المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 أيلول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.september19.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين»

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/سيد امونيوم وألزايمر كل ما هو متعلق بصبرا وشاتيلا ودور حليفه ايلي حبيقة

الياس بجاني/يا سيد أمونيوم، لكم إيرانكم وملاليها وإرهابها وعشقكم للموت، ولنا لبناننا السلام والثقافة والمحبة والحياة

الياس بجاني/تعاون الجبهة اللبنانية مع إسرائيل وشراء السلاح منها كان علنياً ومبرراً وضرورة للحفاظ ع الوجود وسنكرر الأمر ان واجهنا نفس الظروف

الياس بجاني/فيديو ونص: بشير حاضر بيننا، وقادتنا الحاليين هم في حالة غياب

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عيد ارتفاع الصليب المقدس/Exaltation of the Holy Cross

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نص عظة وفيديو قداس الشهداء الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 18 أيلول/2022/في كنيسة سيدة إيليج سلطانة الشهداء . ميفوق – القطارة/مع الكلمات التي ألقيت بعد القداس ومنها كلمة المطران موسى الحاج بعد منحه وسام رابطة سيدة إيليج

عذرا يا شهداءنا ... خانوكم، باعوكم، نسوكم، رخَّصوا قضيتكم، بخَّسوا دماءكم، سلَّموا سلاحكم، فكَّوا آلتكم العسكرية وباعوا امتيازاتكم/الأب سيمون عساف/فايسبوك

النزاع على كاريش في اجتماع إسرائيلي – فرنسي

حلّ موقت لأزمة اعتكاف القضاة

قيادة الجيش نعت النقيب الشهيد طربيه والدفن غدا في مجدل العاقورة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 18 أيلول 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

باسيل يشترط… لا حكومة قبل معرفة اسم الرئيس!

مخاوف من فوضى أمنية في لبنان نتيجة استفحال الأزمة المعيشية ونواب «كتلة التغيير» حذروا من سيناريو قاتم مقبل على البلد

معطيات جديدة… هل اقترب تشكيل الحكومة؟

إشتباكات في الخريبة بمختلف أنواع الأسلحة

انتخاب الرئيس… وفق الساعة الإيرانية؟

النقد الدولي»: على لبنان تنفيذ مجموعة من الإجراءات لإعادة الاستقرار الاقتصادي وأكد عدم وجود شروط تعجيزية لحصول مصر على القرض

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بريطانيا تودع ملكتها الاثنين بأضخم جنازة رسمية وشعبية

تشارلز استضاف قادة العالم في قصر باكنغهام... ومليونا شخص يصطفّون بشوارع لندن

صواريخ اسرائيلية جديدة لقصف سوريا..والمنظومة الروسية تسقط نصفها

إسرائيل تكثّف القصف على سوريا بعد كشف «مصانع الصواريخ» الإيرانية ومقتل 5 جنود في غارات على محيط دمشق

الرئيس الإيراني يستبعد عقد لقاء مع بايدن خلال وجوده في نيويورك

غضب في إيران بعد موت شابة احتجزتها الشرطة ومطالبة أميركية بمحاسبة المسؤولين... كروبي حذّر من «ذبح الجميع من أجل حكم الفرد

أوروبا تراهن على «شتاء معتدل» لمواجهة أزمة الطاقة

تقرير داخلي: دول الاتحاد لا تملك إمكانات كافية لتحويل الغاز المسيَّل

الأوكرانيون يبحثون عن جثث ذويهم في خاركيف

زيلينسكي يتحدث عن «عمليات تعذيب»… ولندن تتوقع «توسع هجمات موسكو»

بايدن يحذر بوتين من استخدام أسلحة كيماوية أو نووية، قال له: «لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل»... والبنتاغون سيسلم منظومة «نامساس» الدفاعية لكييف وإرجاء تسليمها أسلحة بعيدة المدى

الاتحاد الأوروبي ينضم للأمم المتحدة للمطالبة بالتحقيق في جرائم حرب محتملة بإيزيوم الأوكرانية

هل ما حققه الأوكرانيون مؤخراً «نقطة تحوُّل» في الحرب؟ (تحليل إخباري)

الاستخبارات البريطانية تقول إن روسيا تقيم خطاً دفاعياً شرق أوكرانيا تحسباً لهجوم على خط إمداداتها في لوغانسك

«أوكرانيا» تتصدر اجتماعات نيويورك... وأميركا تطرح إصلاح مجلس الأمن

دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»: دفعة قوية للدبلوماسية… و«النافذة لم تغلق» مع إيران

صحيفة تركية قريبة من الحكومة تكشف عن فحوى محادثات فيدان والمملوك في دمشق

«الفراغ الروسي» في سوريا و«رسائل النار» والتطبيع (تحليل إخباري)

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله يقود مهمّة جديدة/يوسف دياب/الشرق الأوسط

هل تفرض الواقعية قائد الجيش لرئاسة البلاد؟/منير الربيع/الجريدة الكويتية

"دجاجات" نصرالله وصلاحيات اليونيفيل و… "القنّ اللبناني"/فارس خشان/النهار العربي

حزن بكل صدق... وانتظار انصراف بفارغ الصبر/فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط

كم ضربة حتى الآن؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

سباق محموم قبل الفوضى: هل "يروّض" حزبُ الله عون؟/منير الربيع/المدن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص عظة وفيديو قداس الشهداء الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 18 أيلول/2022 /في كنيسة سيدة إيليج سلطانة الشهداء . ميفوق – القطارة/مع الكلمات التي ألقيت بعد القداس ومنها كلمة المطران موسى الحاج عقب منحه وسام رابطة سيدة إيليج

موقع بكركي والوكالة الوطنية

المطران عوده: الــدولــةُ تُــسْــتَــعــادُ بــإرادةِ الــعــمــلِ وتطبيق الــدُســتــورِ والــتَــخــلّـي عــن الــمَــصـالِـحِ والــعــدالــةِ للــجــمــيــعِ

وضاح الصّادق: مواصفات العماد جوزف عون ليست بعيدة من مواصفاتنا

هاشم صفي الدين: أميركا تمنع لبنان من التقدّم!

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين»

إنجيل القدّيس مرقس08/من31حتى38/"بَدَأَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ التَّلامِيذَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى ٱبْنِ الإِنْسَانِ أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا، ويَرْذُلَهُ الشُّيُوخُ والأَحْبَارُ والكَتَبَة، ويُقْتَل، وبَعْدَ ثلاثَةِ أَيَّامٍ يَقُوم. وكانَ يَقُولُ هذَا الكلامَ عَلانِيَة. فأَخَذَهُ بُطْرُسُ عَلى حِدَة، وبَدَأَ يَنْتَهِرُهُ. فأَشَاحَ يَسُوعُ بِوَجْهِهِ، وٱلتَفَتَ إِلى تلامِيذِهِ، وٱنْتَهَرَ بُطْرُسَ وقَالَ لَهُ: «إِذهَبْ ورَائِي، يَا شَيْطَان! لأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ بَلْ تَفْكِيرَ البَشَر!». ثُمَّ دعَا الجَمْعَ وتَلامِيذَهُ، وقَالَ لَهُم: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَتْبَعَنِي فَلْيَكْفُرْ بِنَفْسِهِ ويَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي، لأَنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يَفْقِدُها، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ يُخَلِّصُها. فمَاذَا يَنْفَعُ الإِنْسَانَ لَو رَبِحَ العَالَمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نَفْسَهُ؟ ومَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ بَدَلاً عَنْ نَفْسِهِ؟ مَنْ يَسْتَحِي بِي وَبِكلامِي، في هذَا الجِيلِ الزَّانِي الخَاطِئ، يَسْتَحِي بِهِ ٱبْنُ الإِنْسَانِ عِنْدَمَا يَأْتِي في مَجْدِ أَبْيهِ مَعَ مَلائِكَتِهِ القِدِّيسِين»."

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

سيد امونيوم وألزايمر كل ما هو متعلق بصبرا وشاتيلا ودور حليفه ايلي حبيقة

الياس بجاني/18 أيلول/2022

الزايمر سيد أمونيوم نساه ان حبيقة حليفه في انتخابات بعبدا وشريكه وشريك الأسد هو المتهم بصبرا وشاتيلا! الله يشفي

 

يا سيد أمونيوم، لكم إيرانكم وملاليها وإرهابها وعشقكم للموت، ولنا لبناننا السلام والثقافة والمحبة والحياة

الياس بجاني/18 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112020/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%8a%d8%a7-%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d8%a3%d9%85%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%88%d9%85%d8%8c-%d9%84%d9%83%d9%85-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%83/

الصورة المرفقة هي للفتاة الإيرانية الكردية، “مهسا امينى” البالغة من العمر ٢٢ عاما.

هذه المسكينة والضحية البريئة قد قتلت عن سابق تصور وتصميم، وبطريقة همجية وبربرية، بعد إعتقالها التعسفي واللاقانوي والمخالف لكل ما هو حقوق وحريات وانسانية.

اعتقلتها وعذبتها وقتلتها بوحشية قوات الباسيج الإيرانية بحجة عدم ارتدائها الحجاب على الطريقة الملالوية.

هذا هو النموذج الإجرامي والشيطاني الذي يريد سيد أمونيوم أن يفرضه على لبنان واللبنانيين.

لا يا سيد امنيوم، “فشرت” وتأكد بأن نهاية احتلالكم لوطن الأرز آتية لا محالة، ولبنان الهيكل المقدس، وأرض الحضارات والسلام والإنفتاح والإبداع هو براء منكم ومن ثقافتكم

 

أن عدتم عدنا

الياس بجاني/18 أيلول/2022

تعاون الجبهة اللبنانية مع إسرائيل وشراء السلاح منها كان علنياً ومبرراً وضرورة للحفاظ ع الوجود وسنكرر الأمر ان واجهنا نفس الظروف

الياس بجاني/ 17 أيلول/2022

------------------------

وثائق للموساد تكشف أن العلاقة بين إسرائيل وأحزاب لبنانية تعود إلى الخمسينيات

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-62933097

بي بي سي عربي/17 أيلول/2022

 

الياس بجاني/فيديو ونص: بشير حاضر بيننا، وقادتنا الحاليين هم في حالة غياب

الياس بجاني/ 14 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/29196/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a8%d8%b4%d9%8a%d8%b1-%d8%ad%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7-%d9%88%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%aa%d9%86%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d9%84/

"ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (متى10/23)

في اليوم الرابع عشر من شهر أيلول سنة 1982، وفي ذكرى ارتفاع الصليب المقدس، ارتفعت روح البشير ومعها صليب وطن الأرز، صاعدة إلى المصدر والمآل راضية مرضية. نتذكر اليوم وللسنة ال 40 البشير، الباش، والقائد الوفي والمؤمن، الذي ورغم غيابه الجسدي، لا يزال حياً في قلوبنا ووجداننا والعقول والضمائر.

بشير، القضية والهوية، والتاريخ والنضال، والعنفوان والإيمان، ورفض الإحتلالات، لم يمت، ولن يمت، طالما بقي في هذا العالم الترابي لبناني واحد مؤمن بلبنان الحر والسيد والمستقبل، وبالهوية اللبنانية، وبكرامة وعنفوان المواطن اللبناني.

كم نحن بحاجة اليوم لقادة موارنة من خامة البشير، وليس لقادة مسخ، واسخريوتيين، وطرواديين، وتجار هيكل، من القماشة الطروادية الحالية التي تتحكم بقرارنا وبالمصير، وفي مقدمهم أصحاب شركات أحزاب تجارية وعائلية، هم مسحاء دجالون، وأحجار عثرات، يعيشون ثقافة الأبواب الواسعة، ويسكنهم الإنسان العتيق.

إن القيادات المارونية اليوم، هي بسوادها الأعظم صغيرة بقيمتها، وخسيسة بفكرها العفن، لأنها تُغلّب مصالحها وأجنداتها الشخصية، على مصلحة الوطن والمواطن، وغارقة في أوهام وهلوسات سلطوية.

إنه فعلاً زمن بؤس ومحل الذي نمر فيه نحن الموارنة، ومعنا لبنان وكل اللبنانيين، لأن دفة القيادة هي في أيدي نجسة ومسخ، حضورها غياب وغيابها نعمة. بشير حي فينا وهؤلاء الأوباش أموات وجثث تمشي بلا قلب وضمير وكرامة وروح.

اليوم نتذكر بخشوع وفخر وعزة وامتنان كل الشهداء الأبرار، ومنهم البشير الذين سقوا أرضنا المقدسة بدمائهم الطاهرة، ليبق وطن الأرز حراً، وكرامات اللبنانيين مصانة، ورؤوسهم شامخة وجباههم عالية. البشير وكل الشهداء هم أحياء فينا ولن يموتوا أبدا.

نتضرع للرب أن يسكن نفس شهيدنا، البشير، ونفوس كل الشهداء في جنات خلده، وأن ينعم على شعبنا بقادة يخافونه، وليسوا من قماشه قادتنا الأوباش الحاليين.

إن بشير القضية والجرأة والإيمان والعناد والرجاء والأمل والحب والعطاء،  متجذر في ضمير ووجدان وعنفوان كل لبناني شريف يؤمن بالسيادة والحرية والاستقلال وبكرامة وحقوق أخيه الإنسان اللبناني.

نختم مع النبي اشعيا متوجهين لكل سياسي، ونافذ، ومسؤول، وحاكم، وصاحب شركة حزب ماروني باع لبنان وشعبه وتحول بغباء وجهل إلى اسخريوتي قائلين: "ويل لك أيها المُخرب وأنت لم تُخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك، حين تنتهي من التخريب تُخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك".(اشعيا/33/011و20)

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الالكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

بالصوت والنص/الياس بجاني: تأملات إيمانية في مفاهيم وتاريخ عيد ارتفاع الصليب المقدس/Exaltation of the Holy Cross

الياس بجاني/14 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/78473/%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-6/

“من أراد ان يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني

من رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (من 18حتى25):”إنَّ كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الهَالِكِينَ حَمَاقَة، أَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ المُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ الله؛ لأَنَّهُ مَكْتُوب: “سَأُبِيدُ حِكْمَةَ الحُكَمَاء، وأَرْذُلُ فَهْمَ الفُهَمَاء فَأَيْنَ الحَكِيم؟ وأَيْنَ عَالِمُ الشَّرِيعَة؟ وأَيْنَ البَاحِثُ في أُمُورِ هذَا الدَّهْر؟ أَمَا جَعَلَ اللهُ حِكْمَةَ هذَا العَالَمِ حَمَاقَة؟ فَبِمَا أَنَّ العَالَمَ بِحِكْمَتِهِ مَا عَرَفَ اللهَ  بِحَسَبِ حِكْمَةِ الله، رَضِيَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ بِحَمَاقَةِ البِشَارَةِ الَّذِينَ يُؤْمِنُون؛ لأَنَّ اليَهُودَ يَطْلُبُونَ الآيَات، واليُونَانِيِّينَ يَلْتَمِسُونَ الحِكْمَة. أَمَّا نَحْنُ فَنُنَادِي بِمَسِيحٍ مَصْلُوب، هُوَ عِثَارٌ لِليَهُودِ وحَمَاقَةٌ لِلأُمَم. وأَمَّا لِلمَدْعُوِّينَ أَنْفُسِهِم، مِنَ اليَهُودِ واليُونَانِيِّين، فَهُوَ مَسِيحٌ، قُوَّةُ اللهِ وَحِكْمَةُ الله؛ فَمَا يَبْدُو أَنَّهُ حَمَاقَةٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَحْكَمُ مِنَ النَّاس، ومَا يَبْدُو أَنَّهُ ضُعْفٌ مِنَ اللهِ هُوَ أَقْوَى مِنَ النَّاس”

قراء ايمانية للياس بجاني في ذكرى ارتفاع الصليب

https://www.youtube.com/watch?v=mKvLy0ZYpI4&t=23s

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نص عظة وفيديو قداس الشهداء الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 18 أيلول/2022/في كنيسة سيدة إيليج سلطانة الشهداء . ميفوق – القطارة/مع الكلمات التي ألقيت بعد القداس ومنها كلمة المطران موسى الحاج بعد منحه وسام رابطة سيدة إيليج

موقع بكركي والوكالة الوطنية/18 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112038/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a/

 

عذرا يا شهداءنا ... خانوكم، باعوكم، نسوكم، رخَّصوا قضيتكم، بخَّسوا دماءكم، سلَّموا سلاحكم، فكَّوا آلتكم العسكرية وباعوا امتيازاتكم

الأب سيمون عساف/فايسبوك/18 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112051/%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%a8-%d8%b3%d9%8a%d9%85%d9%88%d9%86-%d8%b9%d8%b3%d8%a7%d9%81-%d8%b9%d8%b0%d8%b1%d8%a7-%d9%8a%d8%a7-%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1%d9%86%d8%a7-%d8%ae%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%83/

خانوكم، باعوكم، نسوكم، رخَّصوا قضيتكم، بخَّسوا دماءكم، سلَّموا سلاحكم، فكَّوا آلتكم العسكرية، باعوا امتيازاتكم التي في سبيل الحفاظ عليها استشرستم في النضال...

لم يبقَ إلا فولكلورات يتذكرونكم من خلالها في الذبائح ولا أقول المذابح!!!

تغالب الدموع عينيَّ على عدم الوفاء لسهركم الليالي، للمتاريس التي وراءها عانيتم دون أن تبالون همكم خلاص الأرزة والأمة والصلاحيات.

والله اعتذر أنا المخلص لعظامكم الثاوية في المدافن، من المسرحيات الهزلية التي يمثلونها، خشوع سكينة رقادكم يصرخ ماذا فعلتم بتضحياتنا؟

لِمْ لَم تصونوا مسيرات الجهاد؟

أين أنتم أين صرتم؟ هل من يجيبنا غير هزائمكم عن سلوكياتكم المخجلة؟

أجيالنا ستسألنا عن تاريخكم المشرِّف وعن انكساراتنا والإفلاس؟

لذلك نُعتبر خائنون أغبياء جهلة لا ثقافة لنا بقوافلكم الكادحة ولا ذاكرة تنهضنا من غيبوباتنا وتهزّ العصب المتراخي من جبانتنا وخيباتنا.

وتستفسرون عن إحباطنا وتقهقرنا؟

صعاليك يتطاوسون والرجولة فقيدة، والمستويات فقيرة، والبطولة مُحقَّرة على كل صعيد.

نعم إننا في السنين العجاف، أو الأصح في زمن القحط.

يرسبون لو أُجرِيَ الامتحان لأنهم لا يعرفون شيئا عن الحقيقة العارية الناصعة.

للأسف ويا حرَّ قلبي! حولنا يتصافون يتحابَّون ونحن في مستنقع الأحقاد البعيدة عن روح آبائنا مار مارون ومار يوحنا مارون ومار شربل واللفيف....وهذا سبب تقهقرنا المخزي.

والإغرب نسمع التراشق الكلامي البذيء، والتهجّمات الحانقة، والأساليب التي لا تمُّت بصِلة إلى اإنجيل المقدس...

وتتم فينا آية النبي آشعيا القائلة: "كلنا كغنم ضللنا، مِلنا كلُّ واحد إلى طريقه" (إش 53: 06) لا رأس ولا جسد.

لذا أقول: ربَّاه لا تُخرج الحيَّاتِ تقتُلُنا  إنَّا ضلَلْنا وضلَّ السِيْدُ والخدمُ.

أعطيتَنا جنَّةً في قلبِ مشرقِنا  فليبقَ حارسُها يُمناك والعلمُ.

 

النزاع على كاريش في اجتماع إسرائيلي – فرنسي

صحف/18 أيلول/2022

أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بأن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، سيزور فرنسا للقاء مستشار الرئاسة الفرنسية لشؤون الأمن القومي، للبحث في النزاع على حقل كاريش والتحديات على الحدود مع لبنان.

 

حلّ موقت لأزمة اعتكاف القضاة

يوسف دياب/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

تبدأ يوم غدٍ (الاثنين) السنة القضائية الجديدة في لبنان، على وقع استمرار إضراب القضاة الذي استكمل شهره الثاني، جرّاء الأزمات المالية والاجتماعية والصحية التي يعانيها القضاة، وغياب الحلول المستدامة، إلا أن باباً فُتِحَ أمام معالجة جزئية تؤدي إلى زيادة رواتب القضاة بشكلٍ ملحوظ، وتقود إلى إنهاء مرحلة الإضراب المفتوح، لكنّ هذه المحاولة تصطدم برفض قاطع من أغلبية القضاة، لا سيما «نادي قضاة لبنان»، الذي يعترض على اجتراح حلّ «يشكّل إهانة للقضاة بدل إنصافهم». وإزاء الصرخة التي أطلقها نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار، وهدد فيها بعدم السكوت عن وقف مسار العدالة والإضرار بمصالح المحامين وموكليهم، وأمام مؤشرات التفلّت الأمني الذي بدأ يلوح بالأفق ويترجم إما بالاقتحامات المتكررة للمصارف، وإما بجرائم السرقة والسطو المسلّح التي تحصل في وضح النهار، أعلن مصدر قضائي بارز أن الأسبوع المقبل «سيشهد حلاً مؤقتاً لأزمة الاعتكاف، لا يرقى إلى مستوى طموحات القضاة ومطالبهم». وكشف لـ«الشرق الأوسط»، أن «عشرات القضاة تلقوا اتصالات من وزارة العدل، تطلب منهم التوقيع على عريضة تناشد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة احتساب رواتب القضاة على سعر الصرف 8000 ليرة للدولار الواحد، بدلاً من سعر الـ1500 ليرة المعتمد حالياً، بما يؤدي إلى رفع قيمة الرواتب خمسة أضعاف»، معتبراً أن هذه المبادرة «تلقى قبولاً عند البعض ورفضاً قاطعاً عند الأكثرية، التي تطالب بمعالجة دائمة للأزمة». وتسهم هذه المبادرة في رفع راتب القضاة خمسة أضعاف تقريباً، ذلك أن متوسط راتب القاضي يبلغ حالياً 6 ملايين ليرة، وبعدما كان يعادل أربعة آلاف دولار عندما كان سعر الصرف 1500 ليرة للدولار الواحد، بات يعادل 140 دولاراً حالياً بالنظر إلى أن سعر صرف الدولار وصل إلى 38 ألف ليرة. وهنا يجري احتساب الأربعة آلاف دولار على سعر 8000 ليرة للدولار، فيرتفع الراتب إلى 32 مليون ليرة لبنانية، أي بما يقارب الـ900 دولار على سعر الصرف المعتمد حالياً. وتنقسم الآراء داخل الجسم القضائي، بين مَن يصرّ على الاستمرار في الاعتكاف، ومَن يرغب في كسر حدّته، والعودة إلى العمل جزئياً، وأشار المصدر القضائي إلى أن عدداً كبيراً من القضاة «يفضّلون العودة إلى العمل بالمناوبة لمدة يوم أو يومين في الأسبوع، لتسيير الملفّات الأساسية والملحّة؛ خصوصاً موضوع الموقوفين والدعاوى التي يخشى سقوطها بمرور الزمن»، مشيراً إلى أن «عشرات القضاة خفضوا السقف العالي لمطالبهم التي رفعوها عند إعلان الإضراب، وخلال الجمعية العمومية للقضاة التي انعقدت بحضور رئيس مجلس القضاء القاضي سهيل عبود؛ خصوصاً إذا ما أعيد النظر بواقع الرواتب المالي، وفي تحسين التقديمات الطبية والتربوية لهم ولأبنائهم»، لافتاً إلى «اعتبارات عدّة دفعتهم إلى تليين مواقفهم، منها التحسين الجزئي لأصول الرواتب وتقديمات صندوق تعاضد القضاة، ورفع نسبة تغطية الفاتورة الاستشفائية والدوائية، والتقديمات التعليمية لأبناء القضاة». لكن هذه المبادرة التي يرى فيها البعض مخرجاً من الأزمة، يقلل من الإحراج واللوم الذي يوجّه للقضاء، تلقى رفضاً قاطعاً من «نادي قضاة لبنان».

 

قيادة الجيش نعت النقيب الشهيد طربيه والدفن غدا في مجدل العاقورة

وطنية/18 أيلول/2022

نعت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، النقيب الشهيد جورج طربيه، الذي استشهد أمس.

 "وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 08/08/1989- جبيل.

- تطوع في الجيش بتاريخ 14/10/2008، ورقي إلى رتبة ملازم بتاريخ 01/08/2011، ثم تدرج في الترقية حتى رتبة نقيب اعتبارا من 01/01/2019.

- حائز عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- تابع عدة دورات دراسية في الداخل والخارج.

- متأهل.

ينقل الجثمان بتاريخ 19/9/2022 الساعة 10.00 من المستشفى العسكري المركزي إلى كنيسة مار سابا – مجدل العاقورة، حيث يقام المأتم الساعة 16.00 في الكنيسة المذكورة.

 تقبل التعازي بتاريخ 18/9/2022 ابتداً من الساعة 11.00 ولغاية الساعة 18.00 في كنيسة مار عبدا – بلاط – جبيل، وبتاريخ 19/9/2022 قبل الدفن ابتداء من الساعة 11.00 ولغاية الساعة 16.00 في كنيسة مار سابا – مجدل العاقورة، وبتاريخ 20/9/2022 ابتداءً من الساعة 11.00 ولغاية الساعة 18.00 في كنيسة مار عبدا – بلاط – جبيل أو عبر الاتصال على الأرقام التالية: زوجته: 136133/70, والده: 580723/70. والدته: 258188/70. شقيقه: الرقيب أول جوليان طربيه 951319/71، وشقيقته: 161782/70".

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 18 أيلول 2022

وطنية/18 أيلول/2022

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

غدا" جنازةُ القرن الملكةُ الإستثنائية اليزابيت إلى مثواها الأخير الإثنين تحت نظرات الوداع من ملايين الناس في بريطانيا ومن العالم ولبنان في مقدمتهم الرئيس نجيب ميقاتي الذي يشارك في الجنازة في لندن ثم يغادر الى نيويورك للمشاركة بإسم لبنان في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة وبعدها يعود الى بيروت حيث ينتظرُه استحقاقان فوريان: الأول اتصالاتٌ ولقاءاتٌ كثيفة متلاحقة لتأمين الأجواء المؤدية الى تأليف حكومة جديدة والثاني جلسةُ البرلمان لإعادة مناقشة مشروع الموازنة معدّلاً.

