المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 26 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november26.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/نيابة فيصل كرامي بظل إحتلال حزب الكوبتاغون: هل استوعب الراضين بالإحتلال بأن مشاركتهم الحكم بظله هو إما غباء أو عمالة أو تجارة؟

 

عناوين الأخبار اللبنانية

من “موقع سبوت شوط”، مقابلة وطنية وإيمانية وسيادية ولبنانوية ومميزة مع الأب طوني خضرا، من الضروري أن يشاهدها كل لبناني مسيحي تحديداً، وكل لبناني عموماً.. من دون المسييحيين لا جود للبنان

لا لن أكون المرشح إلى مركز رئيس للجمهورية اللبنانية../الخوري طوني بو عسّاف/فايسبوك

إشكالية شيعية مع الكنيسة!

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 تشرين الثاني 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/11/2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

أسماء "باسيلية" على طاولة الفرنسيين؟

نائب يُراهن على إسقاط النظام الإيراني... "لا رئيس بشروط الحزب"!

تفاهم "كبير" يبحث عنه حزب الله... فهل تمنعه التشنجات الإقليمية؟!

ريفي تعليقاً على الطعون: سنواجه محاولة تزوير إرادة الطرابلسيين

فنج والسلوم “نائبان سابقان” أم ماذا؟

المهمّة الشاقة: صون التهدئة وتجنّب إعلان حزب الله مرشحه/منير الربيع/المدن

أي طرابلس يمثّل كرامي؟/بسام أبو زيد/نداء الوطن

كيف ستواجه المعارضة تعطيل الإستحقاق الرئاسي؟/أسعد بشارة/نداء الوطن

ماذا تبلّغ قائد الجيش من “الحزب”؟/عماد مرمل/الجمهورية

سياسيون وتجار ومصرفيون استفادوا من الانهيار المالي في لبنان

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

تحذير فرنسي لإيران من نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن

إيران ترفض قرار الأمم المتحدة فتح تحقيق دولي حول قمع الاحتجاجات

تحقيق دولي في القمع الدموي للاحتجاجات الإيرانية

مجلس حقوق الإنسان أقره بغالبية... والمفوّض السامي طالب طهران بوقف الاستخدام غير المتكافئ للقوة

مسيرات بلوشستان تتضامن مع كردستان... والأمن الإيراني يستخدم القوة المفرطة

«الحرس الثوري» يواصل تعزيزاته في الشمال الغربي... وإمام جمعة زاهدان: البلاد وصلت إلى طريق مسدود

إسرائيل توسع مطاردة منفذي هجوم القدس... وتهدد غزة سلفاً ...الكشف عن إحباط عملية لتفجير حافلة ركاب الشهر الماضي بتوجيه من القطاع

نتنياهو يمنح بن غفير وزارة الأمن بصلاحيات موسعة وتحذيرات إسرائيلية من فوضى أمنية وسياسية وغضب دولي

واشنطن تطالب بـ«وقف فوري» للهجمات شمال سوريا... وموسكو تلمح إلى تعليق العملية البرية التركية وتوسع نطاق استهداف «قسد» إلى مواقع قريبة من القوات الأميركية

حرب أوكرانيا تدخل شهرها العاشر... وإمدادات السلاح تسابق دعوات التهدئة ...استهداف البنى التحتية يشل المدن الكبرى... والأطراف تترقب شتاء قاسياً

15 قتيلاً في قصف روسي على خيرسون... ونصف سكان كييف بلا كهرباء

محادثات روسية ـ أوكرانية في الإمارات تكسر جمود المفاوضات

الكرملين تجنب التعليق ومصادر في موسكو تؤكد أن أبوظبي «شريك موثوق»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المردة والقوات: بين المصالحة والتفاهم رئاسياً/أحمد الأيوبي/اللواء

هناك من يصنِّف دور «ح ز ب ال له» بالاحتلال الإيراني للبنان، فهل هذا التصنيف في محله؟/شارل جبور/الجمهورية

من يتناوب على تعطيل إنتخابات الرئاسة؟/معروف الداعوق/اللواء

إعتكاف القضاة: بين التضحية والضحيّة!/طوني كرم/نداء الوطن

هل يتحوَّل الاشتباك طائفياً؟/طوني عيسى/الجمهورية

الملفّ اللبناني الشائك: أيّ دور لفرنسا؟/مجيد مطر/نداء الوطن

الفاتيكان يريد رئيساً "يطبّق الطائف".. والبابا سيزوره/جوزفين ديب/أساس ميديا

جولة في "رأس" فرنجيّة وباسيل والسيّد/جان عزيز/أساس ميديا

جولة في "رأس" فرنجيّة وباسيل والسيّد/جان عزيز/أساس ميديا

عالم متعدد الأقطاب!/أكرم البني/الشرق الأوسط

طهران تلوّح بخيار شمشون من جديد/أمير طاهري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي وصل إلى روما تحضيرا للجمعيات السينودوسية على مستوى القارات

ميقاتي من عين التينة: بحثت مع الرئيس بري في مواضيع سياسية وإقتصادية من بينها موضوع الكهرباء

رئيس السرياني العالمي" للسياديين": قاوموا المحتل

المفتي قبلان: الحل الحصري والجذري يكمن بالاتفاق على مرشح رئاسي يكون بحجم الشراكة الإسلامية المسيحية وتحديات البلد

قاسم: انتخاب رئيس الممر الإلزامي للحلول وإذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها إلى الحوار

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا

إنجيل القدّيس لوقا10/من21حتى24/:”(بَعدَ عَودَة الاثنَين وَالسَّبعينَ تِلميذًا بِفَرَحٍ) ٱبْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: «أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ الأُمُورَ عَنِ الحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هكذَا ٱرْتَضَيْت. لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ ٱلٱبْنُ إِلاَّ ٱلآب، وَلا مَنْ هُوَ ٱلآبُ إِلاَّ ٱلٱبْن، وَمَنْ يُريدُ ٱلٱبْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ». ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى ٱنْفِرَاد: «طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون! فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

نيابة فيصل كرامي بظل إحتلال حزب الكوبتاغون: هل استوعب الراضين بالإحتلال بأن مشاركتهم الحكم بظله هو إما غباء أو عمالة أو تجارة؟

الياس بجاني/24 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113613/113613/

هل من لبناني عاقل واحد، وعنده ذرة بصر وبصيرة، واحترام للذات، وفهم للواقع الإحتلالي المذري، ممكن أن لا يشكك 100% بنزاهة وشفافية وقانونية ودستورية قرار إعادة المجبول بالحقد والكراهية والملالوي، فيصل كرامي إلى مجلس النواب؟

وهل إعادة هذا المخلوق اللصيق بحزب الكبتاغون إلى مجلس نبيه بري الصوري والمسرحي، تختلف بشيء عن جريمة تعطيل التحقيق بتفجير مرفأ بيروت، وسرقة أموال الناس وإفلاس الدولة والبنوك، وضرب كل مؤسسات الدولة وفي مقدمها القضاء والتعليم والمستشفيات، وتعهير الدستور وفرسنته، وتفلت الحدود، وتهجير اللبنانيين، واستعداء العالم، والتجارة بنفاق المقاومة والتحرير، وتصنيع وتصدير كل الممنوعات، وتشويه صورة لبنان وثقافته ورسالته؟

بالطبع لا، لأن كل ما يجري منذ العام 2005 يؤكد خطورة مشروع حزب الكوبتاغون الفارسي والملالوي الهادف إلى إلغاء لبنان الكيان واستعباد شعبه وجعله ولاية من ولايات نظام ولاية الفقيه الفارسية.

لن نطيل الشرح ولا الغوص في حالة الاحتلال المذلة التي تتحكم بلبنان وبرقاب وألسنة وأرصدة وأموال واسترزاق أصحاب شركات الأحزاب كافة، وبتحركات وممارسات كل الطاقم السياسي العفن الذي هو عملياً تفقيس حاضنات الإحتلالات الثلاثة، الفلسطينية والسورية والإيرانية؟

ولكن، هل من المنطق، أن نتوقع المن والسلوى، والحريات، ورفع رايات الإستقلال والسيادة والهوية والقانون والعدل واحترام قيمة الإنسان، والكرامات من 3 أجيال سياسيين وميليشياويين ومافياويين وقادة وزعماء رضعوا حليب وثقافة وإبليسية الإحتلالات هذه؟ بالطبع لا؟

من هنا، لا بد من تذكير أصحاب شركات الأحزاب المخدرة ضمائرهم، بأن كل من يشارك الاحتلال في مواقع الحكم، وفي مقدمها مجلس النوبة، والرئاسات الثلاثة وغيرها، هو عملياً إما طروادي، أو غبي، أو جاهل، أو خائن، أو وصولي، أو تاجر جشع، وراضي بالاحتلال وبالعمل تحت مظلته وبتغطية شرعيته اللاشرعية، والتي هي شرعة إبليس ذاته.

يبقى، بإن مشكلة لبنان الأساس، هي سرطان الاحتلال الفارسي، وكل ما نراه من شواذات وإرتكابات وجرائم وتعديات وفجور وعهر وإرهاب وسرقات وسمسرات وتهريب وإجرام، هي مجرد أعراض لهذا الاحتلال، وبالتالي لا حلول كبيرة أو صغير ما دام الاحتلال قائماً.

الحل: استقالة أكبر عدد من النواب واسقاط مجلس النواب الصوري، إعلان حالة العصيان المدني، المجاهرة بواقع الاحتلال، ونبذ كل سياسي وحزب ورجل دين لا يماشي هذه المجاهرة، السعي الجدي والمنظم لوضع لبنان تحت البند السابع الأممي وإعلانه دولة مارقة وفاشلة، وتسليم حكمه بالكامل للأمم المتحدة، وتنفيذ القرارات الدولية 1559 و1701، 1680 واتفاقية الهدنة بالقوة العسكرية الدولية.

وبعد التحرير يعقد مؤتمر دولي بمشاركة كل الشرائح المجتمعية اللبنانية للاتفاق والتوافق على نظام حكم جديد يصون هوية ووجود وثقافة وحرية المكونات اللبنانية كافة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

من “موقع سبوت شوط”، مقابلة وطنية وإيمانية وسيادية ولبنانوية ومميزة مع الأب طوني خضرا، من الضروري أن يشاهدها كل لبناني مسيحي تحديداً، وكل لبناني عموماً.. من دون المسييحيين لا جود للبنان

موقع سبوت شوط/25 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113635/%d9%85%d9%86-%d9%85%d9%88%d9%82%d8%b9-%d8%b3%d8%a8%d9%88%d8%aa-%d8%b4%d9%88%d8%b7-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%b7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9/

أشار رئيس مؤسسة لابورا الأب طوني خضرا الى أن “الكنيسة المارونية استطاعت مساعدة الكثير من المحتاجين في ظل الأزمة الحالية ولكن اصطدمت بخلل في الاستمرارية”.

ولفت، في حديث لبرنامج “وجهة نظر” عبر “سبوت شوت”، الى أنه “لا وجود للدولة اليوم، وعلينا أن نُقرّر إما نريد البشر وإما الحجر”. وقال، “نحن أغنياء كمسيحيين، فإذ زرعنا أراضي الدير “بعل” نجني 2 مليون دولار سنويًا”.

وأضاف: “أنا أؤيد مخاوف الكنيسة على أراضيها ولكن هذا لا يعني أن لا نضع استراتيجية لخدمة الناس”، معتبراً أن “أراضينا لا يتم استعمالها، وإذا غادر المسيحيون لبنان فلا معنى للأراضي كلها”.

وأفاد بأن “هناك مئات الأشخاص المقتدرين مستعدون للاستثمار في لبنان ولكنهم يريدون أرضًا”.

واعتبر أنه “يوجد مؤامرة لوأد القيم والأخلاق الخاصة بالمسيح”، وقال، “المسيحيون يسوّقون أنفسهم بشكل خاطئ”.

وأكد أن “وقت القوة نحن الأوائل، وإذا اضطررنا نحمل السلاح ولا أحد يستخف بنا”.

وقال الأب خضرا: “نحن فقدنا دورنا الريادي كمسيحيين، وأنا ضد الحرب ولكن الدفاع عن النفس مقدّس”، معرباً عن خشيته من “تفجيرات واغتيالات في المرحلة القادمة”.

وعاتب القيادات المسيحية السياسية، سائلًا: “هناك لائحة بمراكز مسيحية في الدولة لماذا فقدناهم؟ وهناك مسؤولين مسيحيين محتجزين، فليس “.هناك فساد إلا لدى المسيحيين؟

وأشار الى أن “العشرين سنة الماضية لم يقم أي رئيس مسيحي بتعزيز المؤسسات في لبنان”، داعياً المسيحيين الى “تحديد أي لبنان يريدون”، ومضيفاً: “هناك مؤامرة تستهدف المسيحيين”.

وأفاد بأنهم يتواصلون مع كل ممثلي الطوائف لطرح ورقة تشمل الحياد واللا مركزية الإدارية المالية الموسعة، ومجلس الشيوخ، وأن حزب الله كان لديه مشكلة بعدم ذكرنا للمقاومة، إلا أننا أجبنا بالقول أن هذا الموضوع خلافي، وهم سيردّون لنا الزيارة”.

ولفت الى “وجود ثورة قريبًا ولكنها منتجة وليست ثورة انتقام”.

 

لا لن أكون المرشح إلى مركز رئيس للجمهورية اللبنانية..

الخوري طوني بو عسّاف/فايسبوك"/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022    

لا لن أكون المرشح إلى مركز رئيس للجمهورية اللبنانية...

ولكني احلم مع الكثيرين...

حلمي في جمهورية تتحقق فيها العدالة ويستوي الحكم...

حلمي في جمهورية طائفيتها غنى لا استكبار واستعلاء وتقوقع...

حلمي في جمهورية قلوب حاكميها من ذهب وكراسيهم من خشب...

حلمي في جمهورية الكرامة والحرية والانتماء لا جمهورية الذل والفساد والهوان....

حلمي في جمهورية  مشروعها الدولة لا الدويلات، دولة المؤسسات لا المحسوبيات، دولة الإنماء الشامل والمتوازن لا الهدم والتخريب والمحاصصات...

حلمي في جمهورية تستثمر الادمغة من أجل التنمية المستدامة وتنتج مشاريع إنتاجية بدل تهجير الكثيرين من شبابنا إلى بلدان الانتشار...

حلمي في جمهورية قضاؤها نزيه، وحكمها صائب، وعدلها حق...

حلمي في جمهورية شعبها مثقف، طحينها الفضيلة، خميرها الأخلاق، وخبزها النبل والوفاء...

حلمي في جمهورية نُخَبُها رعاة يقودون القطيع إلى المراعي الخصيبة ويطردون الذئاب...

حلمي في جمهورية اقتلعت الموز وغرست الخير والحق والجمال....

حلمي ولو تحقق بعد حين، لأن مع الله نستطيع كل شيء...

الخوري طوني بو عسّاف

#لاهوت_الوجود

 

إشكالية شيعية مع الكنيسة!

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022      

تفعّل مجموعات كنسيّة مارونية مسألة التواصل مع الطوائف المسيحية المختلفة، ومع مختلف الطوائف الإسلامية أيضًا، وذلك بهدف الوصول الى صيغة موحّدة تشمل خطوات تحدّد شكل لبنان وهيكليته من منطلق ديني سياسي. وتتضمن الورقة المارونية سلسلة مسائل هامة، وهي، الى جانب الحياد، مسألة اللا مركزية الإدارية المالية الموسعة، مع التشديد على مصطلح "المالية"، وأيضًا مجلس الشيوخ الذي يعتبر الحل لمشكلة لبنان كونه يحفظ حقوق الطوائف من المنطلق الذي يتعاطى فيه البعض. وتشير المعلومات، أن التوافق موجود بين كل الطوائف على تولي شخصية درزية لمجلس الشيوخ لأن الدروز ضمانة كونهم أقلّية. وعن فكرة التوافق الماروني مع الطائفة السنّية، تشير المصادر أن هناك توافق تام والسنة فقط شدّدوا على مسألة أن يكون الزواج المدني اختياري وليس اجباري. أما الشيعة، فهناك خلاف مع جزء منهم، وتحديدًا على مسألة توصيف المقاومة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 25 تشرين الثاني 2022

وطنية/25 تشرين الثاني/2022

الجمهورية

توقفت أوساط باهتمام عند زيارةّ سفير دولة عربية لأحد المرشّحين في زمن البحث عن توافق أوسَع حول الإستحقاق الرئاسي.

لم تصل مشاورات إقليمية ودولية جارية حول ملف حسّاس إلى برّ بَعد بسبب انشغال عواصم بملفات أكثر حساسية.

أكدت مصادر نيابية أنّ استحقاقاً داخلياً هو في طريقه الى التأجيل خصوصا اذا استمر الوضع المالي على ما هو عليه في ظل الفراغ الرئاسي.

اللواء

تبيَّن من معلومات نائب بارز, أن عاصمة كبرى لم تضع استحقاق لبنان بعد على جدول اتصالاتها العربية والدولية..

خرج الخلاف إلى العلن بين وزير معني وحاكم المركزي على خلفية مواعيد تطبيق الدولار الجمركي وآلياته..

تزايدت قبل نهاية العام توظيفات مالية غير لبنانية لمستثمرين غير لبنانيين في عدد من شوارع العاصمة التجارية!

نداء الوطن

في أول ظهور علني له بعد خروجه من السجن مطلع شهر آب الفائت، شارك الوزير السابق ميشال سماحة، في جنازة الفنان روميو لحود في كاتدرائية مار جرجس ـ وسط بيروت.

سأل نائب سني شارك حديثاً في لقاء دعا إليه مرجع رسمي، عن موقف رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري من الرئاسة لا سيما وأنّه لا يجيب على هاتفه إلا ما ندر فأجابه المرجع: «كونوا على استعداد لانتخاب سليمان فرنجية عندما يحين الوقت فهذا موقف الحريري قبل أن يكون موقفي».

لم تنجح محاولات التوافق التي حصلت في الساعات الماضية لتزكية اسمين لإفتاء طرابلس وعكّار، والتي شجّع عليها، من خلف الكواليس مفتي الجمهورية اللبنانية، ويبدو أن الأمور حتى اللحظة تتجه نحو انتخابات حامية على إفتاء المنطقتين.

البناء

قال مصدر سياسي في طرابلس إن نتائج قرارات المجلس الدستوري حول الطعون النيابية في المدينة إذا لم تغيّر في التوازنات السياسية والنيابية في لبنان، فإنها أعادت التوازن الى عاصمة الشمال خصوصاً لجهة استعادة زعامة آل كرامي مقعدها النيابي ومع غياب أي زعامة أخرى فقد صار لطرابلس زعيم.

توقف أكثر من مرجع سياسي أمام التعليقات التي أدلى بها النائب الفائز بنتيجة الطعن الدستوري في طرابلس حيدر ناصر سواء لجهة تأكيد عدم انتمائه لكتلة نواب التغيير أو لجهة دفاعه عن ثوابت وطنية وعربية تمثل البيئة التي ينتمي إليها خصوصاً ما يتصل بالموقف من سلاح المقاومة.

الأنباء

لا تستبعد معطيات إعلامية تبدل مواقف خارجية حيال استحقاق لبناني على نحو مفاجئ.

نائب بارز حاول إضفاء أهمية على زيارة خارجية له، لكن النتائج أتت بعكس محاولته.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 25/11/2022

وطنية/25 تشرين الثاني/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بين الخميس والخميس أيام من الفراغ السياسي تعيشه البلاد  لم يعد مقتصرا على موقع رئاسة الجمهورية بل الخشية كل الخشية أن يملأ الفراغ الجمهورية بأسرها فتغدو من جديد أسيرة خلافات الوقت الضائع بانتظار تسوية دولية معدة في مطابخ الوجبات الدبلوماسية السريعة أو فلتة شوط يمررها اللاعبون الكبار فيما بينهم تؤهل البلد الصغير بلد الانتظارات القاتلة للانتقال الى مرحلة جديدة في سياق اللعبة التي تبدو حتى الآن مستحيلة.

الفراغ في الحكم وفي إدارة شؤون الناس شكل فرصة جديدة لتظهير الانقسام الحاصل في البلد هذه المرة من النافذة التي أحدثتها أمس قرارات المجلس الدستوري بإبطال نيابتين من طرابلس فشن فريق من نواب المعارضة هجوما على الدستوري واصفا قراراته بغير المستقلة وبأنه يعمل تحت وطأة ضغوط سياسية فيما انصرف الفريق الآخر لتهنئة من عاد على متن قرار الدستوري لا سيما النائب العائد فيصل كرامي فيما يعلم القاصي والداني أن كل تلك المناوشات والاستبدالات لن تؤدي الى انتخاب رئيس ولا إلى انتشال البلد من جهنمه.

وفيما المؤشرات السياسية والاقتصادية الى تراجع وحده الدولار تابع مسيره التصاعدي وسجل اليوم في السوق السوداء 40300 ليرة ومعه طبعا أسعار السلع ظلت تحلق من غير رقيب أو حسيب.

في الحركة السياسية خرق لقاء عين التينة بين رئيسي المجلس والحكومة الجمود السياسي حيث بحثا شؤوونا سياسية واقتصادية كما صرح الرئيس ميقاتي وفي المؤشرات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي لفتت إشادة عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب مروان حمادة بالمرشح الرئاسي النائب السابق سليمان فرنجية وقوله لتلفزيون لبنان إن فرنجية قد يكون هو مرشح التسوية.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

لم يخرق رتابة المشهد اللبناني سوى غزارة الأمطار التي فاضت بها بعض الطرقات وتسببت بزحمة سير وإنزلاقات تحركت على إثرها آليات الجهات المعنية لحسرها وإعادة فتحها أما إنزلاق البلد نحو مزيد من التأزم فمن يعالجه؟.

أزمة أعيت من يداويها والمداواة أثبتت التجارب أن بروتوكول العلاج يبدأ من كونسولتو يسير باتجاه الإتفاق والتوافق وعكس ذلك كمن يدور على نفسه.

على أي حال رئيس مجلس النواب نبيه بري مستمر في دعوته لجلسات إنتخاب وفي إستعداده الدائم لإطلاق حوار بموازاة قناعة عامة بوجوبه وضرورته محاولا بذلك لبننة هذا الإستحقاق وإبقائه في القبضة الوطنية بدل أن يخرج إلى القبضة الخارجية لا سيما وأن هذا الخارج تقتحمه عواصف التصعيد والتوتر وهو بطبيعة الحال سيترك بصماته على كل الإستحقاقات.

وبالموازاة فإن رئيس المجلس لا ينشغل عن إدارة شؤون البلاد والعباد بما ينفعهم من إستمرار النقاش في الكابيتال كونترول إلى الصندوق السيادي اللبناني وصولا إلى ملف الكهرباء في متابعة مستمرة وآخرها ما حضر في لقاء عين التينة اليوم والتي زارها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

أبعد من لبنان ترقب لزيارة تاريخية سيحملها مطلع الإسبوع المقبل والمتمثلة بزيارة الرئيس الصيني إلى السعودية في خطوة ستفتح الباب أمام العملاق الصيني من الرياض إلى دول الخليج.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

كل القوى السياسية بدأت تسلم بأن لا انتخابات رئاسية في سنة 2022. لذلك، المشهدية في مجلس النواب تبهت جلسة بعد أخرى. ولذلك ايضا من المرجح ان تكون الجلسة الثامنة الخميس المقبل او الجلسة التاسعة آخر جلسة في السنة الحالية.

فالافق مسدود، وحتى احزاب المعارضة لم تعد مقتنعة بالذهاب اسبوعيا الى مجلس النواب في ظل الانسداد الحالي. وعليه، قد يكون الحل باعلان  رئيس مجلس النواب   تأجيل جلسات انتخاب الرئيس الى السنة المقبلة. وربما يستفيد بري من فترة تعليق انعقاد الجلسات لتفعيل الحوارات الثنائية،  عل الحوار يقود الى تظهير صورة الرئيس الجديد. لكن كيف تظهر الصورة المذكورة ، فيما قوى الممانعة تصر على الورقة البيضاء وتنتظر كلمة السر من الخارج؟ 

في النشاط اليومي، جمود سياسي لم يخرقه الا اللقاء الذي جمع  بري برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وقد  تطرق البحث الى  الموضوع الرئاسي، اضافة الى ملف الكهرباء. فأركان الدولة مهتمون بايجاد مخرج لتأمين سلفة لشركة كهرباء  لبنان لزوم شراء  الفيول. فهل سيتمكنون من ايجاد المخرج، ام سيصطدمون بالحائط المسدود كما فعلوا في مباريات المونديل، فحرموا اللبنانيين متابعة العرس الكروي العالمي؟

وفيما  السباق الرئاسي شبه مجمد في لبنان،  السباق على بطولة كرة القدم مستمر في قطر. وقد مني الفريق القطري بثاني خسارة له، وجاءت هذه المرة امام السنغال، ما يجعل الفريق القطري اول فريق يخرج من المونديال!.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

الازمة المالية في لبنان جريمة ضد الانسانية..

لم يكن تقييم الحال يحتاج الى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان “أوليفييه دو شوتر” لوصف الازمة اللبنانية بالجريمة، الا انه وقد قالها فعسى يسمعها الذين لا يقراون ولا يسمعون الا باللغة الاجنبية.

فبحسب “دو شوتر” فإن ثلاثة واربعين بالمئة من أصول البنوك في لبنان كانت بأيدي أشخاص مرتبطين سياسيا، وأن ثمانية عشر من البنوك التجارية العشرين يسيطر عليها مساهمون مرتبطون بأعضاء سياسيين..

اما مصرف لبنان فيعتبر واحدة من المؤسسات الإشكالية من ناحية الشفافية، وإن ممارساته انحرفت عن المعايير الدولية. انتهى كلام المسؤول الدولي..

في الكلام السياسي اللبناني لا جديد يذكر، اما زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى عين التينة فقد كانت على الاسلاك الكهربائية بحثا عن مخارج مالية، ولم يغب الحديث عن المونديال الغائب عن بيوت اغلب اللبنانيين، بعد عجز الدولة التي تكاد تكون الوحيدة في العالم عن تأمين آلية لنقله الى فقرائها..

وفيما فقراء السياسة الدولية يتربصون كل شيء ايراني، فان جديد مونديال قطر انهى مسلسل التأويلات واختلاق السيناريوهات حول المنتخب الايراني، الذي سجل اليوم هدفين في مرمى منتخب ويلز، وعدة اهداف في مرمى المتربصين، ولم يعل فوق صيحات الجمهور سوى صوت النشيد الوطني الايراني الذي ردده لاعبو المنتخب، الذين كسبوا النقاط الثلاث من المباراة، واحيوا آمالهم بالتأهل اذا ما استمروا على الاداء نفسه، واماتوا اوهام المستثمرين حتى بالروح الرياضية للتصويب على الجمهورية الاسلامية الايرانية..

اما الروح الفلسطينية فلا تزال تسكن الرعب في قلوب وعقول الصهاينة، وبعد عملية القدس المزدوجة والنوعية، وعجز الصهاينة عن الوصول الى خيوطها، ضربت “عصا موسى” بحر ادعاءات المنظومة الامنية والالكترونية الصهيونية، وعبر “الهاكرز” الى كاميراتهم المنشورة في ساحات العملية، كاشفين الاخفاقات الاسرائيلية، ما زاد الرعب بين مستوطنيهم وسياسييهم...

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

هكذا مضت الساعات الأخيرة، التي تلت جلسة الانتخاب الرئاسي السابعة الفاشلة، حيث غابت التصريحات الفاقعة والردود النارية، وانصرف اللبنانيون الى الاهتمام بتحليل نتائج مباريات كرة القدم بدل التحليلات السياسية، التي يثبت يوما بعد يوما أن بينها وبين الحقائق سنوات ضوئية، حيث تبنى في غالبيتها القصوى إما على معلومات خاطئة، أو تسريبات مقصودة، أو معطيات مدفوعة.

وفي وقت خرق لقاء عين التينة بين رئيسي المجلس النيابي وحكومة تصريف الاعمال جدار الصمت السياسي بصمت اضافي، علم أن اللقاء تناول في شكل اساسي الصيغة التي قد يتم اعتمادها لتوفير التمويل الكفيل بالوفاء بوعد العشر ساعات كهرباء.

وفي وقت فشلت محاولات البعض لاستخدام المناسبة الرياضة العالمية التي يمثلها مونديال قطر منصة داخلية لاستهداف التيار الوطني الحر، من بوابة اتهام الاخير بمنع عقد جلسة غير شرعية لمجلس الوزراء لإقرار تمويل نقل المباريات عبر تلفزيون لبنان، لفتت اليوم المعطيات التي تم تداولها عبر بعض وسائل الاعلام، عن ان النيابة العامة المالية حولت الى ديوان المحاسبة ملفا يتعلق بشبهة حول فرق في بدل نقل حقوق بث مباريات كأس العالم بين عامي 2018 و 2022، اي عندما كان نائب القوات الحالي ملحم الرياشي يتولى وزارة الاعلام… وان القضية في انتظار رد الديوان.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

يشكر اللبنانيون الله على حلول المونديال في فترة الفراغ، لأنه وحده يملأ فراغهم وينسيهم إلى حد ما هذه الرتابة السمجة التي تتكرر كل خميس:

نصاب 86 ثم يطير النصاب فترفع الجلسة ويحدد سيد المجلس الخميس الذي يلي موعدا للجلسة المقبلة. وهكذا دواليك إلى أن يتم تجميع خمسة وستين صوتا لمرشح فيولد الرئيس، وما دون ذلك رتابة في الوقت الضائع.

كسر هذه الرتابة جزئيا نتائج طعن أمام المجلس الدستوري والذي كانت من مضاعفاته تثبيت ورقتين بيضاوين إلى الأوراق البيض، فكيف سيتم إستخدامهما من قبل الممانعة؟ وكيف ستكون خارطة التصويت في الخميس المقبل؟

الناس سيبقون منشغلين بالمونديال حتى التاسع عشر من كانون الأول المقبل، وبعدها بعطلة الأعياد، واعتبارا من مطلع السنة الجديدة بماذا سيلهون الناس إذا بقيت الأمور على ما هي عليها من تشرذم وانقسام؟.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

سبع ركلات، والثامنة على الطريق..

لم تستطع أن تهز شباك المرمى الرئاسي وكل ما سجلته ساحة النجمة كان أهدافا غير محتسبة.

ولكن بركلتين من منطقة الجزاء على ملعب التعطيل..

