضح وإبليسي عند 99% من البشر الذين يصلون إلى السلطة والنفوذ والثروة والمعرفة والعلم.

والمحزن والمخيف في آن، أنها غريزة “تُوقِّع صاحبها في التجارب” وتودي إلى الهاوية بمن تتحكم به، وتبعّده وتضلله عن الطريق القويم، وتجره إلى نهاية مأساوية وتعيسة وغالباً مهينة. كما أن من تسيطر عليه هذه الغريزة وتتحكم به يفقد البصر والبصيرة، ويبني لنفسه قصوراً من الأوهام وأحلام اليقظة، ويغلق أبوابها والنوافذ، وينسلخ عن الواقع، مما يُعجل بعزلته وبسقوطه وبالتالي حتمية نهايته..

في الخلاصة إن الثروات والنفوذ والسلطة، هم من تراب كما هو جسد الإنسان. (إنجيل القديس لوقا12/34/”فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم).

وكل ما هو من التراب إلى التراب يعود.

هذا، وعندما يسترد الله الخالق وديعة  الحياة الإنسان، هذا الإنسان لا يمكنه أن يحمل معه من تراب الأرض أي شيء يوم يقف أمام خالقه في يوم الحساب الأخير ليؤدي جردة الحساب عن أعماله.

يقول المثل الشعبي الشائع: “لو دامت النعم لغيرك لما وصلت إليك”

ربي احمينا من شر وفخاخ وتجارب الطمع والغرور والجحود، ولا تقسي قلوبنا ولا تخدر ضمائرنا.

ربي قوي إيماننا، ولا تفقدنا نعمتي البصر ولا البصيرة، حتى لا يغيب عن فكرنا وأقوالنا وأفعالنا يوم الحساب الأخير، حيث لا ينفعنا لا مال ولا نفوذ ولا سلطة ولا علم ولا معرفة، وحيث يكون البكاء وصريف الأسنان.

نختم بتذكير كل صاحب نعمة أكانت مال أو سلطة أو نفوذ أو معرفة بما جاء في (إنجيل القديس متى 10/08/”مَجَّانًا أَخَذْتُمْ، مَجَّانًا أَعْطُوا”)

ملاحظة: التأملات في أعلى هي من أرشيف العام 2016

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

خالد أبو ظهر/عرب نيوز: حزب الله لبنان إلى دولة مخدرات

ترجمة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين/22 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112172/khaled-abou-zahr-arab-newshezbollah-has-turned-lebanon-into-a-narco-state-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%ad%d8%b2/

متى يتم تصنيف دولة كدولة مخدرات؟ وهل وصل كل من لبنان وسوريا بالفعل إلى هذه المرحلة؟ التعريف البسيط لمثل هذه الحالة هو أن المخدرات يتم تداولها علانية بموافقة أو حتى حماية من الحكومة. إذن ، الجواب بسيط: لقد جعلت تجارة الكبتاغون المتزايدة هذين البلدين دولتين مخدرات. ربط الكثير من التقاريرتورط عناصر من الجيش السوري والحماية التي يوفرها حزب الله لمهربي المخدرات. تستهدف هذه التجارة في المقام الأول دول الخليج ، لكنها تمتد إلى أوروبا أيضًا. فقد أعلنت وزارة الداخلية الكويتية ، الأسبوع الماضي ، ضبط مليون حبة كبتاغون مخبأة داخل علب بلاستيكية من العنب. وكانت المضبطة السابقة الناجحة في الكويت في يونيو حزيران عندما تم العثور على 5 ملايين حبة. كما تم الكشف عن عمليات شحن كبيرة أخرى في الأشهر القليلة الماضية ، بما في ذلك ضبط تركيا 12.3 مليون حبة في أغسطس و 15 مليونًا في المملكة العربية السعودية في يوليو ، بينما تتوقع الأردن زيادة التجارة بأكثر من الضعف. هذا المستوى من الإنتاج والقدرة على التهريب ليسا من صنع المنظمات الإجرامية فقط ومن الواضح أن هذا يتم ، كما أفاد مركز أبحاث أمريكي ، بدعم من عناصر من الجيش السوري وحزب الله ، الذين يشرفون على الإنتاج والتهريب عن طريق جماعات الجريمة المنظمة. من ناحية أخرى ، لا توجد سياسة دولية واضحة لمواجهة هذه الأنشطة ، والتي ستكون لها عواقب وخيمة ليس فقط في البلدان المستهدفة من هذه التجارة غير المشروعة ، ولكن أيضًا داخل مجتمعات المنشأ: لبنان وسوريا. لسوء الحظ ، هذا ليس شيئًا جديدًا. هناك قصة قديمة تروي دور لبنان في تجارة الحشيش في الخمسينيات والستينيات. تذكر القصة أنه في أوائل الستينيات ، تعامل لبنان مع شركة استشارية مشهورة لإعطائها بعض المؤشرات حول كيفية حل بعض مشكلات عجز الميزانية والتمويل الهيكلي. عندما مرت هذه الشركة بالدخل الذي حققته الدولة ، لم يكن هناك تفسير لمبلغ كبير. سأل المستشار عن هذا الدخل وما الذي يمثله ، لكن نما نوع من الضيق داخل المؤسسة الحكومية. والأهم من ذلك ، لم يكن هناك من يرغب في إعطاء إجابة. ومع ذلك، كان المستشار مثابرًا، وفي النهاية أوضح المسؤول بصراحة أن هذه المبالغ كانت مدفوعة للحكومة مقابل مرور وتهريب الحشيش. في هذه المرحلة، أعطى المستشار نصيحته  وربما كان يحسب أهمية المبلغ وفرص تحقيق لبنان لإيرادات مماثلة لخزائن البلاد من مصادر أخرى: لا تقم بالإصلاح ، فقط احتفظ بكل شيء كما هو. ما يبدأ كرشوة من أجل المرور المجاني للمخدرات ينتهي على الأرجح بأن يصبح المهربون أقوى من الدولة.

لقد تمسك العديد من الصحفيين القدامى والشخصيات العامة بواقع يقول بأن القصة حقيقية. بغض النظر - وحتى لو كانت مجرد أسطورة حضرية - في مجتمع مثل لبنان ، حيث تصف النكات والقصص عللنا بصراحة  فإن هذا يقول شيئًا ما. ومع ذلك، على غرار دول المخدرات الأخرى، فإن ما يبدأ كرشوة من أجل المرور المجاني للمخدرات ينتهي على الأرجح بأن يصبح المهربون أقوى من الدولة ويملكونها. يكفي تدمير بلد.

واليوم ، ذكرت تقارير عديدة أن الجماعات التي تسيطر على هذه التجارة غير المشروعة لها صلات وثيقة بحزب الله. على مدى العقد الماضي، اتُهم حزب الله بتجارة المخدرات الدولية واعتقل بعض أعضائه لتورطهم في ذلك. وقد تمكن الحزب من إدارة عمليات تهريب وغسيل أموال في كل القارات، من إفريقيا إلى الأمريكتين. وقد تم وصف هذه التجارة بأنها أحد أهم مصادر تمويل الميليشيات المدعومة من إيران.

وهكذا، مع وقوع الدولة اللبنانية تحت سيطرت الحزب فقد تحولت البلاد إلى دولة مخدرات إرهابية. السؤال هو إلى متى ستبقى أوروبا صامتة بشأن تطور لبنان إلى دولة إرهابية مسلحة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط؟

قد يكون للمخاطر الأمنية لطرق التهريب والفساد الذي يصاحب هذه التجارة عواقب لا رجعة فيها على الشرق الأوسط وأوروبا بأسره. مع التركيز العسكري لحزب الله، يمكن أيضًا استخدام هذه الطرق لتهريب الأسلحة.

من الواضح أن الطرق غير القانونية المستخدمة لشحن المخدرات تشكل خرقًا أمنيًا لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا بأكملها. عندما يعرف المرء كيف يعمل النظام السوري وقدرته على التسلل إلى الجماعات المتطرفة قد تكون الحقيقة هذه وصفة لكارثة. هذا هو السبب في أنه من المهم للدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات وبسرعة.

لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات صارمة والضغط على أنظمة المخدرات الإرهابية هذه لوقف انشطتها الإجرامية. من هنا يجب تصنيف حزب الله ليس فقط كمنظمة إرهابية، ولكن أيضًا على أنه جماعة إجرامية منظمة. يجب أيضًا أن يتوقف الفصل بين التنظيم السياسي والعسكري للحزب الذي أنشأه النقاد الغربيون. إن حزب الله هو منظمة إرهابية إجرامية تحتجز دولة بأكملها رهينة، وهي الآن تصدر هذا الرعب على شكل حبوب كبتاغون، التي ستدمر شباب أوروبا بنفس الطريقة التي دمرت بها لبنان. يبقى أن هو لبنان في وضع مالي صعب، ووتجارة المخادرات تزيد من قوة حزب الله، علماً إن الفساد مجرد هو مجرد عارض من أعراض المرض الحقيقي الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان بواسطة حزب الله..

تعتبر تجارة الكبتاغون التي يسيطر عليها الجيش السوري وحزب الله رمزًا للانتقال السياسي في البلاد في العقود الأخيرة. لهذا السبب يحتاج اللبنانيون إلى اتخاذ الخيارات الصعبة وتصحيح أخطاء المستشار الحقيقي أو الوهمي الذي نصح البلاد في الستينيات بقبول مصيرها.

 

"مأساة جديدة"... ريفي يُناشد

 موقع ليبانون ديبايت/الخميس 22 أيلول 2022       

كتب النائب أشرف ريفي في تغريدةٍ على حسابه عبر "تويتر": "من جديد نناشد السلطات الإيطالية والمالطية المساعدة في إنقاذ مركب تعطَّل بعشرات المهاجرين قرب المياه الإقليمية المالطية والإيطالية". وأضاف، "اللبنانيون الفارّون من الإنهيار مهدّدون بمأساةٍ جديدة في عرض البحر، فالرجاء من الدول الصديقة للبنان المساعدة العاجلة". وفي السياق، أفادت قناة "الجديد"، بأنّ "حالة غضب تسيطر على باب التبانة في طرابلس، بعد فقدان مركب على متنه 55 مهاجراً بطريقة غير شرعية كان متجهاً نحو إيطاليا".

 

"الإجراءات الأهم"... بيان سعودي أميركي فرنسي حول الوضع في لبنان

العربية/الخميس 22 أيلول 2022      

عقب إجتماع ممثلين من المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، وفرنسا لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أصدرت الدول الثلاث بياناً شددوا فيه على "أهمية دعم البلد الصغير والعمل لحماية أمنه واستقراره". وأكدوا أيضاً على "ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها بما يتماشى مع الدستور، وذلك بينما يستعد مجلس النواب لإنتخاب رئيس جديد". كما ركزوا على أن "يحرص الرئيس المنتخب على توحيد الشعب اللبناني، وأن يعمل مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة للتغلب على الأزمة الحالية". كذلك دعوا إلى "تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان، وتحديداً تلك الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي". وأعلنت الدول الثلاث أيضاً استعدادها للعمل بشكل مشترك مع لبنان لدعم "تنفيذ إجراءات الإصلاح الأساسية التي تعتبر ضرورية لازدهار البلاد واستقراره وأمنه في المستقبل، مع إقرار الدور الحاسم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وصفهما المدافعين الشرعيين عن سيادة البلد واستقراره الداخلي". أما الحكومة الجديدة، فأكد البيان على ضرورة أن "تقوم بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و 1701 و2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، والتي نلزم باتفاق الطائف الذي يحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان".

 

الزغبي ل"موقع تلفزيون سوريا": نقل ملف النازحين من شرف الدين إلى إبراهيم مجرد خطوة دعائية، ولا حل لأزمتهم إلّا باحتواء المشروع الإيراني الديمغرافي التوسّعي وتغيير النظام المذهبي السوري.

فايسبوك/22 أيلول/2022

في إطار بحث متعدد الأصوات أجرته الصحافية فاطمة حوحو عن موضوع النازحين السوريين ومدى نجاح نقل الملف، قال الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي ل"موقع تلفزيون سوريا":

"إن موضوع النازحين السوريين في لبنان بدأ يأخذ أكثر فأكثر طابعاً استغلالياً انتهازيا، بمعنى أن العهد في أسابيعه الأخيرة، وبغطاء من "حزب اللّه"، يحاول أن يسجل ورقة ما في سجله الفارغ، بالتزامن مع أمله في تحقيق خرق في ترسيم الحدود البحرية قبل رحيله". وأضاف: "إن مسألة النازحين السوريين التي تم نقلها من يد إلى يد، من وزير المهجرين عصام شرف الدين إلى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ضمن الفريق نفسه، قد تحقق شيئاً إعلانياً إعلامياً  كخطوة فلوكلورية، من خلال إعادة مجموعات قليلة من النازحين، على غرار المجموعات الصغيرة التي تمت إعادتها إلى سوريا على يد عباس إبراهيم نفسه قبل سنوات، وانتهت إلى نتيجة دعائية لا أكثر، كونها خطوة فولكلورية لم تكن على مستوى الأزمة الخطيرة التي يعاني منها لبنان". ولا يتوقع الزغبي أن يتمكن إبراهيم "من القيام بخطوات فعلية أكثر مما فعله سواه وهو نفسه في السابق، لأن المسألة في عمقها تتصل برفض النظام السوري وبشار الأسد شخصياً عودة النازحين لأن معظمهم معارضون لنظامه، وهذا يلتقي مع عمليات تغيير ديموغرافي حصلت وتحصل في سوريا على يد النظام الإيراني وحزب اللّه تحديداً، لتغيير الطبيعة الديموغرافية في بعض المناطق السورية".

ويرى أن "لا حل لأزمة النازحين السوريين بالتهويل على أوروبا والغرب، بل بتغيير التوازنات في المنطقة عبر احتواء المشروع الإيراني بخلفيته المذهبية وتطبيقاته الديمغرافية، وبإيجاد حل سياسي للأزمة السورية على أساس القرارات الدولية، ما يؤدي إلى تغيير النظام القائم، بهدف تأمين مناخ أمني إجتماعي إقتصادي مناسب يكفل استقرار العائدين ويضمن سلامتهم".

 

ملاحظات على البيان المشترك الأميركي-الفرنسي-السعودي، على هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة: لغة خشبية سمعناها لأكثر من عشرات السنين.

د. توفيق هندي/22 أيلول 2022

ولكن، أجمل إمرأة في العالم لا يمكنها أن تعطي إلا ما لديها!!!في مطلق الأحوال، تعترف الدول الصديقة الثلاث ضمنا" بدور لإيران وحزب الله في لبنان، وتحشر قوى "المعارضة" من حيث تسحب من يدها ورقة تعطيل النصاب لمنع حزب الله من إنتخاب من يريد رئيسا" للجمهورية في اللادولة اللبنانية، وذلك بمطالبتها "إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وفق الدستور اللبناني". كما تشدد على "إنتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية (أي بمن فيها إيران) والدولية لتجاوز الأزمة الحالية.". والمضحك-المبكي، أنها تطالب الطبقة السياسية المارقة القاتلة السارقة أن تعمل ضد نفسها بإعتماد السير بالإصلاحات وتطالب الحكومة الممسوكة من حزب الله "بضرورة تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن والقرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة من جامعة الدول العربية، والالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان.".

 

الاتحاد الأوروبي نحو إدراج كلّ أجنحة “الحزب” على لائحة الإرهاب؟

رنا أبتر/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

أقرّ مجلس النواب الأميركي مشروع قرار يحثّ الاتحاد الأوروبي على إدراج «حزب الله» اللبناني بكل أجنحته، بما فيها السياسية، على لائحة التنظيمات الإرهابية. ويهدف المشروع الذي طرحه نواب ديمقراطيون وجمهوريون إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي ليحذو حذو الولايات المتحدة في هذا الملف ويضم جناح «حزب الله» السياسي ضمن لوائح الإرهاب. وقال عرّاب المشروع الديمقراطي تيد دويتش «(حزب الله) هو وكيل إيران. حان الوقت أن ينضم الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة وألمانيا والأرجنتين والجامعة العربية وغيرها في القول بأن (حزب الله) هو منظمة موحدة إرهابية، باعترافه هو”. واعتبر دويتش، أن موافقة مجلس النواب على هذا القرار ترسل رسالة مهمة إلى الحلفاء الأوروبيين، مفادها أنه «يمكن القيام ويجب القيام بالمزيد لمواجهة وكيل إيران (حزب الله)، وهذا يبدأ بتوصيفه كما هو: منظمة إرهابية بكاملها ملتزمة بتدمير حليفتنا إسرائيل وبتهديد مصالحنا وقيمنا ومصالح أوروبا وقيمها”.

وأضاف دويتش، وهو رئيس لجنة الشرق الأوسط في مجلس النواب «هذا ليس رأي مجلس النواب فقط، بل رأي أحد نواب الحزب في البرلمان اللبناني عندما قال وبشكل علني، إنه لا يمكن فصل الجناح العسكري لـ(حزب الله) عن الجناح السياسي”. ودعا النائب الديمقراطي الاتحاد الأوروبي إلى التوقف عن السماح لجناح «حزب الله» السياسي بالعمل بحرية في بعض دول الاتحاد والانضمام إلى الولايات المتحدة «من خلال استهداف المجموعة الإرهابية بشكل كامل وشبكاتها الإجرامية العالمية”. من ناحيتها، أشادت النائبة الديمقراطية كاثي مانينغ بأهمية إقرار المشروع، مشيرة إلى أن «(حزب الله) هو منظمة إرهابية مسؤولة عن مقتل آلاف المدنيين في الشرق الأوسط وحول العالم». وأن «تأثيره ودوره في تفكيك لبنان مدمر؛ فهو يعزز من نفوذ إيران المزعزع ويهدد كل المنطقة». وحثّ النواب الاتحاد الأوروبي على «فرض عقوبات على كل اجنحة الحزب ومشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة بهدف وضع حد لتأثير الحزب الخبيث في المنطقة”. يهدف مشروع القرار المطروح إلى عرقلة جهود «حزب الله» في جمع أموال «لتمويل أنشطته الإرهابية حول العالم»، بحسب نصه. كما يسعى لتخفيف الدعم الذي يحظى به الحزب بهدف إضعافه. ويذكّر بالعقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية، ومنها تلك التي فرضت في العام 2019 على النائبين أمين شري ومحمد رعد، وأضافتهما على لائحة الإرهاب، مع التذكير بأن الحزب يستعمل سلطته البرلمانية للدفع بأنشطته العنيفة. وأشار المشروع إلى الدعم الذي يقدمه الحزب لنظام الأسد في سوريا والتدريب الذي يوفره للميليشيات الشيعية في العراق واليمن، إضافة إلى تسليح هذه الميليشيات، كما يسلط المشروع الضوء على تأثير «حزب الله» المزعزع في لبنان؛ الأمر الذي أدى إلى غياب الاستقرار الاقتصادي والسياسي مع الإشارة إلى تفجير مرفأ بيروت الذي أودى بحياة 200 شخص على الأقل بسبب شحنة هائلة من نترات الأمونيوم. وذكّر المشرعون بالدعم الإيراني الكبير الذي تقدمه إيران لـ«حزب الله»، مشيرين إلى أن وزارة الخزانة قدرت المساعدات المالية واللوجيستية للحزب بنحو 700 مليون دولار سنوياً. كما ذكر النواب بتقرير من الاتحاد الأوروبي في حزيران من العام 2020، والذي أشار إلى شبهات بتهريب «حزب الله» للألماس والمخدرات وتبييض الأموال من خلال الاتجار بالسيارات المستعملة.

 

الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية تشدد على أهمية إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها

المركزية/22 أيلول/2022

وجد الملف اللبناني المعقّد لنفسه مكانا في الاجندة الدولية وفرضت استحقاقات البلد المنهار واوضاعُه الهشة سياسيا واقتصاديا ومعيشيا، نفسها على اهتمامات العواصم الكبرى. فقد التقى ممثلو كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية لمناقشة الوضع في لبنان على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعبرت الدول الثلاث عن دعمها المتواصل لسيادة لبنان وأمنه واستقراره. وبينما يستعد البرلمان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، شددت الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية على أهمية إجراء هذه الإنتخابات في موعدها بما يتوافق مع الدستور. واعتبرت أن انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية أمر بالغ الأهمية. ودعت الدول إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والإقتصادية المطلوبة بشكل عاجل لمواجهة أزمات لبنان السياسية والإقتصادية، وتحديدًا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. وأشارت إلى أنها على أتم إستعداد للعمل بشكل مشترك مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية الأساسية التي تعتبر ضرورية لازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل. وأكدت الدور الحاسم الذي يواصل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي تأديته، بصفتهما المدافعين الشرعيين عن سيادة لبنان واستقراره الداخلي، في حماية الشعب اللبناني في وقت أزمة لم يسبق لها مثيل. وشددت الدول الثلاث على ضرورة قيام الحكومة اللبنانية بتنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و1701 و2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، وأن تلتزم باتفاق الطائف الذي يحفظ الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في لبنان. يحمل البيان المشترك الذي يؤكد وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان باريس التحقت بالخيار السعودي – الاميركي في التعاطي مع لبنان، والبعيد من مسايرة حزب الله ومحاولة استيعابه، يحمل في كل سطر من سطوره لا بل في كل كلمة من كلماته، "مهمّة" على لبنان تنفيذها، ويرسم له خريطة طريق متكاملة للمرحلة المقبلة ستقوده إن هو أحسن التقيّد ببنودها، الى الخلاص من الازمة التي يتخبّط بها اليوم.

حكوميا، حثٌ على التشكيل وعلى الاصلاح. ورئاسيا، دفعٌ نحو انتخاب رئيس حددت له العواصم الثلاث للمرة الاولى مواصفات ومعايير، فطلبت ان يكون بامكانه "توحيد الشعب اللبناني والعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للتغلب على الأزمة الحالية لان ذلك بالغ الأهمية". فهل يمكن مثلا لرئيس من 8 آذار ان يفتح قنوات التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي؟ تسأل المصادر.. قطعا لا، تجيب، قبل ان تستطرد "غير ان حديث البيان عن رئيس يوحّد، يكاد يقطع الطريق ايضا على اي مرشّح محسوب على فريق ضد آخر.. فهل يريد الخارج رئيسا توافقيا غير صدامي؟ الايام المقبلة ستحمل الجواب.

الى ذلك، لفت تمسّكُ البيان بتنفيذ القرارات الدولية كلّها وضمنا القرارات التي تحصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية فقط لا غير، علما ان هذه القرارات وفق المصادر، تُعتبر استكمالا لاتفاق الطائف الذي أتت الدول الثلاث ايضا على ذكره. وكان السفير السعودي وليد بخاري كتب اليوم عبر تويتر : بيان مُشترك "سعودي -أميركي - فرنسي " رسالتهُ : إتفاق الطائف هو المؤتمنُ على الوِحدةِ الوطنيّةِ وعلى السِّلمِ الأهلي في لبنان.الخشية اذا كبيرة لدى العواصم الكبرى، من ان يكون سيناريو الشغور مقدّمة للاطاحة بالطائف وارساء نظام آخر، أكثر خدمة لـ"الاقوياء" بالسلاح والديموغرافيا اليوم في لبنان. من هنا، سؤال ثان يفرض نفسه: هل سيقرن الخارج بيانه بخطة تنفيذية لمساعدة بيروت على تفادي ما يحاك لها، أم انه سيكتفي بالرسالة التوجيهية التحذيرية هذه؟

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 22 تشرين ايلول 2022

وطنية /22 أيلول/2022

النهار

عُلم أن وزيراً سابقاً ومعاوناً سياسياً لأمين عام حزب ممانع، ساهما في حصول لقاء سياسي طويل جمع الأمين العام ورئيس الحزب.

يتجنّب أكثر من نائب في تكتل نيابي موالٍ للعهد، التطرّق إلى الاستحقاق الرئاسي المقبل.

الجمهورية

إعتبر بعض المراقبين أن التدابير الأمنية والعمليات المرتبطة بها في منطقة حدودية تتم بغطاء سياسي وشعبي ظهرت نتائجه على الأرض.

أبدى رئيس دولة عربية خلال استقباله وزراء الإعلام العرب تعاطفه مع عرض وزير الإعلام اللبناني لجهة ضرورة دعم لبنان في هذه المرحلة وحل قضية النازحين.

رشح من دوائر متابعة لمجريات إستحقاق داهم أن هناك ضغوطاً داخلية وخارجية لإتمامه في موعده الدستوري لتجنيب البلاد أي فوضى.

اللواء

يُنقل عن دبلوماسي لبناني في نيويورك أن دولة إقليمية لديها طموح بالإنضمام إلی نادي الدول المعوّضة للطاقة الروسية إلى أوروبا..

تراجعت العلاقة إلى درجة الفتور بين حزب وسطي وآخر يميني، على خلفية التباين تجاه مقاربة استحقاق في الواجهة!

قيل إن 3 مرشحين للرئاسة في جعبة مرجع وازن، يتكتم عليها، وهي من خارج الأسماء المتداولة!

نداء الوطن

بموازاة تحضير أنصار الرئيس عون مسيرات ترافق خروجه من قصر بعبدا دعماً له، يحكى عن تحضير معارضين له احتفالات بانتهاء العهد.

في ظل استمرار انقطاع الكهرباء بصورة شاملة في كل لبنان اقترح بعض المراقبين تبديل اسم وزارة الطاقة ليصبح وزارة المولدات الكهربائية التي تتولى عمل الوزارة.

توقعت مصادر قضائية ألّا تتم موافقة مجلس القضاء الأعلى على تسمية القاضية سمرانده نصار كمحققة عدلية في قضية تفجير مرفأ بيروت إلى جانب القاضي طارق البيطار، لأن هناك اعتراضاً على الإسم أولاً ولأنه لم يتم التوافق على المهام التي ستوكل إلى المحقق، بحيث كان يريد مجلس القضاء الأعلى حصرها بالحالات الإستثنائية والمرضية وربما لم يعد يقبل حتى بهذا الأمر.

الأنباء

مرة جديدة يتم استخدام ضائقة اللبنانيين المعيشية والحياتية واستغلالها في وعود ليست الا فقاعة صابون.

أحد الوجوه الذي لم يحالفه الحظ انتخابياً عاد ليظهر اعلامياً من دون الكشف عن برنامجه وغايته المستقبلية.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الخميس 22/09/2022

وطنية 22 أيلول/2022

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

إيجابية التفاؤل التي لاحت في أفق الأزمة في الساعات الأخيرة والناتجة عن اقتراب موعد تأليف الحكومة والتقدم في مفاوضات الترسيم الحدودي البحري ومساهمتها في ترويض سعر الدولار قليلا لاقتها جمعية المصارف بسلبية مواصلة الاقفال وتعطيل مصالح الناس.

وأمام هذا الواقع ربما صار من الملح أكثر من أي وقت مضى المضي بالإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي وأولها إعادة هيكلة المصارف.

ورزمة الاصلاحات هذه كانت محور الإلتفاتة العربية الدولية نحو لبنان والمتمثلة بالبيان الثلاثي السعودي الفرنسي الأميركي الذي صدر بالتزامن مع أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي دعا إلى تشكيل حكومة لبنانية قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة بشكل عاجل وانتخاب رئيس يوحد اللبنانيين.

ومن نيويورك اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ان لبنان متمسك بسيادته وثروته في مياهه الإقليمية وملتزم اتفاق الطائف

 وان  تحييده عن صراعات المنطقة  هو ضرورة.

اما رئيس الجمهورية  فدعا  اليوم الى وقوف الدول العربية الى جانب شعب  لبنان  ودعمه ليتمكن من اجتياز النفق.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

بإنتظار أن يحزم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي حقائب عودته من نيويورك الى بيروت لإستكمال عملية التشكيل الحكوميفإنه أفرغ ما في جعبة لبنان من هموم واستحقاقات أمام الأمم المتحدة حيث كشف عن إحراز تقدم ملموس فيما يتعلق بترسيم الحدود البحرية آملا الوصول إلى الخواتيم المرجوة في وقت قريب

وشكا ميقاتي امام العالم ازمة النزوح السوري التي باتت اكبر من طاقة لبنان على التحمل مشددا على أن الحل المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة الى سوريا بتعاون الأطراف كافة وتوفير مساعدات اضافية نوعية للدولة اللبنانية ومختلف اداراتها وبناها التحتية التي تنوء تحت عبء تدفق كبير للنازحين منذ اكثر من عشر سنوات.