أوساطٌ سياسيةٌ مطَّلعة أكدت لنا أن سياقَ الإتصالات والمواقف المستَجَدّة منذ اللقاء السادس في بعبدا بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيسِ الجمهورية العماد عون الخميس الماضي وحتى الآن ولاسيما منها كلام السيد حسن نصرالله الذي حضّ على الإسراع في الجهود لتأليف حكومةٍ في الأيام المقبلة هذه التطورات تأخذ مسارَها الجدي نحو الوصول الى تأليف حكومةٍ بحلول مطلع تشرين الأول المقبل بحسب الأوساط التي لفتت أيضا" الى أن تأليفَ حكومة جديدة يعزز مناعةَ البلاد وأمنَها وأيَّ معالجاتٍ وإحاطاتٍ اقتصادية وسياسية في حال لم يتم انتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة الدستورية التي تنتهي مع نهاية تشرين الأول المقبل: هذا من جهة ومن جهة ثانية يلجم الى حدّ-ما اندفاعةَ سعر صرف الدولار والتهابَ الاسعار ويخفض من منسوب المزايدات والشعارات والاستهتارِ والسجالاتِ الممجوجة بعدما بلغت الاوضاعُ الاقتصادية والمالية والمعيشية أسفلَ الدرك وصراخُ الاطفال وغالبيةُ الناس يُسْمَعُ داخل المنازل من جحيم العيش والحالة المذلة.. ومن جهة ثالثةيعطي التأليف مزيدا" من الدفع الإيجابي لمسار الترسيم الحدودي البحري الذي بحسب مساعدة وزير الخارجية الأميركية يشهد تقدما" بين لبنان والاسرائيليين.

في أي حال البطريرك الراعي من ميفوق اليوم شدد وألحّ على تأليف حكومةٍ قادرة وانتخابِ رئيسِ جمهورية يكون متمكنا" وفق مواصفات جامعة.

أما في ما يخص الأجواء المحيطة بلبنان والتي تؤثر بأوضاعه وملفاتِه فإن الاتصالات الفرنسية السعودية مستمرة وسيحصُلُ اجتماع ثان الشهر المقبل يتعلق بلبنان والمنطقة وكذلك تستمر الاتصالات الفرنسية الايرانية في وقت ُينتظر أن تحصُلَ جولةٌ سابعة من المحادثات السعودية الايرانية وتتناول العلاقاتِ بين البلدين ومجملَ ملفات المنطقة مع الاشارة الى المنحى الايجابي الذي حققته ايران مع قطر ومع الامارات الشهر الماضي...

وفي نيويورك الملفُ اللبناني سيكون في صلب اجتماعٍ فرنسي-سعودي-أميركي على مستوى مسؤولين في وزارات الخارجية سيُعقد على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ال بي سي"

مجلس النواب في إجازة حتى السادس والعشرين من هذا الشهر ، تاريخ العودة إلى مناقشة الموازنة العامة للعام 2022 بتأخير ثمانية أشهر.

حكومة تصريف الأعمال في إجازة، أيضا حتى السادس والعشرين من هذا الشهر، بعد أن يكون رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عاد من نيويورك.

البلد مشلول: موظفو القطاع العام مستمرون في إضرابهم. القضاة ايضا، موظفو أوجيرو تنتهي المهلة التي أعطوها إلى منتصف الاسبوع الطالع. المصارف مقفلة لثلاثة أيام، ولا يُعرَف ماذا سيكون عليه يوم الخميس، وهل من إجراءات أمنية تتيح عودة فتح المصارف؟

التفاوض مع صندوق النقد الدولي معلَّق في ظل عدم إيفاء السلطة اللبنانية بتعهداتها، فبعد نصف سنة على توقيع الاتفاق المبدئي مع الصندوق، لم يتحقق أي شيء مما طلبه الصندوق: لا كابيتال كونترول، لا موازنة، لا إعادة هيكلة، فكيف ينتظرون شيئًا من صندوق النقد؟

في اختصار: "سارحة ...." وتعرفون ولا شك بقية المثل .

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

في مثل هذا اليوم قبل اربعة وثلاثين عاما، اي في 18 ايلول 1988، اسقط اللبنانيون ما سمي حينها "اتفاق مورفي-الاسد"، الذي كان يقضي بتعيين رئيس للجمهورية اللبنانية بتفاهم خارجي وانتخاب شكلي من قبل النواب. في ذلك اليوم، رفض العماد ميشال عون ما سماه "اتفاق الاذعان"، وتبعته في ذلك غالبية القيادات والمرجعيات السياسية المقيمة في المناطق غير الخاضعة للوصاية والاحتلال. وفيما بلغ استياء الراعي الخارجي للاتفاق حدوده القصوى، وراجت عبارة "مخايل الضاهر او الفوضى"، بدأت في المقابل مسيرة نضالية طويلة، محطاتها الاساسية 14 آذار 1989 ثم 13 تشرين الاول 1990، وصولا بعد عشر سنوات الى 25 ايار 2000 و26 نيسان 2005، ليتحول يوم 18 ايلول تاريخا تأسيسيا، حيث اختاره "الجنرال" العائد من المنفى مناسبة لإعلان ميثاق التيار الوطني الحر…

لماذا نستذكر التاريخ اليوم؟ لسبب بسيط جدا، وهو انْ قبل اربعة وثلاثين عاما، تصرف كثيرون في لبنان والخارج وكأن 18 ايلول نهاية لا بداية، وهكذا يفعلون اليوم.

فكم من جهة في الخارج والداخل تعتقد او تتمنى او تعمل كي يكون اليوم بداية النهاية… بداية نهاية ميشال عون السياسية، او بداية نهاية فكرة لبنان الوطن لا الساحة، لبنان الرسالة لا حقل التجارب، ومكبّ كل ازمات المحيط.

لكن، كما اخطأ كل هؤلاء الحساب قبل اربعة وثلاثين عاما، يخطئون الحساب اليوم.

فمشكلة كل هؤلاء المزمنة مع ميشال عون ان رصيده ليس علاقة بسفارة ولا حقيبة ملأى بالدولارات، بل محبة الناس. فقيادة الجيش تأتي وتذهب، ورئاسة الحكومة تجيء وتروح، والنيابة والرئاسة تبدأ ولايتهما وتنقضي.

اما محبة الناس، "فمش بس بتطوّل العمر"، انما تجعل من كل يوم من ايام السنة 18 ايلول جديدا، اي يوما جديدا من ايام التحدي ورفض الاذعان، لكل ما يدبر في الخفاء ضد شعب لبنان.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إذا كان هذا الأسبوعُ هو اسبوعُ بدايةِ رحلة الموازنة في مجلس النواب فإن الأسبوع الطالع سيكون اسبوع الاستحقاق الحكومي على ما يبدو.

منطلقُ ذلك جرعاتُ تفاؤلٍ هبت في الأيام الأخيرة على ملف التأليف ويؤمل ان تسري عملياً في شرايين الاستحقاق بعد عودة الرئيس المكلف من لندن ونيويورك.

أولى هذه الجرعات كانت علائـُمها قد ظهرت في كلام الرئيس نجيب ميقاتي الخميسَ الماضي حين أعلن انه سيزور قصر بعبدا بعد عودته من السفر وسينام فيه الى ان يتم تشكيل الحكومة.

واليوم تحدث محيطون بالرئيس المكلف عن معطيات جديدة تشير الى وجود تقدم على مستوى التأليف. كل هذا الكلام تقاطع مع تقارير صحفية تؤكد الاتجاه نحو حلحلةٍ الإسبوعَ الطالع من أبرز مؤشراتها تنازلُ الرئيس ميشال عون عن مطلب الثلاثين وزيراً مقابل تراجع الرئيس المكلف عن مطلب استبعاد بعض الوزراء في الحكومة الحالية من التشكيلة العتيدة.

إلى الشأن الحكومي وموازنة 2022 اللذين ستكون لهما تتمة تميز الاسبوع الحالي بالاقتحامات التي قام بها مودعون لبعض المصارف ما دفعها الى إعلان الإضراب ثلاثة ايام اعتباراً من غد لكن معلوماتٍ اكدت اليوم وجود مساع لتقليص مدة الإضراب الى يوم واحد فهل تنجح؟ إن غداً لناظره قريب.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

وفي اليوم السابع سكت السياسيون فاستراحَ لبنان . السكوتُ السياسي لا يعني بتاتا ان السياسيين باتوا يهوون الصمت ، او انهم صاروا يؤمنون بمقولة : اذا كان الكلامُ من فضة فالسكوتُ من ذهب . لكن المشكلة ان الوضعَ معقدٌ وملتبِس ، لدرجة انهم لا يدرون ماذا يقولون . فأزمةُ المصارف مثلا غير مسبوقة في التاريخ اللبناني، ولا شيء يوحي انها ستحل في القريب العاجل. ذاك ان استهدافَ ستة مصارف في يوم واحد لا يمكن ان يكون بريئا ، او غير مخطط ومعد له بمعنى من المعاني . حتى ان بعض المحللين يذهبون الى التأكيد ان سلسلةَ الاعتداءات على المصارف يوم الجمعة الفائت وراءها جهات خارجية حركتَ الوضعَ في الداخل بشكل مدوزن ومدروس . بالتالي فان اعادةَ فتح المصارف يوم الخميس المقبل يبقى امرا محفوفا بالخطر ، اذا لم يعالج الامرُ ليس على المستوى الامني فحسب ، بل على المستوى الاقتصادي- المالي وعلى المستوى السياسي . لكن هل حكومة تصريف الاعمال قادرة على مثل هذه المعالجة ؟ فرئيسُ الحكومة سيمضي اكثر من نصف الاسبوع الطالع خارج السراي ولبنان . ثم ان الحكومةَ ككل اثبتت فشلهَا وقلة خبرة معظم وزرائها ، كما اثبتت عجزَها عندما كانت حكومةٌ مكتملة الصلاحية ، فكيف اليوم بعدما باتت مجرد حكومة لتصريف الاعمال؟

وما يقال عن ازمة المصارف يقال مثله واكثر عن مسألتي الحكومة والترسيم . ففي المبدأ وساطة حزب الله نجحت في تليين موقفي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، فعادا والتقيا حول نقطة وسط، وتخلى كل واحد منهما عن مطالبه التعجيزية. لكن من يضمن انه بعد عودة نجيب ميقاتي من زيارته الى لندن ونيويورك سيبقى الامر على حاله؟ فلبنان هو بلد التغيرات والتبدلات بامتياز، وكل يوم فيه يحمل مفاجأة جديدة . كما ان مواقف الاطراف السياسية تتبدل مع تبدل الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية. والامر مماثل بالنسبة الى الترسيم، حيث كل يوم خبر جديد ومعطى مغاير، وحيث التسويف والمماطلة هما سيدا الموقف. فايلول على وشك ان ينتهي، والامور لا تزال في دائرة الغموض غير الخلاق حتى الان. وقد ردت اسرائيل على تهديدات حسن نصر الله بالامس، اذ اورد موقع " والا" الاسرائيلي ان تل ابيب وجهت بالفعل رسائل تأهب عملياتي واستعداد لاي سيناريو بعد كلام نصر الله عن استهداف منصة كاريش. فهل يحصل السيناريو الاسوأ على الحدود، ام ان كل الكلام الاعلامي تهويل بتهويل، باعتبار ان من يريد الحرب لا يهول بل يفاجىء الاخر بضربته؟ كلها اسئلة غامضة ، محيرة ، عن ملفات دقيقة وساخنة. فهل يحمل الاسبوع الطالع اجوبة عن بعضها على الاقل؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

انتقلَ الصراعُ الحكومي الرئاسي إلى عُمقِ البحر.. وحُدِّدت نُقطةُ الانطلاق من جزيرةِ الأرانب، الموقِعِ الذي غَطسَ فيه جبران باسيل قبل أن يَطوفَ حولَ يابسةِ نجيب ميقاتي في طرابلس، واضعاً حجرَ الأساس لافتتاحِ مكتبٍ للتيار.

ورئيسُ التيارِ البرمائي لم يَستخرِجِ الأرانبَ السياسية، سَواءٌ على البرّ أو في المياهِ المالحة إذ إنّ الحلولَ بدأت بالصياغةِ حكومياً بدفْعٍ من حزبِ الله.. وهو ما عَكَسَه النائب حسن فضل الله للجديد قائلاً: إنّ الجوَّ إيجابي، سَواءٌ بالتعويم أو ببعضِ التعديلات، ونحنُ معَ أنْ يتنازلَ الجميع لبعضِهم البعض، فيما تحدّثَ النائبُ السابق في كتلةِ ميقاتي علي درويش عن تقدّمٍ على مستوى تشكيلِ الحكومة، ومِنَ المرجّح أن تكونَ من أربعةٍ وعشرينَ وزيراً مع بعضِ التعديلات وتَسلُكُ الحكومةُ منحىً متعرجاً بقضْمِ وزيرٍ أو اثنين، لكنّها سالكة على خطّين كذلكَ سُلوكُ خطِّ الترسيمِ البحري معَ العدوِ الإسرائيلي، بحيثُ تؤكّد مصادرُ الجديد نقلاً عن مصادرَ ذاتِ صلة أنّ المِلفَ يسيرُ على طريقِ التوقيع، وأن لبنان سَبَقَ في الجولةِ الأخيرة مقترحاتٍ إسرائيلية عبْرَ الوسيطِ الأميركي آموس هوكستين، وبينَها خطُّ الأنابيب وتسييرُ دورياتٍ إسرائيلية والمَسارُ السالكُ بفَرعيه الحكومي والبحري لا ينطبقُ على خطوطِ بعبدا الرئاسية، إذ احتُجِزَ الرئيسُ المرشّح في عُنقِ المواصفات وملامحُ الرئيسِ المقبل ستَرسُمُها قُوى التغيير غداً في اجتماعِ التصفياتِ النهائية وربطاً كَشَفَ النائب غسان سكاف للجديد عن مبادرةٍ للنوابِ المستقلين تتلاقى وكتلةَ التغيير، وتتضمّنُ سلّةَ أسماءٍ رئاسية. وقال إننا ضِدُ رئيسِ التحدي ومعَ التوافقي.

وقبلَ سلّةِ الرئاسة، ماذا عنِ السلالِ المصرِفية التي تبدأُ اعتباراً من الغد إقفالاً عاماً لثلاثةِ أيام؟ فالمِلفُ تشابكَ أمنياً ومصرِفياً وقضائياً، وشَهِدَ على نوباتِ صَرَعٍ سياسية تتصلُ بالفوضى وعلى ذِمّةِ التحقيق أُوقِفَ لليوم أربعةٌ من أصلِ سبعةِ مودعين "خبطوا" المصارفَ بأسلحةٍ وهمية.. لكنْ على ذِمّةِ المصارف هناك مئاتُ آلافِ المودعين ممّن أصبحوا قنابلَ موقوته، والفَرْق أنّ انفجارَهم مُحقٌّ هذه المرة وفي المقابل: الأمنُ يَضغط بالقضاء. والقضاءُ نفسُه لديه احتجاجاتٌ مماثلة كما المودِعين، فيما موظّفو المصارف يَعيشون واليدُ على الزِناد ويترقّبونَ الهجومَ في أيِ لحظة خليطٌ متداخلٌ تعالجُه الدولةُ بنشرِ التخوّفِ من الانفلاتِ الأمني، وتُعطيه المصارفُ علاجاً بالإضراباتِ التي لا تَحُلُّ الأزْمة، فيما خُطَطُ الحكومة تَنتظرُ حكومةً مؤلّفة، والحكومة في انتظارِ عودةِ رئيسِها المكلّف.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

مُدَوِّيةً نَزَلت مواقفُ الامينِ العامِّ لحزب الله في خطابِ الاربعينَ على تل ابيب، فاَفرغت كلَّ الاعيبِها وتهديداتِها المنسَّقةِ معَ الحليفِ الاميركي بهدفِ كسبِ الوقتِ وتجاوزِ مطالبِ لبنان..

وكما اَنجزت معادلةُ المسيَّراتِ الكثيرَ في حمايةِ الثروةِ اللبنانيةِ اتى تثبيتُ معادلةِ الاستخراجِ مقابلَ الاستخراجِ المعزَّزةِ بدقةِ المعلوماتِ والصواريخِ ليدفعَ العدوَ نحوَ البحثِ عن تاجيلٍ اضافيٍ لضخِّ الغازِ من كاريش بحسَبِ ما عَلَّقت اوساطٌ صهيونية. ووفقَ القراءاتِ فانَ الكيانَ المؤقتَ اذعنَ مجدداً لديمومةِ ومتانةِ معادلاتِ المقاومةِ واقرَّ بسماكةِ الخطوطِ الحمراءِ التي سيَّجَ بها حزبُ الله ثرواتِ لبنانَ وحقوقَه النفطية.

وبانتظارِ ان ياتيَ اليومُ الذي يستفيدُ فيه البلدُ من ثرواتِه في اطفاءِ ازماتِه، يحتاجُ المواطنُ الى ما يقيهِ من تداعياتِ الاختناقِ المعيشي ولو بمبادرةٍ من هنا او موقفٍ من هناكَ يقولُ اِنَ في الدولةِ من لا يزالُ يهتمُ بالبحثِ عن الحلولِ ولم يَستسلم للحصارِ والخراب. وبحسبِ اجماعِ العقلاءِ في البلدِ فانَ العلاجَ يبداُ بالاسراعِ في تشكيلِ حكومةٍ قبلَ نهايةِ عهدِ الرئيس ميشال عون وباقرارِ موازنةٍ تقاربُ ما امكنَ من الهمومِ الماليةِ للدولةِ ولا تزيدُ الاثقالَ على كتفِ المواطن.

وفي الحديثِ عن التاليف، يُرصدُ في الاجواءِ تراجعُ مستوى السجالِ في هذا الملفِ، بينما تطرح اسئلة عما اذا كان يدلُ ذلكَ على نية لاعلان ولادةِ الحكومة قريبا وتحديدا بعدَ عودةِ الرئيسِ المكلفِ من الخارجِ اواخرَ الشهر الجاري..

في المنطقة، تبقى الضفةُ الغربيةُ المحتلةُ متقدمةً في الحساباتِ الصهيونية ، ومقاومةُ شبانِها المتصاعدةُ والمدروسةُ ترفعُ مستوى الهواجسِ الوجوديةِ في الكيانِ المؤقت …

وفي توقيتٍ دقيقٍ اقليمياً جاءت الانتخاباتُ المحليةُ في سوريا وكذلك رسالتُها المؤكِدةُ على عزمِ حكومةِ وشعبِ هذه الدولةِ على استعادةِ دورِها المحوري وتاكيدِ خيارِ مواجهةِ الحصارِ بالارادةِ والاعتمادِ على القدراتِ الداخليةِ للنهوضِ في شتى الميادين.

ميقاتي في بريطانيا لتمثيل لبنان في تشييع الملكة إليزابث وكلمة له في سجل التعازي

وطنية

وصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بريطانيا لتمثيل لبنان غدا في مراسم تشييع الملكة إليزابيث الثانية. وقد شارك الرئيس ميقاتي وعقيلته السيدة مي، وعدد كبير من رؤساء الدول والحكومات في القاء نظرة الوداع على نعش الملكة بعد ظهر اليوم في قاعة ويستمنستر. كما دوّن الرئيس ميقاتي في سجل التعازي الكلمة الاتية: "باسمي وباسم الشعب اللبناني، ومع الملايين في كل أنحاء العالم، نحيي ذكرى الملكة إليزابيث الثانية التي كانت رمزًا للإخلاص والالتزام الوطنيين للمملكة المتحدة. نعرب عن خالص تعازينا لجلالة الملك تشارلز الثالث ولعقيلته جلالة الملكة ولجميع أفراد العائلة المالكة".

ومساء شارك الرئيس ميقاتي وعقيلته في حفل الاستقبال الرسمي الذي اقامه الملك تشارلز الثالث في قصر باكنغهام.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

باسيل يشترط… لا حكومة قبل معرفة اسم الرئيس!

الأنباء الكويتية/18 أيلول/2022

تكمن العقدة في المسألة الحكومية، في كونها بداية العبور إلى استحقاق رئاسة الجمهورية. وأمل حزب الله، بلسان أمينه العام السيد حسن نصرالله في احتفال ذكرى أربعين الإمام الحسين أمس السبت، من الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن تمهيدا لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، مع الاتفاق على رئيس جديد بعيدا عن التحدي. واشارت مصادر “الأنباء الكويتية” الى أنّ “العقدة هنا ان رئيس لبنان «لا يُصنع» في لبنان عادة، والثلاثي أو الرباعي الذي يشارك في صنع رئيس لبنان التقى في باريس وسيلتقي في نيويورك”. ولكن حتى الآن لم يسم أحدا، ولم يوح باسم احد، وهذا جزء من مسببات عرقلة الحكومة، لأن رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وكما تقول المصادر المتابعة، يريد معرفة اسم الرئيس قبل رفعه الحظر عن تشكيل الحكومة ليكون له رأيه فيه، بعدما بات مقتنعا بأنه خارج السباق ومثله سليمان فرنجية وسمير جعجع، بحسب اعتقاده، وعلى الأقل لا بد له من أن يكون موافقا على اسم من سيتولى رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة. وبدا واضحا أن نصرالله، الذي يتولى حزبه المساعي مع التيار، محشور بانسداد الأفق الباسيلي.

 

مخاوف من فوضى أمنية في لبنان نتيجة استفحال الأزمة المعيشية ونواب «كتلة التغيير» حذروا من سيناريو قاتم مقبل على البلد

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

تتصاعد المخاوف في لبنان من انفلات أمني يؤدي إلى فوضى قد تكون القوى الأمنية غير قادرة على ضبطها، في ظل ارتفاع معدلات الفقر، وتراجع قيمة رواتب العناصر الأمنيين إلى حدود مقلقة، بحيث بات راتب الجندي في الجيش اللبناني لا يساوي أكثر من 33 دولاراً أميركياً، مع تجاوز سعر صرف الدولار الواحد عتبة الـ38 ألف ليرة لبنانية. ولعل ما فاقم هذه المخاوف الاقتحامات التي شهدتها نهاية الأسبوع لعدد من المصارف من قبل مودعين احتجزوا رهائن، وهددوا بالسلاح الموظفين للحصول على ودائعهم المحتجزة منذ عام 2019، وهي ظاهرة يرجح كثيرون أن يكون من الصعب ضبطها بعدما بات القسم الأكبر من هؤلاء المودعين على يقين أنهم لن يحصلوا على أموالهم في وقت قريب في ظل تلكؤ الحكومة، بعد مرور 3 سنوات على الأزمة، في إقرار خطة اقتصادية مالية واضحة تحدد مصير ودائعهم. وتترافق هذه الظاهرة مع ازدياد معدلات السلب والسرقة، مع ترجيح مصدر نيابي في تكتل نواب «التغيير» أن ترتفع هذه المعدلات مع ارتفاع سعر الصرف وبلوغه مستويات غير مسبوقة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «البنك الدولي طلب من عدد من الخبراء قبل فترة دراسة عن السيناريو الأسوأ الذي قد يشهده لبنان في حال تواصل الانهيار، وقد تم وضع 3 سيناريوهات؛ الأول تجاوزناه منذ عامين، الثاني بلغناه منذ نحو 6 أشهر، أما السيناريو الثالث، وهو أسوأ السيناريوهات التي نخشاها فيقول بفلتان أمني كبير قد ينطلق من مدينة طرابلس ويمتد إلى المخيمات الفلسطينية على أن يطال كل المناطق، فتعجز القوى الأمنية عن ضبطه وإلقاء القبض على المطلوبين، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية السيئة جداً التي يرزح تحتها العناصر الأمنيون».

ويشير المصدر إلى أن نواب «التغيير» في جولتهم على القوى السياسية ضمن إطار شرح مبادرتهم الرئاسية «نبهوا القيادات السياسية من هذا السيناريو بحيث نكون بصدد أمن ذاتي وزعماء أحياء». ويضيف: «السبيل الوحيد لمنع الوصول إلى هذه المرحلة من الانهيار المسارعة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وإقرار خطة التعافي وتوقيع اتفاق مع صندوق النقد. وبخلاف ذلك نكون نتجه إلى الفوضى».

ولا يخفي وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام المولوي، أن «الأزمات الاجتماعية الناتجة عن الواقع المالي والاقتصادي المعروف تجعلنا نتحسب لإمكانية حدوث فوضى، وبذلك تبقى الأجهزة الأمنية حاضرة ومتيقظة وبحالة جهوزية، وهذا من واجبها»، مؤكداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزارة الداخلية والقوى الأمنية مستمرة في القيام بواجبها في حفظ الأمن والنظام، رغم الظروف الصعبة. فاللبنانيون لا يريدون الحرب، والتقارير الأمنية التي نتابعها يومياً لا تشير إلى توقع أحداث أمنية». ويضيف: «نعول على وطنية القوى الأمنية ووعي قياداتها، فتبقى هذه القوى واعية وحاضرة لخدمة الوطن وحماية المجتمع، كما أننا نعمل مع القيادات الأمنية والعسكرية على تأمين متطلبات خدمة العناصر الأمنية من محروقات وطبابة وتعديل الرواتب رغم الصعوبات». ويعتبر رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيغما» رياض قهوجي، أن «القفزات الكبيرة للدولار وبشكل مفاجئ من دون اتضاح أي سقف للارتفاع عوامل فاقمت أوضاع الناس الصعبة أصلاً نتيجة إفلاس الخزينة، وغياب المداخيل وتراكم الديون»، لافتاً إلى أنه وبعدما أصبحت «الرواتب من دون قيمة تذكر، وفي ظل عجز الحكومة عن إعادة النهوض بالبلد والتوجه لتذويب ودائع الناس، بات الخوف حقيقياً من فوضى، سواء تكون نتيجة رد فعل الناس على مآسيهم، أو نتيجة سعي فرقاء داخليين لتأزيم الوضع في مرحلة نهاية العهد لخلق مبررات لإبقاء الرئيس الحالي بالقصر أو تشكيل حكومة بشكل مشوه». وينبه قهوجي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الوضع خطير، ويزداد خطورة مع مرور الأيام ما يهدد بخسارة الدولة هويتها وبتداعي كيانها.

من جهته، يرى رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن «ما يحصل بموضوع المصارف طبيعي ومنتظر، ونتوقع أن يستمر، لكنه ليس مؤشراً على فوضى أمنية إنما لانفلات أمني سيزداد يوماً بعد يوم ككرة ثلج تكبر بسبب الفقر والحاجة، لكن ما نحن واثقون منه أن الجيش وقوى الأمن قادران على منع الفوضى»، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «كنا ننتظر أسوأ من ذلك أمنياً في السنوات الـ3 الماضية... وحده انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة يمكناننا من استيعاب الوضع ومنع تدهوره».

 

معطيات جديدة… هل اقترب تشكيل الحكومة؟

 جريدة الأنباء الإلكترونية/18 أيلول/2022

في ظل تفاقم الأزمة والكباش القائم حول الموازنة وإضراب المصارف المستمر الى يوم الخميس، وكلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، تبقى الأنظار متجهة نحو عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلّف تشكيل حكومة جديدة نجيب ميقاتي من الخارج لترجمة وعوده بتشكيل الحكومة ونومه في قصر بعبدا لإنجاز هذه المهمة. في هذا السياق، تحدث النائب السابق علي درويش عن معطيات جديدة تشير الى وجود تقدم على مستوى تشكيل الحكومة، وأن ميقاتي أكثر من جديّ لتشكيلها اليوم قبل الغد، وأن كلامه للإعلاميين أثناء مغادرته القصر الجمهوري يعطي انطباعاً بأن تشكيل الحكومة أصبح قريباً جداً ومن المفترض أن يُترجم فور عودته من بريطانيا ونيويورك عملاً حثيثاً وعالي الوتيرة حتى تشكيل حكومة. وعن شكل الحكومة وعدد وزرائها، رجح درويش في حديث مع جريدة “الانباء” الالكترونية بأنها قد تُشكل من 24 وزيراً مع تعديلات تسهيلاً لإعادة خلط التوازنات.