سجل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هبوطا آمنا على أرض الدوحة وفي الشوط الثاني سيستكمل رئيس التيار ما بدأه في الشوط الأول من الزيارة، مع قيمة مضافة أنه اصطحب معه ولي عهده لمشاهدة مباراة المنتخب الفرنسي ونظيره الدانماركي غدا السبت وإذا ما حضر الرئيس إيمانويل ماكرون المباراة شخصيا، فإن باسيل يكون قد ضرب هدفين بركلة واحدة...

إلا أن حسابات جبران قد لا تتطابق والبيدر الباريسي خصوصا أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا في حملات ماكرون الانتخابية إذ كشفت صحيفة "باريزيان" أن مكتب المدعي المالي الوطني في البلاد بدأ تحقيقا أوليا في شأن التمويل غير القانوني المزعوم للحملة الانتخابية للرئيس ماكرون في انتخابات ألفين وسبعة عشر بمساعدة ثلاثة قضاة تحقيق.

وقد ينأى الرئيس الفرنسي بنفسه عن رئيس تيار تدور حوله شبهات بالجرم المشهود حول تمويل التعطيل بشهادة ستة أعوام من عهد انتهى بشعار"ما خلونا" ومن آخره، نفى حزب الله أن يكون قد أوفد مندوبا ساميا أو انتدب وسطاء له لدى عواصم الدول المعنية بالشأن اللبناني للحوار معهم...

وفي معلومات الجديد أن أي كلام عن إرسال الثنائي الشيعي وسيطا إلى باريس لتأكيد موقفه بالتمسك برئيس تيار المردة سليمان فرنجية كلام غير دقيق إذ إن موقف الثنائي من ترشيح فرنجية معروف لدى القوى المحلية والدولية على حد سواء ولا حاجة إلى إيفاد مراسيل إلى باريس أو غيرها عبر وسطاء لتأكيد المؤكد...

ولبنان المعزول عالميا عن أرض المونديال، يتجرع المر من كأس دولته التي حرمته فرحة المشاهدة ومتعتها، بتمنعها عن دفع مستحقات للشركة الناقلة لا تساوي في الدفاتر الحسابية قيمة فوائد لرصيد مسؤول واحد في السلطة...

وتلك المستحقات دفعت بوزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري إلى الكشف عبر الحدث عن أنه طلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار بنقل المونديال ودفع البدل المالي.

ولكن ميقاتي فضل البقاء على الحياد، من أن يتورط في شراء الفرح للبنانيين كبدل أتعاب عن حال الانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي.

وكالعادة فإن اللبنانيين يتابعون "بالقطارة" فاعليات المونديال على أرض قطر ...

وهناك على تلك الأرض استوى العالم على كرة مستديرة تحلق حول كأس واحدة.. تاركا خلف أسوار الملاعب حروبه وأزماته.. فتفوقت لغة الأقدام على كل كلام وحلقت إيران بمسيرتين نظيفتين على مقاطعة ويلز لتحقق فوزا سيضعها بعد أيام في مواجهة مباشرة مع أميركا، خصمها السياسي اللدود..

هي المواجهة الأولى بين أميركا وإيران خارج الملاعب السياسية وبركلات ذهبية من أرض عربية، مني الاحتلال الإسرائيلي على أرض الدوحة بفشل ذريع في تسويق التطبيع في مونديال قطر وبشهادات مباشرة على هواء الإعلام الإسرائيلي فإن اتفاقات التطبيع واتفاقيات أبراهام الموقعة بين تل أبيب ودول عربية سقطت بضربات ترجيح القضية الفلسطينية فكان مونديال قطر عنوانا لحملة مقاطعة إسرائيل وامتدت بحسب جيروزاليم بوست إلى منع قطر اليهود المتدينين من إقامة الطقوس اليهودية في أماكن عبادة خاصة بهم.

فللجماهير العربية قبلة واحدة.. بوصلتها فلسطين وعند هذه القضية تنتهي الروح الرياضية.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

أسماء "باسيلية" على طاولة الفرنسيين؟

ليبانون ديبايت/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

تداولت معلومات أن رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل عرض على المسؤولين الفرنسيين أسماء للرئاسة قريبة منهم، ومنهم جهاد أزعور وزياد بارود وجورج خوري، فما دقة هذا الأمر؟ اعتبر عضو كتلة "لبنان القوي" سليم عون أن ما تم تداوله غير دقيق، إلا أنه قال، في حديث لـ "ليبانون ديبايت"، "الأسماء اليوم غير مهمة، ولكن جوهر الأمر الوصول الى أسماء تستطيع الحصول على تأييد غالبية الأطراف". وعن تأمين نصاب لجلسة ستُنتج انتخاب سليمان فرنجية، قال عون، "هذا موضوع مختلف، فلسنا وحدنا من يُؤمن النصاب، ونعلم أن بعض القوى التي تنتخب ميشال معوّض اليوم صرّحت بأنها ستعطل نصاب جلسة تنتج رئيسًا لا يريدونه". وأضاف، "نحن لا نريد أن نلعب أو "نتشاطر"، فهل علينا انتخاب رئيس فقط للانتخاب؟ ماذا بعد انتخابه؟ هل ننتقل من أزمة انتخاب الرئيس الى أزمة تشكيل حكومة؟

 

نائب يُراهن على إسقاط النظام الإيراني... "لا رئيس بشروط الحزب"!

 ليبانون ديبايت/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

تستمر التحرّكات الشعبية في إيران التي اندلعت على اثر مقتل الشابة مهسا أميني في مركز للأمن الإيراني، وتطوّرت لتصل الى حد رفض المنتخب الإيراني لكرة القدم ترديد نشيد "الثورة الإيرانية" الذي يُعتمد كنشيد للبلاد، قبيل مباراته مع المنتخب الانجليزي في مونديال قطر 2022. فهل سيؤثر ما يحصل في ايران على نفوذ حزب الله في لبنان؟ في هذا الشأن، يعتبر النائب أشرف ريفي أنه "من الطبيعي أن يتقلّص نفوذ حزب الله مع ما يحصل في إيران، وعلينا أخذ العبر من التاريخ للتأكد". وقال ريفي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، "هناك نظام انتفض عليه شعبه، ولا يمكن لأي نظام انتفض عليه شعبه أن يبقى بقوته ولو كان لديه 200 ألف صاروخ وليس 100 ألف فقط". ورأى أن ما يحصل في إيران ليس حركة مطلبية كالثورة الخضراء بل حراك لإسقاط النظام الإيراني بكل رموزه وقدسية هذه الرموز". وقال، "إذا لم يسقط النظام الإيراني نتيجة ما يحصل الآن، فإن الحركة الحالية ستؤسس لسقوطه في مرحلة ثانية إن شاء الله". وأكد أنه "لا يمكن القبول برئيس بشروط حزب الله، فعندما فرض علينا الحزب رئيسًا أوصلنا الى جهنم". وعن مقاطعة جلسة تُنتج سليمان فرنجية رئيسًا، "نحن سنُشارك بكل الجلسات ولكن لو كان الحزب قادرًا على ايصاله لما كان صوّت بورقة بيضاء في كل الجلسات، وصحيح أننا لا نملك الأكثرية ولكن الحزب أيضا لا يملكها ولن يستطيع أن يوصل فرنجية". وعن كيفية انجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل التركيبة الحالية، قال، "كل القوى الرافضة لهيمنة حزب الله لا يجب أن تضيع الوقت بأسماء لا يمكن أن تصل مع احترامنا لها لذا ممكن تجميع هذه الأصوات وانتخاب رئيس بالآلية الديمقراطية".

 

تفاهم "كبير" يبحث عنه حزب الله... فهل تمنعه التشنجات الإقليمية؟!

ليبانون ديبايت/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

يرتفع منسوب التوترات الإقليمية في المرحلة الأخيرة بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها مدن إيرانية، وتوتر علاقات طهران مع باريس، بالإضافة إلى توقف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وكذلك العلاقات السيئة أساساً مع السعودية، فهل يتأثر الوضع اللبناني أكثر بهذه التوترات ويتم ترحيل الإستحقاق الرئاسي بانتظار التسوية الكبرى؟ وفي هذا السياق أشار الكاتب السياسي إبراهيم ريحان إلى أن "المحادثات بين السعودية وإيران توقفت في بغداد منذ حوالى 4 أسابيع، وقد أبلغوا الإيرانيين السعوديين عبر العراق بتعليق المحادثات، ولذلك فإن ما يحدث بالداخل الإيراني وتعقد الحوار وتوقف المفاوضات النووية يشير إلى أن الإيرانيين سيتجهون إلى التشدد بمواقفهم في المنطقة كلها ومن ضمنها لبنان". ورأى ريحان لـ "ليبانون ديبايت" أنَّ "الملف اللبناني لديه خصوصية أكثر، ولذلك قد يكون الإيرانيين يبحثون عن تفاهم سياسي يتعلق بلبنان وحده، ولكن وإن كانت إيران تفصل بين الملفات إلا أنه بوجود المظاهرات وتوقف المحادثات النووية فإن الأوضاع في لبنان ستتأثر إلا أن ذلك لا يعني أن الملف اللبناني سيتجمد بالكامل". وعن الدور الفرنسي قال: "فرنسا ليست عامل مؤثر ولا لاعب رئيسي في لبنان، بل إنها تلعب دور الوسيط وتدوير الزوايا ولها مصالح معينة في لبنان، ففرنسا لا يمكنها إيصال رئيس معين بدون موافقة أميركية وسعودية وإيرانية، أي أن هذه الدول الثلاث هم اللاعبين الأبرز وهم المؤثرين". وفي الملف الرئاسي أوضح ريحان أنَّ "هناك إسمين جديين، هما سليمان فرنجية وجوزاف عون، وهناك محادثات بين عون وحزب الله ولا فيتو من الأخير على قائد الجيش، بنفس الوقت لا وجود لفيتو من أي دولة وازنة على فرنجية، وهذا يؤشر على أن كل أطراف الملف الرئاسي تبحث عن تفاهم واسع وكبير". واضاف، "هذا التفاهم ليس على إسم الرئيس الذي يمكن تحقيقه بيومين أو ثلاثة، وحزب الله يمكنه إيصال فرنجية في الجلسة المقبلة ولكنه يتجنب ذلك حتى لا يحصل إشتباك سياسي بالبلد وخصوصاً مع الخليج". وتابع، "الحزب يبحث عن تفاهم سياسي معين فهو لم يعد قادراً على تحمل تبعات الأزمة الإقتصادية، لأن الجميع يحمله المسؤولية، من عهد عون إلى التصرفات مع الدول العربية ودول الخليج". وأردف ريحان، "حزب الله يعتبر أن ملف صندوق النقد الدولي هو ملف ضغط أميركي عليه ويحاول التهرب منه بتفاهم ما اذا ما استطاع مع العرب، ليكونوا هم بدلاء صندوق النقد الذي لن ينفذ شروطه، ولذلك يبحث عن مخرج اخر يتمثل بإعادة العلاقات والإستثمارات العربية في لبنان عبر تفاهم سياسي واسع". وشرح قائلاً، "هناك سعي لتفاهم سياسي كامل، سيشمل الاتفاق على حاكم مصرف لبنان ورئيس الجمهورية وشكل الحكومة وصفات رئيس الحكومة المقبلة، فالسعودية لن تعمل مع رئيس جمهورية يقبل بأن يكون لبنان منطلق للتعدي على دول الخليج، ما يبحث عنه حزب الله هو تحقيق تفاهم كبير من ضمنه الإتفاق على إسم رئيس للجمهورية. وأكمل، "حزب الله يعطي إشارات أنه يريد التفاهم بعدم إيصال فرنجية رغم قدرته على ذلك وعبر جلوسه مع جوزاف عون، أي أنه مستعد للبحث وتحقيق تسوية وتفاهم معين، ولكن يجب أن نرى إذا دول الخليج والدول الأوروبية تبحث عن هكذا تفاهم في لبنان أو لا". وختم ريحان بالقول: "بالنهاية لا بد من التفاهم، ولكن يجب أن يكون أساسه أطر سياسية واسعة وهذا صعب تحقيقه بين ليلة وأخرى ولا خلال شهر أو شهرين، لأن الملفات حساسة جداً وتأخذ وقتاً طويلاً".

 

ريفي تعليقاً على الطعون: سنواجه محاولة تزوير إرادة الطرابلسيين

وطنية/25 تشرين الثاني/2022

تعليقاً على قرارات المجلس الدستوري التي صدرت بالأمس، اعتبر النائب أشرف ريفي أنّه “على الرغم من الإيحاء بوجود توازن وحيادية في بعض القرارات التي صدرت وتصدر وستصدر عن المجلس الدستوري، ومع التقدير لبعض القضاة، فإن هذا المجلس المعروف طريقة تشكيله، والتوازنات التي تقاسَمتها المنظومة في تسمية أعضائه، ليس قادراً على تأدية المهمة المطلوبة منه، بمعزلٍ عن التأثير الذي تمارسه المنظومة، فإن اختلف أركانها، تعطّل عمل المجلس، وإن اتفقوا كانت القرارات على قياس مصالحهم”. وأضاف ريفي في بيان: “إنّ هذا الواقع المحزن، يكفي لتوضيح الصورة الحقيقية لقرارات المجلس، فالهدف تغيير التوازنات في المجلس النيابي وقضم تمثيل قوى التغيير والمعارضة”. ووجّه “التحية للمناضل الدكتور رامي فنج”، وقال لـ”من يسعى لنسف نتائج الإنتخابات النيابية”: “سنواجه محاولة تزوير إرادة اللبنانيين عامةً والطرابلسيين خاصةً، وندعو قوى التغيير والمعارضة الى التوحّد لأن ما يحصل إستهداف لكل صوتٍ حر”.

 

فنج والسلوم “نائبان سابقان” أم ماذا؟

نداء الوطن/25 تشرين الثاني/2022”:

بعد قرار المجلس الدستوري بإبطال نيابتيّ رامي فنج وفراس السلّوم، وفي استيضاح عن وضعية الخاسرَيْن، أشار الأمين العام لمجلس النوّاب عدنان ضاهر في اتصال مع «نداء الوطن» إلى أن مصطلح «نائب سابق» لا ينطبق عليهما، باعتبار أن نيابتهما ملغاة «كأنها غير موجودة في الأساس»، وبالتالي لن يترتّب أي تعويضات مادية أو مالية لهما. وحول أحقيّة فيصل كرامي وحيدر ناصر بالمطالبة بمفعول رجعي لرواتبهما ومخصّصاتهما كتعويض عن الأشهر السابقة، أي منذ إعلان نتائج الإنتخابات النيابية حتى تاريخ إعلان فوزهما، أوضح الضاهر أن «نيابتهما تبدأ مع قرار المجلس الدستوري وبالتالي لا مستحقّات مالية بمفعول رجعي».

 

المهمّة الشاقة: صون التهدئة وتجنّب إعلان حزب الله مرشحه

منير الربيع/المدن/26 تشرين الثاني/2022

تجمع القراءات المختلفة على أن الفراغ الرئاسي سيكون طويلاً. طوال هذه الفترة سيسمع اللبنانيون بسيناريوهات كثيرة واجتراح تسويات وصيغ حلول. بناء عليه، ثمة من ينصح بعدم ترك حزب الله يعلن عن موقفه بتبني مرشحه بشكل رسمي ونهائي، لأنه حينها لن يتراجع. في الوقت نفسه لا يريد الحزب أن يعلن تبنيه لمرشحه وهو سليمان فرنجية قبل الوصول إلى مرحلة التأكد من القدرة على إيصاله للرئاسة، وإنضاج التسوية حوله مع الحلفاء ومع الخصوم أيضاً أو بعض الوسطيين.

حزب الله بين فرنجية وعون

تشهد الساحة اللبنانية عملية رصد سياسية وديبلوماسية للمواقف والسيناريوهات. على المستوى السياسي، سليمان فرنجية هو المرشح المتبنى من قبل حزب الله وحركة أمل وعدد من النواب الآخرين. في المقابل، خصوم الحزب يستمرون حتى الآن بدعم ميشال معوض. يسعى الحزب مع التيار الوطني الحر لإقناعه بخيار فرنجية، إلا أن هناك تضارباً في وجهات النظر الداخلية والخارجية حول هذا الأمر، على قاعدة أن انتخاب فرنجية لا يعطي انطباعاً تجديدياً، ولا بد من خيارات جديدة، كما أن انتخابه غير مضمون، حتى وإن تمكن الحزب من إقناع التيار الوطني الحرّ، خصوصاً أن المشكلة ستكون حول تأمين النصاب. وهذا لا يمكن أن يتوفر إلا بحصول اتفاق خارجي كبير. مواقف نواب حزب الله تستحق الوقوف عندها، خصوصاً بعد الجلسة النيابية الأخيرة، لا سيما موقف النائب محمد رعد، القائل بأن الحزب لا يضع فيتو على قائد الجيش. وموقف النائب علي عمار، الذي أشاد بأداء قائد الجيش ودوره. تمثل هذه المواقف إشارات واضحة حيال النظرة الإيجابية لدى الحزب تجاه جوزيف عون أولاً، وثانياً لا يخفى التواصل القائم بين الطرفين. وهذا ما يعني أن الحزب يبقي الباب مفتوحاً أمام أي احتمال، خصوصاً في حال عدم التمكن من تأمين فرص نجاح فرنجية. مواقف نواب الحزب قد تشكل عناصر ضغط على جبران باسيل، والذي قد يتحسّب لبناء علاقة قوية بين الجانبين تقود جوزيف عون إلى بعبدا. وهو بوصوله قد يغرف من صحن التيار الوطني الحرّ، لما تمثّله رمزية البزة العسكرية في وجدان العونيين. بهذه المواقف، ربما يدفع الحزب بباسيل إلى تبني خيار فرنجية كأضمن الخيارات.

الواقعية الفرنسية

بالنسبة إلى وضعية قائد الجيش، فهناك من يعتبر أن طريقه سالكة إلى القصر الجمهوري، وأنه كلما طالت الأزمة سيكون الشخص الأسهل للوصول إلى توافق حوله.. بينما آخرون يعتبرون أن ذلك مستحيل، أولاً بسبب فيتو باسيل، وثانياً لأن هناك جهات تفضل عدم تكريس ظاهرة وصول قادة الجيش إلى رئاسة الجمهورية، فهذه ستمثل المرة الرابعة. ومما لا شك فيه أن عون يحظى بمقومات الثقة لدى الفرنسيين، السعوديين، المصريين، الأميركيين والقطريين. فرنسا لا تزال الأكثر تحركاً في هذا الإطار. وبعد زيارات كثيرة لمسؤولين لبنانيين إلى باريس ولقاءات متعددة، كان الفرنسيون يشددون على ضرورة انتخاب أي رئيس للجمهورية، ولو كان ذلك يقضي انتخاب فرنجية. وحاولوا إقناع جهات متعددة به، إلا أن اعتراضات متعددة قد استمرت. والآن ثمة من ينقل عن الفرنسيين بأنهم لم يعودوا عاملين بحماسة لأجل إيصال فرنجية، إلا إذا تغيرت بعض الظروف والمعطيات. وهذا الموقف لا يمكن أن يكون نهائياً، لأن العمل في "البورصة" اللبنانية أصبح بشكل مياوم، وبالتالي المواقف قد تتغير وتتبدل كل يوم. يقول البعض إن الواقعية الفرنسية تعود باتجاه قائد الجيش أيضاً.

أسماء "تجديدية"

من السيناريوهات المتداولة أيضاً، أو التي لا تزال محطّ عمليات الرصد، هي في الذهاب نحو خيار "تجديدي" ذات اهتمامات اقتصادية وسياسية. هنا تبرز أسماء عديدة، من بينها رجل الأعمال اللبناني المقيم في باريس، سمير عساف، والذي زار بيروت قبل فترة وعقد سلسلة لقاءات. في المقابل، يبرز اسم زياد بارود كمرشح يحظى بقبول فرنسي وبدعم من قبل رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل. إسم ثالث يتم التداول به جدياً وبطريقة غير علنية ويومية، هو رئيس دائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، والذي يتمتع بعلاقات دولية قوية. كما أنه يحظى بثقة العديد من الأفرقاء اللبنانيين. وهو شخصية إقتصادية ومالية مسيسة لديها تجربتها. من يطرح أزعور يعتبر أنه يمكنه تشكيل مظلة ثقة وأمان للجميع، خصوصاً في مرحلة ما بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي وتشكيل الحكومة. فالرجل ذات الخلفية المالية لن يكون لديه مشكلة في من سيكون حاكماً للمصرف المركزي، نظراً للتكافؤ بينهما. وبالتالي، يمكن أن يكون حاكم المصرف المركزي محسوباً على أي جهة سياسية طالما أن أزعور موجود لمواكبة التطورات النقدية والاقتصادية. كذلك الخلفية الاقتصادية ستبعده عن الدخول في سجالات التحاصص والصراعات على تعيين قائد جديد للجيش في المرحلة المقبلة، وبعض المواقع والمناصب الأمنية، لأنها كلها خارج دائرة اهتمامه. كذلك الأمر بالنسبة إلى التعيينات في المواقع الأخرى والتشكيلات القضائية. وبالتالي، هو لن يكون في صراع هدفه صناعة زعامة سياسية أو حزب جديد يكون في مواجهة مع الأحزاب والقوى الأخرى. كل المؤشرات تفيد بأن التسوية متأخرة، لا سيما أن الوضع الإقليمي يزداد توتراً، وتشهد الملفات المختلفة عملية تصعيد واضحة على وقع التطورات الحاصلة. كل ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تأخير إنجاز الاستحقاق في لبنان، خصوصاً في ظل التباعد في المواقف، وفي عدم قدرة أي طرف على المبادرة باتجاه نقطة وسطية. يبقى الأهم، انتهاز فرصة حقيقية لتكريس تهدئة بدلاً من انعكاس التصعيد على الساحة المحلية، وكي لا يصل حزب الله إلى مرحلة يعلن فيها مواقف تصعيدية، يتبنى فيها خيارات لا يكون من السهل عليه التراجع عنها، وحينها تكون الفرصة قد ضاعت.

 

أي طرابلس يمثّل كرامي؟

بسام أبو زيد/نداء الوطن/25 تشرين الثاني/2022

عاد فيصل كرامي إلى الساحة النيابية في طرابلس عن طريق المجلس الدستوري، وأصبح بحكم النيابة ممثلاً لهذه المدينة في المجلس النيابي، ولكن ما لن يتغير في غيابه عن الندوة البرلمانية وفي حضوره، هو خياراته السياسية وفي مقدمها أنه سيكون شريكاً لـ»حزب الله» في الكثير من الأمور والقضايا السياسية. فهو لا يقف مثلاً في صف من يعارضون سلاح «حزب الله» ولكن قد يكون له ملاحظات على دوره الإقليمي وتحديداً في ما خصّ التدخّل في اليمن في مواجهة التحالف العربي لا سيما وأنّ كرامي أبدى في الفترة الأخيرة حرصاً على العلاقات مع المملكة العربية السعودية وهو لا يريد تخريب هذا الحرص.

يعود فيصل كرامي إلى الساحة النيابية في طرابلس وهو يمثّلها مع ألد خصومه. فهو أصبح نائباً عن المدينة في مواجهة نائب سني آخر هو اللواء أشرف ريفي، ولكن المواجهة الأكبر لكرامي هي مع نائب «القوات» في المدينة إيلي خوري، فهو كان قد سعى بكل ما يملك من قوة وعناوين وفي مقدمها اتهام «القوات» باغتيال عمه الرئيس رشيد كرامي كي يحول دون وصول مرشح «القوات» إلى البرلمان، ولكنّ محاولاته هذه باءت بالفشل وأصبحت «القوات» بشكل او بآخر تمثل جزءاً من الرأي العام الطرابلسي في البرلمان. هذا الواقع المتمثّل في العلاقة مع السعودية وبوجود معارضين أقوياء له على الساحة الطرابلسية، وفي ظل انكفاء الرئيس نجيب ميقاتي وغيره من السياسيين في طرابلس عن لعب دورٍ سياسيٍ وشعبيٍ على ساحتها، قد يفرض على كرامي المزيد من الحذر في التعامل مع المسائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان كي يتجنّب ردات الفعل التي قد لن تكون في صالحه فيستغلها خصومه من أجل توجيه اللوم له وتأليب الرأي العام الطرابلسي ضده. في طرابلس الكثير من القضايا التي سيكون كرامي على تماس معها من موقعه كنائبٍ وفي طليعتها أوضاع الناس المعيشية والصحية وحاجاتهم اليومية ومطالباتهم بالمساعدة، إضافةً إلى مسألة الوضع الأمني والعمل على المساعدة في مواجهة أي اهتزاز، والأهم أنّ طرابلس التي تشكل الجزء الأساس من الساحة السنية معنية بهموم الطائفة ودورها وترفض بشكل أو بآخر أي محاولةٍ لمصادرة قرارها أو إلحاقه بأي جهة ما، ولم تنسَ الساحة السنية الطرابلسية جريمة تفجيري مسجدي السلام والتقوى وهي جريمة ما زال ينتظر الطرابلسيون إنزال العقاب بمن خطط لها ونفّذها، من داخل الحدود وخارجها.

 

كيف ستواجه المعارضة تعطيل الإستحقاق الرئاسي؟

أسعد بشارة/نداء الوطن/25 تشرين الثاني/2022”:

بعد جلسات سبع فشلت في تأمين النصاب وانتخاب الرئيس، بات لا بدّ من تقييم مختلف من قبل قوى المعارضة التي عليها إعادة درس كلّ ما قامت به حتى الآن والتفكير بخيارات جديدة. طبعاً لا تعني الخيارات الجديدة التغيير في اسم المرشح، بل الاستمرار بدعم ترشيح النائب ميشال معوّض، الذي بات استمراره الشخصي في المعركة، بمثابة التضحية التي تتّصل بعدم ترك الساحة للفراغ بل بالاستمرار مع المعارضة وبها، إلى مرحلة يتم فيها الاتفاق على استراتيجية مختلفة، تهدف للخروج من نفق الفراغ المرشّح لأن يطول، حتى تدق الساعة الرئاسية لـ»حزب الله»، الذي يحجز كتلته النيابية والكتل التابعة لها وراء الورقة البيضاء بانتظار التوقيت الملائم داخلياً وإقليمياً. يقود «حزب الله» حملة السيطرة مجدداً على كرسي الرئاسة بشكل يختلف جذرياً عن العام 2016. يريد «الحزب» أن يرتّب بيته الداخلي قبل أن يتّجه إلى إشهار دعم «رئيس المردة» سليمان فرنجية، ولا يقتصر هذا الانتظار على الترتيب الداخلي بل ينتظر الظرف الإقليمي المؤاتي لإيران، باعتبار أنّ ورقة الرئاسة مادة ابتزاز إضافية يمكن استعمالها على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية التي لا تأبه إلى الآن بكلّ ما يتّصل بالملف اللبناني. في سياق إدارة «حزب الله» معركة السيطرة مجدداً على كرسي بعبدا، يلعب «الحزب» بعض المناورات المكشوفة، فيقوم بإلهاء هذه المرجعية السياسية أو الدينية بلعبة استدراج البحث ببعض الأسماء، وعندما يبدأ الكلام الجدّي، يرفض أسماء، ويتذرّع بأنّ حلفاءه ومن ضمنهم النائب جبران باسيل يرفضون أسماء أخرى، وتستمرّ الدوّامة إلى أن يشاء «الحزب» أن يقرّر بأنّ التوقيت أصبح مناسباً. عندها لن ترى أثراً لمعارضة باسيل أو حرد فرنجية أو أيّ حليف آخر، فالجميع سيسير، بعد أن يكون «الحزب» قد كافأه بهدية على قياسه، وستفتح الطريق إلى الجلسة والنصاب والانتخاب. بعد هذه الجلسات الاستعراضية، توصّل الكثير من العارفين الى اقتناع بأنّ «حزب الله» يلعب لعبة الوقت الضائع، ولا يريد أن ينتخب رئيساً في هذا التوقيت. هذا الاقتناع يلهج به بعض من فاوض «الحزب» بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد استدرج «الحزب» بعض هؤلاء الى طرح الأسماء، ثم رمى كل اسم بفيتو، علماً أنّ معظم الأسماء التي طرحت، تصنّف عملياً خارج الاصطفافات، وتوضع في خانة المرشحين الوسطيين أو الرماديين، ومع ذلك لاقت الرفض، ما أكد أنّ الاستحقاق الرئاسي مؤجّل وليس مطروحاً على طاولة «الحزب». انطلاقاً من هذه الحقيقة الثابتة وحتى إشعار آخر، تدرس قوى المعارضة مجتمعة الخيارات البديلة التي يفترض أن تتبنّاها، في مرحلة الفراغ المفروض بقوة السلاح، وهذه الخيارات تتراوح بين رفع السقف السياسي، وبعض الخطوات في مجلس النواب، التي يمكن أن تتبنّاها الكتل مجتمعة، للضغط بهدف كسر هذا الانسداد، مع العلم أنّ كسر نيابة رامي فنج في المجلس الدستوري المسيّس، سيؤدي إلى إضعاف قوى المعارضة، وإلى رفد كتلة «الحزب» وحلفائه بنائب إضافي يعزّز الغلبة العددية، في مجلس الـ2022 .

 

ماذا تبلّغ قائد الجيش من “الحزب”؟

عماد مرمل/الجمهورية/25 تشرين الثاني/2022

يستمر التعادل السلبي في مباريات «المونديال الرئاسي» التي تُلعب كل خميس على أرض مجلس النواب، في انتظار ان تكتمل التمريرات المقطوعة بين الناخبين الكبار، تمهيداً لتسجيل الهدف المنتظر في مرمى الفراغ. حتى ذلك الحين، يعتبر مرجع سياسي، انّ الناخب الأساسي في الاستحقاق الرئاسي على المستوى الداخلي هو «حزب الله»، «ولذلك علينا أن ننتظر ما الذي سيفعله ومتى سيملأ الورقة البيضاء بالإسم المناسب». ويلفت المرجع إياه، الى انّ الحزب يقارب الاستحقاق الرئاسي من زاوية او ثابتة حرصه على علاقته مع حليفيه المسيحيين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، «وبالتالي هو لا يريد أن يضّحي بأحدهما لحساب الآخر، او ان يوضع في موضع الاختيار بينهما، بل يحاول ان يخرج من اختبار انتخابات رئاسة الجمهورية بأقل الأضرار الممكنة في تحالفاته». وانطلاقاً من هذه المعادلة، يتوقع المرجع ان يستمر الحزب حتى إشعار آخر، في بذل اقصى طاقته للتوفيق رئاسياً بين فرنجية وباسيل وجمعهما تحت سقف المصلحة المشتركة للخط الاستراتيجي الواحد، على رغم انّ هذه المهمة ازدادت صعوبة وتعقيداً بعد الهجوم العنيف الذي شنّه باسيل على فرنجية من باريس، وأصابت شظاياه المتطايرة «الثنائي». وإذا تعذّر تطبيق هذا السيناريو، واستنفد الحزب الوقت والجهد من دون أن يتمكن من تسهيل وصول فرنجية الى قصر بعبدا، فإنّ المرجع يرجح في مثل هذه الحالة ان يلجأ الحزب إلى محاولة إنتاج «الطفل الأنبوب» أو «الرئيس الأنبوب» عبر التلقيح السياسي الاصطناعي الذي يأتي بمولود رئاسي مقبول منه وموثوق استراتيجياً، وإن لم يكن مشتقاً من نسيج «التيار الحر» او «المردة».

