المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 23 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november23.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ يسوع للمشككين بأنه ابن الله المتجسد: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ».ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/بظل احتلال عصابة الكوبتاغون والإرهاب والملالي كل حاكم ومسؤول ونائب ورئيس هو مجرد وج بربارة

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/تأملات وطنية وإيمانية في ذكرى الإستقلال المغيب

الياس بجاني/بالصوت والنص: تأملات إيمانية في استشهاد بيار أمين الجميل وبمفهوم حبة الحنطة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رحيل روميو لحود الذي أحبطته زيارة “اللوفر”.. فلَمَع مسرحياً

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

ناشيونال إنترست: "الحزب" في إيران لقمع الاحتجاجات... إلى جانب هؤلاء

 لقاء في بكركي لتحريك ملف المطران الحاج

الحزب يحاور فرنسا: همّها "مسيحيّ".. وبكركي لا تمانع انتخاب فرنجيّة

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

أميركا وضعت خططها للبنان.. هل يتشدد حزب الله رئاسياً؟/منير الربيع/المدن

السيّد.. القويّ على العالم الضعيف أمام باسيل/زياد عيتاني/اساس ميديا

حكاية "بنك البركة": نهاية أوّل مصرف في لبنان/عماد الشدياق/أساس ميديا

حزب الله «صابر» على باسيل/عماد مرمل/الجمهورية

ما علاقة فريق عمل "القوّات" بـ"نكسة" سمير جعجع؟/ليبانون ديبايت/"سبوت شوت"

ماذا دار بين قائد الجيش ووفيق صفا؟

"إستحالات رئاسية... وعقبتان أمام فرنجية"!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يعين الكاردينال غوجيروتي عميدا لدائرة الكنائس الشرقية خلفا لساندري

إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60 % في فوردو

إيران تعلن «إجراءات» رداً على قرار وكالة «الطاقة الذرية»

السلطات الإيرانية توسع قمع الاحتجاجات وسط مطالب بإقامة استفتاء

برلماني إيراني أكد مقتل 11 شخصاً في مهاباد... وحقوقيون يطالبون الأمم المتحدة بوقف قتل الأطفال

40 أجنبياً اعُتقلوا خلال الاحتجاجات في إيران

على خلفية الاحتجاجات... طهران تغلق صحيفة «جهان صنعت» بسبب مقال وجه اتهامات لقوات الشرطة والأمن

قصف إيراني جديد على مقار للمعارضة الكردية شمال العراق

قصف بمسيّرة تركية يطال قاعدة مشتركة للتحالف الدولي و«قسد»

إردوغان: العملية البرية في سوريا ستشنّ «قريباً»

جلسة مغلقة للبرلمان العراقي لمناقشة الاعتداءات التركية والإيرانية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا إمكانية لدولة مع الفاشيات الشيعية وائتلافاتها وقد حان وقت البدائل/شارل الياس شرتوني

رسالة الوزير السابق يوسف سلامه بمناسبة ذكرى الاستقلال

هل يلتقي «القلب» الفرنسي مع «العقلين» الاميركي والسعودي؟/جورج شاهين/الجمهورية

صراع الأعوان على مكسور الصولجان!/رضوان السيد/أساس ميديا

باسيل ليس مستعجلاً: السيناريو يتكرَّر؟/طوني عيسى/الجمهورية

أزمة الرئاسة في لبنان: البرنامج أم السلة؟/سناء الجاك/سكاي نيوز عربية

التدخّل الخارجي في لبنان أعجز من أن يملأ الشّغور بالرئيس.. المناسب!/فارس خشّان/الحرة

لبنان إلى أين؟/د. ناصيف حتي/الشرق الأوسط

هل انتصرت سردية الرياض ـ أبوظبي؟/نديم قطيش/الشرق الأوسط

اليوم، هو احتفال بالاستقلال/د.منى فياض

هل ينتقل “الحزب” إلى مرشّح ثالث؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

العريضة النيابية عالقة في عنق زجاجة “التشريع”/طوني عطية/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

في عيد الإستقلال.. رحل روميو لحود

ريفي: “الحزب” فشل بتوحيد صفه الداخلي

أبو كسم: عيد الاستقلال ال 79 هذه السنة حزين في غياب رئيس للجمهورية

 الكتائب: نرفض أي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

قَالَ يسوع للمشككين بأنه ابن الله المتجسد: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ».ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.”

إنجيل القدّيس متّى13/من54حتى58/“أَتَى يَسوعُ إِلى النَّاصِرَةَ بَلْدَتِهِ، فَأَخَذَ يُعَلِّمُ في مَجْمَعِهِم حَتَّى بُهِتُوا وقَالُوا: «مِنْ أَيْنَ لَهُ هذِهِ الحِكْمَةُ وهذِهِ الأَعْمَالُ القَدِيْرَة؟ أَلَيْسَ هذَا ٱبْنَ النَّجَّار؟ أَلا تُدْعَى أُمُّهُ مَرْيَم، وإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ ويُوسِي، وسِمْعَانَ ويَهُوذَا؟ أَلَيْسَتْ جَمِيْعُ أَخَوَاتِهِ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لَهُ كُلُّ هذَا؟». وكَانُوا يَشُكُّونَ فِيه. أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ لَهُم: «لا يَكُونُ نَبِيٌّ بِلا كَرَامَةٍ إِلاَّ في بَلْدَتِهِ وفي بَيْتِهِ».ولَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ أَعْمَالاً قَدِيْرَةً كَثِيْرَةً لِعَدَمِ إِيْمَانِهِم بِهِ.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

بظل احتلال عصابة الكوبتاغون والإرهاب والملالي كل حاكم ومسؤول ونائب ورئيس هو مجرد وج بربارة

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2022

فهموها بقا: بظل احتلال حزب الكوبتاغون أي رئيس للجمهورية وللحكومة ولمجلس نواب، وكذلك النواب كلن ويعني كلن لن يكونوا سوى أدوات يحركها أو يخيفها المحتل كما هو حالهم التعتير والطروادي الراهن

 

الياس بجاني/تعليق بالصوت والنص/تأملات وطنية وإيمانية في ذكرى الإستقلال المغيب

الياس بجاني/22 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/69085/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%82-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d8%af/

في كندا حيث نقيم في مغتربنا، وطوال حقبة الاحتلال السوري النازي والدموي للبنان، كنا (تجمعات لبنانية كندية) ومعنا كثر من الأحرار والسياديين نقيم كل سنة في ذكرى استقلال وطننا الأم الحبيب لبنان قداساً على نية الذكرى للصلاة ولتجديد الالتزام الإيماني والوطني والأخلاقي. كنا نصلي من أجل العمل الجاد والسلمي والحضاري لاسترداد الاستقلال المغيب والمصادر بالقوة والقمع والإرهاب من قبل المحتل السوري، ومعه مجموعة فاجرة وجاحدة من طاقم سياسي وحزبي لبناني طروادي بامتياز.

ويوم أجبر شعبنا الحر والاستقلالي الجيش السوري على الانسحاب من وطننا الحبيب سنة 2005 فرحنا وأيدنا ثورة الأرز وناصرناها، وكذلك فعلنا مع تجمع 14 آذار الذي تكون من أحزاب وسياسيين تعهدوا بحمل مشعل الحرية والسيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان (1559 و1701). إلا أن هؤلاء تراجعوا ولم يفوا بالإلتزامات والوعود والعهود، واليوم يتعايشون بذل مع الاحتلال الفارسي والملالوي، ويتملقونه على حساب الوطن واستقلاله وحرية شعبه، استجداءً لمنافع ذاتية وجشع سلطوي ومالي.

وفي سياق التخلي والوقوع في التجارب الإبليسية، والجري صوب الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي التي تؤدي إلى الهلاك، فإن أصحاب شركات الأحزاب المسماة زوراً سيادية، ودن استثاء واحد قد تخلوا عن الوكالة الشعبية لثورة الأرز ول14 آذار، وانقلبوا على تعهداتهم والوعود، وداكشوا (بادلوا) على خلفية تغليب المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والسلطوية على حساب المصالح الوطنية... بادلوا كل ما هو سيادة واستقلال وحرية ودماء وتضحيات شهداء ووعود وعهود، بادلوها كلها بكراسي وبمواقع سلطوية مهمشة وثانوية في الحكم، وقبلوا التعايش مع المحتل الإيراني المتمثل بحزب الله الملالوي تحت رايات العجز والواقعية وتأمين الخدمات المعيشية.

اليوم، من المفترض أن يحتفل شعبنا المعذب بذكرى استقلال وطنه السنوية، في حين أن هذا الوطن محتل، وطاقمه السياسي والحزبي بسواده الأعظم يعيث به استسلاماً وخنوعاً وفساداً وإفساداً. عملياً فإن العلة ليست فقط في قوى الاحتلال الفارسية المذهبية، بل هي أيضاً تكمن في ممارسات وثقافة البعض الاستسلامية من سياسيين وأحزاب ومواطنين باعوا الوطن ورهنوا قميصه بثلاثين من الفضة.

هؤلاء الكتبة والفريسيين والإسخريوتيين، لن يغفر لهم شعبنا السيادي ذلهم ونرسيسيتهم، ولا قاضي السماء، ويوم الحساب الأخير بانتظارهم ومعه نار جهنم التي لا تنطفئ، وعذابها الذي لا يتوقف، ودودها الذي لا يهدأ ولا يستكين. انتم يا أيها البعض من أهلنا الطرواديين، وتحديداً، يا أصحاب شركاتنا الحزبية التعتير: إنكم تخادعون في رفع شعارات السيادة والحرية والاستقلال، في حين أنكم عملياً غارقين في غيكم، فلا ترحمون شعبكم،ولا تتركون الرحمة تحل على شعبكم ووطنكم. “الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون، فإنكم تقفلون ملكوت السموات في وجه الناس، فلا انتم تدخلون، ولا الذين يريدون الدخول تدعوهم يدخلون”. (متى23/27).

يا قادة، ويا سياسيين، ويا أصحاب شركات الأحزاب التجارية، كفى استسلاماً وجحوداً وكفراً وفجعاً وطمعاً وانحرافات. توقفوا عن نفاق حمل الرايات الخادعة لأنكم بالواقع تحملون معاول الهدم وتعملون على هدم هيكل لبنان المقدس. ألا تعلمون أنه وبسبب تبعيتكم لقوى الشر أصبحت: “بلادكم خربة، ومدنكم محرقة بالنار، وأرضكم تأكلها غرباء قدامكم وهي خربة كانقلاب الغرباء. (اشعيا01/07).

كفاكم جرياً صوب الأبواب الواسعة، وتوبوا قبل أن يصل العريس فتضطرون للبقاء في العراء وقناديلكم فارغة من زيت المحبة والإيمان.صرعكم سيف الحق، ولقد صح فيكم القول المقدس: “حناجرُهُم قُبورٌ مُفَتحَّة وبألسنَتِهم يَمكًرون. سَمُّ الأصلالِ على شِفاهِهِم، أفواهُهم مِلؤًها اللعنةُ والمَرارة. أقدامُهم تَخِفً إلى سفكِ الدِّماء، وعلى طُرقُهم دمارٌ وشقاء. سبيل السلام لا يعرفون وليست مخافة الله نصْب عُيونهم”.(رومية03/13).

أنتم تدّعون محبة الوطن والناس والدفاع عن الحقوق في حين أنكم تكفرون بالمحبة التي هي جوهر وأساس الإيمان والرجاء. نسأل، لماذا سمحتم للظلام أن يدخل دون مقاومة إلى قلوبكم وأعماق أعماقكم وابتعدتم عن الله وغرقتم في أوحال الخطيئة؟ يا من تُسمون أنفسكم زوراً قادة وسياسيين وتفاخرون بمقتنيات وثروات الأرض الترابية، انتم في الواقع المعاش مجرد أجرِاء، لا بل ذئاب كاسرة همكم نحر الخراف وسلخ جلودها وبيعها في أسواق النخاسة.

لقد أعمت التبعية عيونكم وقتلت فيكم كل المشاعر والأحاسيس النبيلة، فإنكم: “تسمعون سمعاً فلا تفهمون، وتنظرون نظراً فلا تبصرون” (متى 13/14).

إنكم عثرة للوطن واستقلاله، وزارعين شكوك بين ناسه ومسببي عثرات لكيانه وناحرين لهويته. حربائيون نجسون وانتهازيون ومهرطقون انتم.. تتلونون وتتقلبون وتتنقلون من قاطع إلى آخر غب مصالحكم والمنافع الذاتية. بدلتم جلودك وغطيتم أعمال الغزاة والمحتلين وماشيتهم الإرهاب وربعه مقابل ثلاثين من فضة. تيقظوا وتوبوا قبل فوات الأوان، لأن لا مفر من ساعة الوقوف أمام قاضي السماء في يوم الحساب الأخير.

في الخلاصة، نطمئنكم إلى أن الفرجَ من غشكم ومكركم ومعه استقلال لبنان الناجز آتِ لا محالة مهما طال زمن خنوعكم وغرائزيتكم المتوحشة، والذي قال ”إني قد غلبت العالم” (يوحنا 16/13) هو يُمهل ولا يُهمل. يبقى أن المنحى الإيماني والوجداني هو ما يجب أن نستمر القيام به دون كلل أو يأس، أي الصلاة والعمل الجاد من أجل استرداد الاستقلال، لأن لبناننا الحبيب والغالي هو حالياً بلداً محتلاً بالكامل.

ملاحظة: التعليق الذي في كان نشر عام 2018، ويعاد اليوم نشره مع بعض التعديلات

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت
http://www.eliasbejjaninew.com

 

بالصوت والنص: تأملات إيمانية في استشهاد بيار أمين الجميل وبمفهوم حبة الحنطة

الياس بجاني (من أرشيف سنة 2010)21 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113528/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%aa%d8%a3%d9%85%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-5/

النائب الشيخ بيار الجميل لم يمُت لأن الشهداء لا يموتون، وإنما باستشهادهم ينتقلون من الموت إلى الحياة الأبدية، حيث لا ألم ولا عذاب، بل فرح وسعادة وهناء. الشهداء الأبرار هم حبة الحنطة التي تموت لتعطي الحياة: “إِنْ لم تَقَعْ حبَّةُ الحِنطةِ في الأَرضِ وتَمُتْ بَقِيَتْ وحدَها، وإِذا ماتَتْ أَخرَجتْ حَبَّاً كثيراً، مَنْ أَحَبَّ حياتَهُ فَقَدَها، ومَنْ أَبْغَضَها في هذا العالمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة.” (يوحنا 12/24).

يدرك المؤمن أنه لم يكن ممكناً خلاصَ البشريَّة من دون التضحية التي قدمها السيد المسيح المتجسد من خلال عذابه وصلبه. المسيح الفادي يطلب من المؤمنين حاملي صليبه الإقتداء به والسير على طريق الجلجلة بفرح وشجاعة ورجاء، لأنها توصل في نهاية المطاف إلى الخلاص. إن التضحية التي قدمها المسيح دون تذمر في تحمُله العذاب والإهانة والموت هي التي أعطت وتعطي ثماراً وافرة.

إن حبَّة الحنطة التي ماتت ودُفنت وأعطت حبّاً كثيراً للعالم كلِّه هي يسوع نفسُهُ. لقد ضحّى يسوع المتجسد بذاته في سبيل البشريّة لإعتاقها من نير العبودية ومن أوزار الخطيئة الأصلية، فمات على الصليب، ودُفِنَ في القبر، وقهر الموت وكسر شوكته، وقام حيّاً من بين الأموات، فكان بموته وعذابه ودفنه وقيامته مصدرَ الحَبّ، وينبوع النِعَم الغزيرة التي سوف تستمر بالتدفّق على البشريّة حتى انقضاء الدهر.

إنَّ النِعَم التي يمنحُها يسوع للذين يؤمنون به ويعتمدون باسمه ويحافظون على وصاياه تؤهّلهم لأن يتمتّعوا بالحياة الإلهيّة على الأرض وبالسعادة الأبديّة في الملكوت السماوي، والشهداء الأبرار هم في المقدمة، وهنيئاً للوطن الذي يهب الله أهله نِعّمة الشهادة.

أراد يسوع أن يكون المؤمن بتعاليمه على مثاله حبَّةَ الحنطة التي تقع في الأرض وتموت وتُدفن وتأتي بحَبٍّ كثير، فدعاه إلى أن يرفض حُبَّ حياته الأرضيَّة خشيةَ أن يفقِدَها في الآخرة، وإلى أن يُبغضَها في هذا العالم رغبةً منه في الحصول على الحياة الأبديَّة. وقد عبَّر عن هذه الدعوة بأسلوب واضح ومباشر وقوّيٍّ جداً لم يكن أحد يتوقَّعه، فكان له تأثير عميقٌ في نفوس مَنْ سمعوه وأمنوا برسالته ولا يزال وَقْعُ كلامه يسكن قلوب وعقول وضمائر المؤمنين. فمَنْ أَحبَّ حياتَهُ فَقَدَها ومَنْ أَبغضَها في هذا العالَمِ حَفِظَها للحياةِ الأَبديَّة. وإنَّ الذينَ ينقادونَ لروحِ اللهِ يكونونَ أَبناءَ اللهِ حقَّاً” (رومة 8/14).

يسوع الذي عرَف سموَّ التضحية وذاق شِدَّتَها وصعوبتَها لن يَدَعُ المؤمن الذي يحمَّلها إكراماً له من دون مكافأَة وهو الذي قال لتلاميذه الذين ضحَّوا بكل شيء في سبيله: “أَنتُم الذين تَبعتموني في جيلِ التجديد تجلِسون على اثنَيْ عشَرَ عرشاً, وتَدينون أَسباطَ إسرائيل الإثنَيْ عشَر”. (متى 19 /27-29).

إن لبنان الرسالة والقداسة والتعايش والحضارة والعطاء الذي مشى على أرضه يسوع برفقه أمه السيدة العذراء وبارك ترابه واجترع فيه أول عجائبه يوم حوًّل في عرس قانا الجليل الماء إلى خمر، وبعد ذلك أعجِب بإيمان الكنعانية فشفاها، هذا اللبنان هو عصي على كل قوى الشر والإرهاب، وكما انتصر شعبه بإيمانه الراسخ والصلب طوال 7000 على كافة الغزاة والمارقين، سوف ينتصر بفضل عطاءات الشهداء من أبنائه على كل قوى الإرهاب التي تحاول قتله واقتلاع هويته ونحر تاريخه وأبلسته وتحويله إلى جمهورية أصولية لا تشبهه وغريبة عن قيمه وتاريخه وثقافته.

اللبنانيون هم أبناء الرجاء والإيمان والتقوى والشجاعة والصمود والشهادة، ولذلك لن يدعوا تحت أي ظرف قوى الشر والإرهاب والإستكبار والطروادية تنجح في استعبادهم وقهر إرادتهم الحرة مهما كانت التضحيات. إن بيار الجميل الشهيد حي في قلب وعقل ووجدان كل لبناني سيادي وحر ومؤمن. ومع النبي أيوب نقول: الرب أعطا والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رحيل روميو لحود الذي أحبطته زيارة “اللوفر”.. فلَمَع مسرحياً

موقع المدن/22 تشرين الثاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113582/%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d9%84-%d8%b1%d9%88%d9%85%d9%8a%d9%88-%d9%84%d8%ad%d9%88%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%a8%d8%b7%d8%aa%d9%87-%d8%b2%d9%8a%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%88/

غيّب الموت اليوم 22 تشرين الثاني 2022، الفنان اللبناني روميو لحود، عن 92 عاماً. هو مخرج ومصمم استعراضات وكاتب كلمات، ابن عمشيت شمالي لبنان، لكنه ولد في حبالين العام 1930 بلدة والدته، وهناك أمضى القسم الأكبر من طفولته صبياً وحيداً مع والدته وشقيقاته الأربع. روى ذات مرة: “كان أبي ضابطاً كبيراً في الجيش الفرنسي، وبعد الحرب استقال وهاجر الى الأرجنتين وحيداً بعدما رفضت والدتي السفر، وهناك استقر 16 عاماً وربطته علاقة صداقة قوية بالجنرال بيرون ليحتل مكانة مرموقة ويعين وزيراً للأنباء”. وعاد الأب إلى لبنان العام 1946، وتعرف روميو إليه للمرة الأولى. وفي العام نفسه انتقلت العائلة الى بيروت، وانتقل روميو الى مدرسة الحكمة وهناك تعرف إلى استاذ الرسم الفنان قيصر الجميل: “معه اكتشفت مواهبي في الرسم وصرت أتابع كل معارضه، واتخذت قراري بالتخصص في الرسم”، وهو ابن الرجل السياسي والأم التي تنتمي الى الحزب الدستوري. وقد حاول والداه إبعاده عن الفن، ولم يكن أمامه سوى الهروب، هرب من ضغط والديه وتوجه الى فرنسا، والصدمه أتته من مكان آخر، فحين زار متحف اللوفر في باريس، قال: “ما رأيته في ذاك المتحف صدمني، فكرت كيف بدي وشو ممكن بعد إرسم بعد يللي شفتو”.

تحول لحود نحو تخصص آخر، لينال إجازة في هندسة الديكور في جامعة “بوزار” في باريس العام 1954، ليتعرف بعدها وصدفة الى مهندس ديكور إيطالي نصحه بتعلم السينوغرافيا، “فتوجهتُ الى إيطاليا وهناك تخصصت في علم المسرح أو ما يسمى سينوغرافي ميكانيك، في معهد مونتكامودزو”.

عاد الى لبنان، بدأ العمل بوضع ديكورات لعدد من أكبر المحلات والبيوت في بيروت، وفي العام 1955، تقرر إنشاء مفوضية السياحة والاصطياف، فطلب منه ميشال توما إقامة مهرجانات السياحة في بيروت، لكن لم يكن في بيروت يومذاك مسرح يستوعب الفِرق والفنانين، فكان مسرح الأونيسكو.

رحلة روميو لحود الحقيقية بدأت العام 1963، لما طلبت منه جمعية مهرجانات بعلبك، إعداد أوبريت غنائي ضمن إطار برنامجها فأشرف على عمل “الشلال” الذي قامت ببطولته صباح إلى جانب جوزيف عازار، سليم الجردي، سمير ياغي، سمير يزبك، ايلي شويري، وأبو حربا. صمّم الرقصات نهاد شهيب وسركيس باسكاليان، وأشرف على التدريب فرانز باور بانتولييه. يقول لحود قدّمت “الشلال” بنسق جديد مختلف عن كل ما كان يقدم”، والنتيجة “هوجمت بعاصفة من الانتقادات، صاروا يضحكوا ويقولوا قدملنا فولكلور بالغربي”.

بعد “الشلال”، انشأ روميو فرقة ضمت العديد من الأسماء التي شاركت في العرض البعلبكي، وقدّم في مسرح فينيسيا في ربيع 1965 “موّال”، “أوّل البرامج الفولكلورية اللبنانية”، بحسب الإعلان. حملت هذه الفرقة اسم “فرقة موال لمسرح فينيسيا”، وأحيت “مهرجان الأرز الدولي الثالث” في الصيف، وافتتحت عروضها بقصيدة جبران “ايها الشحرور غرد”، تلحين وليد غلمية، وغناء عصام رجي.

واستعاد روميو لحود في “أحلام الأرز” لوحات قدمها في “موال”، وقدّمها ضمن قصة وضعتها شقيقته ألين. كتب موريس عواد الحوار والأغاني، وشارك يونس الإبن بتأليف أغنيتين، وأشرف بيرج فازيليان على الإخراج، وصمّم الرقصات سركيس باسكاليان. كان جوزيف عازار وسمير يزبك وعصام رجي أبرز أصوات هذه الفرقة، وكان كيغام وناديا جمال بطلَي الرقص الإفرادي، ورأى الجمهور اللبناني للمرة الأولى ناديا جمال تتخلى عن رقصها الشرقي لترسم بجسدها لوحات تعبيرية. وعرضت “موال” 11 شهراً وصارت حديث الصحافة.

بعد “موال”، قدّم روميو لحود في مسرح فينيسيا “ميجانا”، وساهم زكي ناصيف في تلحين هذا الاستعراض الذي لمعت فيه صباح كضيفة شرف. تابع روميو لحود هذه المسيرة، وقدّم في العام 1967 استعراض”عتابا”، “وكان مشتملاً، الى جانب الفن الشعبي اللبناني، على مشهد من البادية يظهر التقاليد العربية العريقة بأبهى مظاهرها، كما ضمّ مشهداً جرت أحداثه تحت البحر، وذلك بواسطة التفنن في الديكور”، كما كتبت “الشبكة” يومها. في ذلك العام، أعلنت مهرجانات بعلبك عن مسرحية من إعداد روميو لحود وبطولة صباح عنوانها “القلعة”، لكن هذا العرض تأجل بسبب هزيمة 1967، واستعيض عنها بحفلة منوعات أعدّها روميو. قُدّمت “القلعة” في العام التالي، وفي هذا العمل، ظهر اسم روميو كمؤلف وملحن، فكانت “يا مسافر وقف عالباب” من تأليفه وتلحينه، وكانت “قديش قضينا سوا” من تأليفه وتلحينه بالمشاركة مع وليد غليمة، كما كانت “قلعة كبيرة وقلبها كبير” و”مش عيب تكذب” من تأليفه وتلحين وليد غلمية، وكانت “مش كل السني” من تلحينه وتأليف موريس عواد.