 

إشتباكات في الخريبة بمختلف أنواع الأسلحة

صحف/18 أيلول/2022

تجدّدت الاشتباكات في بلدة الخريبة في شرق بعلبك، مساء اليوم الأحد، على خلفية سقوط جريحين باشتباكات الأمس عندما أقدم ولخلافات سابقة، “م.خ.م.” على إطلاق النار على “ع.ه.م.” الذي أصيب برصاصة في بطنه وعلى “ع.ا.ق” الذي أصيب برصاصة في رجله، وكان أعقب سقوط الجريحين اشتباكات استمرت حوالى الساعة ليل أمس السبت. وعادت الاشتباكات لتتجدد مساء اليوم بمختلف أنواع الأسلحة، وسُمع صوت 10 قذائف من نوع “آر بي جي” استُخدمت في الاشتباكات. وتدخلت قوة مؤللة من الجيش اللبناني وهي تعمل على ملاحقة مطلقي النار.

 

انتخاب الرئيس… وفق الساعة الإيرانية؟

 جريدة الأنباء الإلكترونية/18 أيلول/2022

في إطار عودة الأمين العام اـ”حزب الله” حسن نصرالله للكلام العالي السقف وربط استخراج النفط من حقل كاريش مقابل استخراجه من الجانب اللبناني، أفادت مصادر سياسية عبر “الانباء” الالكترونية بأن “تهديدات نصرالله مرتبطة بتعثر مفاوضات فيينا، بعد أن كان توقيع الاتفاق النووي مع ايران على قاب قوسين وأدنى ولا علاقة له بملف ترسيم الحدود واستخراج النفط، بقدر ما هي رسائل للداخل اللبناني للحلفاء والخصوم”. وفي السياق، اعتبر النائب السابق فارس سعيد في حديث لجريدة “الانباء” الالكترونية أنّ حديث نصرالله يؤكد أن عهد ميشال عون انتهى، وأن إصرار الحزب مرة على لسان الشيخ نعيم قاسم ومرة على لسان السيد حسن بضرورة تشكيل حكومة يأتي من أجل سحب الذريعة للبقاء في بعبدا. ورأى أنّ هذا الاصرار يؤكد أن “وظيفة عون لدى حزب الله انتهت وليس مضطراً ليكون معه حليف ماروني، كما كان الوضع لدى تدخله بالحرب في سورية وفي مواجهة المحكمة الدولية، ما يعني ان عون لن يبقى في بعبدا بعد تاريخ ٣١ تشرين اول. وأشار الى أنه “لم يعد هناك شيئاً بالتوقيت اللبناني وكلّه أصبح على التوقيت الايراني، مجدداً التأكيد أن انتخاب رئيس الجمهورية يأتي بضغط من الخارج الى الداخل وليس العكس ما يعني كل الاتصالات واللقاءات واحتساب الاصوات لن يتم الا وفق الساعة الايرانية”، متوقعاً اتفاقاً مع اسرائيل يتجاوز اتفاق ١٧ أيار بشكله ومفعوله، فالحزب أحياناً يدّعي بأنه ليس جزءا من التفاوض وأحيانا يقول بأنه بعث لاسرائيل رسالة غير علنية فماذا يعني هذا الكلام؟

 

النقد الدولي»: على لبنان تنفيذ مجموعة من الإجراءات لإعادة الاستقرار الاقتصادي وأكد عدم وجود شروط تعجيزية لحصول مصر على القرض

جدة: سعيد الأبيض/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

قال مسؤول في صندوق النقد الدولي، إن على لبنان تنفيذ مجموعة الإجراءات الأولية لتنفيذ الاتفاق المبرم بين الحكومة اللبنانية والصندوق الدولي في صيغته النهائية للحصول على القرض المرتبط بنوعية وآلية الفترة الزمنية، كاشفا أنه لا توجد أي نقاط تعجيزية لحصول مصر على القرض من الصندوق، وما يحدث هو نقاشات وضوابط تقنية للوصول إلى الصيغة النهائية. وقال جهاد ازعور، مدير دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إنه جرى الوصول إلى اتفاق مبدئي مع الحكومة اللبنانية في شهر أبريل الماضي، وهناك مجموعة من الإجراءات يجب على الحكومة اللبنانية القيام بها لإعادة الاستقرار الاقتصادي اللبناني، والتي ستكون مدخل وضع الاتفاق في صيغته النهائية. وحول إقراض مصر، قال ازعور، إن هناك تشاورا يجري بين الحكومة المصرية وفريق الصندوق، وهذا التشاور مستمر وقطع أشواطا جيدة ونتأمل في الوصول إلى اتفاق بأسرع وقت، موضحا أن الصندوق واكب مصر خلال المرحلة الماضية وأمن دعما لمصر في عام 2016 من خلال أول برنامج وكان له انعكاس إيجابي على الاقتصاد المصري والذي ساهم في إعادة رفع مستويات النمو ورفع تدفقات رؤوس الأموال والاحتياطات في البنك المركزي، كما ساهم في تخفيف أعباء أزمة جائحة كورونا على الاقتصاد المصري، إضافةً إلى أن الصندوق وفي عام 2020 قدم دعما بنحو 8.8 مليار دولار لمصر لمواجهة جائحة كورونا ومساعدة الاقتصاد المصري على النهوض. وتابع، أن صندوق النقد الدولي يعمل مع الحكومة المصرية للتوصل إلى اتفاق يساعدها في مواجهة الصدمات ومنها تداعيات الحرب «الروسية، الأوكرانية» وارتفاع مستويات أسعار النفط والطاقة ومساعدة مصر للقيام بالإصلاحات الضرورية التي تساهم بإعادة تنشيط الاستثمار بالقطاع الخاص، مع إعطاء دور أكبر للقطاع الخاص لقيادة العجلة الاقتصادية وخلق فرص عمل وللمحافظة على ما جرى تحقيقه في السنوات الماضية من استقرار مالي. وعن وجود اشتراطات تعجيزية في إقراض مصر، أكد زورا لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا يوجد شيء من هذا، وكل ما في الأمر أنه عند وضع برنامج يحدث هناك نقاشات وأمور تقنية للوصول إلى الصيغة النهائية، وهذه التفاصيل يجهلها الكثير، وفي أي مفاوضات لأي برنامج تكون هناك تفاصيل إجرائية يجب الوصول معها إلى نتيجة واضحة لهذا السبب الأمور تأخذ وقت. وحول قيمة القرض المطلوب، قال إن تحديد حجمه يجري وفقاً للحاجات والإجراءات التي سيجري تنفيذها ومن الصعب التكهن الآن بحجم قيمة القرض.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بريطانيا تودع ملكتها الاثنين بأضخم جنازة رسمية وشعبية

تشارلز استضاف قادة العالم في قصر باكنغهام... ومليونا شخص يصطفّون بشوارع لندن

لندن: نجلاء حبريري/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

يستعد 10 آلاف شرطي، و2000 مدعو، و500 زعيم دولة ومسؤول رفيع للمشاركة في أول جنازة رسمية تنظمها المملكة المتحدة منذ عام 1965 لنقل الملكة إليزابيث الثانية إلى مثواها الأخير وإنهاء فترة حداد وطني استمرت عشرة أيام. وعشية الحدث الدبلوماسي الأكبر منذ عقود، توافد البريطانيون وممثلون عن قرابة مائتي دولة إلى العاصمة البريطانية لتقديم العزاء للملك تشارلز الثالث والمشاركة في مراسم الجنازة، فيما يتوقع أن يصطف قرابة مليوني شخص في شوارع لندن لمشاهدة نقل النعش من قاعة وستمنستر إلى كنيستها، ثم إلى وندسور حيث ستدفن إلى جانب والديها وزوجها دوق إدنبره. وتستكمل لندن الاستعدادات البروتوكولية واللوجيستية المرافقة للجنازة الرسمية، فيما أطلقت الشرطة أكبر عملية أمنية في تاريخها.

لقاء الزعماء

استقبل الملك تشارلز الثالث زعماء العالم في قصر باكنغهام مساء اليوم (الأحد)، قبل ساعات من انطلاق مراسم الجنازة. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، وزوجته جيل، في مقدمة الحاضرين بعدما ألقيا النظرة الأخيرة على نعش الملكة في قاعة وستمنستر، فيما يستمر تقاطر المشيعين لوداعها حتى الفجر. وقام ملك وملكة إسبانيا والرئيس الفرنسي ورئيسا وزراء كندا ونيوزيلندا بزيارة النعش بدورهم، قبل أن ينضموا إلى المدعوين في القصر الملكي. وعند وصوله إلى بريطانيا، قال بايدن إن الملكة الراحلة «جسدت حقبة» تاريخية. فيما اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي المناهض للملكية أن حضور إليزابيث الثانية الدائم كان «يبعث على الاطمئنان». وخارج أسوار باكنغهام، بدأت الحشود تتجمع مساءً في محيط كنيسة وستمنستر حيث ستقام الجنازة الرسمية، التي من المتوقع أن تشل الحركة في لندن وأن يتابعها المليارات عبر البث المباشر حول العالم. ورغم طبيعة الحدث الدبلوماسية، فقد قررت بريطانيا استبعاد دول لا تقيم معها علاقات دبلوماسية كاملة أو تعارض سياستها الخارجية من حضور الجنازة، بينها روسيا وبيلاروسيا على خلفية حرب أوكرانيا، فضلاً عن أفغانستان وميانمار وسوريا. ونددت وزارة الخارجية الروسية بسلوك «غير أخلاقي» و«تجديفي» للمملكة المتحدة تجاهها، على خلفية هذا القرار. أما الصين فستشارك في الجنازة، لكن السلطات البرلمانية البريطانية حظرت مشاركة أي من قادتها في إلقاء النظرة الأخيرة على نعش الملكة في قاعة وستمنستر.

سلاح دبلوماسي

كانت إليزابيث الثانية «السلاح الأقوى» في ترسانة الأدوات الدبلوماسية البريطانية طيلة سبعة عقود، وها هي جنازتها تجمع عشرات القادة من دول حليفة وأخرى منافسة ومستعمرات سابقة في أكبر تجمع دولي رفيع تنظمه المملكة المتحدة في تاريخها الحديث. وانعقد آخر حدث دولي بارز تستضيفه المملكة المتحدة بمناسبة اجتماع قمة السبع في يونيو (حزيران) 2021 على خلفية تصاعد التوتر الغربي مع الصين وروسيا، وجهود إعادة البناء بعد جائحة كورونا، وتداعيات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ونظمت الملكة وولي عهدها آنذاك الأمير تشارلز حفل استقبال لقادة الاقتصادات السبع الكبرى في كورنوول. ويعود هؤلاء القادة، إلى جانب زعماء عرب وملوك وأمراء أوروبيين وقادة الكومنولث وإمبراطور اليابان ونائب رئيس الصين، إلى بريطانيا اليوم لتكريم الملكة الأطول حكماً على العرش البريطاني. ولا شك أن السلطتين التشريعية والتنفيذية البريطانية ستنظران إلى وريثها، الملك تشارلز الثالث، لمواصلة إرث والدته وتعزيز قوة بريطانيا الناعمة على الساحة الدولية في حدود الأعراف الدستورية التي تقنن علاقة العرش بالسلطة.

تحديات جديدة

يواجه الملك الجديد تحديات مختلفة عن تلك التي عاصرتها والدته؛ فهو يتسلم العرش في وقت تمر فيها المملكة المتحدة بإحدى أسوأ أزماتها الاقتصادية والمالية منذ الحرب العالمية الثانية. وبدا تشارلز مدركاً لضرورة «عصرنة» المؤسسة الملكية وأهمية مواكبتها تغيرات العصر. وعبر لدى شغله منصب ولي العهد عن رغبته في تقليص دائرة العائلة المالكة، وبالتالي تخفيض تكاليفها على خزينة الدولة ودافعي الضرائب. ويعول تشارلز على ولي عهده ويليام الذي منحه لقب أمير ويلز، للمساهمة إلى جانب زوجته كاثرين في هذه الجهود، وتعزيز علاقة العائلة بأجيال بريطانية شابة تشكك بعض أوساطها في دور الملكية، خصوصاً في ضوء فضائح حاصرت «آل وندسور» في السنوات الثلاث الماضية. وكان من اللافت إقبال تشارلز خلال الجولة الوطنية التي قام بها بعد تنصيبه ملكاً، الأسبوع الماضي، على مصافحة المعزين من العامة ومخاطبتهم مباشرة خارج قصر باكنغهام وفي شوارع إدنبره وبلفاست وكارديف. ومثل والدته، يولي الملك الجديد اهتماماً خاصاً بمقاطعات المملكة المتحدة الأربع، فهو يتقن اللغة الويلزية، ويفخر بالزي الاسكوتلندي، ويتمسك بالتسوية الآيرلندية الشمالية. وكان هدف الحفاظ على وحدة مناطق المملكة المتحدة جلياً في المراسم الملكية المتجذرة في التاريخ، التي رافقت زيارات تشارلز إلى اسكوتلندا وآيرلندا الشمالية وويلز. وخارج حدود بلاده، يستعد التاج البريطاني لسلسلة تحركات لإزاحته من رئاسة الدولة في عدد من المماليك والمستعمرات السابقة. فقد كان تشارلز حاضراً في باربادوس العام الماضي، عندما استكملت استقلالها وأقامت نظاماً جمهورياً بعد قرابة 400 سنة من وصول أولى السفن البريطانية إلى سواحلها. وتتجه دول أخرى مثل جامايكا لاتخاذ خطوة مماثلة، فيما تواصل أخرى مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا نقاش هذه القضية مع كل دورة انتخابية.

 

صواريخ اسرائيلية جديدة لقصف سوريا..والمنظومة الروسية تسقط نصفها

المدن/18 أيلول/2022

أعلن الجيش الروسي أن منظومات دفاع جوي روسية تستخدمها قوات النظام السوري، أسقطت صاروخين مجنحين من اصل أربعة أطلقتها مقاتلات اسرائيلية من منطقة هضبة الجولان المحتلة باتجاه مطار دمشق من دون تحديد نوعها، فيما تكفلت وسائل إعلام اسرائيلية بكشف نوعها، وهي من طراز "سبايس 1000" الحديث.  وقال مصدر عسكري سوري إن عدواناً إسرائيلياً استهدف مطار دمشق ومواقع بجنوب العاصمة برشقات صاروخية، فجر السبت ما أدى الى مقتل 5 عسكريين سوريين. وأضاف المصدر: "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، وأدى العدوان إلى استشهاد خمسة عسكريين ووقوع بعض الخسائر المادية". وأعلن مركز المصالحة الروسي أن قوات النظام السوري، أسقطت، خلال تصديها للهجوم الإسرائيلي، معظم المقذوفات باستخدام منظومات دفاع جوي روسية. وقال اللواء أوليغ إيغوروف، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا: "شنت 4 مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف-16" في 17 أيلول/سبتمبر من مرتفعات الجولان هجوما باستخدام 4 صواريخ مجنحة و10 قذائف جوية موجهة على محافظة دمشق". وأضاف: "دمرت قوات الدفاع الجوي التابعة للقوات السورية صاروخين و6 قذائف جوية موجهة باستخدام منظومتي "بانتسير-إس-1" و"بوك -إم2اي" الروسيتين.

وفيما لم يكشف مركز حميميم عن نوع الصواريخ المجنحة، نشر حساب "إنتيلي تايمز" الإسرائيلي، المهتم بأخبار القصف الإسرائيلي على سوريا، صوراً للصواريخ التي استخدمتها إسرائيل في قصفها الأخير لمطار دمشق الدولي، قائلاً إنها من طراز "سبايس 1000" التي تتضمن مجموعة توجيه خاصة، باعتبار أن رأس الصاروخ موجه، ومزوّد بنظام ملاحة ذاتي. ويمكن لهذه الصواريخ أن تصحح مسارها في أثناء الطيران، باستخدام أجنحة قابلة للطي، كما يمكن أن يصل مدى الصاروخ من هذا الطراز إلى 150 كيلومتراً. وأوضح الكاتب والباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور عبر "تويتر" أن "الغرض المحتمل لاستخدام هذه الفئة من الصواريخ هو إحداث أكبر ضرر في البنية التحتية لمدارج المطارات".  ويعتمد الصاروخ يعتمد على مجموعة ذخيرة انزلاقية (جو- أرض)، مستقلة عن نظام تحديد المواقع العالمي  "جي بي أي" حسبما تقول هيئة "رفائيل" الحكومية الإسرائيلية لتطوير الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، والجهة المصنعة للصاروخ، وتعتمد هذه الصواريخ على تقنية"رفائيل" للحصول على ضربات دقيقة على نطاقات تصل إلى 100 كيلومتر.

 

إسرائيل تكثّف القصف على سوريا بعد كشف «مصانع الصواريخ» الإيرانية ومقتل 5 جنود في غارات على محيط دمشق

تل أبيب/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

على الرغم من صمت إسرائيل الرسمي حول ما نسب إليها من قصف استهدف مطار دمشق الدولي، وبعض المواقع بريف العاصمة السورية الجنوبي، والذي أدى لمقتل جنود من الجيش، تابعت وسائل الإعلام العبرية الحدث، وربطت بينه وبين تصريحات وزير الدفاع، بيني غانتس، الذي كشف عن وجود عشرة مواقع يتم فيها صناعة وتطوير الصواريخ الإيرانية، بما في ذلك منشآت تابعة للجيش السوري. وكان مصدر عسكري سوري قد أكد لوكالة أنباء النظام السوري (سانا)، أنه «في حوالي الساعة الثانية عشرة و45 دقيقة من فجر السبت، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه شمال شرقي بحيرة طبرية، مستهدفاً مطار دمشق الدولي وبعض النقاط جنوب مدينة دمشق. وقد تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها». وأضاف المصدر أن العدوان «أدى إلى استشهاد خمسة عسكريين، ووقوع بعض الخسائر المادية». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، من جهته، إن «قصفاً إسرائيلياً حدث على مواقع في مزارع الغسولة قرب مطار دمشق الدولي، ومحيط منطقة السيدة زينب، ومنطقة الكسوة، في ريف دمشق، تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران، تزامناً مع محاولة الدفاعات الجوية التابعة للنظام التصدي لأهداف في سماء المنطقة الجنوبية». وأبرزت وسائل الإعلام العبرية أن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 25 هجوماً على الأراضي السورية خلال عام 2022، تم خلالها استهداف مطار دمشق للمرة الثانية خلال أقل من شهر. وقالت إن طائرات حربية إسرائيلية هاجمت مساء 31 أغسطس (آب)، بعدد من الصواريخ من اتجاه بحيرة طبرية، بعض النقاط جنوب شرقي مدينة دمشق، بما فيها مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية، من ضمنها تدمير محطة المساعدات الملاحية، وجهاز قياس المسافات في مطار دمشق الدولي، وخروجها جميعها عن الخدمة. وأفاد «المرصد السوري»، في حينه، بأن عسكرياً يتبع قوات النظام قُتل نتيجة القصف الإسرائيلي على مناطق عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية له.

وفي أعقاب الهجوم الجديد (السبت)، كما في هجمات أخرى سابقة، رفضت إسرائيل تأكيد أو نفي الحدث. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا يعلق على تقارير أجنبية. وأفادت مصادر دبلوماسية واستخباراتية إقليمية وكالة «رويترز»، بأن إسرائيل كثفت هجماتها على المطارات السورية، لتعطيل استخدام طهران المتزايد لخطوط الإمداد الجوية لتزويد حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك «حزب الله»، بالأسلحة. وقالت إن طهران تعتمد النقل الجوي كوسيلة مأمونة بشكل أكبر، لنقل المعدات العسكرية إلى قواتها والميليشيات التابعة لها في سوريا، بعد تعطل عمليات النقل البري.

وقال العميد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، وهو اليوم باحث في معهد القدس للأمن الاستراتيجي، إنها ليست صدفة؛ تكثيف الهجمات المنسوبة لإسرائيل في سوريا في الآونة الأخيرة. وأشار إلى أن سحب وحدات صاروخية روسية من سوريا ونقلها إلى الجبهة في أوكرانيا، فتح الباب نحو تكثيف العمليات الإسرائيلية. وقال إن الضربات الجوية على الأهداف السورية أدت إلى شلل الدفاعات الجوية السورية، فلم تستطع منع هذه الهجمات. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قد قال يوم الاثنين، إن إيران استخدمت أكثر من عشر منشآت عسكرية في سوريا لإنتاج صواريخ وأسلحة متطورة، لتسليح جماعات تعمل لحسابها. وفي حديثه أمام مؤتمر في نيويورك، قدم غانتس خريطة لما قال إنها مواقع عسكرية لمركز الدراسات والبحوث العلمية، وهي وكالة حكومية سورية، تشارك في تصنيع الصواريخ والأسلحة لإيران، حسب «رويترز». وقال غانتس: «حولت إيران مركز الدراسات والبحوث العلمية (السوري) إلى منشآت لإنتاج صواريخ وأسلحة متوسطة وبعيدة المدى ودقيقة، مقدمة لـ(حزب الله) ووكلاء إيران. بعبارة أخرى: صار المركز جبهة إيرانية أخرى، ومصنعاً للأسلحة الاستراتيجية المتقدمة». وأشارت «رويترز» إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت بشكل متكرر مصياف، وهي منطقة في غرب محافظة حماة، قال عنها غانتس إن بها منشأة لإنتاج الأسلحة تحت الأرض تهدد إسرائيل والمنطقة. وأضاف غانتس: «مصياف على وجه التحديد تُستخدم لإنتاج صواريخ متطورة». وقال إن إيران تعمل أيضاً على تأسيس عملية لتصنيع الصواريخ والأسلحة في لبنان واليمن. وخلص قائلاً: «إذا لم يتوقف هذا التوجه، ففي غضون عقد من الزمن، ستكون هناك صناعات إيرانية متقدمة في جميع أنحاء المنطقة لإنتاج الأسلحة ونشر الرعب».

 

الرئيس الإيراني يستبعد عقد لقاء مع بايدن خلال وجوده في نيويورك

لندن - طهران/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

ذكرت «وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)» الرسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيتوجه غداً للمشاركة في أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ويشارك رئيسي للمرة الأولى بعدما ألقى خطاباً عبر الفيديو في العام الماضي، بسبب انتشار فيروس «كورونا». واستبعد رئيسي عقد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن. وقال في تصريحات أدلى بها لشبكة «سي بي إس نيوز» إن «لقاءً مع جو بايدن لن يحدث»، مضيفاً: «لا أعتقد أن مثل هذا اللقاء سيحدث؛ إذ لا أرى جدوى من اللقاء ولا من التفاوض»، حسبما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. ورداً على سؤال حول رأيه إن كان هنالك فارق بين إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وإدارة بايدن؟ قال رئيسي: «الحكومة الجديدة في أميركا تدعي أنها مختلفة عن إدارة ترمب، لكننا لم نشهد أي تغيير في الممارسة». وكان رئيسي قد شارك الأسبوع الماضي في قمة «منظمة شنغهاي للتعاون» في سمرقند، ودعا من هناك إلى حلول جديدة لإجهاض العقوبات الأميركية، و«تحدي النزعة الأحادية» لواشنطن... كما دعا إلى التوسع في التجارة الحرة بين الدول الأعضاء في المنظمة، إلى جانب التعاون المالي والمصرفي.

وأشارت وكالة «إرنا» الرسمية إلى لقاء جمع رئيسي مع المرشد الإيراني علي خامنئي، مشيرة إلى أن خامنئي أعرب عن ارتياحه لمجموعة الإجراءات المتخذة و«تمنى التوفيق» للرئيس عشية رحلته إلى نيويورك. تأتي زيارة رئيسي إلى الولايات المتحدة بعدما أعلن محتجزون سابقون في إيران من جنسيات أجنبية، تحريك دعوة قضائية ضد رئيسي في محاكم نيويورك بسبب دوره السابق في الجهاز القضائي الإيراني. وناشد أعضاء في الكونغرس ومسؤولون أميركيون في الإدارة السابقة إدارة جو بايدن حرمان رئيسي من دخول أراضي الولايات المتحدة. وبعد 16 شهراً من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في 8 أغسطس (آب) الماضي إن التكتل قدم عرضاً نهائياً للتغلب على المأزق، من أجل إحياء الاتفاق. وأرسلت إيران هذا الشهر أحدث رد لها على عرض الاتحاد الأوروبي. لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة قالت الأسبوع الماضي إن لديها «شكوكاً خطيرة» بشأن نيات إيران، بعد أن حاولت ربط إحياء الاتفاق بإغلاق تحقيقات «الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأبلغت ويندي شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأميركي، صحيفة «واشنطن بوست»، السبت، أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدودة في الجولة الأخيرة من المفاوضات، مشيرة إلى أن إيران أعادت على الرد الأميركي بشأن المسودة الأوروبية، «رداً صعباً وغير مقبول بالنسبة إلينا». وقالت: «لقد أرسلنا رسالة حول ما نعتقد أنه ضروري وما العناصر الحاسمة». وأضاف شيرمان أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيستمر في البحث عن طرق للمضي قدماً بالمفاوضات، لكنها أضافت أن الإدارة تستعد لجميع الاحتمالات. وأشارت المسؤولة إلى إجماع بين الرئيس ووزيري الخارجية والدفاع حول منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. وقالت: «نعتقد أن العودة إلى الاتفاق النووي أفضل طريق لضمان ذلك». وقالت أيضاً: «نحن نسعى لإعادة الأميركيين المحتجزين ظلماً في إيران إلى بلادهم، بعض النظر عما يحدث في الاتفاق النووي»، وأضاف: «هذا العمل مستمر حتى يصبح هؤلاء الأميركيون آمنين ويعودون إلى الوطن وعائلاتهم».

وتعقيباً على شيرمان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، لوكالة «إيسنا» الحكومية إن إيران «لا تزال مستعدة» لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة، بغض النظر عن نتائج المحادثات النووية. وقال كنعاني: «مع الاتفاق أو من دونه، مستعدون لتبادل السجناء بين إيران وأميركا. إنها قضية إنسانية». وأضاف: «أجرينا مفاوضات عبر طرق مختلفة وتوصلنا إلى الاتفاق المطلوب، والآن القرار يعود للحكومة الأميركية فيما إذا كانت تريد تنفيذ هذا الاتفاق أم لا». ونفى كنعاني أن تلعب روسيا دور الرادع في التوصل إلى محادثات نووية. وقال إن إيران «لا تضحي باستقلالها السياسي من أجل العلاقات مع دولة، ولدينا التوجه نفسه في مسار المفاوضات». وأضاف: «روسيا واحدة من أعضاء الاتفاق، ومن الطبيعي أن تشارك في مسار المفاوضات». وأشار كنعاني إلى أن «الطرف الأساسي في مسار المفاوضات الذي يجب أن يتحمل المسؤولية ويساعد على أن تثمر المفاوضات هو أميركا»، متهماً واشنطن بطرح مزاعم حول إيران أو دور روسيا، ووصفها بـ«الهروب إلى الأمام». وقال كنعاني: «بعبارة أخرى؛ إذا تحملت الحكومة الأميركية المسؤولية ووافقت على نتائج المفاوضات، فنحن مستعدون لإنجاز المحادثات، ولم تقم روسيا والصين وأوروبا بدور المعرقل للاتفاق».

 

غضب في إيران بعد موت شابة احتجزتها الشرطة ومطالبة أميركية بمحاسبة المسؤولين... كروبي حذّر من «ذبح الجميع من أجل حكم الفرد

لندن - طهران/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

تحولت جنازة امرأة شابة توفيت بعد اعتقالها من قبل «شرطة الأخلاق» في طهران التي تطبق قواعد الحجاب، إلى احتجاجات غاضبة ضد السلطات الإيرانية في مدينة سقز الواقعة بمحافظة كردستان غرب البلاد، بموازاة ردود داخلية ودولية، طالبت بمحاسبة المسؤولين عن وفاتها «المشبوهة». واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المحتجين، وفق ما أظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، حسب «رويترز».وردد المحت جون هتافات مناوئة للحكومة في مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني في مدينة سقز، خلال تشييع مهسا أميني 22 عاماً، التي لفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى بالعاصمة طهران الجمعة. وهتف المحتجون شعار «الموت للدكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي. وظهر رجل واحد على الأقل مصاباً في رأسه بمقطع مصور، حيث أمكن سماع شخص آخر يقول إنها إصابة بالخرطوش. وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الجمعة، حشوداً خارج مستشفى في طهران، حيث كانت تتلقى العلاج، فيما الشرطة تسعى لتفريق المحتشدين.

وأجرت السلطات تحقيقات في وفاة مهسا أميني، لكن طبيباً شرعياً، قال أمس، إن ظهور نتائج فحص الجثة قد يستغرق ثلاثة أسابيع. وذكرت الشرطة أن الشابة أصابتها وعكة صحية وهي تنتظر مع أخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه، رافضة بذلك تعرضها للضرب. وأظهرت لقطات دائرة تلفزيونية مغلقة نشرها التلفزيون الرسمي امرأة تحمل الاسم نفسه، تسقط بعد وقوفها من على كرسي لتتحدث مع مسؤول في مركز الشرطة. وبدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن شرطة طهران شددت على «عدم حصول احتكاك جسدي» بين الضباط وأميني. وأضافت أن أميني كانت من بين عدد من النساء اللاتي تم اقتيادهن إلى مركز للشرطة لإعطائهن «تعليمات» حول قواعد اللباس يوم الثلاثاء. وأضافت أن أميني «أغمي عليها فجأة خلال وجودها مع آخرين في القاعة». وبحسب رواية التلفزيون الرسمي، قالت الشرطة إن مهسا تعرضت لأزمة قلبية بعد اقتيادها إلى المركز التابع لشرطة الأخلاق من أجل «إقناعها وإرشادها»، نافية مزاعم تعرضها للضرب. وأفادت قناة «تصوير 1500» التي تراقب الانتهاكات في إيران، بأن الشابة تلقت ضربة على رأسها.

ونفى أقاربها أنها كانت مصابة بأي مرض في القلب. ونقلت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية، عن أسرتها قولها إنها نُقلت إلى المستشفى في غيبوبة هذا الأسبوع، بعد ساعات قليلة على اعتقالها وقد توفيت. وقبل إعلان الوفاة، أشارت الرئاسة الإيرانية في بيان، إلى أن الرئيس إبراهيم رئيسي أوعز إلى وزير الداخلية بالتحقيق في المسألة. وقال نواب عدة إنهم سيثيرون القضية في البرلمان، فيما أعلنت السلطة القضائية عبر وكالتها الإخبارية «ميزان» تشكيل لجنة تحقيق خاصة. ووصف البيت الأبيض الجمعة، وفاة الشابة الإيرانية، بأنها أمر «لا يُغتفر». وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن على «تويتر»، إنّ «موتها أمر لا يُغتفَر. سوف نستمر في العمل لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان». فيما وصف المبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي وفاتها بـ«المروع»، داعياً السلطات الإيرانية إلى «إنهاء العنف ضد المرأة». وطالب بمحاسبة المسؤولين. وقالت منظمة العفو الدولية إنه «يجب التحقيق جنائياً في الظروف التي أدت إلى الوفاة المشبوهة للشابة أميني، والتي تشمل مزاعم التعذيب وغيرها من أشكال سوء المعاملة خلال الاحتجاز». وأضافت: «يجب أن يواجه جميع الأفراد والمسؤولين المتورطين العدالة».

ودعا نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي إلى حداد عام في إيران. وحضت الناشطة مسيح علي نجاد التي تخوض معركة ضد «الحجاب القسري» إلى احتجاجات عامة. وقال الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي من مقر إقامته الجبرية: «لقد فرضت أسلوب الحكم أعباء ثقيلة على البلاد والشعب في الساحتين المحلية والدولية». وأضاف: «هذا البلد ليس ملكاً مطلقاً لفرد، وليس من المقرر أن يذبح كل شيء بما في ذلك الشريعة والقانون والأخلاق تماشياً مع الحكم الفردي». ونقلت مواقع عن كروبي قوله إن «الحزن الذي سببته هذه الجريمة كان عميقاً لدرجة أنني لم أرَ من اللائق تأجيل إدانتها»، وحض الشخصيات السياسية إلى متابعة القضية «حتى نهاية هذا الأسلوب غير القانوني واللاإنساني» لتفادي أحداث مماثلة. وطالب حزب «ندا» الإصلاحي باستقالة وزير الداخلية وقائد الشرطة. وقال أردشير ارجمند، مستشار الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، على «تويتر»، إن «خامنئي يتحمل مسؤولية وفاة أميني». من جانبه، دعا الناشط الإصلاحي البارز، عبد الله نوري مراجع التقليد في قم، إلى «إنهاء الصمت». ووصف المحامي الإيراني سعيد دهقان على «تويتر»، وفاة أميني، بأنها «جريمة قتل»، قائلاً إنها تعرضت لضربة على الرأس تسببت بكسر قاعدة جمجمتها. وفي واشنطن، وصف رئيس مركز حقوق الإنسان الإيراني هادي غائمي وفاتها، بأنها «مأساة كان يمكن تجنّبها». وقال إن «الحكومة في إيران مسؤولة. قُبض عليها بموجب قانون الحجاب القسري والتمييزي للدولة وتوفيت وهي قيد الاحتجاز». وقال ممثل خامنئي بمدينة كاشان، علي احتشامي، إن «سلوك الغرب أصبح هجومياً حيال وفاة مهسا أميني»، ونقلت وكالة «فارس» قوله: «يجب ألا يتعرض النظام ومبادئه للهجوم بسبب هذا الحادث».

في المقابل، دعت نقابة المعلمين الإيرانيين إلى «إنهاء اعتقالات شرطة الإرشاد». وانضم عشرات الفنانين إلى حملات التنديد عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتأتي وفاة أميني وسط جدل متنامٍ داخل إيران وخارجها بشأن سلوك شرطة الأخلاق المعروفة باسم «دورية الأخلاق». ففي يوليو (تموز)، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لامرأة تقف أمام إحدى عربات شرطة الأخلاق مطالبة بالإفراج عن ابنتها. وظلت المرأة التي تصرخ ابنتها تعاني من مشكلة صحية، ممسكة بالمركبة حتى بعد انطلاقها قبل أن تُفلِتها بعد أن زادت سرعتها. وفي الشهور القليلة الماضية، حث نشطاء حقوقيون النساء على المجاهرة بخلع الحجاب، فيما يعرضهن لخطر القبض عليهن بتهمة تحدي قواعد الحجاب، في وقت تشدد فيه السلطات حملة على ما تسميه «السلوك غير الأخلاقي». وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة على ما يبدو أنها إجراءات شديدة الوطأة اتخذتها وحدات شرطة الأخلاق ضد النساء اللائي خلعن الحجاب.

 

أوروبا تراهن على «شتاء معتدل» لمواجهة أزمة الطاقة

تقرير داخلي: دول الاتحاد لا تملك إمكانات كافية لتحويل الغاز المسيَّل

بروكسل: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

إنه الشتاء الأخير الذي ستكون فيه أوروبا تحت رحمة ابتزاز موسكو، بوقف إمدادات الطاقة واحتمال افتعالها أزمة اقتصادية واجتماعية على نطاق واسع في بلدان الاتحاد الأوروبي؛ لكنه الشتاء الذي يرتعد الأوروبيون منه خوفاً لما يمكن أن يحمله، إذا جاء قاسياً، أو إذا فشلت جهود التعبئة والاستعداد لتأمين الاحتياجات الاستهلاكية حتى مطالع الربيع المقبل. هذا ما يُستفاد من تقرير داخلي وضعته المفوضية الأوروبية، واطلعت عليه «الشرق الأوسط»، وسيُعرض على الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده المجلس الأوروبي للطاقة أواخر الشهر الحالي في بروكسل، لوضع استراتيجية مشتركة من أجل مواجهة النقص الحاد في إمدادات الغاز واحتواء تداعياته التي بدأت تهدد بإقفال مئات الشركات والمصانع، وتسريح مئات الآلاف من العمال، في بلدان الاتحاد الأوروبي. ويشير التقرير إلى أن المشكلة الرئيسية ليست كامنة في قلة الإمدادات البديلة، بقدر ما هي ناجمة عن عدم كفاية القدرة على إعادة تحويل المادة المسيّلة إلى غاز جاهز للاستهلاك بعد استيرادها وتخزينها. ويقدّر خبراء المفوضية أنه حتى في حال بلوغ المخزون الأوروبي كامل قدرته الاستيعابية مطلع الشهر المقبل -وهو التاريخ الذي يبدأ فيه موسم التدفئة في بلدان أوروبا الوسطى والشمالية- فإنه لن يكفي لتلبية الاحتياجات المتوقعة حتى نهاية السنة الجارية، علماً بأن هذه التقديرات تنسحب على المتوسط الأوروبي وتتفاوت بين دولة وأخرى. بعض البلدان الأوروبية تملك قدرة كافية على تحويل الكميات اللازمة لاستهلاكها الصناعي والمنزلي، بينما يتفاوت الطلب على الغاز بين الدول الأعضاء بتفاوت مناخها، أو بنسبة اعتمادها عليه لإنتاج الكهرباء، ما يستدعي تنسيقاً وتضامناً لا تبدو جميع العواصم الأوروبية مستعدة له في الوقت الراهن. وتفيد البيانات الحالية بأن بلداناً مثل بلجيكا والبرتغال والسويد بلغت مؤخراً أقصى قدراتها على تخزين الغاز المسيّل؛ لكنها ليست قادرة على تلبية احتياجاتها أبعد من الأسابيع الثلاثة المقبلة. أما بلدان أخرى، مثل سلوفاكيا والنمسا وهولندا والمجر، فهي قادرة على سدّ احتياجاتها لأربعة أشهر، حتى في حال الوقف التام لتدفق الغاز من روسيا أو من أي مصدر آخر. لكن النمسا وسلوفاكيا والمجر والجمهورية التشيكية لا منافذ لها على البحر، وبالتالي فهي تعتمد كلياً على تضامن الدول الأعضاء الأخرى. أما هولندا التي بوسعها استقبال بواخر الشحن الكبرى، فهي تستورد كميات محدودة من الغاز المسيّل مقارنة بالدول الأخرى، نظراً لضعف قدراتها على تحويله جاهزاً للاستهلاك، علماً بأنها تعوّض هذا الضعف عن طريق ربطها بخط أنابيب مع النرويج التي أصبحت اليوم المصدّر الأول للغاز إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، بعد وقف الإمدادات الروسية.

يضاف إلى ذلك أن معظم منشئات التخزين الأوروبية التي يبلغ عددها 146، ليست مجهزة بالمحوّلات اللازمة، ولا بد من الانتظار سنوات لإنجاز محطات التحويل الكافية لتلبية احتياجات السوق الأوروبية. وينبّه الخبراء إلى أن العامل المناخي سيكون حاسماً في تحديد مسار هذه الأزمة ومدى خطورتها؛ خصوصاً بعد أن تراجع إنتاج الطاقة الكهربائية من الذرة في فرنسا وألمانيا، وانخفاض إنتاج الطاقة الكهرمائية بسب الجفاف الذي ضرب مناطق كثيرة في أوروبا. ويفيد تقرير المفوضية بأنه في حال اعتدال فصل الشتاء، يمكن أن يصل المخزون الأوروبي من الغاز إلى الربيع المقبل بما يقارب ربع قدرته الاستيعابية، ومن غير الاضطرار لتقنين الاستهلاك. لكن نظراً لتعذّر وضع استراتيجية تقوم على التوقعات المناخية، اتجهت الحكومات الأوروبية للإسراع في المراهنة على توفير الطاقة، وفرضت تدابير على المواطنين والقطاع الخاص، مثل إقفال أبواب المتاجر وضبط المنظمات الحرارية، لتفادي الدرجات المرتفعة أو المنخفضة جداً في الصيف وفي الشتاء. وقد ساعد الارتفاع المطرد في فواتير استهلاك المحروقات على خفض طلب المواطنين والشركات على الغاز والكهرباء. ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، بلغت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الروسي 45 مليار متر مكعّب، أي 19 في المائة من إجمالي الواردات الأوروبية، بعد أن كانت قد بلغت 36 في المائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ولتعويض هذا الفارق، بادرت النرويج إلى رفع صادراتها من الغاز إلى بلدان الاتحاد بنسبة 12 في المائة، بينما كانت واردات الغاز المسيّل من مصادر أخرى تزداد بنسبة 50 في المائة مقارنة بالسنة الماضية. ومنذ بداية الشهر الجاري تسارعت التطورات في سوق الغاز؛ حيث قررت موسكو القطع الكلي لإمدادات الغاز عبر خط «نورد ستريم» بذريعة وجود عطل فني، بينما الأسعار ترتفع بسرعة، وتتيح لروسيا تصدير كميات أقل من غير أن تنهار عائداتها. ومن المنتظر أن يؤدي قرار قطع الإمدادات مطلع هذا الشهر إلى عرقلة جهود المرحلة الأخيرة من التخزين في بلدان مثل ألمانيا، الحلقة الأضعف بين الدول الأعضاء في حرب الغاز مع روسيا. وبعد 3 أيام على تذرّع موسكو بالعطل الفني لوقف الإمدادات، أعلنت أنها لن تستأنف تصدير الغاز عبر هذا الخط الذي كان يمدّ أوروبا بنصف احتياجاتها الاستهلاكية. وكان انخفاض الإمدادات الروسية والواردات التي تصل من الجزائر عن طريق إسبانيا، قد دفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن مصادر تموين أخرى في بلدان نائية، مثل الولايات المتحدة وقطر ونيجيريا. وقد أدى ارتفاع تكاليف الشحن نظراً لبعد المسافة، إلى جانب تكلفة تسييل الغاز لشحنه ثم إعادة تحويله للاستهلاك، إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، بحيث تحوّل ملف الطاقة وما ينشأ عنه من تداعيات اقتصادية واجتماعية، إلى موضوع النقاش الرئيسي في المشهد السياسي الأوروبي، وإلى مصدر قلق كبير بالنسبة للمؤسسات الأوروبية.

 

الأوكرانيون يبحثون عن جثث ذويهم في خاركيف

زيلينسكي يتحدث عن «عمليات تعذيب»… ولندن تتوقع «توسع هجمات موسكو»

كييف - إيزيوم/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

بحث سكان في بلدة إيزيوم التابعة لمنطقة خاركيف في شمال شرقي أوكرانيا عن أقاربهم القتلى في مقبرة بمنطقة قريبة تغطيها الأشجار بينما واصلت فرق الطوارئ استخراج ما قالوا إنها مئات الجثث التي عثر عليها بعد طرد القوات الروسية من المنطقة. ولم تحدد بعد أسباب وفاة من في موقع المقبرة، التي تم اكتشافها الأسبوع الماضي، لكن السكان يقولون إن بعضهم لقي حتفه في غارة جوية. وقالت السلطات الأوكرانية إن جثة واحدة على الأقل كانت مقيدة اليدين وتوجد علامات حبال على الرقبة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المحققين اكتشفوا أدلة جديدة على استخدام التعذيب مع المدفونين في إيزيوم، وهي واحدة من أكثر من 20 بلدة استعادتها القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف بعد تقدم خاطف في وقت سابق من الشهر. وأضاف زيلينسكي في خطاب مصور في ساعة متأخرة من مساء أمس (السبت): «عثر بالفعل على أكثر من عشر غرف تعذيب في المناطق المحررة بمنطقة خاركيف في مدن وبلدات مختلفة». وأضاف «التعذيب كان ممارسة منتشرة في الأراضي المحتلة. هذا ما فعله النازيون. هذا ما يفعله (الروس)». وتابع: «سيحاسبون بنفس الطريقة، سواء في ساحة المعركة أو في قاعات المحاكم». وأمسك فولوديمير كوليسنيك قائمة مكتوبة بعناية تضم أسماء وأرقاما وهو يقف بين قبور مرقمة بحثا عن أقارب قال إنهم قتلوا في غارة جوية على مبنى سكني قبل وقت قصير من سقوط إيزيوم في أيدي القوات الروسية في أبريل (نيسان). وتوقف أمام صليب يحمل الرقم 199، حسبما أفادت وكالة «رويترز» في تقرير ميداني لها. وبعد التحقق من القائمة التي أعطتها له شركة محلية لخدمات الدفن والجنائز قامت بحفر القبور، علق بعناية لافتة صغيرة تحمل اسم أحد أقاربه ويدعى يوري ياكوفينكو. وقال إن الرقمين 164 و174 كانا لزوجة ووالدة قريبه. وأضاف كوليسنيك للوكالة: «دفنوا الجثث في أكياس، دون توابيت، دون أي شيء. لم يسمح لي بالقدوم إلى هنا في البداية. قال (الروس) إن المكان ملغوم وطلبوا الانتظار. كان هناك الكثير منهم في الغابة، لذلك كان من المخيف الحضور إلى هنا».

نفي من موسكو

لم يصدر عن موسكو تعليق على اكتشاف المقابر علماً أنها تنفي مراراً ارتكاب فظائع في الحرب أو استهداف مدنيين. واتهم رئيس الإدارة المتحالفة مع روسيا التي تركت المنطقة هذا الشهر الأوكرانيين بتلفيق الفظائع في مدينة إيزيوم. وقال فيتالي جانتشيف لمحطة «روسيا - 24» التلفزيونية الرسمية: «لم أسمع أي شيء عن عمليات دفن». ولم يرد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاتهامات، لكنه قلل من أهمية الهجوم الأوكراني المضاد السريع وصور الغزو الروسي على أنه خطوة ضرورية لمنع ما قال إنها مؤامرة غربية لتفكيك روسيا. وقال بوتين وهو يبتسم يوم الجمعة بعد قمة منظمة شنغهاي للتعاون في مدينة سمرقند الأوزباكستانية: «سلطات كييف أعلنت أنها شنت وتنفذ عملية هجوم مضاد... حسنا، دعونا نرى كيف سيتطور الأمر وكيف سينتهي». وحذر بوتين من أن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرضت قواتها لمزيد من الضغوط، مما أثار مخاوف من أنه قد يستخدم في مرحلة ما وسائل غير تقليدية مثل أسلحة نووية صغيرة أو أسلحة كيماوية. وفي مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» نشرت محطة «سي. بي. إس» مقتطفا منها أمس، سئل الرئيس الأميركي جو بايدن عما سيقوله لبوتين إن كان يفكر في استعمال مثل تلك الأسلحة، فرد بالقول: «لا تفعل لا تفعل لا تفعل. هذا سيغير وجه الحرب بطريقة لم يكن لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية».

لندن تتوقع توسع هجمات موسكو

وقال الجيش البريطاني الأحد إن روسيا وسعت على الأرجح نطاق المواقع التي استعدت لضربها في أوكرانيا، بما يشمل استهداف مواقع بنية تحتية مدنية، في خطوة تهدف لإضعاف معنويات شعب وحكومة أوكرانيا. وذكر حكام مناطق في أوكرانيا الأحد أن خمسة مدنيين قتلوا في هجمات روسية على منطقة دونيتسك في اليوم السابق كما تضررت العديد من البنايات الخاصة المرتفعة وخطوط أنابيب الغاز وخطوط الكهرباء في ضربات روسية في منطقة نيكوبول. كما حذر بعض المحللين العسكريين من أن موسكو قد تتسبب في حادث نووي في محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا، والتي تخضع حاليا لسيطرة روسيا. وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف محيط المحطة مما أسفر عن تضرر مبانٍ وتعطيل خطوط الكهرباء التي تبقيها مبردة وآمنة. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية السبت إن أحد الخطوط الأربعة الرئيسية للكهرباء في المحطة تم إصلاحه وبدأ يمدها من جديد بالكهرباء من الشبكة الأوكرانية. كما شنت أوكرانيا هجوما مضادا كبيرا لاستعادة السيطرة على أراض في الجنوب حيث تأمل أن تتمكن من حصار آلاف القوات الروسية التي انقطعت عنها الإمدادات على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادة السيطرة على خيرسون، المدينة الأوكرانية الكبرى الوحيدة التي استولت عليها روسيا دون أضرار كبرى منذ بدء الحرب. وذكرت وكالة «تاس» للأنباء أن قوات الأمن الروسية أطلقت النار على أفراد عصابة إجرامية مسلحة في وسط خيرسون في وقت متأخر من مساء أمس و«حيدتهم». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر أمني قوله إن تلك العصابة هي «مجموعة تخريب واستطلاع» دون الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.

 

بايدن يحذر بوتين من استخدام أسلحة كيماوية أو نووية، قال له: «لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل»... والبنتاغون سيسلم منظومة «نامساس» الدفاعية لكييف وإرجاء تسليمها أسلحة بعيدة المدى

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

وجه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين من استخدام أسلحة كيماوية أو نووية تكتيكية، غداة الخسائر الكبيرة التي مني بها في الحرب في أوكرانيا. وقال بايدن في مقتطفات بُثت مساء الجمعة من مقابلة أجرتها معه شبكة «سي بي إس»: «لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل». وجاء ذلك رداً على سؤال بشأن احتمال لجوء بوتين الذي مني جيشه بخسائر كبيرة في الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية هذا الشهر، إلى أسلحة كيماوية أو أخرى تكتيكية نووية. وقال بايدن إن هذا الأمر، «سيغير وجه الحرب بشكل لا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية». وأضاف: «سيصبحون (الروس) منبوذين في العالم أكثر من أي وقت مضى». واستعادت أوكرانيا مناطق واسعة في الشرق من القوات الروسية المحتلة في الأسابيع الأخيرة، بفضل الأسلحة الثقيلة التي زودها بها حلفاؤها الغربيون. وتواجه موسكو موجة غضب من الغرب غداة العثور على مقبرة جماعية خارج مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية أخيراً، ويقول مسؤولون أوكرانيون إن علامات التعذيب بدت واضحة على جميع الجثث التي تم إخراجها. في هذا الوقت، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، بات رايدر، إن الولايات المتحدة بصدد تسليم أوكرانيا أول نظامين للدفاع الجوي من طراز «ناسماس»، في الشهرين المقبلين. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مساء الجمعة، أن تقديم هذه المنظومة الجديدة سيسهم في تعزيز القدرات الدفاعية بشكل أكبر في حماية الأوكرانيين من التهديدات الجوية للعدو، بما في ذلك الطائرات والمركبات الجوية بدون طيار وصواريخ «كروز». ومن المعروف أن منظومة «نامساس» تعد منظومة الدفاع الأساسية في تأمين الحماية الجوية للبيت الأبيض والبنتاغون، من أي هجمات محتملة. إلى ذلك قال رايدر، إن المساعدة العسكرية الجديدة التي كشف عنها البنتاغون بقيمة 600 مليون دولار، تتضمن توفير ذخائر لصواريخ «هيمارس» وقذائف مدفعية عيار 155 ملم، وأنظمة جوية مضادة للطائرات المسيّرة، ومعدات لإزالة الألغام، وأجهزة الرؤية الليلية وغيرها من المعدات الخاصة بفصل الشتاء والطقس البارد. وأضاف أن الأوكرانيين يعززون مكاسبهم في خاركيف بعد استعادتهم منطقة كبيرة، بينما يحاول الروس تعزيز خطوطهم الدفاعية هناك. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستستضيف اجتماعاً خاصاً تحت رعاية مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية، مع كبار مديري مصنعي الأسلحة الوطنية يوم 28 سبتمبر (أيلول) الجاري، في بروكسل. وقال إنه ستتم مناقشة كيفية التأكد من تمكن قواعدنا الصناعية الدفاعية المتبادلة، من أن تزود القوات الأوكرانية مستقبلاً، بأفضل القدرات التي يحتاجونها للدفاع عن بلادهم. يأتي ذلك وسط تقارير تتحدث عن مخاوف من تراجع مخزونات الدول التي تقوم بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة، مع توقع أن تطول الحرب، الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تجنبه، من خلال تسريع آليات إنتاج الأسلحة وتوقيع العقود مع الشركات المنتجة.

وكشف إريك باهون، متحدث آخر باسم البنتاغون، الجمعة، أن نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، اجتمعت يوم الخميس مع اللجنة التنفيذية لاتحاد الصناعات الفضائية، التي تتألف من الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران الرائدة. وقال إن الاجتماع يأتي في سياق حرص البنتاغون على مواصلة إشراك قادة الصناعة، كجزء من استراتيجية تواصل منتظمة ومفتوحة لتعزيز فهم الوزارة لأولويات الصناعة والتحديات. وناقش المجتمعون الدعم المستمر لأوكرانيا، والجهود المبذولة لمعالجة ضغوط الصناعة الناجمة عن التضخم، وتحديات القوى العاملة على المديين القريب والطويل. وشددت هيكس على أهمية الاستجابة القائمة على البيانات للظروف الاقتصادية. كما سلطت هيكس الضوء على أن الوزارة منحت أكثر من 2.4 مليار دولار لشراء قدرات لأوكرانيا، بالإضافة إلى تجديد المخزونات الأميركية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

من جهة أخرى، كشف مسؤولان عسكريان لشبكة «إن بي سي» الأميركية، أن إدارة الرئيس بايدن تنظر في تأجيل تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى، بعدما كانت وعدت سابقا بتسليمها، لتجنب «أي تصعيد خطير» مع موسكو. وحذرت روسيا مراراً، من أن إرسال صواريخ بعيدة المدى قد تطول أراضيها، يعد «خطاً أحمر»، ويجعل الولايات المتحدة طرفاً مباشراً في النزاع. وقال المسؤولان، إن مسؤولين كباراً في البنتاغون عارضوا فكرة تقديم تلك الصواريخ، بعدما عبروا عن قلقهم من أن تستخدم هذه الصواريخ، في ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ما قد يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب مع موسكو. وتطالب أوكرانيا بتكثيف الدعم العسكري الغربي لها بأسلحة متطورة ونوعية، لتمكينها من مواجهة القوات الروسية وصدها، خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها في الآونة الأخيرة على جبهات القتال شرق البلاد وجنوبها.

من جهة أخرى كشف موقع «بوليتيكو» الإخباري الأميركي، أن كييف، ورغم أنها خففت في العلن من مطالباتها بصواريخ بعيدة المدى، غير أنها تواصل خلف الكواليس، الطلب من الولايات المتحدة الحصول على أسلحة متقدمة مثل أنظمة الدفاع الصاروخي «باتريوت»، لتغيير دفة الحرب جذرياً. وأضافت أن مستشارين في الحكومة الأوكرانية ومسؤولين في البنتاغون، ومن شركات الصناعات الدفاعية، يبحثون إرسال أنظمة باتريوت ومقاتلات «إف - 16»، ومسيّرات من طراز «غراي إيغل» ضمن صفقات تمويل طويلة الأجل يجري وضع تفاصيلها. وأضافت «بوليتيكو» أن اللجوء إلى السرية في مناقشة تلك الطلبات، يأتي على خلفية تزايد مخاوف كييف، من أن يتراجع الاهتمام باحتياجاتها الأكثر إلحاحاً لمواصلة الحرب.

 

الاتحاد الأوروبي ينضم للأمم المتحدة للمطالبة بالتحقيق في جرائم حرب محتملة بإيزيوم الأوكرانية

براغ - كييف/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، المجتمع الدولي، إلى إدانة «الدولة الإرهابية» الروسية، وذلك في أعقاب اكتشاف مقابر جماعية حول مدينة إيزيوم في شرق أوكرانيا، فيما دعت الجمهورية التشيكية التي تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، السبت، إلى تأسيس محكمة دولية متخصصة في جرائم الحرب. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، إنه يعتزم إرسال محققين إلى مدينة إيزيوم، بينما وصف جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، التقارير، بأنها «تثير الاشمئزاز». وندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بما وصفها بأنها «فظائع» ارتُكبت في مدينة إيزيوم. ويأتي موقف ماكرون في إطار موجة من ردود الفعل الغربية الغاضبة بعد تقارير لمسؤولين أوكرانيين قالوا إنهم عثروا على مقبرة جماعية خارج المدينة تحوي مئات الجثث. وكتب الرئيس الفرنسي على «تويتر»: «أدين بأشد العبارات الفظائع التي ارتُكبت في إيزيوم بأوكرانيا تحت الاحتلال الروسي»، مشدداً على أن المسؤولين عن تلك الفظائع «يجب أن يُحاسبوا على أفعالهم. لا يوجد سلام بلا عدالة». وسبق أن اتهمت موسكو بارتكاب جرائم حرب في مناطق أخرى من أوكرانيا، خصوصاً في محيط كييف في الأسابيع الأولى من النزاع، لكنها واظبت على رفض هذه الاتهامات. واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن روسيا تتصرف بشكل «مروع»، وارتكبت على الأرجح جرائم حرب. وقال للصحافيين، «هذا جزء مروع من رواية متواصلة. كلما رأينا المد الروسي يتراجع من أجزاء احتلها في أوكرانيا، نرى ما الذي يتركه خلفه». وأضاف: «العثور أخيراً على أكثر من 440 قبراً في إيزيوم يذكرنا بذلك». ودعا السلطات الأوكرانية إلى توثيق هذه الفظاعات، مؤكداً أنه «في كثير من الحالات سيرقى الأمر إلى جرائم حرب».

وخلال مؤتمر صحافي، قال بلينكن إن روسيا تتعرض «لضغوط» بعد مخاوف أعربت عنها بكين ونيودلهي بشأن النزاع. وتابع: «أعتقد أن ما نسمعه من الصين والهند يعكس مخاوف حول العالم بشأن عواقب العدوان الروسي على أوكرانيا ليس فقط على الشعب الأوكراني». وأضاف: «أعتقد أن ذلك يزيد الضغوط على روسيا لإنهاء عدوانها». وأعرب المسؤولان الهندي والصيني عن هذا القلق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان. وأبلغ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الرئيس الروسي، الجمعة، أن الوقت «ليس للحرب»، حسب لقطات تلفزيونية. والخميس، أقر بوتين بأن الصين، حليف روسيا الرئيسي، أعربت عن «قلقها» حيال النزاع في أوكرانيا. وتأتي المناشدة الدولية للتحقيق في «جرائم حرب» محتملة بعد العثور على نحو 450 قبراً خارج مدينة إيزيوم التي كانت خاضعة للاحتلال الروسي، وحيث بدت علامات التعذيب جلية على بعض الجثث التي تم إخراجها. وقال الرئيس الأوكراني، إنه «من المبكر جداً الحديث عن عدد الأشخاص المدفونين هناك»، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت جارية. وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي على «تويتر»، «في القرن الحادي والعشرين، لا يمكن تصور اعتداءات شنيعة كهذه على السكان المدنيين». وتابع: «علينا ألا نتجاهلها. نطالب بمعاقبة جميع مجرمي الحرب». وأضاف: «أدعو إلى تأسيس محكمة دولية خاصة في أسرع وقت تتولى ملاحقة جريمة العدوان». وأشار محققون إلى أن بعض الجثث التي عثر عليها في المقابر قرب مدينة إيزيوم الأوكرانية شرقاً كانت لأشخاص تم تقييد أيديهم خلف ظهورهم. كما عُثر على جثث أطفال. واستقبلت الجمهورية التشيكية التي كانت دولة شيوعية، وباتت الآن عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، حوالي 400 ألف لاجئ من أوكرانيا.

وفي كلمته الليلية المصورة ليل الجمعة، حذر زيلينسكي أيضاً من وقوف العالم مكتوف الأيدي، بينما تقوم «الدولة الإرهابية» الروسية بقتل وتعذيب المدنيين، مطالباً بفرض عقوبات أشد صرامة على موسكو. وأضاف: «هناك بالفعل أدلة واضحة على التعذيب والمعاملة المهينة للناس. فضلاً عن ذلك، هناك أدلة على أن الجنود الروس، الذين لم تكن مواقعهم بعيدة عن هذا المكان، أطلقوا النار على المدفونين على سبيل التسلية». وقارن زيلينسكي ما تم اكتشافه في إيزيوم قبل أيام بمذبحة بلدة بوخا الواقعة على مشارف كييف في الربيع الماضي، مكرراً دعوته إلى تشكيل محكمة دولية لمحاسبة روسيا على جرائمها في أوكرانيا.

كانت الشرطة الأوكرانية قد قالت في وقت سابق يوم الجمعة، إن ضباطاً عثروا على العديد من مواقع التعذيب، في مناطق تمت استعادتها مؤخراً من القوات الروسية. وقال رئيس الشرطة إيهور كلايمنكو، في بيان، إنه «بالنظر إلى بالاكليا أو إيزيوم، نرى عدداً هائلاً من الجرائم المرتكبة ضد السكان المدنيين»، مضيفاً أنه تم اكتشاف 10 مواقع تعذيب. وفي بلدة بالاكليا، ورد أنه تم احتجاز ما يصل إلى 40 شخصاً، وتم إذلالهم وتعذيبهم بمركز شرطة محلي خلال الاحتلال الروسي. وأضاف كلايمنكو: «كان هناك تعذيب، وشهدنا آثار أسلاك كهربائية عارية على أيدي الناس، حيث كان يتم توصيل الكهرباء بها خلال الاستجواب». وذكر كلايمنكو أن ألفاً آخرين من رجال الشرطة سيجري إرسالهم إلى منطقة خاركيف للعمل في نقاط تفتيش أو إجراء تحقيقات، من بين أمور أخرى. وتم بالفعل إطلاق ما مجموعه أكثر من 200 تحقيق في جرائم حرب روسية محتملة.

 

هل ما حققه الأوكرانيون مؤخراً «نقطة تحوُّل» في الحرب؟ (تحليل إخباري)

الاستخبارات البريطانية تقول إن روسيا تقيم خطاً دفاعياً شرق أوكرانيا تحسباً لهجوم على خط إمداداتها في لوغانسك

لندن - نيويورك/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

شهدت الحرب الدائرة في أوكرانيا تحوّلاً دراماتيكياً في أعقاب قيام قوات كييف، في أقل من أسبوع، بتحرير نحو 3400 ميل مربع (نحو 8800 كيلومتر مربع) من الأراضي في منطقة خاركيف، شمال شرقي البلاد. وتحسباً لهجمات أوكرانية جديدة على مناطق الإمدادات بدأت روسيا بتعزيز خط دفاعها على طول حدود منطقة لوغانسك التي يعد «تحريرها» أحد أهم الأهداف المعلنة للحرب الروسية. ولهذا تقول تقارير استخباراتية بريطانية إن «أي خسارة إقليمية جوهرية في لوغانسك سوف تقوض بشكل واضح الاستراتيجية الروسية». ويقول الدبلوماسي الأميركي ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأميركي للأبحاث، إن من الواضح أن المخططين الاستراتيجيين الروس الذين كانوا يركزون على الهجوم الأوكراني المضاد الجاري في جنوب البلاد، لم يكونوا مستعدين للهجمات الأوكرانية في شمال شرق البلاد، ولم تكن لدى الجنود الروس الذين يفتقرون للتدريب الجيد والقيادة المميزة، القدرة على مواجهة نظرائهم الأوكرانيين المتحمسين الذين يتمتعون بكفاءة عالية. ويوضح هاس، في مقال نشره مجلس العلاقات الخارجية على موقعه الإلكتروني، أن ما حدث كان تحولاً، ولكن لا يعد حتى الآن «نقطة تحول» في الحرب، فمن السابق لأوانه كثيراً التعويل على مكاسب أوكرانيا في منطقة واحدة، ناهيك عن استنتاج أن ما حدث في خاركيف هو بشير خير لكل أوكرانيا. وتابع تقييم للاستخبارات البريطانية أنه «من المرجح أن تحاول روسيا أن تدافع بقوة عن منطقة لوغانسك، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت قوات خط الجبهة الروسية لديها ما يكفي من الاحتياطيات أو المعنويات المناسبة لصد هجوم أوكراني منسق آخر». وقالت وزارة الدفاع البريطانية، أمس (السبت)، نقلاً عن استخباراتها، إن روسيا تعزز مواقعها في شرق أوكرانيا ضد الهجمات الأوكرانية وإن الروس أقاموا خطاً دفاعياً بين نهر أوسكيل وبلدة سفاتوف الصغيرة في منطقة لوغانسك، تحسباً لهجوم أوكراني في المنطقة، وإنها عاقدة العزم على الاحتفاظ بالسيطرة، حيث إن أحد خطوط الإمداد القليلة التي تسيطر عليها الوحدات الروسية تمر عبر هذه المنطقة. ويرى هاس أنه، رغم ذلك، يعد ما حققته أوكرانيا مهماً بكل المقاييس، وقد أدى إلى تحول كبير في التفكير داخل الحكومة الأوكرانية. فقبل أشهر مضت، كان الهدف بالنسبة للكثير من الأوكرانيين هو بقاء أوكرانيا مستقلة قابلة للحياة - حتى لو كانت الدولة لا تسيطر على كل أراضيها. ولكن أهداف الحكومة من وراء الحرب أصبحت أكثر طموحاً، بسبب مكاسب القوات الأوكرانية الأخيرة على الأرض. وقال هاس إنه، رداً على سؤال منه، طالب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بعودة جميع أراضي أوكرانيا، بما في ذلك ما استولت عليه روسيا عام 2014. وأضاف إلى ذلك مطلباً بالحصول على تعويضات اقتصادية لتمويل تكاليف إعادة الإعمار التي تقدر بنحو 350 مليار يورو، كما أنه أكد ضرورة المحاسبة القانونية للمسؤولين في روسيا عن هذا العمل العدواني وجرائم الحرب المتصلة به. ويرى هاس أن التطورات العسكرية الأخيرة ستؤثر أيضاً على سياسات الدول الأوروبية الأخرى، التي أدى ارتفاع أسعار الطاقة فيها إلى إثارة المعارضة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة والمال. ولكن ثبت الآن خطأ ما يتردد بأن التفوق العسكري الروسي أظهر عدم جدوى تقديم الدعم لأوكرانيا. ففي ظل وقف روسيا لإمدادات الغاز، سوف تجعل النجاحات العسكرية الأوكرانية الأخيرة من السهل على الحكومات الأوروبية تبرير التضحيات الاقتصادية والشخصية خلال ما يتوقع أن يكون شتاء صعباً.

وفي الوقت الحالي، هناك احتمال بأن تشهد عدة شهور أخرى قتالاً مكثفاً في شمال شرق وجنوب أوكرانيا. ومع ذلك، فإنه في نهاية المطاف، سوف تتضاءل جهود القتال نتيجة للطقس القارس وعدم قدرة الطرفين على مواصلة العمليات العسكرية الكبيرة. ويرى هاس، كما جاء في تحقيق الوكالة الألمانية، أن هذا الانخفاض في حجم القتال سوف يوفّر وقتاً للتفكير؛ حيث سيحتاج قادة أوكرانيا إلى دراسة أهدافهم الموسعة في الحرب وما إذا كانت ذات أولوية متساوية. وسيكون هناك أمر محل دراسة رئيسي، وهو التكاليف المتزايدة للحرب: فقدان ثلث الإنتاج تقريباً، والتضخم الكبير للغاية، وتدهور قيمة العملة، وزيادة حجم الديون، والاعتماد المتزايد الذي لم يسبق له مثيل على المساعدات الخارجية. وسوف تشهد إعادة البناء الاقتصادي تباطؤاً نتيجة الغموض فيما يتعلق بما إذا كانت الحرب سوف تستمر. وبالإضافة إلى ذلك، هناك التكاليف البشرية؛ فقد منيت أوكرانيا بعدد كبير من الخسائر في الأرواح بين قواتها المسلحة، والمدنيين، بينما نزح نحو 13 مليون أوكراني داخلياً أو صاروا يعيشون كلاجئين في أنحاء أوروبا. وسوف تضغط أوكرانيا من أجل تحقيق انتصار عسكري كامل، ولكن يرتبط بهذا الهدف مسألة ما إذا كان هناك احتمال للحاجة لبحث بعض التنازلات بالنسبة للأهداف، ربما على أساس مؤقت.

ويقول هاس إن روسيا تواجه أيضاً اختيارات؛ حيث يحتفظ الرئيس بوتين بكثير من الخيارات التي سوف تجعل من الصعب على أوكرانيا استعادة المزيد من الأراضي التي تحتلها روسيا. وحتى الآن، يرفض بوتين الاعتراف بأن روسيا في حالة حرب تتطلب عملية تجنيد وتعبئة واسعة النطاق، إما للتقليل من قدرات عدوه وإما لشعوره بالقلق بالنسبة لردود الفعل السياسية المحلية. ومن الممكن أن يتغير هذا في أي لحظة، وكذلك الحال بالنسبة لتجنب الكرملين مهاجمة دولة ترغب في الانضمام للناتو أو استخدام الأسلحة الكيماوية، أو حتى النووية. والأمر الذي يهم بوتين هو رد الفعل العسكري والاقتصادي من جانب الغرب، وما إذا كان ذلك سيجعل وضعه أفضل أو أسوأ في بلاده. ويتعين على الغرب، من ناحيته، مواصلة تزويد أوكرانيا بالدعم العسكري والاقتصادي الذي تحتاج إليه، من حيث النوع والكم. وهناك أسباب استراتيجية قوية للقيام بذلك، بما في ذلك ردع أي عدوان في المستقبل من جانب روسيا أو الصين أو أي دولة أخرى. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي العمل على أن يدرك بوتين والآخرون في روسيا الثمن الذي سوف يدفعونه نظير توسيع نطاق الحرب جغرافياً أو استخدام أسلحة الدمار الشامل. وهناك حاجة لأن تكون الخطط لتنفيذ ردود الفعل هذه جاهزة إذا فشل الردع. واختتم هاس مقاله بالقول: «نحن، هكذا، نواجه شتاء ليس فقط شتاء استياء (كما وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اجتماع له بالعاصمة كييف الأسبوع الماضي) ولكن أيضاً شتاء قرار. والأمر الذي يبدو مؤكداً هو أن الحرب سوف تستمر طوال المستقبل القريب. فمن غير المتصور أن يوافق بوتين على مطالب أوكرانيا، تماماً كما هو من المستحيل أن تقبل أوكرانيا بما هو أقل كثيراً من مطالبها. وما بقي لنراه هو كيف ستؤثر القرارات التي يتم اتخاذها بعيداً عن أرض المعركة هذا الشتاء على مسار الحرب عندما يحين الربيع».

 

«أوكرانيا» تتصدر اجتماعات نيويورك... وأميركا تطرح إصلاح مجلس الأمن

دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط»: دفعة قوية للدبلوماسية… و«النافذة لم تغلق» مع إيران

نيويورك: علي بردى وهبة القدسي/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

كشف دبلوماسي غربي رفيع عن أبرز القضايا التي ستشغل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنطلق الثلاثاء في نيويورك، مشيراً إلى أن «الجميع كانوا مهتمين للغاية» بجدول الأعمال الطموح الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مطلع عام 2022 لـ«تجديد وإنعاش التعددية»، مع التركيز على التعليم والشباب والتغيير في المستقبل، فضلاً عن التحديات والتهديدات العالمية الأخرى مثل الاحتباس الحراري والتنوع البيولوجي وأنواع الوباء الجديدة والإنترنت والأمن الغذائي والأمان النووي والطاقة. ورأى الدبلوماسي الذي يتحدث مع عدد محدود من الصحافيين شريطة عدم ذكر اسمه، أن قرار روسيا غزو أوكرانيا وضع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي «على المحك»، مضيفاً أن «السؤال الكبير والتحدي الكبير الآن هو: كيف يمكننا الحفاظ على التعاون الدولي تحت رعاية الأمم المتحدة؟ كيف يمكننا الاستمرار في العمل سوية؟ كيف نحافظ على هذا التضامن؟ كيف يمكننا الاستمرار في العمل تحت نظام قانوني يمثله ميثاق الأمم المتحدة، وتحت كل هذه الالتزامات الدولية؟ لماذا يقوم عضو دائم بما هو عكس ذلك تماماً؟».

خلافاً للتقليد

وفي تعديل رئيسي على التقليد المتبع منذ عشرات السنين، والذي يقضي بأن يكون الرئيس الأميركي هو المتحدث الثاني بعد الرئيس البرازيلي في ترتيب كلمات زعماء الدول (الثلاثاء)، أرجئت كلمة الرئيس جو بايدن في هذه الدورة الـ77 إلى صباح اليوم التالي (هذا الأربعاء)، بسبب مشاركة بايدن وزعماء آخرين في جنازة الملكة إليزابيث الثانية في لندن. وأفادت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الرئيس بايدن، سيعرض خلال خطابه الأربعاء أفكاراً لتوسيع عضوية مجلس الأمن، وقالت: «سنقدم جهوداً لإصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك التوصل إلى إجماع حول مقترحات معقولة وذات صدقية لتوسيع عضوية مجلس الأمن»، وأوضحت أن بلادها ستجري مناقشات مع العضوين الدائمين الغربيين (بريطانيا وفرنسا) في مجلس الأمن إضافةً إلى آخرين، للمضي قدماً في هذه المسألة. وأضافت: «سوف نجري مزيداً من المناقشات مع الدول الأعضاء... حتى نتمكن من إحراز بعض التقدم في إصلاح الأمم المتحدة وإصلاح مجلس الأمن».

أوكرانيا في الصدارة

وعلى رغم أن غرينفيلد أفادت قبل أيام أن أوكرانيا لن تكون محط الاهتمام الرئيسي خلال الاجتماعات الرفيعة المستوى نظراً لوجود ملفات رئيسية أخرى تهم العالم، رأى الدبلوماسي الغربي أن ملف أوكرانيا صار على رأس قائمة الاهتمامات خلال اجتماعات الجمعية العمومية، قائلاً إنه «كلما توقفت هذه الأزمة مبكراً، كان ذلك أفضل». وعبر عن اعتقاده أن زعماء العالم يرغبون أيضاً في «معالجة بعض التحديات الكبيرة»، مثل الأمن الغذائي الذي يشكل «مصدر قلق كبير لجنوب الكرة الأرضية»، مضيفاً أن اتفاق الحبوب حول أوكرانيا «يعمل بشكل جيد». وأكد أنه «على رغم الدعاية، فإن أكثر من 70 في المائة من الحبوب تذهب إلى الجنوب»، وفقاً للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي. ودعا إلى «بذل المزيد من الجهد» من أجل «الحفاظ على سلامة الأغذية وتصدير الأسمدة أيضاً». ورأى أن هذه المسألة «ستكون واحدة من أكبر المشاكل، وربما تكون أكبر من كوفيد 19 الذي لا يزال موضع قلق». وأكد أن «الأمان النووي مصدر قلق أيضاً» بعد التطورات المتعلقة بمحطة زابوريجياً النووية في أوكرانيا، مضيفاً: «نكتشف أن المفاعل النووي المدني هش»، وبخاصة «عندما تكون هناك حرب (…) يمكن أن تؤدي إلى كوارث». ولفت إلى أن مجلس الأمن سيعقد الخميس 22 سبتمبر (أيلول) اجتماعاً على مستوى وزاري خاص بأوكرانيا والإفلات من العقاب يتحدث فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان ووزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن وأوكرانيا، معتبراً أن الاجتماع سيكون «فرصة لقاء» بين الوزراء وبينهم الروسي سيرغي لافروف والآخرين، من دون أن يوضح ما إذا كان لافروف سيجتمع مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا. واستطرد: «لست متأكداً من أننا سنحقق تقدماً هذا الأسبوع» لكنه أكد أن «القنوات ينبغي أن تظل مفتوحة» بما يسمح بالانتقال إلى المرحلة التالية «بشكل أسرع والعودة إلى السلام على أساس سيادة أوكرانيا». وكشف أن روسيا تريد توصيل محطة زابوريجيا بمنطقة دونباس لتوفير الكهرباء، وهو أمر غير مقبول لأوكرانيا التي تريد استعادة السيطرة على المحطة النووية. وأشار إلى وجود نفايات نووية حول المحطة، داعياً إلى «تشجيع نوع من منطقة الأمان حول هذه المحطة». وأكد أن «الأفضل هو أن تنسحب روسيا من المحطة». وكشفت غرينفيلد أن ممثلي بعض الدول عبروا لها عن تخوفهم من تركيز المناقشات في الأمم المتحدة على الحرب في أوكرانيا وإهمال الأزمات الأخرى، وطمأنت في هذا الإطار، إلى أنه بينما ستتم مناقشة الحرب في أوكرانيا في الجمعية العامة، فإن أوكرانيا لن تهيمن على النقاشات، قائلة: «لا يمكننا تجاهل بقية العالم، وتأثير تغير المناخ، وتأثير الوباء، والصراعات في أماكن أخرى من العالم».

وكانت المندوبة الأميركية نددت بالحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تواجه الآن أزمة ثقة ناجمة عن حرب روسيا غير المبررة في أوكرانيا، وقالت: «حتى عندما كان العالم يواجه خطر تغير المناخ، جائحة، وأزمة الغذاء العالمية، غزا أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن جاره. انتهكت روسيا السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، وداست على حقوق الإنسان، وشنت حرباً مباشرة بدلاً من السلام عن طريق التفاوض. عضو دائم في مجلس الأمن، ضرب قلب ميثاق الأمم المتحدة»، معتبرة أن هذه الحرب تختبر المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الأمم المتحدة، مؤكدة أن «ردنا على الانتهاكات الصارخة لروسيا لا يمكن أن يكون بالتخلي عن المبادئ التأسيسية لهذه المنظمة التي نؤمن بها بقوة. وبدلاً عن ذلك، يتعين علينا مضاعفة الجهود. يجب أن نضاعف التزامنا بعالم يسوده السلام، ونتمسك بمبادئنا الراسخة في السيادة وسلامة الأراضي والسلام والأمن». وأشارت غرينفيلد إلى أن بلادها لا تخطط للقاء الدبلوماسيين الروس في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، وقالت متحدثة عن الروس: «لم يظهروا أن لديهم اهتماماً بالدبلوماسية. ما يهمهم هو الاستمرار في إثارة هذه الحرب غير المبررة على أوكرانيا».

ملف إيران

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت اجتماعات الجمعية العامة هي الفرصة الأخيرة فيما يتعلق بالمفاوضات مع إيران، قال الدبلوماسي الغربي: «لا نزال نضغط بشدة لاستئناف التنفيذ الكامل» للاتفاق النووي الموقع عام 2015، مذكراً بأنه «قبل أسبوعين فقط، كان لدينا شعور بأننا على وشك الوصول» إلى توافق بين الولايات المتحدة وإيران. وأكد أنه «كانت هناك رغبة قوية من كلا الجانبين بوضع اللمسات الأخيرة. ولكن لسوء الحظ، لم نعد هناك الآن إلى حد كبير بسبب إيران». بيد أنه أمل في أنه «في الأيام المقبلة، أو الأسابيع المقبلة، سنتمكن من العودة إلى اتفاق لأن مزايا استئناف خطة العمل الشاملة المشتركة ستكون أكبر بكثير من الإزعاج الناجم عن غياب الاتفاق». وقال: «نحن ندفع بقوة (…) ونشجع الأطراف، وبخاصة إيران، على التسوية»، مضيفاً أن الاجتماعات في الجمعية العامة «ستدفع في هذا الاتجاه. لم تغلق النافذة بعد. لكن لا أعتقد أن هناك الكثير من الوقت لاستعادة خطة العمل الشاملة المشتركة».

مشاركات عربية

من جهة أخرى، يفترض أن يلقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، كلمة المملكة العربية السعودية، التي يدعو فيها إلى تحقيق الاستقرار وحل القضايا والخلافات السياسية بشكل سلمي، ومواجهة أزمات الغذاء والمناخ وتأثيرها السلبي على دول منطقة الشرق الأوسط. كما يفترض أن يلقي وزير الخارجية المصري سامح شكري كلمة بلاده، ويعقد اجتماعات ثنائية مع نظرائه لمناقشة قضايا منطقة الشرق الأوسط ودفع عملية السلام وتنسيق المساعدات للشعب الفلسطيني، وسبل حل الأزمة في اليمن وليبيا إضافةً إلى تحديات نقص المياه التي تواجه مصر بسبب سد النهضة الإثيوبي. وبينما ستركز كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجمعة على الحق الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967، يتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على هامش الاجتماعات توطيد العلاقات بين البلدين. كذلك، وصل رئيس المجلس الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي اليمني إلى نيويورك اليوم الأحد بعد محادثات أجراها في ألمانيا حول مستجدات الوضع اليمني والجهود الدولة لتخفيف معاناة اليمنيين ومن المقرر أن يوجه رسالة إلى المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة اليمنية وتحميل الحوثيين المسؤولية عن انتهاكات الهدنة كما يعقد عدة لقاءات مع المجموعة العربية والحليجة ويحل ضيفا في ندوة لمركز الشرق الأوسط يوم الجمعة. وتعقد دول مجلس التعاون الخليجي صباح الجمعة اجتماعا تشارك فيه كل من الأردن والعراق ومصر إضافةً إلى الولايات المتحدة حيث تطرح قضايا ذات أولوية للمنطقة بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني والحرب الروسية في أوكرانيا والأمن الغذائي والصحة العالمية.

 

صحيفة تركية قريبة من الحكومة تكشف عن فحوى محادثات فيدان والمملوك في دمشق

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

كشفت صحيفة مقربة بشدة من الحكومة التركية تفاصيل حول ما دار خلال لقاء رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان مع مدير مكتب الأمن الوطني السوري على مملوك في دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضية. وقالت صحيفة «صباح»، الأحد، إن المباحثات خلال اللقاء كانت بمثابة محاولة لوضع خريطة طريق للعودة الآمنة للسوريين في تركيا إلى بلادهم، مشيرة إلى أنه جرت مناقشة القضايا ذات الأولوية للطرفين وهوامش المرونة والبنود الرئيسية لخريطة الطريق التي يجب اتباعها من الآن فصاعداً. وأكدت أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للحصول على نتيجة ملموسة من هذه المحادثات. ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن مسؤولي المخابرات الأتراك عرضوا في دمشق قضايا تخص العودة الآمنة لجميع طالبي اللجوء، وإعادة العقارات لأصحابها، وتهيئة ظروف العمل والتوظيف، وضمان عدم إصدار أحكام بحقهم. وأضافت أن الجانب التركي طالب أيضاً بضرورة إلغاء «القانون رقم 10» الذي أصدرته الحكومة السورية في 2 أبريل (نيسان) عام 2018، والذي يقضي بجواز إحداث منطقة تنظيمية أو أكثر في المناطق التي دمرتها الحرب، إلا إنه ينص على سحب ملكية العقار من المواطن خارج البلاد الذي لا يقدم إثباتات الملكية خلال 30 يوماً، وهو ما فسره الحقوقيون والناشطون بأنه عقاب جماعي للسوريين في دول اللجوء.

وبشأن ما طرحه الجانب السوري خلال لقاء فيدان والمملوك، قالت الصحيفة التركية إن النظام طالب بانسحاب القوات التركية من كامل سوريا، وكان رد الوفد التركي أن أنقرة ملتزمة بوحدة الأراضي السورية، لكن يمكن تقييم هذه المطالب لاحقاً، بشرط استكمال العملية الدستورية وإجراء انتخابات حرة وتجديد «اتفاقية أضنة» بشأن مكافحة الإرهاب الموقعة بين تركيا وسوريا عام 1998. وأكدت الصحيفة أنه ليس من المتوقع أن تكون هناك لقاءات في المدى القريب على مستوى الوزراء من الجانبين التركي والسوري أو لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس السوري بشار الأسد.

 

«الفراغ الروسي» في سوريا و«رسائل النار» والتطبيع (تحليل إخباري)

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

يوماً بعد يوم، تتصاعد مؤشرات التطبيع بين دمشق وأنقرة. ويوماً بعد يوم، تتسع توغلات إيران في سوريا. أيضاً، يوماً بعد يوم، تتسع مروحة الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية وسورية، مع انخراط أميركي أكثر في هذه الاستهدافات. لكن، هل من رابط بين هذه التطورات الثلاثة؟

الخيط الذي يربط بينها هو تراجع الوجود الروسي في سوريا؛ فقد سحبت موسكو منظومة «إس 300»، ونقلت نخبة من الطيارين وعناصر وقيادات من مرتزقة «فاغنر»، ونشرت عشرات من القوات البيلاروسية. وهناك إحساس بـ«فراغ روسي» في سوريا بسبب الحرب الأوكرانية والانتكاسات التي تتعرض لها قوات موسكو هناك. ومع أن التموضع الروسي الاستراتيجي لا يزال على حاله، لكن هناك تقديراً بأن استدامة «حرب الاستنزاف» تعني حتماً تغييرات كبيرة في سوريا. رد طهران على ذلك، تمثل في رفع مستوى الوجود العسكري في سوريا، وتجنيد الميليشيات شرق البلاد، وتعميق مستوى التعاون العسكري مع دمشق وعبرها مع «حزب الله» في لبنان وحلفاء آخرين في المنطقة. وكانت إيران تقوم بذلك عبر الممرات البرية، وحاولت القيام بذلك عبر الممرات البحرية، لكنها كثفت في الفترة الأخيرة شحناتها وجهودها عبر المطارات الجوية. أيضاً، سعت طهران إلى مصالحة بين دمشق وأنقرة. تقديرها، أنه في حال تراجع الوجود الروسي، فإن تركيا ستكون في موقع عسكري أفضل بدعم فصائل موالية للضغط على «الحليف» في قوات دمشق، وأيضاً، لأن هناك مصلحة إيرانية - تركية - سورية لخنق «وحدات حماية الشعب» الكردية، كما أن هناك مصلحة ثلاثية وروسية للتحرش بالقوات الأميركية شمال شرقي سوريا.

من هنا يأتي التطور الثاني، الذي يتعلق بتوسيع الغارات الإسرائيلية. صحيح، أن مئات الغارات شنت خلال السنوات الماضية، لكن تل أبيب، وبتفاهم مع موسكو، تجنبت القوات الروسية وقوات دمشق والمؤسسات المدنية السورية، واكتفت باستهدافات لـ«مواقع إيرانية». غير أن جديد الأسابيع الأخيرة، هو قصف إسرائيلي على ريف طرطوس، قرب القاعدة الروسية غرب البلاد، وقصف مطاري دمشق وحلب مرتين لكل منهما، وإخراجهما عن الخدمة لفترة معينة، وكذلك استهداف القوات الجوية السورية. واضح أن تل أبيب وطهران دخلتا في سباق على «الفراغ الروسي». و«رسالة» إسرائيل هي منع «التموضع الإيراني» في الجهات الشمالية، بل إن بعض المسؤولين في تل أبيب قالوا ما مفاده أن «معركة إنهاء التموضع بدأت». ولا شك في أن هذا التصعيد محرج لموسكو ودمشق، وموضع ترقب من طهران وحلفائها؛ لذلك لم تكن صدفة أن «حماس» ودمشق استجابتا لوساطات وضغوط إيران و«حزب الله» ووافقتا على بدء مرحلة صعبة من العمل على «فتح صفحة جديدة». أيضاً، لم تكن صدفة أن البيان الأخير للقمة الروسية - التركية - الإيرانية لـ«مسار آستانة» في طهران، خصص الكثير من مفرداته لانتقاد الوجود العسكري الأميركي و«الأجندات الانفصالية» والغارات الإسرائيلية. ضمن هذا وذاك، يمكن وضع هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب إردوغان لدفعهما إلى بدء «مشوار التطبيع» واستعادة «غرام» سنوات خلت. فهو يريد ترتيب البيت السوري مع انشغاله في «المستنقع الأوكراني». والأسد وإردوغان متفقان على عدم الرغبة في ذلك، وعلى عدم تجرع «كأس التطبيع»، لكنهما متفقان أيضاً على أن مصلحتهما تكمن في ركوب القطار. والتطبيع سيكون تحولاً أساسياً في الدعم التركي للمعارضة السورية، كما سيكون تحولاً في قبول دمشق بالوجود العسكري التركي. والجامع بين الطرفين هو القلق من تعاظم الدور الكردي شرق الفرات. وأغلب الظن أن «الوحدات» الكردية والفصائل السورية مرشحة لدفع الثمن. ولم يعد سراً أن اجتماعات أمنية كثيرة بين مسؤولين أتراك وسوريين عقدت في موسكو ودمشق وريف اللاذقية وفي طهران. الجانب السوري يريد تعهداً علنياً مسبقاً بالانسحاب، وجدولاً زمنياً لذلك، حتى لو تأخر التنفيذ. والجانب التركي يريد انقلاباً سورياً ضد الأكراد وفتحاً لأبواب سوريا لعودة مئات آلاف اللاجئين قبل انتخابات إردوغان منتصف العام المقبل. والواضح أن الطرفين وصلا إلى حافة الانتقال من المستوى الأمني إلى المنصة السياسية. دبلوماسياً، قد يعين كل طرف ضابطاً أمنياً للتنسيق في سفارته بالعاصمة الأخرى. سياسياً، تبدو نيويورك مرشحة لاستضافة اجتماع بين وزيري الخارجية السوري فيصل المقداد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، أو بين نوابهما، أو الانضمام إلى اجتماع وزاري روسي - تركي - إيراني لصيغة آستانة، يضغط الوزير سيرغي لافروف لعقده على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. الأمر اللافت أن الاجتماع الوزاري لصيغة آستانة ولقاءات المبعوث الأممي غير بيدرسن في نيويورك، هي الاجتماعات الوحيدة التي تعقد عن سوريا. فقد باتت «سوريا منسية» بالفعل، سياسياً وإنسانياً، في الأروقة الدولية، لكنها حاضرة على الأرض والجو كمسرح للصراع بين خمسة جيوش، الأميركي والروسي والتركي والإيراني والإسرائيلي، لتصفية الحسابات وتوجيه «رسائل النار» والتطبيع... والسباق على «ملء الفراغ».

 

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

نصرالله يقود مهمّة جديدة!

يوسف دياب/الشرق الأوسط/18 أيلول/22

يقود «حزب الله» مهمّة إعادة وصل العلاقة بين النظام السوري وحركة «حماس» المقطوعة نهائياً منذ بداية عام 2012، بعدما فرضت التطورات الإقليمية والدولية، إعادة ترتيب العلاقة بين حلفاء إيران، لا سيما أذرعتها العسكرية في المنطقة، خصوصاً في ظلّ تراجع الأمل بإنجاز الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب من جهة، وطهران من جهة أخرى، وارتفاع منسوب التهديدات الإسرائيلية من جديد. ويتولّى الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، محاولات تقريب وجهات النظر بين قيادة «حماس» والقيادة السورية، حسبما يرى محللون، ويستندون إلى اللقاء الذي جمع نصرالله مع قيادة «حماس» ببيروت في وقت سابق، وذلك بعد قطيعة دامت عشر سنوات بين «حماس» والنظام السوري.  ساءت العلاقة بين حركة «حماس» والنظام السوري، منذ بداية الثورة السورية في ربيع عام 2011، وانقطعت نهائياً خلال شهر يوليو (تموز) 2012، على أثر إقدام أجهزة المخابرات السورية على اقتحام مكتب ومنزل رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل في دمشق، وتجريدهما من محتوياتهما، وإغلاق مكاتب الحركة ومنازل قياداتها في دمشق.

ويرى الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير، المطلع على أجواء «حزب الله»، أن «الاتصالات بين (حماس) والمسؤولين السوريين عبر حزب الله وإيران، بدأت منذ سنوات، بهدف إجراء مراجعة للمرحلة الماضية وإعادة فتح صفحة جديدة». ورأى قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حركة (حماس) عمدت إلى اتخاذ مواقف عدّة خلال السنوات الماضية لإظهار تميزها، إضافة للانتخابات التي جرت في داخل (حماس) قبل نحو السنة، والتي أدت إلى انتاج قيادة جديدة مستعدة للتغيير، كما حصل لقاء بين قيادة (حماس) وعدد من العلماء في تركيا للتمهيد لقرارها»، مؤكداً أن «حزب الله لعب دوراً مهماً في ذلك، كما أن المتغيرات الإقليمية والدولية، أسهمت في فتح صفحة جديدة، جرى التعبير عنها بزيارة وفد (حماس) لروسيا والحوار التركي – السوري، كل ذلك أسهم في هذا القرار». ولا ينظر مراقبون إلى الخلاف بين «حماس» والنظام السوري على أنه خلاف بنيوي.

ويرى الخبير في السياسات العامة زياد الصائغ، أن «الخلاف القائم بين (حماس) والنظام السوري، هو خلاف تكتيكي وليس استراتيجياً». ويقول في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «(حماس) تبحث عن دور لها في المشهد لإعادة ترتيب نفوذها بالتفاهم مع حزب الله، خصوصاً أن انتصار الفريق المقرّب من (حماس) في انتخابات الجماعة الإسلامية يوسّع هامش دورها». ويشدّد على أن «(حزب الله) يقود عملية ترتيب العلاقة بين (حماس) ونظام الأسد، تحت سقف جبهة الممانعة التي تقودها إيران، وهذا يعكس قناعة لدى المحور أنه بحالة انكفاء مريع، لأنه بات في مواجهة مع سياق اهتمام شعوب المنطقة وضد خيارها التاريخي، بعدما قاد هذا المحور الجريمة المنظمة، بدءاً بالعمليات العسكرية التي قتلت الشعوب وانتهاءً بتجارة الكبتاغون».

وسجّل في الأسابيع الماضية، زيارات لقادة حركة «حماس» إلى لبنان، أبرزها اللقاءات التي عقدت مع نصر الله، خصوصاً أنها تزامنت مع هجوم مركز من الحزب ضدّ الدول العربية، لا سيما دول الخليج. ويشير الصائغ إلى أن حركة «حماس»، «لا يهمها وصل العلاقة مع عواصم القرار السنيّة، بقدر ما يهمها مكاسب في مناطق نفوذ إيران، أي في لبنان وسوريا وفلسطين واليمن وبعض العراق، لذلك فإن ترتيب الوضع لا يعدو كونه ترتيباً للمكاسب والنفوذ، ومحاولة إيرانية لضخّ الدم في شرايين مصطنعة غريبة أدخلتها في جسم شعوب المنطقة، بعد أن بدأ الجفاف يضرب هذه الشرايين، لذلك فإنّ هذا المحور بحالة قلق وارتباك على عكس البروباغندا القائلة بهيمنة هذا المحور». ولا تخلو مواقف نصر الله من التأكيد على جهوزية محور الممانعة للحرب، واستعداده لتغيير وجه المنطقة في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل وحلفائها، فيما يرى مراقبون أن هذه الشعارات ليست إلّا دعاية إعلامية تبرر تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة.

ويلاحظ زياد الصائغ أن «شعوب المنطقة تريد عدالة اجتماعية ووئاماً، كما تريد العيش في ظلّ دولة القانون والمواطنة، وهذا غائب عن الدول التي تخضع لنفوذ إيران وأذرعتها العسكرية، لذلك ما نشهده ليس إلّا مقاربة للعوارض المرضية التي يعانيها محور ايران، وليس لمسبّبات المرض»، لافتاً إلى أن «المواجهة الحضاريّة باتت مكشوفة بين حلف الأقليات الذي ترعاه وتغذيه إيران، والذي يدفع المنطقة إلى التفتيت، وحلف المواطنة الذي يريد دولة العدالة الاجتماعية ودولة الهوية الوطنية الدستوريّة والثقافية والحضارية، وهذه المواجهة بدأت تربك وتقلق إيران وأذرعتها، وفي نهاية المطاف ستنكفئ طهران، فلا إمكانية لإعادة ترتيب بيت الممانعة، وما أراه هو ترتيب للارتباك والقلق».

 

هل تفرض الواقعية قائد الجيش لرئاسة البلاد؟

منير الربيع/الجريدة الكويتية/18 أيلول/2022

اتضح من المواقف التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أن أكثر ما يخشاه الحزب في هذه المرحلة هو الدخول في فوضى سياسية، دستورية، اجتماعية على وقع الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بلبنان. يعبّر نصرالله بوضوح عن خشيته من أي تطورات قد تؤدي إلى انفلات في الشارع لن يكون أحد قادراً على ضبطه خصوصاً بعد موجة اقتحام المصارف. تدلّ مواقف نصر الله على التعاطي بواقعية مع الاستحقاقات القائمة، وصولاً إلى حدّ الدعوة للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وحول ضرورة تشكيل حكومة جديدة لتجنّب الدخول في صراعات على الصلاحيات وعلى تفسير الدستور. بهذا الموقف يبدو نصرالله على الضفة النقيضة لحليفه رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل اللذين بدآ معركة سياسية ودستورية بإعلانهما رفض تسليم صلاحيات رئيس الجمهورية لحكومة تصريف الأعمال. كذلك وعلى الرغم من تهديداته المتكررة حول احتمال لجوء حزبه لتوجيه ضربات عسكرية للإسرائيليين في حال لم تنجح مفاوضات ترسيم الحدود، فإن الرجل لا يزال يسعى للحفاظ على الهدوء، ويعطي مجالاً للمفاوضات كما يقول، وهذا بحدّ ذاته تأكيد على عدم التهور للانخراط في صراع عسكري، لا سيما أن البلاد لا تحتمل أي مواجهة من هذا النوع لأن تداعياتها ستكون قاسية على الجميع.

فالحرب إضافة إلى الفوضى هما أكثر ما يسعى الحزب إلى تجنّبهما لأن وقوعهما سيؤدي إلى تشظيات كبيرة في المجتمع اللبناني وداخل البيئة الشيعية أيضاً. خيار الحرب غير موضوع بحماوة على الطاولة بالنسبة إلى حزب الله، إلا إذا حصل تطور غير موضوع في الحسبان يرتبط بما بعد انسداد أفق الاتفاق النووي وترسيم الحدود، أو في حال أقدم الإسرائيليون هم على توجيه ضربة للحزب أو لأحد مواقعه فهذا قد يؤدي إلى تطور الصراع إلى أيام قتالية، أو ضربات متنقلة.

على صعيد السياسة الداخلية، بدا نصرالله واضحاً في سعيه إلى البحث عن مجالات التوافق انطلاقاً من الحديث بواقعية حول كل الاستحقاقات، وهذا دليل على أن الحزب يعلم بأنه غير قادر على إنتاج رئيس محسوب على محوره السياسي، وفي الانتخابات الرئاسية لا يمكن تكرار تجربة «الـ 65» صوتاً التي جرى اعتمادها لانتخاب رئيس كمجلس نواب لأن الحزب لن يكون قادراً على تأمين النصاب، هذه الوقائع دفعت نصرالله للحديث عن إبرام تسوية للتوافق حول شخصية رئاسية تتمتع بحيثية شعبية وسياسية كي يكون قادراً على انجاز الاستحقاقات الدستورية، ولا يمكن فصل موقف نصرالله بضرورة إنجاز الاستحقاق في موعده، ما يعني أنه يحاول أن يتجنب تعطيل الاستحقاق لأحد أحد الحلفاء. الأمر نفسه ينطبق على موقفه من تشكيل الحكومة، وبحسب ما تكشف مصادر متابعة فإن نصرالله لا يريد تبني الموقف السياسي لرئيس الجمهورية أو التيار الوطني الحرّ في حال عدم إنجاز التشكيلة الحكومية، لذلك يفضل تشكيلها ويسعى مع حلفائه لإقناعهم بضرورة التوافق عليها لتجنّب سيناريوهات من الفوضى والصدامات في الشارع ستحصل لمنع حكومة تصريف الأعمال من تولي صلاحيات رئيس الجمهورية. أمام هذه الوقائع، تطرح مصادر سياسية متعددة أسئلة حول ما يريده حزب الله في هذه المرحلة، وإذا ما كانت مواقفه تنطوي على موافقة ضمنية على السير بخيار انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية على قاعدة وقف التدهور الحاصل وحفظ الاستقرار.

 

"دجاجات" نصرالله وصلاحيات اليونيفيل و… "القنّ اللبناني"

فارس خشان/النهار العربي/18 أيلول/2022

حاول الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله تقديم صورة زاهية عن حزبه، في ردّ على الهجوم السياسي الذي تكرّر ضدّه، في ضوء لمعان نجم فرقة "ميّاس"، بشعار مأخوذ من أدبيات جبران خليل جبران: "لكم لبنانكم ولنا لبناننا". نسب نصرالله الى خصومه اللبنانيين الحاليّين ارتكابهم مجزرة صبرا وشاتيلا بالاشتراك مع القوات الاسرائيلية التي كانت قد غزت لبنان، في صيف العام 1982، وامتدح حزبه الذي "لم يذبح دجاجة"، بعد تحرير الجنوب عامَ ألفين. لكنّ نصرالله لم يوفّق في منحاه هذا، ليس لأنّه يسحب حدثاً من سياقه التاريخي ليستعمله في "الدعاية السياسيّة" التي يحترفها، فحسب، بل لأنّ ما يجمع عليه العارفون، ومن دون أيّ حاجة الى توثيق تاريخي، يُظهِر، أيضاً أنّ "حزب الله" وحليفه "النظام السوري"، ومن أجل الهيمنة على القرار اللبناني، شبكا أياديهما وبنادقهما ومبادئهما بأيادي وبنادق ومبادئ تلك الفئة اللبنانية التي نُسبت إليها الأدوار الأساسية في تنفيذ مجزرة صبرا وشاتيلا. وعلى الرغم من أنّ جرائم الحرب والجرائم ضدّ الانسانية لا يمرّ عليها الزمن، إلّا أنّ هذا لا يسمح لا لنصرالله ولا لغيره بنسبها الى فئة حاليّة فقط، لأنّها كانت ولا تزال ترفض تسليم البلاد والقرار، على الرغم من الكلفة العالية، لـ"حزب الله" الذي يغلق صفحات ويفتح أخرى، وفق مصالحه السياسية فقط، من دون إعارة أيّ مبدأ وأيّ ثابتة أيّ اهتمام.

وليس أدلّ على ذلك سوى ما كان "حزب الله" يوجّهه من اتهامات سياسية ووطنية وشخصية بحق العماد ميشال عون، يوم كانت مصالح الطرفين متضاربة، وما أصبح، عندما تقاطعت مصالحهما، يسبغه عليه من صفات سياسية ووطنية وشخصية. وفي مطلق الأحوال، ولو جرى الافتراض أنّ نصرالله أصاب في قراءته لحدث فظيع تخلّل الحروب التي عصفت بلبنان بين عامي 1975 و1990، فهذا لا يُبرّئ "حزب الله"من المآخذ التي يسوقها اللبنانيون، قبل أيّ طرف سياسي خصم، ضدّه. ما ينسبه نصرالله الى الآخرين في الحرب، لا يغطّي على أنّ حزبه، ومنذ بدء تكوينه حتى اليوم، خاض غمار أفظع الأعمال التي لا علاقة لها بفعل المقاومة التحريرية للأرض التي كانت تحتلّها إسرائيل، وذلك خدمة للسيطرة على القرار الشيعي في لبنان، على غرار تصفية ناشطين ومفكّرين ومناضلين، والحرب الشرسة ضدّ "حركة أمل"، وللسيطرة على القرار اللبناني، على غرار عدم اكتراثه بالدور الذي أدين به في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ولخدمة الجمهورية الاسلامية في إيران، على غرار خطف الرهائن الأجانب في لبنان لمقايضتهم بتوفير الأسلحة الأميركية والإسرائيلية لإيران، خلال الحرب مع العراق (فضيحة "كونترا غايت").

ولم تقتصر الأمور عند هذا الحد، بل ذهب "حزب الله" الى أبعد من ذلك بكثير، اذ إنّه بعد تحرير الجنوب، لم يتمسّك بسلاحه الذي شوّه الدولة ومنع قيامها فحسب، بل أخذ مقاتليه الى حيث فرضت الضرورة الايرانية وشارك أو غطّى على جرائم بفظاعة ما كان قد حصل في صبرا وشاتيلا، اذ إنّه، على سبيل المثال لا الحصر، شريك النظام السوري في "الإبادات الكيمائية"، أيضاً. وما يتفاخر به نصرالله، اليوم لجهة "عدم ذبح دجاجة" بعد تحرير الجنوب يحتاج الى تدقيق، اذ إنّ تهديده السابق للانسحاب الاسرائيلي بذبح "العملاء" في أسرّتهم جعلهم يهربون الى إسرائيل التي أصبح فيها، للمرّة الاولى في التاريخ، جالية من أصل لبناني، كما أنّ مصلحة "حزب الله" في عدم تحويل التحرير الى خاتمة لأعمال المقاومة وتالياً الى نهاية لسلاحه، اضطرّه، وبهاجس السيطرة اللاحقة على لبنان المتعدّد الانتماءات والأهواء والطوائف، إلى الانكفاء عن القيام بعمليات كان من شأنها أن تُثير غضب شرائح واسعة من اللبنانيين، بالإضافة طبعاً الى أنّ "حزب الله" كان محكوماً بتوفير مصلحة إدامة السيطرة السوريّة على لبنان، وتالياً كان مجبراً على أن يضبط أفعاله لتمكين النظام السوري من بيع الغرب قدرته على التحكّم بـ"حزب الله".

وبعرف نصرالله أكثر من غيره أنّه لا يوجد طرف لبناني واحد، حتى ولو كان حليفاً له، يعتقد بأنّ "حزب الله" هو حزب "الحرص على الدجاج"، اذ إنّه الحزب الذي يعمل بلا هوادة من أجل تحويل لبنان الى "قن". وفي مطلق الأحوال، فإنّ اللبنانيين ليسوا، حالياً في طور التفتيش عن "بطل الانسانية" في زمن الحرب، اذ أنّه يهجس فيهم العثور على "بطل الانقاذ" من الكوارث التي يرزحون تحتها، في زمن "السلم الايراني". وهذا ما يحول "حزب الله" دونه، اذ إنّه، وفي إطار ما راكمه من استهانة بالعهود والتعهّدات، يتقلّص دولياً بقدر ما يتعملق داخلياً، ما تجلّى في قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي لم يمدّد ولاية قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، فحسب بل أدخل تعديلات على صلاحياتها، أيضاً. وما حصل لهذه الجهة ليس سببه التهاون أو التآمر اللبناني، كما يرغب نصرالله بتوصيفه، بل هو نتاج توافق دولي، شرقاً وغرباً، على أنّه حان الوقت لبلورة نهج جديد في التعاطي مع "حزب الله"، حتى يتم رفع قبضته عن مستقبل لبنان والسلام الإقليمي، عندما تدق الساعة.  في الأشهر القليلة المقبلة، قد لا يشهد سلوك "قوة الأمم المتحدة المؤقته في لبنان" تغييراً مهمّاً، لأنّها ستهتم راهناً بتهيئة الأرضية الأنسب لتنفيذ الصلاحيات الجديدة المعطاة لها، على أن تكون جاهزة، عندما يصدر أمر العمليات. وفي الوقت الفاصل بين صدور قرار مجلس الأمن "الصاعق" وبين تنفيذه الدقيق، سوف يحاول "حزب الله" أن يعزّز حضوره، وعلى ما جرت عليه العادة، فهو لا يجد أمامه من "يفش خلقه فيهم" سوى الرهائن اللبنانيين!

 

حزن بكل صدق... وانتظار انصراف بفارغ الصبر

فـــؤاد مطـــر/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

هنالك ظاهرتان لافتتان في المشهد السياسي الراهن، وتشكلان لمن يحكمون راهناً أو يحلمون بالسلطة لاحقاً. الظاهرة الأُولى متصلة بعهد الرئيس ميشال عون، ولم تك معالمها بهذه الحدة في عهود العشرة الذين سبقوه، كما في العهديْن اللذين قُضي عليهما تفجيراً، منذ أن أديا القسم، وهما الرئيسان رينيه معوض، والرئيس بشير الجميّل. في عهود العشرة السابقين، بدءاً من الرئيس بشارة الخوري، فالذين خلفوه (كميل شمعون، والجنرال فؤاد شهاب، وشارل حلو، وسليمان فرنجية، وأمين الجميل، وإلياس سركيس، وإلياس الهراوي، والجنرال إميل لحود، والجنرال ميشال سليمان) لم يحدث أن رئيس البلاد بات موضع نقد وسخرية من جانب الناس، كما الذي حدث مع الرئيس الجنرال عون. في تلك العهود كانت عبارات النقد لهذا الرئيس أو ذاك بالغة القساوة؛ إلا أن المواطنين كانوا عموماً في منأى عن رمي الرئيس بالنقد. وهذا لا يعني أن أحاديث مجالس الناس لم تشهد من النقد لأهل السلطة من أعلاها إلى سفحها اللاذع من العبارات، إنما ضمن أصول التعبير واحترام ما يتعلق بالخصوصيات. وحيث إن وسائل الإعلام كانت الصحف؛ إضافة إلى محطة الإذاعة، ثم لاحقاً محطة التلفزيون، وكلتاهما رسميتان، فإن تعميم المواقف يخضع إلى ما لا يتخطى الحدود والأصول واحترام المقامات. في عهد الرئيس ميشال عون، حدث ما لم يحدث من جانب الناس، وبالذات تلك الأطياف المكتوية بتداعيات الإخفاقات. وحيث إن وسائل التواصل الإلكتروني متوفرة عموماً لدى الجميع، ونادراً ما تجد مواطناً -أو مواطنة- لا يملك «الموبايل»، هذا إلى جانب المستحدثات، من مواقع تتيح لأصحابها بث الكلام على نحو ما يريدون من دون التوقف عند أصول التخاطب، فإن ما بدأ يقال عن العهد رئيساً وحاشيات شكَّل ظاهرة عزز بشاعتها ما كان يُكتب على جدران المباني في المنطقة التجارية من العاصمة التي تم استحداثها خلال ست سنوات حريرية، وبدا الاستحداث العصري وكأنما هذه المنطقة توأم أزهى المناطق التجارية في لندن وباريس ونيويورك والرياض ودبي.

في بداية الأمر، قيل إن هذه الكتابات التي تنضح إهانة لرئيس البلاد ولمَن حوله هي من فعل غلاة الثوريين والشيوعيين، إلا أن ما كان يقال ويُبث صوراً ورسوماً وأغاني مركّبة وأشعاراً خلال رسائل التواصل الاجتماعي، كان يعكس انطباعاً بأن البغضاء تجاه رئيس البلاد لا تقتصر على قلة، وإنما تشمل حتى أولئك المندرجين في بند التحزب لرئيس البلاد، وهذا عائد إلى ضيق العيش؛ علاوة على الضيق من التحالفات السياسية، وما يتسبب فيه العهد من أذى للبنان المقيم وللبنان المغترب في الدول العربية، من تأثير على حياته العملية ومحيطه الاجتماعي.

على الرغم من ذلك، كانت ظاهرة الكلام عن العهد وعن الرئيس والحاشيات على أنواعها، لا تلقى وقفة تأمل من جانب الرئيس. بطبيعة الحال ليس لأنه ديمقراطي ويحترم الرأي لدى الآخر أو الآخرين؛ علماً بأنه كعسكري ليس كذلك من حيث المبدأ، كما لم يكن كذلك وهو رئيس حزب؛ بدليل أنه أورثه تعييناً لمن اصطفاه، وبما يعني أنه لم يترك الأمر في عهدة عملية انتخاب ديمقراطي لا تتأثر بسلطته المستجدة كرئيس للجمهورية. وأما لماذا لم تحدث وقفة التأمل المشار إليها، فلأن وقائع ما كان السبب في الكلام المسيء في حق الرئيس شاهدة على ما أحدثه العهد، وكيف أن الدولة تفقد مقوماتها، إضافة إلى أن أساسات خصوصية الوطن بدأت تهتز. وإزاء ذلك ليس أمامه إلا الانتفاض على الذات وعلى التحالفات وعلى الحاشية وعلى الذين من حوله، وإعادة النظر في حظوة الأقربين، والظهور بما بقي من مدة العهد بمظهر المصلح. لكنه لم يفعل، وربما لا يريد، وبقي أسير رئاسة باتت قفصاً فقدَ بريق أهمية مَن فيه ولمعان ذهبه.

ربما تحدُث صحوة مفاجئة، ويقرر الرئيس عون افتعال مناسبة يُلقي فيها خطبة وداع، يعتذر في بعض عباراتها عن ظلم وتظليم ألحقه عهده بالشعب اللبناني، وبالأطراف العربية التي أسيء لها في سنوات رئاسته. وإن هو فعل ذلك، فسيلقى التفهم الدولي والعربي كما الثناء، ومن الشعب اللبناني الصفح شبه الجميل.

تلك إضاءة عابرة على الظاهرة الأولى؛ لكن الظاهرة العونية دُونت في تاريخ الأحوال السياسية والحزبية كأكثر التحالفات غرابة، والمتمثلة بتحالف أكثرية تمثل الشيعة مع تمثيل لبعض الطائفة المارونية. ووجه الغرابة أن الحليف الأول (حزب الله) مقاوم ومسلح، والثاني (التيار الوطني الحر) غير مؤمن بالمقاومة ولا سلاح لديه. ولكن حبات عقد هذا التحالف إلى انفراط وارد الاحتمال، لمجرد انصراف الجنرال ميشال عون.

أما الظاهرة الثانية، فتتمثل بالنصح الأسبوعي وأحياناً في مناسبات، من جانب امرأة شاءت الأقدار أن تكون ملكة مملكة متعددة الدول، أي على نحو ما هو عليه مجلس التعاون الخليجي، وهي في بداية سن الشباب فتاة في السادسة والعشرين ورثت عرش والدها من دون أن تتوقع ذلك؛ ولكنها الأقدار.

وطوال سنوات تاجيتها السبعين زوجة وأماً، عاشت حريصة على أن تكون ملكة الشعب بكل أطيافه وليست ملكة عائلتها، فوضعت كل أمير أو أميرة ضمن حدود، تمارس على كل منهم من النصح ومن التحذير ومن الإجراءات ما يبقي التاج والرأس الذي عليه هذا التاج في مدار احترام الشعب. وفي السياق نفسه كان التواضع من شمائلها الكثيرة، كما كانت ابتسامتها عند مناسبة أو خلال زيارة تبعث في نفوس الناس -وبالذات في أزمان الأزمات، وما أكثرها- ارتياحاً ما بعده ارتياح. كان الصدق حليفها، وبشكل خاص عند الحزن على رحيل رفيق عمرها الأمير فيليب. باتت إليزابيث الثانية الأم الفخرية لعشرات الألوف من الأحفاد المزدوجي الجنسية، من العربي إلى الباكستاني إلى الهندي إلى الأفريقي. هؤلاء وعلى مدى سبعين سنة إليزابيثية، ولدوا في بريطانيا التي احتضنت الأجداد، فالآباء وجدوا فيها ما لم يجدوه في دولهم، وهؤلاء اكتسبوا الجنسية وصدحوا مع رفاقهم الإنجليز في مدارس بريطانية النشيد الوطني، وقالوا كما أهاليهم بكل عفوية وصدق: «حفظ الله الملكة». ولا بد من أن إليزابيث الثانية كانت تشعر بذلك، فلطالما أوصت أن من دخل بيت المملكة المتحدة -ونقصد بذلك بيت إليزابيث الثانية ابنة جورج السادس الذي تُوفي في سن مبكرة- يكون آمناً ومستقراً، ما دام يحترم الأصول والواجبات، بدءاً بالأمن فالضريبة، شأنه في ذلك شأن البريطاني.

ولو أعطى المرء بعض التأمل لخريطة المجتمع البريطاني على مدى السنوات الإليزابيثية السبعين، لرأى كم بلغ مدى حصول جيل أبناء وأحفاد من سائر أقطار العالم الثالث على طمأنينة مغيَّبة في بلاد الأجداد، واستقرار لا يحققه الذين يترأسون أو يتم ترئيسهم وفي معزل عن الإرادة الشعبية، ولوجد التفسير لهذا الحزن العفوي على رحيل إليزابيث الثانية. وعندما تجد سيدات عربيات ومسلمات يسارعن عند إعلان نبأ الرحيل إلى قراءة سورة الفاتحة على روح الملكة التي حققت لهنَّ ولأبنائهنَّ وبناتهنَّ ولكوكبة من الأحفاد ما لم يتحقق لهم في بلدانهم الأصلية، فإن هذا يعكس عمق الظاهرة الثانية التي أشرنا إليها بداية مقالنا هذا مقارنة بالظاهرة الأولى؛ حيث أطياف الشعب في لبنان حتى البعض المستتر في الإفصاح عما يجول في خاطره، تحصي بالدقائق المدة المتبقية لرحيل رئيس وعدهم بالجهنم، وقد كان حريصاً طوال السنوات الست العجاف على تفعيل هذا الوعد؛ تماماً كما حرص جيمس بيكر وزير خارجية أميركا بوش الأب، على وعده طارق عزيز وبرزان التكريتي معاً، خلال جلسة محادثات جرت في جنيف، بأن أميركا البوشية يمكنها أن تعيد العراق إلى العصر الحجري. وعملياً فإن بعض ملامح الحال الجهنمية في لبنان تبدو توأم ملامح الحال الحجرية في العراق.

حزن دفين بمستويات دولية على ملكة بريطانيا التي كان التحسر عليها كما لو أنها ليست في السادسة والتسعين، ولم تحمل التاج بكل اعتزاز يليق بها وتليق به طوال سبعين سنة! وهذا حزن عفوي على مَن هم من الصالحين والمصلحين. واستعجال شعبي ما بعده استعجال لانصراف الرئيس في لبنان؛ لأنه انشغل طوال ست سنوات بالحاشية، ونشر الحذر العربي والدولي والفاتيكاني من لبنان، نقيض ما عايشناه في سنوات ملكة بريطانيا التي اعتبرت أفراد العائلة جزءاً من المجتمع، ينطبق عليهم إصلاحاً وتأديباً ما ينطبق على سائر الناس. وبذلك أرضت الشعب بعد ربها. ورحلت بينما أمثولاتها على الصعيد البريطاني والدولي تأخذ مكانها في التاريخ. ورحمة الله على الملك عبد العزيز، بادئ كتابة الأمثولات في العالم العربي، والتي كان الحرص على الشعب والعدل والغوث أبرز عناوينها، وبالذات عنوان اليوم الوطني للمملكة الذي تحل ذكراه ا92 بعد أيام، والتي يحتفل بها الشعب السعودي المحظوظ، بقيادة تستلهم تلك الأمثولات، ومعه شعوب عربية وإسلامية هدَّأت من روعها في كوارث ألمت بدولها، من خلال إغاثات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي ينام على خطة برسم الاستحداث، ويصحو على خطة قاربت الإنجاز. والله المعين والهادي.

 

كم ضربة حتى الآن؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/18 أيلول/2022

من الصعب رصد عدد الضربات العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف الأراضي السورية، سواء المطار أو محيطه، ومناطق أخرى متفرقة، وربما الجهات الوحيدة القادرة على الرصد هي الأجهزة الاستخباراتية، أو مراكز البحث المتخصصة. وهذه ليست القصة، وإنما السؤال المحوري هنا هو كم عدد المخزون الإيراني من الصواريخ والأسلحة بسوريا، الذي تستهدفه إسرائيل بشكل مكثف، حيث باتت سوريا مخزناً للأسلحة، وليس فقط قاعدة إيرانية؟ الاستهداف الإسرائيلي المستمر لسوريا، وبالتالي عتاد إيران ورجالها، وكذلك استهداف «حزب الله»، وجماعات إيرانية هناك، يقابل بصمت طهران، وكذلك صمت من «حزب الله»، وتصريحات خجولة من نظام الأسد. وهو ما يعني أن الاستهداف الإسرائيلي يضرب أهدافاً حقيقية، كما يظهر أن إيران اعتمدت سوريا ولبنان أرض مواجهة، بحال حدوث حرب، ولذلك تتجنب إيران الرد أو التصعيد رداً على تلك الضربات. عدد الهجمات الإسرائيلية على سوريا يؤكد أن إيران تفاوض في فيينا، وتحشد في لبنان وسوريا، وتمزق العراق لكي لا يكون نقطة انطلاق لمهاجمة طهران، في أي حرب محتملة، وتصعّد في اليمن لتحييد الحدود من ناحية السعودية. وحجم الاستهداف الإسرائيلي المكثف لإيران بسوريا يظهر أيضاً أن الإسرائيليين يريدون تقليل مخاطر جبهة لبنان وسوريا تحسباً لأي مواجهة مع إيران، وبالتالي تريد إسرائيل ضمان تشذيب أظافر طهران، إن لم تستطع نزع مخالبها من حدودها. هذه هي القصة، كما يبدو، ولذا نتساءل: كم حجم الأسلحة الإيرانية في سوريا، وبالتالي لبنان، لنعرف مدى حجم الضرر المتوقع، في حال حدوث حرب؟ والسؤال الآخر هنا هو: ما قيمة العقوبات الأميركية على إيران التي بمقدورها تحريك كل هذه الأسلحة بالمنطقة؟ وهل قامت المخابرات الأميركية، أصلاً، بأي دور حقيقي لرصد تحرك السلاح الإيراني من إيران، مروراً بالعراق إلى سوريا، والوجود الأميركي في العراق منذ عام 2003؟ المراد قوله هو أن إيران لم تقم بعمليات تهريب الأسلحة هذه بذكاء، بل كونها لم تلمس أي جدية أميركية وغربية تجاه تهريب الأسلحة هذه، ومنذ عام 2003، إلى المنطقة، حيث إن عدد الضربات الإسرائيلية بسوريا يظهر أن المخزون الإيراني هناك كبير. وهذا يقود إلى نقطة أخرى، فإذا كانت كمية الأسلحة الإيرانية بسوريا هكذا، فكم حجم الأسلحة التي هربتها، وتهربها، إيران إلى العراق المتاخم لها حدودياً، وتقدمها طهران تحديداً إلى جماعاتها المخولة تقويض الدولة العراقية؟ كل هذا يقول لنا إنه لم تكن هناك جدية أميركية، أو غربية، لاحتواء إيران من الأساس بالمنطقة، ومجابهتها، وعلى الطريقة نفسها التي تعامل بها الأميركيون مع «طالبان» طوال عشرين عاماً من الوجود الأميركي. بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وعودة «طالبان»، اتضح أن الأميركيين لم يكونوا يتعاملون بجدية مع «طالبان»، ولذا عادت بعد «ثوانٍ» من الانسحاب، ولا أقول «ثواني» تهكماً، بل بكل جدية. ملخص القول أن إيران لا تتمدد بسبب قوتها، بل بسبب الإهمال الغربي، وكذلك العربي، وهذه قصة لم تُروَ جيداً للآن، خصوصاً كذبة «المقاومة والممانعة». وحتماً هناك يوم حساب ستدفع ثمنه المنطقة، للأسف.

 

سباق محموم قبل الفوضى: هل "يروّض" حزبُ الله عون؟

منير الربيع/المدن/18 أيلول/2022

في لبنان، وجهتا نظر تتنافسان. الأولى، تسعى إلى البحث عن تسويات وآفاق جديدة، يمكن من خلالها إعادة تنظيم إنتاج الحكم، عبر الضغط لتشكيل حكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها أو حتى بعد الدخول بفراغ. والثانية، تنطلق من فكرة أن النظام الحالي هو نظام تعطيل ولا بد من الذهاب إلى تعديل دستوري، يشمل كل القطاعات والمؤسسات والإدارات. وهذا لا يمكن حصوله إلا بعد الفوضى الشاملة والانهيار الكامل. يمتلك طرفا الانقسام أوراقاً لاستخدامها في سبيل تحقيق وجهة نظره. طرف يشدد يومياً على ضرورة تشكيل الحكومة لتجنب سيناريوهات الفوضى، ويستعد للدخول في مسار تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين وترتيب الوضع، وهو حزب الله. وطرف آخر يلجأ إلى كل أساليب التصعيد، ضد أركان الطائف وهو رئيس الجمهورية ميشال عون.

السجالات المسيحية

يعتبر خصوم عون أن كل ما له علاقة بالتهدئة والتسوية سيكون متعارضاً مع مصلحته ومصلحة جبران باسيل، لأن هدف الرجلين هو تجذير الخلاف أكثر، لإعادة خلق معادلات سياسية جديدة، تنطلق من الحسابات الطائفية إلى غيرها. ومن أبرز الأوراق في هذا المجال هي ورقة منع تشكيل الحكومة، لمنع تسلّم حكومة تصريف الأعمال صلاحيات الرئيس. وهي معادلة لا بد لها أن تنسحب على غالبية القوى المسيحية. صحيح أن سمير جعجع أعلن في وقت سابق أن الدستور ينص على مغادرة رئيس الجمهورية للقصر الجمهوري عند انتهاء ولايته، وبموجبه تتسلم الحكومة صلاحيات الرئيس، ولكن ذلك سيكون عنواناً لمعركة أكبر بالنسبة إلى التيار الوطني الحرّ في مواجهة جعجع لإحراجه مسيحياً والضغط عليه. البطريرك الماروني يرفض التورط في مثل هذه السجالات، ويشدد على ضرورة تشكيل الحكومة. وهو أمر يلتقي عليه مع حزب الله أيضاً، كذلك مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. يُفترض أن يعمل حزب الله على خطين، الأول هو تكثيف الاتصالات واللقاءات في سبيل الوصول إلى صيغة مرضية للجميع لتشكيل الحكومة. والثاني هو الاستمرار في السعي في سبيل تقريب وجهات النظر بين حلفائه، ولا سيما بين التيار الوطني الحرّ وتيار المردة، وتخفيف التوتر بين الرئيس نبيه برّي وجبران باسيل. وقد استبق نصرالله تلك الخطوة باللقاء مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان كنوع من إعادة تجميع القوى والحلفاء، وحاول التدخل مع ارسلان للموافقة على استبعاد الوزير عصام شرف الدين من حكومة ميقاتي قيد التشكيل، مقابل تسمية شخصية أخرى، فيما يقترح ارسلان تسمية صالح الغريب. وهو أمر سيلقى اعتراضاً، لأن الغريب كان مشاركاً في حكومة سياسية ولا تنطبق عليه صفة التكنوقراط.

الاستعراض والاعتراض

كل هذه الخلافات التفصيلية بملف الحكومة، كما بملف الرئاسة، تبقي لبنان مفتوحاً على صراعات متعددة، وهي لا تنفصل عن مشاهد الفوضى أو الاحتجاجات التي تبرز أكثر فأكثر. فبعد اقتحامات المصارف، واستعداداً لمرحلة ما بعد فك الإضراب المصرفي، هناك تفكير لدى مجموعات متعددة في كيفية التعاطي مع هذا القطاع، وإذا ما كانت الاقتحامات ستتكرر أم أن الاحتجاجات ستتخذ أشكالاً جديدة؟ هناك سباق بين مشاهد الاستعراض والاعتراض في الشارع لتثبيت أهداف سياسية، أو فرض أمر واقع معين، يدفع بالجميع للجلوس إلى طاولة المفاوضات.. وبين محاولة القوى السياسية لملمة الوضع قبل انفلاته وإبرام تسويات مرحلية، تبدأ بتشكيل حكومة كخيار بديل عن عدم القدرة على انتخاب رئيس، ولتجنب الدخول في صراعات دستورية سيكون لها آثارها على واقع الشارع والاستقرار. هذا داخلياً، أم خارجياً فلا يزال هناك رهان لبناني على تحركات القوى المعنية بالملف اللبناني، بالنظر إلى بعض اللقاءات التي سيعقدها ميقاتي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أو اللقاء الذي سيبحث الملف اللبناني بين المسؤولين الفرنسيين والأميركيين والسعوديين في المقر عينه، أو بانتظار اجتماع اللجنة السعودية الفرنسية المشتركة، والتي ستبحث الاستحقاق الرئاسي في الأسبوع الأول من تشرين الأول.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص عظة وفيديو قداس الشهداء الإلهي الذي ترأسه البطريرك الراعي اليوم 18 أيلول/2022 / في كنيسة سيدة إيليج سلطانة الشهداء . ميفوق – القطارة/مع الكلمات التي ألقيت بعد القداس ومنها كلمة المطران موسى الحاج عقب منحه وسام رابطة سيدة إيليج

موقع بكركي والوكالة الوطنية/18 أيلول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112038/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%a9-%d9%88%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%82%d8%af%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d8%af%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%84%d9%87%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a/

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس السنوي لراحة أنفس “شهداء المقاومة اللبنانية”، الذي تقيمه “رابطة سيدة ايليج”، في المقر البطريركي في كنيسة سيدة ايليج في بلدة ميفوق – القطارة – قضاء جبيل، عاونه فيه المطرانان منير خيرالله وموسى الحاج ورئيس دير ميفوق الأب ناجي ابي سلوم، في حضور النائب الابرشي المونسنيور شربل انطون ممثلا راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، وخدمته جوقة الاحبة بقيادة مرسال بدوي.

حضر القداس عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك، النائب وليم طوق، النواب السابقون فارس سعيد وفادي سعد وسامر سعادة، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس البلدية هادي الحشاش ومختار القطارة كمال الحشاش، رئيس اقليم جبيل الكتائبي رستم صعيبي، يمنى بشير الجميل، عضو المجلس السياسي في حزب الوطنيين الاحرار ميشال طربيه والسيد روبير خوري، مارون العميل ممثلا حزب حراس الارز، وليم نون شقيق شهيد فوج اطفاء بيروت في تفجير المرفأ، رئيس مكتب الدفاع المدني في قضاء جبيل شكيب غانم، رئيس الرابطة فادي الشاماتي والاعضاء وأهالي الشهداء وحشد من المؤمنين.

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي..قدّاس الشهداء

موقع بكركي/سيّدة إيليج، الأحد 18 أيلول 2022

“لـِمَ أنتم خائفون هكذا؟ ولِـمَ ليس فيكم إيمان” ( مر 4: 4).

1. العاصفة العظيمة التي ضربت سفينة تلاميذ يسوع وهو معهم، هي عاصفة تتكرّر بشكلٍ آخر على أكثر من مستوى: على المستوى الشخصيّ عندما يمرّ الإنسان في مرحلة تغيير في مجرى حياته مثلما جرى لأغسطينوس؛ وعلى مستوى العائلة عندما تعصف الصعاب في الحياة الزوجيّة والعائليّة؛ وعلى مستوى المجتمع عندما تعكّره النزاعات والإنقسامات؛ وعلى مستوى الدولة عندما تتهاوى مؤسّساتها الدستوريّة ويقع ضحيّتها المواطنون الأبرياء؛ وعلى المستوى الدوليّ عندما تعصف ويلات الحروب والمجاعة والقتل والتدمير والتهجير. كلّ هذه العواصف تزرع الخوف في النفوس. لكنّ الربّ يسوع، الحاضر معنا ورفيق دروبنا يردد لنا ما قاله لتلاميذه، أعمدة الكنيسة: “لـِمَ أنتم خائفون هكذا؟ ولِـمَ ليس فيكم إيمان؟” ( مر ٤٠:٤)”.

2. إنّنا بإيمان نلتقي اليوم في ظلّ سيّدة إيليج، وقرب ضرائح شهدائنا، شهداء المقاومة اللبنانيّة، بدعوة كريمة من رابطة سيّدة ايليج، لنقدّم هذه الذبيحة الإلهيّة ككل سنة، لراحة نفوسهم، ولشفاء الشهداء الأحياء الذين ما زالوا يحملون في أجسادهم علامة الشهادة والإستشهاد، ولعزاء أهاليهم، ولإستمراريّة شعلة المحبّة والإيمان بلبنان الوطن والرسالة في هذا المشرق وفي العالم.

3. كم من مرّة نسمع صوت الله في الإنجيل يردّد الدعوة لعدم الخوف: قالها على لسان الملاك لمريم: “لا تخافي” (لو 1: 30)، وليوسف في الحلم: “لا تخف” (متى 1: 2)، ولرعاة بيت لحم: “لا تخافوا” (لو 2: 10)، وليائيرس رئيس المجمع عندما بلغه خبر وفاة ابنته: “لا تخف. آمن فقط، وابنتك تحيا” (لو 9: 50)، ولسمعان-بطرس بعد صيد السمك العجيب والإقرار بأنّه خاطئ امام الرب؛ “لا تخف. فمن الآن تكون صيّاد الناس للحياة” (لو 5: 10). وبعد قيامة الربّ من الموت، ردّد في ظهوراته لرسله: “السلام معكم، لا تخافوا انا هو” (لو 24: 36)؛ وللمرأتين اللتين أتـيتـا باكرًا صباح الأحد لرؤية القبر قال الملاك: “لا تخافا! بل أسرعا وقولا لتلاميذه أنّه قام من الموت” (متى 28: 5)، وفيما هما مسرعتان بخوف وفرح لقيهما يسوع وقال لهما: “لا تخافا، بل إذهبا وقولا لإخوتي ليمضوا إلى الجليل وهناك يرونني” (متى 28: 10).

4. إنّ شهداء المقاومة اللبنانيّة الذين نذكرهم اليوم، واستشهدوا في سبيل لبنان فحفظوه وحموه من الزوال يقولون لنا اليوم في ظرفنا العصيب والشديد الخطورة: “لِـمَ أنتم خائفون هكذا؟ أين إيمانكم؟” ويدعون الجميع للتشدّد في الإيمان، ولتوحيد المقاومة اللبنانيّة حفاظًا على لبنان الواحد ولحمايته من أي تعدٍّ خارجيّ، ولبناء وحدة شعبه ومكوّناته المتعدّدة.

لا تقتصر المقاومة اللبنانيّة على السلاح دفاعًا عن الوطن وشعبه، بل تشمل بنوع خاصالصمود في الوحدة الداخليّة، وفي الولاء الكلّي للبنان-الوطن، وفي التحلّي بالأخلاقيّة والقيم، وفي المحافظة على ميزات دولة لبنان، وفي تعزيز رسالته ونموذجيّته.

5. شهداؤنا يرقدون في ظلّ سيّدة إيليج، حيث عاش عددٌ من بطاركتنا شاهدين ومحافظين على كنوزهم الثلاثة: الإيمان والحريّة والإستقلاليّة. وقد بلغوا بها مع خلفائهم إلى إعلان دولة لبنان الكبير في أوّل أيلول 1920، وجعلوا من هذه الثلاثة ميزات لبنان ومنطلق رسالته في هذا الشرق.