وفي سياق الجمعية العامة للأمم المتحدة شددت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية في بيان مشترك على أهمية إجراء انتخابات رئاسية في لبنان في الوقت المناسب بما يتوافق مع الدستور داعية إلى تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية والاقتصادية المطلوبة وتحديدا الإصلاحات اللازمة للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

مصرفيا بقي الإقفال مستمرا في وقت طالب فيه المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف بتوفير الأمن قبل العودة إلى مزاولة العمل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

الحدث اللبناني لا يزال في نيويورك، ويتمحور حول امرين: الترسيم مع اسرائيل، والموقف من القضايا الداخلية. ووفق المعلومات فان ملف الترسيم يحقق تقدما لافتا، وثمة حماسة اميركية لانهاء الملف المعقد باسرع وقت ممكن. لكن الامور في خواتيمها، وخصوصا ان لبنان لم يتلق بعد المسودة النهائية للاتفاق التي وعد أموس هوكستين برفعها اليه خلال ايام. فهل يصدق الوسيط الاميركي هذه المرة، أم ان المماطلة ستبقى سيدة الموقف؟

في نيويورك ايضا برز الاجتماع الثلاثي الدولي ، الذي صدر عنه بيان اميركي - فرنسي - سعودي مشترك . اهمية الاجتماع والبيان انهما اكدا من جديد الاهتمام الدولي بلبنان،عبر رسمهما خريطة طريق للخروج من الازمة الحالية ترتكز على تطبيق الطائف وعدم المس بالدستور، اضافة الى انتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني بقدر ما يمكنه العمل مع الجهات الاقليمية والدولية الفاعلة للخروج من الازمة. فهل الدفع الدولي الواضح سيؤدي الى تنفيذ خريطة الطريق هذه؟ ومتى؟...

إقليميا، الاحتجاجات تتواصل في ايران لليوم السادس على التوالي. وقد بلغ عدد القتلى سبعة عشر شخصا، بينهم اربعة من عناصر الامن. اللافت ان السلطات الايرانية التي تخشى توسع الاحتجاجات  عمدت الى تعطيل الوصول  الى الانترنت في عدد من المدن، كما تولت تقييد الوصول الى انستغرام. لكن التدبيرين المذكورين  لم ينفعا في الحد من الاحتجاجات، وخصوصا لدى النساء اللواتي  عمدن  الى التلويح باغطية رؤوسهن او حرقها.

كما وعمد بعضهن الى قص شعورهن في الاماكن العامة. دوليا، قرار التعبئة الذي امر به الرئيس الروسي في بلاده لا يزال يثير المزيد من ردود الفعل، وخصوصا انه اول قرار بهذا الشأن منذ الحرب العالمية  الثانية.

ويزيد الامر تعقيدا ان بوتين لم يتورع عن التهديد باللجوء الى السلاح النووي عندما اعلن ان  الغرب ابتز روسيا بالاسلحة النووية لكن عليه ان يعلم ان الامر يمكن ان ينقلب عليه، مضيفا  : هذا ليس خداعا. فهل التصعيد في اوكرانيا هو تصعيد ما قبل المفاوضات، ام ان اوروبا والعالم يتجهان الى منزلق خطير يذكر بازمة كوبا في العام 1962؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

الصهاينة غارقون في حقول النفط المملوءة اوراقا انتخابية، والنحيب من كل حدب وصوب لصعوبة المرحلة التي وصلوا اليها، فكل العنتريات والوقوف على اعلى المنصات قد اطفأتها مياه البحر المالحة وباتت دعوات كبار القادة الامنيين والسياسيين الصهاينة تنحو الى التعقل والانتباه، والسير بواقعية في طريق مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان..

طريق يقول الصهاينة انها لم تعد طويلة، ويقول اللبنانيون انه لا صدقية لقولهم حتى يصبح الاتفاق نافذا والحق اللبناني بائنا، والنفط بالنفط يستخرج ..

في اليمن ما خرج به الجيش في ساحات صنعاء والرسائل البالستية والمشعبة الاضلاع، جعلت القلوب السياسية والعسكرية لاهل العدوان تخفق باضطراب، مترجمة المشهد الى معادلة يصعب عليهم وعلى اسيادهم الاميركيين تخطيها..

فالجيش المنتظم في عروض مبهرة، المدجج بكل انواع السلاح العابر لمعادلات الميدان اليمني، اغرق هؤلاء المعتدين في حسابات الخيبة من جديد، ولا بد انه خلط حساباتهم، واعادهم الى طبخ الهدنة على نار حامية، حماية لما تبقى من ماء وجه لهؤلاء المعتدين، بعد ان شرب تراب اليمن جله.. وبات اصحاب السمو والجلالة امام مفترق صعب، ولا بد ان الانصياع للحق اليمني اهون عليهم من التمادي بالمكابرة..

في الملفات اللبنانية الكبيرة بشائر ايجابية بكل اتجاه، وكلها تنتظر التسييل على ارض الواقع المرير.. وان كان الفيول الايراني المرتقب اضاء املا بكسر العتمة، فان الآمال بانجاز حكومة كاملة المواصفات معلقة على عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك محملا بمحاضر لقاءات ابرزها مع الرئيسين الايراني والفرنسي، ووزراء خارجية عدة دول ابرزهم الاميركي، خلصت جميعها على ما قيل من اخبار الى دعم لبنان للخروج من ازمته وضرورة اتمام استحقاقاته الدستورية لا سيما الحكومة والرئاسة...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

في مثل هذه الليلة قبل اربعة وثلاثين عاما، أي ليل 22-23 أيلول 1988، ألقيت كرة النار بين يدي العماد ميشال عون. ومنذ تلك الليلة، لا تزال تتدحرج وتكبر. وإذا كان أوصياء الخارج تبدلوا، فالقوى المحلية الخانعة أمام الوصايات لم تتبدل، ولا تزال تنقل البندقية تلو البندقية من كتف إلى كتف، على وقع التحولات في الظروف الاقليمية والدولية. فبعض هؤلاء كانوا عملاء لدى العدو، وأذلاء عند الوصي، قبل أن يتحولوا في غفلة من الزمن الى سياديين جدد عام 2005، ثم الى اصلاحيين مستحدثين منذ أحداث 17 تشرين الاول 2019. أما الفساد والخراب فنتيجتان حتميتان لممارساتهم، مهما بدلوا الأقنعة.

قبل أربعة وثلاثين عاما، تلقى العماد عون كرة النار، التي خال كثيرون أنها ستحرق يديه، لكنها لم تفعل. أما اليوم، فها هم يكررون التجربة نفسها منذ ثلاث سنوات على الأقل.

كانوا جميعا يعلمون أن الوضع الاقتصادي والمالي خطير، لكنهم تهربوا من مسؤولية الإصلاح قبل الانهيار، ثم هربوا من مسؤولية مواجهة الانهيار، بالاستقالة حينا، وبالامتناع عن المشاركة حينا آخر، وبإلقاء اللوم على رئيس الجمهورية من دون سواه في أكثر الأحيان.

لكن في المقابل، قوبل كل ذلك بالمزيد من الاصرار على تحقيق الاهداف، بدءا بالتمسك بالميثاق والشراكة، ومرورا بالتدقيق الجنائي، وليس انتهاء بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية.

وبعد اسابيع قليلة، ستدق ساعة الحقيقة. وسيدرك الجميع ان كرة النار التي فشلت في احراق يدي الجنرال عام 1990، لن تنجح في حرق يدي الرئيس سنة 2022.

وفي الموازاة، ومع تناقص أيام المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، ترتفع الحماوة السياسية يوما بعد يوم. والأبرز في الساعات الاخيرة، البيان الثلاثي الاميركي والفرنسي والسعودي، الى جانب الاعلان الصريح من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بعدم التصويت لسليمان فرنجية في الاستحقاق المقبل.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

سمع الفريق الرسمي اللبناني المشارك في اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك ما مفاده: دعم العالم لاجراء الانتخابات الرئاسية، والا فأن لبنان عائد الى العصور الظلماء .

هذا الموقف الذي قيل حرفيا بحسب معلومات لل lbci في الغرف المغلقة، ترجم في بيان صدر عن كل من الولايات المتحدة ، فرنسا والسعودية ، وضعت فيه خارطة الطريق للخروج من الازمة، ودعائمها ثلاثة:

انتخاب رئيس في الموعد الدستوري المحدد يمكنه توحيد اللبنانيين من جهة والعمل مع الجهات الفاعلة الاقليمية والدولية لتجاوز الازمة من جهة اخرى. تشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات الضرورية للوصول الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، اضافة الى ضرورة تطبيق الحكومة للقرارات الدولية المرتبطة بلبنان والالتزام باتفاق الطائف المؤتمن على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي .

الترجمة العملية للبيان، تفضي الى الاستنتاجات والاسئلة التالية :

-هل سيكون ممكنا انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في الحادي والثلاثين من تشرين الاول تحت الضغط الدول، ام ان الامور ذاهبة نحو فراغ رئاسي لا احد يعرف متى ينتهي ؟

- من سيكون هذا الرئيس القادر على الامساك بالعصا من النصف، فلا يستفز حزب الله وحلفاءه في الداخل, ويتمكن من اعادة وصل الخطوط المقطوعة مع العالم ولا سيما مع دول الخليج وعلى رأسها السعودية ؟

اهمية الانتخابات الرئاسية توازي عند باريس والرياض وواشنطن, اهمية تأليف حكومة ما بعد الرئاسة الاولى.

فهذه الحكومة، اضف الى ضرورة التزامها تطبيق القرارات الاممية، يفترض ان لا رابط بين اي من اعضائها  وبين اي فساد محتمل , ما يمهد لقدرتها على تنفيذ الاصلاحات التي من دونها لا اموال، لا من صندوق النقد ولا من غيره.

خارطة الطريق وضعت، فيما لبنان على اكثر من موعد مرتبط بها :

-امكان اقرار الموازنة في مجلس النواب الاثنين .

-عودة الرئيس ميقاتي وامكان تعويم حكومة تصريف الاعمال الثلثاء او الاربعاء .

-انتظار مسودة الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل والتي يضعها الوسيط الاميركي آموس هوكستين ، علما ان التواصل بينه وبين المكلفين ملف التفاوض لم ينقطع حتى ساعات اليوم .

كل المواعيد مهمة، لان من دونها سيصبح كل لبنان شبيها بقصور عدله مهترىء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

شريعة في نيويورك على النازحين والمهاجرين والذين يمتطون البحر هربا من الوطن الغارق.. وضحايا في عرض البحر لم يكونوا على استعداد لسماع كذب الأمم مراكب جديدة ابتلعها المتوسط ومشاهد دامية لعائمين طافوا على سطح البحر بعد أن خاضوا معركة البقاء.

وآخر الضحايا مركب في طرطوس السورية كان على متنه مهاجرون لبنانيون في طريقهم الى قبرص فيما أعلنت وسائل إعلام سورية أن الزورق انطلق من المنية في شمال لبنان منذ أيام عدة بقصد الهجرة ويحمل جنسيات مختلفة وأصوات الغرقى في طرطوس التقت وصرخات شمالية أيضا بحثا عن مركب انطلق الخميس الماضي من منطقة العبدة نحو إيطاليا وكان على متنه خمسة وخمسون مهاجرا...

ورحلة انتشال الضحايا جثثا ومصابين تجري على ايقاع الملاحة الدولية العائمة في نيويورك، بحيث يخوض وزير خارجية لبنان عبدالله بوحبيب حربا غير حبية مع الأمم لبحث طوفان النازحين في لبنان والذين بثقلهم السكاني يساهمون في غرق السفينة اللبنانية.

ويتم ذلك بدعم أوروبي أميركي وبسمسرات جانبية لبنانية: فالمهاجرون عبر المراكب من لبنانيين وسوريين إنما هم من نتاج أزمة رفضت الأمم حلها من دون إغفال العوامل الاقتصادية لاولاد البلد والذين يبحثون عن وسيلة للهرب ولو عبر ركوب الخطر وتحت سقف الامم أيضا يغرق مسؤولون لبنانيون بالمواقف التي تصطدم ببعضها...

وفيما يستعجل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب للقاء آموس هوكستين مستبقا رئيس الحكومة ويضع تواريخ لتوقيع اتفاق ترسيم الحدود.. يطل الرئيس نجيب ميقاتي من المكان نفسه، ليعلن أن الوساطة الاميركية لم تصل بعد الى اتفاق، نافيا التقارير عن توافق لبناني اسرائيلي على هذا الملف قائلا: إن الموضوع ليس بهذا الوضوح وباللهجة العامية سميت تصريحات الياس بوصعب "بالقوطبة" حيث أن وجوده في نيويورك كان زائدا واحدا لاسيما أنه وضعه في إطار الصدفة...

ولمحاسن الصدف فأنه التقى الموفد الاميركي على توقيت لقاءات هوكستين مع كل من ميقاتي وعبدالله بوحبيب والوفد اللبناني.

وبذلك يصبح "الياس بوهكستين" الوكيل البحري لملف ترسيم الحدود والعامل على الخطوط برمائيا من البحر الى البر، وإن جاءت هذه المبادرة على حساب قضية هي مفتاح الحل للبلد المنكوب.

وحركات التيار التخريبي تمتد من نيويورك الى بلونة التي شهدت هذا المساء على تدخل سياسي حزبي نيابي مفضوح في ملف قضائي على مستوى جريمة انفجار المرفأ.

وفي بلونة فإن نواب التيار لم يستحوا وفعلوا ما شاؤوا.. حيث اعتصم كل من النائبين شربل مارون وندى البستاني ترافقهما جمهرة عونية هتفت امام منزل رئيس مجلس القضاء الاعلى ورددت: "سهيل عبود فاسد".

وحملت التظاهرة شعار "الحرية لبدري ضاهر" وسأل المتظاهرون: ماذا ينتظر عبود لتعيين قاض رديف؟.

واعتبروا أن الموقوفين هم رهائن منذ سنتين "ولم يسجل التاريخ أن رئيسا للجمهورية يقود تيارا وأن هذا التيار القوي يضم نوابا..

وهؤلاء النواب ينقلبون على القضاء الاعلى ليس لاظهار الحقيقة في جريمة المرفأ بل لاخراج موقوف هو بدري ضاهر واستثمار فرصة أخر ايام العهد لتحريره بوصفه رهينة.

ولم يصدف لهذا التيار ان تظاهر في وضعية شبية لدعم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار وفك اسره من القيد السياسي باعتباره اول رهينة عند زمرة الحكم بكل أركانه.

فالنائب الغفلة شربل مارون الذي لمع للتو في جلسة الموازنة بعد تصريحات للتنمر على النساء ..

ونائبة الطاقة البديلة ندى بستاني .. استخدما اليوم كل طاقتهما من اجل موقوف محسوب على التيار..

واما ضحايا المرفأ وذووهم .. فلهم الصبر والسلوان على عهد دنت اخرته.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

إرتفاع عدد ضحايا المركب المنكوب قبالة السواحل السورية

 وطنية /22 أيلول/2022

عثرت السلطات السورية على جثث 34 مهاجرا إثر غرق مركبهم قبالة مدينة طرطوس الساحلية شمال غربي البلاد، فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين محتملين، وفق ما أفادت وزارة الصحة السورية اليوم. وقالت الوزارة، في بيان: "ارتفاع عدد ضحايا غرق المركب إلى 34 شخصاً الذين يتلقون العلاج في مشفى الباسل في طرطوس هم 20 شخصا". وكانت قد أشارت في وقت سابق إلى مصرع 28 مهاجرا. وأوضح المصدر نفسه أن معظم الضحايا يتلقون مساعدة بواسطة الأوكسجين، وبعضهم نقل إلى العناية المركزة، مؤكداً استنفار جميع المعالجين في المنطقة. ونقل التلفزيون السوري أن المركب كان يستقله ما لا يقل عن 150 شخصاً قبل حادث الغرق. وفي وقت سابق، نقل المدير العام للموانئ البحرية العميد سامر قبرصلي، في بيان لوزارة النقل السورية، عن ناجين قولهم إن "الزورق انطلق من لبنان - المنية (شمال) منذ عدة أيام بقصد الهجرة"، وعلى متنه ركاب من جنسيات عدة.

وأورد البيان أن فرق الانقاذ تحاول العثور على ناجين آخرين قبالة طرطوس.

 

المصارف مقفلة… ما مصير الأدوية المدعومة؟

باتريسيا جلاد/نداء الوطن/22 أيلول 2022

لم يتمّ التوصّل الى حلّ يرضي المصارف في توفير الحماية الأمنية المنشودة لتعاود عملها كالمعتاد، بعد مشهدية اقتحام مودعين عدداً من فروعها الأسبوع الماضي للحصول على ودائعهم بالقوة وتصاعد الدعوات علناً لتكرار تلك العمليات، الأمر الذي دفع جمعية مصارف لبنان خلال إجتماع عقدته أمس إلى اتخاذ قرار بإبقاء أبوابها مغلقة في الوقت الحاضر خاصة “في ظل غياب أية إجراءات أو حتى تطمينات من قبل الدولة والجهات الأمنية كافة بهدف تأمين مناخ آمن للعمل”. وأمام استمرار إقفال البنوك أبوابها، طُرحت تساؤلات حول تأثير ذلك على القطاعات الحيوية في البلاد؟ فأكّد رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج الحاج لـ”نداء الوطن” أنّ الصرّافات الآلية تعمل كالمعتاد، وبالتالي من يرغب في إجراء سحوبات مصرفية لعمليات انجزها الأسبوع الماضي يمكنه ان يقوم بها عبر “صيرفة”، كما أنه يمكنه السحب وفقاً للتعميمين 161 و151، حتى أن إدارات المصارف “تعمل بأقلّ عدد ممكن من الموظفين لتسيير العمل من دون تعرضهم للخطر، وبالتالي لا يوجد توقّف كامل عن العمل، بل تمّ إقفال أبواب المصارف ووقف العمليات التي تتم من قبل الزبائن على الكونتوار”. أما بالنسبة الى حجم التداول عبر “صيرفة” والذي سجّل أمس 20 مليون دولار فقال إن ذلك “قد يكون جراء سحوبات العمليات التي حصلت سابقاً، او نتيجة التداولات لدى الصرّافين”. وللإقفال القسري للمصارف تداعيات على استيراد المواد الإستهلاكية لا سيما الغذائية منها، إذ أوضح رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني بحصلي لـ”نداء الوطن” أن “هذا الأمر خطير للغاية، حتى ولو كان الفريق الإداري في المصرف يزاول عمله، لأن تحويل الأموال الى الخارج يحتاج الى صندوق لعدّ النقود وإعداد إشعار والقيام بالحوالة والتدقيق بها، الأمر الذي يتطلب جهازاً من الموظفين وأن تكون أبواب المصرف مفتوحة. وفي حال استمرّ الوضع على هذا المنوال فذلك سيشكّل كارثة، وهو يذكّرنا بإقفال المصارف لفترة أسابيع خلال نهاية العام 2019.

أما على صعيد الأدوية التي تستورد بكميات محدودة، وخصوصاً تلك التي لا تزال مدعومة من مصرف لبنان، فأشار نقيب مستوردي الأدوية في لبنان كريم جبارة لـ”نداء الوطن” الى إن هذا القطاع سيكون “الأكثر تأثّراً بإقفال المصارف بسبب عدم وجود مخزون للدواء المدعوم، لأنه فور وصول الشحنة التي تكون كميتها محدودة يتمّ صرفها مباشرةً على المرضى وننتظر الشهر التالي لتصل الشحنة الثانية”. وأضاف: “صحيح أن مصرف لبنان ووزارة الصحة أمّنا الإجراءات المطلوبة للدواء المدعوم ولكن الإعتماد يصدر من المصرف التجاري وبالتالي سيتأخّر الإستيراد، وتأخّر أسبوع لمريض سرطان والأمراض المستعصية تعتبر فترة طويلة، فكيف بالأمر اذا طالت تلك الفترة أكثر؟” ويختلف الأمر بالنسبة الى الدواء غير المدعوم، كما يتابع جبارة “إذ إن إقفال المصارف لفترة قصيرة كأن تكون أسبوعاً ليست مشكلة بسبب وجود مخزون لتلك الأدوية ولا تمرّ بآلية دعم ولن تنقطع من الأسواق”، لافتاً الى أن “نسبة 80% من دعم الدواء يتوجّه للأمراض المستعصية بحيث لا يمكن للمريض أن ينتظر أي تأخير في تناولها خصوصاً وأنه ليس أمامه خيارات أخرى، و20% من الدعم للأدوية المزمنة وهنا لبّ المشكلة”.

 

باسيل يسلّم بانكسار شوكة التعطيل

نداء الوطن/22 أيلول 2022

واصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لقاءاته في نيويورك ونجح في الشكل والمضمون في تأمين “شبكة أمان” دولية لحكومته مقابل التركيز على ضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري “من دون تباطؤ” كما شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إثر اجتماعه مع ميقاتي. أما على الضفة المقابلة، فبدا رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في البيان الصادر عن الخلوة التي ترأسها للمجلس السياسي في التيار في البترون أمس، مُسلّما بانكسار شوكة التعطيل التي زرعها في الخاصرة الحكومية تحت وطأة اشتداد ضغط “حزب الله” لتمرير مراسيم التأليف من قصر بعبدا قبل نهاية العهد، مع التسليم أيضاً في ضوء انتفاء الحجة الحكومية بحتمية مغادرة عون القصر في 31 تشرين الأول المقبل من خلال دعوته “التياريين والمناصرين والأصدقاء إلى الاستعداد لملاقاة الحدث بمواكبة شعبية لنهاية ولاية الرئيس عون وخروجه من قصر بعبدا”.

 

مرشحون أعلنوا خوض معركة الرئاسة

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

قبل نحو 40 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الحالي العماد ميشال عون، لا تزال الصورة ضبابية لجهة الشخصية التي سوف تخلفه في سدة الرئاسة، وما إذا كانت الانتخابات سوف تحصل في المهلة الدستورية التي بدأت مطلع شهر أيلول الحالي وتنتهي في 31 تشرين الأول المقبل، أم أن لبنان سيكون على موعد جديد مع الشغور الذي استمر لعامين ونصف العام بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان عام 2014. ورغم أن الدستور اللبناني لا يلزم الراغبين في خوض معركة الرئاسة بتقديم ترشيحات كما هي الحال بالانتخابات النيابية، فإن 4 مرشحين حتى الآن قرروا إعلان ترشحهم وتقدموا ببرامج انتخابية، يثني البعض عليها باعتبارها تتضمن رؤية المرشح السياسية والاقتصادية، فيما ينتقدها آخرون ويعتبرون أنها غير قابلة للتطبيق في ظل الصلاحيات المحدودة لرئيس الجمهورية حسب الدستور الحالي. وقبل نحو 3 أسابيع، أعلنت سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن ترايسي شمعون، في مؤتمر صحافي، ترشحها للانتخابات الرئاسية، وعرضت برنامجها الذي حمل عنوان «رؤية جديدة للجمهورية»، ووزعت نسخاً منه على النواب الـ128. وكانت شمعون مقربة من الرئيس عون الذي اختارها سفيرة للبنان لدى الأردن عام 2017 قبل أن تستقيل من منصبها بعيد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2019 وتخرج بمواقف تنتقد فيها العهد. وشمعون هي ابنة داني شمعون، النجل الأصغر لرئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون (1952 – 1958)، تحمل الجنسية البريطانية. ووالدتها هي الممثلة الأسترالية باتي مورغان. وقد اغتيل والدها مع زوجته وطفليه داخل منزلهم عام 1990. ويبدو أن حزب «الكتائب» ليس بعيداً عن دعم ترايسي شمعون وإن كان يسعى لإنجاز تفاهم مع باقي نواب المعارضة للتصويت لشخصية واحدة بالانتخابات الرئاسية ما يعزز حظوظها. وسبق أن أعلن عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب سليم الصايغ، أن شمعون «تمثّل خطّنا السيادي ولديها المناعة الذاتية أن تظلّ ثابتة على المبادئ ولا تُساوم ويُحتمل أن تكون مرشّحتنا لرئاسة الجمهورية”.

ومن بين الشخصيات التي تقدمت بترشيحها للرئاسة مي الريحاني الناشطة في مجال تعليم الفتيات والدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها. وهي كاتبة وشاعرة وناشطة في مؤسسات التنمية الدولية ومقيمة في الولايات المتحدة الأميركية. كما ترشح زياد حايك، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة الذي يشغل منصب رئيس الجمعية العالمية لوحدات الشراكة في جنيف (WAPPP)، التي تنتمي إليها 41 دولة، وقد عمل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنوك التنمية الأوروبية والأفريقية والآسيوية لسنوات عدة. أما الشخصية الرابعة التي أعلنت ترشحها، رئيس حزب «الإنقاذ البيئي» بشارة أبي يونس، الذي يؤكد أنه سيكون «على مسافة من كل الأحزاب والطوائف»، وأن هدفه «تقريب اللبنانيين من بعضهم». وعن برنامجه الرئاسي الذي يحمل عنوان «لبنان الكيان الرئاسة السلطات»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه يلحظ بشكل أساسي «تطوير الدولة والنظام، واستخراج النفط، ومحاربة الهدر والفساد ومحاسبة من نهبوا الشعب، وإعلان لبنان دولة محايدة، وتحرير القضاء من فساد السلطة السياسية، وتحديث الدستور واسترجاع صلاحيات رئيس الجمهورية”. ويؤكد الوزير السابق المحامي ناجي البستاني أنه «لا يوجد وفق أحكام الدستور أي نص يتناول الترشح للانتخابات الرئاسية أو يشير إلى جهة يتوجب تقديم الترشيحات إليها»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن من «الأفضل استخدام مصطلح (تصور) أو (رؤية) وليس (برنامج رئاسي)، باعتبار أن الدستور واضح ومحدد من المادة 53 حتى المادة 60 بشأن صلاحيات رئيس البلاد المعززة في اليمين الدستورية، التي تفرض الحفاظ والتقيد بالدستور. مع الإشارة إلى أن السلطة الإجرائية وفق المادة 65 مناطة بمجلس الوزراء الذي يترأسه رئيس الجمهورية عندما يحضر ولا يشارك بالتصويت». ويضيف البستاني: «هذا لا يعني انتفاء دور وصلاحيات الرئيس الذي يعود له العمل لتطبيق هذا التصور والرؤية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة ورئيسها”. وبالطبع لا تنحصر المنافسة الرئاسية بالشخصيات السابق ذكرها، إذ يتنافس رؤساء الأحزاب المسيحية وعدد من المرشحين المستقلين – التوافقيين على هذا الموقع. علماً بأنه وبعد اتفاق «الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية تم انتخاب 3 رؤساء من أصل 4 سبق أن كانوا قادة للجيش اللبناني، هم إميل لحود وميشال سليمان وميشال عون.

 

ولادة الحكومة خلال أيام؟

الجمهورية/22 أيلول 2022

جزمت مصادر سياسية معنية بملف تأليف الحكومة لـ”الجمهورية” أن الحكومة القديمة – الجديدة “على مسافة امتار قليلة جدا من لحظة إصدار مراسيمها”. واوضحت المصادر أنّ “الصيغة الحكومية التي تؤشّر الوقائع المحيطة بملف التأليف الى انها، إن كانت النوايا صافية ولم تبرز عراقيل مانعة ومعطِّلة لها، ستولَد في غضون ايام قليلة اقصاها الاسبوع المقبل”. واشارت الى أنّ “ما ينقص الصيغة الحكومية هو بعض «الروتوش» الذي ينتظر عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك لإنهائه مع رئيس الجمهورية ميشال عون”. وحسمت المصادر “ألا تعديل في حجم الحكومة بحيث انها باقية 24 وزيرا، ولا بجوهرها كحكومة تكنوقراط، بلا وزراء سياسيين او حزبيين، انما التعديل المطروح قد يتناول اربعة وزراء، حيث ان المحسوم خروجهم من الحكومة هم: وزير الاقتصاد امين سلام، وزير المهجرين عصام شرف الدين، وزير المال يوسف الخليل، اما الوزير الرابع فمسيحي، كون التغيير المطروح من الاساس طالَ وزيرا سنيا ووزيرا درزيا ووزيرا شيعيا، فسيطال ايضا وزيرا مسيحيا”.