وفي العام 1969 دُعي لتقديم عروضه فى صالة أولمبيا الشهيرة. في العام 1969، كان روميو لحود أول فنان لبناني يرفع العلم اللبناني فوق مسرح الأولمبيا في باريس، في العام 1970، سعت لجنة مهرجانات بعلبك إلى إطلاق مغنية جديدة، وجاء إليها روميو لحود بصبية اكتشفها وأطلق عليها اسم مجدلى، وقدّمها في مسرحية من تأليف نادية تويني حملت عنوان “الفرمان”. شارك زكي ناصيف وعصام رجي وبوغوص جيلاليان في تلحين أغاني هذه المسرحية، لكن مجدلى لم تحصد النجاح الذي توقعه لها مكتشفها.

على رغم النجاح الذي حصدته أعمال روميو لحود في مسرح فينيسيا الدائم، اضطر هو الى تركه بقرار قضائي، وفي 18 آذار 1971 افتتح مسرحيته الجديدة في خشبة المارتينيز تحت عنوان “فينيقيا 80” المقتبسة عن “عواصف” جبران خليل جبران، مقدماً إبداعاً جديداً برؤية مستقبلية فاجأت الجمهور وتميّز بتقينات جديدة لم يعرفها المسرح اللبناني سابقاً. حققت المسرحية نجاحاً كبيراً، وأطلت صباح تباعاً بأزياء جريئة، تارة في شورت مطرز بالخرز، ثم في معطف ماكسي من الفراء الأبيض، ثم في بيجاما بيضاء عارية الظهر مكشوفة الصدر… في المسرحية غنت صباح “بكرا بتشرق شمس العيد” و”معلق ومطلق” و”يا ناس الدني دولاب”. صيف 1971، عاد روميو لحود الى بعلبك ناقلاً الى أدراجها مسرحية “فينيسيا 80” تحت عنوان جديد “مهرجان”، مدخلاً عليها تعديلات في النصوص وتغييراً في بعض الأغاني، ومقدماً الصبوحة التي أطلت الى جانب شوشو(حسن علاء الدين) ترتدي شورتاً مبتكرًا جديدًا من تصميم بابو لحود.

في مطلع 1972، قرّر روميو لحود دخول حقل السينما، وأخرج فيلماً “علمياً خيالياً” بعنوان “ملكة الحب” يماثل في مناخه “فينيقيا 80”. قيل قبل الشروع في تنفيذ هذا المشروع ان “الفيلم من النوع الاستعراضي، وفكرته تدور حول اختراع غريب من شأنه أن يسبق الزمن، وأن يغوص في أعماق الماضي حسب إرادة مخترعه”. جمع الفيلم بين أبطال فيلم “سيدة الأقمار السوداء” ناهد يسري وحسين فهمي وعادل أدهم…

وعاد مخرجه من جديد إلى المارتيتيز حيث قدّم مع صباح  “مين جوز مين”. بعدها، حضرت صباح في “الفنون جنون” سنة 1973، واقتصرت مشاركة روميو لحود في هذا العمل على تأليف وتلحين بضع أغان لصباح وجوزيف عازار وملحم بركات. وشكلت “الفنون جنون” نهاية للشراكة الطويلة بين روميو لحود وصباح التي دامت عشر سنوات.

في العام التالي، قدّم “سنكف سنكف”، وفيها اكتشف اللبنانيون سلوى القطريب وكانت الى جانب ملكة جمال الكون آنذاك اللبنانية جورجينا رزق… وشكل هذا التعاون بداية للسلسلة طويلة من المسرحيات عُرضت خلال سنوات الحرب اللبنانية.

في مسرح الإليزيه الاشرفية، قدّم روميو مع سلوى “بنت الجبل”، “اسمك بقلبي”، “اوكسيجين”، “ياسمين”، “حكاية أمل”، و”الحلم الثالث”، كما قدّم معها “سوبر ستار” في مسرح كازينو لبنان العام 1982، و”ليالي لبنان” في مهرجان جرش 1987، ومهرجانات جبيل 1988.

يُذكر أن روميو لحود هو المخرج العربي الوحيد الذي دعاه البلاط الملكي البلجيكي لتقديم حفلة في “مسرح الفنون الجميلة” في بروكسل، وهو حائز على وسام “الأرز الوطني” برتبة ضابط العام 1995، بالإضافة إلى جوائز وتكريمات في لبنان وفرنسا والولايات المتحدة وسويسرا وغيرها. تزوج من ليليان بولان وأنجب منها ابنتين، ثم تزوج بعد وفاة زوجته من ألكسندرا قطريب، شقيقة الفنانة الراحلة سلوى قطريب التي شكل معها ثنائياً فنياً طوال سنوات.

في التسعينات، تقلّص نتاجه بشكل كبير، وصارت أعماله تكراراً لأعمال سابقة بإخراج جديد وتوزعت بين كازينو لبنان ومهرجانات جبيل.

 

أسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

وطنية/22 تشرين الثاني/2022

البناء:

خفايا: يقول مصدر سياسي إن التشاور بين بكركي ورئاسة الحكومة حول احتمال استمرار الفراغ الرئاسي الى ما بعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان فتح الباب لفرضية عدم مغادرة الحاكم لمنصبه تحت شعار عدم تحمّل تبعات تسليم مسلم منصباً مسيحياً رئيسياً بغياب الرئيس المسيحيّ وحكومة يرأسها مسلم.

كواليس: يؤكد مصدر مالي أن فائض ميزان المدفوعات الذي يختفي في القيود الرسميّة هو بين 5 و8 مليارات دولار سنوياً مع استيراد بـ 8 مليارات دولار يقابله 16 ملياراً هي عائدات التحويلات بـ 7 مليارات وتدفقات الصيف والأعياد بـ 6 مليارات والتصدير بـ 3 مليارات ومصرف لبنان يقوم بطبع ليرات يستبدلها بهذا الفائض.

النهار

لوحظ أن التعيينات والمناقلات العسكرية أحدثت شرخاً في بعض الطوائف ومساجلات فيما التزم البعض عدم التعليق ما ترك تساؤلات حول الأهداف الكامنة وراء هذا الصمت.

نقل مسؤول سابق زار باريس والفاتيكان اخيرا ان الجهتين لا تتبنيان ايا من الاسماء المرشحة وانهما تفضلان اي اسم جديد من خارج المنظومة القائمة.

اثار النائب جورج عقيص مشكلة جديدة ستواجه مجلس الشيوخ المقبل بان طالب باسناد رئاسته الى كاثوليكي انطلاقا من المناصفة في المناصب انطلاقا من اعتبار الروم الكاثوليك احدى الطوائف الست المؤسسة للكيان.

اللواء

تُبلغ سفيرة دولة أوروبية مَن تلتقيهم من المرشحين أو المتداولة أسماؤهم بأن لا فيتو لبلادها على أحد منهم، وما يهمها هو إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

تساءلت مصادر في جمعيات الدفاع عن المودعين عن كلفة الحملة التلفزيونية المدفوعة من قبل جمعية المصارف لإحباط المودعين الصغار، وحملهم على عدم المطالبة بودائعهم.

وَعَـدَ مسؤولٌ نقدي رفيع بتأمين الدفعة الأولى من حزمة الدولارات.

نداء الوطن

توقف طــرف في فريق 8 آذار عند الموقــف المتقدم لكتلة »الجمهورية القوية« من مسألة النصاب في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية واعتبره تعبيرا”أداء مؤسســاتي بعيــد عــن الشعبوية.

يشــكو وزير سيادي من استمرار تدخل فريق المستشارين الذي كان في القصر الجمهوري في عمل وزارته.

 يســتبعد مصدر نيابي أن يدعــو الرئيــس نبيه بــري الى جلســات تشريعيــة في المرحلة الحالية في ظــل مقاطعة الكتل النيابية المسيحية.

 الجمهورية

نائب من جبل لبنان سّلف مرشحا للرئاسة بعض المواقف على أمل أن يدعمه الأخير لدى البحث عن مرشح تسوية.

تبين ان اتفاقا حصل بين مرجع كبير وقطب بارز حيال استحقاق حساس اتفق على إبقائه طي الكتمان الى أن تقضي الضرورة بالأعلان عنه.

رد مرجع روحي كبير على سؤال حول فشل حكومة لبنان في التعاطي مع ملف المونديال بالقول: هل هو الفشل الوحيد؟.

الأنباء:

*لا تغيير

فريق ضبابي لن يحمل موقفه هذا الأسبوع من استحقاق أساسي تغييراً يُذكر.

 *بدائل لنقل المونديال

مرة جديدة يظهر لبنان في موقف كان بغنى عنه في محاولة الحصول على حق نقل مباريات المونديال، في حين ان هناك بدائل كانت قادرة على تغطية التكاليف من دون المسّ بخزينة الدولة.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

وطنية/22 تشرين الثاني/2022

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

العيد التاسع والسبعون لعيد الاستقلال مر كئيبا  فغاب العرض العسكري وغابت الاحتفالات المركزية وهو حل وسط ازمات غير مسبوقة في لبنان فلا رئيس للجمهورية والحكومة مستقيلة تصرف الاعمال بالنطاق الضيق. ومن خلال هذا المشهد فانه بات من شبه المؤكد ان الملف الرئاسي حجز مكانه على مقعد الانتظار وما على الافرقاء السياسيين سوى رصد اتجاه الرياح الخارجية ويبدو ان السقف الزمني لهذا الانتظار سيتحدد مداه من خلال حراك داخلي وخارجي منتظر مع مطلع السنة الجديدة.

اما بعد غد الخميس فستكون الجلسة السابعة لانتخاب الرئيس على غرار سابقاتها فيما يستمر تكتل الاوراق البيضاء نجم ساحة النجمة. اللافت انه وبعد  النقاش الدستوري الحاد الذي حكم جلسات مجلس النواب في الاسابيع الماضية بشأن امكان عقد جلسات تشريعية او في ما يتعلق بنصاب جلسة الانتخاب الثانية يتجه رئيس مجلس النواب الى تكريس وجهة نظره في هذه الامور. وبحسب مصادر مطلعة فإن الرئيس بري سيدعو الى جلسات تشريعية بشكل مستمر من اجل حسم الجدال القائم بشأن صلاحية المجلس النيابي.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة نشير الى غياب عملاق فني من لبنان بوفاة روميو لحود وهو المخرج والمؤلف ومصمم الاستعراضات الذي عمل على تطوير الفلكلور اللبناني.

اما على صعيد مونديال 2022 في قطر فقد خطف المنتخب السعودي انظار العالم بتسجيله فوزا تاريخيا صاعقا على المنتخب الارجنتيني ونجمه LIONEL MESSI.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

لا شيء يدل على قرب اغلاق ملف الفراغ الرئاسي، وكل ما يشاع عن امكان الوصول الى حل قبل نهاية السنة الحالية غير قابل للترجمة بالارقام المفروض تأمينها لنصاب عقد جلسة انتخاب الرئيس في مجلس النواب وايصاله الى بعبدا. التطور الوحيد الذي خرق المشهد، عودة الحوار بين بكركي وحزب الله، وتحديدا في الموضوع الرئاسي. الحوار عقد على مرحلتين، الاولى قبل نهاية عهد الرئيس السابق ميشال عون. والثانية بعد خروج عون من بعبدا، والجولتان تمتا في منزل صديق مشترك للطرفين. ما يهم بكركي انهاء الفراغ بأسرع وقت ممكن، لان البلد لا يحتمل، ولان لبنان لا يحكم من دون رئيس للجمهورية.

على هذا الاساس عرض في اطار النقاش خلال الجلستين عدد من الاسماء، وعندما سألت بكركي موفدي الحزب عن دعم المرشح سليمان فرنجية، اكد هؤلاء دعمهم للوصول الى بعبدا، سألوا بدورهم موفدي بكركي: هل لديكم اعتراض عليه؟ فجاء الجواب: لا اعتراض عليه، وهو واحد من اربعة اسماء كبيرة مطروحة لتبوء المنصب. وعندما سأل موفدو بكركي الحزب  هل لدى حزب الله فيتو على وصول قائد الجيش، جاء الجواب ايضا: مرشحنا هو سليمان فرنجية ولكن لا فيتو لدينا على احد. لكن بكركي القلقة تريد ان تعرف كيف سيترجم دعم حزب الله لسليمان فرنجية خلال الجلسات النيابية، ولاي مدى ممكن ان يطول هذا الدعم، وهل ممكن ان يؤدي الى فراغ رئاسي غير محدود الزمن؟ لان بكركي وسيدها البطريرك الراعي تريد انتخاب رئيس للجمهورية البارحة قبل اليوم. نتيجة الحوار الذي اعيد بين بكركي وحزب الله، فتحت صفحة جديدة، يقال انها قد تؤثر وتسرع في موضوع رئاسة الجمهورية، كما انها ستحل سلسلة من المسائل العالقة بين الطرفين.

هذا خبر اليوم في الداخل، اما خبر العالم كله فهو الفوز التاريخي لمنتخب السعودية على منتخب الارجنتين بنتيجة 2 واحد في بطولة كأس العالم في قطر. قد يعتبر البعض ان الفوز مفاجئ، وان الحظ يلعب دوره في كأس العالم. لكن الاكيد، ان العمل، والتخطيط، والتدريب والتشجيع امنا الارضية اللازمة للاعبي فريق المملكة، وجعل السعودية تنادي بصوت واحد: لا مستحيل.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

لبنان يحيي استقلاله التاسع والسبعين بلا عيد. ليس هذا هو الخبر في 22 تشرين الثاني 2022. فعيد استقلال لبنان صار للأسف حدثا باهتا، لا تنفع في تلميع صورته أبهى العروض العسكرية، التي غابت اليوم، منذ ارتضت شرائح واسعة من بناته وابنائه، ولاءات أعلى من ولائها للوطن، وانتماءات ادنى من انتمائها اليه، فيما الولاء للوطن اللبناني والانتماء اليه غدا امرا ثانويا، جعل من الارض ساحة نزاع اقليمي ودولي مستدام، ومن جزء كبير من الشعب اللبناني اداة في هذا الصراع. اما الانتماء البديهي والطبيعي لوطن واحد حر سيد مستقل، والولاء له وحده من دون سواه، فأصبح انعداما في الواقعية بالنسبة الى البعض، ومجرد نوستالجيا عند البعض الآخر.

وهكذا حل يوم الاستقلال الذي تحتفل فيه الدول عادة بالعروض الضخمة والمفرقعات النارية، تكريما لشهدائها وتاريخها…حل كأنه يوم عادي من أيام السنة. فكيف يحتفل بالاستقلال، وطن ليس له رئيس، ودولة بلا حكومة، واقتصاد منهار بلا خطة نهوض، ووضع عام عرضة لكل اشكال التدخلات الخارجية، فيما كثيرون يسألون انفسهم يوميا، هل ذهبت هدرا دماء الشهداء وتضحيات الابطال؟

وفي 22 تشرين الثاني الحزين بفعل فقدان الاستقلال، فقد لبنان ايضا ركنا من اركان زمنه الجميل، وتاريخه الفني الرائع. رحل روميو لحود اليوم، تاركا وراءه ارثا ضخما من الاعمال، لينضم الى اقرانه من كبار الفن اللبناني الذين قصوا بمسيرتهم حكاية لبنان.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

في الوطن الذي يحتله الفراغ، غابت مظاهر الاحتفال عن عيد الاستقلال، الغيت العروض العسكرية وترك البلد للاستعراضات السياسية، وظهر الحاكم بامر المال اقوى من كل الحكام، متسلحا بالدولار لا بالدستور، مورطا نفسه أكثر بالحديث عن القدرة على ضبط انهيار الليرة متى شاء. ومن مشيئته المالية ان الدولار الرسمي سيصبح خمسة عشر الف ليرة لبنانية مع بداية شهر شباط المقبل، كما بشر اللبنانيين من على الشاشة الاميركية.

وحتى يصبح الوطن على دولة برئيس وحكومة وحكم يحترم الدستور والمؤسسات، قادر على القول لا للحصار الاميركي الفارض للعتمة، المانع للكهرباء باي طريقة كانت، او حتى يقدر ابناؤه على الحوار والتواصل لانتخاب رئيس جامع لا يحمل لغة التحدي والصدام، فان الاستقلال سيبقى ذكرى تحرسها عند الحدود البقية الباقية من الدولة ومعادلاتها، اي المعادلة الذهبية: جيش وشعب ومقاومة.

في المعادلات الرياضية خرق للتوقعات حققه المنتخب السعودي الذي اردى نظيره الارجنتيني في ثالث ايام "المونديال" اثنين واحد، فيما تمكن المنتخب التونسي من انتزاع نقطة من منافسه الدانمركي.

اما نقاط الصهاينة فما زالت معدومة مع حال المقاطعة التي تحاصر الاعلام العبري في قطر، والذي اراد من خلال مباريات كأس العالم ان يظهر قدرته التطبيعية مع الشعوب العربية، وهو ما كانت نتائجه عكسية على الصهاينة، وباتت الخيبة الاعلامية بتداعيات سياسية، حيث تحدث مسؤولون صهاينة عن ضرورة قراءة هذه الظاهرة التي تخالف ادعاءات بنيامين ناتنياهو عن مفاعيل اتفاقات ابراهام على الشعوب العربية.

ايرانيا رسائل متشعبة بعثت بها الجمهورية الاسلامية، مع الاعلان عن زيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة ستين في المئة في مفاعل "فوردو"، في خطوة قرئت على انها رد على انحياز مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قراراته ضد طهران.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

ياالاخضر.. اللون الذي هزم الأبيض مع الأزرق المسمى: البي سيليستي منتخب النخبة السعودي يرفع بقدمه رأس العرب بين ملاعب العالم.. ويقدم رقصة "العرضة" الكروية التي غيبت شمس التانغو هو اليوم الذي اهتزت فيه مملكة ليونيل ميسي بأقدام رجال المملكة العربية السعودية.. الذين كسروا هيبة بطل الأرجنتين والعالم. وصاحب الذهبيات السبع في تاريخ اللعبة "بلاندور" الملاعب، المولود وفي فمه الكرة الساحرة.. سجل هدفا وحيدا وانتشى بنصره قبل أن يتعرض مع فريقه لهجوم مباغت أرداه مهزوما بين شوطين ولعل المونديال توقف به الزمن عند انتهاء المباريات التاريخية التي أسقطت لميسي وأعوانه ثلاثة أهداف وقعت في مصيدة الأقدام الخضراء ومنذ تاريخ الشوط الثاني، لعب الزمن مع السعودي.. وبدأت أسماء المنتخب تتصدر من الأرض إلى السماء وتلمع أهدافها.. من محمد العويس حارس المرمى الذي كان صيادا مختصا بالطريدة الأرجنتنية من أعلى الهرم نحو أخمص القدم.. إلى صالح الشهري المهاجم الصالح الذي أصبحت شهرته على كل كرة ولسان.. قبل أن يضع سالم الدوسري بصمات رجليه على أهم فوز عربي من أرض عربية ولهذا النصر في طبعته الأولى مدرب فرنسي للفريق السعودي.. هيرفية رينارد، الذي تظنه رومانسيا يتقن الحرب الناعمة.. لكنه في تحدي المونديال يؤهل فريقا سعوديا يضرب فيه سمعة الأرجنتين التي منيت بأول خسارة بعد ست وثلاثين مباراة بلا هزيمة.. وحيازتها لقب بطل "كوبا أميركا"،.. والأهم أنك تهزم بلاد دييغو مارادونا أسطورة كرة القدم وdont cry for me argentina، لأن الصقور متى حلقت  تنحت طيور وحمائم اما النسور فقد جاءت اسرابا من تونس .. حيث الاخضر السعودي يسجل الفوز الاول ..وتونس الخضراء تحرق قلب الدانمارك وتمنعها من استكمال مسارها كثالث دولة على العالم هو يوم للعرب .. بعد ان كانت الايام عليهم.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

عيد الاستقلال التاسع والسبعون حل حزينا على لبنان واللبنانيين فلا احتفالات ولا عروض عسكرية ولا استقبالات في القصر الجمهوري. ذلك أن العيد عصفت به آفة الشغور الرئاسي وجاء في ظل حكومة تصريف أعمال ولذلك عبر كمناسبة ثانوية فاقدة لرمزيتها الوطنية. بالأمس قال الرئيس نبيه بري الاستقلال بدأ قبل تسعة وسبعين عامـا من الآن برئاسة وحكومة أين منهما نحن اليوم؟ واليوم قال الرئيس نجيب ميقاتي: حل العيد هذا العام بغصة على واقع دستوري منقوض بسبب الشغور في موقع رئاسة الجمهورية وعلى قلق مشروع على الحاضر والمستقبل بسبب أسوأ أزمة يعيشها لبنان.

في غمرة هذه الأزمة برزت خريطة الطريق المالية- النقدية التي اطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفي أساسها انتقال سعر صرف الدولار الرسمي من 1500 إلى 15 ألف ليرة اعتبارا من شباط المقبل، وقد تباينت القراءات الأولية لما أعلنه سلامة.

من السياسة والاقتصاد إلى الرياضة إذ حقق المنتخب السعودي اليوم فوزا تاريخيا على نظيره الأرجنتيني بهدفين مقابل واحد في افتتاحية مباريات الفريقين بالمجموعة الثالثة لمونديال قطر.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

مفاجأة من العيار الثقيل في اليوم الثالث للمونديال. فمنتخب السعودية حقق انتصارا تاريخيا على منتخب الأرجنيتن بنتيجة 2- 1، وأربك حتى ليونيل ميسي الذي لم يعرِف ماذا يفعل ليبعِد عن فريقِه كأس الخسارة المر. الإنتصار السعودي الذي أفرح قلوب العرب واللبنانيين، وشكل علامة فارقة في تاريخ مبارياتِ كرةِ القدم، لم ينسِ اللبنانيين مرارتهم، لأنه لولا العطلةِ الرسمية لما شعروا أن هناك استقلالا. وقد فاقم الأمر أن الحكومة اللبنانية أظهرت عجزها، حتى الآن على الأقل، عن تأمين النقلِ التلفزيوني لمباريات كأسِ العالم، فتأكد لهم مرة جديدة عجز دولتِهم وأنهم محكومون من منظومة مافياوية لا تهتم إلا بمصالحها وامتيازاتها.

رئاسيا، الجمود مستمر  ليس بسبب عطلة الاستقلال فقط ، بل لان الظروف الموضوعية لانتاج رئيس لم تنضج بعد. في السياق،  تبرز المواقف التي اطلقها المدير العام للامن العام عبر ال "ام تي في". اللواء عباس ابراهيم نفى انه يقوم  بأي مبادرة رئاسية، مؤكدا انه رغم الامن الاجتماعي المهزوز فان الامن عموما مضبوط. فنيا، وفي يوم الاستقلال، روميو لحود ترك لبنانه الذي كتبه ولحنه اغنية لا تموت.  ابن الثانية والتسعين الذي اغنى المكتبة الفنية بمئات الاغنيات والالحان غادرنا بصمت،  تاركا بصمة لا تمحى في تاريخ الفن اللبنان والعربي . فوداعا روميو لحود، وعلى امل ان يعود لبنان كما غنيته: "قلعة كبيرة، وقلبها كبير،  وبيساع الدني كلها"

 

ناشيونال إنترست: "الحزب" في إيران لقمع الاحتجاجات... إلى جانب هؤلاء

24.AE/الكلمة اونلاين/22 تشرين الثاني/2022

يسود شعور بأن طهران فقدت السيطرة على التظاهرات المستمرة منذ أكثر من شهرين احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني عقب اعتقالها لدى شرطة الأخلاق في طهران. ونقل الزميل البارز في مشروع فيلوس، فارهاد رضائي في مقال بـ "ناشيونال إنترست" الأمريكية عن تقارير أن إيران تنشر قوات من وكلائها لمساعدة جهازها الأمني في قمع المحتجين. وقال بعض المراقبين إن ذلك، بأنه بمثابة تكتيك حربي نفسي لردع الإيرانيين عن الانضمام إلى الاحتجاجات المناهضة للنظام. وبدا أن هذه التقارير تتسم بالدقة وأن النظام أخفق في ضبط الثورة بالقوة المحلية. واستخدم الحرس الثوري، وميليشيات الباسيج، وقوات الشرطة وحتى رجال الأمن بلباس مدنية، العنف المفرط لقمع الاضطرابات. وأظهرت أشرطة فيديو على التواصل الاجتماعي القوات الحكومية تستخدم الذخيرة الحية ضد المحتجين. وتشير التقارير الإعلامية إلى مقتل 389 محتجاً بينهم 55 طفلاً، واعتقال 15345 حتى 17 نوفمبر (تشرين الثاني). ورغم ذلك، فإن إستخدام القمع الوحشي ضد المحتجين والأحكام بإعدام معتقلين، كانا عاملين محفزين على المزيد من الغضب الشعبي. وقال رئيس مركز الرأي للطلاب الإيرانيين مهدي رفاعي، إن "الغضب على النظام" بلغ نقطة خطيرة لن تتوقف. وأعلن العمال في صناعات أساسية الإضرابات، والتحركات إلى تصاعد، مما يقلب التوازنات ضد النظام.

