المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 21 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november21.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/فهموها: التغييرين وال 14 آذاريين وال 8 آذار كلن من خامة مرتي وحدي وما في أمل منهم وتاريخهم الزفت يفضحهم..تنازلات وسمسرات وعمالة.

الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه، ولهذا مع قادتنا الموارنة الحاليين لا خلاص بل المزيد من المصائب والبلاوي

الياس بجاني/كل أسماء دمى حزب الكوبتاغون للرئاسة متل بعضن..مجرد أدوات ومخصيين سيادياً ووطنياً ومصداقية

الياس بجاني/حزب الله هو سرطان ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وانسان وانسانية وحريات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 20 تشرين الثاني/2022/مع فيديو قداس بكركي

مؤسّسات دوليّة حقوقية تدعم مطالبة مؤسّسة عامر فاخوري بمحاسبة مسؤولين لبنانيين رسميين متورطين في جريمة خطف واعتقال عامر فاخوري

حزب الله يفرض ايقاعه الذي يتناسب مع مصالحه/مروان الأمين/فايسبوك

الامين العام للامم المتحدة يشيد بأعمال مؤتمر نزع السلاح الذي ترأسه لبنان

غرفة عمليات إسرائيلية أسقطت مُسيّرات "الحزب"... النقاب كُشف عنها

الرئاسة معلقة بـ"حوار" برّي و"مفاوضات" حزب الله-باسيل/منير الربيع/المدن

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 20 تشرين الثاني 2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

بالاسماء- هؤلاء فازوا بعضوية “نقابة محامي بيروت”

الرياض وباريس ترفضان رئيساً قريباً من “الحزب

انتخاب الرئيس.. هدية السنة الجديدة؟

باسيل استدرج فرنجية إلى الفخ

المرشّح الوحيد والنهائي... قُضِيَ الأمر

“حرب إلغاء” رئاسيّة من باسيل ضدّ فرنجية تُربك الحلفاء

ترسيم الحدود مع قبرص وسوريا غير سالك

باسيل من كفيفان: لدينا مجال تنافسي كبير جدًا

"أبشع تدخل خارجي"... هجومٌ من حزب الله على السعودية!

"البلد متروك لمصيره"... لبنان يتّجه إلى المزيد من الإنهيارات

تشريع الضرورة: الخطأ لا يُبرّر بالخطأ

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا طالب في مؤتمر المناخ "كوب ٢٧" باتخاذ خيارات ملموسة قبل فوات الأوان

ارتفاع عدد قتلى انتفاضة مهسا.. وخامنئي يتوقع قرب انتهاء الاحتجاجات

عُمان: إيران قادرة على تجاوز قضاياها الداخلية بحكمة... وطهران تعتبر القوات الأجنبية تهديداً للمنطقة

توقيف ممثلتين إيرانيتين لدعمهما الاحتجاجات ونزع الحجاب واستدعاء شخصيات رياضية وسينمائية

بوتين: كلمة البطريرك كيريل الحكيمة تعزز تماسك المجتمع

روسيا تتهم كييف بقصف زابوريجيا النووية… وتهاجم محور باخموت

موسكو تبرم اتفاقاً مع إيران لصنع طائرات مسيّرة

“البنتاغون”: الحفاظ على القوات الأميركية في العراق وتعزيز التعاون مع الأردن

سورية: “مخلب السيف” التركي يضرب أكراد كوباني ويردي 12 قتيلاً

أنقرة: الأوغاد سيدفعون الثمن... وواشنطن تطالب بالتوقف عن زعزعة الاستقرار...واستنفار حول سجن الحسكة

“كردستان العراق” ينفي تهريب السلاح لإيران عبر أراضيه وانطلاق عملية الإرادة الصلبة الثامنة في نينوى

المغرب: “العدالة والتنمية” يصوِّت ضد التعاون مع إسرائيل

استنكار ليبي لخطف مسؤول سابق في الاستخبارات على صلة بـ«لوكربي»

مناوئون للدبيبة اعتبروا محاولة تسليم أبو عجيلة لأميركا «إطالة لعمر الوحدة»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المردة والموارنة/الكولونيل شربل بركات

لبنان العدالة المغيبة في أسابيع ذكرى شهداء الاغتيالات/نبيل بومنصف/النهار العربي

 لماذا تتعاطى الدول الغربيّة بـ"برودة" مع قوى لبنانيّة "محسوبة" عليها؟/فارس خشان/النهار العربي

الشغور الرئاسي يلاحق مؤسسة الجيش/محمد شقير/الشرق الأوسط

اتّساع التباين بين "التيار" و"القوات".. وحربٌ إعلاميّة/يوسف دياب/الشرق الأوسط

المعارضة شريكة الموالاة في "الكوميديا السوداء"/إيلي القصيفي/اساس ميديا

باسيل يتمرّد على السيّد: أنا الرئيس أو من أسمّيه/جوزفين ديب/أساس ميديا

رسالة باسيل الفرنسية: فرنجية مرشّح المسلمين/محمد بركات/أساس ميديا

"عرب الطاقة" وعرب اللاطاقة!/عماد الدين أديب/أساس ميديا

إيران... غليان وارتباك/طارق الحميد/الشرق الأوسط

نتنياهو بين «السلام الإقليمي» و«حروب الظل» ضد إيران وأذرعها/رلى موفّق/القدس العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي التي ألقاها اليوم الأحد خلال القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي

البطريرك الراعي: نحتاج إلى رئيس منقذ يعلن التزامه الحاسم بمشروع إخراج لبنان من أزمته

نص عظة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده لليوم الأحد 20 تشرين الثاني/2022

المطران عودة دعا المسؤولين إلى القيام بواجباتهم: انتخبوا رئيسا وشكلوا حكومة وأعيدوا الحياة للقضاء والعدالة للناس وأنيروا حياتهم بالكهرباء الغائبة

قاووق: لا نريد رئيسا يتآمر على المقاومة

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها

إنجيل القدّيس لوقا11/من27حتى32/:”فيمَا يَسوعُ يَتَكَلَّم بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

فهموها: التغييرين وال 14 آذاريين وال 8 آذار كلن من خامة مرتي وحدي وما في أمل منهم وتاريخهم الزفت يفضحهم..تنازلات وسمسرات وعمالة.

الياس بجاني/20 تشرين الثاني/2022

بداية التحرير لا يتم بمشاركة المحتل الحكم. أولاً مطلوب الإعتراف علنا بأن لبنان محتل وحكامه وكل نوابه واحزابه إما جبناء وذميين أو عملاء وتجار وكلن يعني كلن. والأكيد الحل الوحيد هو بالقرارات الدولية بال 13 الف عسكري دولي يونيفل المجودين بلبنان وكلفتهم السنوية مليار دولار. السعي لإعلان لبنان دولة فاشلة وتنفيذالقرارات الدولية بالقوة وإلا فالج لا تعالج ومع مرور الوقت سيصبح لبنان دولة إيرانية اسلامية بالكامل في ظل السياسيين والأحزاب الحاليين الأوباش.

 

فاقد الشيء لا يعطيه، ولهذا مع قادتنا الموارنة الحاليين لا خلاص بل المزيد من المصائب والبلاوي

الياس بجاني/20 تشرين الثاني/2022

كماروني، أخجل من فجع وصفر الرؤية عند أصحاب شركات أحزابنا التجارية. فكرهم ترابي، والأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي هي ثقافتهم

 

كل أسماء دمى حزب الكوبتاغون للرئاسة متل بعضن..مجرد أدوات ومخصيين سيادياً ووطنياً ومصداقية

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2022

فهموها: اي طرطور بيفرضوا حزب الكوبتاغون عالرئاسة، ومين ما كان يكون، فرنجية، باسيل، بارود، الخازن، وغيرون ما راح يكونوا غير دمى متحركة تدنس قصر بعبدا

 

حزب الله هو سرطان ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وانسان وانسانية وحريات

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2022

فهموها: كل لبناني يتعامى عن احتلال وارهاب ومشروع حزب الله الملالوي هو إما جبان أو عميل أو انتهازي أو غبي أو متخلي عن لبنانيته

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

نص عظتي البطريرك الراعي والمطران عودة لليوم الأحد 20 تشرين الثاني/2022/مع فيديو قداس بكركي

الراعي: نحتاج إلى رئيس منقذ يعلن التزامه الحاسم بمشروع إخراج لبنان من أزمته

عودة دعا المسؤولين إلى القيام بواجباتهم: انتخبوا رئيسا وشكلوا حكومة وأعيدوا الحياة للقضاء والعدالة للناس وأنيروا حياتهم بالكهرباء الغائبة

Al-Rahi warns against underestimating selection of next president: We hold them responsible for the destruction of the state

Bishop Elias Aoudi: We call on officials to carry out their duties: elect a president, form a government, restore life to the judiciary and justice for people, and illuminate their lives with absent electricity.

https://eliasbejjaninews.com/archives/113455/%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b8%d8%aa%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b1%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%b9%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-14/

الأحد 20 تشرين الثاني/2022

 

مؤسّسات دوليّة حقوقية تدعم مطالبة مؤسّسة عامر فاخوري بمحاسبة مسؤولين لبنانيين رسميين متورطين في جريمة خطف واعتقال عامر فاخوري

https://eliasbejjaninews.com/archives/113466/%d9%85%d8%a4%d8%b3%d9%91%d8%b3%d8%a7%d8%aa-%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%91%d8%a9-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%af%d8%b9%d9%85-%d9%85%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a9-%d9%85%d8%a4%d8%b3/

مؤسّسات دوليّة حقوقية/21 تشرين الثاني/2022

بعد "التحالف العالمي من أجل الحريّة"، انضمّت "مؤسّسة لانتوس لحقوق الإنسان والعدالة" إلى الحملة التي تقودها بنات الراحل عامر فاخوري للضغط على الإدارة الأميركيّة لاتّخاذ إجراءات صارمة بحقّ الحكومة اللبنانيّة بسبب تماديها في اساءة معاملة مواطنين أميركيين من أصول لبنانيّة، "كما حصل مع عامر فاخوري الذي تعرّض للتعذيب والاحتجاز غير المبرّرَين من قبل مسؤولين لبنانيين"، بحسب المؤسّسة. وإضافةً إلى الكشف عن خطواتها التضامنيّة مع بنات فاخوري في الإعلام وعبر تطبيقاتها الإلكترونيّة كافة، توجّهت "مؤسّسة لانتوس" برسالة مفتوحة إلى كلّ من وزارة الخارجيّة الأميركيّة، والسفيرة الأميركيّة في بيروت دوروثي شيا، بهذا الخصوص. ومِمّا جاء في إعلان المؤسّسة:

“نحن فخورون بالوقوف إلى جانب مؤسسة عامر فاخوري، بقيادة بناته الجريئات والشجاعات، في دعوة الولايات المتحدة إلى اتّخاذ إجراءات أقوى لوقف المعاملة السيّئة التي ترتكبها الحكومة اللبنانيّة بحقّ أمريكيين لبنانيين. فبدون محاسبة، ستستمر الانتهاكات وستدمّر حياة رجال ونساء أبرياء، كما حصل مع عامر فاخوري. لا بدّ وأن تُفرض عقوبات، على غرار قانونَيّ "ماغنيتسكي" أو "حظر-خاشقجي"، على كلّ متورّط من المسؤولين اللبنانيين في سجن عامر وآخرين مثله، فهذا من شأنه أن يبعث برسالة متينة مفادها أنّ الإساءة إلى مواطنين أميركيين لن تمر من دون ردّ.”

النصّ الكامل لدعوة مؤسّسة عامر فاخوري إلى محاسبة الحكومة اللبنانيّة:

مع اقتراب نهاية العام 2022، نتوجّه بالشكر إلى كلّ مَن دعم جهودنا الرامية إلى تحقيق العدالة في قضيّة المواطن الأميركي-اللبناني، عامر فاخوري، الذي تعرّض عام 2019 للتعذيب ولاحتجاز حريّته بتهم ملفّقة من قبل أجهزة الأمن اللبنانية، ما أودى بحياته بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه. لا بدّ هنا وأن نكرّر امتناننا وتقديرنا العميقين لحكومة الولايات المتّحدة التي لولا تدخّلها وإصرارها، لقضى عامر معزولًا في أقبية السجون التعسّفيّة وبعيدًا عن عائلته. 

خسارة عامر لا تُعوّض، لكنّ المحاسبة وتبيان الحقيقة يجب أن يُستكملا حتّى تحقيق العدالة في قضيّته. في أيار/مايو 2021، تقدّمنا، نحن عائلة عامر فاخوري، بدعوى قضائية ضد جمهوريّة إيران الإسلاميّة أمام المحكمة الفدرالية الأمريكية في واشنطن، فإيران تهيمن على القرار اللبناني وتتحكّم به، ونحن نعتقد بثبات أنّ لها الباع الطويل في اعتقال ومصرع نسيبنا عامر. لم يقتصر تحرّكنا على الدعوى، بل توسّعنا إلى عقد لقاءات مع أعضاء من الكونغرس لإحاطتهم بالمزيد من الحيثيّات في قضية عامر، وبالمخاطر والانتهاكات التي لا يزال الكثيرون مثله يتعرّضون لها. نتعاون أيضًا مع منظّمات مدنيّة وحقوقيّة، في الولايات المتحدة ولبنان على السواء، لإطلاق سراح الأمريكيين الآخرين الذين تحتجزهم الحكومة اللبنانية بشكل غير قانوني.

نحن نتواصل مباشرة أقلّه مع 10 عائلات أميركية -لبنانية تلقّت تهديدات تمنع عنها العودة إلى لبنان، بالإضافة إلى عشرات الأفراد ممّن يعيشون في الولايات المتحدة ولا يجرؤون حتّى على التفكير بالعودة، خوفًا من أن يتمّ اعتقالهم اعتباطيًّا وأن يواجهوا المصير نفسه الذي أودى بعامر فاخوري.  هؤلاء جميعًا، مثل عامر، هم مواطنون أميركيون، وفي الوقت نفسه يحبّون بلدهم الأم لبنان، ويحلمون بتبدّل الظروف التي تسبّبت بإبعادهم عنه، وبإزالة التهم والأحكام المفبركة بحقّهم، لكي يتسنّى لهم إعادة إحياء روابطهم العائليّة وتعزيزها.

وبحسب مجاراتنا لقضايا المُبعدين قصرًا عن لبنان، يتأكّد لنا أكثر فأكثر، ويومًا بعد يوم، أنّ الحكومة اللبنانيّة ستواصل وضع العراقيل في طريق دخولهم إلى لبنان، كما ستستمرّ في تهديدهم وترهيبهم ما لم تُطبِّق الولايات المتّحدة والمنظّمات الإنسانيّة الدوليّة، بحزم، "قانون روبرت ليفنسون" الذي يُتيح محاسبة أيّ شخص متورّط باحتجاز غير مشروع لحريّة مواطنين أميركيين خارج الولايات المتّحدة. وفي هذا الإطار، نحن نرجو من الإدارة الأميركيّة الاستمرار بدعم جهودنا في محاسبة المتورّطين في قضيّة عامر فاخوري أو في اعتقال غيره من المواطنين الأميركيين عن غير وجه حقّ خارج وطنهم، ونتوخّى منها عدم الاكتفاء بعد الآن بإصدار البيانات المستنكرة والضغط الديبلوماسي، والتحوّل إلى اتّخاذ إجراءات عمليّة مثل الحجز على الأصول، ومنع السفر، وغيرهما على غرار العقوبات التي يطالها قانونَا “ماغنتسكي" و "حظر خاشقجي". كمّا نتوخّى من وزارة الخارجيّة التشدّد في عدم منح تأشيرات دخول إلى الولايات المتّحدة إلى المتورّطين في قضايا حجز حريّات، لاسيّما هؤلاء ذوي الصلة بقضيّة نسيبنا عامر، والذين يكرّرون زيارة الولايات المتّحدة مرارًا، ويلتقون مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة. 

حان الوقت لأن يُدرك العالم بما لا لبس فيه، أنّ حكومة الولايات المتحدة لا تتسامح مع أخذ مواطنيها الأبرياء رهائن، وأنّ الانتهاكات الصارخة للقانون الأمريكي، وللقوانين الدوليّة، ولحقوق الإنسان والحقوق الفردية الأساسية، لها عواقب وخيمة. غير ذلك، سيستمر الأميركيون عرضة لانتهاك كراماتهم وللتعدّي على حريّتهم بأوجه غير قانونيّة. ستبقى قضية عامر فاخوري التجربة الأمثولة التي منها نستفيد لدرء الأخطار عن مواطنينا الأميركيين، وبإذن الله وعون الحكومة الأميركية، لن نسامح بعد اليوم، ولن يكون الصمت خيارنا.

 

حزب الله يفرض ايقاعه الذي يتناسب مع مصالحه

مروان الأمين/فايسبوك/20 تشرين الثاني/2022

حزب الله يخوّن اي تفاعل ايجابي مع اسرائيل لكنه يقوم به (اتفاق الترسيم) حسب توقيته وبما يتناسب مع مصالح مشروعه. كما انه يفرض الفراغ الرئاسي والحكومي وتعطيل مجلس النواب والعمل المؤسساتي على ايقاع مصالح مشروعه المحلي والاقليمي. حزب الله يفرض ايقاعه الذي يتناسب مع مصالحه، لكن ماذا عن خصومه؟ لما هذا التسليم بايقاعه؟ الفراغ الرئاسي الذي يفرضه حزب الله يضرب الدستور ويشكل خطر على جوهر العمل المؤسساتي، لكن الاخطر منه هو الفراغ السياسي للقوى السيادية من تقليديين وتغييريين. فراغ في المشروع السياسي البديل، فراغ في كيفية مواجهة حزب الله، فراغ في اخذ المبادرة. طرح تجميع ٦٥ صوت لمعوض هو فراغ. طرح اسماء وشعارات من قبل التغييريين وغيرهم من النواب هو فراغ. انهم يملؤون الفراغ بالفراغ. المبادرة السياسية هي البديل الوحيد عن هذا الفراغ، لكن للاسف الجميع في حالة موت سياسي بانتظار توقيت مصلحة حزب الله العليا.

 

الامين العام للامم المتحدة يشيد بأعمال مؤتمر نزع السلاح الذي ترأسه لبنان

وطنية/20 تشرين الثاني/2022

 رحبت وزارة الخارجية والمغتربين  في بيان، "بما صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من إشادة تتعلق بالاختتام الناجح  للدورة الثالثة للمؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وهنأ الامين العام الدول المشاركة في المؤتمر برئاسة لبنان، ممثلا بالمندوبة الدائمة بالوكالة جان مراد، على المداولات البناءة التي لامست مجالات كانت تعد خطوطا حمراء، وكذلك رحب بالمخرجات التي خلص اليها المؤتمر من أجل صياغة معاهدة مستقبلية كركيزة لإنشاء المنطقة الخالية من الاسلحة المدمرة".

 

غرفة عمليات إسرائيلية أسقطت مُسيّرات "الحزب"... النقاب كُشف عنها

أدهم مناصرة- المدن/20 تشرين الثاني/2022

لم يكن كشف الموقع العبري "واللا" عن الوحدة المسؤولة عن أكثر عمليات الجيش الإسرائيلي سرية، بمثابة سبق صحافي، بقدر ما أنه قرار من المؤسسة الأمنية للنشر عن ماهية الوحدة والتعريف بها ومهامها، ضمن دعاية مطلوب منها أن تحقق "ردعاً نفسياً للعدو القريب والبعيد"، بحجة تطور القدرات الأمنية والعملياتية للأمن الإسرائيلي كدليل على "تفوقه" المزعوم. "حمال مشولافيم" هو الإسم العبري للوحدة، أي "غرفة العمليات المشتركة"، حيث تضم كافة الأذرع الإسرائيلية، وتتمتع بالقدرة على جمع المعلومات، واتخاذ القرار السريع، ثم التنفيذ، ومرورا بالتنبؤ بسيناريوهات ردود الأفعال والاستعداد لها.

الغرفة مُقرّرة ومنفذة أيضاً

وتشكلت الوحدة أو الغرفة لتكون صانعة للقرار ومنفذة أيضاً في آن واحد، وبسرعة فائقة، من دون حاجة إلى اتباع البيروقراطية في اتخاذ القرار العملياتي، حسب ما يقول القائمون على هذه الوحدة. وتضم شخصيات رفيعة من كل الأذرع العسكرية (استخبارات، سلاح جو، بحرية، البر، والمستعربين، والشرطة، وغيرهم)، وغايتها تنفيذ مهام متنوعة ومختلفة ومتباينة، بما يتضمن منح وتقديم حلول ومعالجات عاجلة للمهام، وفق معايير ثلاثة، هي "السرعة والدقة والجودة". وبحسب الموقع العبري، فإن الوحدة تتلقى في اليوم الواحد عشرات الطلبات لتنفيذ مهام سرية أو علنية، وكان من بينها التعامل مع مُسيّرات حزب الله اللبناني التي أطلقها في يوليو/تموز الفائت تجاه حقل "كاريش" الإسرائيلي في البحر المتوسط، ومروراً بعمليات استباقية في الضفة الغربية، وتعقب منفذي العمليات الفلسطينية داخل أراضي48، إضافة إلى عمليات خارجية في سوريا وإيران ومواقع أخرى. وبطريقة لا تخلو من تسلسل درامي سيكولوجي، أجرى موقع "واللا" لقاءات حصرية مع الضباط القائمين على الوحدة السرية "المشتركة"، حيث نقل عنهم قولهم إن الوحدة تتعامل مع كل المهام "المعقدة"، كمطاردة منفذ عملية إطلاق النار في تل أبيب قبل أشهر، واغتيال قادة مجموعة "عرين الأسود" عبر توجيه وحدة المستعربين "الخاصة" إلى قلب البلدة القديمة في نابلس في نابلس، وكذلك تعقب كتيبة جنين، واعتراض مسيّرات حزب الله، وغيرها مما يصفونها بالمهام المعقدة.

نصف عام

ويستذكر أحد الضباط حيثيات اعتراض مسيّرات حزب الله خلال الصيف، إذ يقول إنه تم اتخاذ القرار سريعاً، بموازاة تحديد الإحداثيات التي يمكن التعامل معها من سفينة أو طائرة حربية، ليتم إسقاطها في غضون عشرات الثواني، حسب تعبيره، بالترافق مع تشغيل جميع الأنظمة العسكرية على الأرض وسلاح الجو، استعداداً لأي ردّ محتمل لحزب الله من لبنان عبر تسلل بري لقوة الرضوان، أو قصف صاروخي على العمق الإسرائيلي. وكشف ضباط الوحدة المشتركة أنهم استعدوا ليوم اعتراض مسيّرات حزب الله، قبل نصف عام من ساعة الصفر للتنفيذ، وذلك في أعقاب توجيه أمر من رئيس أركان الجيش إلى قسم العمليات في الهيئة بالاستعداد لوصول الحفار إلى حقل كاريش الكائن في المياه الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وبالتالي للعديد من السيناريوهات. وتابع أحد الضباط الذي لم يتم ذكر اسمه، أن ممثلين من القوات البحرية والجوية والجيش الإسرائيلي وغيرهم اجتمعوا لإجراء مناقشة خاصة في الفرع المتكامل (وحدة العمليات المشتركة)، حول اللغة الموحدة بين الأذرع العسكرية المختلفة في الوحدة، وخاصة في حال وقوع أنواع مختلفة من الهجمات، بما في ذلك اعتراض التهديدات من الجو والبحر. ويقول مسؤول الوحدة إنه في عملية التصدي لمسيّرات حزب الله، تم الاتفاق على أن القوات الجوية ستحمي السماء والبحر، مشيراً إلى أنه لا مجال للأسئلة، فإسقاط مسيّرات حزب الله كان نتاج عملية مدتها ستة أشهر تم خلالها ترتيب الأنظمة، والرسم على الخريطة، وتوزيع المسؤوليات والتفاصيل، والسيناريوهات وردود الأفعال المتوقعة، وسياسة النار والقوة.

ما عمر الغرفة؟

لم يحدد التقرير العمر الدقيق للغرفة المشتركة لكنه يُستشف من السرد أنه تم منحها الموارد والصلاحيات الكبيرة منذ أقل من أربع سنوات، بعد أن تولى أفيف كوخافي رئاسة الأركان واتخاذه قراراً حاسماً في تعزيز قوة الوحدة وصلاحياتها، مع العلم أن العمل على إقامتها بدأ في السنوات الثماني الأخيرة، في محاولة للاستفادة من الأخطاء العملياتية التي وقعت في ساحة غزة وأخرى عابرة للحدود. وادعى ضباط الوحدة المشتركة أنه منذ ذلك الحين "نما نفوذ الجيش، بفضل الغرفة المشتركة، إلى درجة لا يمكن إدراكها"، وبعد عامين من النشاط العملياتي، قرر كوخافي منح قادة الجيش وجنوده جائزة للابتكار، وفق الموقع العبري.

وأشار المتحدثون للموقع العبري إلى آلية اتخاذ القرار في الغرفة المذكورة، قائلين إنه قبل تنفيذ العملية، يتم تحديد السلطات والصلاحيات، وسياسة إطلاق النار، وما هو مسموح به، والهدف المنوي مهاجمته، والأضرار المتوقعة، ووقت العملية. ويقول أحد الضباط: "حكمتنا هي معرفة ما هو مطلوب ومتى". وتابع أحد الضباط السريين: "نحن من القلائل الذين يعلمون ماذا سيحدث ومتى".

معضلة اللغة المشتركة

بدوره، تطرق المدعو "المقدم (م)" إلى التحدي الذي تواجهه الغرفة المشتركة، ألا وهو إيجاد لغة موحدة يفهمها الكم الهائل للأذرع العسكرية المختلفة، بموازاة اتخاذ القرار السريع من تلقاء نفسها، ذلك أن الوحدة لا يمكن لها الاتصال كل ثانية مع هيئة الأركان العامة أو اللواء المسؤول، على ضوء سرعة التحرك في غضون دقيقة لا أكثر، زاعما أنه لا يوجد "خطوط حمراء لدى الوحدة، وإنما التحرك الدقيق والمتكامل". لم ينسَ الموقع العبري أن يتحدث عن دور حاسم للإناث "كمجندات وصاحبات قرار" في هذه الوحدة الإسرائيلية، محاولا تضخيم مهام غرفة العمليات المشتركة، عبر إثارة عنصر الغموض إزاء عملياتها السرية، حينما حرص المتحدثون على الإضاءة على بعض المهام المستمرة ضد إيران وغيرها، ثم القول: "لا يمكن التفصيل أكثر"!

 

الرئاسة معلقة بـ"حوار" برّي و"مفاوضات" حزب الله-باسيل

منير الربيع/المدن/21 تشرين الثاني/2022

يواصل الرئيس نبيه برّي دعواته إلى عقد جلسات انتخابية، على الرغم من النتائج المعروفة سلفاً. يعتبر برّي أنه لا بد من إعطاء المجال أمام عقد هذه الجلسات، طالما أن قوى متعددة لا تزال رافضة للحوار. على الرغم من ذلك، هو لن يتخلى عن فكرة الحوار لكنه ينتظرها أن تتبلور في عقول الجميع، لأن هذا الحوار سيكون السبيل الوحيد للاتفاق أو لتحضير الأرضية لتسوية سياسية في المرحلة المقبلة، إما أن تكون بمخرجات لبنانية أو تكون متلاقية مع جو دولي تشير التقديرات إلى أنه سيبدأ بالتبلور مع مطلع السنة الجديدة. سيستمر برّي بدعواته المتواصلة إلى رأس السنة. وبعدها لا بد من العودة إلى التفكير جدياً بالتشاور بين القوى اللبنانية في حال استمر الخلاف على كلمة "حوار".

مقاومة التطويق

حزب الله أيضاً، ينتظر بروز معطيات جديدة على الساحة كما هو الحال بالنسبة إلى كل القوى. لكن الحزب يرفض أن يتم التعاطي معه بطريقة التصعيد، كما هو الحال بالنسبة إلى نظرته المشتركة مع إيران، بأن هناك محاولات لتطويقهما لدفعهم نحو الذهاب إلى التسوية أو تقديم تنازلات، علماً أن هذا يرتد بشكل عكسي لدى الحزب الذي يواجه التصعيد بتصعيد. لا تخفي المعطيات أن الحزب لا يزال على استعداده للذهاب إلى حوار أو نقاش، أو حتى تفاوض في سبيل الوصول إلى تسوية، لا يكون فيها متمسكاً بأي من خياراته، إنما يكون منفتحاً على كل الخيارات.

الأيام الماضية شهدت بعض التوتر على خطّ العلاقة بين الحزب وجبران باسيل، وذلك لأسباب عديدة، أبرزها خروج باسيل من لقائه مع أمين عام الحزب، والعمل على تسريب مجريات اللقاء وتسريب الجو الذي يفيد بأن اللقاء لم يكن ناجحاً. كما أن باسيل استكمل مساره من فرنسا عبر التصويب على سليمان فرنجية بشكل علني. وهذا ما أزعج الحزب أكثر. وقبل أيام، أبلغ باسيل حزب الله بشكل حاسم ونهائي أنه لن يوافق على ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، علماً ان حزب الله كان لا يزال يسعى إلى دفع باسيل للموافقة على هذا الخيار. وبالتالي، يتمكن الحزب في خوض المعركة بفرنجية. إذ يعتبر أنه حينها سيكون قادراً على إيصاله في حال وفّر له دعماً مسيحياً من قبل التيار الوطني الحرّ. الأسبوع المقبل سيشهد إعادة للتواصل بين باسيل والحزب، ويتم التحضير لعقد لقاء بينه وبين رئيس وحدة الإرتباط والتنسيق، وفيق صفا.

