المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 20 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november20.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

الملاك جبرايل يبشر العذراء مريم/أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ كل أسماء دمى حزب الكوبتاغون للرئاسة متل بعضن..مجرد أدوات ومخصيين سيادياً ووطنياً ومصداقية

الياس بجاني/ حزب الله هو سرطان ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وانسان وانسانية وحريات

الياس بجاني/ بشير الجميل شوكة بقلب كل عميل إيراني-ملالوي وجاهل وناكر لبنانيته

الياس بجاني/ فيديو ونص/الضمير هو صوت الله الساكن فينا … لنتخذ من ضميرنا ناصحاً لنا بعد الله، ودستوراً في كل شيء؛ وذلك لكي نعرف من أيَّة جهة تهبُّ الريح، فنفرد شِرَاعنا ونوجِّه سفينتنا طبقاً لها

الياس بجاني/الكاتب والصحافي قاسم قصير هو أداة اعلامية وثقافية عند حزب الله وبري من فئة النواعم ولابسي الكرافاتات

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رئيس صنع في الضاحية/اتيان صقر ابو ارز

رئاسيًّا: خياران أمام الحزب

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 تشرين الثاني 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 19 تشرين الثاني 2022

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

صمت فرنجيّة.. إلى متى ؟/شادي هيلانة/أخبار اليوم

حتى رأس السنة: فرصة حقيقية لانتخاب رئيس بإرادة محلية/منير الربيع/المدن

عبوّد "بقّ بحصة" التشكيلات: أُجهضت لتأمين مصالح خاصة

"محرقة" 8 آذار: "تسريبة" جديدة تستهدف جوزيف عون؟

"القوات" و"التيار"... هل تجمع الرئاسة ما فرّقته السياسة؟/يوسف دياب/الشرق الأوسط

في ظل الأزمة.. لبنانيّ يولّد الكهرباء من الرياح..؟!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص القوات الإيرانية في كردستان

آلاف يهتفون ضد المرشد الإيراني في جنازة الطفل كيان بيرفالاك

كندا تحقق في تهديدات بالقتل أصدرتها إيران ضد أشخاص في البلاد

بريطانيا تعتبر إيران «تهديداً» لأمن الشرق الأوسط

مقتل 4 جنود بهجوم على ثكنة للجيش العراقي في كركوك

مقتل أربعة عسكريين في قصف إسرائيلي على سوريا

البنتاغون: روسيا تحاول الهيمنة على الأجواء الأوكرانية

رئيس الوزراء البريطاني الجديد في كييف: سندعم أوكرانيا حتى تحقيق السلام

نتنياهو يتنازل وسموتريتش يرفض «الخارجية» ويصر على «الدفاع»

بن غفير يحضهما «على التحدث بدل القطيعة» ويدعم طلب حليفه

ترمب: التحقيق الذي سيجريه المدعي المستقل «لن يكون نزيها»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل ملك الإقناع... والبروباغندا/سناء الجاك/نداء الوطن

رمزية الرئاسة في أزمة لبنان/رفيق خوري/نداء الوطن

هل تنضمّ "القوات" إلى "قطار" التسوية الرئاسية؟/راكيل عتيّق/نداء الوطن

في أعنف هجوم على الرئيس السابق وصهره (1من2)/إيلي الفرزلي: هذه نهاية قصتي مع عون... خرّب البلد وراح عالبيت/نجم الهاشم/نداء الوطن

هواجس الشرق الأوسط في زمن اليمين المتطرف/طوني عيسى/الجمهورية

ما بين السادسة والسابعة: عروض رئاسية فاشلة/جورج شاهين/الجمهورية

باسيل وجعجع إزاء فرنجية: «من سبق شمّ الحبق»؟/طارق ترشيشي/الجمهورية

لماذا لم تُطبّق كل بنود «الطائف»؟/منى الدحداح زوين/الجمهورية

في صبيحة اليوم ال1130 ,1131على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

صاروخ بولندا.. اجتماع أنقرة وقمة بالي/محمد قواص/سكاي نيوز عربية

ايران بين خطر التفكك الداخلي وعودة اليمين الإسرائيلي والغضب الأوروبي/رياض قهوجي/النهار العربي

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: نرفض الحط من هيبة موقع الرئيس المسيحي الماروني

جعجع: سببان لاستمرار الفراغ الرئاسي

آلان عون: التيار لم يرشح أحدا للرئاسة ويمكن ان يكون زياد بارود أحد الاحتمالات اذا تأمنت له الظروف

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

الملاك جبرايل يبشر العذراء مريم/أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ

إنجيل القدّيس لوقا01/من26حتى38/:”وفي الشَّهْرِ السَّادِس (بعد بشارة زكريّا)، أُرْسِلَ المَلاكُ جِبْرَائِيلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِلى مَدِينَةٍ في الجَلِيلِ ٱسْمُهَا النَّاصِرَة، إِلى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاودَ ٱسْمُهُ يُوسُف، وٱسْمُ العَذْرَاءِ مَرْيَم. ولَمَّا دَخَلَ المَلاكُ إِلَيْهَا قَال: «أَلسَّلامُ عَلَيْكِ، يَا مَمْلُوءَةً نِعْمَة، أَلرَّبُّ مَعَكِ!». فَٱضْطَربَتْ مَرْيَمُ لِكَلامِهِ، وأَخَذَتْ تُفَكِّرُ مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هذَا السَّلام! فقَالَ لَهَا المَلاك: «لا تَخَافِي، يَا مَرْيَم، لأَنَّكِ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ الله. وهَا أَنْتِ تَحْمِلينَ، وتَلِدِينَ ٱبْنًا، وتُسَمِّينَهُ يَسُوع. وهُوَ يَكُونُ عَظِيمًا، وٱبْنَ العَليِّ يُدْعَى، ويُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلهُ عَرْشَ دَاوُدَ أَبِيه، فَيَمْلِكُ عَلى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلى الأَبَد، ولا يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَة!». فَقالَتْ مَرْيَمُ لِلمَلاك: «كَيْفَ يَكُونُ هذَا، وأَنَا لا أَعْرِفُ رَجُلاً؟». فأَجَابَ المَلاكُ وقالَ لَهَا: «أَلرُّوحُ القُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وقُدْرَةُ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، ولِذلِكَ فٱلقُدُّوسُ ٱلمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱلله! وهَا إِنَّ إِلِيصَابَاتَ نَسِيبَتَكِ، قَدْ حَمَلَتْ هيَ أَيْضًا بٱبْنٍ في شَيْخُوخَتِها. وهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الَّتي تُدْعَى عَاقِرًا، لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ٱللهِ أَمْرٌ مُسْتَحِيل!». فقَالَتْ مَرْيَم: «هَا أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَلْيَكُنْ لِي بِحَسَبِ قَوْلِكَ!». وٱنْصَرَفَ مِنْ عِنْدِها المَلاك.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

كل أسماء دمى حزب الكوبتاغون للرئاسة متل بعضن..مجرد أدوات ومخصيين سيادياً ووطنياً ومصداقية

الياس بجاني/19 تشرين الثاني/2022

فهموها: اي طرطور بيفرضوا حزب الكوبتاغون عالرئاسة، ومين ما كان يكون، فرنجية، باسيل، بارود، الخازن، وغيرون ما راح يكونوا غير دمى متحركة تدنس قصر بعبدا

 

حزب الله هو سرطان ونقيض لكل ما هو لبنان ولبناني وانسان وانسانية وحريات

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2022

فهموها: كل لبناني يتعامى عن احتلال وارهاب ومشروع حزب الله الملالوي هو إما جبان أو عميل أو انتهازي أو غبي أو متخلي عن لبنانيته

 

بشير الجميل شوكة بقلب كل عميل إيراني-ملالوي وجاهل وناكر لبنانيته

الياس بجاني/18 تشرين الثاني/2022

بشير الجميل رمز وطني لبناني مميز وعنوان للشرف والإستقامة. الأوباش من مثل قبلان قبلان الجاهل بينهم وبين البشير ملايين السنين الضوئية

 

الياس بجاني، فيديو ونص/الضمير هو صوت الله الساكن فينا … لنتخذ من ضميرنا ناصحاً لنا بعد الله، ودستوراً في كل شيء؛ وذلك لكي نعرف من أيَّة جهة تهبُّ الريح، فنفرد شِرَاعنا ونوجِّه سفينتنا طبقاً لها

https://eliasbejjaninews.com/archives/8603/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b6%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d9%87%d9%88-%d8%b5%d9%88%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%81%d9%8a%d9%86%d8%a7/

الياس بجاني/17 تشرين الثاني/2022

 

الكاتب والصحافي قاسم قصير هو أداة اعلامية وثقافية عند حزب الله وبري من فئة النواعم ولابسي الكرافاتات

الياس بجاني/14 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113364/%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad%d8%a7%d9%81%d9%8a-%d9%82%d8%a7%d8%b3%d9%85-%d9%82%d8%b5%d9%8a%d8%b1-%d8%a3%d8%af%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d8%b9%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a/

عند حزب الله فريق من الأبواق والصنوج والأدوات الإعلامية موزعين ومفروضين بقوة الإرهاب والمال والتبعية على كل الوسائل الإعلامية، ومنها مواقع التواصل الإجتماعية داخل وخارج لبنان.

هؤلاء، هم بالمئات، ومن كل الأديان والمذاهب والشرائح اللبنانية المجتمعية، ومن أصناف ومرتبات وتخصصات متنوعة.

منهم الوقح، والفج، والمتعصب، والهجومي، والمستفز، والشتام، والمعمم، والعسكري والأكاديمي.

ومنهم الناعم واللطيف، وصاحب الكرافات والستايل الغربي الحضاري في اطلالاته، وفي توصيل رسائل وتوجيهات وتهديدات وسموم وأضاليل الحزب.

الصحافي قاسم قصير، ومع احترامنا له بالشخصي، هو من فئة النواعم ولا بسي الكرفاتات، لكنه في الحقيقة من أكثر الصحافيين التصاقاً بحزب الله وببري  مذهبياً وأدلجة ملالوية، ومن أهم حاملي مشروع حكام إيران التوسعي والإحتلالي والدكتاتوري والمذهبي، والمسّوقين له اعلامياً.

هو لابس كرافات ومش عمامي، ليس لأنه متحرر، بل بهدف الخداع الإعلامي وتمثيل دور الحمل.

وفي سياق دوره الخداعي، يدعي باستمرار بأنه قريب وعلى اتصال من ومع نافذين من السياسيين ورجال الدين والمثقفين المسيحيين، ومن حاضرة الفاتيكان وبكركي…كما جاء في مقابلة له اليوم مع تلفزيون الجديد.

يدعي القرب من محيط بكركي، وهذا كلام مشكوك في صحته ومصداقيته.

أما فيما يتعلق بادعائه القرب من المراجع الفاتيكانية، فهي عملياً صفر مكعب، ولا تتخطى شخص ومحيط سفير لبنان هناك، النائب السابق فريد الياس الخازن، الذي هو من غير السياديين والاستقلاليين، ومن الفاتحين اوتوسترادات ع حزب الله وبري، ومن الواهمين والحالمين بكرسي بعبدا، ومن زمان.

ما لا يجب تجاهله أو الإستهانة به، هو أن حروب حزب الله الثقافية والدينية والمذهبية التي يمارسها في لبنان، ومن ضمن عسكرها الإعلامي السيد قصير، ويصرف عليها الملايين، هي أخطر بمليون مرة من حروبه العسكرية.

في أسفل رابط فيديو مقابلة قاسم قصير اليوم من تلفزيون الجديد، وذلك حتى لا ينخدع أي أحد بما يسوّق له حزب الله بواسطته، في سياق ومخططات حروبه الثقافية ضد لبنان، وكل اللبنانيين، وكل ما هو لبناني.

https://www.youtube.com/watch?v=b4koedRrc98

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رئيس صنع في الضاحية

اتيان صقر ابو ارز/19 تشرين الثاني/2022   

https://eliasbejjaninews.com/archives/113438/%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%B5%D9%86%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9/

ان المرجعيات الروحية والسياسية في لبنان ومعها العواصم الدولية المهتمة بالشأن اللبناني، كلها تضغط بإتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن، غافلةً او الأصح مُتغافلةً، ان اجواء البلاد السياسية الحالية غير مؤاتية لإجراء هذا الاستحقاق وذلك لسبب اساسي هو وقوع لبنان تحت وطأة احتلالين قاتلين:

الأول، احتلال المنظومة السياسية الأكثر فساداً في العالم، وهيمنتها الكاملة على مقدّرات الدولة بعد أن اغتصبت الحكم لعقودٍ طويلة ودمرت البلاد تدميراً منهجياً كاملاً.

الثاني، الاحتلال الإيراني الذي يشكل العمود الفقري لهذه المنظومة الفاسدة، والذي يرفض قطعاً انتخاب أي رئيسٍ لا ينتمي الى محور الممانعة او اقلّه لا يتعاطف معها، ما يعني انه سيكون امتداداً للعهد السابق الذي قاد البلاد الى قعر جهنم.

لذلك نناشد كل المرجعيات الحريصة حقاً على سيادة لبنان ومستقبله وكيانه ان لا تتسرّع في هذه المسألة المصيرية كي لا يتكرر الخطأ المميت الذي وقع في العام ٢٠١٦ فأدّى الى مجيء رئيسٍ كلّفنا الكثير الكثير من الفواجع والمآسي، مع تذكير هذه المرجعيات بما سبق وقلناه و ردّدناه: "فخامة الفراغ افضل من رئيس سيئ "... علماً ان وجود حكومة تصريف الأعمال يبقى أقل ضرراً على البلاد من رئيسٍ يخرج من رحم هذه المنظومة الفاجرة، ويُصنع في دهاليز ضاحية بيروت الجنوبية، ليربض ثقيلاً على صدر الشعب طوال الست سنوات القادمة.

وفي هذا السياق نقول ان اسوأ ما وصلت اليه البلاد هو ان تُصبح ضاحية بيروت الجنوبية صانعة الرؤساء في لبنان !!! 

عندها نفضل ان يتولى "حزب الله" الحكم في لبنان بشكل مباشر فيتحمل هو مسؤولية الخراب، لا ان يحكم متخفياً وراء الدولة ليتنصل من مسؤوليته عن الفواجع التي ضربت لبنان.

#لبيك_لبنان

#اتيان_صقر #ابو_ارز

 

رئاسيًّا: خياران أمام الحزب

وكالة الانباء المركزية/19 تشرين الثاني/2022

قالت مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، أنّ “حزب الله” سيكون اليوم أمام خياران رئاسيان: الأوّل، أن يُبلغ رئيس “التيار الوطنيّ الحرّ” النائب جبران باسيل، خلال زيارة سيقوم بها في الأيام القليلة المقبلة وفدٌ من الحزب مكلفًا من الامين العام حسن نصرالله الى رئيس التيار، أنّه لن يتمكن بعد اليوم مسايرته وانه مضطر الى الانتقال الى خندق المصوّتين لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والثاني، أن يستفيد “حزب الله”، في انتظار جلاء المشهد الاقليمي والمفاوضات الجارية على الساحة الدولية في شأن لبنان، من الخلاف بين باسيل وفرنجية، ومن انعدام التوافق بينهما، لترك البلاد في الفراغ الرئاسي، مُبقيًا على الاقتراع بالورقة البيضاء.

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 19 تشرين الثاني 2022

 وطنية/19 تشرين الثاني/2022

 النهار

يلاحظ أن قطاع العقارات بدأ يعاود إنتعاشه جزئياً في مناطق معينة، وعبر أموال من دول خارجية، مع توقّع “فَورة” في هذا القطاع في العهد الجديد اسوة بقطاعات أخرى.

شبّه سياسي ساخر المعركة التي يتولاها النائب جبران باسيل لمنع وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة الأولى بحرب الوردتين من غير ان يستبعد ان تفضي هذه المواجهة الطاحنة الى اثار تفكك تماما محور ٨ اذار.

تمنّى مرجع نيابي بارز على نوابه والمقربين منهم، عدم التطاول على مقامات تشكّل مدخلاً للإستفزاز السياسي والطائفي، والعودة إلى نكء جراح الماضي.

نداء الوطن

نائب حزبي وصف أحد المرشحين بمرشح «الخط 29»، بما معناه أنّه «مرشح تفاوضي» وليس مرشحاً نهائياً.

تبيّن أنّ نواباً حزبيين لم يبذلوا أي جهد لمتابعة التعديلات التنظيمية التي يشهدها حزبهم، وحتى لم يطّلعوا عليها.

عُلم أنّ نائباً سابقاً أعاد نشر خبر مضى عليه مدّة من الزمن، ويتحدّث عن لقاء جمَع مجموعة من الناشطين السياسيين في مبادرة تأييد مرجع روحي بارز.

الجمهورية

ربطت مصادر سياسية وديبلوماسية غياب ديبلوماسيَّين عربي وأجنبي عن بيروت بمهمة واحدة.

ردّت مراجع غير سياسية تفاقم إحدى الأزمات الحيوية الى صراع خفي بين مرجعين، كل يعمل على هواه.

ما زالت القطيعة قائمة بشكل كامل بين مرجع حكومي وأحد وزرائه ولا عودة عنها في الحكومة الحالية.

اللواء

طمأنت مصادر دولية بأن الإستقرار الأمني في لبنان خط أحمر، في ضوء معلومات عن اجتماعات أميركية - روسية في دولة إقليمية فاعلة لمناقشة آليات إنهاء الحرب في أوكرانيا.

بات بحكم المؤكد أن هبة الفيول الإيرانية سُحبت من التداول حتى قبل وصول الجواب الخطيّ من الإدارة الأميركية.

يدور صمتٌ مُطبق في الدوائر المالية والمصرفية وأوساط الصرّافين حول المدى الذي يُمكن أن تذهب إليه أسعار الصرف والسلع في الشهر الأخير من السنة الحالية!

الأنباء

وعود جديدة يبدو أنها لن تبصر النور في قطاع حيوي طال انتظار اصلاحه واعادته الى الحياة.

عاصمة متابعة للملف اللبناني تحرص على وضع استحقاق داهم على طاولة اللقاءات والمحافل الدولية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 19 تشرين الثاني 2022

وطنية/19 تشرين الثاني/2022

*مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

يعبر لبنان الاثنين المقبل مدخل الأسبوع الرابع من شغور سدة رئاسة الجمهورية ولا دلائل على حلحلة داخلية في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة البرلمانية السابعة يوم الخميس المقبل.. وإذا كان نصاب الثلثين هو رقميا" عتبة دائمة في مسار انعقاد جولات الانتخاب الأمر الذي يبدو حتى الآن غير متوافر لكل جولة ثانية من أي جلسة فإن الذهاب الى مفهوم التسوية المسبقة, هو الخيار الثاني الذي قد ينجح بعده البرلمان في انتخاب رئيس الجمهورية.

الواقع الحالي لا يشي حتى اللحظة بانفتاح مسار للتحاور الداخلي لكن أوساطا" سياسية مطلعة أفادت أن رئيس المجلس نبيه بري لن يقف مكتوفا" وسيعمد بعد أن يمر شهر على الشغور الرئاسي الى رفع مستوى دوران محركاته وتوسيع حركة التشاور بكل الأشكال المتاحة من أجل تكوين دينامية داخلية في اتجاه تحقيق الانتخاب.

بالتوازي يؤشر لقاء ماكرون- محمد بن سلمان في بانكوك وورود لبنان بقوة في اللقاء إلى عودة الاتصالات الفرنسية الى مستواها العالي من أجل الحض والمساعدة على فتح مسار يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية. ومن هنا ترى أوساط مراقبة أن أي حركة داخلية بالنسبة الى الانتخاب الرئاسي في حاجة بشكل أو بآخر الى إحاطة اقليمية- دولية إيجابية من أجل تسهيل تحقيق الهدف.

في اي حال وفيما أفادت أوساط واسعة الاطلاع عن مشاورات متتالية تجري ما بين ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله"، وحلفائهما خصوصا ان اسم المرشح المدعوم من قبل الثنائي بات محسوما، وأنه سيصار الى الإعلان رسميا عن ذلك في المدى القريب يسعى الفرنسيون إلى وضع خارطة طريق جديدة تفضي إلى التقدم بمبادرة واضحة للانتخابات الرئاسية معطوفة على الملف الحكومي والملف الاقتصادي أيضا. وقد تنتظر هذه المبادرة مزيدا من المشاورات الفرنسية مع الآخرين، خصوصا مع الولايات المتحدة التي سيزورها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قريبا إلى جانب المحادثات القائمة مع الجانب السعودي. وبناء عليه، بحسب الاوساط يعمل الفرنسيون داخليا" الآن على خط رئيسي لا يقتصر على حوار مفتوح ودائم مع حزب الله، بل على السير في تواصل أوسع مع النائب جبران باسيل الذي زار باريس ومع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

تبقى الاشارة الى ان العيد التاسع والسبعين لاستقلال لبنان سيمر الثلثاء المقبل مرورا" مرا" أو قاتما" إذا صح التعبير ولكن لبنان سيبقى مستعدا" للتحليق من جديد على جناحي الرجاء والأمل.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

الكرة الأرضية تضبط ساعتها على عقارب المونديال الذي تـطلق صافرتـه غدا في قطر ما يتيح للملايين فسحة من الوقت لمتابعة هذا الحدث الكبير على مدى نحو شهر.

أما اللبنانيون المصابون دومـا بلعنة الحظ العاثر فينتظرون على رصيف نتائج مفاوضات ربع الساعة الأخير مع الشركة الناقلة لعلها تخفـض قيمة البدل الواجب دفعه وإلا فسيحرمون بسوادهم الأعظم - من مشاهدة لعبة الشعوب فهل سينجح لبنان في تأمين المبلغ المطلوب؟

في السياسة لا حراك داخليا مع بداية عطلة نهاية الأسبوع وخصوصا على مستوى الملف الرئاسي الذي تزيده تعثرا تحركات من وراء البحار ترويجا للذات وتشهيرا بالغير. مما لا شك فيه ان هذا لا يطعم خبزا. ما يطعم خبزا هو ان تحكي الناس مع بعضها البعض وتنخرط في حوار ينتج تفاهمات من شأنها تمهيد الطريق أمام إنتخاب رئيس للجمهورية. تأسيسا على هذه القاعدة يؤكد الرئيس نبيه بري دوما أنه لن يقف مكتوف اليدين حيال الشغور الرئاسي وسيبتدع الأفكار مرة بعد مرة في هذا السبيل.

على مستوى البعد الخارجي للملف اللبناني حضر لبنان في اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في بانكوك لكن الاجتماع لم يخرج بأي مبادرة عملية وهو يأتي بعد أيام على الاتصال الهاتفي بينهما والذي دعا خلالها ماكرون إلى إنتخاب رئيس للبنان في أسرع وقت ممكن.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "او تي في"

الاستحقاق الرئاسي ينتظر الفرج، والفرج ينتظر التوافق، لكن بلا فرض.

فرئاسة الجمهورية اللبنانية، قبل أن تكون الموقع الأول في الدولة اللبنانية، هي المقام الرئاسي الوحيد الذي يشغله مواطن مسيحي، في شريط البلدان العربية والآسيوية الممتد بين المحيطين الأطلسي والهادئ، والمنطق يقتضي أن تتم مقاربته برضى القوى السياسية الأساسية التي تمثل اللبنانيين المسيحيين، مع مراعاة التوازنات الداخلية اللبنانية، والخارجية المؤثرة في لبنان، والأخذ في الاعتبار بالطبع، أن المركز الرئاسي اللبناني يعني جميع اللبنانيين بالتساوي، على تعدد طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم، بناء على الميثاق الوطني الذي يجمعهم، والدستور الذي يرعى ممارستهم للشأن العام.

وبناء على ما تقدم، تدرك كل المكونات اللبنانية، الطائفية والمذهبية والسياسية، أن فرض أي رئيس على المسيحيين واللبنانيين أشبه بالمستحيل. فمبدأ الفرض لا يرضاه أصلا أي مكون، وإمكانية الفرض في الأساس غير متاحة، وبالارقام. هذا ما أثبتته جلسات الانتخاب الرئاسي السابقة، وهذا ما ستؤشر اليه تلك اللاحقة، في انتظار التوافق.

والتوافق المنشود لبنانيا، تحت مظلة خارجية داعمة وراعية، لا يتمحور حول إسم شخص، بل حول برنامج يفترض أن يتفق عليه اللبنانيون جميعا لإنقاذ لبنان، على المستويات السياسية والاقتصادية والمالية. فماذا ينفع الوطن أن يربح رئيسا، ويخسر في الوقت نفسه فرصة الاصلاح التي توفرها الأزمة؟

هذه هي الصورة العامة للمشهد السياسي اليوم. مشهد لن يصمد طويلا في دائرة اهتمام الناس، مع انطلاق مباريات كأس العالم التي تستضيفها قطر، اعتبارا من الغد.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل الضربة الأولى في الدوحة المستديرة قررت قمة المناخ ضرورة الإبقاء على مقدار ارتفاع حرارة الأرض بدرجة ونصف الدرجة، لكن الحرارة وابتداء من الغد ستبلغ أعلى مدرجات الغليان في كأس العالم وعلى مدى شهر ستلتهب الملاعب بدول وأبطال ومشجعين وسيصبح الكلام للأقدام.

وفيما يستعد العالم لمشاهدة حفل افتتاح أسطوري دخلت معه قطر والعرب تاريخ اللعبة من أبوابها الثمانية ومدنها الرياضية الباهرة، فإن اللبنانيين وقفوا مشجعين من بعيد زينوا شوارعهم بالأعلام وجلسوا على شرفاتهم ينتظرون كالوقت الضائع بين شوطين قرارا من الشركة الحصرية الناقلة للمونديال بالسماح للتلفزيون الرسمي نقل المباريات. وبمبلغ مقدور عليه وحتى اللحظة فإن المساعي التي بذلها رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزير الإعلام لم تنتج اتفاقا وكل ما حصلنا عليه ان نجيب ميقاتي وصل الى الدوحة وسينوب عن كل اللبنانيين بالحضور غدا في ستاد "البيت" الرياضي ممثلا الدولة والشعب بحكم تصريف الاعمال. اما وزارة السياحة  فقد "فتحت العيون" ووجدت فرصتها في فرض" الخوات" على المواطنين وأصدرت بيانا سمحت فيه للمؤسسات السياحية التي ستنقل المباريات باستيفاء رسم دخول عن كل شخص وتركت لكل مؤسسة تحديد السعر المطلوب.

وعليه أصبح للكرة سوق سوداء موازية لفلتان أسعار الصرف وباتت متابعة اللعبة الشعبية حكرا على المقتدرين وبابا للاستثمار المربح في الشغف الكروي الشعبي. والحق يقال فإن الدولة والسلطة بجميع أطرافها نالت براءة اختراع في القرصنة من حقوق المودعين إلى آخر بدع جلسات تضييع الوقت في قانون الكابتال كونترول وجعله هيكلا عظميا بلا روح عدا عن  جلسات رفع العتب لانتخاب رئيس لم يستو بعد  أما زمان الوصل بين حارة حريك وميرنا الشالوحي فسُنت خناجره في الظهر إذ لم يكد أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله أن يطرح معادلة رئيس شجاع يحمي ظهر المقاومة حتى أتته الطعنة المزدوجة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل  ضرب باسيل حليفه الأوحد وهو على يقين من أن الحزب لن يسير بمرشح لا ينال رضى رئيس التيار إلا أن زمان الأول تحول فلا باسيل استطاع تخطي عتبة الإليزيه بلقاءات على مستوى أعلى من مستشار ولا شعاره بالإتيان برئيس صنع في لبنان ظهرت طلائعه بين قطر وباريس أما رسائله النارية تجاه حزب الله فلم تجد لها سعر صرف مواز في أسواق بيت الطاعة الخارجية  وعليه فلم تعد ميرنا الشالوحي ممرا إلزاميا من الضاحية نحو بعبدا إذا ما رست التسوية على ترويكا حزب الله بري وجنبلاط ومعهم عدد من النواب المستقلين لإيصال فرنجية أو غيره إلى سدة الرئاسة.  وإلى أن يعود رئيس التيار إلى حجمه الطبيعي بعد أن انتفخ شغورا فإن حركة المجلس النيابي كل خميس ستبقى بلا بركة ما لم يتم التوافق. أما توقيت المونديال فلن يمنع قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان من فتح مغارة النافعة مجددا الاثنين المقبل على جلسات تحقيق متتالية مع الموظفين الموقوفين وعلى رأسهم مدير عام هيئة إدارة السير هدى سلوم لمعرفة مصير مليارات الليرات المهدورة رشى والتي تبين أنها كانت تجبى بالخوات وبطرق غير شرعية من جيوب المواطنين إلى جيوب الموظفين. وخاتمة نهار ما قبل أحد قيامة المونديال كانت تصفيقا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في وداع قائد جيش التحرير الشعبي العميد الركن رجا حرب  وخير التصفيق ما قل ودل.

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

أنظار العالمِ كلِّه تتجه صوبَ قطر. حبسُ الانفاس بدأ، والصراعُ على الكرة الصغيرة ينطلق بدءاً من الغد بين فِرقٍ أعدّت نفسَها للتحدّي الكبير. المؤسف في الموضوع أنَّ اللبنانيين الذين منّوا النفس بأن يشاهدوا المبارياتِ المنتظرة على شاشة تلفزيونِهم الرسمي، اُصيبوا بخيبة أمل. ذاك أنَّ المفاوضاتِ بين الحكومةِ اللبنانية وبين الجهاتِ المكلفةِ بتأمين نقلِ المباريات لم تتوصّل حتى الآن إلى نتيجة ايجابية. فثمة صعوباتٌ وتعقيداتٌ كثيرة لا تزال تعتري المفاوضات، فيما الوقتُ أصبح داهماً، لأن العرس الكُروي العالمي ينطلق بعد أقلَّ من أربع وعشرين ساعة. وبينما اللعبةُ الكرويّةُ في قطر تستعد للساعة الصفر، فإن حرارةَ اللعبةِ الديمقراطيةِ في لبنان هي تحت الصفر. فعطلة نهايةِ الأسبوع فرضت نفسَها على حركة الإتصالات والمفاوضات، بحيث سادَ الهدوءُ النسبيّ على مختلف الجبهاتِ السياسيّة. مع الإشارة إلى أنَّ اليومين الفائتَين كانا لافتين جداً على صعيد فريقِ الممانعة، إذ أكدا من جديد أن الفريق المذكور يعاني كثيراً من ظواهر الحالةِ الباسيليّةِ المتفلّتة من أيِّ ضوابط . فباسيل يلتزم إلى النهاية مبدأ "أنا أو لا أحد" . وقد دفعه المبدأُ المذكور حتى إلى محاولة التفاوضِ مع الرئيس نبيه بري بمعزل عن حزب الله، ما أدّى إلى اهتزاز علاقةِ الحزب برئيس التيارِ الوطنيِّ الحر. لكن رغم تلبّد الاجواء على خط ميرنا الشالوحي_ حارة حريك، فان حزب الله يبقى المستفيد الاول من أداء باسيل . فهو في الوقت الراهن غير مرتاح لا الى التوازنات المحلية، ولا الى التطورات الاقليمية، ولا سيما الى الانتفاضة غير المسبوقة في ايران. وبالتالي فهو يفضل عدم حرق الورقة الرئاسية اللبنانية في هذا الوقت بالذات. من هنا فان الحزب يتمترس وراء طموحات جبران باسيل في الوقت الضائع، بانتظار جلاء الصورة لبنانيا واقليميا. هكذا، فان الاقتراع بالورقة البيضاء سيستمر كل خميس الى اجل غير محدد ، طالما ان لا تغيير جذريا على صعيد تعاطي الثنائي الشيعي وحلفائه مع الاستحقاق الرئاسي. توازيا، يتواصل الحراك الفرنسي لاخراج الانتخابات الرئاسية في لبنان من عنق الزجاجة. وستنطلق باريس من اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتكثيف اتصالاتها ذات البعد الرئاسي محليا واقليميا ودوليا. فهل ينجح الحراك الفرنسي في احداث خرق ما على صعيد الملف الرئاسي، ام ان الشغور الرئاسي سيستمر، وفرنسا ماكرون لن تتمكن من تحقيق ما تصبو اليه، ما دامت اللعبة الداخلية مكربجة، وما دامت اللعبة الخارجية محكومة بعقد وتعقيدات لا تستطيع فرنسا ماكرون فكفكتها؟

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

الكرةُ الارضيةُ التي تَرْكُلُها كلَّ يومٍ نكباتٌ وازماتٌ، تُتْرَكُ غداً لكرةِ القدم، في حدثٍ عالميٍ لا يخلو من رسائلَ أبعدْ من رياضية.. فقطر الدولةُ العربيةُ بل الشرق اوسطية الاولى التي تستضيفُ هذا الحدثَ العالميَ، تطلقُهُ غداً باحتفالٍ استثنائي ..

وعندَ استثنائيَتِهِم يبقى اللبنانيون، فحتى كأس العالم المُتاحةُ صوره للقبائلِ التي تعيشُ مجاهلَ افريقيا، لا زالت عصيةً على ادخالِها بيوتِ اللبنانيين، حيث يتقاطَعُ التسويفُ الرسميُ مع الاستهتارِ، مع تذاكي المعنيين في القطاعِ الخاصْ، وفوقَهُم الازمةُ الاقتصاديةُ التي لا تطاق، لتحرمَ شعباً بأعمِّهِ الاغلب من المتابعةِ لهذا الحدث الذي قد يلهيهم عن مآسيهِم اليوميةْ التي تتلاعبُ بهِم، فتُرِكُوا لتلاعُبِ الشركاتِ وموزعي الكابلات، وقد يُفْتَحُ للمونديال ايضاً سوقٌ سوداء..

مساعي الحل لتأمينِ نقلِ المبارياتِ مستمرة ولم تتوقَّف، بحسبِ المعنيين في وزارةِ الاعلام وتلفزيون لبنان، والمؤسفُ أنَّ الازمةَ متوقفةٌ على دفعِ اربعةِ ملايين دولار تقريباً حتى ينالَ التلفزيون الرسمي حقَّ البثِ على الاراضي اللبنانية، في بلدٍ قد تكونُ حفلةٌ او سَفرةٌ لبعضِ سياسييه ومسؤوليه بأضعافِ هذا المبلغ، ولا من يتبرَّعَ أو يَستثمِرَ بهذا الحدث الذي قد يكونُ مردودُه اضعافَ ما يُدفَع ..

ما يدفعُهُ المتآمرون للمشاغبين في ايران لن يوصلَهُم الى أي نتيجةْ، بل إنَّهم احقرُ من انْ يُلحِقوا الضررَ بالجمهوريةِ الاسلاميةْ كما اكَّد قائدُها الامام السيد علي الخامنئي. فالأميركيون منذُ انتصارِ الثورةِ الاسلاميةْ وحتى الرئيسِ الحالي الفاقدِ للوعي والسيطرة – كما وصَفَه – اصطفوا أمامَ الجمهوريةِ الاسلاميةِ ومعَهُم الكيانُ العبري وبعضُ دولِ المنطقةْ، ورغم أنَّهم أوجَدوا بعضَ المشاكلِ مثلَ الحظرِ واغتيالِ العلماءِ النوويين وشراءِ بعضِ الايرانيين، لكنَّهُم عَجِزوا عن ايقافِ حركةِ الشعبِ الايراني، الذي طمأن الامامُ الخامنئي الى أنَّه سيواصلُ جُهدَهُ بمواجهةِ هؤلاء، بقوةٍ ومعنوياتٍ عالية..

*مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي"

انه كأس العالم في كرة القدم, اللعبة الاكثر شعبية في التاريخ.

هي معشوقة الجماهير, وحول كرتها الصغيرة الساحرة يلتف  خمسة مليار من سكان الارض.

لاول مرة في تاريخ كأس العالم, ستحط الكرة في بلد عربي, وفي قلب الشرق الاوسط, الذي يشكل مع افريقيا ودول اميركا اللاتينية القاعدة الشعبية الاكبر للعبة, وستكون قطر ومنتخبات الدول المشاركة ونجومُها,الحدث, من العشرين من تشرين الثاني, حتى الثامن عشر من كانون الاول المقبل .

مهما قيل وسيقال عن قطر, سينطلق كأس العالم, وسيتنافس للفوز به 32 منتخبا, يخوضون اربعة مباريات يوميا, ليحمل الكأس المنتخبُ الافضل .

مع كل مباراة, سيرتفع ادرينالين عشاق اللعبة, ومنهم طبعا اللبنانيون, الذين سيطوون مبدئيا صفحات السياسة, والانتخابات الرئاسية, والانهيار المالي والاقتصادي, ليفتحوا صفحات التحدي والحماس والاثارة عل مدة شهر كامل .

فحتى الساعة, لا توافق على اسم رئيس, ولا قدرة لاي فريق على انتخاب مرشحه بالارقام .

وحتى حزب الله, الذي ابلغ كلا من البطريرك الراعي, والمرشح سليمان فرنجية, والحليف جبران باسيل, والرئيس نبيه بري ان مرشحه الواضح هو فرنجية, عندما يُسأل مسؤولوه هل لديكم اي فيتو على المرشحين الاخرين, ومن بينهم قائد الجيش العماد جوزيف عون, الى من تتداول اسماؤهم لمنصب الرئاسة الاولى, يكون الجواب : لا فيتو للحزب على احد.

هذه المعادلة التي يمكن وصفها بالمناورة الانتخابية, تجعل طي الفراغ حاليا مستحيلا, وهو كلما طال, كلما اشتدت الحاجة الى خرقه, عبر حوارات مهما كان شكلها.

على هذا الاساس, يبدو ان اللقاء السري بين الرئيس بري والنائب باسيل حصل, وهو بحسب معلومات ال lbci  لم يتطرق الى اي اسماء مرشحة, انما هدف الى البحث عن مخرج من الاسواء الذي نعيشه, وهذا اللقاء سيتكرر, بغض النظر عن الخلافات حينا والتوافقات احيانا .

في السياسة, يعرف اللبنانيون اذا ان الدوامة طويلة, وان الرئاسة الاولى تدور في الفراغ, اما ما يهمهم اليوم فجواب واحد على سؤال واحد : هل سنشاهد كأس العالم, اين, وكيف, وبأي كلفة؟

الجواب حتى الساعة : يُعمل على الموضوع ومن السراي بكل جدية ....ولكن اين الحل طالما ان قرار صرف اموال تغطية النقل المباشر يعود لمجلس الوزراء, المفترض ان يجتمع وان يتخذ قراره باجماع كل وزرائه, وهل سيكون تعطش اللبنانيين لمشاهدة كأس العالم في عز معاناتهم الفرصة الذهبية للعودة الى عقد جلسات للحكومة في ظل الفراغ الرئاسي ؟

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

صمت فرنجيّة.. إلى متى ؟

شادي هيلانة/أخبار اليوم/19 تشرين الثاني/2022     

اثار النائب جبران باسيل "زوبعة رئاسية" من باريس، استقصد فيها استفزاز الوزير السابق سليمان فرنجية من خلال التصويب المتكرر عليه، على خلفية موقفه الرئاسي، في محاولة منه لِجرّ فرنجية الى مشكل يُحرجهُ فيه ثم يُخرجه من الحلبة الرئاسية. في المقابل، بقي زعيم تيّار المردة متحصناً بجدار الصمت للعب بأعصاب باسيل، تاركاً الموضوع لحليفيه حزب الله والرئيس نبيه برّي، كما تمنى عليه الأخير، بأنّ يُحافظ على هدوئه، ويبقى بعيداً عن السجالات والمزايدات، الى حين نضوج ظرف يُفضي الى إقناع باسيل. ايضاً، تشير اوساط مواكبة للملف الرئاسي، انّ باسيل " يتدلل راهناً" فهو لديه مصلحة مع فرنجية أكثر من ايّ مُرشّح آخر، خصوصاً وانّ الحزب يستطيع بشكلٍ او بآخر، انّ يمون على حليفه الزعيم الزغرتاوي، لِـ"يحسب حساب" التيّار الوطني الحر بمعنى ان يُمكنهُ في أوراق تخدمه حكومياً وفي مختلف التعيينات مُستقبلاً. حتى اللحظة، يبدو ان فريق الممانعة السياسي ليس على ما يرام، ويبدو لغاية الآن، انّ الحزب لا يتدخل "بالشاردة والواردة"، على إعتبار انّ كل هذا الكلام "طواحين الهواء" ولا جديّة في التعاطي هذه الفترة، الأمر الذي لا يزال يحتاج بعض الوقت، نظراً إلى أنّ الظروف الإقليميّة والدوليّة لا توحي بتركيز الجهود على الملف اللبناني، وبالتالي الكلام الجدي برأي الحزب يبدأ عند نضوج تلك الظروف - عندها تفتح الابواب الخارجية للرئيس المناسب في الوقت المناسب ضمن تسوية واتفاق معين. ويقول المراقبون في هذا الصدد، انّ التسوية المنتظرة، والتي من الممكن العمل عليها، يجب أنّ تحظى بمباركة طهران والرياض معاً، ايضاً لِباريس الرغبة في الإنتهاء من هذا الملف قبل نهاية العام الجاري، كما وأنّ الجهات الأساسية المقررة، في الوقت الراهن، هي واشنطن والحزب.

 

حتى رأس السنة: فرصة حقيقية لانتخاب رئيس بإرادة محلية

منير الربيع/المدن/19 تشرين الثاني/2022    

برز قبل أيام موقف للسفير المصري في لبنان، ياسر علوي، خلال زيارته إلى البطريركية المارونية ولقائه البطريرك بشارة الراعي. إذ قال: "لا يليق بشعب لبنان العظيم أن يستمر الفراغ، كأن لا يوجد بينه رئيس يتم التوافق عليه للقيام بالبلد. الاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى الانتقال من مرحلة التفاوض بالتلميح إلى مرحلة التفاوض المباشر بين البرلمانيين". وأضاف: "آن الأوان أن تتحاور هذه الكتل على المكشوف وتكشف أوراقها، وتبدأ بالتفاوض الجدي لإنتاج الرئيس الذي يليق بهذا البلد، ويبني الجسور مع الدول". يحمل موقف علوي في طياته إشارات متعددة، أهمها ضرورة الذهاب إلى حوار جدي وصريح بين الكتل وكشف الأوراق، للوصول إلى انتخاب رئيس.

كلفة الانتظار

حسب ما تقول مصادر متابعة، فإن السفير لم يدخل في التفاصيل والأسماء، إلا أنه شدد على ضرورة التحاور بين اللبنانيين للوصول إلى صيغة رئاسية، مبنية على التوافق بين الجميع، طالما أن لا طرف قادراً على انتخاب الرئيس الذي يريده أو يعتبره حليفاً له. يؤسس هذا الموقف إلى نظرة أشمل بالنسبة إلى مواقف دول عربية وأجنبية حيال الأزمة اللبنانية. وهذه مستمدة من أن لا اهتمام دولياً تفصيلياً ومباشراً في لبنان، خصوصاً أن المجتمع الدولي منهمك بأزمات ومشاكل أخرى جميعها تتقدم على المسار اللبناني. وعلى الرغم من وجود اهتمام فرنسي بإنجاز الإستحقاقات، إلا أن ذلك قد يتبدل فيما بعد. ولذا لا بد للبنانيين من الذهاب إلى التوافق فيما بينهم، ليفوزوا بتسوية من شأنها حماية المؤسسات، بدلاً من ترك الفراغ يتمدد ليطال ما تبقى منها.

فرصة جدية!

من حيث المبدأ، تتقاطع النظرة المصرية مع نظرات دول عديدة، ومفادها أنه لا يمكن لأي جهة خارجية أن تأتي وتفرض على اللبنانيين حلاً، أو تعمل على نسج التسوية لهم. وفي حال قرر اللبنانيون انتظار ذلك، فإن الانتظار سيطول، ولا قدرة لأحد على تحمّل تبعاته. حسب النظرة العربية والدولية، فإن هناك فرصة جدية وحقيقية في الوصول إلى تسوية رئاسية وحكومة واتفاق على الخطّة الاقتصادية، من الآن حتى رأس السنة، على أن تتشكل الحكومة بعدها، ويتم وضع الخطة الاقتصادية، خصوصاً أن هناك ضغوطاً دولية كبيرة ستمارس على لبنان لإنجاز ذلك، في حال أراد لبنان الاستفادة من اتفاق ترسيم الحدود. وهذا يستلزم وجود رئيس وحكومة فاعلة. لا بد لهذه التسوية التي يتم الحديث عنها أن تحظى بموافقة غالبية القوى اللبنانية، كي يكون هناك إمكانية للإنجاز واتخاذ القرارات اللازمة. لا تنفصل هذه المواقف عن حركة جدية يقوم بها كل من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط. إذ تقول مصادر ديبلوماسية متابعة، إن اللقاء الذي عقد قبل فترة بين برّي وجنبلاط فيه الكثير من الجدية، سعياً للوصول إلى تسوية. وهذا سيستكمل مع مختلف الأطراف. واللافت هنا أيضاً هي زيارة رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط إلى بكركي، واللقاء مع البطريرك الراعي، حيث كان البحث في الملف الرئاسي وفي مسألة الحوار الداخلي اللبناني وضرورته، تمهيداً للوصول إلى اتفاق، لا سيما أن لا مؤشرات دولية ولا داخلية على التجاوب مع مبدأ المؤتمر الدولي الذي ينادي به البطريرك. في المقابل لا يزال الرئيس نبيه برّي يسعى إلى بلورة تصور لعقد الحوار بين مختلف القوى، لأنه بالنسبة إليه هو السبيل الوحيد لكسر الرتابة ومواجهة الشغور.

 

عبوّد "بقّ بحصة" التشكيلات: أُجهضت لتأمين مصالح خاصة

"محرقة" 8 آذار: "تسريبة" جديدة تستهدف جوزيف عون؟

نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2022

يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاولاته الحثيثة لتحريك المياه الراكدة في مستنقع الأزمة اللبنانية واجتراح الحلول اللازمة لها بما يتقاطع مع المتطلبات الإصلاحية المطلوبة من المجتمعين الدولي والعربي، ولا يفوّت فرصة تواصل أو لقاء مع القيادة السعودية لإثارة الملف اللبناني، بحيث أتبع مشاوراته الهاتفية السبت الفائت مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي تناولا خلالها سبل تعزيز التعاون المشترك "لتلبية الحاجات الإنسانية" اللبنانية، بمحادثات مع بن سلمان أمس تطرقت في جانب منها إلى "الوضع في لبنان" على هامش مشاركتهما في قمة بانكوك لبلدان آسيا وجزر المحيط الهادئ.

أما على المقلب الداخلي من الأزمة اللبنانية، فبدا جلياً أنّ رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل سعى للتغطية على خيبة أمله من نتائج زيارته الباريسية إلى زجّها في دهاليز خصوماته السياسية عبر إطلاق صلية من التصريحات والتسريبات الممنهجة "بهدف تسليط الأضواء في بيروت على وجوده في العاصمة الفرنسية لا أكثر" حسبما عبّرت مصادر لبنانية مواكبة للزيارة، موضحةً أنّ باسيل طلب من فريق عمله في باريس "تأمين أكبر عدد ممكن له من الإطلالات الصحافية عبر وسائل إعلام فرنسية ووكالات عالمية بغية تظهير صورة حضوره في باريس أمام الرأي العام"، خصوصاً وأنّ لقاءاته في باريس لم تكن على مستوى طموحاته ولم يتم توثيقها رسمياً وإعلامياً من جانب المسؤولين الفرنسيين.

ومن هذا المنطلق، استكمل رئيس "التيار الوطني" استغلال زيارته الفرنسية لإطلاق المزيد من المواقف المثيرة للزوابع الإعلامية والسياسية في بيروت، فاستأنف حملة التشهير برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية عبر أثير إذاعة "مونتي كارلو" باعتباره لا يصلح لرئاسة الجمهورية لأنه ليس من أصحاب "التمثيل الوازن"، مع مواصلة تسطير الرسائل المشفرة إلى "حزب الله" من خلال تصويبه بالأمس على عدم صوابية المبدأ الذي أعلن "الحزب" اعتماده في اختيار مرشحه الرئاسي، بحيث ردّ على تأكيد السيد حسن نصرالله وجوب أن يكون رئيس الجمهورية المقبل وفياً لـ"الحزب" ولا يطعنه في الظهر، بالقول: "أنا لا أتفق مع "حزب الله" بأنّ حماية المقاومة وسلاحها هو الهّم الوحيد الآن، لكنني أتفهم مخاوف الحزب وأتفهم بالمقابل مخاوف الطرف الآخر المناهض له"، ليقرن رسالته هذه بأخرى عبر وكالة "رويترز" شدد فيها بوصفه "زعيم أكبر كتلة نيابية" على حقه في الترشح للرئاسة، وأردف: "اتّخذت قراراً بعدم ترشيح نفسي من أجل تجنّب الشغور لكنّني (...) لن أقبل أن يكون لديّ رئيس سيّئ، وفي هذه الحالة بالطبع سأترشّح".

أما في بيروت، وبعدما فضح رئيس المجلس النيابي نبيه بري زيارة باسيل السرية له عشية مغادرته إلى باريس لمحاولة عقد "صفقة" رئاسية معه بمعزل عن "حزب الله"، سارع رئيس "التيار الوطني" إلى نفي أن يكون زار "عين التينة" من دون علم الحزب، في حين ألمحت مصادر مقربة من "التيار الوطني" إلى وجود "جناح أساسي في حزب الله لا يرى مصلحة في ترشيح فرنجية للرئاسة ويدفع باتجاه التوافق على مرشح رئاسي آخر مع باسيل باعتباره الوحيد القادر على تأمين المظلة المسيحية لأي مرشح يتبناه "الحزب" وهذا ما لم يمكن أن يحصل في حال الإصرار على ترشيح فرنجية". توازياً، وفي سياق تأجيج نيران "محرقة" الترشيحات الرئاسية على ضفة قوى 8 آذار، توقعت أوساط واسعة الاطلاع أن تكون "الخطوة التالية" لباسيل بعد تسريبه تسجيلاً صوتياً من باريس تعمد من خلاله "حرق" ترشيح فرنجية، التحضير" لسيناريو مشابه في أهدافه الرئاسية" ربما من خلال "تسريبة جديدة" تستهدف هذه المرة قائد الجيش العماد جوزيف عون من منطلقات ترمي إلى التشكيك بأدائه على رأس المؤسسة العسكرية عبر استحضار مواقف سابقة له إبان ثورة 17 تشرين لاتهامه بأنه كان مشاركاً في مخطط تقويض العهد العوني من خلال تراخيه في ضبط الشارع ورفضه التصدي للتحركات التي نفذتها مجموعات ميدانية مناهضة للعهد وتياره، وصولاً إلى ما بدأ يتردد على لسان أوساط "ميرنا الشالوحي" بشكل صريح في الآونة الأخيرة عن توجيه اتهامات مباشرة لقائد الجيش بالضلوع في ما تعتبره "عملية قمع مقصودة" لمناصري "التيار الوطني" أمام محطة "أم تي في" إثر الإشكال الذي حصل في استديو برنامج "صار الوقت" ومحيطه.

وفي الغضون، استرعت الانتباه أمس المواقف التي أطلقها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود والتي بدا فيها كمن "يبق البحصة" في ملف التشكيلات القضائية رداً على حملة التجني التي استهدفته من جانب العهد العوني وتياره، إذ أكد في كلمته لمناسبة تأدية قضاة جدد اليمين القانونية أمام هيئة خاصة لمحكمة التمييز انعقدت برئاسته: "لبنان دولة القانون الذي نسعى إليه جميعاً لا يمكن أن يتحقق من دون قضاء مستقل، ولا قضاء مستقلاً من دون إقرار قانون جديد يضمن استقلالية القضاء، وقد أثبتت التجربة أنَّ إرادة التغيير وحرية القرار غير المسندتين إلى قانون يكرّس الاستقلالية بقيتا عاجزتين عن إحداث الخرق المطلوب، ولا قضاءَ مستقلاً من دون تشكيلات قضائية شاملة"، ليكشف في ضوء ذلك أنّ إجهاض السلطة السياسية إصدار مرسوم التشكيلات القضائية الكاملة والجزئية تم "بذرائع عدة ليس من بينِها تأمين حُسن سير المرفق القضائي، إنما لتأمين مصالحها الخاصة ومصالحها فقط".

 

"القوات" و"التيار"... هل تجمع الرئاسة ما فرّقته السياسة؟

يوسف دياب/الشرق الأوسط/19 تشرين الثاني/2022   

تتسع مساحة التباعد بين القوتين المسيحيتين «التيار الوطني الحرّ» وحزب «القوات اللبنانية» حول مقاربة الملفات السياسية، وعلى رأسها استحقاق الانتخابات الرئاسية، فيقدّم كلّ منهما رؤيته للرئيس العتيد، وكيفية إدارة الدولة خلال العهد الجديد. ورغم التباين الحادّ والحرب الإعلامية بينهما، يسعى «التيار الوطني الحرّ» للتقارب مجدداً وفتح قنوات التواصل، علّه ينجح في إحياء «تفاهم معراب» الذي أوصل ميشال عون إلى قصر بعبدا قبل 6 سنوات، لعلّه يمهّد لتكرار التجربة مع جبران باسيل، لكن الأجواء توحي بأن قيادة «القوات اللبنانية» أقفلت كلّ خطوط التواصل مع هذا الفريق بعد التجربة المرّة التي عايشتها مع ولاية ميشال عون، والتي لا تقبل تكرارها تحت أي ظرف. وانطلاقاً من مقولة «لا خصومة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة»، لا يستبعد مراقبون إمكانية التفاهم مجدداً بين الفريقين، فالاستحقاق الرئاسي لا يمكن إنجازه ما لم يحظَ الرئيس العتيد بقبول أحد الطرفين. ويتحدّث هؤلاء عن «أرضية يمكن أن تؤسس للتقارب بينهما، بدءاً من نظرتهما المشتركة لحتميّة انعقاد البرلمان بأكثرية الثلثين لانتخاب رئيس الجمهورية، ورفضهما تشريع الضرورة باعتبار أن البرلمان تحوّل إلى هيئة ناخبة بعد الشغور الرئاسي، والتوافق على ألّا تستولي حكومة تصريف الأعمال على صلاحيات رئيس الجمهورية وتمارسها من دون ضوابط».

تلاقي الطرفين على مسلّمات دستورية لا يعني إمكانية التقاطع على الملفات الخلافية، وأهمها انتخاب الرئيس ومسار بناء الدولة، ويرى عضو كتلة «الجمهورية القويّة» النائب غياث يزبك، أن «الاتفاق على نصاب جلسات الانتخاب يندرج ضم البديهيات الدستورية، وبخلفية طمأنة المسيحيين، لكن عندما نصل إلى التنفيذ نتناقض في كلّ شيء؛ لأن التيار لا يعني ما يقوله». ويقول يزبك لـ«الشرق الأوسط»: «لو كانوا يحترمون رئاسة الجمهورية لما صوّتوا بالورقة البيضاء، هم يريدون رئيساً توافقياً اسمه جبران باسيل، ونحن نريد رئيساً سيادياً اسمه ميشال معوض»، معتبراً أن «محاولة انفتاح التيار الوطني الحرّ على القوات وقوى سياسية أخرى، لها تفسير واحد هو رفض حزب الله ترشيح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية». وكانت قيادة «القوات اللبنانية» رفضت استقبال وفد نيابي يمثل «الوطني الحر»، لمناقشة الأولويات الرئاسية، من دون أن تبرر الأسباب، ويذكّر النائب غياث يزبك، بأنه «في عام 2016 توجهوا إلى معراب من أجل الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وبعد انتخاب ميشال عون تنصّلوا من كلّ شيء، واليوم يريدون أن يصلوا مجدداً إلى قصر بعبدا، وإذا تطلب الأمر يذهب جبران إلى معراب ويبيت فيها أياماً طويلة من أجل ضمان انتخابه رئيساً، فلن يتردد».

ويضيف يزبك: «نحن نريد الرئيس القوي بالدستور وبالدولة، وهم يريدون الرئيس المستقوي بالدويلة». ويلفت إلى أن «جبران باسيل وعمه ميشال عون يجسدان النموذج الفاقع لرجل السلطة، وليس رجل الدولة الذي يحمي نفسه»، مبدياً أسفه لأن «الدولة لا تقوم الآن على مفاهيم دستورية، بل على مفهوم يحكمه حزب الله، عبر ممارسة الغلبة بواسطة السلاح».

وتتقاطع مصلحة «التيار الحر» و«القوات اللبنانية» على رفض انتخاب رئيس تيّار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، وعلى اعتراضهما على أي مرشّح لا يحظى بتمثيل شعبي، أو بغطاء سياسي من أحدهما، ويؤكد عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحرّ»، وليد الأشقر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محاولة انفتاح التيار الوطني الحرّ على القوات اللبنانية تأتي في سياق إعطاء الانتخابات الرئاسية الأولوية، لكونها تتقدّم على تشريع الضرورة، أو عمل حكومة تصريف الأعمال». ويبدي أسفه لأن «القوات اللبنانية»، «تتعامل مع التيار بخلفية النكد السياسي الذي اعتادت على ممارسته، ولذلك رفضوا استقبال وفد التيار للتباحث في ملفّ الاستحقاق الرئاسي». وشهدت علاقة الطرفين انتكاسة كبرى إثر اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019، التي استقال على أثرها وزراء «القوات اللبنانية» من الحكومة، وإعلان الأخيرة دعمها لـ«الثورة وعدم الانخراط في حكومتي حسان دياب ونجيب ميقاتي اللتين مثّلتا فريق 8 آذار»، إلّا أن العلاقة بلغت حدّ الافتراق التام قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة، خصوصاً بعد الإشكالات بين الطرفين في الجامعات والمناطق المختلطة، لكنّ وليد الأشقر يشدد على أن «التواصل موجود بشكل دائم بين الطرفين عبر النائب إبراهيم كنعان والنائب ملحم الرياشي.

ويتابع: «رغم كل الأزمات بقيت شعرة معاوية موجودة بين الطرفين، كما أن اتصالات كنعان ورياشي المتواصلة تستخدم أحياناً لتهدئة أجواء معينة». ويشير الأشقر إلى أن «التيار»، «يريد رئيساً يحظى بتمثيل شعبي وازن، وإذا قرر أحد الطرفين دعم هذا المرشّح، يعني أن الحيثية الشعبية جيّرت له»، مؤكداً أن «هذه الورقة لن نعطيها لسليمان فرنجية؛ لأنه لا يتمتع بالمؤهلات التي تضمنتها ورقتنا الرئاسية، ولا يلتزم ببنودها، وكلّ المحاولات التي تجري لا توصل إلى رئيس للجمهورية».

 

في ظل الأزمة.. لبنانيّ يولّد الكهرباء من الرياح..؟!

الأناضول/19 تشرين الثاني/2022    

مع الغياب المتكرر للتيار الكهربائي، نجح الشاب محمد السبسبي في توليد الطاقة الكهربائية من الرياح بواسطة مواد صديقة للبيئة ليضيء بها 6 منازل سكنية في قريته في شمال لبنان. ويسعى المواطنون إلى البحث عن بدائل متنوعة لإنارة منازلهم في ظل عدم قدرة الدولة على إيجاد حلول للأزمة. ويعاني لبنان من عتمة شاملة وأزمة كهرباء قاسية بلغت أوجها في السنوات الثلاث الماضية، خصوصاً في صيف 2022 حيث بالكاد "تزور" كهرباء الدولة منازل المواطنين ساعة في اليوم، وليس في كل المناطق اللبنانية. ولجأ اللبنانيون إلى مصادر طاقة بديلة حتى لا تفرض "العتمة" نفسها عليهم، منها الاشتراكات بالمولدات الكهربائية والألواح الشمسية لكنّها كبّدتهم أعباء إضافية بالدولار مقابل الحصول على راحة مُستدامة.

الحاجة أم الاختراع

للخروج من أزمة الطاقة، استطاع الشاب اللبناني محمد السبسبي (25 عاما) أن يبتكر مروحة غير تقليدية لتوليد الطاقة الكهربائية عبر براميل بلاستيكية ترمى بعد استخدامها. وطبّق السبسبي، طالب اللغة الفرنسية وآدابها في الجامعة اللبنانية، شغفه بالفيزياء وصنع اختراعا غير تقليدي لتوليد الطاقة الكهربائية من براميل البلاستيك. الشاب الشغوف الذي أجبرته أزمة كورونا وتدهور الاقتصاد وضعف القدرة الشرائية، على ترك الجامعة، يعيش وسط حي فقير في قرية ببنين في عكار.

كهرباء صديقة للبيئة

تعتمد آلية إنتاج الكهرباء في الجهاز الذي ابتكره الشاب اللبناني، من التوربين الهوائي العمودي المحوّر على مبدأ تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة ميكانيكية، بواسطة التوربين الذي يمنح الطاقة إلى المولد الكهربائي ليحوّل الحركة الدورانية إلى كهرباء. وعبر جهاز تحكم ذاتي، يتم ضبط الطاقة الكهربائية وتنظيمها ليتم شحن البطاريات وتخزين الطاقة وتوزيعها عن بعد على 6 منازل سكنية في الحي تعود لعائلته. وقال السبسبي: "ما يميز التوربين أنه مصنوع من مواد محلية قابلة لإعادة التدوير، فالبراميل البلاستيكية تلعب دور الدافعات التي تتلقى طاقة الرياح بشكل عمودي وأفقي لتعطي للتوربين قوة الدفع". وأضاف في حديثٍ لوكالة "الأناضول": "لتعزيز هذه القوة تم اعتماد مبدأ عزم الدوران (مضاعفة الدوران) لإنتاج الطاقة الكهربائية بأقل طاقة رياح ممكنة". وأوضح أن التوربين الذي يعمل به جهازه يتميّز بإنتاجيته العالية مع سرعة الرياح المنخفضة. وعن دوافعه لابتكار هذا الجهاز الصديق للبيئة، قال الشاب إن الأزمة الاقتصادية التي حدثت قبل 3 سنوات جعلته يكتشف ميله لعلم الفيزياء.

موارد الطاقة النظيفة

عن مشاريعه المستقبلية، قال السبسبي إنه يحلم أن يضاء بلده بالكامل عبر الطاقة النظيفة والتخلي تماما عن الوقود الأحفوري والحد مديونية الدولة بسبب ارتفاعا تكاليف قطاع الكهرباء. ولفت إلى أن "هناك مصادر طبيعية عدّة في لبنان يمكن توليد الطاقة منها مثل الرياح على الساحل وفي الجبال وأمواج البحر والأنهر والطاقة من الشمس أيضا". وعن العوائق التي تواجه تطوير مشاريعه، قال الشاب إن "العائق الأساسي تمويل إجراء التجارب والأبحاث". وأضاف: "هناك عوائق قانونية تضعها الدولة مثلا على توليد الطاقة من أمواج البحر، فالعمل في هذا المجال يحتاج إلى ترخيص".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص القوات الإيرانية في كردستان

أوسلو: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022     

أعلنت منظمة «هنكاو»، غير الحكومية المدافعة عن أكراد إيران، أن ثلاثة متظاهرين على الأقل قتلوا اليوم (السبت) برصاص قوات الأمن الإيرانية في محافظة كردستان، شمال غربي البلاد، خلال احتجاجات أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني. وقالت «هنكاو»، ومقرها في النرويج لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «القوات الحكومية القمعية فتحت النار على المتظاهرين في بلدة ديفانداره، فقتلت ثلاثة مدنيين على الأقل». وتواجه السلطة في إيران، بقيادة المرشد علي خامنئي، أكبر تحدٍّ منذ عام 1979، يتمثّل في الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ شهرين، على أثر وفاة أميني. وردّت السلطات على هذه الاحتجاجات بحملة قمع أدّت إلى مقتل 342 شخصاً، وفقاً لمنظمة حقوقية، بينما حُكم على عدد من الأشخاص بالإعدام، واعتُقل الآلاف. وقُتل عشرة عناصر من القوى الأمنية الإيرانية بين شرطة وجنود وباسيج و«حرس ثوري»، منذ الثلاثاء، وفق ما أفادت وكالات أنباء إيرانية، قالت إنهم قتلوا طعناً أو بإطلاق الرصاص.

 

آلاف يهتفون ضد المرشد الإيراني في جنازة الطفل كيان بيرفالاك

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022     

أطلق آلاف المتظاهرين في إيران هتافات منددة بالنظام خلال جنازة فتى قالت عائلته إنه قتل على أيدي القوات الأمنية، على ما أعلنت مجموعة حقوقية ومرصد. ونزل مئات الأشخاص إلى شوارع مدينة إيذة بجنوب غربي إيران خلال جنازة كيان بيرفالاك البالغ تسع أو عشر سنوات، وفق ناشطين، حسبما أظهر تسجيل مصور نشرته منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها النرويج، و«مرصد 1500 تصوير». وقالت والدته خلال مراسم الجنازة إن كيان أصيب يوم الأربعاء برصاص قوات الأمن، رغم أن مسؤولين إيرانيين يقولون إنه قتل في هجوم «إرهابي» نفذته جماعة متطرفة. وتُسمع والدته وهي تقول خلال المراسم: «اسمعوا مني كيف حصل إطلاق النار، كي لا يسعهم القول إنه قتل على يد إرهابيين لأنهم يكذبون»، بحسب التسجيل الذي نشره «1500 تصوير». وتضيف: «ربما اعتقدوا أننا نريد إطلاق النار أو شيئاً كهذا، وأمطروا السيارة بالرصاص... قوات بلباس مدني أطلقت النار على طفلي. هذا ما حصل». وفي انتقاد للرواية الرسمية للأحداث هتف متظاهرون: «الباسيج، سباه... أنتم داعشنا»، على ما يُسمع في تسجيل نشرته المنظمة الحقوقية. و«الباسيج» هي قوات تابعة لـ«الحرس الثوري». وفي تسجيل آخر نشره المرصد 1500 تصوير يُسمع متظاهرون وهم يهتفون «الموت لخامنئي»، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي. وقالت مواقع إعلامية معارضة خارج إيران إن قاصراً آخر هو سبهر مقصودي (14 عاماً) قتل بالرصاص في ظروف مماثلة في إيذة يوم الأربعاء. وكثيراً ما تحولت جنازات إلى مظاهرات في حركة الاحتجاج التي بدأت عقب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقوانين اللباس الإسلامي. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن سبعة أشخاص دُفنوا، بينهم فتى عمره تسعة أعوام، مضيفاً أنهم قتلوا على أيدي «إرهابيين» كانوا على متن دراجات نارية. ونقلت وكالة «فارس» للأنباء المرتبطة بـ«الحرس الثوري» عن حاكم محافظة الأحواز صادق خليليان قوله إن «عناصر أجنبية» تقف وراء ما حدث. وقال هادي قائمي مدير «مركز حقوق الإنسان في إيران» ومقره نيويورك: «كيان بيرفالاك، تسع سنوات، وسبهر مقصودي 14 سنة، هما من بين 56 طفلاً على الأقل قتلتهم القوات الأمنية الساعية لسحق ثورة 2022 في إيران». وقالت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها أوسلو، إن شعارات منددة بالنظام أُطلقت في مدينة تبريز، شمالاً، خلال جنازة أيلار حقي، طالب الطب الذي يقول نشطاء إنه قتل إثر سقوطه من مبنى محملين قوات الأمن مسؤولية ذلك.

وعموماً، خرج الآلاف إلى الشوارع في إيران في ساعة متأخرة ليلة الخميس، في موجة جديدة من الاحتجاجات ضد «السياسات الاستبدادية للحكومة الإيرانية. وذكرت تقارير أنه تم تنظيم احتجاجات في عشرات المدن، بعضها، تم قمعها بشكل عنيف. وفي الكثير من الأماكن، تم فرض قيود على الإنترنت. ووردت أنباء عن مقتل عدة أشخاص. وكان نشطاء قد دعوا إلى التظاهر والإضراب لمدة ثلاثة أيام في ذكرى القمع العنيف لاحتجاجات عام 2019 المعروفة باسم «نوفمبر (تشرين الثاني) الدموي». وقتل المئات من المتظاهرين في ذاك الوقت. واندلعت أحدث موجة من الاحتجاجات قبل شهرين رداً على وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني. وكانت شرطة الأخلاق قد اعتقلت أميني في منتصف سبتمبر لانتهاك قواعد الزي الإسلامي في البلاد. وتوفيت في حجز الشرطة بعد أيام وتم التشكيك في سبب الوفاة المعلن على نطاق واسع. واليوم (السبت) بداية الأسبوع العاشر للاحتجاجات، فيما ارتفع عدد القتلى بين المحتجين إلى 381، وقتلى قوات الأمن 50، وعدد المعتقلين 16088. وعمت الاحتجاجات 146 مدينة و140 جامعة، وفق وكالة نشطاء حقوق الإنسان (هرانا). ولم يصدر أي بيان رسمي من جانب السلطات الإيرانية بعدد القتلى أو المصابين أو المقبوض عليهم. وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على شخصيات وكيانات إيرانية بسبب قمع الاحتجاجات.

 

كندا تحقق في تهديدات بالقتل أصدرتها إيران ضد أشخاص في البلاد

أوتاوا: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022      

أعلن جهاز الاستخبارات الكندية أمس (الجمعة) أنه يحقق في تهديدات بالقتل بناء على معلومات ذات مصداقية، أطلقتها إيران ضد أشخاص في كندا، بعد أسبوع من اتهامات مماثلة أطلقتها المملكة المتحدة. وقال المتحدث باسم الجهاز ايريك بالسام لوكالة الصحافة الفرنسية إن «جهاز الاستخبارات الكندي يحقق بجد في عدة تهديدات بالقتل صدرت من طهران، بناء على معلومات ذات مصداقية». وأضاف أن «هذه الأنشطة العدائية والتدخل الأجنبي يقوض في نهاية المطاف أمن كندا والكنديين، فضلا عن قيمنا الديمقراطية وسيادتنا». وتتم هذه التحقيقات التي لم يقدم بالسام أي تفاصيل عنها، بمساعدة شركاء دوليين. وأشار إلى أن جهاز الاستخبارات الكندي يعلم أن إيران تراقب وترهب الناس في كندا، بمن فيهم أبناء المغتربين الإيرانيين من أجل «إسكات أولئك الذين ينددون علانية» بالنظام. وقبل أسبوع، اتهمت الحكومة البريطانية إيران بتوجيه تهديدات بالقتل ضد صحافيين مقيمين في المملكة المتحدة. وكتب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في تغريدة «قمت باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني اليوم بعد أن تلقى صحافيون يعملون في المملكة المتحدة تهديدات بالقتل من إيران». ذكرت قناة إيران الدولية التلفزيونية الناطقة بالفارسية والتي تتخذ من لندن مقراً لها، قبل أيام قليلة، أن اثنين من صحافييها العاملين في المملكة المتحدة تلقيا تهديدات بالقتل من «الحرس الثوري الإيراني».

 

بريطانيا تعتبر إيران «تهديداً» لأمن الشرق الأوسط

لندن: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022       

يوجه وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في كلمة يلقيها اليوم السبت، اتهامات شديدة إلى كل من إيران وروسيا باعتبارهما «تهديداً» لأمن منطقة الشرق الأوسط. وسيؤكد كليفرلي، بحسب مقتطفات تم توزيعها من كلمته أمام منتدى «حوار المنامة» اليوم، التزام بريطانيا بالعمل مع شركائها لضمان ألا تصبح إيران أبداً دولة مسلحة نووياً وبالعمل للتصدي لنشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وفي خصوص إيران، يقول وزير الخارجية البريطاني: «الأسلحة التي تقدمها إيران تهدد المنطقة بأكملها. برنامج إيران النووي اليوم أكثر تقدماً مما كان عليه في أي فترة مضت، والنظام (الإيراني) لجأ إلى بيع مسيراته المسلحة إلى روسيا حيث تستخدم في قتل المدنيين في أوكرانيا». ويضيف: «في حين يتظاهر شعبهم ضد عقود من الطغيان، ينشر حكام إيران سفك الدماء والدمار في أنحاء بعيدة تصل حتى كييف». ويتابع الوزير في كلمته أن «بريطانيا مصممة على العمل إلى جانب أصدقائها للتصدي للتهديد الإيراني، وقطع (طرق) تهريب الأسلحة التقليدية، ومنع النظام من حيازة قدرات أسلحة نووية». وسيصف الوزير البريطاني في كلمته الغزو الروسي لأوكرانيا بأنه «خرق خطير» للمبادئ المتعلقة بسيادة الدول ووحدة أراضيها، مضيفاً أن هذا الغزو يزيد «معاناة» ملايين السوريين واليمنيين نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويقول: «حرب (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) تلحق مزيداً من المعاناة بالسوريين واليمنيين... وباللبنانيين العاديين العالقين في ظل أزمة اقتصادية». وسيتحدث الوزير أيضاً عن فرص التعاون مع دول الخليج للتحول نحو الطاقة الخضراء، وسيؤكد تطلع بلاده لتعزيز التجارة بين الخليج وبريطانيا في أعقاب الانتهاء من المحادثات الخاصة باتفاق جديد للتجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا، وهو الاتفاق المتوقع إبرامه العام المقبل، بحسب ما تقول لندن. ومن جهة أخرى، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن طائرة مسيرة حامت فوق سفينة في خليج عمان أمس الجمعة، بعد ثلاثة أيام من هجوم بطائرة مسيرة إيرانية الصنع على ناقلة نفط في المنطقة. وأضافت الهيئة، وهي تابعة للبحرية الملكية البريطانية، أن الحادث وقع على بعد نحو 50 ميلاً جنوب غربي مسقط. وأفادت بأن السفينة والطاقم بخير. ولم تذكر نوع السفينة المعنية. وكانت القيادة المركزية الأميركية قالت يوم الأربعاء إن طائرة مسيرة إيرانية هاجمت الناقلة باسيفك زركون يوم الثلاثاء.

واتهم مسؤول إسرائيلي إيران بالوقوف وراء الهجوم، بينما ألقى موقع «نور نيوز» التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، باللوم على إسرائيل. وقالت شركة «إسترن باسيفك شيبينغ» ذات الإدارة الإسرائيلية يوم الأربعاء إن الناقلة باسيفك زركون تعرضت لأضرار طفيفة بدون وقوع إصابات أو تسريب لشحنة السولار. وتقع الهجمات على ناقلات النفط في مياه الخليج في السنوات الأخيرة في أوقات تتصاعد فيها التوترات الإقليمية.

 

مقتل 4 جنود بهجوم على ثكنة للجيش العراقي في كركوك

بغداد: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022      

أعلن مسؤول عسكري عراقي مقتل 4 جنود عراقيين صباح اليوم (السبت)، في هجوم مسلح استهدف ثكنة للجيش العراقي في شمال مدينة كركوك الواقعة على بعد 255 كلم شمال بغداد، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسيةوأوضح المسؤول، طالباً عدم الكشف عن هويته، أن «الهجوم وقع نحو الخامسة صباحاً (2:00 بتوقيت غرينتش)، واستُهدفت ثكنة للجيش العراقي بالقرب من الطريق الواقع باتجاه ناحية قره اهنجير وروخناوه شمال شرقي مدينة كركوك»، في منطقة غير بعيدة عن نقطة انتشار البيشمركة الكردية، وتشهد أحياناً نشاطاً لبقايا تنظيم «داعش»، أو عناصر حزب «العمال الكردستاني» الذي تعرضت مواقعه لضربات طائرات مسيّرة قبل أشهر.

 

مقتل أربعة عسكريين في قصف إسرائيلي على سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022    

قتل أربعة عسكريين جراء قصف إسرائيلي استهدف صباح اليوم (السبت) مواقع في وسط وغرب سوريا، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري. وذكرت وسائل إعلام رسمية مقتل أربعة جنود سوريين وإصابة آخر بجروح في «عدوان جوي» إسرائيلي على بعض النقاط في المنطقتين الساحلية والوسطى لسوريا صباح اليوم (السبت). وأضافت «الوكالة العربية السورية للأنباء» أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للهجوم الذي جاء من فوق البحر المتوسط وتسبب أيضاً في وقوع خسائر مادية. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إنه في «حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح اليوم (03:30 بتوقيت غرينتش) نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا من فوق البحر المتوسط من اتجاه بانياس مستهدفا بعض النقاط في المنطقة الوسطى والساحلية». وتشن إسرائيل هجمات في سوريا منذ سنوات ضد ما تصفها بأنها قوات إيرانية ومدعومة من إيران انتشرت هناك أثناء الصراع الذي بدأ منذ أكثر من عشر سنوات. وتقول مصادر إقليمية واستخباراتية إن إسرائيل كثفت هجماتها على مطارات وقواعد جوية في سوريا في الشهور القليلة الماضية لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي لتوصيل أسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، بما في ذلك «حزب الله» المدعوم من إيران، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. وضربت صواريخ إسرائيلية قاعدة جوية رئيسية في منطقة حمص في سوريا هذا الشهر مما أسفر عن مقتل جنديين وإصابة ثلاثة. وقالت مصادر عسكرية إن القوات الجوية الإيرانية استخدمت القاعدة الجوية، الواقعة في الشيراط، في الآونة الأخيرة.

 

البنتاغون: روسيا تحاول الهيمنة على الأجواء الأوكرانية

واشنطن: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022   

قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم السبت إن تصعيد الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا يستهدف ضمن أشياء أخرى إجهاد قدرات الدفاعات الجوية الأوكرانية وهو أمر تأمل موسكو أن يسمح لقواتها بتحقيق الهيمنة على أجواء البلاد. وقال كولين كال وكيل الوزارة للسياسات للصحافيين خلال رحلة إلى الشرق الأوسط «إنهم في الحقيقة يحاولون إرباك وإجهاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية». وأضاف «نحن نعرف نظرية النصر الروسية، وملتزمون بضمان ألا تثمر وذلك من خلال ضمان حصول الأوكرانيين على ما يحتاجون إليه لتظل دفاعاتهم الجوية قوية». وأعلنت الحكومة الأوكرانية أمس (الجمعة) أن الضربات الصاروخية الروسية عطلت حوالي نصف منظومة الطاقة الأوكرانية بينما حذرت سلطات مدينة كييف من احتمال حدوث «انقطاع كامل» في شبكة الكهرباء مع دخول الشتاء. وفي ظل انخفاض درجات الحرارة وسقوط الثلوج للمرة الأولى هذا الموسم على كييف، يعمل المسؤولون على استعادة الكهرباء في شتى أنحاء البلاد بعد واحدة من أعنف عمليات القصف على البنية التحتية المدنية الأوكرانية خلال الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر. وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في أوكرانيا هذا الشتاء نتيجة نقص الكهرباء والماء. وقال دنيس شميهال رئيس وزراء أوكرانيا «لسوء الحظ، تواصل روسيا تنفيذ هجمات صاروخية على مدنيي أوكرانيا وبنيتها التحتية المهمة. تعطل نحو نصف منظومة الطاقة لدينا». وجات تصريحاته في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس الذي عبر لأوكرانيا عن «دعم لا يتزعزع» من الاتحاد الذي يضم 27 دولة.

 

رئيس الوزراء البريطاني الجديد في كييف: سندعم أوكرانيا حتى تحقيق السلام

لندن: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022       

وصل رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك إلى كييف في أول زيارة له منذ توليه منصبه، وفق ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (السبت)، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وكتب زيلينسكي على «تليغرام»: «منذ الأيام الأولى للحرب، كانت أوكرانيا والمملكة المتحدة الحليفين الأقوى»، مرفقاً المنشور بمقطع فيديو للقائه مع سوناك. وأضاف: «خلال اجتماع اليوم، ناقشنا أهم القضايا لكل من بلدينا والأمن العالمي». من جهته، قال سوناك في مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية: «أنا هنا اليوم لأقول إن المملكة المتحدة ستواصل دعمكم. سنقف إلى جانبكم حتى تحقق أوكرانيا السلام والأمن اللذين تحتاج إليهما وتستحقهما». وكان سوناك قد غرّد أن بريطانيا «تعلم ما معنى القتال من أجل الحرية. نحن معكم على الدوام».

 

نتنياهو يتنازل وسموتريتش يرفض «الخارجية» ويصر على «الدفاع»

بن غفير يحضهما «على التحدث بدل القطيعة» ويدعم طلب حليفه

رام الله: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022     

قدم حزب «الليكود» الذي يتزعمه بنيامين نتيناهو رئيس الوزراء المكلف، حزمة تعويضية لرئيس حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش، مقابل تخليه عن منصب وزير الدفاع الذي ما زال يصر على توليه، زارعاً أكبر عقبة في طريق نتنياهو لتشكيل حكومته الجديدة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم (السبت)، إن الحزب قدم لسموتريتش «في محاولة لإرضائه وإنهاء الخلاف معه، رزمة حل إبداعي تقوم على أن يأخذ حصة وزارية متكاملة، تضم وزارة كبيرة وأخرى أصغر، إضافة إلى منصب في وزارة الدفاع قد يشمل نائب وزير الدفاع، مع صلاحيات عملية في منطقة الضفة الغربية».

وتم تصميم العرض بهذه الطريقة كي يسمح لسموتريتش بالتأثير في عدة نطاقات كان تعهَّد بالعمل عليها أثناء حملته الانتخابية، مثل «إصلاح القضاء وزيادة الاستيطان»، ومن أجل إرضاء آخرين من حزبه يتوقعون مناصب وزارية. وجاء العرض الليكودي الجديد بعد أن رفض سموتريتش تولي حقيبة الخارجية بدل الدفاع. وقال موقع «والا» الإسرائيلي إنه رفض عرض الخارجية، وأصر على تولي حقيبة الدفاع. وأكد مصدران مطلعان على سير المفاوضات أن «الاعتقاد كان لدى تقديم الاقتراح أن سموتريتش سيوافق على تولي وزارة الخارجية ويتراجع عن إصراره على تولي حقيبة الدفاع أو المالية». ويعرقل سموتريتش بشكل رئيسي تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بسبب إصراره على تولي حقيبة الدفاع، وهو الأمر الذي رفضته الولايات المتحدة، محذرة نتيناهو من أنها لن تستطيع العمل معه عن قرب. كما حذرت من تعيين رئيس «القوة اليهودية»، المتطرف إيتمار بن غفير في منصب وزير الأمن الداخلي الذي يطالب به. ودخل بن غفير وسموتريتش الانتخابات بالشراكة، لكنهما بصدد الانفصال داخل «الكنيست». وأعلن حزب «القوة اليهودية» أنه سيقدم طلباً إلى لجنة «الكنيست» لانفصاله عن «الصهيونية الدينية»، وفقاً لاتفاق وقَّع عليه الجانبان عشية الانتخابات، وبالتالي سيصبح حزب بن غفير كتلة برلمانية مستقلة. لكن ذلك لا يعني أنه سيتخلى عن سموتريتش، وهو أبلغ نتنياهو أنه «سيستمر بالعمل مع سموتريتش ككتلة واحدة في الحكومة و(الكنيست)، ولن ينضم إلى الحكومة دون انضمام سموتريتش لها». وتحدث بن غفير إلى حليفه المقرب، وحضه على التحدث مع نتنياهو، وإنهاء القطيعة بينهما. كما طالب نتنياهو بالاستجابة لمطالب سموتريتش و«إعطائه حقيبة الدفاع أو المال». واعتبر أن مطالبة سموتريتش بحقيبة الدفاع «محقة ومنطقية ومشروعة، وستسمح بتطبيق سياسة مختلفة في الضفة، تقوم على إنشاء مستوطنات جديدة، ومنع إخلاء البؤر الاستيطانية، كما منع الفلسطينيين من البناء في المناطق (ج)».

وتوجه بن غفير وسموتريتش ضد الفلسطينيين بشكل أساسي هو الذي يقلق الولايات المتحدة وجعلها تنخرط في جهود منع تعيينهما، ومنع نتنياهو من إعطاء سموتريتش حقيبة الدفاع باعتبار أن اهتمام حاملي هذه الحقيبة يكون دائماً منصباً على القضايا الاستراتيجية، مثل الدفاع وخوض حروب، والاستعداد على جبهات مثل إيران، ولبنان، و«حزب الله»، قطاع غزة، والضفة الغربية، وهي قضايا لا يركز سموتريتش اهتمامه عليها، وإنما بالأساس على توسيع الاستيطان. وقالت مصادر في «ليكود» إن سموتريتش «لن يعين وزيراً للدفاع، وسيضطر في نهاية الأمر للتنازل عن هذه الحقيبة، كما سيتنازل عن حقيبة المال التي يطالب بها رئيس حزب (شاس)، أرييه درعي». ويرفض الأخير التنازل عن حقيبة المالية، رغم تلقيه عرضاً لتولي وزارة الداخلية مع صلاحيات موسعة، إضافة إلى تنصيب أحد أعضاء حزبه وزيراً للأديان. وكان نتنياهو حدد يوم الأربعاء المقبل موعداً لتشكيل حكومته.

 

ترمب: التحقيق الذي سيجريه المدعي المستقل «لن يكون نزيها»

واشنطن: «الشرق الأوسط»/19 تشرين الثاني/2022   

قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أمس (الجمعة) إن المدعي المستقل الذي عينه وزير العدل للإشراف على تحقيقات تطاله شخصيا «لن يحقق بنزاهة»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ترمب في كلمة ألقاها في مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا «هذا الاستغلال الرهيب للسلطة هو الأحدث في سلسلة طويلة من المطاردات السياسية التي بدأت منذ وقت طويل». وتابع «أنا أخضع لهذه التحقيقات، لهذه المهزلة، ولهذه الحيل منذ اليوم الذي نزلت فيه السلم الكهربائي لبرج ترمب»، مشدداً على أنه «لا يمكننا السماح باستمرار هذه الانتهاكات المروعة». وعينت وزارة العدل الأميركية أمس مدعياً متخصصاً بجرائم الحرب كي يجري تحقيقا مستقلا حول دونالد ترمب بعد ثلاثة أيام على إعلان الرئيس الجمهوري السابق ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024. وفي كلمة متلفزة، أعلن وزير العدل ميريك غارلاند أنه أوكل هذه المهمة «الحساسة» جدا إلى جاك سميث، وهو مدعٍ في المحكمة الخاصة بكوسوفو يتخذ لاهاي مقرا. واعتبر ترمب في مقابلة أمس أن تعيين مدعٍ عامٍّ مستقل للإشراف على تحقيقين بحقه هو أمر «غير عادل» و«مسيس». وندد الملياردير الجمهوري بـ«أسوأ تسييس للعدالة» في التاريخ الأميركي، مؤكدا أنه لن يتعاون مع المحققين. وقال الرئيس السابق «إنه أمر مخزٍ، يفعلون ذلك فقط لأنني في طليعة الاستطلاعات».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

باسيل ملك الإقناع... والبروباغندا

سناء الجاك/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2022

يصرّ رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل على أنّه يدفع ثمن تحالفه مع «حزب الله»، عقوبات أميركية بحقه، وأنّ لا علاقة لهذه العقوبات بتهم الفساد، ويؤكد أن الأميركيين لا يملكون مستندات تدينه. وفي حين لم يحاول باسيل، حتى الساعة، اللجوء إلى الطرق القانونية لتبرئة نفسه، يتابع المكابرة، ويبحث عن منصّات دولية لتثبيت حضوره وإظهار نفسه رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه... وعنتر زمانه من يتجرّأ ويحاول انتخاب رئيس للجمهورية لا يوافق عليه. والواضح أنّ هذا الاصرار هدفه اقناع جمهوره بأنّ خروج الرئيس ميشال عون من بعبدا ليس نهاية الدنيا، وبأنّه لا يزال قوياً، لذا لا يزال مستهدفاً من العالم بأسره، وليس فقط من «الفاسدين» الذين يريدون «أكل» حقوق المسيحيين ويسعون إلى إقصائه وحرمانه من الحصول على حقّه الشرعي بالوصول إلى كرسي بعبدا. وتندرج زيارته العاصمة الفرنسية باريس تحت هذا العنوان، وقد حرص خلالها على إظهار تمايزه عن «حزب الله» في رفضه دعم منافسه سليمان فرنجية.

والمفارقة تكمن في أنّ إعلان التمايز هذا يترافق وتولي إعلام «المحور الإيرانيّ» في لبنان تصوير زيارة باسيل الفرنسية بأنّها «تطوّر لافت» في الملف الرئاسي، والأهم كما يطيب «للباسيليين» و»للممانعين» أن يرّوجوا، أنّ «الفرنسيين يأملون بالاتفاق مع باسيل إرساء خريطة طريق للانتخابات الرئاسية، انطلاقاً من العلاقة الجيدة التي تربطه بكل من البطريرك الماروني بشارة الراعي و»حزب الله».

وكأنّ باريس تحتاج في حلّ أزمة لبنان، إلى دليل من قماشة باسيل يساعدها في إقناع الأطراف اللبنانيين، وتحديداً إقناع «الحزب» والبطريرك الراعي، والأطراف الدوليين والعرب، وحتى إيران، على الرغم من الشوائب والاتهامات المتبادلة في العلاقة الثنائية على أثر اعتقال السلطات الإيرانية فرنسيين على خلفية الاحتجاجات الحالية ضد «نظام الولي الفقيه». أو كأنّ الصهر هو ملك الإقناع، وليس ملك البروباغندا. لكنّه التذاكي بصريح العبارة. وأحدث نسخة منه هو إعلانه أنه يحمل تصوراً للحل المتكامل في لبنان، لا ينحصر في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بل يتناول أيضاً برنامجه والحكومة المقبلة والإصلاحات الضرورية التي يتعين القيام بها مع تصور لموقع لبنان ودوره وحاجته لحماية إقليمية ودولية. بكلام آخر، لدى الرجل عرضٌ لصفقةٍ، في حين أنّ المطلوب انتخاب رئيس للجمهورية، وليس مقايضة ملء الشغور الرئاسي من خلال سلة متكاملة تتضمن اسم رئيس الحكومة والوزراء وتوزيع الحقائب وفق المحاصصة المعهودة، وملء المناصب الأساسية، إن لحاكمية مصرف لبنان، أو لقيادة الجيش... أو... مع حصّة وازنة للمفاوض صاحب العلاقات الجيدة مع البطريرك و»الحزب». وقمة التذاكي في تصويره عدم ترشحه خدمة لحلٍ وفاقي ينقذ البلد، مع أنّ إحجام باسيل عن هذا الترشح لا يقدّم أو يؤخّر في المعادلات المستحيلة التي فرضها «حزب الله» على لبنان لإبقائه تحت سيطرة مشغِّله الإيراني... اللهم إلّا إذا كان المطلوب توظيف «الحزب» لتحركات باسيل ومنحه أدواراً جديدة ودعم سعيه لرفع العقوبات عنه. لذا يبقى تافهاً إظهار الرفض «الباسيلي» لترويكا جديدة، وتحديداً ترويكا يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري أحد أضلعها، وتكفي متابعة العلاقة الودية بين بري ونائبه الياس بو صعب لتؤكد أنّ توزيع الأدوار بين أضلع «الممانعة» هو الثابت الوحيد، وقد ظهر جلياً في الانتخابات النيابية. بالتالي، إذا كان أمل «إبليس» في الجنة غير ممكن، إلّا أنّ أمل باسيل في الرئاسة ممكن، بالرغم من تعففه المزوّر، وبالرغم من رفض بري العلني له، فكلمة السرّ يملكها، فقط، «الحزب الإلهي» الذي يوزع الأدوار، ويفرض في النهاية من يريد رئيساً للجمهورية.

 

رمزية الرئاسة في أزمة لبنان

رفيق خوري/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2022

«تكرار الكوارث معلّم»، كما يقول مثل أميركي. لكن التعلم ليس على مزاج القيادات السياسية اللبنانية التي تتصرف كأنها «أنصاف آلهة» توزع العلم على العالم. فلا هي تعلمت درساً من «أم الكوارث» التي ضربت لبنان وحوّلت حياة الناس الى «جهنم». ولا هي توقفت، مجرد توقف، للتفكير في معنى أن يتكرر الشغور الرئاسي ثلاث مرات منذ خروج الجيش السوري، وتبديد «ثورة الإستقلال» الثاني عام 2005. وفي المرات الثلاث كان «حزب الله» صاحب الدور البارز في إدارة اللعبة. مرة بالعنف الذي قاد الى «تسوية الدوحة» بعد ولاية الرئيس أميل لحود. ومرة بتعطيل النصاب وهو نوع من العنف السياسي بعد ولاية الرئيس ميشال سليمان حتى التسليم بإنتخاب مرشحه العماد ميشال عون. والثالثة اليوم بعد ولاية الرئيس عون، حيث تعطيل النصاب والإصرار على إنتخاب «المرشح الذي يريده». بداية التفكير في معنى الشغور المتكرر هو التوقف أمام معنى أن تخرج اللعبة الرئاسية عملياً من أيدي المرجعيات والقيادات المارونية، بصرف النظر عن ترشيح النائب ميشال معوض. إذ صار «حزب الله» هو الذي يختار المرشح الماروني ويفرض وصوله. وهو يضع أمام المسيحيين والسنّة والدروز معادلة: «إنتخاب مرشحي أو الشغور المستمر»، على طريقة ريتشارد مورفي المتفق مع الرئيس حافظ الأسد في معادلة «مخايل ضاهر أو الفوضى». والمسألة ليست رمزية فقط. ولا حلّها يتوقف على تفسير أو تعديل الدستور. ولا يبدل في الأمر ما حدث وما يمكن أن يحدث من التوافق، بالإضطرار، بحيث يكون جوهر التوافق هو الموافقة على إنتخاب ما يسميه «حزب الله».

المسألة هي أن النظام الطائفي الذي لا يعيش إلا بالتوازن الداخلي والتفهم الخارجي لخصوصيته، فقد التوازن الداخلي، والكثير من التفهم الخارجي. وكلما قويت طائفة أو إستقوت، دخلنا في صراع خطير. ولا مجال، في أوضاع لبنان والمنطقة المضروبة بإرتفاع العصبيات الطائفية والمذهبية والإتنية، للعبور الذي رسم طريقة إتفاق الطائف الى دولة المواطنة. فنحن في مرحلة إنتقالية ضمن المشروع الإقليمي لـ»محور المقاومة» بقيادة إيران. وهذا ما يفسر سبب مفاخرة السيد حسن نصرالله بأنه «أنقذ» لبنان من «ثورة تشرين» 2019 التي اعتبرها صنيعة «الطاغوت الأميركي». فالثورة التي جرى إجهاضها، ولم يكن نجاحها سهلاً، كانت عملياً عقبة أمام المشروع الذي يعمل له «المحور».والمرحلة الآن هي محطة الإنتقال من لبنان الحالي الذي لم يكتمل بعد إفراغه من جوهره الى لبنان الآخر الذي لم تنضج بعد ظروف إقامته. فالتبدل في موازين القوى لا يكفي وحده، وهو ليس قضية حسابات محلية بسيطة في لعبة معقدة. والتحكم بلبنان أقل كلفة من حكمه رسمياً. وإذا بقينا أسرى الحروب الشخصية والفئوية والحسابات الصغيرة على أرض تنهار من دون أن نرى المشهد بكل أبعاده ونعمل لتغييره، فإن ما ينطبق علينا هو قول دافتي أليغري في «الكوميديا الإلهية»: «رأيت في أروقة الجحيم بشراً لا يعيشون ولا يموتون».

 

هل تنضمّ "القوات" إلى "قطار" التسوية الرئاسية؟

راكيل عتيّق/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2022

يقارب بعض الأفرقاء السياسيين الاستحقاق الرئاسي، انطلاقاً من «الواقعية السياسية»، حيث إنّ تركيبة مجلس النواب الحالي وتركيبة البلد الطائفية والميثاقية المعتمدة في كلّ الاستحقاقات الدستورية وارتباط البعض عضوياً بدولٍ إقليمية إضافةً الى المصالح الخارجية في لبنان، تحول دون إنجاز عملية انتخابية ديموقراطية توصل رئيساً للجمهورية بقرارٍ «مُلبنن» من دون أي تأثير خارجي أو اتفاق تسوويّ. وباتت صورة «خاتمة» المسار الرئاسي واضحة بالنسبة إلى كثيرين من المعنيين، وهي على شكل تسوية ثلاثية الأضلع: لبنانية - لبنانية، خارجية - خارجية ولبنانية - خارجية.

هذه التسوية لن تأتي برئيس لا «يرضى» عنه «حزب الله»، ولا يُمكن أن تُطبخ من دون المسيحيين أو فريق أساسيّ منهم على الأقل. لذلك ترى جهات سياسية أنّ هذه التسوية من الأسهل إبرامها مع رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل الذي يشي حراكه السياسي بأنّه يحاول أن يؤمّن الحدّ الأدنى من «الثمن الموعود به» من «خدماته» في الترسيم البحري، والتي يحاول قطفها ما بين الدوحة وباريس. فعند دخول رئيس تكتل «لبنان القوي» في هذه التسوية، تكون الميثاقية المسيحية مؤمّنة للرئيس العتيد، إذ بعكس باسيل، ينأى حزب «القوات اللبنانية» بنفسه عن التسويات المنطلقة من هدف تحقيق المكاسب، ويواظب على المشاركة في الجلسات الانتخابية والتصويت للمرشح نفسه، بالتوازي مع العمل على تعزيز حظوظ وصول هذا المرشح، من خلال لبننة الاستحقاق، وليس استدراج الخارج للانغماس أكثر فأكثر في الوحول الرئاسية وإبرام التسويات التي يكون إطارها توزيع الحصص وتقاسم النفوذ.

ومع ترجيح سيناريو التسوية الرئاسية، يعتبر البعض أنّ «القوات» ستدفع ثمن أي تسوية رئاسية في حال قرّرت الخروج من «قطار» هذه التسوية، إلّا أنّ خسارتها، خصوصاً على المستوى الشعبي، ستكون أكبر، إذا قرّرت الدخول في هذه التسوية مع «المنظومة الحاكمة»، وهي كانت أوّل من خرجت من حكومات «الوحدة» ورفضت حتى تكليف رئيس حكومة في ظلّ عهد الرئيس ميشال عون – باسيل – «حزب الله»، الفريق الذي أدخل لبنان، بحسب «القوات» في انهيار وعزلة وأخرجه عن سكة الإنقاذ.

بالنسبة إلى «القوات»، لا يُمكنها أن توافق على رئيس «تسووي» لـ»الديكور»، بل تريد رئيساً حاكماً وقادراً على أن ينتهج ممارسة في الحُكم مختلفة عن كلّ الممارسة السلطوية السابقة، بما يعيد للدولة وللمؤسسات اعتبارها وللدستور كلمته وللبنان الأولوية المطلقة». وفق هذه القاعدة تتعاطى «القوات» مع الاستحقاق الرئاسي، بعيداً من هدف تحقيق أي «مكاسب»، فحدّدت معيارين لأي رئيس مقبل: السيادة والإصلاح. ووضعت نصب عينيها هدفاً واحداً: وحدة المعارضة. هذا الهدف لم تتمكّن «القوات» من الوصول إليه ومن تأمين 65 صوتاً للنائب ميشال معوّض، لكنها ستبقى تحاول لتحقيق وحدة موقف المعارضة، على رغم أنّ المؤشرات غير جيّدة على هذا المستوى. لكن هذا لن يدفعها الى الدخول في أي حوار أو تسوية. كذلك لا تخشى «القوات» من أي موقف دولي، فهو لن يؤثّر على حيثيتها وحجمها ووجودها، بل تعتبر أنّ أيّ اتجاه دولي يرجّح وصول رئيس وسلطة من فريق «الحزب»، يعني الحُكم على لبنان بالانهيار. وتصرّ على أنّ المسؤولية رئاسياً لبنانية بالدرجة الأولى، وهذه المسؤولية تحتّم على القوى السياسية الذهاب الى انتخابات رئاسية وسلطة ترسّم حدود الدولة مع الدويلة، في انتظار إزالة الدويلة مع تسليم «حزب الله» سلاحه.

على الخط الخارجي، ترى جهات سياسية، أنّ السعودية قد تكون شريكة في التسوية الرئاسية، أو أنّها قد «تسحب يديها» منها معتمدةً سياسة «التجاهل» في لبنان، ما يعزّز موقع فريق الثامن من آذار رئاسياً. إلّا أنّ «القوات» ترى أنّ الموقف الدولي واضح على هذا المستوى، وتقاربه انطلاقاً من أنّ السعودية ومعها سائر دول الخليج، لن تساعد لبنان ما لم تأتِ سلطة مكوّنة من رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة وحكومة، تكون ملتزمة وثيقة الوفاق الوطني والقرارات الدولية والعربية. وبالتالي، تعتبر «القوات» أنّ أيّ دولة تساهم في وصول رئيس من فريق الثامن من آذار، تتحمّل مسؤولية إبقاء لبنان وسط الإنهيار وهذا المستنقع، فالدول الخليجية هي الوحيدة القادرة على أن تساعد لبنان، وهذه الدول عبّرت في أكثر من وثيقة وبيان، عن شروطها لمدّ اليد للدولة مجدداً. إنطلاقاً من هذه المقاربة ، تؤكد مصادر «القوات»، «أنّنا لا نخشى شيئاً، بل نخشى على لبنان في حال وصول سلطة من فريق 8 آذار». وتضيف: «قد تحصل تسويات، لكن على قاعدة الدولة في لبنان وليس تعزيز منطق الدويلة، فتسوية من هذا القبيل لن نكون لا شركاء فيها ولا معنيين بها. سبق أن قلنا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: لا، عندما طلب تسمية السفير مصطفى أديب رئيساً للحكومة، وكما بقينا 3 سنوات خارج الحكومات سنستمرّ في المعارضة، فلا يُمكن أن نقبل بأنصاف الحلول، فإمّا حلّ وطني على قواعد واضحة وإمّا سنكون في مواجهة كلّ أنصاف الحلول التي أوصلت لبنان الى الانهيار». 

 

في أعنف هجوم على الرئيس السابق وصهره (1من2)/إيلي الفرزلي: هذه نهاية قصتي مع عون... خرّب البلد وراح عالبيت

نجم الهاشم/نداء الوطن/19 تشرين الثاني 2022

كان «دولة الرئيس» إيلي الفرزلي واحداً من «مجموعة الستة» الذين عملوا لتعبيد طريق العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية ولكنّه أيضاً كان واحداً من الذين تركوه بعد وصوله إلى بعبدا واكتشفوا أنه الرئيس الذي ضيّع الفرص الكثيرة من أجل أن يؤمّن الرئاسة لصهره جبران باسيل مستنداً إلى دعم «حزب الله». في ظل هذا الدعم يقول الفرزلي إنّ عون اعتقد أنّه «الحاكم بأمر الله» وأنّه يستطيع أن يدمّر سمير جعجع ونبيه بري ووليد جنبلاط وسعد الحريري. ولكنّه في النهاية «راح عالبيت وهو ينعى الجمهورية». ماذا يقول الفرزلي أيضاً في هذا الحديث الذي سينشر على حلقتين؟

ما الذي أخذك إلى ميشال عون؟

+ في الأساس أخذتني إليه مسألتان أساسيتان: الأولى تصرّف 14 آذار معه بعد الـ2005 الذي لم يكن تصرفاً عقلانياً، وبالتالي أدّى ذلك إلى إغلاق بيوتات سياسية كثيرة. ورأيت في الوقت نفسه أنّ هناك 14 نائباً مسيحياً في كنف «تيار المستقبل» ومثلهم في كنف «الثنائي الشيعي» وأقل منهم عند وليد جنبلاط. قلت كيف نقبل بذلك؟ هذا الأمر أدّى إلى خلل كبير على المستوى الوطني. في هذا الجو أتى ميشال عون وكنت في موقع مخاصم له، كما كنت ضده في مرحلة 1988 - 1990 ورأيت أنّ شعاراته الوهمية أدّت إلى إسقاط الجمهورية الأولى وإنتاج «الطائف» الذي حمل في طيّاته تراجعات في الدور المسيحي الماروني في النظام السياسي، وقلت هذه ظاهرة يجب أن يعاد النظر فيها خصوصاً بعد محاولة عزله.

قبل ذلك بين 1992 و2005 لم يكن هناك تمثيل مسيحي صحيح؟

+ هذا موضوع آخر. كان ميشال عون منفياً وكنت ضد قرار نفيه. وكان سمير جعجع معتقلاً بعدما كان جزءاً من الطائف. أنا طالبت في مجلس النواب في العام 1991 بأن يكون العفو شاملًا من دون أستثناءات وبالتالي «قبل ما روح عند ميشال عون رحت على القانون الأرثوذكسي» الذي رأيت فيه مخرجاً حقيقياً للمناصفة الحقيقية والفعلية في البلد مع الحفاظ على الديمقراطية في الطوائف لأننا نطبّق النسبية في كل طائفة. هذا الإقتراح فتح الباب للتعاون مع عون بعدما تبنّاه، وفي مرحلة التعاون معه قدّمنا هذا الإقتراح وكان التنسيق، وذهبت نحو التعاون معه في الموضوع الرئاسي.

اليوم يجب أن نضع بكل قلب أبيض خلافاتنا وراء ظهرنا للتفكير في كيفية إنقاذ البلد لأنّه لم يعد يحتمل. هناك شخصيات كثيرة محترمة في البلد يمكن أن تتبوأ منصب رئاسة الجمهورية. ولكنني أفتش عن الشخصية التي يمكن أن تكون قادرة على لعب الدور وتنفيذ مهمة إنقاذ البلد حيث المشكلة واضحة في الإنقسام حول سلاح «حزب الله «وحول مصير العلاقة مع سوريا وفي العلاقات غير السوية مع دول الخليج. من يصلح كل ذلك؟

ألم تكن هذه الأمور مطلوبة من الرئيس عون؟

+ خلص. ما عملها.

بدء الطلاق

متى بدأت تغيّر نظرتك إليه؟

+ أبداً «ما غيّرت» أنا إطلاقاً. هم الذين غيّروا. بعد انتهاء معركة فجر الجرود وإقرار قانون الإنتحابات الجديد بدأت أرى أنّ ممارسة العهد بدأت تتجه نحو الخطأ. قمّة هذا التباين كانت في 30 تشرين الأول 2019، عندما اختلفنا حول من يجب أن يكون رئيساً للحكومة وتمسّكت بسعد الحريري بالرغم من أنّه لم تكن هناك أي علاقة بيني وبينه منذ العام 2005. العكس كان الصحيح. طرحت على جبران باسيل «أَخرِج نفسك من دائرة الإستهداف». قلت له: يمكنك أن تختار الوزراء المسيحيين من خلال عمِّك كما كان يحصل و»خلّيك عامل علاقة مع الشيعة ومع السنّة عبر إغراق سعد الحريري بالتأييد وانشالله الأمور بتروح على توافق سني شيعي في المنطقة». وكان سعد الحريري أعلن في 14 شباط قبل ذلك أنّه لن يكون رأس حربة في الفتنة السنية الشيعية. هذا الموضوع كان نقطة تحوّل مركزية بالنسبة إليّ لأنه كان المطلوب قيادة سنية تحافظ على السلم الأهلي ولا تقوم بردّات فعل مذهبية وكنت أرى أن الخطر على المسيحيين هو في الصراع السني الشيعي على البلد وليس العكس. هذه نظرة تكتيكية لا استراتيجية. «رفض جبران باسيل كلامي ونصائحي واختلفت أنا وياه وفلّيت».

ألم يبدأ التباعد بعد انتخاب عون؟ ما كان موقعك في «تكتل لبنان القوي»؟ ماذا كنت تفعل هناك؟

+ بقيت. لاحظت أنّ جبران يغنّي على ليلاه. «ما حسّيت على رئيس الجمهورية بالأول. عم أحكيك بصراحة». كنت أشعر أنه يتفاعل إيجاباً مع كلامي. كان عندي علامة استفهام حول انتخابات العام 2018. عندما أصرّ جبران باسيل على موقعين مسيحيين. قرأتها بكل وضوح. أُلبِست لبوس القانون الأرثوذكسي والسنّة ضدّي. و»الشيعة ما بيعطوني. والدروز ضدّي. وجماعة جبران بيعطوا الحزبي اللي بدّو يرشّحو معي». اعتبرت هذا الموضوع تآمراً عليّ. ولكنني سكتّ واتفقت سراً مع الرئيس نبيه بري أن يحفظ مكاناً فارغاً لي على لائحته. كان التفاوض بين جبران باسيل وسعد الحريري. «عندما رُفض هناك إجا يلبط بالأرض بدّو 2 هون. قلت له بخاطرك. بعدين رجع أُجبِر يأيّدني. رجع نيابة رئاسة المجلس طلب إنو بلاها. وقال ليش ما بيكون الياس بو صعب وبتكون أنت نائب رئيس الحكومة؟ قلت له: كل الوزراء وكل الحكومة مع بعضها لا أبدلها مع نيابة رئاسة مجلس النواب. بخاطرك. ما صار في مشكل بمعنى المشكل وبقيت أحضر اجتماعات التكتل». ولكن العين تفتحت على خلاف.

الفرزلي في تكتّل "«لبنان القوي"»

كنت تشعر أنك في موقعك ضمن تكتل يترأسه جبران باسيل؟

+ الحقيقة لأ. «بس كنت عاطي كلمة واحتراماً لفخامة الرئيس».

متى وقع الخلاف الكبير؟

+ الخلاف الكبير وقع بعدما فتح عليّ جبران بشتائم وأدبيات حقيرة ظنًّا منه أنه يمكنه أن ينال من إرادتي. مسكين. قلت وقتها «يا عمي البلد راح». علِّقوا الدستور وخلّي الجيش يستلم الحكم لمدة سنة. «كانت فكرة طرحتها ولكن مش على أساس بكرا رح تصير». كنت أفكر وجدانيا بالوضع. «شايف البلد منهار والجوع ضارب طنابو وودائع الناس طارت». وتم إعلان إفلاس البلد. هذه المسألة اعتبرتها تآمراً ممنهجاً لدفع الأمور إلى الإنهيار عندما أخذوا القرار بعدم محاورة الدائنين وعدم المطالبة بتقسيط الدين العام وعدم دفعه وإعلان البلد مفلساً وذهبوا إلى الحديث عن خمسة مصارف ليوزّعوها على بعضهم كما توزّعوا وسائل الإعلام سنة 1991. قلت هذه قصّة كبيرة. «خلّي الجيش يستلم لمرحلة معينة وبتوافق سياسي. مش عم أحكي بمنطق انقلابي». لا أنا أقدر أن أعملها ولا قائد الجيش جوزف عون قادر يعملها وهو شخص محترم وجدير بالإحترام والدليل أن مؤسسة الجيش عملت دراسة عن الخط 29 وهي دراسة صحيحة أيّدَتها الدراسة البريطانية وعندما اتُّخذ القرار السياسي في مجلس الوزراء بتصديق الترسيم الأخير على أساس الخط 23 التزم وما عارض. هذا هو جوزف عون الذي يعطي نموذجاً جيداً عن منطق دولة المؤسسات. هذا الأمر فجّر الخلاف بيني وبينهم وقامت قيامتهم.

ولكنك طالبت بقبع ميشال عون وإرساله إلى البيت.

+ لا. «ما قلت هيك مباشرة». حكيت عن تعليق الدستور الذي يعني إرسال كل السلطات إلى البيت. رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة ورئيس مجلس النواب.

«بالآخر راح عالبيت»

يعني كنت تريد إرساله إلى البيت.

+«بالآخر راح عالبيت».«ولكن بدل ما يروح ويكون أنقذ البلد بقرار منّو راح وهو ينعى البلد». البيان الذي تلاه على مدخل القصر الجمهوري وأعلن فيه انهيار المؤسسات ألم يكن من الأفضل له أن يستبق الأمر ويقول لأنّني أشتمّ رائحة تدمير المؤسسات أطلب من الجيش أن يتولى مهمة كذا وكذا. أنا تحدثت بمنطق الوجدان الصافي. وليس بمنطق من يريد استهداف ميشال عون. فليشهد الله عليّ أنني لم أكن استهدف ميشال عون.

كم فرصة ضيّع الرئيس عون؟

+ منذ اليوم الأول لاستلامه السلطة لم يرَ نفسه رئيساً للجمهورية في أي لحظة من اللحظات. رأى نفسه في موقع وأراد أن يحول هذا الموقع إلى دكتاتورية ثورية مستمرة لتأمين الإستمرارية الموثوقة من بعده إلى صهره جبران باسيل. «زعلوا مني بالتيار لما حكيت عن هذه الإستمرارية».

كنت معها؟

+ «كنت عم حيّك لهالأمر وقتها، وكنت حاكي مع رئيس الجمهورية بهالموضوع. ولكن الجماعة ما بيحفظوا الودّ ولا بيحفظوا الجميل. فكروا أنو هالكم صوت اللي عطيوني ياهم سنة 2018 جميل لهم عليّ». ولكنه فضل لاحق لفضل سابق أنكرته أنت كفراً وجحوداً وأقررت به أنا خيراً.

في كتابك «أجمل التاريخ كان غداً» قلت إنّ تفاهم معراب بين عون و»القوات» شكّل نقطة قوة كبيرة للمسيحيين. لماذا تنكّروا له أيضا؟

+ صحيح. اعتبرت أنّ تفاهم معراب بين الدكتور سمير جعجع والعماد عون يعطي مفاعيل قانون الإنتخابات الأرثوذكسي من دون أن يكون هذا القانون معتمداً. أرثوذكسي من دون الأرثوذكسي. بأي معنى؟ بالنتائج التي كان يمكن أن يحققها انتخابياً. لما صار الإتفاق هنّأت الدكتور جعجع كما هنّأت ميشال عون على قاعدة منطق بناء الدولة من دون أن أكون مطلعاً على ما تسرّب عنه لاحقاً. أول انهيار في عهد عون كان التنكّر لهذا الإتفاق. كما حصل في ما بعد وتنكّروا لسعد الحريري وغيره.

لماذا؟

+ لأنه كان يريد أن يعتبر أن علاقته بـ»حزب الله» هي الأساس.

التحريض ضدّ الجميع

لم يكن يريد إلا غطاء «الحزب»؟

+ طبعا. بهذه القوة الإستثنائية «للحزب» مع قوته الشعبية مع قوة الشرعية يستطيع أن يذهب بعيداً في تدمير كل القوى. جوبهت بهذا الكلام في اجتماع للتكتل. وقفت وقلت يجب أن تحافظ على التسوية مع سعد الحريري. أحد الأشخاص كان في التكتل وجالساً قرب جبران باسيل ردّ عليّ وقال: وكيف بدّنا نخلص من الحريرية؟ «طيّب ما أنت عامل اتفاق معو». ما كنت عارف بمخطط الخلاص من الحريرية. ذهبت لعند سعد الحريري قال لي إن الرئيس عون أرسل له من يبلغه «جيت مع جبران بتفلّ مع جبران». وأضاف: أنا عملت اتفاق مع زعيم المسيحيين وأنا زعيم طائفة طويلة عريضة بالبلد صرت بدي أجي مع جبران وفل مع جبران؟ لأ.

وليد بك جنبلاط تحبّه أو لا تحبه، لا علاقة بيني وبينه طلع على دير القمر. دعيوه عام 2019 إلى قداس واحتفال في ذكرى 16 آذار (1977) . «إجا جبران عمل خطاب وصار يحكي كلام فوق السطوح». ولكن جنبلاط استوعب هذا الأمر واحتوى الوضع. عاد جبران كرر القصة بقبرشمون. لا دخل لي بهذه الصراعات ولكنني أتحدث في العناوين العريضة.

الرئيس نبيه بري. عندك «حزب الله» قوة أساسية بالطائفة الشيعية. لا تريد الرئيس بري، عال. هذا رئيس مجلس نواب كيف تكيل له الشتائم والمسبّات والإهانات؟ لماذا هذا التحريض لفئة ضد فئة؟ لزرك «حزب الله» ودفعه باتجاه الفتنة بينه وبين نبيه بري التي فشل فيها جبران؟ هل هذا تعهّد يقوم به لمصلحته الشخصية المحلية أم لدول أجنبية؟ وهذه في الحالتين مسألة كارثية. جعجع واتفاق معراب. سعد الحريري. وليد جنبلاط. نبيه بري... لماذا؟

«بعدين ما وقفت القصة هون. شو منحكي عن الممارسة على مستوى المؤسسات وتحويل غادة عون مدعي عام جبل لبنان إلى ما يشبه محاكم التفتيش. بتطلع بتكسر أقفال مؤسسة خاصة عن طريق من هم ليسوا بضابطة عدلية؟ بتاخد كمبيوتر شركة ميشال مكتّف وبتعطيه للتيار الوطني الحر لخبراء ليسوا بضابطة عدلية؟» عندما توفّى ميشال مكتف صدر قرار البراءة وردّوا الكمبيوتر. محكمة التفتيش تترك منطقة جبل لبنان وبتنزل على منطقة بيروت متجاوزة قانون الصلاحية المكانية لتقبض على رياض سلامة؟ «لو رايحة تكمش الإرهابي كارلوس ما فيها تعمل هيك».

بدأت القصة بتجميد التشكيلات القضائية

+ صحّ. كانت هذه خطوة ضد القانون.

فعلها عون من أجل غادة عون؟

+ صحيح. كما وأنه جمّد تنفيذ تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء. كما وأنه جمد 70 قانوناً لم تُنفّذ. أنت كرئيس أقسمت اليمين على حسن تنفيذ القوانين والدستور. هذا لا خلاف عليه. ولكن كل النقاط الخلافية تم اختراعها لتدمير «الطائف» بصورة ممنهجة. استقال عشرة نواب. النص الدستوري واضح. تجرى انتخابات خلال شهرين. كيف تقبل كرئيس جمهورية أن لا تجرى انتخابات؟ هذه من الكبائر. مخالفة واضحة لنص الدستور. بعد ذلك طلعوا باقتراحات أن رئيس الجمهورية لا يدعو إلى استشارات نيابية لتسمية رئيس الحكومة «إلا بعد ما يعرف مين بدّو يجي». هذا ضرب لروح الدستور. عندما يغيب رئيس الوزراء أو تستقيل الحكومة يجب أن يدعو فوراً إلى استشارات نيابية. كل ما عدا ذلك اختراعات لا قيمة لها.

تقصد الوزير سليم جريصاتي؟

+ مش ضروري. إذا لم يكن سليم جريصاتي هناك كثيرون غيره مستعدون لاجتهادات غبّ الطلب. القصة وما فيها أن هناك إرادة لدى الحاكم الذي صُوِّر له أنه «الحاكم بأمر الله» وليس بقوة الدستور بل بقوة الحلفاء. «بدّو يخرب البلد. وهكذا كان».

(يتبع: هكذا تآمروا عليّ في انتخابات أيار... وهذه هي المهمات المطلوبة من الرئيس الجديد)

 

هواجس الشرق الأوسط في زمن اليمين المتطرف

طوني عيسى/الجمهورية/19 تشرين الثاني/2022

عندما تنتهي الحرب في أوكرانيا، لن يعود العالم كما كان قبلها. فهذه الحرب تزعزع القارة الأوروبية في أعماقها، وهي الأكثر تأثيراً فيها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وهذه الحرب هي أول منازلة مباشرة بين موسكو والغربيين، منذ انحلال الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية منذ نحو 30 عاماً.

مع اقتراب الحرب في أوكرانيا من إكمال عامها الأول، تتعمق الأضرار خصوصاً في أوروبا. وهي لا تقتصر على الخسائر الهائلة في الاقتصاد، بل تتعلق خصوصاً بانقلاب الكثير من الأوروبيين على أنفسهم وأفكارهم، وانزلاق المناخ السياسي في القارة العجوز نحو اليمين المتطرّف. وإذ يبدو الأوروبيون منهكين في الحرب، فإن طرفين على يمين القارة الأوروبية ويسارها يتنازعان هناك: واشنطن جو بايدن وموسكو فلاديمير بوتين.

كانت مرحلة دونالد ترامب، بين 2016 و2020، ذهبيةً لجهة التناغم بين رأسي السلطة في واشنطن وموسكو، لكنها كانت سيئة على أوروبا، على عكس ما هو حاصل اليوم. وباستثناء الحدّ الأدنى من العلاقة التي كانت جيدة بين إدارة ترامب وحليفه بوريس جونسون في بريطانيا، فقد كانت العلاقة مع غالبية الحلفاء الأوروبيين في الحضيض، لا سيما مع إنغيلا ميركل وإيمانويل ماكرون.

ولذلك، تلقّف هؤلاء فرصة وصول بايدن إلى السلطة لتصحيح «الخلل»، فعاد الدفء إلى العلاقة بين الحلفاء على ضفتي الأطلسي. وجاءت حرب أوكرانيا لتكرِّس التعاون.

ولكن، من دون شك، تخوض الولايات المتحدة هذه الحرب، عن بُعد، فقط بتوفير السلاح والتغطية السياسية للأوكرانيين. وأما أوروبا فتخوض حرباً على أرضها، وتهدّدها جدياً في خاصرتها الشرقية، وقد كلفتها حتى اليوم مئات مليارات الدولارات، في شكل خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة.

لقد نسفت الحرب استقرار الأوروبيين، فباتوا قلقين على المصير، هم الذين جرّبوا الحروب على أرضهم ودفعوا غالياً جداً ثمن تقاتلهم في الحربين العالميتين، وانتظروا عشرات السنين حتى نضجت لديهم أفكار السلام، وتجاوزوا الانتقامات، وتعاهدوا على الانفتاح والتعاون ضمن أوروبا الموحدة.

اليوم، يُطرح السؤال في كل بلد أوروبي: ما هي مصلحتنا في أن نربط مصيرنا بمصير الأوكرانيين مثلاً أو سواهم؟ ولماذا نتكبّد هذه الأكلاف الباهظة ونعرّض بلداننا للخطر دفاعاً عن الآخرين؟

وفي البلدان الغنية والقوية، كألمانيا وفرنسا، يسأل بعض الرأي العام عن المصلحة في الانضمام للاتحاد الأوروبي، حيث تذهب أموال المواطنين لدعم آخرين في دول الاتحاد الأكثر فقراً. ويبدون استياء من حصول الكثير من «الغرباء» على الجنسية بسهولة في هذه الدول، فيصبحون مواطنين أوروبيين تلقائياً. وفوق ذلك، يؤدي تخاذل الحكومات إلى مضاعفة أعداد اللاجئين وأعبائهم.

وهذا الاتجاه يقود إلى تثمير سياسي واضح، وآخذ في التنامي في السنوات الأخيرة: صعود اليمين المتطرف في شكل لافت، ومتسارع منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا:

- في فرنسا، حققت مارين لوبان نتائج غير مسبوقة في مواجهتها مع ماكرون، على رغم عدم فوزها بالرئاسة (58.5 % مقابل 41.5 %). ودخلت بـ89 مقعداً إلى الجمعية الوطنية، وهي أكبر كتلة يحظى بها «التجمع الوطني» منذ العام 1986.

- في ألمانيا، تشير الاستطلاعات إلى نمو سريع لـ»حزب البديل» اليميني المتطرف، خصوصاً في المناطق الشرقية، مقابل تراجع الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يقوده المستشار أولاف شولتز.

- في إيطاليا حقق اليمين المتطرف انتصاراً ساحقاً أتاحَ وصول جيورجيا ميلوني إلى السلطة.

- في المجر، مجدداً فاز الحزب القومي الذي يقوده رئيس الوزراء فيكتور أوربان بالانتخابات التشريعية التي جرت في الربيع الفائت. وحقّق الغالبية الساحقة في البرلمان، متحالفاً مع الأحزاب اليمينية المتطرفة.

- في السويد أيضاً، حقق اليمين المتطرف واليمين المحافظ الليبرالي فوزاً في انتخابات أيلول الفائت. وفي موازاة هذا الاتجاه في أوروبا، حقّق الحزب الجمهوري انتصاراً في الانتخابات التشريعية النصفية، ولو جاء فاتراً. فقد حافظ الديموقراطيون على مجلس الشيوخ، فيما أظهرت النتائج حتى اليوم أن الجمهوريين حصلوا على غالبية ضعيفة في مجلس النواب. لم تتحقق التوقعات بحصول «موجة حمراء» في هذه الانتخابات. ولكن، على الأرجح، لا تعني هذه النتائج ضعف الجمهوريين بقدر ما تتعلق بمسألتين أخريين: الأولى هي استثمار الديموقراطيين لملف اجتماعي حساس هو الإجهاض، والثانية هي شخصية ترامب المثيرة للجدل حتى داخل الحزب الجمهوري والتنافس الذي جرى بينه وبين حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتوس للحصول على تبنّي الحزب كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي الحقيقة، دي سانتوس يمكنه أن يتباهى بأنه هو مَن حقق الفوز التاريخي للجمهوريين في مجلس النواب وليس ترامب. وقد قاربَ الفارق بينه وبين المرشح الديموقراطي المليون ونصف المليون صوت. وهذا أوسع هامش يحققه حاكمٌ لفلوريدا في الانتخابات منذ أربعة عقود. وبديهي أن يكون لهذه النتيجة تأثيرها على خيارات الجمهوريين فيما يتعلق باختيار مرشح الحزب للرئاسة.

لذلك، احتمال عودة الجمهوريين إلى السلطة، في العام 2024، واردة، من خلال ترامب أو دي سانتوس. وحتى ذلك الحين، سيضبط الجمهوريون هامش الحركة التي تمتّعت بها إدارة بايدن في العامين السابقين من الولاية.

هذا النمو لليمين، عبر العالم، يناسب بوتين. فاتجاه الدول الأوروبية إلى التقوقع يتيح له استفراد أوكرانيا وربما دولاً أوروبية أخرى مجاورة. ولكن، ماذا عن الشرق الأوسط حيث إسرائيل أيضاً اختارت الكنيست والحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخها؟

الأرجح أن مناخات التطرف دولياً وإقليمياً ستنعكس في الشرق الأوسط تعطيلاً للاتفاق المحتمل بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي، ومزيداً من الضغط لتوسيع دائرة «اتفاقات أبراهام»، وتشدداً إضافياً في التعاطي مع الملف الفلسطيني. والأخطر هو احتمال إغراق الكيانات الشرق أوسطية الهشّة في المزيد من النزاعات العرقية والطائفية والمذهبية. ومن هذه الزوايا يمكن تقدير الانعكاسات المحتملة على لبنان، ما دام أركان السلطة فيه يمارسون لعبة الرهان الانتحاري على الوقت وانتظار التحوُّلات.

 

ما بين السادسة والسابعة: عروض رئاسية فاشلة

جورج شاهين/الجمهورية/19 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113443/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%af%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d8%b1%d9%88/

لا يمكن لأيّ مراقب أن يتجاهل السيناريوهات التي تملأ الوقت الفاصل بين مسلسل جلسات الخميس الأسبوعية لدورية المخصصة لانتخاب الرئيس العتيد. وإن تمعّن البعض فيها، فهي تثير اكثر من علامة استغراب واستهجان نظراً الى رتابتها نتيجة محاولات استنساخ تسويات الماضي، واستحالة اخرى لمجرد انها بنيت على معطيات سوريالية. وعليه، ما الذي يقود الى هذه المعادلة غداة الجلسة السادسة في انتظار السابعة؟

قبل الدخول في معالجة مجموعة العروض الرئاسية والخيارات المتاحة المتبادلة بين المقار السياسية والحزبية لا بد من التوقف مليّاً امام شكل البعض منها ومضمونه. فإلى ما هو مطروح في المشاورات الداخلية هناك مَساع حثيثة يبذلها البعض لتسويق أخرى في الخارج سعياً إلى استدراجه للمساهمة في ادارة الأزمة المتعددة الوجوه. وكل ذلك يجري في ظل المعادلات السلبية التي كرّستها الجلسات الست السابقة نتيجة موازين القوى المتكافئة بعدما ارتفعت السواتر السياسية والحزبية بين القوى المؤثرة في الاستحقاق بما يحول دون إتمامه.

وقبل الدخول في مسلسل العروض المتبادلة ما بين الحلفاء وحلفاء الحلفاء والخصوم، لا بد من التوقف عند الصورة النمطية التي عبّرت عنها الجلسات وعكست الإصرار على المضي في اللعبة التقليدية بعيداً من الضمانات التي يمكن للكتل النيابية ان تتبادلها والتي تخضع لامتحانات يومية حول مدى تضامنها وقدرتها على المضي في خيارات فاشلة، وان لم تكن كذلك قد تكون مستحيلة او انتحارية، قياساً على قدرة البعض في اللعب على حد السكين بين خيارين متناقضين من دون احتساب المردود السلبي المحتمل على اكثر من صعيد وايّاً كانت الكلفة المقدرة على البلاد والعباد.

وقبل الحديث عما هو متوقع من خيارات محدودة باتت مطروحة على الطاولة في اكثر من مطبخ انتخابي، لا بد من الاشارة إلى المعادلة شبه الثابتة التي نضحت بها الجلسة السادسة امس الأول، والتي عبّرت بما انتهت اليه من مؤشرات وأرقام، بأنّ الإصرار على اعتماد الأوراق البيض ما زال سياسة ثابتة وخيارا قائما في المواجهة المفتوحة مع مجموعة نواب المعارضة ومرشحها، فيما يتلهى آخرون على هامش هذه المواجهة الثنائية بطرح الشعارات الغامضة وأسماء اخرى متفرقة سواء كانت من لائحة المرشحين الرئاسيين المُعلن عنهم، او من خارجها بهدف الزكزكة الداخلية من ضمن اهل البيت الواحد والكتل النيابية الهشّة او تلك المرشحة للاهتزاز في اي وقت بات رهناً باقتراب موعد الفصل بين مرحلة التلهي والجد متى اقتربت ساعة الحسم لإتمام المهمة التي كلّف بها المجلس النيابي وعجز عن إتمامها حتى الآن.

وانطلاقاً من هذه الوقائع، لا يتجاهل العارفون بكثير من مضمون الإتصالات الجارية حجم التردد الموجود في اتخاذ المواقف الصلبة في شأن الاستحقاق الرئاسي، وكأنّ البعض ممّن امتهنوا القيام بدور الوسطاء يتمهلون في طرح الخيارات الجدية والنهائية الحاسمة في انتظار شيء ما من الخارج ولا يزال كثير منهم ينتظره من دون الافصاح عن ماهيته وشكله ومضمونه. فالمواقف الدولية والحديث المتنامي عن وساطات خارجية ومبادرات فرنسية او سعودية او اميركية لم يثبت بعد جديته لمجرد أنه لم يتناول بعد تفاصيل الانتخابات الرئاسية بدليل انّ سفراء بعض هذه الدول قد انكفأوا عن حراكهم الداخلي لأسباب مختلفة.

ففي الوقت الذي تبلّغت فيه مراجع سياسية وديبلوماسية ان السفير السعودي وليد البخاري، الذي غادر بيروت عقب احتفالية الذكرى الثالثة والثلاثين لتوقيع «اتفاق الطائف»، لم يعد بعد الى اهتماماته اللبنانية. وقد ابتعدت معه عن الساحة الداخلية السفيرة الفرنسية آن غريو بعدما قصدت بلادها منذ اكثر من اسبوع لإجراء مشاورات مختلفة الأهداف لا تعني انتخاب الرئيس فحسب. ذلك ان هناك اهتمامات فرنسية تسبق هذا الاستحقاق وتعني حياة اللبنانيين في المجالات الانسانية والمعيشية. وقد تلاقت هذه الاجواء مع ما عادت به شخصية اممية من جولة خليجية عربية أجرتها بتكليف مباشر من دوائر نيويورك من أجواء اللامبالاة الخارجية تجاه ما يجري في لبنان. وقد حرصت هذه الشخصية في جولتها خلال الايام القليلة الماضية على وضع المسؤولين اللبنانيين في هذه الاجواء لِحضّهم على مبادرات ايجابية يمكن ان تكسر الحلقة المفرغة التي يدور فيها الاستحقاق الرئاسي في وقت يحتاج لبنان الى إكمال عقد مؤسساته وسلطاته لتنتظم الحياة الدستورية في البلاد.

وفي المعلومات المتداولة انّ الشخصية الاممية نصحت بشدة بضرورة اخراج البلاد سريعاً من مدار العجز المتمادي في إدارة المسؤولين للملفات الداخلية، وإنجاز ما هو مطلوب منهم على اكثر من مستوى وصعيد بعدما تجاوزت المناكفات السياسية المهل الدستورية لانتخاب الرئيس قبل نهاية ولاية سلفه، والتباطؤ في التعاطي مع مجموعة التفاهمات التي عقدت، سواء بالنسبة الى الترسيم البحري والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وتحضير القوانين المطلوبة والإجراءات التي تحمي ما تحقّق منها مَخافة ان تنهار دفعة واحدة بطريقة دراماتيكية تزيد من حال اللبنانيين صعوبة كما تبخرت الوعود بإنجازات وهمية واحدة بعد أخرى.

وقياساً على ما تقدّم، يبدو بعض التصرفات المحيطة بالاستحقاق الرئاسي مقدمة لخسارة الخيارات الداخلية المحيطة به، فالتلاعب بأسماء المرشحين وطرح الشروط التعجيزية للتوافق على اي شخصية يمكنها ان تجمع اكثرية اللبنانيين، ويتوافر فيها ما هو مطلوب لترميم علاقات لبنان المقطوعة مع الخليج العربي، والتي أصيبت بكثير من فقدان الثقة بالدول الغربية التي حصرت اهتماماتها بالشؤون الإنسانية والاجتماعية والطبية تارِكة الشأن الإداري والمؤسساتي في حال من الانهيار المتوقع في اي وقت نتيجة التشظّي الذي أصاب المؤسسات وما اصابها من شلل عميق أخرج كثيرا منها من الخدمة الفعلية.

وبناء على كل هذه المعطيات والمؤشرات التي لم تعد خافية على احد، هناك من يصرّ على القيام بما يؤدي الى مزيد من التأزم الداخلي بعروض فاشلة على قاعدة أنّ «من بعدي الطوفان» وبمنطق «عليّ وعلى اعدائي يارب»، أيّاً كان الثمن الذي سيدفعه لبنان من الآن وصاعداً. وكل ذلك يجري في موازاة من لا يزال يتلهّى في كل جلسة بأوراق بيض تحمل اسما خفيا لم يكتب بعد بالحبر الازرق وقد اقترب أوان استخدامه، وآخرون يتسلّون ببعض الاسماء المختارة بعناية من لائحة معلن عنها وأخرى مستترة لتغطية مواقف ملتبسة وعلى خلفيات انتقامية من هذا او ذاك، في انتظار اللحظة التي تستوي في طبخة الرئيس، والتي سيأكلها اللبنانيون ولو كانت سماً بالنسبة الى بعضهم فهم مُجبرون على تَجرّعه في انتظار ساعة الصفر التي ما تزال غامضة.

 

باسيل وجعجع إزاء فرنجية: «من سبق شمّ الحبق»؟

طارق ترشيشي/الجمهورية/19 تشرين الثاني/2022

ما أشبه اليوم بالبارحة، اليوم هو الاستحقاق الرئاسي لسنة 2022 التي توشك على نهايتها، والبارحة استحقاق العام 2016 الذي جاء بالعماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية لست سنوات انتهت في 31 تشرين الاول المنصرم.

اليوم تبدو صورة الاستحقاق الرئاسي مشابهة لسلفه مع فارق الاختلاف في الاشخاص، لأنّ الاصطفافات السياسية هي نفسها كما كانت عام 2016 قبل ان تتغيّر لمصلحة انتخاب عون بعد تجاوز الرئيس سعد الحريري ترشيحه يومها لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ودخوله وحلفائه في تسوية مع عون وحلفائه، سُمّيت يومها «تسوية رئاسية»، كان يُفترض بموجبها ان يبقى الحريري رئيساً للحكومة او للحكومات التي تؤلف في عهد عون الذي انتُخِب وأُنهي فراغ في سدّة رئاسة الجمهورية دام سنتين ونصف سنة بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان.

ولا مبالغة في القول انّ التاريخ يعيد نفسه الآن مع الاستحقاق الرئاسي الجديد. قوى المعارضة متموضعة في موقف يؤيّد، الى الآن، ترشيح النائب ميشال معوض الخارج من الكنف العوني، وربما يكون لديها مرشح آخر او تفكر في ان يكون لها تموضع جديد مفاجئ. وفي المقابل، «حزب الله» وحلفاؤه او «الثنائي الشيعي» وحلفاؤه، يتموضعون في موقف يؤيّد او يتمنى وصول فرنجية إلى سدّة رئاسة الجمهورية. فيما رئيس «التيار الوطني الحر» يتموضع في موقف يرفض حتى الآن ترشيح فرنجية وأي مرسح آخر، وينادي احياناً بوجوب حصول اتفاق بينه وبين «الثنائي الشيعي» وفرنجية على ترشيح شخصية ثالثة (غير باسيل وفرنجية) يمكن ان تشكّل قاسماً مشتركاً في ما بينهم.

فباسيل قال انّه شخصياً يؤيّد ترشيح فرنجية وانّ له مصلحة في ذلك، ولكنه لا يؤيّد هذا الترشيح على مستوى موقف تياره، ما يعني انّه لا يؤيّده في المطلق، لأنّه لا يزال يراهن على توافر فرصة لكي يترشح هو شخصياً، خصوصاً إذا نجح في رفع العقوبات الاميركية عنه، موسطاً لهذه الغاية الفرنسيين حيناً والقطريين أحياناً، ولكنه لم يحصد إلى الآن اي نتيجة عملية، الأمر الذي يدفعه إلى «المنتعة» والمماحكة المدروستين، هادفاً إلى تأخير إنجاز الاستحقاق الرئاسي ما امكنه، علّه يحقق «فتحاً ما» في الجدار الاميركي، يعتقد انّ من شأنه ان يؤهله للوصول إلى سدّة الرئاسة، مع العلم انّه سمع من حلفائه ومن القاصي والداني، أن لا امكانية لوصوله إلى بعبدا في هذه المرحلة، حتى ولو زالت العقوبات الاميركية عنه، او حتى ولو لم تكن هذه العقوبات موجودة، لأنّ الجميع مقتنعون انّ انتخابه سيعني استمراراً لعهد عون الذي لم يكن موفقاً بكل المعايير، ووصلت خلاله البلاد إلى «جهنم» التي كان سيّده شخصياً توقّعها، وقد برّر فشل عهده بالاستعانة بقول الإمام علي «انّ الحق لم يترك لي صاحباً»، معتقداً انّ «التزامه الحق» خلال تولّيه مسؤولية الرئاسة الاولى، هو ما خلق الصعوبات والعداوات السياسية في وجهه، ما حال دون ان يحقق ما طمح اليه في عهده، علماً انّ البعض يقول انّ باسيل بتصرفاته وكأنّه «رئيس الظل» إلى جانب عون، هو الذي لم يترك له صاحباً ايضاً، بدليل انّه تباين في الموقف بعض الاحيان مع حلفائه، وظلّ على صدام مع الآخرين الذين، ولكن، والحق يُقال، انّ هؤلاء الآخرين لم يقصّروا في معارضتهم المستمرة له، والتي لم تذلّلها لا المناسبات ولا اللقاءات، وربما يكون الاتفاق على ترسيم الحدود «الفترة الذهبية» الوحيدة التي كانت بينه وبين معارضيه الذين يُطلق عليهم البعض اسم «حلفاء الحلفاء».

على انّه في خلال الاستحقاق الرئاسي السابق، تصرّف «حزب الله» وحلفاؤه في نظرتهم إلى عون وفرنجية، انّ «هذا عين وهذا عين»، ولكن الاولوية لديه كانت لعون احتراماً لالتزام أدبي ثم سياسي تجاهه، خصوصاً انّ الرئاسة كان يجب ان تكون من نصيبه بعد «اتفاق الدوحة»، ولكن لأسباب ما يومها أُعطيت الفرصة لميشال سليمان لإمرار مرحلة فرضتها الظروف والتطورات الخطيرة التي مرّت فيها البلاد آنذاك.

واليوم ينظر «الحزب» وحلفاؤه النظرة نفسها إلى فرنجية وباسيل «هذا عين وهذا عين»، ولكن الأولوية هي لفرنجية، مع العلم انّ «حزب الله» ما زال متفرداً في الموقف الذي أعلنه، وهو ان «ليس لديه مرشح للرئاسة وإنما سيدعم مرشحاً». ولم يجاهر إلى الآن بأي ترشيح لفرنجية حتى لا ينقضّ الآخرون على الرجل ويصفونه بأنّه «مرشح حزب الله»، فيما حلفاؤه يجاهرون بتأييدهم رئيس تيار «المردة»، ويؤكّدون انّهم على استعداد لانتخابه عندما تتوافر الظروف الموضوعية لهذا الانتخاب. فقد عقد مجلس النواب 6 جلسات انتخابية الى الآن ولم يتمكن من انتخاب رئيس، بسبب غياب التوافق بين كتله على انتخاب مرشح يرتضيه الجميع. المعارضون يتمسكون بترشيح معوض الى الآن و»حزب الله» وحلفاؤه ومعهم «تغييريون» يستعينون بالاقتراع بالاوراق البيض، إلى ان تحين ساعة التوافق داخلياً ولدى العواصم المتعاطية الشأن اللبناني.

على انّ معاندة باسيل السياسية في رفضه تأييد ترشيح فرنجية لم تلغ تأييده الشخصي لهذا الترشيح، ولكنه بمعاندته، يقول البعض، انما «يغلّي سعره» ويحاول تكريس نفسه «بيضة القبان» او الناخب الأكبر في الاستحقاق الرئاسي، ليرتقي بذلك الى الحصول على التزامات مسبقة من فرنجية، تتيح لـه ولـ «التيار الوطني الحر» تحقيق مزيد من المكتسبات التي تعزز حضوره في الشارع المسيحي على حساب خصومه فيه، ومن ثم على المستوى الوطني.

هي لعبة مكشوفة يلعبها باسيل، ولكنه لا يعترف بها علناً، ولكنها تصطدم بحقيقة انّ فرنجية لا يمكن إذا انتُخب، يقبل بأن يكون مقيّداً بأي التزامات لباسيل او لغيره، من شأنها ان تنهي عهده قبل ان يبدأ. فالرجل، كما قال عنه السفير جوني عبده اخيراً، إذا انتُخب رئيساً سيكون للجميع ولن يبقى رئيساً لتيار «المردة» مثلما بقي عون رئيس ظل لـ»التيار البرتقالي» مراعياً مصالحه ولو على حساب دوره كرئيس للجمهورية.

ولكن، الى ان يحسم باسيل خياره الرئاسي النهائي، فإنّ خصومه يراقبون وبتابعون ما يدور في شأن الاستحقاق الرئاسي داخلياً وخارجياً، والذي يشي بأنّ الفراغ الرئاسي سيطول الى أبعد من نهاية السنة الجارية. لذلك، وانطلاقاً من حسابات شخصية وسياسية، لا يستبعد البعض حصول تحول ما ربما يكون مفاجئاً في موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لمصلحة فرنجية، خصوصاً إذا ثبت لديه انّ ترشيحه يحظى عملياً بتأييد عربي ودولي. فجعجع يدرك قبل غيره، انّ فرنجية رجل موقف ويحترم التزاماته، ولا يمكن ان يتعاطى بكيدية او تشفّي مع الخصوم، بدليل انّ العلاقة بينه وبين «القوات» تتميز بكثير من المرونة، وربما يكون من مصلحته ومصلحتهما التلاقي في الاستحقاق الرئاسي، وهو تلاقٍ من شأنه ان يقفل ملفات قديمة بين الجانبين، والتي أصلاً باتت شبه مقفلة، في ضوء ما حصل من حوارات ولقاءات بين «القوات» و»المردة» في كثير من المراحل، الى درجة انّ «القوات» تمنت في أحد اللقاءات على قيادة «المردة»، التوسط لقيام حوار بينها (اي «القوات») وبين «حزب الله». كما انّه في حسبة بسيطة، تستطيع «القوات» ان تحقق مكاسب كثيرة، مسيحياً وسياسياً، إذا دعمت ترشيح فرنجية، خصوصاً اذا ظل خصمها باسيل على عناده ورفضه تأييد رئيس «المردة»، الذي إذا وصل الى بعبدا يأخذ من مؤيّديه المسيحيين وغيرهم اقل بكثير مما سيعطيهم او مما سيستفيدون من وجوده في سدّة رئاسة الجمهورية، لأنّه سيتعاطى وطنياً مع الواقع وليس طائفياً او فئوياً، وربما بكون تياره آخر المستفيدين من هذا الموقع الذي كرّسه الدستور حَكَماً بين الجميع.

ولذلك، يتساءل بعض السياسيين المتابعين: هل يفعلها جعجع ويستدير لتأييد ترشيح فرنجية، خصوصاً إذا لمس انّ هذا الترشيح سيكون مشفوعاً بتزكية عربية ودولية، وذلك مثلما استدار لتأييد ترشيح عون عام 2016، عندما أدرك التأييد العربي والدولي له، وإن كانت العلاقة بينهما ساءت لاحقاً وسقط «تفاهم معراب» بينهما لأسباب معروفة لدى الجميع؟

لا يستبعد هذا البعض ان يفعلها جعجع ويسبق باسيل اليها، خصوصاً انّ الاخير بات، في رأي عارفيه، لا يمكنه الذهاب الى أبعد مما وصل اليه في رفضه ترشيح فرنجية. ويعلّق هؤلاء السياسيون على مشهد باسيل وجعجع إزاء فرنجية قائلين: «من سبق شمّ الحبق».

علماً انّ رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ليس مستبعداً له ان يستدير لتأييد فرنجية، في الوقت الذي بدأت كتلة «النواب التغييريين» وكتل أخرى صغيرة، تتفكّك وتتنوع ولاءاتها، وسط بقية الكتل النيابية والقوى السياسية التي تنتمي اليها، خصوصاً انّ الجميع بدأوا يدركون ويلمسون انّ «تسوية رئاسية» جديدة يجري تركيبها في مكان ما، سيكون عنوانها انتخاب «رئيس توافقي» هو في الحقيقة «الإسم الحركي» لتوافق على تركيبة سلطة تنفيذية جديدة يقبلها الجميع وتتكون من رئيس جمهورية ورئيس حكومة جديد، وحكومة تشكّل ورشة لانتشال لبنان من جهنم الانهيار التي سقط فيها.

 

لماذا لم تُطبّق كل بنود «الطائف»؟

منى الدحداح زوين/الجمهورية/19 تشرين الثاني/2022

أصبح من المعلوم انّ وثيقة الوفاق الوطني والتي تُعرف بـ»اتفاق الطائف»، الذي له الفضل في وقف الحرب الاهلية التي دامت 15 عاماً، وليس هذا فقط، بل غيّر دستور البلاد وأرسى لها نظاماً جديداً يحترم المساواة بين جميع المواطنين والمحافظة على العيش المشترك وإبعاد الحرب الاهلية مجدداً.

ولكن للاسف، مرّ على هذا الاتفاق 33 عاماً ولم تُطبّق بنوده بكاملها على يد السلطات التي تعاقبت منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا. ومن أهم هذه البنود التي لم تُطبّق هي الإصلاحات في كل القطاعات:

1- الإدارة: اللامركزية الادارية

اللامركزية الادارية الموسعّة على مستوى الوحدات الإدارية الصغرى (القضاء وما دون) وتوسيع صلاحيات المحافظين والقائمقامين وتمثيل كل ادارات الدولة في المناطق الادارية على اعلى مستوى ممكن، تسهيلاً لخدمة المواطنين وتلبية لحاجاتهم محلياً.

فإذا طُبّق هذا الاصلاح لا يمكن للسلطة المركزية ان تدير المناطق الادارية كما يحلو لها، ولا يمكن لها الاستفادة مادياً ومعنوياً من كل مشروع او خدمات تقام في تلك المناطق الادارية.

2- القضاء: المحاكم

صحيح انّه شُكِّل المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء منذ العام 1990، ولكن لم تُحال أمامه أي قضية، على الرغم من انّ هناك دعاوى رُفعت في حق وزراء، ولكنها أُحيلت الى القضاء العدلي، والسبب انّ السلطة السياسية لا تزال متحكّمة بهذا القضاء، والدليل إلى ذلك، انّ قضية انفجار مرفأ بيروت ما زالت معلّقة، وقضايا اخرى مهمّة.

3- قانون انتخاب نيابي جديد:

هذا من أهم بنود الاصلاحات، لأنّه يقتضي ان يكون خارج القيد الطائفي، وتُوزع المقاعد النيابية بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين، نسبياً بين طوائف كل من الفئتين، ونسبياً بين المناطق، ومع انتخاب اول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي، يُحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية. وكذلك تنشأ هيئة تدرس اقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية السياسية، وفي آخر مرحلة تُلغى قاعدة التمثيل الطائفي واعتماد الكفاية والاختصاص في الوظائف العامة، ما عدا الفئة الأولى وما يعادل الفئة الأولى مناصفة بين المسيحيين والمسلمين من دون تخصيص أي وظيفة لأي طائفة.

للأسف الذي حصل انّ القانون الانتخابي النيابي الجديد لم يُطبّق بنود اتفاق الطائف، والسبب لضمان السلطة الحاكمة الرجوع إلى مقاعدها سالكة، بحيث انّ نظامنا برلماني، فمجلس النواب له صلاحيات واسعة، فهو الذي يشرّع، ينتخب رئيس الجمهورية، يصادق على البيان الوزاري ويعطي الثقة للحكومة الجديدة والّا تُعتبر مستقيلة، يراقب اعمال السلطة الإجرائية، يطرح الثقة برئيسها وبوزرائها، وهو الذي له الحق باتهام رئيس مجلس الوزراء والوزراء بالخيانة العظمى. بعد تعداد كل هذه الصلاحيات، نفهم لماذا لا يريدون تغيير القانون الانتخابي النيابي كما هو مطلوب في اتفاق الطائف، وما يليه من إحداث مجلس شيوخ وإلغاء الطائفية السياسية وإلغاء قاعدة التمثيل الطائفي في الوظائف العامة، لأنّ كل هذه الإصلاحات لا تتطابق مع مصالحهم.

4- إنشاء مجلس اقتصادي اجتماعي للتنمية:

أُنشئ هذا المجلس تأميناً لمشاركة ممثلي مختلف القطاعات في صوغ السياسة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وذلك من طريق تقديم المشورة والاقتراحات، في عام 1995، ولكنه تعطّل عام 2002 مع انتهاء ولاية أعضائه، وكان الاختلاف بين السياسيين على توزيع المناصب بحسب الطوائف على الإدارات.

5- التربية والتعليم:

توحيد كتاب التاريخ. فالنزاع ما زال قائماً بين الاحزاب، فكل حزب يريد ان يكون لديه كتاب خاص بتاريخه.

6- الاعلام:

إعادة تنظيم جميع وسائل الاعلام في ظل القانون، وفي اطار الحرية المسؤولة، بما يخدم التوجّهات الوفاقية وإنهاء حالة الحرب. نرى اليوم انّ كل موقع اعلامي (مرئي او مسموع) له توجّهاته الخاصة من جانب مشغليه، وليست هناك قوانين جديدة لتنظيم الاعلام، وخصوصاً في عصرنا هذا، مع تطور الإعلام الالكتروني .7- بسط سيادة الدولة على كل الاراضي اللبنانية:

الإعلان عن حل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم اسلحتها الى الدولة اللبنانية، وهذا لم يحصل. وهناك نزاع بين السياسيين في هذا الموضوع بتصنيف «حزب الله» على انّه مقاومة وليس ميليشيا. كما انّ بعض الدول الاجنبية صنّفته ارهابياً، ونحن كلبنانيين ندفع ثمن العقوبات التي فُرضت علينا بسبب هذا السلاح الذي استُعمل خارج الحدود اللبنانية، وكذلك لم يُتخذ اي قرار بتسليم السلاح الفلسطيني إلى الدولة، وهذا امر خطير لأنّ الجيش اللبناني خاض معارك عدّة في المخيمات الفلسطينية وتكبّد خسائر كبيرة في العتاد والارواح على رغم انتصاره في هذه المعارك. كما انّ طائرة لـ»الميدل ايست» أُصيبت اخيراً برصاصة طائشة بسبب السلاح المتفلّت. وبعد عرض كل البنود التي لم تُطبّق في «اتفاق الطائف»، فلو طبّقناها اما كنا قد تجاوزنا ما نحن عليه اليوم من انهيارات في جميع القطاعات؟

 

في صبيحة اليوم ال1130 ,1131على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/19 تشرين الثاني/2022

تعكس سجالات بعض المسترئيسين وتهافتهم على تقديم الولاء لدويلة حزب الله والسلاح غير الشرعي إنحطاطاً سياسياً لم يعرفه لبنان في أي حقبة من تاريخه! مسترئسون يتسابقون  على تقديم فروض الطاعة أمام المتسلط الذي لا يُسأل عن دوره الكبير في أخذ البلد إلى الجحيم. فتتظهر كل يوم أوجه التنكر لمصالح الناس والبلد، ويتأكد أن ما يجمع كل المسترئيسين من "معارضة" و"موالاة" التركيبة التي تسببت بالإفلاس المبرمج والإفقار المتعمد والإرتهان المقيم هو كيفية إعادة تجديد المحاصصة وحجم أطرافها وحصصهم، فالرئاسة بما هي الإستحقاق الأهم المفترض حولوها إلى حالة تحاصص ليس إلاّ!

أما البلد الذي هدرت سيادته وأنتهك دستوره فلم يجد جهة رسمية تتجرأ وتصارح الناس بحقيقة إتفاق الترسيم البحري المخزي أمام العدو. فقد كشف بيان شركة توتال الفرنسية التي ذهبت تستأذن تل أبيب قبل أي خطوة إستكشافية، عن وجود "شراكة" مع إسرائيل على المنطقة الإقتصادية وأن ما أهدره الفريق المتسلط على البلد، وبصم عليه مجلس النواب بأغلبية كبيرة، يفوق كل التقديرات والتصورات المعلنة سابقاً، فالثابت أن لبنان دفع فاتورة إتفاق ما بين تل أبيب ونظام ملالي طهران!

الأكيد لا يدخل إتفاق العار في أولويات المتسلطين، فتظهر التطورات المتعلقة بالدعوات إلى جلسات فولكلورية عنوانها إنتخاب رئيس جديد لطي صفحة الشغور، المنحى المخزي لأداء نيابي يُمثل على اللبنانيين، فتتقدم في كل جلسة مسرحية  فقدان النصاب لتكشف الإصرار على تخلي النواب عن مسؤوليتهم، كما الإصرار على القراءة المشوهة للدستور، فتتقدم ملامح سياسية يراد منها تثبيت شطب دور البرلمان وتحول أعضائه إلى مجرد دمى لا دور لهم إلاّ البصم على التسوية، عندما يتم غدر اللبنانين بها! والأكيد أن حزب الله أراد وضع أطراف نظام المحاصصة الطائفي الفاسد أمام الإختيار بين الشغور المديد أو إستنساخ رئيس شبيه ب آميل لحود أو ميشال عون! ومع تقدم أسهم سليمان فرنجية كمرشح لحزب الله يضمن نهج حماية السلاح ومشروع الدويلة، سارع باسيل من باريس، الذي فشل في عقد أي لقاء سياسي يمكن الإشارة إليه، إلى إطلاق حملة تشهير برئيس تيار المردة، وتخيلوا مشهد وضع البلد بعد كل هذه الإنهيارات أمام إختيار واحد من إثنين: باسيل أو فرنجية؟!

بالتوازي وصل ترشيح ميشال معوض إلى حائط مسدود وبالأساس لم يكن أكثر من مناورة تسمح لمن رشحه بجمع الأوراق لإستخدامها في البازار التسووي الآتي، ولعل ما أعلنه النائب ميشال الضاهر وهو مبدئياً من فريق معوض خير دليل عندما قال إثر الجلسة السادسة: نحن نصوت لميشال معوض، ولكن ليس لديه إمكانية للوصول. لذلك مرشحي المفضل قائد الجيش، وإذا لم نستطع التوافق حوله، أنا منفتح لمناقشة خيار سليمان فرنجية"! والأكيد أن الضاهر يعبر عن آراء تتجاوز شخصه!

إنها التسوية آتية بين "معارضة" النظام و"موالاته"، رغم التصدع في جبهة قوى 8 أذار، وستفرض بعد أشهر عندما يتعب الجميع، وعندما تنجح التدخلات و"الضمانات" ببلورة حصص الأطراف! هكذا كانت الأمور وهكذا يريدونها أن تستمر، خصوصاً بعد ثورة تشرين التي أظهرت للملاء حجم عداء المتسلطين للناس وللبلد، وقد تحولوا إلى ما يشبه سلطة إحتلال. وما إتفاق الترسيم إلاّ الدليل خصوصاً عندما أسقط المجلس النيابي  مشروع القانون الذي تقدم به نواب الثورة لتثبيت الخط 29 خط الحدود وحماية حقوق اللبنانيين بثروتهم! والسؤال الذي بات ملحاً طرحه أين سيكون مكان نواب التغيير، وهم شهود على التهافت على فتات حصص تسعى كل أطراف نظام الفساد لنيلها من المتحكم بجميع أطراف النظام المولد للفساد! وإلى أين سيقود البعض منهم وهو يواصل الهزل السياسي ؟ لديكم المرشح المثال، د. عصام خليفة  الرمز المطلوب لحمل أمانة الدفاع عن الدستور وعن كرامة الناس ومن أجل استعادة الدولة وبسط السيادة، لديكم القدوة التي يستحقها لبنان وأهله، فكفى تضييع البوصلة وإحذروا التحول إلى مطايا تخدم حسابات القوى الطائفية أياً كانت!

بالتزامن، إطلالة لافتة لرئيس مجلس القضاء سهيل عبود في حفل قسم اليمين القانونية للقضاة المتدرجين، عندما أعلن أن السلطة السياسية بمختلف مكوناتها وقفت سداً منيعاً  أمام التشكيلات القضائية الكاملة والجزئية مجهضة إياها بذرائع مختلفة، ليس بينها تأمين حسن سير المرفق القضائي، إنما تأمين مصالحها الخاصة ومصالحها فقط..مشددا على المطالبة باستقلالية القضاء وعلى تفعيل عمل المحاكم واستكمال التحقيق العدلي في إنفجار مرفأ بيروت.

وفيما العالم بأسره يقف إجلالاً أمام البطولات التي تسجل في إيران بوجه البطش والقمع، وتعترف معصومة إبتكار مساعدة رئيس جمهورية إيران السابق، أن النظام الإيراني لم يعد متصلاً بالمجتمع الإيراني ويجهل عمق التحولات الإجتماعية والمصالح الحقيقية لشعوب إيران، كان لبنان الرسمي، لبنان حكومة "الثورة المضادة"، حكومة حزب الله، يصوت في لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ضد كل المعمورة مؤيداً نظام البطش والإستبداد!

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن.

 

صاروخ بولندا.. اجتماع أنقرة وقمة بالي

محمد قواص/سكاي نيوز عربية/19 تشرين الثاني/2022

لم يتسرّب شيء عن الاجتماع المخابراتي الذي ضمّ في 14 نوفمبر، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، ونظيره الروسي سيرغي ناريشكين، مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، في أنقرة، لكن إعلان الأمر من قبل الطرفين رفع مستوى التواصل من واقعه السري الغامض إلى مرتبة علنية تفصح عن إرادة التخاطب من قبل موسكو وواشنطن. رفضت موسكو التعليق على أنباء عن تحذيرات حملها بيرنز لنظيره بشأن أي استخدام روسي محتمل للسلاح النووي ضد أوكرانيا. بعد ساعات على اجتماع أنقرة أصدرت قمة العشرين، التي انعقدت في 15-16 نوفمبر في بالي بإندونيسيا، بيانا وسطيا حول الحرب في أوكرانيا وافقت عليه روسيا والصين والهند ودول أخرى من جانب كما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى من جانب آخر.  وفي الجانبين ما يمثّل رؤى متناقضة حول قراءة تلك الحرب منذ اندلاعها في 24 فبراير. تجنّب البيان عبارات مستفزّة نافرة وتقصّد اجتراح أبجديات مقبولة، ما كشف عن إرادة جماعية لسلوك معابر التسوية والبحث عن أرضيات دولية مشتركة تساعد المتحاربين على النزول عن أشجارهم العالية.

البيان لم يلحظ انزياحا لافتا عن رؤى خصوم روسيا وأصدقائها عن مواقفهم وقراءتهم لتلك الحرب. وما سُجل أن "غالبية" الدول الأعضاء تدين الحرب وأن "استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مسموح به". وللمراقب أن يستنتج ذلك الانزياح لدى أصدقاء موسكو. وبعد ساعات على انتهاء القمة أمطرت روسيا كييف ومدن وأهداف أخرى بأكثر من 90 صاروخا، وفق ليندا توماس غرينفيلد المندوبة الأميركية في مجلس الأمن. الأمر يعني أن ديباجة البيان لا تؤثّر على سير العمليات العسكرية في أوكرانيا، لكن فحوى ما بين سطور البيان ظهر بشكل جليّ واضح في الكيفية التي قاربت بها موسكو والدول الغربية الأطلسية شطط تلك العمليات إثر سقوط صاروخ داخل الأراضي البولندية ما أدى إلى سقوط قتيلين. بدا صعبا على الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي التسويق لدى حلفائه، من واشنطن إلى باريس مرورا بلندن وبرلين، لروايته بشأن مسؤولية روسيا المتعمّدة في قصف بلد هو عضو في حلف شمال الأطلسي.

مالت التحقيقات المتعجّلة إلى أن القصف غير مقصود، وحصل جراء خروج أحد الصواريخ التابعة لأوكرانيا عن مساره أثناء التصدي للقصف الصاروخي الروسي على كييف والجوار القريب من الحدود مع بولندا.

لكن الأرجح أن قرارا سريعا اتّخذ بعد مشاورات مع زعماء كبار الدول الغربية بتكثيف التصريحات المشكّكة بمسؤولية روسيا والداعية إلى الروّية وعدم التسرّع وانتظار نتائج التحقيقات.

أوحت هذه الحكمة الهابطة أن نتائج التحقيقات قد كُتبت قبل أن تبدأ وأن العالم بشرقه وغربه لا يريد تذكّر أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962. فكان أن سارعت موسكو إلى النفي، فسارع الرئيس الأميركي جو بايدن بسرعة أيضا إلى تصديق روسيا وتبرئتها وإغلاق النافذة التي أتت منها تلك الريح.

يخرج الرئيس الأميركي من الانتخابات النصفية التي جرت في 8 نوفمبر بأقل الخسائر. حتى هو نفسه لم يتوقع أن ينحسر انتصار الجمهوريون إلى مستوى بسيط بعد أن بشّر الرئيس السابق دونالد ترامب بـ "تسونامي أحمر". الأمر منح بايدن مناعة تزوّد بها في لقائه مع الزعيم الصيني، شي جين بينغ، الخارج هو الآخر زعيما فوق العادة من مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الأخير الذي أنهى أعماله في 22 اكتوبر. والظاهر أن المضامين الغامضة لمحادثات الرجلين، في 15 نوفمبر في بالي، قادت إلى خروج بيان التوافق عن قمّة العشرين، وقادت أيضا إلى هذه "التعويذة" التبريدية التي أصابت زعماء الأطلسي بسحرها، بما في ذلك رئيس بولندا، فلم يروا جميعا في الاعتداء الصاروخي على دولة عضو في حلف الناتو إلا حادثا عرضيا يندرج في سياقات القضاء والقدر.

لا يعني ذلك أن انتهاء الحرب بات قريبا في أوكرانيا. لم يصدر عن روسيا ما يشجع على ذلك كما لا توحي الميزانيات المرصودة في الولايات المتحدة وأوروبا لدعم أوكرانيا بأن الأمور ذاهبة بهذا الاتجاه. فحتى حين تحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي عن "نافذة تسوية" مع روسيا في الشتاء، سارع البيت الأبيض إلى طمأنة كييف عن دفعات أسلحة قادمة.

ولئن ما زال من المبكّر أن نرصد ما خرج به الاجتماع الروسي الأميركي المخابراتي في أنقرة وأن نستنتج أعراض أي تحولات في خطابي الصين والولايات المتحدة بشأن تلك الحرب بعد لقاء زعيمي البلدين، غير أن "مشهد" صاروخ بولندا قد يكون واجهة للعرض الكامل الذي قد يشهده "مسرح" الأحداث حول أوكرانيا.

وما يمكن الوثوق به من بالي إلى وارسو مرورا بأنقرة والعواصم الكبرى أن الدول الكبرى ممسكة بعناية بمسار الأمور ولن تسمح بالانحراف نحو "صُدف" قد تتسبب بحرب عالمية كبرى. ولئن بدا أن المشهد الدولي يتحوّل باتجاه الاعتراف بتعددية لا مجال لتجاهلها، ويُبرز تلك الحاجة المشتركة للإقرار بموقع ودور كل دولة من دول مجموعة العشرين في توفير استقرار العالم الأمني والغذائي والطاقوي، فإن اللياقة والرشاقة التي أظهرتهما الدول المعنية بالصراع الأوكراني تعكسان نمطا مشتركا في إبقاء ذلك الصراع تحت سقف النظام الدولي الراهن وقواعده. في بالي أجمع "العشرون" على أن "النزاع يقوّض الاقتصاد الدولي". أهدت روسيا العالم تمديدا لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية. لكن شيئا ما قد تغير بحيث باتت موسكو تأخذ على كييف رفضها الذهاب إلى التفاوض، وانتهى زيلينسكي إلى رواية أخرى بشأن "صاروخ بولندا" يقول فيها: "لا أعرف ماذا حدث".

 

ايران بين خطر التفكك الداخلي وعودة اليمين الإسرائيلي والغضب الأوروبي

رياض قهوجي/النهار العربي/19 تشرين الثاني/2022

دخلت إيران بقوة على خط الحرب الأوكرانية، وبات العديد من المعلقين والمسؤولين في الغرب يعتبرونها حليفاً عسكرياً استراتيجياً لروسيا، وأن إمدادها روسيا بالطائرات المسيّرة على أنواعها، بالإضافة إلى الصواريخ الجوالة، ليس من دون ثمن. فهي تحصل وستحصل على تكنولوجيا عسكرية روسية تحدّث ترسانتها الصاروخية. وتنظر أجهزة الاستخبارات العسكرية الغربية والإسرائيلية في تقارير حول تمكن إيران من تصنيع صاروخ فرط صوتي (أي تفوق سرعته خمس مرات سرعة الصوت). وإذا ما صحّت الأخبار، فهذا سيجبر الدول المحيطة بإيران، وحتى القوات الأميركية في المنطقة، على تحديث دفاعاتها الجوية لتتمكن من التصدي لهذا النوع من الصواريخ التي يمكن أن تكون بالستية أو جوالة.

لا معلومات متوافرة حتى الآن عما تملكه إيران بالتحديد. إلا أن موقعاً دفاعياً أميركياً متخصصاً يدعى Breaking Defense نقل عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل تتابع منذ فترة جهوداً إيرانية لتصنيع صواريخ فرط صوتية بمساعدة من كوريا الشمالية، وهي تعتبر أن مسألة امتلاك إيران هذه التكنولوجيا هي مسألة وقت فقط. وبلا شك فإن روسيا التي تمتلك صواريخ بالستية وجوالة فرط صوتية تستطيع أن تنقل هذه التكنولوجيا إلى إيران من أجل توسيع التهديد العسكري ضد أميركا وحلفائها. وتحسباً لامتلاك إيران هذه الأسلحة بدأت إسرائيل منذ فترة بتطوير جيل جديد من صواريخ أرو (أو "حيتس" باللغة العبرية أي السهم)، يحتوي على أجهزة استشعار ومنظومة إنذار مبكر توفر القدرة على التصدي لصواريخ فرط صوتية. لكن لا معلومات حتى الآن عما إذا ما تمكنت إسرائيل من تصنيع هذه الصواريخ التي ستُعرف باسم أرو-4. 

عودة اليمين المتطرف إلى الحكم في إسرائيل تشكل مدعاة قلق للإدارة الأميركية التي تخشى أن تستأنف الاستخبارات الإسرائيلية نشاطاتها الهجومية داخل إيران، في مسعى لتعطيل البرنامج النووي والصاروخي الإيراني، ما سيصعّد من التوتر العسكري مع طهران في المنطقة. وكانت الساحة الإيرانية قد شهدت العديد من الانفجارات والهجمات وعمليات الاغتيال خلال فترة الحكومات الإسرائيلية التي ترأسها بنيامين نتنياهو، وبخاصة خلال فترة إدارة دونالد ترامب. وتوقفت هذه العمليات مع خروج نتنياهو ووصول إدارة بايدن إلى البيت الأبيض، فكان هناك تنسيق إسرائيلي قريب جداً مع أميركا.

ويخشى العديد من المراقبين الأميركيين أن يعتمد نتنياهو سياسة هجومية من دون تنسيق دائم مع واشنطن، بخاصة في ظل تقدم البرنامج النووي الإيراني من دون أي رقيب أو سيطرة من الخارج. فنتنياهو، مع حكومة من اليمين المتشدد، قد يكون أكثر انفتاحاً على فكرة شن هجوم من طرف واحد على منشآت إيران النووية والصاروخية. لكن من المرجح أن يبقى هذا الخيار الأخير، إذ إن الواقع الجيوسياسي الجديد يمنح إسرائيل فرصاً وحلولاً أخرى.

 فقد بدأت أوروبا فرض عقوبات على قيادات وكيانات إيرانية، بعدما كانت هذه سياسة واشنطن فقط. وتفرض هذه العقوبات اليوم من باب انتهاكات حقوق الإنسان في عمليات قمع المتظاهرين في إيران. كما تحدث مسؤولون ألمان وفرنسيون عن انتهاك إيران للاتفاق النووي، وهناك اتجاه تصعيدي ضد طهران في هذا الإطار. ويشكل استمرار التظاهرات في إيران بعد أكثر من شهرين على انطلاقها باباً لتدخلات خارجية لنشر الفوضى في إيران. ولطالما كانت أوروبا تعارض فكرة دعم حركات معارضة داخل إيران، خشية من تصدعها واندلاع حرب أهلية شبيهة بما حصل في سوريا. فإيران مكوّنة من قوميات وإثنيات ومذاهب دينية متعددة، ولا يشكل الفرس فيها أكثر من نصف السكان. وهناك قوميات تشكل جزءاً كبيراً من سكان إيران. يشكل الكرد عشر عدد سكان إيران البالغ 85 مليون نسمة، فيما يشكل الأذريون 16 في المئة والأهوازيون 12 في المئة والبلوش 3.5 في المئة. وتملك أوروبا مصالح اقتصادية في إيران، جعلتها تمانع ممارسة ضغوط شديدة عليها أو نشر الفوضى فيها. لكن دعم إيران لروسيا في حرب أوكرانيا سيؤثر بلا شك في موقف القوى الأوروبية من أمن إيران الداخلي. 

الحركة الاحتجاجية الحالية في إيران انتشرت في أرجاء الدولة، وهي قائمة على رفض الدولة الإسلامية وتدعو إلى إسقاطها. ولم تنجح مساعي السلطات الإيرانية حتى الآن في وقفها رغم عمليات القمع. وكلما طال أمد هذه التظاهرات ستضعف هيبة الدولة وتتكشف التشققات القومية والمذهبية داخل المجتمع الإيراني. ولن تتوانى القوى الغربية، ومن ضمنها الأوروبية اليوم، عن توفير الدعم لاستمرار هذه الاحتجاجات التي فاجأت العديد من المراقبين داخل إيران وخارجها باستمرارها حتى اليوم وتوسعها بهذا الشكل الذي يقلق النظام.

طبعاً التدهور الأمني الداخلي سيتيح فرصاً جديدة وإضافية للاستخبارات الإسرائيلية لتوسيع نشاطاتها على الساحة الإيرانية التي من المرجح أن تشهد عمليات على منشآت دفاعية وأمنية ونووية، وربما عمليات اغتيال ضد علماء ومسؤولين في الحرس الثوري. وسيعطي الهجوم الأخير على ناقلة النفط المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في خليج عمان المبرر لإسرائيل لاستناف نشاطاتها داخل إيران.

لا تزال إسرائيل تعتمد استراتيجية الضربات الاستباقية ضمن آلية تعزيز قوة الردع الخاصة بها. وبناءً عليه، فهي تستمر بغاراتها الجوية ضد قوافل تنقل أسلحة نوعية إلى "حزب الله" والميليشيات التابعة للحرس الثوري في سوريا. فالطائرات الإسرائيلية تشن هجمات شبه أسبوعية ضد مخازن للسلاح وقوافل لتمنع نقل طائرات مسيرة هجومية وصواريخ بالستية أو جوالة وصواريخ مضادة للطائرات أو السفن. ويبدو أن الهجمات المتكررة على مطاري دمشق وحلب أدت إلى وقف الإمداد عبر الجو، كما أن قصف الحاويات في ميناء طرطوس قد أغلق الخط البحري للسلاح، ما يبقي الخط البري مساراً أساسياً اليوم لنقل السلاح الإيراني. وإذا ما شعرت إسرائيل أن عملياتها الاستخبارية الداخلية في إيران لم تعد فعالة في نفي التهديد الإيراني، فهي ستلجأ حتماً إلى الخيار العسكري في وقت مناسب لها. وقد يوفر انتشار الفوضى في إيران نتيجة الاحتجاجات الفرصة المناسبة لإسرائيل لتوجيه ضربة ضد المنشآت الإيرانية. ولن تجد طهران في أوروبا أي جهة فاعلة تعترض على أي عمل عسكري إسرائيلي ضدها.    

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام: نرفض الحط من هيبة موقع الرئيس المسيحي الماروني

وطنية /19 تشرين الثاني/2022

عقدت اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام خلوتها السنوية في دار مطرانية جونية المارونية في أدما، برئاسة المطران أنطوان نبيل العنداري، وحضور مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو أبو كسم واعضاء اللجنة. وأجرى المجتمعون تقويما لعمل اللجنة الاسقفية في السنة المنصرمة، ووضعوا خارطة طريق لعملها في السنة المقبلة، وتداولوا آخر المستجدات الوطنية والسياسية والكنسية وأصدروا البيان الآتي:

 "1 - قبل أيام من عيد الاستقلال يؤسفنا أن يكون هذا الاستقلال منتقصا آملين أن يكون الولاء للوطن تاما ونهائيا للبنان الدولة والكيان دون سواه، كما يؤسفنا أن يمر هذا العيد من دون وجود رئيس للجمهورية الذي هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن ويسهر على احترام الدستور والحفاظ على استقلاله ووحدته وسلامة أراضيه. من هنا نطالب برئيس نريده حرا وإنقاذيا واصلاحيا يساعد على النهوض بالبلاد ويضع حدا للازمات الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يعاني منها اللبنانيون.

2- تسعة عشر يوما مرت على الشغور الرئاسي في رئاسة الجمهورية من دون أن ينجح مجلس النواب في جلساته الست في انتخاب رئيس جديد، وتكاد هذه الجلسات تتحول ملهاة ومسرحيات مملة في ظل البدعة التعطيلية التي أدخلها البعض على الحياة السياسية والنيابية من خلال إفقاد نصاب الجلسات. واذا كان بعض النواب دخلوا في نقاش حول تفسير مواد الدستور ومسألة النصاب، فإن اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام وبغض النظر عن الآراء المتباينة من مسألة نصاب الثلثين أو النصف زائداً واحداً، تشدّد على مسؤولية النواب الاخلاقية والوطنية بممارسة واجبهم الدستوري في انتخاب رئيس وعدم عرقلة هذه العملية الانتخابية بمقاطعة من هنا وتعطيل من هناك. وعندما تسقط هذه البدع التعطيلية ينتفي تلقائيا كل الجدل حول النصاب خصوصا أن المشترع لم يتبادر إلى ذهنه يوما أن نوابا سيتقاعسون عن أداء واجبهم الوطني وعن عقد جلسات متواصلة حتى انتخاب الرئيس.

 3- إن تصويت بعض النواب بأسماء نحترمها ونجلها في مضمارها من دون أن تكون مطروحة جديا هو تصويت بلا جدوى بل هو تضييع للوقت والمطلوب أن تأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها. ومن المهم التذكير بأن منصب رئاسة الجمهورية هو منصب واجب الاحترام ومن غير المقبول بتاتا الحط من هيبة هذا الموقع وقيمته، ومن المستغرب والمستنكر أن يلجأ البعض عن قصد أو عن غير قصد إلى ضرب مقتضيات الوفاق الوطني وقاعدة التمثيل والاعراف الميثاقية، فمثل هذا السلوك يهز اساسات الدولة والكيان، وهذا أمر غير قابل للمزاح ونرفض كل محاولة هزلية أو غير هزلية في التعاطي مع موقع رئيس الجمهورية المسيحي الماروني.

4- تعلن اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام تأييدها لمقررات مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان من القضايا الوطنية، كما تعلن دعمها لمواقف غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وتدين أي محاولة للنيل من بكركي المرجعية الوطنية من أي جهة أتت وأي تلميح مباشر أو غير مباشر بتخلي بكركي صخرة لبنان وحامية الكيان عن السيادة الوطنية اذا نادت بمؤتمر دولي أو برعاية دولية حيث فشلت الحوارات الداخلية في التوصل إلى حلول جذرية تثبت سلطة الدولة على كامل اراضيها بقواها الامنية الشرعية حصرا من دون أي شريك أو سلاح خارج اطار الدولة".

 

جعجع: سببان لاستمرار الفراغ الرئاسي

صحف/19 تشرين الثاني/2022

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “وقوع الفراغ الرئاسي أساساً وسبب استمراره اليوم مردّه إلى سببين: الأول أن هناك من يدرس خطواته في مسألة انتخابات رئاسة الجمهوريّة من منطلقات لا علاقة لها بلبنان، ولا يعير بذلك أي أهميّة لمصلحة الشعب اللبنانيّ أو المصلحة الوطنيّة العليا وإنما جل ما يهمّه هو مصالحه الخاصة ومصالح المشروع الإقليمي الذي يرتبط به ارتباطاً عضوياً، ويتستّر خلف شعار التوافق من أجل تبرير فعلته هذه، أما السبب الثاني فهو حالة الانتظار لتطورات يعتمدها البعض الآخر ولا نعرف ماهيتها”. كلام جعجع جاء خلال لقائه وفداً من دائرة “بيروت الثانية” الإنتخابيّة، في حضور: رئيس تجمع بيارتة الخير المحامي ميشال فلاح، الأمين العام للحزب اميل مكرزل، معاون الأمين العام للشؤون الإنتخابات جاد دميان، منسق منطقة بيروت سعيد حديفة، رئيس مركز “القوّات اللبنانيّة” في “بيروت الثانية” ميشال بيضا، عضو المجلس المركزي أيمي عون وعدد من أهالي المنطقة. ولفت جعجع إلى أنه “يجب على الـ128 نائباً أن يقوموا بأداء واجبهم الدستوري بحضور جلسات الإنتخاب، باعتبار أنها جلسات انتخاب رئيس للجمهوريّة خصوصاً في ظل الأوضاع الدقيقة والصعبة والحرجة في البلاد”. من جهة أخرى، دارت حلقة حوار وتباحث مطوّل ما بين رئيس “القوّات” والحضور في شؤون مدينة بيروت. كما التقى جعجع وفداً من بلدة المطلّة، ضم: رئيس البلديّة ارنست عيد، نائبه قزحيا منصور وعضو المجلس البلدي شربل عيد، رئيس مركز “القوّات اللبنانيّة” في البلدة حنا حنا وأمين سر المركز ايلي مراد. في حضور منسق منطقة الشوف جوزيف تابت. وقد تباحث المجتمعون في شؤون البلدة والمنطقة، وكانت الزيارة مناسبة سلّم فيها الوفد رئيس “القوّات” دعوة رسميّة لحضور مراسم تبريك وتدشين كنيسة مار جرجس الجديدة في البلدة والقداس الإحتفالي الذي سيترأسه راعي أبرشيّة صيدا المارونيّة سيادة المطران مارون العمار، وذلك عند الساعة 11:00 من قبل ظهر نهار الأحد 27 تشرين الثاني 2022

 

آلان عون: التيار لم يرشح أحدا للرئاسة ويمكن ان يكون زياد بارود أحد الاحتمالات اذا تأمنت له الظروف

 وطنية/19 تشرين الثاني/2022

إعتبر  عضو كتلة "لبنان القوي" النائب آلان عون ان "خيارنا الا نصوت تصويتاً شكلياً بل ان يتم التحضير له مع الكتل الأخرى وحقنا ان نصوت بالورقة البيضاء لا ان نعطل نصاب الجلسات". ورأى عبر لبنان الحر ضمن برنامج "بلا رحمة" انه "لم يتبين ان هناك مرشحاً أصبحت لديه فرصة جدية للانتخاب وحتى ترشيح النائب ميشال معوض دخل في حال من المراوحة"، مضيفا "معادلتنا ليست جبران باسيل أو لا احد ونريد ان تنضج فكرة شخصية توافقية من دون الدخول ببازار الأسماء، واذا تبين ان هذه الشخصية يمكن ان تكون من داخل التكتل أو خارجه سنؤيدها".

وإذ اعتبر عون ان المعارضة تطرح ترشيح معوض كالخط 29 وهي تريد التراجع عنه لاحقاً، لفت الى ان "أحداً لم يعلن ترشيح باسيل للرئاسة"، مضيفا "حقه ان يترشح وحالياً ما من ظروف تسمح بترشيحه، ويمكن لهذه الظروف ان تتغير أو لا  لكن هناك ظروفا سياسية عاطلة". وأكد ان "التكتل منفتح على الاتفاق على أسماء" رافضاً "وضع أشخاص منفتحين على الخيارات وآخرين مغلقين على خياراتهم في السلة نفسها". وشدد عون على انه "لا يمكن الاستمرار بالفراغ الى ما لا نهاية، فالمشكلة اليوم سياسية وأفق الفراغ لا يمكن ان يكون طويلاً ولن نكون جزءاً منه"، موضحا ان "العماد ميشال عون أتى بمعركة شراكة لتصحيح التعاطي مع المسيحيين في النظام السياسي كله، فيما اليوم يوجد توازن تمثيلي مسيحي ولو اتفقت الكتلتان المسيحيتان والتفتا حول مرشح واحد لا يقدر أحد ان يتجاوزه" . وعن موضوع سلاح حزب الله قال: "يجب ان يستكمل النقاش فيه وان نخرجه من الانقسام الموجود على صعيد البلد. اختلفنا مع مختلف القوى على ملفات سياسية كثيرة. يجب ان نسعى الى التفاهمات لانتاج رئيس ونفتش على التواصل مع الجميع ونريد ان نصالح الكل لأننا بحاجة لان نفتح قنوات جديدة بالتعامل معهم" . ورأى ان "من حق كل فريق ان يأخذ تطمينات من مرشحه، وكتيار نريد رئيساً يرتاح له الجميع وان يتفاهم مع حزب الله على سلاحه بواقعية وبشكل مسؤول"، جازما ان "التيار لم يرشح أحداً للرئاسة ويمكن ان يكون زياد بارود أحد الاحتمالات التي يوافق عليها التكتل اذا تأمنت له الظروف". وختم عون: "ان حزب الله ممثل وشريك في البلد في البعد الداخلي أما في البعد الخارجي فهو جزء من محور فيه صعوبة في فصل الساحات بعضها عن بعض".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 19 – 20 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 19 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113433/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1603/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 19/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113435/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-19-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

 

رئيس صنع في الضاحية

اتيان صقر ابو ارز/19 تشرين الثاني/2022  

https://eliasbejjaninews.com/archives/113438/%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D9%82%D8%B1-%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%B5%D9%86%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9/

 

د. ماجد رفي زاده/معهد جيتستون: تقاعس إدارة بايدن يضفي الشرعية على وحشية إيران

Biden Administration’s Inaction Legitimizes Iran’s Brutality

Dr. Majid Rafizadeh/Gatestone Institute/November 19/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113441/dr-majid-rafizadeh-gatestone-institute-biden-administrations-inaction-legitimizes-irans-brutality-%d8%af-%d9%85%d8%a7%d8%ac%d8%af-%d8%b1%d9%81%d9%8a-%d8%b2%d8%a7%d8%af%d9%87-%d9%85%d9%86-%d9%85/

 

ما بين السادسة والسابعة: عروض رئاسية فاشلة

جورج شاهين/الجمهورية/19 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113443/%d8%ac%d9%88%d8%b1%d8%ac-%d8%b4%d8%a7%d9%87%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%a7-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%af%d8%b3%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9-%d8%b9%d8%b1%d9%88/