ولكن الأكيد حتى الآن، انّه لا يزال مبكراً بالنسبة إلى قيادة الحزب البحث في خيار بديل عن فرنجية، وهي التي تعرف بأنّ المعركة الرئاسية تحتاج إلى نَفَس طويل وتمرّ في مراحل متقلبة قبل أن ترسو على نتيجة حاسمة. وإذا كان هناك من وضع زيارة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا إلى قائد الجيش العماد جوزف عون ضمن سياق الاستحقاق الرئاسي، فإنّ العارفين يجزمون بأن لا علاقة لها بهذا الاستحقاق. ويوضح المطلعون، انّ صفا لم يبحث بتاتاً مع عون في موقف الحزب من احتمال ان يكون اسمه مطروحاً لتولّي الرئاسة.

ويكشف هؤلاء، انّ الغاية الأساسية من اللقاء تمثلت في إزالة أي التباسات ربما تكون قد ترتبت على تفسيرات معينة أُعطيت للخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله في ذكرى «يوم الشهيد»، لاسيما في الشق المتعلق بالجيش، والذي اعتبره البعض موجّهاً ضد العماد عون، وتحديداً عندما شدّد السيد نصرالله على أنّ المطلوب هو رئيس «ليس إذا صرخوا عليه في السفارة الأميركية أو الخارجية الأميركية أو القيادة الأميركية الوسطى فضلاً عن الذين أعلى منهم، يبدأ بالرجف والخوف». واكّد صفا لعون، أنّ هذا الجزء من الخطاب لم يكن يستهدفه او يقصده شخصياً، مشيراً الى انّ قيادة الحزب حريصة على استمرار العلاقة الجيدة مع المؤسسة العسكرية وهي تثق فيها، كما شرح الأمين العام في الخطاب بقوله: «انّ الأميركيين يدعمون الجيش اللبناني لأنّهم يعتبرونه مؤهلاً لمواجهة المقاومة والقضاء عليها، وطبعاً الجيش قيادةً وضباطاً ورتباء وجنوداً يرفضون هذه الفكرة وهذا الموقف بالمطلق حالياً وسابقاً، نحن ليس لدينا أي شكوك أو اوهام في هذا الموضوع».

ويلفت العارفون، الى أنّ «حرص الحزب على العلاقة الوطيدة مع الجيش شيء وحسابات انتخابات رئاسة الجمهورية شيء آخر، ولذلك لم يحصل خلال لقاء صفا – عون اي تداول في الملف الرئاسي، وبعد الاجتماع كما قبله، لا يزال سليمان فرنجية المرشح الوحيد الذي يدعمه الحزب، وليس هناك اسم آخر لديه حالياً».

 

سياسيون وتجار ومصرفيون استفادوا من الانهيار المالي في لبنان

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

كما في كل الأزمات التي تنقلب فيها أوضاع المواطنين رأساً على عقب، فإن الأزمة المالية في لبنان أدت إلى خسارة عدد كبير من اللبنانيين لأموالهم المحتجزة في المصارف، بينما استغلها آخرون لجني أموال منقولة وغير منقولة، كل وفق حالته ونفوذه وقدراته المالية. وتشمل لائحة المستفيدين من الأزمة المالية في لبنان فئات عدة، منها السياسيون والمصرفيون والتجار الذين يعملون في قطاعات عدة وعلى رأسها تلك التي كانت تخضع للدعم من الدولة اللبنانية، حيث وجه كثيرون إليهم اتهامات بأنهم جعلوا من قضية الدعم «فرصة لاحتكار المنتوجات وجني الأرباح الطائلة عبر شراء البضائع الخاضعة للدعم وتخزينها ومن ثم بيعها بأسعار مرتفعة وفق سعر صرف الدولار في السوق السوداء»، وذلك مقابل مستفيدين بنسبة محدودة، من بعض الفئات في المجتمع اللبناني الذين تتراوح استفادتهم بين من تمكن من تسديد قرض بالليرة اللبنانية، على سبيل المثال، خلال سنة أو سنتين، بعدما كان يفترض أن يمضي سنوات طويلة للانتهاء من دفع ثمنه، قد تصل إلى 20 أو 30 عاماً، كما قروض المنازل والقروض الشخصية كالسيارات وغيرها.

وبين هذا وذاك، يأتي الصرافون ومن استفاد من التقلبات بسعر صرف الدولار ليعمل صيرفياً يتاجر بالأموال وبـ«الشيكات المصرفية» التي باتت الوسيلة الوحيدة لأصحاب الأموال لاستعادة جزء من مدخراتهم وخسارة أكثر من نصف قيمتها. وانطلاقاً من هذا الواقع، استطاع سامر (40 عاماً) أن يسدد قرض منزله بشراء شيك بالدولار الأميركي عبر دفع 25 في المائة من قيمته نقداً ومن ثم إيداعه بالمصرف حيث تم احتسابه على ما يعرف في لبنان بدولار المصارف وفق صرف الـ8 آلاف ليرة للدولار الواحد، كما تمكنت لما (35 عاماً) من سحب أموالها المحتجزة في المصرف التي هي عبارة عن مدخرات جمعتها خلال عشر سنوات من العمل خارج لبنان، بشراء منزل في العاصمة بيروت عبر دفع ثمنه بشيك مصرفي. كذلك، تمكن أحد الشباب الذي كان يملك محلاً صغيراً في ضواحي بيروت من رفع قيمة الأموال التي يملكها من 15 ألف دولار أميركي عام 2019 حيث كان سعر الصرف 1500 ليرة، إلى مليون دولار أميركي، وذلك عبر عمله بصرف الأموال من الدولار الأميركي إلى الليرة اللبنانية والعكس، وبعدما بات اليوم سعر صرف الدولار حوالي 40 ألف ليرة.

ووفق الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان فإن هناك فئات عدة استفادت من الأزمة المالية التي ضربت لبنان وأدت إلى اتخاذ المصارف إجراءات مجحفة بحق المودعين. ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «أبرز المستفيدين هم من المديونين للمصارف وتحديداً الذين حصلوا على قروض مصرفية، لأنهم تمكنوا من تسديدها وفق سعر الصرف القديم أي 1500 ليرة، كذلك استفاد المطورون العقاريون الذين كانوا يعانون من أزمة في قطاعهم، بحيث انعكس ما حصل إيجاباً عليهم مع لجوء المودعين إلى شراء عقارات عبر الشيكات واستطاع بذلك المطورون تسديد قروضهم وحققوا وفراً من الأموال. أما المستفيد الثالث من الأزمة، بحسب أبو سليمان، فهي شركات الصيرفة التي لم تكن تعمل أبداً في السابق لكنها اليوم باتت تلعب الدور الأساس في صرف الأموال بين الدولار والليرة اللبنانية وبحجم كبير من المبالغ، وذلك إضافة إلى شركات التحويل التي افتتحت المزيد من الفروع وحلت مكان البنوك. ويتحدث أبو سليمان عن التجار الذين استغلوا الأزمة للاستفادة المالية الكبيرة، وعلى رأسهم تجار المواد الغذائية والأدوية ومستوردي المحروقات، إضافة إلى أصحاب المتاجر الذين حققوا، إضافة إلى أرباحهم المشروعة، أرباحاً كبيرة نتيجة تسعير مبيعاتهم بنسبة أعلى بكثير من سعر الصرف المتداول بحجة تفادي الخسارة مع الارتفاع المستمر لسعر الصرف، بحيث يعمدون مثلاً إلى التسعير بحساب الـ45 أو 50 ألف ليرة للدولار في وقت لا يتجاوز سعر الصرف في السوق الـ40 ألفاً.

ويتوقف كذلك عند ما بات يعرف بتجارة الشيكات المصرفية التي أصبح لها سوق رائجة بشكل واسع في لبنان وفق تسعيرة محددة ونسبة معينة للوسيط، وهي إضافة إلى أنها تستخدم لتسديد القروض أو شراء العقارات وغيرها، فإن بعض المصارف عمدت إلى سياسة بيع الشيكات لتجميع الدولارات، بحسب أبو سليمان، الذي يلفت إلى أنه نتيجة كل ذلك، استطاعت المصارف خفض ديونها مع حصول المودعين على ودائعهم المقتطعة التي تعتبر «هيركات مقنع»، مع التعاميم التي يصدرها المصرف المركزي والشيكات وغيرها. وكما أبو سليمان، يتحدث المحامي في رابطة المودعين، فؤاد الدبس، عما يمكن وضعهم في خانة المستفيدين من الأزمة المالية، مشيراً في الوقت عينه إلى من يمكن تصنيفهم على أنهم أكبر الخاسرين. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «في المرحلة الأولى للأزمة هناك العديد من السياسيين والمصرفيين وكبار المتمولين وأقربائهم والمحسوبين عليهم الذين عمدوا إلى نقل أموالهم إلى الخارج في وقت منع هذا الأمر على المودعين بقرار من المصرف المركزي والبنوك، وهذه الأموال تقدر بحوالي 7 مليارات دولار»، لكنه يلفت في الوقت عينه إلى أن المبالغ الأكبر نقلت قبل أكتوبر (تشرين الأول) 2019 مع بدء انتشار المعلومات عن قرب انفجار الأزمة».

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

تحذير فرنسي لإيران من نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن

(تحليل إخباري)باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2022

حذرت مصادر رسمية فرنسية إيران من أن الاستمرار في تجاوز «الخطوط الحمراء» سيفضي في نهاية المطاف إلى نقل الملف النووي مجدداً إلى مجلس الأمن الدولي، ما من شأنه تفعيل آلية «سناب باك» التي تعني إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، التي رفعت بعد التوقيع على اتفاقية العام 2015.

وما يميز هذه الآلية ويوفر لها بعداً رادعاً يعود لكون العمل بها وما يستتبعه من عقوبات لا يتطلب التصويت على قرار جديد في مجلس الأمن الدولي، وبالتالي فإن العقوبات سيعاد فرضها بشكل آلي.

وهذا الواقع يفسر ردات الفعل الإيرانية على القرارات التي تصدر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المخول له نقل الملف إلى مجلس الأمن. وبعد كل قرار جديد عن مجلس محافظي الوكالة، ترد إيران إما بتصعيب عمل المفتشين الدوليين كما في شهر يونيو (حزيران) الماضي، وإما من خلال الارتقاء بمستوى التخصيب ونشر طاردات مركزية إضافية حديثة كما حصل بعد قرار المجلس الأخير. أما عن الأسباب التي حالت حتى اليوم دون الإقدام على هذه الخطوة رغم أن طهران تخلت، من جهة، عن غالبية التزاماتها في الاتفاقية وأخفقت، من جهة ثانية، في التجاوب مع ما تطلبه الوكالة بخصوص توضيح ظروف المواقع الثلاثة غير المعلنة التي عثر فيها المفتشون على آثار يورانيوم مخصب، فتعود، وفق باريس، إلى رغبة الغربيين بتجنب قطع طريق التفاوض بشكل نهائي. وما زالت فرنسا تعتبر أن إحياء الاتفاق النووي يعد «أفضل ضمانة» للحؤول دون تحول إيران إلى دولة تمتلك السلاح النووي. وبعكس المعلومات المتداولة على نطاق واسع، أكدت هذه المصادر أن إيران «لم تصل بعد إلى ما يسمى الحافة النووية» التي تعني «عسكرة» برنامجها النووي القدرة على إنتاج سلاح ذري في حال قررت ذلك.

منذ انطلاق الاحتجاجات منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، غاب الملف النووي عن الساحة. إلا أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يسعى بين فترة وأخرى إلى إعادة طرحه. ورغم حديثه أمس عن مساع يبذلها الوسيط الأوروبي من أجل «إيجاد حل» لمأزق المفاوضات فإن باريس تبدو متمسكة بمقاربتها التي تقوم على أن «الكرة في ملعب إيران»، وأن على إيران قبول المقترحات التي قدمها مسؤول السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل في الصيف الماضي، ووضع حد لاختلاق الأعذار والتقدم بطلبات جديدة.

وقال الرئيس ماكرون إنه «عازم على التواصل» مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي «في الأسابيع المقبلة» دون تعيين تاريخ محدد. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن ذلك يندرج في إطار السياسة المزدوجة التي تتبعها باريس وهي التشدد من جهة كما في حالة تأكيد الدعم للحركة الاحتجاجية التي وصفها ماكرون بـ«الثورة» واستقباله أربعاً من الناشطات الإيرانيات في قصر الإليزيه، ومن جهة ثانية، الحرص على استمرار التواصل، وإن المتقطع مع النظام الإيراني.

ليست ثمة عناصر يمكن وصفها بـ«الإيجابية» في العلاقة بين باريس وطهران، وقد أشار عبد اللهيان إلى ذلك عندما تحدث أمس عن «توترات» مع أربعة أطراف غربية بينها فرنسا التي دفعت باتجاه قرار التأنيب والتحذير الصادر عن مجلس محافظي الوكالة. وترى باريس أن إيران تعيش «أزمة ثلاثية الأبعاد» عناوينها أزمة النظام والأزمة النووية والأزمة الإقليمية، وهي تحملها مسؤولية الأعمال المزعزعة للاستقرار في المنطقة وتهديد الأمن البحري «في البحر الأحمر والخليج»، والتدخل في شؤون دول الإقليم، والمشاركة في الحرب الروسية على أوكرانيا. فضلاً عن ذلك، فإن هناك أزمة الفرنسيين السبعة الذين تسميهم باريس «رهائن دولة» بأيدي طهران.

تعتبر فرنسا أن ما يحصل من حراك في إيران منذ أكثر من شهرين «ليس سوى تعبير عن أزمة عميقة وواسعة» في المجتمع الإيراني، فضلاً عن أنها أزمة «جيل جديد» لم يعرف من حكم سوى النظام الراهن. ووفق المصادر المشار إليها، فإن ما سماها الرئيس ماكرون أكثر من مرة «الثورة» «سوف تتواصل» باعتبارها نابعة من دوافع اجتماعية قوية، ولأن النظام واجهها بقمع أعمى وبأدوات «وحشية» آخر تجلياته أحكام الإعدام التي أصدرتها محاكمه. وتنظر باريس إلى التطورات الإيرانية على أنها «بالغة الخطورة». أما عما إذا كان الحراك الراهن يشكل تهديداً للنظام، فإن هذه المصادر تتجنب الرد المباشر، وتكتفي بالقول إن الأسس التي قام عليها النظام هي اليوم موضع رفض وإعادة نظر، الأمر الذي يفسر ديمومة الحراك وقوته. وتؤكد باريس أن الرد عليه يتم عبر عدة مستويات؛ وطنية وأوروبية ودولية، مع تأكيد الدعم للإيرانيين والإيرانيات للحصول على حقوقهم الأساسية.

أما بالنسبة لاستهداف الفرنسيين واحتجازهم رهائن، فإن باريس ترى أن هناك ثلاثة أسباب تفسر التصرف الإيراني، وأولها أن النظام واقع تحت ضغط الحراك الداخلي والتنديد الخارجي، وبالتالي يحتاج إلى حرف الأنظار عما يجري في الداخل من خلال تحميل الخارج مسؤولية التآمر. وثاني الأسباب أن طهران بحاجة إلى «كبش فداء» جديد يكون غير الشيطان الأكبر «أميركا»، والشيطان الأصغر «إسرائيل». وثالث العناصر أن الأجهزة الأمنية الإيرانية لا تتوانى عن اقتناص الفرص التي تتوافر لها من أجل وضع اليد على أجانب يمكن أن يشكلوا لاحقاً سلعة للتفاوض والمبادلة مع إيرانيين معتقلين في الخارج. وما يحصل مع فرنسا حصل مثله مع العديد من الدول الغربية، وغالباً ما كان المعتقلون من مزدوجي الجنسية، وعمليات المبادلة أصبحت عملة رائجة. حتى اليوم، ما زال الرئيس ماكرون متمسكاً بالدعوة إلى مؤتمر إقليمي «بغداد 2» يعقد في عمان، ويضم كافة دول المنطقة كالذي استضافته بغداد في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي. والحال أن الواقع الإيراني الداخلي وأزمات الإقليم والأداء الإيراني، ليست عاملاً مساعداً للدعوة لمؤتمر كهذا الذي سيكون، في أي حال، فارغاً من المعنى إذا غابت عنه طهران.

 

إيران ترفض قرار الأمم المتحدة فتح تحقيق دولي حول قمع الاحتجاجات

لندن/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2022

نددت وزارة الخارجية الإيرانيّة بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القاضي بفتح تحقيق دولي حول قمع الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني في إيران. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان صدر مساء الخميس، أن طهران تعارض الاجتماع الخاص لمجلس حقوق الإنسان، وتعتبر القرار الصادر عنه «مرفوضاً»، مؤكدة أنها «لا تعترف رسمياً بالمهمة الموكلة إليه». وصادق مجلس حقوق الإنسان، الخميس، على القرار الذي قدمته ألمانيا وآيسلندا بتأييد 25 صوتاً في مقابل ستة أصوات رافضة وامتناع 16 دولة عن التصويت، خلال اجتماع طارئ للمجلس في جنيف. ولفتت وزارة الخارجية إلى «وجود اللجنة المتخصصة للتحقيق في وفاة السيدة مهسا أميني، ووجود لجنة تحقيق وطنية مكونة من محامين وبمشاركة ممثلين مستقلين». واعتبرت بالتالي، أن «تشكيل أي آلية جديدة للتحقيق في قضايا الشهرين الماضيين في إيران يعد أمراً غير ضروري وانتهاكاً للسيادة الوطنية للبلاد ولا تعترف بالمهمة الموكلة له في هذا الصدد». وحذرت وزارة الخارجية من أن «الحكومة الألمانية وبعض الحكومات الغربية التي شاركت في تقديم هذا القرار بناءً على حسابات خاطئة وتحت ضغط بعض اللوبيات السياسية والأخبار الكاذبة لبعض وسائل الإعلام المكشوفة المعادية لإيران المعروفة، ارتكبت خطأً استراتيجياً»، مشيرة إلى أن «مرور الوقت سيُظهربأن قصر نظرهم السياسي هذا سينتهي به الأمر إلى الإضرار بمصالحهم». ونددت بـ«التوجهات الانتهازية واستغلال قضية حقوق الإنسان أداة من قِبل مجموعة معينة من البلدان». وأقرّ أعضاء مجلس حقوق الإنسان، الخميس، فتح تحقيق دولي حول القمع الدامي للتظاهرات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني في إيران، بهدف جمع أدلّة حول الانتهاكات التي ارتكبت؛ تمهيداً لملاحقة محتملة للمسؤولين عنها. وخلال مناقشة مشروع القرار، أطلق المفوّض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الذي لم يلقَ بعد ردّاً من طهران على طلبه زيارتها، نداءً إلى طهران ناشدها فيه «وقف الاستخدام غير المفيد وغير المتكافئ للقوة» ضدّ المتظاهرين.

 

تحقيق دولي في القمع الدموي للاحتجاجات الإيرانية

مجلس حقوق الإنسان أقره بغالبية... والمفوّض السامي طالب طهران بوقف الاستخدام غير المتكافئ للقوة

جنيف - لندن/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2022

قرّر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتّحدة، الخميس، فتح تحقيق مستقل بشأن القمع الدامي للاحتجاجات التي تهزّ إيران منذ أكثر من شهرين، على إثر وفاة الشابة مهسا أميني، وذلك بهدف جمع أدلّة حول الانتهاكات التي ارتكبت، تمهيداً لملاحقة محتملة للمسؤولين عنها. وأقرّ المجلس في اجتماعه الطارئ في جنيف القرار الذي قدّمته ألمانيا وآيسلندا وحصل على تأييد أغلبية 47 عضواً، إذ وافقت 25 دولة، وسط معارضة 6 دول، وامتناع 16 عن التصويت. ويعد قرار أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف أبرز تطور دولي في وقت تشن إيران حملة قمع لإخماد احتجاجات حاشدة اندلعت إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول)، وهي رهن احتجاز الشرطة. وركزت الاحتجاجات بشكل خاص على ملف حقوق النساء، لكن المحتجين هتفوا أيضاً بسقوط المرشد الإيراني علي خامنئي. واعتقلت شرطة الأخلاق أميني بسبب ملابس غير لائقة بموجب قواعد الملبس الإسلامية الصارمة في إيران. وتحولت الاحتجاجات مع الوقت إلى احتجاجات ضد السلطة، غير مسبوقة بحجمها وطبيعتها منذ الثورة الإسلامية عام 1979. واعتقل آلاف المتظاهرين السلميين، من بينهم كثير من النساء والأطفال والمحامين والناشطين والصحافيين، بحسب خبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وأصدر القضاء حتى الآن 6 أحكام بالإعدام على أشخاص لارتباطهم بالحراك المناهض لنظام ولاية الفقيه.وخلال مناقشة مشروع القرار، حض المفوّض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، السلطات الإيرانية على «وقف الاستخدام غير المفيد وغير المتكافئ للقوة» ضدّ المتظاهرين. وأبلغ تورك مجلس حقوق الأنسان بأنه لم يلقَ بعد رداً من طهران على طلبه زيارتها. وشدد تورك على أن «الوضع الراهن لا يحتمل»، قبل أن يشدّد على مسامع الصحافيين على «ضرورة أن تستمع الحكومة إلى الشعب وتنصت إلى ما يقول وتنخرط في عملية إصلاحية لأن التغيير حتمي». وقالت مفوضية حقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 300 محتج قتلوا منذ اندلاع المظاهرات. وأشارت إلى تقارير أفادت بأن 40 على الأقل قتلوا في مناطق كردية منذ الأسبوع الماضي. وقال تورك، في أول خطاب له أمام المجلس: «نشهد الآن أزمة حقوق إنسان متكاملة الأركان». وقال: «ممّا تمكنّا من جمعه حتى الآن، أنه تمّ اعتقال حوالي 14 ألف شخص، بينهم أطفال، في سياق الاحتجاجات. هذا رقم صادم»، مضيفاً: «يجب وضع حدّ للاستخدام غير الضروري وغير المتناسب للقوة. الأساليب القديمة وعقلية الحصانة لدى من يمارسون السلطة ببساطة لا تنجح. في الواقع، هي فقط تجعل الوضع أسوأ».

- مرأة، حياة، حرية

بدورهم، ندّد كثير من الدبلوماسيين الغربيين بالقمع الدامي للاحتجاجات في إيران. وخلال الجلسة، قالت السفيرة الأميركية ميشيل تيلور إنّ «الشعب الإيراني يطالب بشيء بسيط للغاية، وهو أمر يعتبره معظمنا مفروغاً منه؛ القدرة على التحدّث وعلى أن يُسمع»، وذلك فيما كان أعضاء في الوفد الأميركي يلوّحون بصور وأسماء لضحايا القمع. أما السفيرة الفرنسية إيمانويل لاشوسيه، فقالت: «(مرأة، حياة، حرية) بهذا الشعار البسيط والقويّ تذكّر الإيرانيات ويذكّر الإيرانيون منذ أكثر من شهرين بالقيم التي يدافعون عنها». في المقابل، اتهمت خديجة كريمي، ممثلة إيران في محادثات جنيف، الدول الغربية باستغلال مجلس حقوق الإنسان لاستهداف إيران، وهي خطوة وصفتها بأنها «أمر بشع ومخزٍ». وحاولت إيران، من جهتها، جمع عدد كافٍ من الحلفاء لإحباط القرار. وكما هو متوقع، أعلنت الصين وفنزويلا وكوبا دعمها لطهران، إذ دعا السفير الصيني شين شو خلال الجلسة إلى «الحوار والتعاون... لتعزيز وحماية حقوق الإنسان». وباءت محاولة صينية لتمرير تعديل على الاقتراح في المجلس بالفشل، حيث كانت تسعى لإلغاء الفقرة الرئيسية التي تشير إلى تحقيق جديد في قمع إيران للاحتجاجات الشعبية. وأبلغ مبعوث الصين المجلس قبل وقت قصير من التصويت المقرر أن الاقتراح الذي تقوده ألمانيا «ينتقد (طهران) بصورة مبالغ فيها». وأضاف: «من الواضح أن ذلك لن يساعد في حل المشكلة»، داعياً إلى حذف فقرة رئيسية منه. وتنص الفقرة المعنية على تشكيل «بعثة دولية لتقصي الحقائق» تكون جاهزة للعمل حتى أوائل عام 2024. ومن المرجح ألا توافق إيران على دخول محققين دوليين لتقصي انتهاكات حقوق الإنسان. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنه «من رابع المستحيلات أن تسمح الجمهورية الإسلامية لهذه البعثة بدخول أراضيها».

 

مسيرات بلوشستان تتضامن مع كردستان... والأمن الإيراني يستخدم القوة المفرطة

«الحرس الثوري» يواصل تعزيزاته في الشمال الغربي... وإمام جمعة زاهدان: البلاد وصلت إلى طريق مسدود

لندن- طهران/الشرق الأوسط/26 تشرين الثاني/2022

تتواصل الاحتجاجات الإيرانية بأشكال مختلفة في الجهات الأربع من البلاد. وفي ختام الأسبوع العاشر من الحراك الذي أشعله وفاة الشابة مهسا أميني، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الجمعة، أن «الحرس الثوري» عزز وجوده في المناطق الكردية ضمن حملة تهدف لاحتواء الاحتجاجات، أظهرت تسجيلات الفيديو مسيرة حاشدة في مدينة زاهدان مركز محافظة بلوشستان. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسیل للدموع، والذخائر الحية على المحتجّين في مدينتي زاهدان وتفتان. وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات، التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق، في أنحاء البلاد، إلا أنها أكثر حدة في المناطق الكردية شمال غربي البلاد، والبلوش في جنوب شرقي البلاد. وواصل «الحرس الثوري» الإيراني إرسال مُعدات وأسلحة ثقيلة تشمل دبابات ومدافع إلى المناطق الكردية، وأظهرت مقاطع فيديو، مساء الخميس، إدخال الأسلحة إلى مدينتي بيرانشهر وسردشت، بالقرب من الحدود مع إقليم كردستان العراق. بدوره أعلن قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال محمد باكبور إرسال وحدات مدرّعة وقوات خاصة إلى مناطق كردية بهدف «منع تسلّل إرهابيين» من إقليم كردستان، على حد ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال باكبور إن «بعض الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للقوات البرية تتجه حالياً إلى المحافظات الحدودية في غرب وشمال غربي البلاد»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء «تسنيم». وأضاف أن «الإجراء الذي تقوم به القوة البرية للحرس الثوري يقوم على تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود ومنع تسلل الجماعات الإرهابية التابعة للجماعات الانفصالية المتمركزة في إقليم شمال العراق». وتجدد قصف «الحرس الثوري» على مواقع إقليم كردستان، بموازاة الحملة الأمنية التي تقودها وحدات «الحرس» في المدن الكردية، وأوقعت أكثر من 50 قتيلاً في مدن مهاباد وبوكان وجوانرود وسنندج. في هذه الأثناء، واصل رجال دين سُنة في المدن الكردية توجيه رسائل مصورة للاحتجاج على حملة القمع. وبعد مقاطع من رجال الدين في محافظة كردستان، وأخرى في مدينة أرومية، نشر رجال الدين السنة في مدينة مهاباد رسالة انتقدت استخدام العنف من القوات العسكرية والأمنية الإيرانية في المناطق الكردية.

وانتقدت الرسالة المصورة «صمت المراجع الشيعة» حيال الحملة التي تشنها السلطات ضد الحراك الاحتجاجي في أنحاء البلاد. وقالوا «رغم مضي شهرين من الأحداث المؤلمة في البلاد، من المستغرب أن مراجع التقليد والحوازات العلمية لم تصدر أي رد فعل، بينما عليهم الدفاع عن المظلومين حسب واجبهم». واحتجّوا على اتهامات مثل «العمالة للخارج، وأعمال الشغب، والانفصالية»، وهي اتهامات وردت على لسان غالبية المسؤولين الإيرانيين لوصف المحتجّين. كما ينتقد هؤلاء الاعتقالاتِ التعسفية، و«تخريب الأموال الشخصية وإثارة الرعب وضرب الأشخاص، بمن في ذلك الأطفال والنساء». وقالوا إن «الاحتجاجات الأخيرة ناجمة من ظلم مضاعف على مدى أكثر من 40 عاماً على الناس، خصوصاً أقليات عرقية مثل الكرد والبلوش»، لافتين إلى أن السلطات «تعدّهم مواطنين من الدرجتين الثانية والثالثة». وقالت وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران «هرانا»، في إحصائية نشرتها في وقت متأخر الخميس، إن 445 محتجاً قُتلوا، من بينهم 63 طفلاً. وأشارت إلى اعتقالات لـ18170 شخصاً، في 156 مدينة و143 جامعة شهدت احتجاجات. وكانت كردستان «بيت القصيد» للمسيرات الاحتجاجية، هذه الجمعة، في محافظة بلوشستان.وأظهرت لقطات نشرتها حسابات لنشطاء وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان على مواقع التواصل الاجتماعي، ما قيل إنه احتجاجات خرجت، اليوم الجمعة، في عدة مدن من محافظة بلوشستان المحاذية للحدود مع باكستان وأفغانستان. وأتت احتجاجات بلوشستان، غداة تجدد الاحتجاجات الليلية في طهران وكرج ومشهد وأصفهان وهمدان وقزوين ومدن أخرى، حسبما تُظهر مقاطع فيديو نشرتها منظمات حقوقية على «تويتر».

وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان «هرانا» بخروج احتجاجات في خاش وسراوان وإيرانشهر وتشابهار. وردد البلوش شعار «من زاهدان إلى كردستان... روحي فداء لإيران»، ورفعوا لافتات كُتب عليها «كردستان وحدها... يدعمها البلوش». ويسمع من الفيديوهات شعارات «الموت لخامنئي، الموت للحرس الثوري، والموت للباسيج»، «كردستان كردستان سوف ندعمك»، و«سندعم كردستان»، كما يُسمع متظاهرون في تسجيل آخر نُشر على مواقع للتواصل الاجتماعي ولم يجرِ التأكد من صحته «أكراد وبلوش إخوة، متعطشون لدم المرشد».

وقال نشطاء، في وقت لاحق، إن قوات الأمن أطلقت النار على متظاهرين في المدينة. وقالت «حملة نشطاء البلوش»، ومقرُّها لندن على قناة «تلغرام»، إن «العشرات قُتلوا أو جُرحوا»، ولم تتمكن وكالة الصحافة الفرنسية من التأكد من الحصيلة. ونشرت المجموعة تسجيلاً مصوراً يُظهر عدداً من الرجال وهم يحملون جريحاً، على ما يبدو، من مسجد زكي في زاهدان، على الأرجح، أكبر مساجد السنة في إيران. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلاً عن منظمة حقوق الإنسان في إيران؛ ومقرُّها أوسلو، بأن «الحرس الثوري» الإيراني استخدم مُعدات عسكرية، من بينها رشاشات ثقيلة؛ لقمع الأهالي.

وجدّد إمام جمعة زاهدان وأحد أبرز رجال الدين السنة في إيران، عبد الحميد إسماعيل زهي، انتقاداته الأخيرة للسلطات الإيرانية، ورفض مرة أخرى اتهام المحتجّين بتنفيذ مخططات «إسرائيلية وأميركية»، وطالب بوقف «المعاملة السيئة» مع السجناء. ونقلت «رويترز» قوله، في هذا الصدد: «تتردد في وسائل الإعلام أمور مروعة عن إساءة معاملة نساء، لا يسَعني تكرارها»؛ في إشارة، على ما يبدو، إلى تحقيق نشرته شبكة «سي إن إن»، الأسبوع الماضي، حول اغتصاب معتقلات أُوقفن خلال الاحتجاجات الأخيرة. وسجلت بلوشستان، المحاذية للحدود الباكستانية الأفغانية، أكبر عدد من القتلى. وكان إسماعيل زهي قد وجّه، الأسبوع الماضي، انتقادات لاذعة إلى الوفد الخاص الذي أرسله المرشد الإيراني علي خامنئي لتهدئة الوضع، وترأسه إمام جمعة طهران علي حاج أكبري. وبينما تحدث وسائل الإعلام الرسمية عن مبادرة خاصة من خامنئي لتحسين الأوضاع في المنطقة التي تشكو من الحرمان، قال عبد الحميد إن البلوش يرفضون «الترغيب والترهيب». وأشار علي حاج أكبري، في خطبة جمعة طهران، إلى مهمته الأخيرة في بلوشستان، قائلاً إن خامنئي «مستاء من مقتل الأبرياء في بلوشستان».

لكن إسماعيل زهي جدد وقال: «لا يوجد مسؤول فوق القانون، ويجب أن يخضع جميع المسؤولين للمساءلة أمام القانون والانتقادات». وأضاف: «يجب مساءلة كل من يحمل على عاتقه مسؤولية»، مشدداً على أن «صرخة الناس تُظهر أن 43 عاماً من العمل السياسي وصل إلى طريق مسدود ولا يمكن إدارة البلاد بهذه السياسة». وألقى إسماعيل زهي باللوم في الأوضاع الحالية على من لم يسمعوا صوت الانتقادات المتعلقة بمشكلات الناس. وقال: «أكبر ما يُقلقنا هو أن عدداً من المسؤولين رفضوا الاستماع إلينا». وأضاف: «هذا هو أكبر قلقنا؛ لأن عدداً من المسؤولين رفضوا الاستماع إلينا. كان الكثير من النقاد حريصين (على البلاد)... لكن لم يستمع أحدهم، وكانت النتيجة الاستياء في البلاد». ووجه إسماعيل زهي انتقادات إلى التيار الإصلاحي لأنه لم يفصح عن الشخص الذي منعهم من الإصلاح، وقال، في هذا الصدد: «جاء الإصلاحيون وقالوا إننا سنقوم بإصلاحات، وحصلوا على أصوات كثيرة، لكن لم يتمكنوا من القيام بشيء، وكان أكبر الشكاوى منهم لماذا لم يقوموا بإصلاحات؟ لماذا التزموا الصمت؟ لم يقولوا مَن الذي لم يسمح لهم بإجراء إصلاحات؟ كان يجب أن يقولوا، في هذه الحالة لن يستاء الناس، لكنهم لم يقولوا إنهم لم يقوموا بإصلاحات، أو يتركوا للقيام بذلك». وأضاف: «لو نفذت هذه الإصلاحات في الجمهورية الإسلامية لما صعد الناس اليوم إلى المنصة ليصرخوا إننا نريد الحرية. في الماضي ضاعت الفرصة وفقدناها». وتابع: «لو جرى تنفيذ هذه الإصلاحات في الجمهورية الإسلامية، لما نزل الناس اليوم إلى الشارع ليصرخوا إننا نريد الحرية، لقد ضيعنا فرصة الإصلاح في الماضي». وأضاف: «ربما هناك كثيرون لا يعرفون بالضغوط على كاهل الناس... العملة الإيرانية فقدت قيمتها إلى درجة لا يمكن شراء أي شيء بها». في غضون ذلك قال محمد علي أبطحي، مدير مكتب الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي، إن خامنئي تجاهل رسالة من خاتمي طلب فيها لقاء تجمع كبار الإصلاحيين بالمرشد لـ«منع العنف وإصلاح الأمور». وأكد أبطحي على «إنستغرام»: «لا يوجد مؤشر على اهتمام المؤسسة الحاكمة بالمطالب». واحتجّت زهرا رهنورد، زوجة الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، على قمع المحتجين، وقالت، في بيان نشره موقع «كلمة» الإصلاحي، الخميس: «قلتم وسجنتم التلاميذ والطلاب، لا أطيق آلام المواطنين أكثر من هذا». وقالت أيضاً: «تراق الدماء من بلوشستان وزاهدان حتى كردستان... الدم والرصاص والبنادق والهراوات، تغطي كل الجهات الأربع في إيران». وكتبت في نهاية البيان: «اقتلوني أو استسلموا لإرادة الشعب».

 

إسرائيل توسع مطاردة منفذي هجوم القدس... وتهدد غزة سلفاً ...الكشف عن إحباط عملية لتفجير حافلة ركاب الشهر الماضي بتوجيه من القطاع

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

وسَّعت إسرائيل، الخميس، عملية مطاردة منفذي هجوم القدس الذي قتل فيه إسرائيلي وأصيب آخرون، بعد انفجار عبوتين قرب محطتي حافلات في المدينة الأربعاء. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تزال في حالة تأهب قصوى بعد وقوع التفجيرين، وتواصل مطاردة منفذي الانفجارين اللذين لم تتبنهما أي جهة فلسطينية. وأكد ضابط كبير أن الشرطة رفعت مستوى التأهب في جميع أنحاء إسرائيل، مع تركيز أكبر على القدس. وكانت الشرطة نشرت الأربعاء قوات معززة في المدينة، وقالت إن السلطات تهدف إلى ازدياد وجود الشرطة في أنحاء المدينة جميعها؛ «لإعطاء إحساس بالأمن لسكانها وزوارها جميعاً». وتسعى المؤسسة الأمنية إلى فك عدة الغاز متعلقة بتحديد الجهة التي تقف خلف التفجيرين، وهوية الأشخاص الذين نفذوهما، وطريقة زرع العبوات، وإلى أي حد يشكل هذا تهديداً مستقبلياً. وقال رونين مانليس، الناطق السابق باسم الجيش الإسرائيلي، إن التفجيرين نظما من خلية «ماهرة». وقالت رئيسة شعبة العمليات في الشرطة، سيغال بار تسفي، إن الشرطة «تشتبه في وجود خلية منظمة تقف وراءهما، وليس شخصاً واحداً فقط، وذلك نظراً لطبيعتهما، حيث نُفذا باستخدام قنبلتين شبه متطابقتين انفجرتا في غضون نصف ساعة في محطتين للحافلات». وفي محاولة للتعتيم على سير التحقيقات، فرضت محكمة في إسرائيل أمر حظر نشر على تفاصيل التحقيق في الهجومين بطلب من الشرطة، لكن مسؤولين أشاروا إلى أن عمليات البحث عن المشتبه بهم الذين يقفون وراء التفجيرين جارية، وقد توسعت. وداهمت الشرطة مواقع في القدس وأخرى قريبة، وراحت تلاحق كل كاميرا يمكن أن تساعد في رصد ما حدث قبل الانفجارين اللذين عززا مخاوف من «بداية فترة تصعيد جديدة ومختلقة». وجاء الهجوم في ظل تحذيرات إسرائيلية، من أن المنطقة «على باب مرحلة جديدة من التصعيد، لكن لم يتوقع أحد أن يبدأ ذلك بتفجيرات كادت تنسى». وآخر تفجير في إسرائيل كان في عام 2016. وقال مسؤول أمني إسرائيلي لـ«قناة 14» التلفزيونية: «إن هجوم القدس لن يكون الأخير على ما يبدو، ومن المحتمل أن تكون هناك هجمات أكبر في ظل توفر الدوافع والقدرات».

وتعتقد إسرائيل بأن منفذي الهجومين من القدس نفسها، ويستطيعون التحرك بسهولة، لكنها تبحث ما إذا كانت «حماس» تقف خلفه. وأكد مسؤول أمني أنه «في حال تبين أن الهجوم في القدس بإيعاز من غزة، فسيكون ثمن ذلك كبيراً».

وكانت إسرائيل لمحت إلى احتمال تورط «حماس» في التفجيرين، لكنها لا تملك ما يثبت ذلك. وكتبت صحيفة «معاريف»، أنه «لا توجد معلومات تربط حماس في غزة بعملية القدس، لكن في موجات سابقة كانت هناك محاولات تمت بأوامر من القطاع، أو بطريق غير مباشر عبر مقر قيادة حماس في تركيا».

واعتبرت الصحيفة أن «البصمات سوف تشير بوضوح إلى قطاع غزة، وهذا على الأرجح سيؤدي للرد على حماس هناك». والتحريض ضد غزة جاء في وقت كشف فيه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، أنه أحبط عملية تفجير كانت ستقع على متن حافلة إسرائيلية، من قبل عامل فلسطيني من سكان قطاع غزة. وحسب بيان «الشاباك»، فإنه في 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، اعتقل العامل فتحي زياد زقوت (31 عاماً)، من سكان رفح في جنوب قطاع غزة ولديه تصريح عمل، وقال إنه تم تجنيده من قبل حركة «الجهاد الإسلامي» لتنفيذ الهجوم على خط الحافلات في المنطقة الجنوبية، وتبين أنه تعلم تصنيع عبوة المتفجرات من قبل خبير متفجرات بغزة، وأنه عند دخوله إسرائيل بدأ في تجميع مواد العبوة، التي تم ضبطها عند اعتقاله. وجاء في البيان: «إن الهجوم تم بإيعاز من جهاد غنام أحد كبار قادة (سرايا القدس)، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي»، كما تبين أنه كان «على اتصال بمحمد وكريم تمراز، ونشطاء آخرين من (الجهاد) في رفح ممن جندوه لتنفيذ الهجوم». وقدم الادعاء العام الإسرائيلي، لائحة اتهامات ضد زقوت، منها «العضوية في منظمة إرهابية»، و«تلقي تدريبات لأغراض إرهابية» و«التحضير لهجوم قاتل مميت»، و«حيازة مواد محظورة». وقال «الشاباك»: «إسرائيل لن تسمح بمحاولات استغلال التسهيلات المدنية من قبل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة للترويج لهجمات إرهابية، وستتعامل مع هذه المحاولات بصرامة، مع اعتبار حماس الجهة المسؤولة». وعلى ضوء ذلك، تقرر رفض تصاريح 200 عامل من غزة تربطهم روابط عائلية بالمعتقل والمسؤولين عن الهجوم، وستتم دراسة إجراءات إضافية، لتقليص إمكانية استخدام العمال لمثل هذه النشاطات. وعقب وزير الدفاع بيني غانتس بقوله: «إن المنظمات الإرهابية تستغل تصاريح عمل الفلسطينيين بهدف ارتكاب اعتداءات تعرِّض مصدر رزق مئات من سكان القطاع للخطر. إن إسرائيل تنتهج سياسة ضرب الإرهاب، مع الحفاظ على نسيج حياة غير الضالعين فيه. لكن إسرائيل ستدرس خطواتها المستقبلية حيال خروج العمال من القطاع، وتقديم تسهيلات مدنية أخرى». وأردف: «نحن نجري تقييماً مستمراً للوضع، وإذا بدا أن هناك اتجاهاً يتطور لتجنيد عمال من غزة لتنفيذ هجمات فستدرس إسرائيل خطواتها».

 

نتنياهو يمنح بن غفير وزارة الأمن بصلاحيات موسعة وتحذيرات إسرائيلية من فوضى أمنية وسياسية وغضب دولي

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

وقع حزب «الليكود» الإسرائيلي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو، أول اتفاق في الائتلاف الحكومي المرتقب مع حزب «القوة اليهودية» الذي يقوده اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وسيصبح بموجبه وزير الأمن القومي، على الرغم من تحذيرات أميركية ودولية من تعيينه في منصب حساس.

وأعلن كل من «الليكود» و«القوة اليهودية» اتفاقاً يمنح بن غفير صلاحيات موسّعة في منصبه الجديد وزير الأمن القومي (وزير الأمن الداخلي الموسع)، الذي يجعله وزيراً في المجلس السياسي والأمني المصغر «الكابينيت»، وعضواً في اللجان الوزارية المختلفة. كما سيحصل رفاق بن غفير في الحزب على وزارة تطوير الجليل والنقب التي سيتولاها يتسحاق فاسيرلاوف، ووزارة التراث التي سيتولاها عاميحاي إلياهو، إضافة إلى مناصب موزعة على نائب وزير الاقتصاد، ورئيس لجنة الأمن الداخلي، ورئيس لجنة صندوق إسرائيل بالتناوب. ووافق «الليكود» في الاتفاق الجديد على مطالب كانت محل خلاف وجدل كبير، شملت إنشاء «حرس وطني» مهمته إعادة السلطة والسيطرة إلى الشوارع، وسيتم نقل وحدات «حرس الحدود» التي كانت تابعة للجيش إلى «الحرس الوطني». وستشمل صلاحيات وزير الأمن القومي، إضافة إلى الحرس الوطني، «الشرطة الخضراء»، وهي وحدة تعنى بالمخاطر البيئية، و«الدوريات الخضراء» التي كانت خاضعة لسلطة الطبيعة والحدائق، وسلطة تطبيق الأراضي التي تعمل في إطار وزارة المالية. وشمل الاتفاق أيضاً توسيع صلاحيات وزارة تطوير النقب والجليل لتصبح مسؤولة عن عملية شرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.

وقال بن غفير معقباً على الاتفاق: «أنا سعيد لأن الاتفاق على الوزارات سيتيح لنا تحقيق وعودنا الانتخابية من أجل أمن وتعزيز النقب والجليل والأرياف. أدعو جميع الأحزاب اليمينية إلى تشكيل حكومة يمينية كاملة في أسرع وقت ممكن. يجب ألا يحكم (رئيس الوزراء الحالي يائير) لبيد و(وزير الدفاع الحالي بيني) غانتس دولة إسرائيل ليوم آخر». وتظهر تفاصيل الاتفاق تنازلات من قبل «الليكود» لم يكن وافق عليها من قبل، في محاولة تبدو للضغط على حزب «الصهيونية الدينية» ورئيسه بتسلئيل سموتريتش الذي يطالب بوزارة الدفاع، واتفاقات تضمن ضم أجزاء من الضفة الغربية. وأكد مصدر في «الليكود» أن التركيز الآن سيكون على دخول حزب «الصهيونية الدينية» إلى هذا المسار أيضاً، وإن لم يفعلوا ذلك فسيتعرضون إلى ضغط شعبي. لكن المسار الذي بدأه نتنياهو بإعطاء قادة اليمين مناصب في غاية الحساسية، ومنحهم صلاحيات في قضايا مثيرة للتوتر والجدل، مثل شرعنة بؤر استيطانية، وضم مناطق في الضفة، أثار مخاوف الفلسطينيين وأوساطاً إسرائيلية كثيرة، حتى داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وعقب غانتس على الاتفاق بين «الليكود» و«القوة اليهودية» بقوله إن «رئيس الوزراء الحقيقي سيكون بن غفير وليس نتنياهو». ووصف غانتس الاتفاق بأنه «وصمة عار ونزوة ستؤدي إلى خطر أمني»، وأنه سيعمل ضده بمسؤولية وحسم. واعتبر غانتس أن «فكرة إنشاء جيش خاص لبن غفير في الضفة الغربية ستؤدي إلى فشل أمني خطير، وستحدث فوضى أمنية».

وأيد مسؤول في جهاز إنفاذ القانون، موقف غانتس بأن حرس الحدود سيتحول إلى الشرطة الخاصة لبن غفير. كما عبر نائب وزير الأمن الإسرائيلي، ألون شوستر، عن قلقه الشديد من تعيين بن غفير وزيراً للأمن الداخلي، قائلاً: «إن تعيين بن غفير وزيراً بصلاحيات من شأنه خلق فوضى سياسية، وخطراً على الأمن القومي». وانضم إلى المنتقدين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت الذي وصف تكليف بن غفير بحقيبة الأمن القومي بأنها «نكتة حزينة». ولا يخفي بن غفير توجهاته اليمينية التي يحذر منها مسؤولون آخرون في إسرائيل، بل دعا حزب «سموترتيش» إلى الانضمام بسرعة إلى حكومة يمينية من أجل تحقيق جميع الأهداف والوعود الانتخابية التي قامت على محاربة الفلسطينيين وتطلعاتهم إلى دولة مستقلة، وتعزيز الاستيطان اليهودي في الضفة. وكانت المفاوضات قد انهارت سابقاً بين «الليكود» و«الصهيونية الدينية» بسبب إصرار سموتريتش على تولي وزارة الدفاع أو المالية، والحصول على صلاحيات الإدارة المدينة التابعة للجيش، حتى إذا لم يكن وزيراً للدفاع وكان وزيراً للمالية. والإدارة المدنية هي الجهة المسؤولة عن تنظيم الاستيطان ومنح تراخيص للفلسطينيين في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية، وهدم مبانٍ وشق طرق وإصدار تصاريح، ومصادرة أراض، وإعطاء رخص كهرباء ومياه ومشاريع. وقالت صحيفة «هآرتس» أمس، إن منح سموتريتش هذه الصلاحية سيؤدي إلى توسيع المستوطنات، وشرعنة بؤر استيطانية وزيادة عمليات هدم منازل الفلسطينيين، ما سيضر بصورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي وسيجلب انتقادات كبيرة. وكان سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، توم نايدز، قد حذر نتنياهو من وضع سموتريتش في منصب وزير دفاع، وتعهد بمقاومة أي عملية ضم مستقبلية. واستباقاً لاتفاق محتمل مع سموتريتش حذرت منظمة «السلام الآن» اليسارية من أن سيطرة سموتريتش على الإدارة المدنية التي تدير جوانب الحياة المدنية في نحو 60 في المائة من الضفة الغربية، ستؤدي إلى ضم المنطقة «فعلياً» لإسرائيل. وقالت شاكيد موراج، المديرة التنفيذية لمنظمة «السلام الآن»، إن وضع سموتريتش مهام الإدارة المدنية تحت إشراف وزارة المالية، أو أي وزارة أخرى، سيكون بمثابة تولي حكومة إسرائيل السيطرة على ما كان سابقاً إدارة عسكرية. ويرفض الفلسطينيون الضم، وحذروا سابقاً من أنه سيعني انتهاء كل شيء بما في ذلك جميع الاتفاقات بكل أشكالها.

 

واشنطن تطالب بـ«وقف فوري» للهجمات شمال سوريا... وموسكو تلمح إلى تعليق العملية البرية التركية وتوسع نطاق استهداف «قسد» إلى مواقع قريبة من القوات الأميركية

أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

وسعّت تركيا نطاق هجماتها الجوية إلى جانب القصف المدفعي، على مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال وشمال شرقي سوريا، إلى مناطق وجود القوات الأميركية والروسية، وسط تحذيرات من واشنطن، وتلميحات من روسية إلى أن أنقرة «قد تتراجع» عن تنفيذ عملية برية هدد بها الرئيس رجب طيب إردوغان. وأعلن الخميس عن مقتل القيادي في «قسد» ريزان كلو واثنين من مرافقيه، في قصف للقوات التركية لسيارة «بيك أب» كانوا فيها بغرض التمويه عند دوار القرموطي في القامشلي، كما قصفت المسيرات التركية «مستشفى الكورونا» في الحزام الغربي لمدينة القامشلي. وسقطت قذيفة أخرى على ما يسمى «طابور جمال» بالقرب من المكان نفسه، إضافة إلى سقوط قذيفتين على حي ميسلون شمال شرقي القامشلي، ليل الأربعاء-الخميس، بحسب ما أكدت وكالة «سبوتنيك» الروسية ومصادر محلية. وتشن تركيا هجمات مكثفة منذ انطلاق العملية الجوية «المخلب – السيف» شمالي سوريا والعراق، منذ فجر الأحد الماضي، ضد قواعد مسلحة لـ«حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعتبر أكبر مكونات «قسد». في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية، الخميس، مناطق في قرى: تل الورد ودادا عبدال والربيعات وخربة الشعير، ضمن مناطق نفوذ «قسد» في شمال غربي الحسكة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المسيرات التركية استهدفت بنى تحتية ومنشآت نفط وغاز، ومواقع ونقاطاً عسكرية وآليات، في 18 هجمة، 17 منها على محافظة الحسكة، وواحدة على ريف عين العرب (كوباني). وتسببت الاستهدافات بسقوط 4 قتلى، و13 مصاباً. في الوقت ذاته، أصيب مدنيان بجروح نتيجة القصف الجوي التركي بطائرة مسيرة على قرية علي آغا التابعة لبلدة الجوادية بريف الحسكة، كما قصفت القوات التركية بقذائف المدفعية الثقيلة صوامع بلدة القحطانية شمال شرقي الحسكة، وقصفت بعدد من القذائف الثقيلة محول كهرباء عامودا بالقرب من قرية هرم شيخو، والطريق العام على مفرق القرية بمحيط القامشلي.

كما قصفت القوات التركية المتمركزة في قاعدة كلجبرين بريف أعزاز، بقذائف المدفعية الثقيلة، مناطق انتشار القوات الكردية وقوات النظام في محيط مدينة تل رفعت، وقرية البيلونية في ريف حلب الشمالي. وتسود حالة من القلق بين سكان بريف حلب الشمالي، منذ أن كثفت تركيا ضرباتها الجوية والبرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا، وقرى وبلدات بريف حلب الشمالي. وأعلن قائد قوات «قسد»، مظلوم عبدي، ليل الأربعاء، وقف التنسيق مع التحالف الدولي للحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة، لانشغال القوات بالهجمات التركية، مشيراً في الوقت ذاته «إلى تأثر تنسيق العمل مع روسيا على الأرض جراء تلك الهجمات». واتهم عبدي، تركيا «باستهداف المدنيين، والسعي إلى احتلال أرضهم»، وطالب القوى «ذات الصلة (أميركا وروسيا) بالقيام بواجبها». وقالت «قسد»، في بيان، إن 25 عنصراً من قوات النظام السوري و11 من مسلحيها قتلوا، منذ بدء القصف التركي على شمال سوريا فجر الأحد الماضي.

وكرر عبدي التعبير عن «خيبة أمله تجاه رد الفعل الأميركي والروسي الضعيف»، على تهديدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشن هجوم بري جديد.

- واشنطن

وبينما بحث رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر في اتصال هاتفي، الخميس، مع نظيره الأميركي مارك ميلي آخر المستجدات الأمنية الإقليمية والدولية والتطورات في سوريا، طالبت واشنطن «بوقف فوري للهجمات التركية». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، باتريك رايدر، إن العمليات العسكرية التركية «تهدد أمن الجنود الأميركيين في سوريا، حيث إن القوات التركية تستهدف مواقع لقسد تنتشر فيها القوات الأميركية». وعبر عن قلق «البنتاغون» إزاء تصاعد التوتر شمالي سوريا والعراق وفي تركيا، مشيراً إلى «أن التوتر المتصاعد يهدد التقدم الذي يحرزه التحالف الدولي منذ سنوات لإضعاف وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وأن الغارات الجوية التركية الأخيرة في سوريا تشكل تهديداً مباشراً لأمن الجنود الأميركيين ممن يعملون مع الشركاء المحليين»، وتابع: «سنستمر في التواصل مع تركيا ومع شركائنا المحليين لتأمين استمرار وقف إطلاق النار». ونفذت المسيرات التركية المسلحة هجمات على مدى اليومين الماضيين على مواقع «قسد» في الحسكة قريبة من مقر للجنود الأميركيين في المنطقة. في غضون ذلك، لمح المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، إلى «أن هناك احتمالاً بعدول تركيا عن القيام بعمليتها البرية في شمال سوريا». وقال في تصريحات، الخميس: «لا أحد يريد تصعيد التوتر ليس فقط في منطقة شمال شرقي سوريا، ولكن أيضاً في جميع أنحاء المنطقة، وربما أكثر، في جميع المناطق. لذلك لا يزال هناك أمل في أن تتخلى تركيا عن العملية».

وعن إمكانية مراجعة الاتفاقيات والتفاهمات الموقعة مع تركيا بشأن سوريا، قال لافرينتييف إنه «لا توجد حاجة لمراجعة الاتفاقيات مع تركيا بشأن سوريا، فهي تبقى سارية المفعول»، مضيفاً: «جميع الاتفاقات واضحة وصالحة... نحن فقط بحاجة، كما يقولون، لعقد النية على التوصل للنتائج السلمية».

وأكد أن روسيا «تبذل كل ما في وسعها للوفاء بالتزاماتها بموجب هذه الاتفاقات، التي تنص على أن الوحدات الكردية يجب ألا تقوم بأي أعمال استفزازية ضد تركيا، وأنه يجب إخراجها جميعاً من المنطقة على بعد 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية». وشدد لافرينتيف على «أن العمل في هذا الاتجاه مستمر، وسيكون من الخطأ القول بأن روسيا في هذه الحالة بالذات لا تفي بالتزاماتها»، (كما صرح بذلك إردوغان)، لافتاً إلى أن «هناك التزامات تقع على عاتق تركيا، وتنطوي على انسحاب الجماعات المسلحة غير الشرعية مثل هيئة تحرير الشام المحظورة في روسيا والجيش الوطني السوري، إلى خلف الطريق السريع حلب - اللاذقية الدولي (إم - 4)... لكن كما نعلم، لم يتمكن الجانب التركي بعد من الوفاء بهذه الالتزامات. نأمل أيضاً في أن تواصل تركيا، من جانبها، بذل قصارى جهدها للوفاء بالتزاماتها». وأشار إلى أن موسكو «مستعدة لتقديم الوساطة لسوريا وتركيا في تنظيم المفاوضات على مستويات مختلفة»، قائلاً: «بالطبع نحن على استعداد لتقديم كل دعم ممكن، ومساعدة الوساطة لتنظيم مثل هذه المفاوضات على مختلف المستويات»، مؤكداً أن روسيا «ترى أن على رؤساء أجهزة الاستخبارات في كل من تركيا وسوريا مواصلة الاتصالات على الرغم من تفاقم الأوضاع».

 

حرب أوكرانيا تدخل شهرها العاشر... وإمدادات السلاح تسابق دعوات التهدئة ...استهداف البنى التحتية يشل المدن الكبرى... والأطراف تترقب شتاء قاسياً

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها العاشر صباح الجمعة، بدا أن الأطراف المنخرطة في الصراع تواجه صعوبات متزايدة، خصوصاً مع اقتراب استحقاق فصل الشتاء، وتفاقم المشكلات المتعلقة بنقص إمدادات الطاقة الكهربائية ومياه الشرب عن غالبية المدن الأوكرانية. يتزامن ذلك مع تصعيد في سقف مطالبات الجانب الأوكراني على خلفية التقدم المحرز في خيرسون ومناطق الشرق، وخصوصاً حول خاركيف. في الوقت ذاته، تستعد موسكو التي وجهت رسائل حول استعداد لاستئناف عملية التفاوض وفقاً لشروطها المعلنة، تحديات إضافية مع استمرار إمدادات السلاح الغربي، وتداعيات تفاقم العزلة الغربية المفروضة عليها.

- شروط تعجيزية للتفاوض

ومع انقضاء الشهر التاسع للحرب التي غيرت وجه العالم، وأعادت ترتيب أولويات الفاعلين الأساسيين المنخرطين في المواجهة، ما زالت تبدو بعيدة مقدمات وضع حد للمواجهات أو إطلاق عملية سلام في ظل التباعد الواسع في مواقف الأطراف، والشروط «التعجيزية» التي وضعتها موسكو وكييف للجلوس على طاولة مفاوضات. وتتمسك موسكو بشروطها المعلنة لإحراز تقدم في ملف مفاوضات السلام وتحمل الجانب الأوكرانية المسؤولية عن رفض الاعتراف بالأمر الواقع الجديد على الأرض. وكررت القيادة الروسية مراراً شروطها للسلام، وهي تقوم على الاعتراف بسيادة روسيا على القرم، والاعتراف بنتائج عمليات الضم، ما يعني سيادة روسيا على أجزاء من أوكرانيا، وهو ما تسميه موسكو «التعامل مع الأمر الواقع»، لكن اللافت في هذه النقطة أن انسحاب خيرسون قد يفتح على أسئلة في هذا الشأن، ومع أن موسكو أكدت أن الانسحاب لا يعني التراجع عن قرار الضم، لكن مسؤولين عسكريين أقروا بأن السيطرة الأوكرانية على المنطقة قد تستمر لفترة طويلة. أيضاً من بين الشروط الروسية الأساسية إعلان حياد أوكرانيا وعدم سعيها إلى الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية. وضمان حماية دونباس، والمناطق الروسية المحيطة بها، بما يعني إعلان أوكرانيا بشكل نهائي أنها لن تقوم بأي عمليات عسكرية ضد المنطقة. ويضاف إلى تلك الشروط المعروفة سابقاً، مطالبات روسية بمحاكمات مَن شاركوا في عمليات عسكرية واستهداف للروس. في المقابل، حددت كييف خمسة شروط للتفاوض مع روسيا هي: استعادة وحدة الأراضي؛ ما يعني الانسحاب الروسي من كل المناطق الأوكرانية، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، لجهة سيادة أوكرانيا على أراضيها، والتعويض عن كافة الأضرار التي تسببت فيها الحرب، ومعاقبة جميع مجرمي الحرب، وتقديم ضمانات بعدم تكرار ما حدث. هنا يبدو لافتاً أن المطالب الأوكرانية لم تشتمل مبدأ عدم التفاوض مع الرئيس فلاديمير بوتين وانتظار «الحوار مع قيادة روسية جديدة»، وفقاً لمرسوم وقعه زيلينسكي أخيراً. ويبدو التباعد واضحاً في مواقف الطرفين ما انعكس على الأرض في جمود عملية المفاوضات والاكتفاء بتدابير محدودة مثل التوافقات على تبادل الأسرى أو الانخراط في مفاوضات لتسهيل صادرات المواد الغذائية.