إنّ ذكرى بطاركتنا الأبطال تمتزج مع ذكرى شهداء المقاومة اللبنانيّة. فمن هؤلاء البطاركة الذين عاشوا في مقرّ سيّدة إيليج البطريركيّ، لابدّ من أن نذكر اثنين البطريرك دانيال الحدشيتي الذي تصدّى للمماليك سنة 1300 وقاوم هجومهم على بلاد جبّة بشرّي ببطولة فائقة. فأوقف جيوشهم أمام إهدن أربعين يومًا. ولم يتمكّنوا منه إلّا بعد أن أمسكوه بالحيلة. فكتب المؤرّخون: “وكان إمساكه فتحًا عظيمًا، أعظم من افتتاح حصن أو قلعة”.

ونذكر معه البطريرك جبرائيل بن حجولا الذي استشهد حرقًا في النار في ساحة طرابلس، في عهد المماليك المظلم والظالم.

6. لقد واصل البطاركة مقاومتهم وصمودهم بالإيمان والصلاة والعمل مشددين شعبهم بالايمان منتزعين من قلوبهم الخوف، على الرغم من كلّ المعاناة والإضطهادات. وراحوا يسعون تدريجيًّا إلى تحقيق مقوّمات وطن مستقلّ يؤمّن للمواطنين العيش فيه بكرامة وحريّة. فبنى كلّ واحد منهم مدماكًا في صرح هذا الوطن حتى تكلّل باتمام بنائًا جميلاً في عهد البطريرك الكبير المكرّم الياس الحويّك. فنذكر على التوالي البطاركة: موسى العكاري الذي بدأت معه مسيرة التطلّع إلى الإستتقلال الكامل. وتلاه في النهج نفسه مع إنجازات خاصّة البطاركة الثلاثة من آل الرزي.

وجاء البطريركان يوحنّا مخلوف وجرجس عميره وتعاونا مع الأمير فخر الدين الثاني الكبير على توحيد البلاد وتحقيق الإستقلال النسبيّ، مع السعي إلى الإستقلال النهائيّ عند نضوج الظروف الدوليّة. كما عاونا الأمير في انفتاحه على الغرب عبر إيطاليا.

وكان المكرّم البطريرك الكبير إسطفان الدويهي الذي رسم خريطة الطريق إلى الإستقلال ماديًّا وروحيًّا وتاريخيًّا، وإلى بناء الدولة العتيدة. لقد كان دوره محوريًّا في مسيرة الموارنة بخاصّة واللبنانيّين بعامّة.

وخلفه البطريرك يوسف إسطفان الذي فتح في عين ورقة تاريخ التربية في لبنان، كما فتح أسلافه تاريخ إستقلاله. وقد لُقّبت عين ورقة “بأمّ المعاهد في لبنان”، لما أدّت من دور في الحقول الثلاثة: الديني والوطني والثقافيّ.

وجاء البطريرك يوسف ضرغام الخازن الذي في عهده التأم المجمع اللبناني الشهير في دير سيدة اللويزة في زوق مصبح 1736 الذي نظم أوضاع الكنيسة المارونية في كل جوانبها فظل مرجعها الدائم.

ثمّ جاء البطريرك يوسف حبيش فامتاز بحسٍّ عالٍ من المسؤوليّة في الأمور الكنسيّة التنظيميّة والروحيّة، وفي الشؤون التربويّة الإجتماعيّة، وفي المجالات السياسيّة والوطنيّة. وفي عهده كانت عامية انطلياس.

وخَلفه البطريرك بولس مسعد صاحب الدورين الكنسيّ والوطنيّ. وكان دوره المتّصف بالحكمة والصبر تجاه ثورة الفلّاحين وحركة يوسف بك كرم والحرب الأهليّة سنة 1860 التي تبعها إقرار نظام لبنان الأساسيّ.

وجاء اخيرًا البطريرك الياس الحويّك الملقّب “بعرّاب لبنان الكبير” الذي له الفضل في إعادة الأقضية الأربعة والمدن الساحليّة التي كان قد سلخها عنه الحكم العثمانيّ. وتميّز البطريرك الحويكبدعوته الدائمة إلى العيش المشترك بين جميع اللبنانيّين، وتعزيز انفتاح الموارنة على محيطهم العربيّ، وباهتمامه بالموارنة المنتشرين في العالم، وعُرف بنداءاته العديدة للتضامن الإجتماعيّ ومقاومة أخطار الحرب العالميّة الأولى والمجاعة. (راجع كلّ ما جاء عن البطاركة فب مقال الدكتور أنطوان نجيم: “مسيرة الكنيسة المارونيّة إلى لبنان الكبير” في كتاب : لبنان الكبير، المئويّة الأولى (للمركز المارونيّ للتوثيق والأبحاث)، ص 24-76.)

وهكذا وضع الاساس لفلسفة لبنان السياسيّة بقوله الانتماء الى لبنان يكون بالمواطنة لا عبر الدين وهكذا فصل بين الدين والدولة منذ ١٩٢٠.

7. كلّ البطاركة الذين توالوا على كرسيّ انطاكية وسائر المشرق بعد البطريرك المكرّم الياس الحويّك إلى اليوم، واصلوا السهر على حماية لبنان في جوهر كيانه ودعوته التاريخيّة ورسالته، وباتوا لشعب لبنان علامة رجاء وصمود، وبيت ملاذ.

من هذا المنطلق نحن نواصل رفع صوتهم من أجل قيام دولة لبنان على أسسها الدستوريّة والميثاقيّة، المؤهلة لتأمين خير جميع اللبنانيّين وكلّ لبنانّي. واليوم نرفع معكم ايها الحاضرون والمشاهدون والسامعون الصوت عاليًا مطالبين تشكيل حكومة جديدة قادرة، وبانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة قبل نهاية عهد فخامة الرئيس أي قبل الحادي والثلاثين من تشرين الأوّل المقبل، يكون رئيسًا متمكّنًا من كلّ المواصفات التي يجمع عليها كلّ اللبنانيّين. ونطالب بحماية القضاء من كلّ تسييس أو مساومة او ارتهانٍ للناقذين ومن أيّ قرار يمسّ بمبادئه الجوهريّة، ونصب أعيننا حماية التحقيق العدليّ في جريمة تفجير المرفأ. هذه الحرية الكبرى في التاريخ.

8. إنّنا نضع هذه الأمنيات في عهدة أمّنا مريم العذراء سيّدة إيليج، متّكلين على صلوات بطاركتنا القدّيسين، وبحقّ دماء شهدائنا الأبطال. فالله القدير يستجيب صلواتنا ويسمع صراخ شعبنا. له المجد والشكر، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان

#لبنان_الكبير #الراعي #معا_من_أجل_لبنان #لبنان #بكركي

 

المطران عوده: الــدولــةُ تُــسْــتَــعــادُ بــإرادةِ الــعــمــلِ وتطبيق الــدُســتــورِ والــتَــخــلّـي عــن الــمَــصـالِـحِ والــعــدالــةِ للــجــمــيــعِ

وطنية /18 أيلول/2022

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "وَصَـــفَ الــمَــســيـــحُ، قَــبْـــلَ أَنْ يَــصِـــلَ إلـــى الآلامِ والــصَّــلْـــب، حَــيـــاةَ الــتَـــلــمــيـــذِ مُــسْــتَــخْـــدِمًـــا صـــورَةَ الــمَــحْــكـــومِ عَــلَــيْـــه، الَّـــذي يَــحْــمِـــلُ صَــلــيــبَـــه. فــمَـــنْ يُـــريـــدُ أَنْ يَــتْــبَـــعَ الــمَــســيـــحَ عَــلَــيْــهِ أَنْ يُــنْــكِـــرَ نَــفْــسَـــهُ، أَيْ أَنْ يَــنْــبُـــذَ جَـــذْرَ كُـــلِّ الأَهْـــواءِ الَّـــذي هُـــوَ الأَنـــانــيـــة، وهَـــذا يَــعــنـــي أَنْ يَــنْــبُـــذَ مَــحَــبَّـــةَ الـــذَّاتِ، ثُـــمَّ أَنْ يَــحْــمِـــلَ صَــلــيــبَـــه، بِـــأَنْ يَـــأْخُـــذَ عــلـــى عـــاتِــقِـــهِ الــجِــهــادَ مِــنْ أَجْــلِ حِـــفْـــظِ وَصـــايــا الـــرَّبِّ وتــطــبــيــقِـهـا. أَنْ أَتْــبَـــعَ الــمَــســيـــحَ يَــعْــنـــي أَنْ أَقْــتَـــدِي بِــحَــيـــاتِـــه، وأَنْ أَتْــبَــعَـــهُ إلـــى جُــلــجُــلَـــةِ الــمَــحَــبَـــة. الــصَّــلــيـــبُ هُـــوَ الــمَــحَــبَّـــةُ الَّـتـــي تُــصــبِـــحُ ذَبــيــحَـــةً لِــكَـــي يَــعــيـــشَ الــعـــالَـــمُ حَــيـــاةً حَــقــيــقــيَّـــة. وفــيــمـــا يَــتَــحَـــرَّرُ الإِنــســـانُ الــمُـــؤمِـــنُ مِـــنْ عِــقـــالاتِ حُـــبِّ الـــذَّات، يَــتَــقَـــدَّمُ فـــي مَــعْـــرِفَـــةِ الــمَــســيـــح، ويَـــرى بِـــوُضـــوحٍ جُــحـــودَ الــعـــالَـــم. يَــعــيـــشُ مَـــأســـاةَ الــكَـــوْنِ شَــخْــصِــيًّـــا، فَــيَــنـــوحُ ويُــصَــلِّـــي مِـــنْ أَجْـــلِ الــعـــالَـــم، ويَــحْــمِـــلُ صَــلــيـــبَ إِخْـــوَتِـــهِ الَّــذيـــنَ لا يَــفــصِــلُــهُـــم عَـــنْ نَــفــسِـــه".

أضاف: "إِنَّ كِــتـــابـــاتِ الــقِـــدِّيــســيـــنَ وسِــيَــرَ حَــيـــاتِــهِـــم تَــصِـــفُ خِــبْـــرَةَ الَّـــذيـــنَ يَــتْــبَــعـــونَ الــمَــســيـــحَ بِـــإِخـــلاصٍ، حَــيْـــثُ نَــتَــبَــيَّـــنُ كَــيْـــفَ يــجِـــبُ عــلـــى الإِنْــســـانِ أَنْ يَـــأخُـــذَ صَــلــيــبَـــهُ ويَــتْــبَـــعَ الــمَــســيـــح. هُــنـــا يَــظْــهَـــرُ أَمْـــرٌ مُــهِـــمٌّ جِـــدًّا. إِنَّ حَــمْـــلَ الــصَّــلــيـــبِ هُـــوَ طَـــريــقَـــةُ حَــيـــاةِ الــمُـــؤمِــنــيـــنَ الــحَــقــيــقــيِّــيـــنَ كُــلِّــهِـــم، بِــغَـــضِّ الــنَّــظَـــرِ عَـــنْ أَنْــمـــاطِ حَــيـــاتِــهِـــم. فَــحَــيـــاةُ الــصَّــلــيـــبِ لَــيْــسَـــتْ حِــكْـــرًا عــلـــى الــكَــهَــنَـــةِ والـــرُهــبــانِ، بَــلْ هِـــيَ سِــمَــةُ كُــلِّ مــؤمــنٍ أكـانَ مِــن أَصْــحـــابِ الــمِــهَـــنِ، أو أَرْبـــابِ الــعــمَــلِ أو الــعُـــمّــالِ، أو مِــمَّــنْ يَــتَــولّــونَ مَــســـؤولِــيَّـــةً ويُــمـــارِســـونَ الــسُّــلْــطَـــةَ فـــي الــمُــجْــتَــمَـــع. وفـــي إنــجــيــلِ الــيــومِ تــأكــيــدٌ مــن الــربِّ يــســوع أنَّ مَــنْ أرادَ أنْ يُــخــلِّــصَ نــفــسَــه يُــهــلِــكُــهــا، ومَــنْ يُــهــلِــكُ نــفــسَــه مــن أجــلِ الــربِّ وإنــجــيــلِــه يُــخــلِّــصُـهــا. فــكــيــف يُــخــلِّــصُ الإنــســانُ نــفــسَــه؟ هــل يــكــونُ الــخــلاصُ بــبــعــضِ الإدعــاءاتِ والــشــعــاراتِ، وبــالإنــتــمــاءِ الــلــفــظــيّ إلــى الــمــسـيــح؟ الــجــوابُ يُــعــطــيــه الــربُّ يــســوع نــفــسُــه عــنــدمــا يــقــول: «مَــنْ أرادَ أنْ يَــتْــبَــعَــنــي فَــلْــيَــكْــفِــرْ بــنــفــسِــه ويَــحْــمِــلْ صــلــيــبَــهُ ويَــتْــبَــعْــنــي». هــذا الــكــلامُ يُــخــيــفُ مــعــظــمَ الــنــاسِ لأنّ حَــمْــلَ الــصــلــيــبِ لــيــسَ أمــراً ســهــلاً. الــطــريــقُ الــســهــلُ لــيــسَ طــريــقَ الــمــسـيــحِ وهــو لــن يُــحــاسِــبَــنــا عــلــى الــنــيّــةِ بــل عــلــى طــريــقــةِ الــحــيــاةِ وهــو الــقــائــلُ: «تــعــالَــوا إلــيّ يــا مُــبــارَكــي أبــي رِثــوا الــمــلــكــوتَ الــمُــعَــدَّ لــكــم مــنــذُ تــأســيــسِ الـعــالــم، لأنــي جِــعْــتُ فـأَطْــعَــمْــتُــمــونــي، عَــطِــشْــتُ فَــسَــقَــيــتُــمــونــي، كــنــتُ غــريــبــاً فــآويــتُــمــونــي، عـُـريــانــاً فَــكَــسَــوْتُــمــونــي، مــريــضــاً فَــزُرْتُــمــونــي، مَــحــبــوســاً فــأتــيــتــم إلـيّ» (مــتـى 25: 34-36). هــكــذا خــاطــبَ اللهُ مَــن حَــمَـلـوا صــلـيــبَـهــم وعــاشــوا حــيـاةَ الــمـحــبـةِ والـبِــرِّ والــعــطــاء. الــمــحــبــةُ لــيــســت فــكــرةً مُــجَــرَّدَةً. الــمــحــبــةُ هــي تَــطــبــيــقُ مــا نــؤمــنُ بــه. يــقــولُ بــولــس الــرســول: «إنْ كــنــتُ أتــكــلَّــمُ بــألــسِــنَــةِ الــنّــاسِ والــمــلائــكــةِ ولــكــن لــيــسَ لــي مــحــبّــةٌ فــقـــد صِــرتُ نُــحــاســاً يَــطِــنُّ أو صُــنــجــاً يَــرِنُّ، وإنْ كــانــت لــي الــنــبــوةُ وكــنـــتُ أعــلَــمُ جــمــيــعَ الأســرارِ والــعِــلـــمَ كُــلَّــه، ولــو كــان لــي الإيــمــانُ كــلُّــه حــتــى أنــقُــلَ الــجــبــالَ ولــم تــكــنْ فـيَّ الــمـحــبَّـةُ فــلــســتُ بــشـيء» (1كو13: 1-2). أمـا الــرســولُ يـعـقــوب فــيــقــول: «كــمـا أنّ الــجــســدَ بــدونِ روحٍ مــيّــتٌ هــكــذا الإيـمـانُ بـدونِ أعــمـالٍ مــيّــت» (يع2: 26)".وتابع: "حــيــاتُــنــا إذاً هــي مــرآةٌ لإيــمــانِــنــا، ومَــن يــؤمِــنُ أنَّ مَــنْ أرادَ أنْ يُــخــلِّــصَ نــفــسَــه يُــهــلِــكُــهــا، عــلــيــه  أنْ يَــمــنَــعَ عــنــهــا كُــلَّ مــا يُــســيءُ إلــى تَــنــقــيَــتِــهــا وخــلاصِــهــا، فــلا تــعــودُ تَــكــتَــرِثُ لــلــمــالِ والــســلــطــةِ والــمــجــدِ وكــلِّ أشــيــاءِ الــعــالــمِ الــفــانــيــة، إذ «مــاذا يَــنــتَــفِــعُ الإنــســانُ لــو رَبِــحَ الــعــالــمَ كــلَّــه وخَــسِــرَ نــفــسَــه» كــمــا سَــمِــعــنــا فــي إنــجــيــلِ الــيــوم؟ ومــاذا يُــعــطــي الإنــســانُ فــداءً عــن نــفــسِــه عــنــدمـا يَــقِـــفُ فــي حــضــرةِ اللهِ يــومَ الــديــنــونــةِ الــرهــيــب؟ هــل يُــقــدِّمُ ثــروتَــه الــطــائــلــة الــتــي لــم يُــحْــسِــنْ اســتِــخــدامَــهــا بــمــا يُــرضــي مَــنْ مَــنَــحَــه إيّــاهــا؟ أم يُــعــطــي مــا جَــمَــعَــه مِــنْ ألــقــابٍ ومــا وصَــلَ إلــيــهِ مِــنْ مــراكــزَ داسَ بــواسِــطــتِــهــا الــفـــقــيــرَ، واضــطــهــدَ الــضــعــيــفَ، ونَــصَّــبَ نــفــسَــه قــاضــيــاً ودَيّــانــاً لــكــثــيــريــن؟ الــمــســيــحُ صُــلِــبَ مِــنْ أجــلِــنــا. مــاتَ لأنّــه أحــبَّــنــا وشــاءَ خــلاصَــنــا. وعــنــدمــا يَــدعــونــا إلــى حَــمْــلِ الــصــلــيــبِ، صــلــيــبِ الــخــطــيــئــةِ، هــو لا يَــدعــونــا إلــى الــعــذابِ بــل إلــى الــحــيــاة، لأنّ مَــنْ داسَ خــطــيــئــتَــه، ومــحــا أنــانــيّــتَــه، وتَــجَــرَّدَ مِــنْ كِــبْــرِيــائِــه وأخــطــائِــه، هــذا يــدخُــلُ فــي الــفــرحِ الــحــقــيــقــيّ، ويُــعــايِــنُ نــورَ الــقــيــامــةِ الــبــهــيّ".

وقال المطران عودة، لبنان يستحق الحياة، وشعبه لا يستحق ما هو فيه. لا يكاد ينقضي أسبوع دون أن نسمع تفوق طبيب لبناني، أو نجاح جمعية لبنانية، أو ابداع فنان أو أديب لبناني، أو اكتشاف باحث لبناني، أو تميز مؤسسة تربوية، أو ريادة طبية، أو تألق فرقة فنية، أو رياضية لبنانية. وآخر الإبداعات النجاح الكبير الذي حققته فرقة مياس، كل ذلك بجحود اللبنانيين وحدهم الذين يفتقرون إلى الفرص في بلادهم. وقد أظهروا أن بإمكان الحكام أن يسرقوا كل شيء منهم، إلا أحلامهم. هؤلاء اللبنانيين الذين يدفعون ثمن أخطاء حكامهم وسوء ادرتهم وقلة احساسهم بالمسؤولية، والذين يعانون اليأس والذل والمرارة، فيما هم يستحقون حياة كريمة في وطن يليق بهم وبطموحاتهم وابداعهم، وهم الذين يعطون صورة مشرفة عن لبنان.

الدوالة تستعاد بالإرادة، ارادة العمل والتضحية، باحترام الدستور وتطبيقه لا تشويهه. بالنزاهة والقدوة الحسنة وبالتخلي عن المصالح.، بالعدالة تطبق على الجميع، وهذا سهل إذا صفت النيات وانتفت المصالح. وختم صلاتنا أن يلهم الرب الإله نواب الشعب كي لا يعملوا إلا من أجل خير الشعب، وأن يقوموا بواجباتهم بحسب ما يمليه عليهم ضميرهم، وأن يختاروا رئيساً للبلاد في أسرع وقت ليتحمل مسؤولية اخراج البلد من ظلمة الموت إلى نور الحياة.

 

وضاح الصّادق: مواصفات العماد جوزف عون ليست بعيدة من مواصفاتنا

 إم تي في اللبنانية/18 أيلول/2022

أكّد النائب وضاح الصادق أنّ “سنحضّر سلّة أسماء وسنذهب بها مجدداً إلى الكتل السياسية وكل الكتل توافقت على مواصفاتنا الرئاسية”. وأشار الصادق عبر الـ”mtv” إلى “ألا حظوظ لمعوّض والجميّل بالحصول على ثلثي الأصوات أمّا افرام فقد يكون قادراً على حصدها”. وأضاف الصادق: “مواصفات العماد جوزاف عون ليست بعيدة من مواصفاتنا الرئاسية ولكنّه يحتاج تعديلاً دستورياً ونحن نرفض ذلك”. وختم الصادق: “حزب الله وافَقَنا لجهة مواصفاتنا الرئاسية التي لا تنطبق على عون ولم يطرح معنا ما قاله نصرالله عن رئيس يتمتّع بقاعدة شعبية”.

 

هاشم صفي الدين: أميركا تمنع لبنان من التقدّم!

 الجديد/18 أيلول/2022

رأى رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” هاشم صفي الدين أنّ “أميركا ترتكب جريمة أكبر وأعظم من جريمة حصارها للبنان، حيث إنها تمنع لبنان من أن يتقدّم إلى الأمام، وتعمل على وضع العراقيل أمام أي حل”.

واشار صفي الدين خلال احتفال تأبيني في بلدة حداثا الجنوبية الى أنّ “لبنان إلى اليوم هو ليس بلداً مفلساً، وهذا يعني أن لديه أملاك ومقدرات وإمكانات، وإذا وضعت الخطط ونفذت، يمكن للبنان أن ينهض من جديد وأن يتغلّب على المصاعب، ولكن أميركا تمنعه من خلال الضغط على بعض السياسيين المرعوبين أو الموعودين، من أجل أن لا يسيروا بخطط إنقاذية حقيقية إصلاحية أو عملية في مختلف الأبعاد”. واضاف: “نحن نفهم أن أميركا تقوم بكل هذا الضغط وترتكب جرائم التجويع والعوز والفوضى في لبنان من أجل إسرائيل، ونحن لا نقبله، إلاّ أنه من غير المفهوم أن هناك بعض اللبنانيين يمشون مع الأميركان ويتحدثون بلغتهم ويبشرون بمشاريعهم ويضغطون باتجاه أن لا يكون هناك مقاومة ولا سلاح لها، وبكل قصة وحكاية، نرى أن موقفهم يتماهى مع موقف السفارة الأميركية، وبالتالي، فإننا نسأل، ما مصلحة هؤلاء في أن يصل لبنان إلى هذا الدرك على مستوى الوضع الاقتصادي والمعيشي والمالي”.

واعتبر صفي الدين أن “خطاب الكراهية والتحريض المذهبي والطائفي ورفع الصوت كثيراً من قبل مجموعة من اللبنانيين سياسيين أو أحزاب أو قوى، واللوذ بالأميركي والغربي وعدم الاهتمام بإنقاذ البلد وسوق البلد إلى الفوضى، هو خطاب يقصد به الوصول إلى التقسيم، الذي فشلوا به في الماضي، ونحن نقول لهؤلاء، كما فشل من سبقكم، أنتم ستفشلون أيضاً، فهذا البلد سيبقى موحّداً، وستعود إليه قوته وقدرته على المستوى الاقتصادي، مع كثير من الصبر”. كما شدد على أننا “بذلنا التضحيات من أجل الحفاظ على السيادة والاستقلال والحدود، وسنحصل إن شاء الله على ثرواتنا في المياه من النفط والغاز، وبالتالي، لا يمكن أن نقبل بعد كل هذه التضحيات بأن يأخذنا شرذمة جاهلة انفاعلية إلى فوضى أو إلى تقسيم أو إلى أي مشروع يخدم المصالح الأميركية وتالياً المصالح الإسرائيلية، فهذا لا يمكن أن نقبل به، وهذا الذي سنعمل عليه في كل وقت وآن”.

ولفت رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الى أنّ “لبنان اليوم أمام استحقاق تاريخي بعد أن وصل إلى هذه الحالة التي هو عليها اليوم، وهذا الاستحقاق أمامه كل اللبنانيين، من سياسيين وطوائف وأحزاب وجهات ومجتمع أهلي وكل من هو موجود في هذا البلد، فهل ينجحون في جدارة الحفاظ على الوطن أو أنهم ليسوا جديرين بهذا الوطن، أما نحن، فإننا نعمل كما نعتقد أن الحفاظ على هذا الوطن هو من أهم مسؤولياتنا وواجباتنا، وكما كنا ناجحين وموفقين في جدارة الحفاظ على سيادة البلد وثرواته، فإنه يجب أن نعمل جميعاً من أجل أن نكون ناجحين وموفقين في الحفاظ على جدارة بقاء هذا الوطن في ظل كل هذه المتغيّرات التي تحصل في المنطقة”. وأوضح أنه “كلما هاجمنا بعض المراهقين السياسيّين والطامعين والطامحين بلا جدوى وبلا مبدأ من أجل إرضاء أميركا، كلما ازددنا ربحاً، لأننا نزداد معرفة بأن هؤلاء لم يتبدّلوا ولم يتغيّروا، ونحن نعرف كيف نتعاطى مع هذا الشأن من أجل أن نحفظ بلدنا ووطننا، علماً أن هؤلاء لم يكونوا معنا أبداً لا سيما حينما واجهنا الغطرسة والاحتلال الأميركي عام 1982، وكان آباءهم وأسيادهم في ذلك الوقت مع الأميركي والإسرائيلي”. وأكد صفي الدين أننا “لبنانيون قبل غيرنا بكثير، ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أن يكون عقلنا محصور ومحدود بحدود هذه الجغرافيا، فنحن لبنانيّون ندافع عن وطننا، ونبذل أغلى الدماء في سبيل الحفاظ عليه وعلى حدوده وسيادته واستقلاله وثرواته، ولكننا ننتمي إلى عقيدة تؤمن أن الإنسان المحروم والمستضعف والمضطهد في هذا العالم، هو شأن يعنينا، سواء كان في فلسطين أو في اليمن أو في أميركا الجنوبية أو في أي مكان، لأننا نؤمن بهذا الدين الذي يتطلع إلى طموحات كبيرة وعظيمة سوف تملء من خلالها الأرض قسطاً وعدلاً، ونؤمن بهذا العدل الإلهي السماوي الذي سيتحقق في كل العالم، والذي يجب أن نعمل لتحقيقه بكل ما آتانا الله تعالى من قوة، وهذا لا يتنافى مع الوطنية على الإطلاق”. الى ذلك، اعتبر صفي الدين أنه “لا يوجد هناك إنسان عاقل يمكن أن يفكر في أي يوم من الأيام أن يتخلّى عن المقاومة أو عن سلاحها أو عن قضيتها أو عن أهدافها مقابل كل الضغوط التي تمارس علينا، لا سيما بعد أن رأى بعينيه ما وصلنا إليه بعد كل هذه العقود، ولمس هذه النتائج الطيبة وهذا النهوض العظيم لأبناء شعبنا المقاوم”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 18-19  أيلول/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 أيلول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112013/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1542/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For September 18/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112015/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-september-18-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس