المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 09 تشرين الأول/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.october09.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني(أرشيف2014)/بالصوت والنص: ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل، وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة/نص تفاهم نيسان وتعليق عون عليه

الياس بجاني/نرسيسيون وذميون الذين يشاركون حزب الله الإرهابي الحكم

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع د. جعجع من موقع ICI بيروت: جعجع: عون سيغادر بعبدا في 31 تشرين الأوّل ومرشحنا الرئاسي هو ميشال معوّض

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي يوسف دياب من قناة الجديد/اخر مستجدات موقف السعودية من الانتخابات الرئاسية في لبنان وماذا وراء جولات وليد البخاري ؟!

رابط فيديو مقابلة من قناة الجديد مع غسان العياش

رابط فيديو مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد من موقع جاد غصن/قراءة في تاريخ اللاقات بين الطوائف اللبنانية وفي تاريخ لبنان الحديث وأسباب الصعاب التي يمر بها مذ حقبة الإستقلال

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 8 تشرين الأول 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 8 تشرين الأول 2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

الخطوط مفتوحة بين بيروت وواشنطن لإخراج الترسيم من “عنق الزجاجة”

ترجيحات بتأجيل الملف إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية... وبخاري جال على القيادات الطرابلسية

الخارجية الفرنسية: فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان

أيام فاصلة بين الترسيم أو التصعيد

هوكشتاين يبحث عن مخرج للابيد

وين رح نحتفل آخر هالشهر؟ وكيف رح نحتفل ومع مين!

لسلي نكد/فايسبوك

ترسيم الحدود.. فرنسا للبنان: تحلَّ بالصّبر!

عون يعود إلى المعارك: لا ميثاقية في غياب الرئيس/منير الربيع/المدن

حروب الحسابات الصغيرة وحرب الحساب الكبير/رفيق خوري/نداء الوطن

الفراغ الرئاسي.. “حتمي”؟

تنازلات تتماهى مع شروط باسيل؟!

عون ينعى التأليف الحكومي

جديد “نواب التغيير”.. تباين في الآراء وأكثر!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

الجبير: السعودية لا تقوم بتسييس النفط أو تستخدمه سلاحاً ضد أميركا ونفى أن يكون خفض الإنتاج هدفه إلحاق الضرر بالولايات المتحدة

واشنطن تفرض عقوبات على وزيرين و5 مسؤولين أمنيين إيرانيين رداً على قمع المحتجين... وفرنسا وإسبانيا دعوتا رعاياهما لسرعة مغادرة إيران وسط تصاعد انتفاضة مهسا أميني

اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أنحاء طهران

مسيرات وتجمعات طلابية في عدة محافظات إيرانية... ومقتل وجرح متظاهرين في سنندج

تفجير جسر القرم يفتح الباب على «حرب بلا قواعد» وبوتين يشكل لجنة متابعة ودعوات برلمانية لـ«رد حاسم»

روسيا: قواتنا في أوكرانيا يمكنها الحصول على جميع الإمدادات براً وبحراً

هل بدأت موسكو إعداد «الهجوم الحاسم» في أوكرانيا؟

تعيين جنرال روسي بارز قائداً لـ«القوات المشتركة» وعمليات إجلاء للمدنيين من خيرسون

روسيا تعيّن قائداً جديداً لقواتها في أوكرانيا

بايدن يحذر من أن تهديدات بوتين النووية قد تؤدي إلى «نهاية العالم» وتحدث عن «مخرج» بعد إعلانه الاستعداد للقائه على هامش قمة «العشرين»

العراق يطالب بدعم دولي لحفظ سيادته ووقف اعتداءات إيران

البرلمان عاود الانعقاد وسط إجراءات أمنية مشدّدة... وبرهم صالح دعا إلى حوار جاد لتشكيل الحكومة الجديدة

استشهاد فلسطينيين خلال عملية عسكرية للاحتلال في جنين… و”حماس” ترحب بحوار الجزائر

أبو ردينة: التصعيد الإسرائيلي سيدفع نحو الانفجار الشامل

مقتل اثنين من قادة “داعش” بغارة أميركية شمال سورية

أردوغان: الاجتماع مع الأسد ليس مستحيلاً

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتخابات الرئاسية اللبنانية 2022: رقص في الهاوية وسط تفاقم الأزمات الإقليمية والدولية/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

إتفاق ترسيم الحدود “في متناول اليد”/إيلي يوسف/الشرق الأوسط

غاز لبنان وانتخابات إسرائيل/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

البند الثالث من المادة ٦٩ من الدستورية على/د. توفيق هندي/فايسبوك

في صبيحة اليوم ال1088 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات/محمد علي مقلد/نداء الوطن

إحتفالات و"دي جي" وحلويات وتصفيق...31 تشرين نهاية تيار... يا هلا بيوم الإثنين/نوال نصر/نداء الوطن

الغرب يطلب من لبنان إدانة روسيا/غادة حلاوي/نداء الوطن

المعضلة الإيرانية في إدارة الصراعات الشيعية في العراق/فراس الياس/معهد واشنطن

التظاهرات احتجاجًا على مقتل مهسا أميني: نقطة تحول في إيران/زريان روجهلاتي/معهد واشنطن

أحدث فصول دبلوماسية الرهائن في إيران/هنري روم/معهد واشنطن

وسائل التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات الإيرانية: هل هي مجال عام جديد؟/ مهدي خلجي/معهد واشنطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

بيان لبناني تضامني مع ثورة المرأة الإيرانيّة

الفاتيكان حاضر في التفاصيل اللبنانية والاصلاح يشمل كنائس لبنان/دنيز عطالله/موقع المدن

الراعي رأس صلاة الجنازة لراحة نفس المطران الهاشم: ما أمرّ خروج نعشين من البيت الواحد في غضون أيام

بخاري من طرابلس: قوة لبنان وصموده ينبعان من الداخل فقط

ريفي: نؤكد استمرار النضال في مواجهة مشروع ايران في لبنان

جعجع التقى وفدا من الاحرار قدم له دعوة للمشاركة في القداس عن راحة انفس داني شمعون وعائلته

المجلس الأرثوذكسي عن وضع تمثال العذراء في ساحة ساسين: لا نريد زرع الحساسيات الطائفية

جعجع: من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة المحددة للاستحقاق الرئاسي ومسألة الترسيم لن تحل قريبا لأنها معقدة أكثر مما يراها البعض

حسام زكي توجه الى لبنان بتكليف من ابو الغيط: لبنان لا يتحمل الفراغ الرئاسي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة

إنجيل القدّيس يوحنّا05/من24حتى30/:”قالَ الربُّ يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ يَسْمَعُ كَلِمَتِي ويُؤْمِنُ بِمَنْ أَرْسَلَنِي، يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ولا يَأْتِي إِلى دَيْنُونَة، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ المَوتِ إِلى الحَيَاة. أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: تَأْتِي سَاعَةٌ، وهِيَ الآن، فيهَا يَسْمَعُ الأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ الله، ويَحْيَا الَّذِينَ يَسْمَعُون. فَكَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ الحَيَاةُ في ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الٱبْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ الحَيَاةُ فِي ذَاتِهِ. وأَعْطَاهُ سُلْطَانًا بِهِ يَدِين، لأَنَّهُ ٱبْنُ الإِنْسَان. لا تَتَعَجَّبُوا مِنْ هذَا! إِنَّهَا تَأْتِي سَاعَة، فِيهَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ كُلُّ مَنْ فِي القُبُور، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِلى قِيَامَةِ الحَيَاة، والَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَة. أَنَا لا أَقْدِرُ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي: كَمَا أَسْمَعُ أَدِين، ودَيْنُونَتِي عَادِلَة، لأَنِّي لا أَطْلُبُ مَشيئَتِي، بَلْ مَشيئَةَ مَنْ أَرْسَلَنِي”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني(أرشيف2014)/بالصوت والنص: ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل، وكفانا هرطقات مقاومة وممانعة وتحرير، وكفى استباحة وطننا وابقائه ساحة مباحة/نص تفاهم نيسان وتعليق عون عليه

https://eliasbejjaninews.com/archives/4348/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5%d8%b6%d8%b1%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d8%a5%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%a1-%d9%88/

ضرورة إنهاء وضعيىة لبنان الساحة والاعتراف بإسرائيل

الياس بجاني/29 أيلول/2014

 

 نرسيسيون وذميون الذين يشاركون حزب الله الإرهابي الحكم

الياس بجاني/07 تشرين الأول/2022

ذمي من شارك ويشارك حزب الله الحكم على أي مستوي. المشاركه تشرعن احتلاله ومشروعه الفارسي المناقض 100%، لكل ما هو لبنان ولبناني

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط فيديو مقابلة مع د. جعجع من موقع ICI بيروت: جعجع: عون سيغادر بعبدا في 31 تشرين الأوّل ومرشحنا الرئاسي هو ميشال معوّض

https://www.youtube.com/watch?v=nGDiYEmsnWc&t=1255

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي يوسف دياب من قناة الجديد/اخر مستجدات موقف السعودية من الانتخابات الرئاسية في لبنان وماذا وراء جولات وليد البخاري ؟!

https://www.youtube.com/watch?v=WNyPleR4Pac

 

رابط فيديو مقابلة من قناة الجديد مع غسان العياش

https://www.youtube.com/watch?v=J6fsh6RYxs4

 

رابط فيديو مقابلة مع النائب السابق فارس سعيد من موقع جاد غصن/قراءة في تاريخ اللاقات بين الطوائف اللبنانية وفي تاريخ لبنان الحديث وأسباب الصعاب التي يمر بها مذ حقبة الإستقلال

https://www.youtube.com/watch?v=MS5vxBfV9Y4&t=1814s

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 8 تشرين الأول 2022

وطنية/08 تشرين الأول/2022

النهار

استغربت اوساط مالية لجوء حاكم مصرف لبنان الى التعميم الذي يلزم المصارف اعلامه قبل فتح اعتمادات لشراء الفيول من الخارج خصوصا ان السوق تحررت بعد توقف الدعم وصارت حرة. وقد اثار التعميم غير الواضح قلقا من اعادة التضييق على الاستيراد و”تجفيف” الاسواق مجددا

أسف وزير سابق وسياسي عتيق لان يتم تحديد مواعيد الجلسات النيابية بحسابات “التزريك والنكايات” السياسية وعدم مراعاة المشاعر الجماعية لمكونات اساسية في البلد

لوحظ أن حملات عنيفة تُشنّ ضد مستشفيات ومؤسسات صحية على خلفية الهدر والفساد، وبعضها على خلفيات سياسية، وهو ما ضجّت به مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً

عُلم أن ثمة احزابا أرجأت مؤتمراتها والقيام بنفضة شاملة في قياداتها الى ما بعد الانتخابات الرئاسية وربطاً بالظروف الدقيقة التي يمر بها البلد في الوقت الراهن

اللواء

سجلت جهات دبلوماسية على المسؤولين الكبار الإستعجال في ضخّ كمية، زادت عن حدّها، من التفاؤل بشأن اتفاقية ترسيم الحدود!

فُهم من قيادي سابق معارض في تيّار موالٍ أن مع كل إطلالة إعلامية لرئيسه، تزداد حدّة الشرخ الداخلي، من دون التجرؤ على إشهار المواقف المعترضة!

يهتم مرشحون قدماء وجُدد بزيارة مرجع روحي لوزير سابق، جرى تداول اسمه بقوة في أوساط «الثنائي الشيعي» وبعض الدوائر الخارجية..

نداءالوطن

تعتقد مصادر مراقبة أن الرئيس نبيه بري تعمّد تعيين يوم 13 تشرين موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية لإحراج رئيس التيار الوطني الحرّ وتكتل لبنان القوي للتغيب عن الجلسة التي يراد لها أن تفقد النصاب.

تتساءل أوساط سياسية عمّا إذا كان «حزب الله» موافقاً على مطالعة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب حول ان الخيار اليوم بين توجّهين: توجه الحرب وتوجه النمو والإزدهار واستخراج النفط. معتبراً أن الإتفاق على ترسيم الحدود مع إسرائيل يلغي بصورة غير مباشرة دور سلاح الحزب.

قالت شخصية حزبية إن الهلع الذي أصاب المتعاطين بملف ترسيم الحدود البحرية بعد رفض إسرائيل التعديلات اللبنانية نابع من مسألتين: الخوف من تداعيات الحرب إذا حصلت والنكسة التي ستصيب العهد بسبب عدم حصول التوقيع النهائي قبل 31 تشرين الحالي. واعتبرت هذه الشخصية أن آخر ما يمكن تصوّره هو انتظار الدائرين في فلك «حزب الله» والمتعاطين بهذا الملف عملية إنقاذ أميركية.

الجمهورية

أصدر أحد الأحزاب تعليماته لعناصره كي يكونوا جاهزين لأي تطور ميداني حدودي.

مسؤول في تيار حزبي علّق عمله السياسي موقتاً، لم يرَ في زيارة تكتل نيابي من مذهب معيّن لرئيس حزب مسيحي بارز ما يقلق، ووضعها في إطار التشاور فقط.

كشفت سفيرة دولة عظمى لوزير حالي عن شخص يملك الجنسية الأميركية في عداد الموقوفين في قضية إنفجار المرفأ، وهو ما زال منذ سنتين بانتظار تحريك الملف العالق قضائياً بفعل دعاوى الردّ بحق القاضي المعني بالملف.

الأنباء

خدمة الزبائن في معظم المصارف هي خارج الخدمة وعلى مدار ٢٤ ساعة.

فريق سياسي يستغل احدى المناسبات كحجة غير مقنعة في موقف سيتخذه.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم السبت 8 تشرين الأول 2022

وطنية/08 تشرين الأول/2022

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

على رغم الجو المشدود  الذي يخيم منذ اجتماع المجلس الوزاري الاسرائيلي الخميس الماضي  على ملف الترسيم البحري الحدودي بين لبنان والاسرائيليين إلا أن توقعات أوساط سياسية مطلعة تتقاطع مع ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية من تأكيدها أنها ستستمر في العمل مع اللبنانيين والإسرائيليين لحل الخلافات القائمة..وهي تعتقد بأن اتفاقا بين الفريقين بشأن ترسيم الحدود البحرية ممكن.

فرنسا اعلنت عصر اليوم انضمامها الى جهود الوساطة الاميركية بهدف تحقيق الاتفاق.

الموقف الاميركي والبيان الفرنسي وردا  بعدما صدم الاسرائيليون عرض اتفاق الترسيم عندما رفض المجلس الوزاري المصغر ليائير لابيد التعديلات التي طلبها لبنان على عرض عاموس هوكستين لكن مجلس لابيد لم يرفض العرض ككل  بل قدم الفريق الاسرائيلي  ملاحظات على الملاحظات...أوساط أممية توقعت لتلفزيون لبنان أن يؤخذ بالمطلب اللبناني وبالتالي سترجح كفة الوصول الى الاتفاق فيما السؤال: متى؟؟ علما" ان المزايدات الاسرائيلية الانتخابية الداخلية ستستمر حتى انتخابات الكنيست مطلع الشهر المقبل.

في أي حال لبنان الرسمي ينتظر  في الساعات المقبلة رد مكوك المفاوضات غير المباشرة عاموس هوكستين في وقت صحيفة تايمز أوف إسرايل نقلت: أن مسؤولا" لبنانيا" طلب من ادارة الرئيس جو بايدن الضغط من أجل حل المسألة توصلا" الى إبرام التفاهم.. وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم"، قد نشرت أمس أن السلطات الاسرائيلية تستعد لإجراء اختبار على ضخ الغاز من حقل كاريش وربما الإثنين. حزب الله من جهته يعتمد الآن موقف التريث.

على مسار المساعي لتأليف حكومة جديدة الجهود مستمرة وإن كانت الوتيرة بطيئة وثقيلة/ وما من جديد  باستثناء استمرار اللواء عباس ابرهيم في حركته المكوكية على المسار ومواقف حزب الله الداعمة.

في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي الجلسة البرلمانية الثانية للانتخاب، محددة الخميس المقبل ب 13 تشرين الاول. ويوم الجمعة المقبل في 14 تشرين الأول ستكون أجواء الاتصالات والضغوط الفرنسية على مسار استعجال انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية  محور محادثات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي ستقوم بأول زيارة لها للبنان.. كولونا ستشدد على تحقيق الإصلاحات.. وستكون لها أيضا" في المحادثات انعطافة قوية على ملف الترسيم البحري.

المسار الرئاسي شهد ويشهد كذلك اهتماما" مصريا"-عربيا" آخره عبر جولة السفير حسام زكي الذي عكس اهتمام جامعة الدول العربية القوي بوجوب العمل ومساعدة لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية منعا" للشغور  ومساهمة في حلحلة الازمةالاقتصادية-المعيشية. في الغضون الاتصالات القطرية غير المعلنة والمتعلقة بالترسيم وسواه لا تزال قائمة.

أما النبأ الصحي العام  فهو هاجس داء الكوليرا. وزير الصحة فراس ابيض شدد على ان مواجهة التفتشي تكون أولا وأساسا بالوقاية، بالنظافة والمتابعة.

دوليا الرئيس الأوكراني زيلينسكي اعلن أن قوات كييف استعادت  2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا. وأن على الناتو توجيه ضربات "استباقية" لروسيا، وعدم "انتظار الضربات النووية الروسية.. فرد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن موسكو لا يمكنها أن تتجاهل تصريحات زيلينسكي حول توجيه ضربة نووية استباقية لروسيا وتدعو قادة الدول الأخرى لأن تحذو حذوها في ذلك. إذا صح وترجمت هذه المواقف في حيز التنفيذ في جنوب شرق أوروبا السؤال يطرح موضعيا": من يسبق الآخر في كبس الزر الأحمر؟؟؟ موسكو اعتبرت تفجير جسر القرم بمثابة اعلان حرب. وماذا بعد.

*مقدمة نشرة اخبار تلفزيون "ال بي سي"

وكأن لبنان لا تكفيه الملفات المتراكمة، حتى جاءه ملف الكوليرا في أحد مخيمات النازحين السوريين في عكار، عدد الحالات المثبتة مازال قليلا حتى الساعة، وعدد الحالات المشتبه بها أكثر ، فهل ستتمكن وزارة الصحة والقطاعات المعنية من محلية ودولية من ضبط الوضع والحالات؟ أم أن الظروف الصحية غير الملائمة في المخيم ستؤدي إلى تفشِ سريع للوباء؟

في ملف الترسيم يبدو أن هناك نوعا من " استراحة المحارِب " حيث لم تُسجل أي خطوة في اتجاه معرفة الرد الاسرائيلي على الملاحظات اللبنانية.

معلومات ترجح أن يكون لبنان قد تسلم الرد الاسرائيلي ، لكن طالما ليس هناك تأكيد رسمي فعندها يتم وضع المعلومة في دائرة عدم تثبيتها.

جديد الترسيم دخول فرنسا على الخط إذ وزعت السفارة الفرنسية تغريدة لوزارة الخارجية الفرنسية، أشارت فيها إلى أن "فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل "، مؤكدة أن "الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، ما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة". وقالت: "ندعو جميع الجهات الفاعلة للعمل على ذلك".

رئاسيا، وقبل خمسة أيام من موعد الجلسة الثانية، حراك لكن لا نتيجة ملموسة حتى الساعة، فالجميع على حالهم والأرقام على حالها ، ولا خرق نوعيا.

وقد يحمل مطلع الاسبوع جديدا ، رئاسيا وعلى مستوى الترسيم ، في كلمة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الثلاثاء المقبل.

وفي الحركة السياسية الديبلوماسية اليوم، زيارة السفير السعودي لمدينة طرابلس، اللافت فيها زيارة لجبل محسن واجتماعة مع مفتي الطائفة العلوية.

دوليا، تطوران في الحرب الروسية الأوكرانية : الأول إعلان الجيش الروسي تعيين قائد جديد لقيادة "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا بعد سلسلة من الانتكاسات على الأرض ومؤشرات استياء متزايدة في ألاوساط العسكرية  بشأن إدارة النزاع. والثاني انفجار سيارة مفخخة على جسر القرم وهو المعبر الأساسي بين شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها موسكو والبر الروسي .

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ان بي ان"

ضجيج إعلامي كبير ولكن لا موقف رسميا نهائيا. هذا هو الحال في كيان العدو الإسرائيلي في التعاطي مع ملف الترسيم الحدودي البحري مع لبنان.

حتى السفير الأميركي في تل أبيب اضطر للخروج عن صمته والمجاهرة بأن ما يجري في الكيان يندرج في إطار حملة إنتخابية.

في المقابل لبنان غير معني بكل هذا ولا يلتفت إلى كل الصراخ والتهويل. كل ما يعول عليه جواب رسمي من آموس هوكشتاين ليبني على الشيء مقتضاه. فالكرة الآن في الملعب الأميركي وآخر موقف ورد من وزارة الخارجية وفيه أن واشنطن ستواصل العمل مع لبنان وإسرائيل لحل الخلافات القائمة وهي تعتقد بأن التوصل إلى إتفاق لترسيم الحدود  ممكن وفي متناول اليد.

في الداخلي اللبناني لا يبدو التأليف الحكومي في متناول اليد حاليا وحظوظه تراجعت خطوة إلى الوراء ما جعل الرئيس المكلف "غير راغب في النوم في قصر بعبدا حتى تشكيل الحكومة".

وفي الشأن الرئاسي لا جديد أيضا بانتظار جلسة الإنتخاب الثانية التي دعا الرئيس نبيه بري إلى عقدها الخميس المقبل.

على هذا الخط رصد موقف للسفير السعودي وليد البخاري من طرابلس حيث أشار إلى أن لبنان مقبل على استحقاق رئاسي مؤكدا أهمية إحترام المهل الدستورية.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

هو ليس فقط استهدافاً لجسرٍ بينَ شبه جزيرة القرمِ والاراضي الروسية، بل تدميرٌ لكلِّ جسورِ الحلِّ بينَ محورينِ وليس فقط بينَ دولتين – كما يراها الروسُ الواقفونَ على مفترقِ خياراتٍ في الحربِ الاميركيةِ عليهم فوقَ الاراضي الاوكرانية..

هو تخطٍّ للخطوطِ الحمرِ قال قادةٌ عسكريون وسياسيون في موسكو، ولا يمكنُ السكوتُ امامَ هذه العمليةِ الامنيةِ التي لا يَقدِرُ عليها الاوكرانيون لوحدِهم – كما قال هؤلاء، حتى اختصرَ وزيرُ خارجيتِهِم سيرغي لافروف الموقفَ بأنَ للصبرِ حدوداً..

وحتى تتضحَ حدودُ الردِّ الروسي على عمليةِ تفجيرِ الاوكرانيينَ للجسرِ الذي يربطُ بينَ القرمِ والاراضي الروسية، فانَ الاميركيين عالقونَ عندَ جسرِ اوبيك بلاس الواصلِ بينَ ضخ النفطِ وحاجةِ السوقِ واسعارِه العالمية، معَ اعتبارِ سياسيِّيهم انَ موقفَ المنظمةِ بتخفيضِ انتاجِها، لعبةٌ روسيةٌ سعودية، وضربةٌ سياسيةٌ مدويةٌ لادارةِ الديمقراطيين في اميركا على ابوابِ الانتخاباتِ النصفية..

ادارةٌ عالقةٌ ايضاً عندَ بابِ اتفاقٍ حولَ الحدودِ البحريةِ بينَ لبنانَ وفلسطينَ المحتلة، واذا كانَ الاعلامُ العبريُ لم يُخفِ غضبَ واشنطن من رفعِ السقفِ الاسرائيلي خلالَ التعاملِ مع مقترحاتِ هوكشتاين والتعديلاتِ اللبنانيةِ عليها، فانَ امكانيةَ الحلِّ على هذا المسارِ لا تزالُ ممكنةً بحسَبِ الاميركيين، ولا بدَّ منها – بحسَبِ الاسرائيليين المقتنعين بأنَ اللبنانيينَ ومقاومتَهم لن يَتراجعوا عن ملاحظاتِهم ومعادلاتِهم، وانَ الاميركيينَ لا يريدون التصعيدَ، وكذلك الجمهورُ الصهيونيُ وقيادتُه الامنية، وبالتالي فانَ خلاصةَ المعادلةِ انَ الحكومةَ العبريةَ ستتراجعُ وتُوقّعُ على الاتفاقِ كما قالَ الخبيرُ الصهيونيُ “يوني بن مناحيم”..

اما قولُ الخارجيةِ الفرنسيةِ في بيانٍ لها حولَ مفاوضاتِ ترسيمِ الحدودِ البحريةِ فكانَ واضحاً لجهةِ تقاطعِها معَ المصلحةِ الاميركيةِ بمنعِ التصعيدِ، وسعيِها لابرامِ الاتفاق، معتبرةً انه سيعودُ بالنفعِ على الجميع..

وللجميعِ كانت رسالةُ جموعِ اليمنيينَ المَهيبةِ والصدّاحةِ في ساحاتِ كبرياتِ المدنِ والمحافظاتِ خلالَ احياءِ المولدِ النبويِّ الشريفِ واُسبوعِ الوَحدةِ الاسلاميةِ، من انَ اهلَ الحكمةِ والايمانِ – ورغمَ الجراحِ والحصار -ِ هم الاكثرُ حضوراً وتمسكاً بنبيِّ الامةِ وقِيَمِهِ الوحدوية، فيما ارضُ مهدِ الرسولِ ومثواهُ غائبةٌ عن المناسبةِ، غارقةٌ في غيرِ احتفالاتٍ واهتمامات..

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

حول انتخاب الرئيس الجديد، لا جديد الا الاصرار على الجلسة الاستفزازية بتاريخها، في ذكرى 13 تشرين، مع ان فشلها محتوم، طالما البعض مصرون على رفض التوافق كمدخل ضروري لانجاز الاستحقاق، بعدما ثبت بالارقام ان اي مرشح من المطروحين لا يمتلك لا اكثرية الثلثين ولا الاكثرية المطلقة من عدد النواب.

وحول الحكومة، لا جديد الا تكرار البعض محاولاتهم الفاشلة سلفا بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، والتي لن تضع حدا لها، الا صحوة ضمير محتملة في اللحظات الاخيرة، تعيد المعنيين الى منطق الدستور والميثاق ووحدة المعايير. فكما في اول الولاية الرئاسية، كذلك في نهايتها، لا توقيع الا على ما يكرس الشراكة الوطنية التامة ويؤكد المناصفة الكاملة بلا مزيد من اللف والدوران.

اما حول مفاوضات الترسيم، فلا جديد الا ما يكذب الشائعات السلبية والتمنيات البشعة للبعض بفشل المفاوضات، انطلاقا من منطق النكايات المعروف.

فعلى المستوى الخارجي، مواقف اقليمية ودولية متتالية، من المتوقع ان ترتفع وتيرتها في الساعات والايام المقبلة، تؤكد دعم العملية التفاوضية، والانخراط بها، لتضاف الى تأكيدات اميركية شبه يومية بأن الاتفاق في متناول اليد، وبأن المساعي مستمرة. اما على المستوى الداخلي، فيبدي الجانب اللبناني قلة اكتراث بالتجاذب الداخلي الاسرائيلي، مركزا فقط على ما يصب في مصلحة لبنان والحفاظ على حقوقه، انطلاقا من عوامل القوة السياسية والميدانية المعروفة.

وفي هذا السياق، تؤكد معلومات الاوتيفي ان التفاوض متواصل ليلا نهارا وبوتيرة عالية وان التواصل بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والوسيط الاميركي اموس هوكشتاين مستمر على مدار الساعة، وهو لم ينقطع منذ ثلاثة ايام، ومن ضمنها جلسة تفاوض مطولة عقدت امس عبر الفيديو، واستكملت اليوم. هل سينجز المكلفون بملف التفاوض المهمة؟ و هل سيستفيد لبنان من وحدة موقف مسؤوليه لينتقل الى مرحلة قد تكون بداية المخرج من ازمتة الراهنة، خصوصا في ضوء المواقف الدولية والاقليمية التي تؤشر الى انتهاء العزلة؟ اسئلة مصيرية وساعات وايام حاسمة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

في عامه السبعين تلقى فلاديمير بوتن هدية معلقة على جسر بتكلفة ثلاثة مليارات دولار . جسر القرم البداية وإعلان لحرب مفتوحة على احتمالات برؤوس نووية حامية رأى فيها الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية للعالم. وفي تحد صارخ للرئيس الروسي احتفل رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني بميلاد القيصر فاستعان بمارلين مونرو لتهنئته وأرفق المعايدة بفيديو كليب للجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا وقد تم تفجيره بشاحنة مفخخة والنيران تتصاعد منه. والجسر نفسه كان بوتين قد أهدى إنجازه لرئيس حكومته ديمتري ميدفيديف قبل ستة أعوام بلوحة فنية حملت عنوان"ورشة العمل" قدمها له بعد جلسة مجلس الدولة الخاص بتشييد الجسر العملاق الذي سيربط روسيا القارية بشبه جزيرة القرم.

وبين الهدايا المتطايرة شظايا على ضفتي الحرب الروسية الأوكرانية "فلت الملق" بوتين غير ضباطه في المعركة والكرملين رأى في التفجير إعلان حرب بلبوس إرهابي أما زيلينسكي الذي يخوض الحرب بالوكالة عن قارتين فقد أخرج المارد الانتحاري من قمقمه وأعلنها تفجيرات متنقلة تستهدف ما وصفها بالبنى التحتية غيرِ الشرعية ودعا أوروبا وأميركا لاستخدام النووي ضد روسيا.

أمام حفلة الجنون هذه دخلت أوروبا وأميركا في سباق المسافات القصيرة لتأمين الغاز البديل عن الغاز الروسي على أبواب الشتاء ووزعت أضلعها السياسية على خطوط مد الأنابيب ولن يكون ملف الترسيم بين لبنان وتل أبيب بمعزل عنها ولهذه الغاية تضع الإدارة الأميركية ثقلها لإنجاز الاتفاق ومعها فرنسا التي دعت خارجيتها الجهاتِ الفاعلة كافة إلى العملِ على ذلك وبحسب معلومات الجديد فإن لبنان لم يتسلم حتى الساعة الملاحظات الإسرائيلية على عرض الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لكنه وعلى ضفة الترسيم الرئاسي شهد حراكا ملموسا على خط الشمال بجولة قام بها السفير السعودي في بيروت وليد البخاري استهلها من دارة آل كرامي واختتمها في أعالي جرود عكار.

في الجولة الاستطلاعية على مسافة أيام من الجلسة الثانية لانتخاب رئيس للجمهورية حمل رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي البخاري وصية للمملكة لاستعادة نهج الاستقامة في لبنان وبما أن القلب على الشمال بحسب قول البخاري فقد جال في كل شرايين المدينة والتقى نوابها ومر بجبل محسن فزار مجلسه الإسلامي العلوي قبل أن يتوجه إلى عكار في جولة فرز وضم أفضت إلى موقف دبلوماسي من الاستحقاق الرئاسي إذ قال البخاري نؤكد على أهمية احترام المهل الدستورية وحرصنا على استقرار لبنان يحتم علينا هذه المسؤولية المشتركة اتجاه لبنان.لكن المسؤولية هذه لم تنسحب على أي من الأطراف المعنية بتجنيب البلاد فراغا برأسين وإذا كان ما جمعه الاستحقاق النيابي قد فرقه الاستحقاق الرئاسي فلا مفر من التوافق سبيلا لملىء أحد الفراغين لسقوط الأكثرية من يد كل الأطراف وفي هذا الإطار غرد النائب أسامة سعد قائلا: "بين "السيادي" و"الممانع" ندعو ل"وسط" نيابي… ولترشيح رئيس سياسي وطني مستقل عن المحاور الداخلية والخارجية… رئيس قادر على إدارة حوار وطني برؤية إصلاحية وإنقاذية… نريده حوارا صريحا يعطي للحياة السياسية الحيوية ويساهم بوضع البلد المثقل بالانهيارات على سكة السلامة". وهكذا تورد الإبل يا سعد.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

بكتيريا الكوليرا وصلت إلى لبنان، لكن بؤرةَ تمركزِها لا تزال محصورةً ومحدّدةً بمنطقة عكار. علماً أن ثمة تخوفاً من انتشارها بشكل واسع إذا لم يتم تدارك الوضع. في المقابل، بكتيريا السياسيّين معشّشةٌ منذ زمن بعيد في الجسم اللبنانيّ، وهي منتشرةٌ على كلِّ الخريطةِ اللبنانيّة نتيجةَ ممارساتِ مسؤولينَ لا يعرفون معنى المسؤولية. من هنا نفهم كيف أنَّ كبار المسؤولينَ في لبنان إستعجلوا إعلانَ الإنتصارِ في ملف الترسيم، مع أنه لا انتصارَ فيه ولا من ينتصرون! والأنكى أنَّ إسرائيل تراجعت عن السير في الإتفاق في اللحظة الأخيرة، ما أفقد المسؤولينَ في لبنان فرحةَ الإنتصارِ الكاذبِ المتوهّم. وحسب صحيفةِ "إسرائيل اليوم" فإنَّ هناك استعداداتٌ لبدء تشغيلِ منصّة كاريش الأحد، فيما أعلنت القناةُ الثانية عشرة في إسرائيل أن المنظومة الأمنيةَ الإسرائيليّة تستعدّ لاحتمال اندلاعِ مواجهةٍ محدودةٍ مع حزب الله، على رغم التقديرات بأن احتمال وقوعِها ليس عالياً! في هذا الوقت المسؤولون اللبنانيّون بين انتظارَين: إنتظارُ اتصالٍ من هوكستين، أو انتظارُ الملاحظاتِ الإسرائيلية على عرض الوسيطِ الأميركي، واتكالُهم الأكبر في ذلك على واشنطن، علَّ ضغوطَها تنجح في تليين موقفِ  إسرائيل وفي جعل يائير لابيد يسير بخطة الترسيم من جديد. فما أصدق محورَ الممانعة عندما يرهُنُ قرارَه بالموقف الأميركي! وهل من يعرف كيف تحوّلت أميركا، بين ليلةٍ وضحاها عند المحورِ الممانع، من الشيطان الأكبر، إلى ... الملاك الحارس الأكبر؟/

حكوميا ورئاسيا، الجمود سيد الموقف لسببين: عطلة نهاية الاسبوع الممتدة الى الثلثاء لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وتأكُد مختلف المعنيين ان الشروط  الباسيلية  لتشكيل الحكومة، هي شروط تعجيزية الهدف منها عدم تشكيل حكومة ، ما يؤدي بالبلد الى فراغين: فراغ رئاسي، وفراغ على الصعيد الحكومي نتيجة عدم تشكيل حكومة مكتملة الصلاحية. والواضح ان التيار الوطني الحر  سيستغل  الفراغين،  الذي له الاسهام الاكبر  فيهما ، من اجل شحن  الرأي العام المسيحي  وايهامه ان رئيس الوزراء السني حل مكان رئيس الجمهورية المسيحيي. وفي تقدير التيار ان هذا الخطاب سيساعد في  تعويض ضعف الشعبية الذي اصيب به ، كما قد يعيد تعويم صورة الرئيس ميشال عون الخارج من قصر بعبدا مثخنا  بالخيبات المرة والانكسارات القوية والفشل الذريع ! على اي حال، الجمود السياسي المسيطر خرقه السفير السعودي من خلال زيارته مدينة طرابلس، حيث التقى نوابها وفاعلياتها في مسعى واضح  لاعادة  رص الصف السني في غمرة الاستحقاق الرئاسي. فهل تترجم حركة السفير السعودي في  صندوقة  الاقتراع   في الجلسة  الثانية  لانتخاب رئيس الخميس المقبل؟

توازيا،  الاوضاع الاجتماعية -المعيشية   والاقتصادية - المالية على حالها.  فالدولار يلامس سقف الاربعين الف ليرة، ما ينعكس ارتفاعا في الاسعار،  ليس من يعالجه من قبل المسؤولين! بالعكس من ذلك. فاليوم مثلا  قرر مجلس ادارة شركة كهرباء لبنان رفع تعرفة الكهرباء ٢٧ سنتا للكيلواط الواحد. فهل هناك كهرباء في البيوت حتى قررت شركة اللاكهرباء رفع تعرفتها؟

 

الخطوط مفتوحة بين بيروت وواشنطن لإخراج الترسيم من “عنق الزجاجة”

ترجيحات بتأجيل الملف إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية... وبخاري جال على القيادات الطرابلسية

بيروت ـ من عمر البردان:/السياسة/08 تشرين الأول/2022

مع دخول ملف الترسيم البحري عنق الزجاجة بعد رفض إسرائيل الملاحظات اللبنانية على المقترح الذي قدمه الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين، انفتحت خطوط الاتصالات على مصراعيها بين بيروت وواشنطن، منعاً لتدهور الأمور، وتالياً لسقوط ما تم التوافق عليه بهذا الشأن. وقد علمت “السياسة” أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب ما زال على اتصال دائم بالوسيط هوكشتاين، في محاولة للحصول منه على موقف بلاده من التطورات التي حصلت بشأن ملف الترسيم. وتالياً الوقوف على الجواب الإسرائيلي بشكل واضح، حول ما ذكر عن رفض الملاحظات اللبنانية. وفيما أشارت المعلومات، أن هوكشتاين سيبلغ لبنان في الساعات المقبلة، بآخر المستجدات حيال عملية الترسيم، وما يتصل بالموقف الإسرائيلي، فقد بات واضحاً وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية، أن التوقيع على أي اتفاق بحري بين لبنان وإسرائيل، قد تأجل إلى ما بعض الانتخابات الإسرائيلية في الأول من الشهر المقبل. وقد أشارت وزارة الخارجية الأميركية، إلى “أننا لا نزال نعتقد أن التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل ممكن”.وفي حين تستعد إسرائيل لبدء تشغيل منصة الغاز “كاريش”، أعلنت “قناة 12” الإسرائيلية أنه “في المنظومة الأمنية الاسرائيلية يستعدون لاحتمال اندلاع مواجهة محدودة مع “حزب الله”، رغم التقديرات بأن احتمالية وقوعها ليست عالية. إلى ذلك، وفيما قالت لـ”السياسة” أوساط ديبلوماسية عربية في بيروت، إن “زيارة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي على المسؤولين اللبنانيين، كانت استطلاعية ولم تحمل أي تصور لحل للأزمة التي يمر بها لبنان”، مشددة على أن “زكي أبلغ من التقاهم أن معالجة ما يتخبط به لبنان، مسؤولية اللبنانيين أنفسهم، قبل أن تكون مسؤولية أي طرف آخر”، أعلنت الامانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان، أنه “انطلاقا من حرص الجامعة العربية على مواكبة لبنان في المحطات المهمة كافة، واستشعارا منها للتداعيات الخطيرة التي ستترتب على دخول البلاد في فراغ رئاسي في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في 31 الشهر الحالي، توجه السفير حسام زكي الأمين العام المساعد، بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية امين ابو الغيط الى لبنان، بهدف استشراف آراء القيادات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي القادم، والنظر في سبل معالجة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد”. وقد جزم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، أنه “من غير الممكن التوافق مع “التيار” و”حزب الله” على رئيس، فكيف سيتم التفاهم ونحن لدينا طروحات مغايرة ومشاريع مختلفة؟، وبالتالي هذا الامر “لن يحدث” وفي حال حصل سنكون امام رئيس صوري “مش طالع منو شي”. إلى ذلك، لفتت زيارة سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري إلى طرابلس، حيث جال على قياداتها السياسية والروحية، مؤكدا اهتمام المملكة بالمصلحة العليا للبنان، الذي هو أمام إنتخاب رئيس للجمهورية، وأمل احترام المهل الدستورية. والتقى النائب أشرف ريفي، كما زار نائبي طرابلس، طه ناجي وكريم كبارة والنائب السابق فيصل كرامي،

كما استقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام في مقر دار الفتوى بطرابلس.

 

الخارجية الفرنسية: فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان

وطنية/08 تشرين الأول/2022

وزعت السفارة الفرنسية تغريدة لوزارة الخارجية الفرنسية، أشارت فيها إلى أن "فرنسا تساهم بنشاط في الوساطة الأميركية الهادفة للتوصل إلى اتفاق حول الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدة أن "الاتفاق سيعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، ما من شأنه أن يسهم في استقرار وازدهار المنطقة".

وقالت: "ندعو جميع الجهات الفاعلة للعمل على ذلك".

 

أيام فاصلة بين الترسيم أو التصعيد

منال زعيتر/اللواء/08 تشرين الأول/2022

لن يمر ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل دون حرب… دوائر القرار في لبنان لا تخفي هذه المعطيات وتؤكد بأن هناك ضربة عسكرية إسرائيلية محتّمة سوف تسبق إبرام الاتفاق النهائي حول ملف الترسيم، طبعا لا يمكن الحسم بإمكانية تدحرج هذه الضربة نحو حرب واسعة ولكن أقلّه هناك معطيات جدّية بأن الضربة واقعة لا محالة… وفقا للمصادر فقد تبلّغ لبنان رسالة أميركية وأوروبية حول حرج العدو الإسرائيلي من اتفاقية الترسيم وان الضربة العسكرية سوف تكون على مواقع محددة ولن تتدحرج الى حرب مفتوحة. جهات دولية دخلت على خط التهدئة قبل أي تصعيد محتمل على الجبهة الجنوبية، وأجرت في اليومين الأخيرين اتصالات على أعلى المستويات في لبنان في محاولة للتوسط مع حزب الله لمنع تدحرج الأمور صوب حرب مفتوحة، والمطلب الأهم كان بعدم تعرّض الحزب للمنصات العائمة قرب حقول النفط في كاريش وعلى طول الساحل الفلسطيني المحتل. على ذمة المصادر، فان التحذير الأممي قوبل برد لبناني حازم من ان أي تهورا إسرائيليا سواء باستخراج النفط من كاريش أو أي حقل آخر على طول الساحل الفلسطيني المحتل قبل توقيع الترسيم، أو إطلاق العدو أي رصاصة باتجاه لبنان سوف يعني زوال إسرائيل من الوجود، وان كل المستوطنات والمنصات العائمة والمراكز العسكرية والأمنية والبنى التحتية سوف تكون تحت مرمى صواريخ حزب الله. وعليه، هناك أيام صعبة جدا، والكلام للمصادر، فالتسوية المنتظرة لن تتم بهدوء.. سلطات العدو الإسرائيلي بأكثريتها ترفض ما تم الاتفاق عليه بملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، وتعتبر ان حكومة رئيس العدو الإسرائيلي يائير لابيد قدّمت تنازلات بسبب تهديدات الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وهو ما يضر بصورة هذا الكيان الموقت، كاشفة عن ان الانقسام حول ملف الترسيم يمتد الى داخل الإدارة الأميركية أيضا التي تعارض خيار بايدن لا سيما بعد تعثّر المفاوضات الإيرانية – الأميركية حول الملف النووي وسقوط الهدنة في اليمن. وبالانتظار، أشارت المصادر الى زيارة مرتقبة للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى فلسطين المحتلة وبعدها سيعود الى بيروت لاستكمال المفاوضات حول التعديلات التي طالب بها الجانب اللبناني، ولكن، حذّرت المصادر من تزايد احتمال التصعيد العسكري قبل إستئناف المفاوضات غير المباشرة حول ملف الترسيم.

 

هوكشتاين يبحث عن مخرج للابيد

أنطوان الأسمر/اللواء/08 تشرين الأول/2022

سكب المنسّق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنى التحتية والاستثمار العالمي آموس هوكشتاين في الساعات الأخيرة الكثير من الماء في كأس النبيذ الإسرائيلي، وفي ذهنه أن الأولوية لوأد أي تصعيد غير محسوب يتعدى الكلام الحاد والتحدّي السياسي، في موازاة مواصلته العمل التفاوضي من أجل إعادة الإتفاق الى مساره المأمول. وليس خافياً أن تصعيد حكومة تل أبيب في ملف الترسيم الحدودي البحري جاء من خارج السياق العام، وفاجأ حتى هوكشتاين نفسه، الذي سبق أن أعلم المسؤولين أن الملاحظات اللبنانية مقبولة ولا تشكّل أي تحدٍّ للإتفاق المزمع بين لبنان وإسرائيل.

ويعكف هوكشتاين، بعدما سلّم لبنان الملاحظات الإسرائيلية التي وضعها الكابينيت الإسرائيلي مساء الخميس على مقترحه لحل النزاع، على إيجاد مخرج يوفّق بين الملاحظات اللبنانية، وخصوصاً في مسألتي خط الطوافات والشكل الذي سيأتي عليه التوقيع النهائي، وبين حاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى إنتصار ما لدرء الهجوم الذي يشنّه عليه خصمه بنيامين نتنياهو، وإستطراداً للفوز في الإنتخابات التشريعية المبكرة في تشرين الثاني المقبل. حتى الساعة، لم يسلّم هوكشتاين بترحيل الإتفاق الى ما بعد تشرين الثاني المقبل، لإدراكه بالتعقيدات التي ستنتج عن الإرجاء، ليس أقلها ما سيكون عليه الموقف اللبناني آنذاك بعد خروج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الحكم. والأرجح أن حزب الله سيكون له كلام آخر، وهو بالتأكيد لن يكون في موقع خلفي كما إبان تولّي عون التفاوض، لمجموعة من العوامل، بدءًا من الثقة المتبادلة بينهما، وليس إنتهاء بالمتغيّرات المحلية والإقليمية التي قد يحملها الشهران المقبلان، والتي قد تؤثّر في مجمل المسار التسووي مع إسرائيل. ويُنتظر في هذا السياق ما سيقوله الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في ملف الترسيم في ضوء التذبذب الإسرائيلي والتهديد العسكري الذي صاحب التصعيد السياسي. وتبلّغ هوكشتاين من مسؤولين في بيروت أن تكرار موقف لبنان بأنه ليس معنياً بسياق الإنتخابات الإسرائيلية، ولا بترجيح كفة لابيد على نتنياهو، بل ما تعنيه حكماً الضمانة الأميركية التي وفّرتها إدارة الرئيس جو بايدن، وهي التي كانت في أساس الموافقة اللبنانية على الخط 23 زائدا الجزء الناتئ من حقل قانا. بمعنى آخر، إن أي تراجع أو تعثّر في توفير تلك الضمانة يعلّق الموافقة اللبنانية، وقد يدفع تدريجا الى موقف متصلّب أين منه الخط 29. كما سيُطلق سلسلة من الأحداث غير المتوقّعة إنطلاقا من معادلة لا غاز للبنان، لا غاز لإسرائيل، خصوصا في حال قررت حكومة تل أبيب الإستمرار في خططها ببدء إستخراج الغاز من حقل كاريش بصرف النظر عن الإتفاق الحدودي البحري. الخيبة من مجمل التطورات السلبية لم تقتصر على واشنطن وهوكشتاين شخصيا بإعتبار ملف التفاوض شكّل تحديا شخصيا له ولمسيرته المهنية في الإدارة الأميركية، وهو على وشك تحقيق إنجاز استراتيجي على مستوى الأمن الطاقوي العالمي في غضون سنة ونيّف من استلامه الملف، وهو ما فشل أسلافه في تحقيقه على مدى 12 عاما. إذ إن باريس نفسها قلقة من التعثّر المستجدّ، لا سيما أن الإدارة الرئاسية أدت دورا فاعلا ومركزيا عبر شركة توتال إنيرجيز من أجل تسهيل التوصل إلى اتفاق عبر ضمان أن يأتي التعويض المادي التي تريده إسرائيل مقابل تخلّيها عن الناتئ من حقل قانا من أرباح الشركة الفرنسية. في المعطيات المتوافرة أن باريس تخشى حقيقة من احتمال فشل الإتفاق. وهي تعتبر أن إرجاء النظر في الإتفاق الى تشرين الثاني قد يعني إفشاله، بالنظر إلى إدراكها الخصوصيات اللبنانية التي أتاحت لرئيس الجمهورية تصدّر التفاوض وعدم الإلتفات الى المزايدات التي حصلت، تلك الخصوصيات التي قد لا تكون على حالها بعد انتهاء الولاية الرئاسية. وسجل في الساعات الأخيرة تواصل بين هوكشتاين ومسؤولين فرنسيين، في موازاة استمرار إنكباب المفاوض الأميركي على التواصل مع مسؤولين لبنانيين واسرائيليين. ولمست باريس أن هوكشتاين لن يعدم جهدا من أجل إعادة تحصين ما تحقق في التفاوض غير المباشر، رغم ذلك لا تزال على تخوّفها من إحتمالات قذف الإتفاق الى مرحلة لاحقة، من دون وجود ضمانات ثابتة بأن ترحيله لا يعني فشلاً في ملف استراتيجي كالغاز، تعتبره جزءًا لا يتجزأ من إستعادة حضور مؤثر لها على المتوسط.

 

وين رح نحتفل آخر هالشهر؟ وكيف رح نحتفل ومع مين!

لسلي نكد/فايسبوك/08 تشرين الأول/2022

فرقيع وبقلاوة وبوتيفور وكونفوا سيارات وزمير وسهرات وشرب للصبح، يمكن قواص بالجوّ ويمكن نسَكّر طرقات ومشاوي مع الاصحاب واغاني لطلوع الضو…

ويمكن اذا منفكر مرتين، هول كلّن ما بيستاهلن، كتير كتار عليه، في عيَل لبنانيي بحاجة لهالمصروف ليعيشوا اكتر من هالفرحة الاصطناعية، لأنّا مش كاملة.

هي الفرحة رح تكون جوّات كل لبناني شريف وطني مقاتل ثورجي، فينا نضل بالبيجاما بالبيت لأنو انسب طريقة لنودّع هالعهد يلّلي ساهم بحرق قلب لبنان، فينا نام وقلبنا مبسوط علبنان يلّلي رتاح من حدا من هالحدوات يلّلي قتل شقفة منو من التسعين لليوم.

عأمل انو نحتفل بمناسبات بتشيل لبنان من هالوقعة لكبيري ويرجع عهويتو اللبنانيي الاصيلة ويحكمو قائد لبناني لبناني لبناني.

 

ترسيم الحدود.. فرنسا للبنان: تحلَّ بالصّبر!

نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

بمعزل عن أجواء التهديد والوعيد المتبادلة، أبدت وزارة الخارجية الأميركية اعتقادها بأنّ “التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل لا يزال ممكناً”، وذلك بموازاة تلقي الجانب اللبناني ممثلاً بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الردّ الإسرائيلي الرسمي على الملاحظات اللبنانية عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين. وكشفت مصادر مواكبة للملف لـ”نداء الوطن”، أنّ “اتصالات وتدخلات خارجية متسارعة جرت خلال الساعات الماضية مع كل من لبنان وإسرائيل لخفض منسوب التوتر والسلبية بين الجانبين”، موضحةً أنّ “واشنطن أكدت بشكل واضح للمعنيين من الجانبين عزمها وتصميمها على إنجاز ملف الترسيم”، كما نقلت المصادر أنّ “تطمينات فرنسية وردت إلى المسؤولين اللبنانيين مفادها أنّ الكلام الإسرائيلي العالي السقف هو لأغراض انتخابية بحتة وأنّ الأمور ليست بالسوء الذي ظهرت عليه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية، والمطلوب من لبنان في هذه المرحلة ضبط النفس والتحلّي بالصبر”. وفي سياق متقاطع، أكدت مصادر لبنانية رسمية لـ”نداء الوطن” أنّ “الأجواء هدأت نوعاً ما وملف الترسيم لم يُقفل ولم ينتهِ بل يحتاج إلى مزيد من المشاورات لإنجاز بعض التفاصيل التقنية الدقيقة بالتشاور مع الوسيط الأميركي”، وأضافت”: “قد يتأخر إنجاز اتفاق الترسيم بعض الوقت لكنّ أحداً ليس لديه مصلحة في “تطييره” خصوصاً وأنّ هناك رغبة أميركية حثيثة لإبرام هذا الاتفاق لما يحققه من استقرار في المنطقة”، مشددةً على أنّ “لبنان بصدد تدارس الرد الإسرائيلي بتمعّن، فإذا كان يمسّ جوهر الاتفاق الوارد في العرض الأميركي فإنّ ذلك سيستدعي عقد اجتماع على مستوى الرؤساء الثلاثة لتحديد الموقف، أما إذا كان الأمر متصلاً بتفاصيل تقنية معيّنة فسيصار إلى إحالتها إلى اللجنة التقنية لدراستها وإعداد التقرير اللازم بشأنها”.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

عون يعود إلى المعارك: لا ميثاقية في غياب الرئيس

منير الربيع/المدن/09 تشرين الأول/2022

لا يسأم ميشال عون من المعارك، هو الذي يهوى الوقوف على جبهات القتال. ليس من الذين يتراجعون ولو كانت ارتدادات معاركه عكسية عليه ونتائجها سلبية. في رئاسة الجمهورية، كما قبلها، وسيستمر حاله بعدها، ينتقل من معركة إلى أخرى. يعرف كيف يصنع خصومه وكيف يستدرجهم إلى قتاله. يتهمهم بإعاقة مسار عهده، لكنه في المقابل يدّعي القوة في مواجهتهم. هو لن يخرج من القصر ويتركهم في جنّة حكمهم. في عقل الرجل أفكار كثيرة لاستمرار المواجهة، ولو كانت عبثية أو أسهمت في المزيد من الإنهيار.

انسحاب اللحظة الأخيرة

كان آخر ملفاته الأساسية والتي يسعى من خلالها إلى اختتام عهده، ملف ترسيم الحدود البحرية، وصلت "اللقمة إلى الفم" وسحبت بقدرة قادر في اللحظة الأخيرة. قبل الدخول في هذه المفاوضات، كان عون قد استعجل الإعلان عن لبنان دولة نفطية والدخول في نادي النفط. في العام 2020 برفقة حسان دياب اعتلى الجنرال قمرة باخرة التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 4 قبالة سواحل البترون، خرج معلناً انتصاره. لم تمرّ أشهر قليلة حتى أعلنت شركة توتال بأن لا مخزونات نفطية، رفض الجنرال التصديق، اعتبر أن ثمة مؤامرة، وهو الذي قضى عمره يواجه المكائد والمؤامرات أو ينصبها لخصومه.

"من صلاحياتي"

في الموازاة كان يسعى إلى سحب ملف التفاوض على ترسيم الحدود البحرية من يد الرئيس نبيه بري، لم ينجح إلا بعد الإعلان عن اتفاق الإطار. حينها استلم الملف. ذهب بعيداً في مفاوضاته رفعاً للأسقف وتوسيعاً للمساحة من 860 كلم مربعا إلى 2290 كلم مربعا. استبدل الخط 23 بالخط 29. شنّ حملة شرسة على بعض وزراء حكومة دياب الذي رفضوا التوقيع على تعديل المرسوم 6433، وبعد توقيعه امتنع هو. أودع نص المرسوم الجديد في الدرج، وبدأ مفاوضات جديدة. وهو يقول للقريب والبعيد هذا الملف من صلاحياتي بموجب المادة 52 من الدستور.

ضرب تحت الحزام

فشلت مفاوضات الناقورة، نتيجة تمسك الوفد اللبناني المفاوض وبدعم من عون بالخط 29. انسحب الإسرائيليون وخرج الأميركيون لاعتماد التفاوض المكوكي عبر وسيطهم آموس هوكشتاين. في موازاة التفاوض مع عدو هو اسرائيل، كان لبنان يشهد ضرباً تحت الحزام تفاوضياً أيضاً على حقوقه بين عون من جهة ونبيه بري من جهة أخرى. ثمة من قرأ أن عون وبطرح الخط 29 أراد المزايدة على برّي بأنه قادر على تحصيل أكثر منه، وللتفاوض مع الأميركيين حول العقوبات المفروضة على جبران باسيل. طال أجل اللعبة التفاوضية، دخل حزب الله على الخطّ بتهديداته لتسريعها، قدم هوكشتاين الإقتراح المكتوب، قال نبيه بري قمة ونصف تعليقاً على المقترح، فيما ذهب لبنان لتقديم ملاحظاته. ملاحظات نسفت لحظة الإتفاق ودفعت إلى تأجيله. أصيب عون بخيبة الأمل. في قرارة نفسه حمّل نبيه بري ونجيب ميقاتي المسؤولية، وهو مقتنع بأنهم يحاربان لمنع توقيع الإتفاق في عهده. رفض ذلك، فيما تستمر المفاوضات في سبيل انقاذ الإتفاق وإبرامه قبل الحادي والثلاثين من الشهر.

عودة إلى المعارك

لكن الرجل لم يترك المعركة، غداة الرفض الإسرائيلي للملاحظات اللبنانية و"التشبيح الإعلامي" الذي مارسه مسؤولون إسرائيليون لوحوا بالتصعيد لزوم الإنتخابات. بقي لبنان مصراً على التفاوض وانجاز الإتفاق قبل الإنتخابات الإسرائيلية، فيما أخرج عون سلاحاً جديداً بتصريحه خلال استقبال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي إذ قال:" الأولوية المطلقة يجب أن تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس". وأضاف عون "ان بلداً مثل لبنان بخصوصيته وتميزه وتعدديته، لا يمكن ان تتحقق فيه الشراكة الوطنية والميثاقية في غياب رئيس الجمهورية". موقف أراده الرجل لقلب الطاولة على خصميه اللدودين، فيحملهما مسؤولية الفراغ وكأنه يمهّد لخطوة أخرى بانه في حال عدم إنجاز اتفاق الترسيم، وعدم تشكيل الحكومة سيلجأ إلى ما يراه مناسباً لردّ الصاع صاعين، إما برفض تسليم السلطة، أو بإصدار مرسوم يقيل فيه حكومة ميقاتي من تصريف الاعمال، وهذا سيكون معطوفاً على حركة عونية في الشارع، فيعود الجنرال إلى صباه، ويجدد نفسه بالعودة إلى المعارك.

 

حروب الحسابات الصغيرة وحرب الحساب الكبير

رفيق خوري/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

ليس أهم من القوة سوى البراعة في التلويح بها أو استخدامها حين تكون اللحظة مؤاتية. ولا أقوى من القرار سوى القراءة الدقيقة في الظروف التي تقود إليه أو تؤجله. شطارة "حزب الله" تجلت في إضافة قوته الى عوامل الإلحاح الأميركي والإسرائيلي والأوروبي على السرعة في إنتاج الغاز الإسرائيلي بعد نقص الغاز الروسي في أوروبا بسبب الحرب على أوكرانيا، بحيث بدا العامل المهم في تسريع ترسيم الحدود البحرية. وتشاطر الرؤساء الثلاثة تجلى في اللاقراءة في حساسية اللحظة السياسية الحالية في إسرائيل وأميركا، بحيث قدموا ملاحظات أخيرة على مشروع أميركي كان عشية التوقيع عليه ما أدى الى تعثره. ولا أحد يعرف ما الذي تستطيع أميركا فعله لإنقاذ الترسيم ومعه حاجات لبنان الملحة وحكومة يائير لبيد وغاز "كاريش" وشتاء أوروبا. فالعوامل التي دفعت الى الترسيم أقوى من الحسابات التي أدت الى تعثره على طاولة الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل، حيث يدير المعركة الإنتخابية الشرسة أبو يائير، أي نتنياهو، ضد يائير. لكن الكل يعرف أن توظيف الأزمات هو الرياضة الوطنية لدى التركيبة السياسية في لبنان. ذلك أن ما تتميز به التركيبة السياسية، ولا سيما في العهد الحالي الذي اقترب من النهاية، هو الشطارة في التعطيل ونصب الحواجز. فلا شيء يكتمل سوى الأزمات والإنهيارات. ولا وصول الى نهاية الطريق كان مفتوحاً في بدايته. لا في تأليف حكومة. لا في إنتخاب رئيس للجمهورية. لا في الإصلاحات. لا في الإتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي هو مفتاح الأبواب المغلقة. لا في التحقيق في أكبر تفجير غير نووي ضرب مرفأ بيروت. لا في إيجاد حل قانوني لحصول المودعين على أموالهم من المصارف. ولا في ترسيم الحدود البحرية، ولو بتأخير عشر سنين عما كان يجب حصوله. وما يتحكم بنا في كل ذلك هو حروب الحسابات الصغيرة. حروب المناصب في دولة تنهار سياسياً ومالياً وإقتصادياً. حروب الأشخاص المتدافعين لضمان مستقبلهم في بلد يواجه أزمة وجود في أخطر تحديات مصيرية. حتى حرب الحساب الكبير المرتبطة بمشروع "محور المقاومة" والتي كان التهديد بها قبل إتفاق الترسيم وسيعود بعد تعثره فإنها لا تلغي حروب الحسابات الصغيرة، ولا تحمي لبنان من كارثة التدمير، ولو ألحقت الأذى بالعدو. والواقع أنه لا شعب يتفوق على اللبنانيين في الرهانات على القوى والتطورات الخارجية. لكن المفارقة هي أننا نقرأ بعواطفنا في رياح المتغيرات، بحيث يضربنا ما نراهن عليه. و"الفهلوة" صارت مؤذية جداً في "عصر اللايقين" حسب عنوان العدد المئوي من "فورين أفيرز". تقول الدكتورة آن ماري سلوتر التي عملت سابقاً مديرة التخطيط السياسي في الخارجية الأميركية: "نعيش في عالم مشاكله كونية وحلوله محلية". لكن مأساة لبنان أن مشاكله محلية وحلوله إقليمية ودولية.

 

الفراغ الرئاسي.. “حتمي”؟

 الجمهورية/08 تشرين الأول/2022

المشهد الداخلي، على مسافة 20 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، محكوم بتضييع متعمّد للوقت، والنتيجة الحتمية لذلك هي سقوط البلد كلياً في الفراغين الرئاسي والحكومي اعتباراً من اول تشرين الثاني المقبل. فأفق الاستحقاق الرئاسي مسدود بانقسامات. وعلى ما يقول مرجع سياسي مسؤول لـ»الجمهورية»، فإنّ أي كلام عن امكان تحقيق انفراج او خرق على خط هذا الاستحقاق هو نوع من التخريف السياسي. وحتى ولو عقد المجلس النيابي جلسات يومية متتالية لانتخاب رئيس جديد، من الآن وحتى آخر يوم من ولاية الرئيس عون، فلن تأتي سوى بالفشل، وهذا هو مآل جلسة الخميس المقبل إن انعقدت في 13 تشرين. ذلك انّ ثمة قراراً واضحاً ونهائياً ومريباً ايضاً لدى بعض المكونات بعدم بلوغ توافق داخلي على الرئيس الجديد، وبالتالي إحداث الفراغ في سدّة الرئاسة الاولى. وفيما يبدو انّ القرار بعدم التوافق له بُعد داخلي مرتبط بالخريطة السياسية الداخلية وانقساماتها وأجنداتها وبـ «لا ثقة» القوى والمكونات السياسية والنيابية ببعضها بالبعض، الّا انّ مصادر سياسية موثوقة تؤكّد لـ»الجمهورية»، انّ «لهذا القرار بُعده الخارجي، رصداً لوجهة الرياح الخارجية من هذا الاستحقاق، التي لم تسلك اي اتجاه بعد، وعلى وجه الخصوص الموقف الاميركي من هذا الاستحقاق». وعلى الرغم من الدعوات الخارجية التي تتوالى سواء بشكل مباشر او عبر القنوات الديبلوماسية سواء من باريس او واشنطن او الاتحاد الاوروبي، وآخرها من مجموعة الدعم الدولية الخاصة بلبنان، وتستعجل توافق اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإنّ المصادر المسؤولة تصنّفها مواقف تقليدية لا تتمتع بصفة الجدّية والإلزام، حيث لا وجود حتى الآن لأي حراك دولي جدّي ضاغط في اتجاه هذا التوافق وإتمام الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وهذا اللاحراك، قد يكون حاكماً لمواقف بعض القوى الداخلية، التي يبدو انّها تنتظر جلاء الصورة الخارجية لتبني على أساسها قرارها النّهائي ووجهة تصويتها لمرشح معيّن، سواء من داخل نادي الاسماء المتداولة كمرشحين مفترضين لرئاسة الجمهورية او من خارجه.

 

تنازلات تتماهى مع شروط باسيل؟!

نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

عادت حظوظ التأليف الحكومي إلى الوراء تحت وطأة إحكام رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قبضة شروطه على طاولة المشاورات الرئاسية، وقد بدا لافتاً في هذا الإطار الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية ميشال عون أمس أمام وفد جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، والذي بدا من خلاله كمن ينعى عملية تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء ولايته، إذ نقل المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري أنّ عون أبلغ زكي أنّ “الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس”. وإذ رأت أوساط مواكبة للاتصالات الحكومية في كلام رئيس الجمهورية مؤشرات تدل على أنه “بات يميل إلى نسف جهود التأليف ما لم يقدّم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تنازلات إضافية تتماهى مع شروط باسيل الوزارية”، لفتت في المقابل إلى أنّ “ميقاتي أصبح يستشعر جدياً هذا الواقع وقد وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته بكركي الخميس في أجواء العراقيل والشروط التعجيزية التي يضعها رئيس “التيار” في طريق التأليف، ما ينذر بوجود نيات مبيّتة تعمل عن سابق إصرار على تعطيل تشكيل الحكومة بموازاة العمل على عرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.

 

عون ينعى التأليف الحكومي

نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

عادت حظوظ التأليف الحكومي إلى الوراء تحت وطأة إحكام رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل قبضة شروطه على طاولة المشاورات الرئاسية، وقد بدا لافتاً في هذا الإطار الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية ميشال عون أمس أمام وفد جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد السفير حسام زكي، والذي بدا من خلاله كمن ينعى عملية تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء ولايته، إذ نقل المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري أنّ عون أبلغ زكي أنّ “الأولوية المطلقة يجب ان تكون راهناً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأنّ وجود الرئيس أساسي لتشكيل حكومة جديدة وليس العكس”. وإذ رأت أوساط مواكبة للاتصالات الحكومية في كلام رئيس الجمهورية مؤشرات تدل على أنه “بات يميل إلى نسف جهود التأليف ما لم يقدّم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تنازلات إضافية تتماهى مع شروط باسيل الوزارية”، لفتت في المقابل إلى أنّ “ميقاتي أصبح يستشعر جدياً هذا الواقع وقد وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال زيارته بكركي الخميس في أجواء العراقيل والشروط التعجيزية التي يضعها رئيس “التيار الوطني” في طريق التأليف، ما ينذر بوجود نوايا مبيّتة تعمل عن سابق إصرار على تعطيل تشكيل الحكومة بموازاة العمل على عرقلة إنجاز الاستحقاق الرئاسي”.

 

جديد “نواب التغيير”.. تباين في الآراء وأكثر!

محمد شقير/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

يواجه التكتّل النيابي لـ«قوى التغيير» مشكلة تتجاوز الاختلاف بين أعضائه حول مقاربتهم الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية في موعده الدستوري، إلى التباين في اتخاذ القرارات، بعد أن تعذّر عليهم في الخلوة التي عقدوها التفاهم على صيغة لحسم الخلاف؛ لأن اتخاذها بالتوافق يؤدي إلى شل قدرتهم على تفعيل دورهم في التشريع، وصولاً إلى تعطيل ما هو مطلوب منهم على الصعيدين البرلماني والسياسي. وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصدر نيابي بارز في تكتل «قوى التغيير»، أن التكتل عقد، ليلة أول من أمس، اجتماعاً مطولاً انتهى إلى تأكيد الخلاف حول الآلية المطلوبة لاتخاذ القرارات بسبب إصرار بعض النواب على أن تُتخذ بالإجماع، في مقابل رأي آخر يتزعّمه العدد الأكبر من النواب يطالب باللجوء إلى التصويت في حال استعصى عليهم تأمين التوافق. وكشف المصدر النيابي أن الاجتماع لم يتطرق إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مع أن الخلاف حول التوصل إلى مقاربة موحّدة لا يزال قائماً. وقال إن النواب إبراهيم منيمنة وحليمة القعقور وسنتيا زرازير وفراس حمدان يقودون المعارضة داخل التكتل الرافضة للجوء إلى التصويت في اتخاذ القرارات، في حال تعذّر التوافق عليها، في مقابل النواب ملحم خلف وبولا يعقوبيان ووضّاح الصادق وياسين ياسين ورامي فنج ومارك ضو ونجاة صليبا عون وإلياس جرادة وميشال الدويهي الذين لا يرون مبرراً للجوء إلى التصويت في حال عدم تأمين الإجماع لاتخاذ القرارات. وتوقّف المصدر أمام مقاربة التكتل لانتخاب رئيس للجمهورية، وأكد أن ترشيحه في دورة الانتخاب الأولى لسليم ميشال إده لم يكن لتفادي الخلاف بداخله فحسب، وإنما جاء بعد التوافق على اسمه، وأن خلف هو من اتصل به في وقت مبكر قبل موعد انعقاد الجلسة، وأبلغه بأن المعارضة اتخذت قرارها بترشيحه لرئاسة الجمهورية. وقال إن إده فوجئ بقرار ترشيحه ولم يكن يخطر في باله الترشح، واضطر لإصدار بيان فور انتهاء الجلسة شكر فيه من أيّده وأعلن عزوفه عن خوض الانتخابات، ورأى أن إده كان يعتقد أن المعارضة اتخذت قرارها بدعم ترشّحه إلى أن اكتشف أنه نال 11 صوتاً هي أصوات النواب المنتمين إلى تكتل «التغيير» الذين حضروا الجلسة والتي غاب عنها منيمنة ونجاة صليبا عون. وتطرّق إلى مقاربة التكتّل للاستحقاق الرئاسي، وقال إن عزوف إده عن الترشح بخلاف إرادته، كان وراء ترحيل الانقسام بين النواب الأعضاء في التكتل ولم يعد أمامهم من خيار سوى العودة إلى الأسماء الواردة في لائحة المرشحين التي أعدّها التكتل، وهم إضافة إلى صلاح حنين، ناصيف حتي، وزياد بارود، فيما تردّد أن لدى عدد من النواب رغبة في إضافة اسميْ نعمت أفرام وناجي أبو عاصي إلى اللائحة، وكريم إميل بيطار الذي اعتذر لاحقاً عن الترشح.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية
الجبير: السعودية لا تقوم بتسييس النفط أو تستخدمه سلاحاً ضد أميركا ونفى أن يكون خفض الإنتاج هدفه إلحاق الضرر بالولايات المتحدة

الرياض/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن المملكة العربية السعودية لا تقوم بتسييس النفط ولا تستخدمه سلاحاً ضد الولايات المتحدة، نافياً أن تكون السعودية قد خفضت إنتاج النفط لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة. وقال الجبير في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية أمس (الجمعة): «النفط ليس سلاحاً. وليس طائرة مقاتلة، وليس دبابة»، مضيفاً: «النفط في نظرنا سلعة مهمة للاقتصاد العالمي، الذي نمتلك فيه مصلحة كبيرة لكننا لا نقوم بتسييس النفط ولا القرارات المتعلقة به». وتابع «فكرة أن السعودية قد تقوم بذلك لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة أو لأسباب سياسية، غير صحيحة على الإطلاق». واتفق أعضاء «أوبك+»، في ختام اجتماعهم الأربعاء الماضي، على خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وتمديد «إعلان التعاون» حتى نهاية 2023، على أن يتم عقد الاجتماعات الوزارية كل 6 أشهر، فيما ستجتمع لجنة المراقبة الوزارية لـ«أوبك+» كل شهرين لمتابعة مستجدات السوق. ولفت الجبير إلى ضعف الصناعة النفطية الأميركية، وقال «مع كامل احترامي ارتفاع أسعار الوقود لديكم سببه النقص في مصافي النفط منذ 20 عاماً». وحول ارتفاع أسعار الوقود في أميركا، أشار إلى أن سبب الارتفاع هو نقص إنتاج المصافي الأميركية وليس المملكة العربية السعودية. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي أن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة استراتيجية وتقوم على الشراكة والتحالف. وشدد الجبير على التزام المملكة بضمان الاستقرار في أسواق النفط، وقال «ملتزمون بضمان الاستقرار في أسواق النفط ونحن نتصرف بطريقة استباقية لضمان عدم حدوث انهيار في أسواق الطاقة». وعقب قرار «أوبك+» خفض إنتاج النفط سارع البيت الأبيض إلى انتقاد القرار، وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، بريان ديس، إن واشنطن تدرس السحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي، بعد قرار دول «أوبك+»، مشيرا إلى أن نقص إمدادات النفط لا يزال تحديا كبيراً. كما عبر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس الماضي، عن خيبة أمله بشأن الخطط التي أعلنتها دول «أوبك+» لخفض إنتاج النفط، وقال إن الولايات المتحدة تدرس البدائل المتاحة لديها.