أعذار مختلفة

وعلاوة على ذلك، تفترض تقارير مختلفة تدني معنويات قوات الأمن. ورفض بعض ضباط الشرطة قتل مواطنيهم، وتركوا مواقعهم بموجب أعذار مختلفة مثل المرض. وأظهرت تسجيلات فيديو على التواصل الإجتماعي الشرطة تتراجع أمام المحتجين أو حتى تقف إلى جانبهم. وأظهر فيديو على "موقع ميليون" الشرطة مرهقة في أصفهان. وهناك تقارير من مصادر غير رسمية عن مواجهة مستشفيات القوات المسلحة في طهران ومحافظات أخرى، نقصاً في الأسرة بسبب أعداد الجرحى في صفوف الباسيج، والحرس الثوري، والشرطة. وقال رئيس جهاز إنفاذ القانون في طهران الجنرال حسين رحيمي، إن قواته لم تعرف طعم النوم منذ ليال عدة، بسبب العمل المتواصل. وشوهد رئيس أركان جهاز إنفاذ القانون الجنرال حسين أشتري بين ضباط وهو يعمل على رفع معنوياتهم، قائلاً: "لو كان قاسم سليماني بيننا الآن، لقال إنكم تضطلعون بعمل جيد لا.يجب أن تساوركم الشكوك في أن طريقنا هو الصحيح". وشكا محافظ طهران محسن منصور من "نقص خطير في البنى التحتية لقوى الأمن الموجودة".

رواتب القوى الأمنية

وأضاف الكاتب أن محاولات النظام تعزيز معنويات قواته واجهت الفشل. وصوت مجلس الشورى على تعديل الميزانية السنوية لزيادة رواتب القوات الأمنية 20%. ورغم ذلك، بدت هذه الخطوة رمزية بسبب استمرار الأزمة المالية، بحيث يصعب تنفيذ الحوافز الإقتصادية. ومع بلوغ غضب الناس من النظام الغليان، وتردد قوات الأمن وعجزها عن قمع المحتجين، قرر النظام الإستعانة بقوات من وكلائه. وفي 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، قالت قناة "إيران إنترناشيونال" من لندن، إن النظام نقل 150 من الحشد الشعبي العراقي ومقاتلي كتائب حزب الله، برحلة مباشرة من بغداد إلى مشهد في شمال شرق إيران. ونشرت قوات من حزب الله اللبناني لمساعدة ميليشيا الباسيج في قمع المحتجين. ولوحظت قوات تتحدث بلهجة لبنانية تساعد الباسيج على ضرب المحتجين في طهران، وزاهدان. وأفادت وثيقة غير مؤكدة بتاريخ 18 سبتمبر(أيلول) مسربة من مكتب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، أن الحزب سينشر 4 آلاف مقاتل في إيران.

وفي وثيقة أخرى غير مؤكدة بتاريخ 14 أكتوبر (تشرين الأول)، جاء أن 9500 آخرين من الوحدة 133 والوحدة 910، لحزب الله يستعدون للانتشار والدفاع عن النظام. وتحدثت تقارير مختلفة عن نشر لواء "فاطميون" في زاهدان، وهي ميليشيا أنشأها قاسم سليماني في 2014، من عناصر أحضروا من مخيمات اللاجئين الأفغان الشيعة في إيران، للقتال في سوريا. وكشفت وثيقة مسربة رسالة من قائد الشرطة في محافظة فارس إلى استخبارات الحرس الثوري تطلب "نشر لواء فاطيمون في أسرع وقت ممكن". كما شوهدت تسجيلات على التواصل الإجتماعي تظهر ميليشيا "زينبيون" الباكستانية الشيعية، تدخل إيران من الحدود الشرقية مع إقليم سيستان-بلوشستان.

 

 لقاء في بكركي لتحريك ملف المطران الحاج

الكلمة اونلاين/الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

علم موقع "الكلمة اونلاين" ان اجتماعا عقد في بكركي اليوم بين البطريرك الماروني بشارة الراعي والمطرانين بولس صياح وموسى الحاج من جهة والوزير السابق المحامي ناجي البستاني من جهة اخرى لتحريك ملف المطران الحاج المجمد منذ فترة. وعلم ان البستاني سيتابع القضية من المرحلة التي كانت قد وصلت اليها وذلك مع المراجع القضائية والامنية والعسكرية المختصة.

 

الحزب يحاور فرنسا: همّها "مسيحيّ".. وبكركي لا تمانع انتخاب فرنجيّة

أساس ميديا - الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

على الرغم من الضجيج والمناكفات والمواقف المختلفة والتحليلات التي تُنقل من هنا وهناك، لم يُدلِ حزب الله بدلوه في الملفّ الرئاسي بعد، ولمّا يُسمِّ مرشّحاً. وعلى عكس ما يتخيّله الكثيرون، فقد حدّد على لسان أمينه العامّ مواصفات الرئيس العتيد، ولم يحصرها باسم دون آخر. ومن الجلسات النيابية إلى كواليس المداولات تتراكم مؤشّرات تؤكّد لحزب الله أنّ البحث الجدّي في الاستحقاق الرئاسي لم ينضج ولن ينضج قبل حلول العام الجديد، وأنّ المخاض الرئاسي العسير لا يزال في بداياته. فمن ناحيته يرى أنّ الصورة لا يزال يكتنفها الغموض، وفي التقييمات الداخلية يبدو أنّ كلّ ما يُحكى عن اتصالات متعلّقة بموضوع الرئاسة لا يزال دون المستوى السياسي الجدّيّ ومن دون نتيجة تُذكر، ولا يُتوقّع أن يحدث انفراج قريب بالنظر إلى سقف المواقف المتباعدة وغياب أيّ مبادرة محلية أو دولية يُبنى عليها. ما يهمّ الفرنسيين هو استعجال انتخاب الرئيس من دون الدخول في الأسماء. ليس لفرنسا، وفق ما تنقل مصادر المجتمعين مع الوفد الفرنسي، اسم مرشّح بعينه

الحوار مع بكركي

لكنّ حزب الله أطلق مجموعة حوارات في الشأن الرئاسي محلياً ودولياً، أبرزها في اتجاهين أساسيَّين: بكركي داخلياً وفرنسا دولياً:

1- يتطلّع حزب الله إلى بكركي باعتبارها أحد المداخل الرئيسية لبحث الملفّ الرئاسي اللبناني بسبب دورها وتأثيرها في انتخاب رئيس مسيحي ماروني على وجه التحديد. ومن الطبيعي أن تنطلق المشاورات من البطريركية، وأن يتمّ الوقوف على رأيها والتشاور معها في الأسماء المتداولة، خاصة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله الذي حدّد مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية التي أعقبت مواصفات كان حدّدها البطريرك بشارة الراعي، وهو ما دفع الطرفين إلى أن يفتحا حواراً من أجل مقاربة الموضوع الرئاسي  انطلاقاً ممّا ترمي إليه مواصفات كلّ منهما والقاسم المشترك بينها والأسماء التي يمكن الالتقاء عندها. لا بدّ من التذكير أنّ التواصل لا يزال مستمرّاً منذ زيارة الوزير علي حمية لبكركي في 13 أيلول الفائت، حاملاً "كعك العبّاس". وفي معلومات "أساس" أنّ لقاء بين ممثّلين عن الطرفين عُقِد قبل أيام في منزل صديق مشترك، وانحصر الحوار في الشأن الرئاسي. وقد عبّرت بكركي خلال اللقاء عن قلقها العميق من عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وهي التي تسعى مع حزب الله إلى تضييق فجوة الخلافات التي تمنع حصول الانتخابات حتى اليوم. تقول مصادر المجتمعين إنّ حواراً رصيناً يدور بين الجهتين يتمحور حول ملف رئاسة الجمهورية على وجه الخصوص. وعلى مدى ثلاثة اجتماعات متتالية عقدها الجانبان تمّت مقاربة الاستحقاق الانتخابي بصراحة بالغة. ووفقاً للمصادر عينها، تطرّق البحث إلى موضوع الأسماء، فأبلغت بكركي حزب الله أنّها لا تمانع انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وهو الموقف ذاته الذي سبق أن أبلغه البطريرك الراعي إلى فرنجية يوم قصد بكركي مستفسراً عن المقصد من "مواصفات الرئيس" التي حدّدها الراعي، فكان جواب الأخير لفرنجية: "كنت من بين المرشّحين الأربعة الذين حضروا إلى بكركي لخوض النقاش في الاستحقاق الرئاسي قبيل انتخاب ميشال عون رئيساً، فكيف نضع فيتو على انتخابك؟".

أفرزت الانتخابات النيابية مجلساً يحمل كلّ بذور التعطيل في تكوينه. إذ لا يمكن لأيّ فريق أن ينال الأغلبية أو أكثريّة النصف زائداً واحداً من دون الأطراف السياسية الأخرى

الحوار مع فرنسا

2- أمّا على المستوى الدولي فقد شرع حزب الله في بحث الملفّ عينه مع الفرنسيين. ويخوض الجانبان حواراً محصوراً بالملفّ الرئاسي لبحث إمكان الوصول إلى تفاهم. تكمن أهميّة فرنسا في أنّها تشكّل نقطة تقاطع بين عدّة أمور: فهي ترغب بلعب دور في لبنان، ونالت تفويضاً من الجانب الأميركي، وفي الوقت نفسه لا تزال على تواصل جدّي وعميق مع السعودية. وبحسب معلومات "أساس"، التقى وفد فرنسي أخيراً مع وفد من حزب الله، وكان بحث مطوّل في الاستحقاق الرئاسي. وما فهمه حزب الله أنّ فرنسا تحاول أن تلعب دوراً في إقناع السعودية بدعم لبنان وتسهيل انتخاب الرئيس. أفرزت الانتخابات النيابية مجلساً يحمل كلّ بذور التعطيل في تكوينه. إذ لا يمكن لأيّ فريق أن ينال الأغلبية أو أكثريّة النصف زائداً واحداً من دون الأطراف السياسية الأخرى. وهو ما يجعل الملف الرئاسي أحوج ما يكون إلى تسوية بين الأطراف المعنيّة. وهذا هو الدور الذي تسعى فرنسا إلى لعبه. لهذا السبب قصدت حزب الله لعلمها أنّه يحمل حكماً أسماء مرشّحين يفضّلهم على غيرهم. وكان اللقاء يهدف إلى التعرّف على خطوطه الحمراء ومقاربته الرئاسية، وفي المقابل سعى حزب الله إلى فهم الدور الذي يطمح إليه الجانب الفرنسي. انطلق الحوار ولا يزال قائماً بين الجهتين. لكنّه مسار طويل بالنظر إلى التعقيدات الداخلية القائمة والخارجية، وفق ما تقول المصادر المشتركة بين الطرفين، التي تكشف أنّ الفرنسيين يهتمّون لتحقيق أمرين هما عدم إطالة أمد الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، إذ لا يجوز وجود رئيسين مسلمين على رأس السلطتين التشريعية والتنفيذية في حين أنّ رأس الدولة، أي منصب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني، لا يزال فارغاً. في الخلاصة، ما يهمّ الفرنسيين هو استعجال انتخاب الرئيس من دون الدخول في الأسماء. ليس لفرنسا، وفق ما تنقل مصادر المجتمعين مع الوفد الفرنسي، اسم مرشّح بعينه. لكنّها في المقابل لا تضع فيتو على اسم مرشّح معيّن. ما يعنيها هو انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن. وتلتقي في موقفها هذا مع البطريركية المارونية التي تخشى فراغاً رئاسياً يطول أمده ويغيّب دور المسيحيين عن الحكم.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

أميركا وضعت خططها للبنان.. هل يتشدد حزب الله رئاسياً؟

منير الربيع/المدن/23 تشرين الثاني/2022

قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربارا ليف، مجدداً: "إن عدم انتخاب رئيس للجمهورية سيودي بلبنان إلى فراغ سياسي غير مسبوق، ما ينذر بـ"انهيار الدولة مجتمعياً". وأضافت: "لقد وضعنا خططاً لمساعدة لبنان إن كان عبر دعم الجيش اللبناني أو عبر تسهيل اتفاقيات الطاقة أو دعم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكن كل هذه التدابير لن يكون لها تأثير، ما لم يقم البرلمان اللبناني بعمله بانتخاب رئيس للجمهورية. وقد فشلوا في ذلك. ما يترك لبنان في فراغ سياسي غير مسبوق". وختمت: "هذا الأمر لا نستطيع أن نفعل به شيئاً، فهم عليهم فعل ذلك".

سلة الشروط

الموقف الأميركي واضح إلى الحدود القصوى، في المعنى الديبلوماسي. فهناك حث من قبل واشنطن للأفرقاء اللبنانيين على ضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي. أما في مضمون الكلام غير الديبلوماسي فهناك إشارات واضحة إلى أن أميركا نجحت في فرض سلّة شروط على اللبنانيين أن يسلوكها للولوج إلى خطّة التعافي. خصوصاً أن أميركا مررت اتفاق ترسيم الحدود، ووضعت المسار الواجب التزامه للحصول على الطاقة، بالإضافة إلى الوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. أما كلمتها بعدم قدرة أحد على فعل شيء بل على اللبنانيين أن يقوموا بما هو مطلوب منهم، فذلك يوضح بشكل كامل مدى تدني الاهتمام الأميركي بالتفاصيل اللبنانية.

اهتمامات أميركا

لدى أميركا أولويات متعددة واهتمامات كثيرة البعد عن لبنان، أولها الحرب الروسية الأوكرانية، ثانيها أسعار النفط، ثالثها العلاقة مع المملكة العربية السعودية، رابعها العلاقة مع إيران، في ضوء التحركات التي تشهدها المناطق والمدن الإيرانية، والتي تبدو أنها متصاعدة. وهي ستكون أحد الملفات الأساسية المطروحة في أي مفاوضات إيرانية غريية. أما خامسها فتركيز الإدارة الأميركية على مرحلة ما بعد تشكيل بنيامين نتنياهو لحكومته وللمسار الذي ستسلكه هذه الحكومة، خصوصاً في ظل التعارض في التوجهات بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. كل هذه الاهتمامات من شأنها أن تؤجل أي بحث خارجي في إنضاج تسوية لبنانية.

اهتمامات إيران

إيران لديها أيضاً اهتمامات وأولويات أخرى، أولها مواجهة التظاهرات الداخلية، ثانيها البحث في إعادة تجديد التفاوض مع مجموعة الخمسة زائد واحد، ثالثها البحث في العلاقة مع المملكة العربية السعودية، والتي تمر من ملفين أساسيين قبل الوصول إلى الملف اللبناني هما العراق واليمن. كل هذه التطورات الإيرانية تدفع حزب الله إلى رفع سقف شروطه ومواصفاته الرئاسية، وتدفعه إلى التمسك أكثر فأكثر بسليمان فرنجية، خصوصاً أن الحزب ينظر إلى كل هذه التطورات من ثلاث نقاط. الأولى، أن إيران مستهدفة من الداخل بعد استهدافها خارجياً في إجهاض محاولات الوصول إلى اتفاق نووي. الثانية، أن إشغال إيران في الداخل يهدف إلى إضعافها في الإقليم، وهذا لا بد أن يدفع الحزب إلى التشدد. أما الثالثة، أن استمرار محاولات القوى السياسية اللبنانية بمهاجمة حزب الله وخوض معركة معه تنذر بنية البعض لمحاولة عزله، خصوصاً لدى طرح القوى الأخرى مرشح تحدّ. فهذه قد تدفعه إلى التمسك بمرشح التحدي من قبله لاحقاً.

اهتمامات السعودية

المملكة العربية السعودية، لديها مسار واضح لحل الأزمة اللبنانية، ويندرج في إبرام تسوية يستعيد فيها لبنان الثقة العربية والدولية، وتندرج التسوية في الاستجابة إلى شروط وضغوط المجتمع الدولي. وهنا ثمة تشابه في المواقف الأميركية السعودية، مع عدم الإقدام على الدخول في تفاصيل الملفات اللبنانية، إنما انتظار ما يمكن أن يقرره اللبنانيون. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أي تحرك على الساحة اللبنانية من شأنه أن يؤدي إلى توفير فرص تسوية، قد تستدعي الاهتمام الأميركي والسعودي معاً، كما كان الأمر بالنسبة إلى ملف ترسيم الحدود، والذي استدعى الأميركيين إلى الانخراط في المهمة حتى النهاية.

اهتمامات فرنسا

فرنسا وحدها التي تستمر في التحرك باتجاه إيران، السعودية، والولايات المتحدة الأميركية. ولكن حتى الآن لا قدرة فرنسية على إنضاج الحلّ أو جذب اهتمام الجميع، خصوصاً أن الموقف الفرنسي من الاحتجاجات في إيران ودعمها للمحتجين لا بد أن يؤثر سلباً على الاستجابة الإيرانية للمساعي الفرنسية. في المقابل، تستمر باريس في محاولة إقناع السعودية بالإنخراط في تسوية لبنانية تتضارب المعلومات بشأنها. تارة أن الفرنسيين لا يمانعون انتخاب فرنجية ويسعون إلى إقناع الآخرين به، وطوراً بأن فرنسا تسعى إلى انتخاب رئيس وسطي سواء كان قائد الجيش أو غيره.

في الخلاصة وبالإستناد إلى كل هذه التصورات الخارجية، يبقى لبنان متروكاً لمصيره. إطالة أمد الأزمة والفراغ من شأنه أن يفيد مسار الانهيار، فيما لن يكون هناك أطراف قادرة على الصمود أكثر من حزب الله. أما محاولات الضغط على الحزب وإحراجه سياسياً، فمن شأنها أن تدفعه إلى التشدد أكثر، ما سيؤدي إلى إضاعة فرصة حقيقية للتسوية. وفي حال وصل الحزب إلى تبني علني لسليمان فرنجية سيكون باسيل أمام خيار من إثنين، إما أن يوافق فيتسعيد أمجاد علاقته بالحزب، وإما أن يعارض وهذا سيفتح باباً للتوتر بينه وبين الحزب قد يكون الهدف منه الاستثمار في هذا الاعتراض خارجياً، في سبيل سلوك طريق البحث عن رفع العقوبات.

 

السيّد.. القويّ على العالم الضعيف أمام باسيل

زياد عيتاني/اساس ميديا/ الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

يريدنا السيّد حسن نصر الله أن نُصدّق أنّه قادر على هزيمة أميركا ومعها إسرائيل، واحتلال سوريا واليمن وفرض إرادته على العراقيين. يريدنا أن نقتنع أنّه قادر على التدخّل في القارّة السوداء بطولها وعرضها وخوض البحار والمحيطات، ويمتلك القدرة على هزيمتنا ساعة يشاء ضارباً لذلك المواعيد، وفي الوقت عينه وفوق كلّ ذلك يريدنا أن نقتنع أنّه غير قادر على زحزحة جبران باسيل. عام 2006 وقف بكلّ جسارة طالباً منّا الخروج من الملاجئ لمشاهدة كيف تلتهم نيران الحريق البارجة الإسرائيلية في البحر، لكنّه في  سنة 2022 يطلب من نوّابه الاختباء خلف الورقة البيضاء في صندوق انتخاب الرئيس كي لا يغضب الحليف.

يقدر السيّد كما فعل معنا عام 2016، أو كما قال رئيس كتلته البرلمانية محمد رعد في تصريحه الأخير، أن يختار رئيس جمهوريّتنا، ويشكّل حكوماتنا، ويجعل الصغير كبيراً، إن أراد، لكنّه في الوقت عينه عاجز عن أن يفرض على جبران باسيل أيّ رئيس. يريدنا السيّد حسن نصر الله أن نُصدّق أنّه قادر على هزيمة أميركا ومعها إسرائيل، واحتلال سوريا واليمن وفرض إرادته على العراقيين

هل فقد السيّد عناصر قوّته، أم هو ضعيف أمام حبّه لحليفه البرتقالي الصغير؟

انفصام الصورة هو ما يريد منّا السيّد أن نقتنع به في هذا الزمن العصيب:

المشهد الأول: باعث الرعب في العالم بحراً وبرّاً وفوق كثبان رمال الصحراء وتحت قساوة لهيب شمسها.

المشهد الثاني: مرتبك متردّد أمام باسيل. يقول لنا إنّه يريد رئيساً يحمي المقاومة لا يطعن ظهرها بسكّين، فيما الحقيقة أنّه إمّا يريد رئيساً لا يُغضب جبران أو يريد أن يكون جبران هو الرئيس. يرفع إصبعه عند كلّ إطلالة مهدّداً مطلقاً سيلاً من الوعيد، بوجهنا وبوجه بايدن، وبوجه كلّ الشعوب العربية في بلاد الشام ودول الخليج، في حين أنّه يمسح على رأس صهر الرئيس السابق على قاعدة أنّ المسح على رأس اليتيم صدقة عند المؤمنين. قد يكون الأمر ليس انفصاماً ولا التباساً، فحاشا للسيّد الذي يقاتل بتكليف من الله أن يكون الرجل المرعب في الخارج والقويّ علينا في الداخل، ثمّ يكون أمام جبران رجلاً ضعيفاً. من حقّنا أن نتساءل بعد كلّ ذلك، هل انتصاراته في الخارج وهمٌ، أم هو بحقّ مرعب الكون، لكنّه يوهمنا أنّه عاجز أمام جبران كي يُخفي علينا الشيء الكثير؟ تكمن الحقيقة في أنّه يرى اتفاق مار مخايل الإنجاز العظيم الذي يفوق بعظمته ما حقّقه في يوم 7 أيار 2008 الذي وصفه باليوم المجيد، ويفوق أيضاً عظمة ما حصل في عام 2000 عندما انسحبت إسرائيل من الجنوب وتحقّق التحرير. هو حريص على إنجازاته، فكيف يكون موقفه إذا كان أهمّ تلك الإنجازات التحالف مع باسيل؟ ليس صحيحاً أنّ السيّد تائه بين رغبات وخصومات حلفائه من عين التينة إلى الرابية، وصولاً إلى بنشعي، حيث يقبع سليمان فرنجية المرشّح. تبرّأ السيّد يوماً من الشريط المسجّل الذي وُصف فيه سعد الحريري بالكاذب على لسان الرئيس، ثمّ تجاهل الشريط المسرّب الذي وُصِف فيه الرئيس نبيه بري "بالبلطجي"، واليوم يتجاهل ما سُرّب من شريط يهين فيه باسيل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مجدّداً. الحقيقة أنّ السيّد يُدخلنا نحن وحلفاءه في متاهته الخاصّة. يقنعنا بداية بالاختلاف والورقة البيضاء في كلّ يوم خميس، ثمّ تطيير النصاب بعد مسرحيّة جلسة الانتخاب، حتى بات سؤالنا اليومي: مَن سيكون الرئيس؟ فيما هو ينتظرنا عند نهاية المتاهة ليقول لنا: "مرشّحي الوحيد والأوحد هو جبران باسيل". قد يتشكّك الكثيرون في هذه السرديّة، وهذا شأنهم. لكنّ التجارب مع السيّد واضحة، ومن يتتبّعها لا يختلط عليه من الأمر الشيء الكثير. المتاهة التي وضعنا فيها السيّد ستؤول إلى استكمال الطريق إلى جهنّم، ولا يسعنا إلا القول: كان الله بعون شعب لبنان العظيم.

 

حكاية "بنك البركة": نهاية أوّل مصرف في لبنان

عماد الشدياق/أساس ميديا/الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

قبل أيام، فاجأ مصرف لبنان اللبنانيين بقرار وضع يده على "بنك البركة". لكنّ القرار لم يُفاجىء إدارة البنك اللبنانية ولا حتى تلك الخارجية، التي كانت تعلم بأنّ فرع بنكها في لبنان ربّما سيلقى هذا المصير، نتيجة سلوك إدارته اللبنانية، ونتيجة الأفق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بين إدارة مجموعة "بنك البركة" والمصرف المركزي. تقول المعلومات إنّ مصرف لبنان وجّه إنذاراً للبنك منذ نحو سنة، وحذّر إدارته من مغبّة الاستمرار في قراراتها التعسّفية لناحية رفض تطبيق تعاميمه، وخصوصاً التعميم 158 الذي يقضي بدفع أموال المودعين (400$ فريش و400$ بالليرة اللبنانية)، إلّا أنّ إدارة البنك لم تلتزم واستمرّت بالتعسّف والتسويف وصولاً إلى قرار وضع اليد. وهو ما يُظهره الكتاب الموجّه من مصرف لبنان إلى إدارة "بنك البركة" في الثامن من الشهر المنصرم، الذي يؤكّد أنّ البنك لم يلتزم بتعاميمه رقم 44 و94 و154، ولم يقدّم خطة لمعالجة أوضاعه ضمن المهلة الممنوحة له من الهيئة العليا للمصارف.

كيف يردّ فرع بيروت؟

يقول مصدر عليم بتفاصيل ما كان يجري داخل "بنك البركة" لـ"أساس" إنّ سبب وصول البنك إلى ما وصل إليه يعود إلى اتّخاذ إدارة المجموعة في البحرين قراراً يقضي بسحب يدها من فرع لبنان كليّاً ورفض مساعدته منذ بداية الأزمة الاقتصادية. لكنّ هذه المعطيات ترفضها إدارة البنك في بيروت، ويقول مصدر رسمي فيها، طلب عدم نشر اسمه، إنّ "المجموعة لها أموال بذمّة مصرف لبنان، أودعتها لديه بعد الأزمة الاقتصادية بموجب تحويلات من الخارج، وهذه الأموال لم تكن توظيفات شأن المصارف الأخرى، لأنّ البنك إسلامي، ولا يعترف بهذا النوع من الأعمال المحرّمة شرعاً، بل هي أموال كانت بمنزلة وديعة وضع مصرف لبنان يده عليها من دون وجه حقّ، واحتجزها، ويرفض اليوم تحريرها". لكن بخلاف هذا الكلام، علم "أساس" من مصادر داخل البنك أنّ الإدارة في البحرين اتّخذت قراراً حاسماً بوقف مساندة فرع لبنان بعد الأزمة، بدليل إقفال عدد من الفروع، التي تقلّصت من 9 إلى 3 فروع فقط، نتيجة الخسائر التي كانت تتكبّدها. يضاف إلى هذا سبب آخر يخصّ سلوك الإدارة في بيروت، وتحديداً سلوك المدير العام الحالي معتصم محمصاني والمجموعة اللصيقة به من مديرين ورؤساء أقسام. إذ تؤكّد المعلومات أنّ الإدارة في البحرين تلقّت العديد من الشكاوى ضدّ المدير العام، لكنّها لم تلتفت إلى هذا الكلام ولم تحرّك ساكناً، وهو ما فسّره البعض بأنّه كان إشارة صريحة إلى قرارها المسبق بترك فروع لبنان تواجه مصيرها، وذلك بخلاف الحجج التي ساقتها المجموعة في بيانها الصادر بعد قرار مصرف لبنان وضع اليد.