- تصعيد ميداني يسابق الشتاء

في الأثناء، تسابق موسكو وكييف حلول فصل الشتاء بمحاولة تحقيق إنجازات واسعة على الأرض، وسط ترقب لتزايد الصعوبات الميدانية مع هطول الثلوج، وتفاقم مشكلات إمدادات الطاقة التي أصابتها المعارك خلال الشهر الأخير بأضرار قاسية. وأسفرت عمليات استهداف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا عن تدمير نحو نصف منشآت إمدادات الكهرباء ومياه الشرب في المدن الأوكرانية الكبرى، ما يهدد ببقاء غالبية المدن من دون كهرباء في فصل الشتاء، وهذا ما دفع السلطات الأوكرانية إلى الشروع خلال الأسبوع الأخير بتجهيز عمليات إجلاء السكان عن المناطق الأكثر تضرراً، وبعد حملة لإجلاء سكان خيرسون في الجنوب، تحدثت إدارة مدينة كييف عن خطة لإجلاء جزء كبير من سكان العاصمة إلى مناطق أخرى بشكل مؤقت خلال فصل الشتاء. في الأثناء، بدا أن الجانب الأوكراني الذي شعر بنشوة التقدم المحرز في خيرسون بدأ برفع سقف مطالبه العسكرية، عبر تعزيز الهجمات على طول خطوط التماس دونيتسك ولوغانسك ونيكولايف وزوباروجيا، وعلى طول خطوط المواجهة في مناطق جنوب خاركيف. وتلقت تعهدات المسؤولين العسكريين الأوكرانيين بالوصول بالهجمات المضادة إلى شبه جزيرة القرم في غضون أسابيع، رداً سريعاً وحاسماً من جانب موسكو التي سرعت عمليات تعزيز المواقع العسكرية في شبه الجزيرة، وتزويدها بأسلحة حديثة. بالتزامن مع إعطاء الرئيس الروسي توجيهات خلال اجتماع عسكري قبل يومين بتسريع عملية إنتاج طرازات حديثة من الأسلحة وتوزيعها على القطعات العسكرية، وتحديد مهل زمنية لإنجاز عمليات الإمدادات. في غضون ذلك، لم تنجح التحذيرات الروسية المتتالية إلى الغرب بوقف عمليات إمدادات السلاح إلى أوكرانيا في وقف التدفق الكبير من الأسلحة والمعدات. وبعد سلسلة زيارات قام بها مسؤولون دبلوماسيون وعسكريون إلى كييف في الأسابيع الأخيرة، كررت بريطانيا، الجمعة، تأكيد التزامها بمواصلة دعم كييف بالسلاح ومستلزمات «تعزيز صمود كييف» خلال زيارة قام بها وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، وأعلن خلالها تقديم مساعدات جديدة للأوكرانيين. وكان رئيس الوزراء البريطاني زار كييف قبل ذلك، وأعلن السبت الماضي عن مساعدة عسكرية تبلغ قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني (57.4 مليون يورو)، ومساعدات إنسانية بقيمة 16 مليون جنيه إسترليني (18.3 مليون يورو). كما أعلنت لندن التي تعد من أكبر مؤيدي كييف منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) الماضي، الأربعاء، عن إرسال مروحيات لدعم الأوكرانيين. وترى موسكو أن استمرار تدفق السلاح الغربي يهدد ليس فقط باستمرار المعارك خلال فصل الشتاء، بل في إضاعة أي أمل في استئناف مفاوضات السلام خلال الفترة المقبلة.

- مخاوف من تصدع الجبهة الغربية

ومع توجيه رسائل روسية عدة خلال الشهر الأخير باستعداد موسكو لاستئناف الحوار، وفقاً للشروط الموضوعة، وتحميل كييف المتواصل المسؤولية عن تعطيل الحوار السياسي، وهو أمر شهد تتويجاً خلال محادثات روسية أميركية جرت في تركيا على مستوى مسؤولين أمنيين بارزين، تنطلق موسكو في موقفها من حاجة الأطراف إلى «هدنة مؤقتة» ربما تكون خلال فصل الشتاء، تمنح الأطراف فرصة لالتقاط الأنفاس، وإعادة ترتيب مجالات لعملية تفاوضية شاملة. وتحتاج موسكو هذه المهلة لإعادة ترتيب وضعها العسكري ومواصلة تأهيل وحدات المتطوعين، فضلاً عن سد النقص الذي أحدثته الحرب بالمعدات والأسلحة على الجبهات. وهي ترى أن الفرصة مواتية نظراً لأن أوروبا تترقب الفصل البارد بمزيد من القلق بسبب نقص إمدادات الطاقة وارتفاع الأسعار وتفاقم مشكلات التضخم، كما أن واشنطن قد لا تمانع في هدنة مؤقتة لمراجعة ترتيبات المرحلة اللاحقة وتوحيد صفوف حلفائها في أوروبا ومناطق أخرى. على هذه الخلفية جاءت تحذيرات القيادة الأوكرانية من أن القبول بمنطق الهدنة المؤقتة قد يؤسس للإقرار بشكل غير مباشر بإنجازات الكرملين على الأرض، كما أنه يمنح موسكو فرصة لاستعادة ترتيب قواتها وتعزيز تموضعها العسكري على الأراضي الأوكرانية. وجاءت دعوة الرئيس الأوكراني زيلينسكي الأوروبيين، الجمعة، إلى البقاء صفاً واحداً في مواجهة الحرب الروسية، وخفض سعر النفط الروسي لأقصى حد لتعكس مستوى المخاوف الأوكرانية من حدوث شرخ في الموقف الغربي بسبب المخاوف من صعوبات فصل الشتاء. أبلغ زيلينسكي مؤتمراً في ليتوانيا: «لا يوجد انقسام، ولا يوجد انشقاق بين الأوروبيين، وعلينا الحفاظ على هذا. هذه هي مهمتنا الأولى هذا العام». وأضاف أن «أوروبا تساعد نفسها. إنها لا تساعد أوكرانيا في الوقوف ضد روسيا، فهذا يساعد أوروبا على الوقوف في وجه العدوان الروسي». كان زيلينسكي شدد في الوقت ذاته على أن بلاده «عصية على الكسر»، في إشارة إلى الغرب بأنه لا يمكن ترك أوكرانيا تقاتل وحدها نيابة عنه. ورأى أن استراتيجية موسكو الجديدة، الهادفة إلى إغراق أوكرانيا في الظلمة، لن تنال من عزيمة البلاد. وقال في مقابلة مع صحيفة «فايننشال تايمز»، نشرت الجمعة، إنها «حرب قوة وصمود لنرى من هو الأقوى». وكان انقسام مواقف حكومات الاتحاد الأوروبي برز بشكل جلي أخيراً خلال مناقشات بشأن مستوى الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي؛ بهدف كبح قدرة موسكو على تمويل الحرب. وفشلت دول الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق حول تحديد سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً يوم الأربعاء.

 

15 قتيلاً في قصف روسي على خيرسون... ونصف سكان كييف بلا كهرباء

كييف: «الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني/2022

أدى قصف روسي على مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا إلى مقتل 15 مدنياً، اليوم الجمعة، وفق ما أعلنته مسؤولة في المدينة، فيما لا يزال نحو نصف سكان كييف محرومين من الكهرباء في ظل درجات حرارة منخفضة. وقالت غالينا لوغوفا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «قُتل، اليوم، 15 من سكان مدينة خيرسون، وأصيب 35 آخرون؛ بينهم طفل نتيجة قصف العدو». وأضافت أن «عدة منازل خاصة وبنايات شاهقة تضررت» جراء الهجمات، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية». وأعلن حاكم منطقة خيرسون، في وقت سابق الجمعة، إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة «بسبب القصف الروسي المتواصل».

في هذه الأثناء قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أكثر من 6 ملايين منزل في أوكرانيا تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي، الجمعة، ولا يزال نحو نصف سكان العاصمة كييف محرومين من الكهرباء الحيوية، خلال فصل الشتاء البارد، بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة.

وتعتبر الدول الغربية الحليفة لكييف أن استراتيجية موسكو في قصف منشآت الطاقة منذ أكتوبر (تشرين الأول)، على خلفية انتكاساتها العسكرية، ترقى إلى مستوى «جرائم حرب»، ووصفها زيلينسكي بأنها «جريمة ضد الإنسانية». وقال عبر «فيسبوك»: «علينا أن نتحمل هذا الشتاء... شتاء سيتذكره الجميع».

بدوره قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: «ثلث المساكن في كييف بات لديها تدفئة، يواصل الخبراء العمل على إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة». وأضاف: «خلال النهار تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب». ولامست، الجمعة، درجات الحرارة الصفر مئوية، مع تساقط أمطار. واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية «أوكرنرجو» فولوديمير كودريتسكي، أن نظام الطاقة الأوكراني قد «تجاوز الآن المرحلة الأصعب» بعد الهجوم الذي استهدفه. وقال، عبر «فيسبوك»، إن الكهرباء عادت جزئياً في المناطق، و«شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي». وفي مواجهة القصف الروسي المكثف، تلقت أوكرانيا أنظمة دفاع مضادة للطائرات من الغرب، لكنها ستحتاج إلى المزيد لتحييد صواريخ موسكو وطائراتها المسيّرة. وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أثناء زيارته أوكرانيا، الجمعة، عن مساعدات جديدة؛ أبرزها إرسال سيارات إسعاف و«دعم» موجه إلى «الناجيات من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي». وأضاف كليفرلي: «المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا». يأتي ذلك بعد أسبوع من زيارة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تعهّد خلالها بمنح أوكرانيا دعماً عسكرياً بقيمة 60 مليون يورو (62.5 مليون دولار). وفي برلين قالت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيت بورن، الجمعة، إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس، إن الدولتين «ستدعمان أوكرانيا حتى نهاية هذا النزاع». وقال شولتس إن «على روسيا إنهاء هذه الحرب وسحب قواتها فوراً»، مشيراً إلى أن ألمانيا وفرنسا تعملان لمساعدة أوكرانيا على «إعادة تشييد بنيتها التحتية للطاقة». وشاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، طوابير سيارات تنتظر للتزود بالوقود أمام عدة محطات في كييف، ولا تزال شبكات الهاتف المحمول معطلة في بعض أحياء العاصمة. من جانبها، تقول روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط، وتلقي باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على الدفاعات الجوية الأوكرانية. واعتبر «الكرملين» أن أوكرانيا يمكنها إنهاء معاناة شعبها بقبول المطالب الروسية.

 

محادثات روسية ـ أوكرانية في الإمارات تكسر جمود المفاوضات

الكرملين تجنب التعليق ومصادر في موسكو تؤكد أن أبوظبي «شريك موثوق»

موسكو: رائد جبر/الشرق الأوسط»/25 تشرين الثاني/2022

تجنب الكرملين، الخميس، نفي أو تأكيد صحة معطيات تداولتها وسائل إعلام غربية حول إجراء جولة محادثات أخيراً، بين ممثلين عن روسيا وأوكرانيا في دولة الإمارات. واكتفى الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف، بالإشارة إلى أنه «لم يسمع بالأمر». وقال رداً على طلب الصحافيين التعليق على الأنباء حول لقاء جمع مسؤولين روساً وأوكرانيين الأسبوع الماضي في الإمارات لمناقشة تبادل الأسرى، واستئناف تصدير الأسمدة، إنه «لا يمكن التعليق. هذه أول مرة أسمع فيها عن ذلك». في الوقت ذاته، أكد مصدر دبلوماسي روسي تحدث إلى «الشرق الأوسط» أن موسكو ترحب بأي دور تقوم به أبوظبي للوساطة في الملفات المطروحة، وزاد أن «الإمارات شريك موثوق»، وقد «اقترحت في وقت سابق لعب دور للوساطة». وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى أن اللقاء الذي قالت إنه عقد في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في الإمارات بحث إمكانية استئناف تصدير الأمونيا الروسية مقابل عودة أسرى الحرب الروس والأوكرانيين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قالت إنها مطلعة على سير المحادثات، أن المفاوضات كانت تهدف على وجه الخصوص، إلى تذليل العقبات المتبقية أمام تنفيذ صفقة الحبوب، التي تم تمديدها في 17 نوفمبر. وبحسب المصادر ذاتها، فإن المحادثات ناقشت أيضاً شروط فك الإمدادات الروسية والأوكرانية للتخفيف من نقص الغذاء العالمي. وقالت الوكالة إنه على الرغم من الدور المركزي للأمم المتحدة في المفاوضات بشأن تصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية الثلاثة المطلة على البحر الأسود، فإنها لم تكن ممثلة في هذا الاجتماع. وفي السياق نفسه، نقلت الوكالة عن سفير أوكرانيا في تركيا فاسيلي بودنار، أن «الإفراج عن أسرى الحرب الأوكرانيين جزء من المفاوضات لفتح صادرات الأمونيا الروسية». وتلقت هذه المعطيات تأكيداً غير مباشر من جانب الإمارات، وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، الخميس، أن الدبلوماسية لا تزال هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الروسية الأوكرانية.

وأشارت لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، في بيان، إلى أن «دولة الإمارات دعت منذ بداية الأزمة إلى وقف التصعيد والحوار، وقامت بدعم جميع المبادرات الدبلوماسية في هذا الصدد»، مشددة على أن «الإمارات العربية المتحدة تؤمن إيماناً راسخاً بأن الدبلوماسية لا تزال هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة، وتشارك دولة الإمارات المجتمع الدولي مخاوفه العميقة بشأن تداعيات الوضع الحالي على المدنيين داخل أوكرانيا وخارجها، وعلى السلم والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي».

وقالت: «تتمثل مسؤوليتنا الجماعية في أوقات الصراع، في عدم ادخار أي جهد في تحديد ومتابعة المسارات التي تؤدي إلى حل سلمي وسريع للأزمات»، مؤكدة أن «دولة الإمارات ملتزمة التزاماً تاماً بتقديم المساعدة على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة، وتشجيع الحوار، ودعم الدبلوماسية، والمساهمة بجميع الأدوات المتاحة لنا لتخفيف المعاناة، وإيجاد حل سلمي ومستدام يعزز السلام والأمن الدوليين، ويضع حداً للأثر الإنساني لهذا النزاع على المدنيين». وقالت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء، إن تبادل الأسرى الروس والأوكرانيين يشكل تطوراً إيجابياً وسط «الأنباء القاتمة» حول الضربات الروسية على أوكرانيا. وشجعت ديكارلو، في كلمة خلال اجتماع للمجلس طلبته أوكرانيا، الجانبين على مواصلة الإفراج عن الأسرى واتباع القانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بأسرى الحرب. ومع التزام الكرملين موقفاً حذراً في تعليقه على الموضوع، فقد أكد مصدر دبلوماسي روسي تحدث إلى «الشرق الأوسط» أن موسكو «تتعامل بشكل إيجابي مع أي طرف يقوم بجهد على صعيد كسر جمود المفاوضات وتوفير مجالات للوساطة». وأشار المصدر إلى أن موسكو تنطلق من أن الطرف الوسيط يجب أن «يعي أهداف روسيا من العملية العسكرية، وأن موسكو حاولت على مدى 8 سنوات التوصل إلى صياغات مقبولة عبر تنفيذ اتفاقات مينسك، قبل أن تضطر لإطلاق عملية عسكرية هدفها الرئيسي مساعدة السكان في دونباس». وزاد أن المطلوب من أي طرف وسيط أن يتفهم أيضاً مخاوف روسيا على صعيد الأمن القومي، ومخاطر تمدد الأطلسي على حدود روسيا. وأضاف أن «الإمارات شريك موثوق وتتفهم تلك المخاوف». وزاد أن أبوظبي «اقترحت في وقت سابق أن تقوم بدور لتقريب وجهات النظر وإطلاق آلية للحوار، ووعدت موسكو في حينها بدراسة المقترح الإماراتي من دون أن يتم الكشف عن تفاصيل حول الموضوع».

وعلى صعيد متصل، قال سيرجي ريابكوف مساعد وزير الخارجية الروسي أمس الخميس، إن الاتصالات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص سلامة محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا، التي تسيطر عليها روسيا، «بناءة» وواعدة بعض الشيء. وتعرضت محطة زابوريجيا، التي سيطرت عليها روسيا بعد فترة وجيزة من اجتياح أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، لقصف جديد في مطلع الأسبوع، مما أدى إلى تجدد الدعوات التي تطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإنشاء منطقة حماية حولها للحيلولة دون حدوث كارثة نووية. واجتمع المدير العام للوكالة مع وفد روسي في إسطنبول، الأربعاء؛ لمناقشة سلامة المحطة التي تتبادل كييف وموسكو الاتهامات بالمسؤولية عن قصفها.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المردة والقوات: بين المصالحة والتفاهم رئاسياً

أحمد الأيوبي/اللواء/25 تشرين الثاني/2022

تطايرت في سماء الإعلام وأروقة السياسية فكرة التوصل إلى تفاهم بين حزب القوات اللبنانية وتيار المردة في ما يمكن تعريفه بإتفاق «معراب 2» كمخرج من الانسداد الحاصل في ملف رئاسة الجمهورية، والتصدّع القائم في التجمعات النيابية الأمر الذي يحول دون ملء الفراغ الرئاسي ويؤسِّس لتغيير واسع في خارطة الانتشار السياسي للأحزاب في لبنان. لا يمكن القول إنّ فكرة «معراب 2» هي الخيار المطروح حالياً، بل هي مستبعدة لعوامل كثيرة، أهمّها أنّ القوات اللبنانية التي اكتوت من جهنم عهد ميشال عون ليست مستعدة لتكرار دعم وصول مرشح من عصب 8 آذار أياً كان الشخص، وبالتالي لا تضع في برنامجها التراجع عن المواصفات التي يجب أن يحملها المرشح المطلوب دعمه للوصول إلى قصر بعبدا. يشجِّع على رفض خيار الاقتراب من فرنجية عوامل أخرى، منها إمكانية الوصول إلى مرشح ثالث يحمل مواصفات سيادية وقادر على تحريك الاصطفافات بتحالفات رئاسية جديدة، في حال استمرار الوضع على الجمود الراهن.

لكن هنا تبرز إشكاليات أخرى، أهمّها أنّ تمادي الفراع سيترك آثاراً شديدة الخطورة على مجمل الأوضاع في البلد أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، وهذا يهدِّد بفلتان يشبه ما حذّرت منه مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف أن عدم انتخاب رئيس للجمهورية سيؤدّي بلبنان إلى فراغ سياسي غير مسبوق، ما ينذر بـ«انهيار الدولة مجتمعياً». هذا الجانب الخطر في الانتظار الرئاسي قد يؤدّي في حال وقوع هذا الانهيار الشامل إلى عودة الحديث عن المؤتمر التأسيسي ويفتح الشهية أو الشهوات للتلاعب باتفاق الطائف والعمل على فرض تغييرٍ دستوريّ بشكلٍ من أشكال القوة القاهرة على سائر اللبنانيين. لا يمكن في هذا المسار استبعاد توسّع المواجهة السياسية والشعبية إلى أبعادٍ أمنية واستراتيجية لتبرز حرب إلغاء جديدة يخوضها «حزب الله» مع التيار الوطني الحرّ لتدمير كلّ مواقع المعارضة في البلد، أو هكذا يوسوِس الموسوسون في بعض المحافل السياسية. في المقابل، يضع مراقبون مساراً لتجميع نقاط الالتقاء بين النائب الأسبق سليمان فرنجية وبين الدكتور سمير جعجع، ومنها:

أنّ التيار الوطني الحر في عمقه هو حاجة مستمرة لـ«حزب الله» بينما لا يعتبر فرنجية خياراً مريحاً، لأنّ ما يقدِّمه باسيل للحزب لا يقدّمه فرنجية ولا أيّ حليف آخر، فهو مستعدّ لفعل أيّ شيء، بما في ذلك إشعال نار الصراعات والفتن الطائفية والمذهبية شرط البقاء في السلطة وإذا اقتضى وصوله إلى قصر بعبدا إيقاظ الفتن من القبور، لفعل بدون تردّد.

في المقابل، فإنّ سليمان فرنجية أنجز مصالحة تاريخية مع سمير جعجع والتزم بها أدبياً من دون توقيع تفاهمات أو اتفاقات، ولم يلجأ يوماً إلى نكء الجراح أو التذكير بمأساته الشخصية إلاّ في إطار المحافظة على تلك المصالحة، ولم يشنّ فرنجية حرب إلغاء سياسية وعسكرية وأمنية ضدّ القوات كما فعل عون سنة 1989. ولا شكّ أنّ أيّ شكلٍ من أشكال التقارب بين القوات والمردة سيعني تلقائياً خسارة لجبران باسيل ولحليفه «حزب الله» وهما اللذان حاولا إعادة سمير جعجع إلى السجن بعد افتعال غزوة الطيونة عين الرمانة وفشلا.

يعتبر المراقبون أنّ حالة فرنجية النيابية المحدودة (5 نواب) لا تخيف سمير جعجع بينما كتلة جبران (20 نائباً) تشكّل خطراً فعلياً ضدّ القوات اللبنانية التي لديها كتلة من 20 نائباً، حتى لو كان باسيل استعان بـ«حزب الله» في تكوين كتلته النيابية. وإذا وصل فرنجية إلى سدّة الرئاسة سيأخذ من حصة باسيل وليس من حصة القوات على المستويين الشعبي والسياسي، لأنّ جمهور جبران مسيحي قريب إلى 8 آذار، وهو الجمهور القريب استراتيجياً من فرنجية.

يلتقي جعجع وفرنجية على دعم وحماية اتفاق الطائف، بعكس باسيل الذي أعلن صراحة أنّ هذا الاتفاق يجب تغييره لأنّه تضمّن بيع القيادات المسيحية الموافقة عليه، لحقوق المسيحيين.

وسيؤدّي الاتفاق بين القوات والمردة إلى وقف استنزاف الطائف، فالطرفان مؤيدان للدستور وللاتفاق، ووصول رئيس جمهورية مؤيّد للطائف سيمنع الانزلاق نحو مؤتمر تأسيسي أو استكمال الانهيار تمهيداً لفرض تعديل الدستور.

مسألة أخرى يلتقي عليها فرنجية وجعجع، وهي رفضهما لتدمير النظام الاقتصادي اللبناني المبني على الاقتصاد الحرّ، والتمسّك بالبنية الأساسية للمجتمع الاقتصادي ورفض التخريب الحاصل في الاقتصاد الذي امتدّ إلى مختلف نواحي الحياة، فدمّر معه قطاعات الصحة والتعليم وضرب مختلف المرافق التي طالما ميّزت لبنان. رغم ما يظهر من عقبات وصعوبات في وجه جبران باسيل للوصول إلى رئاسة الجمهورية، لكن لا يجب استبعاده بالمطلق، كما أنّ «حزب الله» يعتبر أنّ باسيل معبر حتمي لرئاسة الجمهورية، وهذا يعني إخضاع فرنجية لابتزاز الصهر الوقح، والتمسّك بمواصفات مضادة للسيادة والإصلاح، بينما إذا حكمت الظروف التفاهم بين القوات والمردة، فإنّ جعجع يكون هو المعبر الإلزامي لرئاسة الجمهورية وليس باسيل. إقليمياً: في حال نجح باسيل في الوصول إلى الرئاسة الأولى سيكون هناك خاسران محليان كبيران هما سمير جعجع وسليمان فرنجية. وإقليمياً ستخسر السعودية وتفوز إيران، بينما تحتفظ عائلة فرنجية بعلاقات تاريخية مع السعودية وهي بصدد الحفاظ عليها، بدون أيّ حرج قد يفرضه تحالف سليمان مع الحزب وصولاً إلى تحقيق وقف تحويل لبنان إلى منصّةٍ معادية للسعودية بحيث يكون الرئيس غير معادٍ للرياض على أقلّ تقدير.

في البُعد الإقليمي أيضاً، تضمّن الاتصال بين الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون والأمير محمد بن سلمان سؤالاً حول مدى تقبّل السعودية لسليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، ولم يعرف أحدٌ بعد ما كان الجواب السعودي على السؤال الفرنسي، لكنّ ما جرى حتى الآن بين فرنجية وسفير المملكة في بيروت يعتبر مقدِّمة ضرورية لوضع مساحة جديدة بين الرياض وعدد من القوى المحسوبة في خطّ الممانعة وخصوصاً النائب الأسبق فرنجية والنائب فيصل كرامي.

لن تذهب القوات اللبنانية وسائر قوى المعارضة نحو خيارات حاسمة قبل اتضاح الرؤية الإقليمية والدولية، لأنّ مناورات «حزب الله» لا تزال في بداياتها، ولا تزال إيران تتعامل مع لبنان كرهينة مخطوفة، تصلبه في قلب العواصف التي تفتعلها في الإقليم، بينما بدأت عوامل الانهيار تضرب عميقاً في جسد نظام الوليّ الفقيه. والمثير للانتباه هنا أنّ «حزب الله» يعتبر التدخّل الإيراني من خلاله عملاً «وطنياً» بينما يُسرف في معاداة السعودية التي يريد الحصول على دعمها وهو يدير تحالف السلاح مع الفساد، وهي معادلة أعلنت المملكة أنّها لن تقبل بها مهما كانت النتائج.

ولا شكّ أنّ القوات تسعى إلى أن لا تُحشر في موقف مشابه لاضطرارها إلى انتخاب ميشال عون، لكنّ الأكيد أنّ هناك مستويين في العلاقة بين القوات والمردة: المستوى الأول هو المصالحة بين الطرفين وهذا إنجاز يجب حمايته وتعزيزه وعدم السماح بتخريبه لأنّه ضرورة للاستقرار ولطيّ صفحة الحرب.

أما المستوى الثاني، فهو ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، والملاحظ هنا أنّ القوات حيّدت أيّ صراع شخصي وأكّدت أنّ الخلاف هو في السياسة، كما أنّ الدكتور جعجع أعلن أنّ القوات لن تعطِّل النصاب بعد فترة معينة حتى لو بدا أنّ مرشّح 8 آذار سيكون الفائز. لا يكمن تجاهل أنّ تداعيات الثورة الإيرانية لن تتأخّر في الوصول إلى لبنان، وهي تداعيات كبيرة لأنّ صمود الثوار شهراً إضافياً سيعني وقوع تصدّعات هائلة في الكيان الإيراني، وهذا ما يدركه حزبه في لبنان وحلفاؤه، لذلك، فإنّ السباق بين التسويات المحلية والتدخلات الدولية في أشدِّه هذه الأيام وبالانتظار يُطرح سؤال آخر لا يقلّ غرابة وأهميّة عن سؤال ما إذا كان ممكناً الوصول إلى «معراب 2» وهو: هل يمكن أن يتفق الطرفان على مرشح ثالث يضمن معادلة سياسية جديدة تمنع غول الحالة العونية من ابتلاع البلد وتستجيب لتطلعات المجتمعات اللبناني والعربي والدولي بإنجاز الإصلاحات وإعادة لبنان إلى موقعه الطبيعي عربياً وعالميا؟

 

هناك من يصنِّف دور «ح ز ب ال له» بالاحتلال الإيراني للبنان، فهل هذا التصنيف في محله؟

شارل جبور/الجمهورية/25 تشرين الثاني/2022

http://www.pickyournewspaper.com/WORLD/ASIA/Newspapers/Lebanon/aljoumhouria.com.html

ليس خافياً على أحد بأنّ «ح ز ب ال له» هو ذراع عسكرية إيرانية في لبنان، والترجمة الأولى للثورة الإيرانية التي ترتكز على عنصري الدين والسلاح. ولا يخفي الحزب أساساً بأنّه إيراني المنشأ، وانّ تمويله وتسليحه وتدريبه وقراره الاستراتيجي في طهران. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن استخدام مصطلح الاحتلال الإيراني على ذراع إيرانية هويتها لبنانية ولا وجود لدبابات وجيش إيراني في لبنان على غرار الجيش السوري؟ وهل هناك مصلحة في هذا التصنيف؟

القول بالاحتلال الإيراني أو عدمه لا يقلِّل من الدور السلبي لـ»ح ز ب ال له» الذي يحول دون قيام دولة فعلية، ويُبقي لبنان ساحة صراعات وحروب وعدم استقرار، فضلاً عن انّ السبب الرئيس للأزمة اللبنانية منذ خروج الجيش السوري من لبنان يتعلّق بسلاح هذا الحزب ودوره. ولكن الاحتلال تصنيفاً يعني انّ كل مفاصل الدولة ممسوكة من قِبله على غرار الاحتلال السوري بين عامي 1991 و2005، حيث لم يكن هناك أي مساحة رئاسية أو حكومية أو برلمانية أو سياسية أو عسكرية أو أمنية أو قضائية أو إدارية إلّا وتأتمر بأوامر دمشق، من عنجر والبوريفاج، فيما «ح ز ب ال له» عاجز اليوم عن تغيير المحقِّق في تفجير المرفأ، رغم التهديد والوعيد وتعطيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في مطلع انطلاقتها، وغير قادر على تأليف حكومة سعى إليها بالصوت والصورة والفعل والضغط، لتكون بمثابة هدية للرئيس ميشال عون عشية مغادرته للقصر الجمهوري، ولا يستطيع انتخاب رئيس للجمهورية، فيما كان يكتفي الرئيس حافظ الأسد بتسريب خبر في صحيفة عربية بأنّه مع انتخاب فلان ليتُّم انتخابه، ولائحة الأمثلة تطول..

ولا حاجة للتأكيد بأنّ «ح ز ب ال له» تحوّل إلى المشكلة اللبنانية الرئيسية بعد خروج الجيش السوري من لبنان، ولكن هذه المشكلة كان يمكن تطويق انعكاساتها لولا تحالفاته السياسية مع فئة يمنحها السلطة وتمنحه الغطاء لسلاحه، ولولا خشية بعض النفوس الضعيفة من سلاحه، والدليل انّه اضطر إلى استخدام سلاحه في أيار 2008، بعدما اصطدم بواقع رفض الخضوع لهذا السلاح، على رغم الاغتيالات وإقفال وسط بيروت وحصار السرايا الحكومية..

فالثورة الإيرانية في لبنان هي كالثورة الفلسطينية في الحرب، تسيطر على جزء من الأرض والدولة وليس على كل الأرض والدولة. والثورة الفلسطينية لم تتمكّن من احتلال لبنان، إنما أدّت إلى تفكيك الدولة اللبنانية وتعطيلها. والثورة الإيرانية لم تتمكّن من احتلال لبنان، إنما نجحت في منع قيام الدولة الفعلية وتعطيلها، ولا يجوز تيئيس الناس بمفاهيم ومصطلحات تضخِّم وتنفُخ بأدوار بعيداً من الواقع والحقيقة.

ولا خلاف طبعاً بتوصيف دور «ح ز ب ال له» المعطِّل لقيام الدولة والحائل دون تطبيق الدستور والمعتدي على الميثاق والناسف مبدأ المساواة، ولا خلاف أيضاً بتشخيص مشروعه الذي لا علاقة له بلبنان، وهدفه تغيير هويته والقضاء على تجربته واستبدال دوره ونسف مرتكزاته، كما لا خلاف بأن لا حلّ للأزمة اللبنانية قبل ان يسلِّم الحزب سلاحه للدولة. ولكن الحزب كان يطمع بأن يرث الدور السوري، وان يكون قوة احتلال شأنه شأن الاحتلال السوري، إلّا انّه لم يتمكّن من تحقيق هذا الهدف، ولن يتمكّن طالما انّ هناك قوى سياسية تقف في مواجهته. وما حصل في العراق، مع الإطباق الإيراني المتجدِّد على القرار العراقي من خلال إزاحة رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي لمصلحة محمد السوداني، لا ينسحب على لبنان.

فلم تنجح إيران في استرداد زمام المبادرة في العراق، بعد أكثر من سنتين ونصف السنة على الانتكاسات التي أصابت نفوذها العراقي، سوى بعد خروج مقتدى الصدر من الحياة السياسية، ولو لم تستقل كتلته من مجلس النواب كخطوة أولى، وإعلانه اعتزال العمل السياسي كخطوة ثانية، لما تمكنّت طهران من وضع يدها على بغداد. وطالما انّ هناك قوى سياسية في لبنان ليست في وارد الاستسلام ومصرّة على المواجهة من مربّع الدولة والمعارضة، لن يتمكّن «ح ز ب ال له» من الإطباق على القرار اللبناني. وكل الكلام عن مقايضات وصفقات وتلزيم، سقط إلى غير رجعة، ولكن المسؤولية الأولى والأخيرة تبقى على عاتق اللبنانيين.

وبالعودة إلى السؤال، هل هناك مصلحة في تصنيف دور «ح ز ب ال له» بالاحتلال الإيراني؟ وفي الإجابة يمكن القول انّ الإيجابية الأساسية على هذا الصعيد تكمن في السعي إلى تحسين ظروف المواجهة مع الحزب، من خلال تحميل المجتمعين العربي والدولي مسؤوليتهما حيال بلد موجود تحت الاحتلال، وبأن لا يُترك وحيداً في مواجهة مع دولة إقليمية تتدخّل في شؤونه. إذ لولا الدعم الإيراني العسكري والمالي والسياسي لـ»ح ز ب ال له» لكانت تبدلّت الصورة في لبنان، وبالتالي على عواصم القرار ان تتحمّل مسؤوليتها في مواجهة طهران، لأنّه ليس باستطاعة اللبنانيين مواجهة دولة بهذا الحجم، فيما يفترض بالمجتمع الدولي ان يتكفّل بالمواجهة مع إيران، والشعب اللبناني يتكفّل بدوره بالمواجهة السياسية مع الحزب.

ولكن الجانب السلبي جداً في تصنيف دور «ح ز ب ال له» بالاحتلال الإيراني يكمن في محاولة رفع المسؤولية عن اللبنانيين ووضعها على الخارج، وكأنّ لا مشكلة داخلية، وكل المشكلة تكمن في أطماع الخارج بلبنان، فيما دور هذا الخارج هو نتيجة لانقسامات الداخل، وتوفير بعض هذا الداخل الغطاء والممر للتدخّلات الخارجية. فهل كان يمكن للثورة الفلسطينية ان تتسلّح وتتمدّد لولا وجود بيئة لبنانية حاضنة لهذه الثورة؟ وهل كان يمكن للجيش السوري ان يبسط احتلاله بقرار رسمي وضوء أخضر خارجي لولا وجود بيئة لبنانية كانت تعتبره داخل بلده الثاني وتصنِّفه بالوجود الأخوي لا الاحتلالي؟ وهل كان يمكن لإيران ان تلعب دوراً مؤثراً على الاستقرار اللبناني لولا وجود بيئة لبنانية حاضنة للتوجّهات الإيرانية؟

فخطورة هذا التشخيص للأزمة اللبنانية انّه يرمي المسؤولية دائماً على الآخرين، فيما المسؤولية الأولى والأخيرة هي على اللبنانيين، حيث انّ أزماتهم المتتالية هي داخلية بامتياز قبل ان تكون فلسطينية وإسرائيلية وسورية وإيرانية. وبالتالي، صحيح انّ «ح ز ب ال له» هو ذراع إيرانية عسكرية قرارها الاستراتيجي في طهران، ولكن هوية عناصره لبنانية وتحالفاته التي تؤمّن له الغطاء السياسي لبنانية.

وأهمية التشخيص الواقعي لطبيعة الأزمة اللبنانية انّه يقود إلى معالجة صحيحة وصريحة لهذه الأزمة، باعتبار أنّ التشخيص الخاطئ يقود إلى حلول خاطئة. فالأزمة اللبنانية المتمادية منذ أكثر من خمسة عقود هي لبنانية بامتياز ومعالجتها لا تكون بتحميلها لدمشق في الأمس وطهران اليوم، إنما تكون من خلال كلام واضح وصريح بأنّ مفهوم «العيش معاً» له قواعد وشروط، وفي طليعتها الاتفاق على مبادئ وثوابت ومسلّمات مشتركة، تفسح في المجال أمام قيام دولة وعدالة وحرية ومساواة وشراكة واستقرار وازدهار، وفي حال لم تتوفّر هذه القناعات المشتركة، واستمرت محاولات الإلغاء والتذويب يتحوّل «العيش معاً» إلى غطاء لتغيير هوية لبنان.

وعلى رغم حقبات الانقسام الحادة والدموية، نجح اللبنانيون في تجاوزها وتجديد الميثاق بين بعضهم البعض، ولكن ما أظهرته الممارسة انّ هناك محاولات دائمة من فئة تسعى لقلب الأوضاع لمصلحتها على حساب الفئات الأخرى، والمحاولة الأخيرة يقودها «ح ز ب ال له» الذي يفرض توجّهه بالقوة على سائر اللبنانيين.

إنّ إدارة المجتمعات التعددية لها قواعدها وأصولها، تبدأ من الإقرار بهذه التعددية، ولا تنتهي بالكفّ عن السعي إلى إلغاء التعددية لمصلحة أحادية، وصولاً إلى ضرورة اتفاق المجموعات المكونة لهذا البلد على المساحات الأساسية المشتركة وفي طليعتها الدولة والدستور والسلاح الواحد. وفي حال تبيّن وجود استحالة لاتفاق هذه المجموعات على تصور مشترك للبنان، فالحلّ هو بالفصل الوطني لا الوصل الوطني الذي سقط بالتجربة. والحلّ يبدأ بالكفّ عن تصوير المشكلة خارجية، والإقرار بأنّ المسؤولية لبنانية بامتياز، والدفع باتجاه الفصل حفاظاً على التجربة اللبنانية، لأنّ الوصل القائم سيطيح هذه التجربة، والفصل يكون على قواعد وطنية وليس طائفية أو مذهبية، أي انّ كل مجموعة تتقاسم مع بعضها القيم المشتركة نفسها تعيش منفصلة عن المجموعة الأخرى، في ظل الخلاف القائم في الرؤية والمشروع والسياسة والثقافة والنظرة إلى الدولة والانسان والحياة.

 

من يتناوب على تعطيل إنتخابات الرئاسة؟

معروف الداعوق/اللواء/25 تشرين الثاني/2022

الترويج عن خلاف مزعوم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية ليس جديداً، ولم يعد يقنع اللبنانيين بالرغم من كل مايحاك من روايات هزلية، ويتردد من أخبار وتسريبات فكاهية عن تباعد، قد يصل في بعض الاحيان الى حد التهويل بالافتراق بين الحليفين تارة، اذا لم تلب مطالب الوريث العوني، وحتى بلوغ حد التهديد بتمزيق تفاهم مار مخايل تارة اخرى. تعود اللبنانيون على هذه الحركات والخبريات، منذ صياغة التحالف الثنائي بين الطرفين بعد عودة الجنرال من منفاه الفرنسي، بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري المدان بارتكابها كوادر من الحزب. كانت العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ، تسير حسب ادوار مرسومة، يتناوب فيها الطرفان على تعطيل مسار الدولة، كل بدوره اذا لم تكن السلطة مطواعة بيدهم، وتحقق مصلحتهم بالتغاضي عن تجاوزات الحزب بسلاحه الإيراني للقوانين والدستور، وتبعيته العمياء للسياسة الايرانية ومصالحها الاقليمية والدولية.

على هذه القاعدة، سارت علاقة الحزب مع التيار الوطني الحر. وهكذا تم تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، بعد انتهاء ولاية أميل لحود، وبعدها ولاية الرئيس ميشال سليمان وكما يجري الان بعد انتهاء ولاية رمز خراب الجمهورية ودمار مؤسسات الدولة ميشال عون.

سجل الطرفين حافل في هذا المجال، من مآثرهما تم تعطيل وإغلاق المجلس النيابي قسرا بالسابق، واسقاط حكومة الوحدة الوطنية بالانقلاب عليها، وعرقلة تشكيل الحكومات الواحدةتلو الاخرى، اذا كانت لا تلبي مطالب وشروط الطرفين معا او مطلب كل منهما على حدة.

عطّلَ حزب الله والتيار الوطني الانتخابات الرئاسية السابقة ما يقارب من السنتين ونصف، لفرض انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ولم يثقل الفراغ الرئاسي يومذاك كاهلهما، او يقضّ مضاجعهما، او يشكل خطرا على موقع الرئاسة الاولى.

ولذلك، لم يكن مستغربا ان يلجأ حزب الله لتعطيل الانتخابات الرئاسية الحالية بالاقتراع بالورقة البيضاء، بسبب عدم قدرته على فرض رئيس للجمهورية مواليا بالقوة هذه المرة، بحجة رفضه انتخاب رئيس يشكل تحديا لاي طرف كان، وحرصه على التوافق مسبقا على اسم رئيس الجمهورية بين مختلف الاطراف.

اليوم، يتصدّر مشهد التعطيل حليف الحزب النائب جبران باسيل، برفضه تأييد حليف الحزب الآخر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة الاولى بحجة افتقاده الى قاعدة التمثيل النيابي والشعبي المسيحي، وتحاك الروايات الدنكشوتية حول دوره بتعطيل انتخاب اي رئيس للجمهورية اذا لم يحظ برضاه وتاييده، ما يضع الحزب بموقف حرج، ويدفعه، اما للتوفيق بين حليفيه وان كان هذا متعذرا حتى الساعة، او تفضيل احدهما عن الاخر، وما يمكن أن يترتب على مثل هذا الخيار من تداعيات سلبية على التحالف والعلاقات بينهما، او التعاطي بملف الانتخابات الرئاسية بمعزل عنهما، وان كان مثل هذا الخيار مستبعداً مشهد زعل الوريث العوني من امكانية تبني حزب الله ترشيح فرنجية للرئاسة، وتفضيله عليه وانتهاجه مواقف انتقادية لسلاح الحزب ودوره وممارساته، ليست جديدة، وهي تستحضر في ذاكرتهم، ما قام به باسيل إبان الانتخابات النيابية الاخيرة وخلال مشاورات تشكيل الحكومة التي لم يكتب لها التاليف أواخر العهد العوني المشؤوم، من مناورات وسيناريوهات تهويلية وابتزازية، لتحقيق مطالبه وشروطه المطروحة مستغلا الاستحقاق الرئاسي هذه المرة، لتحقيق اهدافه المعلنة منها والمخفية، وفي كل الاحوال لم ينفذ ايا من تهديداته، بالانفصال عن حليفه وعاد منتظما بالتحالف معه بالانتخابات النيابية المقبلة، لانه لم يستطيع اقامة اي تحالف، مع اي طرف سياسي اخر، في طول البلاد وعرضها. وفي ضوء ما يحصل، يتلطى حزب الله وراء مبدأ التوافق مسبقا مع الخصوم السياسيين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية تارة، والى تسوية الخلاف بين حليفيه اللدودين باسيل وفرنجية، تارة اخرى لتبرير الامتناع عن انتخاب رئيس الجمهورية حتى الساعة. والخلاصة بما يحصل توزيع ادوار مرسومة بتعطيل انتخاب الرئيس، واطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم، والاستمرار بربط هذا الاستحقاق المهم، بمصالح إيران الاقليمية والدولية على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين.

 

إعتكاف القضاة: بين التضحية والضحيّة!

طوني كرم/نداء الوطن/25 تشرين الثاني/2022

تطول لائحة التحديّات التي تواجهها السلطة القضائية في لبنان، ومعها الآمال المعقودة على إقرار قانون استقلاليتها وإعادة انتظام عملها تحقيقاً للعدالة، في مجتمعٍ يشهد انهيار طبقاته الإجتماعية الوسطى والدنيا، كما سلطاته الدستوريّة، جرّاء تحكم أطماع أو «طموحات» بعض القوى السياسيّة بمستقبل أبنائه.

وإن كانت تبعات الإنهيار الإقتصادي والمالي كبيرة على جميع اللبنانيين، إلّا أن تداعياتها على السلطة القضائية وقصور العدل كما المحامين والمواطنين تتفاقم يوماً بعد يوم، ما دفع الى التساؤل فعلاً عن المستفيدين من ضربها عمداً، بعدما تحوّل حق الدفاع المشروع في القانون، إلى أسلوب سائد لتقديم طلبات ردّ للقضاة لوقف التحقيقات في الملفات الشائكة. وهذا ما برز جلياً، في ملف تفجير مرفأ بيروت القضائي، قبل أن يصبح التعطيل رائجاً بشكل أوسع، مع لجوء النائبة العامة الإستئنافية في جبل لبنان غادة عون إلى الأسلوب نفسه بوجه النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، بعد استدعائها إلى التحقيق على أثر الشكوى التي تقدم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته بحقها، كما فعلها أيضاً وكيل الدفاع عن رئيسة هيئة إدارة السير هدى سلوم، المحامي مروان ضاهر، بتقديمه دعوى ردّ القاضية نازك الخطيب في ملف التحقيقات في النافعة.

وإذ اعتبر نقيب المحامين ناضر كاسبار أنّه من غير المقبول «إستنكاف» القضاة عن القيام بإحقاق الحقّ، ربط الإضراب المفتوح بمخطط ممنهج لتعطيل العدالة والحدّ من الدعاوى المرفوعة من المودعين بوجه المصارف… لتتصاعد في السياق نفسه، أصوات المحامين المطالبة باتخاذ الخطوات المطلوبة ووضح حدٍّ لهذا الإنهيار المتمادي في البلد والقضاء الذي يدفع المواطنين إلى استيفاء حقهم بالذات وكأننا في شريعة الغاب.

ومع مناشدة القضاة «التضحية في سبيل الوطن واستئناف عمل المحاكم»، رغم أحقية المطالب والهموم المعيشية التي تدفعهم إلى الإعتكاف، أوضحت جهات متابعة أنّ «القضاة في توقف قسريّ عن العمل جرّاء استحالة وصولهم إلى قصور العدل التي تفتقد إلى الكهرباء والقرطاسيّة كما الميزانية المطلوبة للصيانة والنظافة». وذلك قبل الحديث عن المطلب الأساسي بإقرار قانون استقلاليّة القضاء، وحمايته من التدخلات السياسيّة. ومع الإقرار أنّ هذا الإجراء دونه معوقات، يضع القضاة في صلب مطالبهم الحصول على ضمانات مادية لا تتعدى راتباً لائقاً، وضماناً صحياً وتقديمات تعليميّة، وأبسط مقومات العمل في قصور العدل من أجل استئناف العمل كالمعتاد. وعن المساعدة الماليّة التي لحظتها الموازنة بزيادة ضعفي أساس الراتب لجميع المستفيدين من القطاع العام، وتحويل 20 مليار ليرة إلى صندوق تعاضد القضاة لإستفادتهم من هذا المبلغ، شددت الأوساط نفسها على أنّ الدستور الذي يعتبر القضاء سلطة مستقلة، يوجب عدم المقارنة بين القضاة الذين لا يتجاوز عددهم الـ 600 قاضٍ، والموظفين في القطاع العام، حيث تتطلب تسوية رواتبهم، خطة متكاملة لن ترى النور في القريب العاجل، خصوصاً وأنّ الزيادة على بدل النقل التي أقرتها الحكومة منذ أشهر لم يتم إلى الآن، تحويلها إلى القضاة.

وعن المساعي التي يقوم بها وزير العدل هنري الخوري والتي من شأنها أن تكون مُرضية للجميع، تحدثت الجهات نفسها، عن غياب الإقتراحات الجديّة التي من شأنها أن تدفع القضاة إلى إستئناف عملهم، رغم تسييرهم للأمور الملحة والمستعجلة، من بينها البتّ في طلبات إخلاء السبيل للموقوفين، ومتابعة الملفات المرتبطة بالأحداث، والنفقة، إلى جانب إستئناف عمل النيابات العامة وعودة قضاة مجلس الشورى إلى عملهم. وترى أوساط متابعة وكأنّ هناك مخططاً ممنهجاً «لإذلال القضاة»، تحديداً بعد تجاهل الموازنة التي أقرها مجلس النواب قبل أسابيع لمطالبهم، والتي عمد النواب إلى مناقشتها والتصويت عليها في خضم الإضراب الذي ينفذه القضاة، وذلك بعد أن عمد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى الضغط على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من أجل حثّه على التراجع عن قراره بتحويل رواتب القضاة على سعر 8 آلاف ليرة قبل أشهر بدل 1507، لتؤكد جهات أخرى توجّه القضاة الى التشدد على وجوب أن يتم دفع رواتبهم على أساس سعر صيرفة (أي ما يزيد عن 30 ألف ليرة) بعدما أعلن حاكم مصرف لبنان عن نيّته رفع سعر الصرف الرسمي إلى 15 ألف ليرة خلال أسابيع. وتتكثف الإتصالات بين القضاة الذين وجدوا نفسهم في المأزق ذاته مع المواطنين، من أجل العودة عن الإضراب وتسيير شؤون المواطنين الذين تعود عليهم الأضرار بالدرجة الأولى لتعذر حصولهم على حقوقهم وإنصافهم كما مقاضاة خصومهم. وهذا ما سيتضح بعد أيام، في حين يشدد البعض الآخر على أن الرجوع عن الإضراب من دون تحقيق المطالب دونه محاذير تحول دون العودة مجدداً إلى المطالبة بحقوقهم، مع العلم أنّ شريحة من القضاة تفكّر جدياً بوقف الاعتكاف والعودة للعمل لتسيير شؤون المحاكم. وعلى الرغم من التعويل على دور السلطة القضائية في إعادة النهوض في البلد ومحاسبة المتورطين في نهب المال العام والفساد، تقاطعت المطالب المحذرة من الإستهتار المتمادي في هذا المرفق العام القضائي والإنزلاق أكثر إلى الإنحدار مع تقدم عدد من القضاة في وزارة العدل بطلب إنهاء خدماتهم.

 

هل يتحوَّل الاشتباك طائفياً؟

طوني عيسى/الجمهورية/25 تشرين الثاني/2022

في آنٍ معاً، يدخل البلد في مأزق دستوري- سياسي بلا أفق، وفي طبقةٍ أكثر عمقاً في الانهيار النقدي والمالي، على رغم محاولات المرجعيات المالية والنقدية تجميل الصورة. ويخشى كثيرون تنامي الاحتقان الطائفي في المرحلة المقبلة، تحت عناوين عديدة. يشعر «الثنائي الشيعي» بأنّه يمتلك القدرة وحده على إيصال رئيس للجمهورية إلى بعبدا. لكن مشكلته تكمن في توفير التغطية المسيحية لهذا الرئيس. والعقدة في ما يتعلق باعتماد رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية تكمن هنا تحديداً. فما الذي يمكن أن يفعله حليفه «حزب الله» لإنجاح هذا الخيار؟ يصعب على «الثنائي»، ومعه الداعمون السنّة والدروز، أن يمرِّروا ترشيح فرنجية إذا بقي يلقى معارضة القوى المسيحية كلها، على ضفتي الاصطفاف السياسي: «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» والقوى الأخرى ومعها بكركي. وهذه تحديداً الورقة التي يتمسك بها النائب جبران باسيل. فترشيحه للرئاسة يوفر على الأقل تغطيةَ إحدى القوتين المسيحيتين الأساسيتين، ولا يمكن التشكيك فيه ميثاقياً. ولهذا يطبّق باسيل مقولة «عرف مكانه فتدلَّل»، بل إنّه «زادها» في الدلال على «حزب الله»، بإعلانه الصريح أنّه لن يدعم فرنجية أياً كانت الظروف. طبعاً، لا يريد «الحزب» أي زعلٍ بينه وبين حليفه «التيار الوطني الحر»، ولن يعتمد أي خيار رئاسي يزعجه. وفي الوقت عينه، هو لن ينكث بالوعد الذي قطعه لفرنجية قبل 6 سنوات بأن يكون التالي بعد الرئيس ميشال عون.

ولا مخرج من هذا المأزق إلّا بتنازل أحد الحليفين، باسيل وفرنجية، للآخر، فتتوافر التغطية المسيحية للعهد الجديد. وهذا الأمر ممكن، لكن ظروفه لم تتوافر بعد. ولكن، مَن سيتنازل للآخر؟ إذا جرى تفاهم بين باسيل وفرنجية على أن يكون الثاني في موقع الرئاسة، فالتسوية يمكن أن تعيش شهراً أو اثنين أو عاماً أو اثنين، كما عاشت تسوية معراب بعد وصول عون إلى القصر. إذ ليس مضموناً استمرارها 6 سنوات، ولو كان الطرفان حليفين لـ»حزب الله». وفي أي لحظة، يمكن أن يصبح باسيل مشاكساً للعهد، ويصطف موضوعياً إلى جانب خصومه المسيحيين من قوى 14 آذار، ولو بقي حليفاً لـ»حزب الله». وهذا الأمر سيعرّي عهد فرنجية من غطائه المسيحي، ما يتسبب بمأزق لـ»الحزب»، إذ سترتفع أصوات المرجعيات المسيحية معترضة على انتهاك «الميثاقية الطوائفية». أما إذا تنازل فرنجيه لباسيل، فسيكون الحدّ المطلوب من التغطية المسيحية سيبقى مضموناً لـ 6 سنوات، كما كان خلال عهد الرئيس ميشال عون، حتى ولو انتقل فرنجية إلى موقع معارض للعهد، وتناغَم تكتياً مع قوى 14 آذار المسيحية.

ويعتقد القريبون من قيادة «التيار» أن لا مشكلة لدى «الحزب» في أي من الخيارين باسيل وفرنجية، حالياً، فكلاهما حليفان. لكن باسيل هو الأقدر على ضمان التغطية الميثاقية المسيحية. وأما العقوبات الأميركية المفروضة عليه فمردها الأساسي هو تموضعه إلى جانب «الحزب». ومن مصلحة «الحزب» أن يوحي بأنّ باسيل ليس مرشحه الحالي للرئاسة. فذلك يساهم في تسهيل المسعى الإقليمي والدولي الذي يبذله الرجل حالياً من أجل رفع هذه العقوبات عنه. طبعاً، من مصلحة «الثنائي الشيعي» أن يتجنّب إثارة مشكلة ذات طابع ميثاقي في هذه اللحظة الحسّاسة. ولذلك، فتح «حزب الله» في الأيام الأخيرة، قناة حوار ضيّقة مع بكركي حول الملف الرئاسي. ويعرف «الحزب» أنّ بكركي «لا تمون» على القوى السياسية المسيحية لتليين موقفها، كما أنّ بكركي لا يمكن أن تكون بديلاً من القوى السياسية المسيحية في تأمين تغطية الطائفة للرئيس العتيد. وما يريده «الثنائي» حصراً، هو إدخالها في حوارٍ معه لسببين:

1- أن يحصل على اعتراف المرجعية المسيحية الروحية بأنّه هو، ولا أحد سواه، الشريك الأقوى في صناعة الرئيس، أي إنّ الرئيس المطلوب لا يمكن إلّا أنّ يكون مطمئناً للمقاومة، كما قال الأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصر الله.

2- قطع الطريق على أي صرخةٍ طائفية قد ترتفع من الصرح البطريركي، تحت عنوان انتهاك الحقوق المسيحية، يمكن أن تكون لها تردّدات سلبية في مرحلة الفراغ الرئاسي، وتنعكس على خيارات أخرى منتظرة، ومنها عقد المجلس النيابي جلسات تشريع في ظل هذا الفراغ، وفيما الحكومة مستقيلة. وهو الأمر تتوافق القوى المسيحية كلها على رفضه واعتباره انتهاكاً للميثاقية.

ويأمل «الثنائي الشيعي» ضمان عدم اعتراض بكركي على جلسات التشريع، تحت عنوان الضرورة، واستناداً إلى سوابق، ولو عمدت القوى المسيحية إلى مقاطعتها. ولكن، هل ستعقد بكركي تفاهمات سياسية خارج أطر التفاهم مع القوى السياسية المسيحية، سواء في ملف الرئاسة أو في ملف التشريع خلال فترة الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال؟ العارفون يعتقدون أنّها لن تفعل، ليس فقط لأنّها لا تريد خلق شرخ إضافي داخل الشريحة المسيحية، بل أيضاً لأنّها تدرك عبثية الدخول في أي تفاهمات لا تحظى بالتفاهم بين القوى المسيحية. إذاً، الحوار الخجول الجاري مع بكركي لن يقود إلى مخرج للعقدة الرئاسية، وكذلك خطوط الاتصال المستورة والمكشوفة مع عواصم عربية وأوروبية. ويُخشى أن يكون البلد مقبلاً على احتقان سياسي واشتباك طائفي يعمّقان الفوضى.

 

الملفّ اللبناني الشائك: أيّ دور لفرنسا؟

مجيد مطر/نداء الوطن/25 تشرين الثاني/2022

بعد زيارة رئيس التيار الوطنيّ الحرّ النائب جبران باسيل إلى فرنسا لاكتشاف مسار الانتخابات الرئاسية، يجوز السؤال عن الدور الفرنسي في لبنان ومدى تأثيره محلياً: هل يملك الفرنسيون الأدوات اللازمة لتفعيل ذلك الدور؟ أم هو مجرّد «نوستالجيا» إلى الماضي الذي تخطّته الأحداث الجيوسياسية في المنطقة؟

لا خلاف حول أن فرنسا تملك القدرة على المبادرة في لبنان، على غرار ما حدث بعد انفجار مرفأ بيروت حين حضر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصياً إلى بيروت، للمجاهرة بأنّ «الأم الحنون» تقف إلى جانب «الابن الضال»، وأنّ عقوقه لا يلغي حرص الأم على هذا البلد العجيب. فانبرى حينها الرئيس الفرنسي إلى تقديم مبادرة سياسية أعادت الروح إلى السلطة المشكو منها شعبياً، فسلّمها مجدداً زمام الأمور، لدرجة أنّ المسؤولين في لبنان أطاحوا بمبادرته، وتلاعبوا بها، فآلت للفشل. خُذِلَ الفرنسيون بعدما جوبهوا برفض التيار الوطنيّ الحرّ مدعوماً من حزب الله، ودفعوا الرئيس سعد الحريري إلى العزوف عن التأليف الحكومي.

هكذا لفظت مبادرة ماكرون أنفاسها الأخيرة، لتكشف عن واقع أليم، لا يريد الفرنسيون الاعتراف به: تراجع تأثيرهم في لبنان لصالح لاعبين آخرين! وقد تبيّن لاحقاً أنّ الرئيس الفرنسي قد بالغ بتقدير نفسه وتقدير موقع بلاده، التي تبحث عن مؤثّرين معروفين، لتتواصل معهم، علّها تحفظ ماء وجهها أمام الفرنسيين والعالم.

فبعد عزوف الحريري كُلِفَ الرئيس نجيب ميقاتي، وسُهّل له تشكيل حكومته، وذلك بعد تفاهم رئاسي إيراني- فرنسي، ليظهر بوضوح أنّ ايران في لبنان دولة عظمى، وأنّ فرنسا مجرد لاعب بحاجة لآخرين على الساحة اللبنانية. حتى الرئيس السابق ميشال عون، الذي لجأ إلى سفارتها، فأنقذته من مصير محتوم، بعد هزيمته المدوّية في 13 تشرين من العام 1990، وإعلان استسلامه عبر بثّ إذاعي، بدا بإسقاطه المبادرة الفرنسية كمن يقدّم الدور الإيراني، ويعطيه الأولوية على حساب الدور الفرنسي، لإدراكه أنّه لا يستطيع أن يحكم بلا رضى حزب الله، وأن طموح صهره الرئاسي لا يتحقّق خارج المنظومة الإيرانية في لبنان.

فبدا العونيون، ومنهم من يحمل الجنسية الفرنسية، أنهم ناكرو الجميل، وأنّ مصالحهم وجشعهم لتحصيل قطعة من جبنة المحاصصة، تتغلّب على المبادئ والقيم. فساهموا بجعل التأثير الإيراني أساسياً، والدور الفرنسي ثانوياً. أمّا عن دورهم في تشتيت المصلحة الوطنية اللبنانية، فحدّث ولا حرج.

وما دلّ على تراجع الدور الفرنسي في لبنان أيضاً، عجز المسؤولين الفرنسيين أنفسهم عن تنفيذ تهديداتهم بفرض عقوبات على المعرقلين لتشكيل الحكومة آنذاك، وقبلوا بالتأثير الإيراني الذي يستند إلى هيمنة وتفوق الحليف اللبناني الذي لا يتصرف، إلّا بهدى ولاية الفقيه.

ففرنسا التي كان لها اليد الطولى في تأسيس الكيان اللبناني، والتي تعي أهميته الجغرافية على الساحل الشرقي للمتوسط، لمواجهة النفوذ البريطاني، خسرت نفوذها بعد الحرب العالمية الثانية، ولم يبق لها إلّا التأثير العاطفي والثقافي إلى حدٍّ ما. فقد حصّل بشارة الخوري ورياض الصلح الاستقلال من فرنسا بدعم خارجي، بريطاني بالتحديد، ثم جاء انتخاب كميل شمعون المرفوض فرنسياً، فعادوا وقبلوا به راضخين للأمر الواقع. كذلك جاء انتخاب فؤاد شهاب برضى مصري – أميركي، وقس على ذلك إلى يومنا هذا. وتجدر الإشارة إلى أنّ الدور الفرنسي بعد التمديد للرئيس إميل لحود، قد عاد قوياً لأسباب معروفة، أوّلها رفض إدارة الرئيس بوش تلك الخطوة، توتر العلاقة مع دمشق، علاقات الرئيس رفيق الحريري الدولية، إهتمام الرئيس جاك شيراك شخصياً بالملف اللبناني، صداقته القوية بالرئيس الشهيد. كل تلك العوامل شكّلت روافد جدية في عودة التأثير الفرنسي. ثم ما لبث أن عاد إلى الخفوت بعد وصول الرئيس باراك أوباما إلى الرئاسة الأميركية الذي رسم سياسة خارجية تتيح لإيران التفرّد بالهيمنة على لبنان والعراق، تُرجم ذلك بوصول ميشال عون إلى الرئاسة، فحدثت تحوّلات سياسية خطيرة، عزلت لبنان عن محيطه العربي، وفرّطت بعلاقاته الخارجية، وشوّهت صورته التاريخية لدى أصدقائه الدوليين.

صحيح أنّ شركة «توتال» قد حازت ترخيص التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية، وصحيح أيضاً أنّ فرنسا قد أدّت دوراً في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأفرقاء، إنّما هذا ما كان ليتم لولا ضرورات الحرب الروسية- الأوكرانية، فوصل ملف الترسيم إلى خواتيمه المرضية من دون أن ينعكس بالضرورة اتساعاً في دائرة التأثير الفرنسي في الملف الرئاسي، خصوصاً أنّ الأميركي موجود، كما الإيراني والسعودي. فإذا وضعنا الولايات المتحدة جانباً كون مصالحها محفوظة، تحديداً من الإيراني، يبقى القول إنّ الدور الفرنسي يتأرجح بين عاملين، الأول سياسي تمثّله إيران من خلال حليفها المسلّح، والثاني اقتصادي تمثله السعودية القادرة منفردة إذا أرادت أن تخرج لبنان من أزمته الاقتصادية، إنّما لن تقوم بهذه الخطوة من دون وضوح الأفق السياسي الذي يشير إلى عودة لبنان إلى الحضن العربي. ومن دون التقاء هذين العاملين، لا قدرة لفرنسا على إيجاد الحلول. وبين هذه الحدّين مطلوب من الفرنسيين خفض توقّعاتهم، فحلّ الملف اللبناني الشائك، يتجاوز قدرتهم المنفردة.

 

الفاتيكان يريد رئيساً "يطبّق الطائف".. والبابا سيزوره

جوزفين ديب/أساس ميديا/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

للفاتيكان دور أساسي في لبنان، دور غير مرئي اعتاد أن يلعبه دائماً، وتحديداً في الأزمات الكبرى. في الحرب والسلم أراد الفاتيكان المحافظة على مسلّمة واحدة في لبنان: الصيغة اللبنانية ببُعدَيْها المسلم والمسيحي، بما يحفظ الدور السياسي للمسيحيين. وفي عقل الفاتيكان أنّ البعد المسيحي في لبنان ليس لبنانياً فقط، بل هو مشرقيّ أيضاً وأوّلاً. ومن هنا يستمدّ أهميّته القصوى. لذلك يكون لبنان حاضراً دائماً في اهتمامات الصرح البابوي في كلّ العهود. ولبنان اليوم يحضر بقوّة بسبب مخاوف من تداعيات الفراغ الرئاسي في ظلّ أسوأ أزمات لبنان على الإطلاق. ولأنّ أزمة اليوم عميقة لدرجة إمكانية تأثيرها على "هويّة لبنان"، كما يحبّ الفاتيكان أن يصفها، فهو يقوم بعدّة خطوات بالتنسيق مع الأميركيين والفرنسيين من أجل إخراج لبنان من أزمته، عبر انتخاب رئيس للجمهورية والمحافظة على الصيغة المتمثّلة حالياً باتفاق الطائف.

ثوابت فاتيكانيّة تاريخيّة في الصيغة والرئاسة

في قراءة لتعاطي عقل الفاتيكان مع لبنان لا بدّ من التذكير بالثوابت تجاه وطن الأرز. فمنذ الحرب اللبنانية (1975 ـ 1990) تدخّل الفاتيكان من خلال سفرائه من أجل وقف إطلاق النار في أكثر من محطّة. وتدخّل في ضمّ الرهبانيّات إلى سلطة بكركي في زمن الطائف، ولا سيّما بعدما لعبت دوراً مركزياً في الحرب إلى جانب "المقاومة المسيحية". يومذاك كان للفاتيكان دور في إقناع البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بالموافقة على اتفاق الطائف، من حيث هو الوثيقة الوطنية التي تحمي صيغة العيش المشترك وتحمي الدور السياسي لمسيحيّي لبنان بعد خسارتهم في الحرب، على وقع التصفية الداخلية بين أكبر قوّتين مارونيّتين يومئذٍ: القوات اللبنانية والعماد ميشال عون. وانطلاقاً من ذلك التاريخ يمكن اختصار الثوابت في ما يلي:

من يعرف كواليس الدبلوماسية الصامتة للفاتيكان يعرف أنّها تتميّز ببذل الجهود الكبيرة، ويعرف أيضاً أنّها تعمل بموازاة الأميركيين والفرنسيين

- رفض تقسيم لبنان والتأكيد على اتفاق الطائف.

ـ اعتماد صيغة العيش المشترك مع المسلمين في لبنان، ضمن دولة لبنانية موحّدة، ورفض طرح الفدرالية على اعتبارها ممرّاً إلى التقسيم.

ـ التركيز في الإرشاد الرسولي، الذي وقّعه البابا يوحنّا بولس الثاني في عام 1997 حين زار لبنان، على الانخراط المسيحي في المدى المسلم الأوسع، وخصوصاً في المنطقة المشرقية.

ـ عدم إدخال لبنان في الصراعات الدولية.

ـ تعزيز بناء مؤسّسات الدولة وبسط سلطتها.

انطلاقاً من هذه الثوابت، عمل الفاتيكان على تشكيل خليّة عمل تهتمّ بالشأن اللبناني، وتُطبّق فيها كلّ الالتزامات الدولية التي يحصل عليها الفاتيكان تجاه لبنان، مثل التزام الأميركيين بحماية الصيغة اللبنانية التي تحمي الوجود المسيحي.

. ولهذه القوى الثلاث مصالح مشتركة في لبنان تجعله في مدار الاهتمام العامّ والخاصّ.

الفاتيكان وحزب الله والرئيس

انطلاقاً من ثابتة رفض أيّ شكل من أشكال تغيير الصيغة والدستور من "مناصفة" بين المسلمين والمسيحيين، إلى "مثالثة"، أو تغيير النظام والذهاب إلى بعض الطروحات المسيحية كالفدرالية مثلاً، تشير المعلومات إلى أنّ الفاتيكان يقود بدبلوماسيّته الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، على أن يحظى بموافقة ودعم غالبيّة القوى اللبنانية في ظلّ استحالة التوافق العامّ على رئيس.

أهمّ أهداف الرئيس المنشود تتمحور حول ثابتتَيْن: تطبيق الطائف وحماية مسيحيّي لبنان.

فهل يُنتخب في لبنان رئيس بغالبيّة أصوات مسلمة وأقليّة مسيحية؟ وهل يُعتبر هذا الأمر من المحظورات في لبنان؟

يرفض الفاتيكان إدخال نفسه في التفاصيل، معتبراً أنّ ثوابته تجيب على كلّ هذه التساؤلات، بدءاً من اهتمامه بالتواصل مع سفراء الدول المعنيّة من أجل لبنان. ويشدّد الفاتيكان على وجوب تطبيق اتفاق الطائف بإصلاحاته السياسية والإدارية، وأبرزها اللامركزية الإدارية التي تعزّز طمأنة المسيحيين، فضلاً عن انتخاب رئيس يحمي الصيغة ولا ينقضّ عليها تحت مسمّيات مختلفة.

أمّا بالنسبة إلى حزب الله، وإن كانت ثوابت الفاتيكان واضحة في ما يتّصل بالسيادة والسلاح، فهو يدعو القوى اللبنانية إلى عدم التلهّي بدور الحزب في سورية واليمن والعراق، لأنّ هذا الدور، بالإضافة إلى دور السلاح، مرتبط بحلّ إقليمي دولي لا لبناني داخلي. ولذلك يدعو القوى اللبنانية إلى أن تتعامل مع الحزب بصفته حزباً لبنانياً موجوداً يتمتّع بتمثيل في مجلس النواب، وسيكون الحوار معه ضرورياً من أجل الاستحقاقات العامّة.

أمّا وظيفة السلاح ودوره في الداخل اللبناني فيرى الفاتيكان أنّ ترسيم الحدود البحريّة مع إسرائيل محطّة مهمّة في مسار هذه الوظيفة وهذا الدور اللذين تقلّصا منذ عام 2006، وأنّ للأميركيين مصلحة عميقة سياسية واقتصادية في لبنان، كما للفرنسيين، وأنّ للفاتيكان مصلحة بالمحافظة على دور لبنان انطلاقاً من الإرشاد الرسولي، وأنّ هذه المصالح تتقاطع في هذه المساحة الصغيرة المتمثّلة بلبنان.

انطلاقاً ممّا سبق، قدّم السفير البابوي بابلو بورجيا، الذي كان قائماً بالأعمال في عهد السفير غابريال كاتشيا، أوراق اعتماده قبل انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، ثمّ غادر من أجل متابعة طبيّة في روما، على أن يعود بعدها ليستكمل العمل وفق ثوابت إدارته. وبعد الانتهاء من المعارك العبثية الرئاسية في لبنان وانتخاب رئيس جديد، سينظّم بورجيا زيارة للحبر الأعظم البابا فرنسيس للبنان، بعد إتمام الانتخابات الرئاسية، ووصول رئيس يحافظ على هذه الثوابت وليس قبل ذلك.

يبقى أنّه في ذكرى الاستقلال قبل أيام، تلّقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رسالة تهنئة من الحبر الأعظم، الذي تمنّى "أن يستعيد لبنان الوئام والاستقرار والازدهار". وقال البابا فرنسيس في رسالته: "إنني، إذ أطلب من العلي أن يحافظ اللبنانيون على وحدتهم من أجل المصلحة الوطنية العامة وتأمين رعاية إخوانهم الأكثر عوزاً، أتمنّى أن تحلّ بركة الرب على هذا البلد".

وهذه صلاة كرّرها أكثر من مرّة في أكثر من مناسبة العام الماضي. يتذكر المتابعون أنّه حمل مرّة العلم اللبناني مصلياً. غير أنّ عمل الفاتيكان لا يقتصر على الصلاة، بل هو شريك في أيّ تسوية مقبلة على البلاد من أيّ جهة أتت.

 

جولة في "رأس" فرنجيّة وباسيل والسيّد

جان عزيز/أساس ميديا/الجمعة 25 تشرين الثاني 2022

 بدا صادقاً جبران باسيل في كلامه الباريسي، حين نطق بتلك العبارة: "أكثر الأمور صعوبة أن تقبل بما لست مقتنعاً به". تنطبق هذه العبارة على ذلك المثلّث من العلاقة الملتبسة المأزومة والمأزقيّة بين الماضي والحاضر، بين المعلن والمضمر، بين سليمان فرنجية وجبران باسيل وحسن نصرالله.

نبدأ من فرنجيّة

فرنجيه بدايةً مشروعٌ له ومنطقيٌّ أن يفكّر ويقول التالي:

"ها قد أمضيت نيّفاً وثلاثين سنة في هذا الخط. ليست مصادفة ولا تفصيلاً أنّ أوّل إطلالة لي على الشأن العامّ، كانت لمّا انتفضت على عمّي روبير، في 20 آب 1990، لصالح سوريا الأسد. ولمجرّد أنّه قيل حينها إنّ عمّي كان قد تناغم أو تقرّب من رئيس الحكومة العسكرية يومها ميشال عون، وماشاه في مغامرة إقفال المرافئ غير الشرعية. يومها كان عون يعلن أنّه يريد تكسير رأس حافظ الأسد. وظلّ السيّد حسن بعدها يؤكّد لنا طويلاً أنّ عون حالة إسرائيلية صداميّة تدميرية.

تلك كانت خطوتي الأولى.

بينما أوّل إطلالة لجبران باسيل على الشأن العام، كانت حين وقف في مهرجان 7 آب 2002، في أنطلياس، يقرأ برقيّة السيناتور الأميركي إليوت أنغل، عرّاب قانون محاسبة سوريا، الذي كان يسمّي حزب الله إرهابياً والأسد مجرماً. ومرّت الأيام... اثنتان وثلاثون سنة على وقفتي تلك. وعشرون سنة على وقفة جبران هذه. حتى صار معنا في خط واحد. وانتصر خطّنا المشترك. انتصر من بيروت إلى الشام. فجأة بعد انتصاره وانتصارنا، صرت أنا مضطرّاً إلى حيازة موافقة جبران باسيل لآخذ حقّي؟؟".

وطبيعي أكثر أن يستعرض فرنجية مساره في العقدين الأخيرين:

- سنة 2004، كان هو المرشّح الطبيعي لرئاسة الجمهورية. لكنّهم تركوه وحده. لم يزكِّه أيٌّ منهم لدى بشار الأسد. حتى عندما ذهب إيلي الفرزلي للقاء الرئيس السوري، وعرض عليه مطالعته بأن "عيِّن لنا أيّ رئيس، إلا التمديد لإميل لحود. لماذا لا تجرّب فرنجية؟"، أجابه الأسد، كما روى الفرزلي في مذكّراته: "ليس وقت تجارب الآن...".

- سنة 2005، تركه حلفاؤه وحده مجدّداً. وذهبوا ليعقدوا "التحالف الرباعي" مع أعدائهم وخصومه. حتى سقط في نيابة زغرتا معقله ومسقط رأسه. اكتفوا بزيارة شرح للظروف وتفسير لموجبات الخطوة القومية الكبرى.

- سنة 2015 جاء إليه سعد الحريري طوعاً بكامل إرادته ووعيه القانونيَّين والسياسيَّين. قال له: أنت رئيس للجمهورية. فقالوا له: "لا. عون هو الرئيس". وقَبِل والتزم. حتى إنّه لم ينزل إلى المجلس ليؤمّن نصاب انتخابه شبه المضمون.

في كلّ تلك المراحل سكت سليمان فرنجية. لا بل استمرّ يخوض معارك "الخطّ" كلّها:

- يوم كان المطلوب مواجهة الحريري والسعودية، وحده قال لابن الشهيد: "أنا شربان من ميّة إهدن. مش ميّ محلّاية متلك".

- لمّا كان المطلوب مواجهة بكركي، نقلت عنه جريدة الأخبار جزمه: "أنا بطركي الرئيس الأسد".

- حين توهّج انتصار تموز 2006 وبدا أنّ التغيير الشامل ممكن، كان أوّل من قال: "آن الأوان لتغيير الطائف".

- وصولاً إلى حرب سوريا. وحتى مستنقع اليمن، حين لم يتردّد في القطع بأنّه "مع السيّد نصرالله في موقفه من الحرب السعودية على اليمن أيّاً يكن".

- اجتاز صحراء عهد عون - باسيل ستّة أعوام. حتى بلغ هذا التشرين. فإذا به مضطرّ إلى توسّل إيماءة باسيل!

أيّ ظلم أكبر من هكذا علاقة؟!

ماذا عن جبران باسيل؟

في الضلع الثاني من مثلّث التراجيديا، ليس إحساس باسيل بالظلم الواقع عليه أقلّ. فبمعزل عن اتّهامه بتورّم "الإيغو" المزعوم لديه، أو التنظير زوراً لوضعه الحرج جدّاً بعد خروجه من بعبدا، وبعيداً عن تلهّف خصومه كيداً لمعاينة مستقبله المفتوح على كلّ الخناجر التي يزعمون أنّه زرعها، وها قد لاح موسم حصادهم... طبيعي جدّاً أن يتدافع في رأس جبران تفكيرٌ كالتالي:

"يا سيّد حسن، هل من لزوم للإعلان أو التذكير بأنّني أنا من جاء بميشال عون إليك؟! كان عائداً لتوّه من عند إليوت أبرامز في خريف 2005، يوم أقنعته. أنا وحدي. راجع وثائق ويكيليكس. تخبرك كيف أنّ رفاقي كلّهم، نوّاباً ووزراء، كانوا قد عبّدوا مسالك عوكر للتحريض على التفاهم. أو التبرّؤ منه والتنصّل في أدنى الوشايات. أنا وحدي من صنع التفاهم معك. أخذت ميشال عون إلى الضاحية. ميشال عون صاحب أوّل تسمية وتوقيع باسم القوات اللبنانية إبّان معركة تل الزعتر. يوم كان اسمه الحركي "رعد". ميشال عون عين الرمّانة وسوق الغرب وحرب التحرير... ميشال عون "قانون تحرير لبنان" و"قانون محاسبة سوريا" والشهادة أمام الكونغرس الأميركي في أيلول 2003 والقرار 1559... أنا أخذته إليك يا سيّد. وأنا من وقف معه في خوض كلّ معاركك. في حرب تموز صارت المسيّرة الإسرائيلية نجماً ثابتاً في سماء الرابية. وبمواجهة المحكمة الدولية صار ضدّ الشرعية الدولية كلّها لأجلك.

يوم قتل الضابط سامر حنّا، قال للناس: "شو رايح يعمل ضابط من الجيش اللبناني بالجنوب؟"، دفاعاً عنك. وحين نبشوا تاريخ الرهائن الأجانب في بيروت الثمانينيات، خرج مدافعاً: "ومن قال لكم إنّ هؤلاء كانوا سيّاحاً؟!". ولمّا ذهبتم قبل عشرة أعوام للقتال في سوريا، قال لناسه: هذه مقاومة استباقية مشروعة. "واسألوني الثلاثاء المقبل إذا لم تكن قد انتهت الحرب". جاء إليك عون ومعه 70 في المئة من المسيحيين. وراح يخسرهم تدريجياً بسبب تموضعه هذا. حتى انتهينا في الانتخابات الأخيرة قبل شهور بأقلّ من 20 في المئة ممّن اقترعوا. أو ممّن بقي في لبنان من شعبنا العظيم. كلّ ذلك كرمى للتفاهم معك يا سيّد.

وعلى دروب تلك الجلجلة الطويلة، تعرّضت أنا لاغتيال سياسي يوميّ. بل لحظيّ. من كلّ الناس. من بيتي أوّلاً ومن كلّ بيت في لبنان. وصولاً إلى اغتيال أميركي قانونيّ. بحجج وذرائع مغشوشة، مثل فيول سوناطراك. وبعد كلّ هذا العذاب، يُطلب منّي أن أرمي خلفي كلّ شيء وأن أذهب لأنتخب سليمان فرنجية رئيساً؟! ماذا أقول للناس؟ ماذا أقول لناسنا وناسي؟ إنّني قرّرت الانقلاب على نتائج الانتخابات التي لم يجفّ زيفها بعد، وتزكية من فاز بمقعد نيابيّ صافٍ واحد، على حساب المقاعد العشرين غير الصافية؟ أو إنّني اكتشفت أنّ نظرية الرئيس الأقوى في بيئته كانت خطأ؟! أو إنّني أقرّ وأعترف بأنّ السيّد هو من نصّب ميشال عون رئيساً قبل ستّة أعوام، وعليّ الآن احترام "موازاة الصيغ" والرضوخ للقاعدة نفسها، والإذعان لاختياره الرئيس المقبل، من نفس الموقع والقدرة الكليّة التي ساهمت في منحها له؟! ماذا سيقول الناس عنّي وعنّا؟! إنّ دولة عائمة اشترتنا بالجملة؟! أو إنّ مليارديراً ما خارج لبنان، مليء الجيب خاوي الرؤية، اشترانا بالمفرّق؟! أو إنّني تحوّلت مجرّد مأمور في تركيبة نسجتها بيدي، أو منسّق سرايا المقاومة فرع البترون؟! ظلم كبير أن أقبل بكلّ هذا. والظلم الأكبر أن يمشي المرء بما ليس مقتنعاً به.

تراجيديا نصرالله

يبقى الوضع التراجيدي الثالث عند السيّد حسن نصرالله. يعرف هو كلّ ما سبق. لكن ما العمل؟

لا شكّ أنّه يبتسم بعينيه الاثنتين لِمن هما بمنزلة عينيه الاثنتين. حرصاً وودّاً. لكن في النهاية، أو هي منذ البداية، ليس السيّد مؤسّس شركة تعهّدات رئاسية. ولا مدير مؤسّسة حملات انتخابية. هو رأس مشروع كبير. أكبر من كلّ الأشخاص والأسماء. وربّما أكبر من البلد. وهو وكلّ مَن معه في خدمة المشروع. ولا أحد يكون المشروع في خدمته. وعلى فرنجية وباسيل إدراك ذلك، أكثر من سواهما وقبل غيرهما. وعليهما أن يتبصّرا في أوضاع هذا المشروع الكبير اليوم. من قلب طهران إلى قلوب غالبية اللبنانيين الكاظمين "حبّهم". في المنطقة غليان كثير وكبير. ولا شيء يطمئن. والمشروع نفسه بات شبه محاصر اليوم في لبنان. الشارع السنّيّ معروف التوجّه. البيئة الدرزيّة أكثر. حتى داخل الشارع الشيعي بدأت ظواهر غريبة. إن لم تكن غربيّة. ها هما حسين قاووق ومحمد الدايخ مثلاً. ليسا مجرّد اسمين. هما رمزان لحالة شيعية تدّعي أنّها معنا في المقاومة. لكنّها ضدّنا في "المشروع".

التغييريّون صاروا أكبر كتلة اقتراعية. وهم خطر علينا جميعاً. ها هو جمرهم تحت رمادكما الضحل. على الرغم من كلّ ما فعلناه من تهويل وتخوين وتعميل (عمالة) وتسفير (سفارات)، نجونا منهم في الانتخابات الأخيرة، بأن تفرّقوا، أو أوصلوا من ليس مؤهّلاً لتجسيد آمال ناسهم. لكن ماذا لو أفادوا من هذا التعثّر بعد أربع سنين وتعلّموا من أخطائهم واتّعظوا وأوصلوا ثوّاراً أكثر وأقدر؟! في ظلّ هذا المشهد المأزوم برمّته، تريدان منّي أن أقسّم ما لديّ وأن أبعثر ما تبقّى لكما ولنا في بيئتكما؟ رجاءً أوقفا هذه المهزلة. ولنهدأ كلّنا. ولننتظر. ثمّة مآزق يحلّها الوقت. لنأمل أن يكون هذا المأزق واحداً منها.

 

لبنان والاستعصاء على التغيير!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

للمرة السادسة وأكثر يجتمع مجلس النواب في لبنان لانتخاب رئيسٍ للجمهورية من دون أن يتمكن من ذلك! والسبب المعلن أنّ أحداً من المرشحين (المعلنين أيضاً!) ما استطاع جمع ثلثي أعضاء المجلس على تأييده لتولّي المنصب السامي. أما الواقع فهو الإصرار من جانب «حزب الله» على تكرار التجربة العونية. إذ عندما انتهت مدة الرئيس الأسبق ميشال سليمان عام 2014 استمرّ الحزب في تعطيل التجربة الانتخابية لمدة عامين ونصف العام حتى أُرغم خصوم الجنرال ميشال عون مرشح الحزب الأوحد على التسليم له فصار رئيساً عام 2016. في البداية سلّم له خصمه المسيحي الرئيسي سمير جعجع، ثم خصمه السني سعد الحريري. ورغم متغيراتٍ كثيرة حصلت منذ ذلك الحين؛ فإنّ الحزب صار أسير تجربة «النجاح» تلك، وهو يسعى الآن بعد انقضاء مدة السنوات الست لعون على فرض حليفه الآخر سليمان فرنجية أو من يشبهه في الرئاسة. في المشهد الداخلي هناك ثلاث عقبات أمام الحزب وحليفه: أنّ الحزب وحلفاءه ما عادوا يملكون أكثرية في مجلس النواب بعد انتخابات العام 2021، وأنّ جبران باسيل صهر الجنرال المنقضي الولاية لا يسلِّم للحزب ومرشحه الجديد القديم. والعقبة الثالثة، أنّ أكثرية النواب المسيحيين مصممون حتى الآن على رفض دعم فرنجية أو باسيل على حدٍ سواء، وأنّ نحو الخمسين منهم يرشحون النائب ميشال معوض (وهو من بلدة زغرتا بشمال لبنان مثل فرنجية) للرئاسة.

لا أحد من خصوم الحزب من السياسيين يصدّق أنه لا يستطيع إخضاع باسيل (الذي يمتلك كتلة بالمجلس تبلغ نحو الثلث من النواب المسيحيين البالغ عدد مجموعهم 64) لإرادته. ثم إنّ المرشح سليمان فرنجية ليس بالغ الجاذبية والإغراء للقوى الجديدة بمجلس النواب وخارجه؛ وإن لم يكن حاداً وشرساً مثل الجنرال عون. إنما الذي يزيد من التنفير من الحزب وحلفائه التجربة السيئة والمسيئة للجنرال عون في عهده المأساوي. لكن في الوقت نفسه، فإنّ الأجواء المعارضة للحزب وحلفائه لا تملك من التماسك والإصرار ما امتلكه الحزب ولا يزال؛ وهذا علاوة على أنّ الأحجام تكاد تكون متساوية حتى الآن. وهذا كله ولا نزال نحسب الحسابات الداخلية البحتة، وهي كلها تعطي الحزب وحلفاءه رجحاناً ظاهراً بغضّ النظر عن أعداد النواب. وإذا تجاوزنا الأوضاع الداخلية مؤقتاً، تحسب الجهات الدولية للحزب أنه حقّق أخيراً - بالتوافق مع الإدارة الأميركية ووساطتها - ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، لتمكين لبنان من البحث عن الغاز والبترول في مياهه الإقليمية شأن ما فعله وأنجزه جيرانه. وهكذا أثبت - بعد العداء الطويل مع أميركا وإسرائيل - أنه يستطيع أن يكون واقعياً وبراغماتياً؛ بل وأن يضمن الاستقرار على الحدود وبالداخل. فهل يتغاضى الأميركيون والفرنسيون ذوو النفوذ المتزايد أخيراً عن إزعاجات الحزب وسلاحه وعلاقاته بإيران وبالنظام السوري، بسبب ميزات القوة والإنجاز التي يمتلكها، وبسبب أزمة الطاقة المتفاقمة والتي تجعل من سِلَع الطاقة المتحققة والمأمولة ضرورة قصوى يجري التغاضي من أجلها عن كل الاعتبارات الأُخرى؟!

في السنوات الأخيرة، وتحت وطأة الانهيارات الهائلة في كل شيء بلبنان ومن حوله، شجع الأميركيون والفرنسيون والعرب الطموحات الداخلية للتغيير من خلال الانتخابات ومن خلال وسائل الدعم الأخرى للقوى الشابة والتغييرية. وقد بدت نتائج ذلك في أوساط المسيحيين أكثر من الطوائف الأخرى وبخاصة السنّة. والآن، ومع ازدياد التأزم والانقسام في الأوساط الدولية والإقليمية بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية، والتحالفات القديمة/ الجديدة بين إيران وروسيا، والتباعد المتزايد بين الغرب وإيران؛ فأي الاعتبارات تتقدم، أو كيف يؤثر ذلك على الأوضاع في لبنان، أو إلى ماذا يميل الغربيون: هل تتقدم اعتبارات أزمة الطاقة فيتركون لبنان لإيران كما فعلوا أيام أوباما، أو يحاولون استخلاص لبنان وبخاصة أنّ استخراج الطاقة وتصديرها سيظلُّ بأيدي الشركات الغربية على أي حال؟! الفرنسيون يزعمون لأنفسهم علاقات خاصة بالحزب وإلى حدٍ ما بإيران؛ ولا يختلف الأميركيون عن ذلك بداعي الحرص على الاستقرار وعلى الطاقة معاً. والمعروف أنّ الأميركيين والفرنسيين يمتلكون نفوذاً لدى المسيحيين بقواهم التقليدية والجديدة. فإذا اتفقوا مع الحزب فيستطيعون التأثير على المسيحيين وعلى السنّة!

هناك إذن إذا نظرنا للمحيط والخارج اعتبارات متضاربة. ومن سنوات يؤكد الغربيون والعرب على إرادة إنقاذ لبنان وتقديم المساعدات له إذا تحققت فيه إدارة معقولة للدولة، وتحققت بعض الإصلاحات الضرورية التي تؤهله للحصول على دعم صندوق النقد الدولي، والجهات الدولية والعربية. ومنذ ثلاث سنوات وحتى الآن ما استطاع لبنان السير باتجاه شيءٍ من ذلك وهو يزداد غرقاً في المشكلات المتفاقمة. وحتى الثروات البحرية التي جرى الاتفاق حولها كما سبق القول، تحتاج إلى أوضاع طبيعية في الرئاسة والحكومة، وهما الأمران الممتنعان حتى الآن. فهل يوضع ذلك كلُّه بأيدي حزب مسلَّح ومرتبط بإيران بشاهدٍ واحدٍ وأوحد وهو الموافقة على ترسيم الحدود البحرية؟ وماذا لو ازدادت علاقات الغرب بإيران سوءاً، فما هي الضمانة لعدم استخدام لبنان من جديد، كما يحصل حتى الآن في سوريا والعراق واليمن، والحزب موجود (حتى الآن أيضاً) في كل هذه الساحات؟!

وللمرة الثانية أو الثالثة وسط هذه الاعتبارات المتضاربة أو المتناقضة: هل يمكن عزل لبنان أو تصغير مشكلته بحيث يتحيد عن الصراعات الإقليمية؟ قد يكون هذا ممكناً لولا وجود الحزب المسلَّح الذي لا يملك سلاحه فقط، ولا يملك نفوذه فقط في كل المؤسسات والمرافق؛ بل ويملك أيضاً تأييد السواد الأعظم من الطائفة الشيعية، وأعدادها أكثر من ثلاثين في المائة من الشعب اللبناني، وهو مربوطٌ برباطٍ وثيقٍ مع إيران ومشكلاتها الإقليمية والدولية.

عندما جرى ترسيم الحدود مع إسرائيل قال خصوم الحزب: ما عادت هناك حاجة لتكويم السلاح! والطريف أنّ آموس هوكستاين، الوسيط الأميركي في مسألة الحدود البحرية، سارع للقول: ما انحلّت كل المشكلات بين الحزب وإسرائيل! ثم علينا ألا ننسى أنّ الحزب موجود بقوة في سوريا بسلاحه ومقاتليه. وإسرائيل لا تسمح للحزب وإيران بتركيز السلاح والقواعد في سوريا؛ فسلاح الحزب بلبنان باقٍ على الأقلّ من أجل الوضع الإيراني في سوريا وإلى أجل غير مسمى. فلننظر أخيراً من جديد في الوضع اللبناني الذي قلنا في عنوان المقال إنه عصي على التغيير. الرئيس اللبناني مسيحي. لكنه رهينة بيد الحزب الشيعي، ولا يختلف كثيرا عنه رئيس الحكومة السني! وقد قال نصر الله أخيراً إنه يريد رئيساً مثل عون تظل «المقاومة» معه آمنة من الغدر والخيانة. ثم إنّ ما لم يقله إنه وعد بالرئاسة سليمان فرنجية بعد عون! هذا هو فهم الحزب لمصالحه، بغضّ النظر عن توجهات الرأي العام اللبناني والمسيحي! فهل الوضع عصي على التغيير؟ هو كذلك بالفعل. لأنه إذا سلّم الغربيون للحزب من أجل الطاقة والسلام مع إسرائيل فسيبقى متحكماً مثل الآن وأكثر. وإذا ظلوا مع التغييريين كما كانوا يقولون فلا رئيس ولا استقرار ولا خروج من مآزق الانهيار!

 

عالم متعدد الأقطاب!

أكرم البني/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

ليسوا قلة من راحوا يفركون أياديهم فرحاً بالحرب الروسية على أوكرانيا، على أنها منعطف لولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب، بديلاً لنظام أحادي القطب، تفردت خلاله الولايات المتحدة بالهيمنة على العالم، كما ليسوا قلة من شغل بالَهم هذا الاستنتاج، وأثار عندهم «مروحة» من الآراء والاجتهادات حول ماهية ما نعيشه وحقيقة ما ينتظرنا. ثمة من لا يجدون فارقاً نوعياً بين عالم أحادي القطب، أو ثنائي القطب، أو متعدد الأقطاب، ما دام أسلوب القوة والركون إلى عقلية العنف والغلبة هما العلامة المشتركة في صنع تلك العوالم، وينصحون بعدم التسرع في إظهار البهجة والفرح بنظام جديد متعدد الأقطاب، ما دام يشكل استمراراً لجوهر ومقومات النظام القديم، ويحلل دور القوة العسكرية في منح التفوق والسيطرة لدول على أخرى، وفي تكريس مناخ يغذي منطق التسلط ولغة الحرب والسلاح، ما يفتح الباب موضوعياً أمام مزيد من القهر والظلم، ويوفر غطاء مريباً لتمرير أفظع الانتهاكات والارتكابات، وتغذية ردود الفعل العنيفة والنزاعات المتخلفة الإثنية والطائفية، التي لن تقف عند حدود. بينما يلفت آخرون النظر إلى ضرورة التمييز بين ماهية النظم السياسية التي تؤلف هذه الأقطاب، ومدى تباين درجات علاقاتها بشعوبها وبقواعد الحياة الديمقراطية. ويصرح هؤلاء بوضوح أن سياسة الهيمنة الأميركية تبقى «الأقل شراً» ما دامت تحتكم للانتخابات ولإرادة مواطنيها وقابلة للتغيير ربطاً بأوضاعها وحاجاتها الداخلية، بخلاف دول وأنظمة تستمد دوافع هيمنتها من تعبئة آيديولوجية أو عصبية متطرفة، ولا يهمها أزمات مجتمعاتها أو رأي شعوبها وخياراتهم، كحال إيران وغيرها. ويدرج أصحاب هذا الاجتهاد أمثلة كثيرة تشير إلى ارتباط الهيمنة الأميركية وطابع سياساتها في العالم بوضعها الداخلي ومشكلاته، الذي عادة ما يؤسس لبرامج انتخابية متفاوتة، وأحياناً متعارضة، فحين بالغت واشنطن بتدخلاتها الدولية وتسعير الحروب خلال رئاسة جورج بوش الابن، حصل العكس تماماً خلال رئاسة باراك أوباما ليشهد الدور العالمي الأميركي إحجاماً وانكفاء، وصل عند الرئيس دونالد ترمب إلى الانسحاب من قمة المناخ، والدعوة لإنهاء دور حلف شمال الأطلسي!

وبين هذا وذاك ثمة من رفضوا من الأساس تعبير القطب وأظهروا تفضيلهم لاستخدام مركز قوة بديلاً عنه، معتقدين أن المناخ العالمي لا علاقة له بالأقطاب، بل تفرضه التوازنات بين مراكز قوة متعددة تتفاوت إمكاناتها وتوجهاتها بين مرحلة وأخرى، وإن صح اليوم اعتبار الولايات المتحدة مركز القوة الأكبر الذي يمتلك وزناً نافذاً في تقرير مصير كثير من الأزمات الدولية، بما ينسجم مع حساباته ومصالحه، فهناك تكتلات ومراكز قوى، ربما أقل شأناً ودوراً، لا يصح إغفال تأثيرها العالمي، ولا تتردد في انتهاج سياسات تخدم مصالحها، منها الصين وروسيا، وارتدادات تقاربهما؛ مثل مجموعة بريكس، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شنغهاي، ومنظمة آسيان، وغيرها، وبدرجة ثانية التكتل الأوروبي، إن أخذنا في الاعتبار الخطوات التي حاولت بعض دوله خطوها، قبل حرب أوكرانيا، للتحرر من النفوذ الأميركي، واتخذت الآن منحى جديداً يقوم على التمكن عسكرياً وزيادة المخصصات لتعزيز أمنها وتحديث جيوشها.

ليس ثمة طرف واحد قادر على التقرير والحسم عالمياً، كذلك يعلن أصحاب الرأي السابق، بل هناك أدوار فاعلة ومؤثرة لمختلف مراكز القوة في بناء المناخ الدولي، وإن لم يصل أي منها لتقديم بديل اقتصادي وسياسي وعسكري للنموذج الغربي القائم، حتى إن أظهرت تداعيات حرب أوكرانيا فشل محاولات روسيا وحلفائها في إنشاء سوق عالمية منفصلة عن تلك الرأسمالية التي يسيطر عليها خصومهم، لكن نجاح أميركا في حماية نموذجها لن يمنع موسكو من تكرار السعي لتأسيس فضاء خاص بها، وربما لإعادة بناء إمبراطورية روسية، حتى وراء أسوار حديدية، كما لن يضعف همة الصين في تغذية خصوصية تفوقها الاقتصادي وأشكال تسللها لتوسيع نفوذها العالمي.

في الرد على فرضية العالم القطبي، لا يجانب الصواب من يدعو إلى تركيز الاهتمام على تنمية الأوضاع الذاتية ومنحها دوراً رئيساً وحاسماً، محذراً من خطأ الركون والتسليم للواقع القائم والاعتماد على قطب ما، بدل الاعتماد على سياسات كفيلة بتغيير أوضاعنا نحو الأفضل، بما يجبر القطب الواحد أو الأقطاب المتعددة على احترام مواقفنا ومصالحنا. كما لا يخطئ من يتساءل؛ أين الدور المفترض أن تلعبه الأمم المتحدة في ضبط التوازنات وبناء التوافقات وإدارة الخلافات بين مختلف المكونات العالمية على أسس سلمية وندية؟ ألم يحن الوقت أمام عبث القوى العظمى لتعديل ميثاقها الذي أعطى مركزاً متميزاً للدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن؟ وألم تغدُ ضرورة لمواجهة المخاطر المشتركة التي تهدد راهن البشرية ومستقبلها، أن ننشر ثقافةً تُشجع روح التكاتف والتعاضد وتَدفع فكرة التشارك وقيم المواطنة العالمية إلى الأمام؟ وكيف من دون التشديد على نبذ لغة القوة والغلبة وتطبيق الديمقراطية في العلاقات الدولية، يمكن أن تحاصر أنظمة وفئات، لا يعنيها العمل الجماعي والبعد المؤسساتي العالمي، بقدر ما تعنيها مصالحها الضيقة وحسابات الهيمنة على مجتمعاتها، كما العبث بمصالح الأوطان الأخرى وهتك حقوقها؟ في 16 يناير (كانون الثاني) عام 1991، ومع بداية حرب الخليج، أعلن الرئيس الأميركي عن نظام عالمي جديد، وأن سيادة القانون، لا قانون الغاب، هي التي ستحكم سلوك الأمم! ومع حرب روسيا في أوكرانيا أعلن الرئيس الروسي عن انتهاء حكم القطب الواحد الظالم وعن عالم عادل متعدد الأقطاب! لكن، كما كانت البشرية تحتاج إلى فشل أميركا في العراق وأفغانستان كي تقتنع واشنطن بعدم جدوى استخدام القوة المحضة لتكريس النفوذ والهيمنة، ولفرض ما تعتبره نظاماً جديداً، فإن البشرية ذاتها تحتاج اليوم إلى فشل صريح لقيادة الكرملين في حربها في أوكرانيا كي يعود الكل إلى رشده وإلى تشجيع البحث عن مكامن للقوة والتفوق غير القدرة العسكرية، أو التهديد بها. ثمة طرق شتى أقل آلاماً للأمم في إدارة خلافاتها وصراعاتها، أوضحها التحرر من الاستقطابات الحادة والعودة للسياسة وبناء التوافقات والتفاهمات، وربما لن يطول الوقت حتى تقتنع البشرية بأن الحروب والتسعير ضد الآخر قد استنفدا أغراضهما وأوصلاها إلى مرحلة لا يشعر الجميع فيها بالعزلة والإنهاك فحسب، وإنما تنذر بفنائها.

 

طهران تلوّح بخيار شمشون من جديد

أمير طاهري/الشرق الأوسط/25 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113632/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%b7%d8%a7%d9%87%d8%b1%d9%8a%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%88%d9%91%d8%ad-%d8%a8%d8%ae%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%b4%d9%85%d8%b4%d9%88%d9%86-%d9%85%d9%86-%d8%ac/

لطالما اضطلع الملالي الحاكمون في إيران بدور لا يمكن التنبؤ به في كثير من الأحيان، لدرجة أنه أصبح من المتوقع دوماً أنهم سيتخذون خطوات لا يمكن التنبؤ بها. وفي مواجهة انتفاضة وطنية يبدو أنها مستمرة رغم القمع الهائل الذي تجري ممارسته بحقها، وتعرّض النظام لهزة عنيفة جراء الموقف الصارم غير المتوقع من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن النزاع النووي الذي لا ينتهي، أصدر آية الله علي خامنئي أوامره باللجوء إلى وصفة قديمة تعتمد على عنصرين. يتمثل الأول في إعلان أن الجمهورية الإسلامية بدأت تخصيب سداسي فلوريد اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة بدلاً من نسبة الـ 67/3 في المائة المسموح بها بموجب «الاتفاق النووي» المحتضر المبرم مع الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. ويعني هذا، أن الملالي يعتزمون تسريع التخصيب إلى 90 في المائة؛ ما يمنحهم المواد اللازمة لإنتاج أسلحة نووية.

ويجري تنفيذ برنامج التخصيب الجديد في مركز فوردو النووي الذي بُني في أعماق الأرض، ويفترض أنه محصن من ضربات جوية محتملة.

كما في المناسبات الثماني السابقة التي استخدمت فيها إيران هذه الحيلة، فإن رسالة طهران الموجهة إلى القوى الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة هي: استئناف المحادثات النووية وإلا...! على مر السنوات، جمعت طهران أكثر عن 10.000 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب الذي لم تستخدمه إلا لأغراض الابتزاز الدبلوماسي. ولعب الملالي هذه الحيلة مع الرؤساء بيل كلينتون، وجورج دبليو. بوش، وباراك أوباما ودونالد ترمب. في كل حالة، باستثناء حالة ترمب، نجحت الحيلة. إلا أن الأمر لم يفلح مع ترمب؛ لأنه أراد التقاط صورة مع الملا الأعلى، مثلما انتزع من طاغية كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وأعتقد أنهم لو أعطوا ترمب الصورة التي أرادها، كانوا ليحصلوا في المقابل على أكثر بكثير مما قدمه أسلافه.

من جانبهم، يحتاج الملالي إلى مسألة الحديث عن الاتفاق النووي، بهدف مواجهة الاتهامات الموجهة لنظامهم باعتباره منبوذاً عالمياً. علاوة على ذلك، فإن المحادثات اللانهائية تمكن الملالي من الظهور كقوة كبرى تتعامل مع قوى كبرى أخرى. من ناحيتها، تفاخرت صحيفة «كيهان» اليومية بأن «جميع القوى الكبرى في حاجة إلى الحديث إلى الجمهورية الإسلامية»؛ لأنهم «يعلمون أن ثورتنا يمكن أن تهدم قصورهم على رؤوسهم». وحسبما أفادت وكالة أنباء «فارس» الرسمية، فإن طهران اليوم تملك ما يكفي من الصواريخ المتطورة لإضرام النار في غرب آسيا بأكملها، التي تطلق عليها طهران الآن الشرق الأوسط. بمعنى آخر، يفكر الملالي في خيار شمشون.

في الوقت نفسه، يلعب وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان دور المبتدئ المتردد بزعمه أن الولايات المتحدة «تتوسل إلينا لاستئناف المحادثات». وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، ظل عبداللهيان يزعج وزيري الخارجية العماني والقطري بمكالمات هاتفية يطلب فيها منهما التدخل لإقناع واشنطن بالعودة إلى المحادثات المتوقفة. أما العنصر الآخر في الوصفة الخمينية، فيتمثل في احتجاز الرهائن، وهو أمر مارسه الملالي منذ اليوم الأول لسيطرتهم على إيران المستمرة منذ 43 عاماً. من جهتها، أعلنت طهران، الثلاثاء، احتجاز 41 أجنبيا رهائن واتهامهم بمساعدة الاحتجاجات المشتعلة الحالية في جميع أنحاء البلاد. وبذلك يرتفع عدد الرهائن الذين يحتجزهم الملالي الآن إلى 81، وهو العدد الأكبر منذ اختطافهم 52 دبلوماسياً أميركياً عام 1979.

والتساؤل هنا: هل ستفلح هذه الحيلة مرة أخرى؟ أنا على يقين من أنه لولا الانتفاضة الحالية ضد الجمهورية الإسلامية، لكانت إدارة بايدن قد وقعت في الحيلة بينما ترتسم على وجهها ابتسامة كبيرة، على الأقل من أجل إنقاذ إرث أوباما الوحيد مع العمل في الوقت ذاته على تسوية الحسابات مع ترمب.

ليس من الصعب كشف لعبة طهران على أنها خدعة رخيصة. على مدى سنوات، كانت طهران، من خلال جماعات الضغط التابعة لها والبلهاء المفيدين لها داخل واشنطن، تروّج لفكرة أن خامنئي أصدر فتوى تحظر إنتاج الأسلحة النووية بموجب الشريعة الإسلامية. من المؤكد أن أحداً لم يطلع على الفتوى المزعومة إلا أوباما الذي ادعى أن لديه بعض المعرفة بها. لكن إذا كانت هناك فتوى ولا يعتزم الملالي صنع قنبلة نووية، فلماذا يحتاجون إذن إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة؟ هذه الدرجة من التخصيب ليس لها فائدة واضحة كوقود لمحطات الطاقة النووية الإيرانية البحثية التي تحتاج فقط إلى 20 في المائة من اليورانيوم المخصب.

على أي حال، فإن البلوتونيوم الآن هو الذي يجري استخدامه في صنع القنابل النووية، بدلاً من تخصيب اليورانيوم. وعليه، فإن التخصيب الذي تفتخر به طهران لا يعدو كونه محاولة ابتزاز دبلوماسي. وفيما يخص احتجاز الرهائن كأداة في الدبلوماسية، يجب أن تكون العقود الأربعة الماضية قد علّمت الجميع ألا يتأثروا بهذه المحاولات. لقد عايشنا هذا الأمر مراراً. وعندما يتعلق الأمر بخيار شمشون الذي تفكر فيه الآلة الدعائية التابعة لـ«الحرس الثوري»، ربما يستفيد الملالي من إعادة قراءة قصة شمشون الواردة في التوراة.

يمثل شمشون هرقل التوراة الذي يقتل أسداً بيديه ويقود 1000 فلسطيني بعظم فك حمار. ورغم امتلاكه جسداً عملاقاً، فإن عقله كان صغيراً وترك نفسه يقع في حب امرأة، وهي طريقة رمزية للقول بأنه سقط في فخ أوهام العظمة وفقد النعمة الإلهية التي تقف خلف هذه القوة.

من ناحية أخرى، نجحت لعبة الملالي طالما كانت تخص أنفسهم فقط والسياسيين الغربيين المتشائمين. إلا أننا هذه المرة، نجد لاعباً ثالثاً في الميدان: جزء كبير من الإيرانيين الذين يشعرون أنه لم يعد بمقدورهم تحمل الوضع القائم.

لقد تم ثقب أسطورة الاستبداد الخميني كنظام قائم على تأييد الشعب، روّجت له شخصيات مثل ناعوم تشومسكي. وحتى بيل كلينتون الذي اعتذر ذات مرة عن «الخطأ الذي ارتكبته الحضارة التي أنتمي إليها بحق الإسلام»، يغرد الآن عبر «تويتر» لدعم الشباب الإيرانيين الذين ينادون بتغيير النظام في طهران.

يذكرني النظام الخميني بإحدى الحكايات اليونانية القديمة عن القنفذ الذي يعرف شيئاً واحداً والثعلب الذي يعرف الكثير. يمكن للقنفذ أن يحمي نفسه طالما لم يكن الثعلب مستعداً لاستخدام معرفته الأوسع ضده.

في التعامل مع نظام استبدادي مثل ذلك الذي فرضه الملالي على إيران، فإن الخيارات القائمة لا تقتصر على الاستسلام للغزو كما تدعي جماعات الضغط الإيرانية في واشنطن. ربما يكون الخيار الأفضل ترك الملالي يذوقون مرارة ما صنعوه، وبالتالي الكشف عن انفصالهم عن واقعهم المعاصر، في حين ترغب الأجيال الشابة في إيران أن تكون جزءاً من العالم الحديث. وللمرة الأولى منذ استيلاء الملالي على السلطة، تدور المعركة حول مستقبل إيران داخل إيران نفسها. وحتى لو افترضنا أن النظام الخميني تمتع بنعمة إلهية، فقد أصبح من الواضح الآن بشكل متزايد أنه فقدها، وأصبح صورة كاريكاتورية لشمشون التوراتي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي وصل إلى روما تحضيرا للجمعيات السينودوسية على مستوى القارات

وطنية  - روما/25 تشرين الثاني/2022  

وصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الى مطار FIUMICINO في العاصمة الايطالية، يرافقه الأمين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك المطران خليل علوان، مدير الاعلام والبروتوكول في الصرح البطريركي في بكركي المحامي وليد غياض، وذلك تحضيرا للجمعيات السينودوسية على مستوى القارات، حيث ستعقد الجمعية السينودسية القارية لكنائس الشرق الاوسط من 12 الى  18 شباط 2023 ، في بيت عنيا حريصا ويشارك فيها اكليروس وعلمانيون من بلدان عربية وسبع كنائس كاثوليكية شرقية. كان في استقبال البطريرك الراعي والوفد  المرافق في صالون الشرف في المطار  المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المطران يوحنا رفيق الورشا، سفيرة لبنان في ايطاليا ميرا ضاهر، القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى الكرسي الرسولي وعدد من رؤساء الوكالات الرهبانية في روما والوكيل البطريركي في المعهد الماروني الخوري جوزف صفير. ويلتقي البطريرك خلال زيارته ابناء الرعية  في القداس الذي سيترأسه الاحد المقبل في كنيسة مار مارون ، في المعهد الماروني.

 

ميقاتي من عين التينة: بحثت مع الرئيس بري في مواضيع سياسية وإقتصادية من بينها موضوع الكهرباء

وطنية/25 تشرين الثاني/2022  

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ،رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيث جرى عرض للأوضاع العامة وآخر المستجدات السياسية. وبعد اللقاء اكتفى الرئيس ميقاتي بالقول :"بحثنا مواضيع سياسية وإقتصادية عدة. ورداً على سؤال عما  اذا تم بحث ملف الكهرباء قال : "من بينها موضوع الكهرباء ".على صعيد آخر ولمناسبة ذكرى الإستقلال تلقى الرئيس بري برقية تهنئة من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الاسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف .

 

رئيس السرياني العالمي" للسياديين": قاوموا المحتل

وطنية/25 تشرين الثاني/2022

إعتبر رئيس حزب "الاتحاد السرياني العالمي" الأمين العام للجبهة المسيحية، إبراهيم مراد، أن "طغمة الاحتلال وعملاءها لا يفوتون فرصة للانقضاض على ما تبقى من قرار حر ومستقل في هذه المزرعة التي يحكمها نظام مركزي يقضي على الحلم بالعيش الحر الكريم وآخرها إبطال نتائج انتخابية نيابية لصالح من أسقطهم الشعب في صناديق الاقتراع من عملاء إيران والبعث".  وأعلن أن "هذه الطغمة وحسب معلوماتنا تتجه لإبطال نيابة نائب سيادي يجسد جيل الشباب في بناء الوطن الحقيقي غير المحتل والمرتهن ألا وهو النائب رازي الحاج عضو تكتل "الجمهورية القوية". وأكد أن "الحل لمواجهة هذا الاحتلال ومنعه من الاستمرار في أسرنا جميعا يكمن باستقالات جماعية مدروسة من مجلس النواب لا تقل عن 45 نائب ومطالبة الأمم المتحدة بوضع لبنان تحت وصاية دولية وتنفيذ القرارات الخاصة بلبنان ومنها القرار1559 على أن يرافقها عصيان مدني في كل المناطق الخارجة عن الاحتلال المباشر، تمهيداً لاقتناع الجميع بأن النظام الفدرالي هو الحل الجوهري لخلاصنا من أزمة النظام والحكم الذي يتسبب بهم النظام المركزي البغيض"، موجها ندءا للسياديين "ليقاوموا المحتل".

 

المفتي قبلان : الحل الحصري والجذري يكمن بالاتفاق على مرشح رئاسي يكون بحجم الشراكة الإسلامية المسيحية وتحديات البلد

وطنية/25 تشرين الثاني/2022

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أكد فيها أن "أوجب الواجبات وسط الكارثة التي تعصف بالبلد والناس، إعلان النفير الوطني العام لإنقاذ البلد والدولة والناس. وهنا التوافق السياسي يصبح ضرورة وطنية عليا، لأن إنقاذ البلد من الفراغ والفوضى والفلتان والطاحونة الاقتصادية النقدية والمعيشية، يتوقف حصرا على التوافق السياسي. والحل الحصري والجذري يكمن باتفاق الكتل النيابية على مرشح رئاسي يكون بحجم الشراكة الإسلامية المسيحية وبحجم تحديات البلد، وإلا البلد من كارثة إلى كارثة، والخراب كما هو معلوم لعبة أمم، والحل في الصندوق السياسي في مجلس النواب، فلبنان على فالقٍ زلزالي خطير، والمطلوب تحييد السفارات عن المصالح الوطنية، خاصة بعض السفارات التي تنام وتستيقظ على مشاريع الحصار والتفريق والتمزيق للبلد". وتوجه المفتي قبلان الى "من يهمه الأمر" :"وضع الناس صعب مستصعب، ورغم ذلك الناس تواكب القرار الوطني، وهي مستعدة للتضحية، ولكن على قاعدة حفظ كرامتها وعزتها وبلدها، والعزة والكرامة لا تكون في واشنطن، بل في بيروت، والتسوية مطلب وطني بحجم كرامة لبنان".  وشدد المفتي قبلان على "ضرورة الحذر من الهجرة الجماعية للبنانيين، واللعب المقصود بالتركيبة السكانية للبلد، وأقول للحكومة وللقوى السياسية نحن أمام كارثة وجودية، والتخلص منها يمر بسوق العمل وحماية اليد اللبنانية وانتشال الدولة من طاعون الفراغ والكساد، وإغلاق أبواب جمعيات مفوضية اللاجئين ووكالة التنمية الأميركية، ومن دون ذلك نحر للتركيبة السكانية والسيادة الوطنية ودفع البلد نحو المجهول".

ونبه المفتي قبلان الجميع إلى أن "هذا البلد بلد عزيز وسيد وحر، بلد هزم تل أبيب وتحرر بدماء شهدائه وتضحيات مقاوميه، وهذا يعني أن التفريط بهوية لبنان أمر ممنوع، والحماية الوطنية للقرار السياسي أمر محسوم، والحصار الذي تقوده واشنطن بحلف دولي إقليمي يريد تغيير هوية لبنان السياسية، ولكن تغيير الشرق الأوسط برمته أسهل من التفكير بالتطبيع مع تل أبيب، فالكيان الصهيوني كيان إرهابي محتل وظالم، ويجب استئصاله، وهذا هو مفتاح التاريخ، والمستقبل لفلسطين والقدس، والتعويل على الحصار تعويل على سراب، بل الحصار يدفعنا لإعادة تكوين قوة لبنان ببناه التحتية، الذي يؤسّس لاستقلال لبنان الاقتصادي، وبذلك الخيارات الشرقية ضرورة وطنية، والشراكة مع سوريا إنقاذية للبلدين معا، وقانون قيصر حصار للبنان قبل سوريا، والوقوف على خاطر واشنطن يعني ترك البلد بالعتمة والكساد والفراغ والكوارث، وهذا ما لا يمكن أن نقبله، فأسواق الشرق مفتوحة، والعرض الصيني الإيراني الروسي أيضا على الطاولة، والمطلوب فقط تحديد وجهة الشرق، لأن من لا يملك قراره لن ينقذ بلده، فزمن التبعيات قد انتهى، وما نحتاجه فقط أن نأخذ القرار السيادي لإنقاذ بلدنا".

 

قاسم: انتخاب رئيس الممر الإلزامي للحلول وإذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها إلى الحوار

وطنية/25 تشرين الثاني/2022

رأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها في لقاء مع لجنة ملف الطاقة والمياه في "هيئة العمل الحكومي في حزب الله"، انه اذا لم يحصل اليوم في البلد،انتخاب رئيس للجمهورية فلا يمكن تحريك الوضع الاقتصادي والاجتماعي وخطة التعافي، لأنَّ الطريق الإلزامي لبداية الإصلاحات وبداية العمل لإنقاذ لبنان هو انتخاب الرئيس، لذا كل الكتل مسؤولة عن انتخاب الرئيس، فلا يحملن أحد "حزب الله" المسؤولية وحده".  اضاف:" نحن لنا عدد معيَّن في مجلس النواب نؤثر بمقدار هذا العدد في انتخاب الرئيس والكتل الأخرى كل منها تؤثر بمقدار عددها. تبيَّن أنَّه لا توجد أكثرية في أي اتجاه سياسي، ومن كان يدعي ان لديه 67 نائبا، كان يجمع ما لا يجتمع، أو كان متوهما بمقبوليته أو مقبولية خياراته عند النواب الجدد أو المستقلين. وانكشف أنَّ اجتماع الثلث مع خياراته إنجاز استثنائي وهذا العدد لا ينجح رئيسا. لا قدرة لأي كتلة أن تحسم الموقف، دعونا إلى الاتفاق بين المختلفين على المواصفات المناسبة لأكبر عدد من الكتل والنواب".وقال :"الورقة البيضاء رسالة إيجابية بعدم الحسم، بينما بعض الأسماء التي طرحت تعيق الاتفاق لأنَّها استفزازية وهم يعلمون بأنَّها لن تنجح، ومشروعها السياسي ضد مصلحة لبنان، وهو يربط لبنان بالمصالح الأجنبية. إذا كانت المقاومة نقطة خلافية أحيلوها إلى الحوار ولنأت برئيس لديه قدرة على العمل الانقاذي باشتراك كل اللبنانيين حول الموضوع الاقتصادي، ويكون لديه القدرة على إدارة طاولة حوار تستطيع أن تجمع اللبنانيين ليتناقشوا في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، ولنر إلى أي نتيجة سنصل".  وتابع  قاسم :"بما أننا متفقون على أولوية الاقتصاد ومكافحة الفساد، فلنحل القضايا الخلافية إلى الحوار. ومن الطبيعي ألا تنطبق مواصفات الرئيس الذي يرعى الحوار على من وضع أولويته في مواقفه السابقة نزع سلاح المقاومة، وتجريد لبنان من قوَّته وكشفه أمام إسرائيل". وختم الشيخ قاسم :"وأخيرا يصعب معالجة الوضع الاقتصادي من دون انتخاب رئيس، فهو الممر الإلزامي للحلول".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 25 – 26 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 25 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113627/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1609/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 25/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113629/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-25-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/