 

واشنطن تفرض عقوبات على وزيرين و5 مسؤولين أمنيين إيرانيين رداً على قمع المحتجين... وفرنسا وإسبانيا دعوتا رعاياهما لسرعة مغادرة إيران وسط تصاعد انتفاضة مهسا أميني

واشنطن، طهران، عواصم – وكالات/08 تشرين الأول/2022

 فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على وزيرين وخمسة مسؤولين أمنيين إيرانيين، تتهمهم بالتورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والمشاركة في الرقابة على الشعب الإيراني.وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن عقوبات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية “أوفاك” التابع لها، طالت وزيري الداخلية أحمد وحيدي والاتصالات عيسى زريبور، موضحة أن العقوبات المتعلقة بالمسؤولين الأمنيين شملت نائب قائد العمليات في قوات إنفاذ القانون والتي تشكل شرطة الأخلاق جزءا منها حسين ساجدينيا، ونائب القائد السياسي للحرس الثوري يدالله جافاني، مضيفة أن العقوبات ضمت كذلك القائد في “الحرس الثوري” والمقرب من المرشد الإيراني حسين نيجات، ورئيس الشرطة الإلكترونية وحيد محمد ناصر ماجد وقائد شرطة الجيش في طهران حسين رحيمي.

وشدد وكيل وزارة الخزانة الأميركية بريان نيلسون على أن الولايات المتحدة “تدين إغلاق الحكومة الإيرانية للإنترنت والقمع العنيف المستمر للاحتجاج السلمي، ولن تتردد في استهداف أولئك الذين يوجهون ويدعمون مثل هذه الأعمال”.

من جانبه، عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن إدانة واشنطن لاستمرار الحكومة الإيرانية في قمعها العنيف للاحتجاجات، قائلا إن العقوبات الصادرة عن وزارة الخزانة تتبع تلك الصادرة في الـ 22 من الشهر الماضي ضد شرطة الأخلاق وقيادتها العليا ومسؤولين أمنيين كبار آخرين، وإصدار الرخصة العامة المتعلقة بإيران والتي تهدف لتسهيل وصول الإيرانيين إلى الإنترنت، معتبرا الإجراءات من شأنها إظهار أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المواطنين الإيرانيين الشجعان ونساء إيران الشجاعات، اللواتي يتظاهرن الآن لضمان حقوقهن الأساسية.

في غضون ذلك، دعت فرنسا رعاياها في إيران إلى مغادرتها في أقرب وقت ممكن، بعدما بث التلفزيون الإيراني ما يبدو أنه اعتراف من جانب فرنسيين اثنين معتقلين بضلوعهما في عمليات تجسس.

وقالت الخارجية الفرنسية التي نشرت تقريرا عبر موقعها الإلكتروني ليل أول من أمس، إن أي فرنسي يزور إيران معرض بشدة للاعتقال والاحتجاز التعسفي وتلقي أحكام جائرة، مضيفة أن هذا يشمل السياح أيضا، متابعة أنه حال التعرض للاعتقال ليس من المضمون احترام الحقوق الأساسية والأمن.

واتهمت الخارجية الفرنسية إيران باحتجاز فرنسيين اثنين، تم اعتقالهما في مايو الماضي كـ “رهائن دولة” وعرضهما على شاشة التلفزيون بطريقة غير مقبولة، وترددت تقارير أن المواطنين الفرنسيين اعترفا بالتحريض على احتجاجات في إيران وبأنهما عميلان للاستخبارات الفرنسية، بينما دعت باريس إلى الإفراج الفوري عن مواطنيها الاثنين. وفي السياق، قالت عمدة العاصمة الفرنسية باريس آن هيدالجو إن باريس تعتزم منح الإيرانية مهسا أميني مواطنة فخرية بعد وفاتها، موضحة أن الهدف تكريم الذين يناضلون ويعرضون حياتهم للخطر، مضيفة أنها ستقترح أيضا تسمية موقع في المدينة باسم أميني “حتى لا ينساها أحد”.

من جانبها، أوصت الحكومة الإسبانية مواطنيها بتجنب السفر إلى إيران، وقالت الخارجية الاسبانية في توصياتها على موقعها الإلكتروني الرسمي إنه “بسبب الوضع الحالي الذي يتسم بعدم الاستقرار والاحتجاجات في إيران إلى جانب الانقطاع المتكرر للاتصالات، فإن السفر إلى ذلك البلد غير محبذ في هذا الفترة”، داعية الإسبان الموجودين في إيران إلى عدم المشاركة في التظاهرات وتجنب الأماكن المزدحمة والبقاء في منازلهم أو فنادقهم وعدم الخروج إلا للضرورة.

من جهتها، دعت الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام شيرين عبادي الحكومة الألمانية إلى سحب سفيرها من طهران، قائلة إن القمع العنيف للاحتجاجات السلمية في إيران يعني أنه يجب خفض العلاقات السياسية إلى المستوى القنصلي، واصفة الاحتجاجات بأنها “بداية ثورة”.

وأضافت عبادي التي تعيش في منفاها في لندن: “عندما يكون الجميع من الحفيدة إلى الجدة غير راضين، وليس فقط في مدينة واحدة ولكن في 100 مدينة، عليك أن تكون مقتنعا بأن هذه بداية الثورة القادمة في إيران”.

على صعيد متصل، ألقي القبض على رجل في كوبنهاجن عاصمة الدنمارك بعد أن دخل مبنى السفارة الإيرانية، وهدد السفيرة أفسانه نادي بور بسكين، وأكدت الشرطة في كوبنهاجن إلقاء القبض على إيراني على صلة بالحادث، ألحق أضرارا بعدد من السيارات بالمبنى قبل أن يتم التغلب عليه من قبل مسؤول بالسفارة، وفقا لوزارة الخارجية الإيرانية، التي قالت إن السفيرة بخير، وتم عرض المشتبه به أمام قاض وفقا للشرطة الدنماركية.

وانتقدت طهران شرطة الدنمارك لعدم القدرة على منع وقوع الحادث، وقال وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان إن “من المؤسف أن يقع مثل هذا الهجوم على سيدة تعمل أيضا سفيرة وتتمتع بحصانة ديبلوماسية، في قلب أوروبا”، متهما الشرطة الدنماركية بالوصول متأخرا إلى موقع الحادث.

في المقابل، أعلنت إيران رفضها قرارا للبرلمان الأوروبي يدعو إلى فرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين، واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني البرلمان الأوروبي، “بالانحياز والتدخل في شؤون إيران الداخلية واتخاذ قرارات أحادية الجانب لا أساس لها من الصحة ومرفوضة ولا قيمة لها”، موضحا أن البرلمان الأوروبي ومن خلال إصداره القرار أظهر “مرة أخرى” تعامله “الانتقائي” مع القضايا الإيرانية، “إذ لم يعارض ولو لمرة واحدة الحظر المفروض ضد الشعب الإيراني”. من جانبها، أعلنت هيئة الطب الشرعي الإيرانية أن وفاة مهسا أميني “ليست لها علاقة بإصابة في الرأس أو الجسد”، قائلة إنها توفيت بسبب فشل أعضاء متعددة نتيجة نقص الأكسجة الدماغي، موضحة أن مهسا كانت خضعت لعملية جراحية لإزالة ورم دماغي وهي في الثامنة من عمرها، وأنها كانت تعاني من اضطرابات لهذا السبب، مضيفة أنها كانت تستخدم أدوية لعلاج تداعيات المرض الذي تعاني منه، وأن تلفا في الدماغ حصل لها نتيجة اضطراب ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم ومستوى الوعي. بدوره، زعم قائد قوى الأمن الداخلي حسين اشتري اعتقال17 شخصا بحوزتهم أسلحة حربية في أعمال الشغب، كانت نيتهم ​​نشر الفوضى وتعطيل النظام والأمن.

 

اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في أنحاء طهران

مسيرات وتجمعات طلابية في عدة محافظات إيرانية... ومقتل وجرح متظاهرين في سنندج

لندن - طهران/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

تجددت المسيرات المناهضة للنظام في عدد مدن إيرانية اليوم مع دخول أحدث موجة احتجاجات عامة أسبوعها الرابع. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين قرب ميدان آزادي، فيما سقط قتيل على الأقل بنيران قوات الأمن في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان وسط إضرابات. ونظم المحتجون تجمعات أمام بعض الجامعات والمناطق القريبة منها في طهران وكبريات المدن الإيرانية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمع أمام جامعة شريف للصناعة والتكنولوجيا في شارع آزادي بالقرب من ساحة آزادي، التي تفصل وسط وغرب العاصمة. وعلى بعد قليل من جامعة شريف، بدأت تجمعات للطلبة أمام المدخل الرئيسي لجامعة طهران، حسبما أوردت وكالة «نادي المراسلين الشباب» التابعة للتلفزيون الرسمي. وامتدت التجمعات إلى وسط الجامعة، وأغلقت الأبواب الجانبية التي تنتهي بشارع «16 آذر» الذي يربط بين شارع انقلاب وشارع كشاورز، حيث شهدت تجمعات. وقالت الوكالة إن الطلبة رددوا شعارات خارجة عن الأعراف. ونشرت «إذاعة فردا» التي تمول من الحكومة الأميركية، تسجيل فيديو يظهر تعرض فتاة لا ترتدي الحجاب للضرب على يد مجموعة من القوات الخاصة.

بازار طهران في دائرة الاحتجاج

وأشارت الوكالة إلى انتشار القوات الخاصة للشرطة في شارع انقلاب بينما تعالت أبواق السيارات. وأظهرت تسجيلات فيديو حشوداً من المحتجين في شارعي سعدي وملت بالقرب من مقر البرلمان الإيراني في منطقة بهارستان وسط العاصمة والتي تبدأ منها المناطق الشرقية. وأظهر تسجيل آخر تجمعات في شمال طهران. وأضرم المحتجون النار في كشك للشرطة بشارع «15 خرداد»، حيث تحول بازار طهران القدم، قرب قصر غلستان، إلى ساحة مواجهة بين المحتجين وقوات الأمن وسط إضراب التجار. وردد المتظاهرون شعارات منددة تستهدف مجتبى خامنئي نجل المرشد الإيراني في ميدان وثوق من كبريات الأحياء في منطقة شديدة التحصين شرق طهران. كما انتشرت مقاطع فيديو من تجمعات وجامعة الزهراء وبهشتي في وسط العاصمة، وبالإضافة إلى جامعة آزاد (الحرة) في غرب طهران. كما نظم الطلاب تجمعات في مدن زنجان ومشهد وشيراز وقزوين ودمغان وكرمانشاه، وكرمان. وفي جامعة أمير كبير للتكنولوجيا بطهران ردد المتظاهرون شعار «أخذوا نيكا منا وردوا جثتها لنا»، في إشارة إلى مقتل المراهقة نيكا شاكرمي 16 عاماً الذي زاد من غضب الإيرانيين على وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة الشهر الماضي. وفي مدينة كرج، تصاعدت ألسنة النيران بدراجات تابعة للشرطة في بلدة غوهرشت. وقلل محافظ طهران محسن منصوري من تجدد الاحتجاجات، قائلاً إنه «من ممكن أن تحدث بعض التحركات لكن هناك هدوء نسبي»، متهماً «الأعداء بتنظيم اضطرابات افتراضية عبر قناة بي بي سي (الفارسية) والقنوات الأخرى المأجورة». وأضاف: «تخطى بلدنا من مخاطر كثيرة».

قتلى وجرحى في كردستان

وبحسب التقارير الواردة من إيران، شهدت مدن في محافظة كردستان غرب البلاد، بما في ذلك سنندج، اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، على إثر مقتل سائق سيارة وإصابة آخرين بنيران قوات الأمن التي استهدفت سيارات تطلق الأبواق. ونقلت رويترز عن منظمة «هه نغاو»، التي تراقب انتهاكات حقوق الإنسان في كردستان إن قوات الأمن أطلقت النار على المحتجين واستخدمت الغاز المسيل للدموع في مدينتي سنندج وسقز الكرديتين، بحسب منظمة هنجاو الإيرانية لحقوق الإنسان.

احتجاجات في مدينة سنندج

وبعد دعوة لمظاهرات حاشدة اليوم السبت، قالت «هه نغاو» إن مدن سقز وديواندره وماهاباد وسنندج تشهد إضرابات واسعة النطاق. وأفادت المنظمة الحقوقية بأن إحدى المدارس في ساحة مدينة سقز امتلأت بتلميذات يهتفن «المرأة، حياة، حرية». وقالت هه نغاو اليوم السبت إن قوات الأمن الإيرانية شنت حملات قمع في مدينتين كرديتين. وأوضحت أن «قوات الأمن تطلق النار على المتظاهرين في سنندج وسقز»، مضيفة أن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع. كما أفاد حساب (تصوير 1500)، الذي لديه عشرات الآلاف من المتابعين على «تويتر»، بإطلاق النار على المتظاهرين في المدينتين الكرديتين شمال غربي البلاد. وأطلقت وفاة أميني (22 عاماً)، وهي من أكراد إيران، شرارة احتجاجات في أنحاء إيران شكلت أكبر تحدٍ منذ سنوات لرجال الدين الذين يحكمون البلاد، قبل أن تتحول إلى مناسبة تطالب برحيل رجال الدين. وخلعت نساء حجابهن في تحدٍ للمؤسسة الدينية بينما دعت حشود غاضبة لإسقاط المرشد علي خامنئي. وذكرت وسائل إعلام رسمية يوم الجمعة أن تقريراً للطب الشرعي التابع للسلطة القضائية في إيران، نفى أن تكون وفاة مهسا أميني نجمت عن تعرضها لضربات على الرأس والأطراف خلال احتجاز شرطة الأخلاق لها، وربط وفاتها بمشكلات صحية كانت تعاني منها. ويدعم التقرير الأسباب الأولى التي ذكرتها السلطات الإيرانية وفي المقابل شكك أطباء ومحامو أسرة أميني في صحة التقرير. واعتقلت أميني في طهران يوم 13 سبتمبر (أيلول) الماضي بسبب ارتدائها «ملابس غير لائقة» وتوفيت بعد ثلاثة أيام. وقال منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها في أوسلو إن عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة ارتفع إلى ما لا يقل عن 185 شخصاً. ورجحت المنظمة إلى وجود 19 طفلاً بين القتلى الذين سقطوا في 17 من أصل 31 محافظة إيرانية. ووقعت معظم علميات القتل في زاهدان في محافظة بلوشستان في جنوب شرقي البلاد. وقالت إن عدد الضحايا وصل إلى 90 قتيلاً، ودانت المنظمة مرة أخرى قتل المتظاهرين، خاصة في مدينة زاهدان. وألقت المنظمة مسؤولية قتل المتظاهرين على عاتق المرشد الإيراني والقوات الخاضعة لأوامره.

 

تفجير جسر القرم يفتح الباب على «حرب بلا قواعد» وبوتين يشكل لجنة متابعة ودعوات برلمانية لـ«رد حاسم»

موسكو : رائد جبر/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

دخلت الحرب في أوكرانيا منعطفاً خطيراً، السبت، بعد حادث التفجير على الجسر الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم. ووجهت مصادر روسية أصابع اتهام إلى كييف، فيما اتجهت الانظار إلى رد الفعل الروسي بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة حكومية للتحقيق، وبرزت دعوات من جانب برلمانيين لتوجيه «رد حاسم» ووصف بعضهم التطور بأنه يفتح الباب أمام «حرب بلا قواعد». وبعدما كانت موسكو اعلنت صباح السبت أن الحادث لم يسفر عن وقوع ضحايا، اتضح في وقت لاحق أن ثلاثة قتلى على الأقل سقطوا بسبب الانفجار والحريق الذي أعقبه. واتضح من نتائج تحقيق أولي ان القتلى الثلاثة كانوا في سيارة مرت بجوار الشاحنة لحظة وقوع الانفجار. وأعلنت لجنة التحقيق أنه «تم رفع جثتي رجلين وامرأة من الماء، ويجري التحقق من هوياتهم». وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب قد أعلنت أن الانفجار وقع في شاحنة كانت تمر على جسر القرم. واشتعلت النيران بفعل التفجير فى سبعة خزانات للوقود على طول خط سكك الحديد الذي يمر قرب ممر السيارات. ونجح رجال الإنقاذ خلال ساعات النهار في إخماد الحريق. بعد تعليق حركة المرور على الجسر. كما أُلغيت رحلات القطارات والحافلات في كلا الاتجاهين قبل ان يعلَن في وقت لاحق استئنافها جزئيا. وسرعان ما اتجهت أصابع الاتهام إلى كييف، وقال اللواء السابق في هيئة الأمن الفيدرالي الكسندر ميخائيلوف أن التفجير نجم عن عبوة ناسفة ضخمة تم تفعليها من بعد باستخدام تقنيات التحكم الالكتروني. فيما قال أوليغ موروزوف عضو مجلس الدوما (النواب) الروسي عن حزب «روسيا الموحدة» الحاكم، إن الجانب الأوكراني «يتحدث منذ فترة بعيدة عن استهداف جسر القرم، وهذا العمل الإرهابي ضده ليس مجرد تحد، بل إعلان حرب بلا قواعد». وشدد البرلماني على أن «عدم الرد بالشكل المطلوب والحاسم على هذا العمل، سيجعل هذه الحوادث تكرر في الكثير من الأحيان». وقال: «إذا بقينا صامتين سوف نواجه تصعيدا خطرا للهجمات».

كما انتقدت روسيا رد الفعل الأوكراني على انفجار الجسر الذي يعد منشأة رئيسية ويشكل رمزا لضم روسيا لشبه الجزيرة، معتبرة أنه يدل على «الطبيعة الإرهابية» لكييف. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن «رد فعل نظام كييف على الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية يظهر طبيعته الإرهابية». وتحدثت أوكرانيا بسخرية وأطلقت نكاتا بعد الانفجار من دون أن تصل إلى حد إعلان مسؤوليتها عن الانفجار. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الروسية التي تقاتل في مناطق ميكولايف وكريفي ريه وزابوريجيا في جنوب أوكرانيا يمكن أن تتلقى جميع الإمدادات التي تحتاجها عبر الممرات البرية والبحرية القائمة، بعد تضرر الجسر الذي أدّى الانفجار إلى سقوط أجزاء منه فوُجّهت حركة المرور في اتجاه واحد. كما وقعت أضرار في خطوط سكك الحديد. بدوره، أكد عضو مجلس الاتحاد (الشيوخ) ألكسندر باشكين، أنه ليس هناك شك في أن مؤسسات القوة الروسية ذات العلاقة ووزارة الدفاع وغيرها سترد «بشكل كاف ورادع ، وربما غير متماثل على الضربة الوقحة على جسر القرم». وأعرب عن ثقته بأن الضربة التي استهدفت روسيا «تقف خلفها ليس فقط أوكرانيا، بل الغرب كذلك». وقال: «هذا تحد خطير للغاية ليس فقط من جانب أوكرانيا، لأن كييف لا تفعل شيئا دون تعليمات من الغرب وفقط بعد التشاور معه. هذا تحد لنا من جانب الغرب أيضا».

* لجنة حكومية

وكان الناطق بإسم الكرملين دميتري بيسكوف أعلن في وقت سابق أن بوتين أصدر تعليمات بتشكيل لجنة حكومية لمتابعة الحادث. وقال: «في ما يتعلق بحادث جسر القرم، تلقى فلاديمير بوتين تقارير من رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ونائب رئيس الوزراء مارات حسنولين، ووزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف، ووزير النقل فيتالي سافيليف»، إضافة إلى تقارير قادة عسكريين وأمنيين. وأضاف: «أصدر الرئيس تعليمات لرئيس الوزراء بتشكيل لجنة حكومية لمعرفة أسباب ما حدث وإزالة آثاره في أسرع وقت ممكن»، موضحا أن اللجنة ستشمل أيضا رئيسي إقليمي كراسنودار والقرم، وممثلي الحرس الوطني وجهاز الأمن الفيدرالي ووزارة الداخلية. اللافت في الموضوع، ان وسائل الاعلام الروسية وتصريحات المسؤولين كانت تحدثت خلال ساعات الصباح عن «حادث» وقع على جسر القرم، فيما بدأت الأوساط الروسية تتحدث في وقت لاحق بعد بدء عمليات التحقيق عن «هجوم تخريبي» وعن «عمل إرهابي» تقف خلفه أوساط أوكرانية. وقال رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف، إن «الجسر تعرض لهجوم من جانب مخربين أوكرانيين تمكنوا من الوصول بأيديهم الملطخة بالدماء إلى جسر القرم. لديهم الآن شيء يفخرون به: طوال 23 عاما من إدارتهم للقرم، لم يتمكنوا من بناء أي شيء يستحق الاهتمام في شبه الجزيرة، لكنهم تمكنوا من إلحاق الضرر بالجسر الروسي». وزاد: «هذا هو جوهر نظام كييف والدولة الأوكرانية».

 

روسيا: قواتنا في أوكرانيا يمكنها الحصول على جميع الإمدادات براً وبحراً

موسكو/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت)، أن القوات الروسية التي تقاتل في مناطق ميكولايف وكريفي ريه وزابوريجيا بجنوب أوكرانيا يمكن أن تتلقى جميع الإمدادات التي تحتاجها عبر الممرات البرية والبحرية القائمة، بعد تضرر جسر كيرتش الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم بشدة جراء انفجار. وأدى الانفجار، الذي وقع اليوم السبت على جسر القرم الذي يضم طريقا بريا ومساراً للقطارات، إلى سقوط أجزاء منه مما أدى إلى توجيه حركة المرور في اتجاه واحد وألحق أضراراً أيضاً بخطوط السكك الحديدية. وكان الجسر يستخدم لنقل القوات والإمدادات العسكرية الروسية عبر شبه الجزيرة إلى أجزاء أخرى من جنوب أوكرانيا.

 

هل بدأت موسكو إعداد «الهجوم الحاسم» في أوكرانيا؟

تعيين جنرال روسي بارز قائداً لـ«القوات المشتركة» وعمليات إجلاء للمدنيين من خيرسون

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

على خلفية تفجير جسر القرم والمعطيات الروسية التي ترددت بشكل أولي حول أن التفجير كان عملاً تخريبياً مدبراً، مع توجيه أصابع الاتهام إلى جهات أوكرانية، يترقب العالم رد الفعل الروسي على التطور الذي وصف بأنه قد يشكل منعطفاً جديداً وخطيراً في الأزمة الأوكرانية وفي المواجهة الروسية مع الغرب بشكل عام. كعادته في المواقف الحاسمة، التزم «الكرملين» الصمت، ولم يدلِ ببيانات متسرعة، أو يوجه اتهامات. واكتفى الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إلى إعلان أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتشكيل لجنة حكومية لمتابعة الملف، تضم عملياً رؤساء أجهزة أمنية وعسكرية ومسؤولين إقليميين في القرم والمناطق المحيطة بها، فضلاً عن وزراء وموظفين من الديوان الرئاسي. المكتوب يقرأ من عنوانه، والتقديرات الأولية تشير إلى أن موسكو لن تتردد طويلاً في توجيه أصابع الاتهام بشكل رسمي إلى الأجهزة الخاصة الأوكرانية ومن خلفها الأجهزة الغربية. إذن، سوف ينظر كما تشير المعطيات الأولية التي عكستها تصريحات مسؤولين إقليميين بينهم حاكم القرم، وبرلمانيين روس في فرضية اتهام أوكرانيا، كاحتمال أساسي وربما يكون وحيداً. ما يستوجب ردا روسيا حاسماً وقوياً. كان ملف استهداف جسر القرم تردد أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، ووفقاً لتصريحات مسؤولين أوكرانيين فإن هذا الهدف «يجب تنفيذه عندما تسمح الظروف وقدرات التسلح». في المقابل ردت موسكو أكثر من مرة بالتحذير من تجاوز هذا «الخط الأحمر» باعتبار الجسر ضمن «الأراضي الروسية» أولاً، وبصفته «منشأة مدنية» وليست عسكرية ثانياً. في وقت سابق لوح الرئيس السابق ديمتري مدفيديف الذي حولته الحرب الأوكرانية إلى أحد «الصقور» في السياسة الروسية، بعدما ظل لسنوات طويلة يوصف بأنه «حمامة»، لوح بأن استهداف جسر القرم سيكون بمثابة «يوم القيامة» بالنسبة إلى أوكرانيا. من الصعب التكهن في المرحلة الراهنة، عن أسباب لجوء أوكرانيا إذا كانت بالفعل تقف وراء الحدث الكبير، إلى استفزاز ضخم ومباشر لبوتين في لحظة مهمة من الحرب الأوكرانية. لكن الأكيد في كل الحالات أن تفجير الجسر يفتح كما قال برلمانيون روس على مرحلة جديدة عنوانها «حرب بلا قواعد».

اللافت هنا أنه يمكن وضع تفجير الجسر إذا ثبت أنه استهدف بعمل تخريبي متعمد على نفس مستوى التفجيرات التي استهدفت خطوط إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا. بمعنى أن هذا يشكل ثاني تحدٍ قوي لبوتين من وجهة نظر السلطات الروسية. وإذا اضيف إلى ذلك مجريات العمليات العسكرية الجارية على الأرض وتزايد الصعوبات أمام القوات الروسية التي اضطرت إلى التراجع عن مواقع في دونيتسك وخيرسون التي غدت «جزءاً أبدياً» من روسيا الاتحادية وفقاً لوصف بوتين نفسه بعد ضم المناطق الأوكرانية أخيراً، فإن التحدي المطروح أمام الكرملين يبلغ مستويات غير مسبوقة. أمام هذا المسار، يبدو الموقف الروسي آخذاً في التبلور تدريجياً، وكما سبق أن وضعت تصريحات برلمانيين روس مقدمات لتحرك سياسي وعسكري (الاعتراف بدونيتسك ولوغانسك، ثم إطلاق عملية لتأديب أوكرانيا ونزع سلاحها) فإن المقدمات الحالية المماثلة تشير إلى توقعات المرحلة المقبلة. ومن ذلك التصريحات النارية للناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا التي قالت بعد تفجير جسر القرم، إن «القتل والتخريب والتدمير والاستفزاز وتلفيق التهم، تشكل منطق الإجرام الذي يربط دول الناتو وحلفائه». وربطت بين تفجير خطوط أنابيب الغاز «السيل الشمالي» واستهداف جسر القرم أخيراً، مستذكرة تصريحات غربية في الحالين ضد روسيا. هذه المقدمات يمكن ربطها بتحركات تجري على أكثر من مستوى، إذ أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت عن تعيين قائد للقوات المشتركة العاملة في أوكرانيا. ووفقاً لقرار وزير الدفاع، فقد تم «تعيين جنرال الجيش سيرغي سوروفيكين قائداً لمجموعة القوات المشتركة في منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة». وفي الأشهر السابقة تولى سوروفيكين قيادة مجموعة قوات «الجنوب» العاملة على جبهات العملية الخاصة في أوكرانيا. وهو من الجنرالات «الصقور» الأكثر ميلاً للحسم في مناطق عمله وكان في فترات سابقة قاد العمليات الروسية في سوريا. ثم غدا قائداً لسلاح الجو. السؤال المطروح هنا، حول أهمية توقيت الإعلان عن قائد للمجموعات المشتركة والمقصود هنا الجيش الروسي وقوات الانفصاليين وكتائب المتطوعين من الشيشان ومن مناطق عدة داخل روسيا وخارجها. ألا يوحي ذلك بأن موسكو مقبلة على مرحلة جديدة أكثر قوة وربما تكون حاسمة في عمليتها العسكرية؟ النقطة الثانية على الصعيد العسكري، كانت برزت في تقارير أوكرانية عن استخدام قاذفات ثقيلة روسية عبرت الأجواء الأوكرانية من جهة بيلاروسيا بشكل نشط خلال الأيام الأخيرة لتوجيه ضربات محددة على مواقع حول العاصمة كييف.

اللافت أن البيانات الرسمية الروسية لم تشر إلى هذا الموضوع.

يضاف إلى هذين العنصرين، تطوران برزا خلال الأيام الماضية، الأول تمثل في بدء توزيع القوات الجديدة التي تم تجنيدها بعد قرار التعبئة العسكرية على جبهات القتال، والثاني المعطيات عن نقل مجموعات من مدرعات هجومية ثقيلة من طراز «تايفون» إلى خطوط التماس. اللافت في موضوع «تايفون» أن هذه المدرعات مخصصة لقوات المظليين الروس، والحديث يدور حول نقلها جواً إلى مواقع متقدمة لاستخدامها في عمليات إنزال واشتباك في مواقع اقتحام خلف خطوط العدو. في السياق ذاته، جاء الإعلان السبت، عن قرار سلطات منطقة خيرسون «نقل الأطفال مع ذويهم وفئات كبار السن لعدة أسابيع إلى مناطق داخل العمق الروسي بينها منتجعات في شبه جزيرة القرم ومنطقة روستوف وإقليم كراسنودار، بحسب كيريل ستريموسوف، نائب رئيس الإدارة الإقليمية الموالية لروسيا في خيرسون. قال المسؤول: «اليوم، تم اتخاذ قرار. نحن نستعد لفترة صعبة، لأن الأوكرونازيين يواصلون قصف المدينة. حرفياً من غداً، ستعمل المراكز على تقديم مكان إقامة مؤقتة لهذه الفئات، أثناء عمليات التطهير من النازيين. في كل مناطق الطوق المحيط على طول منطقتي خيرسون وزوباروجيا». تلك المقدمات كلها تشير إلى أن تفجير جسر القرم قد يكون كبسة الزر، التي فتحت على «الرد الروسي الحاسم» والمرحلة الجديدة من المواجهة.

 

روسيا تعيّن قائداً جديداً لقواتها في أوكرانيا

موسكو/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

أعلن الجيش الروسي، السبت، تعيين قائد جديد لقيادة «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا بعد سلسلة من الانتكاسات المريرة على الأرض ومؤشرات استياء متزايدة في أوساط النخب بشأن إدارة النزاع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عبر تطبيق تلغرام أنه «تم تعيين جنرال الجيش سيرغي سوروفيكين قائدا للمجموعة المشتركة من القوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا. يذكر أن سوروفيكين كان من مارس (آذار) حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2017 ومن يناير (كانون الثاني) حتى أبريل نيسان) 2019 قائدا لمجموعة القوات الروسية في سوريا. ورقّي إلى رتبة «جنرال الجيش» عام 2021. ويأتي هذا التغيير عقب ما تردد في الأسبوع الماضي عن عزل قائدي منطقتين من المناطق العسكرية الروسية الخمس.

 

بايدن يحذر من أن تهديدات بوتين النووية قد تؤدي إلى «نهاية العالم» وتحدث عن «مخرج» بعد إعلانه الاستعداد للقائه على هامش قمة «العشرين»

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراً شديداً من أن التهديدات الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووي، يمكن أن تؤدي إلى صراع نووي و«نهاية العالم». جاء ذلك في خطاب له، مساء الخميس، خلال حفل تبرعات في مدينة نيويورك أمام حشد للحزب الديمقراطي. وأبلغ بايدن مؤيديه أن خطر الحرب النووية لم يكن مرتفعاً كما هو اليوم، منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. وقال بايدن: «لم نواجه احتمال حدوث (أرميغدون) (نهاية العالم) منذ كينيدي وأزمة الصواريخ الكوبية». ورغم أن كلامه جاء في مناسبة حزبية غير رسمية، فقد عدّ أكبر إشارة إلى جدية الأخطار التي تنظر إليها إدارته جراء التصعيد المستمر في الحرب الأوكرانية. كما عُدّ تأكيداً للتسريبات التي أشارت إلى انهماك دوائر البيت الأبيض والوزارات المعنية، فضلاً عن المناقشات التي يجريها كثير من المحللين في مراكز الأبحاث، ما إذا كان الرئيس الروسي سيلجأ إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية؛ للرد على خسائره العسكرية المتزايدة في أوكرانيا.

وقال بايدن عن بوتين: «لدينا رجل أعرفه جيداً إلى حد ما... إنه لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية؛ لأن جيشه ضعيف الأداء بشكل كبير». وعلى الرغم من أن الأسلحة النووية التكتيكية تعد معظمها صغيرة من حيث القوة التدميرية، كتلك التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية، فإنه يصعب استخدامها والتحكم فيها. وقال بايدن إنه لا يعتقد أنه سيكون من الممكن لروسيا استخدام سلاح تكتيكي، من دون أن «ينتهي الأمر مع حرب تنهي العالم». لكنه أضاف أن بوتين «لا يمزح» بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية بينما يكافح جيشه في أوكرانيا. وأضاف أن بوتين، الذي يتعرض لضغوط سياسية متزايدة في الداخل، قد يجد نفسه بدون «مخرج». وقال بايدن: «نحاول معرفة ما هو مخرج بوتين... أين سيجد مخرجاً؟ أين يجد نفسه حيث لا يفقد ماء الوجه فحسب، بل قوته الكبيرة؟». وعدت إشارات بايدن عن «نهاية العالم»، غير عادية بالنسبة لأي رئيس أميركي، منذ أزمة الصواريخ الكوبية، قبل 60 عاماً، حيث من النادر أن يشير أي من الرؤساء الأميركيين إلى هذه المخاوف. كما أن حديثه الصريح للمرة الأولى عن «مخرج» لزعيم الكرملين، يأتي في أعقاب إشارته قبل أيام عن عدم استبعاده عقد لقاء مع بوتين على هامش قمة «مجموعة العشرين» المقبلة في إندونيسيا. وكان الرئيس الروسي قد ألقى خطاباً غاضباً، أواخر الشهر الماضي، أشار فيه إلى أن استخدام الأسلحة النووية وارد؛ للحفاظ على مكاسب بلاده الإقليمية، بعد تآكلها جراء الهجوم الأوكراني المضاد والمستمر على المناطق التي أعلن ضمها إلى روسيا.

وقال بوتين إن القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على اليابان في عام 1945 «خلقت سابقة». وعُدت تصريحاته مع عدد من كبار المسؤولين الروس، تهديدات نووية صريحة. ومع ذلك، يؤكد كثير من مسؤولي الإدارة الأميركية، وخصوصاً قادة البنتاغون، أنه لا يوجد مؤشر على أن روسيا تستعد لضربة نووية وشيكة. وجاءت تأكيدات موسكو الأخيرة بأنها لا تزال ملتزمة بتعهداتها بعدم اللجوء إلى السلاح النووي لتخفف من حدة التهديدات. لكن المسؤولين الأميركيين يعبرون بوضوح عن قلقهم من أن العقيدة العسكرية الروسية تتعامل مع الأسلحة النووية التكتيكية على أنها عنصر محتمل للصراع في الحرب البرية. وهذه العقيدة، هي التي أشار إليها بايدن، بأنها أكثر ما يثير قلقه؛ بسبب ما قد تؤدي إليه من تصعيد سريع في المواجهة. وفي أواخر الشهر الماضي، قال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إن أي استخدام للأسلحة النووية من شأنه أن يؤدي إلى «عواقب وخيمة» على روسيا. وأضاف أنه في الاتصالات الخاصة التي أجراها مع موسكو، أوضح لهم «كيف ستتعامل الولايات المتحدة وترد على تلك التهديدات».

 

العراق يطالب بدعم دولي لحفظ سيادته ووقف اعتداءات إيران

البرلمان عاود الانعقاد وسط إجراءات أمنية مشدّدة... وبرهم صالح دعا إلى حوار جاد لتشكيل الحكومة الجديدة

بغداد، عواصم – وكالات/08 تشرين الأول/2022

 أكد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي أمس، أن العراق سيقدم إلى اتحاد البرلمان الدولي بندا طارئا للمطالبة بحفظ سيادته، قائلا خلال جلسة مجلس النواب إن “العراق سيقدم خلال اجتماعات اتحاد البرلمان الدولي بندا طارئا، للمطالبة بحفظ سيادته ووقف الاعتداءات والتدخلات في شؤونه الداخلية من أي جهة كانت، للحصول على دعم دولي”. ونقل مجلس النواب في بيان عن الحلبوسي قوله أثناء رئاسته الجلسة النيابية، إن البرلمان العراقي سيعمل على كسب التضامن الدولي لدعم موقف العراق إزاء الاعتداءات الخارجية على سيادته، فيما ناقشت الجلسة التي عقدت بحضور 198 نائباً، وسط إجراءات أمنية مشددة في محيط المنطقة الخضراء، القصف الإيراني الذي استهدف مؤخرا مواقع متفرقة من إقليم كردستان العراق، وأسفر عن وقوع العشرات بين قتيل وجريح. وقد عمدت قيادة عمليات بغداد والأجهزة الأمنية المساندة لها إلى نشر العديد من الوحدات والعناصر في محيط المنطقة الخضراء، إلى جانب قيامها بقطع جسور السنك والجمهورية والمعلق بالحواجز الحجرية، تحسبا لخروج تظاهرات منددة بانعقاد جلسة البرلمان . ونشر المكتب الإعلامي لمجلس النواب جدول أعمال الجلسة، والذي تضمن مناقشة القصف الإيراني على مناطق عدة في إقليم كردستان العراق وتبعات هذا القصف على العلاقات الثنائية بين البلدين. وركزت بقية بنود جدول أعمال الجلسة على البدء بالقراءات الأولى لمشاريع قوانين معالجة التجاوزات السكنية ومشروع قانون الاستثمار المعدني، إضافة إلى قوانين الضمان الاجتماعي والتقاعد للعمال. وفي 28 سبتمبر الماضي، تعرض إقليم كردستان العراق لوابل من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مواقع للتنظيمات الكردية الإيرانية، أسفرت عن 14 قتيلا و58 جريحا، بينهم مدنيون وأطفال. من جانبه، دعا الرئيس العراقي برهم صالح الكتل السياسية الى الحوار الجاد، والإنطلاق نحو تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات، لإقرار الموازنة المعُطّلة وتمشيةِ أمور الناس وإدارة المرحلة المقبلة، قائلا في احتفالية المولد النبوي الشريف إن “غياب الاستقرارِ الدائم يُنهك بلدَنا وشعبَنا، ويفتَحُ الباب مُشرعاً أمام تدخلاتٍ خارجيةٍ جعلت البلد ميداناً ووقوداً لصراعات الآخرين على أرضه بأموالِ العراقيين وأرواحهم”. وأضاف “لم يَعُد مقبولاً استمرارُ الوضع القائم.. تشكيل الحكومات بات يطولُ أكثر، وبنودٌ دستوريةٌ تُعطَّل أكثر، وسوءٌ في أحوال المعيشة والخدمات أكثر، ولا يمكنُ المراهنةُ على صبر العراقيين أكثر”، محذرا من أن العراق” يعيش لحظة مفصّلية تضعهُ أمام مفترقِ طرق، إمّا العودة إلى الوراء بنزاعات داخلية وإصطفافات، أو الانطلاق بإرادة موحّدة تَستَوعِب التحديات الجسيمة وتُلَبّي احتياجات المواطنين”. ميدانيا، أفادت مصادر أمنية كردية بمقتل ضابط وإصابة أربعة أشخاص آخرين في انفجار سيارة مفخخة في مدينة أربيل، موضحة أن الأجهزة الأمنية وقوات البيشمركة سارعت إلى فرض طوق أمني واجرت تحقيقات لمعرفة تداعيات الحادث. على صعيد آخر، قصف الطيران الحربي التركي منطقة بالكايتي في ناحية سميلان بمحافظة أربيل، في إطار عمليات عسكرية لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي ينتشر في مناطق متفرقة في إقليم كردستان العراق دون وقوع إصابات. من جهة أخرى، أعلنت هيئة الحشد الشعبي الإطاحة بعنصر ينتمي لعصابات “داعش” في العاصمة بغداد.

 

استشهاد فلسطينيين خلال عملية عسكرية للاحتلال في جنين… و”حماس” ترحب بحوار الجزائر

أبو ردينة: التصعيد الإسرائيلي سيدفع نحو الانفجار الشامل

رام الله، عواصم – وكالات/08 تشرين الأول/2022

 نفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مدينة جنين، وصفها بأنها الأكبر من نوعها، أدت إلى استشهاد شابين فلسطينيين، معلنا عقب انتهاء العملية التي تم تنفيذها عبر الوحدات الخاصة، اعتقال المطلوب صالح أبو زينة 25 عاما من حركة “الجهاد”، متهما أبو زينة بأنه خطط ونفذ عمليات إطلاق نار ضد قوات جيش الاحتلال، قائلا في بيان إن “العملية العسكرية في جنين الأكبر من نوعها، وعلينا الاستعداد لتطور جديد بالأيام المقبلة”، بينما أعلن الإعلام العبري إصابة جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات في جنين.

من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية مقتل مواطنيها برصاص جيش الإحتلال في جنين، وطالبت الإدارة الأميركية بممارسة ضغوط جدية على إسرائيل، لوقف “حربها الشاملة” ضد الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن “شعبنا الفلسطيني يواجه حربا شاملة لم تتوقف لحظة واحدة، وذلك من خلال استمرار الهجمات الإسرائيلية اليومية”، محذراً من التصعيد الإسرائيلي، الذي سيدفع الأمور نحو الانفجار الشامل.في غضون ذلك، شيعت جماهير غفيرة من أبناء محافظة  رام الله والبيرة وقلقيلة، جثماني الشهيدين الفتى مهدي لدادوة (17 عاما)، الذي استشهد متأثرا بجروح أُصيب بها، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في قرية المزرعة الغربية، شمال غرب رام الله وجثمان الشهيد الفتى عادل إبراهيم داوود (14 عاما)، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. على صعيد آخر، قررت سلطات الإحتلال تعويض عائلة المسن عمر أسعد، من قرية جلجليا شمال رام الله، الذي ترك ينزف حتى الموت عند حاجز قرب رام الله، بمئات آلاف “الشواكل” وذلك مقابل إغلاق الملف. من جهتها، حذرت دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، من الأخطار المترتبة على تصاعد انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى، وخاصة في فترة الأعياد اليهودية وبالذات في “عيد العرش”. من ناحيتها، رحبت حركة “حماس” بمبادرة الجزائر لإطلاق حوار وطني فلسطيني على أراضيها، لرأب الصدع في البيت الفلسطيني، في حين، أكدت صحيفة عبرية فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك”، في حل لغز شبكات المقاومة المسلحة “العفوية” في الضفة الغربية المحتلة.

 

مقتل اثنين من قادة “داعش” بغارة أميركية شمال سورية

أردوغان: الاجتماع مع الأسد ليس مستحيلاً

دمشق، عواصم – وكالات/08 تشرين الأول/2022

 نفذ الجيش الأميركي غارة جوية في سورية، أسفرت عن مقتل اثنين من كبار عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بحسب بيان صادر عن القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم). وأوضحت “سنتكوم” في البيان إن “القوات الأميركية نفذت بنجاح ضربة في شمال سورية، أسفرت عن مقتل كل من أبو هشوم الأموي.. ومسؤول كبير آخر في تنظيم داعش”. وقال الجنرال مايكل كوريلا، الذي يرأس “سنتكوم” إن “هذه الضربة ستضعف قدرة تنظيم داعش، على زعزعة استقرار المنطقة وضرب قواتنا وشركائنا”. كما أكد الجيش الأميركي أنه “لم يسقط قتلى أو جرحى مدنيون خلال هذه العملية”، وفقا للمعلومات المتوافرة لديه. على صعيد آخر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه قد يلتقي مع الرئيس السوري بشار الأسد عندما يكون الوقت مناسبا وإنه لن يستبعد ذلك. وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في براج “مثل هذا الاجتماع ليس على جدول الأعمال حاليا. لكن لا يمكنني أن أقول إن من المستحيل مقابلة الأسد”.

وتابع قائلا “عندما يحين الوقت المناسب، يمكننا أيضا أن نتجه إلى الاجتماع مع الرئيس السوري”. من جهة أخرى، أعلن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني رستم قاسمي، استعداد الشركات الإيرانية للتواجد في سورية. وأفادت مصادر، بأن رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، استقبل قاسمي والوفد المرافق له في دمشق، وبحثا تعزيز التعاون المشترك في مجالات مختلفة، أهمها الاقتصادية والنقل والصناعة والكهرباء والمشتقات النفطية. وشدد الوزير الإيراني والوفد المرافق له على أنه بإمكان الشركات الإيرانية المشاركة في مشاريع البناء السكنية الكبيرة في سورية. وتناول اللقاء أهمية تضافر الجهود لإيجاد نوع من التكامل بين اقتصادي البلدين، وكذلك زيادة التبادل التجاري بينهما وتعزيز ترابط سوقي البلدين مع تشكيل فرق تتبع مشتركة لتفعيل وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين. ومن جانبه، أكد عرنوس استعداد الحكومة السورية لاتخاذ الإجراءات التي تسهم في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، مع تذليل أي عقبات تعترضها ووضع ركائز أساسية للتعاون الاقتصادي بعيد المدى مع إيران. وأعرب عن تقدير بلاده لموقف إيران قيادة وحكومة وشعبا على دعمها للشعب السوري، بشأن تصديه لـ”الحرب الإرهابية” التي تتعرض لها سورية. من جانب آخر، بحث وزير الإعلام السوري بطرس الحلاق مع نائبة وزير التنمية الرقمية للاتصالات والتواصل الاجتماعي في روسيا بيلا تشيركيزوفا، سبل تعزيز التعاون الإعلامي وتبادل الخبرات بين البلدين. وخلال الاجتماع الذي حضره سفير سورية في موسكو رياض حداد، ورئيس مجلس رجال الأعمال السوري الروسي لؤي يوسف، أعرب الحلاق عن استعداد الوزارة وانفتاحها على أي فكرة يمكن مناقشتها في مجال التعاون الإعلامي، مثمنا دعم روسيا الاتحادية لسورية ومواقفها الثابتة تجاهها في المحافل الدولية. بدورها، أفادت وكالة الأنباء السورية، بأن القوات الأميركي كثفت نهبها للنفط السوري من حقول الجزيرة شرق البلاد، حيث سرقت حمولة خمسين صهريجا من النفط من حقل رميلان السوري. وأفادت مصادر محلية من ريف اليعربية لـ”سانا” بأن رتلا مؤلفا من 50 صهريجا محملة بالنفط السوري المسروق، خرج عبر معبر المحمودية غير الشرعي على دفعات باتجاه الأراضي العراقية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

الانتخابات الرئاسية اللبنانية 2022: رقص في الهاوية وسط تفاقم الأزمات الإقليمية والدولية

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

أوشك رئيس الجمهورية الـ13 للبنان، ميشال عون، على نقل ما تبقى من حقائب حزمها من القصر الجمهوري في منطقة بعبدا بمحافظة جبل لبنان، إلى منزله الجديد في منطقة الرابية (شرق بيروت)، الذي ينتقل إليه مساء الاثنين 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي مع انتهاء ولايته. 6 سنوات أمضاها عون في سدة الرئاسة، عايش خلالها البلد أصعب التحديات، وواجه - ولا يزال - أكبر الأزمات في تاريخه الحديث. أزمات يرجح أن تضاف إليها أزمة الشغور الرئاسي المتوقع في ظل غياب أي مؤشرات توحي بإمكانية نجاح مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد خلال المهلة الدستورية التي كانت قد بدأت مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، وتنتهي نهاية أكتوبر الحالي. وتبدو المرحلة التي قد يكون لبنان مقبلاً عليها أشبه بتلك التي عايشها عام 2014، حين تعذر انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للعماد ميشال سليمان، فاستمر الشغور الرئاسي نحو سنتين ونصف السنة، نتيجة تعطيل «حزب الله» وحلفائه جلسات الانتخاب التي كان يُدعى إليها، وذلك لفرض انتخاب مرشحه ميشال عون، الذي عاد ووصل إلى سدة الرئاسة عام 2016، بعد تسوية كبيرة شملت رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لكن ما يحذر منه عدد من المسؤولين في الداخل والخارج هو أن البلد لا يحتمل أي نوع من أنواع الشغور أو الفراغ، كما كان الحال عام 2014، باعتباره يرزح منذ عام 2019 تحت أزمة مالية غير مسبوقة تستدعي استنفاراً على كل المستويات لمعالجتها. على الرغم من أن السلطة الإجرائية في لبنان لم تعد مرتبطة حصراً برئيس الجمهورية بعد «اتفاق الطائف»، الذي وُقّع عام 1989، وقلّص الصلاحيات المطلقة لـ«الرئاسة الأولى»، فإن فراغ قصر بعبدا يؤثر تلقائياً على صورة لبنان في الخارج، وينسف عامل الثقة الذي يستجديه البلد لينهض من جديد. أضف إلى ذلك أن كثيرين يعوّلون على مشروع رئاسي «إنقاذي» يؤمل أن يحمله الرئيس المقبل، خاصة إذا ما كان هذا الرئيس يحظى بدعم عربي ودولي، لذلك فإن طول أمد الشغور سيعني تلقائياً المزيد من الانهيار والتخبط والرقص في لجة الهاوية، بعدما تجاوز اللبنانيون حافتها منذ مدة، مع ملامسة سعر صرف الدولار الأميركي الواحد في الأيام الماضية الـ40 ألف ليرة... فيما لا يزال الدولار الرسمي حتى الساعة عند حدود الـ1500 ليرة، بانتظار دخول مشروع رفعه ليبلغ 15 ألفاً حيز التنفيذ.

- مشكلة التوازنات البرلمانية

لا تسهّل التوازنات التي أفرزتها الانتخابات النيابية الأخيرة عملية انتخاب رئيس للجمهورية؛ لأن فريقي الصراع الأساسيين؛ أي فريق «حزب الله» وحلفائه، وفريق المعارضة، لا يملكان الأكثرية التي تخولهما تأمين الأصوات اللازمة لضمان فوز أي مرشح يفضلانه؛ إذ يحتاج انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان إلى حضور ثلثي أعضاء البرلمان جلسة انتخابه؛ أي 86 نائباً من أصل 128، كما يحتاج انتخابه دستورياً في الدورة الأولى إلى أكثرية ثلثي أعضاء المجلس، وبعدها يُكتفى بالغالبية المطلقة - أي 65 نائباً - في دورات الاقتراع التي تليها. وبناءً عليه، يستطيع 43 نائباً أن يعطلوا نصاب جلسة الانتخاب.

رئيس «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، يرى أن «مجلس النواب اليوم شقّان: الأول مع محور الممانعة؛ أي السلطة الموجودة، وهو كناية عن 61 نائباً، والثاني المكوّن من النواب الـ67 الآخرين»، الذين يمثلون نواب المعارضة والنواب المستقلين. وهنا نشير إلى أنه عند انتخاب نائب رئيس المجلس النيابي صوّت 65 للنائب إلياس بوصعب مرشح «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» وحلفائهما، فيما صوّت 60 لمرشح المعارضة النائب غسان سكاف، ووُضعت ورقتان بيضاوان، وكانت هناك ورقة ملغاة. ويبدو واضحاً أن عدداً من النواب المستقلين قد يصبّون في هذا الاتجاه أو ذاك، من دون أن يعني ذلك أن لهم تأثيراً في انتخابات الرئاسة. فحتى في حال اتفقت قوى المعارضة وهؤلاء على اسم أحد المرشحين، فلن يتمكنوا من إيصاله بـ65 صوتاً ما لم يؤمن لهم الفريق الآخر أو بعض مكوّناته نصاب الـ86 نائباً، وما يسري على هذا الفريق يسري أيضاً على الفريق المحسوب على «حزب الله»، الذي إن استطاع تكرار سيناريو تأمين فوز بوصعب بـ65 صوتاً بنيابة رئيس البرلمان، فلن يتمكن وحده من تأمين نصاب الـ86 نائباً.

لقد شكّلت نتائج الجلسة الأولى لانتخاب رئيس التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي في 29 سبتمبر الماضي، مثالاً ساطعاً على التخبط الذي تعيشه القوى السياسية؛ إذ قرّر «حزب الله» وحلفاؤه (أي حركة «أمل» و«التيار الوطني الحر» وتيار «المردة» ونواب آخرون) التوحّد في تلك الجلسة خلف «الورقة البيضاء» لعجزهم عن التفاهم على مرشح واحد يخوضون معركته، فوضعوا 63 ورقة بيضاء في صندوق الاقتراع. وفي المقابل، انقسمت قوى المعارضة إلى 3 أقسام: الأول يضم «القوات» و«الكتائب» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وعدداً من المستقلين الذين صوّتوا لرئيس حركة «الاستقلال» النائب ميشال معوض، فحاز 36 صوتاً. والثاني يضم نواب «التغيير» الذين صوّت 11 منهم حضروا الجلسة لرجل الأعمال سليم إدّه. أما الثالث فضم 11 من النواب السنّة، إضافة للنائب سجيع عطية، الذين صوّتوا بأوراق اعتُبرت ملغاة؛ لأنها حملت أسماء رمزية كـ«لبنان».

لو سبق الجلسة تفاهم بين مكونات المعارضة على التصويت لشخصية واحدة، لنجحت هذه القوى بخوض المعركة الرئاسية موحّدة، وحاز مرشحها 65 صوتاً، مقابل 63 ورقة بيضاء وضعها النواب المحسوبون على «حزب الله» وحلفائه، من دون أن يعني ذلك أنها كانت ستتمكن من ضمان انتخابه رئيساً - لأن ذلك يتطلب وجود 86 نائباً بالقاعة في الدورة الثانية، وهو عدد غير قادرة على تأمينه – ومن ثم، تمتلك القوى المؤيدة لـ«حزب الله»، وكذلك المعارضة في حال تكتلت ونسقت مع بعضها، 43 نائباً يستطيعون تعطيل النصاب، لكن لا «حزب الله» وجماعته ولا المعارضة يضمنان الـ86 صوتاً لتأمين فوز مرشح لا يوافق عليه الفريق الآخر. لذلك ستكون هذه القوى ملزمة بالسير بمرشح توافقي لا مرشح تحدٍّ. وهو ما انطلقت منه مبادرة نواب «التغيير»، التي جالوا بها على مختلف القوى السياسية. ويقول هؤلاء إنهم رفضوا التصويت للنائب معوض؛ لأنه «لا يعتبر مرشحاً قادراً على الاستحواذ على رضى الفريق الآخر لتأمين نصاب انتخابه». كذلك يرد النواب السنّة المستقلون رفضهم التصويت لمعوض إلى السبب نفسه، وإن كان العمل جارياً لإقناعهم بالتصويت له في الجلسة الثانية التي حدّدها برّي لانتخاب رئيس يوم الخميس المقبل.

- المرشحون الرئاسيون

لا يُلزم الدستور اللبناني الشخصيات الراغبة في الترشح للانتخابات الرئاسية بتقديم ترشيحات رسمية، كما هو حال الانتخابات النيابية، وعادة ما كان يُختار رؤساء الجمهوريات إما من رؤساء الأحزاب أو قادة الجيش وغيرهم. ورغم ذلك قرر عدد من المرشحين هذا العام أن يعلنوا ترشيحاتهم رسمياً، وبشكل علني وواضح، ويطرحوا برامج انتخابية مفصلة. سفيرة لبنان السابقة لدى الأردن، ترايسي شمعون، أعلنت في مؤتمر صحافي ترشحها للانتخابات الرئاسية، وعرضت برنامجها الرئاسي الذي حمل عنوان «رؤية جديدة للجمهورية»، ووزعت نسخاً منه على النواب الـ128. وكانت شمعون مقرّبة من الرئيس عون الذي اختارها سفيرة للبنان لدى الأردن عام 2017، قبل أن تستقيل من منصبها إثر انفجار 4 أغسطس (آب) 2019، وتخرج بمواقف تنتقد فيها العهد. وشمعون هي ابنة داني شمعون، النجل الأصغر لرئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون (1952 - 1958). وكان والدها قد اغتيل مع زوجته وطفليه داخل منزلهم عام 1990، أما أمها فهي الممثلة الأسترالية باتي مورغان. وهي تحمل الجنسية البريطانية. وبين الشخصيات التي تقدمت بترشحها للرئاسة أيضاً، مي الريحاني، الناشطة في مجال تعليم الفتيات والدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها. وهي كاتبة وشاعرة وناشطة في مؤسسات التنمية الدولية، ومقيمة في الولايات المتحدة، كما أنها ابنة أخي الأديب والعلّامة الراحل أمين الريحاني. ثم هناك أيضاً زياد حايك، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة، الذي يشغل منصب رئيس الجمعية العالمية لوحدات الشراكة في جنيف (WAPPP) التي تنتمي إليها 41 دولة. ولقد عمل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنوك التنمية الأوروبية والأفريقية والآسيوية لسنوات عدة.

كذلك ترشح رئيس حزب «الإنقاذ البيئي»، بشارة أبي يونس، وطرح برنامجاً رئاسياً حمل عنوان «لبنان: الكيان الرئاسة السلطات». وأخيراً أعلن المحامي كلارنس قطيني، ترشحه للرئاسة مع أنه أرثوذكسي، فيما المتعارف عليه منذ الاستقلال أن يكون الرئيس مارونياً. على أي حال، يعتبر كثيرون أن كل الترشيحات السابقة غير جدية، وأن المرشحين «الطبيعيين» للرئاسة هم «الأقوياء» في طائفتهم؛ أي رؤساء الأحزاب المسيحية: رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ورئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ولكن بحسب الأرقام والحسابات الحالية لا توجد فرص لأي من هؤلاء؛ فباسيل لا يحظى حالياً إلا بدعم نواب تياره الـ18 ونواب الأرمن الـ3، وفي أفضل الأحوال قد يدعمه «حزب الله» بـ15 صوتاً، مما يجعل عدد الأصوات التي قد ينالها 36 فقط. كذلك لا يبدو أن هناك توجهاً لدى المعارضة لدعم ترشيح جعجع الذي قد يحظى في أفضل الأحوال - وفي حال وافق على ترشيحه كل نواب المعارضة – على 65 صوتاً، وهو غير كافٍ لانتخابه من خلال تأمين نصاب الجلسة المتمثل في حضور 86 نائباً. ويسري على الجميل ما يسري على جعجع. أما رئيس «المردة» سليمان فرنجية، الذي يعتبر المرشح المفضل لـ«الثنائي الشيعي» - أي «حزب الله» وحركة «أمل» - فيحظى بتأييد نحو 42 نائباً، وهو إن نجح في إقناع باسيل و«التقدمي الاشتراكي» بدعم ترشيحه، قد يحصل في أفضل الأحوال على 71 صوتاً، مما يعني أنه سيعجز أيضاً عن تأمين نصاب الجلسة.

- 13 رئيساً... و3 تجارب شغور و3 تمديدات

منذ الاستقلال عام 1943، عرف لبنان قبل «اتفاق الطائف»، 8 رؤساء جمهورية هم: بشارة الخوري، وكميل شمعون، وفؤاد شهاب، وشارل حلو، وسليمان فرنجية، وإلياس سركيس، وبشير الجميل، وأمين الجميل. وبعد «الطائف» تعاقب على سدة الرئاسة 5 رؤساء هم: رينيه معوض، وإلياس الهراوي، وإميل لحود، وميشال سليمان، وميشال عون.

على مدى 79 سنة لم تنتقل السلطة من رئيس إلى آخر بطريقة سلسة، وفي سياق انتخابات رئاسية طبيعية، إلا خلال عهدين فقط من أصل 13؛ إذ طبعت نهايات معظم العهود صراعات وحروب وفراغات، كان معظمها ينتهي بتسويات داخلية أو إقليمية ودولية تؤدي لانتخاب رئيس جديد. ويمكن الحديث بعد الاستقلال عن وقوع لبنان 3 مرات في شغور رئاسي: المرة الأولى مع انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل في 22 سبتمبر (أيلول) 1988، وهو شغور انتهى بانتخاب الرئيس رينيه معوض عام 1989 (أي إنه دام سنة و44 يوماً). والمرة الثانية مع انتهاء الولاية الممددة للرئيس إميل لحود في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، وانتهى الشغور الذي دام نحو 6 أشهر، يوم 25 مايو (أيار) 2008 مع انتخاب العماد ميشال سليمان، نتيجة اتفاق عُقد في الدوحة. والمرة الثالثة شهدت «الفراغ» الأطول في تاريخ لبنان؛ إذ بدأ الشغور مع انتهاء ولاية سليمان يوم 25 مايو 2014، وانتهى في 31 أكتوبر 2016 مع انتخاب عون؛ أي إنه دام سنتين وخمسة أشهر. وشهد لبنان أيضاً منذ استقلاله عام 1943 وحتى اليوم، 3 عمليات تمديد لولاية الرئيس: الأولى حصلت عام 1949 حين جُددت ولاية بشارة الخوري حتى عام 1955، لكنه ترك منصبه عام 1952 بعد ثورة بيضاء. وخلال مرحلة النفوذ السوري، عرف لبنان التمديد مرتين: الأولى مع إلياس الهراوي الذي انتُخب عام 1989، وانتهت ولايته عام 1995، لكن مجلس النواب مدّد ولايته 3 سنوات انتهت عام 1998. أما الثانية فمع انتهاء ولاية إميل لحود عام 2004، وجرى تمديدها 3 سنوات إضافية حتى عام 2007.

 

إتفاق ترسيم الحدود “في متناول اليد”

إيلي يوسف/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

مع عودة «التعقيد» على ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي قاد مفاوضاتها المنسق الرئاسي الأميركي الخاص أموس هوكستاين، قالت وزارة الخارجية الأميركية في رسالة رداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعمل على حل الخلافات التي طرأت». وقال المتحدث باسمها نيد برايس في الرسالة، إن هوكستاين، على اتصال بالطرفين ويعمل على حل الخلافات العالقة مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية. وأكد برايس أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى حل، وتعتقد أن «التوصل إلى اتفاق دائم أمر ممكن وفي متناول اليد». وفيما بدا أن أجواء التفاؤل التي سادت في الأيام الأخيرة قد تراجعت نسبياً، عدت «التعقيدات» كأنها محاولة من خارج السياق، للتغطية، على الأقل من الجانب اللبناني، على التنازلات التي قدمها، خصوصاً على الالتزامات المتعلقة بالعائدات التي ستدفع لإسرائيل من حقل قانا، الأمر الذي يقيم عملياً «شراكة» اقتصادية بين البلدين. وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قالت الباحثة في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، حنين غدار، إن الصفقة أوشكت على الانتهاء رغم احتمال تأخيرها أو تعقّدها. فكلا الجانبين يريد الصفقة بطريقة أو بأخرى، وسيجدان حلاً وسطاً. وأضافت أن «حزب الله» سيحاول بالتأكيد أن يقدمها كنصر لإضفاء الشرعية على أسلحته واستثماره في السياسة اللبنانية الداخلية، خصوصاً في الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، رغم صعوبة ذلك، لكن قد ينجح في ذلك. وقالت إن الأمر يتوقف على التوقيت، «قبل مغادرة الرئيس عون القصر أو بعدها». ومع ذلك، فإن الموقف اللبناني الداخلي ليس لصالح «حزب الله»، حيث يعتقد الجميع أن لبنان قدّم تنازلات كبيرة، مثل الموافقة على منح إسرائيل تعويضات عن قانا (بشكل غير مباشر)، وينتقد كثيرون غياب الشفافية، لانعدام الثقة. ورغم أن ما جرى لا يعد «تطبيعاً» كاملاً، لكنه «شراكة اقتصادية بين لبنان وإسرائيل»، وهذا سيضعف خطاب الحرب والمقاومة، لأن الحزب وإسرائيل لديهما شهية أقل للحرب. وعن دور المجتمع الدولي في حض الطبقة السياسية اللبنانية على الإصلاح ومواجهة فسادها، قالت غدار: «هناك شيئان واضحان، الطبقة السياسية ليست مستعدة للإصلاحات، والمجتمع الدولي لا يتحرك بشكل كافٍ. يمكن لأوروبا أن تبدأ في فرض عقوبات على الشخصيات السياسية الفاسدة، ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل المزيد عبر عقوبات قانون (ماغنتسكي)». لكن يبدو أنه لا يوجد أحد مستعد للتصعيد في هذه المرحلة، وقد يكون السبب في تغير الأولويات الدولية. من ناحيته، قال طوني بدران، الباحث في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» بواشنطن، في حديث مع «الشرق الأوسط»: «بعد التعديلات التي طلبها لبنان أخيراً، ليس من الواضح إذا كانت إدارة بايدن ستكون قادرة على دفع الصفقة إلى الأمام»، أم لا. وأضاف أنه حتى بافتراض أن الصفقة ستتم، فلن يكون لها أي تأثير على الانتخابات الرئاسية. ومع ذلك، من المرجح أن تدفع الولايات المتحدة وفرنسا، باتجاه التعاون مع السعودية في مبادرات من هذا القبيل. ومن بين الأوهام العديدة التي تخبئها إدارة بايدن حول لبنان، كالاعتقاد بأن ما يسمى «الرئاسة اللبنانية» يهم أي شخص، ناهيك بالمصالح الأميركية، هو من بين أكثر الأشياء سخافة. الشيء الوحيد الذي له مغزى في لبنان هو «حزب الله» الذي يدير المكان كله. وقال بدران إن هناك تناقضاً متأصلاً في الموقف العام للولايات المتحدة وفرنسا الذي يطالب الأوليغارشية اللبنانية الفاسدة بقيادة «حزب الله»، بإصلاح النظام، حتى مع استثمار واشنطن وباريس فيه. الآن، وبعد أن عملت الولايات المتحدة على منح الأوليغارشية اللبنانية المنطقة البحرية المتنازع عليها بالكامل، مع الاستثمار اللاحق من قبل شركة «توتال» الفرنسية، لن يواجه هؤلاء القادة مشكلة في إضاعة ثلاث سنوات إضافية أو أكثر للحصول على عائدات محتملة من موارد الطاقة البحرية

 

غاز لبنان وانتخابات إسرائيل

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/08 تشرين الأول/2022

مثل من يبيع سمكاً في البحر، استعجل المسؤولون في لبنان المفاخرة بالفرص التي ستوفرها كميات الغاز التي قالوا إنها متوفرة في مياهه الإقليمية، حتى قبل توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وقبل معرفة حجم كميات الغاز الموجودة في تلك المياه. بدأ التسويق لتلك الكميات على أنها الحل للضائقة الاقتصادية، وأنها ستعيد للبنانيين أموالهم التي نُهبت من المصارف، وستمدهم بالكهرباء التي حرمت منها منازلهم، وستحسن قيمة عملتهم التي وصلت إلى الحضيض… أمام هذه الآمال التي علقت على استثمار الغاز، جاء رفض إسرائيل للتعديلات التي اقترحها المفاوضون اللبنانيون على اتفاق ترسيم الحدود البحرية ليضع عملية التفاوض أمام مأزق يمكن أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر. كان الجانب اللبناني قد أبدى تفاؤلاً بنجاح المفاوضات التي جرت بوساطة أميركية. وأشاد رئيس مجلس النواب نبيه بري، بمشروع الاتفاق، ووصفه بأنه إيجابي. كما كرر الرئيس ميشال عون في أكثر من مناسبة أن فرصة لبنان لحل أزمته المالية أصبحت قريبة بفضل الغاز. كما مر الإعلان في لبنان عن الموافقة على الاقتراح الأميركي لترسيم الحدود من دون منغصات. جرى التفاهم بين الرؤساء الثلاثة على ملاحظاتهم على المشروع. وتفاءل اللبنانيون بهذا المناخ الإيجابي الذي قلما تحظى به أزمة داخلية. فاللبنانيون مختلفون على كل شيء: من الرئيس المقبل، إلى تشكيل الحكومة، إلى التحقيق في انفجار المرفأ، إلى علاقات لبنان الخارجية. لكن الآمال المعلقة على الغاز الموعود، الذي لا يزال مقيماً في البحر، كانت وراء الصمت على اتفاق ترعاه الولايات المتحدة التي لا يكن لها نصف اللبنانيين وداً كبيراً، في مقدمتهم طبعاً الحزب الأكثر نفوذاً في البلد، كما أن الطرف الآخر في هذا الاتفاق هو إسرائيل التي تتصف علاقتها بلبنان بصفة العداء، وهو ما دفع الوساطة الأميركية إلى لعب دورها في تسهيل المفاوضات.

غير أن هناك سبباً آخر لا بد من الالتفات إليه، كان وراء خفوت الأصوات المنتقدة، وهو بطاقة المرور التي منحها «حزب الله» لعملية التفاوض وللوصول إلى الاتفاق. ولك أن تنظر إلى القوى التي أشادت بالاتفاق، من الرئيس نبيه بري إلى رئيس الجمهورية الذي لا يتحرك في المسائل الصغرى من غير التأكد من موافقة «حزب الله»، فكيف في مسألة بهذا الحجم؟ إلى النائب إلياس أبو صعب، الذي أقر أن رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، هو الذي اقترح اسمه على الرئيس ميشال عون لرعاية المفاوضات. مجموعة من القوى الموصوفة عادة أنها في صف «الممانعة» هي التي تعاونت على الصيغة التي سهلت التراجع عن خط بحري (الخط 29) يتجاوز خط الترسيم الحالي، كان خبراء الجيش اللبناني وعدد من الخبراء المدنيين قد اقترحوه أساساً للتفاوض، وتم السكوت عنه بحجة عدم الرغبة في تعطيل اتفاق يمكن أن يجلب الثروة إلى البلد وينقذه من محنته.

موافقة هذه القوى على اتفاق تمت صياغته بعبارات أميركية، وبعد موافقة إسرائيلية تفسره الأحلام الموعودة بالخروج من الضائقة الاقتصادية كما سبق القول، وهي ضائقة لم تعد ما يسمى «بيئة حزب الله» غريبة عنها، باعتبار أن أهل هذه البيئة مواطنون لبنانيون يعاني معظمهم ما يعانيه الآخرون، ولا يستطيع «حزب الله» تجاهل معاناتهم. لكن هناك سبباً آخر يتعلق بالنفوذ الذي يمارسه الحزب في السياسة اللبنانية، والذي أصبح معروفاً، لكنه في هذه الحالة أشد وضوحاً، إذ إنه يستطيع إسكات كل الأصوات المعارضة، فإذا كان الحزب الأكثر «ممانعة» قد وافق على هذا الاتفاق فكيف لمن هم أقل ممانعة أن يعترضوا؟ خصوصاً بعدما وظف الحزب إعلامه للإيحاء بأنه يقف «وراء ما تقرره الدولة» في مسألة الترسيم، وهو الذي لم يقف وراءها في أي شأن آخر!! غير أن الذي كان لافتاً أن الصمت في لبنان لم يرافقه صمت مماثل في الجانب الإسرائيلي، حيث يبدو أن الإيجابيات من استثمار الغاز من حقل كاريش تفوق ما يعد لبنان نفسه به، فضلاً على أن إمكانات استخراج الغاز من هذا الحقل أصبحت جاهزة بعكس ما هو الحال في حقل قانا. في إسرائيل، رفعت المعارضة ممثلة بتكتل «الليكود» وزعيمه نتنياهو الصوت، معترضة على إمكان استثمار «حزب الله» لهذا الاتفاق سياسياً في الصراع اللبناني، وبما يمكن أن يشكل خطراً مقبلاً على إسرائيل من خلال توظيف أموال الغاز لشراء الصواريخ! ومع أن المبالغة الدعائية في هذا الكلام واضحة على أبواب الانتخابات الإسرائيلية، إذ إن «حزب الله» لا يعاني أزمة مالية تمنعه من الحصول على الصواريخ والمسيّرات، إلا أنه يشير إلى قناعة في إسرائيل بأن هذا الاتفاق هو من صنع الحزب الذي نجح في قطع الطريق على الاعتراضات. من هنا كانت الحملة على يائير لبيد وحكومته بالخضوع لتهديدات «حزب الله»، في الوقت الذي كان إعلام الحزب يدعم هذه الحملة بالإيحاء من خلال وسائله الإعلامية بأن مسيّراته هي التي فرضت على إسرائيل قبول الشروط اللبنانية. ويمكن القول الآن إن هذه الحملة نجحت في تحقيق أهدافها، وأصيبت آمال لبنان بنكسة بعد رفض إسرائيل للتعديلات التي اقترحها، والتي تتعلق بحقوق مالية تطالب بها إسرائيل في حقل قانا. لقد وضع هذا الرفض حكومة لبنان في مأزق و«حزب الله» في مأزق، بعد تهديده بمنع إسرائيل من استثمار الغاز إذا لم يكن ذلك متاحاً للبنان. فالمواجهة العسكرية مع إسرائيل في ظروف لبنان الحالية ستعني القضاء على آخر ما تبقى من تسهيلات العيش المتاحة للبنانيين.

 

البند الثالث من المادة ٦٩ من الدستورية على

د. توفيق هندي/فايسبوك/08 تشرين الأول/2022

"٣- عند إستقالة الحكومة أو إعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب حكماً في دورة إنعقاد إستثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة.". هذه المادة تنطبق على حكومة ميقاتي التي تصرف الأعمال. فهذة الحكومة إعتبرت مستقيلة منذ تاريخ إنتخاب المجلس النيابي، وبالتالي، أصبح"المجلس النواب في دورة إنعقاد إستثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة.". ولكن، هل يصح تشكيلها ونيلها الثقة قبل نهاية الشهر؟!

دستوريا"، هذا الأمر غير واضح نتيجة تناقض المادة ٦٩ مع المادتين ٧٣ و ٧٥، ذلك أن:

أ) المادة ٧٣ تنص على :

"قبل موعد إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة من رئيسه لإنتخاب الرئيس الجديد وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكما" في اليوم العاشر الذي يسبق اجل إنتهاء ولاية الرئيس."

ب) المادة ٧٥ تنص على:

"إن المجلس الملتئم لإنتخاب رئيس الجمهورية يعتبر هيئة إنتخابية لا هيئة إشتراعية ويترتب عليه الشروع حالا" في إنتخاب رئيس الدولة دون مناقشة أو أي عمل آخر.".

ففي العشرة أيام التي تسبق إنتهاء ولاية الرئيس، يكون مجلس النواب ملتئم لإنتخاب رئيس أم لتشكيل حكومة ونيلها الثقة؟!

فهل يجب تشكيل الحكومة ونيلها الثقة قبل ٣١ تشرين الأول أو قبل ٢١ تشرين الأول؟!

ولكن هذا التساؤل في غير محله كوننا نعيش في لبنان اللادولة وأن رئيس مجلس النواب هو الساحر نبيه بري الذي يتحكم بتفسير الدستور على ذوقه وسط نواب "غشيانين"، جهلة ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية، لا المصلحة الوطنية.

فحزب الله المتحكم ببري وفارض أجندته على الطبقة السياسية بمجملها يريد تشكيل الحكومة ونيلها الثقة قبل إنتهاء ولاية "صديقه" عون، وذلك لكي لا يعطي الحجة لإسرائيل للتهرب من معادلته "الغاز اللبناني مقابل الغاز الإسرائيلي" التي تقوي إمساكه بالوضع اللبناني، وذلك بأن لا وجود لطرف لبناني يحظى بكامل الشرعية كي تفاوضه إسرائيل. لذا، ولأن السلطة الفعلية هي بيد حزب الله ولأن لا أحد يمكنه المجاهرة برفض تشكيل الحكومة ولأنه اللاعب الحقيقي الوحيد، فإن الحزب الحاكم سوف يحصل على ما يريده.

 

في صبيحة اليوم ال1088 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/08 تشرين الأول/2022

في الثالث من أيلول الماضي أطلق نواب الثورة المبادرة الرئاسية الإنقاذية حول إستجقاق إنتخاب رئيس للجمهورية. وتضمنت الوثيقة 4 عناوين:

أولاً: الرؤية

ثانياً: المقاربة

ثالثاً: المعايير

رابعاً: المبادرة

قال تكتل التغيير في موقفه: "نحن مواطنون غاضبون مقهورون معذبون، نسمع أنين وجع اللبنانيين، ونشعر بهدير إنتفاضتهم وثورتهم..بعدما نهبت أرزاقهم وأموالهم ومدخراتهم..وبعدما أوصلتنا المنظومة السياسية الحاكمة إلى تحطيم سيادة الدولة" ..المعنى أن المطلوب للرئاسة رجل دولة من خارج منظومة التسلط الطائفي المرتهنة ومن خارج محاصصة التوريث. جاءت جلسات التشريع، فلم يبقى فوق الغربال أيٍ من الأسماء النيابية الطامحة للرئاسة. التصويت على الخط 29، خط السيادة والحدود وحقوق اللبنانيين بثروتهم، كشف كل جماعة السيادة "آ لا كارت"! تنكروا بفظاظة للسيادة وللدستور!

والتصويت على قانون رفع السرية المصرفية أظهر العداء الأصيل للمنظومة ضد الناس وحقوقهم، وخصوصاً ضد المودعين بوضع قانون فاسد يمنع ملاحقة مرتكبي الجرائم المالية، فتظهر إنحياز المجلس النيابي إلى الكارتل المصرفي الفاجر.

بدا المجلس منقسماً إلى تكتلين كبيرين الأول يقوده نصرالله، والثاني مع تداخل مع الأول، يقوده سلامة والكارتل المصرفي.. والتشبيه هو لأحد نواب الثورة. بالتأكيد ينبغي الذهاب إلى جلسة الإنتخاب باسم يمتلك رؤية مشابهة لما طرحه التكتل وتنطبق عليه المعايير والمقاربة التي ترسم اي بلد يستحقه أهله وكيف يكون الإستحقاق"محطة من محطات حماية الجمهورية واستعادة الدولة".. وتم التأكيد أن "لا حلّ آخر للبنان سوى هذا الحل من خلال تطبيق الدستور"..وكان نواب الثورة في ذروة الوضوح عندما أكدوا أنهم "مشروع سياسي جديد، مشروعنا، مشروع الكتلة التاريخية العابرة للإصطفافات الطائفية والمناطقية والزبائنية".. ولتكن المعركة الرئاسية محطة في خدمة هذا المشروع وبلورته كبديل سياسي وحده يمكن التعويل عليه.

لماذا د.عصام خليفة لرئاسة الجمهورية؟

لا يمكن في هذه العجالة أن يُنصف د. عصام خليفة. فطيلة السنوات الماضية تحولت مواقفه من السيادة، ومن الخط 29 وحدود لبنان وحقوق شعبه إلى بوصلة للوطنيين اللبنانيين. لا يمكن لأي جهة أن تتنكر للطروحات العلمية والقانونية التي قدمها، وكذلك الحجج التاريخية التي عرضها ودافع عنها كشخصية سيادية صافية. لم تستوقفه مصلحة خاصة ولا مكاسب لفئة أو جماعة، فعلى الدوام أثبت أن هاجسه حماية المصلحة الوطنية وحقوق كل اللبنانيين. د. عصام خليفة إبن الجامعة الوطنية وأحد أبرز رموزها، تقدم صفوف الحركة الطلابية التي ناضلت من أجل تطوير الجامعة والإرتقاء بالتعليم وبالمدرسة الرسمية. كان نقابياً قاد الحركة الطلابية التي ساهمت في بناء الجامعة الوطنية، وكان رئيساً لرابطة أساتذة الجامعة وأبرز رموز الدفاع عن مكانتها ودورها كجامعة لكل الوطن. ويعدُّ د.خليفة بين أبرز المختصين بتاريخ لبنان، ومراحل تطور البلد وفهم الثغرات التي واجهت مسيرته لتجاوزها. مؤلفاته عن تاريخ لبنان، وأبحاثه والوثائق التي نشرها، التي تطلبت سنوات بحث في الأرشيف العثماني في إسطنبول، وفي "الكي دورسيه في باريس، ومكتبة الفاتيكان.. مرجع لا غنى عنه ليس للتعرف على الماضي فقط بل ولتحديد مسارات المستقبل. د.خليفة المتعمق بالدستور والمدافع عن وثيقة الوفاق الوطني: "إتفاق الطائف". هو من أبرز الوجوه السيادة المستقلة فعلاً لا قولاً. وجه يستحيل تصنيفه أو تعليب مواقفه، وجه مقاوم حقيقي أكثر شبهاً بمواطنينا الصابرين، الذين صنعوا ثورة "17 تشرين". يعرف وجع الناس لأنه يعيشه، ويعرف آمالهم وهو ممن قاتل من أجل هذه الآمال. د.عصام خليفة مرشح لرئاسة جمهورية ينبغي أن تتسع لأحلام اللبنانيين لتحول أحلامهم إلى واقع.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

القطاع المصرفي أمام خيارين إما الاقتصاد الحر إما الميليشيات

محمد علي مقلد/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

هذه المقالة معدة للنقاش مع أهل القطاع المصرفي وجمعيات المصارف والصناعيين والتجار، وكذلك مع المدافعين عنه ومع مهاجميه على حد سواء. أستثني منهم انتفاضة المودعين المشغولة بالتعبير عن الوجع المالي وبتفادي جحيم السلطة الموعود وبالبحث عن الخلاص الفردي أكثر من انشغالها بنقاش هذه الأمور، على أهمية النقاش. جمعية المصارف أصدرت بياناً على شكل مقابلة أجابت فيه على تساؤلات اللبنانيين، ورمت على عاتق «الدولة»، وهي تعني السلطة، وزر الأزمة المالية النقدية الاقتصادية، وهي ليست المرة الأولى التي تطلق فيها صرختها. لكن بيانها بدا كأنه صادر عن حزب سياسي لا عن جهة مصرفية، فهو شخّص المشكلة ونبّه من مخاطرها ولم يقدم حلاً غير الإدانة. صحيح أن السلطة (ويقال الدولة عن جهل بالمصطلحات) مسؤولة عن الانهيار لأن مآل الفساد السياسي المالي الإداري هو هذا الجحيم الموعود. غير أن حصة القطاع المصرفي من المسؤولية السياسية، لا المالية فحسب، لا تقل عن حصة السلطة، لأن المصارف هي التي كانت تموّل الفساد منذ الاستقلال، ولا سيما بعد اتفاق الطائف. وقد بدأت هذه الظاهرة تتفاقم وتكبر مثل كرة الثلج بعد اغتيال الحريري إلى أن بلغت حد الانفجار. نترك مسؤولية القطاع المصرفي عن الجانب المالي من الأزمة لنقاش أهل الاختصاص، ونتوقف عند حصتها من المسؤولية السياسية.

في ربيع 2012 أطلقت الجمعية ذاتها صرخة مماثلة في وجه (الدولة) بعد أخرى كانت قد أطلقتها غرفة التجارة، تنبهان فيهما إلى وضع اقتصادي خطير وتنذران من انهيار محتم. بعد تسع سنوات وقع الانهيار وما زال القطاع المصرفي يكرر التوصيف ذاته وتشخيص أعراض المرض وينبه من الانفجار ولا يعمل على تفاديه. الطبيعي في بلدان الاقتصاد الحر أن يتولى إدارة السلطة السياسية ممثلون عن قطاعات الإنتاج، وأن يقوم التنافس الديمقراطي في الانتخابات بين ممثلي رأس المال والعمل، لكن النظام اللبناني أنتج صيغة غير طبيعية. تحت عنوان استلهمناه من كتاب اغتيال الدولة للشاعر محمد عبد الله، قلنا لأهل رأس المال «صرختان لا تنقذان وطناً»، ونبهناهم إلى خطورة تسليمهم مقادير الإدارة السياسية للفاسدين، ووجهنا إليهم السؤال التهمة «أما آن أن يتوقف أهل الاقتصاد عن تمويل سياسيين لا يمثلون سوى مصالحهم الشخصية أو الحزبية؟».

لم يعد مجدياً أن يرفع الاقتصاديون استغاثات أو يطلقوا صرخات أو يوجهوا تحذيرات، لأن إمعانهم في تسليم إدارة الثروة الوطنية البشرية والمالية إلى غير منتجيها، يجعل هؤلاء يتصرفون بها كمقامرين أو كوارثين مصابين بالعقوق. في مقالة بعنوان «اقتصاديو لبنان جبناء» حفزناهم على دحض اتهام ماركس لرأس المال بالجبن وطالبناهم بانتفاضة على ميليشيات اغتصبت السلطة وتعمل على تدمير مؤسسات الدولة.

إستمرت القوى والهيئات المصرفية تحصر اهتماماتها بالشؤون المالية والاقتصادية، متخلية عن إدارة شؤون الدولة لصالح قوى متحدرة من السلالات والعائلات و»البيوتات» أو من أحزاب الاستبداد القومي والديني، أي من أنساب معادية للحداثة ولا تحترم الدساتير وليس من أولوياتها بناء دولة القانون والمؤسسات ولا بناء الأوطان، إلى أن أمسكت الميليشيات، بمساعدة نظام الوصاية، لا برقاب السلطة السياسية وحسب، بل برقبة القطاع الخاص ولا سيما منه القطاع المصرفي وجعلته طوع بنانها.

أخطأت البرجوازية بقيادة رفيق الحريري لأنها وضعت كل بيض القضايا الكبرى منها والصغرى في سلة نظام الوصاية ووكلائه المحليين من الميليشيات؛ ولم تستنتج بعد اغتياله أن مصدر الخطر على الاقتصاد الحر ليس الشيوعية بل النهج الميليشيوي في إدارة الحكم، وتمادت في تمويل الفساد، حتى أن بعض ممثليها كانوا يتسابقون على الترشح ضمن اللوائح الميليشيوية في الانتخابات النيابية ويمولونها، ولم تنتبه إلى أن انفجار الأزمة سيصيب الدولة والقطاعين العام والخاص بما في ذلك المصرفي، إلا بعد فوات الأوان.

أما آن للرأسمالية اللبنانية أن تتيقن، وهي على أبواب استحقاق رئاسي، من أن العقل الميليشيوي لا يحسن إدارة الاقتصاد الحر ولا يحتاج إلى سلاح ناري لتخريبه؟ يكفيه للتخريب انتهاك الدستور والقوانين لينطبق عليه القول «الفاجر يأكل مال التاجر».

 

إحتفالات و"دي جي" وحلويات وتصفيق...31 تشرين نهاية تيار... يا هلا بيوم الإثنين

نوال نصر/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

"ما خلّوه"

بعد «هلا بالخميس» باتت لازمة حديث اللبنانيين: يا هلا بالإثنين. فيوم 31 تشرين هذا يصادف نهار اثنين. وهو اليوم الرابع بعد الثلاثمئة في السنة، والخامس بعد الثلاثمئة في السنة الكبيسة. وسنتنا 2022 كبيسة. فهل سيكون الإثنين المرتجى طبيعياً؟ وماذا لو لم يكن كذلك؟ وهل من يعرف شيئاً عن إحتفالات اليوم الحادي والثلاثين من الشهر العاشر؟ وهل 31 تشرين يشبه 13 تشرين؟ لم يخل «الجنرال» أن خروجه من القصر لن يكون مثل دخوله إليه. فاللبنانيون، ثلاثة أرباع اللبنانيين، يحسبون الثواني التي تفصلهم عن نهاية الولاية. يبالغون؟ ربما. لكن، تلك هي حالهم. لن ندخل في «كلام الناس» لكننا سنسأل عارفي الجنرال عن توقعاتهم لذلك النهار؟ هل سيكون مستعداً له؟ وماذا لو همس أحدهم في أذنيه، في آخر النهار: بعبدا ما بتليق إلا للجنرال؟ 31 تشرين سيكون عرساً... رأس السنة... بقعة نور... الى كثيرين. فكيف يرونها من كانوا أصدقاء للتيار، وفي قلب التيار، ونبض التيار؟

يصرّ عونيون سابقون على عدم ذكر أسمائهم وهم يحللون اللحظة المرتقبة بعد 24 يوماً. الياس الزغبي، الناشط سابقاً في صفوف التيار، لا يبالي سواء ذكر اسمه أم لا. وجميعهم يجمعون على نقطة: لن يعود فخامتو، «جنرال الرابيه»، في 31 تشرين «فالمسألة تغيرت كثيراً بين قبل واليوم».

فلنسأل عن تفاصيل إضافية: كيف سيخرج الجنرال من بعبدا؟ يجيب الزغبي «إذا أخذنا الناحية النفسية في الإعتبار يمكن أن نؤكد قياساً على سابقة أن الرئيس ميشال عون يتمنى أن يبقى في قصر بعبدا، وهو محاط بفريق يشجعه على ذلك، بحجة عدم تسليم صلاحياته الى حكومة غير مكتملة المواصفات. إنها الناحية النفسية التي تتحكم بسلوكه منذ 34 عاماً لكنها تصطدم اليوم بواقع معقد جداً لا يسمح له بتنفيذ رغبته الدفينة. لهذا، من المنطقي أن يغادر يوم 31 تشرين قصر بعبدا، والإتجاه الغالب هو تحضير الغرف المغلقة، ما بين ميرنا الشالوحي واللقلوق وقصر بعبدا، ما يُعرف «بالمغطس الشعبي»، كتعويض معنوي له عن استحالة بقائه على كرسي الرئاسة و»تمغيط» عهده.

إنقسام

الجنرال راجع الى الرابيه، لكن الرابيه ليست سعيدة. ومن لا يُصدق فليسأل سكانها. لكن بين أن يزعل سكان الرابيه أو أن يزعل سكان لبنان فالأفضل- الى لبنانيين كثيرين- زعل سكان الرابيه. هذا حظهم. في كل حال، هناك من يتحدث في مجالس العونيين عن أن «حزب الله» لم يكن قادراً أن يغطي بقاء عون في بعبدا خصوصاً أن على يمينه حليفاً رافضاً لذلك تماماً وبشكل حازم. الرئيس نبيه بري لن يقبل أن يبقى «فخامتو» دقيقة واحدة بعد 31 تشرين في القصر. مثلها مثل نبيه بري، تكاد «تطير» تلك الشابة اللبنانية - التي تصل في 27 تشرين من نيجيريا- من الفرح، وهي طلبت «دي جي» في المناسبة ليحيي سهرة 31 الشهر حتى بزوغ الفجر. اللبنانيون منقسمون ووحدها الدموع، بين دموع الفرح ودموع الحزن، ستنهمر أنهاراً. ماذا عن حلفاء الجنرال في هذا اليوم؟ يقول صديق الجنرال السابق «أن ميشال عون لن يجد خارج «حزب الله» أي متعاطف مع فكرة بقائه حيث هو الآن، حتى من أقرب المقربين إليه ممن ينضوون الى حلف الممانعة، مثل سليمان فرنجيه وطلال أرسلان والقوميين وسواهم ممن تحرروا من الطوق العوني». ميشال عون 2022 - رئيس الجمهورية السابق قريباً - لم يتغيّر على المستوى النفسي والأداء السياسي عن ميشال عون 1988. ويقول الياس الزغبي: «لا التجارب المرّة التي عاشها أو تسبب بها ولا إقامته الباريسية المديدة ولا ديموقراطية الغرب قدمت له أي منحى جديد بالديموقراطية وتداول السلطة».

العد العكسي

بدأ الـ count down الى 31 تشرين. وبدأت المراهنة «بالفريش»: بيترك ما بيترك بيترك ما بيترك... أحدهم كتب: شامم رائحة حلويات من عند الجيران (مع اقتراب الإحتفالات بخروج فخامتو من القصر). غريب كم أصبح ميشال عون ثقيلاً على كثيرين. ويتحمل وريثه الشرعي ذنباً في ذلك. جبران جرجي جرجي باسيل، وريث البيت العوني، كان يمنّي النفس بالرئاسة وهو أكثر العارفين أنه الآن في ورطة. في هذا الإطار يقول الياس الزغبي «لو كان لدى جبران الحد الأدنى من الأمل في بلوغ سدة الرئاسة لكان أكثر المتحمسين لمغادرة عمّه في 31 تشرين، لكن يأسه من الوصول جعله أبرز الذين يضغطون في سبيل إيجاد الأرضية المناسبة كي يستمر قابضاً على القصر ولو لفترة وجيزة، على أمل خادع أن تسمح له الفترة الوجيزة في إعادة تصحيح المرونة السياسية ورفع العقوبات ولملمة جبهة صفوف الممانعة». واحدة من مشاكل الجنرال هو جبران. يحبه لكنه خرج أكثر من مرة عن طوعه فأذاه. عارفو الجنرال يذكرون في كل مرة يتحدثون فيها عن الجنرال، جبران الذي أحبّ في مراهقته العماد قائد الجيش وتعرّف وهو يشارك في حلقات الدبكة في بعبدا على شانتال ميشال عون. لقاء فنظرة فابتسامة فإعجاب فزواج. تزوجا وبدأت الحكاية. هو كان ويستمر الأقرب الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يُفضّله على أي كان، هل في ذلك سرّ؟ كثيرون سألوا هذا لكن جواب عارفٍ أوضح: «شانتال هي الإبنة الصغرى وطبيعي ان يكون عطف العماد - الرئيس عليها وعلى عائلتها أكبر، أضافة الى أن للأم ناديا، خيط الحرير كما يسميها عون، دوراً شخصياً كونها تميل الى جبران أكثر.

المال والسلطة

منذ العام 2000 أمسك جبران بمقبضيّ السلطة والمال في التيار الوطني الحرّ. صحيح أن توقيع اللواء نديم لطيف كان مطلوباً مالياً لكنه بدا شكلياً أما القرار المالي الواقعي فكان بيد جبران. وفي السلطة السياسية كثيرون كانوا في الواجهة لكن القرار الأول والإتصالات والمفاوضات السياسية كانت له وله وحده.

جبران جرجي جرجي باسيل فرديٌّ، بحسب وصف عارفيه، وهو أحادي، يرى الدنيا تدور حوله، وهو يتمتع بحبّ «الأنا» وعرف كيف يستظلّ العمّ - العماد ميشال عون. وعرف كيف يُبعد من يجب، في تحليله، أن يبتعد، مبقياً سياسياً على نوعين من البشر: أصحاب الأموال وأصحاب الخضوع. هكذا قوّى ظهره ومشى في خياراته. هو أمسك برقبة العونيين ويريد ان يُمسك برقاب اللبنانيين. ويوم 31 تشرين، يوم خروجه من القصر مع عمه، هو بالنسبة له يوم أسود حتى لو سمع كثيراً من التصفيق على طول الطريق بين بعبدا والرابيه من ما تبقى من تياريين. فآخر لحظات الجنرال في القصر هي آخر أحلام زوج الإبنة في الإرث السياسي أيضاً. إنه البرغوت، بحسب نبيه بري، الذي قال عنه ذات يوم إنتخابي: «أحدهم «يبرغت» في دائرتنا».

والسؤال، هل صحيح أن الجنرال واقع تحت سيطرة جبران أم جبران هو تلميذ الجنرال؟

عارفو الجنرال وجبران جرجي جرجي باسيل يؤكدون ان الثاني تأثر بالأوّل، في البدايات، لكنه اصبح بعدما شاخ الجنرال المؤثّر الأول في قراراته. وهذا هو بيت القصيد الذي دفع كثيرين الى لوم الجنرال والخروج عن طوع التيار. ضعف الجنرال كثيراً. ولن ينجح معه، بعد 31 تشرين، كل الترويج لنظرية ان الحكم يبري، بمعنى ان الناس ضدّ الحكام حتى ولو عدلوا. كثيرون يروجون الآن لذلك معتبرين ان الجنرال سيعود جنرالاً يهز الكون بأصبعه حين يعود الى الرابيه. تلك النظرية تستخدم اليوم للقول ان عون وفريقه سيكونان أقوى بكثير بعد الخروج من أروقة القصر وانه سيستردّ شعبيته و»الشعب العظيم» وبذلك سيعود قادراً على التأسيس من جديد للوراثة السياسية المتمثلة بزوج الإبنة الصغرى. لكن، ما لا يعيه هؤلاء - او لنقل لا يريدون الإعتراف به - أن الإحتراق الذي اصاب التيار العوني في الأعوام الستة الماضية ليس بسيطاً أو من الدرجة الثالثة. إنه إحتراق من الدرجة الأولى، بمعنى ان الجسم السياسي الذي يشكله التيار يتجه بعد 31 تشرين الى مزيد من التفكك. هو بات «مهلهلاً» أكثر بكثير مما قد يتصوّرون. والتيار لن يعدو كونه بعد هذا التاريخ سوى حزب عوني ينتمي الى منظومة الأحزاب المتجهة للإنقراض، على مثال الأحزاب التوتاليتارية، كالحزب القومي السوري والبعث والشيوعي.

احد العونيين السابقين يتذكر هنا تلك الجلسة التي جمعته مع أكثر من 25 شخصاً مع النائب السابق سليم سعاده - القومي السوري - بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة وخسارته الفادحة. يومها قال سعادة بأسلوبه: «يا عمي إنتو منتبهين شو صار معنا؟ في انتخابات 2018 حصلت على 25 الف صوت أما الآن فحصل الحزب القومي، في كل لبنان، على مجموع 7000 صوت في حين ان فادي كرم حصل وحده على 10 آلاف صوت، يعني مرة ونصف ما حصدناه جميعا».

مرحلة جديدة

الجنرال راجع الى الرابيه والتيار الوطني الحر، كما الأحزاب التوتاليتارية، ذاهب الى الإنقراض، الى الهاوية.

السلطة حرقت التيار. ومشكلته انه وضع نصوصاً جميلة لا تشبه بشيء ممارسته على مدى 34 عاماً. أطلق التيار العوني عناوين وشعارات صحيحة، تداعب المشاعر الشعبية ووجع الناس، لكنه قادهم الى خيارات خاطئة.

رائحة الحلويات قوية في الأحياء. 31 تشرين يقترب.

عوني سابق يقول: «كل اللبنانيين بين «حكي ورغي». والثابت ان لبنان بعد 31 تشرين سيدخل في مرحلة جديدة. تاريخياً، كل مرة نصل فيها الى محطة الرئاسة تكون مدخلاً الى مرحلة جديدة. هذا ما حصل ايام بشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب والياس سركيس. فتاريخ لبنان مليء بتراكم الأزمات التي تتطلب في كل مرحلة من المراحل تغييراً. اما الحالة الشعبية التي ينوي العونيون استثمارها في 31 تشرين فلا قيمة لها. تصفيق الناس الذين ينوون أن يضجوا به بلا قيمة والبلد في مكان آخر». لكن الجنرال تكلم عن ظروف طبيعية وظروف غير طبيعية. يقاطعنا العوني السابق بالقول: «اصبح شعبنا «عايش» على الفيسبوك. واحد وزنه وزن الذبابة يتحدث عن وجوب بقاء ميشال عون في القصر وإمرأة تفرم البصل تتحدث عن انجازات الجنرال. هو كلام لا قيمة له. ويستطرد: لا شك ان خروج الجنرال على المستوى السياسي والشخصي من الحياة السياسية - ولو بحكم العمر- ستكون له ارتدادات، خصوصا ان وجوده لم يبن على اسس صلبة. انحرف الجنرال عن مبادئه ولم يبن لمشروع بل لشخصانية وعمله كان مجرد «مونوبول» بلا قيمة. ولو قام جميع الناس يوم 31 تشرين بالتصفيق للجنرال - وهو ما لن يحصل- فكيف سيترجم التصفيق؟ اين سيترجمونه؟ و31 تشرين سيكون مثل 13 تشرين على قاعدة «ما خلونا». الجنرال كان يعلم منذ البداية ان اللعبة السياسية مليئة بالمشاكل والتحديات ولا تنفع معها لازمة: ما خلونا».

31 تشرين يقترب. إنه العدّ العكسي. المنتظرون على جمر يستعدون والمصفقون يستعدون أيضا. والتصفيق من تجارب التاريخ يتوقف بعد خمس ثوان.

 

الغرب يطلب من لبنان إدانة روسيا

غادة حلاوي/نداء الوطن/08 تشرين الأول/2022

بعدما أفشل الفيتو الروسي، تمرير مجلس الأمن الدولي مشروع قدمته الولايات المتحدة وألبانيا لإدانة الاستفتاءات الروسية التي أجريت في الأراضي التي تحتلها روسيا في أوكرانيا اواخر الشهر الماضي، تسعى اميركا ودول الاتحاد الاوروبي الى عملية استقطاب دولية ضد روسيا والتصويت ضد قرارها ضم مناطق اوكرانية الى اراضيها. كانت وزارة الخارجية قبلة الديبلوماسية الغربية التي اجتمعت على مطالبة وزارة الخارجية في لبنان باتخاذ موقف يدين استفتاء روسيا على ضم مناطق اوكرانية الى اراضيها. يسعى الغرب الى تأمين استقطاب ازاء المواجهة مع روسيا والحشد ضد ما يسميه «الاستفتاءات غير القانونية في أوكرانيا». يتعاطى مع الموضوع على انه امر جوهري ويعتقد ان روسيا انما تسعى الى تغيير قواعد اللعبة على الساحة الاوروبية وازاء العلاقة مع الاوروبيين. بعد فشل مجلس الامن بالتصويت ضد روسيا انتقلت المواجهة الى المنظمات الدولية والامم المتحدة لتضييق الخناق عليها وتأمين أوسع دعم لاوكرانيا. وفي هذا الاتجاه تحرك سفراء الدول الغربية بهدف حشد الدعم للتصويت لمصلحة القرارات التي يتقدم بها الغرب ضد روسيا في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة المزمع عقدها الاربعاء المقبل. المطلوب تحصيل ادانة واضحة لروسيا على قرارها واعتبار الاستفتاء الذي بنت عليه قرار الضم باطلاً. وخلال زيارتهم الى وزارة الخارجية تمنى سفراء الدول الغربية على لبنان بوصفه عضواً في الجمعية العمومية للامم المتحدة التصويت لادانة روسيا على قرارها والوقوف الى جانب أوكرانيا. لبنان الرسمي الذي وقف الى جانب أوكرانيا منذ بداية الازمة منطلقاً من مبدأ رفضه لاحتلال اراضي اي دولة وهو الذي عانى من الاحتلال الاسرائيلي لاراضيه ولا يزال، ودفع ثمن موقفه، لا يزال على قناعته ولكنه ورغم تأييده قرارات الشرعية الدولية واحترام سيادة الدول وتأييد مبدأ حل النزاعات بالطرق السلمية، الا انه في موضوع التصويت ضد روسيا لضمها مناطق اوكرانية وجد نفسه أمام مسألة جوهرية وهي ازدواجية المعايير في التعاطي الدولي مع القضايا المماثلة فإسرائيل التي لا تزال تحتل اراضي لبنان وتحتل جزءاً من الجولان لا يتم التعاطي معها بالسياسة ذاتها.

عوضاً عن ذلك فالدول التي تطلب مساندة لبنان اليوم في مواجهة روسيا تركته يواجه أزمته الداخلية ويدفع ثمن مواقفه وحيداً ولا تدعم دولته ومؤسساتها. كانت الزيارة لسفراء الدول الغربية المعتمدين في لبنان بمثابة فرصة لاجراء مكاشفة بين وزراة الخارجية والبعثات الديبلوماسية وقد قدم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب جردة حساب امامهم بدأت من ملف النازحين وسياسة الغرب التي تعرقل عودتهم آمنين الى بلادهم الا بعد حل سياسي، وباتت تقدم مساعداتها للمؤسسات والمنظمات الدولية على حساب المؤسسات الرسمية، الى الازمة المالية. تتحدث مصادر وزارة الخارجية عن لقاءي مكاشفة ومصارحة شهدتهما وزارة الخارجية، حيث استقبل بو حبيب سفراء اميركا وبريطانيا واستراليا واليابان وكندا تلاه اجتماع مع سفراء الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وغاب عن الاجتماعين سفيرا فرنسا وهولندا. والاجتماعان التقيا على الطلب من لبنان التصويت ضد قرار روسيا ضم مناطق أوكرانيا الاربع. ورداً على الطلب طلبت الخارجية الاستمهال الى حين التشاور ودرس الموضوع وتقييمه مع الرؤساء الثلاثة والرد قبيل موعد الجلسة المقررة الاربعاء المقبل. وسيكون امام لبنان احتمال من ثلاثة اما التصويت مع القرار او ضده او الامتناع عن التصويت. واذا كان لا يؤيد اعتداء اي دولة على دولة اخرى الا انه ونتيجة التعاطي الغربي وسياسة اللامبالاة تجعله يعيد قراءة وتقييم المسار او نهج تصويته بهذا الخصوص لناحية احداث توزان في الخيارات التي يتخذها. متسع من الوقت لاتخاذ القرار الذي سيقيمه في ميزان مصالحه خاصة وان مصالح الدول تتقدم على ما عداها وبامكان لبنان ان ينتهج هذا النهج بدل اتخاذ قرارات لن يجني بنتيجتها الا المزيد من العزلة الدولية.

 

المعضلة الإيرانية في إدارة الصراعات الشيعية في العراق

فراس الياس/معهد واشنطن/08 تشرين الأول/2022

مؤخرا، اتخذت إيران مقاربة عدم التدخل في السياسة العراقية على أمل أن تصب الانقسامات الداخلية في صالحها في نهاية المطاف. لا زالت إيران تنظر بخشية كبيرة لخطوة انسحاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من العملية السياسية، وتحديداً بعد الأحداث الأمنية الخطيرة التي شهدتها المنطقة الخضراء في نهاية الشهر الماضي، بعد محاولة إنصار الصدر اقتحام القصر الرئاسي والاعتصام فيه، وحصول مواجهات دامية مع أفراد يتبعون فصائل مسلحة موالية لإيران. ومع تعثر حلفاء إيران في الإطار التنسيقي الشيعي في مسار تشكيل الحكومة الجديدة، تزداد المخاوف الإيرانية من أن بلوغ الصراع الشيعي الحالي بين الصدر وقوى الإطار إلى مديات أوسع، قد يؤدي إلى إعادة تشكيل المعادلة الشيعية في العراق، وفق أنساق جديدة قد لا تتناسب مع الدور الإيراني وأهدافه. إن الإشكال الرئيسي الذي تواجهه إيران اليوم في العراق، وتحديداً على مستوى ترميم البيت السياسي الشيعي، والحفاظ على التوافقات الشيعية -الشيعية ضمن سقف المصالح الإيرانية في البلاد، نابع في الأساس من عدة أسباب، أهمها؛ فشل إسماعيل قاآني -قائد فيلق القدس- في ملئ الفراغ الذي خلفه قاسم سليماني، فاللحظة الحرجة التي تولى فيها قاآني قيادة فيلق القدس في يناير 2020، أظهرته وكأنه بلا برنامج واضح في العراق. ومن ثم، يمكن القول بأن تولى قاآني منصب قائد فيلق القدس كشف أن النظام الإيراني لم يكن مستعداً بالأساس للتعامل مع قضية بحجم اغتيال سليماني، أو حتى في تحديد الأولويات الإستراتيجية الإيرانية في العراق بعد اغتياله. من الواضح أن عدم امتلاك قاآني رؤية وتصور واضح عن الحالة العراقية، بما تحتويه من تفاعلات وتيارات وتقلبات، إلى جانب عدم وجود شخصية مساندة له في العراق، كما كان عليه الحال مع قائد قوات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، والدور الذي كان يلعبه إلى جانب سليماني، إلى جانب تعدد أدوار المؤسسات الإيرانية العاملة في العراق ومزاحمتها للحرس الثوري، كلها متغيرات انعكست بطريقة أو أخرى على دور قاآني أولاً، والحرس الثوري ثانياً، في كيفية إدارة الصراع الشيعي- الشيعي في العراق. ولعل هذا ما يفسر فشل قاآني وعبر زياراته المتكررة للعراق، في إثناء الصدر عن خطواته. وعلى ما يبدو أن إيران اختارت مؤخراً مراقبة الوضع العراقي، دون التدخل المباشر فيه، بسبب ردود الأفعال القوية التي أظهرها الصدر وتياره ضد الدور الإيراني، وما تبعه من شعارات مناهضة لإيران "إيران لن تحكم العراق" رفعها متظاهرو تشرين في احتجاجاتهم الأخيرة التي شهدتها العاصمة في بغداد مطلع الشهر الجاري. إضافة إلى ذلك، يشير التفكك السياسي الذي شهدته الجماعات الموالية لإيران، وتعدد الخطابات داخل الإطار التنسيقي الشيعي، سواءً بعد انسحاب الصدر من العملية السياسية، أو بعد فض اعتصامه داخل المنطقة الخضراء، إلى إن إيران لم تعد قادرة على ضبط مسار الصراع الحالي، ليس بين الصدر والإطار فحسب، وإنما داخل الإطار أيضاً. مع التحولات الكبيرة التي حدثت في القيادة بعد مقتل سليماني، ومع بروز صراع داخلي بين المعسكر الشيعي ، الذى لم يعد قادرا على مساندة داعميه الإيرانيين ،صارت يران تواجه مخاوف واضحة، من استنزاف القدرة العسكرية والبشرية للفصائل المسلحة الموالية لها في صراعها مع الصدر، خصوصاً وإن إيران بذلت جهوداً مالية وتسليحية في دعم ومساندة هذه الفصائل، لتكون بالصورة التي هي عليها اليوم، وهي مخاوف تأتي مترافقة مع دعوات مستمرة من قبل الصدر لحل هذه الفصائل وحصر سلاحها بيد الدولة، وهي دعوة عبر عنها الصدر صراحة على خلفية الأحداث الدامية التي وقعت مؤخراً.

الصدر ولصراع على المركزية الشيعية

على الرغم من أن الصدر قد نجح بالفعل في تغيير قواعد اللعبة السياسية، إلا أنه لا زال لا يمتلك اليد العليا في العراق حتى الآن، ففي أواخر شهر أغسطس، أعلن المرجع الديني الشيعي كاظم الحائري، اعتزاله العمل المرجعي والتقليدي، مُطالباً مقلديه بتقليد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وليس الصدر، وهي خطوة يمكن تفسيرها على أنها إهانة كبيرة للصدر، الذي سبق وأن تتلمذ على يد الحائري. ورغم عدم وجود ما يثبت إن خطوة الحائري جاءت بضغط أو إكراه إيراني، الا انها سحبت البساط من تحت أقدام التيار الصدري، لاسيّما قائدهم مقتدى الصدر، الذي كان يستمد غطاءه الشرعي من الحائري.

الآن، وبعد الاستقالة، تتصاعد شكوك حول الأهلية الدينية للصدر وصفاته القيادية، إذ شكَّك الحائري في خطاب استقالته بقدرة الصدر للقيادة؛ نظرًا لعدم تمتُّعه بصفات المجتهد، وقلَّل من شأنه، ومن مكانة النجف. في ما يبدوا أن إيران وعبر خطوة الحائري الأخيرة، تحاول المضي قدماً في مشروع الأممية الشيعية أو المركزية الشيعية المرتبطة بقم وليس النجف. ان قيام رجل دين شيعي عراقي مثل الحائري بحث أتباعه على دعم خامنئي يصُب بلا شك في مصلحة إيران، ويعطيها الأمل في وضع حد للصراع الشيعي التاريخي بين مرجعيتي قم والنجف، ومن ثم إعادة تشكيل العالم الشيعي وفق المركزية الإيرانية التي تقر بولاية الفقيه.

ومع ذلك، ما زال معسكر الصدر يقاوم ، فردا على استقالة الحائري أعلن وزير الصدر "صالح محمد العراقي" وعبر بيان أصدره على موقعه في تويتر، إن التيار الصدري يقر بالمرجعية القيادية للصدر، وإن وصية المرجع الشيعي محمد صادق الصدر "والد مقتدى الصدر"، بضرورة تقليد الحائري بعد وفاته، لم تعد لها صفة إلزامية بعد وفاته في عام 1999، والأكثر من ذلك فإنه عندما تم سؤال محمد صادق الصدر عن ولاية خامنئي قال؛ "إن ولايته في حدود إقليمه." كل ذلك يمثل إقرار واضح بعد الاعتراف بولاية الفقيه بقراءتها الإيرانية، فالصدريون على مدار التاريخ لم يعترفوا بمرجعية الحائري، ولعل هذا ما فسر رد الفعل القوي الذي أظهره الصدر على هذه الخطوة، معتبراً إنها محاولة إيرانية لتهميش آل الصدر، ومركزيتهم داخل البيت الشيعي العراقي. يحاول الصدر من خلال معارضته للسلوك الإيراني انتزاع اعتراف إيراني بمركزية التمثيل الشيعي، إلا إن ما يحصل الآن يعكس خيبة أمل كبيرة يواجهها الصدر، فهو كان يطمح بأن تلجأ إليه إيران بعد اغتيال سليماني لإدارة الوضع العراقي، إلا إن إيران بدلاً من ذلك لجأت لقيادات محلية أخرى، فضلاً عن تفعيل دور زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله داخل العراق، إلى جانب ذلك يعتقد الصدر بضرورة الحفاظ على ثنائية "قم والنجف"، ولا يجوز أن تغير إيران هذه المعادلة، ولعل هذا ما يوضح قوله بعد اعتزال الحائري، بأن المرجعية الشيعية هي في النجف وليس قم. وفي حين يواجه الصدر بعض العقبات الكبيرة في طريقه، الا انه يبدو أن إيران حريصة على الجلوس على الهامش والاكتفاء بالمشاهدة، على الأقل في الوقت الحالي. على الرغم من عدم فعالية قاآني وعجز إيران الواضح عن السيطرة على الصدر أو حلفائها في الإطار، فإن الديناميات الحالية في العراق، لا تزال تؤدي، بطريقة ما أو بأخرى، إلى إعادة صياغة المجتمع السياسي الشيعي العراقي لصالح إيران. على أرض الواقع، فإن الشقاق بين الصدر وإيران واضح بشكلٍ كبير، من خلال الشعارات والهتافات التي يرفعها أنصار التيار الصدري، ومنها "لا شرقية ولا غربية"، وهو الوسم الذي كتبه الصدر لأكثر من عشر مرات على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية، الذي يقصد فيه "لا إيران ولا أمريكا"، إضافة إلى شعار "لا للتبعية" الذي تُقصد فيه الفصائل المسلحة الموالية لإيران.و بالنظر إلى هذه البيئة المتوترة، لا زالت طهران تراهن على ترك الصراع العراقي الداخلي للتبلور دون ممارسة نفوذها عليه. علاوة على ذلك، لا يزال بإمكان طهران استخدام الصدر كمصدر قوة في العراق، خصوصاً إذا ما تعرضت الحالة الشيعية لتهديد خارجي مشترك، فحتى شعار الوطنية العراقية التي يرفعها الصدر قد لا تعني بالضرورة معاداة إيران، بقدر ما تعني إعادة تشكيل الدور الإيراني في العراق، بالإطار الذي يجعل الصدر بمنزلة الشريك وليس التابع لإيران.

نظرة إلى الساحة الدولية

تحمل تلك الاحداث في العراق العديد من التداعيات على السياسة الامريكية خاصة في ما يتعلق بإمدادات النفط والمحادثات النوية الإيرانية الامريكية، فرغم التحذيرات التي أصدرها البيت الأبيض مؤخراً، ودعوته الأطراف العراقية للحوار، فإن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تواجه خطراً مزدوجاً من الوضع المتأزم في العراق؛ أولا، قد تتسبب الفوضى في العراق في حدوث تقلبات كبيرة في امدادات النفط وهو ما قد يتقوض الجهود المبذولة لتهدئة سوق النفط الخام في الولايات المتحدة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في نوفمبر المقبل. والأكثر أهمية، إن تعثر تحركات الصدر قد تساهم في تقوية شوكة إيران، وذلك في لحظة جيوسياسية حساسة تمر بها الولايات المتحدة في العراق والشرق الأوسط، إذ يمكن أن يؤدي الظرف السياسي في بغداد، على المدى القصير، إلى زيادة النفوذ الإيراني، فيما لو تم تشكيل حكومة إطارية قوية تسحب أوراق الضغط من يد الصدر. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يشجع ذلك إيران على تبنى نهج أكثر عدوانية في المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، يبدو إن إيران غير مستعجلة لتشكيل حكومة جديدة في العراق، فهي بانتظار نتائج المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، إذ سيؤدي فشلها، أو استمرار تعثرها كما هو مرجح في الوقت الحالي، إلى إمكانية أن تستخدم إيران الساحة العراقية بالضد من الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة، فخيار الفوضى السياسية قد يؤدى إلى وقف تدفقات النفط العراقي إلى السوق العالمية، فسيكون ذلك مناسباً لإيران تماماً، لأن ارتفاع الأسعار سيوفر فرصة لتصدير كميات كبيرة من الإمدادات النفطية المقيدة بسبب العقوبات الأمريكية، لتعويض الاحتياج العالمي، وهو ما تخشى منه الولايات المتحدة بالوقت الحاضر، إذ لا يزال البيت الشيعي العراقي مفككا، وأسباب انفجاره الداخلي لا زالت موجودة.

*فراس الياس، متخصص في شؤون الأمن القومي والدراسات الإيرانية.

 

التظاهرات احتجاجًا على مقتل مهسا أميني: نقطة تحول في إيران

زريان روجهلاتي/معهد واشنطن/08 تشرين الأول/2022

رغم مساعي النظام الإيراني لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في الآونة الأخيرة، سرعان ما انتشرت رقعتها لتطال كل زاوية من زوايا الجمهورية الإسلامية، فتصبح الحدث الأهم الذي تشهده إيران منذ أكثر من أربعة عقود وتكون نقطة تحول محتملة في مستقبل البلاد. موجة الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في أعقاب الوفاة المأساوية للشابة الإيرانية-الكردية مهسا "جينا" أميني بينما كانت في عهدة شرطة الأخلاق في إيران، استقطبت اهتمام العالم بسرعة فائقة. وبعدما اعتُقلت لانتهاكها المزعوم لقاعدة ارتداء الحجاب في إيران، سلّط مقتل أميني بشكل كبير الضوء على المسائل الداخلية المستفحلة والاحتجاجات الشعبية في البلاد في وقت كان العالم يصب تركيزه على موضوع برنامج إيران النووي وسياساتها الإقليمية. وبعد انتفاضات "الربيع العربي" التي انطلقت في 2011 بهيمنة سنّية، يمكن أن تشير هذه الاحتجاجات إلى موجة جديدة إيرانية لـ"ربيع شيعي" كان غمر العراق ولبنان خلال السنوات القليلة الماضية. وفي الوقت نفسه، يمثل هذه الحراك استمرارًا لسلسة من الاحتجاجات المحلية في إيران كانت قد اندلعت خلال العقدين الماضيين وازدادت وتيرتها بشكل ملحوظ في السنوات الخمس الماضية.  وبما أن التغييرات في السياسة الداخلية في إيران يمكنها أن تؤثر مباشرة على سياسات العديد من الأماكن الأخرى في المنطقة، وبخاصةٍ العراق، يتبادر السؤال الأساسي التالي إلى أذهان الجميع: ما هو مصير هذه الاحتجاجات؟

هل ستكون الاحتجاجات نقطة تحول؟

تأتي الاحتجاجات الحالية في إيران بعد أكثر من عقد على انتفاضات "الربيع العربي" التي مزقت العالم الإسلامي، حيث حضت على تغيير أنظمة في بعض البلدان واندلاع حروب أهلية معقدة وطويلة في بلدان أخرى. لكن منذ العام 2018، طالت موجة مختلفة من الاحتجاجات الشعبية لبنان والعراق والآن إيران – وهي احتجاجات ربما تشير حقًا إلى انهيار النخبة الشيعية الحاكمة في المنطقة، تمامًا كما شكّل "الربيع العربي" إلى حدّ كبير انهيار النخبة السنية الحاكمة. في لبنان، أضعفت الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية بشكل ملحوظ مكانة "حزب الله" وحلفائه في الانتخابات الماضية التي شهدتها البلاد. وفي العراق، تستمر الاحتجاجات منذ 2019، وسط اشتداد حدتها مؤخرًا في "المنطقة الخضراء" بعد "انسحاب" رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر من الحياة السياسية. أما في إيران، فقد أدى وجود قوات على غرار "الحرس الثوري الإسلامي" لغاية الآن، إلى صعوبة تنظيم احتجاجات مماثلة على نطاق واسع. وبالفعل، تمسك النظام بالسلطة رغم تنامي المشاعر المناهضة له والتظاهرات خلال السنوات القليلة الماضية. ولكن منذ الآن فصاعدًا، يتحدث بعض قادة إيران المحافظين، على غرار الرئيس إبراهيم رئيسي، عن ضرورة تغيير طريقة العمل ومنح الشعب المزيد من الفرص والحق في التظاهر والانتقاد حيث قال: " ما هو الضرر في إنشاء مراكز في الجامعات والمعاهد العلمية ودوائر الحوار للنقد وحتى للاحتجاج على القرارات ؟ وبالمثل، وعد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، بالتحقيق في وفاة جينا وإجراء بعض الإصلاحات على القوانين المتعلقة بمسألة الحجاب. ربما يكون ذلك الخطاب بمثابة محفز لتهدئة الشعب الساخط ويتماشى في الوقت نفسه مع اللغة الجديدة في خطابات مسؤولي طهران التي أدلوا بها بضغط من الاحتجاجات. لكن الموجة الجديدة من الاحتجاجات في إيران تختلف من حيث الحجم وتركيبة المقاومة الداخلية، ما يشير إلى أنها قد تحقق نتائج مختلفة. والأهم أن هذه الاحتجاجات تحيد عن ثلاث فئات عامة كانت طبعت الاحتجاجات الإيرانية خلال العقدين الماضيين: منظمة من قبل الطبقة الوسطى ومتمحورة حول موضوع معين ومحدودة جغرافيًا.

ويمكن اعتبار النوع الأول من تظاهرات العقدين الماضيين على أنه احتجاجات الطبقة الوسطى حيث ركزت المطالب على توفير المزيد من الديمقراطية والحرية ضمن النظام الإيراني. ومن بين الأمثلة عليها، الاحتجاجات الطلابية في حزيران/يونيو 1999 ضد إغلاق صحيفة "السلام" التي كانت مقرّبة من الإصلاحيين والتي اندلعت في مواقع مهمة كطهران وتبريز وأصفهان. كذلك، برزت الحركة الخضراء على مقربة من منتصف العام 2009 احتجاجًا على النتائج المعلنة للانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية، وبعد مرور عام تقريبًا كانت الاحتجاجات عمّت أكثر من 39 مدينة ومحافظة في إيران. وعلى الرغم من أن الحركة ظهرت من جديد بطريقة محدودة أكثر خلال السنوات اللاحقة، استمرت الاحتجاجات بوتيرة محدودة خلال العام التالي. وكانت انطلقت بشكل رئيسي من اعتقاد الناخبين أنه لم يتمّ احتساب أصواتهم أو حتى تمّت سرقتها خلال الإعلان عن النتائج.  في المقابل، ركز النوع الثاني من التظاهرات في إيران، الذي تكثف منذ 2018، على موضوع محدد. فقد اندلعت تلك الاحتجاجات في سياقات جغرافية محددة وركزت على مصدر قلق حاسم واقتصادي عمومًا. وانطلاقًا من مجال تركيزها هذا، اعتُبر أفراد الطبقة العاملة ممثلين لهذه الحركات. وقد شملت تظاهرات 2017 ومطلع 2017 احتجاجًا على النفقات المعيشية التي ازدادت في عهد حكومة حسن روحاني، ويبدو أنها اندلعت في المقام الأول بتشجيع من القسم المحافظ للسياسة الإيرانية. وتندرج أيضًا ضمن هذه الفئة، الاحتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود في 2019، التي عُرفت باحتجاجات نوفمبر الدموية، واعُتبرت الأكثر عنفًا. فضلًا عن ذلك، خرجت تظاهرات احتجاجًا على نقص المياه في خوزستان ولاحقًا في أصفهان عام 2021، إلى جانب الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز في 2022.

إلا أن الموجة الأحدث للاحتجاجات الإيرانية في أعقاب مقتل مهسا أميني في 17 أيلول/سبتمبر 2022 تتسم بميزات فريدة مقارنةً بالنماذج السابقة. فهي تمثل تنوعًا جغرافيًا وإثنيًا واقتصاديًا يطال كافة قطاعات المجتمع الإيراني. وتبرز النساء اللواتي يتجاوز عددهن الأربعين مليون في إيران، إلى جانب الشريحة الشبابية في البلاد، في الصفوف الأمامية لهذه الاحتجاجات التي تدعم شبكة واسعة من الجماعات الشعبية والتجمعات السياسية داخل إيران وخارجها. كذلك، تمثل هذه الاحتجاجات نقطة تحول بفضل طبيعة المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعلو شعاراتها، على غرار "امرأة.. حياة.. حرية"، "لا نريد الجمهورية الإسلامية"، "سأقتل من قتل أختي"، "الموت للديكتاتور، الشاه أو آية الله"، "كلنا مهسا، كلنا في هذه المواجهة معًا." إلى ذلك، تدل مشاركة الطبقة العليا في التظاهرات على قدرة هذا التحرك الاحتجاجي على توحيد الجماعات الاجتماعية والسياسية المختلفة في إيران حول هدف واحد. كما أصبحت الاحتجاجات الحالية رمزًا لخوف الشعب من قمع الحكومة، سواء قبل الاحتجاجات أو حملة القمع المنفذة حاليًا ضد الحركة الاحتجاجية. بدوره، استجاب المجتمع الدولي لأحدث موجة احتجاجات بطريقة جديدة مقارنةً بتجاوبه الخجول في الماضي، حيث أصدر بيانات تضامن مع المحتجين في إيران. في الموازاة، زعمت إيران أن "يدًا خارجية" وشبكة واسعة من التعاون الخارجي تقفان وراء التظاهرات. وخلال الأيام العديدة الماضية، استهدفت بالطائرات المسيرة والصواريخ مقرات أحزاب المعارضة الكردية في "إقليم كردستان العراق" وبعض الأهداف المدنية، بما فيها المدارس، متسببةً بمقتل مدنيين. إلا أن عددًا من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة تقف خلف هذا التحرك الاحتجاجي الأخير.

فهم الاستياء الداخلي في إيران

يتمثل السبب الأول في وجود فجوة عمرية كبيرة بين معظم الإيرانيين والأيام الأولى من الثورة الإيرانية. فنحو 85 في المائة من الشعب الإيران هو ما دون الخامسة والخمسين من العمر، من بينهم 41.2 في المائة ضمن الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 و39 عامًا. حتى أن الذين يبلغون الخامسة والخمسين كانوا في الثانية عشرة من العمر حين استلمت الحكومة الإسلامية السلطة. وعليه، فإن فرض أسلوب حياة معين وفق التوجهات الدينية لا يتناسب وأسلوب حياة ومعتقدات هذا الجيل الجديد الذي يشكل جزءًا كبيرًا من إجمالي عدد السكان. كما ثمة فجوة كبيرة بين معايير هذا الجيل الجديد وتلك التي تدعي الحكومة الإسلامية أنها مشروع الحزب الإسلامي والحكومة الإسلامية والمجتمع الإسلامي والعالم الإسلامي. ففي حين بذلت الجمهورية الإسلامية جهودًا حثيثة لفرض هذه التوقعات محليًا وفي الخارج لأكثر من أربعين عامًا، تبرز العديد من الأمثلة اليومية على كيفية فشلها في غرس هذه الإيديولوجية في عقول الشباب الإيراني.

وتضاف إلى هذه الضغوط المصاعب المستمرة والمشاكل الاقتصادية التي تثقل كاهل الشعب الإيراني. فاستنادًا إلى بعض الإحصاءات، يعيش واحد من أصل خمسة إيرانيين تقريبًا في فقر. وناهيك عن الجماعات السياسية المنشقة في الخارج، مرّ أكثر من عقدين على الصراع السياسي في أوساط النخبة الإيرانية الحاكمة، حتى بين الإصلاحيين والمحافظين، ولو أن النزاعات بين المحافظين برزت بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، إن الخلافات بين محمد خاتمي ومحمود أحمدي نجد وحسن روحاني، وهم ثلاثة من الرؤساء الإيرانيين السابقين، والمرشد الأعلى علي خامنئي، لا تخفى على أحد.

يُذكر أن وسائل الإعلام تناولت عدة مرات أخبارًا عن أن المرشد الأعلى البالغ من العمر 83 عامًا ليس بصحة جيدة. وقبل بضعة أشهر، قال مير حسين موسوي، أحد زعماء الحركة الخضراء في إيران، في خطاب إن نجل المرشد الأعلى مجتبى خامنئي قد يخلفه. مما لا شك فيه أن الأخبار بشأن تدهور صحة المرشد الأعلى أو حتى وفاته سيكون لها تأثير كبير في رفع معنويات الشعب وطاقته على المشاركة بشكل أكبر من الاحتجاجات. إلى ذلك، تعيد الأزمة الاقتصادية والاحتجاجات الشعبية والصراعات الداخلية في أوساط الطبقة الحاكمة الإيرانية إلى الأذهان نهاية الاتحاد السوفياتي. بالطبع، ليس من المسلمات أن تؤدي موجة الاحتجاجات الجديدة هذه، وكيفية اختلافها عن التحديات السابقة للنظام السياسي الحالي، إلى تغيير النظام بكامله على الفور سواء من خلال ثورة أو تغيير جذري. فطهران لا تزال تملك قوات أمنية وعسكرية على غرار "الباسدران" (الحرس الثوري الإيراني) أو قوات ميليشيات وكيلة أخرى حاضرة لمواجهة المحتجين المدنيين وقمعهم. لكن الواضح أن تغييرًا قد بدأ، ففي مواجهة قمع الحكومة المتكرر على مرّ السنين، أصبح الإيرانيون بدورهم مدركين لضرورة التظاهر على نحو متكرر وعنيف. وكانت التجربة السابقة أظهرت أنه حتى في ظل وجود حملة قمع شاملة للمتحجين في إيران، كما حصل خلال تشرين الثاني/نوفمبر الدامي 2019 حيث لقي ما يصل إلى 1500 شخص حتفهم في أقل من أسبوعين، فإن الاحتجاجات ستعود من جديد. حتى أن وجود الأجهزة الأمنية الكبيرة لم يعد يمثل تهديدًا كافيًا على ما يبدو لمنع انتشار الاحتجاجات والتظاهرات ضد طهران. فإما ستضطر الحكومة بنفسها إلى استحداث إصلاحات للنظام بطريقة مدروسة، أو ستبقى محفزات الاستياء الشعبي قائمة وغير معالجة، حيث من الممكن أن تندلع الاحتجاجات ضدها بأحجام أكبر وفي أي لحظة – ما يعزّز السخط ويؤدي في نهاية المطاف إلى انتفاضة واسعة النطاق.

*زريان روجهلاتي هو مدير مركز أبحاث رووداو، وهو متخصص في إيران وتركيا والعراق والسياسة الكردية. هو عمل كمتخصص سابق في مجال السياسات، وعمل كصحفي ومحلل سياسي في عدة مؤسسات إعلامية.

 

أحدث فصول دبلوماسية الرهائن في إيران

هنري روم/معهد واشنطن/08 تشرين الأول/2022

على صناع السياسة الأمريكيين توخي الحذر بشأن الاستنتاج بأن قرار طهران بتخفيف القيود المفروضة على اثنين من المواطنين الأمريكيين المحتجزين له علاقة بالمحادثات النووية. في الأول من تشرين الأول/أكتوبر، رفعت إيران حظر السفر المفروض على المواطن الإيراني-الأمريكي باقر نمازي وأفرجت مؤقتاً عن ابنه سياماك الذي يحمل أيضاً الجنسيتين الأمريكية والإيرانية لمدة أسبوع على أسس إنسانية. وغادر نمازي الأب البالغ من العمر 85 عاماً، إيران في 5 تشرين الأول/أكتوبر متوجهاً إلى الإمارات العربية المتحدة لإجراء عملية جراحية طارئة. وأثار كل من القرار وتغطية وسائل الإعلام الإيرانية لهذا الخبر التكهنات بأن الجمهورية الإسلامية على وشك التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً لتبادل الأسرى مع الولايات المتحدة، ربما في إطار المساعي المستمرة لإحياء «خطة العمل الشاملة المشتركة» الموقعة عام 2015. لكن عند التمعن بقضية نمازي وطريقة تعاطي طهران في الماضي مع الرهائن نلاحظ وجود احتمالات أخرى.

العديد من الدوافع وراء تكتيكات الرهائن الإيرانية

لطالما استخدمت طهران احتجاز الرهائن كأداة في فن الحكم. ومنذ إلقاء القبض للمرة الأولى على الرهائن الأمريكيين في عام 1979، استخدمت الجمهورية الإسلامية تكتيك الاحتجاز والمساومة لاحقاً بشأن الإفراج عن المواطنين الأجانب وحاملي الجنسيتين الإيرانية والأمريكية كوسيلة لانتزاع تنازلات من الحكومات الغربية، بما فيها مبالغ مالية والإفراج عن الإيرانيين المعتقلين في الخارج. كما يحتجز النظام هؤلاء الأفراد ويتهمهم بارتكاب جرائم خطيرة على غرار التجسس من أجل ترهيب الأجانب والشعب على حد سواء. ومن خلال اعتقال مواطنين أجانب بشكل متكرر، ولا سيما من أوروبا والولايات المتحدة، تحرص وكالات الأمن الإيرانية أيضاً على أنه حتى عند إطلاق سراح البعض، ستحتفظ طهران بمجموعة من المحتجزين الآخرين لمقايضتهم على مطالب تريدها في أي وقت كان. وكان نمازي الأب والإبن من بين أربعة مواطنين إيرانيين-أمريكيين شكلوا موضع مفاوضات في السنوات الأخيرة، حيث أن الاثنين الآخرين هما رجل الأعمال عماد الشرجي والناشط البيئي ورجل الأعمال مراد طاهباز الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية. كما تواصل الولايات المتحدة جمع معلومات عن روبرت ليفينسون، العميل السابق في "مكتب التحقيقات الفدرالي" الذي اختفى في إيران عام 2007 ومن المفترض أنه مات. أما سياماك نمازي، وهو رجل أعمال إيراني-أمريكي، فكان قد احتُجز في البداية واستُجوب في 18 تموز/يوليو 2015 - بعد أربعة أيام من التوصل إلى «خطة العمل الشاملة المشتركة» - ومن ثم سُجن في تشرين الأول/أكتوبر من العام نفسه. وبعد أربعة أشهر، اعتُقل والده، وهو موظف سابق في منظمة "اليونيسف" وموظف حكومي في عهد الشاه. وفي عام 2016، حُكم عليهما بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "التعاون مع حكومة معادية"، أي الولايات المتحدة - وهو اتهام وصفته عائلة نمازي والحكومة الأمريكية وجماعات حقوق الإنسان بأنه لا أساس له من الصحة.

ما الذي يعنيه الإعلان وما لا يعنيه

في البداية، ألمحت التصريحات والتقارير الصحفية الإيرانية إلى أن القرار المتخذ بشأن نمازي كان جزءاً من اتفاق أسرى أوسع نطاقاً قد يتضمن الإفراج عن أصول إيرانية مجمدة بقيمة مليارات الدولارات التي تحتفظ بها كوريا الجنوبية. لكن واشنطن نفت ذلك، ولم يتم الإفراج عن أي سجناء آخرين من قبل أي من البلدين.

فما الذي دفع بإيران إلى إطلاق سراح اثنين من الأمريكيين (الأب والإبن)؟ في هذه المرحلة، يبدو أن القرار كان خطوة أحادية الجانب، يحتمل أن تكون نابعة من المخاوف الصحية المتعلقة بنمازي الأب. فقد ذكرت العائلة الشهر الماضي أن صحته تدهورت بشكل كبير، وأنه من المزمع أن يخضع لعملية استئصال باطنة الشريان السباتي في أبوظبي "لمعالجة انسداد شديد في الشريان السباتي الداخلي الأيسر". وقد تسعى طهران أيضاً إلى تحويل الأنظار عن الاضطرابات التي تجتاح البلاد وإظهار أنها تتمتع بالمرونة أمام العالم وشعبها. وبالفعل، تزامن الإعلان مع حملة قمع مشددة يشنها النظام ضد محتجين خلال نهاية الأسبوع، بعد أن وصف المرشد الأعلى علي خامنئي التظاهرات علناً بأنها مخطط أمريكي-إسرائيلي. كذلك، قد يكون قرار طهران محاولة لكسب الفضل لقيامها ببادرة إنسانية وسط ازدياد القمع الذي تمارسه. أما بالنسبة للأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية عن الاستعداد للإفراج عن احتياطات من العملات الأجنبية، فقد يكون الهدف من مثل هذه الروايات هو تعزيز الاقتصاد الإيراني وليس الإبلاغ عن اتفاق فعلي قيد التنفيذ. وقد انخفضت قيمة الريال الإيراني بنحو 14 في المائة مقابل الدولار خلال الأسابيع الستة الماضية وحدها مع تعثر المحادثات النووية. ويشكل الوعد بتخفيف العقوبات قريباً استراتيجية إيرانية شائعة - وعادة ما تكون غير ناجحة - لدعم سوق العملات.

اتفاقات محتملة

من المؤكد أنه تمّ طرح إتمام صفقة رسمية لتبادل الأسرى منذ فترة طويلة؛ ووفقاً لبعض التقارير، إذا توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق لإحياء «خطة العمل الشاملة المشتركة»، فإن تبادل المحتجزين سيكون جزءاً من المرحلة الأولى في تنفيذ الاتفاق. وعلناً، تصر الحكومتان على أن مسألة السجناء منفصلة عملياً عن المفاوضات النووية، لكن من الناحية العملية يبدو أن المسألتين مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، حيث يشير المسؤولون الأمريكيون إلى أنه من غير المرجح أن توافق الإدارة الأمريكية على أي اتفاق نووي إذا ظل الأمريكيون محتجزين. ومع ذلك، نظراً لاستمرار الجمود في المحادثات النووية، قد يتوصل الطرفان في مرحلة ما إلى اتفاق منفصل بشأن المعتقلين. وفي مقابلة أجراها الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي ضمن برنامج "60 دقيقة"، صرّح بأن قضية السجناء "يمكن إجراؤها بشكل منفصل عن المحادثات النووية. فذلك قد يجري بين دولتين"، في إشارة إلى استعداده للعمل خارج إطار «خطة العمل الشاملة المشتركة» المتعددة الأطراف". من جهتها، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية في 5 تشرين الأول/أكتوبر أنها ملتزمة "بالعمل على إطلاق سراح كافة المواطنين الأمريكيين الذين لا يزالون محتجزين بدون وجه حق في إيران"، من دون ذكر المفاوضات بشأن «خطة العمل الشاملة المشتركة».

لكن بغض النظر عن طريقة إبرام صفقة لتبادل السجناء، إلّا أنها قد تتوقف على مصير مليارات الدولارات الإيرانية في كوريا الجنوبية. فبين 6.5 و 9 مليارات دولار من عائدات مبيعات الطاقة الإيرانية مجمدة في مصارف كوريا الجنوبية، وقد ربطت طهران هذه الأموال بمصير المعتقلين الأجانب. وطيلة سنوات، رفضت سيئول (سول) السماح لإيران بالنفاذ إلى هذه الأموال بسبب مخاوف طويلة الأمد بشأن العقوبات الأمريكية. وخلال عهد إدارة ترامب، عمل المسؤولون في كوريا الجنوبية مع واشنطن على تطوير قناة دفع مسعرة بالوون مستوحاة من ترتيب سويسري منفصل، لكنها لم تبصر النور قط. وبعد عدم إحراز تقدم على صعيد تحرير الأصول، هاجمت إيران سيئول واحتجزت ناقلة نفط ترفع علم كوريا الجنوبية العام الماضي وحظرت استيراد الأجهزة المنزلية الكورية.

إذا نجحت طهران في الوصول إلى أي من هذه الأموال المجمدة بعد تحرير الرهائن، فلن تكون هذه المرة الأولى التي يبدو فيها أن واشنطن تربط فيها الإفراج عن الأموال الإيرانية بإطلاق سراح سجناء. ففي الاتفاق الموقع عام 1981 التي تمّ بموجبه إطلاق سراح رهائن السفارة الأمريكية، اتفقت الحكومتان على إقامة محكمة دعاوى لتسوية المطالبات في لاهاي من أجل البتّ في تحرير الأموال التي دفعها الشاه مقابل عتاد عسكري طلبه من الغرب ولكن لم يتمّ تسليمه قط بعد الثورة - من حيث الجوهر، السعي لإعادة أموال إيران الخاصة.  وفي عام 1991، وبعد أن لعبت إيران دوراً رئيسياً في تسهيل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين من لبنان، وافقت إدارة بوش على دفع 278 مليون دولار لتسوية بعض المطالبات التي تعود إلى عهد الشاه. وعلى الرغم من أن واشنطن نفت وجود أي صلة بين الخطوتين، إلا أن الرئيس بوش أخبر وزير خارجية عُمان أن تسوية هذه المطالبات هي قضية "مرتبطة بشكل واضح بالرهائن". (لطالما لعبت مسقط دور المحاور الرئيسي مع إيران، وكانت عُمان المحطة الأولى التي توقف فيها باكر نمازي في طريقه إلى الإمارات هذا الأسبوع.) وفي عام 2016، وبالتزامن مع تطبيق «خطة العمل الشاملة المشتركة»، أطلقت إيران سراح أربعة سجناء أمريكيين مقابل إطلاق الولايات المتحدة سراح سبعة سجناء إيرانيين أو أسقطت التهم الموجهة إليهم. وفي الوقت نفسه، أرسلت واشنطن 400 مليون دولار نقداً إلى إيران في إطار تسوية أكبر تشمل مبيعات أسلحة تعود إلى عهد الشاه. لكن إدارة أوباما نفت أن يكون هذا المبلغ النقدي بمثابة دفع فدية.  وفي الآونة الأخيرة، توصلت بريطانيا إلى تسوية مع إيران في وقت سابق من هذا العام بشأن مبيعات دبابات تعود إلى ما قبل الثورة بقيمة 530 مليون دولار، علماً بأنه لم يتمّ تسليم معظمها قط. وبالتزامن مع ذلك، أطلقت طهران سراح مواطنين بريطانيين-إيرانيين. كما أفرجت عن مراد طاهباز من السجن، لكن من دون السماح له بمغادرة البلاد. وحتى أن فضيحة "إيران - كونترا" في ثمانينيات القرن الماضي تتماشى والنمط السائد المتمثل باستعداد الولايات المتحدة لعقد صفقات تبادل أسرى مع طهران. وفي إطار هذا الفصل المعقّد، مارست واشنطن الضغوط على إيران سعياً إلى الإفراج عن أمريكيين يحتجزهم «حزب الله» اللبناني. في المقابل، قامت الولايات المتحدة بتزويد أسلحة للجمهورية الإسلامية في إطار ما وصفه الرئيس رونالد ريغان لاحقاً بـ "تبادل الأسلحة مقابل الرهائن".  

التداعيات

على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون الإعلان الصادر بشأن نمازي بمثابة بادرة حسن نية من قبل إيران تهدف إلى تأمين تبادل الأسرى مع واشنطن، إلّا أنه لم يظهر أي دليل على إتمام مثل هذه الصفقة حتى الآن. وفي هذا السياق، ذكر تقرير صدر في 3 تشرين الأول/أكتوبر عن "نور نيوز"، إحدى المنافذ الإعلامية المقربة من "المجلس الأعلى للأمن القومي" الإيراني، أن إطلاق سراح باقر نمازي "غير مرتبط" بأي صفقة مفترضة يتمّ بموجبها تبادل أربعة سجناء من كل جانب. كذلك، تثير التكهنات المتواصلة بشأن صفقة مماثلة التساؤلات حول هوية السجين الرابع من جانب طهران، بالنظر إلى أن نمازي قد غادر البلاد. ووفقاً لوزارة الاستخبارات الإيرانية، تمّ توقيف تسعة أجانب (جميعهم من أوروبا) خلال الاضطرابات الحالية، ويمكن أن تكون الاحتجاجات ذريعة لمزيد من الاعتقالات.  في كافة الأحوال، على صناع السياسة الأمريكيين توخي الحذر بشأن تفسير مسألة نمازي باعتبرها مؤشراً على التزام إيران بالاتفاق النووي. ففي هذه المرحلة، يمكن تفسير القرار بأي من الطريقتين. من جهة، يُعتبر تبادل الأسرى في الأساس بمثابة جزء رئيسي من إعادة تطبيق «خطة العمل الشاملة المشتركة»، لذلك من خلال استباق هذه الخطوة، قد تشير طهران إلى أنها لن تمضي في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل في أي وقت قريب. ومن جهة أخرى، قد تعتقد إيران أن "بادرة إنسانية" كانت السبيل الأفضل لفصل المفاوضات أو على الأقل، حصر فرص انهيارها بالكامل.       

*هنري روم هو زميل أقدم في معهد واشنطن. وشغل سابقاً منصب نائب رئيس قسم الأبحاث ومدير لشؤون "غلوبال ماكرو"، وإيران، وإسرائيل في "مجموعة أوراسيا".

 

وسائل التواصل الاجتماعي في الاحتجاجات الإيرانية: هل هي مجال عام جديد؟

 مهدي خلجي/معهد واشنطن/08 تشرين الأول/2022

وسّعت بعض التطبيقات مثل "كلوب هاوس" و"إينستغرام" بشكل كبير من قدرة الناس على تبادل الأفكار وحتى انتقاد النظام، لكن في الوقت نفسه قامت السلطات بتعطيل هذه المنصات واستمالتها وإسكاتها كما تشاء. لطالما أوقف النظام الإيراني إمكانية وصول المواطنين إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصةً "فيسبوك" و"تويتر" و"تلغرام". ومع ذلك، ففي كثير من الأحيان تم تجنب تطبيقين بارزين من هذا القمع هما: "كلوب هاوس" و"إينستغرام". فلماذا سُمح لهذين التطبيقين بمواصلة العمل الذي أدى إلى الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة - وأحياناً أثناء قيامها؟ وكيف يستفيد منهما المتظاهرون والإيرانيون الآخرون؟

"إينستغرام": أداة للاقتصاد والدعاية والاستخبارات

واجه تطبيق "إينستغرام" تعطيلات أقل بكثير من التطبيقات الأخرى، ويعود ذلك جزئياً إلى أنه أصبح مكاناً جذاباً لأنواع مختلفة من الإعلانات، وبالتالي أدى دوراً مهماً في تعزيز الأعمال التجارية الصغيرة في إيران. ووفقاً لـ"مركز أبحاث بيتا"، ازداد استخدام الإيرانيين لـ "إينستغرام" من 24 مليون مستخدم في عام 2017 إلى 48 مليوناً في عام 2021. وعلى مدار العامين الماضيين بشكل خاص، انتقل المشاهير والمؤثرون الإيرانيون بسرعة إلى هذه الخدمة، مما أدى إلى توليد أعداد كبيرة من المتابعين. وأصبح التأثير الاقتصادي لتطبيق "إينستغرام" أكثر أهمية وسط الأزمة المالية الناتجة عن وباء "كوفيد-19". وخلال الحملة الانتخابية في عام 2021، دعم الرئيس إبراهيم رئيسي على وجه التحديد حرية الوصول إلى "إينستغرام" لأسباب اقتصادية، وغالباً ما ذكر قصصاً طريفة حول استخدام بناته لهذا التطبيق في عمليات الشراء. كما أن الآثار المترتبة على الإيرادات الحكومية كبيرة هي الأخرى: ففي عام 2020، فرض "المجلس" ضريبة جديدة على حسابات "إينستغرام" التي تضم أكثر من نصف مليون متابع. ومع ذلك، فإن تسامح النظام تجاه تطبيق "إينستغرام" يتجاوز الاقتصاد، فقد استخدمت السلطات أيضاً هذا التطبيق لأغراض الدعاية الإلكترونية، ومراقبة حسابات المؤثرين بشكل منهجي، واستغلالها في كثير من الحالات. على سبيل المثال، أجبرت وكالات الأمن والاستخبارات بعض المشاهير على نشر رسائل النظام المصممة خصيصاً للتأثير على الأجيال الشابة بشأن القضايا الملحة، لا سيما في الحالات التي تُعتبر فيها وسائل الإعلام الحكومية غير فعالة لتحقيق ذلك الغرض. وتُعتبر حسابات بعض ممثلي الأفلام المشهورين مثل داريوش أرجمند وبرفيز باراستوي من بين الحسابات المعروفة بأداء هذا الدور، سواء طوعاً أو كُرهاً. وعلى نطاق أوسع، فإن ترك تطبيق "إينستغرام" مفتوحاً يمكّن النظام من جمع معلومات عن المواطنين العاديين والنشطاء والاتجاهات الشعبية في الرأي العام. ولا يمكن على الأرجح الحصول بأي طريقة بديلة على كمية البيانات التي تجمعها أجهزة الاستخبارات والأمن من تطبيق "إينستغرام" وعلى ونوعيتها. بالطبع، عندما يحظر النظام تماماً إمكانية الوصول إلى الإنترنت في منطقة معينة، يتعذر الوصول إلى تطبيق "إينستغرام" تماماً مثل أي تطبيق آخر. وبالمقارنة مع فترات الاضطراب السابقة، كانت هذه الانقطاعات أكثر تكراراً خلال الاحتجاجات الحالية. ووفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" في 5 تشرين الأول/ أكتوبر، أصبح انقطاع الإنترنت حدثاً يومياً بعد تصاعد عنف النظام ضد المتظاهرين في 21 أيلول/سبتمبر، وجاء في الخبر: "تُظهر أنماط حركة الإنترنت الطبيعة الدورية التي تتسم بها حالات التعطل، بدءاً من عصر كل يوم في حوالي الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، الذي هو نهاية يوم العمل الإيراني عندما تبدأ معظم الاحتجاجات، وعودتها إلى المستويات الطبيعية بعد منتصف الليل". وفي السادس من تشرين الأول/أكتوبر، ردت وزارة الخزانة الأمريكية على هذا القمع بإصدارها عقوبات ضد سبعة من كبار مسؤولي السياسة والأمن الإيرانيين، بمن فيهم وزير الداخلية أحمد وحيدي وقادة بارزون في «الحرس الثوري الإسلامي» والمقر الرئيسي للقوات الأمنية لـ "ثار الله" التابع له، وهو فرع مكلف بمهام الأمن الداخلي في العاصمة. ووفقاً للإعلان الأمريكي، "تدين الولايات المتحدة قطع الحكومة الإيرانية للإنترنت واستمرار قمعها العنيف للاحتجاج السلمي، وعدم ترددها في استهداف أولئك الذين يوجهون تنفيذ مثل هذه الإجراءات ويدعمونها". وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إصدار الوزارة في 23 أيلول/سبتمبر "الرخصة العامة الإيرانية D-2"، التي تسمح بـ"تصدير أدوات إضافية" لمساعدة الإيرانيين على الوصول إلى الإنترنت.

تطبيق "كلوب هاوس": سيف ذو حدين؟

بعد إطلاق "كلوب هاوس" في آذار/مارس 2020، أصبح التطبيق وسيلة استثنائية للإيرانيين لتبادل الآراء حول الشؤون العامة والمواضيع السياسية الحالية. ومنذ بداياته كخدمة مخصصة للمدعوّين فقط، أصبح  "كلوب هاوس" يستضيف "محادثات صوتية غير رسمية" في "غرف" مفتوحة لآلاف المستخدمين. وسرعان ما جذب مزيداً من الاهتمام وسط عمليات الإغلاق الناتجة عن جائحة "كوفيد-19" في أنحاء العالم، حيث بحث المستخدمون عن طرق جديدة للتواصل الاجتماعي من مسافة بعيدة. وفي إيران، اعتبره عدة مستخدمين أيضاً فرصة لممارسة حرية التعبير المحدودة بعيداً عن الرقابة الحكومية. ومع وجود شخصيات سياسية مؤثرة مثل وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، أصبح التطبيق منتدى رئيسياً للنقاش الحر للمواضيع المحظورة والجدل المحتدم بين المدارس الفكرية المتعارضة تماماً. حتى أنه تم تسليط الضوء على هذه التبادلات على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى وصفحات الصحف الكبرى حيث بدأ المزيد من الشخصيات العامة يشاركون في التطبيق. وحالياً، لا تحظر الحكومة غرف "كلوب هاوس"، وبإمكان الإيرانيين داخل البلاد وخارجها أن يلتقوا بحرية مع بعضهم البعض لتبادل الأفكار أو البيانات أو الترفيه - على الأقل عند تشغيل خدمة الإنترنت. وعلى عكس "إينستغرام"، فإن هذا التطبيق هو أقل قيمة من الناحية الاقتصادية. وقد أصبح بالأحرى بديلاً افتراضياً عن المجال العام التقليدي، الذي احتكره النظام الشمولي إلى حد كبير أو ألغاه على مر السنين من خلال فرض الامتثال وتقييد التواصل (على سبيل المثال، من خلال الرقابة الصارمة على الصحافة). وعلى وجه الخصوص، كان تطبيق "كلوب هاوس" بمثابة ترياق قوي للاستبداد الديني لجيل الشباب، الذي غالباً ما يشار إليه في الأدب السياسي الإيراني باسم "جيل الألفية الثانية". ويتميز العديد من أفراد هذا الجيل المتمرد برؤيتهم غير الأيديولوجية للتاريخ الإيراني بشكل غير نمطي، فضلاً عن تطلعاتهم القوية إلى الاستقلال الذاتي والرفض الواسع النطاق للسلطات التقليدية التي تسعى إلى إجبارهم على الالتزام في المنزل أو في المدرسة أو في الشوارع. وقد دفعتهم طرق التفكير البديلة هذه إلى تبني منصات تواصل جديدة وأكثر توافقاً. فرفضاً للتوجيه المركزي بشأن هوياتهم وأنشطتهم الاجتماعية، أصبح العديد من الإيرانيين الشباب يفضلون "كلوب هاوس"، الذي يَسهل فعلياً الوصول إليه والحفاظ على خصوصيته عبر هواتفهم، بينما لا يزال يسمح بقدر من المشاركة الديمقراطية في المجال العام الافتراضي. وتُعَدّ المزايا الصوتية التي يوفّرها هذا التطبيق جزءاً من عوامل الجذب، وكذلك عدم وجود قيود على المدة التي يمكن أن تستمر فيها الفعاليات المستضافة وعدد الأشخاص الذين يمكنهم المشاركة.

وارتقى تطبيق "كلوب هاوس" إلى وضعه الحالي باعتباره المنصة الاجتماعية الأكثر تسييساً في إيران بعد أن بدأت الشخصيات العامة الكبرى في استخدامه للتواصل مع الجماهير بطريقة غير مسبوقة. ويزخر التطبيق الآن بالنوادي الشعبية حيث ينضم آلاف الأعضاء إلى غرف مخصصة لمناقشة التطورات الإخبارية اليومية والقضايا التي تثير اهتماماً عاماً كبيراً، مع استمرار بعض المنتديات لمدة تصل إلى عشر ساعات. ويشارك بعض المستخدمين آراءهم خلال هذه الاجتماعات، بينما يحضرها آخرون كثيرون فقط لسماع آراء الخبراء والشخصيات العامة.

علاوةً على ذلك، توفر غرف "كلوب هاوس" جسراً لا مثيل له بين الإيرانيين داخل الجمهورية الإسلامية والمغتربين. فلعقود من الزمن، فصل النظام هذا المجتمع الأخير وعاداه بشكل منهجي، مما صعّب عليه التفاعل مع أبناء بلده في الوطن الأم بشأن القضايا الاجتماعية والسياسية. ولطالما أدت ثنائية النظام الملفقة بين "الداخل والخارج" إلى انقسام الناس وإضعاف التضامن الاجتماعي اللازم لإحراز تقدم منسق نحو التحول الديمقراطي.

وبالتالي، على الرغم من إظهار التسامح النسبي تجاه تطبيق "كلوب هاوس"، تدرك سلطات النظام جيداً أنه يمثّل تحدياً أمنياً محتملاً، وقد تصرفت على هذا الأساس في بعض الأحيان. ففي تموز/يوليو، على سبيل المثال، اعتقلت نائب وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده - الناقد الأكثر صراحة للمرشد الأعلى علي خامنئي في المعسكر الإصلاحي - بتهمة "التآمر للعمل ضد أمن البلاد". وجاءت هذه الخطوة بعد ظهور تاج زاده في أكثر غرف "كلوب هاوس" شعبية في البلاد لعدة أشهر، حيث انتقد النظام بصراحة ودعا إلى الإصلاح وتكلم ضد دعاة الإطاحة بالعنف.

وإلى جانب قمع بعض المستخدمين ومراقبة تطبيق "كلوب هاوس" كمصدر فريد للمعلومات حول ما يفكر فيه الناس والشخصيات العامة البارزة، نشر النظام أيضاً قواته السيبرانية لتحديد شكل الخطاب على التطبيق. ويشمل ذلك الجهود المبذولة لتوجيه المناقشات بعيداً عن مواضيع معينة، وتخويف الجمهور، وتمثيل صوت الحكومة. وبالإضافة إلى ذلك، أنشأ النظام غرفاً خاصة به حيث يتم الترويج للّغة البذيئة والشغب، في محاولة لتلويث الجو السياسي وتقسيم أبناء الشعب. وفي الواقع، يثير الخلاف بشأن الخطاب المعتمَد في "كلوب هاوس" تساؤلات جدية حول كيفية إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق غايات سياسية في إيران، فضلاً عن مدى وعي الناس بشأن الآليات المتقنة والفعالة التي يستخدمها النظام للتلاعب بهم وتضليلهم في أوقات الأزمات.

من المثير للاهتمام أن الصحافة التقليدية الإيرانية التي تخضع لرقابة شديدة كانت تتابع عن كثب بعض الغرف السياسية والاجتماعية في تطبيق "كلوب هاوس" وغالباً ما تقدّم تقارير عن المناقشات المهمة التي تدور هناك. كما أطلقت بعض وسائل الإعلام الفارسية داخل البلاد وخارجها أندية خاصة بها، عبر استخدام التطبيق لتقوية تأثيرها أو توسيع نطاق جمهورها. ويعكس هذا الانتشار للمجتمعات على تطبيق "كلوب هاوس" قطبية المجتمع الإيراني وتعدديته إلى درجة نادراً ما تكون ظاهرة في وسائل الإعلام الرئيسية. وحتى رجال الدين أصبحوا ناشطين على التطبيق، لا سيما جيل الشباب من طلاب الحوزة.

ومع ذلك، يجب أن يظل المراقبون حريصين على تجنب سوء الفهم الناقد الخاطئ بشأن تطبيقَي "كلوب هاوس" و"إينستغرام" وغيرهما من منصات وسائل التواصل الاجتماعي - أي إمكانية حلولها مطلقاً محل المجال العام الحقيقي، مما يعني الأماكن المادية حيث يمكن للمواطنين التجمع والتواصل بأمان حول أي قضية متعلقة بحياتهم ومجتمعهم. وتوفر التطبيقات طريقة فعالة للأشخاص الضعفاء لرفع أصواتهم والتخلص من "الرتابة" الأيديولوجية التي يفرضها نظام شمولي مثل الجمهورية الإسلامية. كما تشكل هذه التطبيقات أداة فعالة للتواصل وتنظيم الحركات المدنية والسياسية. ولكن في نهاية المطاف، يبقى المجال العام الحقيقي ضرورياً لتحديد ما إذا كان اندفاع الناس نحو التحول الديمقراطي يمكن أن يستمر ويتطور. وبهذا المعنى، قد لا يزال أمام الإيرانيين طريق طويل قبل أن يتمكنوا من التخلص من الاحتكار الذي يمارسه نظامهم الشمولي.

*مهدي خلجي هو "زميل ليبيتسكي فاميلي" في معهد واشنطن. ويود أن يشكر مؤيد باراداران على مساهماته في هذا المرصد السياسي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

بيان لبناني تضامني مع ثورة المرأة الإيرانيّة

المدن/08 تشرين الأول/2022

أصدرت مجموعة من الكتّاب والإعلاميين والشعراء والفنانين والمثقفين والأكاديميين والناشطين اللبنانيين، بياناً تضامنياً مع ثورة المرأة في إيران جاء فيه:  نحن، الموقّعين والموقّعات أدناه، ممّن نعمل في حقول الكتابة والفنّ والإعلام، لا يسعنا إلاّ التعبير عن أقصى التضامن مع ثورة المرأة الإيرانيّة والافتخار بها. فهي، بشجاعتها وتوكيدها على الحرّيّة ورفضها الطغيان الدينيّ، تفتح باباً للاحتمالات الكبرى، ليس بالنسبة إلى إيران فحسب، بل أيضاً للمنطقة بأسرها سياسةً وفكراً واجتماعاً. إنّ الثورة الإيرانيّة، وموقع المرأة فيها خصوصاً، نقلةٌ نوعيّة جبّارة في المسار الذي انطلق مع ثورات "الربيع العربيّ"، وإعلانٌ كبير عن أنّ إخماد التوق إلى الحرّيّة في مكان ليس إخماداً له في الأمكنة جميعاً. فللمرّة الأولى يتوفّر هذا النطاق الجماهيريّ العريض لرفض القهرين المديدين لإيران وللمرأة فيها، وهو ما يمكن أن يعزّز الرغبات الشعبيّة في لبنان وبلدان عربيّة أخرى لمقاومة الطرف نفسه الذي يتحكّم بإلايرانيّين وخصوصاً بالإيرانيّات.

لكنّ التأييد المطلق للحركة الثوريّة والنسويّة الإيرانيّة لا يزيل مخاوفنا المشروعة من أن يبادر النظام إلى إغراقها بالدم على جاري عادته، ومن أن يؤدّي ذلك إلى عسكرةٍ تتراجع معها القضايا الديمقراطيّة والنسويّة لصالح الهويّات الأهليّة، القوميّة والإثنيّة والدينيّة، المتصارعة. وفي هذا تقدّم تجارب "الربيع العربيّ" وإخفاقاتها دروساً قابلة لان يُستفاد منها.لكنْ، وبغضّ النظر عن كلّ شيء آخر، لا يمكن في هذه اللحظة سوى التعبير عن أقصى الدعم والتأييد والاعتزاز. إنّنا على الأرض التي رسمتها النساء الإيرانيّات الثائرات نقف.

(أسماء الموقّعين حسب ورودها)

دلال البزري، نجوى بركات، هند دويش، رشا الأمير، بادية فحص، الياس خوري، راشد فايد، عبدو شاهين، حارث سليمان، جمانة حداد، وجيه قانصوه، حازم صاغيّة، ديانا مقلّد، عبّاس بيضون، ماري كلود سعيد، رشا الأطرش، مهنّد الحاج علي، بشّار حيدر، حازم الأمين، عليا ابراهيم، هاله كوثراني، محمود وهبي، نجيب خزّاقة، أيمن جزّيني، لينا مجدلاني، ربيع مروّه، حسام عيتاني، أحمد بيضون، عزّة. ش بيضون، مونيكا بورغمان، جيسيكا خرزيك، لين قديح، جو كسرواني، داليا عبيد، عزّه الزين، أكرم زعتري، نايله دبس، زينه علّوش، إيلي كمال، ديالا حيدر، شذا شرف الدين، عقل العويط، يوسف بزي، مصطفى فحص، محمد سويد، فادي طفيلي، نادر فوز، علي مراد، مروان حرب، إيمان حميدان، أنطوان حداد، جهاد بزي، محمد الحجيري، محمد أبي سمرا، مها قيس، عبده وازن، نبيل الخوري، أليس مغبغب، جمال قرى، عايدة سلوم، سهى طارق، ليندا حسيني، جمانة مرعي، سيمون كرم، زينب شرف الدين، هناء جابر، سهى ناصر الدين، انطوان طوق، هدى بركات، حنان الشيخ، ماري طوق، جانين جبران يونس، كارمن خوري جاكمون، ميرا يونس، عاصم بزي، إيمان حميدان، آلان شمالي، نجوى باسيل، مارلين نصر، جوزيف غوش، سوزان ضو، تالين ريشاني، رباب دبس، شوقي يوسف، ديما سعادة، بانة بيضون، لبنى قادري كرامة، بلال خبيز، بول طبر، عيسى مخلوف.

 

الفاتيكان حاضر في التفاصيل اللبنانية والاصلاح يشمل كنائس لبنان

دنيز عطالله/موقع المدن/08 تشرين الأول/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/112586/112586/

يتناسى كثر من اللبنانيين عند الحديث عن الفاتيكان بأنها كنيسة ودولة. يتعاطى كاثوليك لبنان معها وكأنهم محور اهتمامها الوحيد، في حين أنها ككنيسة مسؤولة عن أكثر من مليار كاثوليكي في العالم. لا يتعارض ذلك مع مكانة خاصة للكنائس الشرقية عموما، والكنيسة المارونية خصوصاً، في "الوجدان" الفاتيكاني. لذلك أسبابه المتعددة؛ منها ما يغور عميقاً في التاريخ، ومنها ما يتصل بمستقبل الكنيسة وحضورها في الشرق والعالم. تتابع الفاتيكان أوضاع لبنان عن كثب، ليس فقط من خلال السفارة البابوية والكنائس والرهبانيات الذين يزودونها بالتفاصيل بشكل شبه يومي، إنما أيضاً، من خلال شبكة علاقات لبنانية ودولية واسعة.

سفير يعرف لبنان

ياتي تعيين المونسنيور باولو بورجيا (56 عاما) سفيراً بابوياً للبنان خلفاً للمونسنيور جوزف سبيتيري، في سياق حرص البابا فرنسيس على أن يكون السفير الجديد على معرفة جيدة بلبنان. فبورجيا سبق ان خدم في لبنان الى جانب السفير البابوي السابق غابريال كاتشيا كمستشار أول في السفارة البابوية منذ العام 2010 حتى 2013. فالظروف لا تتيح فترة سماح للتعرف والإكتساب. اضافة إلى معرفته لبنان ، يعرف بورجيا الفاتيكان جيدا ويعرف ان مساراً شاقا من "الاصلاح" يحاول البابا فرنسيس تكريسه ويترجم "في الشفافية المالية والادارية وفي كشف ومحاسبة كل التجاوزات والارتكابات التي تسيء إلى الكنيسة "، وفق ما يؤكد أحد المسؤولين الكنسيين. يضيف جازما "الكنيسة، وهي المؤسسة الأقدم في العالم، لا تحبذ الانقلابات. تعمل بهدي الروح القدس على التغيير والتحسين ومعالجة الأخطاء ووضع قوانين صارمة لعدم تكرارها، بعد محاسبة مرتكبيها". يأتي بورجيا إلى لبنانَ مختلفٍ عن الذي غادره عام 2013. فالبلد الصغير يرزح اليوم تحت ثقل أزمة اقتصادية، اجتماعية ومالية  غير مسبوقة دفعت بكثير من شبابه إلى الهجرة. وهذه كلها "تحديات كبيرة أمام الكنائس المحلية وأمام الفاتيكان الذي،على عادته، يعمل كل ما في وسعه لمدّ يد العون".

كاريتاس والفقراء الجدد

يؤكد رئيس رابطة كاريتاس الأب ميشال عبود لـ "المدن" أن "الفاتيكان يتابع بدقة الواقع اللبناني وهو جنّد طاقاته للمساعدة العملية منذ الأيام الأولى لبدء الانهيار. وفي لفتة استثنائية خصص البابا في الاول من تموز 2021 يوماً بكامله للبنان في لقاء جمع كل رؤساء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية. وقد وجه يومها نداء إلى كل المؤسسات الكنسية في العالم طالباً منها مساعدة المؤسسات الكنسية في لبنان لتبقى إلى جانب شعبها". ويشير عبود إلى أن "التفاعل مع هذا النداء كان كبيراً. تلقينا إثره مليون يورو من مجلس الأساقفة في ايطاليا، كما تلقينا مساعدات من عدّة كنائس في العالم، إضافة طبعا إلى مساعدات من الكاريتاسات-الشقيقة في العالم." يكشف عبود أن "المساعدات التي تتلقاها كاريتاس قد زادت ولكنها لم تعد تكفي بعد أن ارتفع معدل الفقر في لبنان وصار لدينا فقراء جدد نبقى عاجزين عن مساعدتهم".

تقدم كاريتاس، وفق عبود، "ما بين 900 الف إلى مليون خدمة سنويا. تتوزع هذه "الخدمات على الطبابة، الأدوية، مساعدات غذائية، مساعدة في ترميم منزل، مساعدة مالية وغيرها". عام 2020 دفعت كاريتاس 34 مليون دولار، ذهب قسم كبير منها للمساعدة في إعادة ترميم المنازل بعد انفجار المرفأ. عام 2021 دفعت 22 مليون دولار"ومع ذلك نبقى مقصّرين وعاجزين ولدينا 400 الف طلب مساعدة لم نستطع تلبيتها"، يقول عبود. وهل كاريتاس -وهي الذراع الاجتماعية للكنيسة والبابا يرأس شخصيا كاريتاس العالمية- هي الجهة الوحيدة التي تتلقى المساعدة من الفاتيكان؟ يجيب عبود بالنفي مؤكدا"ان مساعدات الفاتيكان متنوعة ومن خلال قنوات كنسية متعددة منها المدارس والمستشفيات والكنائس وغيرها".

البابا يتبرع

في هذا السياق لا بد من التذكير بمبادرة للبابا فرنسيس لها رمزيتها. فعام 2020 أعلن المكتب الاعلامي للكرسي الرسولي عن إرسال البابا مبلغ 200 ألف دولار أميركي، من صندوقه الخاص، الى السفارة البابوية، من أجل دعم 400 منحة دراسية". يقول أحد المسؤولين الكنسيين المقيم في روما، "ان هذا التبرع والاعلان عنه له دلالاته. أراد البابا من خلاله أن يدعو جميع رؤساء الكنائس والمؤسسات الكنسية إلى حذو خطوته. وهو ما لم يحصل مع الأسف".

ملاحظات الفاتيكان

إلى أي مدى اثّر ذلك على نظرة الفاتيكان إلى الكنائس في لبنان؟ يجيب المسؤول"لا ترتبط هذه النظرة بفعل واحد . هي تراكم تاريخي في العلاقة مبني على مشتركات إيمانية كثيرة. أما الملاحظات فهي من باب الحرص على إزالة كل الشوائب عن جسد الكنيسة. فالفاتيكان مثلا، خصوصاً مع البابا فرنسيس، له بعض الملاحظات على مظاهر البحبوحة، وحتى البذخ، لدى عدد من الاكليروس. كما له ملاحظات على الشفافية في بعض المؤسسات الكنسية، وهو يدفع في اتجاه الشفافية المطلقة على كل المستويات. وبالتالي توقعاته  وانتظاراته دائما اكبر مما هو سائد".

مساعدات بأرقام كبيرة

لا ينفي مسؤول كنسي "وجود بعض الملاحظات على اداء الكنيسة وحجم مساعداتها. في النهاية الكنيسة مؤلفة من مجموعة أفراد ، اكليروس وعلمانيين، وهم بشر ويخطئون. تعتبر الكنيسة ان من واجبها الوقوف إلى جانب شعبها من دون الإعلان لان ذلك من صلب دورها. ونحن نتفهم أن الحاجات اليوم أكبر من القدرات وبالتالي تزداد شكاوى الناس". يضيف "من باب العلم فقط ، عام 2020 ساعدت الكنيسة المارونية وحدها 33.456 شخصا بقيمة مالية تقدر بـ 71 مليارا و 585 مليون ل.ل. أي حوالي 47.2 مليون دولار أميركي ، بحسب سعر الصرف الرسمي يومها. وهي تؤمن فرص عمل في مؤسساتها لـ 18.870 عائلة يتقاضون سنويا 430 مليارا و73 مليون ل.ل. أي 283.8 مليون دولار أميركي، بمعدل الراتب 1253 دولارا شهريا". يؤكد المسؤول أن "ان الكنيسة المحلية تحرص على مبدا الشفافية في كل أعمالها وهو، بالتأكيد مطلب فاتيكاني، لكنه قبل ذلك واجب ضميري وأخلاقي وقناعة إيمانية"

يسوع ومريم كانا لاجئين 

اضافة إلى كل التحديات التي تعيشها الكنائس اليوم ، جاء عبء النزوح وازماته ليضيف تحديات جديدة. فموقف البابا فرنسيس حاسم في هذا المجال في الدفاع عن اللاجئين والفقراء ووجوب تشريع الأبواب لهم في كل العالم. وقد بذلت الكنائس المحلية، تحديدا المارونية، جهداً كبيراً لتوضيح "العبء الذي يشكله النزوح السوري على لبنان واقتصاده وديموغرافيته ومستقبله. وبعد جهد كبير لقي موقفها تفهما لدى الفاتيكان". ذلك لا يمنع أن تكون كاريتاس إحدى المؤسسات التي تهتم بمساعدة اللاجئين على اختلاف جنسياتهم.

يقول الاب عبود "نحن صلة وصل بين جمعيات أممية تثق بنا، وبين اللاجئين. نساعدهم من منطلق إنساني إيماني أولا. فيسوع ومريم ويوسف كانوا لاجئين إلى مصر لـ 12 عاما. ابناؤنا لاجئون في كل دول العالم. ثم أن مساعدتهم تحمي من التفلت الامني والاجتماعي. فلن يبقى كل الآباء مسالمون إذا جاع أبناؤهم". يضيف "ينتقدنا كثر ممن نعجز عن مساعدتهم ويعيروننا بأننا نساعد الغرباء، لكنهم لا يعرفون أننا نلتزم واحدة من أعلى معايير الشفافية بالالتزام بتقديم المساعدات المحددة الأهداف من الجهات المانحة. وقد طالبنا الامم بتخصيص مساعدات الى اللبنانيين أيضا". لا يمكن اختصار العلاقة بين لبنان والفاتيكان وبينها وبين كنائسه بالمساعدات المالية فقط. فالبلد الوحيد في العالم الذي خصصه البابا ب "ارشاد رسولي"- تحتفل الكنيسة في هذه الفترة بالذكرى الثلاثين على اعلانه- ليس مساحة جغرافية بالنسبة الى الكنيسة. "هو مختبر ائتمن على "رسالة" لا يريد الفاتيكان أن يخسرها أو يفشل في الحفاظ عليها. وهذا الكلام خارج الترداد الببغائي الذي أفرغ الرسالة من مضامينها النبيلة والعميقة والمحورية في عالم اليوم"، على ما يقول المسؤول الكنسي المقيم في الفاتيكان.

 

الراعي رأس صلاة الجنازة لراحة نفس المطران الهاشم: ما أمرّ خروج نعشين من البيت الواحد في غضون أيام

وطنية : جبيل/08 تشرين الأول/2022

ودعت الكنيسة المارونية أحد أحبارها المطران بولس منجد الهاشم السفير البابوي السابق وراعي أبرشية دير الاحمر سابقا، ورأس صلاة الجنازة لراحة نفسة في كنيسة السيدة في بلدته العاقورة قضاء جبيل، البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وعاونه لفيف من المطارنة والكهنة، الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي هادي محفوظ ومجلس المدبرين، في حضور عضوي تكتل الجمهورية القوية النائبان زياد الحواط وانطوان حبشي على رأس وفد من دير الاحمر، مي خريش ممثلة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، النائب السابق شامل روكز، رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم وفاعليات وأهل وأقارب الراحل وأبناء العاقورة والقرى المجاورة.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة قال فيها: "ما أمرّ خروج نعشين من البيت الواحد في غضون أربعة أيام! نعش المرحوم النقيب الشيخ شبل الهاشم، ونعش شقيقه المثلث الرحمة المطران بولس-منجد، الذي نودعه بالأسى الشديد ونرافقه بصلاة الرجاء، وهو يعبر إلى بيت الآب في السماء. وقد توجت عائلته ورقة نعيه بكلمة يوحنا الرسول في رسالته الأولى: "من لا يحب، لا يعرف الله، لأن الله محبة"( 1يو 4: 8)". أضاف: "المثلث الرحمة المطران بولس-منجد أحب الناس، لأنه عرف أن الله محبة، وأن الإنسان مخلوق على صورة الله، وأن بالمعمودية والميرون تنجلي فيه هذه الصورة. تربى على محبة الله والناس في البيت الوالدي، بيت المرحوم الشيخ رشيد الهاشم الذي عرفته شخصيا عن قرب في شيخوخته عندما كنت كاهنا لرعية زوق مصبح، وكان يأتي لحضور القداس الإلهي في كل صباح في كنيسة دير سيدة اللويزة. فكان مميزا بتقواه ووقاره. وربى على هذه المحبة لله والناس أبناءه الخمسة وبناته الثلاث. بهذه الميزة عرفناهم، وعرفنا المطران بولس-منجد منذ الستينات كاهنا في روما بعد أن أنهى إختصاصه في باريس، وأسقفا لأبرشية بعلبك-دير الأحمر، وسفيرا بابويا في بلدان الخليج، وعضوا نشيطا في سينودس كنيستنا المقدس، وفي مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. فكان هو هو صاحب القلب الأبيض المحب والعلاقات الطيبة والعاطفة الصافية، والجهوزية للخدمة، وعفوية الموقف".

وتابع: "إنه إبن العاقورة العزيزة التي أحبها وكل شعبها وتاريخها وتقاليدها. أحب كنائسها ومزاراتها، وعلى الأخص سيدة القرن ذخيرة بيته العائلي. ولد في عيد مولد العذراء، الثامن من أيلول سنة 1934. وبمحبة لله وللكنيسة لبى الدعوة الإلهية إلى الكهنوت فدخل المدرسة الإكليريكية في غزير. وبعد إنهاء دروسه الثانوية فيها، أرسلته السلطة الكنسية لنجابته ونضجه، إلى باريس للاختصاص في العلوم العليا. فنال من الجامعة الكاثوليكية شهادة الدكتوراه في اللاهوت وهناك إرتسم كاهنا سنة 1959. ونال من جامعات أخرى باريسية إجازات في كل من الحق القانوني والصحافة والعلوم الإجتماعية والعلوم الدولية. توجه إلى روما أثناء إنعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ما بين سنة 1962 و 1965، وشارك في أعماله بصفة مدير القسم العربي في مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي، ما أتاح له الإنفتاح على الكنيسة الجامعة ومحبتها ومحبة البابوات الذي عرفهم ورعاتها، ونسج علاقات واسعة مع كرادلة وبطاركة وأساقفة ولاهوتيين كبار.

وعاد من بعدها إلى لبنان، حاملا هذا الكنز الروحي والعلمي والكنسي. فأُسندت إليه مهام مختلفة منها: أستاذ محاضر في كلية اللاهوت في جامعة القديس يوسف في بيروت، ومرشد وطني للشبيبة العاملة المسيحية، وكاهن معاون في رعية مار نوهرا-فرن الشباك. وفي سنة 1970 استدعي إلى روما وعين عضوا في اللجنة الحبرية لوسائل الإعلام، ومديرا للقسم العربي في إذاعة الفاتيكان، فنائبا لمدير مكتب الصحافة التابع للكرسي الرسولي، وأخيرا عضوا في أمانة سر دولة الفاتيكان لقسم العلاقات الدولية والمنظمات الكاثوليكية".

وأردف: "طيلة تلك الفترة من سنة 1962 إلى 1975 عايشناه في روما وتعاونا معه في إذاعة الفاتيكان، واختبرنا طيبة قلبه ومحبته الصافية وعاطفته المرهفة وعفويته المخلصة وشجاعته في قول الحقيقة، وفوق ذلك محبته لله وللكنيسة عامة وللكنيسة المارونية خاصة بروحانيتها وليتورجيتها وتاريخها، وللبطريركية وشخص البطريرك. وتجلت هذه الميزة بأجمل صورها عندما انتخب مطرانا لأبرشية بعلبك-دير الأحمر، خلفا للمثلث الرحمة المطران فيليب شبيعه. فأنفق مدخراته الشخصية من أجل بناء كرسيها الجميل في دير الأحمر، واسترد مدرستها في مدينة بعلبك، ونظم حياة كهنتها، ونشط رعاياها.

إلى جانب هذا النشاط الراعوي، أُسندت إليه من الكرسي الرسولي العضوية في المجلس الحبري للعلاقات بين الأديان، ومهمة مستشار في المجلس الحبري "قلب واحد" لتنسيق أعمال المحبة. وفي المجلس الحبري لرسالة العلمانيين.

وعلى صعيد مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان إنتخب رئيسا للجنة الأسقفية للعلاقات الإسلامية المسيحية، فرئيسا للجنة الأسقفية للإنتشار، ثم مندوبا للمجلس لدى اللجنة الحبرية المعنية بإعداد المؤتمرات القربانية العالمية، وطُلب إليه المشاركة في أيام الشبيبة العالمية في كل من روما وتورنتو بكندا لإعطاء محاضرات في التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية باللغتين العربية والفرنسية. في كل ذلك ظل محافظا على تواضعه وبساطته وأخلاقيته وطيب علاقاته الإنسانية".

أضاف الراعي: "في شهر آب 2005 عينه قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في بداية حبريته، أطال الله بعمره، سفيرا بابويا في الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، وقاصدا رسوليا في شبه الجزيرة العربية. فخدم فيها الكرسي الرسولي بكل تفان والجاليات العربية وبخاصة اللبنانية والمارونية لجهة تأمين خدمتها الروحية والراعوية. دامت خدمته هناك أربع سنوات انتهت مع بلوغه السن القانونية. وسر بأن يخلفه في رعاية أبرشية بعلبك-دير الأحمر العزيزة على قلبه، أسقفان أكملا بكل تفان البناء الروحي والراعوي والإنمائي وهما سيادة أخوينا المطران سمعان عطاالله خلفه المباشر والمطران حنا رحمة رئيس أساقفتها الحالي.

بعد ذلك، عاد إلى لبنان، واعتنى بإكمال قاعات كنيسة مار مارون في اللقلوق التي شُيدت لإحياء ذكرى شهيدهم الملازم مارون ووالدته المرحومة جوزفين. عاش في بيت شقيقه المرحوم النقيب الشيخ شبل حيث أُحيط منه ومن إبنه وبناته وعائلاتهم بالمحبة والإحترام والخدمة حتى آخر رمق من حياته. وكنا نشهد ذلك في زياراتنا المتكررة له سواء في مستشفى سيدة المعونات أم في بيت شقيقه في اللقلوق، حتى أسلم الروح بسكينة وسلام، بعد أن كان كاهن الرعية الغيور يحمل له كل يوم القربان المقدس، فزوده به، مع سر مسحة المرضى والغفران الكامل عن جميع خطاياه. وفي قلبه وعلى شفتيه محبته الصافية لله. وللكنيسة فخرج من عالمنا كما من جرن المعمودية نقيا صافيا". وختم: "وإنا وإخواننا السادة المطارنة أعضاء السينودس البطريركي نتبادل التعازي بفقده، ونعرب عن تعازينا الحارة للكهنة في أبرشيتي بعلبك-دير الأحمر وجبيل ورهبانها وراهباتها ومؤمنيها، ولعائلات المرحومين أشقائه وشقيقاته، ولشقيقته السيدة صفا راجين لها العمر الطويل.

نصلي إلى الله كي يتقبله بكثرة رحمته بين الرعاة الأبرار، ويرسل للكنيسة "رعاة وفق قلبه" بحسب وعده على لسان إرميا النبي (إرميا 3: 5). المسيح قام!".

 

بخاري من طرابلس: قوة لبنان وصموده ينبعان من الداخل فقط

ريفي: نؤكد استمرار النضال في مواجهة مشروع ايران في لبنان

وطنية /08 تشرين الأول/2022

لبى سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري دعوة رجل الاعمال محمد أديب الى مأدبة غداء تكريمية على شرفه في منتجع "ميرامار" في طرابلس، بحضور سفير تونس بواري الامام، سفير الاردن وليد الحديد، سفير الجزائر عبد الكريم ركابي، سفير المغرب محمد اكرين، سفير اليمن عبد الله الدعيس، النواب اللواء أشرف ريفي، محمد سليمان، أحمد رستم، سجيع عطيه، طه ناجي، غياث يزبك، فادي كرم، أديب عبد المسيح، ايهاب مطر، فؤاد مخزومي، وليد البعريني، أحمد الخير، رامي فنج، عبد العزيز الصمد، ايلي خوري وجميل عبود،  رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي، رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، نقيبة المحامين في الشمال ماري تراز القوال، نقيب أطباء الاسنان ناظم الحفار، نقيب المهندسين بهاء حرب، نقيب الاطباء في الشمال محمد صافي، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، امين سر مطرانية الروم الارثوذكس الاب نقولا داوود ممثلا متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، مفتي طرابلس والشمال الدكتور محمد امام وشخصيات وفاعليات.  بداية كلمة تعريفية من الزميل نبيل رفاعي، ثم ألقى أديب كلمة رحب فيها ب"ضيفنا العزيز"، قائلا: "طرابلس سعيدة اليوم باستقبالكم، وهي تحبكم وترحب بكم أخا عزيزا يمثل بلدا كأنه الدرع يدفع عن الأمة الأذى ويريد لمصالح العرب أن تحفظ. أهلا وسهلا بكم وحفظ الله المملكة وحفظ جلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وحفظ ولي عهده الأمير محمد بن سلمان وحفظكم واهلا وسهلا بالمملكة وبسفيرها في طرابلس".

 ريفي

بدوره هنأ ريفي اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة بعيد المولد النبوي الشريف، ثم قال: "في المحن والأزمات، يتحول اختبار الصداقة والأخوة الى حقيقة، وفي طليعة اصدقاء لبنان الذين تجاوزوا كل الاختبارات، المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية الشقيقة، فأهلا وسهلا بكم أصحاب السعادة سفراء الدول العربية الشقيقة".  أضاف: "سعادة السفير وليد بخاري حضوركم بيننا في الشمال هو فعل محبة وايمان بلبنان ومستقبله، وآمل أن يكون تكريمكم اليوم مع أشقائكم يليق بمن يمثل المملكة العربية السعودية، الباقية أبدا كبعض الدول العربية الشقيقة إلى جانب لبنان والى جانب شعبه الذي يتوق الى عودة اخوانه العرب الى بيروت عاصمة الالتقاء العربي، فبيروت ستبقى عربية، ومهما توهم الاوصياء الجدد باستمرار وصايتهم، فإن حقائق الجغرافيا والتاريخ، ستصفع أوهام الوصاية، وسيبقى لبنان بهويته الأصلية، وبعروبته، وستسقط الهيمنة على صخور نهر الكلب، كما سقط كل احتلال للبنان".

وتابع: "لا نقول هذا الكلام الا يقينا بأن رحيل الوصاية قد اقترب. انظروا الى من اضطهد شعبه، كيف يثور شعبه على استبداده. إن شعلة الحرية قد انطلقت، ولا مكان بعد اليوم لمن يعتقل مستقبل الناس واجيالها. لا مكان بعد اليوم لمن يبدد ثروات الشعوب، على مشاريع الايديولوجيا الفاشلة، وعلى السيطرة على دول وشعوب المنطقة. لا مكان لهدر حاضر الاجيال ومستقبلها في نظم استبدادية تحارب التطور وتخشاه. ان المكان يتسع لمن يخطط لبناء مستقبل أفضل لشعبه. المكان يتسع لمن يسعى للريادة والتطور ولمن يبني الجامعات ومراكز الفكر ولمن يطور نظم الحياة، ويبني الاقتصادات العملاقة. نعم المكان يتسع لما نراه في دول الخليج وبعض الدول العربية الشقيقة، من نهضة وتطور وتنافس على الافضل. المكان يتسع لمن يسابق الوقت، لقيادة بلده الى أن يحتل مكانة الريادة في العالم. لذلك نحيي من طرابلس سمو الامير محمد بن سلمان، على كل الخطوات الجبارة التي يقوم بها، لوضع بلده وشعبه في المكانة التي يستحق".

 وقال: "مخطئ من يعتقد أن التقاءنا على الصداقة والأخوة معكم، هو مجرد علاقة شكلية محدودة الافق. ومخطئ ايضا من يعتقد أن الخصومة مع المشروع الاخر، هي مجرد عداء عبثي. الصحيح أننا وإياكم نمثل في هذه المنطقة نموذجا يرى في الحياة فرصة كي تعيشها شعوبنا برفاهية وامن وكرامة، فيما يقدم لنا النموذج الآخر أسوأ مشاهد احتقار حق الانسان في العيش وفي بناء المستقبل. هو الفرق بين ثقافة الحياة، وثقافة اعتبار الشعوب اضحيات في محارق اوهام القوة والنفوذ والايديولوجيا القاتلة والمذهبية البغيضة. لذلك ومن طرابلس عاصمة شمال لبنان. طرابلس الفيحاء التي دافعت عن لبنان الحر السيد المستقل، نؤكد على استمرار النضال في مواجهة مشروع ايران في لبنان، حتى اقصائه، واستعادة بلدنا من هذه الوصاية الكريهة، ان مواجهة هذه الوصاية تبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن بالدستور وباتفاق الطائف وبالقرارات الدولية، ويعمل للحفاظ على سيادة لبنان ويقوم بالإصلاحات الاقتصادية. وإن مواجهة هذه الوصاية تبدأ كذلك بتشكيل حكومة لا يرأسها أحد المنتمين الى المنظومة التي دمرت لبنان. إن هذه المواجهة هي مع الوصاية وادواتها في آن، فلن نخضع بعد اليوم لابتزاز التعطيل، والتهويل".

أضاف: "ان أهل السنة في لبنان يشكلون كغيرهم مكونا أساسيا في هذا الوطن ولا يمكن لأحد أن يتجاوزهم أو يصادر قرارهم. وإن حضور السنة في المعادلة اللبنانية، غير مرتبط بأي ظرف طارئ أو قيادة فردية، بل هو فعل قوة لا تخضع للتهويل. فعل قوة مرتبط بلبنان وبالعيش المشترك وبالدستور وبالعلاقات العربية التي تشكل الضمانة الكبرى لأهلنا ولبلدنا. كما ان دور السنة أساسي في إقامة التوازن مع المشروع الآخر. إن دورهم أساسي ومطلوب لمشاركة كل السياديين في هذا الوطن من مسلمين ومسيحيين للتوازن مع المشروع الإيراني، وهنا لا بد ومن الضروري وجود مشروع عربي لمواجهة المشروع الفارسي. ان دور السنة في لبنان أساسي ليشاركوا وبالتحالف مع الأخوة المسيحيين السياديين ومع الشيعة اللبنانيين العرب الاحرار ومع الاخوة الموحدين الدروز الذين هم بتركيبتهم وتاريخهم سياديون وأحرار. وانطلاقا من هذه الرؤية وهذه المهمة الوطنية تحالفنا مع القوات اللبنانية ومع حزب الكتائب ومع المسيحيين المستقلين ومددنا اليد إلى الأخوة الموحدين الدروز الأحرار لنشكل نواة هذا المشروع الذي يواكب تطورات المنطقة والتطورات الدولية. ونحن نرى ان اللحظة الداخلية والاقليمية والدولية مؤاتية". وتابع: "ها هو الشعب الإيراني البطل ينتفض على جلاديه وجلادينا نظام الملالي وها هو الشعب العراقي البطل وفي مقدمتهم الشيعة العرب الأحرار في العراق ينتفضون على عملاء إيران. ونحن في لبنان جاهزون لتحرير وطننا من القبضة الإيرانية التي أوصلت البلد الى جهنم. نعلم أن هذه المهمة لا يمكن ان تتحقق الا بالتحالف الوطني الذي ذكرناه، نحن نعلم سعادة السفير ان دولتكم المملكة العربية السعودية وبحكمة قيادتها قد أمنت للبنان غطاء إقليميا ودوليا، فألف شكر لكم ولقيادتكم الحكيمة التي تلعب دورها القيادي في المنطقة العربية". وختم ريفي: "أرحب بكم مجددا سعادة السفير وليد البخاري وسعادة سفراء الدول الشقيقة، أرحب بكم أصحاب المعالي والسعادة والسماحة والفضيلة، أهلا بكم جميعا في طرابلس الأبية مدينة العلم والعلماء والعروبة، عشتم عاشت الدول العربية الشقيقة عاش لبنان وطنا للعزة والكرامة والعيش الكريم".

البخاري

من جهته ألقى بخاري كلمة قال فيها: "كتبت خاطرة بسيطة لطرابلس، عاصمة الشمال الفيحاء وهي عرين العروبة وقلبها النابض بالاعتدال، عاصمة تشبه قلعتها التاريخية، والتاريخ يشهد والمستقبل سيسجل تميز طرابلس بقوة تحصيناتها وعزيمة أبنائها على مواجهة كل محاولات التخريب والتشويه، طرابلس دار العلم والعلماء، مدينة الفكر والأدباء، جذورها ضاربة بالعمق العربي تتغذى منه، فلا تقتلعها رياح الكراهية ابدا". اضاف: "ان غاية المملكة العربية السعودية ومرتجاها ان يبقى لبنان قلبا واحدا ويدا واحدة في خدمة نهوض وازدهار أرضه، ورخاء أبنائه بعيدا عن أي تدخل، فقوة لبنان وصموده ينبعان من الداخل والداخل فقط".

تابع: "أود أن أؤكد ان رسالة العمل الديبلوماسي السعودي في لبنان تهدف الى توفير شبكة أمان دولية مستدامة من أجل الحفاظ دائما وابدا على أمن لبنان واستقراره، وحرص القيادة السعودية دائما ان نسعى من اجل تحقيق هذه المبادئ وهذه الرؤية".

 وشدد على "حرص المملكة العربية السعودية على محور مهم جدا في مرتكزات السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية في الملف اللبناني، وخاصة اننا اكدنا للجميع بأن المملكة لن تتعاطى او تدعم اي قوى سياسية منخرطة بالفساد السياسي او المالي، نقطة على السطر". وقال: "نأمل من الجميع ان يغلبوا المصالح العامة على المصالح المرحلية، لبنان يعيش مرحلة انتقالية ويجب ان نتحمل مسؤولية مشتركة، الجميع والافراد قبل الدول، ولكن الحلول يجب ان تنبع من الداخل اللبناني، فلذلك على الجميع ان يحدد الخيارات السياسية ويحدد ايضا تحمل نتيجة تلك الخيارات حتى يقرأ المجتمع الدولي هذه المؤشرات بشكل ايجابي للتعاون والانطلاق والدعم المشترك المستقبلي". وختم البخاري: "نتقدم منكم أهلنا في الشمال بخالص الشكر والتقدير على هذه الاحتفائية الشعبية، ونعتبرها وقفة تاريخية تعكس محبة لبنان بالمملكة العربية السعودية، وخاصة أهلنا في الشمال، ولطرابلس نقول تمنياتنا لكِ ولعكار والضنية وكل الشمال بالازدهار والاستقرار والتألق".

 

جعجع التقى وفدا من الاحرار قدم له دعوة للمشاركة في القداس عن راحة انفس داني شمعون وعائلته

وطنية /08 تشرين الأول/2022

التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب وفدا من حزب الوطنيين الاحرار، ضم: امين الداخلية كميل جوزيف شمعون، رئيسة هيئة المهن الحرة ماريان رنو وأمين التخطيط والتوجيه فؤاد الأسمر، في حضور رئيس جهاز الاعلام والتواصل شارل جبور والمحامي ايلي شربشي.

 بعدما، عرض الوفد مع جعجع للمستجدات على الساحة اللبنانية، قدم له دعوة للمشاركة في القداس الالهي الذي سيقام عن راحة أنفس داني شمعون وعائلته وشهداء نمور الأحرار عند السادسة من مساء الجمعة 21 تشرين الاول 2022 في كنيسة السيدة - الحدت.

 

المجلس الأرثوذكسي عن وضع تمثال العذراء في ساحة ساسين: لا نريد زرع الحساسيات الطائفية

وطنية /08 تشرين الأول/2022

 إستغرب رئيس المجلس الارثوذكسي روبير الأبيض "المزايدات المسيحية على بعضهم البعض"، سائلا عن "الجهة التي وضعت تمثالا للسيدة العذراء في ساحة ساسين في الأشرفية؟ هل هم من الاحزاب او العائلات التي تقطن هذه المنطقة، فنحن ابناء هذه المنطقة ابا عن جد، ولدنا وعشنا فيها ودافعنا عنها ولم نشهد هذه المظاهر من قبل". وسأل في بيان: "هل المجلس البلدي لبيروت أعطى الاذن بوضع التمثال حيث هو اليوم"؟ لافتا الى "وضع عدة تماثيل للسيدة العذراء في عدد من الحدائق وأغلبيتها ضمن الدائرة الاولى"، ومضيفا "نحن لا نريد زرع اي حساسيات طائفية، فالحدائق العامة في بيروت او في باقي المناطق هي لكل اللبنانيين وليست لطوائف معينة". ودعا "المجتمع المسيحي الى ان يكون موحدا ووضع الخلافات جانبا، فقد أصبحت خلافاتنا كثيرة وانقساماتنا أكثر بسبب الإنتماء الحزبي والسياسي والإقطاعي"، مضيفا "ضعوا ايقونة سيدتنا والدة الإله العذراء في قلوبكم وفي منازلكم قبل وضع هذه التماثيل والاصنام في الساحات العامة". وختم الابيض: "كفى مزايدات وهرطقات وحساسيات بين الطوائف المسيحية، فإن هذا التجنيد والعمل ضد وحدة المسيحيين مرفوض وعلى كل الاحزاب والتيارات ان تفهم ذلك فلا تلعبوا بالنار حتى لا نقع جميعا بهذا الفخ ويتوسع الخلاف في ما بيننا نحن ابناء الكنيسة المسيحية الواحدة، ودعونا نتوافق على رئيس للجمهورية يكون قويا ووطني الانتماء وصاحب قرار حر يمثل كل الشعب بكافة طوائفه وانتمائه".

 

جعجع: من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة المحددة للاستحقاق الرئاسي ومسألة الترسيم لن تحل قريبا لأنها معقدة أكثر مما يراها البعض

وطنية /08 تشرين الأول/2022

جدد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع التأكيد على "وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في جلسة 13 تشرين الاول"، مستبعدا تحقيق ذلك، ومشيرا الى انه "من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة الدستورية المحددة للاستحقاق الرئاسي". ورأى ان "مسألة ترسيم الحدود البحرية لن تحل قريبا لأنها معقدة اكثر مما يراها البعض". هذه المواقف اطلقها جعجع في مقابلة لموقع "Ici Beyrouth"، وقال: "نهاية العهد كمساره خلال السنوات الست اذ ما من شيء فيه منظم ومنطقي الى جانب عدم اتباع أسس واضحة، لذا تتبدّل الاوضاع بشكل مفاجئ، وبالتالي لا يمكن تكهّن الوضع الحكومي لان الأمر متعلق بمصالح بعض الافراد وامكانية تأمينها، علما ان الثنائي الشيعي يضغط كثيرا لتشكيل حكومة باعتبار انه لا يريد اجراء انتخابات رئاسية خلال المهلة الدستورية، في الوقت الذي لا نعرف اذا كان الرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل سيتجاوبان معه ام لا على خلفية أن المسألة مرتبطة بحجم المكاسب التي سيحققانها من هذه الحكومة". وأكد "الا امكانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، علما انها تطرح الآن كما في كل الاوقات، فهي مرفوضة من قبل "القوات اللبنانية" ولن تشارك فيها ولو انهم يتمنّون ذلك لمنحهم فرصة تشكيل "حكومة وحدة وطنية" "يجيبونا منظر فيا" فيما هم سيملكون فيها الأكثرية ما يسمح لهم بالاستمرار في تصرفاتهم الخاطئة".  وقال: "يسعون في الوقت الراهن الى تعويم الحكومة الحالية واعادة النظر في تقسيم الحصص والمناصب. في وقت يعدّ من الشواذ العمل على تشكيل حكومة في المهلة الدستورية المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

ردا على سؤال، رأى انه "في حال وصلنا الى الفراغ الرئاسي، ستنتقل صلاحيات الرئيس الى حكومة تصريف الاعمال وفق كل الاجتهادات الدستورية والاعراف وآراء معظم القوى السياسية باستثناء "التيار الوطني الحر" الذي يوحي بأننا سنكون امام "فراغ في السلطة". واوضح انه "ما من شيء اسمه فراغ في السلطة بل استمرارية المؤسسات، وبالتالي تنتقل الصلاحيات حكما من رئيس الى آخر وفي حال الشغور الى الحكومة". اما عما اذا كنا سنشهد انتخاب رئيس جديد في جلسة 13 تشرين، فشدد جعجع على "وجوب انتخاب رئيس في هذا التاريخ ولكن استبعد نجاح ذلك لأن فريق السلطة الحاكمة لا يريد الانتخابات حاليا في ظل عدم توافقه على اسم مرشح". أضاف: "عبثا نضيع الوقت في البحث عن حكومة في حين تفصلنا 3 اسابيع عن انتخاب رئيس جديد، من هنا تقع علينا مسؤولية كبيرة كمعارضة بكل اطيافها لتحقيق ذلك بما أن الفريق الآخر، الذي اوصلنا الى هذه الحالة، يسعى الى التعطيل".

واستغرب "تصرّف بعض قوى المعارضة الذين لم يتخذوا قرارهم بعد ولم يتوحدوا على مرشح واحد لاسباب نجهلها رغم ان هناك شخصية تنطبق عليها كل المواصفات المطروحة في وقت يدعون دائما الى اجراء الانتخابات قبل انتهاء المهلة الدستورية".

واذ جدد التأكيد ان "القوات ستصوّت في الجلسة المقبلة لمرشحها النهائي النائب ميشال معوض"، اعتبر جعجع ان "من يضع ورقة بيضاء او اوراق ضائعة يساهم، ولو بنية غير سيئة، في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، فيما نحن بأمس الحاجة الى رئيس يملك مشروعا واضحا لقيادة العملية الانقاذية".

وتابع: "معوض ليس مرشحنا كقوات، اذ كان الأجدى بنا ان نخوض المعركة بمرشح "منا وفينا" خصوصا اننا اكبر حزب مسيحي في الوقت الحاضر، ولكننا نرغب بتسهيل عمل المعارضة التي اتفقت على اسم معوض فسرنا به، ولا سيما انه يتمتع بكل المواصفات المطلوبة من الرئيس الجديد. المعارضة بثلثيها توحدت على معوض الذي ينطلق من 40 صوتا لذا بات مطلوب من الثلث المتبقي السير به".

وعما اذا كانت "القوات" اختارت معوّض لقطع الطريق امام الوزير السابق سليمان فرنجية، قال جعجع: "لسنا ضد فرنجية بالشخصي ولكنه يمثل الخط والمشروع الآخر ولا يمكن التصويت له". وعن امكانية ايصال رئيس توافقي بين كل القوى، جزم انه "من غير الممكن التوافق مع "التيار" و"حزب الله" على رئيس فكيف سيتم التفاهم ونحن لدينا طروحات مغايرة ومشاريع مختلفة، وبالتالي هذا الامر "لن يحدث" وفي حال حصل سنكون امام رئيس صوري "مش طالع منو شي". اما بالنسبة للتواصل مع النواب السنة، فأكد جعجع ان "هذا التصرف يأتي في سياق طبيعي كونهم في صفوف المعارضة، خصوصا اننا نتعرّف على الجدد منهم ونتناقش معهم ونسعى الى اقناعهم بانتخاب معوض في الجلسة المقبلة". ولجهة العلاقة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أجاب ممازحا: "متفقون دائما ومختلفون دائما، وهذه الديمقراطية بحد ذاتها". وردا على سؤال عن مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا في 31 تشرين الاول، لفت الى انه "وفق المعلومات، الرئيس عون يتحضر للمغادرة في هذا التاريخ". وحول حصول صدامات ليل 31 تشرين الاول، علّق جعجع: "من المؤكّد ان هذا لن نشهده بين "التيار" و"القوات" ولا خوف منه حتى ولو تعرضنا لأي استفزاز، باعتبار ان الجيش اللبناني، بقيادته الحالية، والقوى الامنية يمنعون اي تعد من فريق لآخر".

كذلك اشار الى ان "الواقع اللبناني مختلف عن السيناريو العراقي لأن الخلاف ليس بين حزبين او بين اطراف الطائفة الواحدة بل أزمة بلد بحد ذاته تحتاج الى "جمهورية" ككل للانقاذ، لذلك تتطلب المرحلة رئيسا بأسرع وقت".

وردا على سؤال، طمأن إلى ان "لا أحد يهاجم المسيحيين ولا خوف على وجودهم، فالخطر مستمر عليهم منذ 2000 سنة، رغم ان الظروف تتبدّل لذا اعتدنا عليه، انطلاقا من هنا علينا التمسك بارضنا وقيمنا وثوابتنا بغض النظر عن صعوبة الوضع في لبنان". واعتبر ان "ما حصل في الطيونة حادث وانتهى، على امل اختتامه في القضاء كما يجب"، وشدد على ان "في لبنان ما من أحد يمكنه إنهاء أو إلغاء الآخر"، مستبعدا ان نشهد "حربا في الداخل اللبناني بل ستستمر بعض الاضطرابات كاقتحام المصارف وقطع الطرقات وسواها". وتابع: "حتى اللحظة لا نلمس وقوف اي جهة خلف هذه التحركات، فما نراه من اقتحام للمصارف محق للمودعين في ظل فداحة الوضع وصعوبته ولكن قانونا هو تصرف خاطئ. من هنا يفترض معالجة المشكلة بمجملها".

وبالعودة الى "اتفاق معراب" لفت الى انه "في تلك المرحلة اضطررنا ان نتخذ هذا الاتجاه والا كنا امام خيارات اسوأ"، مؤكدا الا "اتفاق معراب آخر مع باسيل". وعن مستجدات ترسيم الحدود البحرية، رأى ان "القصة معقدة اكثر مما يراها البعض ويعمل على اساس ذلك، فايجاد حل فعلي لمسألة "خط العوامات" و"حقل قانا" امر غير سهل، ولو ان كل المسائل لها حلول الا انها تحتاج الى حكومة جدية تعمل عليها، وبالتالي لا اعتقد ان الترسيم قريب". أردف: "لا اسمح لنفسي ان ابدي اراء تقنية تحتاج الى دراسات كثيرة، لأن مسألة الخطوط تتطلب تقنيين بامتياز، ولكن الحكومات المتعاقبة سبق واعلنت انه على لبنان اعتماد الخط 23 بناء على استشارة أهم التقنيين ومصلحة الطوبوغرافيا في الجيش اللبناني ووزارة الاشغال".  وتطرّق جعجع الى الاصلاحات الحقيقية، معتبرا انه "في ظل وجود هذه الحكومة وهذا الرئيس لا اصلاحات جدية، اذ ان المدماك الأول يبدأ بوقف التهريب على الحدود وتقليص اعداد الموظفين في الدولة الذين لا لزوم لهم ووقف الهدر في قطاع الكهرباء وتحسين الجباية". وشدد على انه "علينا التمسك ببلدنا اكثر واكثر فهو مريض يحتاج الى الاهتمام، كما ان وطننا ليس فندقا نقصده للرفاهية فقط"، خاتما: "لما امك تكون منيحة هي بتخدمك بس لما تمرض انت لازم تخدمها".

 

حسام زكي توجه الى لبنان بتكليف من ابو الغيط: لبنان لا يتحمل الفراغ الرئاسي

وطنية /08 تشرين الأول/2022

توجه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي ، بتكليف من الأمين العام أحمد أبو الغيط ، إلى لبنان بهدف استشراف آراء القيادات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي المقبل، والنظر في سبل معالجة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد، انطلاقا من حرص الجامعة على مواكبة لبنان في كافة المحطات الهامة واستشعارا منها للتداعيات الخطيرة التي ستترتب على دخول البلاد في فراغ رئاسي في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في ٣١ الشهر الجاري. واستهل الموفد الشخصي للأمين العام زيارته بعقد عدة لقاءات مع زعماء الكتل النيابية من كافة ألوان الطيف السياسي، شملت الرئيس نبيه بري ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، بالاضافة الى عدد من النواب التغييرين والمستقلين. والتقى زكي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب. واستمع زكي خلال هذه اللقاءات إلى مختلف وجهات النظر حيال الاستحقاق الرئاسي وتداعيات الدخول في شغور رئاسي، خاصة مع ضيق الوقت المتاح لاستكمال هذا الاستحقاق في موعده. وصرح زكي عقب الزيارة انه استشعر تباينا كبيرا في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلا عن ضعف قنوات التواصل فيما بينهم، الأمر الذي قد يدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خاصة في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية. وأضاف الامين العام المساعد: "لبنان لا يتحمل حالة "الاعتياد على الازمة" او القبول بالفراغ الرئاسي في ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها، والتي انعكست على الحالة المعيشية للمواطنين وعلى الوضع الاجتماعي في البلاد على نحو يمثل مصدر قلق وانزعاج لكافة محبي لبنان وداعميه". وناشد زكي، خلال المقابلات التي اجراها، كافة القيادات السياسية تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سويا وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري الهام، لافتاً الى  أن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يسهم في حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الازمات العالمية. وجدد زكي استعداد الجامعة العربية القيام بأي دور يطلب منها لمساعدة لبنان في تجاوز الازمة السياسية، خاصة وأن كافة الاطراف التي التقاها رحبت بمواكبة الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة المهمة.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 07-08 تشرين الأول/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 08 تشرين الأول/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/112571/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1561/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For October 08/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/112573/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-october-08-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية/Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

https://eliasbejjaninews.com/archives/111736/%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%ae%d8%a8%d9%88%d8%a7-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84-%d9%84%d8%b9%d8%b6%d9%88%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%ac%d9%84%d8%b3-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d9%86%d8%a9-%d9%85/

Be Wise & Vote For Charbel Bassil in the Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

We call on you to vote for the distinguishable Lebanese-Canadian activists, Charbel Bassil, in the coming Mississauga Catholic school board trustee 2022 elections

Mr. Bassil is highly qualified for the Mississauga municipality board membership. He is well known for his honesty, transparency, integrity and dedication to serving and help people.

انتخبوا شربل باسيل لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا الكندية

ابن الجالية اللبنانية الناشط شريبل باسيل مرشح لعضوية مجلس أمانة مجلس المدارس الكاثوليكية في مدينة ماسيسوكا/مقاطعة اونتاريو الكندية.

ندعوا كل سكان المنطقة المرشح فيها انتخابه لأنه جدير بالموقع ومعروف عنه الصدق والشفافية والنزاهة والتفاني بخدمة الناس