 

حمادة: البيان السعودي- الأميركي الفرنسي خارطة طريق لتعافي لبنان وصولا الى إرساء الاستقرار

وطنية/22 أيلول 2022

رأى عضو اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة في تصريحه، أن "البيان السعودي- الأميركي الفرنسي لدعم لبنان، وضع خارطة طريق لتعافي لبنان سياسياً وأمنياً واقتصادياً وصولاً الى تطبيق الطائف وإرساء الاستقرار، بمعنى أوضح أن البيان كان بمثابة وثيقة يُبنى عليها في ظل ما يمر به البلد اليوم من انهيارات بالجملة والمفرق"، ولفت  الى "أهمية تأكيده على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و 1680 و 1701 و 2650 وغيرها من القرارات الدولية ذات الصلة"، داعياً القوى السياسية اللبنانية مجتمعة الى أن "تقرأه بدقة متناهية حيث تزامن مع تغريدة السفير السعودي وليد بخاري عن الطائف الى ما يُطبخ في الكواليس حول المثالثة والمؤتمر التأسيسي". ولفت الى "ضرورة عدم غرق البعض في وضع هذا البيان الثلاثي في خانة الاملاءات والعودة الى اللغة الخشبيةّ، لأن غالبية الكتل النيابية والأطراف السياسية والحزبية مجتمعة تتماهى في مواقفها، وروحية هذا البيان الذي هو خشبة الخلاص لانتشال لبنان من معضلاته وأزماته ، وأعتبره مدخلاً لمواصفات رئيس الجمهورية العتيد وللمسار السياسي الداخلي برمته بعيداً من لغة المكابرة والمفردات التي تلجأ اليها الأنظمة البائدة التي تسعى لسلخ لبنان عن محيطه العربي، لذلك ما ورد في البيان الأميركي الفرنسي السعودي صوّب المسار والمصير".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

العراق: 90 % من المواد المخدرة تأتي من إيران

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

رغم المخاطر الحقيقية التي يمثلها انتشار المخدرات على نطاق واسع في العراق، لجهة المتاجرة أو التعاطي، ورغم الجهود الحكومية المبذولة والتحذيرات المتواصلة من قبل الخبراء والمختصين في هذا المجال من هذه المخاطر على حياة المجتمع بشكل عام وفئة الشباب بشكل خاص، فإن ذلك كله لم يساهم مساهمة فاعلة في وضع الحلول اللازمة وبحدها الأدنى لإيقاف ومواجهة آفة المخدرات التي حولت العراق خلال العقد الأخير إلى إحدى دول التعاطي والمتاجرة في المنطقة، بعد أن كان بلداً شبه خالٍ منها في السنوات التي سبقت عام 2003 الذي أُطيح فيه نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

ووفق معظم المسؤولين في هذا الملف؛ فإن ما نسبته 90 في المائة من المواد المخدرة (الكريستال، وحبوب الكبتاغون، والحشيشة) تدخل العراق عبر حدوده الشرقية مع إيران بالنظر إلى هشاشة الإجراءات الأمنية واستغلال عصابات التهريب المنظمة مناطق الأهوار والمنافذ غير الرسمية والمسافات الطويلة والفارغة بين البلدين لعبور المواد، إلى جانب تهريب قليل نسبياً عبر محافظة الأنبار الصحراوية (غرباً) المحاذية لسوريا. وتتفنن عصابات التهريب في استخدام مختلف الطرق والوسائل لتهريب المخدرات؛ وضمنها الطائرات المسيّرة، حيث تمكنت السطات العراقية في مايو (أيار) الماضي، من إسقاط طائرة شراعية تقوم بنقل المخدرات عبر الحدود مع إيران في محافظة البصرة الجنوبية. ووفق المسؤولين أيضاً؛ فإن النسبة العالية من التعاطي تتركز بين أوساط الشباب والمراهقين (15 - 35 سنة)، في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، ويتحدث بعض المختصين في مجال المخدرات عن انتشار واسع النطاق لعمليات التعاطي والمتاجرة في بعض المناطق الشعبية الأكثر فقراً في محافظتي البصرة وبغداد، وهناك من يتحدث عن تعاطي أبناء بعض الأسر الغنية أنواعاً غالية الثمن من المخدرات. بدوره؛ حذر عضو مفوضية حقوق الإنسان المستقلة السابق فاضل الغراوي، أمس الأربعاء، من عمليات الانتشار الواسعة للمخدرات في البلاد، ودعا السلطات إلى إنشاء مراكز مختصة لمعالجة الإدمان. وقال الغراوي في بيان: «ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات في الأعوام الأخيرة بات خطراً يهدد حياة الشباب». ودعا الحكومة إلى «إصدار عفو خاص لإطلاق سراح جميع المتعاطين وإدخالهم مصحات للتأهيل من الإدمان». ويطالب مختصون في الشأن القضائي وتجارة المخدرات منذ سنوات، بتعديل قانون المخدرات والمؤثرات العقلية رقم «20» لسنة 2017 لتشديد العقوبات وتركيز تنفيذها على المتاجرين فيها وليس المتعاطين لها. وبشأن أنواع المخدرات الشائعة في العراق، يؤكد الغراوي أن «مادتي الكريستال والكبتاغون تمثلان أهم أنواع المخدرات انتشاراً في العراق، إضافة إلى العديد من أنواع المخدرات الصناعية والطبيعية». وأضاف أن «استمرار دخول المخدرات للعراق عبر الممرات البرية والمائية الرخوة أمنياً هو العامل الأساسي لانتشار تعاطيها، إضافة إلى تحول العراق من ممر لتجارة المخدرات إلى سوق اقتصادية لبيعها لما تدره من مبالغ خيالية». وعن الأسباب التي أدت إلى انتشار ظاهرة المخدرات، ذكر الغراوي أن «العوامل الاقتصادية وانتشار البطالة والصدمات والأزمات النفسية وضعف الوازع الديني والرقابة الأسرية والمجتمعية والتربوية والاستخدام السيئ للاتصالات، عوامل مشتركة تقف وراء ذلك». وأشار الغراوي إلى أن «الفئة العمرية من 15 إلى 35 عاماً تمثل الفئة الأكثر تعاطياً للمخدرات. ندعو الحكومة إلى الإسراع في إنشاء مصحات للتأهيل من الإدمان، وإجراء تعديل تشريعي باعتبار المتعاطين مرضى يحتاجون الرعاية بدلاً من سجنهم مع تجار المخدرات».

 

 

بايدن يندد بـ«تهور» بوتين ويؤكد عدم سعيه إلى «حرب باردة» ورئيسي يطالب بضمانات للعودة إلى الاتفاق النووي وبـ«محاكمة ترمب»

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط//22 أيلول/2022

اتهم الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال كلمته أمام الدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس (الأربعاء)، روسيا بأنها «انتهكت بلا خجل» وبصورة «بالغة الخطورة» المبادئ الأساسية للمنظمة الدولية بغزوها أوكرانيا، مطالباً دول العالم بدعم المقاومة الأوكرانية التي يقودها الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مواجهة ما وصفه بـ«تهور» الزعيم الروسي فلاديمير بوتين و«تهديده باستخدام أسلحة نووية»، ومؤكداً في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى «حرب باردة» جديدة. غير أن الرئيس بايدن، الذي كسر تقليداً عريقاً في أكبر محفل دولي للدبلوماسية متعددة الأطراف، بتأخير كلمته من اليوم الأول (الثلاثاء) لخطابات الزعماء إلى الأربعاء بسبب مشاركته في جنازة الملكة إليزابيث الثانية في بريطانيا، أعطى حيزاً واسعاً من خطابه لحرب أوكرانيا، مركزاً أيضاً على قضايا ومسائل حيوية تتضمن التهديدات الرئيسية التي يواجهها العالم اليوم، مثل السعي إلى مواجهة الخطر المتعلق بالتغير المناخي، بالإضافة إلى السعي لحل بعض أصعب النزاعات في الشرق الأوسط، مثل إيجاد حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، التي أكد مجدداً أن بلاده «لن تسمح لها إطلاقاً» بالحصول على سلاح نووي. لكن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أكد مجدداً أن بلاده لا تسعى إطلاقاً إلى الحصول على سلاح نووي.

- «تجاهل متهور» للمواثيق

وفي إدانته القوية للهجوم الروسي المتواصل منذ 7 أشهر في أوكرانيا، قال بايدن إن التقارير عن الانتهاكات الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا «يجب أن تجعل دماءكم تتجمد» في العروق، مضيفاً أن «التهديدات النووية» الجديدة للرئيس بوتين ضد أوروبا أظهرت «تجاهلاً متهوراً» لمسؤوليات روسيا بصفتها من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وانتقد جدولة روسيا «استفتاءات صورية» في الأراضي التي استولت عليها بالقوة في أوكرانيا. وقال بايدن: «مرة أخرى، اليوم (الأربعاء) فقط، وجه الرئيس بوتين تهديدات نووية علنية ضد أوروبا، في تجاهل متهور لمسؤوليات نظام منع الانتشار»، علماً بأنه «لا يمكن كسب حرب نووية، ويجب عدم خوضها أبداً». وأكد أنه لم يهدد أحد روسيا، رغم مزاعمها بخلاف ذلك، وأن روسيا وحدها هي التي سعت إلى النزاع. واستخدم إطار الأمم المتحدة للتأكيد على وجهة نظره بأن موسكو انتهكت قيم المنظمة. وقال: «غزا عضو دائم في مجلس الأمن جاره، وحاول محو دولة ذات سيادة من الخريطة. روسيا انتهكت دون خجل المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة». ورأى أن «هذه الحرب تدور حول خنق حق أوكرانيا في الوجود بصفتها دولة، بكل بساطة، وحق أوكرانيا في الوجود بصفتها شعباً. أينما كنت، وحيثما كنت تعيش، ومهما كنت تعتقد، يجب أن يجعل ذلك دمك يسيل بارداً». ودعا كل الدول، سواء أكانت ديمقراطية أم استبدادية، إلى التحدث علناً ضد «الحرب الوحشية التي لا داعي لها» ودعم جهود أوكرانيا للدفاع عن نفسها. وقال: «سنقف متضامنين ضد العدوان الروسي هذه الفترة». جاء الخطاب في الوقت الذي أعلنت فيه المناطق التي تسيطر عليها روسيا في شرق وجنوب أوكرانيا عن خطط لإجراء استفتاءات يدعمها الكرملين في الأيام المقبلة على أن تصبح جزءاً من روسيا. كما أعلن بوتين أمس عن تعبئة جزئية لاستدعاء 300 ألف جندي احتياطي، واتهم الغرب بالضلوع في «ابتزاز نووي».

- تعهدات مالية للغذاء

كما سلط الرئيس بايدن، في خطابه، الضوء على عواقب الحرب في أوكرانيا على الإمدادات الغذائية في العالم، وأعلن عن تمويل أميركي إضافي بقيمة 2.9 مليار دولار لمكافحة انعدام الأمن الغذائي العالمي، بناءً على مبلغ 6.9 مليار دولار من تمويل الأمن الغذائي الأميركي الذي تم الالتزام به بالفعل هذا العام. وأشاد بالجهود التي توسطت فيها الأمم المتحدة لإنشاء ممر للحبوب الأوكرانية ليتم تصديرها عن طريق البحر، ودعا إلى استمرار الاتفاق بخصوص ممر الحبوب رغم الصراع المستمر. ورغم وجود وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيويورك لحضور اجتماع الأمم المتحدة، فإن نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة غينادي كوزمين كان جالساً في مقعد بلاده بالقاعة خلال إلقاء كلمة بايدن.

- التنافس على النفوذ

وتطرق الرئيس بايدن إلى التوتر مع الصين، فقال: «اسمحوا لي أن أكون صريحاً بشأن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين. وبينما ندير الاتجاهات الجيوسياسية المتغيرة، ستعمل الولايات المتحدة بصفتها قائداً معقولاً»، مضيفاً: «لا نسعى للنزاع. لا نسعى لحرب باردة. لا نطلب من أي دولة أن تختار بين الولايات المتحدة أو أي شريك آخر». ولكنه دعا الصين إلى التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة بشأن محادثات المناخ بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان. وقال إن «الولايات المتحدة ستعمل مع كل دولة؛ بما في ذلك منافسونا، لحل المشكلات العالمية مثل تغير المناخ. ودبلوماسية المناخ ليست خدمة للولايات المتحدة أو أي دولة أخرى». وعارض بايدن الشكاوى الروسية من أن العقوبات الغربية تضر بصادراتها، مؤكداً أن العقوبات تسمح صراحة لروسيا بتصدير المواد الغذائية والأسمدة، وأن «حرب روسيا هي التي تفاقم انعدام الأمن الغذائي». وحض الدول على عدم تخزين الحبوب بينما يعاني كثير من الناس؛ «في كل بلد في العالم، بغض النظر عما يفرقنا، إذا كان الآباء لا يستطيعون إطعام أطفالهم، فلا شيء؛ لا شيء آخر مهماً». وأعلن الرئيس الأميركي أيضاً أنه يدعم «زيادة عدد الأعضاء الدائمين وغير الدائمين» في مجلس الأمن ليتاح تمثيل دول من أفريقيا وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وجدد الرئيس الأميركي خلال خطابه تأكيد التزام إدارته بحل الدولتين، قائلاً: «سنواصل الدعوة إلى سلام دائم عن طريق التفاوض بين دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية والشعب الفلسطيني». وشدد على أن «الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل. يظل حل الدولتين المتفاوض عليه في نظرنا أفضل طريقة لضمان أمن إسرائيل وازدهارها... وإعطاء الفلسطينيين دولة تضمن الاحترام الكامل لحقوق المواطنين بشكل متساو مع تمتع كلا الشعبين بالحرية والكرامة».

- رئيسي يدافع... ويتهم

وقبل كلمة الرئيس الأميركي، خاطب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعية العامة مدافعاً عن البرنامج النووي لبلاده، وألقى باللائمة على واشنطن لعدم التوصل إلى اتفاق حول عودة الطرفين إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة». وإذ حذّر من عواقب أي خطوات عسكرية من الغرب ضد بلاده، شدد على أن الطموحات النووية الإيرانية «لها طبيعة سلمية تماماً». وانتقد مجدداً انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، قائلاً إن طهران «تريد محاكمة» ترمب بسبب اغتيال قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، الذي قتل في ضربة بطائرة مُسيرة أميركية عام 2020 في العراق. ورفع رئيسي صورة لسليماني. وقال أيضاً إن «إيران وفت بكل التزاماتها.. ولكن النتيجة كانت أن أميركا خالفت وعدها وفرضت عقوبات». وطالب بـ«ضمانات» بأن الولايات المتحدة لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاق النووي. كما انتقد ما سماها «المعايير المزدوجة» بشأن حقوق الإنسان بعد وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً)، في حجز للشرطة، التي اعتقلتها «شرطة الأخلاق» في طهران بسبب ارتدائها «ملابس غير لائقة»، وما أعقب ذلك من احتجاجات عكست الغضب العارم إزاء وضع الحريات الشخصية في الجمهورية الإسلامية والاقتصاد الذي يترنح تحت وطأة العقوبات. وقال إن بلاده «ترفض بعض المعايير المزدوجة من جانب بعض الحكومات في ما يتعلق بحقوق الإنسان... وما دامت لدينا هذه المعايير المزدوجة مع تركيز الاهتمام فقط على جانب واحد وليس على الجميع بشكل متساو، فلن يكون لدينا عدالة وإنصاف عن حق». واستطرد أن «حقوق الإنسان حق للجميع، ولكن من المؤسف أن كثيراً من الحكومات تدوس عليها»، في إشارة إلى اكتشاف مقابر للسكان الأصليين في كندا ومعاناة الفلسطينيين وصور لأطفال مهاجرين محتجزين في أقفاص بالولايات المتحدة. وشدد الرئيس الإيراني على أن «النظام العالمي الأحادي» القائم على الهيمنة والقوة الاقتصادية و«استخدام المنظمات الدولية أداة للقمع» يُرفض من قبل الدول والشعوب في جميع أنحاء العالم. وقال: «هناك نظام جديد يتشكل ليحل محله، ومن دون شك سيتم إنشاؤه من لبنان إلى الأراض الفلسطينية المحتلة. وفي جميع أنحاء منطقتنا نرى السياسات المهزومة لمثل هذا النظام القديم».

- «التدخل» في ليبيا

إلى ذلك، قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إن بلاده «تتلمس طريقها نحو بناء المؤسسات وإرساء مبادئ الديمقراطية». وأضاف في كلمته أمام الجمعية العامة: «نحن ملتزمون بواجباتنا ضمن الجهود الدولية لتجفيف منابع الإرهاب». وتابع أن «التدخل الخارجي في بلادنا يدفع بها نحو المواجهات». وزاد: «ننظر بإيجابية لدور الأمم المتحدة في بلادي ونتطلع لدور فاعل من خلال القيادة الجديدة للبعثة الأممية»، في إشارة إلى تعيين الأمين العام للأمم المتحدة للسنغالي عبد الله باتيلي ممثلاً خاصاً له في ليبيا ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

 

بوتين يطلق مرحلة جديدة في معركة أوكرانيا... تعبئة عسكرية وتلويح بـ«النووي» وتعديلات قانونية تشدد العقوبات الجنائية في «زمن الحرب»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الأربعاء)، مرحلة جديدة في العمليات العسكرية الجارية في أوكرانيا حملت رداً مباشراً على الانتكاسات الميدانية التي تواجهها بلاده خلال الأسبوعين الأخيرين. ومع إقراره بتحول المواجهة إلى «حرب شاملة» قال إن أوكرانيا بدأتها والغرب وسّعها ضد بلاده، حمل الخطاب الرئاسي الموجه إلى الروس ملامح تصعيد عسكري قوي منتظر، من خلال إعلان التعبئة الجزئية واستدعاء الاحتياط مع التلويح باستعداد روسيا لاستخدام «كل ما يلزم» لمواجهة المخاطر وحماية مصالحها، بما في ذلك على صعيد التذكير بقدرات روسيا النووية.

تزامن ذلك مع إدخال مجلس الدوما (النواب) تعديلات قانونية واسعة على العقوبات الجنائية كرّست مفهوم التعامل مع الجرائم في «زمن الحرب». وبدا أن خطاب بوتين الموجه إلى مواطنيه، صباح أمس، حمل تحولاً أساسياً في طريقة تعامل الكرملين مع الحدث الجاري، خصوصاً لجهة القناعة بعدم جدوى مسار المفاوضات ووضع رهانه على الحسم العسكري الكامل على الرغم من الانتكاسات الأخيرة. وخطاب بوتين إلى الأمة هو الثالث من نوعه الذي يحمل تحولاً استراتيجياً في آليات تعامل موسكو مع الملف الأوكراني بعد خطابي الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك في 21 فبراير (شباط) ثم خطاب إطلاق «العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس» بعد ذلك بثلاثة أيام. في خطابه الجديد بدت لهجة بوتين أكثر تحدياً للغرب، وأكثر إصراراً على مواصلة وتصعيد المواجهة حتى تحقيق أهداف بلاده. واللافت في الخطاب أنه عكس انتهاء الاعتراف الروسي بدولة أوكرانيا بشكل علني ونهائي، وهو ما حمله تأكيد الرئيس الروسي تأييد انضمام دونيتسك ولوغانسك ومقاطعتي خيرسون وزابوربجيا إلى روسيا، في إطار الاستفتاءات التي أعلن عن الشروع بتنظيمها في هذه المناطق. وقال بوتين إن «النظام في كييف هو من بدأ هذه الحرب، منذ عام 2014 ورفع السلاح في وجه مواطنيه العزل». وزاد أن كييف «ارتكبت أعمال إبادة جماعية ومارست الإرهاب والحصار تجاه الذين رفضوا الانقلاب عام 2014». وفي تجاهل متعمد للتقدم الميداني الذي أحرزته كييف خلال الفترة الأخيرة، قال بوتين إن قواته «تواصل تحرير الأراضي الأوكرانية بالتدريج خطوة بخطوة».

وتطرق إلى إمدادات السلاح الغربي وقال إن «الأمر لم يعد يقتصر على الاستهتار الغربي بشأن خطورة إمدادات السلاح، إذ بدأنا نتعامل مع قصف إرهابي على حدود مدننا في القرم وبيلغورود وكورسك».

وزاد بوتين أن الغرب «تجاوز في سياساته المناهضة لبلادنا كل الحدود الممكنة، ولم يعد سراً الحديث عن تدمير روسيا بالكامل في ساحة المعركة باستخدام كل الوسائل الممكنة، بما يتبع ذلك من تداعيات لنزع سيادتها السياسية والاقتصادية والثقافية وكل أشكال السيادة والنهب الكامل لبلادنا». وقال إن «الغرب استخدم الابتزاز النووي، والحديث لا يدور فقط حول دعم الغرب لأوكرانيا في قصف محطة الطاقة النووية في زابوريجيا، وإنما يخص بعض التصريحات من مسؤولين رفيعي المستوى في بعض دول الناتو، حول إمكانية استخدام السلاح الدمار الشامل ضد روسيا». وفي تهديد مباشر قال بوتين: «لمن يطلق مثل هذه التصريحات، أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطوراً من نظيراتها لدى دول الناتو». وتعهد بأنه «أمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة وهذا ليس مجرد تمويه أو خداع». في الوقت ذاته، أعلن بوتين التعبئة الجزئية من قوات الاحتياط وممن يمتلكون الخبرة في القتال. وحمل قانون إعلان التعبئة العامة الذي نشره الكرملين على موقعه الرسمي، أن العمل بمرسوم الرئيس يبدأ فور إعلانه (الأربعاء). وبناءً على ذلك، «تقوم وزارة الدفاع بدعوة مواطني روسيا للخدمة العسكرية من خلال التعبئة في القوات المسلحة لروسيا الاتحادية.

ويتمتع مواطنو روسيا الاتحادية الذين يتم استدعاؤهم للخدمة العسكرية عن طريق التعبئة بوضع الأفراد العسكريين المتعاقدين الذين يخدمون في القوات المسلحة الروسية. وأشار إلى أنه «على الحكومة الروسية تمويل أنشطة التعبئة الجزئية، واتخاذ التدابير اللازمة لتلبية احتياجات القوات المسلحة لروسيا الاتحادية والقوات والتشكيلات والهيئات العسكرية الأخرى خلال فترة التعبئة الجزئية». في الأثناء، وجه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في اجتماع مع قيادات في الوزارة بالبدء في تنفيذ المرسوم الرئاسي بشأن التعبئة الجزئية للاحتياط في البلاد. وأكد أنه من الضروري تنظيم إخطار المواطنين والتصدي للاستفزازات، وكذلك تعزيز أمن مناطق الإخطار ونقاط التجمع. وقال شويغو خلال الاجتماع إن «التعبئة الجزئية تهدف إلى إحكام السيطرة على الأراضي التي تم تحريرها سابقاً خلال العملية العسكرية الروسية خصوصاً في أوكرانيا». وزاد أن «خط التماس، أو ما يمكن تسميته خط الجبهة، يزيد على 1000 كيلومتر. بطبيعة الحال، يجب تأمين هذا الخط من الخلف، ويجب التحكم في هذه المناطق، بالطبع، العمل الذي يتم القيام به، وأقصد التعبئة الجزئية يتم على هذا الأساس». وأكد شويغو أن روسيا تمتلك موارد بشرية ضخمة للتعبئة الجزئية، حيث من الممكن استدعاء 300 ألف جندي احتياطي إجمالاً، وهو ما يمثل أكثر من 1 في المائة من قوات الاحتياط. وقال شويغو إن روسيا لم تعد نحارب أوكرانيا، وإنما تحارب الغرب ككل. وذكرت قناة «آر تي» الروسية بالعربية أن شويغو قال إن هناك 70 قمراً صناعياً عسكرياً و200 قمر صناعي لأغراض مدنية تابعة للغرب تقوم بدعم أوكرانيا.

وأضاف أن 150 مستشاراً عسكرياً من حلف شمال الأطلسي (الناتو) يشاركون في قيادة الجيش الأوكراني. وأوضح شويغو أن خسائر الجيش الأوكراني بلغت 61 ألفاً و207 قتلى و49 ألفاً و368 مصاباً.

وأشار إلى أن خسائر روسيا بلغت 5939 قتيلاً.

إلى ذلك، سارت موسكو خطوة لتشجيع الأجانب على الانخراط في عملياتها العسكرية في أوكرانيا. ووافق أعضاء مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي على قانون يسهّل إجراءات الحصول على الجنسية الروسية للمواطنين الأجانب الذين يتعاقدون مع الجيش الروسي للخدمة فيه لمدة عام واحد على الأقل. ووفقاً للوثيقة التي تم التصديق عليها (الأربعاء) يحق للمواطنين الأجانب الذين يبرمون عقوداً مع القوات المسلحة الروسية أو القوات الأخرى أو التشكيلات العسكرية الروسية، لمدة عام واحد على الأقل، التقدم بطلب للحصول على الجنسية الروسية، دون التقيد بشرط الحصول مسبقاً على إقامة مؤقتة أو دائمة.

في سياق آخر، عرض مجلس الدوما (النواب) حزمة من التغييرات على مشروع تعديل القانون الجنائي الروسي، من بينها إدخال أحكام مشددة لارتكاب الجرائم «في فترة التعبئة أو في ظل الأحكام العرفية أو في زمن الحرب». وتنص التعديلات على تشديد العقوبات بشكل كبير ضد من يُتهمون بـعدد من المخالفات الجنائية بينها «الاستسلام» أو ارتكاب أعمال شغب ونهب أو ضد «المتقاعسين» عن تلبية واجباتهم خلال الخدمة الإلزامية. وفور إعلان القرار برزت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لتنظيم احتجاجات في البلاد ضده. وانتقد معارضون القرار. ورأى المعارض الروسي المسجون أليكسي نافالني، أن قرار التعبئة الجزئية سوف يؤدي إلى «كارثة كبيرة». وقال نافالني خلال جلسة استماع في المحكمة وفق مقطع فيديو بثته وسائل إعلام روسية: «كل ذلك سيؤدي إلى كارثة كبيرة وعدد كبير من الوفيات». وأضاف: «من الواضح أن الحرب الإجرامية التي تدور حالياً ستزداد خطورة وضراوة، ويحاول بوتين إقحام أكبر عدد ممكن من الناس فيها». ورأى نافالني أن الرئيس الروسي وعبر استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز قوات موسكو يريد «تلطيخ (أيادي) مئات آلاف الأشخاص بالدماء».

 

ألمانيا ولعبة التوازنات في الحرب الأوكرانية (تحليل إخباري)

برلين: راغدة بهنام/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

تلعب ألمانيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا لعبة سياسية صعبة، تسعى من خلالها إلى تقديم دعم سياسي ومالي وعسكري واسع لأوكرانيا، من دون إغضاب روسيا أو قطع العلاقات كلياً معها. ومع ذلك، وجدت نفسها أمس أمام نقاش داخلي صعب، بعد التهديدات التي أرسلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدول الغربية التي تدعم كييف «وتصدر لها أوامر مباشرة لمواجهة روسيا»، وأنه دعا للتعبئة الجزئية لجيش الاحتياط الروسي. وتجنبت ألمانيا منذ بداية الحرب إرسال أسلحة قتالية ثقيلة لأوكرانيا، على الرغم من انتقاد كييف المستمر لها، ومطالبتها بمعدات عسكرية ألمانية الصنع تقول إنها ستمكنها من استعادة أراضٍ استولت عليها روسيا. وتتحجج برلين لعدم إرسال الأسلحة التي تريدها أوكرانيا، بأنها ستحتاج إلى تدريبات على استخدامها، وبأنها سيتعين عليها طلبها من مصانع الأسلحة؛ كون جيشها لا يملكها، ما قد يستغرق وقتاً لتسليمها. ويقول المستشار الألماني أولاف شولتز، إن ألمانيا عليها ألا تتصرف منفردة فيما يتعلق بتسليح أوكرانيا؛ بل عليها التنسيق مع الحلفاء، وخصوصاً الولايات المتحدة. وحرص شولتز على الإبقاء على قناة التواصل مع الكرملين، عبر اتصالات هاتفية دورية يجريها بالرئيس الروسي. ووصف شولتز المكالمات الهاتفية التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، بأنها «ودية دائماً في نبرتها». وقال شولتز في تصريحات لبرنامج «مقابلة الأسبوع» بمحطة «دويتشلاند فونك» الألمانية، إن هذه كانت الحال حتى لو كان الأمر الذي يطرحه بوضوح يدور حول «وجهات نظر مختلفة للغاية ومتباعدة للغاية». وذكر شولتز أنه إذا أوجز جميع المحادثات التي أجراها مع بوتين مؤخراً، فإنه يرى أنها كانت «تتضمن بالتأكيد تحركات»؛ لكنها لم تكن واسعة النطاق للغاية. وفي المقابلة مع «دويتشلاند فونك»، أكد شولتز أن ألمانيا لن تتبنى سياسات منفردة عندما يتعلق الأمر بتوريد أسلحة لأوكرانيا، مضيفاً أن الحكومة الألمانية تقوم بالكثير في هذا الأمر؛ مشيراً إلى أن الأسلحة التي أتاحتها ألمانيا على وجه التحديد هي التي «أحدثت الفارق، ومكنت من تحقيق النجاحات: النجاحات الحالية التي تحرزها أوكرانيا»، مضيفاً أنه من المجدي لذلك «أن نواصل ذلك هناك».

وبعد انقطاع دام عدة أشهر، اتصل المستشار ببوتين مرة أخرى يوم الثلاثاء الماضي، واستغرقت المحادثة 90 دقيقة، حسب بيانات الحكومة الألمانية. ووفقاً للبيانات، دعا شولتز خلال المكالمة إلى إيجاد حل دبلوماسي للحرب الروسية في أوكرانيا، في أسرع وقت ممكن، على أساس وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل للقوات الروسية، واحترام وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها. ورد شولتز أمس على إعلان بوتين بالقول إنه قرار «لا يمكن تفسيره إلا أنه نتيجة فشل الهجوم على أوكرانيا». وصدر كلام مشابه عن الوزراء المنتمين لأحزاب أخرى داخل الحكومة الألمانية، وقال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، المنتمي لحزب «الخضر»، إن قرار بوتين «خطوة أسوأ وخاطئة»، مضيفاً أن الحكومة تبحث سبل الرد على قرار بوتين. وبعث هابيك برسالة طمأنة إلى أوكرانيا؛ مؤكداً أن ألمانيا مستمرة في دعمها الكامل لكييف. كذلك، قال وزير المالية كريستيان ليندنر، المنتمي للحزب «الليبرالي»، إن «الخطوة دليل ضعف»، مضيفاً أن «أوكرانيا غير خائفة، ولا يتعين علينا أيضاً أن نخاف». ومع ذلك حذر ليندنر من أن «الحرب ستطول، وعلى ألمانيا أن تحضر نفسها لذلك سياسياً واقتصادياً».