الداخل والخارج

كل ذلك يندرج في خانة تمرير الوقت، بانتظار ما يمكن أن يظهر خارجياً ويؤدي إلى دفع الساحة الداخلية نحو حراك سياسي متجدد وجدّي، يمكن له أن يؤدي إلى تحقيق نتائج. هذا بالأساس ما يركز عليه رئيس مجلس النواب، والذي يعتبر أنه لا بد من حوار داخلي يتقاطع مع التحركات الخارجية، ولا سيما على خطّ فرنسا والمملكة العربية السعودية بشكل يمكن البناء عليه، لتحقيق تقدم في المفاوضات، سعياً للوصول إلى التوافق. يمسك نبيه برّي بخيوط كثيرة يمكنه من خلالها الإنطلاق في مساعيه، على صعيد العلاقات الداخلية بين القوى المختلفة، وثانياً على صعيد العلاقات مع الخارج، ولا سيما مع الدول العربية، من خلال توليه القيام بمسعى توافقي متضمناً الضمانات المطلوبة من الجميع، وتخفيف حدّة التوتر في المواقف.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 20 تشرين الثاني 2022

وطنية/20 تشرين الثاني/2022

 *مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

قطر في عين الكرة الارضية مع افتتاح مونديال 2022 وسط احتفالية مدهشة في حضور امير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني وولي العهد السعودي وملوك وامراء وورؤساء دول وحكومات ووفود رسمية في (استاد البيت) في الخور الذي استضاف ايضا المباراة الاولى  بين صاحب الارض المضيفة المنتخب القطري ونظيره منتخب الاكوادور ومعلوم ان لبنان ممثل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي يرافقه كل من وزيري الشباب والرياضة والسياحة  تلبية للدعوة القطرية، والمشاركة الحضورية في الدوحة استثنائية فهي فرصة للتعايش بين الشعوب خصوصا ان قطر هي اول دولة عربية تحظى باستضافة المونديال منذ نشأته. اما للملايين حول العالم فالمشاهدة هي عبر شاشات التلفزة والمنصات الخاصة. وفي لبنان العد العكسي بدأ ولو تأخر قليلا باحتمال زف بشرى الى اللبنانيين بامكان مشاهدة المباريات عبر الشاشة الوطنية (شاشة تلفزيون لبنان ) والمسألة تتوقف الان على الالية القانونية في المرجع القضائي لدفع المبلغ المتوجب للجانب القطري.

اذا كرة المونديال في الملاعب القطرية ستكون حماسية نارية اما في لبنان فكرة اللعبة الديمقراطية مكربجة فلم يعد لتعداد أيام الشغور الرئاسي فائدة لكون المعطيات المتوافرة تؤشر الى ان الامور ستبقى مجمدة لفترة غير قريبة  في انتطار اي مسعى خارجي للحل في ضوء التعادل السلبي بين مختلف القوى السياسية وعدم قدرة اي فريق منها على حسم الاستحقاق لصالحه. وقد حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي اليوم من الاستخفاف باختيار رئيس الجمهورية المقبل قائلا نحن ننتخب رئيسا لاستعادة الاستقلال. فأي خيار جيد ينقذ لبنان، وأي خيار سيء يدهوره مشيرا الى ان  ذكرى الاستقلال تأتي هذه السنة شاغرة وفارغة هي  من معانيها وأبعادها.

اما  المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فاعتبر ان الحوار هو ملح السياسة مشددا على ان مطبخ انتخاب رئيس الجمهورية هو في مجلس النواب.

البداية من الحدث العالمي الابرز مونديال 2022.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

إبهار، دهشة، متعة بصرية، هذا هو الانطباع الأول عن افتتاح مونديال 2022 في قطر. نجحت أول دولة عربية في تنظيم المونديال على أراضيها، وأعلن أميرها: "استثمرنا للإنسانية جمعاء وأهلا وسهلا بالعالم في دوحة الجميع". وأبعد من الرياضة، نجحت قطر في جمع رؤساء وقادة يشكل جمعهم نجاحا لها: من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اللذين التقيا على هامش الافتتاح برعاية أمير قطر،  إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي حظي بتكريم لافت من أمير قطر حيث جلس إلى يساره، يفصل بينهما رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم. نجحت قطر في التنظيم وفي السياسة لكنها فريقها يبدو انه لن ينجح في مباراة الافتتاح ضد فريق الأكوادور.

في لبنان، ترقب وتوتر من اللبنانيين، هل سيستطيعون مشاهدة المونديال؟ في ظل غياب الجواب، عشاق اللعبة على أعصابهم فيما السلطة التنفيذية تحاول، مع اقرارها بأن العين بصيرة واليد قصيرة، فهل تصل إلى مخرج ما يقدم هدية للبنانيين ليعيشوا في "هدنة رياضية" قرابة الشهر، تبعدهم ولو قليلا عن تشنجات السياسة.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

على مدى شهر كامل بدأ اليوم ، سيرتاح اللبنانيون من السياسة.

ليس لأن الازمة انقضت، ولا لأن مشاكلهم انتهت، او لأن سياسييهم توافقوا على رئيس جمهورية وحكومة وخطة انقاذ بدأوا بتطبيقها جديا، بل لأنهم سينشغلون كما معظم الشعوب في كل انحاء العالم، بمتابعة اخبار مباريات كرة القدم، ضمن كأس العالم 2022، التي تستضيفها قطر.

ولكن، فيما الناس يحاولون الاستمتاع بالشهر الرياضي العالمي، الذي ينتظره الجميع كل اربع سنوات، سيواصل معظم السياسيين خلافاتهم حول الملفات المطروحة. فعلى الخط الرئاسي، ستبقى البقايا السياسية لتجمع 14 آذار السابق على موقفها الداعم لمرشح لن يصل، وسيبقى حزب الله على مطلب انتخاب رئيس تطمئن له المقاومة ولا يطعنها في الظهر. اما الرئيس الميثاقي والاصلاحي المؤمن بعناصر قوة لبنان، فسيبقى بعيد المنال في انتظار مجهول قد يطبخ في مكان من من العالم.

اما على مستوى الفراغ الحكومي الذي تعمده من منعوا تشكيل حكومة جديدة، فلن يطرأ جديد، باستثناء محاولات مرتقبة لابتداع الذرائع واختلاق الحجج، لمحاولة فرض اجتماع لحكومة تصريف الاعمال بشكل يضرب الدستور والميثاق ويعبر عن استفزاز وتحد، اين منه تكرار وليد جنبلاط نكء جراح الحرب. فقبل ايام، تحدث الاخير عن بطولات مزعومة في معركة سوق الغرب التي وقعت في 13 آب 1989، والتي سطر فيها الجيش اللبناني ملحمة بطولية، منعت جيش الوصاية والميليشيات اللبنانية والفلسطينية الدائرة في فلكه، من اقتحام المنطقة الحرة، فسقط له جرحى وشهداء فداء عن لبنان.

وفي الامس القريب، جدد جنبلاط كلامه عن معركة سوق الغرب، في معرض اشادته ببطولات زائفة في ما اعتبره تحرير الجبل عام 1983، فوضع جانبا المصالحة الشهيرة مع البطريرك صفير عام 2001، محورا تاريخ احداث مأساوية، دفع ثمنها كل لبنان، فهجرت الجبل من معظم ابنائه، فيما سقط الباقون شهداء، ينحني الجميع امام تضحياتهم، تماما كما ينحنون امام تضحيات جميع شهداء لبنان من مختلف المناطق والقوى والتوجهات، عسى ان يتعلم الجميع يوما من اخطاء الماضي، كي لا يكرروها لا في الحاضر ولا المستقبل.

يبقى اخيرا مجلس النواب، الذي سيبقى طيلة الشهر ايضا موضع مساءلة من الناس، ريثما ينجح في اقرار القوانين الاصلاحية بشكل لا يؤدي الى افراغها من المضمون، بدءا بقانون الكابيتال كونترول الذي يطرح غدا مجددا على طاولة اللجان.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

بإبهار بصري، وبمشهدية دمجت الحاضر والتراث القطري ومحطات الحدث الكروي، وبرسالة ترحيبية لامير قطر انطلق مونديال الفين واثنين وعشرين. فالشرق الاوسط الذي أريد له منذ عقود أن يكون ميدانا مفتوحا للحروب المتنقلة، وثورات الربيع العربي المزيفة، يستضيف هذا الحدث العالمي غير العنفي لاول مرة في التاريخ. فأعين شعوب الكرة الارضية ستبقى لمدة نحو شهر مسمرة على كرة صغيرة تتقاذفها الارجل لا العقول الخبيثة، فالارض ستشتعل بهجمات وهجمات مضادة تخاض بلا بارود ولا نار. جل ما قد تسفر عنه خدوش ورضوض، لا حصار وتجويع للشعوب كاليمني والسوري واللبناني، أو اقتلاع آخر كالفلسطيني، او اثارة لاعمال الشغب الهدامة كما في ايران.

المونديال الاغلى منذ اقامته في عام الف وتسعمئة وثلاثين، قدرت وكالة بلومبيرغ أنه كلف نحو ثلاثمئة مليار دولار. الحدث المتاح نظريا للغني والفقير، يبحث عمليا معظم اللبنانيين عن سبيل لمشاهدته. حتى الان لم يحسم ان كان تلفزيون لبنان سيُمنح الحق بنقله ليصل الى بيوت غير القادرين على شراء بطاقات اشتراك او ارتياد المقاهي والملاهي. ساعات قليلة وتتضح نتيجة المفاوضات، وهي ان كانت ايجابية قد تشكل فسحة يتنفس فيها اللبنانيون هواء لا تلوثه همومهم المعيشية، ولا نكد المسؤولين السياسيين طوال عمر مونديال قطر الذي يفوقه المونديال الرئاسي اللبناني زمنا.

ستة أسابيع حتى الان ، ولم يُفلح النواب في اختيار رئيس للبلاد. خميس بعد خميس يمتد المونديال أو بالاصح المارتون الرئاسي وخط النهاية لم يتضح بعد. خط لم يمكن بلوغه دون الاتفاق على رئيس توافقي، حزب الله ومن موقع الحريص على البلد يطالب برئيس يحافظ على الوفاق الوطني، لا رئيسا يتآمر على المقاومة، ويجر البلد الى الفتنة، والفتنة خط احمر، يقول عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قامت الحرب العالمية بروحها الرياضية والعالم وقف على رجليه، معلنا التعبئة الشاملة على قدم وساق ومن يضرم الحروب على مستوى الكرة الأرضية سيخضع بملء إرادته للكرة المستديرة ويرتضي بنتائجها وأهدافها التي انطلقت اليوم من شباك قطر الدولة المضيفة وفي احتفال مرقط بالتقاليد العربية، تحولت العاصمة القطرية إلى دوحة تتسع للكون الآتي لاعبا ومشجعا وكأنها أعلنت اليوم فقط أنها فكت عنها كل حصار رافعة كأس النصر على كل حرب قامت ضدها وقدمت قطر ميزانية تطوف عليها اقتصاديات دول لتسجل الهدف في مرمى المراهنين وتمكنت بتاريخ العشرين من أكتوبر ألفين واثنين وعشرين من قطف الهدف الذهبي على مستوى التنظيم خسرت في أولى المباريات وربحت في ترتيب "البيت" العربي والعالمي فحضر إلى ملاعبها خصوم في اللعبة السياسية وهدافون في مرمى المواجهة الميدانية.

وسجلت الكاميرا الرياضية لقاء للمرة الأولى منذ سنوات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، برعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "وأرحبوا" بمعارك ترك فيها إردوغان "مخالب سيوفه" في شمال سوريا ليكون شاهدا على قمة كروية أكثر لهيبا في العالم وبفريق إيراني يخوض أشرس معاركه ضد التظاهرات في الداخل والعقوبات في الخارج ليفرش سجاده على مباريات لا تحتمل المسيرات. وفي بلاد عائمة على الغاز تتنحى صراعات "أوبك بلاس" التي أحرقت أهداف أميركا وأوروبا ويحضر الخليج وولي العهد السعودي محمد بن سلمان من دون وعود بعقود آجلة للأميركيين الذين يجلسون لاعبين ومتفرجين في آن وينجح "العنابي" في جمع كل هذه الصراعات السياسية الاقتصادية، ويلعبها بروح رياضية مؤسسا لعالم يصفق على الهدف و"اللعب الحلو" ويبكي على ضياع الفرص ويحجز لبنان مقعدا له في مقاعد البكاء على الأهداف حيث مشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بين صناع القرارات، من الرأس إلى القدم هي مشاركة فخرية ولم يتمكن ميقاتي مع وزير الإعلام زياد مكاري من منح اللبنانيين هدية المونديال عبر المشاهدة المجانية من خلال التلفزيون الرسمي فميقاتي يحضر مصفقا على المدارج في قطر لكنه محليا لا يستطيع الإنقاذ الكروي وهو في وضعية: "لا من إيدو ولا من إجرو" وينسحب هذا الواقع على سلسلة ملفات عالقة في الشباك الحكومي، وأولها خطة الكهرباء وبما أن السياسة في إجازة، وفي تصرف كرة القدم فالبداية من الملاعب.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

إعتبارًا من اليوم وعلى مسافة شهر تقريبـًا/ ستكون الكلمة للأقدام في قطر ولأصدائها المترددة في أربع رياح الأرض. فلا صوت يعلو صوت مونديال 2022 الذي ضبط العالمُ ساعته على عقاربه، وكل ما عدا ذلك تفاصيل.

الجميع يتسمـَّرُ أمام الشاشات مستمتعًا بالافتتاح الأسطوري وبمجريات لعبة الشعوب، الا اللبنانيين الذين كـُتب عليهم ان يكون لهم (قرص بكل عرس).

فهم مـَنـُّوا النفس بأن يشاهدوا المباريات على شاشة تلفزيونهم الرسمي، لكن أملهم خاب بعد فشل لبنان في تلبية متطلبات هذه الخطوة خلال مفاوضاته مع الجانب القطري والشركة الناقلة للمونديال.

وفي آخر المعلومات بهذا الخصوص أن الجانب القطري وافق على توقيع العقد مع لبنان بما فيه آلية دفع المبلغ المتوجب عليه ومقداره ما بين أربعة وخمسة ملايين دولار، إلا أن العائق هو قانوني إذ إن الأمر يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء وإلى آلية قانونية معقدة.

ونتيجة ذلك، لن ينقل تلفزيون لبنان المباراة الافتتاحية اليوم... أما بقية فعاليات المونديال فباتت بحاجة إلى معجزة لبنانية!!.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "ام تي في"

بدءا من اليوم، الكرة الارضية تلهث وراء كرة القدم. بطولة العالم 2022 افتتحت في قطر، ومعها بدأ عهد جديد في عالم كرة القدم. اذ للمرة الاولى في تاريخ الكأس تستضيف دولة ٌ عربية البطولة. انه انجاز تاريخي غير مسبوق يسجَل لقطر وللعالم العربي اجمع. وهي لحظة لم تحصل منذ عام 1930، تاريخ اول بطولة عالمية لكرة القدم. حفل الافتتاح كان مميزا ولافتا، وتضمن سبع فقرات ، احياها فنانون من كل انحاء العالم. وقد مزج هؤلاء بين العادات والتقاليد العربية القطرية، وبين مظاهر الثقافة العالمية. في المضمون حمل الافتتاح رسالة كبرى تخطت السياسة الى ما هو ابعد. ففكرة الحفل تمحورت بشكل اساسي حول التقارب بين الشعوب البشرية، واهمية تخطي الاختلافات العرقية والطبقية والطائفية، وصولا الى عالم واحد، هو عالم الاخاء والانسانية.

هكذا يتحول العالم قرابة شهر قبيلة واحدة، تجتمع تحت خيمة واحدة عنوانها : قطر. فهنيئا للعالم العربي بهذا الانجاز، لانه يثبت مرة جديدة البعد الحضاري والثقافي للعروبة، ويؤكد مرة جديدة ان العرب هم ايضا رسل سلام ومحبة وإخاء. اما الى الدولة المضيفة فكلمة واحدة: شكرا قطر

مقابل العرس الكروي في قطر، انتظار ثقيل في لبنان لما يمكن ان تؤولَ اليه المفاوضات الجارية لنقل المباريات عبر تلفزيون لبنان. ووفق المعلومات فان المفاوضات انتهت مع قطر ومع الشركة الموزعة في لبنان ، وحُدد المبلغ المطلوب، وصار العقد جاهزا للتوقيع. لكن ثمة عقبات لا تزال كامنة، ناتجة في معظمها من عدم وجود حكومة تجتمع لتقرر صرف المبلغ المطلوب، ولاسيما ان الالية القانونية للصرف صارت اكثر صعوبة بعد اقرار قانون الشراء العام . فهل يتم تجاوز هذه العقبة بشكل أو بأخر، او محكوم على اللبنانيين ان يدفعوا ثمنَ الشغور الرئاسي وتصريف الاعمال الحكومي حتى رياضيا، فلا يشاركون اربعة مليارات نسمة في العالم، متعة متابعة مباريات كأس العالم؟

سياسيا، الرئاسة المعلقة شكلت اليوم ايضا الموضوع الاساسي في عظة البطريرك الراعي . سيد بكركي جدد توصيفَه جلسات مجلس النواب بالمسرحية الهزلية، وانطلق منه ليحمِّلَ النواب مسؤوليةَ خراب الدولة وتفكيكِها وافقار شعبها اذا ما واصلوا استخفافَهم بانتخاب رئيس في أدق الظروف واصعبِها. توازيا، وفي حديث للـ "ام تي في" اعلن الوزير السابق وئام وهاب ان البلد اضحى امام ثلاثة خيارات: اما قبول جبران باسيل بانتخاب سليمان فرنجية، او اعلان فرنجية رفضه

الترشح، او انتخاب قائد الجيش جوزف عون، باتفاق اميركي- ايراني عبر الفرنسيين. وقد ارفق وهاب تحليلَه هذا بتأكيده ان خطوطَ التواصل فُتحت بين قائد الجيش وحزبِ الله ، كاشفا عن اجتماع انعقد في هذا الاطار. فهل يصل قائدُ الجيش الى بعبدا نتيجة توافق ايراني - اميركي- سعودي- فرنسي ، فيخرج لبنان من عزلته العربية والدولية، وتنفتح امام البلد آفاقٍ جديدة مغايرة ؟

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

بالاسماء- هؤلاء فازوا بعضوية “نقابة محامي بيروت”

صحف/20 تشرين الثاني/2022

فاز كلّ من المحامين سعد الخطيب ومايا الزغريني وجورج يزبك وميسم يونس بعضوية مجلس نقابة محامي بيروت.

 

الرياض وباريس ترفضان رئيساً قريباً من “الحزب

السياسة الكويتية/20 تشرين الثاني/2022

في حين ما زال يتفاعل وبقوة التسريب الصوتي لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي استهدف فيه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، على قاعدة “علي وعلى أعدائي”، وفي ظل التباعد المستمر بين باسيل وحليفه “حزب الله”، وإزاء استمرار تعثر عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اصبح لبنان مطالبا من المجتمع الدولي بإنجاز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن. وعلمت “السياسة” الكويتية من أوساط دبلوماسية عربية في بيروت، أن الحراك السعودي الفرنسي الناشط، يركز على ضرورة انتخاب رئيس توافقي لديه القدرة على جمع اللبنانيين، وتخفيف معاناتهم وإخراجهم من النفق، بعدما تبين له أن هناك استحالة في أن يفرض أحد الفرقاء رئيساً للجمهورية من طرفه، وهذا ما زاد المجتمع الدولي قناعة بأنه، لا يمكن في المقابل وجود رئيس من جانب قوى الثامن من آذار التي تتحمل مسؤولية أساسية في وصول الوضع إلى ما وصل إليه الآن، من انهيارات على مختلف الأصعدة.

وأشارت المعلومات، إلى أن السفير السعودي وليد بخاري والسفيرة الفرنسية آن غريو، سيعملان بعد عودتهما إلى بيروت، على إبلاغ المسؤولين، بهذه الرسالة الدولية العاجلة، من أجل الإسراع في التوافق على شخصية وسطية، مدعومة بغطاء إقليمي دولي، على أن يحظى بمباركة من جانب بكركي التي أكد “سيدها” البطريرك بشارة الراعي أنه يؤيد انتخاب رئيس توافقي، وإنما بشروط، أهما ألا يتولى إدارة الأزمة، وإنما يكون قادراً على تحقيق مصلحة لبنان وشعبه بالدرجة الأولى، وهذا الأمر أكد عليه أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يرى مجالاً لانتخاب رئيس للجمهورية، إلا بالتوافق. وتقول أوساط نيابية بارزة لـ”السياسة”، إن “لبنان محكوم بالتوافق، ولذلك يستبعد أن يكسر أحد الفرقاء الفريق الآخر، وينجح في إيصال مرشحه، وبالتالي فإنه لن ينتخب ولو طال الشغور، إلا رئيس توافقي ووفاقي، ولا يظهر فريق من الفرقاء في موقع المهزوم، ما يعني استبعاد فرنجية وباسيل، وهذا قد يرفع أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يحظى بدعم سياسي وشعبي كبير، اضافة إلى أنه محط تقدير واحترام العواصم العربية والغربية، وتربطه علاقات وطيدة بالأميركيين. ورجحت المصادر أن الرئيس بري، وبدعم من بكركي، بصدد عقد سلسلة مشاورات مع القوى السياسية، في إطار تعبيد الطريق أمام انتخاب الرئيس في أسرع وقت، لأن إطالة أمد الشغور، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة على مختلف الأصعدة، بعدما وصلت حالة الاهتراء في البلد إلى مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها على مستقبله السياسي والاقتصادي، وفي ظل تحذيرات دولية من مغبة الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع لبنان على سكة التعافي.

 

انتخاب الرئيس.. هدية السنة الجديدة؟

جريدة الأنباء الإلكترونية/20 تشرين الثاني/2022:

لم تستبعد أوساط عين التينة تجديد رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة للحوار، لكن سيبقى هذا الأمر متوقفاً على مدى استعداد الكتل النيابية التجاوب مع هذه الدعودة، وخاصة الكتل المسيحية التي أعلنت رفضها للحوار. وأشارت الأوساط عبر “الأنباء” الإلكترونية الى “إمكانية تجديد الدعوة للحوار قبل عيدي الميلاد ورأس السنة، وهذا ما يعمل عليه بري في اتصالاته اليومية، فإذا توفرت النيات الطيبة يكون انتخاب رئيس الجمهورية هدية اللبنانيين في السنة الجديدة”.

 

باسيل استدرج فرنجية إلى الفخ

 ليبانون ديبايت/الاحد 20 تشرين الثاني 2022

توقفت مصادر مطلعة عند محاولات رئيس "التيّار الوطني الحر" جبران باسيل، منذ أشهرٍ، إستفزاز رئيس تيّار "المرده" سليمان فرنجية، ودفعه إلى الردّ عليه والدخول معه في سجال إعلامي، بغية تعميق هوّة الخلاف معه، وهذا ما تجنّبه فرنجية الذي تصرّف بحكمة ورويّة. إلاّ أن صبر نجل فرنجية، قد نفد، ما دفعه إلى الردّ على تسريب باسيل من العاصمة الفرنسية، ما اعتبرته المصادر، إنتصاراً لباسيل، الذي يريد المزيد من الأوراق في مقابل رفعه البطاقة الحمراء الرئاسية. وجاءت المقابلة الصحافية أمس السبت لفرنجية، في سياق محاولةٍ لإعادة الأمور إلى نصابها، واحتواء ذيول ردّ نجله، وتفويت الفرصة على المصطادين في الماء العكر بين ميرنا الشالوحي وبنشعي. وسُجّلت في الساعات الأخيرة، حملة تقوم بها حسابات على مواقع التواصل الإجتماعي، تعود للجيش الإلكتروني "التيّار الوطني الحر"، تكيل الإتهامات والشتائم لفرنجية.

 

المرشّح الوحيد والنهائي... قُضِيَ الأمر

 ليبانون ديبايت/الاحد 20 تشرين الثاني 2022

رغم "الفيتو" الذي حاول رئيس "التيّار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، رفعه بوجه رئيس تيّار "المرده" سليمان فرنجية، والذي أتى على غرار الرفض المطلق للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، لترشيح قائد الجيش جوزيف عون، فإن مصادر واسعة الإطلاع، كشفت أنّ الحزب أبلغ من يعنيه الأمر قبل التسريب الشهير من العاصمة الفرنسية، وعلى رأسهم باسيل، أن مرشحه الوحيد هو فرنجية، على غرار ترشيح العماد ميشال عون عام 2016، ولم يطرأ أي تعديل على موقف الحزب، الذي يزيّن قراراته ويتّخذها بعد دراسة معمقة، ولا يتراجع أمام تصريحٍ من هنا أو تسريبٍ من هنالك. وأضافت المصادر، أن ترشيح فرنجية قائمٌ وجدّي، وكلّ محاولات باسيل لنقل الخلاف من المجالس المُغلقة إلى وسائل الإعلام، هي لـ "تصعيب" مهمة الحزب في الوصول إلى خواتيم سعيدة لترشيح فرنجية، ولكنها لا تلغي بأي شكلٍ من الأشكال، أن ترشيح فرنجية قائمٌ ومستمر. ونبّهت المصادر إلى أن باسيل، يحرق مراكبه مع حلفائه وليس مع خصومه، وسيرتّب ذلك تداعيات جوهرية على "التيّار الوطني الحر"، الذي يمتلك حتى الآن ضمانة "حزب الله"، بعدم التشفّي منه بعد السنوات الستّ العجاف، وملاحقته إدارياً وأمنياً وقضائياً من قبل خصومه في عهد فرنجية إذا حالفه الحظ بالوصول الى بعبدا، ولكن هذه الضمانة، لا يمكن للحزب تأكيدها مع أي مرشح آخر غير فرنجية. وختمت المصادر بالتأكيد أن أي لقاء بين العماد ميشال عون والسيد حسن نصرالله بعد غياب ستّ سنوات بسبب الوضع الأمني لنصرالله والبرتوكولي لعون، سيعيد الأمور إلى نصابها ويحكّم العقل في أمور الرئاسة، خصوصاً وأن العلاقة الشخصية بين عون ونصرالله منذ الـ 2006 هي أساس تحالف الحزبين وركيزة استمراريته.

 

“حرب إلغاء” رئاسيّة من باسيل ضدّ فرنجية تُربك الحلفاء

الراي الكويتية/20 تشرين الثاني/2022

طَغَتْ «قَرْقَعَةُ» ما بدا أنها «حرب إلغاءٍ» رئاسية يشنّها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ضدّ المرشّح غير المعلَن لـ «حزب الله» رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، على الأسبوع الثالث من الشغور الرئاسي المحكوم حتى الساعة بمناوراتٍ و«أفخاخ» داخل «المعسكر الواحد» كما بين «شطريْ» الانقسامِ السياسي (الموالاة والمعارضة) اللذين يديران هذا الاستحقاق بخلفياتِ كل الصراع الذي انفجر في لبنان و«به» منذ العام 2005 وحتى اليوم. وجاء التركيزُ «العالي الدقة» على اندفاعةِ باسيل بوجه فرنجية وتشظياتها التي أصابتْ شريكَ «حزب الله» في الثنائية الشيعية رئيس البرلمان نبيه بري، عبر ارتكازِ حيثيات رفْضه وصول زعيم «المردة» إلى قصر بعبدا، على منْع تكرار «ترويكا» التسعينات الرئاسية، ليعكس بُعديْن في «انتفاضة» رئيس التيار الحر:

* الأول تسليمٌ من غالبية الأطراف في الداخل، ولو في «لا وعي» بعضهم، بأن القفلَ والمفتاح في الملف الرئاسي يبقى فريق الموالاة الذي يشكل «حزب الله» رافعتَه الرئيسية، وأن أي تفاهم داخل هذا الفريق على مرشح واحد سيكون كفيلاً بـ «جذْبِ» ما يكفي من أصوات لإكمال نصاب انتخابه، السياسي والعدَدي، في ضوء قدرة الحزب على «قوْلبة» أهدافه «النهائية» وتقديمها تارةً في شكلٍ مباشر وطوراً بما يوصل إليها ولو من «أبواب خلفية».

* والثاني أن اعتمادَ باسيل «الأرض المحروقة» في العلاقة مع فرنجية – المرشح، يؤشر إلى حجم التعقيدات المتشابكة التي تعترض الانتخابات الرئاسية وإلى أن بلوغ تَفاهُمٍ، أولاً داخل كل ائتلاف سياسي ثم «عابِر» للاصطفافاتِ على جبهة الموالاة – المعارضة ما زال دونه مسار شائك من «عض الأصابع» وعدّ جلسات الـ لا انتخاب وربما «الكمائن»، وهو ما يدور على «مسرح عمليات» أوّله محلي وآخِره إقليمي – دولي لم تتبلور تقاطعاتُه بعد. وإذ كان باسيل أكملَ في تصريحاتٍ من فرنسا (عاد منها الى بيروت) الهجومَ على فرنجية، على قاعدة أنه لا يصلح للرئاسة، ملمِّحاً لإمكان عودته عن قراره بعدم الترشح «إذ لن أقبل أن يكون لديّ رئيس سيئ، وفي هذه الحالة بالطبع سأترشّح»، موجهاً في الوقت نفسه رسالة إلى «حزب الله» مفادها «لا أتفق معه أنّ حماية المقاومة وسلاحها هو الهّم الوحيد الآن، لكنني أتفهم مخاوف الحزب وأتفهم بالمقابل مخاوف الطرف الآخر المناهض له»، لم يكن عابراً كشْفٌ «متعمَّد» لزيارةٍ سرية قام بها رئيس «التيار الحر» لبري قبل توجّهه إلى باريس ساعياً لعقد اتفاقٍ منفرد معه على شخصيةٍ للرئاسة يصار إلى ما يشبه تحويلها «أمراً واقعاً» على «حزب الله».

