المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 30 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october30.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

يوم الحساب الأخير

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قطعان أصحاب شركات الأحزاب مزروعين في كل تجمع بهدف تفشيله

الياس بجاني/طروادية أصحاب شركات الأحزاب كافة وكارثية وغباء قطعانهم

الياس بجاني/ما دام حزب الكبتاغون الإرهابي يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب قرطة ذميين وطرواديين سيد امونيوم سيعين الرئيس الدمية

 

عناوين الأخبار اللبنانية

اسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29-10-2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 29 تشرين الأول 2022

إسرائيل: نصرالله ليس الا عائقاً في درب لبنان

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

ريفي: لن أشارك في اي طاولة حوار حول انتخاب رئيس ومستمرون بترشيح ميشال معوض

النائب شمعون: لم نر الاصلاحات إلا في آخر عهد الرئيس عون

نادي القضاة: إستقلالية القضاء يفصلها الساسة على قياس معاييرهم

المعارضة لا تحتفل بخروج عون: البلاد بغنى عن مناوشات عقيمة

ميقاتي: ينتظرنا موسم شتوي واعد

عون يلوّح بتوقيع مراسيم قبول استقالة الحكومة وسط جدل سياسي ودستوري

رئيس الجمهورية يلمّح إلى «خرق الأعراف» للضغط على ميقاتي

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية
انتفاضة مهسا تشتعل.. و”الحرس الثوري” يهدد.. والأمن يحاصر الجامعات

اجتماع بالأمم المتحدة لمحاسبة إيران على قمع النساء.. ومواجهات في زاهدان.. ومقتل منفذ هجوم شيراز

قائد «الحرس الإيراني» يهدد المحتجين: اليوم هو الأخير للشغب وحذرهم من الخروج إلى الشوارع

أميركا تسلط الضوء في الأمم المتحدة على احتجاجات إيران

وفاة المشتبه بتورطه في هجوم على مزار ديني جنوب إيران

واشنطن: إيران تخشى الصحافيين حتى بعد وفاتهم ونددت باحتجاز جثة صحافي ومنع دفنه في شيراز

واشنطن تعاقب «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية لتشجيعها «العمل الإرهابي» ضد سلمان رشدي

طهران: أحبطنا هجوماً بقنبلة تزامناً مع إطلاق النار في شيراز وهيئة حكومية تنظم مسيرات إحياءً ليوم «كوروش» وتنديداً بالاحتجاجات المعارضة

احتجاجات إيران تتأجج مع ارتفاع مستوى الغضب إثر مقتل محتجّين

برلماني ينتقد استخدام القوة ضد المحتجين والسلطات تقر بإهمال في مقتل متظاهري زاهدان ... الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء معاملة المعتقلين

روسيا: ننظر بعين الاعتبار لتحديث القنابل النووية الأميركية في أوروبا

موسكو «تستكمل» إجلاء المدنيين من خيرسون أمام تقدم القوات الأوكرانية وقديروف يقر بخسائر فادحة في صفوف قواته

الجيش الروسي يتهم لندن بالضلوع في انفجارات «نورد ستريم»

روسيا تعلن «صد» هجوم بمسيّرات على ميناء سيفاستوبول

توجيه تهمة الشروع في القتل للمعتدي على زوج بيلوسي...المهاجم صرخ «أين نانسي» لدى اقتحامه منزل رئيس مجلس النواب الأميركي

تركيا توقف إعلاميين من «الإخوان» في محاولة جديدة لتسريع التطبيع مع مصر

شاركوا في التحريض على التظاهر وإشاعة الفوضى وهز الاستقرار بالتزامن مع مؤتمر المناخ

لا يحق لأحد عرقلة اتفاق الحبوب.. أوروبا تندد وأميركا قلقة

كندا ستبيع سندات سيادية لجمع الأموال لصالح أوكرانيا

الأمم المتحدة تحذر تل أبيب من العنف وفرض قيود على الفلسطينيين

"عرين الأسود" تتوعد بعمليات مقاومة

قمة الجزائر العربية تبحث القضية الفلسطينية والتدخلات الإيرانية والتركية

وزراء الخارجية يعقدون اجتماعهم التحضيري... والمجلس الاقتصادي يرفع 24 توصية للقادة لتعزيز العمل المشترك

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المارونية المنكوبة/لبوس الجردي

كيف سيوثر اكتشاف النّفط والغاز في سياسة إسرائيل الدفاعيّة وحسابات "حزب الله" وأمن المنطقة/رياض قهوجي/النهار العربي

من هو مرشح الحزب؟/طوني عيسى/الجمهورية

موسكو «تُكمل دورة» الترحيب الدولي بتمايز؟!/جورج شاهين/الجمهورية

تجربة الدولة وحدها الفريدة/بسام أبو زيد/نداء الوطن

بين 13 تشرين 1990 و30 تشرين 2022... بلد على آخر نفس/نوال نصر/نداء الوطن

موقف سياسي لم يتّخذه عون... كان غيّر "المسار"/راكيل عتيّق/نداء الوطن

باسيل لـ"الحزب": لنوقف الورقة البيضاء ولنتفق على مرشح غير فرنجية/غادة حلاوي/نداء الوطن

كلفة الزعامة والرئاسة/رفيق خوري/نداء الوطن

مَعَك مْكَمْلِين./الدكتور شربل عازار/نداء الوطن

لبنان اعترف بإسرائيل… متى يعترف الحزب بلبنان/خيرالله خيرالله/العرب

لصوص الغاز/سناء الجاك/نداء الوطن

الحوار مع الأسد: المحصلة المتناقضة/فايز سارة/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ماذا قال الأب الدكتور باسم الراعي عن الفاتيكان ومسيحيي لبنان والمناصفة والصيغة: تحديات الغد والأجوبة الشيعية عن محورية الكيان…

 “زحلة بوليتيكس”/ميشال ن. أبو نجم

الرئيس عون: لن نترك حكومة تصريف الأعمال تدير البلد وفشلنا بالإصلاح لأن الفساد كان أقوى ولكن "مكمل من الرابية"

رئيس الجمهورية التقى نائب رئيس الحكومة ووقع خمسة قوانين أبرزها القانون المتعلق بتعديل السرية المصرفية

الرئيس عون تسلم من الحلبي واسحق نسخة من مشروع الاطار الوطني لمناهج التعليم ما قبل الجامعي

الحلبي: أرقام المسجلين في المدارس الرسمية هذا الموسم تقارب الموسم الفائت

"الجبهة المسيحية" أعلنت أهدافها ومراد أكد أن الهدف ترسيخ الوجود وإلغاء تمثيل الذميين

"أمل": من نكد الدهر أن تصبح الدعوة الى الحوار جريمة والنعق في أبواق الفراغ فضيلة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

يوم الحساب الأخير

إنجيل القدّيس متّى25/من31حتى46/:”قالَ الربُّ يَسوع: «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء. ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قطعان أصحاب شركات الأحزاب مزروعين في كل تجمع بهدف تفشيله

29 تشرين الأول/2022

فهموها: تفقيس تجمعات صورية وكرتونية وهجينة بعناوين مسيحية تخدم اجندات أصحاب شركات الأحزاب السلطوية وتنفخ بأوهامهم النرسيسية

 

طروادية أصحاب شركات الأحزاب كافة وكارثية وغباء قطعانهم

29 تشرين الأول/2022

ما في فرق بين قطعان عون-باسيل، وقطعان كل أصحاب شركات الأحزاب دون استثاء. كلن من قماشي مرتي وحدي. زلم وزقيفي وأغبياء ومكترين

 

ما دام حزب الكبتاغون الإرهابي يحتل لبنان وطاقم السياسيين والنواب قرطة ذميين وطرواديين سيد امونيوم سيعين الرئيس الدمية

الياس بجاني/تغريدات نشرتها خلال شهر تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113045/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%ba%d8%b1%d9%8a%d8%af%d8%a7%d8%aa-%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%b4%d9%87%d8%b1-%d8%aa%d8%b4/

28 تشرين الأول/2022

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29-10-2022

وطنية/29 تشرين الأول/2022

صحيفة البناء

ـ كواليس

توقفت مصادر دبلوماسية أمام كلام وزير الخارجية الأميركية الذي اعترف عبره للمرة الأولى بنهاية النظام العالمي الذي حكم العالم بعد نهاية الحرب الباردة واعترف بأن نظاماً جديداً قيد التشكل وأن واشنطن تسعى لضمان دورها القيادي فيه بموازاة دور موسكو وبكين.

ـ خفايا

قالت مصادر مالية إن بقاء حكومة تصريف الأعمال بعد الفراغ الرئاسي سيرافقه إنفاق مالي يصل الى مليار دولار من حساب مصرف لبنان في مجالي دعم الليرة وتأمين الفيول للكهرباء لربط نهاية عهد الرئيس ميشال عون بتحقيق انفراجات مالية وخدميّة وتعويم الحكومة شعبياً.

صحيفة الجمهورية

ـ نُقل عن مرجع روحي خشيته من أن تؤدي معالجة ملف سياسي إشكالي الى الاسترخاء في التعامل مع إستحقاق آخر يحظى بأولوية المرجع.

ـ اتهم مرجع كبير قطباً سياسيا بارزا ً بتعطيل إستحقاق داهم وفرض إبقاء القديم على قدمه.

ـ توقعت مراجع سياسية وحكومية أن تندلع مواجهة دستورية قاسية عند بدء تطبيق قرار مقاطعة رئيس سلطة دستورية ربطاً باجتهادات تتناقض وأخرى معاكسة.

صحيفة اللواء

ـ همس

تجاوز عدد طالبي التوظيف على منصة استُحدثت قبل أسبوعين للتوظيف في دولة عربية الـ20 ألف طلب.

ـ غمز

اعتبر وزير حقوقي أن لا قيمة تُحسب لأي مرسوم يُصدره الرئيس ميشال عون لقبول استقالة الحكومة.

ـ لغز

يحتدم الخلاف الحاد في لقاءات درس اللامركزية الإدارية، حول البند المالي، بين مطالبة مسيحية به، ومعارضة له، لا سيما من «الثنائي»!

صحيفة النهار

ـ وتيرة توزيع الأوسمة جاءت مرتبكة ولافتة ومخالفة للقانون...

لم يتجاوز عدد الاوسمة التي وزعها الرئيس عون ما وزعه اسلافه لكن وتيرة التوزيع جاءت مرتبكة ولافتة ومخالفة للقانون الذي يرعى توزيع الاوسمة ويحددها.

ـ تحذير من عواصف سياسية واقتصادية

يحذّر مرجع سياسي في مجالسه من عواصف سياسية واقتصادية ستكون الأقسى على البلد متوقعاً أن يطول الشغور ربما الى الربيع، الى حين جلاء صورة الوضعين الدولي والإقليمي.

ـ الرابية تتّصل بفعاليات للاستقبال

عُلم أن منظمي استقبال رئيس الجمهورية في الرابية يتصلون بشخصيات وفعاليات قائلين لهم أنتم ستكونون في طليعة مستقبلي رئيس الجمهورية.

ـ استياء من ردّ ميقاتي

اثار رد الرئيس ميقاتي على الرئيس عون خلال مقابلته التلفزيونية موجة استياء عبر وسائل التواصل الاجتماعي لانه اتهمه بطريقة غير مباشرة بالخرف عندما اشار الى عمره المتقدم.

صحيفة نداء الوطن

ـ لا تتردّد نائبة بيروتية في التعبير علناً عن انزعاجها من تمايز زميلة لها بحيث أنّها باتت أقرب إلى زميلة أخرى، خصوصاً وأنّ الأولى ساهمت في انجاح الثانية.

ـ يقال إن شخصية سياسية قريبة من قوى الثامن من آذار نقلت إلى مرجعية روحية أجواء تتعلق برئاسة الجمهورية والموقف من بعض المرشحين ومنهم قائد الجيش العماد جوزاف عون.

ـ علم أنّ وزيراً سابقاً يتسلّى بتسمية مرشحين لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة من الصف الثاني.

الأنباء

*عودة الأضواء

عودة الأضواء الى مرجعية سابقة وعمّا اذا كان سيبدر عنها أي خطوات جديدة.

*نقطة انطلاق

لقاء سياسي لافت في الساعات الماضية لا شك أنه سيشكل نقطة انطلاق لتحديد مسار المرحلة المقبلة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 29 تشرين الأول 2022

وطنية/29 تشرين الأول/2022

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يومان يفصلان عن دخول لبنان في مرحلة شغور رئاسي لا يعرف متى نهايتها مع مغادرة رئيس الجمهورية قصر بعبدا ظهر الغد منتقلا الى دارته الجديدة في الرابية قبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية وسط تصعيد تجاه الرئيسين بري وميقاتي حيث جدد رئيس الجمهورية خلال مقابلات اعلامية القول عن الوضع الحكومي الى انه قد يقبل استقالة الحكومة، فالدستور لا يمنع ذلك علما ان حكومة الرئيس ميقاتي هي مستقيلة فعليا عقب الانتخابات النيابية التي جرت في  ايار الماضي.

الرئيس عون وفي مقابلة مع وكالة رويترز لفت الى ان العقوبات الأمريكية لا تمنع صهره جبران باسيل من الترشح للرئاسة "ونحن نمحوها" بمجرد انتخابه قال عون متحدثا عن ان الفوضى الدستورية محتملة بعد رحيله.

اوساط رئيس الحكومة اكدت في المقابل أن  توقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة هو "لزوم ما لا يلزم" ويعتبر كأنه لم يكن ولا يغير من الواقع شيئا، في وقت كان  الرئيس  ميقاتي، يشير من الباروك الى أننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الابرز أننا لن نتحدى احدا، ولن نقف بوجه اي أمر يخدم لبنان واهله داعيا الى التعالي عن كل التجاذبات.

وفيما رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتهيأ لدعوة رؤساء الكتل النيابية الى "لقاء حواري" في عين التينة مطلع الاسبوع المقبل، أصدرت هيئة الرئاسة في حركة أمل بيانا ناريا ردت فيه على سيل التطاول والتجني على رئيس حركة أمل الرئيس بري معتبرة انه  من نكد الدهر أن تصبح الدعوة الى الحوار جريمة والنعق في أبواق الشرذمة والتفرقة والفراغ فضيلة  وختم البيان "يا عيب الشوم".

الى ذلك ترقب لما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله التامنة والنصف من هذا المساء علما ان وير الشغال العامة والنقل علي حمية كشف ان حزب الله مستمر في مساعيه لتأليف الحكومة حتى اللحظات الاخيرة.

وبعيدا من السياسة، يوم إعلامي وطني بامتياز في ربوع الشمال بدعوة من وزير الاعلام المهندس زياد المكاري وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، حيث تم ازاحة الستارة عن صخرة الشمال الوطنية وتدشين غابة الصحافة اللبنانية على تلة الميرادور في تربل، وقد دعا الوزير المكاري الى اليقظة الاعلامية في المرحلة المقبلة في البلاد.

بداية النشرة من مواقف رئيس الجمهورية المتعلقة خصوصا بالتوجه نحو التوقيع على استقالة حكومة الرئيس ميقاتي.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

نحو سبع عشرة ساعة تفصلنا عن مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، اذا احتسبنا انه سيكسب ساعة اضافية من الوقت تبعا للتوقيت الشتوي. والواضح ان عون لا يريد ان يخرج بهدوء وسكينة كمعظم رؤساء الجمهورية، لذا يتعمد ان يدلي بأكثر من حديث صحافي يوميا، مثيرا المزيد من الالتباسات، وحتى الاشكالات. التصريح الاخير ادلى به لوكالة "رويترز"، وفيه يؤكد ان العقوبات الاميركية لا تمنع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الترشح للرئاسة، وان العقوبات المفروضة عليه تمحى بمجرد انتخابه. التصريح العوني الصريح يكشف حقيقة النيات، ويؤكد مرة جديدة ان المشكلة عند عون وباسيل ليست لا في صلاحيات رئيس الجمهورية ولا في عدم صلاحية حكومة مستقيلة ان تتولى مهمات الرئاسة الاولى. فالشعارات عند عون شيء، والحقيقة شيء آخر. والحقيقة عند عون وخليفته باسيل تكمن دائما وابدا في رئاسة الجمهورية. ولمن لا يتذكر فإن عون خاض حروبا عبثية مدمرة بين عامي 1988 و1990 تحت شعارات كبيرة منها: توحيد البندقية، وتحرير لبنان من الاحتلال السوري ، لكن غايته الحقيقية والوحيدة كانت في الوصول الى رئاسة الجمهورية . وها هو اليوم يستعيد سيرته الاولى السابقة ويحاول ايصال البلد الى الفوضى المدمرة ، عل الفوضى تؤسس لواقع جديد يؤدي الى وصول جبران باسيل الى قصر بعبدا . فهل كتب على اللبنانيين ان يدفعوا ثمن الطموح الى رئاسة الجمهورية غاليا ، مرة مع عون ومرة مع وريثه جبران باسيل؟

حكوميا، لا شيء يدل الى ان الساعات القليلة المقبلة ستحمل جديدا . فمحركات التوفيق بين ميقاتي وباسيل مطفأة تقريبا ، فيما يعد رئيس الحكومة المكلف العدة للسفر الى الجزائر تحقيقا لهدفين: المشاركة في القمة العربية ، ووضع اللمسات الاخيرة على حل جزئي لمشكلة الكهرباء في لبنان . في هذا الوقت لا يزال التهديد الذي اطلقه الرئيس عون في ما خص توقيع مرسوم استقالة الحكومة يتردد صداه في الاوساط السياسية والقانونية. وفي المعلومات ان دوائر القصر الجمهوري اعدت المرسوم ، وسيوقعه رئيس الجمهورية من الرابية الاثنين المقبل ، اذا تبين له نهائيا ان ولادة الحكومة متعسرة . علما بان التوقيع سيفتح الوضع على احتمالات معقدة . وقد ردت اوساط ميقاتي على عون معتبرة ان توقيع المرسوم هو لزوم ما لا يلزم ، مذكرة بما قاله النائب السابق ادمون رزق الذي وصف توقيع الرئيس على مثل هذا المرسوم بالخيانة العظمى .

هكذا اذا ينهي ميشال عون عهده بطريقته المعهودة : فراغ وفوضى، ومعارك مجانية مع رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة المكلف ومعظم القوى السياسية باستثناء حزب الله .  فهل ما يقوم به سيعيد تعويمه هو وتياره شعبيا وتحديدا مسيحيا ، ام ان ما حصل عام 1990 لن يتكرر سنة 2022، باعتبار ان "من جرب المجرب كان عقلو مخرب" ؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

في حضرة التاريخ، لا وقت للصغار.

فكيف إذا أدلى هؤلاء الصغار بدلوهم التافه، في وقت يتأهب كل لبنان لاستقبال العماد العائد الى الرابية، بعد ست سنوات أمضاها رئيسا في بعبدا، مسطرا قبل أيام إنجاز الترسيم البحري، بعدما استعاد الحقوق التي أهدرها البعض او كادوا، قبل أن يعودوا إلى ادعاء البطولات، التي يدرك الجميع أنها وهمية.

فمن من اللبنانيين لا يعرف أن هؤلاء، لم يعرقلوا ولاية الرئيس ميشال عون فقط، بل حياة اللبنانيين جميعا، منذ أكثر من ثلاثين سنة، هذا إذا لم نعد إلى مرحلة الحرب، من خلال تعطيلهم المتعمد، للاستقرار السياسي، وللإصلاح، وللكهرباء، وللقضاء، وللعدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت؟

وهل من داع أصلا للإشارة إليهم، حتى يعرفهم الناس؟

أصلا، في حضرة التاريخ، لا وقت للصغار. والصغار سياسيون من فئة دجالين، وقوى سياسية من جذور منظومة الفساد، وإعلاميون برتبة شتامين، وآخرون من أصحاب المصالح، أو العقد النفسية، التي ارتفعت وتيرة تفجيرهم لها، عندما تأكدوا ان ميشال عون سيخرج من بعبدا منتصرا بإنجازاته، لا مهزوما بتعطيلهم، ومحاصرا بمحبة الناس، لا من ثوار مزورين، ومطوقا بالاتصالات واللقاءات الإقليمية والدولية، لا المقاطع من دول العالم.

ويبقى أن الثلاثين من تشرين الاول 2022، يوم اضافي سيكتب فيه العماد ميشال عون التاريخ، الذي يقيمون هم في مزابله، بخروجه من القصر الجمهوري، لا للتقاعد من الحياة السياسية، بل لمواصلة المسيرة بانطلاقة جديدة أفعل وأقوى، بدأت بوادرها تلوح في مواقفه المكثفة في الأيام والساعات الاخيرة.

الثلاثون من تشرين الاول 2022 يوم فخر بالعماد الخارج من بعبدا، ويوم فرح بعودتها الى الرابية، فيا أيها اللبنانيون، إنه غدا في الانتظار.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

الليلة ، آخر ليلة للرئيس ميشال عون في قصر بعبدا. غدا الأحد آخر يوم له في قصر بعبدا. بعد غد الإثنين، حتى منتصف الليل، آخر يوم كرئيس للجمهورية. الثلاثاء، اليوم الأول: الرئيس السابق العماد ميشال عون. الثلاثاء أيضا، القصر الجمهوري شاغر من رئيس للجمهورية، للمرة الثالثة على التوالي، لا تسليم وتسلم، تماما كما حصل عند انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود والرئيس ميشال سليمان، وحده الرئيس الياس الهراوي جرى في نهاية عهده تسليم وتسلم بينه وبين الرئيس لحود. ثلاثة جنرالات على التوالي، سلموا الفراغ، في جمهورية مشلعة، المهاجرون منها قد يصل عددهم إلى عدد النازحين السوريين فيها، وهو مليونان وثمانون الفا، بحسب أرقام المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم.

جمهورية مشلعة، مهما حاول البعض الإستعانة بمساحيق الإنجازات لتجميل صورتها. جمهورية مشلعة: كهرباؤها على همة أصحاب المولدات الجشعين، ومياهها على همة أصحاب الصهاريج الذين ينقلون المياه من آبار لا تخلو من الكوليرا. جمهورية مشلعة ذابت فيها ودائع الناس، والمسؤوليات تتقاذفها المصارف ومصرف لبنان ووزارة المال ومجلس النواب ومجلس الوزراء سواء برئاسة رئيس الجمهورية، إذا حضر، أو برئاسة رئيس الحكومة. جمهورية مشلعة، تسابق الأبطال في قطف ثمار الترسيم مع اسرائيل، فيما اختبأ هؤلاء الأبطال حين وصل الترسيم مع سوريا، فجميع هؤلاء يخافون من السحسوح، ومنهم من تذوق طعمه في ما مضى. جمهورية مشلعة تتفرج جنوبا على منصة استخراج الغاز من حقل كاريش فيما في الشمال "منصات" لهروب أو تهريب لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، ضاقت بهم سبل الحياة فاختاروا الموت في البحر على الموت في الأرض التي أنبتتهم. جمهورية مشلعة فيها فساد وليس فيها فاسدون، الفساد في كل مكان، والفاسدون في كل مكان، ولكن من يجرؤ على ملاحقتهم؟ جمهورية مشلعة يتبارز فيها المسؤولون على إبعاد المسؤولية عن أنفسهم، على القاعدة التي يستخدمها الأولاد في المدارس: "مش أنا هوي".

في الجمهورية المشلعة: الرئيس يعتبر ان العقوبات لا تمنع باسيل من الترشح. حركة أمل تخرج على صمتها وتنتقد الرئيس وتقول إن فضل الترسيم يعود إلى الرئيس بري. الرئيس ميقاتي يقول إنه لا يتحدى وينقل عن أوساطه أن توقيع مرسوم أستقالة حكومته لا سند دستوريا له. لعل المؤشر الأبرز على انسداد افق أي تسوية، مقدمة محطة الـ NBN التي هاجمت من دون هوادة الرئيس عون واصفة إياه بأقذع الأوصاف، ومن أبرزها: "ارحل يا خازن جهنم غير مأسوف عليك وخذ معك الحاشية… وصهرك. فالبلاد صارت حافية ولا أحد يريد أن يتفركش بجبران.. خذه وارحل غير مأسوف عليك وعليه". في الجمهورية المشلعة، عدنا إلى زمن "صندوق الفرجة". والبداية من أحد صور هذا الصندوق: الحكومة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

لأنكم عدتم عدنا... وخرجنا من جهنمكم التي بها وعدنا...والرد سيكون هذه المرة بلغتكم اليوضاسية التي تتقنونها وتفهمونها، ولأنكم أنصاف أنبياء في ظاهر الكلام... شياطين في باطن الأفعال نتوجه لفرعون...الذي فر يوما... وعندما رجع لم يكن عـونا للناس ونقول منذ أكثر من ست من السنين أقمت في ما خولت من الملك بتفاهم ثم "بلفت" فيها كل من إنتخبك بمن فيهم "خيك" قبل أن "يوعى". في القسم حلفت وأغلظت لتقيمن العدل في طول البلاد وأمام عرض العباد وأعلنت أنك ستصلح وتغير وتغسل وتطهر فلم تقم في ذلك بحق ما يجب عليك بل طغيت وبغيت وعتوت وعلوت على الرعية وأسأت السيرة في الكهرباء والسدود وعظمت منك البلية، كل هذا وأنت في سبيل مدللك تخرس الأنفس وتلجم الأفواه بتلويحك بالراية الوطنية وحكم الواحد العدل والحقيقة أن العدالة في عهدكم القوي طارت وباتت سهما للتصويب بلا قوس.

أعلنت أنك الراشد وأنك أنت المقاوم وعلى خدمة عباد الله قائم وكان الأولى بك أن تسلك سبيل أسلافك من بناة الدولة الشهابية وتقفو محاسن ما أبقوه لنا تترك المفاسد التي أصبحت جبلا وتتوقف عن حفر تحت الأرض وظلم فوق الأرض تحسن النظر برعيتك وتسن لهم سنن الخير وتبتعد عن بيع مواقف بين شرق وغرب وتنظر إلى أرضك وشعبك العظيم خيرا من وهم من تسوق له عن نفسك بديلا قابلا ما يراه قومك مستحيلا وتنهى النفس عن الحقد والكره لكل من خالف لك رأيا وتحسن العمل الذي يبقى بعدك ذكره فإن الجاهل المغتر من استعمل في أموره البطر والأمنية والحازم اللبيب من ساس الملك بالمداراة والرفق والحوار.

فانظر ما ألقي في هذه المقدمة إليك ولا يثقلن ذلك عليك: فلم نتكلم بهذا سوى ابتغاء نقل وجع الرعية التي ماتت كل يوم في زمنك هي رعية أتتك ناصحة مشفقة عليك، الآن وضحت الرؤية وبانت الصورة من ظنه البعض آية إكتشف أنه ليس إلا سحرا أسود ومن الآن فصاعدا لا إنفصام ولا إنقسام و لن نقبل بموت بطيء نريد حلا للوطن وناسه يعيد وصل المقطوع وجبر المكسور ولنبدأ بإصلاح البلد وخدمة الناس بعد رحيلك عن الكرسي. إرحل يا خازن جهنم غير مأسوف عليك وخذ معك الحاشية وصهرك، فالبلاد صارت حافية ولا أحد يريد أن يتفركش بجبران، خذه وارحل غير مأسوف عليك وعليه. أما ما تبشرون اللبنانيين به من فوضى وفساد دستوري تارة عبر توقيع مرسوم استقالة بدلا من مرسوم تشكيل وأخرى عبر مقاطعة حكومة تصريف الأعمال فلا مكان له من الإعراب وما تروجون له من معلومات حول أن حزب الله لن يشارك في اية جلسات حكومية هو غير صحيح وفق مصادر مطلعة أكدت لل NBN أنه لم يصدر اي شيء في هذا المجال عن الحزب الذي مازال يقوم بجهود توفيقية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

على أبواب تحرير بعبدا من شاغليها لا أسف على عهد بدأ قويا وانتهى بلا حول له ولا قوة وعلى مسافات الساعات الفاصلة بين القصرين، فجر رئيس الجمهورية ميشال عون قنبلته غير "الزكية"، ووقع طابو الرئاسة "بيع شرا" لجبران باسيل وأجرى عملية تسليم وتسلم وملأ الفراغ بالصهر المناسب سجل عون الاسم العنيد في دوائر قصر بعبدا العقارية وأورث جبران تركة منزوعة الشرعية، وطرحه مرشحا طبيعيا للرئاسة وبمجرد انتخابه رئيسا للجمهورية فإن العقوبات "بنمحيها"، و"بقلم رصاص ومحاية" أخرج عون بحصة نهاية الولاية وعلى مراسم الوداع نفسها يستل رئيس التيار أسلحته الثقيلة حيث يكمن الشيطان في باسيل فيستخرجه كالقنبلة القذرة ويقود الجهاد الأكبر ضد الشيطان الأكبر، والمقصود هنا رئيس مجلس النواب نبيه بري وبدأت الحرب على ورق الصحف عندما طور جبران صفة البلطجي لرئيس المجلس واتهمه بأنه طوق العهد طيلة ولايته ووقف خلف تحجيم تياره في مرحلة الشغور الرئاسي قطع باسيل كل خطوط الإمداد مع عين التينة وقبلها مع السرايا، بعدما كان شريكا مضاربا معهم في مغانم الفساد وتوزيع الحصص أما الرد على باسيل فتولته هيئة الرئاسة في حركة أمل آسفة على التجني "ويا عيب الشوم"، فمن يتهم ويصوب السهام هو الذي عطل تأليف الحكومة ويريد تسمية أغلب وزرائها من دون أن يمنحها الثقة فمن هو اليوضاسي؟ وذاكرة اللبنانيين لا تزال تنضح بمقولة "كرمال عيون الصهر عمرا ما تتشكل الحكومة".

أما بعد "يا ليل قصر ساعاتك"، واطوي عهدا عاين فيه شعب لبنان الحزين نيران جهنم عن قرب، وأصيب بنكسة الإصلاح وعوارض التغيير طيلة السنوات الست العجاف لم يطل عون من شرفة القصر على اللبنانيين وفي أيامه الأخيرة كثف إطلالاته الإعلامية وصار نجم الساحات مدافعا عن شعب التيار حصرا وعين نفسه قاضيا أول للجمهورية ومدعيا عاما وألقى بتبعات فشل الدولة وانحلالها واهترائها على الآخر وهو الذي انغمس في منظومة الفساد من أعلى خطوط التوتر العالي إلى مصب آلاف الوظائف الانتخابية مرورا بالاستئثار بمناصب الفئات الأولى حتى آخر حاجب في الدولة، من دون المرور بقنوات المؤسسات الرسمية وافتتح لمجلس الخدمة المدنية فرعا في ميرنا الشالوحي ما أدى إلى نزيف هجرة الشباب المسيحي تحديدا هاجم القضاء، وقد كان وزراء تياره القيمين على قوس عدالته أبحر على متن صفقات البواخر على وعد "لبنان منور" أربعا وعشرين على أربع وعشرين فانتهينا إلى صفر تيار برتقالي وكهربائي أقام الحد على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وهو الذي طرح التمديد لحاكميته في مجلس الوزراء ومن خارج جدول الأعمال ادعى محاربة الفساد ما سبب له الكثير من الأعداء واتهم المنظومة بالفساد وكان نفسه ركنا أساسيا من أركانها الخمسة، مباشرة أم بواسطة رئيس التيار الذي هدر أموال الدولة على سدود مثقوبة أصابها التصحر وعبأها مياها من وهم "متل اللي بعبي السلة مي".

ومن الخزينة نفسها فتح مزاريب التلزيم للمحاسيب نسب مجد الترسيم لباسيل، وألغى كل أدوار التفاوض صمت عن الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي الذي أعقب ثورة تشرين، فاتهمها بضربة العهد القاضية وبدلا من زج الفاسدين في السجون كما وعد، أطل على اللبنانيين وقال لهم "اللي مش عاجبو يفل"، قاد حرب الإبراء المستحيل  وعندما أتت به التسوية رئيسا برأ ذمة تيار المستقبل ورفع الأنخاب مع عدوه اللدود و"كرمال الكرسي" تهون حروب الإلغاء أطبق من خلال رئيس التيار على كامل أجهزة الدولة الاقتصادية والأمنية والإدارية ومنفردا لا شريك له أمضى أكثر من ستة وأربعين في المئة من عهده بالتعطيل حتى يرضى جبران ولن يرضى. ولوزراء حكومات الدعم صولات وجولات في هدر مليارات الدولارات على دعم صرف في قنوات التهريب ولصالح المافيات والشركات وزع ميشال عون الاوسمة ولعل ارفعها التي لم ترفع على الكتف و من رتبة فارس التعطيل تذهب الى جبران باسيل.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "المنار"

البلد الذي سيؤخِّرُ ساعتَه – ساعةً عندَ منتصفِ الليلةِ عملاً بالتوقيتِ الشتوي، يبدو أنَه سيعيدُ عقاربَ ساعاتِهِ سنينَ الى الوراءْ عند منتصفِ ليلِ الاثنين المقبل، عملاً بالنكدِ السياسي، ودخولِ الفراغِ الرئاسي مصحوباً بضياعٍ دستوريٍ، وتداخلِ خطوطِ الطولِ الرئاسيةِ وخطوطِ العرضِ الحكومية، وما نتج عنها من تشابك بالتأويلات والاجتهادات، واشتباكاتٍ بالمواقفِ والبيانات. والبَيِّنُ ألاَّ نيةَ ولا قرارَ باي خطوةٍ استنقاذية من ايِ جهة معنية في الساعات القليلة المتبقية..

ولم يبق للبنانيين مع هذا المشهد الحزين، إلاَّ ان يشكروا الله بانهم نَجوا بخطوطِ الترسيم البحرية التي تحقَّقت بمعجزة توحيدِ المواقف الرسمية، محميةً بموقفِ القوة اللبنانية.. ووفق توقيتِ المقاومة الثابتِ على الدوام، الذي لا يقدِّمُهُ حَرٌّ ولا يؤخرُهُ قَرٌ، يطل الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بكلمةٍ سياسية عند الثامنة والنصف مساء عبر شاشة المنار، متناولاً ملف الترسيم وآخر التطورات..

اما البلدُ القادر على توليدِ الازمات واتقانِ السجالات والمناكفات، فلم يكن في تطوراته إلاَّ المزيد من بياناتِ الاشتباك وتقاذفِ المسؤوليات، والكلامِ الصريح للرئيس ميشال عون عن فوضى دستورية قد تحصل مع الفراغ ِالقادم الذي لا يملؤه فراغٌ، كما قال ..

وعطفاً على بيان هيئةِ الرئاسة في حركة أمل وتغريدةِ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل،وما بينهما من اتهامات حكومية ورئاسية و حدودية، كلام اضافي مرتقب للرئيس العماد ميشال عون خلال احتفالية الوداع التي سيقيمها انصاره في باحات قصر بعبدا ظهر الغد، قبل تركه القصر وانتقاله الى مقر اقامته في الرابية..

اقليميا، وفي ساحات شيراز ومشهد الايرانيتين، انقلبت الصورة من مشاهد الشغب والارهاب الدموي الى هتافات الجموع الغفيرة متمسكة بالثورة وتعاليم الجمهورية الاسلامية، حيث شيع الايرانيون شهداء التفجير الارهابي في مقام السيد أحمد ابن الامام الكاظم عليه السلام، مع تأكيد قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي أن الشعب الايراني الحي سيدفن آمال جو بايد بالتخريب، وان المؤامرة الاميركية الصهيونية السعودية ستفشل كغيرها كما قال..

 

إسرائيل: نصرالله ليس الا عائقاً في درب لبنان

تويتر/29 تشرين الأول/2022

غرّد المُتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ أفيخاي أدرعي عبر حسابه على “تويتر”: ها هو (الأمين العام لحزب الله حسن) نصرالله يحاول أن يقطف ثمار المفاوضات بين دولتي إسرائيل ولبنان ليظهر نفسه “سيد” الثمار والنتائج – وأسفاه على نصرالله!! يذكرني حال نصرالله بالمثل اللبناني “تيتي متل ما رحتي جيتي”وما لحق يعلي راسه حتى وطاه” متل ما يقال باللبناني بعد أن رأى “بعبعته” والبروباغندا لم تجد نفعًا”. وأضاف: “تهديدات نصرالله لم تفلح في ايقاف المفاوضات لان اللبنانيين فهموا جيدًا أن “البعبعة” لن تبني وطنًا ولن تأتي بلقمة الخبز بل على عكس.. العنترة ما عليها جمرك نصرالله ليس الا عائقاً في درب لبنان الطامح للعيش الكريم والإعمار على كافة المستويات”.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

ريفي: لن أشارك في اي طاولة حوار حول انتخاب رئيس ومستمرون بترشيح ميشال معوض

وطنية/29 تشرين الأول/2022

قال رئيس كتلة "التجدد" النائب أشرف ريفي، أنه لن يشارك في اي طاولة حوار حول انتخاب رئيس، "فالتصويت سري رغم أننا نقول لمن سنصوت علنا، لكن لا يمكن لأحد ان يجلسنا الى طاولة ويسألنا عن الاسم او الاتفاق على اسم معين. فحزب الله يتفق على شيء وينقلب عليه".وأكد في حديث الى "لبنان الحر" ضمن برنامج "بلا رحمة"، أن "قرار عدم المشاركة في طاولة الحوار شخصي، وليس قرار كتلة التجدد"، وسأل: "كيف ستمثل طرابلس عاصمة السنة الأساسية"؟ واعتبر ريفي انه "يمكننا ان نكسب الوقت بجلسات انتخاب متتالية".  وختم: "مستمرون بترشيح ميشال معوض لانه إصلاحي دستوري إنقاذي، ولديه شخصية قادرة على الإنقاذ، ولو كان الفريق الآخر قبضاي، لما أفقد النصاب في الجلسات. هذا وأكد ريفي إلى عدم مشاركته في اي طاولة حوار حول انتخاب رئيس، “فالتصويت سري رغم أننا نقول لمن سنصوت علنا، لكن لا يمكن لأحد ان يجلسنا الى طاولة ويسألنا عن الاسم او الاتفاق على اسم معين. فحزب الله يتفق على شيء وينقلب عليه”. وأكد في حديث الى “لبنان الحر” ضمن برنامج “بلا رحمة”، أن “قرار عدم المشاركة في طاولة الحوار شخصي، وليس قرار كتلة التجدد”، وسأل: “كيف ستمثل طرابلس عاصمة السنة الأساسية”؟ واعتبر ريفي انه “يمكننا ان نكسب الوقت بجلسات انتخاب متتالية”. وختم: “مستمرون بترشيح ميشال معوض لانه إصلاحي دستوري إنقاذي، ولديه شخصية قادرة على الإنقاذ، ولو كان الفريق الآخر قبضاي، لما أفقد النصاب في الجلسات.

 

النائب شمعون: لم نر الاصلاحات إلا في آخر عهد الرئيس عون

وطنية/29 تشرين الأول/2022

رأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، أن "الضغوط الدولية والحرب بين روسيا وأوكرانيا وحاجة الدول للغاز أدت الى التسريع في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل". وقال في حديث الى برنامج "أحداث في حديث" عبر "صوت كل لبنان 93,3" أن "لبنان لم يربح شيئا في المقابل، وأصبحنا نقبل بجميع الطروحات بسبب انهيار لبنان". وأشار إلى أنه على "السلطة التشريعية الاطلاع على كل المشاريع والقوانين"، مؤكدا عدم تسلم نص اتفاق الترسيم.  ولفت إلى أن "سبب إفلاس لبنان هو السياسات الخاطئة"، مطالبا صندوق النقد الدولي ب "القيام بالإصلاحات لكي ينتشلنا من المأزق"، مضيفا "لم نر الاصلاحات الا في آخر اسابيع من عهد الرئيس ميشال عون". وفي ملف النازحين السوريين، تمنى شمعون على الأمم المتحدة الإسراع في بت قرار عودتهم إلى بلادهم".وقال شمعون: "التسهيلات المتوافرة للنازحين في لبنان، لا يمكن للبناني أن يحصل عليها".

 

نادي القضاة: إستقلالية القضاء يفصلها الساسة على قياس معاييرهم

وطنية/29 تشرين الأول/2022

ينشر نادي قضاة لبنان في بيان، بدءا من اليوم "مجموعة من الأسئلة والأجوبة حول ما يثار من مسائل تهم الرأي العام، حرصا منه على صدقية السلطة القضائية وعلى الشفافية في ممارسة الشأن العام، وانفتاحا من نادي القضاة على أي نقد بناء يشكل حافزا للتحسين، ودحضا منه للنقد الهدام الذي يشكل تضليلا للرأي العام. السؤال الأول حول قانون استقلالية القضاء التي يفصلها حاليا الساسة بموجب القانون الساري على قياس معاييرهم، والجواب في النص والفيديو المرفقين: هل صحيح أن القاضي ليس بحاجة إلى قانون استقلالية، كون الاستقلالية هي في النفوس وليست في النصوص؟ نسمع كل يوم عبارة "الاستقلالية في النفوس وليست في النصوص"، وهي عبارة براقة من حيث الشكل، فيطلقها البعض عن حسن نية غير عالم بواقع الحال، والآخر عن سوء نية متعمدا التملص من إقرار قانون استقلالية السلطة القضائية".  وتابع: "إن الاستقلالية في النفوس أمر محتوم، ومن لا يتمتع بها يجب أن لا يكون قاضيا، وإن كان يتمتع بهذه الصفة فلا بد من إعادة النظر به من خلال هيئة التفتيش القضائي والمراجع المعنية في القضاء. إلا أن تكريس هذه الاستقلالية في النفوس على أرض الواقع تحقيقا للغاية الأسمى المتمثلة بإعلاء شأن العدالة، يحتاج حتما إلى آلية تطبيقية ونعني بها قانون استقلالية السلطة القضائية. إن القضاة المستقلين، وهم أكثرية، يمارسون مهامهم القضائية بصورة صحيحة بعشرات آلاف الأحكام والقرارات التي تصدر سنويا، إلا أن ما يعلق في الأذهان القضايا الهامة، أي قضايا الرأي العام، والتي غالبا ما يتولاها قضاة في مراكز محددة تكون أعين السلطة السياسية شاخصة عليها عند كل استحقاق يتعلق بالتشكيلات القضائية. لذلك، تقتضي المعالجة اقتلاع تلك المشكلة من جذورها، عبر إقرار قانون استقلالية السلطة القضائية بشكل تحصر فيه التشكيلات بيد مجلس القضاء الأعلى بعد أن يعطي القانون عينه القضاة حق انتخاب أعضاء مجلسهم المولجين بإعداد التشكيلات ضمن ضوابط محددة تمنع غير المستقل من تبوء مراكز أساسية معينة يفصلها حاليا الساسة بموجب القانون الساري على قياس معاييرهم".  واضاف: "بذلك، يكون قانون الاستقلالية ضروريا لحماية القاضي الشريف ولضمان تقدمه واستلامه مراكز ذات تأثير، فلا يفقد القاضي ثقة الشعب ولا يفقد الشعب عدالة القاضي، وتتكامل إذ ذاك الاستقلالية في النصوص مع استقلالية النفوس لضمان حسن سير العدالة، مع العلم أن الاستقلالية تشكل ضمانة للوطن والمواطن قبل القاضي".  وختم النادي برسالة إلى المجلس النيابي: "إن الاستقلالية في النفوس واجب علينا ونحن لها، أما الاستقلالية في النصوص فواجب عليك، كن على قدر الأمانة وقم بواجبك".

 

المعارضة لا تحتفل بخروج عون: البلاد بغنى عن مناوشات عقيمة

لارا يزبك/وكالة الانباء المركزية/29 تشرين الأول/2022

يحتفل التيار الوطني الحر بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا في بعبدا، ويواكبه من القصر الى الرابية شعبيا على الطرقات. وفي السياق، قال المسؤول الاعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا ان المراسم الرسمية لمغادرة الرئيس عون قصر بعبدا ستبدأ في 11 من قبل ظهر الاحد اما المراسم الشعبية فستبدأ عند الـ11.30. ويحشد التيار لتحركه تحت عنوان “مكملين معك” حيث دعا باسيل “التيار” ومناصريه والأصدقاء والمحبين لمواكبة الرئيس عون بفخر خلال مغادرته قصر بعبدا يوم الأحد، واستقباله بفرحٍ فور عودته إلى الرابية”، وأضاف “قال لي أحدهم اليوم أن الرئيس عون يخرج من بعبدا ليدخل التاريخ، فقلت له ان العماد ميشال عون دخل التاريخ قبل دخوله الى قصر بعبدا فمن يكتب التاريخ هو من يصنعه”. على الضفة المقابلة، لا تحركات او تحضيرات لمواكبة الحدث، بل على العكس. فالقوى السياسية التي عارضت رئيس الجمهورية بشراسة طوال سنواته الست، بفعل ادائه وسلوكه على الصعد كافة، سياديا وسياسيا واقتصاديا وماليا، قررت، في هذا اليوم، الانكفاء عن اي نشاط، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.

في السياق، اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أننا لن نفتح زجاجات الشامبانيا عند انتهاء  عهد الرئيس عون على رغم كل المآسي التي حلت علينا في عهده، والقوات لن تحتفل إطلاقا بخروجه من قصر بعبدا لا بل العكس تماما فقد أصدرنا مذكرة داخلية تطلب من المحازبين عدم المشاركة في أي احتفال قد ينظم في قراهم أو مناطقهم، لأنه بصريح العبارة هذا ليس يوما للإحتفال لا بل للحزن العميق جراء ما آلت إليه الأوضاع في البلاد”. من جهته، تمنى رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حديثه التلفزيوني الاخير مساء الاربعاء، على “الكتائبيين” أن يتلافوا الكلام المسيء والاستفزازات يوم الأحد المقبل، احتراماً لمقام رئاسة الجمهورية ولشخص الرئيس ميشال عون. القوى المعارِضة ترفض اذا التحركات الشعبية المنظمة وذلك لتفادي اي احتكاكات او مناوشات في الشارع، البلاد في غنى عنها اليوم، وفق ما تقول المصادر التي تشدد على ضرورة احترام موقع رئاسة الجمهورية، خاصة وأنها قامت بدورها في التصدي لعون وفريقه، عبر الوسائل الديموقراطية والدستورية المتاحة كلّها، على مر الاعوام الماضية، وبالتالي لا داعي اليوم لاي استفزازات لن تؤدي الا الى توتير البلاد وامنها واستقرارها وستكون بلا أي فائدة. لكن وفق المصادر، قد يقوم بعض الافراد بالاحتفال، غير ان تصرفاتهم هذه وما يمكن ان ينتج عنها، لن يكون الحزب مسؤولا عنها ولن يغطّيهم فيها البتة، فقرار الاحزاب المعارضة واضِح: الاحتفالات مرفوضة وممنوعة، تختم المصادر.

 

ميقاتي: ينتظرنا موسم شتوي واعد

صحف/29 تشرين الأول/2022

أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم “أننا مقبلون على مرحلة جديدة عنوانها الابرز أننا لن نتحدى احدا ولن نقف بوجه اي أمر يخدم لبنان واهله”. وفي خلال تفقده اليوم اعمال افتتاح معمل “اكوافينا” الجديد في منطقة الباروك قال: “امام هذه الارزات الشامخة من حولنا اقول إن لا شيء سيجعلنا نيأس بل سننهض من جديد. هذا الانجاز هو فعل ايمان بلبنان وبالصناعة والاستثمار. السياسة ليست فقط مواقف وتحركات، بل هي في جوهرها ايضا توفير الفرص الجيدة للانتاج، وهناك ثلاثة قطاعات اساسية في هذا المجال هي الصناعة والزراعة والسياحة، وهي لا تحتاج الى اموال من الدولة بل الى بيئة جيدة للاستثمار وللعمل. وهذه هي البيئة السياسية المطلوبة لاحتضان المستثمر وتشجيعه على العمل”. وقال: “فلتتوقف المناكفات والتجاذبات رحمة بالناس وبقطاعات الانتاج، لا سيما اننا شهدنا في الصيف الفائت حركة مهمة وتدفقات مالية مهمة من اللبنانيين والسياح. ونحن ننتظر في الفترة المقبلة موسما شتويا واعدا، وقد ابلغني احد السفراء العرب بالامس ان هناك حجوزات مكتملة لمدة خمسة عشر يوما للسفر الى لبنان خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، بمعدل اربع او خمس طائرات في اليوم. فلنتعال عن كل التجاذبات، ولتتكاتف الايادي بعيدا عن الحسابات والفئويات والعصبيات، ولنتعاون لمعالجة الاوضاع الصعبة واعادة التعافي الى لبنان”.

 

عون يلوّح بتوقيع مراسيم قبول استقالة الحكومة وسط جدل سياسي ودستوري

رئيس الجمهورية يلمّح إلى «خرق الأعراف» للضغط على ميقاتي

بيروت: يوسف دياب/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

أربك تلويح الرئيس اللبناني ميشال عون، أول من أمس، بتوقيع مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، الوضع السياسي الداخلي، قبل أيام على نهاية ولايته الدستورية، وعدم وجود حكومة «كاملة الصلاحيات» تتولى صلاحياته في حال العجز المتوقع عن انتخاب رئيس جديد. وتعتبر خطوة عون إجراء استثنائياً لم يذهب إليه أي رئيس قبل عون، وسط خلاف دستوري بين فريقين، يعتبر الأول أن ذلك سيمنع اجتماع الحكومة وتولي «مجلس الوزراء مجتمعاً» لصلاحيات رئيس الجمهورية في فترة الفراغ الدستوري، حسبما ينصّ الدستور، فيما يرى آخرون أن الحكومة مستقيلة حتماً وفق الدستور، ولم تتقدم باستقالتها كي يقبلها أو يرفضها. وتصاعدت الخلافات بين عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، حول تشكيل الحكومة منذ شهر يونيو (حزيران) الماضي، مما عرقل تأليف حكومة جديدة، فيما نشب جدال دستوري حول ما إذا كانت الحكومة المستقيلة حكماً بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، تستطيع أن تتولى مهام السلطة التنفيذية في فترة الفراغ الرئاسي، حيث يقول «التيار الوطني الحر»، إن حكومة تصريف الأعمال «لم تحصل على ثقة المجلس النيابي المنتخب»، لكونها حصلت على ثقة البرلمان السابق، ومن ثم «فإنها ستكون فاقدة للميثاقية الدستورية».

وجدّد عون، أمس، اتهام ميقاتي بأنه «لا إرادة لديه ولا لدى فريقه، في تشكيل الحكومة». وقال إن «الرئيس ميقاتي يلبي مطالب كل الأحزاب والتيارات والتكتلات النيابية، ما عدا مطلب (التيار الوطني الحر)»، مشدداً على أنه «من غير المقبول وضع وصاية على التيار أو على تكتل لبنان القوي». وعن عدم قانونية إعلانه نيته التوقيع على مراسيم قبول استقالة الحكومة ما لم يتم تشكيل حكومة أخرى، أوضح الرئيس عون أنه «ليس هناك من نصّ دستوري يشترط ذلك، بل إن المسألة متعلقة بالأعراف، ويمكن خرق العرف».

ورداً على تلويح عون بتوقيع مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال، أوضح الوزير الأسبق ونقيب المحامين السابق رشيد درباس، أن «الحكومة لم تقدم استقالتها حتى يقبلها أو يرفضها، بل إن الاستقالة جاءت حتمية وبحكم القانون»، مشيراً إلى أن «المرسوم لن يكون نافذاً إلا إذا تزامن مع مرسوم تشكيل حكومة جديدة». وشدد على أن رئيس الجمهورية «لا ينشئ هذه الحالة (استقالة الحكومة)، إنما يعلنها». وحمّل درباس الرئيس عون ضمناً مسؤولية أي خلل قد يقع بالحكم، وقال إن من ينشئ حالة فراغ يعني أنه تعمد ترك الدولة بلا ربان، ويفترض به أن يعرف أن المرفق العام لا يُترك للفراغ.

وابتداءً من الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يصبح البلد أمام فراغين رئاسي وحكومي، لكن غياب حكومة دستورية لا يقيّد حكومة تصريف الأعمال التي تتمتّع بنقاط قوة دستورية، واعتبر الوزير السابق درباس، أن «نقطة قوّة الحكومة الحالية تكمن في ضعف البلد». وذكّر بأن «الدستور شامل والحلول موجودة فيه، وهو أعطى مجلس الوزراء حق تسلّم مهام رئيس الجمهورية في حال شغور موقع الرئيس».

وشدد درباس في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن حكومة تصريف الأعمال «تملك الصلاحية الدستورية، لتحلّ محلّ رئيس الجمهورية، باستثناء صلاحيات محددة هي من اختصاص الرئيس دون سواه». وقال: «ثمة أمور أساسية محصورة برئيس الجمهورية لا يمكن للحكومة القيام بها حتى لو كانت دستورية وتحظى بثقة البرلمان». وعدّد درباس أبرز تلك المهام، وهي «استحالة قيامها بحلّ المجلس النيابي، أو إجراء استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة، أو اعتماد سفراء، ومنح أوسمة، كما أن أي حكومة لا يوليها الدستور حقّ مخاطبة المجلس النيابي وتوجيه رسائل إليه، ولا أن تمارس صلاحيات الرئيس من مقرّه في القصر الجمهوري». وقبيل ساعات من مغادرة عون القصر الجمهوري، يتجدد الحديث عن الإخلال بالتوازنات وإضعاف الشريك المسيحي في السلطة، وقد جدّد عون في تصريحه الأخير تأكيده أن حكومة ميقاتي «قاصرة عن تولّي كامل صلاحيات الرئيس، فهي بالأصل لا تستطيع أن تقوم بدورها إلّا بالإطار الضيّق»، لكنّ الوزير درباس (وهو خبير قانوني ونقيب سابق للمحامين)، أشار إلى أن «الحديث عن ممارسة الحكومة دورها بالحدود الضيقة، ليس موجوداً في الدستور؛ لأن الضيق والاتساع مرهون بالحاجة والغرض والأمور الطارئة، ومنها على سبيل المثال إعلان حالة الطوارئ وغيرها». وذكّر بأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «ليس مسؤولاً عن تعطيل تشكيل حكومة جديدة، وليس مسؤولاً عن إيصال البلاد إلى الفراغ الرئاسي». وسأل درباس: «لماذا يتباكى جزء من المسيحيين على موقع رئيس الجمهورية؟ من يعطل انتخاب الرئيس وينتخب بالورقة البيضاء؟». وردّ قائلاً: «هؤلاء لا يرون ملامح رئيس جديد، لذلك هم ينتخبون العدم عبر الورقة البيضاء». والتسليم بحتميّة انتقال صلاحيات الرئيس إلى مجلس الوزراء، يضع رئيس الحكومة أمام مجهر الرقابة سياسياً وقانونياً، مع إمكانية الطعن ببعض الإجراءات التي قد يلجأ إليها، خصوصاً إذا ما دعا مجلس الوزراء للانعقاد.

ولاحظ الخبير الدستوري الدكتور عادل يمين، أن «المادة (62) من الدستور أناطت صلاحيات رئيس الجمهورية بمجلس الوزراء مجتمعاً في حال شغور موقع الرئيس وليس بالحكومة، وهناك فرق كبير بين الحكومة ومجلس الوزراء». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بما أن الفقرة (12) من المادة (53) من الدستور تجعل الدعوة للاجتماعات الاستثنائية لمجلس الوزراء مناطة برئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة، فهذا يعني أنه لا إمكانية لعقد جلسات استثنائية لمجلس الوزراء إلّا بحضور رئيس الجمهورية».

ويشهد لبنان الفراغ الرابع في سدّة رئاسة الجمهورية منذ عام 1988. ويقول يميّن (المقرّب من الرئيس ميشال عون)، إنه «إذا انتهت ولاية الرئيس قبل تشكيل حكومة جديدة، فعلى الحكومة الحالية أن تكتفي بتصريف الأعمال بالحدود الضيقة، من دون أن تمدّ يدها على صلاحيات رئيس الجمهورية؛ أي إن رئيس الحكومة يمارس دوره من السراي الحكومي، والوزراء عبر وجودهم في وزاراتهم، وألّا توقع قرارات أو مراسيم هي من اختصاص الرئيس». وأشار يميّن إلى أن «المشكلات التي نقع فيها الآن تعبّر عن ثغرات في الدستور، الذي يفترض به أن يعالج هذه الثغرات الأساسية، ومنها تحديد مهلة زمنية للرئيس المكلّف بأن يشكل حكومته، لا أن يبقى لأشهر طويلة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

انتفاضة مهسا تشتعل.. و”الحرس الثوري” يهدد.. والأمن يحاصر الجامعات

اجتماع بالأمم المتحدة لمحاسبة إيران على قمع النساء.. ومواجهات في زاهدان.. ومقتل منفذ هجوم شيراز

طهران، عواصم – وكالات/29 تشرين الأول/2022

 مع احتدام انتفاضة مهسا أميني في إيران رغم مواصلة القوات الأمنية قمع المحتجين، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن بلاده تتحرك بشكل عاجل سواء أحادياً أو بالتعاون مع شركائها أو عبر آليات الأمم المتحدة، لمحاسبة السلطات الإيرانية على العنف ضد مواطنيها لا سيما النساء والفتيات، فيما كشفت مذكرة داخلية أن الولايات المتحدة تستعد لتسليط الأضواء في الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني في مقر للشرطة الدينية منتصف الشهر الماضي، وبحث تعزيز تحقيقات موثوقة ومستقلة في الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان وقمع النساء. وأظهرت المذكرة أن أميركا وألبانيا ستعقدان اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن الدولي الأربعاء المقبل، تقدم خلاله الإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام والممثلة والناشطة الإيرانية المولد نازانين بونيادي إفادات، وسيسلط الاجتماع الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران، كما من المقرر أن يلقي محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن كلمة في الاجتماع الذي تستطيع حضوره دول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة وجماعات حقوقية.وفي أقوى بيان صادر منها حتى الآن، أدانت الأمم المتحدة “جميع الأحداث التي أدت إلى مقتل أو إصابة المتظاهرين بجروح خطيرة”، وأعادت التأكيد على أنه “يجب على قوات الأمن تجنب كل استخدام غير ضروري أو غير متناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين”.وقال المتحدث ستيفان دوجاريك “يجب محاسبة المسؤولين”، وإن الأمم المتحدة تحض طهران على “معالجة المظالم المشروعة للسكان، ومنها ما يتعلق بحقوق المرأة”. من جانبه، عبر مكتب حقوق الإنسان عن القلق إزاء معاملة إيران للمتظاهرين المحتجزين، مشيرا إلى أن السلطات ترفض الإفراج عن جثث القتلى، وقالت المتحدثة رافينا شامداساني”رأينا الكثير من سوء المعاملة.. ولكننا نشهد أيضا مضايقة لعائلات المحتجين”.

في غضون ذلك، وجه “الحرس الثوري” الإيراني أعنف تحذير للمتظاهرين من الخروج للشوارع، حيث حذر قائد الحرس حسين سلامي، المتظاهرين من أن “أمس السبت، سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع”، قائلا “لا تخرجوا إلى الشوارع! اليوم (السبت) هو آخر أيام الشغب”.