وحذر الدبلوماسي الألماني السابق كريستوفر هويسغن الذي يرأس مؤتمر ميونيخ للأمن منذ مطلع العام، بأنه لا يجب على ألمانيا أن تصدر أسلحة ثقيلة «منفردة» إلى أوكرانيا، وبأنها عليها التنسيق مع دول أخرى في ذلك؛ خصوصاً أن إرسال أسلحة ثقيلة ألمانية الصنع سيتطلب تدريب القوات الأوكرانية على استخدامها. ونقلت القناة الألمانية الأولى عن الخبير العسكري ماركوس كايم، من معهد الدراسات العلمية والسياسية، قوله إن بوتين «يحاول التأثير على النقاش الدائر في أوروبا والولايات المتحدة» حول استمرار دعم أوكرانيا، وإنه «يريد أن يؤكد أن الحرب لن تنتهي قريباً». وأضاف: «بوتين يراهن على تعب الغرب، وعلى ارتفاع الأصوات التي تحذر من أن استمرار دعم أوكرانيا سيؤدي إلى تصعيد خطير». وعلى الرغم من أن حزب المعارضة الرئيسي، «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، يدعو لاستمرار الدعم العسكري لأوكرانيا، فإن حزب اليمين المتطرف المعارض الذي يحظى بمقاعد أقل بقليل داخل البرلمان الفيدرالي، يحذر من ذلك. وقال أمين عام الحزب تينو شروبيلا، أمس، بعد تصريحات بوتين: «إن هناك تهديداً بحرب عالمية ثالثة». وتسبب حزب «البديل لألمانيا» في جدل خلال اليومين الماضيين، بسبب خطط ثلاثة من أعضائه لزيارة أراضٍ في شرق أوكرانيا تحت سيطرة روسيا، بحجة الاطلاع على الأوضاع الإنسانية. ولكن الزيارة عرَّضت الحزب لانتقادات كبيرة، واتهامات بأن روسيا ترعاها وخططت لها. وبينما يُتهم الحزب اليميني المتطرف بالقرب من روسيا، يواجه حزب اليسار المتطرف «دي لينكا» جدلاً داخلياً كبيراً قد يؤدي إلى انقسامه، بعد ظهور معسكر رافض للعقوبات على روسيا، وآخر مؤيد لها. وتخطت ألمانيا في بداية الحرب نقاشاً حول مساعدة أوكرانيا عسكرياً، بعد أسابيع طويلة من النقاش الداخلي. وفي بداية الحرب، سخِرت أوكرانيا من ألمانيا التي أعلنت عن تقديم 500 خوذة عسكرية لكييف، في وقت كانت الولايات المتحدة وبريطانيا فيه قد بدأتا ترسلان لها أسلحة تخولها الدفاع عن نفسها. وعلى الرغم من أن ألمانيا وافقت أخيراً على إرسال أسلحة إلى كييف، فهي حذرة في نوع الأسلحة التي ترسلها إليها، خوفاً من تخطي «الخطوط الحمراء» مع روسيا التي تفصلها عنها بولندا فقط، ما يجعلها من أقرب الدول الغربية إليها جغرافياً.

 

أميركا تنشئ «تكتلاً سلمياً» جديداً لـ19 دولة متشاطئة على الأطلسي

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

أعلن ممثلو 19 دولة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول في أوروبا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، إنشاء «تكتل سلمي» جديد للدول المطلة على المحيط الأطلسي يسعى إلى منطقة «مزدهرة ومفتوحة وتعاونية»، وإلى الحفاظ على المحيط الأطلسي باعتباره «مورداً مستداماً وقادراً على الصمود للأجيال المقبلة». ودعوا بقية الدول الأطلسية إلى الانضمام لهذه المنظمة. وجاء هذا الإعلان في ضوء اجتماع نظمته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وانعقد برئاسة وزير الخارجية أنتوني بلينكن على هامش الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من كل من كندا وبريطانيا وآيرلندا وإسبانيا والبرتغال وهولندا والنرويج والأرجنتين والبرازيل وكوستاريكا وأنغولا وساحل العاج وغينيا الاستوائية وغانا وغينيا بيساو وموريتانيا والسنغال، بصفتها دولاً ساحلية على حدود المحيط الأطلسي. وتأتي هذه المبادرة أيضاً في الوقت الذي تدفع فيه التوترات الجيوسياسية المتزايدة إدارة بايدن إلى المزيد من التعاون مع دول الجنوب العالمي في ظل العواقب المدمرة لحرب روسيا ضد أوكرانيا، من دون إهمال منطقة المحيط الهادي، حيث تحاول الولايات المتحدة الحد من المنافسة المتصاعدة مع الصين. واستهل هذا الاجتماع بإعلان مسؤول أميركي عن تمويل إضافي قيمته 100 مليون دولار لدعم البيئة والأمن البحري في هذه المنطقة، يضاف إلى 400 مليون دولار سيجري إنفاقها سنوياً على المبادرات البحرية في المحيط الأطلسي. وأورد البيان الختامي الصادر عن الاجتماع: «نعتمد جميعاً على المحيط الأطلسي في معيشتنا»، بل هو «موطن لطرق التجارة المهمة، والموارد الطبيعية المهمة، والتنوع البيولوجي الأساسي». وأشار إلى التحديات العديدة التي تواجهها الدول المتشاطئة مثل القرصنة والجريمة المنظمة عبر الحدود والصيد غير القانوني وتغير المناخ والتلوث والتدهور البيئي وغيرها من التهديدات التي تشكل «تهديداً لسبل عيشنا»، مؤكداً في الوقت ذاته أن المحيط الأطلسي «يوفر أيضاً إمكانات اقتصادية غير مستغلة، من الموارد الطبيعية إلى التقنيات الجديدة»، علما بأنه «لا يمكن لأي بلد بمفرده حل التحديات العابرة للحدود في منطقة المحيط الأطلسي أو معالجة الفرص المتاحة أمامنا بشكل كامل».

وأعلن المشاركون أنه لتحقيق الأهداف المشتركة في هذه المنطقة «سنستكشف الفرص للمشاركة في مجموعة من التحديات المشتركة (…) واستكشاف تطوير حوار أوسع حول تعزيز التعاون في المنطقة»، بما في ذلك «فرص النهوض بالتنمية المستدامة المشتركة والأهداف الاقتصادية والبيئية والعلمية والبحرية عبر المحيط الأطلسي، وفقاً للقانون الدولي، ولا سيما على النحو المنصوص عليه في أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 التي تحدد الإطار القانوني الذي يحكم كل النشاطات في المحيطات والبحار». ودعوا إلى «تعزيز التعاون الإقليمي، وتطوير نهج مشترك لقضايا المحيط الأطلسي، وبناء القدرة المشتركة لحل التحديات التي نواجهها» في هذه المنطقة. وتعهدوا «باستكشاف فرص العمل سوية للنهوض بأهدافنا المشتركة في المنطقة عبر مواضيع متعددة»، مثل تطوير الاقتصاد المستدام للمحيطات وإنشاء نموذج اقتصادي شامل لضمان استمرار المحيط في دعم سبل العيش بشكل مستدام، بدءاً من الغذاء لعدد متزايد من السكان إلى إدارة التجارة العالمية، سواء الآن أو للأجيال القادمة. وأقروا بأنه «لا توجد تنمية مستدامة من دون التزام جاد بتعزيز التنمية وتخفيف حدة الفقر في البلدان النامية»، مشددين على «أهمية نقل التكنولوجيا بشروط طوعية ومتفق عليها بشكل متبادل كوسيلة لتعزيز التنمية، وخلق فرص العمل والدخل، ودعم سبل العيش، وسد الفجوة التكنولوجية بين الدول». وقال المشاركون: «سنسعى وراء الفرص للتصدي لتحديات تغير المناخ والتدهور البيئي، والتعاون في الحلول المبتكرة المستندة إلى العلم للنهوض بأهدافنا المشتركة، بما في ذلك تجنب الخسائر والأضرار وتقليلها ومعالجتها، وبناء القدرة على التكيف مع المناخ، والحفاظ على النظم البيئية البحرية والساحلية، وتخفيف التلوث البحري». وأكدوا أنهم سيعملون على «تمكين التعاون للاستجابة الإنسانية وعمليات البحث والإنقاذ لردع القرصنة، والتصدي للصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، ومكافحة الاتجار بالمخدرات». وأعلنوا التزامهم «برؤية جنوب المحيط الأطلسي كمنطقة سلام وتعاون تساهم بشكل كبير في تعزيز السلام الدولي»، ملاحظين أن العديد من المنظمات في المحيط الأطلسي «أحرزت بالفعل تقدماً مهماً في تحقيق أهدافنا المشتركة». ووعدوا بـ«البناء على روح التعاون الأطلسي المتبادل الذي ترعاه هذه المنظمات وندعم عملها إلى أقصى حد ممكن».

وأعلنوا أنهم سيواصلون العمل على تحديد مجالات إضافية للتعاون على أساس الحوار مع دول المحيط الأطلسي الساحلية والمنظمات القائمة التي تركز على المحيط الأطلسي، مع استكشاف الفرص للجمع بين دول المحيط الأطلسي، بما في ذلك تبادل مبادئ التعايش السلمي و«التأكد من أن أعمالنا في المحيط الأطلسي، وخاصة أعالي البحار، تلتزم بالقانون الدولي والقانون الدولي للبحار، ولا سيما على النحو المنصوص عليه في الأحكام من عام 1982 - اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار». ودعوا بقية دول المحيط الأطلسي الساحلية الأخرى للانضمام إلى هذا التكتل الجديد.

 

نيويورك تشهد أرفع لقاء تركي ـ إسرائيلي خلال عقد ولبيد يشكر إردوغان على «التعاون الاستخباراتي»

الأمم المتحدة/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، في نيويورك الثلاثاء، مصير إسرائيليين تحتجزهم حركة «حماس» في قطاع غزة، في أول اجتماع بين الزعيم التركي ورئيس وزراء إسرائيلي منذ أكثر من عقد من الزمن. والتقى الزعيمان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد شهر من عودة العلاقات الدبلوماسية بين بلديهما بعد قطيعة استمرّت سنوات، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إنّ لبيد «أثار قضية إسرائيليين مفقودين أو أسرى، وأهمية إعادتهم إلى ديارهم». ويُعتقد أنّ «حماس» تحتجز أربعة إسرائيليين، بينهم جنديان تقول الدولة العبرية إنهما قُتلا خلال حرب 2014، لكنّ الحركة الإسلامية لم تكشف أي تفاصيل عن مصيرهما. وخلال اجتماعه مع الرئيس التركي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مخاوفه بشأن إيران و«شكر للرئيس إردوغان تعاونه الاستخباراتي»، بحسب ما أضاف البيان. وبعدما عاد الدفء في الأشهر الأخيرة إلى العلاقات بينهما، أعلنت إسرائيل وتركيا في 17 أغسطس (آب) إعادة العلاقات الدبلوماسية الثنائية إلى طبيعتها الكاملة وإلى مستوى السفيرين. وتوتّرت العلاقات بين البلدين في 2010 بعد إنزال دامٍ نفّذته وحدات كوماندوس إسرائيلية على السفينة التركية «مافي مرمرة» التي كانت تحاول إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وخرق الحصار الذي فرضته الدولة العبرية على الجيب الفلسطيني. ويعود آخر لقاء لإردوغان برئيس وزراء إسرائيلي إلى 2008. وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدّد إردوغان المطالبة بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. لكنّ الرئيس التركي أعرب في المقابل عن رغبته في «الاستمرار في تطوير علاقاتنا مع إسرائيل من أجل المستقبل والسلام والاستقرار، ليس للمنطقة فحسب، بل أيضاً لإسرائيل وللشعب الفلسطيني ولنا نحن». وقبل أقلّ من عام من موعد الانتخابات الرئاسية التركية المقرّرة في منتصف يونيو (حزيران) 2023، يكثّف إردوغان مساعيه الرامية لتطبيع العلاقات مع العديد من القوى الإقليمية؛ وذلك بحثاً عن استثمارات بلاده اليوم هي في أمسّ الحاجة إليها.

  

سكان إسرائيل 9.5 مليون نسمة منهم 185 ألفاً وُلدوا في 2021 واستوعبت 3.3 مليون مهاجر منذ عام 1948

تل أبيب/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

أصدرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، (الثلاثاء)، إحصاءها السنوي بمناسبة رأس السنة اليهودية، واتضح منه أن عدد السكان بلغ في هذه السنة 9.593 مليون نسمة. وقالت إن 45 في المائة من السكان علمانيون، و35 في المائة متدينون، و19 في المائة يعدون تقليديين. وأكدت أن عدد سكان إسرائيل بلغ عند نشأتها في عام 1948 نحو 806 آلاف نسمة، من ضمنهم 154 ألف عربي (19 في المائة)، هم «فلسطينيو 48» الذين بقوا في الوطن، ولم يرحلوا في النكبة. وشملت إحصائيات السكان، نحو 355 ألف عربي لا يحملون الجنسية الإسرائيلية بل هم فلسطينيون في القدس الشرقية المحتلة (333 ألفاً) وسوريون في هضبة الجولان المحتلة (25 ألفاً). وبهذا يكون عدد المواطنين المجنسين 9.2 مليون نسمة، نسبة العرب الصافية منهم 19 في المائة واليهود 75 في المائة والباقون مسيحيون غير عرب أو مواطنون بلا انتماء طائفي.ووفقاً للمعطيات، فإن 73.9 في المائة من السكان يعيشون في المدن الرئيسية، فيما يتوزع الباقي على المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين، وفي مناطق الريف (محيط قطاع غزة والجليل والمثلث). وفي العام الماضي، ارتفع عدد السكان بواقع 187 ألف شخص، وبمعدل نمو وصل إلى 2 في المائة، وبلغ عدد المهاجرين نحو 60 ألف مهاجر. وجاء في الإحصائيات أن نحو 74 في المائة من الإسرائيليين يعيشون في مدن، و15 في المائة في قرى ذات مجالس محلية، و10 في المائة في مجالس إقليمية، و5 في المائة يعيشون في مناطق «غير معترف بهم». وجاء أيضاً أن 67 في المائة راضون عن وضعهم الاقتصادي ولكن 12 في المائة شكَوا من الفقر، واتضح أن 65 في المائة من الإسرائيليين يعيشون في بيوت يملكونها، علماً بأن أسعار البيوت ارتفعت بنسبة 13 في المائة في السنة الأخيرة وحدها، فيما يعيش الباقون في بيوت مستأجرة ويدفعون بالمعدل نحو 1200 دولار أجرة شهرية. وسئل الإسرائيليون، وفقاً لهذا الإحصاء، عن مدى إيمانهم الديني، فقال 45 في المائة إنهم علمانيون يؤيدون فصل الدين عن الدولة بشكل تام. وقال 19 في المائة إنهم تقليديون يحافظون على العادات والتقاليد (يهود وعرب). وقال 14 في المائة إنهم تقليديون متدينون. وقال 11 في المائة إنهم متدينون (يهود وعرب). وقال 10.5 في المائة إنهم متدينون متزمتون. ووُلد في إسرائيل خلال السنة الفائتة 185 ألف طفل. وبلغت حالات الزواج 40 ألفاً والطلاق 15 ألفاً. وبلغ معدل الأعمار للنساء 84.6 سنة وللرجال 80.5 سنة. وذكرت الإحصائيات أن 56 في المائة من الناس في عمر 21 عاماً فما فوق يعانون من السمنة الزائدة، وفقط 29 في المائة يمارسون الرياضة. وتم في هذه السنة إنتاج 37 فيلماً سينمائياً، وصدر 10 آلاف كتاب، وتم تحقيق ميداليات في مختلف الألعاب الرياضية الدولية والإقليمية، وبلغ عدد الرياضيين الفاعلين 120 ألف رياضي. كما دلّت الإحصائيات، على أن نحو 300 ألف مواطن في إسرائيل حصلوا على شهادة جامعية في السنة الماضية.

 

باشاغا يعترف بـ«فشل» حكومته في دخول طرابلس والمنفي يثني على دور ألمانيا في دعم المسار السياسي الليبي

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

اعترف فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الموازية في ليبيا، بفشله في ممارسة أعمالها من العاصمة طرابلس، رغم مرور نحو 8 شهور على نيلها ثقة مجلس النواب. وقال باشاغا في كلمة، عقب وصوله مساء أول من أمس مدينة بنغازي (شرق)، بعد اختتام جولته الخارجية إن «حكومته ستمارس مهامها من مدينتي سرت وبنغازي، بعد فشل محاولتها العمل من طرابلس، وذلك لعدم رغبتها في إراقة الدماء أو إشعال الفتنة». مشيرا إلى أن عمل حكومته «سيكون لصالح كل الليبيين، دون الاقتصار على منطقة بعينها». كما اتهم «بعض الليبيين بالرغبة في استمرار الفوضى والانقسام في البلاد لأن فيها مصلحة لهم»، لافتا إلى أن هناك وضعا إقليميا ودوليا «لا يريد تقارب الليبيين أو المصالحة، بل استخدام ليبيا كورقة للتفاوض في مصالح أخرى». في سياق ذلك، أكد باشاغا أن الحكومة «ستنطلق بالعمل الوطني، الذي سيخدم كافة الليبيين في كل ربوع الوطن، ويحقق المصالحة الوطنية التي تسعى إليها الحكومة، رغم ما يواجهها من صعوبات»، مشيرا إلى أن هناك أيادي داخلية وإقليمية «ما زالت تسعى لاستمرار الفوضى في ليبيا، وإرباك المشهد السياسي فيها وتقسيمها، وعرقلة المصالحة الوطنية بقصد تحقيق مصالحها على حساب الشعب الليبي واستقراره». وبهذا الخصوص قال باشاغا إن الحكومة «حاولت البقاء في العاصمة طرابلس لممارسة عملها، لكن تجنباً لإراقة الدماء والفتنة، التي تقوم بها حكومة الوحدة المنتهية الولاية، تم إقرار العودة سلمياً رغم المعاناة التي يتكبدها أهالي العاصمة والغرب الليبي بشكل عام». ومن المقرر بحسب وسائل إعلام محلية أن يتوجه باشاغا إلى القاهرة، بعد اجتماعه في مدينة القبة مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب.

في شأن آخر، أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الدبيبة، مساء أول من أمس، تسلم وكيلها للشؤون ‏العامة، ‏محمود سعيد، سجينا ‏ليبيا من الحدود الأوكرانية - البولندية، ‏وفق اتفاقية تبادل المساجين ‏الموقعة مع الحكومة ‏الأوكرانية، وهو آخر المواطنين ‏الليبيين الموجودين في ‏أوكرانيا، والتوجه به للدولة الليبية.‏ وأوضحت الوزارة أن لجنة حكومية قامت مؤخرا بترحيل، وإجلاء كافة الجالية الليبية ‏الموجودة بأوكرانيا، وذلك بعد جملة من المفاوضات مع السلطات ‏‏الأوكرانية في شهر مارس (آذار) ‏الماضي، جرت بمشاركة القائم ‏بأعمال ‏السفارة الليبية هناك، مشيرة إلى ترحيل كافة أفراد ‏الجالية الليبية ‏وإعادتهم بسلام.‏

إلى ذلك، ناقش خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، مع أعضاء اللجنة التحضيرية لمؤتمر المسار الدستوري بعض الملاحظات حول القاعدة الدستورية، التي نتجت عن المؤتمر، كما تمت مناقشة مستجدات المشهد السياسي والعقبات، التي تحول دون إنجاز الانتخابات حتى الآن. بينما أشاد المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، بما وصفه باستقبال شعبي كبير من مشايخ وأعيان وأهالي المنطقة الجنوبية خلال زيارته إلى مدينة غات جنوب البلاد، منتصف الأسبوع الجاري. في سياق قريب، استغلت بعثة الأمم المتحدة مناسبة اليوم الدولي للسلام لتجدد التزامها بتحقيق السلام في ليبيا، عبر عملية شاملة يقودها ويملك زمامها الليبيون، مشيرة في بيان مقتضب أمس، إلى أنها تواصل العمل مع جميع الأطراف الليبية الفاعلة لتحقيق تقدم في عملية السلام، والوصول للانتخابات التي يطالب بها الشعب الليبي. في غضون ذلك، أثنى محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، خلال الاجتماع الذي عقده المستشار الألماني أولاف شولتس بنيويورك، مع ماكي سال رئيس السنغال، بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، وموسى فقيه، رئيس المفوضية الأفريقية، على دور برلين في دعم المسار السياسي في ليبيا، وعدد من المناسبات، وخصوصا مؤتمري (برلين 1و2)، لافتاً إلى التعاون المشترك بين ألمانيا وأفريقيا، من أجل المساهمة في دعم استقرار ليبيا، والإسهام في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية بالشراكة مع الاتحاد الأفريقي. وأوضح المنفي في بيان وزعه مكتبه، أمس، الدور الذي يمكن أن تلعبه ليبيا، في حال استقرارها، في عديد الملفات، ومن أهمها ملفات النفط والطاقة والبيئة، وخلق فرص اقتصادية واستثمارية، تعود بالفائدة على القارتين، مما يساهم في وقف الهجرة غير الشرعية وتوطين التنمية المستدامة في أفريقيا.

 

القضاء التونسي يحقق مع عشرات المتهمين في «تسفير الشبان إلى بؤر التوتر» بينهم الغنوشي والعريض وأئمة مساجد... وقيادات أمنية ومحامون

تونس: المنجي السعيداني/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

أحال القضاء التونسي أمس عشرات الأشخاص المتهمين في «ملف تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر» على أنظار النيابة العامة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، وقدرت مصادر حقوقية عدد المشمولين بالملاحقة في هذا الملف بحوالي 40 متهماً، بينهم رئيس حكومة سابق، ورئيس حزب سياسي، وقيادات أمنية ووزير سابق، إضافة إلى محامين وأئمة مساجد وموظفين بارزين. واستبعد مختار الجماعي، عضو هيئة الدفاع عن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وعلي العريض نائب رئيس الحركة ووزير الداخلية سابقاً، أن تصدر النيابة العامة قرار حفظ التهم الموجهة إليهما، ورجح أن تحيل المشمولين بالبحث على قاضي التحقيق المختص لاحقا. وفي هذا السياق، قال سمير ديلو عضو هيئة الدفاع عن الغنوشي ونائبه علي العريض، إن أغلب المعطيات التي وردت في ملف قضية التسفير كانت مجرد مراسلات صادرة عن إحدى النقابات الأمنية التونسية، موضحا أنه تم تأجيل الملف إلى غاية 28 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وأبقى القضاء التونسي أمس على الغنوشي بحال سراح، بعد استنطاقه في ملف التسفير إلى غاية فجر أمس لمدة تجاوزت عشر ساعات، لكن التحقيق سيستمر معه في وقت لاحق بشأن شبكات التسفير إلى سوريا. كما تم إطلاق سراح حبيب اللوز، القيادي في حركة النهضة،. فيما قررت النيابة العامة الاحتفاظ بعلي العريض.

ووفق ما تسرب من كواليس الأبحاث الأولية، التي أجرتها وحدة الأبحاث حول الإرهاب في هذا الملف، فقد تمت مجابهة العريض بعدد من التهم المتصلة ببعض الترقيات المهنية التي شهدتها وزارة الداخلية حين توليه قيادتها، وعلاقته بعدد من القيادات الأمنية التي تم الاحتفاظ بها في الملف نفسه، مثل فتحي البلدي المعتقل منذ فترة، ومحرز الزواري المدير العام السابق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية الذي سلم نفسه أول من أمس لوحدة الأبحاث في جرائم الإرهاب. ورداً على هذه الاتهامات، أكدت حركة النهضة تمسكها بموقفها الثابت ضد تسفير الشبان إلى بؤر التوتر ورفضها له، وذكرت في بيان أن العريض كان أول من تم إخباره عندما كان وزيراً للداخلية سنة 2012 بخطر تنظيم أنصار الشريعة، وحتى قبل أن يتم تصنيفه تنظيماً إرهابياً ويعلن الحرب ضده، وأن دمه أُهدر على رؤوس الملأ في قناة تلفزيونية خاصة آنذاك. واعتبرت الحركة أن ملف التسفير «فارغ لا يحتوي على أي أدلة تدين قيادات الحركة»، وحمّلت السلطات تبعات هذه الأساليب. منبهة إلى أن «محاولات ضرب القضاء تهدف إلى تدجينه، وتوظيفه لتيسير تلفيق جرائم ضد الخصوم السياسيين، وإثارتها إعلامياً للهروب من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة، التي عجزت حكومة الأمر الواقع على إيجاد حلول لها»، على حد قولها.

على صعيد متصل، نظمت عائلات الشباب الذين تم تسفيرهم إلى العراق وسوريا وقفة احتجاجية للمطالبة باستعادة أبنائها المعتقلين في عدة سجون داخل سوريا وليبيا والعراق، كمحاولة لتسليط مزيد من الضغوط على حكومة نجلاء بودن. وفي هذا الشأن، دعا محمد إقبال بن رجب، رئيس جمعية إنقاذ التونسيين العالقين بالخارج، الرئيس قيس سعيد إلى إرسال لجنة خاصة مكونة من أمنيين وعسكريين وقضاة إلى كل من ليبيا وسوريا والعراق وإيطاليا، بهدف متابعة وضعية التونسيين الذين لهم علاقة بالتنظيمات الإرهابية في هذه البلدان، وإعادتهم إلى تونس للاستفادة من المعلومات التي يتوفرون عليها.

 

تونس: انطلاق تسجيل الناخبين بعد المصادقة على رزنامة الانتخابات البرلمانية

تونس: المنجي السعيداني/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

بعد أن صادقت هيئة الانتخابات التونسية، أمس، على رزنامة الانتخابات البرلمانية، المزمع إجراؤها في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، انطلقت عمليات التسجيل الآلي للناخبين، على أن تخصص الفترة الممتدة ما بين 26 سبتمبر (أيلول) الجاري و13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، للنظر في النزاعات المتعلقة بقائمة الناخبين التي ستتزامن مع تحيين السجل الانتخابي. وقال محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، في تصريح إعلامي، أمس، إن فترة تقديم الترشيحات الخاصة بالانتخابات البرلمانية ستكون من 17 إلى 24 أكتوبر القادم، على أن تخصص الفترة الممتدة بين 2 و20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل للنظر في النزاعات المتعلقة بقائمات المترشحين. أما بشأن الحملة الانتخابية، فقد أوضح المنصري أنها ستنطلق في 25 نوفمبر، وستتواصل إلى غاية 15 ديسمبر، موضّحاً أنّ فترة الاقتراع بالخارج ستكون أيام 15 و16 و17 من الشهر نفسه، في حين سيكون يوم 16 ديسمبر يوم صمت انتخابي، بينما سيكون اليوم الذي يليه (17 ديسمبر) يوم الاقتراع. وأشار إلى أنّ موعد إعلان النتائج الأوّلية سيكون ما بين 18 و20 ديسمبر المقبل، أما النتائجّ النهائية فستكون يوم 19 يناير (كانون الثاني)، أي بعد الانتهاء من النظر في الطعون والبتّ فيها. وبخصوص القانون الانتخابي، أبرز المنصري أنه صدر بناء على مقترحات الهيئة، موضحاً أنه يستجيب للمعايير المطلوبة في الانتخابات.كما اعتبر المنصري في تفسيره لإعادة توزيع الدوائر الانتخابية، أن نظام الاقتراع على الأفراد «لا ينجح إلا في دوائر انتخابية ضيقة، ولذلك تدخّل المُشرّع لتضييق الدوائر، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الكثافة السكانية في المعتمديات (السلطات المحلية)، وخصوصاً بتجميع المعتمديات الصغيرة».

 

زعماء من 4 قارات يطالبون بـ«إجراءات عاجلة» للتصدي لشبح المجاعات

قمة الأمن الغذائي تشهد تنديداً بـ«أكاذيب» روسيا حول إمدادات الأغذية والأسمدة

نيويورك: علي بردى/الشرق الأوسط/22 أيلول 2022

ندد زعماء من أوروبا وأفريقيا والأميركيتين بما سموه «أكاذيب روسيا» فيما يتعلق بالاضطرابات الشديدة التي أصابت إمدادات الأغذية والأسمدة على أثر حربها ضد أوكرانيا، داعين إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لتخفيف أزمة الأمن الغذائي العالمي التي تفاقمت أيضاً بسبب الآثار المدمرة لتغير المناخ، بما يهدد الدول الأضعف نمواً في كل أنحاء الأرض خلال السنوات القليلة المقبلة. وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ترأس اجتماعاً موسعاً بالنيابة عن الرئيس جو بايدن، ضم بالإضافة إلى عدد كبير من المسؤولين الأميركيين، عدداً من كبار المسؤولين الآخرين في الحكومات الإسبانية والألمانية والكولومبية والإندونيسية والنيجيرية وقادة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي الثلاثاء، وبينهم الرئيس السنغالي ماكي سال والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، على هامش الدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بغية تأكيد «العمل على وجه السرعة، وعلى نطاق واسع وبشكل منسق» بهدف «الاستجابة للحاجات الملحة للأمن الغذائي والتغذية لمئات الملايين من الناس في كل أنحاء العالم».