وسط هذه المناخات، علمت «الراي» ان «حزب الله»، الذي أبلغ إلى باسيل أنه سيمضي قدماً في دعم ترشيح فرنجية وتقديم أي تسهيلاتٍ من شأنها تعريض قاعدة التوافق على انتخابه، بَعَثَ إلى رئيس «التيار الحر» ما يكفي من إشاراتٍ لا لبْسَ فيها إلى أن الحزب الحريص على صون التحالف السياسي معه لن يدعم ترشّحه – أي باسيل – في أي حال من الأحوال.

وقالت أوساطٌ واسعة الاطلاع لـ «الراي»، إن «حزب الله» الشديد الانزعاج من تَعَمُّدِ باسيل تسريب ما يوحي بأنها مضامين الحوار مع قيادة الحزب، يرى أن اندفاعةَ رئيس «التيار الحر» وهجماته العشوائية مردُّها إلى رغبته غير المكتومة بتهيئة الظروف لترشُّحه إلى الرئاسة، مع ما يفترضه ذلك من إطالة أمد الشغور والعمل على إبعاد مَن هم الأوفر حظاً.

ورأت أن محاولةَ باسيل إحراج «حزب الله» لن تُجْدي. ففي محاولته الهروب إلى الأمام، بدا وكأنه يجازف بـ «خطوط الرجعة»، وتالياً فإن لقاءه السري بالرئيس بري – حليف «البيت الواحد» مع «حزب الله» – وتسريباته المتعمَّدة من باريس أفضتْ إلى تَفاهُمٍ بين بري والحزب على «لا» حاسمة لباسيل في ترشُّحه المفترَض للرئاسة. وكشفتْ دوائر لصيقة بملف الإنتخابات الرئاسية أنه غداة تسريباتِ باسيل وتصريحاته من العاصمة الفرنسية قرّر داعمو فرنجية السير بخطواتٍ عدة أهمها:

– الانفتاحُ على إرساء معادلةِ فرنجية رئيساً للجمهورية والقاضي نواف سلام، أو شخصية أخرى مِن الاصطفاف نفسه، رئيساً للحكومة على النحو الذي من شأنه تحقيق تَوافُقٍ لبناني – خارجي على إنجاز الإستحقاق.

– السعي، من خلال دورٍ يضطلع به بري، إلى سبر أغوار الموقف الخليجي من الانتخابات الرئاسية، وهو الموقف الأقرب إلى «إعلان مبادئ»، وكأنه يُراد استدراج العواصم العربية ولا سيما الخليجية للانخراط في لعبة المساومات الداخلية وبازار الأسماء خدمةً لهذا المرشح أو ذاك.

– نصائح ربما بلغت مسامع فرنجية بفتْح قنوات الاتصال بحزب «القوات اللبنانية» لضمان مشاركة تكتله النيابي في أي جلسةِ انتخابٍ يمكن أن يُكتب فيها الحظ لزعيم «تيار المردة»، أقلّه عبر التصويت بورقة بيضاء ما يُسْقِطُ ذريعةَ «المقاطعة المسيحية» لجلسة انتخاب فرنجية.

وأبلغت هذه الدوائر، «الراي»، ان «حزب الله» الذي يدعم ترشُّح فرنجية من الخلف، مُنْفَتِحٌ على التوافق على أي اسم آخَر يمكن أن يحظى بمروحة واسعة من التأييد الداخلي والدعم الخارجي الدولي والعربي، فهو يرغب بتأمين مناخٍ يتيح انخراطاً دولياً – خليجياً في عمليةِ النهوض بلبنان، بعدما خلص إلى الاطمئنان لنفوذه الراسخ، وإلى الاقتناع أن ما من أحد يحمي سلاحَه إلا… سلاحه.

في هذا الوقت، استوقف أوساطاً سياسية، تكثيف باريس تَواصُلها القيادي مع السعودية متابعةً للملف اللبناني، وفي إطار محاولةِ تأمين ظروفٍ مؤاتية لإتمام الاستحقاق الرئاسي بما يضمن أن يشكّل قفزةً في واقع «بلاد الأرز» يسرّع خروجها من الحفرة المالية السحيقة لا أن يكون تمديداً للأزمة ذات «الجذور» السياسية المتصلة بالتموْضع الاستراتيجي لبيروت وأدوار «حزب الله» في الاقليم.

وفي هذا الإطار، التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بانكوك، ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، حيث «بحث الجانبان الوضع في لبنان والحرب في أوكرانيا». وبحسب الرئاسة الفرنسية، دعا ماكرون الى «انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في أقرب وقت»، هو الذي كان توافق مع محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي قبل أسبوع، على «تعزيز تعاونهما لتلبية الحاجات الإنسانية للبنان».

وعلى مشارف دخول الشغور الرئاسي أسبوعه الرابع، تتزايد المخاوفُ الأمنية ولا سيما في ضوء إعلان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أنّه «تم اكتشاف 8 خلايا إرهابية، كانت تخطط لعمليات على الأراضي اللبنانية كافة»، مشيراً عبر قناة «الحدث» إلى أنه «يجب أن نكون حذرين من عودة العمليات الإرهابية»، ومؤكداً ان «لا دلالات على اغتيالات وأن أجهزتنا الأمنية لديها الوعي الكافي رغم ظروفنا».

 

ترسيم الحدود مع قبرص وسوريا غير سالك

 صحيفة الراي الكويتية/20 تشرين الثاني/2022

لا يُخفى على أحد أنّ ترسيم الحدود البحرية مع قبرص وسوريا ستكون أسهل من الترسيم الذي حصل مع العدو الإسرائيلي واستلزم سنوات الى أن جرى التوصّل الى توقيع الاتفاقية في 27 تشرين الأول الفائت برعاية أممية ووساطة أميركية. غير أنّه لن يتمّ في الوقت نفسه بالسهولة التي يعتقدها البعض خصوصاً في ظلّ الشغور الرئاسي الذي تشهده البلاد منذ 3 أسابيع، وفي ظلّ عدم وضوح العلاقة السياسية مع سوريا منذ بداية الأزمة فيها في آذار من العام 2011 وتعليق عضويتها في جامعة الدول العربية في تشرين الثاني من العام نفسه. فهل يمكن إجراء المفاوضات وإنجاز الاتفاقية بين الأطراف الثلاثة من دون الحاجة الى وسيط، على ما يُفترض، بين دول صديقة؟! ترى أوساط ديبلوماسية عليمة بأنّ حكومة تصريف الأعمال الحالية لا تبدو مستعجلة لتوقيع اتفاق الترسيم مع قبرص لتصحيح خط الحدود البحري من 1 الى 23، كونه يتطلّب حُكماً التوافق مع سوريا لا سيما على النقطة 7 شمالاً التي تعني الأطراف الثلاثة. وإذا كانت قبرص مستعدّة لمناقشة المستجدّات مع لبنان لا سيما بعد توقيعه اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع الجانب الإسرائيلي بوساطة أميركية كونها منخرطة في إنتاج النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط التي تحوّلت الى وجهة جديدة للدول الأوروبية لتأمين هاتين المادتين لشعوبها، غير أنّ سوريا ليست كذلك، على ما يبدو، كونها منشغلة بشؤونها الداخلية، ولديها بعض التحفّظات التقنية والسياسية تجاه لبنان. ولهذا جرى تأجيل موعد اجتماع الوفدين اللبناني والسوري للبحث في مسألة الترسيم الذي كان مقرّراً في 26 تشرين الأول الفائت أي قبل يوم من توقيع اتفاقية الترسيم مع إسرائيل.

واستبعدت بالتالي التوصّل الى اتفاق سريع بين الاطراف الثلاثة من دون عقد إجتماعات ثلاثية وتكثيفها كون الإتفاقية تتطلّب الخوض في الكثير من الأمور الفنية والتقنية، قبل الحديث في السياسة وفي نتائج هذه الاتفاقية على كلّ من الدول المعنية. ففرصة التسوية بينها لم تنضج بعد، ما يجعل المسألة تتأجّل الى ما بعد انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تعمل على وضع بيانها الوزاري، وتبدأ بالعمل على أساسه في كلّ العناوين المعلّقة والتي تحتاج الى حلول جذرية.

وتساءلت الأوساط نفسها إذا ما كانت مسألة تحريك المفاوضات بين الأطراف الثلاثة تتطلّب تدخّل وسيط ما، قد يكون روسيا أو أي دولة فاعلة أخرى في المنطقة، سيما وأنّ روسيا أعربت عن جهوزيتها للتدخّل والمساعدة للتوصّل الى حلّ للنزاع الحدودي، رغم أنّ هناك معالم حدودية واضحة وفقاً للقانون الدولي، على عكس ما كان في الجنوب، مع “الإسرائيلي”. ولكن هل تريد روسيا فعلاً الخوض في هذه الوساطة، بعد أن بدأت بسحب يدها من لبنان شيئاً فشيئاً من لبنان، مع “سيطرة” الولايات المتحدة على بعض المفاصل الداخلية، وإن كانت لا تزال موجودة بقوّة في سوريا؟!

وعقّبت الأوساط، بأنّ خير دليل على ذلك هو إنسحاب شركة “نوفاتيك” الروسية، صاحب الحقّ غير المشغّل، في آب الفائت أي قبل نحو شهرين من توقيع إتفاقية الترسيم مع إسرائيل، من “كونسورتيوم” الشركات الذي لزّمته الحكومة اللبنانية أعمال الإستكشاف والإنتاج في البلوكين 4 و9 في المياه البحرية اللبنانية، في العام 2017. وأبلغت السلطات اللبنانية “نوفاتيك” لاحقاً بأنّها استحوذت على حصّتها في الاتفاقيتين المعقودتين مع التحالف والبالغة 20%، بعد تنفيذ أحكام التنازل الجبري المنصوص عليها في المادة 36.2 منهما. فيما تمتلك كلّ من “توتال” الفرنسية، و”إيني” الإيطالية 40% بعيداً عن النسبة الروسية التي نالتها الحكومة اللبنانية. وقد جرى تكليف هيئة إدارة قطاع البترول بـ “إدارة نسبة مشاركة الدولة في كلّ من الاتفاقيتين والعمل مع صاحبي الحقّ الآخرين أي “توتال” و”إيني” بعد إنفاذ التنازل الجبري على بحث الترتيبات المالية والتشغيلية العائدة لتنفيذ الأنشطة البترولية في الرقعتين 4 و9.

وفيما يتعلّق بألأسباب التي أدّت الى انسحاب “نوفاتيك”، أشارت الأوساط عينها الى أنّ الشركة الروسية عزت اتخاذها هذا القرار الى الأوضاع في روسيا في أعقاب العقوبات الأميركية عليها. ولا يُعرف إذا ما كانت واشنطن قد ضغطت على روسيا للإنسحاب من “نفط شرقي البحر الأبيض المتوسّط”، لا سيما بعد حربها على أوكرانيا، ووقف تصديرها النفط والغاز الى الدول الأوروبية. ولهذا قد يكون من الصعب على روسيا حالياً أن تكون وسيطاً بين لبنان وسوريا وقبرص لإنجاز اتفاقية الترسيم بين الأطراف الثلاثة، او أن تتدخّل في ملف إعادة النازحين السوريين الى بلادهم، على ما فعلت منذ سنوات من خلال المبادرة الروسية بشأن إعادتهم الى مناطقهم في سوريا، من دون أن تلقى أي تجاوب لا من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان، ولا من المجتمع الدولي تجاه مبادرتها هذه. وقد عملت على تحقيق عودة لأكثر من 270 ألف نازح سوري بالتعاون والتنسيق مع مدير عام الأمن العام اللواء ابراهيم عبّاس الذي نظّم 18 حملة “عودة طوعية” منذ منتصف أواخر العام 2017، كما جرى تسهيل عودة السوريين عبر المراكز والمعابر الحدودية وتسوية أوضاعهم… إلّا أنّ عدد النازحين السوريين في لبنان لا يزال حتى الآن مليونين و80 ألفاً رغم الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية غير المسبوقة التي تمرّ بها البلاد.

وذكرت الأوساط بأنّه لا بدّ من انتظار نضوج التسوية الإقليمية والدولية وانعكاسها على الوضع في سوريا، كما في لبنان. عندئذ تتوضح الصورة أكثر بالنسبة الى التعاطي السياسي بين البلدين وعلى أي قاعدة، لا سيما بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة الجديدة التي ستُحدّد سياستها الخارجية مع جميع الدول. علماً بأنّ اللجنة المعنية بعملية ترسيم الحدود البحرية مع قبرص وسوريا يرأسها حالياً وزير الأشغال العامّة والنقل علي حميّة في حكومة تصريف الأعمال، الذي وعد بعقد الإجتماعات لمقاربة الأمور بشكل هادىء مع كلّ من قبرص وسوريا ولمصلحة جميع البلدان وفق القوانين العالمية ووفق القانون اللبناني، وأنّه لن يتسرّع في هذا الموضوع، بل سيأخذ الوقت الكافي للقيام بقراءة عملية ترضي كلّ الأطراف. وقد عقد اجتماعاً مع الوفد القبرصي غير أنّ الإجتماع مع الوفد السوري تأجّل في اللحظة الأخيرة.

أمّا المنطقة البحرية المتنازع عليها مع سوريا فتتخطى مساحتها الـ 900 كلم2، على ما تفيد المعلومات، ومن شأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وسوريا أن يؤثّر في الإحداثيات التي على أساسها سيجري ترسيم الحدود مع قبرص. ولهذا لا بدّ من الاتفاق مع سوريا كمدخل اساسي للتوصّل الى اتفاق مع قبرص. ويعود الخلاف بشأن المساحة الواقعة عند الحدود الشمالية للبنان إلى العام 2011، حيث اعتمد كلّ طرف خطّاً حدودياً مختلفاً عن الآخر، وهما خطّان متداخلان بينهما، الأمر الذي شكّل منطقة متنازعا عليها. وأثير الخلاف مجدداً في العام 2021، بعد أن منحت دمشق ترخيصاً لشركة طاقة روسية لبدء عمليات التنقيب في تلك المنطقة، في وقتٍ يتطلّع فيه لبنان حالياً إلى الإستفادة من ثروته النفطية كاملةً في البحر المتوسط لتحسين وضعه الاقتصادي والمالي المنهار.

 

باسيل من كفيفان: لدينا مجال تنافسي كبير جدًا

صحف/الاحد 20 تشرين الثاني 2022 

شدّد رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، اليوم الأحد, خلال اللقاء في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان، على "أهمية دعم القطاع الزراعي الذي يثبتنا في ارضنا". وأضاف أنَّه, "لدينا مجال تنافسي كبير جدًا من قطاعات أخرى يدخل فيه لبنان ويتميز فيه عن غيره، منطقة كمنطقة البترون تشهد تطورًا ملحوظا للقطاع السياحي خصوصا على مستوى السياحة الدينية، واليوم نستطيع أن نضيف عليها في الصناعة الغذائية، وهي جزء من السياحة". واعتبر باسيل أنَّ, "الأهم اليوم هو تشجيع التصدير من خلال التعاون بين المنتجين والمفاتيح الكبرى في الخارج من سفراء وقناصل فخريين وملحقين اقتصاديين واللبنانيين الناجحين القادرين على تسويق المنتجات الغذائية في سبيل تعزيز التصدير، وهذا ما نحن بصدد التحضير له للربط بين لبنان والخارج ما يدخلنا في آفاق جديدة". لفت المدير العام في وزارة الزراعة لويس لحود، إلى التعاون القائم بين الوزارات، وأكّد أنَّ, "العمل على تعميمه في كل المناطق اللبنانية، لأن تجربة البترون كانت ناجحة من خلال مشاركة 11 قطاعًا، على أمل أن نجمع كل القطاعات ضمن إطار واحد وخطة واحدة في موضوع التصدير". وأشار إلى أنَّ, "اليوم في البترون 10 خمارات نبيذ، ونحن بانتظار أن يرتفع العدد الى 15، ومعا سنعمل للبحث عن أسواق جديدة، واللافت اليوم أن كل الوزارات تستثمر في النبيذ، وهذا إنجاز بالاضافة الى تشجيع صناعة العرق وتصنيع التفاح والاسماك المجففة ومنتجات الحليب والمونة والمطبخ اللبناني والعسل الذي سيكون على لائحة التصدير". ودعا لحود, "الجاليات اللبنانية الى تعزيز تسويق الانتاج اللبناني في سبيل تثبيت اهلنا في ارضنا من خلال ادخال العملة الصعبة في سبيل تحقيق استمرارية العجلة الاقتصادية، من هنا نداؤنا للانتشار اللبناني أننا بحاجة لدعمكم ولتسويق الانتاج اللبناني".

 

"أبشع تدخل خارجي"... هجومٌ من حزب الله على السعودية!

العهد/الاحد 20 تشرين الثاني 2022   

أشار عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إلى أنَّ, "الذين قاربوا الاستحقاق الرئاسي بمنطق التحدي والمواجهة ورفعوا شعارات أكبر من أحجامهم، هم الذين تسببوا بالفراغ الرئاسي". كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للعلامة المجاهد السيد عبد اللطيف الأمين "قده" في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لاستشهاده، وذلك في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وجمع من الأهالي. ولفت قاووق إلى أنَّ, "تجربة جلسات انتخاب الرئيس أثبتت عدم امتلاك أي فريق القدرة على انتخاب رئيس بدون توافق، والإصرار على منطق رفض التوافق، يعني تكرار مشهد الجلسات الماضية إلى أمد غير معلوم". وأضاف, "نحن نريد رئيسًا توافقيًا يعطي أولوية لإنقاذ البلد ويؤتمن على الوحدة الوطنية، ولا نريد رئيسًا يتآمر على المقاومة، أو يجر البلد إلى الفتنة، التي هي خط أحمر". وتابع, "إنَّ أصحاب منطق التحدي والمواجهة تورّطوا وورطوا البلد بمغامرة غير محسوبة، والمسؤول الأول عن دفع اللبنانيين نحو المواجهة هو النظام السعودي، الذي منذ العام 2009 يتبنّى هذا المنطق في لبنان، وهو ما زال مستمراً وبوتيرة تصاعدية، مشدداً على أن مسعى منطق المواجهة، وصل إلى طريق مسدود، وأوصل البلد إلى الفراغ الرئاسي". وأكّد أنَّ, "هناك عدداً من النواب لا يزالون يشتكون من تعرضهم للضغوطات السعودية من أجل تغيير موقفهم من انتخاب رئيس الجمهورية". شدّد قاووق على أن, "التدخل السعودي هو أبشع تدخل خارجي في شؤون لبنان الداخلية، وأن المسؤول الأول عن منع الحوار والتوافق بين اللبنانيين هو السفارة السعودية". وأضاف, "أنَّ كل ما يجري بيننا وحولنا لا يشغل المقاومة عن واجب الجهوزية والاستعداد وتطوير قدراتها العسكرية كمّاً ونوعاً مهما كانت الاستحقاقات الداخلية والخارجية، لأن هذا هو الذي يردع العدو ويحمي الوطن والثروات".

 

"البلد متروك لمصيره"... لبنان يتّجه إلى المزيد من الإنهيارات

"ليبانون ديبايت"/الاحد 20 تشرين الثاني 2022

لا ينفصل الإستحقاق الرئاسي عن التطورات المتسارعة على المسرح الإقليمي، خصوصاً وأن التصعيد الذي بدأ من اليمن فالعراق إلى إيران، انعكس تصعيداً على الساحة الداخلية تُرجمت مفاعيله في تعميق أزمة انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، وضياعها بين أزمات المنطقة وتعقيداتها.

ومن شأن هذا الواقع، أن يرخي ظلالاً قاتمة على الأجندة الداخلية بكل تفاصيلها، ولن يقتصر فقط على انتخاب الرئيس، كما يلاحظ النائب السابق الدكتور فارس سعيد، الذي لفت إلى محاولات استدعاء اللبنانيين أولاً من خلال طاولة حوار برئاسة الرئيس نبيه بري، وثانياً، استدعاء انتباه دوائر القرار الغربية بحجة أنه إذا أردتم مساعدة لبنان وانتخاب رئيس جمهورية، فإن هذا الأمر يمرّ عبر حوارٍ مباشر مع إيران. وفي هذا المجال، يكشف النائب السابق الدكتور سعيد ل"ليبانون ديبايت"، أن الإستحقاق الرئاسي اللبناني، غير مُدرج على روزنامة العواصم الغربية الفاعلة وعلى رأسها واشنطن، والتي لا تضع مسألة الإنهيار في لبنان والأزمات الإجتماعية ضمن أولوياتها. ولذا، فإن الدكتور سعيد يشير إلى أن الجانب الإيراني، قد جمع أوراقاً في المنطقة، من الساحة اليمنية إلى العراق وسوريا وفلسطين، إلى ورقة الأمن والإستقرار في لبنان، وبالتالي، لن يتخلى عن أي ورقة من دون مقابل، وهو الحوار مع واشنطن، لأن إيران بحاجةٍ إلى انفتاحٍ غربي، يسمح لها بتخفيف الضغط في الداخل، ولكن في المقابل، فإن المجتمع الدولي يسير في الإتجاه المعاكس. وعن دور الداخل اللبناني في الإستحقاق، يشير الدكتور سعيد، إلى أن القوى الداخلية التي تُطلق الوعود للبنانيين، بأن الإنتخابات الرئاسية ستغيّر الأوضاع الداخلية، خصوصاً أنها، ومن خلال الكتل النيابية الوازنة، ستلعب دوراً مؤثراً في كل الإستحقاقات، وستكتشف لاحقاً أن الإنتخابات الرئاسية ستكون شبيهةً بانتخابات رئيس مجلس النواب، أي ستكون انتخابات معلّبة ولن يكون فيها أي تاثير للقوى السياسية، مهما كان حجم الكتلة النيابي.

وبالتالي، يعتبر الدكتور سعيد، أن كل ما يُقال عن صراع بين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، ورئيس تيار "المردة" سليمان وفرنجية، وانقسام "التغييريين، والسجال الدستوري حول نصاب الثلثين، ليس أساسياً اليوم بمقدار ما أن الأساس يبقى أن "إيران لن تتخلى عن ورقة تملكها وهي بناء الدولة في لبنان، إلاّ إذا حصلت على الثمن من واشنطن". ورداً على سؤال، عن تداعيات هذا الواقع، يوضح الدكتور سعيد، أن لبنان يتّجه إلى المزيد من الإنهيارات، وبعد انهيار القطاع العام، بدأ الآن انهيار القطاع الخاص، وذلك بعد انهيار القطاع المصرفي، وتسجيل تراجع على مستوى نقابات المهن الحرة، حيث أنه، وعلى سبيل المثال، فإن نقابة المهندسين كانت تملك ودائع في المصارف بقيمة 300 مليون دولار، ولكنها تبخّرت اليوم. ومن هذه الزاوية، يحذِّر الدكتور سعيد، من أن يؤدي الوضع الإقتصادي الخطير إلى أزمة أمنية، معتبراً أن لبنان متروكٌ لمصيره، والوضع اليوم لا يشبه ما كان عليه في السابق خلال تسوية "الدوحة" التي أنهت الشغور الرئاسي، لأن عواصم القرار كانت مهتمة بالملف اللبناني، أمّا الآن، فما من جهة خارجية تملك الوقت والمصلحة لدفع أي ثمن لإيران مقابل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان. ويستدرك موضحاً، أن فرنسا هي البلد الوحيد الذي يقوم بدورٍ مساعد في الأزمة الرئاسية، ولكن البلد يتّجه إلى "فراغ رئاسي طويل وإلى المزيد من التردّي في الأوضاع الإجتماعية وصولاً إلى تهديد الأمن".

 

تشريع الضرورة: الخطأ لا يُبرّر بالخطأ

"ليبانون ديبايت"/الاحد 20 تشرين الثاني 2022

ترتدي المواجهة في المجلس النيابي طابعاً سياسياً بامتياز، كونها لا تأتي فقط تحت عنوان انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، ولكن تحت عنوانٍ أخطر، هو ترحيل هذا الإستحقاق، عبر فتح الباب واسعاً أمام سجالات دستورية وقانونية تتعلق بالتشريع في ظلّ الفراغ الرئاسي، والذي تحذِّر منه الكتل النيابية المسيحية على وجه الخصوص، وذلك مع اقتراب موعد إنجاز اللجان النيابية المشتركة القوانين المتّصلة بخطة التعافي وهيكلة القطاع المصرفي و"الكابيتال كونترول". وتُنذر هذه المواجهة بطرح سؤالٍ عن ميثاقية جلسات التشريع، وذلك في حال قرّرت الكتل المسيحية مقاطعتها، وبالتالي، مصير التشريع "الضروري"، كما بات يسمّى في الأوساط النيابية. ولكن قبل السؤال عن ميثاقية جلسات التشريع، يسأل الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك، عن "دستورية هذه الجلسات، لأن جلسات التشريع في حال دعا إليها الرئيس نبيه بري، ستكون غير دستورية أكثر ما هي غير ميثاقية، كونها قد تخالف المواد 74 و75 من أحكام الدستور".

وأوضح المحامي مالك ل"ليبانون ديبايت"، أن المادتين المذكورتين، تعتبران أن المجلس الملتئم لانتخاب رئيس جمهورية هو هيئة ناخبة، وليس هيئة تشريعية، والمادة 74 تنص أنه ابتداءً من 1- 11 "يُصبح مجلس النواب هيئةً ناخبة، ويقتضي عليه الإنعقاد حكماً وفوراً وبمقتضى الدستور، لانتخاب رئيس الدولة، وهذا فضلاً عن الميثاقية وعن افتقاد الميثاقية بسبب غياب المكوِّن المسيحي". ورداً على سؤال، عن أكثر من سابقة تشريع قد حصلت في زمن الفراغ الرئاسي، يقرّ المحامي مالك، بأن أكثر من سابقة "تشريع ضرورة" حصلت، لا سيّما بين العامين 2014 و،2016 ولكنه يكشف أن "الخطأ لا يُبرَّر بالخطأ، وما شهدناه في العام 2014 حتى العام 2016 من بعض جلسات تشريع الضرورة لا يستقيم دستوراً، لأن كل تشريع هو تشريع ضرورة، وليس هناك مبدئياً من تشريع ضرورة وتشريع لا ضرورة من جهة، كما أنه، ومن جهة ثانية، فإن "الذهاب إلى تشريع مع غياب رئيس الدولة، خطأ فادح دستوري وميثاقي". ويشدّد المحامي مالك، على أنه من الناحية المبدئية، رئيس الجمهورية، له صلاحيات بالتشريع، ومنها طلب إعادة النظر بالقانون، ومنها توقيعه ونشره، وبالتالي، فإن غياب الرئيس يؤثر حُكماً على مسار التشريع ويُمنع من إنجازه، ولذلك، فإن الضرورة القصوى تبقى لانتخاب رئيس جمهورية. أمّا لجهة الإجتهادات الدستورية، فيشير مالك، إلى "الكثير منها، سيّما المتعارضة، ولكن تتوقف كلّ هذه الإجتهادات مع واقعٍ أساسي وموادٍ دستورية واضحة وصريحة، ولا اجتهاد في معرض النص طالما أن المادتين 74 و75 تنصّان على أن مجلس النواب يصبح هيئةً ناخبة لا تشريعية، وبالتالي، لا مجال للإجتهاد، ولا مجال للدعوة لأي جلسة تشريعية للهيئة العامة، وإلاّ نكون نخالف الدستور ونخالف ميثاقية التشريع، ونخالف أيضاً أبسط القواعد التي تقوم عليها الديمقراطية".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا طالب في مؤتمر المناخ "كوب ٢٧" باتخاذ خيارات ملموسة قبل فوات الأوان

وطنية/ الكرسي الرسولي/20 تشرين الثاني/2022

 عشية اختتام أعمال قمة المناخ "كوب ٢٧"، حث البابا فرنسيس الجميع على عدم التخلي عن الالتزام بالاعتناء بالأرض المجروحة بسبب تصرفات الإنسان اللا مسؤولة. جاءت مناشدة الحبر الأعظم في تغريدة على حساب "بونتيفيكس"، شدد فيها على ضرورة ألا نتعب من السعي إلى التصدي للوضع المأساوي الطارئ المتعلق بالتغيرات المناخية، مطالباً باتخاذ خيارات ملموسة وبعيدة النظر، مع التفكير بالأجيال الفتية قبل فوات الأوان". وشكلت تغريدة البابا نداء جديدا للتجاوب بطريقة مسؤولة مع التحديات التي تطرحها أمامنا اليوم ظاهرة التغيرات المناخية. مسألة كان البابا تطرق إليها الأحد الفائت بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، متمنياً أن تتخذ خطوات إلى الأمام بشجاعة وحزم على الدرب التي خطها اتفاق باريس بشأن المناخ، والواجب أن تطبق خصوصا أن الاتفاق عبارة عن معاهدة دولية أبرمتها البلدان الأعضاء في الاتفاق الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية. وكان الكرسي الرسولي أعلن أخيرا انضمامه إلى هذا الاتفاق.

التحديات الكبيرة المتمثلة بظاهرة التغيرات المناخية تناولها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة، لا سيما في اليوم العالمي للصلاة من أجل العناية بالخليقة في الأول من أيلول الماضي، عندما شدد الحبر الأعظم على أن بلوغ الهدف الذي وضعه مؤتمر باريس عن الحد من ارتفاع حرارة الأرض بواقع درجة ونصف درجة مئوية، هو مهمة ملزمة تتطلب تعاونا مسؤولا من جميع الدول، بغية الحد من انبعاث الغازات الدفيئة، لافتا إلى أنها مسألة ملحة. ودعا إلى تغيير نماذج الاستهلاك والإنتاج، وأنماط الحياة لتكون أكثر احتراما تجاه الخليقة والتنمية البشرية المتكاملة بالنسبة لجميع الشعوب، اليوم وفي المستقبل.