وبالتزامن، عمت إيران تظاهرات وأقدمت قوات الأمن على إطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المحتجين خلال تشييع جثمان أحد المعتقلين في مدينة أراك مهرشاد شهيدي، وأظهرت مقاطع مصورة المشيعين يهتفون “الموت للحرس الثوري”، و”الموت للديكتاتور”، فيما هاجمتهم قوات الأمن، مطلقة الرصاص، بعد أن تحولت الجنازة لتظاهرة مناهضة للحكومة، وكانت أسرة المتوفى أكدت سابقا أنه تعرض للتعذيب حتى الموت بعد اعتقاله، ونشر نشطاء مقاطع فيديو لحشود تهتف بموت المرشد الإيراني علي خامنئي وميليشيا الباسيج التي أطلقها لقمعهم، وأظهر مقطع فيديو متظاهرين يهتفون بموت خامنئي الذين وصفوه “بالدكتاتور”. وواجه المحتجون قوات الأمن في زاهدان، وتضمنت مقاطع مصورة حول مسجد دوي إطلاق نار، وأظهر مقطع لاحقا آثار دماء على الأرض وفي باحة المسجد، وذكرت منظمة نتبلوكس أن الوصول للإنترنت في المدينة معطل، وفي وقت لاحق أورد التلفزيون الرسمي تقريرا ذكر فيه أن شخصا قتل وأن 14 آخرين أصيبوا بجروح، وأعلن مجلس الأمن في المنطقة إقالة قائد شرطة زاهدان ومسؤولا آخر بالشرطة بسبب تعاملهما مع احتجاجات 30 سبتمبر. ومع تجدد الاحتجاجات في عدد من الجامعات في العاصمة طهران أمس، عمدت القوات الأمنية إلى محاصرة الطلاب، حيث أظهرت مقاطع مصورة عناصر الباسيج يهاجمون طلبة جامعة العلوم البحثية في طهران، كما حاصر الأمن جامعة “سوهانك” في العاصمة أيضاً، أما في كلية التقنية بجامعة طهران، فهتف المحتجون متحدين القمع “صاحب اليد المشلولة (في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي) قاتل ضحايا هجوم شيراز”.على صعيد آخر، لقي المشتبه بتورطه في هجوم شيراز الذي تبناه تنظيم “داعش” مؤخرا، حتفه، حيث قال مكتب محافظ فارس إن الجاني الذي تم إطلاق الرصاص عليه في الموقع من قبل قوات الأمن، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى، توفي متأثرا بإصابته.

 

قائد «الحرس الإيراني» يهدد المحتجين: اليوم هو الأخير للشغب وحذرهم من الخروج إلى الشوارع

لندن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

هدد قائد «الحرس الثوري» الإيراني حسين سلامي اليوم (السبت)، المحتجين في البلاد، وقال: «لا تخرجوا إلى الشوارع، اليوم هو الأخير للشغب». وخلال الساعات الماضية، لم تهدأ المظاهرات من الأحواز (جنوب غربي إيران) إلى محافظتي أذربيجان (شمال غرب) وكردستان. وأمس شهدت العاصمة طهران، مظاهرة ليلية في منطقة تهرانسر، حيث أشعل المحتجون النار في الإطارات وأغلقوا بعض الطرق. ومنذ حوالي 10 أيام، قال سلامي، إن الظروف والأوضاع التي تمر بها إيران «مصيرية». يشار إلى أنه منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر، بسبب انتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة، والتظاهرات لم تهدأ في البلاد. فقد أشعل موتها احتجاجات غير مسبوقة في إيران منذ 3 سنوات، تقدمها في معظم الأحيان شبان وشاباًت وطالبات في رسالة سياسية وتحدٍ للسلطات. في حين عمدت القوات الأمنية إلى أساليب القمع والعنف، والرصاص الحي، من أجل خنق الحراك الشبابي الذي عم مختلف المحافظات، ما أدى إلى مقتل المئات، بحسب ما أكدت منظمات حقوقية.

 

أميركا تسلط الضوء في الأمم المتحدة على احتجاجات إيران

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

تسلط الولايات المتحدة هذا الأسبوع الضوء في الأمم المتحدة على احتجاجات تشهدها إيران بسبب وفاة فتاة خلال احتجاز الشرطة لها وتبحث عن سبل لتشجيع إجراء تحقيقات موثوقة بها ومستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان بإيران. وحسب مذكرة اطلعت عليها «رويترز» ستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء. ومن المقرر أن تتحدث الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي والممثلة والناشطة الإيرانية المولد نازانين بونيادي في الاجتماع. وجاء في المذكرة أن «الاجتماع سوف يسلط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران. وسيحدد فرص تشجيع إجراء تحقيقات موثوق بها ومستقلة في انتهاكات وتجاوزات الحكومة الإيرانية لحقوق الإنسان». ومن المقرر أيضاً أن يلقي محقق الأمم المتحدة المستقل المعني بحقوق الإنسان في إيران جاويد رحمن كلمة في الاجتماع الذي يمكن أن تحضره دول أعضاء أخرى في الأمم المتحدة وجماعات حقوقية. وعصفت الاحتجاجات بالجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في مقر للشرطة الشهر الماضي. وتحولت الاحتجاجات إلى انتفاضة شعبية من الإيرانيين الغاضبين من جميع الطبقات لتشكل أحد أكبر التحديات أمام القيادة الدينية الإيرانية منذ 1979. وألقت إيران باللوم في الاضطرابات على أعدائها الأجانب وعملائهم. واتهمت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك الولايات المتحدة وحلفاءها بإساءة استخدام منابرها «لتعزيز أجنداتها السياسية». وقالت «في ضوء نفاقها والكيل بمكيالين والتطبيق الانتقائي لحقوق الإنسان نجد أن مزاعم الولايات المتحدة بدعم النساء الإيرانيات خادعة وتفتقر إلى حسن النية». وقالت جماعات حقوقية إن ما لا يقل عن 250 محتجا قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد. ولعبت المرأة دورا بارزا في الاحتجاجات التي قمن خلالها بنزع الحجاب عن رؤوسهن وإضرام النيران فيه. وتأجج الغضب بعد ظهور تقارير تحدثت عن مقتل عدد من الفتيات في مقتبل العمر خلال الاحتجاجات. وجاء في المذكرة حول الاجتماع المزمع أنه «سيؤكد استمرار الاستخدام غير القانوني للقوة ضد المحتجين وملاحقة النظام الإيراني للمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين في الخارج لاختطافهم أو اغتيالهم في تعارض مع القانون الدولي». وحث المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك السلطات الإيرانية يوم الجمعة على معالجة «الشكاوى المشروعة للسكان، بما في ذلك ما يتعلق بحقوق المرأة». وقال دوجاريك للصحافيين «ندين جميع الحوادث التي أدت إلى مقتل أو إصابة المتظاهرين بجروح خطيرة ونؤكد ضرورة أن تتجنب قوات الأمن كل استخدام غير ضروري أو غير متناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين. ولا بد من محاسبة المسؤولين».

 

وفاة المشتبه بتورطه في هجوم على مزار ديني جنوب إيران

لندن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

ذكرت تقارير رسمية أن المشتبه بتورطه في هجوم وقع يوم الأربعاء الماضي على مرقد شاه جراغ في مدينة شيراز (جنوب إيران)، توفي متأثرا بإصابته. وقال مكتب محافظ فارس في تقرير نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إن «الجاني المشتبه به، الذي تم إطلاق الرصاص عليه في الموقع، من قِبل قوات الأمن، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى، توفي متأثراً بإصابته». وقُتل 13 شخصاً على الأقل، وأصيب العشرات في الهجوم، الذي أعلن تنظيم «داعش» المسؤولية عنه. وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قد قال إنه سيكون هناك «رد فعل» على الهجوم. وحمّل القائد العسكري الإيراني محمد باقري، المتظاهرين ضد حكومة طهران، المسؤولية بشكل جزئي عن الهجوم.

 

واشنطن: إيران تخشى الصحافيين حتى بعد وفاتهم ونددت باحتجاز جثة صحافي ومنع دفنه في شيراز

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

نددت الولايات المتحدة أمس (الجمعة)، بالسلطات الإيرانية التي يشتبه في أنها منعت دفن صحافي، قائلة إن إيران تخشى الصحافيين حتى بعد وفاتهم. وتوفي الصحافي رضا حقيقت نجاد الذي عمل في المنفى لصالح «راديو فردا»، وهي إذاعة ممولة من الولايات المتحدة تبث باللغة الفارسية، في 17 أكتوبر (تشرين الأول) في مستشفى في برلين إثر إصابته بمرض السرطان، وفق ما ذكرت المنصة الإعلامية التابعة لإذاعة «أوروبا الحرة». وذكر «راديو فردا» نقلا عن عائلته أن عملاء لـ«الحرس الثوري» احتجزوا جثة الصحافي البالغ 45 عاماً لدى إعادتها إلى إيران لمنع دفنه في مدينته شيراز. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين: «نشعر بالاشمئزاز لمعرفتنا بأن الحرس الثوري الإيراني احتجز رفات رضا في المطار ويضغط على عائلته للموافقة على دفنه في مكان آخر». ودعا السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن الجثة «فورا» وإعادتها إلى العائلة، مشيرا إلى أن ما حدث يكشف حجم الترهيب الذي تتعرض له الصحافة في إيران. وقال إن «طريقة التعامل مع رضا حقيقت نجاد تسلط الضوء على مدى الخوف الذي تشعر به القيادة الإيرانية من الصحافيين حتى بعد وفاتهم». ويأتي الحادث في وقت تنفذ السلطات الإيرانية حملة أمنية ضد المتظاهرين الذين خرجوا في أنحاء البلاد عقب وفاة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق ذائعة الصيت.

 

واشنطن تعاقب «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية لتشجيعها «العمل الإرهابي» ضد سلمان رشدي

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

فرضت الولايات المتحدة، أمس (الجمعة)، عقوبات على «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية، لعرضها مكافأة مالية بهدف القيام بـ«عمل إرهابي» تمثل بمحاولة اغتيال الكاتب البريطاني - الأميركي من أصل هندي سلمان رشدي. وتعرض رشدي لهجوم عنيف في أغسطس (آب) الماضي، في مناسبة أدبية بنيويورك. وأفاد وكيله أخيراً بأن المؤلف فقد إحدى عينيه وشلت إحدى يديه، لكنه يتعافى من الهجوم الذي نفذه الشاب هادي مطر على خشبة مسرح في غرب نيويورك. وأوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية «أوفاك»، أن هذه المؤسسة أصدرت مكافأة بملايين الدولارات «لأي شخص يرغب في القيام بهذا العمل الشنيع»، المتمثل بمحاولة تنفيذ عملية قتل رشدي. وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون، إن «عمل العنف الذي أشاد به النظام الإيراني مروع». وأمل في «الشفاء العاجل لسلمان رشدي» بعد الاعتداء عليه. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان، إن تصنيف «مؤسسة 15 خرداد» الإيرانية اتّخذ لأن هذا الكيان حدد قبل الهجوم «مكافأة على حياة رشدي وزادها لاحقاً دعماً لأمر روح الله الخميني الذي دعا إلى قتل رشدي»، مشيراً إلى أن الهيئة تبرعت «لتقديم الدعم المالي لعمل إرهابي». وبعد عام من نشر رواية رشدي «آيات شيطانية» في 1988، أصدر المرشد الإيراني الأول فتوى تدعو إلى قتل المؤلف، ما أدى إلى مهاجمة رشدي ومن يرتبط به. وتم التأكيد على الفتوى من المرشد الحالي علي خامنئي عام 2017، وأعيد نشرها من قبل وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة الإيرانية أخيراً في أغسطس (آب) 2022. وأصدرت «مؤسسة 15 خرداد» مكافأة على رشدي لدعم فتوى الخميني، وفي عام 2012، زادت المكافأة. وذكر كبير الدبلوماسيين الأميركيين بأنه «جرى قتل كثير من مترجمي رشدي وزملائه التجاريين الذين شاركوا في نشر (آيات شيطانية) في كثير من البلدان، أو أصيبوا بجروح بالغة نتيجة لهذا التحريض، وكذلك عشرات المدنيين الأبرياء». وقال إن «الفتوى الشائنة كانت تهدف الى التحريض على الإرهاب والعنف، وقتل رشدي ورفاقه، وترهيب الآخرين». وأضاف: «تدين الولايات المتحدة هذا التحريض والهجوم على رشدي بأقوى العبارات، باعتبارها اعتداء سافراً على حرية التعبير وعملاً إرهابياً». ونبه إلى أن العقوبات التي تمّ فرضها هي «إشارة أخرى واضحة إلى أننا لن نقف مكتوفي الأيدي في وجه» الأعمال الإرهابية.

 

طهران: أحبطنا هجوماً بقنبلة تزامناً مع إطلاق النار في شيراز وهيئة حكومية تنظم مسيرات إحياءً ليوم «كوروش» وتنديداً بالاحتجاجات المعارضة

لندن - طهران/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

قال «الحرس الثوري» الإيراني أمس إن وحدته الاستخبارية أحبطت هجوما بقنبلة في مدينة شيراز في الجنوب، التي شهدت إطلاق نار على ضريح هناك يوم الأربعاء وأسفر عن سقوط قتلى. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن مسؤول أمني أنه تم العثور على القنبلة يوم الأربعاء بعد هجوم الضريح. وأوضحت أنها كانت «قنبلة حارقة يتم التحكم فيها عن بعد». وكان موقع «سباه نيوز» الناطق باسم «الحرس الثوري»، أول من أعلن عن الحادث، قال إنه تم العثور عليها في شارع معالي اباد بالمدينة، بؤرة المسيرات المناهضة للنظام خلال الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي. في الأثناء، أعلنت شركة خدمات قطارات المدينة في شيراز أمس، إغلاق مترو أنفاق هذه المدينة الجمعة على أن يعود للعمل السبت. وجاء شيراز في وقت تواجه فيه المؤسسة الحاكمة في إيران مظاهرات على مستوى البلاد منذ وفاة مهسا أميني، في 16 سبتمبر (أيلول). وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن إطلاق النار الذي وقع الأربعاء في ضريح شاه جراغ وأسفر عن مقتل 15 شخصا. وتعهد المرشد الإيراني علي خامنئي أمس الخميس بالثأر ممن يهددون أمن البلاد. وقال مسؤولون إنهم اعتقلوا مسلحا نفذ الهجوم على الضريح. ونظمت الحكومة الإيرانية مظاهرات في أنحاء البلاد بعد صلاة الجمعة للتنديد بإطلاق النار. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية شارك الآلاف في تظاهرات أقيمت الجمعة في طهران وعدد من المدن الإيرانية، «لإدانة الاعتداء الإرهابي في شيراز»، بدعوة من «المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية»، وهو هيئة مسؤولة عن تنظيم التظاهرات الرسمية. وأظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون الرسمي، حشودا كبيرة تشارك في مسيرات انطلقت بعد صلاة الظهر في مدن مثل طهران ومشهد (شمال شرقي) وقم (وسط) وتبريز (شمال غربي) وبوشهر (جنوب). كما رفع مشاركون علم بلادهم وصور المرشد المؤسس للنظام (الخميني)، والمرشد علي خامنئي، إضافة إلى شعارات مثل «الموت لأعداء ولاية الفقيه» و«أنا مطيع لأمر القائد»، في إشارة إلى خامنئي، بالإضافة إلى هتافات «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل». ومن المقرر أيضا أن تقام جنازات القتلى السبت. وشكّك بعض النشطاء الذين يقفون وراء الاحتجاجات اليومية على وفاة أميني، في توقيت الهجوم في شيراز. وكتبت أتينا دائمي في تغريدة «من أجل بقائها ومن أجل إلهاء المتظاهرين ولتبرير قتلها وقمعها، تقوم الجمهورية الإسلامية دائما بعروض دامية كهذه». وأضافت «الناس يقاتلون طوال أربعين يوما بلا توقف لوضع حد لجرائم مماثلة». جاء هجوم شيراز وسط دعوات للتجمهر في موقع «باساغارد» أو «تخت جمشيد» الأثري لإحياء يوم «كوروش» أول ملوك فارس القديمة قبل 2500 عام. وهي مناسبة سنوية حاولت السلطات تقييدها ومع ذلك يزداد الإقبال عليها كل عام. ودعا نجل الشاه، رضا بهلوي الإيرانيين إلى إحياء يوم «كوروش» و«التعهد بأن تتحول إيران مرة أخرى إلى مصدر مبادئ الحرية وحقوق الإنسان». وأشاد بهلوي بإحياء مراسم أربعينية الشابة الكردية مهسا أميني الأربعاء، وقال «تعالوا لنقطع عهدنا الكبير لرؤية مستقبل مضيء». وقال «من المؤسف أن من يملكون زمام الأمور في بلدنا اليوم لديهم أكبر قدر من العناد فيما يتعلق بالحرية وحقوق الإنسان».

 

احتجاجات إيران تتأجج مع ارتفاع مستوى الغضب إثر مقتل محتجّين

برلماني ينتقد استخدام القوة ضد المحتجين والسلطات تقر بإهمال في مقتل متظاهري زاهدان ... الأمم المتحدة تبدي قلقها إزاء معاملة المعتقلين

لندن - طهران/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

تأججت الاحتجاجات في أنحاء إيران على مقتل مشاركين في الحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، وفق منظمات غير حكومية، وسقط ما لا يقل عن خمسة قتلى في زاهدان، مركز محافظة بلوشستان جنوب شرقي إيران، وفقاً لتقارير محلية، في وقت سمع فيه دوي إطلاق نار مكثف في مهاباد شمال غربي البلاد، التي تشهد توتراً لليوم الثاني على التوالي. ونزل الآلاف في مسيرات احتجاجية واسعة النطاق، بعد نهاية صلاة الجمعة في زاهدان، حسبما أظهرت تسجيلات الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للدولة. وأطلقت قوات الأمن النار في محيط جامع مكي، حيث تقام صلاة الجمعة. يظهر محتجون يجرون بعد سماع طلق ناري لم يتضح مصدره. كما سُمع دوي وابل من نيران الأسلحة الآلية وقالت منظمة «حقوق الإنسان في إيران» إن الطلقات استهدفت متظاهرين كانوا يحاولون الاحتماء منها.ومن جانبها، ذكرت «وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان»(هرانا) عبر تويتر أن «قوات الشرطة الخاصة قمعت المتظاهرين وأطلقت النار على حشد» من الناس تجمعوا بعد صلاة الجمعة في زاهدان. وأفادت تقارير أولية عن مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في زاهدان. لكن وكالة» تسنيم» التابعة لـ»الحرس الثوري» ذكرت إن «قتيل سقط وأصيب 14 بجروح خلال أعمال الشغب بمدينة زاهدان». وأظهر تسجيل فيديو عدداً من الأشخاص الذين يحملون على أكتافهم مصابين. وكتبت مغردة بلوشية على «تويتر»: «هنا ليس القدس، إنه جامع مكي في زاهدان الذي تراق فيه دماء المحتجين». وأضافت: «الأوضاع متأزمة ومقلقة، سقط العشرات بين جرحى وقتلى».من جانب آخر، أعلن الإعلام الحكومي توتر الأوضاع في زاهدان. وذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن المشاركين في صلاة الجمعة، نظموا تجمعاً قصيراً أمام جامع مكي بعد انتهاء صلاة الجمعة وتفرقوا بعد ذلك، لكن عدداً من الأشخاص انقسموا إلى مجموعات وأقدموا على حرق العجلات ورشق قوات الشرطة بالحجارة. وقالت: «تشهد شوارع أطراف جامع مكي هدوءاً نسبياً، لكن هناك تجمعات متفرقة في بعض المناطق بما في ذلك هامش المدينة». وجاءت المسيرات الاحتجاجية بعدما اجتمع أنصار إمام الجمعة في زاهدان ومفتي أهل السنة في إيران عبد الحميد ملازهي، مساء الخميس، في جامع مكي للتنديد بالضغوط التي مارستها السلطات ضده، بعدما حمّل مسؤولين كباراً، على رأسهم المرشد الإيراني علي خامنئي، مسؤولية مقتل العشرات في الجمعة الدامية في زاهدان.

من جهته، أشار «مرصد نت بلوكس» الذي يراقب شبكة الإنترنت عالمياً إلى تعطل خدمة الإنترنت في محافظة بلوشستان. عشية تجدد الاحتجاجات في زاهدان، أعلن الإعلام الحكومي عن إقالة مسؤولَين أمنيَين بالمدينة، بينهما قائد الشرطة، على خلفية أحداث الشهر الماضي التي راح ضحيتها العشرات، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مجلس أمن المدينة إن معارضين مسلحين هم من بدأوا الاشتباكات التي أدت إلى مقتل أبرياء، لكنه أقر بوجود «أوجه قصور» من جانب الشرطة. وبلغت حصيلة القتلى من المدنيين 35 شخصاً، بحسب البيان الحكومي الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، لكن العديد من المنظمات التي تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في إيران أكدت مقتل ما لا يقل عن 93 مدنياً بنيران قوات الأمن. على خلاف رواية السلطات الرسمية، ندد إمام جمعة المدينة عبد الحميد ملازهي الأسبوع الماضي بعمليات القتل، ووصفها بأنها «جريمة»، وقال إن المرشد علي خامنئي ومسؤولين آخرين «يتحملون المسؤولية أمام الله». ويوم السبت، أصدر «الحرس الثوري» الإيراني الذي يشارك في حملة قمع المحتجين، ما قال إنه «تحذير أخير» لعبد الحميد بألا يثير حمية الشباب؛ لأن هذا «قد يكلفك غالياً». ويوضح العنف في زاهدان مدى انتشار الاحتجاجات التي بدأت بعد وفاة مهسا أميني في مقر للشرطة، وسط الجماعات العرقية الإيرانية، لتتحدى سيطرة الحكومة في أجزاء من البلاد أخمدت فيها السلطات المعارضة السابقة بلا هوادة. وقال عبد الحميد إن رد الفعل القوي على وفاة أميني يُظهر أن «الشعب الإيراني غاضب في جميع أنحاء البلاد»، بحسب بيان نشره موقعه الرسمي على الإنترنت يوم 20 سبتمبر (أيلول)، وأشار فيه إلى الأزمات الاقتصادية الشديدة والفساد وعقوبة الإعدام، و«تصعيد الضغط الديني على الأقليات». وواجهت أقلية «البلوش» التي يقدر عددها بنحو مليوني نسمة، التمييز والقمع على مدى عقود، وفقاً لجماعات لحقوق الإنسان. وتقع محافظة بلوشستان في جنوب شرقي إيران، على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وهي واحدة من أفقر المناطق في البلاد، وشهدت عمليات قتل متكررة على أيدي قوات الأمن في السنوات الماضية حسب «رويترز».

- توتر في مهاباد

في مهاباد الكردية شمال غربي إيران، شارك المئات في مراسم تشييع قتيل سقط بنيران قوات الأمن، إثر مناوشات اندلعت عندما أحرق متظاهرون مكتب حاكم المدينة. ويسمع من تسجيلات الفيديو دوي إطلاق نار كثيف وسط مهاباد. وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إيران، إن ما لا يقل عن ثلاثة قتلوا في مدينة مهاباد، الخميس. وقالت منظمة «هه نغاو» الحقوقية الكردية أن 14 شخصاً قتلوا في المدن الكردية خلال يومين. أما ممثل مهاباد في البرلمان الإيراني جلال محمود زاده فقال لموقع «جماران» إن «ما لا يقل عن خمسة قتلوا خلال 48 ساعة، بينهم طفل يبلغ 15 عاماً». والنائب سقط أربعة قتلى الخميس بنيران قوات الأمن، بعد يوم من مقتل إسماعيل مولودي. ووصف محمود زاده الأوضاع في مهاباد بـ«المتوترة»، منتقداً قوات الأمن لاستخدامها القوة المفرطة، وقال: «لماذا يستخدمون الذخائر الحية في المسيرات السلمية؟».

- شعارات منددة بخامنئي

وبقي المحتجون حتى وقت متأخر في عدة مدن إيرانية، بما في ذلك طهران التي شهدت مختلف المناطق فيها تجدد الاحتجاجات. ونزل المئات إلى شوارع منطقة جيتكر، مرددين هتافات: «الموت للديكتاتور»، وأشعل المحتجون النيران في منطقة بونك لعرقلة حركة قوات الأمن. وردّد المتظاهرون، مساء الخميس، في حيّ إكباتان في غرب طهران: «هذا العام هو عام الدم، سيسقط سيد علي»، قاصدين بذلك المرشد علي خامنئي، وفقاً لمقطع فيديو. وأصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية والجهاز الموازي لها «استخبارات الحرس الثوري»، بياناً مشتركاً، الجمعة، حمّلت فيه الولايات المتحدة وعدة دول مسؤولية اندلاع الاحتجاجات. وقال البيان إن «(سي آي إيه) هو مدير المسرح الرئيسي لمعظم الاضطرابات في إيران».

- ارتفاع القتلى

جاءت التطورات، الجمعة، في وقت أفادت فيه منظمة العفو الدولية بأن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا خلال 24 ساعة في أربع محافظات هي: كردستان، وأذربيجان الغربية، وكرمانشاه، ولرستان، منذ مساء الأربعاء إلى الخميس.

وحذرت المنظمة من «تقاعُس» مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مشيرة إلى أنه «لا يقوم سوى بتشجيع السلطات الإيرانية على مواصلة حملتها القمعية ضدّ الأشخاص المشاركين في الحداد والمتظاهرين الذين سيتجمّعون في الأيام المقبلة؛ من أجل إحياء مرور أربعين يوماً» على وفاة متظاهرين آخرين. وقالت منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها النرويغ، إن ما لا يقل عن 253 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات من بينهم 34 طفلاً. وبدورها، ذكرت وكالة أنباء ناشطي حقوق الإنسان «هرانا» أن 266 شخصاً قتلوا، وأشارت إلى مقتل 37 طفلاً و33 عنصراً من قوات الأمن، ولفتت إلى تقديرات باعتقال نحو 14 ألفاً، في الاحتجاجات التي ضربت 126 مدينة و115 جامعة. وأثار مقتل الطباخ الصاعد مهرشاد شهيدي 19 عاماً إثر ضربات الهراوات في مدينة أراك، صدمة جديدة بين الإيرانيين. وتداول ناشطون مقاطع فيديو من برامج مسجلة للطباخ الشاب الذي يكمل دارسته في جامعة أراك.

وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في إفادة صحافية في جنيف، نقلاً عن عدة مصادر: «لقد رأينا الكثير من سوء المعاملة... ولكننا نشهد أيضاً مضايقة لعائلات المحتجين». وأضافت: «ما يثير القلق بشكل خاص هو المعلومات التي تفيد بأن السلطات تنقل المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز الاحتجاز، وترفض تسليم جثث القتلى إلى ذويهم». وتابعت أن السلطات تفرض شروطاً في بعض الحالات للإفراج عن الجثث، وتطلب من العائلات عدم إقامة جنازات أو التحدث إلى وسائل الإعلام. وقالت إن المحتجين المحتجزين يُحرمون في بعض الأحيان من الحصول على علاج طبي.

- حوار وإضرابات

في الأثناء، دعت حملة عمال مشاريع النفط والغاز جميع العاملين إلى مغادرة أماكن عملهم، اعتباراً من السبت، تضامناً مع الشعب. وقالت الحملة في بيان إن «الشعب الإيراني بتحالف تاريخي بدأ احتجاجاً وانتفاضة مليونية في داخل وخارج البلاد، بعد 43 عاماً من الاستماع للوعود الفارغة وتحمل المشكلات لتغيير مصيرنا وبلدنا الحبيب». وأضافت أن «هذه الحركة واجهت قمعاً دموياً». بينما واصلت قوات الأمن قمع المتظاهرين والمنتقدين، كرر الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني دعوات سابقة إلى حوار داخلي لحل المشكلات. وأدان في الوقت عينه الهجوم الذي وقع في ضريح بشيراز، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته. وحذر روحاني من أن «التشدد لا يجلب سوى العنف»، مشدداً على أن «العنف يهدد الوحدة الوطنية والأمن». وقال إن «الأمن الوطني لا يمكن أن يتحقق باللجوء إلى الأدوات العسكرية والأمنية فقط». وكتب الموسيقار والمغني الشهير كيهان كلهر تغريدة على «تويتر» تندد بقمع المحتجين. وقال: «أياديكم ملطخة بدماء الشعب الإيراني لا يمكن أن تغسل»، وأضاف: «ستمر عربة العدالة بيد الشعب الإيراني على رهبتك الفاسدة»، وأضاف: «نرتدي السواد لكننا سنقف بانتظار الموعد الأحمر للحكم». من جهة أخرى، يشير محلّلون إلى أنّ السلطات الإيرانية حاولت خنق الحركة الاحتجاجية بوسائل أخرى غير القمع العنيف، وذلك من أجل تجنّب الغضب الشعبي. وفي هذا الإطار، قال المتخصّص بالشأن الإيراني في «معهد واشنطن» هنري روم لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن، يبدو أنهم يستخدمون أساليب أخرى: اعتقالات وترهيب، وقطع الإنترنت، وقتل بعض المتظاهرين...». مع ذلك، أضاف: «أشكّ في أنّ تكون القوات الأمنية قد استبعدت القيام بحملة قمع عنيفة على نطاق أوسع». واعتبر أنهم «ربما حسِبوا أنّ المزيد من عمليات القتل سيشجّع المتظاهرين بدلاً من ردعهم؛ إذا تغيّرت هذه الحسابات فمن المحتمل أن يصبح الوضع أكثر عنفاً».

 

روسيا: ننظر بعين الاعتبار لتحديث القنابل النووية الأميركية في أوروبا

موسكو/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي أن موسكو ستنظر بعين الاعتبار، في تخطيطها العسكري، لتحديث القنابل النووية الأميركية المنتشرة في أوروبا. وأضاف غروشكو، في حوار مع وكالة «سبوتنيك» الروسية، أن «العقيدة العسكرية الروسية لا تسمح بأي تفسيرات مزدوجة لمسألة الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية». وأضاف غروشكو: «أستطيع أن أقول إننا نتابع عن كثب، من الناحيتين العسكرية والسياسية على حد سواء، تطور الاستراتيجيات الشاملة للدول النووية في الغرب وهذا ينطبق على كل من بريطانيا وفرنسا، وقبل كل شيء الولايات المتحدة. ونحن أيضاً نراقب عملية إيصال هذه الأسلحة». وأشار الدبلوماسي إلى غموض الاستراتيجيات النووية للدول الغربية، قائلا: «لغة الاستراتيجيات النووية غامضة إلى حد ما، ونشهد زيادة في عدد السيناريوهات، بما في ذلك خارج السياق النووي، مما يسمح باستخدام الأسلحة النووية. وبالمناسبة، ينطبق هذا أيضاً على الاستراتيجية النووية الفرنسية». وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ذكرت مجلة بوليتيكو، نقلا عن برقية دبلوماسية أميركية وشخصين مطلعين، أن الولايات المتحدة عجلت بنشر أسلحتها النووية التكتيكية بي61 - 12 المحدثة في قواعد حلف شمال الأطلسي في أوروبا.

 

موسكو «تستكمل» إجلاء المدنيين من خيرسون أمام تقدم القوات الأوكرانية وقديروف يقر بخسائر فادحة في صفوف قواته

موسكو - كييف/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

يستعدّ الجيش الأوكراني لشنّ معركة شرسة لاستعادة مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا والمناطق المحيطة بها على ضفة من نهر دنيبر، فيما أعلنت موسكو، الجمعة، أن عملية إجلاء المدنيين من المنطقة الاستراتيجية التي تتعرض لهجوم مضاد منذ أسابيع قد «استكملت». وكانت قد أعلنت السلطات التي عينتها موسكو في خيرسون في 13 أكتوبر (تشرين الأول) أنها بصدد إجلاء السكان من الضفة المكشوفة على نهر دنيبر إلى الضفة الأخرى، ومن ثم إلى مناطق في روسيا أمام تقدم القوات الأوكرانية. وكتب رئيس سلطات القرم المعيّن من موسكو سيرغي أكسيونوف، في حسابه على «تلغرام» مساء الخميس، إن «عملية تنظيم نقل سكان... نحو مناطق آمنة في روسيا استكملت... أنا سعيد لأنّ أولئك الذين أرادوا مغادرة المنطقة التي قصفتها القوات المسلّحة الأوكرانية، قد تمكّنوا من القيام بذلك، بسرعة وبكل أمان»، ناشراً صورة له إلى جانب نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيريينكو. وكان المسؤول في الاحتلال الروسي لخيرسون فلاديمير سالدو قد أكد، الأربعاء، أنّ 70 ألفاً من السكان على الأقل غادروا منازلهم في المنطقة خلال أقل من أسبوع. وتعتبر كييف أن إجلاء السكان هو «عمليات ترحيل» قسري، من المدينة، التي كان يبلغ عدد سكانها 288 ألف نسمة تقريباً قبل الحرب، والتي سيطرت عليها روسيا منذ مارس (آذار) الماضي. وتعهدت موسكو بجعل المدينة «حصناً» لمقاومة الهجوم الأوكراني في المنطقة بأكملها التي أعلن الكرملين ضمّها رسمياً في استفتاء أُدين من قبل معظم دول العالم. وأشارت القيادة العسكرية الأوكرانية، في تقريرها اليومي الذي نُشر الجمعة، إلى أنّ «ما يسمّى إخلاء الأراضي المحتلّة مؤقتاً في منطقة خيرسون يتواصل». وقالت كييف إنّ القيادة الروسية في خيرسون تحاول «إخفاء الخسائر الحقيقية للجنود» من أجل «تجنّب إثارة الذعر». وتحدثت عن «تعزيز تشكيلات العدو على الضفة اليمنى» في منطقة خيرسون. وأعلنت، أمس، أن روسيا فقدت 69 ألفاً و700 جندي، من بينهم 480 الخميس فقط، وذلك منذ بدء الاجتياح الروسي للبلاد في 24 فبراير (شباط) الماضي، وحتى أمس (الجمعة). وجاء ذلك في بيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأوردته أمس (الجمعة) وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية. لكن يتعذر التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل.

وفي إشارة إلى تكبّد موسكو خسائر فادحة، أقر حاكم جمهورية «الشيشان» الروسية، رمضان قديروف، بخسائر فادحة في صفوف قواته، التي تدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، بعد قصف مدفعي من قبل قوات أوكرانية. وكتب رمضان قديروف في حسابه على قناة «تليغرام»، الخميس: «لقي 23 مقاتلاً حتفهم وأصيب 58». وكانت مصادر أوكرانية قد تحدثت، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن أن وحدة شيشانية في منطقة «خيرسون» جنوب أوكرانيا، كشفت عن موقعها عبر صور على شبكات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى تعرضها لقصف مدفعي. وفي العادة لا ينشر مسؤولون روس أرقاماً حول ضحاياهم. وفي تلك الحالة، ربما كان قديروف يتحدى الأرقام الأعلى، التي أعطاها الجانب الأوكراني. كما دعا الزعيم الشيشاني رفاقه لأن يحشدوا صفوفهم للحرب في أوكرانيا. ومنذ بدء الحرب الروسية، قبل أكثر من ثماني سنوات، وصف قديروف نفسه بأنه واحد من أشرس المؤيدين في الصراع وأرسل أيضاً وحداته لأوكرانيا.

من جهة أخرى، قارن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القتال الذي تخوضه بلاده ضد روسيا بمقاومة النازية في الحرب العالمية الثانية، قائلاً إن روسيا تسعى لتحقيق نفس المكاسب، التي سعت النازية لتحقيقها سابقاً. وقال زيلينسكي، في رسالة عبر الفيديو، تم بثها في كييف، الليلة الماضية: «شكل الشر تغير، لكن الأساس لم يتغير»، وأضاف أن روسيا تحوّلت من دولة مجاورة إلى معتدية إلى إرهابية وهي مذنبة بالتورط في جرائم حرب. كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد صرح في خطاب في موسكو في الذكرى الـ77 لانتصار الاتحاد السوفياتي السابق على النازية في ألمانيا، بأن الحرب التي تخوضها بلاده في أوكرانيا شبيهة بالحرب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية. في منطقة دونيتسك، في شرق أوكرانيا، قُتل خمسة أشخاص وأُصيب تسعة آخرون بجروح في الساعات الـ24 الأخيرة، لا سيما في باخموت، وهي بقعة ساخنة أخرى على الجبهة تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ الصيف، بحسب حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو. وأعلن المسؤولان الروسيان سيرغي أكسيونوف وسيرغي كيرينكو، مساء الخميس، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية، أنهما زارا محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تحتلها القوات الروسية منذ مارس. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف هذه المحطة التي أعلنت موسكو ضمّها في وقت سابق من أكتوبر، بالإضافة إلى أربع مناطق أوكرانية محتلة جزئياً من قبل الروس في سبتمبر (أيلول). في الأسابيع الأخيرة، كثّفت روسيا قصفها الذي استهدف منشآت الطاقة الأوكرانية، بحيث يتم تقنين الكهرباء في معظم أنحاء البلاد.

 

الجيش الروسي يتهم لندن بالضلوع في انفجارات «نورد ستريم»

موسكو/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

اتهم الجيش الروسي اليوم (السبت) لندن بالضلوع في الانفجارات التي تسببت في تسربات في سبتمبر (أيلول) من خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2 في بحر البلطيق اللذين بنيا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا. وكتبت وزارة الدفاع الروسية على تلغرام «شارك ممثلون من وحدة تابعة للبحرية البريطانية في التخطيط والإمداد وتنفيذ العمل الإرهابي في بحر البلطيق في 26 سبتمبر لتخريب عمل خطي أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2». وفي 26 سبتمبر (أيلول) الماضي، تعرض خطا أنابيب الغاز «نورد ستريم1» و«نورد ستريم2»، اللذان ينقلان هذه المادة من روسيا إلى أوروبا، أسفل سطح بحر البلطيق لأعمال تخريب أدت إلى حدوث تسرب. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عقب التفجير أن التسربات الكبيرة التي حصلت فجأة في خطوط أنابيب الغاز «نورد ستريم» الممتدة من روسيا إلى أوروبا هي نتيجة «عمل إرهابي دولي». وكان بوتين قد اتهم بشكل مباشر الولايات المتحدة وحلفاءها بتفجير خطوط أنابيب «نورد ستريم»، وقال: «العقوبات لم تكن كافية للأنغلو ساكسون، لقد انتقلوا إلى التخريب... من الصعب تصديق ذلك، لكن الحقيقة هي أنهم وراء تفجيرات خطوط أنابيب الغاز الدولية (نورد ستريم)».

 

روسيا تعلن «صد» هجوم بمسيّرات على ميناء سيفاستوبول

موسكو/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

أعلنت السلطات في القرم التي ضمّتها موسكو بأنه تم بنجاح «صد» و«إسقاط» كل المسيّرات التي هاجمت ميناء سيفاستوبول في شبه الجزيرة اليوم السبت. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجايف على تلغرام «اليوم منذ الساعة 04.40 صباحا وعلى مدى ساعات عدّة، صدّت مختلف أنظمة الدفاع الجوي في سيفاستوبول هجمات بمسيّرات... تم إسقاط كل المسيّرات». وكان رازفوجايف قد كتب على تلغرام في وقت سابق اليوم أن «سفنا تابعة لأسطول البحر الأسود تصد مسيرة في خليج سيفاستوبول... لم تستهدف أي منشأة في المدينة. الوضع تحت السيطرة». كان الهجوم الأوكراني بمسيّرات استهدفت السبت منشآت أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2104، "الأكبر" منذ بدء الصراع في أوكرانيا، على ما أعلن حاكم مدينة سيفاستوبول الموالي لروسيا. ووصف رازفوجايف الهجوم بأنه «أكبر هجوم بطائرات مسيّرة ومركبات سطحية موجهة عن بعد على مياه خليج سيفاستوبول في تاريخ» الصراع، ونقلت حسبما نقلت وكالة «تاس» الروسية. وضمّت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014. وهاجمت قواتها أوكرانيا من محاور عدة في فبراير (شباط) هذا العام، بما في ذلك من القرم. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أفاد رازفوجايف أن مسيّرة هاجمت محطة للطاقة الحرارية قرب سيفاستوبول. كما تعرّض الأسطول الروسي المتمركز في الميناء إلى هجوم بمسيّرة في يوليو (تموز). ويأتي الإعلان الأخير فيما تواصل القوات الأوكرانية تنفيذ هجوم مضاد لاستعادة أراض تحتلها روسيا في جنوب البلاد.

 

توجيه تهمة الشروع في القتل للمعتدي على زوج بيلوسي...المهاجم صرخ «أين نانسي» لدى اقتحامه منزل رئيس مجلس النواب الأميركي

واشنطن/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

وُجهت تهمة الشروع في القتل إلى جانب اتهامات أخرى للرجل الذي ضرب زوج رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي على رأسه بمطرقة، وهو يصرخ «أين نانسي؟»، وذلك بعد يوم واحد من اقتحامه منزل الزوجين في سان فرنسيسكو. وأحجمت الشرطة في البداية عن تقديم دافع لهجوم أمس (الجمعة)، على بول بيلوسي (82 عاماً). وأفاد مكتب زوجته بأنه خضع لعملية جراحية بعدما أصيب بكسر في الجمجمة وجروح في ذراعه اليمنى ويديه، على الرغم من توقع الأطباء تماثله للشفاء التام. لكن الهجوم أثار مخاوف بشأن العنف السياسي قبل أقل من أسبوعين من انتخابات التجديد النصفي في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، التي ستحدد أي الحزبين ستؤول إليه السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ. وتعقد الانتخابات في ظل مناخ سياسي يشهد استقطاباً هو الأشد منذ عقود. وكانت رئيسة مجلس النواب (82 عاماً) المنتمية للحزب الديمقراطي، وهي الثانية في الترتيب لتولي رئاسة الولايات المتحدة حسب الدستور، في واشنطن، بصحبة فريقها الأمني وقت الهجوم. وسافرت إلى سان فرنسيسكو لتكون مع زوجها. وقالت الشرطة إن «المقتحم الذي اعتقله الضباط في مكان الحادث يدعى ديفيد ديباب (42 عاماً). ونُقل هو أيضاً إلى مستشفى في سان فرنسيسكو». وبحسب سجلات قائد الشرطة على الإنترنت، فإنه تم احتجاز ديباب للاشتباه في ارتكابه جرائم الشروع في القتل، والاعتداء بسلاح مميت، وإساءة معاملة كبار السن، والضرب، والسطو، وعدة تهم جنائية أخرى. ومن المتوقع أن يوجه مكتب المدعي العام لمنطقة سان فرنسيسكو الاتهامات له رسمياً. وقال ويليام سكوت قائد شرطة سان فرنسيسكو، في إفادة مساء الجمعة، إن محققي الشرطة، بمساعدة مكتب التحقيقات الاتحادي، لم يحددوا بعد سبب الهجوم؛ لكنه صرح: «نحن نعلم أن هذا لم يكن عملاً عشوائياً». وقال بيان للمتحدث باسم نانسي بيلوسي، درو هاميل، إن زوج بيلوسي تعرض للهجوم «على يد مقتحم استخدم القوة، وهدد حياته في أثناء مطالبته بمقابلة رئيسة مجلس النواب». وصاح المقتحم: «أين نانسي؟» قبل الهجوم، حسب شخص مطلع على الحادث؛ لكنه تحدث لـ«رويترز» شريطة عدم الكشف عن هويته. وأفاد سكوت بأن المقتحم شق طريقه إلى منزل بيلوسي المكون من 3 طوابق من الطوب الأحمر، عبر باب خلفي. وأظهرت صور جوية زجاجاً محطماً في باحة المنزل الخلفية، في حي باسيفيك هايتس الراقي بالمدينة. ووقع الحادث بعد يوم من تحذير شرطة مدينة نيويورك من احتمال أن يستهدف متطرفون سياسيين وفعاليات سياسية ومواقع اقتراع قبل انتخابات التجديد النصفي.

 

تركيا توقف إعلاميين من «الإخوان» في محاولة جديدة لتسريع التطبيع مع مصر

شاركوا في التحريض على التظاهر وإشاعة الفوضى وهز الاستقرار بالتزامن مع مؤتمر المناخ

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

في الوقت الذي أعلنت القاهرة وقف مسار المحادثات الاستكشافية الخاصة بتحسين العلاقات مع أنقرة بسبب استمرار ممارساتها وعدم تغيير سياساتها في الملف الليبي... أقدمت السلطات التركية على خطوة عدها مراقبون بمثابة محاولة، لإظهار الجدية في السير بتطبيع العلاقات مع مصر رغم البطء الشديد في المحادثات بين الجانبين. وكشفت صفحات وحسابات قريبة من تنظيم «الإخوان المسلمين» في تركيا، وإعلاميين من القنوات التابعة له، عن توقيف السلطات التركية 34 «إخوانيا» شاركوا في دعوات إلى التظاهر في مصر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في محاولة لهز الاستقرار وإشاعة الفوضى خلال فترة انعقاد مؤتمر «التغيرات المناخية في شرم الشيخ» من 6 إلى 18 نوفمبر. وبحسب ما ورد على هذه الصفحات، تم إدراج هؤلاء على قوائم الترحيل من تركيا، بسبب خطورتهم على الأمن العام في البلاد بموجب ما يعرف بكود «جي 78»، حيث كانوا يستعدون لإطلاق قناة جديدة باسم «صرح» عبر تطبيق «تليغرام» هدفها التحريض على الاحتجاجات وأعمال العنف والتخريب وإحداث فوضى في مصر، وارتباطهم مع قنوات أخرى بدأ «الإخوان» تأسيسها خارج تركيا في الأسابيع القليلة الماضية، منها قناتا «الشعوب» و«الحرية»، لتعويض التضييق في تركيا، التي لم يبق منها في إسطنبول، سوى قناتي «الشرق» و«وطن»، بينما رحلت قناة «مكملين» إلى لندن، كما منع العديد من مقدمي البرامج في قناتي «الشرق» و«مكملين» سابقا من استئناف عملهم المذكور. وتزامن ذلك، مع إعلان الحساب الرسمي للإعلامي «الإخواني»، حسام الغمري، رئيس التحرير السابق لقناة «الشرق» على «تويتر» مساء الجمعة - السبت، قيام الأمن التركي بالقبض عليه من داخل منزله و«أن هناك أنباء عن ترحيله»، من دون تحديد الجهة التي سيرحل إليها. وبينما نشط الغمري في الفترة الأخيرة في الدعوة إلى الاحتجاجات والتحريض على إحداث الفوضى في مصر في 11 نوفمبر، إلى جانب مشاركته في الترويج لخروج مظاهرات احتجاجية عنيفة على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب مباراة كأس السوبر المصري، بين فريقي الأهلي والزمالك، التي أقيمت بمدينة العين الإماراتية ليل الجمعة، استغلالا للتجمعات على المقاهي في القاهرة وأنحاء البلاد لمتابعة المباراة، أشار عدد من الصفحات التابعة لـ«الإخوان» أن القبض عليه لم يكن لهذا السبب، وإنما بسبب مخالفته شروط الإقامة القانونية في تركيا، التي يعيش فيها منذ أكثر من 8 سنوات. لكن مصادر معنية بمتابعة حالات الموقوفين داخل التنظيم في إسطنبول استبعدت أن يتم ترحيله. وكان الغمري كشف قبل القبض عليه، أن الأمن الوطني في مصر ألقى القبض على نجله الأكبر «يوسف» الذي يدرس بالسنة النهائية في كلية الهندسة، بسبب نشاطه الكبير في الدعوة إلى المشاركة في الاحتجاجات المزعومة في 11 نوفمبر. وسبق أن أوقفت قناة «الشرق» برنامج «رؤية» الذي كان يقدمه الغمري، بطلب من السلطات التركية، كما منع ظهوره مجددا على شاشات أو منصات إعلامية من إسطنبول، لعدم التزامه بتعليمات وقف الهجوم والتحريض على القيادات في مصر، لكنه واصل أيضاً عبر البث على مواقع التواصل الاجتماعي من دون اكتراث للتعليمات.

وفي إطار تقاربها مع القاهرة، عملت أنقرة على وقف الهجوم المكثف من قنوات «الإخوان» ومنصاتهم الإعلامية التي تحتضنها إسطنبول منذ العام 2013، عقب الإطاحة بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي، وأوقفت برامج عدد من الإعلاميين منهم، معتز مطر ومحمد ناصر وحمزة زوبع والفنان هشام عبد الله، وحذرتهم من مخالفة تعليماتها، ثم قررت وقف بث قناة «مكملين» من إسطنبول والتي رحلت إلى لندن، لكن القاهرة لا تعتقد أن هذه الخطوة كافية أو تلبي مطالبها بالكامل، فأنقرة لا تزال ترفض تسليم قيادات التنظيم والعناصر الهاربة من أحكام قضائية والمتورطة في عمليات إرهابية، فضلا عن الشروط الأخرى المتعلقة بالالتزام بمعايير القانون الدولي ووقف التدخل في شؤون دول المنطقة. وربط بعض الناشطين في أوساط «الإخوان المسلمين» والموالين للتنظيم في إسطنبول بين القبض على الغمري، وتغير توجهات السياسة التركية تجاه مصر في الفترة الأخيرة، معتبرين أنه يتم الآن «التضحية بالمعارضة في الخارج وقنواتهم لأن العلاقات بين الدول لا تتسم بالعداوة الدائمة أو الصداقة المستمرة». وانتقد هؤلاء «حالة التشرذم وغياب أي مشروع للإخوان المسلمين والصراعات داخل صفوف التنظيم التي انعكست في تفتته إلى جبهات في إسطنبول، أكثر من جبهة (جبهة محمود حسين وجبهة التغيير ومجموعات أخرى من الشباب المتصارعين مع القيادات التقليدية، وجبهة إبراهيم منير في لندن)، وظهور هذه الصراعات على السطح عبر القنوات والصفحات والمواقف التي أثرت على ثقة تركيا في المعارضة التي تستضيفها.

وتسير المحادثات بين مصر وتركيا حاليا على مستوى أجهزة الاستخبارات، كما أشار الرئيس رجب طيب إردوغان في تصريحات الشهر الماضي، لافتا إلى أن تركيا «تأمل في أن يتم رفع المحادثات إلى مستوى أعلى».

ولا تبدو القاهرة على قناعة بأن تركيا تغير من سياساتها، سواء فيما يتعلق باحتضانها قيادات «الإخوان المسلمين»، ورفض تسليم المطلوبين والمتورطين في جرائم منهم، أو فيما يتعلق بالتوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة، واستمرار تحركاتها في الملف الليبي على نحو سلبي ودعم «حكومة الوحدة الوطنية»، المنتهية ولايتها، وهو ما يصطدم مع الجهود الدولية المبذولة لتحقيق الاستقرار وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا. وعبر وزير الخارجية المصري سامح شكري عن ذلك صراحة في مقابلة تلفزيونية ليل الجمعة، مؤكدا أنه لم يتم استئناف مسار المحادثات الاستكشافية مع تركيا، (عقد منها جولتان في القاهرة وأنقرة العام الماضي)، لأنه لم تطرأ تغيرات على ممارساتها. وأوضح شكري أن «الأمر يرجع مرة أخرى إلى ضرورة الالتزام بالمعايير والقواعد الدولية»، لافتا إلى أنه من الأمور المثيرة للقلق عدم خروج القوات الأجنبية من ليبيا حتى الآن وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق هذا الهدف، وأن ذلك يبرهن على أن المجتمع الدولي يعمل لتحقيق المصالح وليس لاعتماد مبادئ يجب أن تكون راسخة في إدارة العلاقات الدولية.ووقعت تركيا، التي تحتفظ بآلاف من قواتها وعناصر المرتزقة السوريين ولها قواعد برية وبحرية وجوية في ليبيا، الثلاثاء الماضي، مع حكومة الدبيبة اتفاقيتين تنص الأولى على رفع كفاءة قدرات الطيران الحربي في ليبيا بالاستعانة بالخبرات التركية، فيما تتضمن الثانية بروتوكولات تنفيذية لمذكرة التفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري الموقعة بين الرئيس التركي إردوغان، ورئيس «حكومة الوفاق الوطني» السابقة فائز السراج في إسطنبول في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.

وجاء توقيع الاتفاقيتين بعد 3 أسابيع، فقط، من توقيع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في طرابلس، مذكرة تفاهم تسمح بالتنقيب المشترك بين تركيا وطرابلس عن الموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز الطبيعي) قبالة سواحل ليبيا في البحر المتوسط وداخل أراضيها، تنفيذا لمذكرة التفاهم في مجال تعيين مناطق الصلاحية، وترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا، التي وقعها إردوغان والسراج في إسطنبول في سنة 2019 مع مذكرة التفاهم في مجال التعاون الأمني والعسكري.

وأثارت المذكرة، التي وقعت خلال زيارة لوفد تركي رفيع ضم وزراء الخارجية والدفاع والطاقة والموارد الطبيعية، ومسؤولين بالرئاسة التركية إلى طرابلس، ردود فعل غاضبة داخل ليبيا من جانب مجلس النواب وحكومة فتحي باشاغا المكلفة من جانبه، وعدد كبير من أعضاء مجلس الدولة، فضلا عن اعتراض مصر واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على توقيع حكومة الدبيبة هذه المذكرة، إذ لا يحق لها توقيع أي مذكرات تفاهم أو اتفاقيات بعد أن انتهت ولايتها في 24 ديسمبر (كانون الأول) 2021 بموجب خريطة الطريق الصادرة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي.

 

لا يحق لأحد عرقلة اتفاق الحبوب.. أوروبا تندد وأميركا قلقة

دبي - العربية.نت/29 تشرين الأول/2022

لا تزال تداعيات انسحاب موسكو من اتفاق الحبوب ردّاً على هجمات القرم، مستمرة.

فبعدما أعلن الاتحاد الأوروبي السبت، دعم جهود الأمم المتحدة لإبقاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية سارياً، مشدداّ على ألا حق لأي طرف من الأطراف اتخاذ إجراء يعرقل الاتفاق، علّقت الولايات المتحدة على الأمر. واعتبرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أن روسيا باتت تستخدم "الغذاء سلاحا". وقالت أدريين واتسون في بيان، إن روسيا تحاول مجددا استعمال الحرب التي بدأتها ذريعة لاستخدام الغذاء سلاحا، الأمر الذي يوثر مباشرة في البلدان على صعيد الحاجة واسعار المواد الغذائية في مختلف أنحاء العالم، ويفاقم الأزمات الإنسانية الخطيرة أصلا وانعدام الأمن الغذائي، وفق تعبيرها.في حين توقّع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، ردا قويا من الأمم المتحدة ومجموعة الـ20 على انسحاب روسيا. جاء ذلك بينما أوضحت الأمم المتحدة أنها تتواصل مع روسيا بعد قرارها تعليق المشاركة في اتفاق الحبوب. وأضافت أن على جميع الأطراف تجنب أي موقف يعرقل تصدير الحبوب من البحر الأسود.

إعلان رسمي

أتت هذه التطورات بعد ساعات من إعلان روسيا رسمياً تعليق مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الموقع في اسطنبول في يوليو/تموز الماضي، وذلك ردّاً على الهجمات التي طالت سفنها في شبه جزيرة القرم. وأفاد نائب المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي السبت، بأن بلاده أبلغت المنظمة الدولية رسمياً بتعليق مشاركتها في تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود من موانئ أوكرانيا، وطلبت عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بعد غد الاثنين لمناقشة هجوم تسبب في تعليق مشاركتها في الاتفاق. بدورها، أكدت الخارجية الروسية تعليق المشاركة في الاتفاق إلى أجل غير مسمى، مشيرة إلى أنه لا يمكن ضمان أمن السفن في البحر الأسود بسبب هجمات أوكرانيا.

أكبر هجوم بالمسيرات

يذكر أن شبه جزيرة القرم كانت شهدت في وقت سابق من السبت أكبر هجوم بالمسيرات منذ انطلاق الصراع الروسي الأوكراني في فبراير الماضي، حيث وجهت روسيا أصابع الاتهام إلى بريطانيا. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الأوكراني ضد أسطول البحر الأسود شارك في إعداده متخصصون بريطانيون، محملة لندن المسؤولية. وأشارت إلى أن السفن التي استهدفتها المسيّرات في خليج سيفاستوبول بالقرم جزء من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، معلنة أن كاسحة ألغام تابعة للأسطول تضررت، بحسب ما نقلت وكالة سبوتنيك. بدوره، أعلن ميخائيل رازفوجايف، حاكم مدينة سيفاستوبول الموالي لموسكو، في وقت سابق اليوم أن الهجوم الأوكراني الذي استهدف منشآت أسطول البحر الأسود هو "الأكبر" منذ بدء الصراع في أوكرانيا.

اتفاق برعاية أممية

وأضاف أنه نفّذ عبر طائرات مسيّرة ومركبات سطحية موجهة عن بعد، على مياه خليج سيفاستوبول، وهي أكبر مدينة في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014. كما تعرّض الأسطول الروسي المتمركز في ميناء تلك المدينة إلى هجوم بمسيّرة في يوليو الماضي. وفي أغسطس كذلك تعرضت قاعدة ساكي الجوية لهجوم. يشار إلى أن اتفاق تصدير الحبوب وقع في 22 يوليو/تموز الماضي بإسطنبول برعاية أممية، حيث تمكنت أوكرانيا من استئناف صادراتها من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود والتي توقفت عندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية يوم 24 فبراير.

 

كندا ستبيع سندات سيادية لجمع الأموال لصالح أوكرانيا

وطنية /29 تشرين الأول/2022

أفادت وكالة "رويترز" ان كندا ستبيع سندات مدعومة من الحكومة لأجل خمس سنوات لجمع أموال لصالح أوكرانيا، في خطوة هي الأولى من نوعها من جانب أحد حلفاء كييف، كما ستفرض عقوبات جديدة على 35 شخصية روسية من بينهم مديرون تنفيذيون في شركة غازبروم. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في اجتماع سنوي للمجلس الكندي الأوكراني في وينيبيج "سيكون بإمكان الكنديين الآن الذهاب إلى البنوك الكبرى لشراء سندات سيادية تستحق بعد خمس سنوات مع الفوائد". وأضاف "هذه الأموال ستذهب لدعم حكومة أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة دعم الشعب الأوكراني".

 

الأمم المتحدة تحذر تل أبيب من العنف وفرض قيود على الفلسطينيين

"عرين الأسود" تتوعد بعمليات مقاومة

رام الله، عواصم – وكالات/29 تشرين الأول/2022

 أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، عن قلقه البالغ إزاء تزايد العنف في الضفة الغربية. ونقلت مصادر فلسطينية عن وينسلاند قوله في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، إن ازدياد عنف المستوطنين أسهم في ارتفاع وتيرة العنف بالضفة الغربية.

وأوضح وينسلاند أن إسرائيل تفرض قيودا على حركة الفلسطينيين خاصة على الحواجز التي تضعها في الضفة الغربية، مبينا أن العام الجاري 2022 يعتبر من أكثر الأعوام دموية في الضفة الغربية. وقال وينسلاند، إن الوضع في فلسطين متدهور جدا؛ واصفا الوضع الأمني في الضفة الغربية المحتلة بأنه “عالق في دوامة من التدهور”. من جهة أخرى، خرجت مسيرات عفوية في محافظة نابلس، دعما لمجموعة “عرين الأسود” التي أصدرت بيانا تتوعد فيه بشن عمليات مقاومة. وقالت في البيان: “واهمٌ من يظن أن العرين ينتهي، ثم واهم من يظن أن لديه معلومات أصلا عن مجموعة عرين الأسود”.

في غضون ذلك، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وفاة أحد عناصرها داخل نفق أرضي في قطاع غزة. وقالت القسام، في بيان  صحافي، إن ناشطا من سكان بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة، توفى “متأثراً بجراح أصيب بها قبل أسابيع، أثناء عمله في أحد أنفاق المقاومة”.

في حين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد فلسطيني ثان متأثرا بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، التي تعرض لها عند حاجز (حوارة) بنابلس. وقالت الوزارة في بيان صحافي ان الشاب رمزي سامي زبارة، استشهد متأثرا بإصابته الحرجة في القلب اثر تعرضه لاطلاق الرصاص الحى من قبل الاحتلال واصفة حالة مصاب اخر بالمستقرة. ميدانياً اندلعت، مواجهات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين في حي بئر أيوب ببلدة سوان جنوبي المسجد الأقصى. وخلال الاشتباكات مع الاحتلال، أشعل الفلسطينيون النار في مركبات المستوطنين. وذكر الإعلام العبري أن فرق الإطفاء التابعة للاحتلال، هرعت إلى المكان للسيطرة على الحريق. من جهتها حملت الرئاسة الفلسطينية، حكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تفجر الأوضاع الميدانية، مطالبة إياها بوقف “استغلال الدم الفلسطيني في مهاتراتها السياسية الداخلية”. وصرح المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن “الاحتلال الاسرائيلي يقوم بتفجير الأوضاع من خلال استمراره بسياسة القتل لأبناء شعبنا، بما في ذلك منتسبي أجهزته الأمنية”. على صعيد آخر، وصف وزراء خارجية أوروبيون سابقون، السياسات التي تمارسها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين، بأنها “جريمة فصل عنصري”. وقال الوزراء، في رسالة نشرتها صحيفة “لوموند” الفرنسية، “لا نرى بديلا سوى الاعتراف بأن السياسات والممارسات التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين ترتقي إلى جريمة فصل عنصري”، منتقدين فشل المجتمع الدولي في مواجهة الانتهاكات الخطيرة. ووقع الرسالة وزراء الخارجية السابقون لدول الدنمارك موغن يكيتوفت، وفنلندا آركي تووميويا، وسلوفينيا إيفو فاجل، وفرنسا هوبر فدرين، ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية البريطانية سعيدة وارسي.

 

قمة الجزائر العربية تبحث القضية الفلسطينية والتدخلات الإيرانية والتركية

وزراء الخارجية يعقدون اجتماعهم التحضيري... والمجلس الاقتصادي يرفع 24 توصية للقادة لتعزيز العمل المشترك

الجزائر، عواصم – وكالات/29 تشرين الأول/2022

أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أهمية الملفات السياسية المطروحة على أجندة القمة العربية والتي تتمثل في معالجة مشكلات عربية عدة، مضيفا أن الشق السياسي للقمة يتعامل مع الأزمات والمشكلات وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وأن ثمة عددا من القرارات ستصدر باسم القادة العرب لذلك تحظى القضية الفلسطينية باهتمام خاص. وأضاف زكي في ختام الاجتماع الوزاري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي أنه “توجد موضوعات أخرى ستطرح على القادة العرب مثل الأزمة في سورية والأزمة الليبية واليمن والتدخلات الإيرانية في الشأن العربي، كما هناك قرار يخص العراق بشأن التدخلات التركية في الأراضي العراقية والاعتداء على سيادته، فضلا عن قرار يخص مكافحة الإرهاب”، كما كشف عن “تقديم الجزائر اقتراحا يتعلق بتطوير وإصلاح جامعة الدول العربية”. من جانبه، رفع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري 24 توصية للقادة العرب لتعزيز العمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وأكد وزير التجارة الجزائري كمال رزيق خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالجامعة العربية هيفاء أبو غزالة، أنه “تم التوافق بالإجماع على جميع البنود المدرجة في جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي، موضحا أن وزراء التجارة العرب صادقوا بشكل جماعي وفي جو أخوي على أهم البنود ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والتي تهم الجامعة العربية، وعلى رأسها الأمن الغذائي الذي قال إنه “ليس حلما بل واقع سيتم تحقيقه في ظل التقلبات الدولية إثر أزمتي جائحة كورونا والحرب الروسية – الأوكرانية.

وأضاف أن “أهم القرارات المنبثقة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، هي إعادة تفعيل منطقة التجارة الحرة العربية التي تشوبها العديد من العراقيل، وتفعيل الاتحاد الجمركي فضلا عن تطوير وتشجيع التبادل التجاري العربي. بدوره، انطلق أمس بالجزائر العاصمة اجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، المزمع عقده مطلع الشهر المقبل، حيث تسلم وزير الخارجية الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الرئاسة الدورية للقمة العربية، في دورتها الـ31 من نظيره التونسي عثمان الجرندي. وتخصصت أشغال الجلسة لاعتماد مشروع جدول أعمال القمة والنظر في مشاريع القرارات، فيما يتم عقد جلسة تشاورية في اليوم الثاني الذي من المرتقب أن ينتهي بنشاط ثقافي. من جهته، أجرى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، محادثات على انفراد مع عدد من نظرائه العرب، حيث تناولت بالدراسة والمناقشة جدول أعمال القمة العربية. وقالت “الخارجية” الجزائرية في بيان إن لعمامرة استقبل على هامش اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وزراء خارجية تونس عثمان الجرندي وليبيا نجلاء المنقوش وفلسطين رياض المالكي ولبنان عبدالله بو حبيب وجزر القمر ظهير ذو الكمال.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المارونية المنكوبة

لبوس الجردي/29 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113056/%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%b1%d8%af%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d9%83%d9%88%d8%a8%d8%a9/

تاريخ عريق زخر بأدمغة مارونية خُلِع عليها لَقَبُ "عالِمٌ كماروني". يا تُرى أين هو اليوم؟

خاضوا كلَّ خِضّمّ مخروا كل عباب صالوا في كل شوط وجالوا في كل مضمار، فكانت لهم الكأس المعلى إذ فازوا بشق القصبة. في كل كون كان العلماء الموارنة روادا على كل مستوى. قادوا العقل المشرقي في أكثر من زمن. تمكنوا بعد جهاد شاق ونضال طويل أن يستقلوا بوطن خاص باسمهم.  لاحقهم اضطهاد واستشهاد منذ بدايات وجودهم، وصمدوا لم يثنهم طاغٍ ولا  ليَّن عريكتهم سفَّاح ولا فتَّت عزيمتهم باغِ ولا جزّار. والدليل استمرارية بقائهم في هذا اللبنان العنيد كأرزهم والسنديان. مثل كل الشعوب تدرَّجوا في الثقافة والعلم والحضارة والتقدم والتطور والانفتاح. وهذا ما ميّزهم عن سواهم من الكيانات حولهم. كانوا قدوة ومثالا في كل الميادين. كيفما طلبتهم تراهم السباقين في المعرفة والاستنباط والشجاعة والنبوغ. روَّاد فكر وقوَّاد شعب. وقياسا على ماضي المارونية التي باقتضاب ذكرنا تجلياتها، نلفيهم اليوم في ضياع وهزيمة وإفلاس. إن الرجال المردة الذين يليقون بالقيادة والريادة استقالوا، وبقي الصعاليك يقفزون على الساحات يتنابذون بسبب اختلاف المنابت والمشارب. رغم أنهم من أدواح عريقة وأرومات أصيلة غير أنهم ليسوا للقيادة ومردُّ ذلك لغياب الكاريسما والهيبة وجذب الحضور. والمؤسف على المَيلين: دنيا ودين، يكاد جهل التاريخ والإرث والهوية والانتماء يكون فقيدا عند المتبارين والمتبارزين. وبصراحة يرسبون في حال خضعوا لفحص لأنهم لا يعرفون شيئا، وأسمح لنفسي أن أقول عنهم أغبياء. لا يجيدون القراءة السليمة ولا يتقنون فنّ مخاطبة الناس وحتى مخارج الحروف والألفاظ مغلوطة. يتنطَّحون مدَّعين بالأهلية وهم ضعفاء صغار يسقطون فيما لو امتُحِنوا. ومجتمعهم متفاوت المستويات لذلك يتعذر عليهم وهم بعد يفتقرون الى الخبرات. والكارثة إنهم يتهافتون للإمساك بزمام القيادة وهم عاجزون هزيلون لا يوحون بالجرأة والثقة.  والأفجع أن الكنيسة في غيبوبة وغرابة الأمر يتأرجح المصير بين القاصرين والصوالجة.

والتدني والفسق والفساد ضارب أطنابه والحبل للسفاهة والإسفاف والرفضية منفلت على غاربه.

من يلتفت الى الوضع الراهن ويقيسه بالأمس يتحسر وعليهم تصفّق أكف الأسى. يا للنكبة الدهياء.

لا في الحرب عرف الموارنة بقياداتهم يطلعون منتصرين ولا في السياسة ولا في المستوى العلمي ولا حتى في الوطنية والمبادي الشريفة. عرَّتهم الظروف من كراماتهم وشهاماتهم وفصلتهم عن تعلقهم بأرض الجدود فظهروا فقراء متقهقرين لا يلوون إلا على الخيبات. تقاتلوا بشراسة فخسروا وباعوا امتيازاتهم وبايديهم أتمُّوا الدمار الذاتي المخجل المخزي. قوة لا تقهر شرذموها بين بعضهم وقسمّوها فانفرط عقد القوة وباعوا آلتهم العسكرية فاصبحوا عُزَّلا لا يجالسهم الأقوياء، فراحوا يستجدون الرضى وينحازون كلٌّ إلى شريحة تائهين مشتَّتين مكسورين متعثِّرين. والقيادة الدينية لا تقل تعاسة عن القيادة المدنية سواء بسواء. مارونية منكوبة بامتياز نعرفها من تراشق كلامي نابي وتحدٍّ بذيء واصطفاف أجنبيٍّ  غريب عن عاداتهم الكريمة وتقاليدهم الشريفة وعنفوانهم الأثيل . لم يبقَ لهم إلا قديسين السماء يشفعون فيهم وينظرون إلى أحوالهم الزرية المُكربة.

 

كيف سيوثر اكتشاف النّفط والغاز في سياسة إسرائيل الدفاعيّة وحسابات "حزب الله" وأمن المنطقة

رياض قهوجي/النهار العربي/29 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113058/%d8%b1%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d9%82%d9%87%d9%88%d8%ac%d9%8a-%d9%83%d9%8a%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d9%88%d8%ab%d8%b1-%d8%a7%d9%83%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%91%d9%81%d8%b7-%d9%88%d8%a7%d9%84/

لا شك في أن اكتشاف حقول للنفط والغاز في دول شرق البحر المتوسط سيؤثر تأثيراً كبيراً في السياسات الدفاعية لهذه الدول ويغير نظرة القوى العظمى إليها. فالدول قبل اكتشاف النفط والغاز فيها تكون مقارباتها للأمور العسكرية والأمنية مختلفة عما بعدها، وذلك لسبب بسيط، وهو أن حجم خسائرها في البنية التحتية للنفط والغاز ستشكل عاملاً أساسياً في التحكم بقرارات الحرب والسّلم لديها. فالدول وشركات النفط الدولية ستستثمر الكثير من الأموال والوقت في التنقيب عن النفط والغاز، ومن ثم بناء منصات استخراجها وضخها إلى أماكن التخزين ومرافق الشحن الخاصة بها. وبالتالي سيتم بناء بنية تحتية كاملة بدءاً من الاستخراج وحتى التخزين والشحن، مع إمكان بناء مصاف للتكرير والضخ عبر أنابيب إلى الخارج، وتحديداً إلى أوروبا.

تقود إسرائيل ومصر دول المنطقة في عمليات التنقيب عن الغاز وتليها قبرص، فيما يستعد لبنان للبدء في ذلك في وقت، تنشط تركيا في حجز مكان لها في المناطق الاقتصادية المتنازع عليها، مع قبرص واليونان. ولا معلومات واضحة عن خطط الحكومة السورية في هذا الإطار. إلا أن هناك حماسة كبيرة لجميع دول شرق المتوسط للبحث عن النفط والغاز أمام سواحلها وفي مناطقها الاقتصادية، مع توقع العثور على كميات مهمة ستدعم اقتصادها وتجعلها محل اهتمام القوى العظمى.

تشير الدراسات إلى أن الدول عادة تفضل الحلول السلمية على تلك العسكرية في تقاسم حقول الطاقة الحدودية، إذ إن كلاً من الطرفين يريد الاستفادة الطويلة الأمد، ولا يريد أن يفوّت فرصة تأمين مدخول مالي مهم لخزينة الدولة، بخاصة في ظل أوضاع اقتصادية صعبة دولياً. ورغم أن الدول قد ترسل طائرات وسفناً حربية لترهيب الدول المجاورة عند النزاع الحدودي، إلا أن فور التأكد من وجود حقول للنفط والغاز، فإن المزاج يتغير لمصلحة إيجاد حلول سلمية توفر للطرفين فرصة الاستفادة منها. فالحرب ستكلف أموالاً كثيرة وتثني الشركات عن الاستثمار في أعمال التنقيب، وتؤدي إلى تفويت فرص اقتصادية مهمة.

اكتشاف المزيد من حقول النفط والغاز في إسرائيل سيؤثر تأثيراً كبيراً في سياسة الدفاع للدولة العبرية التي تعتمد استراتيجية ردع قائمة على شن حروب صغيرة بين حملات عسكرية كبيرة. فالحروب الصغيرة والمتمثلة اليوم في الغارات الجوية شبه الأسبوعية على مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" في سوريا قد تكون كافية لتحقيق أهداف إسرائيل بمنع هذه القوى من امتلاك أسلحة حديثة ونوعية، من دون الحاجة إلى شن حملة عسكرية كبيرة – أي حرب – تكون فيها منصات التنقيب ومحطات التخزين عرضة لصواريخ "حزب الله" والحرس الثوري ومسيّراتهما. وكلما زاد إنتاج النفط والغاز في إسرائيل سيزيد الدخل لخزينتها، ما يسمح لها بأن تستثمر أكثر في اقتصادها وتسعى أكثر لحل الخلافات مع جيرانها لتجنب الحروب.

طبعاً، التغيير في الذهنية الإسرائيلية مع تحولها أكثر فأكثر إلى دولة منتجة ومصدرة للطاقة لن يحدث بين ليلة وضحاها، بل سيأتي نتيجة ضغوط الدول والشركات الدولية التي ستساهم في الاستثمار في هذه الحقول والاستفادة منها. كما أن لوبي النفط والغاز في إسرائيل سيدعم الأحزاب التي ستسعى إلى الحلول السلمية مع جيرانها وتجنب الحرب، ما سيعزز قوة أحزاب اليسار والوسط. وقد تشعر الحركة الصهيونية بالتهديد من تقدم المصالح الاقتصادية والمالية على البعد العقائدي في السياسة الخارجية والأمنية للدولة العبرية. لذلك، من المرجح أن تشهد الساحة السياسة الإسرائيلية المزيد من الانقسامات والتطورات في المستقبل القريب والمتوسط، مع تزايد اكتشافات النفط والغاز وتحولها مصدر دخل أساسياً للدولة ومصدراً مهماً إلى أوروبا.

يشكل المسعى الفرنسي-الأميركي المشترك لإنجاح اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل مؤشراً إلى مرحلة جديدة ستشهدها المنطقة، يكون للدبلوماسية فيها دور أساسي في التوسط لحل الخلافات الحدودية لتمكين شركات النفط الدولية، وتحديداً العربية والإقليمية، من البحث والتنقيب عن النفط والغاز لتوفير حاجة القارة الأوروبية وتخفيف أو وقف اعتمادها على روسيا. ويبدو أن "حزب الله" الذي بات يستفيد كثيراً من موارد الدولة بعد تنامي نفوذه داخل أروقة السلطة، يجد مصلحة في تسهيل عمليات البحث والتنقيب عن النفط والغاز الذي سيوفر دخلاً للدولة والسلطة الحاكمة سوية، إذ إنه سيخفف من الأعباء الكبيرة على المواطنين ويساهم برفع العزلة التي فرضتها واشنطن على الاقتصاد اللبناني وبعض قياداته المنتمية إلى محور الممانعة. ولا يبدو أن إيران تمانع من أن يستفيد "حزب الله" ولبنان اقتصادياً، بل إنها قد ترى في ذلك وسيلة لجعل لبنان ورقة أكثر أهمية أو أعلى سعراً في يدها.

وستظهر الأشهر المقبلة مدى انفتاح "حزب الله" وتأثر سياساته في تطور الأوضاع في ما يخص التنقيب عن الغاز والنفط أمام السواحل اللبنانية أو على أراضيه من قبل الشركات الأوروبية. فشركات النفط سترسل العشرات من موظفيها للإقامة في لبنان، كما ستقوم ببناء منصات تنقيب واستخراج النفط والغاز فور اكتشافه. ورغم أنها عملية سيتطلب تحقيقها بضع سنوات إلا أنها ستحتاج لمجهود بشري يحتم وجود موظفي هذه الشركات وسفن التنقيب في لبنان ومياهه. توفر الأمن والسلامة شرط أساسي لهذه الشركات للحضور بهذا الشكل في لبنان – براً وبحراً – وهذا سيأتي بضمانات من "حزب الله" ومن تجهيز القوات المسلحة اللبنانية، بما تحتاجه من قطع بحرية وطائرات مروحية لمهام الحماية والبحث والإنقاذ.

قد يبدو تأثير النفط والغاز في مصير لبنان محدوداً اليوم بسبب عدم معرفة ما هو موجود فعلاً في قعر البحر في البلوكات الاثني عشر أمام سواحله. إلا أن الاهتمام الدولي بالتنقيب عنهما (النفط والغاز) نظراً إلى ارتفاع أسعارهما وحاجة أوروبا لهما سيشكل ديناميكية ستؤثر حتماً في الانتخابات الرئاسية وتركيبة الحكومة المقبلة للبنان وأداء "حزب الله" وباقي أحزاب السلطة.

وحتى اللحظة يبدو أن قطر هي أكثر طرف عربي اندفاعاً للعب دور في عملية التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان، مع ترقب داخلي لبناني لدور أطراف عربية أخرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

يبقى أمام لبنان تحدي ترسيم حدوده مع سوريا، والذي قد تؤثر فيه الخلافات الأميركية-الروسية. كما ستكون القيادات اللبنانية أمام تحدي كيفية الاستفادة من هذه الثروات عند العثور عليها واستخراجها ليستفيد منها الشعب وتعوضه عما خسره من ودائع في المصارف وتحوله إلى دولة ثرية دون مشكلات اقتصادية. لكن تاريخ هذه القيادات غير مشجع. فهل تضغط القوى الخارجية لظهور قيادات جديدة أكثر كفاءة؟ وهل سيحاول "حزب الله" الاستفادة من هذه الثروات مستقبلاً لتعزيز قدراته العسكرية وتقوية دويلته، أم ستعمل القوى الخارجية على منع ذلك أو الحد منه؟ هل ستؤدي اكتشافات النفط والغاز إلى ظهور لوبي اقتصادي قوي عابر للطوائف يؤدي إلى حل موضوع سلاح "حزب الله" وبناء سياسة دفاعية جيدة للبنان؟ المال يغير الأحوال، فهل تنطبق المقولة على لبنان والمنطقة؟ كل شيء وارد، ولكن حتى حينه تبقى القوى العقائدية المتشددة نشطة لضرب فرص التسوية والاستقرار في لبنان والمنطقة.     

 

من هو مرشح الحزب؟

طوني عيسى/الجمهورية/29 تشرين الثاني/2022

إذاً، إنّه الشغور على مسافة أيام قليلة. فهل جاء فارضاً نفسه على الجميع، رغماً عنهم، أم جرى التخطيط له بعناية، باعتباره مدخلاً طبيعياً إلى المرحلة اللاحقة؟

يعتقد خصوم الرئيس ميشال عون أنّ من الأفضل أن يصلوا إلى وضعية الشغور الرئاسي. ففي هذه الحال يصبح سهلاً اختيار الرئيس، لأنّ عون يكون قد بات ضعيفاً خارج السلطة، ويصبح تأثيره على مجريات الأحداث محدوداً. لكن قراءة هؤلاء ليست واقعية لأسباب عديدة، أولها أنّ عون نفسه يتحكّم بالكثير من الأوراق قبل 31 تشرين الأول وبعده. ففي يده على الأقل قرار ولادة الحكومة الجديدة خلال الأيام الخمسة الباقية من الولاية. وهو لن يهدر هذه الورقة مجاناً، بل عل العكس سيبيعها بسعر مرتفع. لا أحد قادر على إقناع عون بالتوقيع على حكومة جديدة إلّا حليفُه القوي الوحيد، «حزب الله». ولذلك، هو سيتشدّد في شروطه حتى اللحظة الأخيرة، ولن يتخلّى عن هذه الورقة الثمينة جداً ما لم يحصّل الثمن الذي يريده، والذي يضمن له البقاء قوياً، هو وفريقه السياسي، بعد انتهاء الولاية. ويدرك عون أنّ حليفه الوحيد، «حزب الله»، حريص عليه وعلى رصيده وزعامته الوطنية والمسيحية، كما هو حريص على حليفه الرئيس نبيه بري. ولذلك، سيواصل «الحزب» اعتماد النهج الذي يلتزمه اليوم، أي الموازنة بين الحليفين، بحيث لا ينهزم أي منهما على يد الآخر، لأنّه يحتاج إليهما معاً.

لكن «حزب الله»، بالتأكيد، «يمون» على الحليفين لإقناعهما بتشكيل حكومة تتجنّب الفوضى الدستورية، إذا كان يخشى هذه الفوضى. فإذا لم تولد هذه الحكومة في الأيام الخمسة الباقية من العهد، فقد يعني ذلك أنّ «حزب الله» لم يجد حاجة إلى ممارسة الضغط الكافي على الحليفين لإنتاج تسوية حالياً.

في هذه الحال، ربما يكون «حزب الله» قد أرجأ الصفقة الداخلية إلى ما بعد الترسيم ونضوج التفاهمات الكبرى على المستويين الدولي والإقليمي، بحيث ترخي بظلالها على الواقع اللبناني. فالتفاهم المنتظر على الترسيم، باعتباره جزءاً من صفقة أميركية- إيرانية- أوروبية، سيمنح «الحزب» تغطية كبرى في مواقع السلطة والقرار خلال السنوات الست المقبلة. في الترجمة، إنّ بلوغ اللحظة الأخيرة من ولاية عون، من دون تشكيل حكومة فاعلة تحظى بثقة المجلس النيابي، سيعني أنّ البلد سيدخل في مخاض سياسي- دستوري عنيف، يسود فيه العناد وغموض المواقف والإرباك. في هذا المناخ من الفوضى وغياب المرجعية الدستورية القادرة على الحسم، والنقص أو الغموض في النص الدستوري، سيكون هناك مبرر لوضع النظام برمته قيد البحث على الطاولة. وفي المبدأ، وحده المجلس النيابي سيكون «شرعياً»، من دون التباس. ولذلك، إذا أقيمت هذه الطاولة في الداخل، لا في الخارج، فسيكون وحده المُخوَّل رعايةَ هذا النقاش.

وأما إذا حصلت مفاجأة في اللحظة الأخيرة، وتمّ استيلاد حكومة جديدة قبل نهاية الولاية، فمعنى ذلك أنّ الاتفاق قد تمَّ بين عون وخصومه، بتدبير من «الحزب»، على توزع المواقع والمكاسب في العهد المقبل، وأنّ التفاهمات الكبرى قد حصلت فعلاً، خلف الكواليس، وضمنت لـ»الحزب» مكاسبه الموعودة.

عندئذٍ، سيدخل لبنان مرحلة الشغور الرئاسي بحدّ مقبول من الاستقرار السياسي، توفّره حكومة تمارس صلاحيات الرئاسة بالوكالة، من دون إرباكات دستورية. ويمكن لفترة الشغور أن تطول أو تقصر. وأيضاً، سيكون لدى «الحزب» وقت كافٍ للمفاوضة من أجل تركيب سلطة جديدة يطمئن إليها على مدى سنوات. وفي الدرجة الأولى، سيعمل بتروٍّ لإيصال مرشحه المفضّل لرئاسة الجمهورية. حتى اليوم، لا يبدو «الحزب» رافضاً بقوة لفكرة «الرئيس التوافقي» التي يحاول البعض تسويقها، وقد يقبل بها إذا كانت جزءاً من تفاهم كبير، وإذا كانت مرفقة بضمانات مطمئنة تتعلق بشخصية هذا الرئيس. إلّا أنّ خيار «الحزب» الأساسي يبقى الرئيس المنتمي إلى فريقه السياسي، أي الذي يعرفه جيداً وقد اختبره لفترة طويلة. في هذا المعنى، ليس لـ»حزب الله» سوى حليفين مارونيين يتمتعان بما يكفي من الثقة لديه: عون (ومن خلاله النائب جبران باسيل) ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، مع فارق أنّ فرنجية يتمتع أيضاً بخصوصية العلاقة المباشرة مع دمشق، فيما انفتاح باسيل على دمشق يمرُّ عبر «الحزب». يتردَّد أنّ فرنجية - الحليف القديم المخلص- تلقّى وعداً، في العام 2016، بأن يكون التالي بعد عون. ولكن، هل فعلاً تبدلت الظروف التي دفعت حينذاك إلى اختيار عون؟ أي، هل نضجت ظروف اختيار فرنجية أم سيُطلب منه الانتظار إلى ما بعد باسيل؟ حينذاك، تمَّ ترجيح عون بسبب اتساع حجم تمثيله للشريحة المسيحية. واليوم، ما زال فريق عون السياسي يحمل «يافطة» تمثيل واسعة للمسيحيين وعابرة للمناطق. ولذلك، يتردّد في أوساط «التيار» أنّ هذا العامل سيدفع مجدداً إلى ترجيح باسيل. وفي تقديرها أنّ «حزب الله» ليس مربَكاً في الاختيار، لكنه ينتظر الظرف المناسب لتظهير موقفه. حتى الآن، «حزب الله» يفضّل الصمت، وكذلك فرنجية.

 

موسكو «تُكمل دورة» الترحيب الدولي بتمايز؟!

جورج شاهين/الجمهورية/29 تشرين الثاني/2022

اكتملت دورة الترحيب الدولي بـ»الاتفاق التاريخي» للترسيم مع اسرائيل بتغريدة السفارة الروسية في بيروت. فمع أملها بـ»أن يعود لبنان إلى مسار التنمية والإزدهار في أقرب وقت»، تمنّت لأصدقائها اللبنانيين «ان يستفيدوا من اتفاق الترسيم». وهو ما أعطى توصيفا روسيا مُتمايزا عن مواقف رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية الذين تحدثوا عمّا تحقق من «امن وسلام مستدام» و»نهضة اقتصادية ولو جاءت متأخرة». وعليه، ما الذي تعنيه هذه المعادلة؟ لم تحظَ تغريدة السفارة الروسية في لبنان، التي رحبت بـ«اتفاق الترسيم» البحري وما يمكن ان يؤدي اليه على «مسار التنمية والازدهار»، بأهمية التمييز التي أجرته بين نتائج الترسيم وكيفية استفادة اللبنانيين منها. وان تلاقى نصف تغريدتها مع ما حملته عشرات البيانات الرئاسية والحكومية العربية والغربية التي أعقبت اتصالات التهنئة التي أجراها كل من الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون بكل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الاسرائيلي ورئيس حكومته يائير لابيد. وقد يُضاف اليها مجموعة الوعود التي قطعت بمساعدة لبنان لتجاوز باقي الأزمات الآنية التي تفاعلت وتناسلت وتطورت إلى مرحلة التهديد بالشلل التام للدولة اللبنانية بكل مؤسساتها الدستورية، باستثناء المجلس النيابي الذي انتخب حديثا في 15 ايار الماضي ولم تَطله بعد اي شائبة دستورية او قانونية.

وعليه، فإن التوغّل في مضمون «تغريدة» السفارة الروسية يدفع الى التوقف عند اشارتها الى «ان يعرف اللبنانيون كيف يستفيدون من هذا الاتفاق» للخروج من انفاق الأزمات التي تعانيها البلاد. وإن لم تكن السفارة واضحة بما فيه الكفاية، فإن التفسير البديهي لتغريدتها يعبّر تلقائياً عن مخاوفها المشتركة مع المراجع الديبلوماسية مما يمكن ان تؤدي اليه العلاقات غير السَويّة بين السلطات الدستورية في تعاطيها مع بعضها من سوء تصرف وتدبير للثروة المنتظرة وكيفية تنظيمه متى بدأت الاستفادة منها. فالمناكفات الشخصية التي سخرت لها المواقع الدستورية في معاركها الداخلية، عززت المخاوف التي غَزت العقول السياسية والدستورية والقانونية نتيجة حجم المكائد المتبادلة التي يمكن ان تؤدي الى مرحلة من عدم الاستقرار باتت على الابواب لمجرّد دخول البلاد مساء الاثنين المقبل مع انتقال الرئيس عون من بعبدا الى الرابية وخلو سدة الرئاسة. فما هو متوقع ان تبدأ مرحلة غريبة وعجيبة لا قراءة دستورية لها في حال أصدرَ رئيس الجمهورية المرسوم الذي يصدره منفرداً بقبول استقالة الحكومة من دون باقي المراسيم المتلازمة معه، والتي يقول الثاني منها بتسمية الرئيس الجديد للحكومة والثالث من اجل تشكيلها.

وما هو ثابت حتى اليوم، ان رئيس الحكومة لن يشعر ولن يعترف - مدعوماً من قوى مختلفة - بأي إجراء يتخذه رئيس الجمهورية بقبول استقالة الحكومة التي باتت مستقيلة مرتين، عند تسلّم المجلس النيابي مهامه في 22 ايار الماضي للمرة الاولى، وعند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ثانيةً. ؟؟ فعلى الرغم من مجموعة البيانات التي صدرت عن مكتب الاعلام في القصر الجمهوري، والتي أكدت ان لا مسوغ قانونيا ولا دستوريا لمثل هذا الإجراء. فقد جَدّد رئيس الجمهورية حديثه عن هذه الخطوة، وهو رأي يتلاقى مع قراءات دستورية وقانونية اخرى تقول وتجزم بأنّ مرسوماً من هذا النوع لا مفاعيل إدارية او قانونية أو دستورية له. وان بإمكان رئيس الحكومة ان يواصل عمله على رأس حكومة تصريف الاعمال بعد ان انتقلت اليها بالإنابة مجموعة من صلاحيات رئيس الجمهورية غير اللصيقة بشخصه ودوره، وان بإمكانه ان يستمر في ادارة شؤون البلاد والعباد.

وان نجحت الاجراءات التي يمكن ان يُقدم عليها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بِسَحب وزرائه من الحكومة ومقاطعتهم لرئيسها، فلا يبدو انها خطة ناجحة او ممكنة. فالوزير الذي يرغب بإدارة شؤون وزارته من دون التنسيق مع رئيس الحكومة سيفتقد فاعلية قراراته لأنّ اكثرية مهامه لن تكتمل من دون موافقة رئيس الحكومة ووزارة المالية في الكثير منها. وبهذا التصرف قد يعزل الوزير نفسه ويحاصر حقيبته ولن يتمكن من تنفيذ اي قرار يمكن ان يتخذه في اي مجال.

والدلالة على صعوبة اكتمال هذه الصيغ المؤدية الى شل عمل مجلس الوزراء، قد ينجح رئيس الحكومة بجَمعه متى شاء، ثُلثي أعضاء الحكومة في اي جلسة. وما يدلّ الى هذه الحالة مجموعة المواقف التي صدرت عن وزراء يريدون إكمال مهامهم ولن يلتزموا سلفاً بأي قرار يدعوهم الى مقاطعة السرايا. فنائب رئيس الحكومة الدكتور سعادة الشامي قال قبل ايام انه مستمر في المرحلة المقبلة من خلو سدة الرئاسة في مهمته في قيادة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. كما اكد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ان المهمة التي كلّف بها ومعه اعضاء الوفد لاستئناف مفاوضات الترسيم المجمّدة مع سوريا منذ سنوات ستبقى قائمة للقيام بالمهمة التي كلّفهم بها رئيس الجمهورية قبل نهاية ولايته بأيام. ولكن هذه العملية قد لا تكتمل إن كان لرئيس الحكومة موقف مغاير من مهمة اللجنة التي شكلها الرئيس عون، ولربما ستلاقيه القيادة السورية بمماطلتها في تحديد موعد جديد للوفد وتنتهي مهمته قبل ان يقلع بها وقبل ان تطأ أقدام اي من اعضائه الاراضي السورية. هذا على المستوى الإداري والحكومي، أما على المستوى العسكري والأمني فستكون مقاربة اي تصرف من هذا النوع بطعم آخر. فأيّ تطور يمكن أن يطال المؤسسات العسكرية والأمنية سيكون أخطر مما يتوقعه احد. وما هو متداول به ان القيادات العسكرية والامنية لا يمكن أن تقبل بمثل هذه القرارات التي يمكن ان تشل العمل الحكومي والإداريـ وسبق لبعضهم أن حذّر من عدم جدوى مثل هذه التصرفات. فللمؤسسات العسكرية - بمعزل عن الحديث عن إمكان إعلان حالة طوارىء - فإنّ مصالحه وحاجاته اليومية لا يمكن ان تتجاهل وجود حكومة شرعية ودستورية على الأقل. وان افتقدت الحكومة شرعيتها الشعبية، فهي ستبقى محدودة في اطار ضيق، ولن تشارك القوى السياسية والحزبية الاخرى التيار الوطني الحر إن بلغت قرارات رئيسه مساعي شَل الحكومة وترك البلد أمام فراغ دستوري غير موجود. فالدستور لا يقبل بالفراغ وان شغور اي مركز ولو كان بمقام رئاسة الجمهورية قال بآلية تعوّض عن دوره وصلاحياته مهما اختلفت الاجتهادات بشأنه.

والى مجموعة الملاحظات هذه، فإنّ الانظار تتجه الى مسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري لإدارة حوار بين القيادات الحزبية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين قبل الدعوة الى جلسة انتخاب يوم الجمعة المقبل. وليس مهما إن اكتسب اللقاء صفة «الحوار» أو «التشاور»، ذلك أن الأهم هو في أهدافها ومراميها وحجم التجاوب معها. وهي مهمة قيل في الكواليس السياسية انها لن تكون يتيمة وستحظى بتغطية دولية واممية قد تسهل التوصّل إلى التوافق على رئيس للجمهورية فيختصر انتخابه مجمل الأزمات الأخرى. وان نشأت ازمة حكومية ستكون قصيرة، اللهمّ ان لم تتحول او تنتقل لتكون ازمة امنية فيقع المحظور.

وختاماً لهذه التطورات السلبية يطرح السؤال: من يتحمل مسؤولية مثل هذا التوجه السلبي ونتائجه الكارثية في أسوأ توقيت لا سيما إن قاد الى فوضى امنية ودستورية؟ ومن بقدرته، أياً كان حجمه، ان يتحمّل كلفتها ونتائجها على لبنان واللبنانيين؟

 

تجربة الدولة وحدها الفريدة

بسام أبو زيد/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

التجربة الفريدة التي يجب أن يعتمدها لبنان هي الدولة القوية صاحبة القرار والسلاح وحدها. هذه التجربة لم يعتمدها لبنان أبداً وهي الوحيدة التي ستكون ناجحةً في إخراج لبنان مما هو فيه سياسياً واقتصادياً، فكل التجارب الأخرى منذ الاستقلال وحتى اليوم كانت تجارب فاشلةً لم توصل سوى إلى الخراب.

في لبنان كانت تجربة الولاءات الخارجية هي السائدة فتسببت بنزاعٍ حول استقلال لبنان، ثم كان نزاع على خلفية العروبة ونهج جمال عبد الناصر والصراعات العربية التي تسببت بما يعرف بثورة الـ58، ثم كان نزاع على خلفية الولاء لمنظمة التحرير الفلسطينية وما جره هذا الولاء من نكبات طالت لبنان واللبنانيين، ثم كان نزاع على خلفية الولاء للوصاية السورية وتحكّمها بكل مفاصل البلاد والعباد، ثم اندلع وما زال، نزاع على خلفية الولاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية ما ورّط لبنان في صراعات المنطقة وأوصد في وجهه الاهتمام العربي والدولي الذي لطالما حظي به. قد يرد البعض في المقابل بالحديث عن ولاءاتٍ خارجيةٍ أيضاً من قبل فرقاء آخرين، مثل الولاء لفرنسا والولايات المتحدة والسعودية وصولاً إلى اتهام البعض بالولاء لإسرائيل. هذا الحديث هو في مجمله لا أساس له وهو كلام يُراد منه تبرير ولاءات وخيارات الآخرين، التي دفعت البعض أحياناً للتعامل مع «الشيطان» كي ينقذ نفسه من تهديدٍ وجودي حمل لواءه لبنانيون وغرباء ضد من يفترض أن يكونوا شركاءهم في الوطن. ولو سلمنا جدلاً بالولاء للغرب وللعرب، فالنتائج التي أسفر عنها هذا الولاء كانت لمصلحة لبنان واللبنانيين، وفي هذا السياق اندرج إتفاق «الطائف» و»مؤتمرات باريس» المالية والاقتصادية وصولاً إلى اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

تجربة الدولة القوية صاحبة القرار والسلاح وحدها هي التي يفترض بالرئيس العتيد والحكومة العتيدة أن يعملا على أرسائها، إذ لا يجوز أن تقرّ الدولة اتفاقاً حدودياً يفترض أن يضمن الاستقرار والازدهار، فيأتي فريق لبناني ضارباً عرض الحائط كل ما تحقق من خلال الإشارة إلى أنّ الاتفاق لا يرتب أيّ ضمانات أمنيةٍ، فهل يعني ذلك أن هذا الاتفاق مباح إسقاطه في أي لحظة؟ وما هو موقف الموقعين على هذا الاتفاق من هذا الكلام؟ ألا يبرر هذا الكلام لإسرائيل أيضاً أن تتنصل في أي لحظة من هذا الاتفاق؟ ألا يحرم، استخدام الحدود البحرية لإيصال رسائل إقليمية إذا حصل، لبنان من ثرواته الغازية والنفطية؟ ألا يثير القول بأن الاتفاق لا يرتّب ضمانات أمنية قلق الشركات العاملة في مجال النفط والغاز وقد يثنيها عن عملها في لبنان؟ قد يكون البعض يريد أن يوصل رسائل لجمهوره الذي ربما أثار الاتفاق شكوكه بكل الشعارات السابقة، رسائل تقول إنّ أي اعتراف بإسرائيل لم يحصل وإنّنا ما زلنا على حال العداء معها والتصميم على إزالتها من الوجود، ولكن حقيقة الأمر مختلفة لمن يريد أن يرى ويقرأ ويفهم.

 

بين 13 تشرين 1990 و30 تشرين 2022... بلد على آخر نفس

نوال نصر/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

««حفرة نفرة»». هكذا كانت الرابيه البارحة. وموحشة بدت جادة القصر الجمهوري قبل أقل من 48 ساعة على مغادرة الرئيس عون. سيعبر ««فخامته»» غدا الأحد من بعبدا الى الرابيه، بين قصر بعبدا وفيلا الرابيه، وبين بين ماذا يدور يا ترى؟ هل استعدّت البلدة المتنية لاستقباله بعبارة: الرابيه بتحبك؟ وهل هناك وجه شبه ما، في مكان ما، بين خروج ميشال عون من القصر في 30 تشرين الحالي وخروجه منه في 13 تشرين الغابر؟  ...ومشينا الدرب. مشينا الدرب بين القصر والفيلا قبل ثلاثين ساعة من عبور «فخامتو» بين المحطتين. سيغادر بعبدا نهائياً إلا إذا فاجأنا كما أحبّ بعض العونيين أن يسربوا: «عون راجع... ع بعبدا». ولطالما كان الجنرال يتباهى بأن «العالم» أطلق عليه صفة unpredictable،أي لا يمكن التنبؤ بما قد يفعله. 35 عاما واللبنانيون يعيشون على هواه: عون راجع. عون رجع. عون سيرجع. فماذا عن عبوره الى المحطة المقبلة؟

معك مكملين

في الحدث يافطة: الحدث بتحبك. وما عداها ملصقات على بعض الجسور: معك مكملين. معه سيكملون هم. يصطفلوا. البلد وأهله في مكان وهم في مكان آخر مختلف تماماً. أهل البلد في همومهم وهم في «عونك جايي من الله». نقطع الدرب بين المحطتين. يافطة عند سراي بعبدا عليها صورته مذيلة بعبارة: «ملئ الثقة بالعهد». والمقصود «ملء» هناك من علقها في «نصاص الليالي» وغادر. جادة القصر الجمهوري هادئة وأصوات «الزيز» تصدح مزعجة. التصوير ممنوع حتى آرمة: القصر الجمهوري. أسلاك حديدية مركونة بين الأغصان إستعداداً ليوم غدٍ الأحد. لا سيارات دبلوماسية «طالعة نازلة». القصر الجمهوري استراح الجمعة من عجقة الترسيم يوم الخميس. وفخامته يوضب ربما آخر أمتعة ينوي نقلها الى المقرّ الجديد. أو يفكر بآخر دفعة أوسمة. يافطة عند جسر الحازمية - بعبدا: «معك مكملين». ننزل في اتجاه الأوتوستراد الى الرابيه. نمرّ عبر جادة العماد إميل لحود. وعلى طول الجادة عبارة «ل ما تاكل الضرب نقي صحّ». هو إعلان لكنه مناسب. على جسر مشاة برج حمود تكررت العبارة: «مكملين معك». وعلى جسر نهر الموت وجسر جل الديب. خوري هوم وضع زينة الميلاد. لا أعلام لبنانية على طول الطريق ولا صور باستثناء صورة كبيرة في عمارة شلهوب، على مبنى العمارة بالتحديد، لميشال المرّ، تلوح للمار بوضوح على الأوتوستراد الساحلي. أعمدة الكهرباء في نصف الأوتوستراد خالية أيضا من كل ما يمت الى يوم العبور من القصر الى الفيلا. هي خالية من كل كل شيء حتى الكهرباء.

ممنوع التصوير

نفرق من أمام فلافل أبو أندريه في اتجاه أنطلياس صعوداً نحو الرابيه. الناس في همومها. صهاريج تعبئة المياه كثيرة. وصولد على أسعار البندورة. الكيلو الواحد بتسعة آلاف عند المفرق. وعلى الطريق صور للعذراء سلطانة الوردية وعبارة: بتلاوة مسبحتي أبارك بيوتكم. نتلو المسبحة متناسين ولو للحظات كل الأحداث والتفاصيل الأرضية. على جسر الرابيه تتكرر العبارة: «مكملين معك». همهم غير هموم لبنانيين كثيرين. نتجه صوب شوارع الرابيه المرقمة. فيلا فخامتو في الشارع رقم 17. لا علم ولا صورة ولا بشر. الفلل على الطريق فارغة من أصحابها الذين هشلوا منها الى رحاب الدنيا هرباً من جهنم الحمراء اللبنانية. حاجز جيش لا عناصر عليه. وعسكري يتكئ على جذع شجرة ينفث سيكارة علّها تنجلي. نتابع مسارنا عبر جادة شكري حنا شماس. الهواء هنا عليل سيعجب على الأرجح فخامتو. نقترب أكثر. نقترب من حرم فيلا فخامتو لكن حجارة الباطون تمنعنا من المتابعة. وحاجز يقف الى جانبه دركي، بالقرب من حائط عليه لُصقت صورة قديمة لميشال عون، كان يضج شباباً. هي صورة قديمة قبالة الفيلا القديمة التي سكنها يوم رجع من بلاد الأم الحنون. يأمرنا العسكري بالمغادرة مع إنذار واضح بعدم التصوير. نستدير بمركبتنا ونعود أدراجنا بتأنٍ خشية السقوط في الريغارات المفتوحة في المكان. ثمة ورشة تقوم بها شركة الكهرباء وعمال فتح المجارير وأوجيرو. يبدو أنها أعمال تستبق وصول الرئيس... السابق. نبحث عن آرمة، تشبه تلك التي رأيناها في الحدث، تخبر المارة بالعشق المعلن لفخامتو من خلال عبارة: «الرابيه بتحبك» فلا نجدها في كل التفاصيل. تُرى التيار العوني في مكان والرابيه في مكان آخر؟ نقصد بلدية البلدة النموذجية علنا نسمع عن آخر التحضيرات. ندخل الى حرمها فنشاهد اربعة أو خمسة عمال أمام أكياس أعلام لبنانية وعصي، يضعون كل علم في عصا، وهم يرتشفون بين فينة وأخرى بلعة قهوة. التصوير ممنوع. ينذرنا شرطي بلدي. نسأل عن المسؤول وندخل للحديث معه. ذكر الاسماء ممنوع وتصوير الوجود أيضا ممنوع. نذعن ونكتفي بالسؤال: كيف تستعد الرابيه لملاقاة رئيس الجمهورية في آخر ساعاته قبل أن يصبح رئيساً سابقاً؟

إستنفار بلدي...وجمهوري

دور بلدية الرابيه يوم الأحد، في الثلاثين من تشرين، المحافظة على صورة البلدة الناصعة الجميلة، لناحية النظافة. دورها رفع مستوعبات النفايات كل ساعتين، كي يرى الناس جميعا الرابيه على طبيعتها. والبلدية تتعاون حاليا مع من يريدون تعليق الأعلام ليل السبت - الأحد. وشرطتها ستكون حاضرة لمنع وقوف السيارات على الجانبين وسيكون حاضراً بين ستة وسبعة عناصر شرطة من قبلها على الطرقات طوال نهار الأحد. هل سبعة عناصر بلدية تكفي؟ يجيب المسؤول «سينتشر الحرس الجمهوري في هذا النهار بكثرة كون ميشال عون فيه لا يزال رئيساً للجمهورية. أما دور الشرطة البلدية فهو منع إقفال الطرقات الرئيسية على المارة الذين لا يشاركون في الحدث. البلدية تتعامل مع ما سيحدث كما تتعامل مع أي حدث كبير big event ليس إلا. كما اتفقت البلدية مع بلدية المطيلب كون من سيخرجون من الرابيه سيمرون حتما في المطيلب. التنسيق بين البلديتين على قدم وساق وكلاهما قلب واحد.

نطمئن الى التقاء قلبي البلديتين الجارتين ونتابع الإصغاء الى استعداد بلدية الرابيه. هناك مدخلان يؤديان الى فيلا فخامتو. والبلدية أخذت على عاتقها تنظيف كل المستوعبات على المدخلين. وهي لم تتبلغ عن محطات سيتريث فيها ميشال عون أثناء الطريق وأحد المسؤولين فيها يقول: «نتمنى ان يفاجئنا فخامتو وينتقل في هيليكوبتر».

Big event سيكون نهار الأحد في الرابيه وهو مشابه، على حدّ قول أحد العاملين في البلدية مع الحدث الذي جرى يوم زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السيدة فيروز «يومها كانت نسبة الأخطاء صفر». نأخذ الإذن بتصوير الأعلام اللبنانية من بلدية الرابيه شرط عدم تصوير وجوه العاملين ولا المناطق التي أتوا منها، غير أن أحد العاملين «يدز» على زميله المنهمك في إدخال عصا في جيب العلم «هذا عكاري ويحمل الجنسية التركية». إقتربت نهاية العهد. إقترب أن يصبح ميشال عون رئيساً سابقاً للجمهورية اللبنانية التي تحيا منذ أعوام في جهنم الحمراء. اللبنانيون، الذين عايشوا مغادرته بعبدا قبل 32 عاماً يراقبون بحذر مغادرته القصر غداً. هؤلاء لم ولن ينسوا، ما حيوا، لحظات الصفر تلك، ولا كل ما سبقها، ولا خراب المنطقة المسماة حينها الشرقية، كما لم ولن ينسوا حرب التحرير ثم الإلغاء ثم الإنتحار ولا تلك الأيام التي حوصر فيها القصر بعد حالة التمرد. يومها كان سمير جعجع ملتزما الصمت والصمت غالباً بطولة. يومها كل لبنان خرج خاسراً من العملية التي جرت في 13 تشرين عام 1990. فالسوري نجح لأول مرة، من زمان، في اقتحام المنطقة الشرقية بفضل عبثية جنرال. يومها اراد عون ان يكون رئيس حكومة الجمهورية الثالثة وحصل ما حصل واليوم يغادر بعد كل ما حصل القصر منهياً عهد رئاسة الجمهورية اللبنانية الثالث عشر. في 13 تشرين ذاك كان آخر ما قاله ميشال عون «نحارب حتى النصر». واليوم يعد أنه «مكمّل» ويبتسم حين يسمع من يقول له «مكملين معك»، مع يقينه ان المعارضة التي يرغبها لا تكون إلا من داخل القصر لا من خارجه. وبين التاريخين، قبل واليوم، بلد على آخر نفس.

 

موقف سياسي لم يتّخذه عون... كان غيّر "المسار"

راكيل عتيّق/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

من المبالغة القول إنّ ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التي تنتهي الاثنين في 31 تشرين الأول الجاري، وحدها سبب الخراب، لكن للتوقيت كلمته، وسيُسجّل التاريخ أنّ الانهيار شبه الشامل حصل في عهده. على مستوى «حقوق المسيحيين» الشعار الذي حمله عون، سيسجّل التاريخ، بحسب معارضي العهد، أنّ «الرئيس القوي» لم يتمكّن من تأمين أيّ من حقوقهم سوى عرقلة توظيف مأموري الاحراج. وفي عهده تعاظمت هجرة المسيحيين أو تهجيرهم وسُرقت ودائعهم وجنى أعمارهم وخسروا أعمالهم ودُمّرت قطاعاتهم التربوية والاستشفائية. كذلك سياسياً، لم يعمد الرئيس الذي يحوز أكبر حيثية تمثيلية مسيحية، الى جمع الزعماء المسيحيين أو تمكّن من مصالحتهم، بل تعمّق الشرخ بينه وبينهم فكان الرئيس المسيحي الذي لا يزوره المسيحيون بل على خلاف دائم معه، ويعتبرون أنّه رئيسٌ لفريق وليس لجميع اللبنانيين، وأنّه استأثر في عهده بالحصص المسيحية في الوزارات والتعيينات لتياره السياسي دون سائر المسيحيين.

هذا ولم يتمكّن عون، بحسب معارضيه، من التقدُم خطوةً إلى الامام في المطلب الابرز والدائم للمسيحيين: تعزيز سلطة الدولة. فانتظر المسيحيون من الرئيس استثمار علاقته مع «حزب الله»، لطرح موضوع السلاح والحدّ من تأثيره، إقفال المعابر غير الشرعية وضبط تلك الشرعية، تعزيز إيرادات المطار والمرفأ وكلّ مرافق الدولة، طرح الاستراتيجية الدفاعية، وتعزيز علاقات لبنان مع الخارج.

فكانت نتيجة ممارسة عون معاكسة: عزلة وتمدُّد مظاهر الدويلة وتقهقر الدولة ومؤسساتها وتفاقم التهريب الى سوريا خلال الأزمة... وفي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، لم تظهر «مونة» الرئيس على «الحزب»، ولم يتمكّن من منع عرقلة التحقيق، على رغم أنّ هذا الانفجار دمّر «مناطق مسيحية». وفي «أحداث الطيونة» لم يلجم عون هجمة «حزب الله» بل حاول تحميل رئيس حزب القوات اللبنانية «سمير جعجع» مسؤولية «دفاع» أهل المنطقة عن أنفسهم، بحسب ما ترى جهات سياسية مسيحية معارِضة عهد عون. المؤيدون للعهد يعتبرون أنّ هذا «افتراء» على الرئيس. ويعدّدون الإنجازات التي تحققت في عهده، على رغم ممانعة «المنظومة»، ومنها على مستوى «حقوق المسيحيين»: إقرار قانون انتخاب يحقّق التمثيل الصحيح وتكريس صلاحيات الرئيس الدستورية. وعلى مستوى العلاقة مع «حزب الله»، يقول عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيمون أبي رميا: «تحدثنا كـ»تيار» عن أخطاء «حزب الله» وطرحنا خلافاتنا معه علناً ومنها العلاقة مع دول الخليج، لكن يجب الفصل بين الرئيس و»التيار»، فالرئيس ليس حزباً بل حاضناً للجميع، ومن صلب مهماته الدستورية أن يكون الحَكم والحاكم. وإذا كان لديه ما يقوله لـ»الحزب» يبلغه إليه مباشرةً وليس من خلال الإعلام». ويضيف: «إذا كان هناك اعتبار أنّ «حزب اللّه» عطّل التحقيق وأراد «تطيير» المحقق العدلي في جريمة المرفأ، فمن حمى القاضي طارق البيطار هو الرئيس عون بتشديده على بقاء القضاء مستقلاً وعدم السماح بالتدخلات في عمله». أمّا سبب عدم طرح عون موضوع الاستراتيجية الدفاعية، فهو المشكلات التي حصلت في سنوات العهد، فـ»لم يعد هذا الموضوع أولوية»، بحسب ابي رميا.

إزاء ذلك تعتبر مصادر معارضة أنّ الأساس هو الموقف السياسي، وهو الذي كان مطلوباً من عون ولم يتخذه. فالسؤال المركزي هو: لماذا «حزب الله» الذي يملك ترسانة من السلاح وجيشاً ودوراً إقليمياً، يتمسّك بالمؤسسات الدستورية ومشاركته في الحكومة وأن يكون رئيس الجمهورية حليفاً له، فيما أنّ أحداً لن يشن عليه حرباً أو يتخذ قرار نزع سلاحه بالقوة؟

تمسُّك «حزب الله» هذا، مرده، بحسب هذه المصادر، أنّه يريد غطاءً شرعياً لسلاحه غير الشرعي. وهذا ما مدّه به عون، فهو كان في حالة تواطؤ وغض  طرف عن كلّ ما يتعلّق بـ»حزب الله» ودوره. فيما كان يكفي لرئيس الجمهورية أن يؤكد في مفاصل أساسية أنّ ما يقوم به «الحزب» مرفوض. أن يقول في كلّ مرة يطلق «حزب الله» مسيّرة، إنّ هذا الفعل ليس من مسؤوليات هذا الفريق السياسي. ويكفي عندما يتهجّم الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله على السعودية أن يقول الرئيس إنّ هذا التهجم يعبّر عن رأي «الحزب» وليس الدولة اللبنانية. وعندما يحاول «حزب الله» وضع فيتو على قرارٍ ما أو مقاطعة مجلس الوزراء أو الاستقالة من الحكومة، أن يقول الرئيس إنّ هذا التصرف خارج إطار المؤسسات الدستورية وهذا استخدام لمذهبية سياسية على حساب الشراكة الوطنية. ويكفي أن يؤكد ويتابع إقفال المعابر غير الشرعية وضبط الشرعية منها...

وبالتالي ما كان مطلوباً من عون، بحسب هذه الجهات المعارضة، الموقف السياسي، وهذا ما لم يمارسه، وما كان متوقعاً منه انطلاقاً من كونه قائداً سابقاً للجيش ومن حيثيته التمثيلية على المستوى المسيحي ومن أنّه رئيس كتلة نيابية مسيحية كبيرة، إضافةً الى أنّه يختتم حياته برئاسة الجمهورية. إنطلاقاً من كلّ هذه العوامل كان يجب على عون أن يحكم كرئيس للجمهورية وليس كرئيس لفريق وطرف وأن ينفّذ «وثيقة مار مخايل» بدلاً من «وثيقة الوفاق الوطني». إلّا أنّ «الرئيس القوي» آثر أن ينأى بنفسه عن كلّ ما يتعلّق بـ»حزب الله»، وهذا النأي بالنفس أدّى الى ما وصلت إليه الدولة من عزلة وانهيار.

 

باسيل لـ"الحزب": لنوقف الورقة البيضاء ولنتفق على مرشح غير فرنجية

غادة حلاوي/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

هل فتح رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل باب المواجهة على مصراعيه متصدّياً لتسلّم حكومة تصريف الأعمال الصلاحيات الرئاسية؟ في حضرة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله أعلن استحالة الإستمرار بسياسة الورقة البيضاء رئاسياً، واشتكى من حليف الحليف. وفي بكركي قال «اللهم اني بلغت». ساعات فاصلة عن نهاية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون. في اليومين الأخيرين لم يوفر كبيرة أو صغيرة إلّا وخرج بها الى الرأي العام. حزيناً بدا عون على عهده الذي غلب عليه التعطيل. وزّع رسائله والاتهامات في كل الإتجاهات. وقبيل مغادرته قصر بعبدا كثّف اطلالاته الإعلامية ورفع سقف مواقفه. وعلى عكس ما درجت عادة من سبقه من الرؤساء، أعدّ لمغادرته احتفالية ومواكبة اعلامية وشعبية. حتى نهاية عهده يصرّ على متابعة نشاطه الرئاسي واستقبالاته الرسمية. كال عون الاتهامات بحق رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي واتهمه بأنه يرفض تشكيل حكومة. وفي علاقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أفصح عن تلك العبارة التي وقفت عائقاً في طريق العلاقة بين بعبدا وعين التينة «الله لا يخليني اذا بخليه يحكم». ولم يحكم.

والاثنين هو يوم أول بلا الرئيس عون في بعبدا. جبران باسيل حاضرٌ وقد تحرر من عبء السلطة. قبيل نهاية العهد بساعات وفي ذروة الخلاف حول الحكومة وضبابية المشهد الرئاسي أعلِن عن لقاء جمعه بالسيد حسن نصر الله . كما «التيار الوطني الحر» كذلك «حزب الله» لم ينفيا اللقاء. التحضير لعقده بدأ منذ فترة وغايته الأساسية وضع خارطة طريق للإنتخابات الرئاسية ومعالجة العقبات التي تعيق تشكيل الحكومة.

وفي انتظار ما سيفصح عنه السيد نصر الله في خطابه اليوم، فإنّ المشاورات الحكومية تسارعت أمس، اذ شهد ارتفاعاً في منسوب التوتر على جبهة بعبدا - عين التينة والسراي. وقد أعقب باسيل لقاء السيد بزيارة الى بكركي عكس خلالها أجواء بحثه في المقرين.

في حسابات «حزب الله» أنّ الساعات الفاصلة عن نهاية عهد عون قد تحمل مؤشرات ايجابية حكومياً. هذا ما يسعى اليه وما حاول إقناع باسيل به. خلال الساعات الماضية أبلغ ميقاتي «حزب الله» عزمه على عقد جلسة عادية لمجلس الوزراء لكنّ الأخير فضل التريث مبلغاً عدم حضور وزارئه الجلسة، ومثله فعل عدد من الوزراء ممن رفضوا حضور اي جلسة حكومية في حال لم تتشكل الحكومة. يتخوّف «حزب الله» من فراغيْن. وطالما أنّ الفراغ الرئاسي غير مقدور على معالجته بعد، فالأجدى تدوير الزوايا حكومياً.

يعتبر باسيل أنّ المشكلة في الحكومة وليس في أي مكان آخر. أبلغ «حزب الله» صراحة أن بري يغطي ميقاتي ويتواطأ معه من أجل استمرار حكومة تصريف الأعمال في ظل الفراغ الرئاسي، وأن وزراء «التيار» والوزارء المسيحيين لن يحضروا أي جلسة للحكومة لتغطية الفراغ الرئاسي.

وعلى طريقة «اللهم إني بلغت» نبّه الى فصل جديد من المؤامرة التي ينفذها ميقاتي بالتوافق مع بري، بحسبه. عون وباسيل رفعا وتيرة التصعيد في المواقف في مواجهة ميقاتي وبري، وهو ما حاول «حزب الله» امتصاصه وتطويق الموقف في محاولة لإقناع ميقاتي بتشكيل الحكومة في الساعات القادمة. في الموضوع الرئاسي علِم ان باسيل أبلغ «حزب الله» صعوبة الإستمرار في سياسية الإنتخاب بورقة بيضاء وطالما أنّه ليس مرشحاً ويرفض انتخاب سليمان فرنجية فليتم الإتفاق على مرشح يشكّل نقطة تقاطع لإنتخابه. مواقف باسيل في بكركي اختصرت الأزمة وعمقها على قاعدة أن الآتي أعظم. مصدر قيادي مقرب من عون قال إنّ «ميقاتي وبعيد تكليفه توجّه الى بعبدا مباشرة وقال لرئيس الجمهورية حرفياً «أنا بعد الانتخابات غير ما قبلها، وان شاء الله لن اتعبك». يمضي المصدر قائلاً «كان في لحظة ضمير وصحوة نادرة واعترف مسبقاً أنّه لن يسهل أمر تشكيل الحكومة وهو ينفذ مخطط يتشاركه مع بري وتغطيه مرجعيات دينية مع غطاء دولي لحكم البلد». ساعات ثقيلة يمضيها «حزب الله» في سباق محموم بين تصعيد باسيل وتشكيل الحكومة حيث تقول مصادر عليمة في «التيار الوطني الحر»: «نأمل من الاثنين ألّا يُنغّص على اللبنانيين فرحتهم بالترسيم». رسالة باسيل الواضحة كانت بأن هناك من يقف خلف ميقاتي ويدفعه نحو تسلّم صلاحيات الرئيس وهذا له أبعاد خطيرة»، متابعاً «ما زلنا في أول الخلاف والتصعيد سيتوسع وسيضع التيار المسيحيين أمام مسؤولياتهم. في زمن الطائف فرّطتم بصلاحيات الرئيس فهل سيتم السكوت عن ما تبقى له من صلاحيات اليوم».

 

كلفة الزعامة والرئاسة

رفيق خوري/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

الزعامة في لبنان أعلى مرتبة من الرئاسة. ولا فرق، سواء أكانت الزعامة مكرّسة تاريخياً أم مصنوعة حديثاً. العماد ميشال عون صنع زعامته في ظروف مساعدة أيام الحرب كقائد للجيش وخلال رئاسته حكومة عسكرية من القصر الجمهوري رفعت شعارات فخمة شعبوية. غير أنه أراد الزعامة طريقاً الى الرئاسة التي كانت حلماً قديماً له. اليوم يوحي بأنه يغادر الرئاسة بعد ست سنوات للتركيز على ممارسة الزعامة من الرابية. نقلة تختلف الحسابات حولها، من حيث بدا الناس يحسبون الوقت الباقي على نهاية العهد بالأيام والساعات. فلا مجال لتجاهل ما فعلته الرئاسة بالزعامة، ولا ما فعله الرؤساء - الزعماء باللبنانيين ولهم وبلبنان وله. والفيصل في السجالات الدائرة والسهلة بين المدافعين عن العهد والمهاجمين له حال الناس وما حل بهم خلال العهد وقبله.

ذلك أن صعود زعامة عون رافق خوض حربين خاسرتين والرفض لإتفاق أوقف حرب لبنان. حرب «التحرير» دفع ثمنها اللبنانيون جميعاً. وحرب «الإلغاء» قصمت ظهر المسيحيين. ورفض الطائف وما تبعه من انتخاب رئيسين قاد الى الدخول العسكري السوري الى قصر بعبدا ووزارة الدفاع واستشهاد عدد مهم من الضباط والجنود ولجوء عون الى السفارة الفرنسية ونفيه الى فرنسا. كل ذلك مقابل «فاصلة» في الطائف، هي عملياً ترئيسه الذي حدث بعد عودته من المنفى وتفاهمه مع دمشق و»حزب الله» وقبوله دستور الطائف. أما رئاسة عون، فإن كلفتها بدأت بعامين ونصف من الشغور الرئاسي ولم تنته بأعمق أزمة وطنية وسياسية ومالية واقتصادية واجتماعية. والحجة هي «ما خلّوني» وسردية «الحرب الكونية» لإفشال العهد. لكن «الرئيس القوي» الذي لم يستقل بل سكت عن الذين «ما خلوه» ثم «خلّاهم». خلّاهم يسطون على المال العام والخاص. شاركهم في لعبة المحاصصة. تحدث عن الحرب على الفساد. من دون محاسبة فاسد كبير واحد. والمفارقة أن وزارة الخزانة الأميركية فرضت العقوبات على صهره جبران باسيل بتهمة الفساد حسب قانون «ماغنتسكي». مفهوم أن ما أصاب اللبنانيين على يد المافيا السياسية والمالية والميليشيوية بدأ قبل رئاسة الجنرال ولم يكن هو المسؤول الوحيد. لكنه حدث على ساعة العهد. ولا يبدل في الأمر أن عون جاء الى الرئاسة حاملاً برنامج «الإصلاح والتغيير»، ولا قوله اليوم إنه «لا يمكن من ساهم في تخريب لبنان أن يكون قادراً على إنقاذه». وإذا كان ما يعتبره أهم قرار إستراتيجي اتخذه هو «تفاهم مار مخايل» مع السيد حسن نصر الله، فإن بنود التفاهم بقيت حبراً على ورق، وسط دعم «حزب الله» للعهد وحاجته الى مظلة الشرعية الرئاسية والزعامة المسيحية. ولا بأس، ما دام واحد من أهم رؤساء أميركا توماس جيفرسون يقول: «لا رئيس يحمل معه من الرئاسة السمعة التي حملته إليها».

 

مَعَك مْكَمْلِين.

الدكتور شربل عازار/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

 إذا سألت أحَدَهم لماذا انت ضُدّ ميشال عون؟

سَيُجيبُكَ:

١- لأنّه احتلّ قصر بعبدا طويلاً، من أيلول ١٩٨٨ لغاية ١٣ تشرين ١٩٩٠، بدل أن يعمل فوراً على انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة خلفاً لأمين الجميّل كما فعل أوّل قائد للجيش اللبناني اللواء فؤاد شهاب في العام ١٩٥٢.

٢- لأنّه تفرّد بِشنّ "حرب تحرير" لم يكن لديها أيّ من مقوّمات وظروف الربح والانتصار.

٣- لأنّه خسر "حرب التحرير" وأوصلنا الى اتفاق الطائف.

٤- لأنّه ارتدّ على الداخل بعد انتخاب الرئيسين معوض والهراوي ولم يتمّ انتخابه، فَضَرَبَ المنطقة الحرّة الوحيدة في لبنان محاولاً السيطرة عليها.

٥- لأنّه قام بحرب إلغاء ضدّ الميليشيات، أي فقط القوات اللبنانيّة دون سواها،  بينما التحق وأَذعَنَ فيما بعد لميليشيا حزب الله.

٦- لأنّه حَطّم حُرمة البطريركية المارونية وأَذَلّ البطريرك صفير.

٧- لأنّه، وبعكس وعوده وخطاباته، لجأ الى السفارة الفرنسيّة في ١٣ تشرين الأول ١٩٩٠ لَحظَةَ بداية الهجوم السوريّ وترك القصر الجمهوريّ ووزارة الدفاع والجبهات والضبّاط والعسكر والأديرة والرهبان والمدنيّين فريسة المجازر والموت المُرعب.

 * هذا كان زمن البدلة العسكريّة،

دمار، خراب، هِجرَة.

* وفي زمن البَدلة المدنيّة،

٧- لأنّه، وبعد أن شَيطَنَ كلّ الأطراف وطرح نفسه المُنقِذ الأوحد،

تحالف معهم جميعاً دون استثناء،

الميليشيا الإيرانيّة وميليشيا ولاية الفقيه أي حزب الله، ومع الإبراء المستحيل أي سعد الحريري، ومع البلطجي أي نبيه برّي، ومع القاتل والسارق والكاذب والمزاجي أي وليد جنبلاط، ومع المُحَرِّض والمجرم أي سمير جعجع، ومع الاقطاعي اي سليمان فرنجيّة، ومع الحرامي والمناور أي رياض سلامة،

تحالف معهم للوصول مجدّداً الى قصر بعبدا.

 (كلّ التعابير المذكورة أعلاه هي بحسب توصيف الرئيس عون والنائب باسيل).

٨- لأنّ في عهده، فاحت رائحة فضائح بواخر الكهرباء.

٩- لأنّ في عهده، عَتّمت الكهرباء.

١٠- لأنّ في عهده، انشقّت السدود وغارت المياه. (المسيلحة، بلعا، سد جنّة، بقعتوتة...)

١١- لأنّ في عهده، ضُرِب الاقتصاد.

١٢- لأنّ في عهده، انهارت الليرة.

١٣- لأنّ في عهده، طارت الودائع من المصارف.

١٤- لأنّ في عهده، ازدهرت المعابر غير الشرعيّة وذهب كل ما هو مدعوم الى خارج الحدود.

١٥- لأنّ في عهده، هرب المستثمرون والاستثمار.

١٦- لأنّ في عهده، عَادَيْنا دول الخليج وتمّ سَحبِ السفراء.

١٧- لأنّ في عهديه، الأول والثاني، هاجر الشباب والأطباء والممرّضون وأصحاب المِهَن الحرّة والكفاءات بمئات الآلاف.

١٨- لأنّ في عهده وبأوامره وتغطيته، احتلّ تيّاره واستباح مؤسسات حكوميّة رغماً عن أنفِ القانون.

١٩- لأنّ في عهده، استحوذ تيّاره (قَشّ) جميع المواقع العسكريّة والأمنيّة والقضائيّة والاداريّة في الدولة ومؤسّساتها لاغياً كلّ باقي المكوّنات.

٢٠- لأنّ في عهده كما قبل عهده، عَطَّل البلد سنوات من أجل الوصول الى المراكز والرئاسة.

٢١- لأنّ في عهده، تنازل لبنان عن الخطّ ٢٩ وعن مساحة ١٥٠٠ ك٢ بحريّة وعن حقل كاريش مع إدّعاء الانتصار.

٢٢- لأنّ في عهده، استشهدت بيروت ومرفأها وخوابيها ولم تنتهِ بعد مدة الخمسة ايام لاكتشاف المجرم،

وكان يعلم بوجود النيترات.

٢٣- لأنّ في عهده، إنهار التعليم والمدارس والجامعات والمستشفيات والصيدليّات والمحاكم والعدليّات والوزارات والمؤسّسات....

٢٤- لأنّ في عهده، مَعَارِض الكتاب لم تَعُد عربية ولا فرنسية ولا أجنبيّة، فقط ايرانيّة، حَرَس ثوريّة.

٢٥- لأنّ في عهده، لم يُطالِب، بحسب علمنا، سوريّا بالمعتقلين وبالمفقودين والمخفيّين قسراً من عسكريّي ورهبان ١٣ تشرين وصولاً الى باقي المدنيّين.

٢٦- لأنّ في عهده، لم تُرَسَّم الحدود البَرِّية والبحريّة مع سوريا بالرغم من علاقته الممتازة بها.

٢٧- لأنّ في عهده، خضعت الدولة للدويلة بشكل مُطلَق ثمناً للكرسيّ والتوريث.

٢٨- لأنّ في عهده، مُنِعَ على الجيش اللبنانيّ، وفي آخر لحظة، الاحتفال بانتصاره على داعش في معركة فجر الجرود في ساحة الشهداء وذلك لبيع الانتصار للدويلة حَصراً.

٢٩- لأنّ في عهده، أصبَحَ لبنان في أسفل لائحة الدول الطبيعيّة وأصبح في رأس قائمة الدول الفاشلة والمنكوبة.

٣٠- لأنّ الكثيرين مِن المُنشَقّين عن الجنرال، مِن أهل البيت ومِن وزراء ونواب وكوادر وإعلاميّين وفنّانين ورياضيّين وغيرهم، ملأوا الصحف والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بفضائح شخصيّة عن الجنرال وعن التيّار وعن رئيسه الحالي وعن قياداته.

٣١- لأنّ الرئيس والتيّار حكموا لبنان عهداّ كاملاً مستفردين بالرئاسة وبالحصّة الحكوميّة وبأكبر تمثيل نيابي، إلّا أنّنا وصلنا الى الارتطام الكبير بل الى جهنّم حسب قوله.

وعليه، لا يجوز إعادة التيّار الى الحكم مرّة ثالثة.

ولم تُبَدِّل إطلالة فخامة الرئيس  التلفزيونية الأخيرة بما ذُكِرَ اعلاه.

وإذا سألت عونيّاً، لماذا أنت "مْكَمَّل" مع ميشال عون بعد نتائج حُكْمِهِ بِبَدلتيه العسكريّة والرئاسيّة المعروضتين على اللوحات والطرقات لمناسبة انتهاء العهد، يُجيبك:

نكاية بسمير جعجع،

نكاية بالقوات،

نكاية بالبطاركة،

نكاية بالكنيسة،

نكاية بالأحرار

نكاية بالكتائب،

نكاية بالسياديّين،

نكاية بالمستقلّين،

نكاية بالتغييريّين،

نكاية بالتقليديّين،

نكاية بالاقطاعيّين،

نكاية بالمُنشَقِّين العونيّين،

 نكاية بالرجعيّين والانعزاليّين،

نكاية بالاميركان والسعوديّين والعرب والخليجيّين....

نكايات لا تنتهي.

 

لبنان اعترف بإسرائيل… متى يعترف الحزب بلبنان

خيرالله خيرالله/العرب/29 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113064/%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d8%b1%d9%81-%d8%a8%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84/

لم يعد مطروحا مصير موقع رئاسة الجمهوريّة في لبنان بمقدار ما أن المطروح مصير لبنان الذي قضى ميشال عون وجبران باسيل، عن سابق تصوّر وتصميم، على كلّ مقومات وجوده

" إنجاز" ليس صاحبه

يحاول ميشال عون، مع انتهاء عهده البائس، تسويق إنجاز ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. يفعل ذلك، علما أنّه إنجاز لا علاقة له به من قريب أو بعيد. لا يعرف أن بهلوانياته مع صهره جبران باسيل، وهي بهلوانيات تشمل استعانتهما بممثل من الدرجة العاشرة من طينة إلياس بوصعب، لا تنطلي على أحد لا في لبنان ولا خارجه. في النهاية من توصّل إلى اتفاق مع إسرائيل كان “حزب الله”، أي ممثل “الجمهوريّة الإسلاميّة” في لبنان. إنّه اتفاق إيراني – إسرائيلي – أميركي. تحقّق الاتفاق في ضوء حاجة إيران إلى بقاء هيمنة “حزب الله” على البلد لا أكثر ولا أقل. كلّ ما في الأمر أن “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران في حاجة أكثر من أي وقت إلى الحزب الذي لديه أدوار في غاية الخطورة يلعبها في لبنان وخارج لبنان، خصوصا في سوريا والعراق واليمن. لا يمكن لإيران، بنظامها الحالي، المغامرة بحرب وإن بالواسطة، مع إسرائيل. مثل هذه الحرب معروفة نتائجها سلفا. لا شكّ أن حربا من هذا النوع ستلحق بعض الأذى، وربّما كثيرا من الأذى، بإسرائيل، لكنّها ستؤدي حتما إلى تدمير ما بقي من لبنان، بما في ذلك بنية الحزب الحاكم. كان الرحيل عن قصر بعبدا الخدمة الوحيدة التي يستطيع ميشال عون تأديتها للبنان واللبنانيين بعدما ألحق بالبلد كلّ الأضرار التي يمكن أن يلحقها به خدمة للمشروع التوسّعي الإيراني. تولّى في نهاية المهمة الموكولة إليه منذ العام 2006، تاريخ توقيع وثيقة مار مخايل. تتمثّل هذه المهمّة في لعب دور الأداة المسيحية في تغطية اتفاق كان الطريق الذي أوصله إلى الرئاسة. كان مطلوبا من ميشال عون تغطية سلاح “حزب الله” بصفة كونه رئيسا للجمهورية من جهة وممثلا لقسم من المسيحيين اللبنانيين الذين يتمتعون بمقدار كبير من السذاجة والسطحية من جهة أخرى.

لا يدل على مدى سطحية ميشال عون أكثر من التصريح الذي أدلى به عندما قال في تغريدة له إن “إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول”.

مثل هذا الكلام لا يصدر سوى عن شخصيات كاريكاتورية لا تتقن سوى لعب دور الأداة في وقت، بات أكيدا أن الاتفاق الذي وقّع في الناقورة، أغلق نهائيا جبهة جنوب لبنان للمرّة الأولى منذ توقيع اتفاق القاهرة في العام 1969. كان الجنوب مجرّد “ساحة” لتبادل الرسائل يستخدمها الإسرائيلي والإيراني والسوري. بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية، صار هناك اتفاق “تاريخي” يعني اعترافا لبنانيا بإسرائيل لكنّه لا يضمن اعتراف “حزب الله” بلبنان.

من هنا، يصحّ السؤال هل تخلّى العالم، بما في ذلك أميركا وأوروبا، عن لبنان؟ هل حصل التخلي بمعنى القبول بأمر واقع يتمثّل في أن “الجمهوريّة الإسلامية” في إيران باتت، عبر “حزب الله” مرجعيّة لبنان؟

ليس سرّا أن لبنان صار متروكا لمصيره، خصوصا أن ليس ما يشير إلى احتمال انتخاب رئيس للجمهوريّة في المستقبل المنظور. على العكس من ذلك، يبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، عبر دعوته إلى مؤتمر للحوار، يهيّئ الأجواء لفترة طويلة من الشغور الرئاسي ولإدارة البلد عن طريق حكومة مستقيلة برئاسة نجيب ميقاتي.

ثمة أمر واقع إقليمي ودولي تعكسه مباشرة إسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش وثمّة أمر واقع آخر يعكسه الرضوخ الأوروبي والأميركي لكون القرار اللبناني قرارا يتّخذ في طهران وليس في أي مكان آخر. كانت فرنسا، عبر رئيسها إيمانويل ماكرون، أول من رضخ لمشيئة “حزب الله” في لبنان.

ارتكب ميشال عون من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية، بتواطؤ مع جبران باسيل، جريمة لا تغتفر. وضع الموقع المسيحي الأوّل في لبنان في خدمة المشروع التوسّعي الإيراني. يعود ذلك، بكلّ بساطة، إلى رغبة جامحة لا تتوقف عند أي اعتبار أخلاقي في الوصول إلى قصر بعبدا.

لا يدل على مدى سطحية ميشال عون أكثر من التصريح الذي أدلى به عندما قال في تغريدة له إن "إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي أبعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان"

لم يعد مطروحا مصير موقع رئاسة الجمهوريّة في لبنان بمقدار ما أن المطروح مصير لبنان الذي قضى ميشال عون وجبران باسيل، عن سابق تصوّر وتصميم، على كلّ مقومات وجوده بدءا بالقضاء على استقلالية السلطة القضائيّة. يرحل ميشال عون غير مدرك لمعنى انهيار النظام المصرفي اللبناني وسرقة المصارف، بمشاركة من الدولة، لأموال اللبنانيين والعرب والأجانب التي كانت مودعة في بيروت. لم يفهم، إلى الآن، أبعاد مثل هذا الانهيار. لم يفهم أيضا معنى رفض التحقيق الدولي في كارثة تفجير مرفأ بيروت خشية كشف دور “حزب الله” أو آخرين عملاء للنظام السوري في تخزين مادة نيترات الأمونيوم في عنابر مرفأ العاصمة اللبنانيّة.

مثل هذا الجهل الذي يعشش في رأس ميشال عون يعبّر عنه شكل المنزل الفخم في منطقة الرابية الذي انتقل إليه بعد خروجه من قصر بعبدا. يشير اختيار منزل بهذه الفخامة وقلّة الذوق، في الوقت ذاته، إلى أن ميشال عون ليس إنسانا على علم بما يعاني منه المواطن اللبناني، بل هو خال من أي شعور إنساني من أي نوع… يبدو طبيعيا عجز ميشال عون عن استيعاب الأبعاد السياسية المترتبة على توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. من لم يفهم في صيف العام 1990 معنى احتلال صدّام حسين للكويت وما سيترتب على ذلك إقليميا… يصعب عليه فهم معنى اتفاق ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل وتحوّل إيران إلى من يقرّر من هو رئيس الجمهورية اللبنانية في هذه الظروف بالذات. مسكين لبنان. جاءه في أصعب مرحلة يمرّ فيها، منذ قيامه بحدوده الحاليّة، أسوأ رئيس للجمهوريّة يمكن أن يراه اللبنانيون في الكوابيس. إنّه رئيس يرفض أخذ العلم بأنّ لبنان اعترف بإسرائيل ولا يرى عيبا في أن يكون في خدمة حزب لا يعترف بلبنان!

 

لصوص الغاز

سناء الجاك/نداء الوطن/29 تشرين الأول/2022

ليس سهلاً إبداء التفاؤل بدخول لبنان نادي الدول النفطية. ليس سهلاً ما دام «لصوص الهيكل» على حالهم من الشهية المفتوحة، وما داموا لا يجدون رادعاً يحول دون استيلائهم على فلس الأرملة، ويطلبون، وبوقاحة، منها ومن باقي اللبنانيين القبول بكل الموبقات التي يصرون على ارتكابها، من دون أي إجراء لمنع الانهيار. ليس سهلاً إبداء التفاؤل مع أسئلة يصعب العثور على أجوبتها. كيف سينتقل الترسيم إلى مرحلة التنفيذ؟ ومن يضمن أن تصب إيراداته في خزينة الدولة، وتحدث مفاعيلها المالية والاقتصادية التي تخفف من معاناة اللبنانيين؟

فكل ما نشهده، عدا التهليل لهذا «الإنجاز التاريخي» هو تصعيد الخلاف السياسي، وتنامي حقول التعطيل المزروعة بألغام مصالح الأطراف المتصارعة على «تركة الحكم»، مع من يصنّف نفسه وريثاً شرعياً للرئاسة ومن يعتبر أنّ دوره قد حان، بعدما أخذ الطرف الآخر فرصته واستنفدها.

أي تنقيب سوف يحصل في ظل دولة مشلولة مؤسساتها، يديرها حزب تديره دولة تفرض إملاءاتها وتتباهى بنفوذها على أربع عواصم عربية؟

من سيعقد الاتفاقات الضرورية للمباشرة في استخراج الثروة النفطية في حال استعصى الوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟

حكومة أصيلة أم حكومة تصريف أعمال؟ وهل يمكن التوصّل إلى تشكيل حكومة ونيلها ثقة المجلس النيابي خلال أيام؟؟ وإذا لم يتم التشكيل هل يمكن للبنان تحصيل فوائد يفترض أن يفرج عنها الترسيم؟

التجربة تدل على أنّه من المتوقع أن يسارع «لصوص الهيكل» إلى تطوير أدائهم ليصبحوا لصوص الغاز... فمن حضر السوق باع واشترى، وهم الأبرع في الاتفاق على اللصوصية وعلى الورقة البيضاء في انتخابات رئيس الجمهورية، ما يكرس تضامنهم وقت الحشرة، وصراعاتهم على حساب الناس للاستيلاء على المناصب وافتعال الأزمات وشل البلاد في الوقت ذاته.

من هنا تبدأ فصول جديدة من الحكاية. هي لا تتعلق بعملية الترسيم بحد ذاتها، وبمدى التنازلات التي قدّمها لبنان، وبخسارته لجزء من ثروته لمصلحة إسرائيل وليس لمصلحة فلسطين المحتلة. من هنا تحتاج الوعود باستثمار الغاز والنفط من الحقول البحرية إلى غير هذه المنظومة. لكن هل يمكن التفاؤل بذهاب المنظومة في حين أنّ لبنان يقف أكثر من أي وقت مضى عند حافة الهاوية... وينزلق أكثر فأكثر نحو المجهول... على ماذا سيحصل «حزب الله» بعد الترسيم الذي أرسى ضمانات أمنية واستقراراً بين إسرائيل ولبنان بما يضمن استخراج الغاز وأمان الشركات العاملة في الحقول النفطية على ضفتي الحدود المرسمة؟ ماذا سيفعل «الحزب» بسلاحه بفعل هذا الواقع الجديد؟؟ وبكوادره الأمنية؟؟ وبهيكليته المالية؟؟ ماذا سيعطي الأميركيون «للحزب» مقابل موافقته على سماحه بتنازل الدولة اللبنانية عن حقوقها وتساهلها للوصول إلى الورقة الملتبسة التوصيف بين الوثيقة والاتفاقية والاتفاق والمعاهدة؟؟

ومشروعية هذه الأسئلة تنبع من أنّ لا أحد غير «حزب الله» يمسك حتى اليوم بقرار لبنان وسيادته ومؤسساته. لذلك لا حوكمة جيّدة ولا قيود تنظيمية فعالة... هناك فقط تراخي منظومة تتولى إدارة مؤسسات الدولة في سياساتها المالية والاقتصادية والإنمائية والاجتماعية وفق دستور الفساد، وتستند في فسادها على تبعية عمياء للحاكم بأمره. فهم مسؤولون فقط أمامه، بعدما قايضوا السيادة بالمناصب والامتيازات والخدمات، ما يجعل التعافي الاقتصادي مستحيلاً مع جهوزية لصوص الغاز، الذين هندسوا كيفية استثماره بما يُشبع شهيتهم إلى خيراته المرتقبة. ولذلك، يبقى الاحتلال الإيراني على حاله، ويبقى السلاح على انتهاكه الشرعية بحجة فلسفة الردع الفارغة، مدعياً أنّ الصفقة بين الولايات المتحدة وإيران، والتي أرست التطبيع الاقتصادي والاستقرار الأمني، هي تحرير ثالث... ولذلك، لا تجد الأسئلة أجوبتها، ولن يجد التفاؤل سبيله إلى معزوفة انضمام لبنان إلى نادي الدول النفطية، إذا لم يستعد سيادته...

 

الحوار مع الأسد: المحصلة المتناقضة

فايز سارة/الشرق الأوسط/29 تشرين الأول/2022

توالت في الآونة الأخيرة دعوات لإقامة حوار بين نظام الأسد والمعارضة من أطراف ومستويات مختلفة، وكان بين الدعوات ما جاء من أطراف محسوبة على أصدقاء وداعمي الشعب السوري من بينها تركيا، وأخرى من أطراف في الجانب الآخر ممن عارضوا ثورة السوريين وحاربوها، بل ذهبوا إلى حد المشاركة في الحرب عليها كما هو حال روسيا، وحتى تكون الرؤية مكتملة في موضوعة حوار، لا بد من قول إن بعض أطراف المعارضة وأشخاصاً من الطافين على سطح السياسة السورية، يؤيدون فكرة حوار المعارضة مع نظام الأسد، وهذا لا يقتصر على جماعات وشخصيات في الداخل السوري، بل يشمل جماعات وشخصيات موجودة في الخارج، والإشارة هنا لا تقتصر على اللجنة الدستورية، وإن كان أركان الأخيرة في مقدمة هذا الفريق رغم التجربة المرة، التي عاشوها والتنمر الذي مارسه وفد النظام ضدهم في اجتماعات ومناقشات اللجنة الدستورية على مدار سنوات بلا أي نتيجة.

وقبل المضي في مناقشة الفكرة، لا بد من تأكيد أن فكرة الحوار فكرة أساسية في السياسة وفي الحياة على نحو عام، بل إنها في الحالة السورية ضرورية، ولا يمكن تجاوزها، وكانت كذلك طوال عقد السنوات الأول من حكم بشار الأسد، وقد بحت أصوات المعارضين السوريين، ورحبوا بأي مبادرة حوار تجنباً لإدخال سوريا والسوريين إلى الأسوأ. وبعد انطلاق الثورة عام 2011، كرر كثير من السوريين توجههم، مقرين فكرة الحل السياسي بدل الحل العسكري - الأمني الذي تبناه النظام، ثم انضم إليهم أشقاء عرب وأصدقاء من المحيط الإقليمي والدولي في العامين الأولين للثورة في طرح مبادرات للحل السياسي، ثم آل الموضوع إلى تدخل منظمات دولية وإقليمية، نتج عنه تشارك الأمم المتحدة مع جامعة الدول العربية، كان من ثمارها المرة جهداً لا نتائج له من مبعوثين دوليين كبار هما كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي، قبل أن تتحول المهمة إلى موظف كبير مبعوثاً عن الأمم المتحدة همه الحفاظ على مرتب عالٍ ومكانة وظيفية ذات أهمية لكنها بلا نتائج إيجابية. خلاصة سنوات من الاجتماعات والحوارات بين المعارضة والنظام برعاية الأمم المتحدة من أجل حل سياسي في القضية السورية وحولها، كانت صفراً، بل إن نتيجتها كانت سلبية على الشعب السوري وممثليه من النخبة السياسية وجماعاتها، فيما انعكست إيجاباً على نظام الأسد وحلفائه، وكانت سلبية على فكرة الحوار، وفي الأبعد كانت سلبية على فكرة الحل السياسي الذي يقوم أصلاً على الحوار بين المتصارعين والمختلفين، ويجعلهم يتركون السلاح، ويذهبون إلى نقاش وتوافق وخطط تنفيذية لحل يوفق بين المتناقضات والمختلف عليه.

كيف انعكست الجهود السياسية والحوار سلباً على الشعب السوري ونخبته السياسية، وبحكم الوقائع، فقد ساهمت المجريات في إطالة الصراع وتشعبه وبالتالي فقد زادت في الخسائر وتنوعت، ولو استطاعت الجهود أن تثمر نتائج إيجابية قبل عام 2015، لما ظهر وتمدد «داعش»، ولا دمرت حلب، ولا كانت موجة الهجرة العارمة إلى أوروبا ودول أخرى، التي فقدت فيها سوريا خيرة شبابها الناجين من مقتلة الأسد وحلفائه، ولا كان اليأس دفع السوريين بمن فيهم أشخاص فاعلون في النخبة السورية إلى العزلة واعتكاف العمل العام في وقت تحتاج فيه سوريا والقضية السورية إلى قدرات وجهود هؤلاء للخروج من الكارثة ومعالجة تداعياتها، وكلها بعض أمثلة فشل الجهود السياسية والحوار في القضية السورية.

أما كيف استفاد نظام الأسد وحلفاؤه من فشل الجهود السياسية والحوار، فهذا فيه كثير من نتائج، لعل الأهم والأبرز فيها، أنه أعطى الأسد فرصة كسب الوقت والاستمرار في الحل الأمني - العسكري للصراع مع السوريين بغية إعادتهم إلى حظيرته، وإفشال مطالبهم في الحرية والعدالة والمساواة، وهكذا استطاع الأسد بمعونة حلفائه استعادة السيطرة على مناطق خرجت منها قواته وأجهزته في سنوات الثورة الأولى، وفي خلال تلك المساعي قَتل واعتقل وهَجّر مزيداً من معارضيه ومن المدنيين، واستولى على أراضيهم وممتلكاتهم، ووفّر بيئة أوسع لشبيحته وميليشياته لاستغلال كوارث السوريين عبر السمسرة والوساطة الكاذبة وتعفيش الممتلكات. ولا شك أن إيران وروسيا ربحتا الكثير في تمدد سنوات الصراع، ليس فقط بما حصلتا عليه من مزايا وامتيازات في اتفاقات نهب موارد وقدرات سوريا والسوريين، إنما في إقامة نفوذ ومصالح عميقة لهما في سوريا وخاصة إيران، وفي تحويلهما البلد إلى قاعدة متعددة الاختصاصات لخدمة استراتيجيتهما في المنطقة، وكله بعض من فيض. ولا شك أن فكرة الحوار، ومثلها فكرة الحل السياسي، خسرتا الكثير خلال السنوات الماضية من مصداقية قدرتهما على معالجة المشاكل ومواجهة تحديات الصراعات المسلحة، خاصة في ظل استمرار النظام وداعميه في تحدي إرادة السوريين لوقف الحرب والذهاب إلى حل طرحه، وسعى إليه المجتمع الدولي مجسداً في القرار 2254 وقرارات ذات صلة، وقد فشلت جميعها في تحقيق أي تقدم. لقد فقدت أوساط كثيرة في سوريا والعالم، أمل أن الحوار والجهود السلمية يمكن أن تؤدي إلى نتائج، تكون بديلاً عن العنف والصراعات المسلحة.

ورغم كل ما تمت الإشارة إليه من انعكاسات سلبية للحوار والجهود السياسية في الحالة السورية، فلا ينبغي أن يتحول الناس خصوماً ورافضين للحوار وللحلول السياسية، بل إن المطلوب والمأمول خاصة من مقاومي الديكتاتورية والاستبداد، وضحايا العنف والصراعات المسلحة، ألا ينجروا إلى حيث يريد القتلة، وأن يكونوا أكثر إصراراً على خياراتهم الأساسية، حتى لو اضطروا إلى مقاومة القتلة، ومواجهة إرهاب الدول والجماعات بالقوة المسلحة في ظروف محددة ومنها الدفاع عن النفس. نعم تستحق دعوات الحوار أن نتوقف عندها، وأن نقرأ تجاربها السابقة، إن لم تكن جديدة تماماً، وندقق فيما لها وعليها، ثم نجمع الإيجابيات في صف والسلبيات في صف آخر ونقارن، لنقرر بعدها ما يمكن فعله. فإذا كانت لدينا عوامل إيجابية، علينا الذهاب إلى تأكيدها من بوابة تهيئة الأجواء الأفضل لنجاح الحوار، وإن كانت سلبياتها قائمة وتتعزز، فإن واجب الداعين إذا كانوا جادين مخلصين في دعوتهم، أن يضغطوا من أجل تجاوز السلبيات. فأساس الحوار هو النتائج لا الحوار بحد ذاته هو المهم. فهذا يمكن أن يصبح بعضاً من الكارثة وفق ما كان عليه الحال في تجارب السوريين، لأن نظام الأسد لم يتغير، ولم تتبدل سياساته كل الوقت لا عندما كان يرفض الحوار ولا عندما قبل على نحو ما فعل في تجربة اللجنة الدستورية، من دون أن نفعل ما تقدم فلا معنى ليس لدعوات الحوار فقط، بل للحوار ذاته ولو تم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

ماذا قال الأب الدكتور باسم الراعي عن الفاتيكان ومسيحيي لبنان والمناصفة والصيغة: تحديات الغد والأجوبة الشيعية عن محورية الكيان…

 “زحلة بوليتيكس”/ميشال ن. أبو نجم/29 تشرين الأول/2022

http://zahlepolitics.com/news/18694/?fbclid=IwAR2vsgCZvTMUPWCDjJPydXlJMSpsnIF0CSNx6247diC6TqHQykqcgfcCbno

في ظل الأسئلة والنقاشات المحمومة في لبنان على عتبة تحولات مفصلية، يبقى السؤال الأكثر إثارة وغموضاً في سياسات الدول الفاعلة، عن اتجاهات الفاتيكان تجاه بلد الرسالة، بمسيحييه ومسلميه، ونظرته للتحديات الكيانية وخاصة تلك المتعلقة بالنظام السياسي والعلاقات بين المكونات الطائفية.

بيروت التي لا تزال تلملم جراحها من انفجار المرفأ وتواجه أخطر أزمة كيانية عصفت بلبنان، تحفل في الفترة الأخيرة بنقاشات وحوارات تلتقط إشارات الدخول في مرحلة جديدة بعد منعطف اتفاق ترسيم الحدود الذي خلق مشهداً جيو استراتيجياً جديداً في لبنان وشرق المتوسط.

أين الفاتيكان من كل يحصل، وبقيادة بابا كثير التحسس بقضايا الظلم والعدالة الإجتماعية؟

في حلقة نظمتها “الإستشارية للدراسات” في مكتب السفير منصور عبد الله عن “لبنان والحاضنة الفاتيكانية بين الهوية والرسالة”، قدم المختص بشؤون الفلسفة السياسية وسياسات الفاتيكان الأب الدكتور باسم الراعي، صاحب المؤلفات التي تتناول وجدان الطوائف في لبنان وميثاق 1943، الكثير من الأجوبة، وأبقى بعض التساؤلات قيد التساؤل والغموض “البنّاء”.

وما أفصح عنه الراعي كان واضحاً. الفاتيكان يرفض المسّ بالمناصفة، ويربطها بالحفاظ على التنوع والتعددية والمشاركة في القرار. جواب كان كافياً لمحاولة المحاور الزميل قاسم قصير لاستدراج النقاش إلى زج الفاتيكان في مسألة تطوير النظام، لكن الراعي أبقى على تمسك الفاتيكان بالطائف مع ترك الأمور للبنانيين أنفسهم، لا بل أن الراعي شدد على أن أي اختلال في الصيغة بالنسبة للفاتيكان يعني زوال لبنان.

الراعي شدد على أن ثوابت الفاتيكان تتمثل خاصة في التمسك بلبنان كقيمة حضارية ثمينة، لا تعني فقط التجاور والتحاور التقليدي الذي يعرفه اللبنانيون لا بل طوروه في شكل بديهي، بل أن القضية الأساس تبقى تأكيد حضور جميع المكونات، ومن ضمنها المسيحيون، في القرار السياسي والسلطة.

يستدرج النقاش الراعي إلى تلميحه إلى ضخ جرعات من الفلسفة الألمانية – التي درسها – في إدارة التعددية إلى الفكر السياسي اللبناني، المُشبع والمؤسس على المركزية الشديدة فرنسياً، ما يفصح عن سعي مسيحي في دوائر التفكير لتوسيع مساحات الإعتراف بالتعددية الدينية والسياسية. ويستطرد النقاش إلى تأثير الفاتيكان في سياسات صنع القرار الفرنسي والذي دفع إلى مساهمة باريس في صنع لبنان الكبير بعدما كانت الدوائر العلمانية الفرنسية تتجه إلى خيار “سوريا الكبرى”.

هواجس وأسئلة شيعية

الفرح الذي أبداه الراعي لتزايد منسوب اللبننة في البيئة الشيعية – وضمنياً كان يشير إلى بيئة حزب الله تحديداً وأدبياته – يستفز ممثلي الثنائية الشيعية من الحاضرين الذين أخرجوا تراث الإمام موسى الصدر الغني عن نهائية الكيان والوطنية اللبنانية، ليؤكدوا تثبيت محورية الكيان بالنسبة للشيعة اللبنانيين، لا بل يرفعوه إلى تعبير “صوفي” عن الإيمان بلبنان يتجاوز حتى تثبيت صورة الكيان اللبناني كما أنجزه الرحابنة ورسخوه في المخيال الجماعي اللبناني.

على أن السؤال الشيعي يتجاوز مسألة النقاش حول العلاقة مع الفاتيكان والغرف من خلاصاته ومقرراته خاصة بالنسبة للعدالة الإجتماعية، إلى كيفية اتخاذ القرار في الفاتيكان وآلياته، لكن من دون جواب واضح بسبب الإستطراد إلى الثوابت الفاتيكانية في مقاربة التحديات اللبنانية.

يقارب الحوار الشيّق والعميق جوانب متنوعة، في مدى قدرة اللبنانيين على حماية لبنان والحفاظ عليه، إلى دور الكنيسة في تطوير السينودس. الراعي يقر بالثغرات والأخطاء مع الإشارة إلى أدوار كنسية لا يمكن طمسها في التصدي للأزمة.

أسلئة العونيين الحاضرين تذهب إلى محاولة استكشاف نظرة الفاتيكان لتطوير النظام، والسؤال عن مدى مراقبة منسوب نقده لتقصير الكنيسة اللبنانية في مواجهة تداعيات الأزمة الإجتماعية والإقتصادية، وفي مواجهة المنظومة المصرفية. مجدداً يوازن الراعي بين استيعاب النقد والإقرار بالتقصير، والحديث عما فعلته الكنيسة وتوضيح مواقفها من المنظومة وخاصة أداتها المالية المتمثلة برياض سلامة، لتوسيع دائرة المسؤولية إلى الطبقة الحاكمة ككل.

يستطرد النقاش ويتعمق إلى استذكار محطات تاريخية وتأثيرات الجيوبوليتيك والصراعات الإستراتيجية على لبنان وطوائفه. يستذكر بعض المنظمين والحاضرين تجارب وخيبات أمل من العلاقة مع الغرب والإنجرار إلى تجارب كانت لها كلفتها القاسية والغالية.

وبين النقد والسعي للتعلم، هناك من يبقى في لبنان يحاور وينصت ويحاول شبك المساحات المشتركة بعضها ببعض. أهمية هذا النقاش أنه يواكب مرحلة تحديات وتحولات ستكون لها تأثيراتها البالغة على مستقبل لبنان وطوائفه الحائفة – المخيفة…

 

الرئيس عون: لن نترك حكومة تصريف الأعمال تدير البلد وفشلنا بالإصلاح لأن الفساد كان أقوى ولكن "مكمل من الرابية"

وطنية/29 تشرين الأول/2022

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في دردشة مع موقع "الجريدة"، أنه "لم يتخذ قراره بعد بتوقيع مرسوم قبول استقالة الحكومة"، معتبراً أن "صدور المرسوم يُقيّد حكومة تصريف الأعمال أكثر ويمنعها من التصرف".  وشدد على أن "الهدف من توقيع المرسوم هو إجبار المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفاً "لا يمكن ترك حكومة تصريف الأعمال تدير البلاد في الفراغ، ولا يمكن ترك الحكم للبرلمان في ظل التركيبة الحالية".  وعدّد الرئيس عون أبرز الإنجازات التي سجلت في عهده، من توقيع مراسيم النفط في العام 2013، وتحرير الجرود من الإرهاب في عرسال وتفكيك الخلايا النائمة في عكار، وإقرار قانون الانتخاب، والتدقيق الجنائي، والانتظام المالي. وأورد  الجهات التي حاربته وسعت لإفشال عهده، مشيراً الى أن "السلطة القضائية مسؤولة عن عرقلة ملفات القضاء، وقد أرسلت 22 ملفاً قضائياً الى القضاء ولم يبت بأي ملف منها. وكذلك وجه المدعي العام المالي اتهاماً لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بقضايا فساد وصدر بحقه مذكرات توقيف، لكن لم تنفذ". وأضاف: "لقد أرسلت 122 قانوناً الى المجلس النيابي ولم يُبت سوى بـ 45 والباقي بقي في الأدراج، أما السلطة التنفيذية فعرقلت الكثير من المشاريع والقرارات ولم تتعاون في عهدي". وتابع: "على المستوى الاقتصادي والمالي تعاقدنا مع شركة "ماكينزي" لوضع خطة اصلاحية، وجرى إفشالها، ثم وضعنا خطة اقتصادية وجمعت خبراء من مختلف القوى السياسية ووضعنا خطة اقتصادية شاملة، ولم تنفذ"، لافتا الى ان "التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان كان من المفترض أن ينتهي في 27 أيلول الماضي.. لكن أُغرقت شركة التدقيق بكمية كبيرة من الأوراق ولم تصل الى نتيجة نهائية". وعن رؤيته لكيفية إصلاح النظام السياسي بعد التشويه الذي أصابه من سوء تطبيق اتفاق الطائف والممارسة السياسية خلال العقود الماضية، قال رئيس الجمهورية: "يبدأ الحل من وضع قانون جديد للأحوال الشخصية يعطي الحرية للناس، بدل إلزامهم بقوانين الطوائف. ومثل هذا القانون يقضي تلقائياً وتدريجياً على النظام الطائفي بنسبة كبيرة، الى جانب قوانين إصلاحية أخرى".  وشدد  على "أننا فشلنا بالإصلاح لأن الفساد كان أقوى، لكن مكمل من الرابية"، مضيفا "أخرج من القصر بلا أصدقاء، لكن فليحكم التاريخ على عهدي".

 

رئيس الجمهورية التقى نائب رئيس الحكومة ووقع خمسة قوانين أبرزها القانون المتعلق بتعديل السرية المصرفية

وطنية/29 تشرين الأول/2022

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، نائب رئيس الحكومة الدكتور سعادة الشامي الذي اطلعه على نتائج زيارته واشنطن، حيث ترأس الوفد اللبناني الى اجتماعات البنك الدولي، والمداولات التي جرت خلالها. كما تطرق البحث الى ما تحقق حتى الآن من إجراءات وما لم يتحقق بعد لتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. وأوضح الشامي انه عرض مع الرئيس عون الأوضاع العامة في البلاد، وتمنى له التوفيق بعد انتهاء ولايته الدستورية.

توقيع قوانين

 الى ذلك، وقع الرئيس عون خمسة قوانين اقرها مجلس النواب، واحالها للنشر وفق الأصول، وابرزها قانون تعديل قانون السرية المصرفية.

 وفي ما يلي القوانين التي وقع عليها الرئيس عون:

 - القانون الرقم 304 تاريخ 28/10/2022 الذي ينص على آلية لفتح الاعتمادات والصرف الخاصة باتفاقية القرض المقدم من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار أميركي لتنفيذ مشروع الاستجابة الطارئة لتأمين امدادات القمح.

- القانون الرقم 305 تاريخ 28/10/2022 القاضي بتعديل نص المادة 35 من الفصل الأول من الباب الثاني من المرسوم الاشتراعي رقم 102 تاريخ 16/9/1983 وتعديلاته (قانون الدفاع الوطني).

- القانون الرقم 306  تاريخ 28/10/2022 القاضي بتعديل بعض مواد القانون الصادر بتاريخ 3/9/1956 المتعلق بسرية المصارف، والمادة 150 من القانون المنفذ بالمرسوم رقم 13513 تاريخ 1/8/1963 وتعديلاته (قانون النقد والتسليف)، والمادة 23 من القانون رقم 44 تاريخ 11/11/2008 وتعديلاته (قانون الإجراءات الضريبية)، والمادة 103 من المرسوم الاشتراعي رقم 144 تاريخ 12/6/1959 وتعديلاته (قانون ضريبة الدخل).

- القانون الرقم 307 تاريخ 28/10/2022 القاضي بالموافقة على ابرام اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للانشاء والتعمير لتنفيذ مشروع تعزيز استجابة لبنان لجائحة كوفيد-19.

- القانون الرقم 308 تاريخ 28/10/2022 القاضي بتعديل نص المادة السابعة عشرة من القانون رقم 153 تاريخ 17/8/2011 (نظام الكلية الحربية في لبنان).

 

الرئيس عون تسلم من الحلبي واسحق نسخة من مشروع الاطار الوطني لمناهج التعليم ما قبل الجامعي

الحلبي: أرقام المسجلين في المدارس الرسمية هذا الموسم تقارب الموسم الفائت

وطنية/29 تشرين الأول/2022

تسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، من وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ورئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء البروفسورة هيام اسحق، نسخة من مشروع الاطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، الذي سيتم درسه وعرضه على الهيئة العليا للمناهج لاقراره.وحيا الرئيس عون جهود الذين عملوا على هذا المشروع في المركز التربوي لوضعه، وامل ان "يحظى بالاجماع اللازم كي يأخذ طريقه الى التنفيذ، خصوصا وان المناهج اللبنانية للتدريس باتت تحتاج الى بعض التعديلات لتتماشى مع متطلبات التعليم الحديث وللتخفيف عن الطلاب من دون المساس بمستوى التعليم".

الحلبي

وبعد اللقاء، تحدث الوزير الحلبي فقال: "تشرفنا بلقاء فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ومعنا رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء البروفسورة هيام اسحق، وسلمناه نسخة من مشروع الاطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، وهذه النسخة سوف يتم عرضها على الهيئة الوطنية العليا للمناهج بغية درسها وإقرارها. ان الاطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي، اخذ الوقت الكافي في المركز التربوي من اجل وضعه ومناقشته لخمس مرات بعد تعديلات عدة وضعتها اللجان المتنوعة وانتهى العمل عليه لدى لجنة الصياغة، وهي لجان تجمع كل المؤسسات التربوية وجميع الطوائف اللبنانية، لأننا نعتبر ان الاطار الوطني هو بمثابة دستور المناهج، لا بل هو طائف تربوي، ويجب ان يحظى بإجماع كل المعنيين ليأخذ طريقه الى الإقرار".

أضاف: "ان زيارتنا اليوم الى فخامة الرئيس، ولو كانت في اليوم الأخير لعهده، انما تندرج في اطار جولة على رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء، لتسليم كل منهم نسخة عن الاطار، وإتاحة الفرصة لتلقي اي ملاحظات او تعديلات عليها قبل البت بها من قبل الهيئة العليا المعنية والمدعوة للانعقاد غداة عيد الاستقلال، ونأمل ان يخرج في اقرب وقت، لنباشر بعده عملية وضع المناهج على مستوى كل مادة، ومن بعدها نصل الى تأليف الكتب المدرسية الجديدة. اننا حريصون على تحقيق الوفاق الوطني على هذا المشروع الذي ينتظره تلامذتنا والمعلمون بعد خمس وعشرين سنة من الجمود على صعيد المناهج التربوية".

سئل: كيف تتحضر المدارس الرسمية لاستقبال الطلاب؟

أجاب: "لا يزال التسجيل مستمرا لفترتي قبل الظهر وبعده، والأرقام التي وصلنا اليها تبشر بأننا نقترب من تلك التي سجلت العام الفائت على الرغم من كل الظروف الاقتصادية. ما يعني ان الرغبة لا تزال موجودة لدى الجميع بالالتحاق بالمدارس الرسمية. وهناك قلق لدينا نتابعه مع وزارة الصحة يتعلق بموضوع المياه والنظافة في المدارس، في ضوء ظهور بعض الحالات الصحية خارج المدارس ترك اثرا على الجو العام. وسعينا مع وزارة الصحة لتشديد المراقبة وتوفير كل وسائل الوقاية للطلاب في هذه المدارس". سئل: ماذا عن تسجيل الطلاب السوريين وهل سيتغير دوام دراستهم؟

أجاب: "يخضع الطلاب السوريون لنظام التعليم لفترة ما بعد الظهر، وهذا الامر لم يتغير، وهم مستمرون بذلك منذ اكثر من سبع سنوات، وكل ما قيل سابقا عن عملية دمج وخلط اثبت عدم جديته وان الغرض منه كان للتضليل الإعلامي فقط".

سئل: ما مدى تفاؤلكم بنجاح مشروع الاطار الوطني الذي سلمتم نسخة منه اليوم الى رئيس الجمهورية؟

أجاب: "متفائلون جدا. فنحن نوفر للورشة بقيادة البروفسورة هيام من المركز التربوي، الدعم اللازم بالملاكات الاكاديمية المناسبة، إضافة الى الدعم المالي المتوفر، بما يبشر بسير الورشة الى خواتيمها السعيدة. ونأمل الا يطول الامر عن السنة او السنة ونصف للبدء بتطبيقها في المدارس".

 

"الجبهة المسيحية" أعلنت أهدافها ومراد أكد أن الهدف ترسيخ الوجود وإلغاء تمثيل الذميين

وطنية/29 تشرين الأول/2022

عقدت "الجبهة المسيحية" مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في مقرها بالأشرفية، كشفت خلاله عن أهدافها ومشروع عملها، بحضور رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ممثلا بأمين الإعلام الداخلي مارون مارون، النائب سامي الجميل ممثلا بعضو المكتب السياسي لينا جلخ فرج الله، النائب كميل شمعون ممثلا بأمين التربية في حزب الوطنيين الأحرار انطوان أسمر، النائب نديم الجميل ممثلا بالسيد الكسي بريدي، النائب رازي الحاج ممثلا بالمهندس شكري مكرزل، أمين عام حزب "حراس الارز" مارون العميل، السيد ارا طرزيان ممثلا حزب الرامغافار، امين عام "المؤامر الدائم للفدرالية" الفرد رياشي ، ريجينا قنطرة ممثلة الاتحاد الماروني العالمي، القاضي الرئيس بيتر جرمانوس، عضو "الجبهة السيادية الإعلامية" ساميا خداج، المحامي طوني سكر ممثلا "منتدى الأرز"، بالاضافة الى اعضاء مجلس قيادة الجبهة وحضور حزبي وإعلامي.

بداية النشيد الوطني وكلمة ترحيب للمقدمة جيسيكا مشعلاني. وكانت كلمة للأمين العام للجبهة رئيس حزب الاتحاد السرياني ابراهيم مراد قال فيها: "هدف تأسيس الجبهة جاء للدفاع عن الوجود المسيحي الحر الفاعل و ترسيخ صمودهم، بعد ان مثل المسيحيين زمرة من الخونة والعملاء الذميين بإرادة وفرض من قبل ميليشيا الاحتلال الايراني في لبنان، إذ عملت ايران وقبلها النظام السوري البعثي على ضرب التمثيل المسيحي الحقيقي و إلغاء حضوره واستبداله بأقزام كي يسهل لهم السيطرة على لبنان وباقي مكوناته".

وختم: "الجبهة تهدف الى توحيد الصف المسيحي السيادي كي نستطيع ان نجلس مع الشريك المسلم السيادي بندية ونصل معا الى نظام جديد وعادل يوقف تعطيل الدولة ومصالح الشعب عند كل استحقاق".

ثم تلا عضو مجلس قيادة الجبهة الصحافي طوني بولس أهداف الجبهة وقال: "يواجه المشهد اللبناني السياسي عدم انسجام في النظرة الى الكيان اللبناني، فمنهم من يتبنى آراء ومواقف نابعة من إيديولوجيات لا تمت بصلة لهذا الكيان، ومنهم من يعتبره كيانا طارئا غير ملزم به، ومنهم من يتخذ من التوجه العروبي أو من ولاية الفقيه إيديولوجية يعتمدها، ومنهم من يعارضها، ومنهم من ينضوي في إطار النظام السياسي اللبناني بمفهومه الواسع، ومنهم من يمانع الانضواء تحت هذا النظام السياسي. هذا الشرخ الخطير يدعو للقلق على مستقبل المسيحيين كونهم المؤتمنون و المؤمنون بالكيان اللبناني، مما استدعى قيام جبهة مسيحية استدراكية تعالج الأسباب الحقيقية لتهميش دورهم، وتضع استراتيجية واضحة لاستعادة حضورهم  الحر الفاعل إيجابيا، والحفاظ على وجودهم وتعزيزه. فمن جهة هم عرضة لأخطارالتحول الديموغرافي لصالح الطوائف الإسلامية جراء شن حروب سابقا وتهجيرهم، وشراء ومصادرة أراضيهم بالترغيب والترهيب، كما وعمليات التجنيس الممنهجة التي ألحقت بهم غبنا لناحية العدد، إذ أن نسبتهم بمرسوم رقم 5247  سنة 1994 لم يتجاوز 24 % مقارنة بنسبة المسلمين البالغة 76% وبالتالي فرض هويات ثقافية غريبة عن الهوية الثقافية للمسيحيين، ومن جهة ثانية هم في مهب تنامي الحركات الإيديولوجية التي تقوم على مقاصد مبطنة للنيل من التعددية والديمقراطية في تهميش وإلغاء الدور المسيحي في لبنان والشرق، كالأحزاب العقائدية الشمولية والتيارات الإسلامية الداعية إلى حكم الشريعة".

أضاف: "لذلك، نتوجه إلى كل الأحزاب والكنائس والروابط  والمجموعات والشخصيات المؤثرة في المجتمع المسيحي  وإلى كل من يجد نفسه مؤيدا وفاعلا ضمن الأهداف والأدوار وثوابت العمل التي تحملها هذه الورقة، أن يتعاونوا ويتكاملوا في إطار هذه الجبهة التي ستناضل لحفظ دور ووجود وهوية المسيحيين وصون حضورهم في لبنان ، كما وتشكل صوتهم الصارخ الوازن في المعادلة السياسية اللبنانية والعالمية، وتعبر عن الأساسيات التي ينشدونها بعد الإخفاقات التي أصيبوا بها في السنوات الأخيرة".

وتابع: "أهداف الجبهة:

- التأكيد على أن لبنان بلد تعددي ثقافيا ودينيا أما دستوره فلا يتوافق مع تنوع هوية أبنائه.

- تبني الحياد الذي يبعد التورط في حروب لا تخدم المصلحة اللبنانية بهدف تحقيق النظام الاتحادي الفدرالي الذي يرسخ مفهوم العيش المشترك الحقيقي والمحافظة على الكيان اللبناني بعد أن فشلت الدولة المركزية في الحفاظ عليه.

- رفض استمرار وجود سلاح حزب الله الميليشياوي الطائفي الذي فتك بمفهوم الدولة ومؤسساتها وشعبها عسكريا وسياسيا جاعلا من لبنان دويلة تحت سيطرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعزل لبنان عن محيطه الاقليمي و الدولي، وبالتالي نزع سلاحه وتسليمه للجيش اللبناني. كذلك رفض وجود أي سلاح غير شرعي لأي جهة انتمى بما فيه سلاح المنظمات الفلسطينية.

- المضي في تحقيق وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بلبنان.

- نشر وممارسة  الثقافة المسيحية ورفض التنازل عنها كهوية ثقافية تاريخية لغوية.

- تشكيل مجموعات مؤثرة في لبنان وبلاد الانتشار داعمة للمواقف التي تتخذها الجبهة، ووضع خطة لربط الاغتراب المسيحي بلبنان.

- كشف ومتابعة حقيقة مصير المخفيين قسرا في السجون السورية.

- العمل على تأكيد حق عودة المبعدين إلى إسرائيل.

- رفض أشكال التوطين والتجنيس كافة.

- اعادة الوافدين السوريين إلى بلادهم اذ انهم لا يتمتعون بصفة نازح او لاجئ.

- العمل على إعادة أراضي المسيحيين المصادرة.

- التعاون مع الكنائس والأحزاب والمنظمات المسيحية في الداخل والخارج لترسيخ صمود المسيحيين في أرضهم و الحد من الهجرة، من خلال تفعيل الدور الحيوي للبلديات و إقامة مشاريع هادفة تعينهم على مواجهة التحديات المعيشية.

- إقامة مؤتمر لمسيحيي الشرق يوحد المطالب والمواقف ويوثق الروابط فيما بينهم.

- إقامة مؤتمر مسيحي عالمي لطرح ومواجهة الأخطار المحدقة بمسيحيي الشرق".

وتابع: "إن الجبهة هدفها الأساسي تنظيم المجتمع المسيحي وتحصينه والهدف غير موجه لمحاربة أي مذهب أو طائفة أو إثنية موجودة، بل على العكس هي على استعداد تام للتواصل والتعاون مع أي جهة تبدي استعدادها لتفهم هواجسنا والعمل سويا للحفاظ على التعددية والديمقراطية والعدالة، إيمانا منا بأهمية هذه الأهداف في ترسيخ العيش المشترك الحقيقي ضمن نظام اتحادي فدرالي يصون حقوق الشعب اللبناني بمختلف انتماءاته، تفاديا لخيارالتقسيم الحتمي عندها".

وختم: "بناء على كل ما أوردناه، توجه الجبهة دعوة ملحة لكل المسيحيين العاملين في الشأن العام في لبنان، للانضمام إليها تحقيقا للأهداف المشار إليها أعلاه".

 

"أمل": من نكد الدهر أن تصبح الدعوة الى الحوار جريمة والنعق في أبواق الفراغ فضيلة

وطنية/29 تشرين الأول/2022

أسفت هيئة الرئاسة في حركة "امل"، "لحملة التطاول على رئيس مجلس النواب نبيه بري". وقالت في بيان: "بعد أن بلغ سيل التطاول والتجني على رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري من جهات عدة حداً لم يعد جائزا السكوت عنه تحت أي وجه من الوجوه، فمن ثمارهم تعرفونهم، فلا يُجنى من الشوك عنب، ولا من العوسج تين، وكي لا يفسر الصمت تسليماً بتخرصات أولئك المسكونين بالكوابيس والهواجس، نؤكد أنه من المؤسف التجني الذي يلحق بالأخ دولة الرئيس نبيه بري من جهات يعرفها القاصي والداني، والتي تتذرع حينا بأن رئيس المجلس لا يحق له الدعوة الى الحوار وأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية، متناسياً حوار عام 2006 بحضوره بشخصه وكانت المطالبة آنذاك بوجوب مشاركته في الحكومة، وحيناَ آخر بالتذرع بأن الرئيس بري ليس مع تأليف الحكومة وهو الذي سعى ولا يزال بإخلاص وبقوة من أجل إنجازها، لكن الحقيقة بائنة كما الشمس بأن من يتهم ويصوب السهام نحوه هو الذي عطل تأليف الحكومة ويريد تسمية أغلب وزرائها دون ان يمنحها الثقة، فمن هو اليوضاسي؟ وذاكرة اللبنانيين لا تزال تنضح بمقولة "كرمال عيون الصهر عمرها ما تتشكل الحكومة". وأضاف: "ولان الترسيم بالترسيم يذكر، والبحر دائماَ هشام وإخوانه الشهداء مرسّم بالدم وبالذاكرة التي لا تصدأ، هم هم يحاولون إخفاء دور الاخ الرئيس نبيه بري في الوصول الى التفاهم حول الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وهو الذي أسس له وبناه وأكمله قبل العهد الحالي وإبانه وحتى خواتيمه".

واستغرب "إنضمام بعض وسائل الإعلام الى جوقة التجني كصحيفة "نداء الوطن" التي تدعي انها تنطق باسم حزب، وترمي الشيطنة على غيرها". وختم البيان: "من نكد الدهر ان تصبح الدعوة الى الحوار جريمة والنعق في أبواق الشرذمة والتفرقة والفراغ فضيلة.يا عيب الشوم".

 

  /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 29-30 تشرين الأول/2022

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 29 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113052/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1582/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 29/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113054/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-29-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/