- حالة طوارئ

وجاء ذلك بعدما حذر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي من أن العالم يواجه «حالة طوارئ عالمية ذات حجم غير مسبوق»، حيث يتجه ما يصل إلى 345 مليون شخص نحو المجاعة، فيما دفع 70 مليوناً نحو المجاعة بسبب الحرب في أوكرانيا، موضحاً أن العدد يبلغ ضعف عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد قبل تفشي جائحة «كوفيد - 19» عام 2020، وأكد أن «هناك خطراً حقيقياً» يتمثل في المجاعات هذا العام. ووصف بلينكن هذه الأرقام بأنها «مذهلة»، مضيفاً أن الرئيس بايدن سيعلن عن مساهمات أميركية إضافية لمكافحة الأزمة خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعا الدول المتقدمة إلى أن تحذو الولايات المتحدة. وقال: «بعض الدول التي لديها القدرة على فعل المزيد هي من بين الدول التي تفعل أقل ما يمكن»، مضيفاً أن «هذا يحتاج إلى التغيير. بغض النظر عما فعلته الدول حتى الآن، فإن كل دولة مدعوة لبذل المزيد». وحض على تجديد اتفاق يوليو (تموز) الماضي في شأن شحنات الحبوب الأوكرانية. ووصف المشاركون في المؤتمر غزو روسيا لأوكرانيا بأنه «عدوان لا مبرر له». واتهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه يحاول «ابتزاز» الغرب، فيما يعاني العالم الجوع بسبب الاضطرابات الشديدة في تصدير الحبوب الأوكرانية. وقال: «يجب على روسيا إنهاء حربها غير الشرعية ضد أوكرانيا، والتي كانت بالتأكيد مصدراً أساسياً لإمدادات الغذاء في العالم». وأضاف «الحقيقة هي أن بوتين يحاول ابتزاز المجتمع الدولي بجزء كبير من حاجات العالم الغذائية. لا يمكننا محاربة الجوع من دون سلام». وزاد أن «العالم يتوقع الكثير منا. دعونا نعمل معاً. ودعونا نتحرك الآن». وقال رئيس المفوضية الأوروبية شارل ميشال إن ما يحصل «غير مقبول»، معتبراً أن «حرب روسيا ضد شعب أوكرانيا اختبار لنظامنا الدولي القائم على القواعد». وتحدث أيضاً عن «أكاذيب روسيا» حول عدم وصول الحبوب الأوكرانية إلى الدول التي هي في أمس الحاجة إليها. وقال: «على عكس المعلومات المضللة الروسية، فإن هذا الطعام يصل إلى أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا». وردد شولتس ذلك بالقول: «يجب ألا نصدق المعلومات المضللة الروسية». وأضاف «تُظهر البيانات بوضوح أن غالبية صادرات الحبوب المُيسرة تذهب إلى البلدان النامية والناشئة ولها تأثيرات عالمية على توافر الحبوب وأسعارها». وحذر من أن العام المقبل «قد يكون أكثر صعوبة لأن نقص الغذاء سيتفاقم بسبب نقص الأسمدة». وأكد سال أن نقص الغذاء والأسمدة «يثير القلق بشكل خاص للدول الأفريقية».

- إعلان عالمي

وأفاد الإعلان الصادر عن الاجتماع بأن النظم الغذائية والأمن الغذائي العالمي «تمر في لحظة حرجة»، عازياً الأسباب إلى عواقب «الآثار المعقدة» لجائحة «كوفيد - 19» و«الضغوط المتزايدة» من أزمة المناخ وارتفاع أسعار الطاقة والأسمدة و«الصراعات التي طال أمدها، بما في ذلك الغزو الروسي الأخير لأوكرانيا»، إلى «تعطيل سلاسل الإنتاج والإمداد وزيادة انعدام الأمن الغذائي العالمي بشكل كبير، بخاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً». وأكد أنه «لا يمكننا التغلب على انعدام الأمن الغذائي العالمي إلا من خلال العمل سوية لإنشاء شراكات مبتكرة، بما في ذلك المؤسسات المالية الدولية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، داخل المجتمع العالمي». وقال المجتمعون في الإعلان: «نلتزم تعزيز التعاون الدولي ومبادرات الشراكة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية وكذلك منظمات المجتمع المدني»، ملاحظين أنه منذ 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، صادقت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على «خريطة الطريق للأمن الغذائي العالمي - الدعوة إلى العمل». وأكدوا الحاجة إلى «العمل بإلحاح متواصل وبالتنسيق» لتحقيق أهداف قمة النظم الغذائية لعام 2021، وكذلك الاستجابة للحاجات الإنسانية العاجلة وبناء أنظمة زراعية وغذائية أكثر قدرة على الصمود، معددين سبعة خطوط عمل تتضمن تقديم تبرعات مالية إضافية جديدة للمنظمات الإنسانية الرئيسية «للسماح بزيادة المساعدة الإنسانية الفورية المنقذة للحياة حيثما أمكن ذلك»، بالإضافة إلى تقديم تبرعات عينية والتكاليف الضرورية المرتبطة بها للمنظمات الإنسانية الرئيسية «لنقل وتسليم» السلع الغذائية بناءً على الحاجات المقدرة من حكومات البلدان المتضررة أو المنظمات الإنسانية، فضلاً عن «إبقاء أسواق الغذاء والأسمدة والزراعة مفتوحة وتجنب التدابير التقييدية غير المبررة، مثل حظر تصدير الأغذية والأسمدة، التي تزيد من تقلبات السوق وتهدد الأمن الغذائي والتغذية على نطاق عالمي»، مع «دعم زيادة إنتاج الأسمدة، حيثما كان ذلك ممكناً وحسب الحاجة، من أجل تعويض النقص، وتسريع ابتكارات الأسمدة وتوسيع نطاقها، ودعم تسويقها، وتعزيز طرق زيادة كفاءة الأسمدة إلى أقصى حد». وينص الإعلان على «تسريع الجهود لدعم الزراعة المستدامة والنظم الغذائية، من خلال تعزيز الإنتاجية الزراعية، ولا سيما في البلدان الأكثر تضرراً لبناء قدرتها على الصمود ودعم الإنتاج المحلي»، بما في ذلك عبر الجهود المبذولة لدعم «انتقال الطاقة بشكل عادل ومنصف، لجعلها أكثر مرونة وإتاحة للمنتجين من كل النطاقات، بما في ذلك صغار المزارعين»، بالإضافة أيضاً إلى «زيادة الاستثمارات في البحث والتكنولوجيا لتطوير وتنفيذ الابتكارات الزراعية القائمة على العلم والمقاومة للمناخ، بما في ذلك البذور، التي تساهم في بناء قطاعات زراعية وأنظمة غذائية مستدامة ومرنة»»، مع التشديد أخيراً على «مراقبة الأسواق التي تؤثر على النظم الغذائية، بما في ذلك أسواق العقود الآجلة، لضمان الشفافية الكاملة، ومشاركة البيانات والمعلومات الموثوقة وفي الوقت المناسب حول تطورات أسواق الغذاء العالمية، لا سيما من خلال المنظمات الدولية ذات الصلة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مللف الترسيم… أفخاخ بالجملة نُصبت للبنان؟

إيفا أبي حيدر/الجمهورية/22 أيلول/2022

بدأ العمل على إنجاز اتفاقية لترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل جدياً منذ نحو العامين من خلال المفاوضات غير المباشرة التي كانت تعقد في الناقورة، يومها كان يقود التفاوض من الجانب اللبناني فريق من الخبراء التقنيين والفنيين ليتحول لاحقاً التفاوض سياسياً بامتياز، استسهل خلاله إسقاط حقوق مشروعة للبنان. لا يختلف اثنان على انّ ملف ترسيم الحدود البحرية يُدار بكثير من الغموض، فكل المعلومات المتناقلة حوله ما هي الا معطيات صحافية لا يمكن البناء عليها لتقييمها، اما المعنيون فلا يكفّون عن نشر الايجابية والايحاء بقرب التوصل الى اتفاق بين الطرفين، الا ان التنبّه من بعض الافخاخ ضروري خصوصا ان الملف يُدار بالسياسة وليس من قبل خبراء فنيين وتقنيين وقانونيين. فما هي الايجابيات التي يتم الحديث عنها؟ وهل اتضحت معالمها؟ وما هي المحاذير التي يجب على لبنان التنبّه اليها؟ يؤكد خبير اقتصاديات النفط والغاز فادي جواد لـ»الجمهورية» ان لا ايجابيات في ملف الترسيم، لا سيما بعد زيارة الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين الأخيرة الى بيروت اي منذ نحو 10 ايام حاملاً في جعبته 3 مطالب اسرائيلية كانت حتى الأمس القريب غير مرئية وغير معلنة حتى خلال الجلسات السبع للمفاوضات غير المباشرة التي انعقدت بين الجانبين على مدى عامين. واعتبر ان الهدف منها تمييع موضوع الترسيم وتأخير البت به بسبب انشغال الجانب الاسرائيلي بالانتخابات وربما أجندات مخفية.وأسِف جواد لأنّ كل هذه التنازلات مطلوبة من لبنان رغم ما سبق ان قدمه من تنازل عن الخط 29 الذي هو حق قانوني له. أما المطالب الاسرائيلية المستجدة فهي غير منطقية وكانت مفاجئة للجانب اللبناني، وهي:

– طلب الجانب الاسرائيلي الاستحواذ على نقطة B1 التي تقع في رأس الناقورة. وتعزي اسرائيل السبب الى كونها هضبة مشرفة على الاراضي الفلسطينية حيث يمكن من خلالها رؤية مرفأ حيفا، وهي تعتبر ان هذه النقطة مهمة جدا لأسباب أمنية لذا لا يمكن تركها مع الجانب اللبناني مع العلم انه قانونياً، واستنادا الى الخرائط، هي تقع ضمن حدود لبنان.

– تراجع لبنان 500 متر عن نقطة الانطلاق البحرية نحو العمق اللبناني باتجاه الشمال، وهذا المطلب غير مقبول لأنه يعدّ تنازلا جديدا من قبل لبنان لمساحة برية وبحرية للجانب الاسرائيلي وهو غير مقبول بتاتاً.

– العوامات البحرية، وهو امر مستجد نبت فجأة بحيث تطالب اسرائيل بأن تكون الطفافات البحرية نقطة ترسيم. ونبّه جواد الى ان قبول لبنان بهذا المطلب هو اعتراف بالخط رقم 1، لافتا الى ان ما تحاول اسرائيل فعله اليوم هو اللعب بلبنان تماماً مثلما لعبت مع الجانب المصري منذ اعوام، إذ بعدما تنازلت للجانب المصري عن عدد من البنود طالبت فجأة وبعد مضي نحو 3 ثلاث سنوات بالتراجع بضعة امتار براً، الا ان ما كان يجهله الجانب المصري انّ هذا التراجع سينعكس تراجعا أكثر من مُضاعف بحراً لأنها تأخذ شكل V، وهذا التنازل البري خسّر المصريين نحو 40 الف كلم2 بحراً، شَكّلت لاحقاً حقول «تيتان» و»تمار» و»اتينا»، وكله بسبب خطأ تقني وفني. وأعرب جواد عن خشيته من ان يقع لبنان بالخطأ نفسه لأنه يسير بالتفاوض من دون وفد تقني وفني، فرئيس الوفد اللبناني التقني العسكري المفاوض بسام ياسين في منزله، كذلك اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي والسيد نجيب مسيحي الذي يقطن راهناً في جنيف وهو الأبرع في الترسيم. بينما من يتولى التفاوض اليوم هم سياسيون لا شأن لهم بالملف لا قانونيا ولا فنيا ولا تقنيا… وأكد جواد انّ الجانب اللبناني المفاوض سيرتكب بالتأكيد اخطاء تقنية وفنية ستتضح معالمها في المستقبل بسبب افتقاره للخبراء والقانونيين، وليس بعيدا فقط ارتكب لبنان خطأ حين جرى ترسيم الحدود البحرية مع قبرص عام 2011 عندما انطلق في الترسيم البحري من داخل البحر بدلاً من بدء الترسيم من الشاطئ استنادا الى قانون البحار. ولاحقاً استغلت اسرائيل هذا الترسيم الخاطئ لتطالب بالترسيم انطلاقاً من الخط رقم 1، قبل ان يعود لبنان عن خطئه ويستند الى خرائط الجيش.

المساحات البحرية والاخطاء الشائعة

ورغم الاجواء التفاؤلية التي يبثّها السياسيون عن قرب التوقيع على اتفاقية لترسيم الحدود، يؤكد جواد ان لبنان هو الخاسر الاكبر في الترسيم لأنه لو تم اعتماد النقاط البرية التي جرى ترسيمها عام 1923 برعاية الامم المتحدة لكان لبنان ربح 5000 كلم2 في البحر اي حوالى نصف مساحة لبنان، ولكان حَقلا تمار وكاريش للبنان 100% الا ان الاخطاء المتكررة في الترسيم أوصلتنا الى التنازل عن الخط 29 وراهناً يتم التفاوض انطلاقاً من الخط 23. هذا التنازل خسّر لبنان مساحة تقدّر بنحو 1000 كلم2 في البحر. أما اذا سار لبنان بمطالب الجانب الاسرائيلي، اي اعتماد الطفافات البحرية والتنازل عن النقطة b1 وانطلقنا بالترسيم من الخط رقم 1، يكون لبنان قد خسر نحو 2290 كلم2. وأوضح انه ما بين الخط 1 والخط 23 هناك 1430 كلم2 وفي وسطهما الخط هوف، وهو عبارة عن 860 كلم2، اما لو سار لبنان بالخط 29 لكان حصل على 2290 كلم2 في الترسيم.

وردا على سؤال عمّا يُشاع ان توتال ستقتطع حصة لاسرائيل من حقل قانا، قال جواد: بمجرد اعطاء توتال حصة لاسرائيل من حقل قانا (حتى لو من حصة توتال) سيتحول حقل قانا الى حقل مشترك. والمُستهجن في الموضوع انه وفق معطيات الترسيم المتوفرة هناك اتفاق ان يكون حقل قانا لبنانياً 100% تماماً، كما تم الاتفاق على ان حقل كاريش هو اسرائيلي 100%، اما تَقاسمه مع اسرائيل ولو من خلال حصة توتال فهذا خرق للاتفاق لا بل هو بمثابة خوة يخشى ان تصبح عرفاً لأي شركة تدخل في البلوكات المطلة على اسرائيل اي 8 و9 و10 لتفاوضها اسرائيل من تحت الطاولة كنوع من الخوّات، وهو إخلال بالعقد الذي سيوقع بين الجانبين.

 

هل ينتهي تشرذم النواب السنّة؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/22 أيلول/2022

في خطوة هي الأولى من نوعها تعقد شخصيات وفاعليات من الطائفة السنية لقاءً موسعاً قبل ظهر اليوم في «البيال» دعماً لاجتماع دار الفتوى ومبادرة المفتي عبد اللطيف دريان جمع النواب السنة وتوحيد صفوفهم. وسيلقي الوزير السابق محمد شقير بياناً صادراً عن المجتمعين «تأكيداً على دور دار الفتوى الوطني الجامع على ان يكون بمثابة نداء وطني على اهمية دور المؤسسات وما تفرضه المرحلة الراهنة من خطوات انقاذية”.

على وقع الاستحقاق الرئاسي استنفرت الساحة السنية وتوزعت اجتماعاتها ما بين دار الفتوى ودارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري ولقاء الفاعليات الاجتماعية والاقتصادية الذي يلتقي مع التحركين الاولين ويتكامل معهما. الجديد الذي طرأ على اجتماعات دار الفتوى يتعلق بالشكل حيث تم تقديم موعد الاجتماع من الساعة الخامسة من بعد ظهر السبت المقبل الى الساعة الرابعة كي يتسنى للنواب المشاركين الانتقال عند السادسة الى دارة السفير السعودي حيث تلقى عدد من النواب السنة دعوة للقاء الذي ستتخلله مأدبة عشاء على شرف الحضور.

تقارب المواعيد بين الدعوتين أربك بعض النواب ممن كان يفضل لو اقتصرت الدعوة على دار الفتوى. حتى الساعة اكدت غالبية النواب الحضور فيما اعتذر البعض ولم يحسم فريق ثالث امره بعد. وقد ابلغ النائب ابراهيم منيمنة دار الفتوى اعتذاره عن عدم المشاركة في لقاء «عنوانه وشكله يتعارضان ورفضنا للاصطفافات الطائفية». ولن يكون وحيداً حيث سيتغيب النواب حليمة قعقور واسامة سعد وآخرون لرفضهم اي اصطفافات ذات طابع طائفي.

اما دعوة البخاري فقد علم ان الدعوات للنواب السنة استثنت من بينهم حلفاء «حزب الله» والتيار الوطني الحر. لقاء السفير البخاري بالنواب السنة بعيد اجتماعهم في دار الفتوى يأتي كما فهمه عدد من النواب المشاركين في الاجتماعين على انه استكمال لمساعي دار الفتوى وتأكيد عليه خاصة وان السفارة السعودية كانت الداعمة لمسعى المفتي عبد اللطيف دريان واعطته دفعاً ايجابياً في هذا الاتجاه. مصادر اخرى فضلت لو كان الاجتماع مع السفير تم في موعد آخر كي لا يقع التعارض بين الاجتماعين، وتعزيزا لدار الفتوى ودورها لتكون هي الاساس.

بعض النواب استفزهم لقاء الفاعليات التي كان لبعضها دور في وصول البلد الى حافة الانهيار، يتماهى هؤلاء مع اجتماع دار الفتوى بوصفها مرجعية دينية فيما يتحفظون على اجتماع السفير. ويؤكد نائب بيروت وضاح الصادق ان تلبية الدعوة لاجتماع دار الفتوى لا تزال موضع بحث مشيراً الى انه وان كان يميل الى حضوره انطلاقاً من موقع الدار الا ان القرار رهن التشاور في التكتل ولكن «اذا شاركت فإنطلاقا من موقع دار الفتوى ومفتي الجمهورية اللبنانية، سأتمنى خلال الاجتماع فصل الدين عن الدولة وان تنأى الدار عن التدخل في السياسة والاهتمام بالشؤون الدينية الاجتماعية، فيما تبقى لنا رؤيتنا السياسية ومرجعية الطائف التي تحكم عملنا». متابعا: «في الاساس لا يجمعني بنصف النواب المشاركين اي قاسم مشترك بالسياسة». لم يحسم صادق امر تلبية دعوة السفير البخاري وهو كما غيره من النواب تلقى الدعوة بالتزامن مع لقاء دار الفتوى.

الحراك السني ثلاثي الابعاد ينضوي تحت عنوان توحيد كلمة السنة، وبرعاية السعودية، لتشكل الانتخابات الرئاسية العنوان الابرز الذي يجري التداول بشأنه حيث ان المطلوب توحيد الساحة السنية لتقول كلمتها الفصل في الانتخابات الرئاسية وتكون سداً منيعاً في طريق انتخاب اي رئيس جمهورية من حلفاء «حزب الله». منذ فترة باشر البخاري جولاته على عدد من النواب السنة والتشارور معهم في الاستحقاق الرئاسي. السعودية التي لم تقل كلمتها بالعلن بعد، يمكن لخطوات سفيرها وجولاته السياسية ان تفضي الى الاستنتاج بأن المملكة وضعت ثقلها لتوحيد كلمة السنة كطريقة وحيدة لمنع التسلل الى انتخاب رئيس جمهورية خارج المواصفات المطلوبة اي رئيس مواجهة.

ولا يفصل نائب بيروت الاجتماعين عن الاستحقاق الرئاسي انطلاقاً من بروز حراك سعودي منذ اجتماعات باريس التي رفضت فيها السعودية دعم لبنان او مساعدته للنهوض من ازمته في حال وصول رئيس للجمهورية من صفوف الثامن من آذار. يعلم النواب السنة ان السعودية وفق ما لمسوه من سفيرها في لبنان تسعى الى توحيد صفوفهم عشية الانتخابات الرئاسية في لبنان. ويؤكد الصادق «أن النواب السنة في حال من التشرذم وقد انقسموا الى ثلاث فئات واحدة مشكلة من النواب خارج الاصطفاف الطائفي او السياسي، وثانية من نواب الثامن من آذار وثالثة تتماهي مع مصالحها وطموحها السياسي.على ان العمل يجري لاستيعاب مجموعة النواب ممن هم خارج الاصطفافات الحاصلة». مصادر نيابية اعتبرت أن اجتماع دار الفتوى وغيره من اجتماعات لا تتجاوز كونها اجتماعات مرهونة بتوقيت معين، من المستبعد ان يبنى عليها لصعوبة توحيد النواب السنة حول موقف موحد سواء حول الاستحقاق الرئاسي أو استحقاق اختيار رئيس جديد للحكومة. في تغريدة عبر تويتر، غرد السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قائلاً «إتِّفاقُ الطائفِ غيرُ صالحٍ للإنتقاءِ وغيرُ قابلٍ للتّجزِئة». ليختصر في ما قاله فحوى الحراك والهدف منه سواء في دارته او في حضرة مفتي الجمهورية. على ان مثل هذا التأكيد حمال اوجه خاصة في ظل الفراغ المتوقع على صعيد رئاسة الجمهورية.

 

هل القتل باسم الدين "شهادة"

د. منى فياض/الحرة/22 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112157/%d8%af-%d9%85%d9%86%d9%89-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%aa%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%af%d8%a9/

سعى العالم الحديث طوال القرن العشرين إلى وضع الدين في مرتبة شؤون الفرد الخاصة، لكننا نشهد منذ بضعة عقود، عودة قوية لأشكال تديّن مختلفة، ومن بينها تفاخرية تتحدى الفضاء العام المحيط بها.

معظم الاشكال العنيفة التي برزت مؤخرا، تنسب باستمرار إلى الدين، علما أنها بعيدة عن تمثيل ما تبقى من الأوضاع الدينية القديمة الآخذة في الزوال. فالدينامية التي تحركها هي نفسها الدينامية التي تحدد شروط وجودنا الثقافية والسياسية في العالم الحالي. ومنها زوال الحواجز القديمة وصعوبة وجود حضارات منيعة ومحصنة في وجه العولمة التي تتخطى كل الحدود. فالمسلمون يشكلون الآن جزءا من المظهر الثقافي والديني في هذا العالم الذي يولّد أيضا ظواهر رمزية وثقافية مرتبطة ببعضها البعض، سواء بواسطة وسائل الإعلام أو عبر أشكال التواصل الجديدة أو عبر انتقال الجماعات من طرف إلى آخر. أضف إلى ذلك وجود البؤر المتفجرة: من فلسطين إلى أفغانستان مروراً بالدول العربية الواقعة تحت الهيمنة الإيرانية، ما يولد التعاطف أو الإدانة أو التضامن، من دون ذكر المستجد منها.

بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في الغرب فإن أغلبيتهم تكيفت في البلدان المضيفة، وانتهت إلى الاندماج. لكن القليل منهم بقي متمسكا بموقفه السلبي من الاندماج، وذلك لأسباب متنوعة: فهناك المشاكل المتعلقة باستقلال المستعمرات القديمة بعد الحرب العالمية الثانية، والمشاكل المتعلقة بإنشاء دولة إسرائيل وحرب حزيران 1967، والمشاكل التي نتجت عن انهيار الإمبراطورية السوفياتية، إضافة إلى سوء التكيف الفردي.

كل ذلك أدّى إلى ظهور نوع جديد من الشهادة مختلف تماما، وهو الشهادة على طريقة تنظيم القاعدة.

تأرجح موقف المجتمعات الإسلامية ممن يقومون بقتل المدنيين، سواء أكان الضحايا غربيين أومحليين، بين اعتبارهم أبطالأ أو قديسين، على ما اعتبر نصرالله قتلة الحريري المدانون قضائيا بالقديسين.

لكن من الملاحظ أن الحماسة تجاههم بدأت تخفت، وصارت تنحصر في دوائر الأصوليات المعنية بفبركتهم وتغطيتهم. والمؤشر، الإدانة الواسعة لمحاولة قتل سلمان رشدي.

برزت ظاهرة القتل، أو نحر النفس، باسم الدين في العقود الأخيرة بقوة، خصوصا بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 التي صدمت العالم، وأنتجت تداعيات كارثية على العالمين العربي والإسلامي. ما دعا السوسيولوجي، فرهاد خسرو خافار، إلى تأليف كتابه "شهداء الله الجدد" عام 2003 في باريس.

عالج في هذا الكتاب مفهوم الشهادة في الدين الإسلامي وقارنها مع الأديان الأخرى. فالفكرة التي شاعت أن الشهداء الجدد يعيدون إنتاج البنى التقليدية للمجتمعات الإسلامية غير دقيقة؛ فهم على ما يبدو، ينتمون إلى الأشكال الجديدة من الخروج على التقليد والتحرر منه، بشكل مرضي أحيانا أو مبالغ فيه في أحيان أخرى. إنهم يعتنقون أشكالا من الشرعية لا تنتمي سوى شكليا إلى التقليد المزعوم، تحت شعار تطبيق الإسلام الصحيح. لذا من غير الممكن تصنيف جميع أنماط النشاط المتطرف التي تدّعي الإسلام في فئة الإسلام. إنه تديّن جديد يؤدي إلى تقويض التقليد الديني.

في المذهبين السني والشيعي شخصية القديس موجودة فعلا، لكنها  تتحقق عبر البركة وتحقيق الأماني، وهي مختلفة عن شخصية الشهيد كما صارت عليه في المجتمعات الإسلامية التي تضعه بين البطل والقديس.

الشهيد الشيعي ليس قديسا، لكن عند اختياره الموت المقدس، يصبح بإمكانه أن يقارن نفسه بالشخصيات المقدسة، وأن يصبح من رفاقهم ويصنف أيضا كبطل. لكن بطولته بطبيعتها غير دنيوية ما دام قد التزم بقضية نبيلة ودينية تعود إلى منطق الاستحقاقات في العالم الآخر. والشهيد في المذهب الشيعي هو من يتمسك بهذه "القداسة الخاسرة" على نموذج استشهاد الإمام الحسين. أما الشهيد السني فهو يموت في سبيل الله عندما يشارك في الجهاد.

كان التقليد قد جعل من الحسين كائنا تفوق قدرته البشر وموته كأنه محدد مسبقا. قال الإمام السادس جعفر الصادق (توفي عام 765) "إن الحسين لم يرضع إطلاقا من حليب أمه ولا من حليب أي امرأة أخرى. كان الرسول يحمله بين ذراعيه، ويضع أصبعه في فمه لكي يمصه، ويقتات بهذا الشكل العجائبي لمدة يومين أو ثلاثة أيام. جسد الحسين يأتي من جسد الرسول. فالحسين نشأ من طبيعة تختلف عن طبيعة البشر”.

وبحسب فرهاد خسرو خافار فإن ظهور مفهوم الشهادة عند الشيعة مستجد، فلم تقلّد الجماهير الشهادة إلا خلال الانقلاب على الشاه أولا، وفيما بعد في الحرب الطويلة ضد العراق من 1981-1988. الظاهرة الجديدة إذن هي "تفريد" مأساة الشهيد أي أنسنتها وجعلها فردية.

يشير خافار إلى أنه من المحتمل أن تكون المرة الأولى على صعيد مفهومي التي يحصل فيها فصلا واعيا بين الجهاد والشهادة. ففي التقليد السني عادة، كما لدى أغلبية مراجع التقليد الشيعية، ثمة علاقة تبعية بين الشهادة والجهاد، حيث تخضع الأولى للثاني. ففي سبيل نجاح الجهاد، يجب على المسلم أن يموت في "سبيل الله" أي الشهادة.

علي شريعتي، يدرج نوعين من الشهداء: من جهة لدينا الشهيد الذي يحارب العدو حتى الموت على غرار حمزة عم الرسول. ومن جهة أخرى لدينا الإمام الحسين. سمّي حمزة سيد الشهداء، وبعد عاشوراء أطلق التشيع هذا اللقب على الإمام الحسين. كلاهما سيد الشهداء: حمزة في ساحة شهداء الجهاد، والحسين من بين شهداء الشهادة. شهادة حمزة، وباقي المجاهدين، هدفها النصر أما الحسين فهدفه إنكار الذات في سبيل المقدس.

هنا تنفصل الشهادة عن الجهاد. الفرق بين حمزة والحسين أن الأول كان يريد أن يموت كي يهزم العدو، بينما الثاني كان على يقين أنه سيُهزم ويموت. كان الموت في هذه الحالة متعمدا: تضحية من أجل الحق. بينما في الحالة الأولى الموت هو الحل الأقل سوءاً.

سبق أن عالجت موضوع عمليات قتل النفس، التي قام ويقوم بها، الشبان في فلسطين، من زاوية علم النفس والنيروفيزيولوجي وتفسيرها علميا كرد فعل عدواني دفاعي نتيجة للسترس الذي يصل إلى حالاته القصوى، فتحصل تغيرات بيونفسية تؤدي إلى نوع من الانتحار. فحتى لو تغاضينا عن الحق بتحرير الأرض، سنجد تفسيرا لا – دينيا لأعمالهم، ونقبل أو نتغاضى عن تسميتهم بالشهداء.

لكن أن ينطبق مفهوم "الشهادة" على كل عملية قتل إرهابية الطابع، أو على الشاب الشيعي اللبناني المحارب في سوريا وسائر الأرض العربية، ونعتبر موته "شهادة حسينية"، فهذا تزوير وافتراء.

من هنا أمكن القول إنها ظاهرة لا تبغي إعادة إنتاج البنيات التقليدية في المجتمعات الإسلامية كما يوهمنا الملالي وأتباعهم. إن الشهداء الجدد هم الأشكال الجديدة من الانقلاب على التقليد الذي ابتدعه التشيّع المستجدّ، لأنهم باعتناقهم أشكالا من الشرعية تنتمي شكليا إلى هذا التقليد، يهمشونه في الواقع.

ومنذ أن طور الخميني مفهوم ولاية الفقيه، وجعل السياسة خاضعة للدين باسم الله، مستندا إلى نفوذ رجال الدين الذي قوي إبّان الدولة القاجارية، لم يعتمد التجديد عنده بناءً على صفاته الفقهية فحسب، بل اعتمد أيضا على صفاته كمحارب وسياسي.

استخدم الخميني خطابا متطرفا، مستعيدا مانوية الخير والشر، وتوجه إلى العالم الخارجي، أي الغرب من جهة والمسلمين من جهة أخرى. فجاء التنديد بتصرفات أميركا في عملية استقطاب مزدوج، حيث الخير يواجه الشر، وتوجه لاحتلال الكعبة. حاليا لم تعد أميركا مجسدة الشر، ونسي شعار "الموت لأميركا". الموت الآن للسعودية، الدولة الدينية المسلمة كإيران.

يتدرج الاستقطاب من التوجه نحو الخارج، إلى التوجه نحو الداخل. وهذا ما مارسه حزب الله في الداخل اللبناني، حين توجه السيد نصرالله بعد حرب 2006 إلى أتباعه مطلقا عليهم نعت "أشرف الناس"، واعتبر دولاراتهم نظيفة! أما خصومه فصنّفهم كـ"عملاء". الشيعة منهم "عملاء سفارة" والآخرين دواعش وعملاء إسرائيل. ويتبين مع الوقت أن الجواسيس ينبعون من بيئته وبيئة حلفائه.

والآن نفس الاستقطاب يحصل ضد السنة تحت شعار محاربة "آل سعود". وكأننا أمام تشيع ثالث تلجأ إليه إيران لإنقاذ طموحاتها الإمبراطورية المأزومة. لم يبق لديها سوى استخدام التشيع والمذهبية كسلاح أخير لكسر روح التضامن العربي من أجل السيطرة على المنطقة بعد تفتيتها.

الاعترافُ بنهائيّةِ الخصوصيّةِ اللبنانيّة

سجعان قزي/ افتتاحيّةُ جريدة النهار/22 أيلول 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112153/112153/

الجميلُ أن تجدَ الأزماتُ حلولًا. السيِّئُ ألّا تجدَ الأزماتُ حلولًا. الأسوأ أن تَجدَ الأزماتُ حلولًا ولا تُطَــبّقُ. والكارثةُ أن تُغتالَ عَمدًا جميعُ الحلولِ ما إِن تلوحُ في الأفْقِ. لبنان اجتاز الحالاتِ الثلاثَ الأولى واستقرَّ للأسفِ في الحالةِ الرابعةِ. أصبح اللبنانيّون مُنتِجي أزَماتٍ وقنّاصِي حلول. تَعايشَ اللبنانيّون مع الأزَماتِ ووَجدوا لها الحلولَ أو التسوياتِ حين كانت فئاتٌ لبنانيّةٌ تسعى إلى تحسينِ مواقعِها في الدولة. أما حين قرّرت فئاتٌ لبنانيّةٌ أخرى تغييرَ موقِعِ لبنان وهُويّتِه واستملاكَه وبناءَه على صورةِ الأنظمةِ الدينيّةِ والاستبداديّة، أصبَحنا نَتعايش مع الأزَماتِ من دونِ الحلول. إنَّ المشاريعَ الدينيّةَ الأجنبيّةَ التي تَحمِلُها قِوى سياسيّةٌ لبنانيّةٌ، لا تتآلفُ مع الدستورِ اللبنانيِّ نصًّا وروحًا، ولا مع الميثاقِ الوطنيِّ فلسفةً وعُرفًا، لأنَّ مشاريعَها تَستدعي فِقهًا وفتاوى وتكاليفَ شرعيّةً لا دساتيرَ ومواثيق.

الإشكاليّةُ التي نُعاني منها في لبنان هي استحالةُ تطبيقِ حلٍّ سِلميٍّ أو حلٍّ عسكريّ كأنَّما لا بدّ من الجُرعتَين. ما عاد البَحثُ عن حلِّ أزْمةِ لبنان، بل عن حلِّ أزمةِ لبنان مع دولةِ حزبِ الله المنتشِرةِ على أراضيه وفي مجتمعِه ومؤسّساتِه وفي مجلسَي النواب والوزراء وتَمتلِكُ جيشًا بموازاةِ الجيشِ اللبناني. استحالةُ الحلِّ السياسيِّ ناتجةٌ عن قرارِ حزبِ الله بالإبقاءِ على جيشِه أيًّا يَكن الحلُّ السياسيّ، ما يؤدي إلى نشوءِ شعبَين: أحدُهما مسلَّحٌ مع مشروعٍ توسعيٍّ، والآخَرُ بدونِ سلاحٍ في كَنفِ الدولةِ اللبنانيّة. واستحالةُ الحلِّ العسكريِّ ناجمةٌ عن تحوّلِ أيِّ مواجَهةٍ عسكريّةٍ إلى حربٍ أهليّةٍ تُقسِّمُ البلدَ أو تُفتِّتهُ. ويُخشى أن تَقتصِرَ الحربُ على حزبِ الله والقِوى المسيحيّةِ السياديّة، فيما يَكتفي الآخَرون بِعدِّ الضحايا وإسداءِ النصائح. في الحالتين يبقى سؤالان أساسيّان: ما هو دورُ الجيشِ اللبنانيِّ تجاه استحالةِ الحلِّ السياسيِّ؟ وما هو دورُه في وقفِ المواجهةِ العسكرية؟

بين الأسباب التي تُعقِّدُ حلَّ القضيّةِ اللبنانيّةِ سَببان: 1) عدمُ ثقةِ الأطرافِ اللبنانيّة بمعادلةِ الحلِّ السياسيِّ ونتائِجه، إذ هناك أطرافٌ تَميل إلى حلٍّ يكون فيه غالِبٌ ومغلوبٌ بحكمِ وجودِ عنصرِ السلاحِ على طاولةِ المفاوضات السلمية. 2) اتّجاهُ أطرافٍ لبنانيّةٍ إلى ربطِ الحلِّ الداخليِّ بالتطوّراتِ الإقليميّةِ والدُولية، إذ يَظنُّ كلُّ طرفٍ لبنانيٍّ أنَّ "حليفَه" الخارجيَّ سيربَحُ إقليميًّا ودُوليًّا، وبالتالي سيربَحُ هو معه في لبنان. هكذا حَصَل سنواتِ 1920 و1943 و1982 و1989، إلخ... لكنَّ الثمارَ الإيجابيّةَ الـمُوَقّتةَ التي أعْطتها هذه الرهاناتُ سُرعان ما يَبِسَت وكانت وِزْرًا على أصحابِـها وأخصامِها معًا.

كلُّ ما يجري اليوم تحت مُسمّى حلولٍ من نوعِ: الاتفاقِ مع صندوق النقد الدولي، وترسيمِ حدودِ الطاقةِ بين إسرائيل ولبنان، وترميمِ الحكومةِ القائمة، لا يَرقى إلى مستوى الحلِّ لإن الحلَّ الحقيقيَّ للقضيّةِ اللبنانيّةِ هو في مكانٍ آخَر. كيف تكون هذه الإجراءاتُ حلًّا ولا تؤدّي إلى انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة؟ إنّها إجراءاتٌ مرحليّةٌ يُوليها المجتمعُ الدُوَليُّ اهتمامًا نسبيًّا ريثما تَنضُج حلولُ دولِ الشرقِ الأوسط وتسوياتُها، ويَــتَّسِعُ له الوقتُ ليُشرفَ فعليًّا وجِدّيًا على حسمِ الوضعِ اللبنانيّ. لن يَستقرَّ لبنانُ مِن دون سيادةٍ واستقلالٍ ومفهومٍ جديدٍ للعَلاقةِ السياسيّةِ والدستوريّةِ والحضاريّةِ بين مكوّناتِ الوطن. مِن دونِ إرساءِ نظامٍ لامركزيٍّ فعليٍّ مَبنيٍّ على التجانسِ الحضاريِّ ومُدعَّمٍ بالحيادِ الناشط. مِن دون وضعِ حدٍّ لسلاحِ حزبِ الله ولكلِّ سلاحٍ غيرِ شرعيٍّ أكان لبنانيًّا أم غيرَ لبنانيِّ. مِن دون إعادةِ النازحين السوريّين إلى بلادِهم وإعادةِ انتشارِ اللاجئين الفِلسطينيّين خارجَ لبنان. ومن دونِ انضمامِ لبنان إلى حركةِ السلامِ في الشرقِ الأوسط والاعترافِ بنهائيّةِ الخصوصيّةِ اللبنانيّة.

منذ مدّةٍ، أمسى حزبُ الله معضلةً لذاتِه مثلما هو مشكلةٌ للآخَرين. مشروعُه أكبرُ من مَذهبِه وأصغرُ من لبنان. نعم أصغرُ من لبنان. ومشروعُه هو حربٌ دائمةٌ ومَصدرُ نِزاعٍ مع طائفته والمسيحيّين، مع السُنّةِ والدروز، مع إسرائيل والعربِ والغربِ. وحبّذا لو يَستنتِجُ حزبُ الله، وبالتالي إيران، درسًا من الحربِ الدائرةِ بين روسيا وأوكرانيا، فيُدرِكان أنَّ قوّةَ روسيا لم تكن كافيةً لتَهزِمَ أوكرانيا.

صحيحٌ أنَّ مسيرةَ الأممِ مليئةٌ بالصراعاتِ التي لم يَنعَم عليها التاريخُ بحلولٍ، لكنَّ الأصحَّ هو أنَّ شعوبًا نَـمَت على غريزةِ الصراعِ واعْتبرَتها مادّةَ نضالٍ ومُبرِّرَ وجود، وظَــنّت السلامَ غريمَ الاستقرارِ. خلافًا لاعتقادٍ تاريخيٍّ سائد، توجدُ حلولٌ لكلٍّ أزْمة، وهذه الحلولُ قادرةٌ أن تَمنعَ الخِلافاتِ من بلوغِ الحروب. يَكفي أن يَحتكمَ الحكّامُ إلى القوانينِ المحليّةِ والدُوليّةِ والقواعدِ الأخلاقيّةِ، وأن يَلتجِئوا إلى الآليّاتِ السياسيّةِ والديبلوماسيّةِ لكي تَعيشَ الإنسانيّةُ في سلامٍ مُستدام. لكنْ حين تَرفض الدولُ حلولًا مبنيّةً على القوانينِ والسياسة، أي على العدلِ، وتُفضِّلُ شريعةَ الغاب، تَنشأُ الأزَماتُ وتتحوّلُ حروبًا وتُدرَجُ في لائحةِ الأزَماتِ المستدامة.

تحتاجُ الشعوبُ، بل الحكّامُ، إلى شجاعةٍ فائقةٍ وتفاني الرسلِ لانتزاعِ الأفكارِ المسبَقةِ واقتلاعِ العقائدِ المتحَجِّرة. في الحقيقةِ ليس المطلوبُ التنازلَ عن حقٍّ نَملِكُه أو عن صَحٍّ نؤمنُ به، بل الرجوعُ عن غرائزَ زُرِعَت فينا خِلْسة. إنه تمرين صعبٌ لأنه يتنافسُ مع كِبريائِنا وأنانيّتِنا، ويَظنّهُ البعضُ هزيمةً مُسبَقة. وما يُعقِّدُ العودةَ عن الأفكارِ المسبَقةِ حين تكونُ مرجِعيّتُها حركاتٍ دينيّةً مسيحيّةً أو إسلاميّة. لسنا هنا في واردِ إلغاء الله أو الأديان، بل في رفضِ اختراعِ آلهةٍ مزوَّرةٍ وأديانٍ رديفةٍ للأديانِ الأصيلة.

تَعسُّرُ الحلولِ السياسيّةِ والعسكريّة في لبنان أعطى القِوى المتصارِعةَ حريّةَ العبَثِ بمصيرِ لبنان لاطْمِئنانِها إلى غيابِ أيِّ رادعٍ محليٍّ أو دُوليٍّ. فكان الفلتانُ، والسلاحُ غيرُ الشرعيُّ، والحدودُ السائبةُ، وتعطيلُ المؤسّساتِ، وتجميدُ الدستور، وشغورُ الشرعيّةِ، وانهيارُ النقدِ الوطنيّ، وسقوطُ الدولة. هذا الواقع يُلغي جميعَ الحلولِ باستثناءِ واحد: إعادةُ النظر بهيكليّةِ الدولةِ المركزيّة، وهذا هو المدخَلُ العمليُّ إلى العلمنةِ أيضًا فيَعيشُ معًا كلُّ الّذين يَتقاسَمون نَمطَ حياةٍ متشابِهًا أيًّا يكن دينُهم وطائفتُهم ومذهبُهم، فيَحيا لبنانُ الأصيل.

 

الأموال ليست في المصارف، كلها هُرِّبت للخارج، المودعون مدعوّون الى التصويب على المكان الصحيح

المحامي عبد الحميد الأحدب/22 أيلول 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112149/112149/

قبل أن يغادر إدمون نعيم حاكمية المصرف المركزي حصل حادث عجيب غريب. اتصل به وزير الداخلية الياس الخازن وقتها، وهو نائب كسروان ومن المؤيدين للوصاية السورية، وطلب منه تحويل 500 مليون دولار لوزارة الداخلية لأسباب أمنية. فرفض الحاكم إدمون نعيم رفضاً قاطعاً لأن ذلك مخالف للقانون، ولكن الوزير الياس خازن أصرّ، ثم هدّد الحاكم بأنه اذا لم يرسل المبلغ فإن الوزير سيرسل اليه فرقة امنية للقبض عليه! وأصر ادمون نعيم على موقفه، فأرسل وزير الداخلية الياس الخازن في ذلك الوقت فرقة من قوى الأمن للقبض على حاكم البنك المركزي ادمون نعيم وسَوْقه الى وزارة الداخلية، فوصلت الفرقة المسلحة الى البنك المركزي فإلى مكتب الحاكم وألقت القبض على الحاكم وكبّلته وسارت به للخروج من البنك المركزي الى وزارة الداخلية، وفجأة تنبّه الضباط وقوى الأمن المرافقون وحراس حاكم البنك المركزي الذين كانوا في الطابق الأرضي من مبنى البنك المركزي الى منظر الحاكم مكبّلاً بالقيود، مُساقاً من فرقة من قوى الأمن!!!

وكان بين هذه الفرقة ضابط بعلبكي من الأشاوس ليس كباقي الضباط، وينفرد بشجاعة وشهامة مشهودة له! فوقف للحظات أمام هذا المنظر الغريب وصرخ بجنون صرخة دوّت في شارع الحمراء وأمرهم ان يجتمعوا وحمل رشاشه وانقضّ على فرقة الياس الخازن التي تلقي القبض على الحاكم ادمون نعيم، فجرّدهم من سلاحهم وألقى القبض عليهم وجردهم مع رفاقه من اسلحتهم وحرر الحاكم ادمون نعيم من القيود واعاده الى مكتبه معززاً مكرماً وألقى القبض على فرقة وزير المال الياس الخازن ووضعهم في غرفة مغلقة.

بعد أن ترك ادمون نعيم الحاكمية لتقاعده، عيّن رفيق الحريري مستشاره رياض سلامة حاكماً للمصرف، فطمأن المستشار سلامة اللبنانيين الى ان الليرة اللبنانية بألف خير، ووضع خطة عجيبة غريبة للنهب والإحتيال برفع الفائدة 20% واستفاد من رفع فوائد المودعين وصار يلبي بدقائق اوامر الوزراء "اللياس خازنيين" ولاسيما وزراء حكومات عون وجبران باسيل، فيحول لهم المليارات التي يطلبونها ثم جُردت الحكومة وعُدلت القوانين فشُلّت مؤسسات الرقابة: ديوان المحاسبة ومجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي وهيئة مناقصات الدولة الخ...

اضافة الى ذلك عيّن الوزراء الذين لم تعد عليهم اي رقابة، 31 الف موظف في الوزارات لا حاجة لخدماتهم ولا أماكن لعملهم، فصاروا يقبضون رواتبهم وهم في منازلهم! وما زالوا حتى اليوم هكذا! ولكنهم يصوّتون مع المنظومة الحاكمة.

فما هي مسؤولية المصارف؟ واصحاب الودائع يعتقدون ان اموالهم هي في المصارف، وفي الحقيقة أن اموالهم صارت في أوروبا وأميركا! كيف؟

المصارف ملزمة بالخضوع لتعليمات البنك المركزي حين يأمر بإيداع ودائعها لدى المصرف المركزي وبالفعل أودعت المصارف ودائع المودعين لدى البنك المركزي الذي رفع الفائدة الى 20%، فكان المودعون سعيدين جداً بالفائدة المرتفعة اذ ان الفائدة في العالم هي 1% (واحد بالمئة).

وصار كل وزير هو رئيس جمهورية وزارته، والمدير العام هو رئيس وزارة الوزارة، ومع الوزير والمدير العام اخوتهم واعمامهم وانصارهم، وتكونت جمعيات المقاولين التابعين للوزير وللمدير العام ثم الأنصار، وويل للمفتش من التفتيش المركزي اذ دخل الوزارة والخطوط مقطوعة مع ديوان المحاسبة ومع هيئة مناقصات الدولة وغيرها من مؤسسات الرقابة التي فقدت صلاحياتها.

فصار كل وزير، وكل مدير عام "الياس الخازن" جديد وكان الجسر هو رياض سلامة هذا "الملاك القديس" الذي يؤمّن انتقال الودائع الى البنك المركزي ثم الى الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنها يأمر "رئيس جمهورية" الوزارة "ورئيس وزارتها" بالإنفاق والتحويل بلا رقيب ولا حسيب، حتى جيمس بوند لم يصل به الخيال الى هذا الحد!!!

وبأمر الوزير والمدير تُحَوَّل الأموال التي كانت للمودعين والتي يتقاضى عليها المودعون 20% وهم سعيدون بهذه النعمة بينما اموالهم تُحَوَّل الى الخارج وصناديق البنك المركزي كريمة مع اصحاب المعالي!!! والمدراء العامين!!

وكان كل وزير ومدير مع الحاشية ينفذون كل سنة من المشاريع اكثر مما نُفِّذ من المشاريع منذ الإستقلال، ولكن على الورق، يستلمون قيمة المشروع الوارد في الموازنة فيحولون قيمته الى مصرفهم في الخارج ويبقى المشروع على الورق. وكانت وزارة الطاقة جيمس بوندية الى اقصى الحدود، منها العجز بلغ 40 مليار دولار ولا كهرباء في لبنان!

ليست حكاية "الف ليلة وليلة" بل حكاية جيمس بوند وستُكتب عنها المؤلفات وربما حصلت على جائزة نوبل في "نهب اموال المودعين".

المودعون يجب ان يتجهوا ويصوبوا على المكان الذي صدرت منه الأوامر بتحويل اموالهم.

الواشنطن بوست تقول بالأمس ان الأموال المهربة هي 800 مليار دولار، اي كل الخزينة اللبنانية، ولا تستطيع ولا تقدر ولا تقبل هذه الطبقة الحاكمة اعادة ما نُهب، هي تشجع المودعين على مهاجمة المصارف وكأن الأموال في المصارف.

لا ريب ان الشمس ستشرق وسيظهر بشير الجميل آخر، ريمون اده آخر، فؤاد شهاب آخر!

اذ ذاك يُعاد تشكيل القضاء من اساسه ويستبدل القضاة ومعظمهم على شكل غادة عون التي قتلت المكتف ولم تتمكن من إظهار اي مخالفة بعد ان دققت في كل دفاتره وآلاته الإلكترونية، تجري محاكمة الطبقة التي هربت الأموال بقيادة رياض سلامة بالتعاون مع رئيس الجمهورية الى رئيس الوزراء الى رئيس مجلس النواب الى كل الوزراء خلال عشرين سنة.

ويعين قاضي مثل عبد الباسط غندور فيفتح دفاتر المحاسبة ويفتح ابواب السجون، وقضاء لبنان من معدن عبد الباسط غندور مع قضاء اوروبي يتعاونان على اعادة الأموال المهربة والمنهوبة التي هي 800 مليار دولار.

المودعون يصوبون خطأ، ودائعهم ليست في المصارف، والمصارف تلقت امراً من رياض سلامة الذي تلقى اوامر من الرؤساء الثلاثة ووزرائهم بأن يأمر المصارف بتحويل الودائع وفقاً لمنطقه التي أُعجب بها الرؤساء الثلاثة برفع الفائدة الى 20%.

الحل قضائي، بمعنى القضاء، لأن القضاء صار سياسة ومشاركة للسياسيين، القضاء مسيس.

مطلوب استقلال للقضاء وقضاة مثل عبد الباسط الغندور يفتحون الدفاتر ويقومون بالتحقيق الجنائي ثم يتعاونون مع قضاة الدول التي هُرِّبت اليها 800 مليار دولار.

يفتحون الدفاتر ويفتحون ابواب السجون ويستعيدون الـ 800 مليار دولار ويعلقون المشانق.

كفى ضحكاً على المودعين وكفى توجيههم الى المكان الخاطئ.

الأموال نُهبت وهُرِّبت للخارج وبالإمكان استعادتها عن طريق قضاء نزيه ومستقل عن الذين نهبوا!

خارج هذا الإطار، سنظل ندور في حلقة مفرغة وتبقى الـ 800 مليار دولار في الخارج وفي جيب النصابين.

قليل من الوعي وكثير من الجرأة وأكثر بكثير من الإضاءة على الطريق الصحيح.

 

إشعاعات "التفاؤل" المسرّبة من غضب الايرانيين: واقع أو…وهم

فارس خشان/الحرة/ النهار العربي/22 أيلول 2022

القتل تحت التعذيب ليس حدثًا استثنائيًّا في إيران، ولكنّ الغضب الشعبي على هذا "التقليد" هو كذلك!

ولطالما اشتهرت "الجمهوريّة الاسلاميّة في ايران"بتغييبها "الأبدي" للمعتقلين، وقد صدرت دراسات معمّقة وتقارير محققة وكتب مهمّة، توثيقًا لهذه الحقيقة المرّة التي تتقاسمها أنظمة "اوتوقراطيّة" عدّة مع ايران، وإن بنسب أخف.

إلّا أنّ الايرانيين اعتادوا على التعاطي مع هذه "الجرائم" بشيء "من الطاعة"، خصوصًا متى كانت الملفات لها أبعاد دينيّة، كما هي عليه حال "شهيدة الحجاب" مهسا أميني التي سبّب مقتلها، بعدما اعتقلتها "شرطة الإرشاد"، في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، بتهمة "عدم التقيّد بأصول ارتداء الحجاب".

هذه المرّة، اختلف الوضع، بحيث تسبّب مقتل هذه الشابة الايرانية التي تبلغ من العمر ٢٢ عامًا، بثورة شبابية عمّت البلاد، من دون أن تنجح "اليد الحديدية"بعد ، في وقف المدّ الشعبي الغاضب، على الرغم من القتل والاعتقال والتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي، المصدر الوحيد لايصال ما يحدث في الشارع الى العالم. وهناك اعتقاد واسع في ايران بأنّ مقتل أميني على مأساويته ليس "سوى الشعرة التي قصمت ظهر البعير"، اذ يعيش الشعب الايراني، أسوأ أيّامه على الاطلاق، بحيث اصبح ٨٢ بالمائة منه تحت خطّ الفقر، وتعاني الشريحة الشبابية من بطالة كبيرة جدًّا، وتهاجر "الادمغة" بكثافة استثنائيّة الى الخارج.

وعلى الرغم من أنّ الشارع الايراني، لم يسترح على مدى الأشهر الأخيرة  من التظاهرات المطلبية، إلّا أنّ التظاهرات التي تسبّب بها مقتل أميني أخذت أبعادًا خطرة على النظام، لأنّها تأتي في توقيت تكثر فيه "الشائعات" عن التدهور الجدّي في صحة "المرشد الأعلى للجمهورية" علي خامنئي ومحاولة المتشدّدين تمهيد "طريق الوراثة" أمام ابنه مجتبى، بعد اقصائهم في الانتخابات النيابية فالرئاسية لمصلحتهم، المعتدلين والاصلاحيين، ومحاولتهم إعادة المجتمع الايراني، على مستوى التقاليد والسلوك، أربعة عقود الى الوراء.

ومنذ مدّة لم تعد نظرة النظام الايراني والشعب الايراني الى الحجاب نظرة دينية بحتة، إذ أصبح "راية سياسية" يلتزم بها الطائعون ويتملّص منها "عملاء الشيطان الاكبر في الداخل".

وهذا ما يفسّر الشعارات التي يحملها المتظاهرون منذ أيّام، بحيث باتت حريّة نزع الحجاب هي فعل معارضة كامل للسلطة القائمة.

ومرّة جديدة، من المرجّح أن يفشل الايرانيون في التخلّص من النظام الذي يخسر، بشكل مضطرد شعبيته، على اعتبار أنّ آلة القمع لا تزال أقوى من الزخم الشعبي الثائر، إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ النظام الذي كان قد لجأ الى مزيد من التشدّد لحماية نفسه، لا يخشى من تهديدات داخلية جدّية.

وفي التجربة الايرانية، فإنّ نظام الشاه كان قد نجح مرّات كثيرة في الانتصار على الغضب الشعبي، لكنّه كان في كل مرة ينتصر فيها بالقمع على الشعب، يقترب خطوة نحو نهايته.

ولم يعد في النظام الايراني ما من شأنه أن يقنع شرائح واسعة في الداخل به، تمامًا كما هي عليه حاله في الخارج، اذ إنّه، كما يقف وراء اضطرابات في أكثر من دولة، يحدث اضطرابات مالية واقتصادية وحياتية واجتماعية في داخل ايران نفسها، تحت عناوين "مواجهة الاستكبار".

 التظاهرات التي تشهدها ايران، حاليًا بسبب مقتل الشابة أميني، قد تلاقي مصير التظاهرات التي سبقتها وقد تحدث مفاجأة مختلفة خصوصًا اذا انضمّ اليها الغاضبون من الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

 إلّا أنّ غياب القدرة على استشراف ما يمكن أن يحدث، على هذا المستوى لا يلغي أنّ الكثيرين في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغيرها من الدول يعتقدون بأنّ خروجهم  من الكوارث التي يعانون منها تبقى صعبة للغاية، اذا لم يساهم الشعب الايراني، بصفته الضحيّة الاولى، إمّا في تغيير نظام الحكم وإمّا، وهذا أضعف الايمان، في تقليم أظافره.  ولكن ما تطمح إليه هذه الشعوب قد لا يتحقّق، أقلّه في المديين القريب والمتوسط، اذ إنّ النظام، وفي حال وجد نفسه أمام مأزق داخلي حقيقي، قد يلجأ الى الغرب، من بوابة "التراجع" عن "مطالبه المستحيلة" في ملف العودة الى الاتفاق النووي، وحينها سوف تنسى عواصم العالم المتعطّشة الى الغاز  واللاهثة وراء الصفقات التجارية، أنّ هناك شابة لم تقترف جرمًا قتلها النظام، وسوف يتغاضى الجميع عن رفع النظام وتيرة القمع ونوعيته.

 

توأمان من “بطن واحد”: الحكومة واتفاق الترسيم

جورج شاهين/الجمهورية/الجمهورية/22 أيلول/2022

توقف المراقبون امام الانفراجات المتوقعة على اكثر من مستوى، فالحديث عن تشكيل الحكومة الجديدة فور عودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك يوازيه الاصرار على قطع الامتار الاخيرة للطريق المؤدي الى اتفاق الترسيم. وهو ما يوحي بالتوأمة بين الاستحقاقين، فلا ولادة لاتفاق الترسيم من دون حكومة كاملة المواصفات الدستورية تترجمه مع رئيس الجمهورية. فهل تفتح هذه المسارات الطريق الى الاستحقاق الرئاسي؟ في انتظار ان يسلّم الوسيط الاميركي في مفاوضات الترسيم عاموس هوكشتاين النصوص التي تترجم عروضه الاخيرة التي نقلها من اسرائيل معطوفة على مجموعة ملاحظاته الشخصية، يمكن الحديث بدقة عن المواعيد المرتقبة التي تتحدث عن المحطات المقبلة المؤدية الى ترجمة اتفاق الترسيم الذي تم التوصل اليه بين الأطراف المعنية في الساعات القليلة الماضية إذا اكتملت فصوله كما هو متوقع.

ومَرد هذه الاجواء التفاؤلية يعود الى ما تسرّب من مجموعة اللقاءات التي عقدت في الأمم المتحدة نتيجة المفاوضات المباشرة التي أجراها هوكشتاين في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة السابعة والسبعين للجمعية العمومية للامم المتحدة بين مسؤولين من الوفدين اللبناني والاسرائيلي الذين استدعوا الى مقر المنظمة الدولية، والتي تحولت طرفا رابعا في المفاوضات الثلاثية وتجاوزت ما هو مطلوب منها حتى اليوم باستضافة المفاوضات وتقديمها مقرّها مسرحاً لها برعاية الوسيط الاميركي.

وعليه، قالت المصادر المعنية انه لم يكن من بد لإعادة اشراك الامم المتحدة في المفاوضات لتحتلّ موقعها على الطاولة الى جانب الوفدين اللبناني والاسرائيلي والوسيط الأميركي نتيجة تطور المفاوضات في شأن «خط الطفافات» وطرح الجانب الإسرائيلي صيغة «المنطقة العازلة» على جانبيه، والترتيبات التي تم التوصل اليها بين الطرفين، والتي فرضت توسيع مهمات قوات «اليونيفيل» العاملة في الجنوب لإدارة المنطقة التي ستكون في عهدتها وفق صيغة تحدثت عن «قواعد سلوك» إضافية لا بد من البَت بها في الامم المتحدة قبل الانتقال الى مسرح عملياتها في الجنوب.

على هذه الخلفيات، قالت المصادر التي سبق لها أن تعاطَت مع الطرح الإسرائيلي القديم ـ الجديد في شأن «المنطقة العازلة» التي سَعت اسرائيل الى تحقيقها وتوفير الاعتراف بوجودها منذ عقدين من الزمن منذ الانسحاب من الاراضي اللبنانية في 25 ايار 2000 وتركها خط الطفافات الذي نَصبته في المنطقة منذ ذلك الحين ورفض البحث في مصيره طوال الفترة السابقة قبل بلوغ مرحلة الترسيم النهائية.

ويضيف العارفون انه من المستغرب ان يثير الاقتراح الخاص بـ»المنطقة العازلة» الجانب اللبناني او يفاجئه، فهو مطروح على من سبق من أعضاء الفريق المفاوض الحالي منذ فترة طويلة. وخصوصا في الفترة التي تناولت ترسيم «الخط الأزرق» والحدود البرية وكلما ارتبط البحث في النقطة «B1» على شاطئ الناقورة برا وبحرا. وان دخلوا في التفاصيل يستذكرون مرحلة المفاوضات لأكثر من ثماني جلسات متتالية عام 2009، والتي تركزت حول ترسيم «الخط الأزرق» واشترط الجانب اللبناني في حينه سحب «خط الطفافات» من المنطقة وايداعه حيث يجب ان يكون بما يتوافق والخط المؤدي الى النقطة 23، قبل البحث في مصيره لأن ما هو قائم في حينه يشكل اعتداء فاضحاً على المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان ولا يتناسب نشره مع الخط الذي يجب ان يحتسب انطلاقاً من النقطة «B1» وليمتد منها الى مسافة خمسة كيلومترات قبل ان يسلك الخط بما تقتضيه عملية الترسيم ما بين المنطقتين الاقتصاديتين اللبنانية والفلسطينية المحتلة.

ففي تلك المرحلة طرحت فكرة وضع «المنطقة العازلة» في عهدة قوات «اليونيفيل»، ولمّا توسّع الامر للبحث في من يحق له او يمكنه الدخول اليها من طرفي الخلاف طرحت أكثر من فكرة انطلاقاً من النظر الى صلاحيات الأمم المتحدة ومهماتها، والتي لا يحق لها بموجب القرار 1701 التعاطي في المنطقة البحرية وعملية الترسيم تحديدا. فقيل ان كان الجانب اللبناني يمكنه الدخول اليها، فلا حاجة عندها لتعديل قواعد السلوك في مجلس الأمن ويمكن اعادة النظر فيها بقرارات محلية. فالمنطقة البحرية المحكي عنها لبنانية وليست من المناطق المتنازع عليها، وإن مهمة القوة الدولية عند انتدابها تَتمثّل في مساعدة الجيش وتسهيل سيطرته ومعه القوى اللبنانية الشرعية على أراضيها واستعادة سيادته عليها. وان كانت ستكون بتصرف الطرفين او منعهما معاً، فيقتضي تعديل القرار لتوصيفها مجددا. مع الإشارة الى ان إسرائيل حاولت جعلها منطقة محظورة على الطرفين ولم يتم التوافق النهائي على اي صيغة.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، اكتسب تحويل مقر الأمم المتحدة حيث غرفة العمليات الخاصة بالقوات الدولية مقراً لمفاوضات الساعات الأخيرة، أهمية واضحة. فما هو مطروح لا يبت به من دون ان تكون المنظمة طرفا فيها، ولذلك ينبغي تقصّي الحقائق مما يمكن ان تنتهي اليه المفاوضات الجارية هناك. وهو امر لن يطول الكشف عنه، فإن كانت المهل المحكي عنها والخطوات اللاحقة مستعجلة الى هذه الدرجة فلن تنقضي ايام قليلة إلا وتظهر المعطيات الجديدة ليبنى على الجديد مقتضاه.

وطالما ان المفاوضات قد بلغت هذه المرحلة المتقدمة كما تناقلت الأنباء الايجابية نفسها من بيروت وتل أبيب ونيويورك، فمن المفترض ان تكون الطريق الى تشكيل الحكومة قد فتحت على مصراعيها وانّ مهد ولادتها بات نهائياً ومحسوماً. فإن كان الدستور قد منح رئيس الجمهورية صلاحية متابعة الاتفاقيات الدولية وتوقيعها، فإنه لا يمكنه رسم نهايتها من دون البت بها في مجلس الوزراء لتكتسب صيغتها وتستحق مفاعيلها النهائية. ولذلك تبدو الخطوة باستعجال تشكيلها من ضمن الرعاية الدولية، وكأنها خطوة لا بد منها لملاقاة التقدم في المفاوضات لترجمتها قبل اي استحقاق آخر. فالمعلومات الواردة من واشنطن تُناقض كل ما تسرّب سابقاً وخصوصاً عند القول انّ التفاهم على الترسيم يجب ان تنجزه حكومة العدو قبل انتخابات الكنيست. فهي خطوة يتطلبها الحلف بين رئيس الحكومة يائير لابيد ووزير دفاعه بيني غانتس لإعطائه دفعا انتخابيا قويا يعزّز قدرتهما على خوض الانتخابات في مواجهة المعارضة التي يقودها بنيامين نتنياهو في ظروف هي الفضلى. في وقت يبحث فيه رئيس الجمهورية ميشال عون عن إنجاز يسبق نهاية الولاية، فكلما تناول هذا الموضوع يربطه بنهايتها وضرورة إقفال الملف قبل مغادرته قصر بعبدا.

وعليه، قيل في نهاية استعراض هذه المؤشرات في الكواليس الديبلوماسية، ان تشكيل الحكومة في هذا التوقيت يُعدّ حاجة ماسة لوجودها بكل مواصفاتها الدستورية من اجل استكمال مسيرة مفاوضات الترسيم، وهو هدف يتقدّم على ما عداه خصوصاً ان قيل انها من اجل إدارة مرحلة الشغور الرئاسي. وكل ذلك مطروح في ظل سؤال وجيه طرح مجددا لمعرفة ما إذا كانت ستفتح التوأمة بين الإستحقاقين الترسيمي والحكومي من «بطن واحد»، تظلله الرعاية الدولية والاميركية والأممية، الأبواب أمام الاستحقاق الرئاسي. فيستحق الشهر الأخير من الولاية ان ينال صفة «شهر الانفراجات» المتوقعة على اكثر من مستوى.

 

لعنة وطن!

جورج يونس/فايسبوك/22 أيلول/2022

مش طبيعي اللي عم بصير. مش محمول بقى حجم الوجع اللي نازل ع شعبنا. ما نكون نحن اللي قتلنا هابيل وقطعنا راس يوحنا وصلبنا المسيح وقتلنا الانبيا والرسل. يا ربي صرلنا سنين عم منفتش ع رحمتك وما عم منلاقيها. نعم، كلامنا معك اليوم وعتبنا عليك كبير وايدينا مرفوعة بس صوب السما! وينك؟ وين شفاعة العذرا والانبيا والقديسين؟ وين رعاية بونا شربل؟ هلقد زعلانين منا، وهلقد نحن خاطيين بنظركم؟ خلص الشمع والزيت والبخور من عنا، بَرَيْنا بواب المساجد والاديرة والكنائس والحسينيات والاصرح الدينية، وكل ما إلو الظلم بيطمرنا. معقولة بس بقطعة هالارض الصغيرة، وبهالزمن الرديء، ما يلتقى ولا بطرس تيكون الصخرة لهل الرعية المعترة؟ معقولة سليلة ابليس ويهوذا وهيرودس وبيلاطس ونيرون تكون صارت كلها معشعشة عنا. شو بعد في؟ شو بعد باقي؟ شو ممكن بعد يصير؟ ببيوتنا متنا، العالم نبذنا، الاجرام حكمنا، خسرنا كل شي، لبستنا العمالة والاستزلام، ذوبتنا الهجرة، والفريسيين تحكمو بمفاصل الدين عنا!  معقولة مطرقة العدل والديمقراطية يحملها مجرم وانت عم تتفرج؟ شفت اسماء المرشحين عالرئاسة بهالايام التعيسة؟ معقولة  ما يطلعلنا ولا واحد إدمي ووطني وبيفهم وبخاف ربو لينصفنا ويخلص هالشعب المقهور؟ قدي قلوبنا واعصابنا وارادتنا بعد بدا تتحمل ونحن عم منشوف ولادنا عم بهرهرو قدامنا وبالبحر، وبالغربة وعالطرقات وبمواجهة الزعران وبالبيوت وع بواب المرض والأمية والقهر ونحن مش قادرين نعمللهم شي؟ يا ربنا عن جد وينك؟ طيب اذا انت تعبت منا، وين عيون هالقديسين علينا، وين شفاعة قديس لبنان لوطنو وناسو، وين عطف باقي الأبرار ع كثرة دموع اماتنا؟ معقول صايبتنا اللعنة وصرنا طاعون هالكون، تصفو كل الانجاس مجمعين عنا ومتحكمين بأموالنا ولقمتنا ومصيرنا؟ والله كفرنا والاسود خاوى أيامنا وصرنا عم نعيش عتمة القبور نحن وعيوننا مفتحة. عن جد وينك؟

سيدنا، نحن مدمرين وعم نبكي ع حالنا قبل ما نبكيلك، وعم نشكيلك ونطلب رحمة منك لأنك إنتَ قلتلنا: أطلبوا تجدوا، إقرعوا يفتح لكم".

يا ربي، عتبنا عليك كثير كبير، وزعلانين كتبر منك ولو بعدنا منحبك. وين عنايتك، وين رحمتك، وينك يا حامل خطايا العالم، هلقد.صارت خطايانا ما بتنحمل؟ هلقد صرنا مقلع كذب ودجل؟ هلقد بطلنا نستاهل لمسة عطف ومغفرة ورحمة منك؟ وينك رد علينا عم من ناديك؟ مارشربل ما عم بشوفك ولا عم بخبرك شو صاير فينا؟ حتى الحشيش والخير بطلو ينبتو عنا😢. وحياتك يا رب الكون مش نحن نقينا مسؤولينا، إنما فُرِضو علينا بالسلبطة والترهيب والسلاح والزعرنة ولقمة العيش والعمالة والتبعية، تصار ٣٠% من الانتهازيين هني متحكمين، ببطش الدم، بمصير وطن كانت تلالو تغلي بالقديسين.

كتار منا بعدهم بصلولك ولو من بيوتهم، بس انت يمكن يا ما بدك تسمعنا بقى، يا أما تعبت من قصصنا، يا صرت مستكتر علينا سادوم وعمورة، يا اما كثرت كثير خطايانا؟ معقول مش سامع صريخ العسكر الجائع ومش شايف إنو كل يوم عم ينتحر واحد منهم؟ معقولة صدى إنفجار بيروت ما وصل صوتو لعندكم؟ بصير إنو ولا إسترحام دق بوابك من قدام مستشفياتنا او مدارسنا؟ طيب الناس اللي عم تغرق هيي وهربانة من ظلم تجار الدين والسياسة عنا ما وصلت اسثغاثاتها صوبكم؟ والاهل اللي صارو عايشين بين العتمة والدموع المزروفة ع غربة ولادهم ما وصلت صرخاتهم لعندكم؟ والاطفال اللي عم بتفتش ع شوية حليب، بكاهم ما تشفع فيهم؟؟؟ يا رب السما، رجالك عالارض سكرو بوابهم بوج الفقرا والمنكوبين وفتحوها يس لحماية الزعران والفاسدين والمتمولين. كرمال عشرة الثلاثة وثلاثين سنة مع جدودنا عالارض، كرمال احتضانك للابن الضال، كرمال القربان والخمر اللي منشاركك فيهم بالقداس، كرمال كثرة القديسين من هالوطن، كرمال الاوادم اللي ما خصهم بإجرام وملفات المسؤولين عنا، كرمال عمرنا اللي راح ونحن عم منجرب نبني وطن، كرمال تيبقو ولادنا بهالشرق، كرمال صلوات كل شعبنا اللي بعانق تراب عنايا كل ٢٢ الشهر، وكرمال الحسرة والعذاب اللي ما عرفنا غيرهم بهالوطن، وكرمال اللي سقطو فدا هالارض المقدسة، اتطلع فينا وسماع صراخنا الجايي صوبك وحياة جروحاتك وعذاباتنا اللي ما بقى تخلص. سيدنا، دخيل قلبك المقدس اسمعنا وإتطلغ فينا وارحمنا وارحم شبيبتنا تنقدر نبقى والاهم اكثر، تنقدر نكمل

 

الرياض تُفعِّل وتزخّم رعايتها لـ”الطائف”

طارق ترشيشي/الجمهورية/22 أيلول/2022

في خضم تصاعد الاستعدادات لإنجاز الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، يبدو انّه برز قرار سعودي بتفعيل وتزخيم رعاية المملكة العربية السعودية لـ»اتفاق الطائف»، في اتجاه استكمال تنفيذ ما تبقّى من بنوده وتصحيح ما ارتُكب من أخطاء في البنود المنفّذة منه. وترغب الرياض ومعها عواصم عربية واجنبية وعامة اللبنانيين، ان يكون انتخاب رئيس جمهورية جديد في موعده الدستوري، بعيداً من أي تأجيل او فراغ، محطة مفصلية يخرج معها لبنان من الحجيم الذي سقط فيه.

لا يخرج اجتماع النواب السنّة في دار الفتوى السبت المقبل، في زحمة التطورات المتصلة بالملف الحكومي والاستحقاق الرئاسي، عن قرار سعودي بتفعيل وتزخيم رعاية المملكة العربية السعودية لاتفاق الطائف، وهي الرعاية التي أُنيطت بالرياض عملياً بعد تنحّي الجزائر والمغرب حبيّاً عن المشاركة فيها، في اطار «اللجنة الثلاثية العربية» الشهيرة، لإدراكهما عمق العلاقة التاريخية التي تربط المملكة بلبنان، وقدرتها على المبادرة فيه منذ تأسيسها في 23 ايلول عام 1932 والذي تصادف ذكراه غداً.

وقد بلغت هذه الرعاية السعودية لـ»الطائف» أوجها أيام الحقبة السورية في ظلّ الوجود العسكري السوري في لبنان وازدهار التعاون بين السعودية وسوريا المعبّر عنه يومها بصيغة الـ «سين ـ سين» الشهيرة، والتي كانت آخر مظاهرها بعد بضع سنين من المقاطعة والجفاء بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، حيث زار ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبد العزيز سوريا في 7 تشرين الاول عام 2009، وقد أثمرت هذه الزيارة، من ضمن ما أثمرته في حينها، تأليف حكومة لبنانية جديدة برئاسة زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري، الذي كان يتعثر في هذه المهمة إثر الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران 2009 وفاز فيها وحلفاؤه في فريق 14 آذار بالأكثرية النيابية. وقد زار الحريري دمشق في 19 كانون الاول 2009 بعد ما يقرب من شهرين على زيارة الملك عبدالله لها، ثم زارها في 18 ايار 2010. ثم كانت للملك عبدالله زيارة ثانية لسوريا في 28 تموز 2010 انتقل بعدها والرئيس السوري بشار الاسد معاً في الطائرة الملكية إلى لبنان وانعقدت قمة تاريخية جمعتهما بالرئيس ميشال سليمان في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري، وكان تشديد في البيان الختامي لهذه القمة على «استكمال تنفيذ اتفاق الطائف».

على انّ الحراك الديبلوماسي السعودي الذي يقوده هذه الايام سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري في اتجاه مختلف القيادات والفاعليات السياسية والدينية، يدحض قول البعض انّ الرياض نفضت يدها من لبنان ولا تتعاطى باستحقاقاته الراهنة، الامر الذي اكّده رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إثر استقباله البخاري قبل يومين، حيث قال انّ لدى السعودية «اهتماماً كبيراً» بلبنان، وأنّها «حضّرت للبنان حزماً كبيرة من المساعدات، والمهم أن يكون لدينا رئيس جمهوريّة ورئيس حكومة وحكومة ودولة جديرة بالثقة، لأنّ المملكة ليست على استعداد للتعاطي مع أي مسؤول لبناني منغمس في الفساد المالي أو السياسي». ثم كان للبخاري لقاء في اليوم نفسه مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إندرج ايضاً في اطار تفعيل الرعاية السعودية لـ»الطائف» وضرورة انتقال لبنان إلى عهد رئاسي جديد يعيد الحيوية لهذا الاتفاق.

وفي رأي متابعين، انّ الموقف السعودي المعلن والذي عبّر عنه البخاري خلال غداء أقامه رئيس حزب «الحوار الوطني» النائب مخزومي على شرفه قبل ايام، هو انّ الرياض تريد للبنان «ان يباشر الإصلاحات وإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده»، مؤكّداً «انّ رؤية ولي العهد الامير محمد بن سلمان المستقبلية والمشاريع التي تعدّها المملكة ليست للسعودية فحسب بل للشرق الاوسط كله»، وبالطبع ضمنه لبنان.

بعض المطلعين على الموقف السعودي يقولون انّ الرياض التي تعتبر انّ الاستحقاق الرئاسي اللبناني هو شأن داخلي، لكنها في الوقت نفسه، وانطلاقاً من علاقتها ومصالحها التاريخية في لبنان، ترى ان يكون هذا الرئيس موضع توافق لبناني، بحيث يكون للجميع وليس لفريق بعينه، ويأخذ في الاعتبار اهمية الحفاظ على عروبة لبنان وعلاقته بعمقه العربي، لأنّ المملكة تدرك انّه حتى ولو كان الرئيس اللبناني، أي رئيس لبناني، موالياً لها او لغيرها، لن ينجح في مهمته ما لم يكن نتاج توافق لبناني ـ لبناني وعربي ـ عربي وعربي ـ دولي، تماماً كما كان «اتفاق الطائف» اتفاقاً لبنانياً ـ لبنانياً وعربياً ـ عربياً وعربياًـ دولياً، كما يصفه عرابوه، وعلى رأسهم الرئيس حسين الحسيني الذي نقل عنه البخاري في تغريدة له امس قوله: «إتِّفاق الطائفِ غيرُ صالحٍ للإنتقاءِ وغيرُ قابلٍ للتّجزِئة». بمعنى انّ الرياض تعتبر أي تصرف في هذا الاتفاق ينبغي ان يأخذ الاعتبار تطوير النص إلى الافضل وعدم الانتقاء منه او تجزئته، لأنّ ذلك يعرّض هذا الاتفاق للسقوط، او على الاقل حرفه عن التوازنات الدقيقة التي ارساها. علماً انّ حراك البخاري هو حراك متكامل مع الاتصالات السعودية ـ الفرنسية ـ الاميركية في شأن مستقبل الوضع اللبناني، وهو يشارك من حين الى آخر في بعض اللقاءات التي تُعقد في باريس لهذه الغاية.

وتدرك المملكة، في رأي المتابعين، ايضاً انّ تفعيل رعايتها هذا الاتفاق «الآن الآن وليس غداً» انما يتطلب منها هذا الموقف المحايد الذي تعبّر عنه إزاء انتخاب رئيس الجمهورية.

وبغض النظر عمّا يروّجه البعض من انّها لا تريد رئيساً من فريق 8 آذار، وهي لم تعلن ذلك صراحة، فأنّها عندما تلحّ على انتخاب الرئيس في موعده الدستوري، فذلك من ضمن رعايتها تطبيقه حسب الدستور الذي انبثق من «اتفاق الطائف»، وهي على رغم علاقاتها المميزة مع بعض القوى السياسية اللبنانية، لا يمكن ان تنزلق إلى انحياز لهم في المطلق يمكن ان يولّد ردّات فعل معاكسة لدى القوى الاخرى، فيقع عندها الفشل الذي لا مصلحة لها ولا للبنان ولا لمكوناته السياسية ولا للبنانيين عموماً. فلبنان يحتاج الآن إلى «رئيس يجمع ولا يفرّق»، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري في 31 آب الماضي، بحيث يكون هذا الرئيس «الحَكَم» لا الحاكم كما جعله «الطائف»، محطة تاريخية لخروج لبنان من جهنم التي استقرّ فيها نتيجة الانقسامات العمودية والأفقية وبلوغ الفساد فيه مبلغاً لم تشهده اي دولة في العالم، ما تسبب في إحجام الأقربين والأبعدين عن مدّ يد العون له، في حين لو انّ القوى توافقت وأجمعت على التضامن لتمكينه من استخراج ثرواته الغازية والنفطية معطوفة على ما لديه من قدرات، لكان في غنى عن مساعدة الغير شقيقاً كان ام صديقاً.

على انّ البعض يتكهن في انّ الرعاية السعودية لاتفاق الطائف ستزدهر اكثر فأكثر إن تطورت العلاقة السعودية ـ السورية ايجاباً اكثر في اتجاه تطبيع العلاقات بين البلدين، وكذلك إن تطورت العلاقات بين الرياض وطهران في اتجاه تطبيع العلاقة بينهما، فمثل هذا التطبيع سينعكس ايجاباً على لبنان وكذلك على العلاقة بين الرياض وبعض خصومها اللبنانيين وعلى رأسهم «حزب الله» الذي حدّد انّ خلافه معها سببه حرب اليمن ولا شيء آخر، كما قال امينه العام السيد حسن نصرالله. وهذه الحرب متوقع لها ان تتوقف في موعد لم يعد بعيداً، وتوقفها لا بدّ انّه سيكون نتاجاً لتطبيع العلاقات بين الرياض وطهران وبين الرياض ودمشق، وبالتالي تنعكس عودة العلاقات اللبنانية ـ السعودية واللبنانية ـ العربية عموماً إلى طبيعتها.

يبقى انّ الحراك الديبلوماسي السعودي في لبنان على وقع الاستعداد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده، سيؤسس إذا حقق مبتغاه، لعهد جديد في العلاقة اللبنانية- السعودية، خصوصاً انّ ما يصدر من مواقف إزاء انتخابات رئاسة الجمهورية عن خصوم المملكة اللبنانيين، يلتقي مع ما تريده لجهة انتخاب رئيس يتوافق عليه الجميع، وكذلك لجهة تمسّكها برعاية «اتفاق الطائف» واستكمال تنفيذه الذي ينادي به الجميع داخل لبنان وخارجه.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل علاوي ومخايل الضاهر ووفد اتحاد المحامين العرب: لوقوف الدول العربية الى جانب شعبنا ودعمه ليتمكن من اجتياز النفق

وطنية/22 أيلول/2022

 عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس وزراء العراق السابق ورئيس "ائتلاف الوطنية" الدكتور اياد علاوي للتطورات الإقليمية الراهنة والأوضاع  القائمة في العراق والمساعي الجارية لايجاد الحلول المناسبة. وتم التطرق الى العلاقات الثنائية اللبنانية - العراقية وسبل تعزيزها على المستويات كافة، وضرورة تنظيم تعاون اقتصادي بين البلدين بما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.

علاوي

بعد اللقاء، تحدث علاوي الى الصحافيين فقال: "تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس اللبناني، وتناول الحديث بعضا من الهموم المشتركة بيننا. واقترحت عليه ان تشكل لجنة اقتصادية عراقية-لبنانية لمعالجة المشاكل الاقتصادية. وطبعا هناك تأثير متبادل بين السياسة والاقتصاد. وكانت استجابة الرئيس عون على الاقتراح إيجابية، وسنعمل في هذا الاتجاه، وسأتبنى هذا الموضوع في العراق وصولا الى تحقيقه، نظراً للتشابه الكبير بين الأوضاع السياسية في كل من لبنان والعراق".

سئل: هل من حل في الأفق للأوضاع في العراق؟، أجاب: "الى اليوم ليس هناك من حل بسبب التزمت في المواقف والمواقف غير الواضحة. ولكن هناك مرشح من قبل مجلس النواب لرئاسة الوزراء في العراق هو محمد السوداني، وهو أخ قدير ومهم، لكن لا ادري اذا كان "التيار الصدري" سيدعمه. اقترحت على جميع الأطراف ان ينعقد حوار وطني موسع من دون غالب ومغلوب، وان تتشكل حكومة تقوم باجراء انتخابات مبكرة بنزاهة وشفافية ووفقا لقوانين جديدة".

سئل: كيف تصفون التعاون اللبناني - العراقي وخصوصا بعد مد بلادكم لبنان بالنفط؟، أجاب: "كلنا عملنا على موضوع النفط، إضافة الى موضوع التفاح اللبناني. انا من الذين عملوا على هذا الملف وتبنوه، وتواصلت لذلك مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ومع وزير النفط الذي لعب دورا مهما في هذا الجانب. وآمل ان يشكل هذا الملف حجر الزاوية لتشكيل لجنة اقتصادية مشتركة ودائمة بين العراق ولبنان، لأن هناك تشابها بين الوضعين في البلدين إضافة الى روابط المحبة التي تجمعهما".

الامين العام لاتحاد المحامين العرب

واستقبل الرئيس عون  الأمين العام لاتحاد المحامين العرب المكاوي بنعيسى على رأس وفد، لمناسبة انعقاد الدورة الأولى لهذا العام لاتحاد المحامين العرب، بعنوان: "من اجل تضامن عربي مع لبنان في ازمته ومواجهة أطماع العدو الصهيوني وعدوانه".

وضم الوفد نقيب محامي مصر ورئيس اتحاد المحامين العرب عبد الحليم علام، ونقيبي المحامين في طرابلس ماري تيريز القوال وبيروت ناضر كسبار وممثلين عن نقابات المحامين في سوريا والعراق والسودان وفلسطين والمغرب وليبيا والأردن.

وتوالى على الكلام كل من الاستاذين بنعيسى وعلام اللذين اكدا "التضامن مع الشعب اللبناني والوقوف الى جانبه للخروج من ازمته الراهنة".

القوال

ثم القت النقيبة القوال كلمة،  اشارت فيها الى ان "الدورة الأولى للاتحاد لهذا العام انعقدت بضيافة طرابلس، المدينة التي تتجلى فيها الازمات اللبنانية باحلك صورها". وشكرت الرئيس عون على استقبال الوفد، واعتبرت ذلك "مدعاة رجاء بالتخلص من جميع الازمات".

ولفتت القوال الى "سعي  المجتمعين الى تأكيد سيادة الحق والدعوة الى التضامن العربي"، معتبرة في المقابل، ان "سيادة الحق لا يمكن ان تتم والمحاكم مغلقة، ونرجو من فخامتكم معالجة شجون السلطة القضائية واعتكاف القضاة باي ثمن لان توقف العدالة يهدم اساسات الوطن".

وقالت: "اننا كمحامين مدافعين عن العدالة على صعيد الافراد والدول، نعلن تأييدنا الكامل للمواقف الثابتة التي تتخذونها دفاعا عن حق لبنان في ثروته الغازية، وذلك اثناء المفاوضات غير المباشرة مع عدو يريد سرقة الخيرات التي استودعها الله بحرنا".

الرئيس عون

ورد رئيس الجمهورية شاكرا الحاضرين على "مبادرتهم التضامنية مع لبنان الذي يمر اليوم بأصعب ظروف عرفها في تاريخه المعاصر"، واعتبر ان "انعقاد  الدورة الأولى لهذا العام لاتحاد المحامين العرب على ارضه هو فعل ايمان به وبما يشكله من ملتقى لاخوانه العرب وللحضارات الانسانية على تنوعها".