يدعونا البابا فرنسيس إلى التساؤل: أي عالم نريد لنا وللأجيال التي ستأتي من بعدنا؟ مسلطا الضوء على أهمية الارتداد البيئي الذي يتطلب تغييرا في الذهنية والتزاما في العمل من أجل تعزيز صمود الناس والمنظومات الإيكولوجية التي نعيش ضمنها. ويرى الحبر الأعظم أن فقدان التنوع البيولوجي بالإضافة إلى العديد من الحروب المنتشرة في مناطق عدة من العالم وأزمة المناخ، عوامل تدلنا على أن كل شيء مترابط في عالمنا. ويؤكد البابا أن تعزيز الخير العام في كوكب الأرض على المدى البعيد، هو أمر جوهري من أجل تحقيق ارتداد إيكولوجي أصيل.

في أكثر من مناسبة رفع البابا صوته خلال حبريته، داعيا إلى عدم إرجاء عملية الارتداد الإيكولوجي، لأن المسألة تحتاج إلى حلول طارئة. وشدد في رسالته إلى المشاركين في قمة المناخ "كوب 27" على أن الأرض لا تستطيع الانتظار، مشيرا إلى أن العديد من الأشخاص يتأثرون اليوم بهذه الأزمة المناخية التي تلقي بثقلها على الكثير من الناس، لا سيما السكان الأكثر هشاشة وضعفا، ما يجعل هذه المسألة مرتبطة أيضا بحقوق الأطفال. كما يذكر البابا بأن أعداد ما يسمى بـ"المهاجرين البيئيين" ستزداد في المستقبل لتتخطى أعداد الفارين من الحروب والصراعات المسلحة. ويشدد في هذا السياق على ضرورة التصرف فورا وبشجاعة ومسؤولية، لكي تتمكن البشرية غدا من الاعتناء بنفسها وبالطبيعة.

في السياق استقبل البابا فرنسيس أمس في الفاتيكان بطريرك وكاثوليكوس كنيسة المشرق الآشوريّة مار آوا الثالث ووجه له خطابا تحدث فيه عن العلاقات القائمة بين الكنيستين وأطلق نداء من أجل ضمان حقوق المسيحيين في الشرق الأوسط، ولا سيما الحق في الحرية الدينية.  استهل البابا كلمته شاكرا ضيفه على زيارته الأخوية والأولى بصفته الكنسية، مع أنه عاش ودرس في المدينة الخالدة. بعدها لفت الحبر الأعظم إلى أنه يرفع الشكر للرب على العلاقات التي نسجت بين الكنيستين خلال العقود الماضية، بدءا من الزيارات العديدة التي قام بها إلى روما البطريرك الكاثوليكوس الأسبق مار دنخا الرابع، لا سيما في العام ١٩٩٤ عندما وقع مع البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الإعلان الكريستولوجي المشترك، والذي وضع حدا لسجال عقائدي حول مجمع أفسس دام ألفا وخمسمائة سنة. وقال فرنسيس إنه يتذكر أيضا زيارة سلفه مار جوارجيس الثالث إلى روما في العام ٢٠١٨ عندما وقع معه على الإعلان بشأن أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط. وأكد أنه يتذكر أيضا المعانقة بينهما في إربيل، خلال زيارة البابا الرسولية إلى العراق، موضحا أن العديد من المسيحيين الذين تألموا لكونهم مسيحيين عانقوه بحرارتهم وفرحهم.

بعدها شاء البابا أن يحيي أعضاء اللجنة المختلطة للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية وكنيسة المشرق الآشورية، معربا عن امتنانه للجهود التي تبذلها اللجنة منذ نشأتها في العام ١٩٩٤، والتي حققت انجازات بينها الاعتراف المشترك بالإفخارستيا في العام ٢٠٠١ من قبل مؤمني كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية. واعتبر الحبر الأعظم أن اللقاءات والحوارات أثمرت بعون الله، وعززت التعاون الرعوي من أجل خير المؤمنين كافة، بالإضافة إلى مسكونية رعوية التي هي الدرب الطبيعية نحو الوحدة التامة. لم تخل كلمات البابا فرنسيس من الإشارة إلى الوثيقة التي تعمل كنيسة المشرق الآشورية على إعدادها بعنوان "صور الكنيسة في التقليد الآبائي السرياني واللاتيني"، وذكر فرنسيس بأن آباء الكنيسة تحدثوا عن الكنيسة مستوحين من صور عدة عن القمر، والمأدبة، وغرفة العرس، والسفينة والحديقة والكرمة. ولفت البابا إلى أن هذه اللغة البسيطة والمتاحة للجميع تخاطب أبناء زماننا، إذ لا بد من الاقتراب أكثر من عالم اليوم، من خلال المسيرة السينودسية، عن طريق الكلمة وشهادة الحياة. بعدها تحدث البابا عن وجود تاريخ نير من الإيمان وإرث لاهوتي عميق يجمعان بين كنيسة المشرق الآشورية والكنيسة الكلدانية، اللتين اختبرتا أيضا الألم والمعاناة، وقدمتا العديد من الشهداء. ولفت فرنسيس في هذا السياق إلى أن الشرق الأوسط ما يزال يعاني وللأسف من أعمال العنف وانعدام الاستقرار والأمن، موضحا أن العديد من الأخوة والأخوات اضطروا إلى مغادرة المنطقة، وكثيرون يناضلون في سبيل البقاء. وأطلق الحبر الأعظم نداء من أجل ضمان حقوق المسيحيين، لا سيما الحق في الحرية الدينية والمواطنة الكاملة. وقال إن هذا الوضع يتطلب منا أن نصلي ونعمل جاهدين لكي يأتي يوم يحتفل فيه جميع المسيحيين بـ"المناولة" المقدسة معا في إطار الوحدة بين الكنائس.  في ختام كلمته، ذكر البابا بأن المسيرة السينودسية التي تجتازها الكنيسة الكاثوليكية اليوم ينبغي أن تكون مسكونية، آملا أن يستمر السير في درب المسكونية، شاكرا ضيفه على الجهود التي يبذلها من أجل توحيد الاحتفال بعيد الفصح، وأمل أن يتحقق هذا الأمر بدءا من العام ٢٠٢٥ تزامنا مع الاحتفال بذكرى أول مجمع مسكوني، مجمع نيقيا.

 

ارتفاع عدد قتلى انتفاضة مهسا.. وخامنئي يتوقع قرب انتهاء الاحتجاجات

عُمان: إيران قادرة على تجاوز قضاياها الداخلية بحكمة... وطهران تعتبر القوات الأجنبية تهديداً للمنطقة

طهران، وكالات»/21 تشرين الثاني/2022

 يوما بعد يوم تتسع رقعة الاحتجاجات والتظاهرات في إيران، وعلى الرغم من التهديدات التي اطلقها المرشد علي خامنئي بقمع الاحتجاجات، ومطالبة السلطة القضائية بمحاكمة من يشارك فيما وصفها “الأعمال الشريرة”، انطلقت تظاهرات وإضرابات طلابية في 50 جامعة وكلية في طهران ومدن أخرى.

ووفقا لما كشفت عنه تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد شكلت نحو 30 مدينة في 18 محافظة مسرحاً للاحتجاجات ضد النظام خلال الـ24 ساعة الماضية، كانت في بعضها مصحوبة بعمليات كر وفر، خاصة بالمدن الكردية وفي مقدمتها مدينة مهاباد في أذربيجان الغربية. هذا، وشهدت الاحتجاجات الغاضبة مقتل نحو ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن الإيرانية في شمال غرب البلاد، وفق ما أعلنت منظمة هنكاو غير الحكومية، التي قالت إن القوات الحكومية القمعية فتحت النار على المتظاهرين في بلدة ديفانداره فقتلت ثلاثة مدنيين. بالمقابل، ندّدت طهران أمس، بما أسمته “صمت” المجتمع الدولي بعد هجمات دامية شهدتها مدن إيرانية، ووصفتها الحكومة بأنّها أعمال إرهابية. وحذّر المرشد علي خامنئي من أنّ “أعداء” الدولة ربما يحاولون حشد العمال، بعد الفشل في الإطاحة بالحكومة خلال الاضطرابات المستمرة منذ نحو شهرين، متوقعا أن التظاهرات التي انطلقت منذ منتصف سبتمبر الماضي ستنتهي وتفشل قريبا، قائلا إن العناصر التي تقف وراء أعمال الشغب لم تتمكن من جر الناس للخروج إلى الشوارع، والآن تسعى إلى استمرار هذه الأعمال للضغط على المسؤولين، إلا إن هذه الأعمال ستنتهي، وإن كراهية أبناء الشعب ستزداد تجاه هذه العناصر. وأضاف أن العدو ورغم كل المساعي فقد فشل، ورغم أنه سعى وراء خلق مشاكل لإيران كفرض الحظر عليها واغتيال علمائها النوويين واللجوء إلى كثير من الحيل السياسية، والأمنية، فإنه بات عاجزا عن وقف تقدم الشعب الإيراني. في سياق أخر، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، إن إيران قادرة على تجاوز بعض التحديات والقضايا المثارة ‏داخليا بحكمة، رافضا خلال اجتماع مع نظيره الإيراني أمير عبد اللهيان أي أعمال عنف وإرهاب، معتبرا السبيل الوحيد للتغلب على التحديات والمشاكل في المنطقة والعالم هو الحوار والتفاهم واعتماد الطرق السلمية. كما شدد على عزم طهران ومسقط الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، معربا عن أمله في أن تتمكن البلدين من لعب دور إيجابي، وبناء في حل التحديات الإقليمية والعالمية. من جانبه، اعتبر عبد اللهيان، أن تحركات القوات الأجنبية في منطقة الخليج تشكل تهديدا للسلام في المنطقة، واعرب عن رفض بلاده التدخلات الأجنبية في شؤونها. وحذر من أن طهران ستتخذ إجراءات متبادلة وفعالة، ‏ردا على أي قرار صادر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضدها، واصفا القرار الأخير ضد بلاده بأنه غير بناء، وأن الإيرانيين سيتخذون إجراءات متبادلة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن طهران ستلتزم بالقانون الدولي وتعهداتها الدولية. بدوره، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، إن إصدار قرارات متعددة ضد إيران من قبل الوكالة الذرية لن يؤدي إلى تعطيل تقدم البرامج النووية في بلاده، وأشار إلى أن “القرار لن يساعد الأطراف الأخرى على حل القضايا القائمة، معتبرا أن “مثل هذه الضغوط لن تنتهي”، لافتا إلى أن قرار الوكالة سيقابله رد قوي من إيران. في سياق آخر، علق المستشار الأعلى للمرشد للشؤون الخارجية علي أكبر ولايتي، على الشائعات بشأن نية إيران مهاجمة أذربيجان أو السيطرة عليها، زاعما أن إيران لم يكن لديها أبداً أطماع تجاه الدول المجاورة، بل على العكس من ذلك، فكرت دائماً في وجود علاقة جيدة وتقديم المساعدة لهذه الدول.

 

توقيف ممثلتين إيرانيتين لدعمهما الاحتجاجات ونزع الحجاب واستدعاء شخصيات رياضية وسينمائية

لندن: «الشرق الأوسط»/21 تشرين الثاني/2022

اعتقلت قوات الأمن الإيرانية الأحد الممثلتين کتایون ریاحي وهنغامه قاضياني بعدما خلعت حجابها على الملأ في فيديو دعماً لحركة الاحتجاج التي اندلعت في إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني خلال اعتقالها، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية. وأفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن رياحي أوقفت بتهمة «نشر محتوى كاذب» و«التواطؤ في تشويش الرأي العام وإثارة الفوضى». وكانت رياحي بين أولى الممثلات اللواتي أعلنّ تأييدهن للاحتجاجات في الأسبوع الثاني على، ونشرت صورة لها من دون حجاب على إنستغرام احتجاجاً على حملة القمع. وجاء الإعلان عن اعتقالها بعد أسابيع من اختفائها وتداول أنباء عن اعتقالها. وقالت وسائل الإعلام الحكومية إن رياحي اعتقلت بالقرب من فيلا تملكها في ضواحي مدينة قزوين غرب طهران.  رياحي كما بدت من دون حجاب في حسابها على شبكة إنستغرام وتعد كتايون رياحي من أبرز الممثلات في السينما الإيرانية. وجاء الإعلان عن اعتقالها بعد ساعات من اعتقال هنغامه قاضياني، وذلك غداة نشرها رسالة على إنستغرام أكدت فيها أنها استدعيت من قبل القضاء، ثم نشرت مقطع فيديو على حسابها على إنستغرام خلعت فيه الحجاب. وكتبت في وقت متأخر السبت: «قد تكون هذه رسالتي الأخيرة». وأضافت: «من الآن فصاعداً، مهما حدث لي، اعلموا أنني كالعادة مع الشعب الإيراني حتى آخر نفس لي». ويظهر الفيديو، الذي يبدو أنه تم تصويره في أحد الشوارع التجارية، غازياني من دون حجاب في مواجهة الكاميرا من دون أن تتحدث، ثم تستدير وترفع شعرها وفق تسريحة ذيل حصان كما تفعل النساء الأخريات قبل الذهاب للاحتجاج. في الأسابيع الأخيرة، وجهت الممثلة البالغة 52 عاماً انتقادات حادة لحملة قمع حركة الاحتجاج، متهمة السلطات بقتل أطفال وشباب خلال حملة القمع التي تشنها السلطات لإخماد المسيرات الاحتجاجية المناهضة للنظام. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الحكومي الإيراني أن هنغامه قاضياني اعتقلت بتهمة التحريض ودعم «أعمال الشغب» والتواصل مع وسائل إعلام معارضة.وأعلن القضاء الإيراني الأحد استدعاء قاضياني مع سبع شخصيات معروفة، سينمائية وسياسية ورياضية، بسبب نشر محتوى «استفزازي» دعماً لحركة الاحتجاج. وكتبت قاضياني الجمعة على إنستغرام: «تحدثتم عن الظلم بحق أطفال فلسطين، لكن جرى تسجيل اسمكم في التاريخ باسم دولة قاتلة للأطفال»، وأضافت: «قتلتم 52 طفلاً في وقت قصير. وإن لم تقتلوا طفلاً، قتلتم روحه، عندما أخذتم والده وأمه إلى الأبد. ألا يكفي هذا؟». وقالت وكالة «ميزان» المنبر الإعلامي للقضاء الإيراني، في وقت متأخر السبت: «عقب تعليقات نُشرت من دون أدلة على الأحداث الأخيرة، ونَشر مواد استفزازية تدعم أعمال الشغب من قبل شخصيات سياسية ومشاهير، تم استدعاء هؤلاء الأشخاص إلى مكتب المدعي العام في طهران السبت للإجابة عن (أسئلة) السلطات القضائية». وتم استدعاء هؤلاء «لتوضيح موقفهم بشأن نشر محتوى غير موثق أو مسيء». من بين هذه الشخصيات مدرب نادي بيرسيبوليس لكرة القدم يحيى غول محمدي والنائبان الإصلاحيان السابقان محمود صادقي وبروانه سلحشوري. وكان غول محمدي قد وجه انتقادات حادة الأسبوع الماضي إلى لاعبي المنتخب الوطني لـ«عدم رفع صوت الشعب المقموع إلى آذان السلطات»، بعد لقاء المنتخب الإيراني مع الرئيس إبراهيم رئيسي. كذلك أشارت وكالة «ميزان» إلى أنه تم استدعاء الممثلات إلناز شاكردوست وميترا حجار وباران كوثري وسيما تيراندازي، لنشرهن «محتوى استفزازياً» غير محدد. ولم تعُد صفحات غول محمدي وكوثري متاحة على إنستغرام الأحد. من جهتهما، أيد النائبان السابقان الحركة الاحتجاجية بشكل علني، خصوصاً عبر موقع «تويتر»، ونددا باستخدام الحكومة القوة ضد المتظاهرين. وأواخر سبتمبر (أيلول) هدد محافظ طهران محسن منصوري باتخاذ «إجراءات ضد المشاهير الذين أسهموا في تأجيج أعمال الشغب». والأسبوع الماضي، اعتقلت قوات الأمن الحارس الأسبق للمنتخب الإيراني ولاعب فريق استقلال سابقاً، برويز برومند. وكانت الممثلة كتانه إفشاري نجاد قد نشرت فيديو لها من دون حجاب احتجاجاً على مقتل الطفل كيان بيرفلك. وقالت السلطات إنه قتل في هجوم «إرهابي»، لكن أسرته اتهمت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم في مدينة إيذه. وأعلنت الممثلة مهتاب كرامتي الجمعة تنازلها عن منصب سفيرة النوايا الحسنة لليونيسف. وكانت قاضياني قد انتقدت كرامتي على التزامها الصمت. وقالت نقابة الموسيقى أو ما يعرف بـ«بيت الموسيقى» في إيران، السبت إن السلطات اعتقلت 21 فناناً منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. والأسبوع الماضي، قالت لجنة تابعة لـ«بيت السينما» الإيرانية إنها أعدت قائمة بـ100 مصور سينمائي وفنان موسيقي ومسرحي تم اعتقالهم أو منعهم من الخروج في الأشهر القليلة الماضية.

 

بوتين: كلمة البطريرك كيريل الحكيمة تعزز تماسك المجتمع

وطنية/20 تشرين الثاني/2022

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أهمية وقيمة الكلمة الحكيمة لراعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، لأنها تعمل على توطيد وتعزيز المجتمع الروسي، بحسب وكالة "روسيا اليوم". وأضاف الرئيس بوتين، في تهنئته لبطريرك موسكو وعموم روسيا بمناسبة عيد ميلاده: "تقبلوا تهنئتي القلبية بمناسبة عيد ميلادكم. في منصب راعي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، تقومون بتوجيه جهودكم نحو الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية في المجتمع، وتنسيق العلاقات بين الأديان والأعراق، وتحسين التعاون بين الكنيسة والدولة. وتعمل كلمتكم الرعوية الحكيمة على توحيد الشعب ودعم الناس في أوقات المحن الصعبة".

 

روسيا تتهم كييف بقصف زابوريجيا النووية… وتهاجم محور باخموت

موسكو تبرم اتفاقاً مع إيران لصنع طائرات مسيّرة

كييف، موسكو، عواصم – وكالات/20 تشرين الثاني/2022

 فيما يتعرض محور باخموت لهجوم روسي عنيف بالصواريخ والمدافع، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قذائف أوكرانية استهدفت خطوط الطاقة في محطة زابوريجيا النووية، الواقعة جنوب أوكرانيا. كما أكد المسؤول في شركة الطاقة النووية الروسية،”روس إنيرجو آتوم” رينات كارتشا، أن المحطة النووية الضخمة التي تسيطر عليها روسيا، تعرضت لقصف أوكراني، لكن لم يتم رصد أي تسرب إشعاع. إلى ذلك، أوضح أن تلك القذائف أُطلقت بالقرب من مستودع للنفايات النووية الجافة، ومبنى يضم كميات جديدة من الوقود النووي المستنفد. في غضون ذلك، نفذت القوات الروسية، هجوماً عنيفاً في محور باخموت والبلدات المحيطة بها، عبر الدبابات ومدافع الهاون والمدفعية النفاثة وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة. فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في إحاطتها اليومية، أنها أحبطت محاولات هجومية للقوات المسلحة الأوكرانية، معززة بالمرتزقة في اتجاه كوبيانسك، وتمت تصفية أكثر من 60 عنصراً. كما دمرت تسعة مواقع قيادة عسكرية أوكرانية في مناطق كيسلوفكا وإيفانوفكا وكراخمالنوي وبيريستوفوي في منطقة خاركوف وسيريبريانكا وفوديانو في دونيتسك وستيلماخوفكا في لوغانسك، وفيسيل ونوفورايسك بمنطقة خيرسون. في سياق آخر، أعرب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك عن اعتقاده بأنه، من غير المرجح، أن تتمكن أوكرانيا من إنهاء الحرب التي بدأتها روسيا بحلول الربيع القادم. وذكرت وكالة “الأنباء الأوكرانية “يوكرينفورم”، أن يرماك قال، في كلمة ألقاها خلال منتدى “هاليفاكس” للأمن الدولي، تعليقا على تصريح نائب وزير الدفاع فولوديمير هافريلوف، بأن “القوات الأوكرانية قد تعود إلى شبه جزيرة القرم بنهاية ديسمبر، وتنتهي الحرب بأكملها مع روسيا بحلول الربيع”. من جهة أخرى، أبرمت روسيا اتفاقا مع طهران لصنع “مئات” من الطائرات المسيرة الإيرانية، لحربها في أوكرانيا، طبقا لتقرير بصحيفة “واشنطن بوست”، نقلا عن مصادر استخباراتية أمريكية وغربية. وذكرت الصحيفة ومقرها الولايات المتحدة، أن الجانبين يعملان على بدء الإنتاج في الأشهر المقبلة، بموجب اتفاق، تم التوصل إليه، في أوائل نوفمبر الجاري. من جهته تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك- في أول زيارة له إلى كييف- مواصلة بلاده دعم أوكرانيا، وأعلن تزويدها حزمة كبرى من منظومات الدفاع الجوي، وذلك في خضم احتفال الأوكرانيين باستعادة مدينة خيرسون الجنوبية.

وقال سوناك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “أنا هنا اليوم لأقول إن المملكة المتحدة ستواصل دعمكم. سنقف بجانبكم حتى تحقّق أوكرانيا السلام والأمن الذي تحتاج إليه وتستحقه”. وأعلن سوناك عن حزمة جديدة من الدفاعات الجوية بقيمة 50 مليون جنيه استرليني (60 مليون دولار).

 

“البنتاغون”: الحفاظ على القوات الأميركية في العراق وتعزيز التعاون مع الأردن

واشنطن، المنامة، عواصم – وكالات/20 تشرين الثاني/2022

 أكد وكيل وزارة الدفاع الأميركية للشؤون السياسية كولين كال التزام الولايات المتحدة بالشراكة الستراتيجية مع العراق، مجددا تأكيد التزام واشنطن بالحفاظ على القوات الأميركية، لدعم قوات الأمن العراقية في قتالها المستمر لدحر “داعش”. وأعرب كال خلال لقائه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إلى جانب منسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط بريت ماكجورك، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، على هامش مؤتمر حوار المنامة، عن مخاوفه بشأن التهديدات لأمن العراق واستقراره، وأعرب عن أمله في استمرار التقدم في برنامج الحكومة العراقية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. على صعيد آخر، التقى كولين كال برئيس الأركان الأردني يوسف الحنيطي، حيث أعاد التأكيد على أهمية العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والأردن، وأعرب عن تقديره لشراكة الأردن الوثيقة مع الجيش الأميركي والمساهمات في حملة دحر “داعش” والريادة في تعزيز السلام والأمن في المنطقة، فيما أكد الحنيطي أهمية الشراكة الثنائية لمواجهة التهديدات المشتركة.

 

سورية: “مخلب السيف” التركي يضرب أكراد كوباني ويردي 12 قتيلاً

أنقرة: الأوغاد سيدفعون الثمن... وواشنطن تطالب بالتوقف عن زعزعة الاستقرار...واستنفار حول سجن الحسكة

دمشق، عواصم – وكالات/20 تشرين الثاني/2022

أعلنت قوات سورية الديمقراطية “قسد” أن تركيا شنت ضربات جوية على مدينة عين العرب (كوباني) السورية الواقعة على الحدود التركية ومناطق أخرى في عملية أطلقت عليها “المخلب- السيف”، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارات التركية أدت إلى مقتل ستة من عناصر “قسد” ومثلهم من قوات الجيش السوري. وأوضح المتحدث باسم “قسد” فرهاد شامي عبر “تويتر”، أن “كوباني المدينة التي هزمت تنظيم “داعش”، تتعرض لقصف من جانب الطائرات التركية، مضيفا “بالإضافة إلى قرية ظهير العرب التي يسكنها نازحو رأس العين، الذين نزحوا قسرا بسبب الاحتلال التركي عام 2019”. من جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن القصف التركي طال مواقع تابعة لقوات سورية الديموقراطية في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق)، ونقاطا تنتشر فيها القوات الحكومية السورية في محافظتي الرقة والحسكة (شمال)، مشيرا إلى أن حصيلة القصف 12 قتيلا.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع التركية شنّ قواتها عملية “المخلب- السيف” الجوية شمال العراق وسورية، معتبرة أن هذه المناطق “يستخدمها إرهابيون كقواعد”، قائلة في بيان إن العملية أطلقت “وفقاً لحقوق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، بهدف التخلص من الهجمات الإرهابية من شمال العراق وسورية، وضمان سلامة الحدود والقضاء على الإرهاب في منبعه”.

وأضافت “حان وقت الحساب! سيدفع الأوغاد ثمن اعتداءاتهم الغادرة”، في إشارة إلى العبوة الناسفة التي انفجرت في اسطنبول في 13 الجاري وأوقعت ستة قتلى، والتي اتّهمت أنقرة حزب العمّال الكردستاني بالوقوف خلف تفجيرها. من ناحيتها، أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون السورية أن طيرانا حربيا تركيا استهدف مواقع لـ”قسد” على طريق الدرباسية- رأس العين، وفي مدينة المالكية بمحافظة الحسكة وريفها. فيما أعلنت سلطات اقليم كردستان العراق أن غارات تركيا على مناطق كردية في شمال العراق وسورية قتلت 32 مسلحا من معارضيها، عبر ضربات نفذتها 50 طائرة حربية و20 طائرة مسيرة. على صعيد متصل، اعتبرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية أن تفجير اسطنبول ما هو إلا ذريعة لتبرير الهجمات التركية، موضحة في بيان على موقعها الرسمي، أن تركيا قصفت مركز مدينة عين العرب (كوباني) ومناطق شمال وشرق سورية كافة، بالطيران الحربي بصورة عشوائية، مناشدة المجتمع الدولي والدول الضامنة القيام بمسؤولياتها لوقف “العدوان والممارسات اللاإنسانية لتركيا كافة، وفق تعبيرها. في غضون ذلك، علقت الولايات المتحدة على الضربات التركية، واصفة الوضع بـ”الصعب”، ودعا منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك، إلى التوقف عن زعزعة الاستقرار في شمال سورية. وبالتزامن مع الضربات، شهد محيط سجن الحسكة الشهير استنفاراً أمنياً غير مسبوق، حيث أفاد مصدر أن سجن الصناعة الذي يضم الآلاف من عناصر تنظيم “داعش” يشهد استنفاراً أمنياً كبيراً، قائلا إن العشرات من المدرعات القتالية التابعة لوحدات مكافحة الإرهاب المدربة أميركياً، استقرت عند مداخل ومخارج مبنى سجن غويران، وشوهدت وهي تتحرك في محيطه. أتت تلك التحركات بسبب مخاوف من استغلال التنظيم أجواء الغارات التركية، وما تسببت به من إرباك للقوات الكردية، من أجل محاولة استهداف السجن بهدف تسهيل فرار آلاف السجناء الدواعش. على صعيد آخر، كشف مصدر أمني في مدينة درعا السورية أنه تم التعرف على جثث أبرز قيادات تنظيم “داعش”، أثناء عملية تمشيط حي طريق السد المحاذي للحدود الأردنية جنوب المدينة، بينهم منفذ “مجزرة المزيريب”.وقال المصدر: “تم العثور على جثث قتلى أبرز قيادات تنظيم “داعش” في الحي خلال عمليات التفتيش المستمرة، وتم التعرف على هوياتهم، بينهم أمير منطقة درعا البلد، والأمير العسكري للتنظيم”.

 

“كردستان العراق” ينفي تهريب السلاح لإيران عبر أراضيه وانطلاق عملية الإرادة الصلبة الثامنة في نينوى

بغداد، وكالات/20 تشرين الثاني/2022

نفت حكومة إقليم كردستان العراق، تصريحات أطلقها مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، بشأن تهريب أسلحة إلى إيران. واعتبر متحدث باسم الحكومة الكردية أن ما نقلته مواقع إخبارية إيرانية عدة عن جون بولتون، الذي لا يشغل حالياً أي منصب حكومي ورسمي في الولايات المتحدة اعتبرتها أخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة. واكد المتحدث حكومة إقليم كردستان لم ولن تسمح، بأي شكل من الأشكال، بتقويض أمن دول الجوار من خلال الإقليم، قائلة إن هذه الأخبار بعيدة عن الحقيقة.في غضون ذلك قال رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد السوداني، إن حكومته تضع ملف مكافحة الفساد الإداري والمالي في سلم أولوياتها، لما يتسبب فيه من تهديد خطير لكل خطط التنمية. واكد السوداني خلال ترأسه اجتماعًا في مبنى محافظة الديوانية خُصص لمناقشة الواقع الخدمي في المحافظة، أن أولويات حكومته واضحة، وهي تنبع من تشخيص أهم المشاكل والمعوقات التي تواجه العراقيين في عموم المحافظات، والتي أدت إلى زيادة معاناة المواطنين على مختلف المستويات المعيشية والخدمية. في سياق اخر أكد ائتلاف الوطنية العراقي برئاسة إياد علاوي،، ضرورة إجراء انتخابات نيابية مبكرة وفق المدة التي حددها البرنامج الحكومي، محذرا من تداعيات تأخيرها. ودعا الائتلاف ـ في بيان عقب اجتماع بحضور رئيسه إياد علاوي، وعدد من الشخصيات الوطنية إلى تزامن الانتخابات النيابية مع انتخابات مجالس المحافظات إلى جانب إشراك المواطنين العراقيين في الخارج والنازحين ومنحهم الحق في الإدلاء بأصواتهم. وشدد الائتلاف خلال اجتماعه أيضا على ضرورة أن تكون هناك رقابة فعالة لمنع أي تدخلات، أو ضغوط مادية أو معنوية خارجية أو داخلية منعا للتزوير وضمان نزاهة العملية الانتخابية، محذرا من أن عدم إجراء الانتخابات ضمن المدة الزمنية المحددة ستكون له آثار سلبية ستطال العملية السياسية برمتها؛ الأمر الذي يرتب على الحكومة تحمل المسؤولية الوطنية والقانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الآثار السلبية. ميدانيا أعلن مصدر امني عراقي انطلاق عملية “الإرادة الصلبة الثامنة” في صحراء الجزيرة، مشيرا إلى أن “القطعات العسكرية تباشر تقدمها نحو الأهداف المرسومة لها.

 

المغرب: “العدالة والتنمية” يصوِّت ضد التعاون مع إسرائيل

الرباط، عواصم – وكالات/20 تشرين الثاني/2022

 كشف مصدر مطلع من حزب “العدالة والتنمية”، أن المجموعة النيابية للحزب تتجه للتصويت ضد مشروع قانون بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب وإسرائيل، الموقع بالرباط في 21 فبراير 2022، حيث من المرتقب أن يصادق مجلس النواب على المشروع بعد جلسة الأسئلة الشفهية. وأشار المصدر إلى أن المجموعة النيابية لحزب “العدالة والتنمية” صوتت ضد الاتفاق في لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، مضيفا أن هذا الموقف هو الذي سيتم التعبير عنه يوم الإثنين المقبل في الجلسة العامة، لافتا إلى أن المجموعة النيابية ستعقد اجتماعا صباح الاثنين، للإعلان بصفة رسمية عن موقفها. ورغم أن رئيس الحكومة السابق الأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية” سعد الدين العثماني، هو الذي وقع على اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل في 2021، إلا أن الحزب اختار التصويت ضد الاتفاق الجديد.واعتبر المصدر أن رئيس الحكومة السابق وقع الاتفاق باعتباره ممثلا للدولة، بينما الحزب الآن متحرر من إكراهات العمل الحكومي، مشيرا إلى أن مواصلة إسرائيل سياسة التنكيل بالفلسطينيين تقتضي معارضة الاتفاق.

 

استنكار ليبي لخطف مسؤول سابق في الاستخبارات على صلة بـ«لوكربي»

مناوئون للدبيبة اعتبروا محاولة تسليم أبو عجيلة لأميركا «إطالة لعمر الوحدة»

القاهرة: خالد محمود/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2022

تجاهلت حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة في العاصمة طرابلس، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، جدلاً محلياً واسعاً اندلع بعد الكشف عن خطف مجهولين العميد مسعود أبو عجيلة المريمي، ضابط جهاز الأمن الخارجي سابقاً (الاستخبارات)، على خلفية مزاعم بشأن «دوره في قضية لوكربي» بعد مرور أكثر من 33 عاماً على وقوعها. ولم يصدر تعليق من الدبيبة، أو الأجهزة الأمنية والعسكرية بشأن واقعة الخطف، بينما قالت وسائل إعلام محلية إن «حسين العايب، رئيس جهاز الاستخبارات العامة، تقدم ببلاغ رسمي بشأنها للنائب العام». ونقلت وسائل الإعلام، عن مصادر، أن «نص البلاغ لفت إلى الخطف، ووصف العمل بـ(الإجرامي)»، موضحاً أنه تم بواسطة «فرقة مجهولة التبعية، ودون أي تنسيق يُذكر مع جهاز الاستخبارات». ويواجه الدبيبة، ووزيرة خارجيته نجلاء المنقوش اتهامات واسعة بمحاولة تسليم أبو عجيلة باعتباره «كبش فداء» للولايات المتحدة، مقابل «استمرار حكومة الوحدة المؤقتة في السلطة التي تتولاها منذ نحو عامين».

وفي السياق نفسه قال مسؤول مقرب من الدبيبة، رفض ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن «قضية أبو عجيلة ظلت على الدوام محل اهتمام أميركي خلال اجتماعات عقدها مسؤولون أميركيون مع الدبيبة والمنقوش خلال فترات متباعدة في الآونة الأخيرة». وتعتقد دوائر في المعسكر المناوئ للدبيبة، وفي مقدمتها الجيش الوطني، ومجلس النواب، وحكومة الاستقرار الموازية برئاسة فتحي باشاغا، أن الدبيبة «مستعد للإقدام على هذه الخطوة، إذا كانت ستحقق له البقاء في موقعه رئيساً للحكومة». في السياق ذاته، أشار مسؤولون لـ«الشرق الأوسط» إلى «حالات مشابهة أقدمت فيها أجهزة استخبارات أجنبية على خطف مطلوبين ليبيين لها، تحت سمع وبصر السلطات المحلية، وبالتعاون معها في أحيان كثيرة». وبينما التزمت السفارة الأميركية «الصمت» حيال هذا الاتهام، ورفض الناطقان باسم حكومة الدبيبة وباسم المجلس الرئاسي التعليق على هذه التطورات، قالت مصادر غير رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر من أجهزة استخبارات أجنبية شاركت في هذه العملية»، التي نفذتها، طبقاً لمصادر محلية وعائلة أبو عجيلة، «ميليشيات مسلحة تحمل اسم (السرية 22)، التي يوجد مقرها بالشرطة العسكرية، وتتبع عبد الغني الككلي، رئيس جهاز دعم الاستقرار». ووسط تباين الآراء، أوضحت مصادر أخرى أن «المهاجمين قاموا بخطف أبو عجيلة من منزله في منطقة أبو سليم، واعتدوا على ابنته بالضرب خلال محاولتها منعهم من اعتقاله». بينما رجحت تقارير «نقل أبو عجيلة من سجنه بالسرية 22 إلى مقر ميليشياوي يعرف باسم (المضغوطة)». وطبقاً لرواية ناشطين ووسائل إعلام محلية، فإن «خطف أبو عجيلة، الذي اعتبرته تقارير بريطانية وأميركية مسؤولاً مزعوماً عن صناعة القنبلة المستخدمة في (لوكربي)، تم بتعليمات من الدبيبة». بينما ألمح أحمد عبد الحكيم، رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، إلى «احتمال تسليم أبو عجيلة إلى الولايات المتحدة»، معتبراً أن «واقعة خطفه بمثابة صفقة دنيئة لفتح ملف لوكربي مُجدداً، رغم غلق القضية نهائياً في عهد النظام السابق».

وكانت المنقوش قد صرحت العام الماضي «لهيئة الإذاعة البريطانية» باستعداد حكومتها للتعاون مع الولايات المتحدة لتسليمها أبو عجيلة، باعتباره مشتبهاً به في قضية تفجير (لوكربي)، ووصفته بـ«الأمر اليسير»، وعبرت عن تفهمها لـ«ألم وحزن عائلات الضحايا»، قبل أن تتراجع لاحقاً عن هذه التصريحات، لتقول إن «هذه المسائل من اختصاص مكتب النائب العام في ليبيا، وهو من يتولى مسؤولية معالجتها بين المؤسسات القضائية بالبلدين». وتسببت هذه التصريحات في إصدار المجلس الرئاسي، الذي يرأسه محمد المنفي، قرار وقف المنقوش عن العمل، وإحالتها إلى التحقيق بتهمة ارتكاب مخالفات إدارية واتخاذ قرارات ذات طابع سياسي من دون استشارته، لكن الدبيبة رفض هذا القرار. وأعلنت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، أنها «ترغب في تسلم أبو عجيلة بدعوى اعترافه بتورطه في قضية (لوكربي) إلى أحد المسؤولين في ليبيا عام 2012، حينما كان محتجزاً في سجن محلي، وكذلك بناء على معلومات عن سجلات سفره التي تربطه بالجريمة، تلقتها السلطات الاسكتلندية عام 2017». واعتبر المدعي العام الأميركي السابق، أبيل بار، أنه «لن يمنع طول الوقت أو المسافة، الولايات المتحدة وشركاءها في اسكتلندا من السعي لتحقيق العدالة في هذه القضية»، ووصف احتمال إحضار أبو عجيلة إلى الولايات المتحدة لمواجهة العدالة بأنه «أمر جيد للغاية». وأبو عجيلة هو مسؤول سابق في الاستخبارات الليبية، وقد وُجهت إليه اتهامات بـ«تصنيع القنبلة التي انفجرت في طائرة (بوينغ 747)، التابعة لشركة (بانام) الأميركية، التي انفجرت خلال رحلة بين لندن ونيويورك في 21 ديسمبر (كانون الأول) 1988 فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية؛ ما أدّى إلى مقتل 270 شخصاً، من بينهم 190 أميركياً». وسجن في ليبيا بتهمة «التورط في الاعتداء على ملهى بيل في برلين عام 1986، الذي أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومواطنة تركية».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المردة والموارنة

الكولونيل شربل بركات/20 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113460/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%a7%d8%b1%d9%86/

في خطط الرومان الدفاعية عن المدن الساحلية في لبنان أعتمد على قوة الفرسان المحليين الذين يسكنون الجبال اللبنانية من الشمال إلى الجنوب وهذه الفرق كانت تؤلف من مجموعات مدربة من الفرسان المحليين الذين يقومون بالاضافة إلى حياتهم اليومية بالتدرب على الفروسية والجهوزية للدفاع عن البلاد ضد المجموعات الغازية الصغيرة والمؤلفة عادة من البدو الذين يعيشون على أطراف الصحراء ويقومون موسميا بغزوات على مراكز الاستقرار ولا سيما المدن الساحلية الغنية. من هنا كان تنظيم الدفاع الروماني يعتمد على هؤلاء الذين يسمون في خطط الدفاع الرومانية "الجندية اللبنانية". وهم يعرفون الأرض جيدا ويعرفون نوعية القتال ضد المجموعات الصغيرة الغازية هذه ولكن عند حصول هجوم كبير يفوق طاقتهم يطلبون المساندة من الحامية الرومانية في المنطقة. وعندما يكون هناك هجوما كبيرا لجيوش غازية كانت هذه المجموعات من الفرسان المحليين، والذين يقومون عادة بالدوريات الاستطلاعية في المنطقة وخاصة مشارف البلاد، تشكل مقدمة الجيش الذي يناوش العدو حتى تستعد القوات الكبرى للمواجهة الحاسمة والمعركة الرئيسية التي تختار القيادة مكانها وزمانها. ومن هذه القوى المحلية قوات "الغساسنة" الذين أعتبروا قوات مساندة للرومان على أطراف الصحراء الجنوبية كما اعتمد الفرس "المناذرة" كقوات مساندة لهم في العراق اليوم. وأكثر مثال واضح على دور هذه القوى وعلاقتها بالقوات الرومانية الرسمية المعتمدة للدفاع عن سوريا ما جرى أثناء هجوم ماوية (ماء السماء) زوجة أمرؤ القيس على سوريا وفلسطين (زمن الامبراطور فالنس 364 – 379) والتي اعتبرت في البدء غزوة صغيرة عادية يردها الفرسان المحليون. ولما طلب هؤلاء مساندة الحامية الرومانية ضحك القائد الروماني معتقدا بأنها غزوة صغيرة لا تحتاج لتدخل القوات الرومانية خاصة وأن قائد هذه القوة امراة وحذّر حتى على قائد القوى المحلية محاربتها. ولكنه لما اصطدم بقوات ماوية سُحقت قواته المدربة ما جعله ينسحب تكتيكيا إلى الجبال بتغطية من هؤلاء الفرسان المحليين ويترك جيش المناذرة يحتل دمشق وكل المدن من حولها وما جاوزها من المدن الفلسطينية حتى تخوم مصر، حيث اضطر الرومان بعدها لمفاوضة ماوية على شروط الانسحاب.

نعرف من السجلات الرومانية بأن عين إبل مثلا كانت مقرا لكتيبة من هؤلاء الفرسان المحليين تعد 600 عنصر ما يدل على هذا التنظيم المعتمد. من هنا وعندما قام كسرى الأول بغزوته على انطاكية (لم تعتبر احتلال لأنه لم يستمر في السيطرة على البلاد) حيث كانت المدينة تعرضت قبل مدة لزلزال هدم جزءً من أسوارها ولم يكن قد أعيد بناءه بعد ما سمح لقوات الفرس يومها من دخول المدينة ونهبها قبل أن تصلها قوات الحماية من الجندية اللبنانية . ولم يحتلها كسرى ولا سيطر عليها أو غيرها من المدن السورية في هذه الغزوة. إنما وبعد مرور سنوات كانت فيها علاقة الفرس والرومان منتظمة بالمعاهدات وعلى زمن كسرى الثاني حفيد كسرى الأول، وردا على خلع وقتل صديقه الامبراطور البيزنطي "موريس" الذي كان ساعده لتسلم الحكم في المدائن، قام هذا الملك بهجوم واسع وصل به حتى أسوار القسطنطينية واحتل انطاكية ودمشق ومن ثم فلسطين حيث دخل القدس وأخذ خشبة الصليب. ولكنه كان توقف ثلاث سنوات في دمشق قبل أن يدخل لبنان. ويقول المؤرخون بأنه في هذه الأثناء أسكن قبائل جبيلية على الممرات المؤدية إلى الساحل لحماية جيشه. وهنا يتساءل البعض لماذا لم يدخل كسرى لبنان إلا بعد أن أمن الممرات الجبيلية وهل كان يخاف حامية لبنان؟ وهل كانت هذه قادرة على الدفاع لدرجة أن لا يجرؤ على دخوله وهو الذي احتل انطاكية المحصنة ودمشق وغيرها؟

إن دراسة جغرافية لبنان وخاصة وجود سلسلتين من الجبال تؤمنان حماية مدنه الساحلية بالاضافة إلى صعوبة الأراضي التي تجتازها القوى المعادية للوصول إلى المدن الساحلية، هي بحد ذاتها تحدي لأي فاتح،  فكيف إذا ما قدر لها أن يحميها قوة من الفرسان، سكان الجبال، الذين يعرفون المسالك جيدا، والقادرين على نصب الكمائن والحاق الخسائر بأي قوة تحاول اجتياز المعابر التي يعرفها جيدا هؤلاء. وقد كانت الخطة الدفاعية الرومانية لحظت هذا التفصيل المهم. ومن هنا، ولمن يعرف بالتكتيك العسكري وأهمية المعنويات لدى القوى المهاجمة، فإن تكبّد جيش كسرى الكثير من الخسائر، مقابل الوصول إلى الساحل، كان يأخذ بالحسبان. لأنه بخسائر أقل كان يمكنه احتلال مدن كبيرة وغنية وبسط نفوذه على أراض شاسعة وهو قادر على الانتظار فلماذا المخاطرة؟ وهنا أيضا لنا من حملة قلاوون التي جرت بعد ذلك بقرون سنة 1282والتي جهز لها مئة ألف جندي لاحتلال طرابلس وكيف أنه اضطر بعد استطلاعه الأرض إلى التفاهم مع المقدم سالم ومن ثم عند وقوف البطريرك دانيال بالمواجهة كيف أنه اضطر إلى الخديعة لقتل البطريرك لكي يستطيع اجتياز هذه المنطقة والوصول إلى طرابلس. وقول البعض بأن كسرى لم يكن يهاب الجندية اللبنانية يومها ولم يأخذها بالحسبان هو الأمر غير الواقعي. 

وقد أستقدم كسرى، كما يقول التاريخ، قبائل من سكان الجبال في مناطق كردستان الحالية أو أرمينيا الجنوبية (يقول البعض انهم من قبائل المرديت) والذين لهم خبرة في قتال الجبال، فأسكنهم قرب الممرات الجبلية التي سيجتازها عظيم جيشه للوصول إلى الساحل. وهو ولو كان دخوله إلى البقاع من جهة القاع سهلا أو من جهة ما نسميه "المصنع" اليوم، وهو ممر بين جبال السلسلة الشرقية، إلا أنه، ولكي يصل إلى الساحل، عليه اجتياز السلسلة الغربية أيضا والتي لا ممرات سهلة فيها حتى ايامنا هذه. فقد اعتبر الرومان سهل البقاع سوريا المجوّفة لأن له مدخل من شماله وتحيطه الجبال من بقية جوانبه ولكن لبنان بسلسلة جباله الغربية وسواحله، وكان يسمى فينيقيا الساحلية وفينيقيا اللبنانية، ولم يكن من السهل عبوره من قبل الجيوش الكبيرة.

ولما أكمل هرقل تدريب جيشه ترك كسرى على أسوار القسطنطسنية وقام بالانتقال في البحر الأسود إلى أرمينيا ومنها دخل إلى بلاد فارس، وكما فعل كسرى بدخوله القدس، أهم مركز ديني للأمبراطورية البيزنطية، قام هرقل بدخول مسقط رأس زردشت وهدم هيكل النار الأبدية فيها والتي يعبدها المجوس. ومن ثم هاجم قوات الفرس في معركة فاصلة بالقرب من نينوى في العراق وانتصر عليها. واتفق مع ابن كسرى الثاني على تسلم بلاد الفرس. فقام هذا الأخير بقتل والده وحكم البلاد. وقد شمل اتفاق هرقل والملك الجديد على سلم بين الدولتين على أن يسحب الفرس كل القبائل التي اسكنوها في جبال لبنان ويعيدوها إلى مواطنها. ومن ثم أعاد هرقل خشبة الصليب إلى بيت المقدس.

وبعد سنوات قامت في بلاد العرب دعوة دينية ألبت القبائل العربية وجمعتها تحت قيادة واحدة. ومن ثم خرج هؤلاء وانتشروا في بلاد الشام واحتلوا دمشق والقدس وبعلبك وانطاكية. وفي الشرق دخلوا المدائن عاصمة الفرس وفرضوا على هؤلاء اعتناق نظريتهم الدينية المبسطة والتي لا تفلسف الأمور لتفتح مجالا للتفسيرات والانشقاقات. ولكنهم لم يدخلوا إلى المدن الساحلية في لبنان إلا بعد أن تفاقمت المشاكل وضعفت مقاومة جيوش المبراطورية. فقد كان هرقل بجولته وحروبه في الشرق تأثر بنظريات دينية اختلفت مع الارثوذكسية السائدة في العاصمة وحاول اطلاق نظرية جديدة تشمل الجميع ما خلخل ولاء المقربين منه وأضعف القرار السياسي وبالطبع الحسم العسكري مع هذه القوى الجديدة التي لم تكن أخذت بعين الاعتبار في البدء لا بل كان الأهالي في دمشق والمدن حولها والذين عانوا من النهب الذي جرى من قبل الفرس ومن ثم وبعد تحرير بلدهم عاد جباة الضرائب ليطالبوا بضرائب السنوات التي احتل فيها الفرس المنطقة ما اثار ردة فعل عند السكان وجعلهم يستقبلون القبائل العربية الغازية والتي لا مطالب كبيرة لها. حتى أن ابناء دمشق قاموا هم بتنظيم الدولة الجديدة خاصة من الناحية المالية والضرائب.

وعلى صعيد لبنان وبعد الهجمة الآولى واحتلال المدن الداخلية الكبرى كانت الجندية اللبنانية قد حلت كجزء اساسي من الخطة الدفاعية البيزنطية فلم تتعرض هذه القوى لمن دخل إلى المدن الساحلية من جنوب البلاد. ولكن بعد أن استوعب من في مراكز القرار في القسطنطينية الأمر وضعوا خطة لهجوم معاكس لجيش الامبراطورية اعتمد على استغلال ما تبقى من القوات اللبنانية ودعمهم بقوى جديدة لكي تقطع الطرق على الخليفة الذي سكن دمشق كي يسحب جيوشه من على أبواب القسطنطينية. من هنا كان قرار الامبراطور قسطنطين اللحياني اعادة استقدام بعض المقاتلين من قبائل "المردايت" الذين كانوا سحبوا من لبنان في الاتفاق مع الفرس والذين يسكنون جنوب ارمينيا وهم يعرفون البلاد والحرب فيها ، وكان اصبح لهم علاقات مع السكان المحليين، مع اعادة تفعيل الجندية اللبنانية واشغال العرب من الخلف ما يضطرهم إلى توقيع معاهدة يحتاجها الامبراطور لاعادة التنظيم.

في هذه الأثناء كان كرسي بطرس الانطاكي قد فرغ ولم يستطع المؤمنون أن ينتخبوا بطريركا عليه بسبب وجود قوة جديدة تختلف عنهم بالايمان. وهكذا يوم دخل "المردايت" مجددا إلى لبنان واندمجوا مع شعبه وقاموا بهجمات كثيرة على أطراف دمشق قطعت الطرق وهددت استقرار الخلافة ما اضطر معاوية إلى توقيع معاهدة مع الامبراطور لوقف هجمات هؤلاء ومنع ضررهم على عاصمته وكان من ضمن الشروط انسحاب القوى من المناطق التي تهدد القسطنطينية. من هنا تسمية المؤرخين العرب لهذه القوى "المردة" وأحيانا "خيل الروم" فكلمة مردة من مردايت وخيل الروم لأن هذه القوى مع الجندية اللبنانية قوامها من الفرسان أي الخيالة الذين يغيرون بسرعة وينسحبون إلى الجبال بعد انتهاء مهمتهم وهذا ما أربك السلطة الجديدة في دمشق.

كانت الأموال التي نصت عليها المعاهدة يدفعها معاوية وخلفائه لهم وهي كانت بدل مصاريف هذه القوى فلا يضطر الامبراطور لدفع أية مبالغ من مالية الدولة. من هنا وعندما تسلم يوستينيانس الأخرم الحكم وقام بتبني نظرية دينية تخالف الارثوذوكسية والكاثوليكية حاول أن يتدبر بعض أموره المالية وكان الخليفة يومها عبد الملك بن مروان وقد أقنع بدهائه الامبراطور بكف تهديد هؤلاء اللبنانيين والمردة عنه مقابل أن يدفع له مباشرة وليس لهم أكثر مما كان معاوية اتفق أن يدفع لهؤلاء. وقد سمح لجيش الامبراطور بالوصول إلى لبنان لتنفيذ هذا الأمر بأن سحب قواته وفتح ممر لعبور هذا الجيش ليقوم بسحب جزء من هذه القوات والسيطرة على ما تبقى من "الجندية اللبنانية" الذين كانوا اعتادوا على تهديد دمشق كلما سنحت لهم الفرصة. وكان معاوية قد أستقدم بعض القبائل من العراق اليوم ومنهم التنوخيين وأسكنهم بالقرب من بيروت ليحموا الثغور البحرية ولكنهم لم يجرؤوا على مهاجمة القوات المتمركزة في الجبال.

قام يوستينيانوس بسحب 12 الف جندي كما يقول المؤرخون وهم قوات المردايت وأعادهم إلى بلادهم وهنا يقول بعض المؤرخين بأنه "هدم بيده السد النحاسي" الذي كان يحمي اراضي الأمبراطورية. ولم يكتفِ بذلك بل خدع قائد جيشه الأمير قائد الفرسان اللبنانيين وقتله بقصد تشتيت قواته وهاجم هؤلاء الفرسان ما اضطرهم إلى الهرب صوب الجبال وترك سهل البقاع بدون حماية. وهذه العملية كانت شديدة التأثير على ما تبقى من الجندية اللبنانية وقد جعلت هؤلاء يضمرون السؤ للامبراطور ولم يكتفِ يوستينيانوس بهذا القدر ولكنه، وقد كان الخلاف العقائدي على أشده بين أتباع مارون واليعاقبة، هاجم جيش الأمبراطور دير مارون على العاصي وهدمه وقتل رهبانه وما كان من من تبقى إلا الهرب باتجاه لبنان حيث احتموا بالقوى التي أصبحت متمردة على الملك. وهنا قام الشعب بانتخاب بطريرك عليهم هو يوحنا مارون وأطلقوا عليه لقب بطريرك انطاكية ما أعطى المقاتلين والشعب الذي يتحدرون منه تماسكا أكثر إذا أصبح له قيادة روحية اضافة إلى القيادة الدنيوية . وهكذا لما وصل جيش الأمبراطور إلى منطقة طرابلس ليكمل مهمته بالقضاء على هذه المقاومة وقد خيم في منطقة الكورة تصدى له هؤلاء الفرسان وهاجموا الجيش وكسروه فقتل في المعركة مرقيان أحد قائدي الجيش ودفن في مكان لا يزال معروفا ومن ثم وصلت الأخبار من القسطنطينية بأن نوعا من الانقلاب حصل في القصر والقي القبض على يوستسنيانوس الملك من قبل ليونيتس وقطع انفه ونفي إلى شبه جزيرة القرم. ولو أن ليونيتس كان متسامحا لا بل أقرب إلى الخلقيدونيين من الناحية العقائدية ولكن تتبايع الأحداث وتطورها الذي أدى فيما بعد إلى اسقاطه من قبل طيباريوس ومن ثم عودة يوستينيانوس من منفاه وسيطرته على الحكم مجددا واعدام ليونيتس وطيباريوس ومن جهة العرب سيطرة عبد الملك بن مروان على الأحداث في العراق والحجاز باخماده ثورة ابن الزبير وما تبقى من ثورة شيعة الحسين ما جعل اللبنانيين يبعدون أكثر فأكثر لا بل ينعزلون في جبالهم ويحجمون عن التدخل بالأحداث الخارجية مكتفين بحماية معتقداتهم وبلادهم ما استوعبه الخليفة واكتفى بعدم التحرش بهم.          

(1) يقول بروكوب في تاريخه عن حروب كسرى الكبير على عهد يوستينيانس الأول أي بين 537 و546 :"إن يوستينيانوس في سنة 527 أخرج باليزاريوس على الفرس وأضاف اليه كوزاس وبوزاس قائدي "جندية لبنان" فكوزاس وقع اسيرا أما بوزاس فأستبسل ورقي إلى رتبة أركان حرب. وبعد مدة أي سنة 541 حاصر كسرى انطاكية وهرع "اللبنانيون" إلى الدفاع عنها. وإن تيوتيست ومولاز قائدي الجنود اللبنانية وصلا بستة آلاف فارس ولما رأوا المدينة قد أخذت اركنوا إلى النجاة من العدو ورجعوا إلى جبالهم. وفي سنة 543 عندما استؤنفت الحرب بين الروم والفرس أضاف باليزاريوس إلى جيشه راسيتانيوس ونيوتيست قائدي الجندية اللبنانية وهؤلاء لما رأوا أنه لا بد لهم من أن يبعدوا عن سوريا رفضوا ذلك وصرحوا بأنهم يخشون أن يداهم العرب سورية وفينيقية وينهبوهما ببعادهم وحراستهما موكلة اليهم من الملك. ولكن باليزاريوس أخذ ذلك على ضمانته فتبعوه مدة شهرين ورجعوا عنه فاضطر القائد الأكبر أن يرجع أيضا على أعقابه". 

(2) يقول المؤرخ المعروف ثاوفان:"أنه في سنة 699م دخل المردايت إلى لبنان واستولوا على كل ما هو من جبل اللكام حتى المدينة المقدسة واحتلوا بعض مشارف لبنان وضوى اليهم جماعة كثيرة من العبيد ةالأسرى ومن الوطنيين حتى أنهم في مدى زمن قصير بلغوا الوفا كثيرة. ولما سمع معاوية ومستشاروه بذلك خافوا حوفا شديدا حتى انهم لموضع اعتقادهم بأن مملكة الروم محمية بعناية الله أرسلوا رسلا إلى قسطنطين الملك في طلب الصلح وفوضوا اليهم أن يعرضوا أيضا الجزية السنوية. فقبل الملك هؤلاء بالحلم واستجاب طلبهم وانفذ معهم إلى سورية البطريق يوحنا الملقب بالبنزيوكودي وهو شيخ حنكه الدهر واشتهر بالفطنة في أمر المصالح العمومية بحيث يمكنه أن يداول العرب فيما يوافق المصلحة على ما يرام وأن يقرر شروط الصلح. فلما بلغ سورية جمع معاوية خواصه من بني أمية وقريش واستقبله بحفاوة ومن بعد الأخذ والرد في أمر الصلح تم الاتفاق بين الفريقين على تحرير شروط الصلح كتابة وكانت كما يلي: أن يدفع العرب لخزينة الروم كل سنة ثلاثة آلاف وزنة من الذهب وثمانية آلاف مملوك وخمسين فرسا كريما. ومن بعد أن تقرر ذلك بين الفريقين وتم عهد الصلح بين الروم والعرب إلى ثلاثين سنة واستلم كل فريق صكا شرعيا بها عاد ذاك الرجل الشريف المشار إليه بهدايا نفيسة إلى الملك. وما كاد يبلغ خبر الصلح إلى سكان الغرب حتى أرسل خاغان أمير الأيبريين وسائر ملوك تلك المقاطعات وحكامها واكابر رجال الطوائف الغربية رسلا يحملون الهدايا إلى الملك لأجل عقد صلح بينهم وبينه. فأجاب الملك سؤلهم وأقر عهد الصلح معهم على ما يوافقه وهكذا ساد الأمان والسلام في الشرق والغرب معا."

(3)  يقول البعض بأن يوحنا مارون كان انتخب بطريركا قبل تنصيب يوستسنيانوس بسنة أي قبل تلك الأحداث لخلو كرسي بطريركية انطاكية وعدم انتخاب بطريرك عليها.

 

لبنان العدالة المغيبة في أسابيع ذكرى شهداء الاغتيالات

نبيل بومنصف/النهار العربي/20 تشرين الثاني/2022

في الأسابيع الطالعة وامتداداً الى نهاية السنة، يعود غالباً ملف الاغتيالات في لبنان ليفتح بثقل متزايد تحت وطأة قصور مخيف في التحقيقات القضائية المتصلة بهذه الاغتيالات، إذ تصادف تباعاً في هذه الأسابيع ما بين عيد الاستقلال وما بعد عيد الميلاد ذكرى اغتيال كل من الشهداء الوزير والنائب السابق بيار أمين الجميل ومن ثم الصحافي والنائب السابق جبران تويني، والعميد فرنسوا الحاج، والسفير السابق محمد شطح. في كل سنة تتكرر الأدبيات نفسها في هذه المحطة الزمنية العابقة بذكرى شهداء تعاقب سقوطهم في محطات العصف الإجرامي الذي أودى بهم كما بشهداء قبلهم وبعدهم ولكن القاسم المشترك بينهم لا يتبدل ولم يتبدل، وهو أنهم سقطوا غيلة في درب الدفاع عن السيادة والاستقلال والقرار الحر، كما أن الخط البياني المقابل يتمثل في طمس التحقيقات القضائية واختفائها تقريباً بما يبقي العدالة في لبنان قضية ضائعة على طريق اندثار الدولة وقيمها الأساسية الجوهرية. غدا سيحيي حزب الكتائب اللبنانية الذكرى الـ 16 لاغتيال بيار الجميل، وبعدها في 12 كانون الأول (ديسمبر) ستحيي "النهار" الذكرى الـ17 لاغتيال جبران تويني، وستحيي في اليوم نفسه عائلة فرنسوا الحاج الذكرى الـ15 لاغتياله، ومن ثم ستحيي عائلة السفير والوزير السابق محمد شطح الذكرى التاسعة لاغتياله في 27 كانون الأول… سلسلة مواعيد وتواريخ تسبقها وتعقبها سلسلة أخرى لشهداء آخرين تأتي هذه السنة في ظروف تغييب العدالة تغييباً تاماً مطلقاً وتعيد هذا الملف بقوة اكبر من السابق الى حيز السؤال: أي لبنان وأي دولة من دون إحقاق الحق ومن دون وضع العدالة وواقع القضاء في لبنان في أولوية الأولويات اذا كان لا يزال من طموحات واقعية بإعادة الاعتبار لمنطق الدولة؟ هذه السنة تمتزج آفاق قضية العدالة الضائعة والمغيبة إلى حدود اغتيال العدالة بذاتها مع ضياع كل المعطيات الجادة حيال دولة عادت تبحث مجدداً عن إمكانات تعويمها في ظل الفراغ الرئاسي الذي يعاني منه لبنان مجدداً منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي. يجرجر لبنان ذيول الإخفاق الأخطر في بناء الدولة والحفاظ على معالم النظام الديموقراطي الدستوري أمام تكرار تجربة لعلها الأسوأ في تاريخ تجارب الفراغ الرئاسي ولذا سيواجه الكثيرون حين يتذكرون شهداء "ثورة الأرز" الاسى المتعاظم لدى تساؤلهم متى العدالة وهل ستكون عدالة لأرواح الشهداء ومشاعر الذين ينتظرون عبثاً إحقاق الحق. لقد كانت تجربة شل التحقيق القضائي في أسوأ انفجار تقليدي عرفه لبنان والعالم في مرفأ بيروت وأودى أيضاً بحياة نحو 220 شهيداً النموذج الأشد شراسة حيال عرقلة العدالة وشل مهمة المحقق العدلي في ملف الانفجار على يد ساسة فاسدين مشتبهين حتى الساعة. كان شل العدالة أيضاً في ملفات شهداء الاغتيالات موازياً في الشراسة والترهيب والاجرام. يغرق لبنان اليوم في تفاهة السياسة وثرثرة التافهين على خلفية ملء الوقت الضائع في زمن انتظار صفقة تأتي برئيس للجمهورية. ولكن أحداً لا يتوهم أن الدولة ستعود يوماً إذا بقيت العدالة مضيعة بهذا النمط حتى لو ملئت الكراسي بما يسمى رؤساء ومسؤولين.

 

 لماذا تتعاطى الدول الغربيّة بـ"برودة" مع قوى لبنانيّة "محسوبة" عليها؟

فارس خشان/النهار العربي/20 تشرين الثاني/2022

يخرج المناوئون لـ"حزب الله" والهيمنة الإيرانيّة على لبنان مستائين من لقاءاتهم مع المرجعيات المعنيّة بلبنان، في عدد من الدول الخارجيّة، ولا سيّما منها فرنسا، انطلاقاً من اقتناع مكوّن لديهم بأنّ الدول "باعتنا".

 هل هؤلاء محقون؟

 إنّ الإجابة عن هذا السؤال، وهو بحجم قضيّة، لا يمكن أن تكون من منطلقات مبدئيّة، لأنّ "أصحاب القضيّة" في مكان ومنطق الخارج، مهما كان هذا الخارج قريباً تاريخيّاً من لبنان ويتقاطع بمبادئه مع "أصحاب القضيّة"، في مكان آخر.  ولهذا، فإنّ المنهجيّة العلميّة لمحاولة فهم طريقة تفكير هذا الخارج، تقتضي أن نضع عقله في رؤوس "أصحاب القضيّة"، لأنّ ذلك يُسهّل على الطرف المستاء والمحبط أن يُدرك نقاط ضعفه في مقابل نقاط قوّة خصمه، وأن يبلور خطّة عمل تعينه على تحقيق مكاسب حقيقيّة وفتح الأفق على آمال واقعيّة.

 وعليه، كيف يفكّر الخارج؟

 لنأخذ فرنسا مثالاً، على اعتبار أنّها الطرف الدولي الأكثر اهتماماً بلبنان.

السؤال الأوّل الذي يطرح نفسه: لماذا تهتم فرنسا، إلى هذا الحدّ بلبنان؟

الجواب الفرنسي الحقيقي، الخالي من الرومانسيّة: وجودنا مهم في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط، ولهذا نهتم بقدرتنا على التأثير في لبنان، من خلال العمل السياسي، والمصالح الاقتصاديّة، والوجود العسكري، والتمدّد الثقافي، والفاعليّة الاجتماعيّة. ولا نُخفي أنّ هاجسنا الأوّل هو سلامة وحدتنا العاملة ضمن "يونيفيل".

 السؤال الثاني: كيف توفّرون هذه الطموحات والمصالح والأولويّات؟

الجواب الفرنسي المباشر: من خلال إقامة أفضل العلاقات مع مختلف القوى المؤثّرة في لبنان. و"حزب الله"، في السنوات الأخيرة، لم يعد مؤثّراً أمنيّاً فحسب بل سلطويّاً، أيضاً، وعليه إنّ غالبيّة القرارات في لبنان يستحيل أن تمر من دون موافقة أو رضى هذا الحزب.

السؤال الثالث: ولكن بين فرنسا و"حزب الله" هوّة عقائدية وفكريّة ومبدئيّة ضخمة، فكيف يمكن، والحالة هذه أن تناصروه، في كثير من الأحيان، على حساب القوى التي تتقاسم معكم الثقافة نفسها؟

الجواب الفرنسي الصريح: نحن نحاول، من خلال العلاقة مع "حزب الله"، أن نحفظ مصالحنا، من جهة ونخفّف الخسائر التي يمكن أن تلحق بالقوى "الأقرب ثقافيّاً إلينا"، من جهة أخرى.

 السؤال الرابع: لكنّ النهج الذي تعتمدونه، يُرسّخ، مع الزمن، قوّة "حزب الله" على حساب الآخرين؟

الجواب الفرنسي الحاسم، أقرب إلى القول الوارد في الإنجيل: من له يُعطى ويُزاد ومن ليس له يؤخذ منه!

 السؤال الخامس: ما الذي يمكن فعله لنغيّر هذا النوع من السلوك؟

الجواب الفرنسي الاستشرافي: نحن، في العام 2014، عندما احتلّت روسيا شبه جزيرة القرم وسلختها عن أوكرانيا، فرضنا والاتحاد الأوروبي عقوبات على القيادات الروسيّة، ولكنّنا حاورناها، حتى لا تتوسّع في مخططها. لم ندعم يومها أوكرانيا لا بالسلاح ولا بتوتير العلاقات مع روسيا، وقد اختلف موقفنا بعد أسبوع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي.

هذا الاختلاف في التعاطي بين 2014 و2022 لا يعود الى تطوّر في فكرنا الجيو سياسي، بل إلى اختلاف طريقة تعامل الأوكرانيّين أنفسهم، ففي العام 2014 كانوا أعجز من أن يقاوموا، وفي العام 2022 جعلوا روسيا أعجز من أن تنتصر.

 وعليه، فنحن كنّا الى جانب أوكرانيا، الأقرب إلينا، وعلى حساب مصالحنا المباشرة، لأنّ الأوكرانيّين، قيادة وجيشاً وشعباً، قرروا المواجهة وعقدوا العزم على الانتصار. لم يكونوا يطلبون من أحد أن يحارب عنهم، بل أن يدعمهم في مقاومتهم الصحيحة.

 وفي الشأن الإيراني، نحن لم نكن جزءاً من مشروع تغيير النظام ولم نصبح بعد جزءاً من هذا المشروع، وطالما اعتمدنا "دبلوماسيّة التواصل" مع القيادة الإيرانيّة، وحين اندلعت "ثورة الحجاب" تعاطينا معها، كما لو كانت ظاهرة عابرة، ولكن كان للشعب الإيراني كلمة أخرى، فواصل مظاهراته وانتفاضته، حتى فرض نفسه فرضاً على الرأي العام الفرنسي والأوروبي، وحينها، وجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه مضطراً إلى التخلّي عن "دبلوماسيّة الحياد" ودخل على خط الدعم المعنوي للثائرات الإيرانيّات، من خلال لقائه الناشطات الإيرانيّات الأربع، قبل تسعة أيّام، وإطلاق مواقف مؤيّدة لثورتهنّ، لاحقاً.

بطبيعة الحال، يطالبنا الثوّار الإيرانيّون بدعم أكبر بكثير، ولكنّ توفير هذا الدعم المطلوب لن يكون إلّا إذا أثبتت ثورة الإيرانيّين نفسها أكبر بكثير.

معنى ذلك كلّه أنّ فرنسا تقف إلى جانب "الأقرب إليها"، عندما يقف هو إلى "جانب نفسه".

وأنتم في لبنان، ماذا فعلتم؟

 السؤال الساس: تخلّيتم عن "ثورة 17 تشرين الأوّل (أكتوبر)" 2022؟

الجواب الفرنسي الرافض: هذا تقييم خاطئ. نحن وقفنا بقوة الى جانب هذه الثورة، وفتحنا لها أبوابنا، واستعملنا في تصريحاتنا أدبيّاتها، ومنعنا أن تدخل مساعداتنا وشركاءنا إلى الشعب اللبناني من خلال مؤسسات الدولة وسلطاتها، ووضعنا مبادرة إنقاذيّة تقوم على إبعاد "كلهن يعني كلهن" عن الحكومة وخلاف ذلك الكثير. إلّا أنّ ما حصل لاحقاً قد خيّب آمالنا وأمال الشعب اللبناني، فالثورة لم تتوقف، فحسب، بل انقسم الثوّار على أنفسهم أيضاً، وبدل أن يستفيدوا من الزخم الذي نالوه من جميع الأطراف الخارجيّين تضرّروا منه، لأنّهم تعاملوا معه كما لو كان مكسباً دائماً، وبالتالي يمكنهم أن يتنافسوا على الحصص والمواقع والمكاسب.  السؤال الأخير: ماذا على "الجانب الأقرب إليكم" أن يفعل لتعودوا إليه؟ الجواب الفرنسي اللمّاح: أبدعوا وابهرونا!       

 

الشغور الرئاسي يلاحق مؤسسة الجيش

محمد شقير/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني/2022

بدأت الأوساط السياسية تتحسّب للتداعيات المترتبة على حسن تسيير المرافق العامة في لبنان إذا تجاوز الشغور في موقع رئاسة الجمهورية الخطوط الحمر واستمر إلى أمد طويل، لما سيكون له من انعكاسات ترفع منسوب انحلال ما تبقّى من الإدارات والمؤسسات على قيد الحياة، وتحديداً تلك المعنية بالشأنين الأمني والمالي، وهذا ما يدفع بحكومة تصريف الأعمال للبحث في حلول مؤقتة لملء الفراغ في ضوء إحالة اقتراح مشروع القانون الذي يحمل صفة المعجّل والمكرّر الذي تقدّم به نواب «اللقاء الديمقراطي» والرامي للتمديد للمديرين العامّين، إلى اللجان النيابية المشتركة لدراسته.

وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن إعادة النصاب إلى المجلس العسكري في الجيش اللبناني وُضعت على نار حامية بإحالة رئيس الأركان العامة في الجيش اللواء أمين العرم على التقاعد قريباً، ولاحقاً زميليه مدير الإدارة في المؤسسة العسكرية اللواء مالك شمص، والمفتش العام اللواء ميلاد إسحق، وجميع هؤلاء أعضاء فيه، ويتم بقرار يصدر عن مجلس الوزراء الذي لن ينعقد في ظل وجود حكومة تصريف الأعمال.

وكشف مصدر وزاري بأن هناك إمكانية لملء الفراغ في المجلس العسكري الذي يتشكل من 5 أعضاء برتبة لواء، إضافة إلى رئيسه قائد الجيش العماد جوزف عون، ولا ينعقد إلا في حضور خمسة من أعضائه، ويتخذ قراراته بأكثرية أعضائه، وفي حال تساوت الأصوات يبقى صوت العماد عون هو المرجّح.

وقال إنه يمكن لوزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال العميد المتقاعد موريس سليم أن يأخذ المبادرة لتفادي الشغور في المجلس العسكري بإصدار قرار يقضي بتأجيل تسريح الضباط الثلاثة من الخدمة العسكرية إلى حين تسمح الظروف بتعيين مجلس الوزراء من يخلفهم، ولفت إلى أن الوزير في هذه الحال يستعين بسوابق في هذا الخصوص نص عليها قانون الدفاع الوطني، كانت آخرها السابقة التي اعتمدها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع آنذاك الراحل فايز غصن بتأجيل تسريح قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، ومدير المخابرات العميد إدمون فاضل.

وقال المصدر الوزاري بأن قرار تأجيل تسريحهم هو بيد الوزير سليم المحسوب على رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، ورأى بأنه لن يتردّد في إصدار قرار بتأجيل تسريحهم؛ حرصاً منه على سير العمل داخل المؤسسة العسكرية في ظل الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان، ودور الجيش إلى جانب القوى الأمنية في الحفاظ على السلم الأهلي والاستقرار العام، باعتبار أنه يشكل صمام الأمان لمنع تدهور الوضع الأمني على غرار التدهور الذي أصاب الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية بغياب الحد الأدنى من الحلول.

وأكد بأن انتظام المؤسسة العسكرية يستدعي تأمين النصاب في المجلس العسكري، خصوصاً أن المجتمع الدولي يُجمع على توفير الدعم لها إلى جانب القوى الأمنية الأخرى؛ كونها تشكل الاحتياط المطلوب لمنع انهيار الدولة ريثما يصار إلى إخراج البلد من أزمته السياسية، بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية لإعادة الانتظام إلى المؤسسات الدستورية، وبالتالي فهناك ضرورة لقطع الطريق على شل المجلس العسكري بسبب تعذّر انعقاده بإحالة ثلاثة من أعضائه إلى التقاعد.

ويعود للمجلس العسكري اتخاذ القرار من خلال مديرية الإدارة في الجيش بكل ما يتعلّق بالتلزيمات وبالمصاريف المالية، سواء المتعلقة بتأمين التغذية للعسكريين أو بتوفير الاحتياجات من صحية وطبية ولوجيستية، إضافة إلى دوره في تعيين رئيس المحكمة العسكرية وترقية الضباط من رتبة رائد وما فوق، وتعيين قادة الألوية والوحدات وقيادات المناطق وإصدار التشكيلات العسكرية، وفتح باب التطوّع لتلامذة المدرسة الحربية.

لذلك فإن الضرورات تبيح المحظورات، مع أن قانون الدفاع يجيز لوزير الدفاع إصدار قرارات بتأجيل تسريح الضباط، وهذا ما سيحصل حكماً ولن يلقى اعتراضاً من هذا الفريق أو ذاك، طالما أن جميع الأطراف تُجمع على الإشادة بدور العماد عون وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى.

وبالنسبة إلى استمرار الشغور الرئاسي إلى أمد مديد، فإن حكومة تصريف الأعمال تقف أمام استحقاق تعيين خلف للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يحال إلى التقاعد في آذار المقبل؛ لبلوغه السن القانونية، ولا يبدو حتى الساعة أن اختيار من يخلفه في متناول اليد؛ لأن التعيين يعود إلى مجلس الوزراء شرط أن يكون كامل الأوصاف، إلا إذا تبنّت اللجان النيابية المشتركة اقتراح القانون المعجّل المقدّم من نواب «اللقاء الديمقراطي»، برئاسة النائب تيمور جنبلاط، وإحالته إلى الهيئة العامة في البرلمان لإقراره في جلسة تأتي في سياق تشريع الضرورة الذي لا يزال موضع خلاف بين الكتل النيابية على إعطاء الأولوية لانتخاب الرئيس، رغم أن للواء إبراهيم دوراً يتجاوز الداخل إلى الخارج لما لديه من شبكة علاقات عربية ودولية.

أما بخصوص مصرف لبنان فإن استمرار الشغور إلى ما بعد تموز المقبل، وهو الموعد المحدد لانتهاء ولاية حاكم البنك المركزي رياض سلامة، فإنه لا مجال للتمديد له، وبالتالي سينوب عنه نائبه الأول وسيم منصوري الذي يرأس المجلس المركزي بغياب أي ممثل للموارنة، لأن مدير عام وزارة المال بالوكالة جورج معراوي (ماروني) لا يحق له حضور اجتماعاته؛ لأنه يشغل منصبه بالوكالة بالنيابة عن المدير العام الأصيل، وهو ماروني كان أُحيل للتقاعد، وهذا ما يشكّل سابقة.

فهل يصار إلى تجاوز الخلل بإنهاء الشغور الرئاسي قبل تموز المقبل لما للمجلس المركزي من دور في الإدارة المالية للبلد؟ وماذا ستكون ردة الفعل المارونية إذا استمر إلى أمد طويل؟

 

اتّساع التباين بين "التيار" و"القوات".. وحربٌ إعلاميّة

يوسف دياب/الشرق الأوسط/20 تشرين الثاني 2022

تتسع مساحة التباعد بين القوتين المسيحيتين «التيار الوطني الحرّ» وحزب «القوات اللبنانية» حول مقاربة الملفات السياسية، وعلى رأسها استحقاق الانتخابات الرئاسية، فيقدّم كلّ منهما رؤيته للرئيس العتيد، وكيفية إدارة الدولة خلال العهد الجديد. ورغم التباين الحادّ والحرب الإعلامية بينهما، يسعى «التيار الوطني الحرّ» للتقارب مجدداً وفتح قنوات التواصل، علّه ينجح في إحياء «تفاهم معراب» الذي أوصل ميشال عون إلى قصر بعبدا قبل 6 سنوات، لعلّه يمهّد لتكرار التجربة مع جبران باسيل، لكن الأجواء توحي بأن قيادة «القوات اللبنانية» أقفلت كلّ خطوط التواصل مع هذا الفريق بعد التجربة المرّة التي عايشتها مع ولاية الرئيس السابق ميشال عون، والتي لا تقبل تكرارها تحت أي ظرف.

وانطلاقاً من مقولة «لا خصومة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة»، لا يستبعد مراقبون إمكانية التفاهم مجدداً بين الفريقين، فالاستحقاق الرئاسي لا يمكن إنجازه ما لم يحظَ الرئيس العتيد بقبول أحد الطرفين. ويتحدّث هؤلاء عن «أرضية يمكن أن تؤسس للتقارب بينهما، بدءاً من نظرتهما المشتركة لحتميّة انعقاد البرلمان اللبناني بأكثرية الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية، ورفضهما تشريع الضرورة باعتبار أن البرلمان تحوّل إلى هيئة ناخبة بعد الشغور الرئاسي، والتوافق على ألّا تستولي حكومة تصريف الأعمال على صلاحيات رئيس الجمهورية وتمارسها من دون ضوابط».

تلاقي الطرفين على مسلّمات دستورية لا يعني إمكانية التقاطع على الملفات الخلافية، وأهمها انتخاب الرئيس ومسار بناء الدولة، ويرى عضو كتلة «الجمهورية القويّة» النائب غياث يزبك، أن «الاتفاق على نصاب جلسات الانتخاب يندرج ضم البديهيات الدستورية، وبخلفية طمأنة المسيحيين، لكن عندما نصل إلى التنفيذ نتناقض في كلّ شيء؛ لأن (التيار) لا يعني ما يقوله». ويقول يزبك لـ«الشرق الأوسط»: «لو كانوا يحترمون رئاسة الجمهورية لما صوّتوا بالورقة البيضاء، هم يريدون رئيساً توافقياً اسمه جبران باسيل، ونحن نريد رئيساً سيادياً اسمه ميشال معوض»، معتبراً أن «محاولة انفتاح (التيار الحرّ) على (القوات) وقوى سياسية أخرى، لها تفسير واحد هو رفض (حزب الله) ترشيح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية». وكانت قيادة «القوات اللبنانية» رفضت استقبال وفد نيابي يمثل «الوطني الحر»، لمناقشة الأولويات الرئاسية، من دون أن تبرر الأسباب، ويذكّر النائب غياث يزبك، بأنه «في عام 2016 توجهوا إلى معراب (مقرّ قيادة القوات اللبنانية) من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وبعد انتخاب ميشال عون تنصّلوا من كلّ شيء، واليوم يريدون أن يصلوا مجدداً إلى قصر بعبدا، وإذا تطلب الأمر يذهب جبران إلى معراب ويبيت فيها أياماً طويلة من أجل ضمان انتخابه رئيساً، فلن يتردد».

ويضيف يزبك: «نحن نريد الرئيس القوي بالدستور وبالدولة، وهم يريدون الرئيس المستقوي بالدويلة». ويلفت إلى أن «جبران باسيل وعمه (ميشال عون) يجسدان النموذج الفاقع لرجل السلطة، وليس رجل الدولة الذي يحمي نفسه»، مبدياً أسفه لأن «الدولة لا تقوم الآن على مفاهيم دستورية، بل على مفهوم يحكمه (حزب الله)، عبر ممارسة الغلبة بواسطة السلاح».

وتتقاطع مصلحة «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» على رفض انتخاب رئيس تيّار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، وعلى اعتراضهما على أي مرشّح لا يحظى بتمثيل شعبي، أو بغطاء سياسي من أحدهما، ويؤكد عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحرّ»، وليد الأشقر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محاولة انفتاح (التيار الوطني الحرّ) على (القوات اللبنانية) تأتي في سياق إعطاء الانتخابات الرئاسية الأولوية، لكونها تتقدّم على تشريع الضرورة، أو عمل حكومة تصريف الأعمال». ويبدي أسفه لأن «القوات اللبنانية»، «تتعامل مع (التيار) بخلفية النكد السياسي الذي اعتادت على ممارسته، ولذلك رفضوا استقبال وفد (التيار) للتباحث في ملفّ الاستحقاق الرئاسي». وشهدت علاقة الطرفين انتكاسة كبرى إثر اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، التي استقال على أثرها وزراء «القوات اللبنانية» من الحكومة، وإعلان الأخيرة دعمها لـ«الثورة وعدم الانخراط في حكومتي حسان دياب ونجيب ميقاتي اللتين مثّلتا فريق (8 آذار)»، إلّا أن العلاقة بلغت حدّ الافتراق التام قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، خصوصاً بعد الإشكالات بين الطرفين في الجامعات والمناطق المختلطة، لكنّ وليد الأشقر يشدد على أن «التواصل موجود بشكل دائم بين الطرفين عبر النائب إبراهيم كنعان (عضو تكتل «لبنان القوي» الذي يرأسه باسيل)، والنائب ملحم الرياشي (عضو كتلة «الجمهورية القوية»)». ويتابع: «رغم كل الأزمات بقيت شعرة معاوية موجودة بين الطرفين، كما أن اتصالات كنعان ورياشي المتواصلة تستخدم أحياناً لتهدئة أجواء معينة». ويشير الأشقر إلى أن «التيار»، «يريد رئيساً يحظى بتمثيل شعبي وازن، وإذا قرر أحد الطرفين دعم هذا المرشّح، يعني أن الحيثية الشعبية جيّرت له»، مؤكداً أن «هذه الورقة لن نعطيها لسليمان فرنجية؛ لأنه لا يتمتع بالمؤهلات التي تضمنتها ورقتنا الرئاسية، ولا يلتزم ببنودها، وكلّ المحاولات التي تجري لا توصل إلى رئيس للجمهورية».

 

المعارضة شريكة الموالاة في "الكوميديا السوداء"

إيلي القصيفي/اساس ميديا/الأحد 20 تشرين الثاني 2022

للمرّة السادسة على التوالي يتواصل عرض مسرحية انتخاب رئيس للجمهورية في المجلس النيابي. فعناصر العمل المسرحي متوافرة كلّها. فلا المرشّحون المعلَنون يصدّقون أنفسهم، وإن هم فعلوا في لحظة نشوة فإنّ مؤيّديهم يوقظونهم من سكرتهم حين يعلنون صراحة أو مواربة أنّهم مستعدّون للتخلّي عنهم في لحظة التسوية.

شخوص المسرح

هذا ما فعله تباعاً وليد جنبلاط وسمير جعجع مع ميشال معوّض. ولا المرشّحون المستترون حتى الآن واثقون بأنّ حظوظهم قائمة وأنّ انتخابهم أمر واقع لا مفرّ منه في لحظة التسوية. وهذه حال سليمان فرنجية الذي لم يؤيّد حزب الله ترشيحه جهاراً بعد، ولذلك باتت أيضاً حماسة مناصريه وانتظارهم لحظة انتخابه جزءاً من المسرحية. أمّا نوّاب التغيير فبدلاً من أن يفضحوا العرض المسرحيّ المتواصل في المجلس، فقد أصبحوا يلعبون أدواراً رئيسية فيه، لا بل إنّهم يتبارون فيما بينهم على من يلعب دوره المسرحي أفضل من غيره. غياب المعارضة السياسية الفاعلة يحوِّل التسوية إلى استسلام. هذا ما حصل في 2016، وما يحصل الآن، مع فارق أنّ الحزب ومن ورائه إيران لا يملكان في ظلّ ظروفهما الحالية

حتّى سامي الجميّل، الذي حاول أن يعيد المجلس إلى الواقع من خلال فتح نقاش في النصاب الدستوري لجلسات انتخاب الرئيس، تحوّل بدوره إلى مشارك في المسرحية بدور ثنائي مع رئيس المجلس، إذ يدركان مسبقاً أنّ هذا النقاش لن يصل إلى أيّ مكان، وليس أمامهما سوى أداء دورَيْهما في المسرحيّة بشكل ناجح. هذا قبل أن ينضمّ نديم الجميّل وقبلان قبلان بحماسة إلى العرض المسرحي ولو بأدوار ثانوية، لكن يُسجّل لهما رفضهما الجلوس في مقاعد المشاهدين!

سوابق أقلّ كوميديّة

لم يسبق أن شهد لبنان مثل هذه  "الكوميديا السوداء" التي تحصل في المجلس النيابي. حتى في الانتخابات السابقة لم تكن حال المجلس على هذا القدر من انعدام الجدوى، على الرغم من فشل النواب في انتخاب رئيس خلال أكثر من 50 جلسة على مدى سنتين ونصف سنة. ففي المرّة السابقة كان ترشيح ميشال عون جدّيّاً إلى أقصى حدّ. هذا ما يشكّل الفارق النوعيّ بين الانتخابات السابقة والحالية، التي لا مرشحّ جدّياً فيها على النحو الذي كانه عون. وإذا كان فرنجيّة المرشّح الأكثر جدّيّة الآن، لكنّ جدّيّته ليست نهائيّة، ما دام عدم ترشيحه العلني من قبل الحزب  يعني أنّه مستعدّ للتخلّي عنه والبحث عن مرشّح بديل. ولذلك فرنجيّة هو أيضاً يؤدّي دوراً في المسرحية، وإن كان دوراً أكثر جدّية من الأدوار الأخرى. ويبدو أنّ فرنجية قد تعلّم من أخطائه في الانتخابات السابقة فأصبح أقلّ انفعالاً وأكثر تحفّظاً، لكنّه يدور حتى الآن في حلقة مفرغة ما دام الحزب لم يؤيّد ترشيحه علانية. فنجيب ميقاتي وحتّى نبيه برّي لن يفيداه في شيء إن لم يرشّحه الحزب الحاكم، مدير المسرح.

لكنّ الحلقة المفرغة الأخطر هي تلك التي يدور فيها المجلس النيابي على نحو جعله، وهو السلطة التي تمنح الثقة لباقي السلطات، منزوع الثقة بنفسه قبل أن يفقد الثقة الشعبية به. وهذا أصبح عطباً كبيراً في النظام البرلماني اللبناني. فمَن يحاسب برلماناً لا يؤدّي وظائفه الأساسية؟ وهذا ما يُفترَض أن يدفع في نظام ديمقراطي حقيقي إلى حلّ البرلمان والذهاب إلى انتخابات نيابيّة مبكرة، وإلّا تكن العملية الديمقراطية قد أقفلت على نفسها بنفسها. لم يسبق أن شهد لبنان مثل هذه  "الكوميديا السوداء" التي تحصل في المجلس النيابي. حتى في الانتخابات السابقة لم تكن حال المجلس على هذا القدر من انعدام الجدوى

جمهوريّة مستحيلة

المشكلة أنّ المعارضة والموالاة، إذا ما اعتبرنا أنّ الموالاة هي الحزب وحلفاؤه، والمعارضة خصومهم، تلعبان على المسرح عينه أدواراً مختلفة. لذا لا معارضة حقيقية الآن في لبنان، لا تغييرية ولا تقليدية، وإلا لتوقّفت الكوميديا السوداء في المجلس النيابي، أي لكانت انكسرت تلك الحلقة المفرغة التي يدور فيها البرلمان ومعه البلد بأكمله. لا شكّ أنّ كسر هذه الدائرة المغلقة ما عاد ممكناً من ضمن الدائرة المغلقة نفسها، بل بالخروج منها كليّاً. وذلك من خلال الاستقالة من المجلس النيابي العاجز عن انتخاب رئيس للجمهورية. فلو كنّا في نظام ديمقراطي فعليّ لكانت تبدّلت أولوية انتخاب الرئيس بعدما عجز المجلس ستّ مرّات متتالية عن انتخابه. أصبحت المشكلة الرئيسية في المجلس نفسه لا في الفراغ الرئاسي، وبالتالي صارت الأولوية التخلّص من المجلس العقيم والذهاب إلى انتخابات جديدة. ربّ قائلٍ إنّ هذا أمر غير ممكن حالياً. لكنّنا بتنا أيضاً في جمهورية غير ممكنة. ولذلك يعني عمليّاً عدم ظهور أيّ حالة تمرّد سياسي داخل البرلمان على الأمر الواقع المفروض عليه وعلى البلد، فالموالاة والمعارضة شيء واحد وشركاء في الأزمة، وما عاد ينفع هنا توزيع المسؤوليّات، وكأنّما المسألة تقنية وأخلاقية، بينما هي مسألة سياسية بامتياز وتتطلّب ردّ فعل سياسي ضدّ الموالاة والمعارضة معاً.

موت السياسة

حتّى النواب التغييريّون الذين يقدّمون أنفسهم معارضةً ضمن المعارضة أو معارضةً شاملةً لكلّ المنظومة السياسية، باتوا بدورهم جزءاً من المشكلة وتعبيراً عن انسداد الأفق السياسي في البلد. لقد حكم هؤلاء النواب على أنفسهم بالسقوط السياسي النهائي، إلا إذا أقدموا على تقديم استقالتهم من المجلس النيابي وحمّلوا باقي المعارضة مسؤوليّة الأزمة من خلال القبول بتعطيل المجلس واستمرار الفراغ الرئاسي، وإلّا فليستقِل جميع نوّاب المعارضة. عدم حصول هذا الأمر هو تأكيد لموت السياسة في لبنان. وهو موت يفاقمه سلوك الحزب الأكبر في البلد، أي حزب الله، الذي يتصرّف بذهنيّة أمنيّة مع الأزمة. فالحزب يبحث دائماً عن حلول أمنيّة للمشكلات السياسية.

الحزب الأمنيّ الحاكم

لكنّ هذا دأب حزب الله منذ ولادته، فهو يفاقم خطورة المشكلات. هكذا فعل أقلّه منذ 7 أيار 2008، مروراً بمشاركته في حوار عين التينة مع تيّار المستقبل، ثمّ انتخاب ميشال عون، والآن يتعاطى مع الأزمة الرئاسية الحالية وفق المنطق نفسه، حسبما عبّر أمينه العامّ بالقول: "نريد رئيساً لا يطعن المقاومة في ظهرها". وهذا كلام يطعن المعارضة والسياسة والديمقراطية في قلبها. وهي طعنة نجلاء لا تشفيها أيّ تسوية. إنّ غياب المعارضة السياسية الفاعلة يحوِّل التسوية إلى استسلام. هذا ما حصل في 2016، وما يحصل الآن، مع فارق أنّ الحزب ومن ورائه إيران لا يملكان في ظلّ ظروفهما الحالية، وعلى الرغم من جنوحهما إلى التصعيد أخيراً، ترف التّعنّت كما في 2016. مع ذلك ليست المعارضة مستعدّة لتحسين شروطها، أو حتى خلط الأوراق أو قلب الطاولة، بل هي تفضّل الحفاظ على أدوارها في المسرحية الدائرة، ولو كانت أدواراً ثانوية!

 

باسيل يتمرّد على السيّد: أنا الرئيس أو من أسمّيه

جوزفين ديب/أساس ميديا/الأحد 20 تشرين الثاني 2022

لم تعد العلاقة على ما يرام بين حزب الله وجبران باسيل الذي رفض أخيراً، في الجلسة الشهيرة التي جمعته بحليفه حسن نصرالله، دعم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. هذا ليس تفصيلاً في حساب الحزب. ثمّ ذهب باسيل بعيداً جدّاً، فالتقى الرئيس نبيه برّي، محاولاً معه التوافق على اسم ثالث للرئاسة، لقطع الطريق على فرنجية. وهذا أيضاً ليس تفصيلاً في حسابات الحزب عينه، وقد يكون من الكبائر. هل يبلّغ الحزب باسيل أنّه يُعدّ لتسوية دولية محلّية لإيصال فرنجية إلى الرئاسة، شاء أم أبى باسيل وسواه؟ هذا هو السؤال المطروح اليوم عن الخطوة المقبلة للحزب.

اللجوء إلى برّي

لم تنزل زيارة باسيل لعين التينة برداً وسلاماً على حارة حريك التي يضعها باسيل في الزاوية. لذا يبحث الحزب في كيفيّة خروجه من تلك الزاوية التي وضعه فيها حليفه، وقد يظهر ذلك في الأيام المقبلة. تشير معلومات "أساس" التي تحدّثت عن خطوة سيقوم بها الحزب تجاه باسيل تتضمّن رسالة واضحة وحاسمة من مسألة انتخاب فرنجية

أصبحت وقائع اللقاء الذي جمع برّي بباسيل شبه معروفة. إنّ نفي المكتب الإعلامي لباسيل أن يكون بادر إلى طلب هذا اللقاء وترتيبه مع كريمة برّي سفيرة لبنان في قطر، ونفيه حصول اللقاء من دون علم حزب الله، لا يقدّمان ولا يؤخّران في مفاعيل الخطوة التي قام بها. ففي المعلومات أنّ باسيل لم ينسّق مضمون الزيارة مع حزب الله، وبعد انتهاء أرسل برّي موفده إلى الأمين العام للحزب ليطلعه على مضمون لقائه باسيل، الذي كان بصدد طرح أسماء على برّي، لكنّ هذا الأخير قطع على طرحه الطريق. ومن يعرف كواليس باسيل يعرف أنّ في جعبته أسماء يريد عرضها، ولا سيّما تلك التي تحظى بدعم بكركي، وأبرزها مدير المخابرات السابق جورج خوري وجهاد أزعور.

استياء حزب الله

عندما نصح برّي باسيل في هذا اللقاء بالعودة إلى حليفه الوحيد السيد نصرالله، لم يبالغ في عبارته هذه. يدرك حزب الله نفسه، المستاء جدّاً من طريقة تعاطي باسيل في الملفّ الرئاسي، ويرفض هجومه على سليمان فرنجية، أنّ باسيل استنزف علاقاته الداخلية لدرجة أن لا حليف له في الداخل سوى الحزب.

يُضاف إلى استيائه من سقف باسيل العالي في التوصيفات التي يطلقها على "العين الثانية للحزب" (أي فرنجية)، استياءُ الحزب أيضاً من العرض الذي قدّمه باسيل في عين التينة، وكأنّه يريد تطويق السيّد نصرالله وإحراجه في الملفّ الرئاسي. وهذا ما لن يقبله للحزب اليوم. لن يسكت الحزب عن هذا السلوك. سيظهر ذلك في الأيام المقبلة، كما تشير معلومات "أساس" التي تحدّثت عن خطوة سيقوم بها الحزب تجاه باسيل تتضمّن رسالة واضحة وحاسمة من مسألة انتخاب فرنجية. فالحزب لا يزال حتى الساعة يراعي موقف باسيل الرافض لانتخاب فرنجية، لكنّه منزعج من أسلوبه في التعامل مع حرص نصرالله عليه. ولذلك على باسيل أن يدرك جيّداً أنّه لن يستطيع التصعيد كثيراً في وجه الحزب الذي قرأ في تسريب كلام باسيل في باريس رسالة له قبل أيّ طرف آخر. هل باسيل مستعدّ لتحمّل أعباء مواجهته للحزب، حليفه الأخير؟ لا يُحسد باسيل على موقفه، فالقوى السياسية تعتبر أنّه فَقَد حلفاءه جميعاً ولم يبقَ له سوى حزب الله، وهو اليوم على علاقة سيّئة به، فإلى أيّ مدى يستطيع فرض شروطه الرئاسية بعد اليوم؟ ليس بسيطاً أن يعلن باسيل أنّه مرشّح رئاسي في حال لم يعجبه المرشّح الذي يتوافق عليه حلفاؤه. فهو يعتقد أنّ الانتخابات الرئاسية لا يمكن أن تتخطّاه. قد يكون على حقّ بفعل موقف الحزب الواضح تجاهه وتجاه الرئيس عون. لكنّ حسابات الأمس قد تختلف غداً بفعل إرادة الحزب انتخاب رئيس يطمئنّ إليه، وإصراره على فرنجيّة. هل يذهب الحزب إلى انتخاب فرنجيّة بـ65 صوتاً كما انتُخب برّي رئيساً للمجلس، قافزاً بذلك فوق رغبة الثنائي المسيحي الأقوى باسيل وجعجع؟ هذا هو السؤال الجدّيّ الذي سيُناقش في المقبل من الأيام.

 

رسالة باسيل الفرنسية: فرنجية مرشّح المسلمين

محمد بركات/أساس ميديا/الأحد 20 تشرين الثاني 2022

إذا كان من "عبقرية" لجبران باسيل، فهو أنّه خبير في الذاكرة المسيحية، وأستاذ في مفاصلها وفي تشريح عظامها، ويعرف من أين يدخل إلى أعماق الوعي المسيحي، ليوقظ فتنةً من هنا، أو ألماً من هناك. يتسرّب جبران إلى داخل الجهاز العصبي للعقل المسيحي، ويضرب ضربته، التي غالباً ما تكون "قاضية". لا نبدأ من اختراع شعار "إرجاع حقوق المسيحيين"، ولا نملّ من تذكّر "قبرشمون" وكلام أزلامه عن "خوف المسيحيين من النوم في الجبل"، ولا ننتهي بإعلانه أنّ سليمان فرنجية "مرشّح المسلمين". طبعاً لم يقُل جبران بالحرف الواحد هذه الجملة: "سليمان فرنجية مرشّح المسلمين". لكنّه قصدها، حين قال إنّه يرفض إعادة ترويكا "برّي – الحريري – الهراوي" بنسخة ترويكا "برّي – ميقاتي – فرنجية". قصد جبران أنّ الترويكا الأولى كانت "مسلمة"، بكلّ ما تحمله من دلالات "النظام السوري" ومن أنّ الياس الهرواي كان "حريريّ الهوى" و"بريّ النكهة" و"سوريّ الخيار". وبكلّ ما تحمله المقارنة من "حقائق"، خلاصتها أنّ فرنجية لا يحمل أيّ دعم مسيحي في مجلس النواب، من نواب "القوت اللبنانية"، الكتلة المسيحية الأكبر، إلى كتلة جبران باسيل، الثانية في الترتيب المسيحي، ثم كتلة الكتائب وما يليها من نواب مستقلّين ونواب تغييريين، كلّهم يعتبرون فرنجية مرشّح حزب الله وقوى 8 آذار، ودعمه ليس وارداً على أجنداتهم، على اختلافاتها. نحن إذاً أمام حزب الله الذي ليس ملتزماً مع جبران، ومع جبران الذي ليس مقتنعاً ولا بديون بذمّته من الحزب

التوقيت والجغرافيا

حين يذكّر جبران باسيل المسيحيين بهذه الحقائق، ومن فرنسا، "أمّهم الحنون"، ذاتَ قرنٍ فائت، فهو يحاول إيقاظ كلّ آلام الماضي ومشاعر "الإحباط" في تسعينات الترويكا، وأحاسيس الاستبعاد عن السلطة... والأرجح أنّه سينجح. خصوصاً أنّ من سمّاهما، برّي وميقاتي، وقعا في الخطأ الكبير:

الأوّل: حين ردّ عليه و"أعطاه المعركة" السياسية والإعلامية التي يطلبها، لشدّ قواعده الشعبية. والثاني: حين خرج، بلا أيّ صفة، أو كتلة نيابية، أو عمق شعبي، ليعلن من على منبر فضائية عربية، أنّه يدعم فرنجية. هكذا بلا سبب ولا هدف، سوى "خدمة" جبران، في التأكيد على أنّ فرنجية مرشّح "السنّة" - وليس الشيعة فقط - من ميقاتي إلى الكتل التي تكتم دعمها له حتّى اليوم، إلى بعض "التغييريين" المرشّحين لـ"التكويع" في لحظة "التسوية الكبرى"، في الداخل والخارج. حين يقول جبران باسيل للمسيحيين من فرنسا إنّ هناك "ترويكا" جديدة مؤلّفة من "مسلم شيعي" (برّي) و"مسلمَ سنّي" (ميقاتي) و"ماروني – مسلم الترشيح والدعم" (فرنجية)، فهو ينبّههم إلى إنّ "المسلمين سيستعيدون السيطرة على البلاد ومقدّراتها، في لحظة خروج ميشال عون من قصر بعبدا".  وهذا كلام سهل التصديق لدى العامّة من المسيحيين، كما لدى النخبة. إذ أنّ فرنجية لا يرتبط بالعوام من المسيحيين، في الأطراف والمناطق، كما لا يملك روابط قويّة مع النخب المسيحية، في المناطق كما في الجبل المسيحي المركزي.

"التحرّر" من حزب الله

في الخلاصة، ضرب جبران ضربته. جال وصال من حارة حريك حيث التقي الأمين العام لحزب الله، إلى عين التينة حيث التقى الرئيس برّي، إلى بكركي حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، إلى فرنسا حيث حاول لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفشل، واكتفى بـ"النطنطة" بين وسائل الإعلام، تعويضاً عن "الصورة المفقودة" كزعيم مسيحي يلتقي رئيس فرنسا... وبعد جولته هذه، تبيّن له أنّ أسهم فرنجية جديّة وعالية، فقرّر "أن يحرقه" في الشارع، وصوّب طلقته الكبيرة: "فرنجية مرشح المسلمين". وإذا كان حزب الله قد أوفى دينه لميشال عون، الذي وقف معه في حرب تموز 2006 ورفض طعنه، بشهادة وثائق ويكيليكس، فهو لا يشعر بأنّ جبران قد سلّفه ديناً يستحقّ الرئاسة في هذه اللحظة. وتغريدة نائب الأمين العام نعيم قاسم قبل يومين كانت واضحة ومفادها: "نريد رئيساً إنقاذياً يتواصل مع العالم". وهذه الصفة ليست متوفرة في جبران. نحن إذاً أمام حزب الله الذي ليس ملتزماً مع جبران، ومع جبران الذي ليس مقتنعاً ولا بديون بذمّته من الحزب. الطرفان "متحرران" من بعضهما البعض، بالمعنى السياسي المباشر. وبالتالي يعتبر جبران أنّه من حقّه المناورة وإحراق فرنجية على الملأ. وهذا ما يفعله...

 

"عرب الطاقة" وعرب اللاطاقة!

عماد الدين أديب/أساس ميديا/الأحد 20 تشرين الثاني 2022

نحن أمام عرب وعرب!

عرب يعيشون ويمارسون مكانة فوائض قوّة المداخيل، وعرب تحت مطرقة ضغوط لا قِبل لهم بها لتأمين الحدّ الأدنى من الاحتياجات. عام 2023 هو عام كاشف للقوّة من ناحية كيفيّة استخدامها بالشكل الواعي الأمثل، وكاشف لقدرة الآخرين على مقاومة سيف الاحتياجات المُصلَت على رقاب البعض.

في البدء كان النفط، ومازال وسوف يستمرّ لمدّة تراوح بين 30 و50 عاماً مقبلةً، وسيكون عنصر قوّة لمن ينتج ويبيع، وعنصر ضغط وحاجة لمن لا ينتجه ويستورده. أربعُ دولٍ علينا أن نراقب بعيون خاصة وعقول واعية ما هي بصدده من استخدام فوائض ومداخيل الطاقة لديها: السعودية، الإمارات، وقطر في إنتاج النفط، والجزائر وقطر في إنتاج الغاز. السعودية هي المنتج الأكبر، واللاعب المؤثّر في احتياطي النفط، والإمارات هي شريك استراتيجي وفعّال في "أوبك بلاس" وصاحبة أوّل مبادرة عالمية وعمليّة في الاهتمام والبحث وإنتاج الطاقة النظيفة. أربعُ دولٍ علينا أن نراقب بعيون خاصة وعقول واعية ما هي بصدده من استخدام فوائض ومداخيل الطاقة لديها أمّا قطر فهي صاحبة فوائض كبرى مقارنة بتعداد سكانها، والدولة الثالثة في الترتيب بعد روسيا وإيران من حيث احتياطات الغاز. وما يتسنّى لها من أهمية استثنائية راهناً بلوغ انتاجها مداه الأقصى، لكن على الرغم من ذلك لا يُعوّض عن النقص العالمي. أمّا الجزائر، فقد أصبحت محطّ اهتمام إيطاليا وفرنسا وألمانيا لأنّها مصدر رئيسي يُعتمد عليه في إنتاج الغاز، وهو ما يرفع من مكانتها في هذا المجال. الذي يميّز السعودية والإمارات صفات أربع رئيسية:

1- نوعية الإنتاج.

2- حجم الإنتاج.

3- التعامل مع النفط بصفته سلعة استراتيجية تخضع أوّلاً لمعيار تقنيّ في حجم الإنتاج ومعيار التسعير.

4- إنّهما لا تستخدمان البترول بشكل مسيّس يخضع للعقاب السياسي أو الرشوة السياسية، بل تلجآن دائماً إلى تطبيق آليّات العرض والطلب للحفاظ على العلاقة بين المنتجين والمستهلكين بشكل متوازن وعادل.

من هنا يمكن وصف أبوظبي والرياض بأنّهما تمارسان دورهما في "أوبك بلاس" باحتراف، ومن دون تسييس، وبشكل مسؤول جدّاً يمكن الاعتماد عليه في خدمة الاقتصاد العالمي مع الحفاظ بالطبع على مصالحهما الوطنية على أساس أنّ مبيعات النفط مازالت حتى الآن هي المكوّن الرئيسي للدخل القومي لبلادهما.

تتحرّك السعودية الآن بقوّة شرقاً مؤسِّسةً علاقة استراتيجية كانت قد قامت حين باعتها الصين صواريخ "سيلك ورم" بدلاً من الصواريخ الأميركية التي عطّلت صفقتها إجراءات الحصول على أغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي.

تتّجه الرياض الآن عبر تحرّكات جريئة ونشطة نحو سياسة متوازنة تعدّدية لا تقوم على الأحادية المُرتكزة على الغرب بقيادة واشنطن.

لذلك علينا رصد الآتي:

1- إعلان رئيس جنوب إفريقيا رئيس مجموعة "البريكس" (الصين، الهند، روسيا، البرازيل، وجنوب إفريقيا) تلقّي طلب رسمي من وليّ العهد السعودي لانضمام المملكة إلى هذه المجموعة.

2- اتفاقات جدّية مفاجئة للمملكة مع الهند، باكستان، إندونيسيا، وتايلاند، لكنّ أهمّها مع كوريا الجنوبية.

3- بدأت العلاقة الاقتصادية والتجارية بين سيئول والرياض منذ أكثر من نصف قرن كانت خلالها العاصمة السعودية المصدر الأساسي للطاقة الكوريّة، وكانت كوريا الجنوبية أكبر المقاولين في بناء السعودية الحديثة، وحلّت البضائع وشركات الخدمات الكورية في الصدارة في الميزان التجاري السعودي. والآن قرّرت السعودية استثمار 7 مليارات دولار في تقوية ودعم أكبر مصافي التكرير في كوريا الجنوبية.

وصف الرئيس الكوري الجنوبي "زيارة" الأمير محمد بن سلمان الأخيرة بأنّها تاريخية واستراتيجيّة لبناء وتدعيم الاقتصاد الكوري. بالمقابل استطاع الشيخ محمد بن زايد بمهارة شديدة أن ينجز اتفاقاً استراتيجياً مع الإدارة الأميركية بقيمة مئة مليار دولار يوفّر الطاقة النظيفة البديلة داخل الولايات المتحدة وفي أكثر من 70 دولة في العالم. كان الشيخ زايد، رحمه الله، على المستوى الشخصي والإنساني، يكره استنشاق الانبعاثات الضارّة الناتجة عن حرق الغاز، ويرفض أيّ اقتراحات لزيادة المبيعات والدخل من البترول إذا كان ذلك يعني تلويث البيئة. كان الشيخ زايد بالفطرة ثمّ بالتجارب العمليّة أوّل داعية عربي سابق لزمانه في شؤون البيئة.

بدأت مبادرات الإمارات في الطاقة النظيفة منذ عام 1972، واستُهلَّت بتدعيم هذه الأبحاث والمشروعات من خلال شركة "إدنوك" والعمل الضخم في أبحاث الهيدروجين الأخضر والأحمر وآخرها مشروع "مصدر". إنّ علاقات الإمارات بالصين والهند وباكستان ودول جنوب شرق آسيا تاريخية وبدأت مع الاعتماد على العمالة الآسيوية في بناء الدولة الحديثة وفي التبادل التجاري. إنّ مبيعات النفط والغاز الإماراتية "أيسر" بسبب الموقع الجغرافي البحري الذي يساعد على التصدير إلى آسيا، ومباشرةً إلى أوروبا عبر حركة التفاف طويلة تزيد من تكاليف النقل فترفع من كلفة سعر البرميل. يذكر التاريخ أنّ أوّل شحنة من الطاقة النظيفة وصلت إلى اليابان في السبعينيات وكانت من دولة الإمارات العربية المُتحدة التي تلبّي 25 في المئة من الاحتياجات اليابانية من الطاقة. أمن الخليج وسلامته يهمّان دول الشرق الأقصى بالدرجة الأولى لأنّ أكثر من ثلثَيْ واردات النفط والغاز تصلها عبر مضيق هرمز. بالمقابل تسعى الولايات المتحدة إلى تدعيم المخزون الاستراتيجي لديها وتوسعة مشروعات التكرير والتنقية محليّاً بمساهمة رئيسية من السعودية والإمارات لم تحظَ بالإشادة التي تستحقّها. أربع متغيّرات استراتيجية لا بدّ من رصدها من الآن إلى المستقبل القريب بالنسبة لعلاقة الرياض وأبوظبي بالعالم:

1- عدم قصر الاعتماد في التجارة والخدمات والتسليح على الغرب وحده وعلى واشنطن وحدها.

2- تدعيم الجسور مع الشرق الصاعد الذي يقوده العملاق الصيني.

3- الدخول في تحالفات تجارية واقتصادية ذات صفة متوازنة ومستقلة.

4- الأهم من ذلك كله أنّ قيمة الدول المنتجة للنفط والغاز هي أنّها دول منتجة للطاقة بالمعنى الكليّ (تقليدية- ونظيفة) وطاقة أحفورية وأخرى بديلة (طاقة هواء، مياه، كهرباء، شمسية، هيدروجين)

مُنتج النفط -الآن- عليه أربع التزامات:

1- توفير الطاقة

2- حسن تسعير الطاقة

3- عدم تسييس قرار الكميات والسعر

4- والأهم التحوّل من منتج برميل نفط أو أنبوب غاز إلى مبادر وموفر لطاقة نظيفة بديلة.

وهنا تكمن قوّة أبوظبي، والرياض الصاعدة اليوم وغداً.

 

إيران... غليان وارتباك

طارق الحميد/الشرق الأوسط/21 تشرين الثاني/2022

تدخل الاحتجاجات في إيران أسبوعها العاشر تقريباً، وتتخذ منحى غير مسبوق، حيث تم إحراق منزل مؤسس الثورة آية الله الخميني، وخروج المظاهرات في جل المدن والقرى، ومنها «خمين» مسقط رأس الخميني نفسه، وانتشار ظاهرة إسقاط العمائم.

ورغم كل العنف الذي يمارسه النظام فإن السمة الواضحة حتى الآن هي ارتباك النظام، وهذا تحليل مبني على معطيات، أهمها أمران؛ الأول، خروج قائد «الحرس الثوري» أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، مهدداً المحتجين بأن هذا آخر يوم لهم بالشوارع، لكن رقعة الاحتجاجات اتسعت.

والثاني، الكلمة التي ألقاها المرشد الأعلى قبل يومين أمام «حشد من أهالي أصفهان»، وبثت بثلاث صيغ مختلفة بموقع المرشد، ووكالتي «فارس» و«إيرنا»، وبدا خطاب المرشد مرتبكاً، ودفاعياً.

يقول خامنئي: «البعض في داخل إيران ينجرون خلف الدعاية الغربية ويقولون إن النظام الإسلامي يفتقر إلى الحرية وسيادة الشعب، لكن مجرد هذا الكلام يدل على الحرية»، وهذا التصريح بحد ذاته مثير للسخرية، مضيفاً أن «العناصر التي تقف وراء أعمال الشغب لم تتمكن من جر الناس بالخروج إلى الشوارع، والآن تسعى إلى استمرار هذه الأعمال للضغط على المسؤولين، إلا أن هذه الأعمال ستنتهي»، وهذان السطران بعضهما يناقض بعض!

ثم يتحدث خامنئي عن أهمية «الأمل، لذلك يعمل العدو على زرع اليأس بين الشعب»، معلناً أن «الأمل والنشاط ما زالا متوفرين بالمجتمع». وهذا يعني أن المرشد يقر بأن الناس فقدت الأمل، وإلا لما تطرق لذلك وأقر بأن المشاكل الاقتصادية «حقيقية».

والمهم والأهم قوله: «تجب معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير أو التهديد بإضرام النار بالمحال وسيارات التجار والأشخاص، ومن أجبرهم على فعل هذه الأعمال حسب ذنوبهم، والجرائم التي ارتكبوها».

ونقل عن خامنئي بصيغة مختلفة، قوله: «المخدوع يجب أن يهتدي، ولكن المجرمين يجب أن يعاقبوا ولا يحق لأي شخص معاقبة هؤلاء بشكل تعسفي». وهذا عكس مطالب البرلمانيين والمتشددين بضرورة التنكيل بالمتظاهرين.

واللافت أن ما يقوله خامنئي الآن يختلف تماماً عما قاله بمظاهرات عام 2019. وقتها نقلت «رويترز» ما نصه: «لم يكد يمضي يومان على الاحتجاجات التي اجتاحت إيران حتى نفد صبر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي فجمع كبار المسؤولين في أجهزة الأمن والحكومة وأصدر أمراً لهم: افعلوا ما يلزم لوضع حد لها». واليوم يبدو أن الوضع مختلف.

وهذا ليس للقول إن النظام لم يرتكب جرائم، بل للقول إن كل جرائم النظام عجزت عن تعطيل الاحتجاجات، التي عدها الرئيس الفرنسي «ثورة»، وهي كذلك. وللقول إن تصريحات المرشد وقائد «الحرس» تظهر ارتباكاً وعجزاً، وخشية من أمر ما.

ويقول لي متخصص إن الشاه أواخر أيامه «كان يخشى الاستعانة بالقوات كيلا تكون لهم اليد العليا بحكم ابنه. واليوم يخشى خامنئي من سطوة العسكر وهو يخطط لأن يخلفه ابنه مجتبى». وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على إبراهيم رئيسي الحالم بخلافة المرشد.

خلاصة القول هي أن ما يحدث في إيران، وحتى اللحظة، يقول إن الناس تغلي، والنظام مرتبك.

 

نتنياهو بين «السلام الإقليمي» و«حروب الظل» ضد إيران وأذرعها

رلى موفّق/القدس العربي/20 تشرين الثاني/2022

تحملُ عودة زعيم الليكود بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة، محاطاً باليمين المتطرِّف، الكثير من الأسئلة والتكهنات حول ما سيكون عليه واقع الحال في المنطقة، خصوصاً أن العالم برمّته يعيشُ تحوّلات كبرى، وينشغل في تحديات دوله الداخلية والتأثيرات عليه جراء الحرب الروسية على أوكرانيا الداخلة في شهرها العاشر، وما ستُفضي إليه من توازنات على المسرح الدولي.

والقراءات، على تعدّد اتجاهاتها وزواياها، لا تبدو متناقضة بالنسبة إلى المسارات المتوقع أن يسلكها نتنياهو في القضايا التي تحظى بالأولوية في أجندته السياسية. هو أساساً تحدَّث بوضوح في مقابلته لمحطة لـ«سي.أن.أن» قبيل الانتخابات الإسرائيلية، كيف أن قيادتَه معارضةً صريحةً وواضحةً لتسليح إيران بالأسلحة النووية خلقتْ مصلحة مُتبادلة مع الدول العربية، ولا سيما دول الخليج، في مواجهة تهديد إيران المشترك للاثنين، شارحاً كيف أن صعود التهديد الإيراني من جهة، وصعود قوة إسرائيل في مجالات التكنولوجيا والأمن السيبراني والاستخبارات ضد الإرهاب من جهة ثانية، فتحا الطريق إلى «اتفاقات إبراهام»، والتي يُريدُ أن يُوسِّع دائرتها لتشمل، كهدف دبلوماسي أول له، المملكة العربية السعودية، آملاً أن يَحدثَ ذلك في غضون أسابيع قليلة من فوزه.

نتنياهو اعتبر أن «اتفاقات إبراهام» مع دول الخليج ما كانت لتحصل لولا موافقة السعودية. هذه خلاصة يلتقي عليها حلفاء وخصوم المملكة في قراءاتهم السياسية، لكنهم يرون أن ذلك مختلف عن ذهاب المملكة إلى ملاقاة زعيم «الليكود» في تحقيق «هدفه الدبلوماسي الأول» ويعتقدون أنه حتى لو كانت هناك ضرورة إستراتيجية وحصلت أنواع مختلفة من التعاون، وخصوصاً الأمني – الاستخباراتي، أو ما يمكن أن يوصف بـ«التطبيع الضمني» فلا حاجة إلى الذهاب نحو خطوات علانية ستكون لها انعكاساتها الإيجابية والسلبية والتي تحتاج إلى تحضير الأرضية لها. وفق متابعين، فإنه من غير المتوقع أن تنضمَّ في المدى المنظور دول خليجية غير الإمارات والبحرين إلى صوغ اتفاقات مع تل أبيب. فالمملكة لها اعتباراتها المنطلقة من مكانتها وثقلها في العالم الإسلامي وهي حاضنة الحرمين الشريفين، وسلطنة عُمان تريدُ أن تحافظ على نوع من التوازن في علاقاتها الإقليمية ما بين إسرائيل وإيران، وأن تبقى بوابة خلفية لتفاهمات كبرى، والكويت تنأى بنفسها عن هذه الكأس، فيما قطر – بما ترغبُ به من أدوار ووظائف – قد تخشى من تداعيات خطوة كهذه إن جاءت في غير توقيتها المناسب.

المتوقع عملياً هو تعزيز العلاقات الإسرائيلية – الإماراتية – البحرينية، وتعزيز التعاون والاتفاقات في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية. الاعتقاد السائد هو أن نتنياهو لن يألو جهداً في الاستفادة من الظروف الإقليمية من بوابة التهديد الإيراني من أجل الدفع بقوة نحو توسيع دائرة الدول المنخرطة في «اتفاقات إبراهام» التي تُشكِّل مرتكزاً مغايراً للاتفاقيات التي وقعتها إسرائيل مع مصر والأردن وحتى مع السلطة الفلسطينية. سيلجأ إلى استخدام ورقة «السلام الإقليمي» أو «السلام العربي» على حساب «السلام الفلسطيني»، لتفادي ضغوط الخارج حيال السياسة المتوقعة من اليمين المتشدد في ملفات الداخل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في عناوين الأمن والمقدّسات والاستيطان. وهي ورقة – إذا نجح فيها – سيُجيِّرها لمزيد من المكتسبات السياسية مع واشنطن رغم غياب الرهانات الكبيرة على حال من الوئام والانسجام الكليّ مع إدارة جو بايدن الراهنة.

وسيبقى الخطر الإيراني العنوان المفصلي لدى نتنياهو. الرجل واضح في نظرته بأن الاتفاق النووي لم يُشكِّل رادعاً لإيران من تطوير الأسلحة النووية، إذ لم تلتزم به بل كانت تراوغ، وهو ما كشفه لوكالة الطاقة الذرية بعد عملية خاصة للموساد في قلب طهران حصل بنتيجتها على وثائق سرية عن تخصيب في 3 مواقع سرية. يقينه بأن النظام الإيراني سيذهب، باتفاق أو من دون اتفاق، إلى بناء ترسانة نووية، وأن الشيء الوحيد الذي يُوقف تلك الدولة المارقة من تطوير السلاح النووي هو الجمع بين عقوبات قاسية وخيار عسكري معقول. في الواقع لا تبديل في سياسة نتنياهو حيال إيران، هو متمسك باستنتاجه بأن كل ما يفعله الاتفاق النووي هو منح موافقة دولية لإيران لتكون على أعتاب دولة نووية، وأنه لا يمكن تالياً تجنّب حقيقة أن عليك مواجهتها. المسألة وجودية بالنسبة إليه، حتى لو اضطره الأمر إلى الاختلاف مع واشنطن حول حجم المواجهة. ما هو أكيد أن المؤسسة الأمنية-العسكرية، في ظل حكومته، ماضية قدماً وبثبات في «حروب الظل» التي يستهدف بها البرنامج النووي الإيراني وعلماءه، وفي «الحروب السيبرانية «التي أضحت أخطر من الحروب التقليدية، وماضية أيضاً في انتهاج «الحرب الوقائية» الذي تُجسّدها استراتيجية «المعركة ما بين الحروب» التي تهدف من خلالها إلى إضعاف قدرات إيران وأذرعها استعداداً للحرب المقبلة.

الحروب غير الكلاسيكية بتسمياتها المتعددة من «حروب الظل» إلى «الحروب السيبرانية» و«الوقائية» و«المعركة ما بين الحروب» تتوسَّع وتضيق وفق الحاجة والضرورة، ومسرحها يمتد من إيران إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان وغزة والضفة حيث أذرع إيران منتشرة. التركيز في استراتيجية «المعركة ما بين الحروب» على سوريا لمنع إيران من تعزيز قدرات كاسرة للتوازن لأذرعها العسكرية وفي مقدمها «حزب الله»، وقطع الطريق أمام خلق بُنى تحتية أمنية – عسكرية على حدود الجولان في الجنوب السوري تكون شبيهة لما بناه «الحزب» في جنوب لبنان. وفق متابعين، فإن جبهة الجنوب السوري تُشكِّل نقطة حيوية لإيران، ولا سيما في ظل الاعتقاد السائد بأن جبهة لبنان قد أُقفلت منذ 2006 والتوصل إلى القرار الأممي 1701، وأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل الذي تمَّ الشهر الماضي ليس سوى إشهار انتهاء مفاعيل تلك الجبهة، والذي هو مصلحة للطرف الإسرائيلي تماماً كما لـ«حزب الله»، الذي يعلمُ علم اليقين عدم قدرته على تحمّل كلفة وتبعات فتح حرب جديدة من جنوب لبنان عسكرياً ومالياً واقتصادياً وشعبياً ضمن بيئته.

هذا النمط من الحروب البديلة للحرب الشاملة أو استعداداً لها سيبقى هو السائد في مشهد المنطقة، أقله في المدى المنظور، وإلى حين أن تتبلور معالم ما سترسو عليه الحرب الروسية على أوكرانيا من نتائج على مستوى خرائط التحالفات والتوازنات الإقليمية والدولية.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

نص عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي التي ألقاها اليوم الأحد خلال القداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي

البطريرك الراعي: نحتاج إلى رئيس منقذ يعلن التزامه الحاسم بمشروع إخراج لبنان من أزمته

وطنية/ الأحد 20 تشرين الثاني

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، لمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لمقتل صبحي ونديمة الفخري، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وموسى الحاج، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور عائلة الشهيدين الفخري برئاسة باتريك الفخري ومحامي العائلة العميد روبير جبور، خبير الطاقة الدولي الدكتور رودي بارودي، قنصل لبنان في قبرص كوين ماريل غياض، قنصل جمهورية موريتانيا ايلي نصار، نقابة المعلوماتية والتكنولوجيا برئاسة النقيب جورج الخويري، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، عائلة المرحومة انطوانيت رزق وهبة، عائلة المرحوم الشاب ريان وهبة، وحشد من الفاعليات والمؤمنين. ا

عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لليوم، الأحد، 20 تشرين الثاني/2022

أحد البشارة لمريم

بكركي، الأحد 20 تشرين الثاني 2022

“في الشهر السادس اُرسل الملاك جبرائيل من عند الله” ( لو 1: 36).

1. “في الشهر السادس”. هذا التحديد التاريخي لا يرتبط فقط بالبشارة لزكريا وبمولد يوحنا المعمدان، بل يعني أنّ الله يواكب تاريخ البشر، ويكشف أسراره الخلاصيّة في الوقت المناسب ومع الأشخاص الذين اختارهم لهذه الغاية.

بهذا يظهر لاهوت الزمن الذي تقدّمه لنا الليتورجيا؛ فهي تعتبره إنفتاحًا دائمًا على تجلّيات الله، وانتظارًا لها في مسيرة الرجاء. ولذا، تدعو لتقديسه، ليلًا ونهارًا، من خلال صلوات الساعات، المعروفة بالفرض الإلهيّ، الذي يلتزم به الكهنة والرهبان والراهبات. كما تقسم السنة الطقسيّة إلى أزمنة مرتبطة بتاريخ الخلاص. فتفتح الكنيسة من خلالها كنوز الأفعال الخلاصيّة واستحقاقات المسيح الفادي، وتجعلها حاضرة في كلّ الأوقات وتفسح في المجال أمام المؤمنين للتقرّب منها والإمتلاء من نعمة الخلاص (دستور الليتورجيا المقدّسة، 102).

2. ولأن الزمن مرتبط بتجليّات أسرار الله، تدعونا الكنيسة “لقراءة علامات الأزمنة”، وتفسيرها في ضوء الإنجيل، بالشكل المناسب لكلّ جيل من أجيال البشر، للتمكّن من الإجابة على الأسئلة الدائمة حول معنى الحياة الحاضرة والمستقبلة والعلاقات المتبادلة بين الناس.

3. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة. ويطيب لي أن أرحبّ بكم جميعًا. وبخاصة بعائلة المرحومة أنطوانيت رزق وهبه والمرحوم الشاب ريان وهبة، وأولاد المرحومين صبحي ونديمة الفخري اللذين قتلا عمدًا أمام دارتهما في بتدعي في محاولة سرقة سيّارتهما وهما بريئان. وما زالت العائلة تنتظر مجرى العدالة، بعيدًا عن أيّ روح ثأر.

إنّنا نقدّم هذه الذبيحة المقدّسة لراحة نفوس المرحومين أنطوانيت وريان وصبحي ونديمة في الملكوت السماوي، ولعزاء عائلاتهم.

كما اننا نرحب برعية القليعة العزيزة وبحضور كاهنها وجوقتها التي تحيي هذه الليتورجيا المقدسة.

4. الزمن مقدّس. لأنّ الله يتجلّى من خلاله ويحقّق فيه تصميمه الخلاصيّ، بالتعاون مع كلّ إنسان. البشارة لمريم هي بشارة للكنيسة. فمريم الأمّ والبتول هي صورة الكنيسة على صعيد الإيمان والمحبّة والإتحاد الكامل بالمسيح. الكنيسة، مثل مريم، أمّ وبتول. فكما أنّ مريم أنجبت إبن الله على الأرض بإيمانها وطاعتها وفعل الروح القدس، وهي أمّ وبتول، هكذا الكنيسة بالإقتداء بمحبّة مريم، وبإتمام إرادة الآب بأمانة، وبقبول الكلمة الإلهيّة أصبحت هي أيضًا أمًّا، لكونها تلد، بالكرازة والمعموديّة، لحياة جديدة وغير مائتة أبناءها وبناتها بفعل الروح القدس. وهم مولودون من الله لعريسها الإلهيّ، مع ثبات رجائها وإخلاص محبّتها (الدستور العقائديّ في الكنيسة، 64).

كم يؤلمنا عندما نرى المجلس النيابي يهدر الزمن خميسًا بعد خميس، وأسبوعًا بعد أسبوع في مسرحيّة هزليّة لا يخجلون منها، وهم يستخفّون بانتخاب رئيس للبلاد في أدقّ الظروف. إنّنا نحمّلهم مسؤوليّة خراب الدولة وتفكيكها وإفقار شعبها.

5. تُطِلُّ علينا بعد يومين ذكرى الاستقلالِ في غيابِ الشعورِ بها، كأنَّ اللبنانيّين يَخجلون من أنفسِهم ويُدركون أنهم نالوا استقلالهَم سنةَ 1943 لكنّهم لم يحافظوا عليه، وتَناوبَ عليهم من يومِها أكثرُ من احتلالٍ ووصاية. تأتي ذكرى الاستقلال هذه السنة شاغرة وفارغة هي أيضًا من معانيها وأبعادِها. إذ ليس الاستقلال أنْ يخرج الأجنبيُّ من لبنان بل أن يدخل اللبنانيّون إلى لبنان. والحالُ أنّنا نرى فئاتٍ لبنانيّةً تَستجدي الوصايةَ وتَتسوّلُ الاحتلال وتشحذُ التبعيّة.

لذلك، حذارِ الاستخفافَ باختيارِ رئيسِ الجُمهوريّةِ المقبِل. نحن ننتخب رئيسًا لاستعادةِ الاستقلال. فأيُّ خيارٍ جيّدٍ يُنقذُ لبنانَ، وأيُّ خيار سيّء يُدهورُه. إنَّ قيمةَ الإنسانِ أن يُقيِّمَ المسؤوليّةَ الـمُناطةَ به، فلا يجازفُ بها ولا يساوم عليها. لذلك نناشد النوّاب ألّا يَقعوا من جهةٍ ضحيّةَ الغِشِّ والتضليلِ والتسوياتِ والوعودِ الانتخابيّةِ العابرة، ومن جهةٍ أخرى فريسة السطوة والتهديد والوعيد. ونحن أصلًا شعبٌ لا يَخضعُ لأيِّ تهديدٍ، ورئيسُ لبنان لا يُنتخَبُ بالتهديدِ والفَرْض.

في هذا المجال، لا يستطيعُ أيُّ مسؤولٍ أو نائبٍ ادعاءَ تجاهلِ الواقعِ اللبنانيِّ والحلولِ المناسِبة له. فكلُّ اللبنانيّين، نوابًا ومواطنين، يَعرفون سببَ مشاكلِ لبنان والقِوى والجهاتِ والعوائقَ التي تَحول دونَ إنقاذِه. فلا أحدَ يَضعُ رأسَه في الرِمال. وبالتالي لا عُذرَ لأيِّ نائبٍ بألّا يَنتخبَ الرئيسَ المناسبَ للبنانَ في هذه الظروف. هذا خِيارٌ تاريخيٌّ. فسوءُ الاختيارِ، في هذه الحال، يَكشِفُ عن إرادةٍ سلبيّةٍ تجاه لبنان فيُمدِّدُ المأساةَ عوضَ أن يُنهيَها، وتكون خطيئتُكم عظيمة. فلنكن أسيادَ أمّتِنا ومصيرِنا.

6. بعيدًا عن الصفاتِ المتداولةِ بشأنِ رئيسِ تحدٍ أو رئيسِ وفاق وما إلى ذلك من كلماتٍ فَقدت معناها اللغَويَّ والسياسيِّ، تحتاجُ البلادُ إلى رئيسٍ مُنقِذٍ يُعلن التزامَه الحاسمَ بمشروعِ إخراجِ لبنان من أزْمته، ويلتزم بما يلي:

1. تأليفُ حكومةِ إنقاذٍ قادرةٍ على القيامِ بالمسؤوليّاتِ الكبيرةِ المناطَةِ بها في بداية العهدِ الجديد.

2. إحياءُ العملِ بالدستورِ اللبناني والالتزامُ به إطارًا للسلمِ اللبنانيِّ، ومرجِعيّةً لأيِّ قرارٍ وطنيّ، واعتبارُ اتفاق الطائف منطلقًا لأيٍّ تَطورٍ حقوقيٍّ من شأنِه أن يُرسِّخَ العدالةَ بين اللبنانيّين. كما لا بدّ للمسؤولين في أيِّ موقِعٍ كانوا من احترامِ الميثاقِ الوطنيّ والأعراف لتقويةِ الوِحدةِ الوطنيّةِ، ولضمانِ حسنِ العلاقةِ بين رئاسةِ الجمهوريّة ومجلسِ النوّابِ ومجلسِ الوزراء.

3. إعادةُ الشراكةِ الوطنيّةِ وتعزيزُها بين مختلَفِ مكوّناتِ الأمّةِ اللبنانيّةِ ليَستعيدَ لبنانُ ميزاته ورسالته.

4. الشروعُ بتطبيقِ اللامركزيّةِ الموسّعةِ على صعيدٍ مناطقيِّ في إطارِ الكيانِ اللبنانيِّ بحيث تَتجلّى التعدّديّةُ بأبعادِها الحضاريّةِ والإداريّةِ والإنمائيّةِ والعامّةِ، فتتكاملُ المناطقُ على أساسٍ عادلٍ.

5. البَدءُ الفوريُّ بتنفيذِ البرامج الإصلاحيّةِ السياسيّةِ والإداريّةِ والقضائيّةِ والاقتصاديّة.

6. دعوةُ الدول الشقيقة والصديقة إلى تنظيم مؤتمر لمساعدة لبنان أو إحياءِ المؤتمرات السابقة وترجمتِها سريعًا على أرض الواقع، وتطبيق قرارات مجلس الأمن المختصّة ببسط السلطة اللبنانيّة الشرعيّة على كامل أراضي البلاد، مع تثبيت حدوده مع كلّ من إسرائيل وسوريا.

7. إيجادُ حلٍّ نهائيٍّ وإنسانيّ لموضوعَي اللاجئين الفِلسطينيّين في لبنان والنازحين السوريّين، لأنّهم أصبحوا على لبنان عبئًا ثقيلًا إقتصاديًّا وإجتماعيًّا وأمنيًا وديموغرافيًّا.

8. إخراجُ لبنانَ من المحاورِ التي أضَرّت به وغيّرت نظامَه وهُويّتَه، ومن العزلة التي بات يعيش فيها، والعمل على إعلان حياده.

9. أخذُ مبادرةٍ رئاسيّةٍ إلى دعوةِ الأممِ المتّحدةِ بإلحاحٍ إلى رعايّةِ مؤتمرٍ خاصٍّ بلبنان، والقيامُ بجميعِ الاتّصالاتِ العربيّةِ والدُوليّةِ لتأمين انعقادِ هذا المؤتمر، وقدّ حدّدنا نقاط بحثه أكثر من مرّة.

7. زارنا أوّل من أمس المجلس التنفيذي لنقابة المعلّمين في المدارس الخاصّة وشكوا إلينا همومهم. معروف أن ّهذه النقابة تدير شؤون حوالي خمسة وخمسين ألف معلم ومعلّمة في القطاع الخاص، وأنّ القطاع التربوي يشكّل أحد مداميك لبنان الحديث، ويجب حمايته من الإنهيار، حفاظًا على أجيالنا الطالعة. ما يقتضي الحفاظ على قيمة المعلم وتعزيز حضوره وإعطائه حقوقه كي يقوى على الاستمرار في أداء مسؤولياته في ظلّ سعر للصرف يتخطّى الأربعين ألف ليرة لبنانية وبمعدلات غير مسبوقة للتضخّم. فلا بدّ من إنصافهم لكي يتمكّنوا من مواصلة أدائهم ورسالتهم براحة البال.

أمّا رواتب المتقاعدين، في صندوق التقاعد، فتتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين ليرة لبنانية، بالإضافة إلى أنّ بعض المصارف لا تعطيهم المبلغ كاملًا، أو تعطيهم بدلًا منه بطاقة شرائية. وهل يجوز هذا التعامل مع معلّم أفنى سنوات عمره في تعليم الأجيال الطالعة، ألا يستطيع تأمين الحدّ الأدنى من مستلزمات العيش الكريم في هذه الظروف؟!

8. مرّة أخرى نحثّ السادة النواب لإنتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، لكي تتكوّن السلطات مع فصلها. نسأل الله أن يمسّ ضمائرهم إنقاذًا لبلادنا وشعبنا. فنرفع له الشكر كلّ حين، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة

 

نص عظة متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده لليوم الأحد 20 تشرين الثاني/2022

المطران عودة دعا المسؤولين إلى القيام بواجباتهم: انتخبوا رئيسا وشكلوا حكومة وأعيدوا الحياة للقضاء والعدالة للناس وأنيروا حياتهم بالكهرباء الغائبة

وطنية/الأحد 20 تشرين الثاني

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: “تقيم كنيستنا المقدسة اليوم تقدمة لعيد دخول والدة الإله الفائقة القداسة إلى الهيكل. إن حياة العذراء القديسة مليئة بالدروس التي على كل مسيحي أن يتعظ منها. إذا تمعنا في المقطع الإنجيلي الذي سمعناه اليوم، يمكننا أن نفهم أهمية والدة الإله. سمعنا على لسان الرب أن إنسانا غنيا استكبر لأن أرضه أخصبت، ففكر في توسيع مخازنه كي تتسع للثمار التي جناها. لم يفكر في توزيع أي من تلك الثمار، بل قال: «أصنع هذا: أهدم أهرائي وأبني أكبر منها وأجمع هناك كل غلاتي وخيراتي». نسي أن الفضل لا يعود له في عمل الطبيعة وإثمار الغرس، بل لمن منحه إياها «من فوق». راح يتكلم وكأنه المالك الرسمي لكل خيرات الأرض، فقال لنفسه: «يا نفس، إن لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، فاستريحي وكلي واشربي وافرحي». لقد طمأن الغني نفسه أنه لن يجوع لسنين طوال، وكأنه ضمن أنه سيبقى حيا طيلة الفترة التي ستكون فيها الأهراء مليئة. هنا أيضا وضع نفسه مجددا مكان الله معطي الحياة، الذي «بيده نسمتنا» كما نرتل في خدمة الدفن. فجاءه الرد الإلهي قائلا له: «يا جاهل، في هذه الليلة تطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟».

أضاف: “كان الرجل الغني مصرا على أنانيته، تماما كما الغني في مثل الغني ولعازر الذي سمعناه منذ فترة. خطيئته كانت مزدوجة: الافتخار أو الكبرياء، إضافة إلى عدم التفكير بالآخر ومشاركته عطايا الله. خطيئة الإنسان أنه يظن نفسه قائما بذاته، وينسى أنه مخلوق، لا يعرف متى ينتقل من هذا العالم. لذلك أنهى المسيح مثله بقوله: «هكذا من يدخر لنفسه ولا يستغني بالله»، أي من يجعل كنزه ماديا، فيما يجب أن يكون الله كنزه”.

وتابع: “من هنا، يمكننا أن نفهم عظمة ما قامت به العذراء القديسة عندما استغنت بالله، فدخلت إلى الهيكل المقدس وعاشت فيه، وخرجت من هناك والدة للإله. لقد كان والدا العذراء يتوقان للحصول على ثمرة بطن، مولود يكون كنزهما في هذه الحياة. استغنيا بالله، فمنحهما ما يريدان، إلا أنهما فهما أن ما يمنحه الله للبشر ما هو إلا نعمة يجب أن تكون في خدمة الجميع. لم يقفلا على ثمرتهما ويحفظاها لنفسهما كما فعل غني إنجيل اليوم، بل قدماها لله في هيكله، وهناك بارك الرب هذه الثمرة، وجعلها شجرة منها أنبت الخلاص للجميع، فتمتعت كل البشرية بثمار الفردوس. والدة الإله أكملت ما بدأه والداها القديسان يواكيم وحنة. فعندما بشرها رئيس الملائكة جبرائيل بالحبل الإلهي، لم تفكر بأنانية، مثلما فعل الغني. لم ترفض متذرعة بالقوانين الأرضية، خوفا على نفسها من موت محتم تفرضه العادات الإجتماعية. الغني خاف أن يتضور جوعا، ونسي أن الله الذي خلقه لن يتركه، بينما لم تتردد العذراء في وضع نفسها بين يدي الله «أمة»، واثقة بأن نعمته ستحفظها من الموت، مثلما حفظتها من الجوع في الهيكل حيث نشأت، إذ جاء في سيرتها أن ملاكا كان يأتي إليها بالطعام، فخدمت شعب الله أعظم خدمة في التاريخ، كونها كانت مدخلا للخلاص”.

وقال: “بعدما ولدت مريم ابنها الإله، لم نسمع قط بأنها تكبرت، بل كانت دوما مثالا للتواضع وحتى للطاعة، بدءا من حفظها كل شيء في قلبها عندما زارها المجوس، أو عندما تنبأ لها سمعان الشيخ بأن سيفا سيجوز في قلبها. لم تهرب بعد هذا الكلام، لكنها بقيت ثابتة على خدمتها وعلى ثقتها التامة بالله حافظها. إنها مدرسة في الرجاء بأن الألم ينتفي حيث يحل الرب، فكيف تتألم هي وقد حفظها الله من الموت قبلا؟ هذا الإيمان العظيم نجد ثماره في رقادها أيضا، حيث حفظها ابنها من فساد الموت، مكرما إياها. حتى في عرس قانا الجليل، لم تتسلط مريم على ابنها كأم عادية تأمر أولادها بطاعتها، بل تواضعت وصمتت. لم تتكبر لأن ابنها، ثمرة أحشائها، يستطيع صنع العجائب. هذا ما نسمعه في نص رسالة اليوم التي يقول فيها الرسول بولس: «إنكم بالنعمة مخلصون بواسطة الإيمان، وذلك ليس منكم إنما هو عطية الله، وليس من الأعمال لئلا يفتخر أحد، لأنا نحن صنعه مخلوقين في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدها لنسلك فيها». أضاف: “على كل إنسان مسيحي أن يكون واعيا أن كل ما يحصل عليه من نعم ما هو إلا من عطايا الله غير المحدودة. الإمتحان الأكبر الذي يمر به البشر هو أن يبقوا أوفياء للمعطي، عبر مشاركة العطايا مع إخوتهم البشر، الأمر الذي لا يفهمه الأنانيون والمتكبرون الذين يجمعون ولا يشبعون، ناسين أنهم في لحظة، في طرفة عين، سينتقلون إلى حياة أخرى عادلة، حيث سينالون جزاءهم”.

وتابع: “نأسف أن الأنانية تتحكم بنفوس ذوي السلطة في بلدنا. يسعون إلى توسيع أهرائهم ليخزنوا فيها ما جنوه وسيجنونه، بدلا من تحمل مسؤولياتهم ومساعدة المواطنين على العيش الهانئ الكريم. المهم لديهم أن مصالحهم مصانة وأنهم يأكلون ويشربون ويعلمون أبناءهم في الخارج، فيما يئن المواطنون وأبناءهم ساعين وراء رزقهم بعرق الجبين والقهر. حتى متى يتناسى هؤلاء أن الرب هو المالك الحقيقي لكل ما لديهم؟ إلى متى ينسون أن الموت يأتي على غفلة، فيتركون ما جنوه في هذه الأرض عليها، ويرحلون فارغي اليدين؟ أما آن الأوان للعمل الجدي، للتخلي عن الأنانيات والمصالح الشخصية والأحقاد، والنظر بعين الرأفة إلى شعب خارت قواه سعيا وراء فتات يسد بها جوعه. اسمعوا صوت الرب بواسطة صرخة الضمير. قوموا بواجباتكم. انتخبوا رئيسا، شكلوا حكومة، أصلحوا المؤسسات، أعيدوا الحياة للقضاء والعدالة للناس، أنيروا حياتهم بالكهرباء الغائبة وبنور الأعمال الصالحة. ما يهم الناس هو المستقبل، لذلك يجب تخطي الماضي وأحقاده، والتطلع الى طريقة للخروج من المأزق. مراجعة الماضي ضرورية لأخذ العبر، وعدم تكرار الأخطاء. لكن الإبطاء في التقدم ليس من مصلحة أحد. فإلى تدني الأداء السياسي نشهد تدنيا في الأخلاق وجرائم وسرقات لم تنج منها حتى أسلاك الكهرباء وأغطية المجاري الصحية التي أصبحت مصيدة للعابرين. لن تستقيم الأمور إلا بتكوين عناصر الدولة أي رئيس وحكومة وإدارة وقضاء، لتصبح فاعلة، تحكم وتحاسب وتعاقب”. وختم: “دعوتنا اليوم أن نتعلم الدرس الذي أرادنا المسيح أن نحفظه قبل فوات الأوان. دعوتنا أن نتعلم من مدرسة العذراء القديسة كيف نعيش التواضع والمحبة والرأفة والتخلي عن الأنا، فنتبارك وتتبارك جميع الخليقة”.

 

قاووق: لا نريد رئيسا يتآمر على المقاومة

وطنية/الأحد 20 تشرين الثاني/2022

رأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق أن "الذين قاربوا الاستحقاق الرئاسي بمنطق التحدي والمواجهة ورفعوا شعارات أكبر من أحجامهم، هم الذين تسببوا بالفراغ الرئاسي".  كلام قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب للعلامة السيد عبد اللطيف الأمين، في الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين "لاستشهاده"، في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وجمع من الأهالي. وأشار إلى أن "تجربة جلسات انتخاب الرئيس أثبتت عدم امتلاك أي فريق القدرة على انتخاب رئيس بدون توافق، والإصرار على منطق رفض التوافق، يعني تكرار مشهد الجلسات الماضية إلى أمد غير معلوم". وقال: "نحن نريد رئيسا توافقيا يعطي أولوية لإنقاذ البلد ويؤتمن على الوحدة الوطنية، ولا نريد رئيسا يتآمر على المقاومة، أو يجر البلد إلى الفتنة، التي هي خط أحمر". واعتبر قاووق أن "أصحاب منطق التحدي والمواجهة تورطوا وورطوا البلد بمغامرة غير محسوبة، والمسؤول الأول عن دفع اللبنانيين نحو المواجهة هو النظام السعودي، الذي منذ العام 2009 يتبنى هذا المنطق في لبنان، وهو ما زال مستمرا وبوتيرة تصاعدية"، مشددا على أن "مسعى منطق المواجهة، وصل إلى طريق مسدود، وأوصل البلد إلى الفراغ الرئاسي". ولفت إلى أن "هناك عددا من النواب لا يزالون يشتكون من تعرضهم للضغوط السعودية من أجل تغيير موقفهم من انتخاب رئيس الجمهورية". وشدد على أن "التدخل السعودي أبشع تدخل خارجي في شؤون لبنان الداخلية، وأن المسؤول الأول عن منع الحوار والتوافق بين اللبنانيين هو السفارة السعودية". وأكد قاووق أن "كل ما يجري بيننا وحولنا لا يشغل المقاومة عن واجب الجهوزية والاستعداد وتطوير قدراتها العسكرية كما ونوعا مهما كانت الاستحقاقات الداخلية والخارجية، لأن هذا هو الذي يردع العدو ويحمي الوطن والثروات".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 20 – 21 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 20 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113445/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1604/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 20/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113447/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-20-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/