أمّا الأسباب التي دفعت الإدارة في البحرين إلى إصدار بيانها الأخير، فتردّها المصادر إلى اثنين:

1- حرص المجموعة على حماية اسم علامتها التجارية "بنك البركة"، باعتبار اسم البنك والـLogo هما نفسهما في لبنان وفي كلّ الفروع المنتشرة في الدول العربية والعالم، ولذلك تريد أن تقذف المشكلة إلى حضن مصرف لبنان، باعتباره الجهة المسؤولة عن تشويه سمعة البنك خارجياً.

2- امتعاض إدارة المجموعة من مصرف لبنان بعد رفضه التفاوض على أموال المجموعة وأصولها المحتجَزة لديه، من أجل صياغة خطة لتعافي البنك، إضافة إلى رفض مصرف لبنان استحواذ المجموعة على عدد من أقسام عقار فرع "بنك البركة" الرئيسي. إذ تشير المعلومات إلى أنّ المجموعة كانت بصدد شراء عدد من الطوابق في مبنى البنك في منطقة الصنائع، لكنّ "المركزي" رفض هذا الأمر بسبب سوء التخمين والشبهات بمحاولة تسييل هذه الموجودات وتهريبها إلى الخارج. وكانت مجموعة "البركة" ندّدت في بيان بقرار مصرف لبنان تعيين مدير مؤقّت لبنكها، وقالت إنّه "قرار مجحف لمعاقبة المصارف"، واتّهمت المصرف المركزي بـ"الإخفاق في توفير خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي"، وأكّدت أنّها "تدرس اتّخاذ إجراءات قانونية" ضدّ مصرف لبنان ردّاً على قراره، بعد منع المجموعة من "الوصول إلى أصولها" المودَعة لديه والتي من شأنها أن تمكّن المجموعة من "استئناف أنشطتها المصرفية العاديّة".

فضائح المدير العامّ

تشير المعلومات إلى أنّ المدير العام محمصاني وبعد فُضّ اجتماع مجلس الإدارة مع المدير الجديد شربل عبد الله مبارك، الذي عيّنه مصرف لبنان مؤقّتاً، وكُفّت يد الإدارة ومحمصاني عن البنك، جمع الأخير المديرين ورؤساء الأقسام وقال لهم بالحرف: "أترككم لمصيركم مع مصرف لبنان... أنا ذاهب لأنفخ النرجيلة".

تلفت المعلومات إلى الكثير من الارتكابات التي وقع فيها محمصاني خلال إدارته البنك منذ عام 2006، ومنها أنّه حوّل صهره بين ليلة وضحاها من "زبون مفلس ومديون" للبنك، إلى مدير أحد الفروع، لكنّه استقال قبل فترة. تُضاف إلى ما سلف اتّهامات بأنّه غطّى تزوير مستندات مصرفية وكشوفات حسابات موقّعة ومختومة من البنك لعملاء ليسوا زبائن منتظمين، وقد أعطاهم "كشوف حسابات" مزوّرة ليستعملوها في تقديم طلبات هجرة وسفر إلى الخارج إلى سفارات تطلب هذا النوع من المستندات للموافقة على إعطاء تأشيرات دخول، علاوة على فضيحة تتعلّق ببيع البنك بعد الأزمة مشروعاً عقارياً كاملاً يملكه في منطقة فردان بموجب شيكات مصرفية بالـ"اللولار"، أي بأوراق بلا قيمة، مكبّداً البنك خسائر فادحة، وبالطبع لقاء عمولات خيالية "من خارج السيستيم". وكان كلّ عضو في مجلس الإدارة يحصل على "جائزة" قدرها 2,000 دولار كاش حين يحضر الاجتماع الدوري. وكانت هذه الأموال تُهدر من الودائع المحجوزة في البنك، ويُحرَم منها الموظّفون الذين عانوا أخيراً تقصيراً في دفع رواتبهم. إذ تشير المعلومات في هذا الصدد إلى أنّ الشهر الماضي لم يحصل كلّ موظف إلاّ على 160 دولاراً "فريش"، فيما بقيّة رواتبهم بقيت عالقة، نتيجة تهديدهم بوقف العمل، ولم يفرج عنها محمصاني حتى بعد تقديم الموظّفين كتاب اعتذار موقّعاً ممن تغيّبوا عن العمل فرداً فرداً.

تواصل "أساس" مع المدير العامّ وسأله عن هذه المعلومات، في سياق إعطائه "حقّ الردّ" المهنيّ، لكنّ إجاباته لم تكن على قدر حجم التُهم

تكشف المعلومات أنّه بعد قرار وضع اليد، طلب محمصاني نسخ ملفّات لم تُعرف طبيعتها بواسطة USB، فارضاً في الوقت نفسه تعديلَ "البروتوكولات" الخاصّة بالدخول إلى الملفّات من أجل الحصول على مراده، على الرغم من كفّ يده عن إدارة البنك. وأخرج محمصاني والمديرون المقرّبون منه جميع أموالهم في الحسابات بموجب شيكات مصرفية من أجل تصفير حساباتهم قبل "الانهيار الكبير".

كيف ردّ محمصاني على "أساس"؟

تواصل "أساس" مع المدير العامّ وسأله عن هذه المعلومات، في سياق إعطائه "حقّ الردّ" المهنيّ، لكنّ إجاباته لم تكن على قدر حجم التُهم. بداية ردّ بأنّه غير مخوّل الحديث نيابةً عن المجموعة، وأنّها هي الجهة الصالحة لسؤالها عن البنك. وحينما أكّدنا له أنّ ثمّة تُهمٍ تتعلّق بسلوكه وبممارساته خلال إدارته للبنك، وفصّلنا له المعلومات، اكتفى بجملة كرّرها عند كلّ سؤال، وهي: "كلّ هذه تهم وقيل وقال... من أعطاكم هذه المعلومات فليعطِكم الإثباتات التي تؤكّد هذا الكلام"، متلطّياً تارة خلف مجلس الإدارة الذي "وافق على كلّ هذه القرارات"، فيما يُعتبر هذا المجلس "في جيب محمصاني"، وتارة أخرى خلف "السرّية المصرفية التي تحتّم عدم البوح بتفاصيل كهذه". أكّد مصدر مطّلع على سيرة البنك المذكور لـ"أساس" أنّ فرع بيروت من "بنك البركة" يسجّل خسائر منذ مدّة طويلة حتى قبل الأزمة الاقتصادية، لكنّ مالك المجموعة ومؤسّسها الشيخ صالح كامل أصرّ على بقاء البنك ودعمه على الرغم من الخسائر بسبب حبّه للبنان. لكن بعد وفاته آلت المجموعة لولده عبدالله صالح كامل، الذي لم يكن متحمّساً لدعم فرع المجموعة في لبنان نتيجة خلافات عصفت بين لبنان ودول الخليج على خلفيّة سلوك السلطة المتأثّرة بـ"حزب الله"، فأعلن مذّاك أنّ "كلّ فرع يحقّق خسائر سنتّخذ قراراً بإقفاله". وقد أجرى رئيس المجموعة حمد عقاب أكثر من اجتماع مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل مدّة، وكان آخر اجتماع بين عقاب والحاكم قبل قرار وضع اليد بأيّام قليلة. وكانت المفاوضات وصلت إلى حائط مسدود للأسباب التي ذكرناها آنفاً، ويجري اليوم التسويق لرواية مفادها أنّ مصرف لبنان "جرؤ على المسّ ببنك أجنبي"، للإيحاء بأنّ وضع اليد كان من باب الاستهداف السياسي. وهذا غير صحيح طبعاً لأنّ المركزي (بصرف النظر عن موقفنا منه) سبق أن اتّخذ إجراءات مشابهة بحقّ أكثر من بنك لبناني، وهو بصدد استكمال هذه الإجراءات بحقّ مصارف إضافية، بحسبما تكشف المعطيات.

 

حزب الله «صابر» على باسيل

عماد مرمل/الجمهورية/22 تشرين الثاني/2022

بمعزل عن الضجيج السياسي ورسائل الحليف من باريس، لا يزال «حزب الله» متمسّكاً باسم سليمان فرنجية مرشحاً وحيداً الى رئاسة الجمهورية، حتى لو انه لم يعلن بعد عن دعمه رسمياً.  يؤكد أحد القريبين من الحزب والمُطّلعين على نقاشاته الداخلية انّ معادلة الحزب الرئاسية، وخلافاً لأي اجتهادات مغايرة، لم تتغير وهي الآتية: «فرنجية فقط.. وفقط فرنجية».وبهذا المعنى فإن الحزب مستمر في خوض معركة حليفه الشمالي، إنما على طريقته الخاصة التي تأخذ في الاعتبار طبيعة المرحلة وخصوصية العلاقة مع كل من «التيار الوطني الحر» وتيار «المردة»، أي انّ الحزب يحاول في آن واحد ان يربح انتخاب فرنجية من دون أن يخسر الحلف مع باسيل. وعندما يزور بعض المرشحين المفترضين «حزب الله» ويستفسرون عن موقفه منهم، يسمعون عبارة واحدة: «فيكم الخير والبركة لكن المرشح الذي ندعمه معروف». ولئن كانت بعض شظايا مواقف باسيل من باريس ضد فرنجية قد أصابت «الثنائي» عموماً، والحليف الشيعي خصوصاً، الا ان الحزب تعامَل معها على قاعدة ان «ضرب الحبيب زبيب». وبالتالي، هو قرّر ان يستمر في اعتماد سياسة الصبر والتحمل التي أصبح خبيراً فيها، مفضّلاً لو انّ باسيل لم يصوّب على الرئيس نبيه بري وفرنجية في الشكل الذي انطوى عليه تسجيله الصوتي، «لأنّ من شأن هذا التصعيد ان ينعكس سلباً على مساعي التوفيق بين الحلفاء في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، بينما كان من الانسَب لو انّ رئيس «التيار الحر» استكملَ منحى التهدئة والانفتاح الذي بدأه مع زيارته الأخيرة لبري»، وفق المحيطين بالحزب. وعلى رغم من النبرة الحادة لباسيل في الاعتراض على خيار فرنجية، غير أن الحزب لم يقطع الأمل بعد في إمكان ان يطرأ تعديل على موقف رئيس «التيار» ولو بعد حين، وهو يعتبر انه لا يزال من المُبكر الاستنتاج أنّ باسيل وصل الى نقطة اللاعودة وأحرقَ كل مراكب العودة إلى شاطئ التفاهم. اساساً، لم تكن لدى قيادة الحزب اي أوهام بأن باسيل سيتجاوب فوراً مع ترشيح فرنجية، ولم تتوقع ان يوافق على تأييد انتخاب رئيس «المردة» من اللقاء الأول الذي جَمعه مع السيد حسن نصرالله حول الملف الرئاسي، بل لو حصل العكس لكانت هذه هي المفاجأة. ويلفت القريبون من الحزب إلى أنه لا بد، قبل إصدار أحكام نهائية، من ان يأخذ النقاش مع باسيل كلّ فرصته، مشيرة الى انّ لقاءات أخرى قد تعقد بينه وبين السيد نصرالله وربما يجري أيضا تواصل مع الرئيس ميشال عون «إضافة إلى انه يجب ترك المجال امام الوقت كي يفعل فعله أيضاً، خصوصاً انّ الظروف قابلة للتبدّل وما هو مرفوض الآن يمكن أن يصبح مقبولاً مُستقبلاً، وعلى سبيل المثال فإنّ عودة اليمين المتطرف الى السلطة في الكيان الاسرائيلي عبر بنيامين نتنياهو وشركائه تمثّل تطوراً مستجداً لم يكن مُدرجاً ضمن المعادلة قبل الانتخابات الإسرائيلية، ولم يعد يصحّ تجاهله عند البحث في الاستحقاق الرئاسي. من هنا، يؤكد المحيطون بالحزب انه ليس وارداً لديه أن يتراجع عن تأييده لانتخاب فرنجية الذي «تنطبق عليه كل المواصفات التي عرضها «السيّد»، ومَن يترقّب الخطة «ب» سينتظر طويلاً».

 

ما علاقة فريق عمل "القوّات" بـ"نكسة" سمير جعجع؟

ليبانون ديبايت/"سبوت شوت"/الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

إعتبر المحلل السياسي قاسم قصير أنه "يمكن للقوات اللبنانية أن تسمي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية في حال حصلت التسوية وكانت السعودية جزءاً منها". وفي مقابلةٍ عبر "سبوت شوت"، ضمن برنامج "وجهة نظر"، قال قصير :"ستبرر القوات لجمهورها أنها ذهبت بخيار فرنجية حرصاً على مصلحة لبنان". وتابع: "كيف نجح الرئيس بشير الجميل في أن يكون رئيساً للبنان؟، فقد كان خطابه لبنانياً وليس قواتياً". وأردف: "على عكس الدكتور سمير جعجع، ففائض القوة لديه يدفعه للإستعراض". وختم قاسم قصير: "هناك خلل بين جعجع وفريق عمله، فالأخير يعمل على إبعاده عن رؤية الواقع".

 

ماذا دار بين قائد الجيش ووفيق صفا؟

المصدر: ليبانون ديبايت/الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

في الموسم "الرئاسي" يلفت أي اجتماع يجمع طرفين على علاقة مباشرة بالاستحقاق، ويبدأ بازار التحليل والتوقعات، وهو بالضبط ما حصل على إثر اللقاء الذي جمع قائد الجيش اللبناني جوزيف عون مع رئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، وكأن اللقاء تمّ للنقاش في الموضوع الرئاسي تحديداً.

ولكن مصادر مقربة من الطرفين تدحض هذه التكهنات جملة وتفصيلاً مؤكدة أن هذا اللقاء ليس لقاءً يتيماً بل انه اجتماع روتيني بين الرجلين في موضوع التنسيق الأمني، جازمة أن اللقاء الأخير لم يتطرق حتى الى الموضوع الرئاسي لا من قريب ولا من بعيد. وهل يمكن أن يكون قائد الجيش عاتب صفا على "الفيتو" المموّه الذي وضعه الأمين العام حسن نصرالله عليه كمرشّح جدي للرئاسة؟ تجيب المصادر بأن العماد جوزاف عون أذكى من أن يرد على تلميحات، فهو حتى لا يتعاطى بالشأن الرئاسي مع أحد من زواره. وتشدّد المصادر في هذا الإطار أن لا رئيس تيار المردة ولا قائد الجيش سيصلان الى قصر بعبدا بل يتم البحث عن اسم ثالث بدون طموحات كبيرة ويتمتع بالمواصفات التي وضعها الحزب والتيار ويقطع المرحلة المقبلة بأقل قدر من التشنجات ويكون قادراً على الحديث مع الجميع، وبالتالي هذه المواصفات موجودة عند الكثير من الشخصيات المارونية. ولكن هل حزب الله متمسك بفرنجية؟ تعتبر المصادر أن هذا الكلام ينطبق على العلاقة بين الطرفين أكثر مما ينطبق على مقاربة الحزب للملف الرئاسي فالحزب يتمتع ببعد نظر في التعاطي مع الاستحقاقات فلن يذهب بدعم فرنجية وهو يعلم أن الأطراف الأساسية المسيحية لن تسير به، من جبران باسيل الى رئيس حزب القوات اللبنانية. فالأول كما تكشف مصادر على علاقة جيدة بكل من التيار الوطني وحزب الله أبلغ الأمين العام للحزب أنه لن يقبل لا بفرنجية ولا بقائد الجيش وهو مستعد للسير بأي إسم ثالث يطرحه الحزب، والأخير الذي "نفخ" باسيل في الانتخابات النيابية لن يختلف معه اليوم في الانتخابات الرئاسية، أما الثاني أي جعجع فلن يسير بفرنجية لأنه لن يأتي برئيس من زغرتا، ولكن حتى لا يتبادر الى الذهن كيف رشح ميشال معوض من زغرتا، تلفت المصادر أن جعجع عندما رشح معوض كان يعلم أنه لن يحصل على الأصوات التي تخوله الوصول الى سدة الرئاسة لذلك لم يكن لديه اي مشكلة بترشيحه. أما مع سليمان الذي يُعتبر زعيم زغرتا الأول فمن المؤكد أنه سيفعل ما بوسعه لإقصائه عن المشهد لأسباب تتعلق بالعلاقة الدموية بين الرجلين اولاً ولأن الرجل هو من الفريق الخصم ومقرب من النظام السوري، ولا مصلحة له بإنتخابه.

 

"إستحالات رئاسية... وعقبتان أمام فرنجية"!

ليبانون ديبايت/الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

أشارت أوساط سياسية متابعة أن "لبنان أمام إستحالات في الإستحقاق الرئاسي، إستحالة إيصال مرشّح القوى السيادية ميشال معوض، وإستحالة لوصول سليمان فرنجية، فمن الصعب في هذه المرحلة القبول بمرشّح يمثّل محور يقوده حزب الله داخلياً وإيران إقليمياً". وقالت الأوساط لـ "ليبانون ديبايت": "الرئيس نبيه برّي يقود حملة فرنجية الرئاسية، وهناك عقبتان أساسيتان أمام الأخير، الأولى بين حلفاء حزب الله، والعقبة الثانية أنه مرشّح محور وفريق بالبلد يقوده حزب الله، وهذه عقبة داخلية وعربية ودولية بصرف النظر عن كل ما ينقل عن الخارج". وأضافت، "المسألة تتعلّق بتسوية ولكن ليس على غرار عام 2016، واذا حصلت التسوية بعد وقت طويل قد تطرح أسماء غير مطروحة في الوقت الحالي ومحيّدة، أما بالنسبة لقائد الجيش فوصوله لقصر بعبدا غير مؤكد والأرض ليست مفروشة بالورود أمامه". وختمت الأوساط بالقول: "هناك شخصيات مصرفية وإقتصادية مطروحة باالإضافة إلى إسمي الوزيرين السابقين زياد بارود وجهاد أزعور، وقد تطول مدة الشغور حتى تتوضح الأمور ليبقى لبنان "لا معلّق ولا مطلّق".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا يعين الكاردينال غوجيروتي عميدا لدائرة الكنائس الشرقية خلفا لساندري

وطنية/22 تشرين الثاني/2022

الكرسي الرسولي - أشادت الصحافة الفاتيكانية بتعيين قداسة البابا فرنسيس رئيس الاساقفة كلاوديو غوجيروتي عميدا لدائرة الكنائس الشرقية بدلا من الكاردينال ليوناردو ساندري. واعتبرت الصحيفة الناطقة باسم الكرسي الرسولي " osservatore ROMANO " الخطوة إيجابية على طريق التعاون البناء بين كنيسة روما والكنائس الشرقية.

 فمن هو المطران غوجيروتي

ولد المطران كلاوديو غوجيروتي في فيرونا العام 1955 ، وانضم إلى جمعية " Pia Società di don Nicola Mazza"، ونال السيامة الكهنوتية في العام 1982. حصل على إجازة في الآداب واللغات الشرقية من جامعة "Ca' Foscari" في البندقية، وكذلك على إجازة في الليتورجيا من معهد القديس أنسلمو الحبري في روما وعلى دكتوراه في العلوم الكنسية الشرقية من المعهد الحبري الشرقي في روما. كما درس في جامعات في البندقية وبادوفا وروما، وكذلك في جامعة الغريغوريانا الحبرية والمعهد الحبري الشرقي. وكان مجمع الكنائس الشرقية آنذاك، دائرة الكنائس الشرقية حاليا، هو الذي عمد المونسنيور غوجيروتي في خدمته للكرسي الرسولي، والتي بدأت في العام 1985، والتي حملته في العام 1997  لكي يصبح نائب أمين سرِّ للمجمع عينه. كان مستشارا لمكتب الاحتفالات الليتورجية البابوية من العام 1990 إلى العام 2001 ، العام الذي انتخب فيه رئيس أساقفة رافيلو الفخري لكي ينال بعدها السيامة الأسقفية على يد البابا يوحنا بولس الثاني في العام 2002. ليكرس نفسه بعدها للخدمة في السفارات البابوية في العالم، فشغل منصب السفير البابوي في جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، في العام 2011 أرسله البابا بندكتس السادس عشر إلى بيلاروسيا، بينما أرسله البابا فرنسيس إلى أوكرانيا في العام 2015 ومن ثم إلى بريطانيا العظمى في العام 2020.

 بالإضافة إلى العديد من المقالات، فإن المونسنيور غوجيروتي هو مؤلف لمجلدات مختلفة يختصر فيها خبرته ودراساته، من بينها الرتب الليتورجية الأرمنية للسيامات والمرحلة القيليقيَّة. نتائج طقسية للاهوت الشركة بين الكنائس (روما 2001)؛ الرجل الجديد كائن ليتورجي (روما 2005)، والذي ترجم أيضا إلى اللغتين الرومانية والأوكرانية، والقوقاز والمناطق المحيطة (روما 2012) وانعكاسات من الشرق (Bose 2012). وقال الخبير في الشؤون الفاتيكانية روبيرتو مانتويا في حديث الى مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" الزميل طلال خريس، ان رئيس الأساقفة كلاوديو غوجيروتي "سيكون له دور فعال في العلاقة مع الكنائس الشرقية، نظرا لقدراته الكبيرة".

 

إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60 % في فوردو

لندن: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

قالت محطة «إس إن إن» التلفزيونية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إن إيران بدأت في تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 في المائة في موقع فوردو النووي باستخدام أجهزة الطرد المركزي «آي آر 6»، وذلك رداً على قرار أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية يأمر طهران بزيادة التعاون. وأضافت المحطة أن إيران ستبني أيضاً مجموعة جديدة من أجهزة الطرد المركزي في الموقع. ووافق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة، يوم الخميس، على قرار يأمر إيران بالتعاون بشكل عاجل مع تحقيق الوكالة في آثار اليورانيوم، التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة، وذلك حسبما قال دبلوماسيون أثناء التصويت الذي جرى خلال جلسة مغلقة. ويعد هذا ثاني قرار يستهدف إيران هذا العام بشأن التحقيق الذي أصبح عقبة أمام محادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، نظراً لمطالبة إيران بإنهاء التحقيق.

 

إيران تعلن «إجراءات» رداً على قرار وكالة «الطاقة الذرية»

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

أعلنت إيران عن اتخاذ إجراءات في منشأتي نطنز وفوردو، وأطلعت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك رداً على قرار يأمر طهران بالتعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة، فيما يتعلق بقضية آثار اليورانيوم في المواقع السرية. وتلقت طهران من جديد تحذيراً، الأربعاء، لعدم تعاونها في الملف النووي، عندما تبنى مجلس المحافظين في الوكالة الدولية قراراً تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، هو الثاني من نوعه في غضون ستة أشهر. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني عن ردّ في تعليقات أدلى بها ليل الأحد. وقال: «رداً على الإجراء الأخير الذي اتخذته ثلاث دول أوروبية والولايات المتحدة عبر تبنّي قرار ضدّ إيران، اتخذت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بعض الإجراءات الأولية». وأضاف أن «تنفيذ هذه الإجراءات تحقّق اليوم خلال وجود مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجمّعي التخصيب في نطنز وفوردو» من دون تحديد الإجراءات.

كذلك، لمّح إلى احتمال إلغاء الزيارة المقبلة لوفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران. وقال كنعاني: «جرت الموافقة على زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الاتفاق مع الوكالة»، مضيفاً أنّ «خطوة إيران المقبلة ستُتخذ وفقاً للشروط الجديدة». وأضاف: «إيران مستعدة دائماً للرد بالطريقة المناسبة على إجراءات الأطراف الغربية عندما يعودون إلى التزاماتهم». وجاء القرار وسط أزمة بشأن جزيئات يورانيوم غير معلن عنها في إيران، وفي الوقت الذي وصلت فيه المحادثات لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 إلى طريق مسدود. وأدى الاتفاق الذي توصّلت إليه إيران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة إلى تخفيف العقوبات عن طهران مقابل ضمانات بعدم قدرتها على تطوير أو امتلاك سلاح نووي. وانهار الاتفاق بعد انسحاب واشنطن أحادي الجانب منه في عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. وسُئل كنعاني عما يتردد عن رهان إيراني على الشتاء البارد في أوروبا للتوصل إلى نتائج تطالب بها في مفاوضات فيينا، وأن أوروبا لم تواجه أزمة في الطاقة على خلاف ما توقعته إيران، أعرب كنعاني عن اعتقاده بأن هذا الكلام «تكهنات إعلامية ولا يمكنني تأكيده». وقال: «كان من الممكن التوصل إلى صياغة اتفاق في وقت مبكر، ولا يمكنني تأكيد ربط المفاوضات بالحرب الأوكرانية أو الشتاء البارد في أوروبا». وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان انتقد القرار واتهم الدول الأربع بمحاولة ممارسة «ضغوط قصوى» على طهران وسط احتجاجات مستمرّة منذ أكثر من شهرين في إيران. وقال عبد اللهيان إن صدور القرار يأتي «استمراراً لسياسة أميركا المنافقة هذه الأيام واستغلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية سياسياً»، منتقداً «الإجراء غير البناء» لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المصادقة على قرار ضد إيران». وقال: «بينما توجه قبل أسبوعين وفد من مسؤولي الخارجية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى فيينا، وجرى لقاء بناء مع رافائيل غروسي وتم الاتفاق بشأن تعاون أقوى بين إيران والوكالة الدولية، نجد أنه استمراراً لسياسة النفاق الأميركي هذه الأيام، يتم وضع قرار ضد إيران على الطاولة، من خلال الاستغلال السياسي للوكالة». وتابع أن «ضمن التزامها بالقوانين الدولية وتعهداتها الدولية، فإنها ستتخذ الإجراء المضاد والمؤثر في هذا المجال»، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الإعلام الرسمي الإيراني.

 

السلطات الإيرانية توسع قمع الاحتجاجات وسط مطالب بإقامة استفتاء

برلماني إيراني أكد مقتل 11 شخصاً في مهاباد... وحقوقيون يطالبون الأمم المتحدة بوقف قتل الأطفال

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

واصل «الحرس الثوري» إرسال تعزيزات وقوات إضافية إلى المناطق الكردية في غرب إيران، وتجدد إطلاق النار الاثنين، على مسيرات خرجت لتشييع قتلى في تلك المدن، فيما واصل المحتجون بأساليب مختلفة حراكهم المندد بالسلطات في خضم الأسبوع العاشر من اندلاع أحدث احتجاجات عامة تعصف بالبلاد.

وأظهرت تسجيلات فيديو إطلاق النار خلال مراسم تشييع أحد المحتجين الذين سقطوا بنيران قوات الأمن في مدينة جوانرود شمال محافظة كرمانشاه ذات الأغلبية الكردية. وقالت شبكة حقوق الإنسان في كردستان إن قوات الأمن أطلقت النار من رشاش «دوشكا» على المتظاهرين. ونقل مرصد «1500 تصوير» عن شهود عيان، أن 6 أشخاص على الأقل قتلوا خلال إطلاق النار. وسقط قتلى وحرجى حسب تسجيل فيديو انتشر على «تويتر»، غداة مقتل شابين على الأقل في مدينة جوانرود بنيران قوات الأمن، حسبما ذكرت منظمة «هنغاو» الحقوقية الكردية. وقالت وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن الفيديوهات تظهر إصابة عدد من المتظاهرين بإطلاق نار من قوات الأمن ويمكن سماع أصوات إطلاق النار. وأشارت بعض التقارير مساء الأحد، إلى مقتل شقيقين في المدينة المتوترة. وفي مدينة بيرانشهر الكردية بمحافظة أذربيجان الغربية، يُسمع من تسجيل فيديو وابل من الرصاص، وهاجمت قوات الأمن المحتجين، بينما اجتمع المئات في تشييع كاروان قادر شوكري (16 عاماً)، أحد ضحايا حملة القمع المتصاعدة في المناطق الكردية خلال الأيام الأخيرة. وردد المتظاهرون شعار «كرد وبلوش وأذريون؛ الحرية والمساواة»، حسب مقطع نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو. واندلعت الاحتجاجات في أنحاء إيران بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) في سبتمبر (أيلول) بحجز لشرطة الآداب، وزادت حدتها في المناطق التي يعيش فيها غالبية الأكراد الإيرانيين البالغ عددهم زهاء عشرة ملايين نسمة.

 

40 أجنبياً اعُتقلوا خلال الاحتجاجات في إيران

لندن: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

أعلنت إيران، اليوم (الثلاثاء)، اعتقال 40 أجنبياً بسبب الضلوع في الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في حجز شرطة الأخلاق في طهران. وتشهد إيران، التي تلقي باللوم في الاضطرابات على «خصوم أجانب»، احتجاجات على مستوى البلاد منذ وفاة أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول) بعد اعتقالها بسبب ارتداء ملابس اعتبرت «غير لائقة». وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية مسعود ستايشي، اليوم، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون، إنه تم «اعتقال 40 مواطناً أجنبياً حتى الآن بسبب ضلوعهم في الاحتجاجات»، دون الكشف عن جنسياتهم. وقالت طهران في سبتمبر، إنه تم اعتقال تسعة أوروبيين بسبب تورطهم في الاحتجاجات. حذر نشطاء من أن إيران، إحدى الدول الأكثر تطبيقاً لعقوبة الإعدام في العالم، تخطط لاستخدامها اليوم أداة لقمع الحركة الاحتجاجية عبر إشاعة مناخ من الخوف. ثبّت القضاء حتى الآن 6 أحكام إعدام على صلة بالاحتجاجات، بينما ذكرت منظمة العفو الدولية، أنه بناءً على تقارير رسمية، تجري محاكمة 21 شخصاً على الأقل بتهم مرتبطة بجرائم قد تفضي إلى إعدامهم. وتعدم إيران سنوياً في الوقت الحالي عدداً أكبر من الأشخاص مقارنة بأي دولة أخرى باستثناء الصين، بحسب مجموعات حقوقية. وتفيد منظمة العفو الدولية، بأن إيران أعدمت 314 شخصاً على الأقل في 2021، بينما تشير منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو، إلى أن عدد الإعدامات هذه السنة بات أعلى بكثير منذ الآن؛ إذ بلغ 482 شخصاً. ويحذّر ناشطون من أن السلطات تخطط لإعدام متظاهرين إثر تهم غامضة مرتبطة بـ«أعمال الشغب» والهجمات المفترضة على قوات الأمن خلال الاحتجاجات، ولزيادة الإعدامات التي لا علاقة لها بالحركة الاحتجاجية، خصوصاً لسجناء مدانين بتهم تتعلّق بالمخدرات. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن منظمة العفو، بأن استخدام السلطات عقوبة الإعدام «مصمم لترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية... وردع آخرين من الانضمام للحراك». وأكدت، أن الاستراتيجية تهدف إلى «إشاعة الذعر في أوساط الناس»، بينما أدانت «التصعيد المثير للذعر في استخدام عقوبة الإعدام أداة للقمع السياسي والانتهاك الممنهج لحقوق المحاكمة العادلة في إيران».

 

على خلفية الاحتجاجات... طهران تغلق صحيفة «جهان صنعت» بسبب مقال وجه اتهامات لقوات الشرطة والأمن

«الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

أغلقت السلطات الإيرانية صحيفة «جهان صنعت» الاقتصادية بعد توجيهها اتهامات إلى قوات الأمن على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين، في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفاد موقع إخباري تابع للسلطة القضائية اليوم (الثلاثاء). وذكر موقع «ميزان أونلاين» نقلاً عن بيان صادر عن وزارة الثقافة، أن «صحيفة (جهان صنعت) (عالم الصناعة) اليومية أُغلقت الاثنين بسبب انتهاكها قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي».ولم توضح الوكالة مضمون القرارات، لكنها أشارت إلى أن الإغلاق على ارتباط بـ«مقال نشرته الصحيفة السبت ووجه اتهامات إلى قوات الشرطة والأمن».وقتل العشرات، معظمهم من المتظاهرين، وبينهم أيضاً عناصر من قوات الأمن، منذ بدء الاحتجاجات في 16 سبتمبر (أيلول)، كما أوقف الآلاف بينهم صحافيون خلال المظاهرات التي تشير إليها السلطات بـ«أعمال الشغب». وذكرت صحيفة «هام ميهان» اليوم أن الصحيفة الاقتصادية التي تأسست عام 2004، أغلقت في السابق عام 2020 لتشكيكها في الأرقام الرسمية للإصابات بفيروس كورونا. وكانت صحيفة «سازانديجي» الإصلاحية أوردت في نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، أن «أكثر من عشرين صحافياً لا يزالون قيد الاعتقال»، فيما استدعت السلطات عدداً من الصحافيين الآخرين.

 

قصف إيراني جديد على مقار للمعارضة الكردية شمال العراق

بغداد: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

تعرضت مواقع تابعة للمعارضة الإيرانية الكردية لقصف جديد بالصواريخ والطائرات المسيّرة نُسب إلى إيران، بعد يومين من هجوم مماثل، حسبما أفاد مسؤولان أمنيان عراقيان. وقال مسؤول عسكري كردي عراقي، ومسؤول محلي في الشرطة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن ضربات بطائرات مسيّرة استهدفت حزب «الحرية» الإيراني الكردستاني في محيط ألتون كوبري بالقرب من كردستان العراق. بدوره، قال المتحدث باسم هذا الفصيل، خليل نادري، للوكالة: «اتخذنا احتياطاتنا وأفرغنا المباني ولم تقع إصابات».

 

قصف بمسيّرة تركية يطال قاعدة مشتركة للتحالف الدولي و«قسد»

دمشق: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

استهدفت مسيرة تركية اليوم (الثلاثاء)، قاعدة مشتركة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن و«قوات سوريا الديمقراطية»، التي قتل اثنان من عناصرها، وفق ما أفاد متحدث باسم تلك القوات والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المتحدث باسم «قوات سوريا الديمقراطية»، على رأسها المقاتلون الأكراد، فرهاد شامي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المسيّرة استهدفت «قاعدة مشتركة لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لتخطيط وانطلاق العمليات ضد (تنظيم الدولة الإسلامية) في شمال محافظة الحسكة (شمال شرق)». وأشار إلى مقتل عنصرين من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، مؤكداً المرصد السوري استهداف «القاعدة المشتركة» من دون أن يؤكد إن كانت قوات التحالف موجودة داخلها أثناء الاستهداف.

 

إردوغان: العملية البرية في سوريا ستشنّ «قريباً»

أنقرة: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، إن تركيا ستشنّ «قريباً» عملية برية في سوريا ضدّ مقاتلين أكراد، بعد غارات جوية شنتها أنقرة على شمال سوريا، وفق ما أفادت به وكالة «الصحافة الفرنسية». وقال إردوغان في خطاب متلفز: «حلّقنا فوق الإرهابيين لبضعة أيام بطائراتنا ومدافعنا ومسيّراتنا... إن شاء الله سنقتلعهم جميعاً قريباً بالدبابات والمدفعية والجنود». وتابع إردوغان: «رددنا على هذا الهجوم الشرس الذي أودى بحياة 6 أبرياء، بينهم أطفال، بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في العراق وشمال سوريا»، وأضاف: «نعرف من الذي يسلح ومن يشجع الإرهابيين». ومنذ الاثنين، تحدّث الرئيس التركي عن احتمال إطلاق «عملية برية» في سوريا. وقد نفذت القوات الجوية التركية عملية «مخلب - السيف»، الأحد، عبر شن سلسلة غارات استهدفت مواقع حزب «العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» في شمال العراق وفي سوريا. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، مساء الاثنين، بأن الغارات أسفرت عن مقتل 37 شخصاً، بينهم 18 عنصراً من قوات النظام السوري على الجانب السوري. وأطلقت تركيا عمليتها الجوية بعد أسبوع على اتهامها حزب «العمال الكردستاني» الذي يتخذ مقرات له في العراق، والوحدات الكردية في سوريا، بالوقوف خلف تفجير إسطنبول الذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وإصابة 81 آخرين بجروح.

 

جلسة مغلقة للبرلمان العراقي لمناقشة الاعتداءات التركية والإيرانية

بغداد: «الشرق الأوسط»/22 تشرين الثاني/2022

من المقرر أن يعقد البرلمان العراقي جلسة مغلقة اليوم (الثلاثاء)، لمناقشة تداعيات الاعتداءات بالقصف الجوي والمدفعي الإيراني والتركي على الأراضي العراقية في مناطق متفرقة بمدن إقليم كردستان العراق، بحجة مطاردة جماعات معارضة لحكومتي طهران وأنقرة. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان النائب حسن العامري، لوسائل إعلام محلية، إن الجلسة سيسبقها اجتماع مع القادة الأمنيين بمقر البرلمان بشأن موضع الاعتداءات، وستخرج الجلسة بتوصيات بشأن هذه الاعتداءات التي تمس سيادة العراق. وجددت الحكومة العراقية رفضها وإدانتها للقصف الإيراني بالطائرات المُسيرة والصواريخ على إقليم كردستان العراق فجر أمس (الاثنين)، في مناطق متفرقة بإقليم كردستان. وأوضح بيان لوزارة الخارجية العراقية، أن «الهجمات المُتكررة التي تنفذها القوات الإيرانية والتركية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان، تعد خرقاً لسيادة العراق، وعملاً يُخالِف المواثيق والقوانين الدولية التي تُنَظم العلاقات بين البُلدان»، وأضافت أنه يخالف أيضاً «مبدأ حُسن الجوار الذي ينبغي أن يكون سبباً في الحرص على القيام بالعمل التشاركي الأمني خدمة لجميع الأطراف». وذكر البيان أن الحكومة العراقية تؤكد على أن لا تكونَ أراضي العراق؛ مقراً أو ممراً لإلحاق الضررِ والأذى بأي من دول الجوار، كما ترفض أن يكونَ العراق ساحة للصراعات وتصفية الحسابات لأطراف خارجية. وأدانت حكومة إقليم كردستان، القصف الإيراني، ووصفته بأنه «انتهاك يمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق وغير مبررة، وتشكل انتهاكاً صارخاً للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار».ودعت حكومة إقليم كردستان، إيران، في بيان، إلى وقف هذه الحملة ضد إقليم كردستان، مشيرة إلى أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق. كما دعا البيان «أصدقاء وشركاء حكومة إقليم كردستان في بغداد والأمم المتحدة والمجتمع الدولي عامة، إلى اتخاذ موقف واضح وصريح تجاه الاعتداءات الإيرانية المستمرة».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

لا إمكانية لدولة مع الفاشيات الشيعية وائتلافاتها وقد حان وقت البدائل

شارل الياس شرتوني/22 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113565/113565/

لقد انقضت سبع دورات لانتخاب رئيس الجمهورية ولم تسفر عن أية نتيجة سوى إغراق البلاد في دوامة الاقفالات الاوليغارشية كأنها قدر لا مفر منه، في حين ظهرت الاحتفالات بعيد الاستقلال مشهد الطلاق الكامل بين المجتمع المدني والمستنقع السلطوي الذي يسعى الى تثبيت اطباقاته على الحراكات المدنية التي تنازع شرعيته. كل ما تسعى اليه الفاشيات الشيعية هو إحكام قبضتها على المؤسسات الدستورية الصورية كغطاء،ليس إلا، لسياسة السيطرة على البلاد، في وقت يتهاوى فيه عمقها الاستراتيجي المتمثل بالنظام الاسلامي الايراني الذي يعيش آخر فصول تهاويه أمام المد الديموقراطي والليبرالي، المتمثل بالثورة المدنية الجامعة لكل الفئات العمرية والجندرية والاتنية والمهنية والاجتماعية، الذي تقوده الشابات الايرانية على قاعدة منازعة شرعيته وروايته المؤسسة وتاريخه الدموي منذ بداياته في ١٩٧٩ وحتى الساعة. إن التمادي في لعبة التحالفات والتحالفات المضادة داخل أروقة الاوليغارشية السياسية، هو تكملة للعبة التضليل التي ابتدأت مع الانتخابات النيابية، واستمرت مع  بقاء  حكومة الميقاتي الفاشلة، والعمل الحثيث من أجل الإتيان برئيس للجمهورية مرتهن وتابع لسياسات النفوذ الاقليمية السورية والايرانية وأصنائها، وإبقاء البلاد على خطوط تقاطع النزاعات الاقليمية والدولية.

ما الذي يعنيه هذا الكلام عمليا،  هو عدم إمكانية التعايش مع سياسة نفوذ الفاشيات الشيعية وإملاءاتها، ومع المصالح الاوليغارشية المؤتلفة معها، لجهة الابقاء على الأزمات المالية والحياتية، وتقويض مرتكزات الاجتماع السياسي اللبناني البنيوية (الديموغرافية والمدنية، والذخر الاقتصادي والاجتماعي والتربوي والايكولوجي، والثقافة الليبرالية بكل تجلياتها). إن المواجهة السياسية مع الفاشيات الشيعية ومقابلاتها الاوليغارشية، هو المدخل الوحيد من أجل إخراج البلاد من سياسة الابواب الموصدة ،ووضع  حد للسياسات الانقلابية وإقفالاتها التي حالت دون حل الأزمات المالية  القاتلة في السنوات الثلاث الماضية، خاصةً وأن سياسة الارهاب والابتزاز التي استخدمتها الفاشيات الشيعية، آتية الى نهاية مع التبدلات الثورية التي تشهدها الأوضاع في الداخل الايراني الذي يؤذن بسقوط نموذج الاسلام السياسي، بمتغيره الشيعي، ودخول المجتمع  الايراني في مرحلة ما بعد الاسلام السياسي (Post-Islamist).

على الحراكات الديموقراطية أن ترفع وتيرة الممانعة باتجاه أية تسوية ملتبسة تمدد واقع الاحتباس السياسي، والتهميش المدني، و الاقفالات الاوليغارشية، كما ظهرته  الانتخابات النيابية الاخيرة، والحكومة الصورية، وواقع القصور المعنوي الذي يتسم به أداء المجلس النيابي في ظل تأبيد سيطرة نبيه بري وتردداته على صدقية المؤسسات الدستورية. إن انتزاع  الطقوسية الاستقلالية من هذه الاوليغارشيات الفاسدة والعقيمة هو مؤشر حيوي يظهر عمق الهوة التي تفصل بين المجتمع المدني اللبناني على تنوع تعبيراته، والأفق المسدود الذي تفرضه الاوليغارشيات الحاكمة قدرا محتوما وموتا أكيدًا.الفرقاء السياسيون على تنوع خياراتهم مدعوون الى خيارات سيادية واصلاحية حاسمة لانه لا مجال للالتباس بعد اليوم، مع هذا التراكم المدمر من المفارقات التي تحول دون عودة السيادة والعمل الاصلاحي، ولا بد من إعلانات نوايا ومبادرات سياسية فعلية في الأوساط الشيعية من أجل طي صفحة سياسات السيطرة، والتأسيس لمرحلة استقلالية جديدة. لقد انتهت اللعبة القائمة الى كوارث مفتوحة، وجاء وقت وضع قواعد للعبة مؤسسية جديدة وخيارات بديلة. التظاهرات التي شهدتها البلاد اليوم بحيويتها المتجددة، هي المنطلق من أجل التأسيس لمرحلة جديدة ونهاية مرحلة التزوير واستلاب الإرادات وسياسات النهب والسيطرة.

 

النداء ما قبل الأخير: أيها السادة، بعد أن أعطيتم إسرائيل الأمن الاقتصادي والحياتي على حدودها معنا، من غير العدل أن لا تطلبوا منها الالتزام بالسلام الكامل الذي وحده يعطي لبنان استقرارا اجتماعيا ويعيد له الأمل بالعودة إلى الزمن الجميل.

22 تشرين الثاني/2022

رسالة الوزير السابق يوسف سلامه بمناسبة ذكرى الاستقلال النداء التالي:

https://eliasbejjaninews.com/archives/113569/%d8%b1%d8%b3%d8%a7%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b2%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d9%82-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%87-%d8%a8%d9%85%d9%86%d8%a7%d8%b3%d8%a8/

أيها اللبنانيون في الوطن والمهجر، أتوجه اليكم في ذكرى الاستقلال الذي نعمت بدفئه دولة لبنان الكبير خمسة عشرة عاما قبل أن  يتحول إلى ذكرى وحلم ووجع ومحطة تأمل وطموح، وأصارحكم بالحقيقة الكاملة دون التفاف عليها أو تزوير لها، وأضعها في خدمة الطامحين إلى السلطة بعدما أصاب الفراغ كامل مؤسسات الدولة بالشكل أو بالمضمون.

أولا في الواقع،

خلال المئة سنة الأولى من عمر دولة لبنان الكبير فشلت دولتنا في ترسيم الحدود البحرية والبرية مع سوريا وعاشت في صراع خفي معها تلهث وراء سيادة مفقودة وعلاقات ندية حتى شارفت حدود الانهيار الشامل، إزاء هذا الواقع يتوجب على الشعب اللبناني من مختلف الطوائف والمذاهب أن يحسم أمره بالنسبة للفقرة المتعلقة بنهائية الكيان التي أقرتها وثيقة الوفاق الوطني ولم تلتزم بها حكومتا البلدين منذ إقرارها حتى اليوم، وأن يتوحد حول مفهوم واحد للوطن.

في المقابل وبموازاة ذلك، نشأت دولة إسرائيل منتصف القرن الماضي على قسم من أرض فلسطين فالتزم لبنان معها باتفاق هدنة لم يتعامل معه الطرفان بكفاءة ونضج ومسؤولية. نتج عن هذه الخفة في التعامل تخلفنا عن مواكبة المسار الدولي وعن فهمنا العميق للمسار الإقليمي المتحرك، فسقطنا في تجارب تسببت لنا بحروب دامية وأزمات متتالية دمرت ركائز الاقتصاد وأصابت رسالة لبنان وبنيته وكادت أن تقضي على ملامح هويته وكيانه. في هذا الوقت استثمرت إسرائيل في تفعيل الغرائز الطائفية والمذهبية الدفينة واستفادت من مناخ الشرزمة إلى أقصى الحدود، لدرجة أنها لم تكتفي بتثبيت وجودها على خريطة المنطقة فحسب، بل فرضت نفسها قوة مركزية على دول المحيط بعد إنجاز المصالحة مع كل من مصر والمغرب ومعظم دول الخليج والاردن ودولة فلسطين نفسها، أضف إلى ذلك أنها تتبادل علاقات مميزة مع تركيا أكبر دولة إسلامية على ساحل المتوسط، وحلفا استراتيجيا وتاريخيا مع بلاد فارس تجلى في العقود الأخيرة بفضيحة "ايرانغيت" التي أعطت إيران فرصة تفادي هزيمة مدوية كادت أن تطيح بثورتها خلال حرب العراق عليها.

ثانيا في الخطوط الخلفية،

إلى جانب اتفاقات السلام التي أبرمتها إسرائيل مع بعض الدول العربية فإنها أقامت ولا تزال تقيم علاقات سرية مع قادة وأحزاب وشخصيات من دول غير متصالحة معها بعد، منهم من تبوأ ويتبوأ مناصب رفيعة في لبنان ويفاخر بين الحين والآخر بإسقاط اتفاق ١٧ أيار الذي تبين أنه أعطى لبنان أكثر مما أعطاه الترسيم الحالي وأقل مما أعطاه اتفاق الهدنة. وفي هذا الاطار، نؤكد بالفم الملآن أن أي تواصل أو تعاطي سري يقوم بين مسؤول لبناني ومسؤول إسرائيلي، يصب في خانة العمالة ومرفوض من قبلنا احتراما لقدسية القانون ولحرمته، ولكن عندما لا يلبي القانون حاجات العصر، ومتطلبات المصلحة العامة، والمستجد في الداخل والمنطقة والعالم، وبعد موافقة الدولة اللبنانية على ترسيم الحدود البحرية للبنان مع إسرائيل وإبرامها معها اتفاقا رعاه المجتمع الدولي ومع تباري قادتنا في حفل من المزايدات حول مساهمتهم ودورهم في هندسة هذا التفاهم المشبوه أصلا، نرى من واجبنا أن ننبه إلى ضرورة إعادة النظر بقوانيننا لتتجاوب مع حاجة شعبنا بالحصول على الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي. انطلاقا من هذه الوقائع نرى من غير المستحسن أن تظل السلطة الشرعية في لبنان أسيرة مناخ شعبوي وغوغائي، تتعامى عن الواقع المعاش، وعن موازين القوى الإقليمية والدولية الفاعلة والضاغطة وتختبئ وراء شعارات رنانة وبعيدة كل البعد عن مدرسة فن الممكن في علم السياسة والاجتماع، وتصر على معاداة إسرائيل جهارا والتواصل معها بالخفاء أو بالواسطة. وفي هذا الاطار نسأل بصدق كيف يحق لنا أن نلتزم ضمانة الأمن على حدودنا وحدودها ونحن ننظر إليها نظرة العداء؟

أيها "الشعبويون"

احترموا ذكاءنا، وامتلكوا جرأة الاعتراف بالواقع، واسمعوا صوت الحقيقة وهي تحدثكم، " إن حروب الاستنزاف ضد إسرائيل بعد خروج مصر ودول الخليج من المواجهة، لن تسمح بتحرير كامل فلسطين يوما ولا حتى مزارع شبعا بل ستقضي على ما تبقى من معالم الدولة في كل من العراق وسوريا ولبنان الكبير"

وأضافت الحقيقة، "إن هذه الدول المصابة منذ نشأتها بمرض التعددية، لن تنجح بتحويل تعدديتها إلى غنى، ولن يسمح لها بالنهوض من جديد ولن تتمكن من الابتعاد عن باب جهنم الذي لامست أطرافه بفضل ثقافة العمالة لدى معظم حكامها ومسؤوليها وبفضل تغييب نخبها وغباء شعوبها، قبل أن تجد إسرائيل متنفسا شرعيا لها مع تلك الشعوب ومع كل المسؤولين على حد سواء".

إن زمن التواصل السري مع إسرائيل قد خدم حتى الآن مصلحتها من جهة، ومصلحة الحكام والقادة والمسؤولين في هذه الدول من جهة ثانية، ودائما على حساب مصلحة الدولة العليا، لذلك نقترح أن يمتلك المسؤولون اللبنانيون الجرأة ويواجهوا إسرائيل بالسلام الانساني بمساعدة دولية كتلك التي تعاملت معنا في عملية الترسيم الآنفة الذكر، خدمة للوطن ولشعب لبنان.

أيها السادة، بعد أن أعطيتم إسرائيل الأمن الاقتصادي والحياتي على حدودها معنا، من غير العدل أن لا تطلبوا منها الالتزام بالسلام الكامل الذي وحده يعطي لبنان استقرارا اجتماعيا ويعيد له الأمل بالعودة إلى الزمن الجميل.

 

هل يلتقي «القلب» الفرنسي مع «العقلين» الاميركي والسعودي؟

جورج شاهين/الجمهورية/22 تشرين الثاني/2022

قبل جلسة الخميس النيابية السابعة التي دعا إليها الرئيس نبيه بري أمس لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يبدو انّ هناك أي تطور لافت سوى مزيد من الانتظارات. وفي الوقت الذي لم تظهر أي مبادرة خارجية واضحة، ينحو الحديث إلى المسعى الثلاثي الأميركي - السعودي - الفرنسي، على رغم مما يدور حوله من لغط مسبق. وهو ما طرح السؤال عن مدى التلاقي بين «القلب» الفرنسي و»العقلين» الأميركي والسعودي. وعليه، هل من تفسير لهذه المعادلة؟

حتى الأمس القريب ما زال الحديث عن المسعى الفرنسي - الأميركي - السعودي لمساعدة لبنان في تجاوز مسلسل الأزمات التي يعانيها. وقد انطلقت مجموعة من المشاريع والمبادرات الصحية والاجتماعية والتربوية والانمائية التي موّلتها السعودية وفرنسا، بمعزل عن تلك التي تتولّى تمويلها الولايات المتحدة الأميركية. ولم تقارب بعد أي من هذه الدول الثلاث أي خطوة تتصل بالاستحقاق الرئاسي، بعدما تجاهلت بنحو غير مسبوق ما أحاط بالأزمة الحكومية منذ أن انطلقت مع نهاية ولاية المجلس النيابي السابق في 22 أيار الماضي. وهي التي ارتبط تعثر ولادتها بما آلت إليه التطورات، بعدما انتقلت صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، ما خلا تلك اللصيقة به منذ ان خلت سدّة الرئاسة مطلع الشهر الجاري.

ليس في ما سبق أي اكتشاف او اشارة إلى أي حدث جديد. فقد أصرّت كل الدول ومعها المؤسسات الدولية والاقليمية والأممية، على اهمية احترام المِهل الدستورية، وأصدرت عشرات البيانات الداعية الى التزام ما يقول به القانون والدستور من دون أي جدوى، حتى انّ بعض ديبلوماسييها سمع كلاماً جارحاً من بعض الأطراف التي اعتبرت أي موقف، ولو اقتصر على النصح، ربطاً بكثير من مطالب اللبنانيين من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومعهما المؤسسات المانحة، لمساعدتهم في تجاوز مجموعة الأزمات التي نمت وتناسلت على اكثر من صعيد.

ولذلك، فقد ابتعد العالم في اول ردّ فعل ملحوظ على مسلسل التجنّي الذي عبّرت عنه اطراف لبنانية اكثر فأكثر عن يوميات اللبنانيين السياسية والحكومية، على الرغم من مجموع المناشدات التي أُطلقت من وقت لآخر. فتجاوب كثير منها في مجالات محدّدة، واستكملت بعض الدول برامج المساعدة التي بدأتها، لتجاوز مخاطر انهيار القطاعات الحيوية التربوية منها والصحية والبيئية والانسانية، عدا عن المساعدات التي بقيت محصورة بالنازحين السوريين والمجتمعات المضيفة بطريقة مذلّة احياناً، عدا عن تلك المشاريع التي ارتبطت بإنتاج الطاقة، بعدما لم توفّر الحكومة ما كان مطلوباً منها من إصلاحات في القطاع وتشكيل الهيئة الناظمة له، لتوفير الدعم المالي لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية عبر الشبكة السورية، فتهاوت وعودهم يوماً بعد يوم، الى ان انتهت على عتبة الوعود الفاشلة، حتى شملت لاحقاً التأخير الحاصل في تطبيق الاتفاقات مع العراق وتبخّر الهبة الإيرانية من الفيول، من دون اي تفسير رسمي بعد. وإلى هذه المؤشرات التي ما زالت تتحكّم بيوميات اللبنانيين، بقي ملف انتخاب الرئيس على طاولة الجدل البيزنطي، ولم تظهر أي مؤشرات يمكن ان تقود الى احتمال التوصل الى انتخابه بأي طريقة وعلى أي مستوى، في ظلّ مسلسل جلسات الخميس المملة، والتي لم تخرج عن رتابتها بعد، ومظاهر متكرّرة بقيت فيها الاوراق البيض في مواجهة مجموعة من الأسماء الثابتة والمتنقلة بما لا يؤدي الى إنتاجه. وهو ما دفع إلى انتظار المبادرة الوحيدة المحكي عنها، ربطاً بالتحرّك الفرنسي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية، فتوجّهت الأنظار الى مجموعة القمم التي عقد عدد منها مع اقتراب البعض الآخر من مواعيده المقرّرة.

فإلى اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لم يظهر انّ هناك حراكاً علنياً قامت به باريس. فهي تتكل على سفارتها في بيروت، قبل ان تغيب السفيرة آن غريو عنها منذ عشرة ايام تقريباً، بعدما جالت على معظم القيادات الروحية والحزبية، وعقدت او كلّفت معاونيها الكبار المهمّة، لعقد اكثر من اجتماع مع قيادات من «حزب الله» من دون ان تطلق أي موقف علني.

ولا يتجاهل المراقبون، انّ كل هذه المؤشرات قد تزامنت مع حركة ديبلوماسية سعودية، توّجها الاحتفال، بعد تعطيل العشاء السويسري، بالذكرى الثالثة والثلاثين لتوقيع اتفاق الطائف على اراضيها، وغادر بعدها السفير وليد البخاري إلى بلاده لمزيد من المشاورات، قبل التحركات المزمعة لولي العهد في اكثر من زيارة وقمة، وبقيت اصداء تحركاته وسط تشكيك ما زال قائماً، إن كان لديه وقت كافٍ لمناقشة الجديد على الساحة اللبنانية حسب ما هو متداول في كثير من الأوساط السياسية، طالما انّ أياً من الخطوات المطلوبة خليجياً لم تتحقق بعد. وإنّ العودة إلى ما نُفّذ من «المبادرة الكويتية» كافٍ لتعزيز هذه الشكوك بعدم وجود تلك الغيرة الخليجية السابقة على الوضع في لبنان، والاحتفاظ بالشكوك المشار اليها الى أجل غير مسمّى.

وعلى الرغم من مجموعة المحطات هذه، فقد عُقد الرهان على الحراك الفرنسي الأخير الذي قاده الرئيس ماكرون شخصياً، في لقائه في بانكوك قبل أيام على هامش «قمة بلدان آسيا وجزر المحيط الهادئ» مع الأمير محمد بن سلمان، والتحضيرات الجارية للقمة المنتظرة اول الشهر المقبل في واشنطن مع نظيره الاميركي جو بايدن، بالتنسيق مع قيادات أوروبية والفاتيكان، على امل التوصل إلى خيط يؤدي إلى طرح ما يعانيه لبنان، على دوائر هذه الدول، لإنتاج وساطة تقود إلى حل يُخرج البلاد من مآزقها من دون ما يضمن مثل هذه النتيجة المرتجاة. والدليل، ما استقطبته باريس في الفترة الأخيرة من اجتماعات سعودية ـ فرنسية، قبل ان تستقبل المرشحين الرئاسيين الساعين الى استكشاف المرحلة المقبلة، وكسب ودّها إن كان ذلك يؤهلهم للتقدّم في السباق الى قصر بعبدا.

وإن توقف المراقبون امام هذه المرحلة، فإنّه لا بدّ من الاشارة الى انّ هذه الزيارات لم تُحدث اي تغيير ايجابي او سلبي. فقبل ان يحطّ النائب جبران باسيل رحاله في الإليزيه بلقاءات مع مساعدي الرئيس ماكرون، كان الوزير السابق روني عريجي قد سبقه بصمت اليها، ممثلاً رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، من دون ان تظهر أي نتائج عملية لهاتين الزيارتين، ما خلا تلك التي لا تخرج عن التحليلات والتنظيرات التي توحي بكثير من الرغبات والتمنيات التي لا تقدّم ولا تؤخّر في ما هو مرتقب من أحداث.وعليه، طُرح مزيد من الأسئلة التي يصعب توفير الأجوبة عنها، وبقي أبرزها إن كان الحديث ممكناً عن تلاقي «القلب» الفرنسي الغيور على بيروت مع «العقلين» الأميركي والسعودي، لمعرفة النتائج التي يمكن ان يقود اليها اي حراك من هذا النوع. وإلى تلك اللحظة، سنبقى نحصي الأوراق البيض ومثيلاتها من أسماء مختلفة ككل خميس، إلى ان يأتي الله بما ليس متوقعاً. ولكن إلى متى؟

 

صراع الأعوان على مكسور الصولجان!

رضوان السيد/أساس ميديا/الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2022

الصراع على الرئاسة بين الرئيس السابق ميشال عون وصهره جبران باسيل وبين المرشّح سليمان فرنجية مهلكٌ للبنان واللبنانيين عموماً. هو مهلكٌ أوّلاً لِما يوحي به من تبعيّةٍ كاملةٍ للحزب المسلَّح وزعيمه من جانب عددٍ من المرشّحين. فقد أوحى الحزب لِمَن يريد السماع ومن لا يريده أنّه يدعم سليمان فرنجية للرئاسة. وذلك لسببين:

- الأوّل: أنّ "المقاومة" معه ستكون آمنةً من "الغدر والخيانة" كما كانت أيام عون العظيم.

- والثاني: أنّه يدين لسليمان فرنجية بوعدٍ منذ عام 2016 عندما تنازل تحت إلحاح الحزب لعون على أن يكون مرشّحه المقبل.

ما انتبه الزعيم المسلّح إلى ما يريده اللبنانيون الآخرون وهم كثرة كاثرة. في حالة عون يستطيع القول إنّ أكثريّة السياسيين المسيحيين كانوا أو صاروا مع عون، إنّما هذه المرّة أصبحت أكثرية السياسيين المسيحيين ضدّ سليمان فرنجية. المشكلة أنّه خضع لمطلب التنازل عام 2016، في حين يُظهر جبران باسيل تأبّياً ورفضاً. وقد بدأ فلاسفة الحزب ينذرونه أنّه لم يفهم معنى كلام الزعيم عندما قابله، فإنْ ظلَّ على عناده فهو سائرٌ نحو الهلاك أو الموت السريري كما حصل مع آخرين كانت ارتكاباتهم أصغر بكثيرٍ من ارتكابه. يحتار خصوم باسيل وأنصاره بشأن موقفه وتعليلات ذلك الموقف، ومن أين تأتيه تلك القوّة. أما يزال يطمح إلى أن يخلف عون في الرئاسة أم هو يساوم من أجل الحصول على حصص في العهد المقبل، وبالستر بحيث لا تنكشف ملفّاته التي عيَّره هو وعمّه بها سليمان فرنجية؟

لبنان محتاج إلى رئيس معقول ومقبول الآن، لكي تتشكّل حكومة على نهج الإصلاح أيضاً، وتكون هناك بداية لشيءٍ آخر جديد

الحزب يعِد ويضمن، وقد يذهب بالوعد إلى ما بعد السنوات الستّ. لكنّ عوناً والباسل والحزب وعدوا سعد الحريري (وفي رقبتهم دم والده) برئاسة الحكومة لستّ سنوات، وتنكّروا له جميعاً خلال أشهر، وصارت حكوماته حكومات عذاب وتعذيب، فلماذا يصدّق باسيل الوعود التي تُقطعُ له وهو نفسه لم يفِ بأيّ وعد أو عقد؟! ولماذا يكون سليمان فرنجية أكثر وفاءً منه، وبخاصةٍ أنّ باسيل شخصية مكروهة بالفعل، وأنّ مطالبه غير معقولة.

باسيل يريد "ثمار" الترسيم

لنلتفت إلى المسألة الأولى أو فرضيّة قوّة باسيل. لا شكّ أنّ الأميركيّين همسوا له ولعمّه ولبو صعب، وكذلك لأنصاف وأرباع المستشارين خلال مفاوضات الحدود البحرية، ولا يمكن أن يكون عون قد تنكّر للخطّ 29 لصالح خطّ بري، وللحكومات اللبنانية (الـ 23) لصالح التسريع في إنجاز العقد، لِما في ذلك من مصلحة وطنية تأخّرت سنوات وسنوات وأدركها عون فجأة!.

المشهور عن الأميركيين سرعة النسيان، وهناك صمتٌ مطبقٌ الآن، على الرغم من تعظيم بوصعب لهوكستين والقول إنّ الاتفاق اتفاقه (!). ولأنّ باسيل فاقد الصبر فقد اتّجه إلى الفرنسيين. والفرنسيون يزعمون أنّهم مكلّفون من الأميركيين بالملفّ اللبناني، ولهم نصف اتصالات بالحزب المسلّح وبإيران. والفرنسيون لا يستطيعون وعده بشيءٍ جازم، لكنّهم يستطيعون التحدّث إلى الحزب وإلى الإيرانيين. وفي الغالب أنّ الفرنسيين، مثل الأميركيين، يريدون إبعاد باسيل بكلّ سبيل.

ولو كان في البلد وفي علاقاته الدولية والعربية بعض السلامة الباقية، لأعادوا إلى فرنسا أو أيسلند عوناً وصهره لحمايتهما من اللبنانيين وحماية اللبنانيين من شرورهما!

فما هي شرور العونيين؟ وأما تزال مستمرّة؟

لو تجاهلنا اللهجة فإنّ كلّ ما قاله فرنجية خلال مؤتمره الصحافي الأخير في شهر أيّار الماضي: الحروب المتكاثرة في البلاد وعليها. وديون الكهرباء الهائلة من أجل معمل سلعاتا. وقصص البواخر التي لا تنتهي. وتعذّر استخراج الغاز. ويقومون بهذا التخريب كلّه بحجّة مصلحة المسيحيين، ولا مصلحة للمسيحيين في تخريب الاقتصاد والبنوك وفرض البؤس على اللبنانيين، بل كلّ ذلك مصالح شخصية تسبّبت في المآزق الهائلة التي يقبع فيها الوطن ومواطنوه، بحسب فرنجية وبحسب الواقع.

هل انتهى ذلك كلّه بانتقال عون من بعبدا إلى الرابية؟

بالطبع لا. فقد منع تشكيل حكومة هي ضرورية من أجل الإصلاحات ومن أجل مساعدات صندوق النقد، بل ومن أجل مباشرة أعمال الكشف عن الغاز البحري. في أوساط رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قصص عن تعطيل وزير الطاقة العونيّ الاتّفاقيات مع الجزائر ومصر حتى الآن، كما أخبره المسؤولون الجزائريون والمصريون، فيما يعتبر ميقاتي وزير الطاقة العظيم مهرِّجاً عند باسيل لا أكثر.

هذا الصراع على الرئاسة بين الرئيس السابق ميشال عون وصهره جبران باسيل وبين المرشّح سليمان فرنجية مهلكٌ للبنان واللبنانيين عموماً

الحزب والقتل والاستسلام

لنعُد إلى أصل المشكلة: الحزب المسلَّح هو حامي المصالح الإيرانية. والذين صمدوا من أجل استقلال لبنان وسيادته إمّا قُتلوا أو ذهبوا إلى المنافي أو استسلموا واعتزلوا. والحزب قاتَل ثورة الأرز و14 آذار بكلّ سبيل، وفعل الشيء نفسه مع ثورة عام 2019. واختار عوناً للتحالف معه تحت شعار تحالف الأقليّات والزعيم المسيحي القويّ. وفي النهاية لاذت الغالبية العظمى من السياسيين بالحزب وبعون حفظاً للحياة والمصالح، بل وانصرفوا مثل الحزب والعونيين إلى السلب والنهب من المال العامّ، ومن هيبة الدولة، ومن العلائق بالعرب والعالم. ومع ذلك (وباستثناء أربعة أو خمسة) ما نجا أحدٌ من هؤلاء المنغمسين من اتّهامٍ بالخيانة أو الغدر أو التآمر مع العرب والدوليين ضدّ المقاومة العظيمة! وفجأةً وبعد صراعاتٍ داميةٍ شارك فيها الحزب على مدى المشرق العربي، وكلّ ذلك بحجّة مناضلة أميركا وإسرائيل، التقى الحزب إيّاه مع أميركا وإسرائيل دفعةً واحدةً من أجل المصالح الوطنية اللبنانية، كما قالوا، فرسّموا الحدود البحرية مع العدوّ خلال بضعة أسابيع، لكأنّما كانوا متّفقين من قبل على قواعد الاتفاق، مثل اتّفاقهم من قبل على قواعد الاشتباك. قد تكون في الترسيم مصلحة وطنية، لكنّنا نعلم أنّ النظام السوري كان وما يزال أشدّ امتناعاً من إسرائيل لجهتَيْ الحدود البرّية (في الجنوب)، والحدود البحرية في الشمال. فالحزب وحليفه السوري ووليّ أمره الإيراني هم الذين يعطّلون المصالح الوطنية منذ ثلاثين عاماً وأكثر. لكنّ المصلحة الوطنية الأكبر، التي يجري تجاهلها الآن للمرّة الثانية أو الثالثة، هي رئاسة الجمهورية اللبنانية. هناك أجيالٌ جديدةٌ من اللبنانيين المسيحيين والمسلمين، الذين لا يحترمون ولا يريدون جبران باسيل ولا سليمان فرنجية. والأهمُّ من ذلك أنّهم يريدون دولةً ودستوراً وقوانين، وقرارات دولية، أسقطها كلّها الحزب المسلَّح. وعندما انفضحت كلّ مسائل نهب المال العامّ وحدثت الكارثة التي أنذر بحدوثها الفوري انفجار المرفأ، قال الحزب إنّ عنده "حلّاً خاصّاً" بالشيعة في القرض الحسن (بديل النظام المصرفي)، وفي استجلاب المحروقات من إيران، وفي افتتاح محلّات شعبية للسلع، وهو سيستمرّ في إعطاء محازبيه مرتّباتهم بالدولار (!). طيّب، أنتم بداخل النظام اللبناني وليس عندكم 27 نائباً وحسب، بل ما يقارب الـ61 نائباً بين تابع وحليف. وهذا يعني أنّكم مسؤولون باعتباركم تملكون الأكثريّة في تشكيل الحكومات، وفي إصلاح الأحوال الماليّة والمعيشية. فحتى الشيعة لم تنصلح أحوالهم. ولن تنصلح بالطبع باتفاق الحدود البحرية. والآن تقولون لنا إنّكم تريدون سليمان فرنجية! قد لا يملك فرنجيّة نفس السجلّات والخطط الإجرامية مثل باسيل وصحبه. لكنّها طبقة واحدةٌ شاركت بمقادير مختلفة في الانهيار الذي نعاني منه. وقد قبِلتم بمنطق عون الذي يقول إنّ الرئيس المسيحي ينبغي أن يكونَ الأقوى في طائفته، فدعوا النواب المسيحيين يحدّدون من يريدون ولو بالأكثرية باعتبار أنّ الإجماع متعذر. فإن جاء مسيحي تريده الأكثرية باعتبار كفاءته ونزاهته، فنكون قد بدأنا الإصلاح من رأس الهرم. لبنان محتاج إلى رئيس معقول ومقبول الآن، لكي تتشكّل حكومة على نهج الإصلاح أيضاً، وتكون هناك بداية لشيءٍ آخر جديد. إذا لم تستحوا بوصل ما انقطع بينكم وبين الأميركيين والإسرائيليين، فينبغي أن لا تستحوا بتجديد علائقكم باللبنانيين الآخرين المختلفين معكم. فيا جماعة أنتم تعلمون أنّ صولجان الرئاسة مكسور، فلا ينبغي الإصرار على تحطيم الصولجان نهائياً! ولله في خلقه شؤون.

 

باسيل ليس مستعجلاً: السيناريو يتكرَّر؟

طوني عيسى/الجمهورية/22 تشرين الثاني/2022

لا توحي المؤشرات انّ النائب جبران باسيل سيتراجع في ملف الرئاسة، مهما طال أمدُ الفراغ. فلا أحد «يمون عليه» لكي يتراجع إلّا «حزب الله». وعلى الأرجح، لـ»الحزب» أسبابه كي لا يفعل.  لم يكن «حزب الله» مضطراً إلى تسريب اعتماده رئيس «تيار المردة»، سليمان فرنجية كمرشح رئاسي، في وقت مبكر، أي فيما لم يمرّ سوى بضعة أيام على بدء الفراغ. فالمعروف عن «الحزب» أنّه يعتمد أسلوب المناورة في السياسة كما في عملياته العسكرية، وأنّه يتريث في كشف أوراقه، خصوصاً في الأمور الحسّاسة، ومنها انتخاب رئيس الجمهورية. وسبب الحساسية هو أنّ الرئاسة تبقى الموقع الأعلى في الدولة (في الشكل على الأقل)، ويُفترض أن تكون خياراً لبنانياً جامعاً لا خيار طرف واحد. كما أنّها الموقع الوحيد الذي يمثل الموارنة والمسيحيين في هيكل السلطتين التشريعية والتنفيذية (ولو في الشكل أيضاً)، ويُفترض أن تكون خياراً مارونياً ومسيحياً جامعاً في الدرجة الأولى، وقبل خيار الطرف الشيعي.

طبعاً، في منطق «حزب الله»، أنّ من حقّه اختيار مرشحه للرئاسة، كما يحقّ للقوى الأخرى أن يكون لها مرشحها السنّي لرئاسة الحكومة أو مرشحها الشيعي لرئاسة المجلس النيابي. كما أنّ «الحزب» لم يقل إنّه يفرض مرشحه على الآخرين، بل اكتفى بالقول: نريد رئيساً «نطمئنُّ إليه كمقاومة». وهو لم يسمِّ حتى اليوم مرشحه الرئاسي في شكل واضح ورسمي. ولكن، واقعياً، رأي «الحزب» هو المرجِّح في اختيار رئيس الجمهورية، لأنّه الطرف الوحيد الفاعل على الساحة. وللتذكير، الرئيس ميشال عون لم يصل إلى الموقع لولا الضوء الأخضر من «حزب الله». وما فعله الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع حينذاك، هو أنّهما قالا «نعم» لأحد مرشحَي «الحزب»، لا أكثر ولا أقل، ووفّرا الغطاء لانتخابه، لأنّ لا خيار آخر كان متاحاً لهما.

واليوم، يتسابق باسيل وفرنجية للحصول على دعم «الحزب» أولاً، ويعتبران أنّ الباقي تفاصيل. وفي ذلك، يبدو ملف الانتخابات الرئاسية متّجهاً إلى تكرار سيناريو 2016: باسيل- فرنجية بدلاً من عون - فرنجية. وأي حصان يختاره «الحزب» سيكون هو الرابح.

واقعياً، لا يمكن أن يؤخَذ على «حزب الله» أنّه صاحب القرار في ملف الرئاسة. فهذه ليست مسؤوليته بمقدار ما هي مسؤولية القوى المسيحية العاجزة عن فرض مرشحها لرئاسة الجمهورية، كما يفرض الشيعة مرشحهم لرئاسة المجلس. ويعتمد «الحزب» سياسة «الغموض البنّاء» في ملف الرئاسة، بحيث تنطلق التحليلات المتضاربة حول حقيقة موقفه. ففي معسكر فرنجية يُقال إنّ «الحزب» حسم أمره باكراً، وهو ما اعتاد المناورة بحلفائه الأقربين. وأما في معسكر باسيل فيُقال إنّ المرحلة الحالية هي مرحلة إضاعة الوقت، وإنّ المفاوضات الجديّة حول الرئاسة لم تنطلق بعد. وبين هذا وذاك، يراهن «التوافقيون» على أنّ واحداً منهم سيكون التسوية، بعد أن يتعب الحليفان - اللدودان. المؤكّد في هذا المجال، هو أنّ «حزب الله» «لا يبيع» حلفاءه. ولذلك، هو اليوم لا يناور لا بباسيل ولا بفرنجية. كما أنّه لا ينكث بالوعد الذي قطعه للثاني، قبل 6 سنوات، بأن تكون له خلافة عون. لكن المؤكّد أيضاً أنّ «الحزب» لا يتخذ قراراته إلاّ وفقاً لمقتضيات مصالحه العليا، أي لما يوفر استمرار سيطرته على القرار في لبنان، 6 سنوات مقبلة.

يعني ذلك أنّ «الحزب» لن يختار «رئيساً توافقياً» إلّا إذا اضطر إلى ذلك، ضمن صفقة متكاملة فيها ما يكفي من الضمانات والتطمينات. وهذا الأمر متروك كخيار احتياطي، إذا تعذّر اعتماد الخيار الأول، أي انتخاب باسيل أو فرنجية أو أي مرشح آخر من بين الحلفاء الأقربين.

اليوم، يبدو فرنجية مطمئناً إلى أنّه يحظى بدعم «الثنائي الشيعي»، وفي الإمكان حصوله على غالبية سنّية ودرزية محتملة، وبعدم وجود «فيتوات» خارجية قاسية عليه. لكنه، في المقابل، يشكو من أن تؤدي المقاطعة المسيحية الشاملة إلى تسديد ضربة قاضية لحظوظه. ووحده الخصم، باسيل، قادر على إحداث خرق مهم في هذه المقاطعة وتعويضه ما يحتاج من التغطية المسيحية. وأما باسيل، فيعرف أنّ أمامه جداراً سميكاً من «الفيتوات» الشيعية والسنّية والمسيحية والدرزية في الداخل، و»الفيتوات» العربية والدولية. لكنه يراهن على أنّ الوقت سيتكفل بزوال «الفيتوات» تدريجاً.

اليوم، تُعتبر حظوظ باسيل في موقع أدنى، وحظوظ فرنجية في موقع أعلى. لكن القريبين من باسيل يعتقدون أنّ المرحلة المقبلة ستسمح بتحسُّن وضعه، كما تحسّن وضع عون تدريجاً حتى حظي بغالبية سمحت بانتخابه. وإذا تحقق ذلك، فيمكن أن يكافئ «حزب الله» حليفه فرنجية، تحت سقف العهد المقبل.

يعني ذلك أنّ باسيل يفضّل الانتظار طويلاً ليتحقق التبدُّل في المناخات العربية والدولية تجاهه، فتتوافر الظروف لانتخابه. وهذا الأمر قد يبدو خيالياً اليوم، لكن إيصال عون إلى بعبدا استغرق فراغاً طال نحو عامين ونصف عام. فما الذي يمنع تكرار السيناريو؟

 

أزمة الرئاسة في لبنان: البرنامج أم السلة؟؟

سناء الجاك/سكاي نيوز عربية/22 تشرين الثاني/2022

تحوّلت أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان كرة تتقاذفها، خلال الوقت الضائع، قوى عربية وإقليمية ودولية. ليس لتلعب بها، وانما لتركنها جانبا بانتظار الظروف الملائمة. ذلك أن هذه الأزمة لم تصل إلى رتبة الأولوية القصوى، ولن تصل في المدى المنظور على الأقل. لا معطيات تستدعي من هذه القوى ذلك.

فالانهيار الاقتصادي صار واقعا وانتهى الأمر، واللبنانيون تعودوه ودجنوا أنفسهم على البقاء في جهنم. كما أن الاستعصاء بين رفاق الصف الواحد هو السائد لجهة الاتفاق على رئيس للجمهورية من بينهم. ففي الفريق الذي يحمل شعار "السيادة" خلافات يمكن ان توصف بالسخيفة والمؤذية في آن، لأنها تحول تشكيل كتلة قوية تفرض نفسها وخياراتها على الندوة البرلمانية. وفي الفريق الذي يحمل شعار "الممانعة والمقاومة" يغيب التماسك الذي لطالما سمح في الماضي القريب بفرض قرار واحد يرغم الآخرين، حتى لو كانوا أكثرية، على القبول به، وإن بقي ملتبسا إذا ما كان هذا الغياب مبرمجا في إطار توزيع الأدوار أو هو وليد صراع أجنحة يعجز الحاكم بأمره عن ضبطه من خلال ردع الطامحين إلى كرسي الرئاسة عن هذا الصراع. بالتالي، ما يعرضه المسؤولون اللبنانيون من مهازل يكفي ليدفع القوى العربية ولإقليمية والدولية إلى تناول أزمة الفراغ الرئاسي على مستوى "متابعة التنسيق" في لقاءاتهم، ما يعني بصريح العبارة، أن سبل الحلول الجذرية لا تزال مؤجلة مع ازدحام قائمة الأولويات الدولية التي تفرض نفسها على هذه اللقاءات وعلى العالم بأسره. ولا عجب!! فالموضوع اللبناني بات مملا ومستهلكا وخاليا من المفاجآت التي تقفز إلى واجهة الأحداث. وهو لم يعد يتجاوز جملة عمومية للتدليل على أنه ورد في مناقشات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعماء عرب، كما يفترض أن يرد مع محادثات ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن، بعد حوالي الأسبوعين.

لا مبادرات أبعد من هذا الحد. ولا توقعات مرتفعة السقوف.

وفي حين يحاول بعض المسؤولين اللبنانيين استعطاف المجتمعين العربي والدولي لدعم لبنان، يقتصر الجواب على عنوان واحد، وهو دعوة هؤلاء إلى المباشرة بوضع برنامج الإصلاحات وتنفيذه، والمبادرة بالإيعاز إلى ممثليهم في مجلس النواب بتأدية واجباتهم الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية وفق الأسس الدستورية.

بمعنى آخر، إذا لم يساعد المسؤولون اللبنانيون أنفسهم، لا أحد سيساعدهم. وقبل إجراء إصلاحات تضع حدا لفسادهم ومحاصصتهم وسرقتهم المال العام، لا تدخل ولا قروض ولا هبات ولا تعاون من منظمات دولية، ولا أبواب مفتوحة لهم في دول القرار.

لا شيء يدعو إلى العجلة أو حتى إلى الاهتمام. والأمر طبيعي. لكن ما ليس طبيعيا هو الإصرار على التذاكي، الذي يرتبط ارتباطا عضويا بالتعطيل بغية الحصول على مكاسب. وعدة الشغل للمتذاكين مقابل التراجع عن التعطيل، قوامها الترويج إعلاميا لأدوار وهمية واقتراحات لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي من خلال سلة متكاملة تتضمن، بالإضافة إلى اسم رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة والوزراء وتوزيع الحقائب وفق المحاصصة المعهودة، وملء المناصب الأساسية، ان لحاكمية مصرف لبنان، أو لقيادة الجيش.. أو.. أو، مع حصة وازنة للمعطل المحترم. وينسى المتذاكون أن الصفقة ليست حلا، والترويج لدور غير موجود او حتى غير مطلوب حبله قصير بعد سهولة الوصول إلى المعلومات بكبسة زر.. لذا يأتي التوضيح من القوى العربية والدولية بالإصرار على الإصلاحات وليس على السلة. أما بورصة الأسماء لمرشحين جديين ولآخرين غير جديين، فلا وظيفة لها إلا اللعب في الوقت الضائع من دون تسجيل أهداف.

 

التدخّل الخارجي في لبنان أعجز من أن يملأ الشّغور بالرئيس.. المناسب!

فارس خشّان/الحرة/22 تشرين الثاني/2022

المساعي الدوليّة وإن كانت بالمطلق "حميدة" إلّا أنّها تخفي في طيّاتها مشكلة كبيرة

تُهيّئ دول عدّة نفسها للدخول على خط الدفع بالقوى السياسيّة اللبنانيّة إلى "التوافق" من أجل ملء الشّغور الرئاسي المستمر منذ الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، تاريخ انتهاء ولاية رئيس الجمهوريّة ميشال عون. ودخلت فرنسا، بتوقيت مبكر على الخط، لكنّها لا تزال، على الرغم من الاتصالات التي تُجريها، في طور "تجميع الأفكار"، ولذلك فإنّ الطامحين إلى شغل منصب رئيس الجمهوريّة، وما أكثرهم في لبنان، يتوافدون شخصيًّا أو يرسلون موفدين عنهم الى العاصمة الفرنسيّة، من أجل أن يكونوا في "اللائحة القصيرة" التي سوف تعمل الخليّة الدبلوماسيّة في قصر الإليزيه، بعد اعتمادها بالصورة النّهائيّة، على تسويقها، لبنانيًّا وإقليميًّا، بمساعدة مصريّة وقطريّة. كلّ ذلك يبدو جيّدًا، طالما أنّ الانقسام اللبناني بلغ مستوى الفوضى، فالمكوّنات الكبرى التي يفترض بها أن تكون في وضعيّة التنافس عاجزة عن توحيد قواها: "حزب الله" فقَد القدرة على التوفيق بين مرشّحه المفضّل سليمان فرنجيّة وحليفه المفضّل "التيّار الوطنيّ الحر" الذي يتزعّمه النائب جبران باسيل، صهر رئيس الجمهوريّة المنتهية ولايته ميشال عون، في وقت ثبت فيه عجز القوى المناوئة لـ"حزب الله" عن الاتفاق في ما بينها على مرشّح واحد، فمنها من يرفع لواء النائب ميشال معوّض، ومنها من يفضّل "الورقة الملغاة" ومنها من يبدّل أسماء مرشّحيه كلّ جلسة.

ولكنّ هذه المساعي الدوليّة، وإن كانت بالمطلق "حميدة"، إلّا أنّها تخفي في طيّاتها مشكلة كبيرة سوف يدفع اللبنانيّون ثمنها كما سبق لهم أن تكبّدوا خسائرها الهائلة يوم رُمي بهم في الجحيم.

إنّ التدخّل الخارجي، بصيغته الفرنسيّة، يريد أن يأخذ في الاعتبار مصالح "حزب الله" الاستراتيجية، وهذا يعني أنّ أيّ مرشّح، حتى يصلح للتسويق، يجب أن يُراعي هذا الشرط.

الإشكاليّة في هذا النهج تكمن في أنّ المصالح الاستراتيجية لـ"حزب الله" التي هي جزء من المصالح الإقليميّة لـ"الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران"، هي المسؤولة الأساسية عن الانهيار الذي يعاني منه لبنان، إذ إنّها أفسدت العلاقات اللبنانيّة-الخليجيّة "الثمينة جدًّا" ناهيك عن العوائق التي تطرحها، في كواليس المفاوضات بين الدولة اللبنانيّة "الأسيرة" والصناديق والبنوك الدوليّة التي تشترط أن تحرّر الدولة نفسها من قبضة السلاح غير الشرعي، حتى تطمئن الى المستقبل.

وهذا يعني أنّ "المال المحجوب" الذي يحتاج إليه لبنان لبدء مسيرة الإنقاذ الصعبة والشائكة، في ظل وصول الاحتياط الاستراتيجي في مصرفه المركزي إلى مستويات خطِرة للغاية، وفي حال وصول رئيس يراعي شروط "حزب الله"، لن يجد طريقه إلى "بلاد الأرز".

وعلى هذا المستوى، فإنّ التدخّل الخارجي لدفع اللبنانيّين الى التوافق على "إنتاج" رئيس لهم، حتى يكون فعلًا حميدًا حقًا، يُفترض به، بادئ ذي بدء، إمّا أن يحسم موقف "حزب الله" من المسائل التي تثير الغضب على لبنان، بحيث يعزل نفسه عن الأجندة الإيرانيّة وصراعاتها وحروبها، أو يعدّل في موقف الدول الحيويّة بالنسبة للبنان، بحيث تضع جانبًا ضغوطاتها الهادفة الى دفع السلطات المختصة إلى وضع حدّ لـ"حزب الله" و"تطويعه".

وإذا كان هذان الطرحان مستحيلين، فماذا يمكن أن يقدّم التدخّل الخارجي، حتى لو نجح، أو يؤخّر، إذا فشل؟

المشكلة الثانيّة، وهي أقلّ تعقيدًا من المشكلة الأولى، تتجلّى في أنّ الدخول الخارجي على خط انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة اللبنانيّة، سيكون عبر بوّابة المبادرة الفرنسية نفسها. هذه المبادرة التي كان قد أطلقها، عقب انفجار مرفأ بيروت الدامي في الرابع من أغسطس 2020 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من العاصمة اللبنانيّة. وقد جرى إفشال هذه المبادرة على أيادي من راهنت عليهم، إذ استغلّها "حزب الله" ومعه المنظومة السياسية في لبنان للتعويم، بعدما كانت هذه القوى في أدنى دركاتها، بفعل الضغوط التي أنتجتها ثورة 17 أكتوبر 2019.

وهذا يعني أنّ القوى التي سبق أن كانت تُمسك بالسلطة في لبنان وتسبّبت في انهياره أو فشلت في منع انهياره، سوف تكون هي المسؤولة عن المرحلة المقبلة، الأمر الذي بدل أن يفتح طريق الإنقاذ سوف يزيد نار جهنّم اتّقادًا.

هل هذا يعني أنّ لبنان في مأزق لا مخارج متوافرة له؟

من حيث المبدأ الجواب عن هذا السؤال تحسمه "نعم" مزعجة، ولكن في الواقع، فإنّ ثمة أفكارًا كثيرة لا بد من التمعّن فيها، فطالما أنّ التدخّل الخارجي "حاصل" و"مقبول"، فإنّ الحل هو بتخصيبه حتى يُنتج مسارً جديدًا، على غرار ما يقترحه البطريرك الماروني بشارة الراعي لجهة عقد مؤتمر دولي من أجل وضع تصوّر متكامل للحلّ في لبنان، بما يُراعي المطالب الداخليّة، من جهة ويأخذ في الاعتبار الضغوط الخارجيّة، من جهة ثانية، فيرسم، بذلك، خارطة طريق واضحة لتطبيق القرارات الدوليّة التي يستحيل على لبنان، بوضعيّته الراهنة، أن يُنفّذ حرفًا واحدًا من حروفها، طالما أنّ المقصود بها سلاح "حزب الله" وهيمنة "حزب الله".

 

لبنان إلى أين؟

د. ناصيف حتي/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2022

حذّر الكثيرون من أن لبنان ذاهب نحو الانهيار الشامل، والتحول إلى «دولة فاشلة» مع السقوط التدريجي منذ سنوات للطبقة المتوسطة والازدياد الحاد في مستوى الفقر في لبنان وكذلك الفجوة الاجتماعية وأيضاً مختلف أوجه عدم المساواة. ويواكب ذلك غياب سياسات اجتماعية هي أكثر من ضرورية لحماية الطبقات الضعيفة. وكان صندوق النقد الدولي قد دعا بعد التوصل إلى ما يُعرف «باتفاق على مستوى الموظفين» مع السلطات اللبنانية إلى ضرورة «اعتماد إصلاحات تقوم على تعزيز الحوكمة والشفافية وإزالة المعوقات من أمام العمالة المولِّدة للنمو وزيادة الإنفاق الاجتماعي والاستثماري». وجاءت هذه ضمن مقترحات أخرى للخروج من النفق المظلم الذي دخله لبنان بسبب غياب السياسات المطلوبة منذ سنوات للإصلاح الهيكلي الشامل. والكل يدرك أن الأزمة المالية ترتبط أساساً بأزمة اقتصادية والحاجة إلى إصلاح المنظومة الاقتصادية والأمر ذاته بالنسبة للحاجة إلى الإصلاح السياسي في دولة تقوم في واقع الأمر أو في الممارسة على فيدرالية من المذهبيات السياسية التي تغذّي وتتغذى على الزبائنية، على حساب دولة المؤسسات؛ التي هي الشرط الضروري لتعزيز المناعة الوطنية وولوج باب التنمية الحقيقية الشاملة.

ويزيد من مخاطر سرعة الانهيار شلل السلطة في ظل الشغور الرئاسي، منذ ثلاث أسابيع، لا ندري متى الخروج منه، إلى جانب وجود حكومة تصريف أعمال، تتولى بالتالي مهام الحد الأدنى المطلوب.

مجمل السيناريوهات المطروحة تتحدث عن أن انتخاب الرئيس لن يكون في القريب العاجل بسبب لعبة الصراع التقليدي حول السلطة التي عادةً ما ترافقها رهانات خارجية كما كانت الحال دائماً في لبنان. وما يزيد من تعقيدات الأزمة واستمرار الفراغ الرئاسي عدم قدرة أيٍّ من طرفَي الصراع السياسي في لبنان على إنجاح مرشحه بسبب الحاجة إلى ثلثي أعضاء المجلس حضوراً لتأمين النصاب القانوني حتى في الدورة الثانية للاقتراع، الأمر شبه المستحيل أن يحصل بسبب توزيع القوى في المجلس النيابي. ومن المنتظر أن يدفع ذلك مع الوقت إلى انتخاب رئيس يعد وسطياً، أي مقبولاً من طرفي المعادلة السياسية وهو ليس بالأمر السهل ولكنه بالطبع ليس مستحيلاً، ومن الضروري حصوله في نهاية المطاف تلافياً للانهيار الكلّي. فلا يمكن من منطلق واقعي وضروري لأي طرف أن يحاول إخراج الآخر من المعادلة السياسية، بالضربة القاضية، عشية الانتخابات المطلوبة.

إن أي تفاهم خارجي، تفاهم الحد الأدنى الممكن لمنع السفينة اللبنانية من الغرق، لمصلحة حصول الانتخابات الرئاسية ووقف عملية السقوط المريع للبنان الذي سيدفع ثمنه الجميع إذا ما حصل أمر ضروري ولكنه غير كافٍ. فحتى يعود لبنان ليقف على رجليه من جديد، هنالك الحاجة إلى بلورة مشروع إصلاح هيكلي شامل. فسياسة المراهم لشراء الوقت لم تعد توفر الحلول المطلوبة للإنقاذ. المطلوب التفاهم على برنامج إصلاحي شامل يعكس الثلاثية التالية: توفر رؤية إصلاحية لبنان في أمسّ الحاجة إليها، وبرنامجاً إصلاحياً شاملاً يلتزم به مختلف المكونات السياسية أياً كانت اتجاهاتها وخلافاتها، وجدولاً زمنياً للتنفيذ. والمطلوب من جميع القوى الصديقة التي تود مساعدة لبنان أن تواكب مسار تنفيذ هذا المشروع. المطلوب أيضاً العمل على بلورة سياسة خارجية تعمل على تعزيز علاقات لبنان بأسرته العربية وكذلك تعزيز علاقاته الدولية ودوره الخارجي. سياسة تقوم على الابتعاد عن سياسة المحاور وتندرج فيما تُعرف بسياسة الحياد الإيجابي، وهو موقف سياسي، وليس وضعاً قانونياً كما تلتبس العملية بالنسبة للكثيرين. فلبنان دولة عربية ومن الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية، ولا يمكن أن يكون محايداً في الصراع العربي - الإسرائيلي، بل عليه ما على الآخرين. ولا يحمل وزر أي صراع كأن يكون ساحة لصراع الآخرين أو باسم آخرين. وعلى لبنان إذا ما أراد تعزيز أمنه الوطني بسبب تأثره بقضايا المنطقة، أن يلعب دور الإطفائي أو الوسيط أو المسهل لتسوية الخلافات بين الدول الشقيقة والصديقة في الإقليم مما يعزز من أمنه الوطني. ويكون ذلك بالدعوة والمبادرة والعمل على تسوية الخلافات في الإقليم بغية إدارة العلاقات على أساس القوانين والأعراف الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. فسياسة خارجية تقوم على هذه المبادئ والأعراف والأسس تشكل وعاءً حامياً وحاضناً للاستقرار والازدهار الوطني. المطلوب تشكيل سلطة في أسرع وقت ممكن من رئيس وحكومة تلتزم بهذا المشروع الإنقاذي الشامل الذي يفترض أن يشكل مرجعية وخريطة مستقبلية للعمل الوطني. مشروع يفترض البناء عليه متى قام وتعزيزه، مع الحكومات اللاحقة لأنه يوفر المناعة الوطنية للبنان؛ التي هي شرط الاستقرار والازدهار. المسؤولية لبنانية أساساً، فهل نكون على مستوى هذا التحدي لإنقاذ المركب اللبناني من الغرق كما نادينا دائماً؟

 

هل انتصرت سردية الرياض ـ أبوظبي؟

نديم قطيش/الشرق الأوسط/22 تشرين الثاني/2022

حسناً فعلت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بإقرارها أن الغرب أطال قبل أن يفهم «حقيقة بسيطة للغاية، هي أنه عندما كنا نعمل على منع إيران من تطوير أسلحة نووية، كان علينا أيضاً أن نركز على أشكال أخرى من الطائرات المسيّرة إلى الصواريخ الباليستية». فهذا الاعتراف يعد انتصاراً دبلوماسياً وسياسياً واستراتيجياً لمنطق دول الاعتدال العربي، لا سيما السعودية والإمارات، اللتين ثابرتا على مدى سنوات وأكثر، منذ تولي الرئيس جو بايدن الرئاسة الأميركية، على الدفع باتجاه هذا المنطق، بغية الربط بين سياسات إيران التخريبية في المنطقة وبرنامجها النووي، باعتبارهما نسقاً واحداً للسلوك الإيراني المدمر في الشرق الأوسط. ببساطة شديدة، قالت فون دير لاين في كلمتها، خلال أعمال مؤتمر «حوار المنامة» بنسخته الثامنة عشرة، إن «الطائرات المسيّرة الإيرانية التي استُخدمت في الهجوم على سفينة نفط بخليج عُمان، الأربعاء الماضي، سبق استخدامها في هجوم شنته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على أبوظبي في يناير (كانون الثاني) الفائت». وأضافت، أن روسيا «أطلقت هذه الطائرات الإيرانية دون طيار ذاتها مراراً، ضد أهداف مدنية في مدن أوكرانية»، واصفة ذلك بأنه «انتهاكات صارخة للقانون، وجرائم حرب». لم تكن هذه نقطة التحول الوحيدة في الموقف الغربي، بعد نحو ثلاث سنوات من أسوأ فترات التوتر بين دول الخليج وعواصم غربية، على خلفية اهتزاز عميق للثقة بينها وبين عواصم الخليج الرئيسية؛ ففي السياق نفسه، ومن على منبر «حوار المنامة» أيضاً، كشف منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، عن «تشييد الولايات المتحدة بنية تحتية دفاعية متكاملة لردع التهديدات الوشيكة في منطقة الشرق الأوسط»، مؤكداً أن بلاده نجحت بفضل التعاون الأمني الوثيق مع الرياض في إحباط مخطط هجومي إيراني يستهدف السعودية.

هذا التحول في المواقف والتوصيفات والتحليل واللغة، هو انتصار لسردية ثابرت عليها كل من الرياض وأبوظبي، في مقابل سردية مغايرة، تصدرتها أصوات اليسار الديمقراطي في إدارة الرئيس بايدن، وممن عملوا ويعملون في كنف التحشيد لها في الإعلام ومراكز الأبحاث، وجلهم من مخرجات الحالة «الأوبامية»، التي زادت راديكالية، كرد فعل على رئاسة دونالد ترمب. لو وسعنا زاوية النظر أكثر، لوجدنا أن النزاع الروسي - الأوكراني، الذي اتُّهمت فيه عواصم الخليج زوراً بالانحياز إلى روسيا، شكّل هدية لها ولسمعتها وموقعها. ببساطة شديدة يمكن القول إن المسيّرات الإيرانية التي تحدثت عنها المفوضية الأوروبية، مُوّلت من عائدات النفط الإيراني، لتكون عنصراً جديداً يضاف إلى ترسانة التخريب الإقليمي والدولي الذي تمارسه إيران من سواحل الإمارات إلى عمق المدن الأوكرانية في قلب أوروبا، في حين أن عائدات النفط الخليجي توظف في سياسات محلية وإقليمية ودولية تراهن على التجسير مع العالم، لا على قصف الجسور فيه، في وقت يعاني فيه هذا العالم ارتفاع معدلات التضخم، ومخاوف من احتمالات الركود الاقتصادي، وسيناريوهات مرعبة حول مآلات البيئة التي تشهد فيضانات وحرائق وموجات تغيير حراري غير مسبوقة.

قدّر صندوق النقد الدولي، قبل اندلاع النزاع الروسي - الأوكراني، أن تضيف دول الشرق الأوسط المصدّرة للطاقة ما يصل إلى 1.3 تريليون دولار في السنوات الأربع المقبلة، مما سيؤدي إلى تحسن في وضع صناديق الثروة السيادية في المنطقة، في وقت تشهد فيه الأصول العالمية عمليات بيع كبيرة تقلل من قيمتها. ومن البديهي أن ترتفع هذه التقديرات نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا، مما سيعزز من الوضع المالي للمنطقة، وبخاصة دول الخليج.

مما لا شك فيه أن الأولوية الاستثمارية لهذه العائدات الضخمة تذهب باتجاه برامج التنويع الاقتصادي، وتهيئة دول الخليج لاقتصاد ما بعد النفط، بيد أن هذا التحول الداخلي لا ينفك عن تحولات عالمية موازية في مجال البيئة والطاقة النظيفة، باتت دول الخليج صاحبة دور ريادي فيها.

في هذا السياق، قاد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لـ«السعودية الخضراء»، انطلاق النسخة الثانية من قمة «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني)، و«منتدى مبادرة السعودية الخضراء» يومي 11 و12 نوفمبر في مدينة شرم الشيخ المصرية، كنشاط متزامن مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغيّر المناخ (COP 27). وقد أعلن الأمير محمد بن سلمان استضافة بلاده مقر «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، وإسهامها بمبلغ 2.5 مليار دولار دعماً للمبادرة على مدى السنوات العشر المقبلة؛ أي 15 في المائة من مجموع الحجم الاستثماري للمشاريع المستهدفة.

أما الإمارات العربية المتحدة، فوقّعت شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2022)، لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من الدولتين، ومختلف أنحاء العالم بحلول عام 2035.

يعطي هذان المثالان فكرة عن العقل الذي يدير عائدات النفط في السعودية والإمارات، وهمومه، وصلاته بالعالم، في مقابل الكيفية والوجهة التي تدير بها إيران عائداتها، أو العائدات التي تستحوذ عليها مباشرة أو غير مباشرة من العراق.

وعليه، فإن التحول في الموقف الغربي من التحديات الأمنية المشكو منها خليجياً، الذي بدأتُ الحديث عنه هنا، ليس تحولاً تمليه مسؤوليات التحالف والتآزر فقط، بل هو خيار يقدم أو لا يقدم عليه الغرب بين دول تقدم نماذج مختلفة تماماً من العمل والمسؤولية.

فمن غير المنصف ألا يكون أداء هذه الحكومات وتوجهاتها ومستويات التزامها بالمسؤوليات الدولية، هو المدخل لتعريف العلاقات بها، أو أن يُختزل كل الشرق الأوسط بأنه «سبب للصداع بسبب التنافس المذهبي بين دوله»، بحسب سردية يسارية سطحية جرى تبنّيها أميركياً، وتأثر بها آخرون.

«حوار المنامة» كان مناسبة ألقت الضوء على شيء يتغير في المقاربة الغربية، وإن كانت فجوة الثقة الكبيرة تدعو للتمهل في التفاؤل.

 

اليوم، هو احتفال بالاستقلال

د.منى فياض/22 تشرين الثاني،2022

احتفال ولبنان أعيد الى أزمنة الاحتلال. نسخة لبنان بوضعه الحالي نسخة مشوّهة عن لبنان الذي كان او الذي نريده ان يكون يستحق اللبنانيون أفضل من ذلك بالطبع. لبنان لم يعد وطناً لنا، فالوطن هو المنزل والمأوى ما بكل تحمله الكلمة من معانٍ؛ اي مركز الأمن والامان. اللبناني لم يعد آمناً لا على حريته ولا على حاضره ولا على مستقبله. تحول الوطن الى مركز طرد، الى سجن ومكب نفايات ومركز للصفقات المشبوهة والمحاصصات ومأوى للمافيات والى مصدر للتلوث يهدد بيئة البحر المتوسط بمجملها... في العهد المنتهي أوقف أو اضطهد كل من انتقد الرئيس. 

تخيلوا معي لو أن القضاء الاميركي أراد سجن ومقاضاة  كل من أساء او تطاول على الرئيس الاميركي؟؟ تخيلوا لو حاسبت اميركا كل من ينتقد رؤسائها او احد مسؤوليها !!! فليرجع كل واحد منكم الى نفسه بصدق، الا يفكر مراراً قبل أن يكتب أو يتفوه بأي كلمة؟ 

لهذا اسم: الرقابة الذاتية، أشد أنواع الرقابة فتكاً.  ان بلدا من دون حريات هو بلد محتل.  لبنان محتل بالواسطة، بواسطة حزب مقدس وطبقة سياسية – فيما عدا قلة- تغفل عن سيادتها من اجل حفظ مصالحها وضمان مستقبل ذريتها الى الابد.  نستعيد الآن اجواء الفترة التي سبقت انتخاب عون. الحظر على انتخاب رئيس. في العادة يقال ان أصعب ما في السجن، انك لا تتحكم بوقتك او برنامجك، نومك او طعامك.... فماذا نقول إذن عن حالتنا؟ أصعب واقسى من السجن، انها مصحة".  شعب بأكمله يعاني من تحكمهم بمصائرنا ما بين ضحكهم وهزلهم، مناكفاتهم وفضائح صفقاتهم، زعلهم ورضاهم وممارسة الحكم من منطق النكاية والكيد. تبدو صراعاتهم كالمصارعات الحرة المرتبة النتائج سلفاً. حرب مفتوحة، مناكفات ومناورات دون عزم على انهائها؛ المناورة ليست تكتيكاً بل استراتيجية. وخطابهم يغطي ويبرر ويشرع هذا التحالف وعكسه، الموقف ونقيضه؛ معتمدا سجلات مرجعية متناقضة. انها سياسة الدوبل فاس والالف "قلبة ولا غلبة".

لا يحترمون ذكاءنا، لا يحترموننا. اين الوطن الذي حلم به شهداء انتفاضة الاستقلال وقضوا من أجله؟   وطن لا يسجن من يخالف زعيمه الرأي ولا يقتل احراره ولا يرسل مرتزقته لقتل الاشقاء. وطن لا يحكم على قاتل بالسجن مدة اقل من حكمه على كاتب مقالة.

وطن يحاسب ويسجن من يعلن انتماءه وولاءه الى دولة اجنبية ويعترف بتمويلها له. وطن يسمي هذا الفعل باسمه: خيانة وطنية.  وطن يحمي دولته القوية السيدة المستقلة جيش واحد لا ينازعه احد. ودولة تحترم القوانين وتطبقها لتحمي حقوق المواطنين. دولة تحترم مواطنيها.

دولة قوية لأن البشر يميلون الى حيث تكمن القوة، فلا دوام لحب الوطن في دولة مقهورة، لأن هذا يجعلهم يرتمون في احضان كافة العصبيات الأهلية والمذهبية والعابرة للحدود.  اريد ان اتعامل مع السياسي كما الموظف من منطق القانون وليس القوة. 

اريد سياسياً ومواطناً يكون لديهما حب الوطن كالعبادة، يتشبثون بها بمزاولة شعائرها: من أداء واجب الى مزاولة حق. دون زبائنية او استتباع. اريد من يتعلم ان طريق القدس هي بناء اوطان تتمتع بالحرية والكرامة وبحكم القانون وبقبول الاختلاف والتعددية وبتأمين التنمية ومحو جميع انواع الاميات.    

اريد وطنا تعدديا ديموقراطيا يسمح بتمثيل وبخدمة المواطن الفرد، فلا يعنى فقط بالحفاظ على مصالح الجماعات المهيمنة مهملاً مصالح الأفراد. ونرفض تحويلنا الى رعايا قصّر نتبع قائدا أو رجل دين يقرر لنا ما يراه مناسباً من فن وثقافة وحرب وسلم. اريد وطناً لا تنافس فيه الولاءات الصغرى: عائلة، قبيلة، مسجد او كنيسة.. الولاء الأساسي والجوهري للوطن .  اريد وطنا يكون كل فرد فيه فلذة من فعل السيادة ويسهم بالمقدار نفسه في سياسات بلده. فمتى نحصل على هكذا وطن واللبناني؟ ومتى يستعيد الشعب اللبناني حيوته؟

 

هل ينتقل “الحزب” إلى مرشّح ثالث؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/22 تشرين الثاني،2022

باتت فرنسا «رأس الحربة» في الملف الرئاسي، بحسب مصادر ديبلوماسية مطّلعة، وذلك ضمن إطار الملف اللبناني عامةً، الذي تسلّمته مباشرةً، وبتكليفٍ أوروبي وبتنسيق مع واشنطن، أقلّه منذ بدء الأزمة أواخر عام 2019 وما بعد انفجار 4 آب 2020. فهي من خلال خطّ التواصل «الموثوق» الذي فتحته مع إيران و»حزب الله»، بالتوازي مع علاقتها التحالفية مع الولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج، باتت تشكّل وسيطاً بين الأفرقاء في الداخل والدول المؤثرة في لبنان. لكنّ هذا العمل الفرنسي على الخط الرئاسي لم ينضج بعد ويتطلّب وقتاً، لأنّ باريس تقود مفاوضات غير مباشرة، بين أفرقاء منقسمين عمودياً، إن في الداخل أم الخارج، فمهمة إيجاد رئيس يكون مع «الحزب» والفريق المعارض في لبنان في آن وليس استفزازياً لا للرياض ولا لطهران ولا لواشنطن، ليست سهلة التحقيق فوراً، خصوصاً في ظلّ غياب أي قنوات حوار داخلية جدية تتلاقى مع هذا الحوار الخارجي.

كذلك تدلّ مواقف الأطراف السياسية المختلفة في الداخل على عدم الوصول بعد إلى مرحلة الاستعداد للتخلّي عن أسلحة المعركة والدخول في حوارات واتفاقات وتسويات. لذلك لا يزال هناك أمام اللاعبين في الداخل، «متّسع» من الوقت، حتى لو لن يسمح الخارج بأن يطول أكثر من أشهر، للمناورة واستخدام كلّ أوراقهم رئاسياً. هذا ما يحاول فعله رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ويأتي هجومه «المُسرّب» على ترشّح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ضمن هذه اللعبة. لذلك لم يرخِ هذا الهجوم على مرشح «حزب الله» أي تداعيات حاسمة على موقف «الحزب» الذي يستمرّ في حركته الرئاسية، وكأنّ كلام باسيل لم يكن، على رغم تأثيراته العملية أقلّه في هذه اللحظة السياسية. فـ»الثنائي الشيعي» لا يزال يعبّر عن اقتناعه بأنّ ورقة فرنجية لم تحترق بعد، لا من نار باسيل ولا من نار أي «فيتو» خارجي. والمتعارف عليه تاريخياً، أنّ الدول تكون واضحة في الملف الرئاسي اللبناني، من خلال وضعها «فيتو» على أسماء معيّنة. ومثل باسيل يحاول «حزب الله» أيضاً «اللعب» في الوقت الضائع، فيما عملياً، وانطلاقاً من السياسة التي ينتهجها «الحزب» أخيراً، خصوصاً في ملف الترسيم البحري، يظهر أنّه يؤْثر عدم تعميق الأزمة وعزلة البلد ومواجهة المجتمع الدولي. إنطلاقاً من ذلك تعتبر جهات سياسية عدّة، أنّ «حزب الله» يعرف تمام المعرفة، أنّ المرحلة الحالية لا تتحمّل رئيساً مثل الرئيسين إميل لحود وميشال عون، وأنّه وعلى رغم تفضيله وصول فرنجية أو باسيل إلى سدّة الرئاسة الأولى، لا يمكنه تحمُّل تكلفة هذه المعركة ولا تداعياتها. وبالتالي ترى أنّ تمسُّك «الحزب» بفرنجية ليس نهائياً، وأنّه على رغم رفضه الآن، البحث في اسم ثالث، يتفق عليه مع باسيل ثمّ مع أفرقاء المعارضة، سيُقدم على هذه الخطوة «عاجلاً أم آجلاً».

وفي حين يعتبر «الثنائي الشيعي» أنّ فرنجية مرشح توافقي وغير استفزازي حتى للسعودية، إلّا أنّ جهات سياسية معارضة تعتبر أنّه «مرشح فريق» ولا يمكن أن يشكّل تقاطعاً داخلياً، حتى لو تقاطعت دول خارجية على اسمه. إنطلاقاً من ذلك، ترى مصادر سياسية مطّلعة، أنّ «حزب الله» يجدّد، على لسان المسؤولين والقياديين فيه، تأكيده أنّه يريد رئيساً «مضموناً»، وأنّ هذا الرئيس المضمون لا يخرج عن سياق باسيل وفرنجية، لأنّه مُضطر لأن يتعدّى عتبتين، قبل الوصول الى البحث في اسم مرشح ثالث:

العتبة الأولى، أنّ فرنجية كانت لديه حظوظ رئاسية في عام 2008 فذهبت الرئاسة الى العماد ميشال سليمان، كذلك في عام 2016 فذهبت الرئاسة إلى عون، ومع حلول الاستحقاق الرئاسي عام 2022، كان فرنجية أعلن أنّها المرّة الأخيرة التي يترشّح بها للرئاسة. وبالتالي، إنّ «حزب الله» مُحرج شكلاً تجاه فرنجية ولا يُمكنه أن يتخلّى عن دعمه بسهولة، ويريد تظهير أنّه حاول المستحيل وحارب حليفه باسيل من أجل فرنجية، حتى إذا اضطر يوماً إلى التخلي عن دعمه فرنجية، يكون ذلك نتيجة أنّه حاول ولم يفلح. لذلك، إنّ «الحزب» في حاجة الى أن يتوقف أمام ترشُّح فرنجية وأن يبقى صامداً بدعمه، لكي يعطي هذه الإشارة لجميع حلفائه، لا سيما أنّه لا يتحمّل في هذه المرحلة خسارة أيّ من حلفائه، خصوصاً المسيحيين منهم، مهما كان حجمهم «الشعبي» والنيابي. وهذه «الاستماتة» في دعم فرنجية تحلّله في مرحلة لاحقة من أيّ مسؤولية في خسارة حليفه التاريخي المعركة الرئاسية، بعد أن يكون «جاهد» لإيصاله وحاول مرّات مع باسيل لكنه لم يقتنع. العتبة الثانية، أن يكون باسيل غادر ترشُّحه جدياً، فهو لغاية اللحظة لا يزال مقتنعاً بأنّ لديه حظوظاً، إنطلاقاً من تجربة عون الذي كانت حظوظه الرئاسية معدومة عام 2014 وانتُخب رئيساً عام 2016. ولذلك يستمرّ باسيل في التشديد علناً، على ضرورة أن يدعم «حزب الله» المرشح الأكثر تمثيلاً ومن ضحّى أمام «الحزب» ودفع الأثمان ومن يطرح معادلة التكامل بين المقاومة والدولة، ويعني بذلك «نفسه» فقط. وبعد تجاوز «حزب الله» هاتين العتبتين، سيبدأ، بحسب ما ترى جهات سياسية، البحث في اسم ثالث يشكّل حالة مشتركة مع الفريق المعارض في البلد، وذلك بالتعاون والتكافل والتضامن مع باسيل وفرنجية في وقتٍ يكونان قد سلّما بعدم إمكانية وصول أيّ منهما الى كرسي رئاسة الجمهورية، وتكون «المهلة الرئاسية الدولية» قد انتهت.

 

العريضة النيابية عالقة في عنق زجاجة “التشريع

طوني عطية/نداء الوطن/22 تشرين الثاني،2022

بعد توقيع العريضة الإتهامية من قبل خُمس أعضاء مجلس النوّاب، يشقّ «ملف الخلوي» رحلته البرلمانية بصعوبة، وسط عقبات سياسية وقانونية، أبرزها، دعوة الهيئة العامة للإنعقاد في ظلّ الإنقسام السياسي والدستوري الحاصل حول امكانية عقد جلسة تشريعية، والتجربة المرّة للمجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء الذي وُلد ميتاً، حتى بات يُضرب به المثل في إفلات المسؤولين أصحاب الحصانات من المحاسبة، ليصحّ به القول: «مقبرة العدالة». في هذا الإطار، أشار عضو تكتلّ «الجمهورية القويّة» النائب جورج عقيص في حديث لـ»نداء الوطن»، إلى أنّ «دعوة الهيئة العامة للإلتئام هو محل اجتهاد قانوني ودستوري»، مشدّداً على أنّه «لا يجوز التشريع تحت أي ذريعة، عملاً بالمادة 74 من الدستور التي تنصّ على أنه «إذا خلت سدّة الرئاسة بسبب وفاة الرئيس أو إستقالته أو سبب آخر، فلأجل انتخاب الخَلَف يجتمع المجلس فوراً بحكم القانون، وإذا اتفق حصول خلاء الرئاسة حال وجود مجلس النواب منحلاً، تدعى الهيئات الناخبة من دون إبطاء ويجتمع المجلس بحكم القانون حال الفراغ من الأعمال الانتخابية». وأكد عقيص أنّ الدستور حسم هذه الإشكالية، إذ لم يذكر في مواده أي استثناء قد يحوّل المجلس النيابي إلى هيئة تشريعية في ظلّ الفراغ الرئاسي.

وأضاف أن «الجمهورية القويّة» سيتّخذ القرار المناسب والمنسجم مع الدستور، لافتاً إلى أنّ «موقف التكتلّ هو في اتجاه فتح ملف الإتصالات على مصراعيه استناداً لتقرير ديوان المحاسبة حول قطاع الإتصالات بين 2004 و2020، الذي شكّل مصدراً مهمّاً للهيئة النيابية المشتركة بين لجنة الإدارة والعدل ومكتب هيئة المجلس، التي درست المستندات والملفات، إضافة إلى الإحالة الواردة من قبل قاضي التحقيق في بيروت أسعد بيرم، حول هدر وسوء إدارة واختلاس المال العام في ما يخصّ «مبنى قصابيان» والمدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم، داعياً إلى توقيع عريضة نيابية ملحقة، لكي تستطيع لجنة التحقيق وضع يدها على كامل ملف الإتصالات من التخابر غير الشرعي والإنترنت إلى التعاقد مع الشركات وصولاً إلى قضية «مبنى قصابيان»، وتحديد المخالفات والإخلال بالوظيفة العامة لدى الوزراء كافة، وأن لا يكون الملف محصوراً بوزيرين أو ثلاثة فقط».

وعن المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، اعتبر عقيص، أنّه «لا قيمة له وإن نصّ عليه الدستور، لأن التجربة التاريخية للمجلس والإتجاه العالمي في الدول الديمقراطية، ترفض المحاكم الإستثنائية، باستثناء رئيس الجمهورية كونه يرمز إلى وحدة البلاد ورأس السلطات ويقسم اليمين الدستورية، لذا ينبغي أن تكون أصول ملاحقته ومحاكمته استثنائية». أمّا في خصوص الوزراء، فشدّد على وجوب محاكمتهم أمام القضاء العادي كأي مواطن عادي سنداً لقانون العقوبات، منتقداً: «منذ 30 عاماً حتى اليوم، ونحن في موضع جدل عقيم بشأن تحديد الإخلال بالواجبات الوظيفية وكيفية تمييزها عن الجرائم العادية المنصوص عنها في قانون العقوبات». في الختام، أكد أنّ «المسار الحقيقي لتعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد، يبدأ بأول قانون إصلاحي عصري يؤدّي إلى إلغاء المحاكم الإستثنائية وفي مقدّمها المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء وحصرها برئيس البلاد فقط». وفي سبيل الوصول إلى هذه الغاية، أردف عقيص: «نحن بحاجة إلى تعديل دستوري، لكن التوقيت والظروف لا يسمحان بذلك».

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

في عيد الإستقلال.. رحل روميو لحود

صحف/22 تشرين الثاني/2022

توفي صباح اليوم الثلثاء الفنان روميو لحود. وشاركت الفنانة اللبنانية ألين لحود تفاصيل جنازة عمها الراحل روميو لحود مع متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ نشرت صورة لورقة النعوة عبر تويتر. وفي تفاصيل الجنازة، سيحتفل بالصلاة لراحة نفس الراحل روميو لحود في تمام الساعة 1 ظهراً يوم الأربعاء 23 تشرين الثاني في كاتدرائية مار جرجس- بيروت، ثم ينقل جثمان الفقيد الى كنيسة السيدة عمشيت لوضع البخور ويوارى الثرى في مدافن العائلة. وتقبل التعازي قبل الدفن من الساعة 11 صباحاً في كاتدرائية مار جرجس- بيروت ويوم الخميس 24 تشرين الثاني من الساعة 11 حتى 6 مساء في دار رعية كنيسة السيدة- عمشيت وتختتم بقداس المرافقة. كذلك، يوم الجمعة 25 الجاري من الساعة 11 حتى 6 مساء في صالون كنيسة سيدة العطايا- الأشرفية. وقد نعى نجوم لبنان الراحل روميو لحود بكلمات مؤثرة عبر تويتر. وغردت الفنانة يارا على حسابها عبر “تويتر”، قائلة: “أستاذ روميو لحود … فنان قدير وعملاق من عمالة الفن … كان شرف لإلي صداقتك ودائمًا كل ما اجلس معك اكتسب خبره ونصايح من الفن الراقي أعمالك رح تبقى محفورة بعقولنا وقلوبنا. رحيلك خسارة للفن وللبنان … الله يرحمك وتكون نفسك بالسما يا رب ويصبّر عيلتك وأهلك وكل محبينك”. في السياق، غرد الفنان سعد رمضان عبر حسابه على “تويتر” بالقول: “لبنان يخسر اليوم المبدع الاستاذ روميو لحود ان لله وانا اليه راجعون احر التعازي لعائلته الكريمة”. أما الفنانة كارول سماحة فقالت: “تركتنا ورحت ع درب بعيدة استاذ روميو مطرح ما لون الأزرق غاب.. أعمالك رح تبقى شمس جديدة تذكّرنا بمطرح ما كنا ولاد صغار نحلم بيوم اللي صرنا كبار الله يرحمك”.

 

ريفي: “الحزب” فشل بتوحيد صفه الداخلي

صحف/22 تشرين الثاني/2022

التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في معراب، عضو كتلة “التجدد” النائب أشرف ريفي، في حضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب الياس خوري ومعاون الأمين العام لشؤون الانتخابات جاد دميان. وأشار ريفي إلى أن “البحث مع جعجع تركّز على موضوع رئاسة الجمهورية، وهذا أمر طبيعي، باعتبار انه الأولوية في هذه المرحلة، ولأنه همُّنا الاول لإعادة الانتظام العام الى الحياة السياسية، ولا سيما أن البلد لم يعد يحتمل التأخير والمماطلة والألعاب البهلوانية”. وأضاف: “فالشرف أن يكون لنا مرشح للرئاسة بالتعاون مع القوات اللبنانية وهو النائب ميشال معوّض، فيما الفريق الآخر يتلطّى خلف الورقة البيضاء ليخفي انقسامه الداخلي وعجزه عن توحيد صفوفه. انها المرة الأولى التي لم يفلح فيها حزب الله بتوحيد صفه الداخلي”. وحمّل “مسؤولية التأخير في إنقاذ البلد لكل من يعطل جلسات انتخاب الرئيس إن كان في الدورة الاولى أو الثانية”، مؤكدا اصرارهم على “المتابعة يداً بيد مع القوات للوصول الى بر الأمان، باعتبار أن لبنان لنا ولن يكون ولاية ايرانية او جزءاً من إيران”. وتابع: “نذكّر أننا توجهنا سابقاً لحزب الله كي ينظر الى ما يحصل في إيران والى انتفاضة شعبه البطل على نظام الملالي الذي بات متخلفاً وخارج الرَّكب. فالناس بحاجة الى التقدم والتطلع الى الأمام في وقت يعيدنا المشروع الايراني الى الوراء”. واستشهد بما حصل أخيراً مع فريق كرة القدم الايراني في قطر ومنتخب الفتيات الايرانيات اللواتي طالبنَ بتغيير الواقع الايراني، سائلاً، “الى أين يأخذنا حزب الله؟ فعل يسعى الى إعادتنا 100 سنة الى الوراء؟”. وشدّد على “متابعة المعركة والاستمرار في المشاركة في كل الجلسات على الرغم من أنها، وللأسف، تتحول الى مسرحية هزلية مملة يتحمل مسؤوليتها الفريق الآخر الذي لم يستطع توحيد صفوفه”.

 

أبو كسم: عيد الاستقلال ال 79 هذه السنة حزين في غياب رئيس للجمهورية

 وطنية/22 تشرين الثاني/2022

رأى مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم "ان عيد الاستقلال ال 79 هذه السنة حزين في غياب رئيس للجمهورية يحمي هذا الاستقلال". وقال في تصريح :"كي لا نردّد عيدٌ بأي حال عدتَ يا عيدُ، أملُنا بتصاعد الدخان الابيض من مجلس النواب وانتخاب رئيس حر قادر يحفظ هيبة الرئاسة ويعيد الازدهار ويثبّت الاستقرار ، فتعود معه مظاهر الاستقلال وتعود الحياة الى القصر الجمهوري وتتعزز الشراكة المسيحية الاسلامية القائمة على التوازن واحترام الآخر".

 

 الكتائب: نرفض أي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي

وطنية/22 تشرين الثاني/2022

عقد المكتب السياسي الكتائبي اجتماعه استثنائيًا في بكفيا قبيل القداس السنوي لراحة نفس الوزير الشهيد بيار الجميّل، واستهل بالوقوف دقيقة صمت عن روحه. ترأس الاجتماع رئيس الحزب النائب سامي الجمّيل، وبعد التداول صدر البيان التالي:

1- توقف رئيس الحزب في بداية الاجتماع أمام معنى الشهادة وتضحيات الأبطال الذين أعطوا حياتهم في سبيل لبنان، وأكد على أهمية هذا اليوم في مسيرة الكتائب والكتائبيين كونه يشكل نقطة التقاء بين استشهاد بيار وتأسيس الحزب وذكرى الاستقلال في آن، فليس من باب الصدفة أن يتحد تاريخ الكتائب بتاريخ لبنان.  وجدّد رئيس الحزب والمكتب السياسي العهد بمتابعة النضال على قاعدة الصدق والإخلاص في العمل الوطني في خدمة لبنان.

2- أعاد المكتب السياسي التأكيد على موقفه الرافض لأي تشريع في ظل الفراغ الرئاسي، أولاً عملاً بمنطوق الدستور في مواده ذات الصلة 73،74،75، ثانياً لأن المعني بالتوقيع على القوانين لتصبح نافذة هو رئيس الجمهورية سنداً للمواد ٥٦ و٥٧ و ٥٨ من الدستور، وبالتالي فإن أي قانون يقرّ في الفترة المقبلة يبقى غير نافذ، ثالثاً لا وجود لحكومة للسهر على تنفيذ القوانين، ورابعاً والأهم يرفض المكتب السياسي التأقلم مع الوضع الشاذ المتمثل بشغور موقع الرئاسة، والرضوخ للفراغ وتنظيمه بدل الانصراف فوراً إلى انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة الانتظام إلى المؤسسات والحياة العامة في البلاد.

3- استمع المكتب السياسي إلى تقرير الأمين العام حول الانتخابات النقابية وآخرها انتخابات نقابتي المحامين والمعالجين الفيزيائيين والتي تميزت بتواجد كتائبي لافت، وجرى التأكيد على ضرورة تحصين هذا الحضور وتدعيمه وتفعيله، كما هنأ رئيس الحزب الفائزين الذين تحلّوا بالروح النقابية والمهنية العالية التي لطالما طبعت عمل الكتائبيين في نقاباتهم".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 22 – 23 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                       

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 22 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113555/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1606/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 22/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113558/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-22-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/