وإذ عدد الرئيس عون الأزمات التي واجهها  لبنان في السنوات الأخيرة، والتي أفضت الى اندلاع أزمة اقتصادية ومالية حادة، دعا الدول العربية إلى "الوقوف الى جانب الشعب اللبناني ودعمه، ليتمكن من اجتياز النفق الحالي".

بنعيسى

بعد اللقاء، صرح بنعيسى بالآتي: "جئنا في هذه اللحظة المتأزمة التي يمر فيها لبنان لنجتمع على ارضه، ارض ملتقى الحضارات العربية والإنسانية، وذلك بدعوة من اشقائنا نقيبي المحامين في طرابلس وبيروت لنعلن للعالم اجمع اننا نتضامن معه في الازمة المالية التي يمر بها، ولنتعاون في الوقت نفسه مع  النقابتين بشخص النقيبين كسبار والقوال في المخطط الذي اعداه من اجل رفع الحيف والمعاناة عن البلاد، ونأمل في ان تكون هذه الازمة ظرفية وان يخرج منها لبنان بتعاون الجميع".

علام

ثم تحدث علام فقال: "جئنا في ظل الازمة الراهنة والظروف الاقتصادية الطاحنة وذلك بدعوة كريمة من النقابتين لنتدارس بها ونساهم في حلها ونقدم كامل الدعم والتأييد ونعرب عن مشاركتنا الفاعلة في حل كل الملفات القانونية والدستورية المتعلقة بالشأن القضائي التي تؤدي الى الخروج من الازمة".

ودعا علام "جميع القادة والحكام العرب الى مساندة لبنان للوصول الى حل لكل مشاكله"، معربا عن "دعم الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني ومساندتهم للخروج من كبوته".

كسبار

وتحدث كسبار، فاعاد الترحيب بالوفد في لبنان، مؤكدا ان "شعب لبنان مغلوب على امره ولذلك طلبنا منكم كنقابة الحق والحريات العامة وحقوق الانسان مساعدة لبنان مع حكوماتكم باعتبار ان صوتكم مسموع في دولكم نظرا لأهمية تمثيلكم"، منوها بـ"التجاوب الذي ابداه النقباء والأمين العام ورئيس الاتحاد".

القوال

وختمت القوال بكلمة، ثمنت فيها اجتماع النقباء العرب في لبنان، مؤكدة ان النقابتين "حمَلتا الوفد رسالة تطلبان فيها الدعم العربي للبنان". وقالت: "ان شعار الاتحاد هو الحق والعروبة وهما متكاملان، فاذا كان الحق مريضا في دولة ما تتوجع كل الدول العربية الأخرى، لذلك فان الاجتماع شكل وقفة عربية مع لبنان أتت في وقتها واوانها".

الضاهر

ثم استقبل الرئيس عون الوزير والنائب السابق مخايل الضاهر وعرض معه  للتطورات الراهنة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

المونسنيور كيوان

على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون المونسنيور مارون كيوان والأب عبدو أبو كسم اللذين نقلا اليه نعوة مطران أبرشية صيدا ودير القمر المارونية سابقا المثلث الرحمات المطران طانيوس الخوري الذي يحتفل بالصلاة الجنائزية لراحة نفسه في الثانية بعد ظهر غد الجمعة، في كاتدرائية مار الياس في صيدا، لينقل بعدها جثمانه الى مسقط رأسه في بلدة صغبين في البقاع الغربي حيث يوارى الثرى.

 

ميقاتي عقد في نيويورك سلسلة لقاءات مع رؤساء الوفود العربية والاجنبية والتقى وزير خارجية قطر

وطنية/22 أيلول/2022

يواصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، وعقد اليوم سلسلة لقاءات مع رؤساء الوفود العربية والاجنبية. واستقبل وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني صباح اليوم في مقر اقامته في نيويورك. وجرى خلال اللقاء البحث في العلاقات بين البلدين .

 

 كتلة الوفاء للمقاومة: ندعم تشكيل حكومة كاملة المواصفات الدستورية للنهوض بأعباء المرحلة المقبلة وتلبية متطلبات الوطن والمواطنين

وطنية/22 أيلول/2022

عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري في مقرها المركزي في حارة حريك، بعد ظهر اليوم برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها.وأصدرت بيانا لفتت فيه الى ان "الموازنة العامة والاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة ومفاوضات الترسيم إضافة إلى جملة من القضايا الملحة، تشكل الهموم الراهنة للبنانيين، وتتطلب مقاربة واقعية مسؤولة تدفع الضرر عن البلاد وتحقق بعضا من المصالح الوطنية المأمولة".  أضاف البيان : اليوم، وفي ختام المداولات حول هذه القضايا، خلصت كتلة الوفاء للمقاومة إلى ما يأتي:

 1 - تتابع الكتلة بمسؤولية وطنية، الاهتمام بمتطلبات إنجاز الاستحقاق الرئاسي وصولا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن الأصول الدستورية.. وتأمل أن ينعم لبنان بالاستقرار وبمعالجة أوضاعه في ظل توجهات وطنية جامعة ترفض التدخل الخارجي في خيارات اللبنانيين وتهدف إلى بناء دولة القانون والمؤسسات، القادرة والعادلة.

 2 - تدعم الكتلة الجهود المخلصة الرامية إلى تشكيل حكومة كاملة المواصفات الدستورية في أسرع وقت ممكن للنهوض بأعباء المرحلة المقبلة وتلبية متطلبات الوطن والمواطنين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.

 3 - تشدد الكتلة على ما التزمت به الحكومة بناء على جهودنا واقتراحنا وجرى اقراره في الهيئة العامة للمجلس لجهة تأمين الكلفة المطلوبة لأدوية السرطان والأدوية المستعصية وتوفيرها بالشكل الذي يضمن للمرضى الحصول عليها، وتأمين التغطية المالية اللازمة لاستنقاذ هذا العام الدراسي في الجامعة اللبنانية، وكذلك زيادة الأجور والرواتب لكل العاملين في القطاع العام بما يخفف من أعباء ارتفاع غلاء المعيشة.

 4 - لا تزال الكتلة ترتقب المستجدات والتطورات المتصلة بعملية ترسيم الحدود البحرية ومآل الحقوق اللبنانية في السيادة الوطنية وفي التنقيب واستخراج الغاز.وبانتظار اكتمال كل المعطيات والمسائل التي تتعلق بهذا الموضوع، فإن مقاربة أي موقف تجاه هذه العملية، تحتاج إلى دقة بالغة نظرا لحساسيتها، خصوصا أن الكثير مما ينشر ويتداول لا يعبر بوضوح عن الوقائع ولا عن الاتجاهات، والمعطيات الحقيقية تستلزم مزيدا من الاستيضاحات.

5 - تشكر الكتلة الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الهبة المجانية التي قررتها للبنان والتي توفر 600 ألف طن من المشتقات النفطية بحسب طلب وزارة الطاقة اللبنانية والتي تؤمن التغذية لمعامل إنتاج الكهرباء في البلاد.وتأمل من الحكومة اللبنانية ملاقاة هذه الهبة بالخطوات العملية التي تتطلبها خصوصا أن الجهوزية كاملة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية من أجل البدء بإرسال الكميات المقررة".

 

ميقاتي طالب بالاسراع في تحقيق العودة الآمنة للنازحين: لبنان متمسك بسيادته وثروته في مياهه الإقليمية وملتزم اتفاق الطائف وتحييده عن صراعات المنطقة ضرورة

وطنية /22 أيلول/2022

ألقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الجمعية العامة للامم المتحدة الكلمة الآتية:

"السيد رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المحترم،

سعادة أمين عام الأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس

السادة رؤساء الدول والحكومات والوفود،

السيدات والسادة.

أتقدّم منكم حضرة الرئيس بأحر التهاني على توليكم رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السابعة والسبعين، كما أنتهز المناسبة لشكر معالي السيد عبدالله شاهد على حسن إدارته الدورة السابقة ولكافة الجهود التي بذلها في هذا الإطار، واتوجه بالتحية أيضاً إلى سعادة الأمين العام أنطونيو غوتيريس على مساعيه المتواصلة لتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة وتطوير عملها.

يمر العالم اليوم بمرحلة بالغة الدقة من الصراعات المسلحة والازمات المترابطة التي تثير قلقنا جميعا.وما من مكان افضل للتداول بشأن هذه التحديات من هذه القاعة التي تضم كل دول العالم يجمعها ميثاق منظمة الامم المتحدة التي يفخر بلدي لبنان بدوره في انشائها كما بعقود من التعاون المثمر معها.

وفي هذا الإطار يسرني، السيد الرئيس، ان اتوجه بالشكر لكم، وعبركم لمنظمة الأمم المتحدة، بكافة فروعها ومؤسساتها المتخصصة وتلك العاملة في لبنان،على الجهود التي تقوم بها من اجل مساعدته والمساهمة في تخفيف تبعات الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي يمرّ بها. وأخص بالشكر قوات الطوارىء الدولية (اليونيفيل) لما تبذله من تضحيات وجهود من أجل الحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، بالتنسيق الوثيق مع الجيش اللبناني الذي نتطلع معكم وعبركم الى تعزيز قدراته العسكرية وتخفيف الاعباء المادية عليه. وفي هذا السياق نؤكد التزام لبنان التام بتنفيذ كامل مندرجات القرار 1701 وكافة قرارات الشرعية الدولية.

أما في ما يتعلق بترسيم حدودنا البحرية بوساطة أميركية مشكورة ومرحب بها،وبرعاية اممية،يهمني أن اؤكد مجدداً تمسك لبنان المطلق بسيادته وحقوقه وثروته في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية الخالصة، مكررين أمامكم رغبتنا الصادقة في التوصّل إلى حلٍّ تفاوضي طال انتظاره. ويسرني اعلامكم بأننا أحرزنا تقدماً ملموسا نأمل أن نصل إلى خواتيمه المرجوة في وقت قريب.

 إن لبنان مصمم على حماية مصالحه الوطنية وخيرات شعبه وعلى استثمار موارده الوطنية، ويعي اهمية سوق الطاقة الواعد في شرق المتوسط لما فيه ازدهار اقتصادات دول المنطقة وتلبية حاجات الدول المستوردة.

 السيد الرئيس،

إن لبنان، ومن منطلق ايمانه بالدور الرائد الذي تضطلع به منظمات الأمم المتحدة، يؤكد التزامه بأجندة التنمية المستدامة 2030 واتفاق باريس للمناخ، كما وبالأطر الدولية الراعية لمسائل نزع السلاح بأشكاله المختلفة. ونرحّب ايضا بالعمل الهادف إلى ايجاد تفاهم دولي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل إنفاذاً لقرار الجمعية العامة رقم 73/546. ونحن، إذ نشيد بما تحقق لهذه الغاية في دورات المؤتمر السابقة، نتطلع لأن تتكلل بالنجاح الدورة الثالثة من المؤتمر المزمع انعقادها برئاسة لبنان في تشرين الثاني المقبل، وأن تسهم في دعم مسار انشاء المنطقة الخالية من اسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.

 السيد الرئيس،

يمر الكثير من دول العالم اليوم بأزمات اقتصادية حادة، اسبابها متعددة، متشعبة وغير خافية على أحد، أثرت بشكل كبير على جوانب الحياة كافة، وحتّمت على حكومات دول عدة اللجوء الى اتخاذ تدابير استثنائية لمحاولة التخفيف من وطأة هذه الأزمة على شعوبها.

أما في بلدي لبنان، فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ ازمةٍ اقتصادية اجتماعية في تاريخنا ، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه. فإضافة الى التدهور الاقتصادي الحاد وغير المسبوق، وانهيار سعر صرف العملة الوطنية الى ادنى مستوى تاريخي لها، والاغلاقات العامة التي فرضتها جائحة كورونا،ناهيك عن فاجعة انفجار مرفأ بيروت الذي نحرص على جلاء الحقيقة بشأنه، وتبعات الأزمة السورية واعباء النازحين،وجدت الحكومة اللبنانية نفسها امام أزمة سياسية غير مسبوقة، حتّمت علينا السير ببطء وحذر شديدين في حقل أَلغامٍ سياسيةٍ واقتصادية، لتدارك الوضع وتأسيس الارضية المناسبة للمساهمة في الوصول بالبلاد الى بر الأمان.

 السيد الرئيس،

نجحت حكومتنا في تحقيق العديد من الاهداف التي وضعتها،ومن ابرزها اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها رغم الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، لكن الطريق امام لبنان ما زالت شاقة وطويلة ومليئة بالمصاعب قبل الخروج من الازمة، حيث نعمل بكل ما اوتينا من قوة وعزم على تخطيها بنجاح. وفي هذا السياق قامت حكومتنا بتوقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي،واننا نتعهد من هذا المنبر السير قدما بكل الاصلاحات التشريعية والادارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة.

نحن نعول في هذا الاطار ، كما دوما، على مساعدة اصدقاء لبنان الدوليين، وفي طليعتهم الدول العربية الشقيقة، التي لا غنى للبنان، البلد العربي الهوية والانتماء والعضو المؤسس لجامعة الدول العربية، عنها.إن انتماء لبنان العربي وريادته في التزام القضايا العربية هما ترجمة لما جاء في دستوره وفي اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية الدامية التي عصفت ببلادي. ولا بد من ان اؤكد، تكرارا،التزامنا هذا الاتفاق، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بمندرجاته، اضافة الى تجديد الالتزام بمبدا النأي بالنفس الذي انتهجناه منذ حكومتنا الماضي سعيا لابعاد وطننا قدر المستطاع عما لا طاقة له عليه. 

كما تعول الحكومة اللبنانية ايضا على منظمة الامم المتحدة ودولها الاعضاء، التي كانت وما زالت تؤكد عبر مساعدتها المشكورة للبنان، أن وجود دولة لبنانية قادرة ومزدهرة، هي حاجة ماسة للامن والسلم في المنطقة والعالم. وفي سياق جهود معالجة الازمة الاقتصادية تعمل حكومتنا أيضا على خطة تعاف مالي واقتصادي تتكامل مع تعاوننا مع صندوق النقد الدولي، وعلى رزمة اصلاحات هيكلية وقطاعية شاملة تلبي متطلبات الشعب اللبناني وتوفر له شبكة امان اجتماعي، وعلى وضع القوانين التي تؤمن الشفافية المطلقة وتكافح آفة الفساد التي ازدادت بفعل الانهيار الاقتصادي.كما نعمل في الوقت عينه على اعادة اطلاق الاقتصاد وتثمير الفرص العديدة الكامنة فيه، لا سيما الطاقات الشابة التي هي امانة في اعناقنا وشعلة امل في انجاح نموذج اقتصادي لبناني مفتوح على العالم والفرص الرائدة.

 وفي هذا الاطار نناشد الدول الشقيقة والصديقة ان تكون الى جانب لبنان في محنته الراهنة تحديدا وأن تؤازره للخروج منها ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب اللبناني وبنية الدولة وهيكليتها.ونتطلع الى اعادة عقد مؤتمر اصدقاء لبنان الذي طالما احتضنته فرنسا بالتعاون مع اصدقاء لبنان واشقائه. إن وجود دولة لبنانية سيدة ومستقلة، قوية وقادرة، تحمي النظام الديمقراطي البرلماني والحريات العامة والخاصة، وتؤمن بالتسامح والتآخي والتلاقي، وتعتمد سياسة "النأي بالنفس" والابتعاد عن "سياسة المحاور"، هو حاجة ماسة للأمن والسلم والسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة. كما إن وجود حكومة مركزية قوية تسهر على سيادة القانون وحسن تطبيقه، إضافة إلى توفير بيئة حاضنة ومحفّزة لمزاولة الأعمال والقطاعات المنتِجة والخدمات، على تنوّعها واختلافها، وفق معايير السوق والاقتصاد الحر، ومتطلبات العصر، و"ثورة المعلومات والاتصالات"، هو أيضاً حاجة ماسة للمنطقة بأسرها، وأفضل السُبُل لنا جميعاً لمواجهة تحديات الفقر والبطالة والتطرف والإرهاب، وتجنب الوقوع في المجهول.

 السيد الرئيس،

يقوم لبنان منذ اكثر من عشر سنوات بدور طليعي في تحقيق الصالح العام العالمي من خلال استضافته لعدد هائل من النازحين السوريين يصعب احصاؤه بدقة. لقد حرصنا منذ مطلع الازمة السورية على اعتماد سياسة الحدود المفتوحة ايمانا منا بالاعتبارات الانسانية، أما اليوم فقد باتت ازمة النزوح اكبر من طاقة لبنان على التحمل. يهمنا كذلك تأكيد أن الدستور اللبناني وتوافق جميع اللبنانيين يمنعان اي دمج او توطين على أراضيه وأن الحل المستدام الواقعي الوحيد هو في تحقيق العودة الآمنة والكريمة الى سوريا في سياق خارطة طريق ينبغي ان يبدأ العمل عليها باسرع وقت وبتعاون كافة الأطراف، وتوفير مساعدات اضافية نوعية للدولة اللبنانية ومختلف اداراتها وبناها التحتية التي تنوء تحت عبء تدفق كبير للنازحين منذ اكثر من عشر سنوات.

 السيد الرئيس،

تبقى القضية الفلسطينية القضية الام التي تعيق تحقيق السلم والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. ان الظلم الواقع بحق الشعب الفلسطيني آن أوان رفعه وتحقيق الدولة الفلسطينية السيدة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتنفيذ كافة قرارات الشرعية الدولية بهذا الشأن بما في ذلك قرارعودة اللاجئين الى ديارهم.

 وفي سياق الكلام عن اللاجئين الفلسطينيين اسمحوا لي أيضاً بالتشديد على محورية الدور الذي تقوم به الاونروا في خدمة أهداف الأمم المتحدة ومقاصدها من خلال مساهمتها في رفع قسم من الغبن اللاحق باللاجئين الفلسطينيين والمساعدة في تحقيق قدر من التنمية والاستقرار الاقليميين.

وفي هذا السياق نعبر عن بالغ قلقنا من الحالة المالية الحرجة للوكالة وللعجز المتراكم في موازنتها، مما يعرّض تقديم خدماتها للخطر. كما نجدد ترحيب لبنان ودعمه لكافة الجهود الدولية المبذولة لسد العجز حيث يبقى التحدي الأكبر الخروج بحل مستدام للفجوة التمويلية.

 السيد الرئيس،

ان لبنان صاحب ثقافة ضاربة في التاريخ وصاحب رسالة سلام وتسامح وحوار. وفي حين يمر بلدي بفترة عصيبة راهنة، فان الصعوبات لن تثني اللبنانيين عن المضي قدما في اعادة ترسيخ ازدهارهم وتزخيم الدور الريادي الذي طالما لعبه لبنان عالميا. نريد لبنان ساحة تلاق وليس ساحة فرقة - نريده مساحة للحوار وليس التنافس - نريده امينا لمخزونه الروحي الذي يجمع قيم الاديان السماوية وقيم الحق والعدل في هذا العالم، ويقيني أنه بوحدة شعبه ومساعدة اشقائه واصدقائه نستطيع تحقيق ما نصبو اليه.

في الختام، اكرر شكري لمنظمة الامم المتحدة على تعاونها الدائم مع لبنان وشراكتها المستمرة ولكل الدول الاعضاء المحبة للبنان والداعمة له، واكرر مطالبتي للجميع بتحييد لبنان عن كافة صراعات المنطقة والعالم. كلما كبرت التحديات ازدادت رغبتنا بالعمل سويا لخير شعوبنا جميعا ومصلحتها. لقد أثبتت الأزمات الأخيرة المتلاحقة اهمية التعاون الدولي في معالجة الازمات التي باتت بمجملها عابرة للحدود.

من هنا أختم، من حيث بدأت الأمم المتحدة رسالتها، اي بالعمل الجماعي المتكامل والمتضامن لمصلحة الإنسان ورفاهيته ومن خلال العدل والأمن والسلام والتنمية المستدامة. مع أملنا ورجائنا لعالمٍ أفضل لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

ولكم منا أطيب التمنيات بالتوفيق".

 

ميقاتي إلى المجتمع الدولي: سهّلوا انتخاب رئيس جديد

علي بردى/الشرق الأوسط/22 أيلول/2022

كشف رئيس الوزراء المكلّف نجيب ميقاتي لـ”الشرق الأوسط” أنّ الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة بين كل من لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية “لم تصل بعد” إلى اتفاق، نافياً بذلك تقارير عن توافق لبناني – إسرائيلي على هذا الملف المثير للخلاف بين القوى اللبنانية المختلفة. ودعا المجتمع الدولي إلى المساعدة من أجل “تسهيل” انتخاب رئيس للجمهورية، خلفاً للرئيس ميشال عون الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول المقبل، لأن البلاد “لا تستطيع أن تتحمل أزمة” تضاف إلى ما تعانيه.

وكان ميقاتي يتحدث مع “الشرق الأوسط” على هامش الدورة السنوية الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأشار إلى الوساطة الأميركية حول ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين والتسريبات عن التوصل إلى اتفاق، فقال إن “الموضوع ليس بهذا الوضوح”. وربط الموضوع بالرئيس ميشال عون الذي كلف الوزير السابق إلياس بو صعب بهذا الملف وبالتعامل مع الوسيط الأميركي آموس هوكستاين. وأضاف: «لم أتبلغ حتى الآن أي شيء مع كل تمنياتي أن تكون هذه الأخبار صحيحة وأن تؤدي إلى خطوات إيجابية نحو إنهاء الموضوع”، كاشفاً أنه اجتمع مع هوكستاين الذي «أبلغني بعض هذه الخطوات” التي “اعتبرها إيجابية، ولكنها ليست نهائية حتى الآن”. وقال: “نريد أن نتشاور. لا أستطيع أن أجزم ولا أستطيع أن أنفي قبل أن يكون لهذا الأمر جو سياسي ملائم في لبنان (…) جو سياسي توافقي بهذا الموضوع. لا يوجد فرد وحده يمكنه أن يتخذ هذا القرار”، مشدداً على أن “الأمر متعلق” بالرئيس عون الذي “ربما سيعرض ذلك عليّ وعلى الرئيس نبيه بري”.

وعما دار من حديث بينه وبين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول هذا الموضوع، قال ميقاتي: “شكرت الجهود الأميركية بشأن ترسيم الحدود، ولم توجد بالتفصيل النقاط الأساسية للاتفاق. لم نصل بعد إلى هذا الحد”.

وعن القضايا الأخرى في اجتماعه في نيويورك، لفت إلى أنه أكد على «المجتمع الدولي وكل الدول أن تقوم بالاتصالات اللازمة من أجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية»، معتبراً أن الحل يبدأ من انتخاب رئيس لأن لبنان «لا يستطيع أن يتحمل أزمة إضافية» إلى ما يعانيه. واستدرك أن انتخاب رئيس «ليس إنهاء للأزمة، ولكن وجوده سيقلل من السلبية التي تحيط بالأوضاع اللبنانية». وذكر بأن الخشية من عدم انتخاب رئيس في لبنان «ليس بجديد» لأنه «منذ الاستقلال لم يمر انتخاب رئيس للجمهورية مرور الكرام وبالسهولة إلا نادراً»، متمنياً أنه «في هذا الظرف بالذات، يجب انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت خلال هذه المهلة الدستورية» قبل الأول من تشرين الثاني المقبل. وأقر بأن الوضع السياسي في لبنان «ملتبس»، علماً بأن صندوق النقد الدولي نقل «تصوراً عن العراقيل التي تمر بها خطوات خطة التعافي الاقتصادي والمالي، رغم الاجتماع الإيجابي الودّي الذي عقده في نيويورك مع مديرة الصندوق». وعما إذا كان يأمل في مساعدة من الدول الصديقة للبنان، بما في ذلك فرنسا والمملكة العربية السعودية، قال: «لا أتقاعس أبداً في طلب أي مساعدة للبنان. أما الإخوة العرب فنحن دائماً بحاجة لترجمة هذه الأخوة بأعمال، لكي لا يضيع لبنان، ولكي لا يسقط لبنان»، مضيفاً أن الدول الأوروبية لم تقصر، وفرنسا داعمة دائماً.

– تسريبات بو صعب

جاء ذلك في وقت نقل فيه دبلوماسيون عن الوزير إلياس بو صعب أن لبنان «أنجز ما يتوجب عليه» في الصيغة المقترحة من الولايات المتحدة للاتفاق مع إسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بين الطرفين، مضيفاً أن المفاوض الأميركي سينقل ذلك إلى الجانب الإسرائيلي. وكان بو صعب، وهو المكلف بهذا الملف من الرئيس ميشال عون، في نيويورك قبل وصول ميقاتي الذي اجتمع مساء الثلاثاء مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى جانب مدير دائرة الشرق الأوسط لدى مجلس الأمن القومي الأميركي.

وأفاد بيان وزّعته وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير بلينكن «شدد على الحاجة إلى إجراء انتخابات رئاسية في الوقت المناسب في لبنان». وحضّ ميقاتي والزعماء الآخرين على «تنفيذ الإصلاحات الرئيسية اللازمة لإحداث تغيير ذي مغزى وتعزيز الحكم الرشيد وإنعاش الاقتصاد اللبناني مع استعادة ثقة شعبه».

وناقش بلينكن وميقاتي ما وصفه البيان الأميركي بأنه «سخاء الدولة اللبنانية في استضافة اللاجئين». وشددا على أن «عودة اللاجئين إلى سوريا يجب أن تحصل طواعية وبصورة آمنة وكريمة». وركز بلينكن على «الحاجة الماسّة والدعم المستمر لتوقيع اتفاق بحري (مع إسرائيل) لضمان الاستقرار والاقتصاد اللبناني»، مجدداً التأكيد على أن «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع لبنان من أجل السلام والازدهار في المنطقة».

وكان الوزير بلينكن صرّح قبيل اللقاء مع رئيس الوزراء ميقاتي، مساء الثلاثاء: «نحن نعمل عن كثب لدعم لبنان بعدة طرق، ولا سيما العمل من خلال القضايا الاقتصادية الصعبة بشكل لا يصدق». وأضاف: «ندعم بشكل كبير لبنان للمضي في التعامل مع هذه التحديات، بما في ذلك مع صندوق النقد الدولي». واعتبر أنه «من غير العادي أن نرى الكرم المذهل للبلد، في الوقت الذي يتعامل فيه لبنان مع هذه التحديات، ولا سيما توفير ملاذ لكثير من الأشخاص الذين هربوا من النزاع»، مقراً بأن في لبنان «أكبر عدد من اللاجئين (نسبة) لكل فرد من أي بلد في العالم». وأضاف أن «هذا أمر نحترمه كثيراً ونحاول أيضاً إيجاد طرق لمساعدتكم على الاستمرار في تقديم الدعم». وردّ ميقاتي شاكراً لبلينكن منحه فرصة اللقاء «للتحدث عن مشكلاتنا»، وشكر لإدارة الرئيس جو بايدن «كل مساعدتكم للبنان»، بما في ذلك «بشكل مباشر وغير مباشر» من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والسفارة الأميركية في بيروت، و«المساعدة الكبيرة غير المباشرة» للجيش اللبناني، مشيراً إلى «التبرع السخي الذي قدّمته قطر ودول أخرى (…) لهذا الغرض».

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22-23  أيلول/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 أيلول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112124/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1546/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 22/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112128/112128/

 

Hezbollah has turned Lebanon into a narco-state

Khaled Abou Zahr/Arab News/September 22, 2022

لقد حوّل حزب الله الإرهابي والفارسي لبنان إلى دولة مخدرات

خالد أبو ظهر/عرب نيوز/22 أيلول/2022

ترجمة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

https://eliasbejjaninews.com/archives/112172/khaled-abou-zahr-arab-newshezbollah-has-turned-lebanon-into-a-narco-state-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%b8%d9%87%d8%b1-%d8%b9%d8%b1%d8%a8-%d9%86%d9%8a%d9%88%d8%b2-%d8%ad%d8%b2/

لقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات صارمة والضغط على أنظمة المخدرات الإرهابية هذه لوقف انشطتها الإجرامية. من هنا يجب تصنيف حزب الله ليس فقط كمنظمة إرهابية، ولكن أيضًا على أنه جماعة إجرامية منظمة. يجب أيضًا أن يتوقف الفصل بين التنظيم السياسي والعسكري للحزب الذي أنشأه النقاد الغربيون. إن حزب الله هو منظمة إرهابية إجرامية تحتجز دولة بأكملها رهينة، وهي الآن تصدر هذا الرعب على شكل حبوب كبتاغون، التي ستدمر شباب أوروبا بنفس الطريقة التي دمرت بها لبنان. يبقى أن هو لبنان في وضع مالي صعب، ووتجارة المخادرات تزيد من قوة حزب الله، علماً إن الفساد مجرد هو مجرد عارض من أعراض المرض الحقيقي الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان بواسطة حزب الله..

تعتبر تجارة الكبتاغون التي يسيطر عليها الجيش السوري وحزب الله رمزًا للانتقال السياسي في البلاد في العقود الأخيرة. لهذا السبب يحتاج اللبنانيون إلى اتخاذ الخيارات الصعبة وتصحيح أخطاء المستشار الحقيقي أو الوهمي الذي نصح البلاد في الستينيات بقبول مصيرها.

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس