المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 05 تشرين الثاني/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.november05.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

Click On The Below Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

اضغط على الرابط في أعلى للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مثال رب البيت الذي غَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَة، وبَنَى بُرجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين/مَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/قطعان عون- باسيل، مثلهم مثل قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة ومرسال غانم بويجي متخصص بالتلميع والتسويق

الياس بجاني/قطعان هائجة والحق ع من وضعها بزريبة واحدة

الياس بجاني/جوز تاجر وذمي.لا ضمير ولا وجدان ولا اي قيم ومفاهيم مسيحية

الياس بجاني/ميقاتي بخيل وفاقد لكل الأحاسيس الإنسانية. بليونير كاسر ايدو وعم يشحد عليها

الياس بجاني/الحل: وضع لبنان تحت البند السابع، اعلانه دولة فاشلة، تنفيذ القرارات الدولة، وبعدها التوافق على نظام حكم اتحادي

الياس بجاني/هودي ال 3 داكشوا السيادة والإستقلال ودماء الشهداء بالكراسي والمصالح الشخصية وسلموا البلد للملالي

 

عناوين الأخبار اللبنانية

رابط مقابلة من ال ام تي في مع النائب السابق وهبي قاطيشا

رابط مقابلة النائب مروان حماده من موقع سبوت شوط

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي محمد بركات من تلفزيون الجديد

رابط فيديو مقابلة من موقع سبوت شوط مع النائب مروان حماده

رابط فيديو مقابلة من ال ام تي في مع النائب مارك ضو

رابط مقابلة مع النائب جميل السيد من موقع جاد غصن

عن "براغماتية" الحزب... كلام لافت للسفيرة الأميركية

مصدرها لبنان... دولة عربية تجهض عملية تهريب أكثر من مليوني حبة كبتاغون

 

عناوين متفرقات الأخبار اللبنانية

بانوراما... من البابا إلى ماغي محمود/نداء الوطن/بشارة شربل

مخاوف من الدخول في مرحلة المراوحة المتمادية

بالفيديو: الحقيقة الكاملة لإشكال “صار الوقت”!

“بلطجة” عونيّة في الـmtv: تخريب وتكسير ورسائل تهديد

جمهور “الوطني الحر” خارج برنامج “صار الوقت”!

“القوات”: نخشى أن يكون الهدف من الحوار تمييع انتخاب رئيس

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 تشرين الثاني 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 04/11/2022

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: لاختيار طريق الحوار بين الشرق والغرب

تحت رمال الإمارات.. الكشف عن دير مسيحي عمره نحو 1400 عام

مجموعة «السبع» تدين طهران على استخدامها الوحشي للقمع ضد المحتجين

هددوا بتوظيف كل الإجراءات الدبلوماسية المتاحة لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين

مساعدات عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا بـ400 مليون دولار تتضمن دبابات «تي 72» وصواريخ «هوك»

بُعيد إعلانه... السلطات المعنية الروسية تنفي حظر التجوال في خيرسون

الاستخبارات الأميركية: مساعٍ إيرانية مع روسيا بهدف الاقتراب من القنبلة النووية

وزير الخارجية الإيراني: يا سيد بايدن توقف عن تصرفاتك المنافقة

صدامات عنيفة في الاحتجاجات الإيرانية مع إحياء «أربعين» ضحايا القمع وقوات الشرطة أطلقت النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع

إردوغان: اتفقت مع بوتين على أن الحبوب يجب أن تصل للدول الأفريقية الفقيرة مجانا

بولندا تقيم سياجا شائكا على حدود روسيا

المستشار الألماني يدعو إلى علاقات تجارية متساوية في قمة الصين

الجيش الروسي: إجلاء "أكثر من خمسة آلاف" مدني "يوميًا" من منطقة خيرسون الأوكرانية

بريطانيا وبولندا: الرئيس الروسي بحاجة لأن يعلم أن التخويف لن ينفع

تقديرات غربية «حذرة» عن انسحاب روسي «وشيك» من خيرسون

لا «تسرب» للأسلحة الأميركية في أوكرانيا وسيناتوران ديمقراطي وجمهوري يشددان على مواصلة الدعم

نتنياهو لضم غانتس أو «الإسلامية» إلى حكومته مقابل توزير بن غفير في مواجهة تحذيرات من واشنطن وأوروبا

العراق ينشغل بـ«أكبر شبكة لتهريب نفط البصرة» بعد «سرقة القرن» من أموال الضرائب الشهر الماضي

الإنفاق السياسي لسباق الانتخابات الأميركية 2022 يتجاوز 16.7 مليار دولار

ترمب يخطط لإعلان الترشّح لسباق الرئاسة عقب الانتخابات التشريعية

ترمب لأنصاره: استعدوا هذا أمر محتمل جداً جداً

الجمهوريون يمهّدون للسيطرة على الكونغرس بـ«خريطة طريق تشريعية»

بعضهم هدد بـ«عزل بايدن» وآخرون استبعدوا إهداء أوكرانيا «شيكاً على بياض»

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

٢٧ شهرا على جريمة المرفأ الارهابية ... سبل التسوية وحدودها في ظل دولة الجريمة المنظمة/شارل الياس شرتوني

ليبيا ولبنان والبرلمانان المعطَّلان/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

شهور صعبة في الانتظار/طوني عيسى/الجمهورية

في صبيحة اليوم ال1115 و1116 على بدء ثورة الكرامة/حنا صالح/فايسبوك

أطلقوا العنان للمبارزات!/نبيل بومنصف/النهار

بكركي تستعد لتلقف كرة الرئاسة بـ”تفويض وطني”/بولا أسطيح/الشرق الأوسط

من يحدّد للحكومة حدودها الضيّقة لتصريف الأعمال؟/غادة حلاوي/نداء الوطن

ثلاث لاءات في وجه باسيل/شارل جبور/الجمهورية

باسيل – فرنجية: التفاهم الحتميّ!/كلير شكر/نداء الوطن

هكذا أصبح النفط الناخب الأول في الانتخابات النصفية الأميركية/أحمد عياش/موقع أولاً

حسابات الحرب والسلام في صعود اليمين وموقف أوروبا من تزويد إيران روسيا السلاح/رياض قهوجي/النهار العربي

إيران: وصفات قديمة من مطبخ الشيطان/أمير طاهري/الشرق الأوسط

أدوار مهمة تنتظر البرازيل تحت قيادة لولا دا سيلفا/رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

يوسف سلامة في رسالة الى البابا: ألق بطرف عينك على أرض لبنان واشرح لأبنائه أهمية وحقيقة ثقافة الحياة المشتركة

جمعية أهالي انفجار المرفأ: السعي لإخراج الموقوفين هدفه طمس التحقيق

ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" اختتم اعمال دورته الأولى

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مثال رب البيت الذي غَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَة، وبَنَى بُرجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين/مَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا

إنجيل القدّيس متّى21/من33حتى46/:"قالَ الرَبُّ يَسوع لِلأَحبارِ وشُيوُخِ الشَعب: «إِسْمَعُوا مَثَلاً آخَر: كَانَ رَجُلٌ رَبَّ بَيت. فَغَرَسَ كَرْمًا، وسَيَّجَهُ، وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَة، وبَنَى بُرجًا، ثُمَّ أَجَّرَهُ إِلى كَرَّامِين، وسَافَر.ولَمَّا ٱقْتَرَبَ وَقْتُ الثَّمَر، أَرْسَلَ عَبِيْدَهُ إِلى الكَرَّامِيْن، لِيَأْتُوهُ بِثَمَرِهِ. وقَبَضَ الكَرَّامُونَ على عَبِيدِهِ فَضَرَبُوا بَعْضًا، وقَتَلُوا بَعْضًا، ورَجَمُوا بَعْضًا. وعَادَ رَبُّ الكَرْمِ فَأَرْسَلَ عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِين، فَفَعَلُوا بِهِم مَا فَعَلُوهُ بِالأَوَّلِين. وفي آخِرِ الأَمْرِ أَرْسَلَ إِلَيْهِم رَبُّ الكَرْمِ ٱبْنَهُ قَائِلاً: سَيَهَابُونَ ٱبْنِي! ورَأَى الكَرَّامُونَ الٱبْنَ فَقَالُوا فيمَا بَينَهُم: هذَا هُوَ الوَارِث! تَعَالَوا نَقْتُلُهُ، ونَسْتَولي على مِيرَاثِهِ. فَقَبَضُوا عَلَيه، وأَخْرَجُوهُ مِنَ الكَرْم، وقَتَلُوه. فَمَتَى جَاءَ رَبُّ الكَرْم، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولئِكَ الكَرَّامِين؟». قَالُوا لَهُ: «إِنَّهُ سَيُهْلِكُ أُولئِكَ الأَشْرَارَ شَرَّ هَلاك. ثُمَّ يُؤَجِّرُ الكَرْمَ إِلى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُؤَدُّونَ إِلَيهِ الثَّمَرَ في أَوانِهِ». قَالَ لَهُم يَسُوع: «أَمَا قَرَأْتُم في الكِتَاب: أَلحَجَرُ الَّذي رَذَلَهُ البَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَة، مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ كَانَ هذَا، وهُوَ عَجِيبٌ في عُيُونِنَا؟ لِذلِكَ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُم، ويُعْطَى لأُمَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَرَهُ. فَمَنْ وَقَعَ عَلى هذَا الحَجَرِ تَهَشَّم، ومَنْ وَقَعَ الحَجَرُ عَلَيهِ سَحَقَهُ». ولَمَّا سَمِعَ الأَحْبَارُ والفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَ يَسُوع، أَدْرَكُوا أَنَّهُ كَانَ يَعْنِيهِم بِكَلامِهِ. فَحَاوَلُوا أَنْ يُمْسِكُوه، ولكِنَّهُم خَافُوا مِنَ الجُمُوعِ الَّذينَ كَانُوا يَعْتَبِرونَهُ نَبِيًّا".

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

قطعان عون- باسيل، مثلهم مثل قطعان أصحاب شركات الأحزاب كافة ومرسال غانم بويجي متخصص بالتلميع والتسويق

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113170/%d9%82%d8%b7%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%84%d8%8c-%d9%85%d8%ab%d9%84%d9%87%d9%85-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d9%82%d8%b7%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%a7%d9%82%d9%8a-%d8%a3/

كُتب وقِيل الكثير عما جرى مساء يوم أمس من تصرفات زقاقية وميليشياوية خلال تقديم حلقة “صار الوقت مع مرسال غانم”. بيانات استنكار بالعشرات، وتأييد ع مد عينك والنظر لمرسال ولمحطة ام تي في، وتهشيم “بالشوالات” لقطعان جبران-عون الحاملين مسمى”الحرس القديم”.

بداية، فإن خينا مرسال صحيح و100% ناجح بتفوق ومؤثر ومنذ سنين طويلة، إلا أن اسلوبه في العمق، هو خدماتي ودعائي تسويقي وميليشياوي بامتياز، وإلا لما كان استمر في مكانته الإعلامية المتقدمة خلال كل العهود، وبظل كل الإحتلالات، وبالتالي هو ليس نموذجاً ثقافياً وديموقراطياً وحضارياً يحتذى به لا من قريب ولا من بعيد، بل هو باختصار “بويجي” متخصص بتلميع أصحاب شركات الأحزاب والسياسيين، لا أكثر ولا أقل.

نسأل، أليس خطئاً مميتاً، وعملاً تسويقياً، وربما فتنوياً جمع قطعان أصحاب شركات أحزاب بمكان واحد، وبث قرف وغباء وهبل تبجيلهم لإصنامهم عبر وسائل الإعلام، كما هي وضعية برامج مرسال غانم كافة؟ وبالتالي ما جرى يوم أمس ع “ال ام تي” مع مرسال كان متوقعاً وربما مخططاً له….والله أعلم.

وهل هناك حقيقة فرق أو فروقات، بأي شكل من الأشكال بين قطعان عون-باسيل، وقطعان كل باقي أصحاب شركات الأحزاب المحلية والتجارية والعائلية، وأيضاً تلك الوكيلة لدول اخرى من مثل حزب البتاغون والقومي السوري والبعث وجماعات الجهاديين والأصوليين؟

الجواب الذي يعرفه كل الشعب اللبناني هو، كلن متل بعضن، وكلن ويعني كلن من خامة وعقلية وثقافة واحدة.

من هنا، نسأل، هل في لبنان أحزاب بمعايير ومفاهيم أحزاب الدول الغربية والديمقراطية حيث مبدأ تداول مواقع السلطة والشفافية المالية والانتخابات والمحاسبة والقوانين المؤسساتية الضابطة والأهداف العلنية إضافة إلى قيم وأسس احترام العقل والعلم والحرية والمنطق وخدمة الوطن وليس الأفراد أو الدول الأجنبية أو الجماعات الجهادية؟

بالطبع لا، وما تسمى أحزاب في لبنان جميعها، ودون أية استثناءات هي إما شركات تجارية وعائلية وتجارية، أو جهادية ووكيلة لمرجعيات أو دول أجنبية.

أهداف هذه الأحزاب الشركات الوكيلة والجهادية تتمحور حول الربح المادي والزعامة والسلطة والنفوذ واستعباد الناس والمتاجرة بهم، أو العبودية للمراجع الأجنبية والدينية بما يخص الأحزاب الوكيلة والجهادية من مثل حزب الله، الوكيل الإيراني.

ففي آلية عمل هذه الشركات الأحزاب كافة، المالك أو ورثته أو المراجع الخارجية (للأحزاب الوكيلة والجهادية) هم دائماً على صواب ومطلوب من الحزبي في أي موقع كان الطاعة العمياء، والتبعية الغنمية المذلة، وتنفيذ الإملاءات والأوامر دون سؤال، وإلا لا مكان له في الشركة-الحزب.. أو في الحزب الوكيل.

من هنا فإن الحزبي للأسف في لبنان هو مواطن تخلى عن حقوقه في المواطنة وكذلك عن حريته، وارتضى العبودية بأبشع صورها، وقبّل لعب دور “الزلمي”، و”التابع” “والهوبرجي” لأصحاب الشركة الأحزاب، أو خادماً ومسلحاً لأجندات شركات الأحزاب الجهادية والوكيلة للخارج مثل حزب الله الوكيل الملالوي.

وبناءً على هذه الحقائق البشعة والمهينة للعقل ولمبدأ الحرية، فإن لا وجود عند الحزبي في لبنان لحاسة نقد ولو جزئية، ولا فسحة في عقله لأي منطق أو رأي مستقل.

الحزبي اللبناني إذاً هو في مفهوم التكنولوجيا الحديثة مجرد “ريبوت”، أي إنسان آلي، يُسَّير عن بعد أوعن قرب بريموت كونترول أصحاب شركة الحزب المحلية أو الوكيلة.

وبنتيجة هذه “الريبوتية”، لا نسمع، ولن نسمع في أي وقت، أن حزبي ما ومهما على شأنه قد اعترض على قرار واحد يتعلق بمواقف أو تحالفات أو معايير عداء أو سلم أو حرب اتخذه صاحب شركة حزب أو وكيل للخارج الذي يزين صدره الحزبي هذا بزرها أو يلف حول رقبته فولارها… من يعترض يطرد ويُخّون وربما يصفى جسدياً.

في الخلاصة، فإن مشكلة لبنان الأساسية هي ليست محصورة حالياً في الاحتلال الإيراني البغيض والمجرم والإرهابي وفي حكام طرواديين ودمة وواجهات، بل تكمن أيضاً في قسم كبير منها في تبعية وغنمية السواد الأعظم من العاملين في المجال الحزبي.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

قطعان هائجة والحق ع من وضعها بزريبة واحدة

الياس بجاني/04 تشرين الثاني/2022

خطأ مميت جمع قطعان أصحاب شركات الأحزاب الهبل بمكان واحد وبث قرف تبجيلهم لإصنامهم ع وسائل الإعلام. ما جرى ع ال ام تي في اليوم كان متوقعاً وربما مخططاً له....والله أعلم

 

جوز تاجر وذمي.لا ضمير ولا وجدان ولا اي قيم ومفاهيم مسيحية

الياس بجاني/03 تشرين الثاني/2022

عون ما كان رئيس، بل اداة بيد حزب الكبتاغون، اما صهره الفجعان لا شبع ولا راح يشبع. الجوز طرواديين وترابيين وما عندون شي مسيحي وباعوا حالن للشيطان

 

ميقاتي بخيل وفاقد لكل الأحاسيس الإنسانية. بليونير كاسر ايدو وعم يشحد عليها

الياس بجاني/02 تشرين الثاني/2022

ميقاتي طلب من السيسي مساعدات طبية لمرضى الكوليرا. لو بيحترم حاله كان مد ايدو ع جيبته وتبرع بدل ما يشحد ويسرق المال العام. مقلعط

 

الحل: وضع لبنان تحت البند السابع، اعلانه دولة فاشلة، تنفيذ القرارات الدولة، وبعدها التوافق على نظام حكم اتحادي

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2022

فهموها: اتفاق الطائف فُرّض بالقوة العسكرية السورية، ولم ينفذ ليس بسبب الإحتلالين السوري والإيراني، بل لأنه هجين وغير قابل للتطبيق

 

هودي ال 3 داكشوا السيادة والإستقلال ودماء الشهداء بالكراسي والمصالح الشخصية وسلموا البلد للملالي

الياس بجاني/01 تشرين الثاني/2022

فهموها وما تنسوا: جعجع والحريري وجنبلاط فرطوا 14 آذار وخانوا ثورة الأرز وارتضوا باحتلال حزب الكبتاغون والعمل بظله وأوصلوا عون إلى بعبدا ومعه صهره وحاشية الودائع

 

لا قيامة للبنان بظل اصحاب شركات احزاب أوباش وقطعان صنمية تؤلههم

الياس بجاني/31 تشرين الأول/2022

كارثة لبنان منبعها أصحاب شركات أحزاب أبالسة مجردين من الإنسانية والأخلاق، وقطعان اغبياء وعبدة اصنام يهللون ويؤلهون من يستعبدهم

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

رابط مقابلة من ال ام تي في مع النائب السابق وهبي قاطيشا

https://www.youtube.com/watch?v=3pOjguy5Aq0

 

رابط مقابلة النائب مروان حماده من موقع سبوت شوط

https://www.youtube.com/watch?v=wedBAJsa_pE

 

رابط فيديو مقابلة مع الصحافي محمد بركات من تلفزيون الجديد

https://www.youtube.com/watch?v=DmBUF5kKq4g

 

رابط فيديو مقابلة من موقع سبوت شوط مع النائب مروان حماده

https://www.youtube.com/watch?v=wedBAJsa_pE

 

رابط فيديو مقابلة من ال ام تي في مع النائب مارك ضو

Beirut Al Yawm - 04/11/2022 -

https://www.youtube.com/watch?v=1x26YHA-7bA

 

رابط مقابلة مع النائب جميل السيد من موقع جاد غصن

https://www.youtube.com/watch?v=AEPIZcpKsAI&t=3421s

 

عن "براغماتية" الحزب... كلام لافت للسفيرة الأميركية

صحف/04 تشرين الثاني/2022

قالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا في حديث لصحافيين، "لا أجادل في أن حزب الله يمكن أن يكون براغماتيا أحيانا ولكنني لست في موقع يمكن أن يقيم مدى براغماتيهم في موضوع اتفاق الترسيم لأننا لا نتحدث معهم ولا حتى عبر وسطاء".

 

مصدرها لبنان... دولة عربية تجهض عملية تهريب أكثر من مليوني حبة كبتاغون

AFP/04 تشرين الثاني/2022

أعلنت الشرطة المغربية أنها أجهضت، الجمعة، في ميناء طنجة شمال المملكة، عملية تهريب دولية لأكثر من مليوني حبة من مخدر الكبتاغون، كانت على متن باخرة قادمة من لبنان باتجاه ميناء في غرب أفريقيا. وقالت المديرية العامة للأمن الوطني في بيان إنها تمكنت من “إجهاض عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المؤثرات العقلية، وحجز مليونين و18 ألف و500 قرص مخدر من نوع كبتاغون”. وأوضحت أن هذه الشحنة تم ضبطها داخل حاوية بضائع كانت على متن باخرة تحمل علم دولة أوروبية، “انطلقت من أحد الموانئ بدولة لبنان ومتوجهة صوب ميناء في دولة في غرب أفريقيا”، لم يتم تحديدها. وأشارت إلى فتح تحقيق للكشف عن كافة “المرتبطين بالشبكة الإجرامية المتورطة في محاولة تهريب هذه الشحنات الكبيرة من المؤثرات العقلية … وتحديد تقاطعاتها وروابطها الإقليمية والدولية”، فيما لم يعلن بعد عن توقيف مشتبه بهم. تُعد حبوب الكبتاغون من المخدرات سهلة التصنيع، وتباع بسعر رخيص في الأسواق، ويرى فيها البعض بديلاً رخيصاً عن الكوكايين. لكن هذا المخدر ليس منتشرا في المغرب. بخلاف الحشيشة التي تعد المملكة أهم منتجيها في العالم، وتعلن الشرطة المغربية بشكل متواتر إجهاض عمليات لتهريبها نحو أوروبا على الخصوص.

 

تفاصيل أخبار المتفرقات اللبنانية

بانوراما... من البابا إلى ماغي محمود

نداء الوطن/بشارة شربل/04 تشرين الثاني/2022

قلَّما اختزنت 48 ساعة كمية معانِِ تلخص ما وصلنا إليه من إجرام وفساد وقلة قيمة وانعدام وزن. نبدأ بالبابا فرنسيس الذي انتظرناه في بيروت فظهر في المنامة. أرجأ زيارتنا، فنسَبنا التمنع المفهوم الى وضعه الصحي، ثم جال مذذاك على أكثر من قارة ملتقياً محبيه ومتضامناً مع الضعفاء، الى أن تابعناه أمس عبر الفضائيات مشاركاً في "ملتقى البحرين للحوار" في ثاني زيارة لدولة خليجية بعد الإمارات، والسابعة لدولة عربية. أما المشهد الدرامي الذي لا يُنتسى، فكان لرئيس حكومتنا لتصريف الأعمال في "قمة الجزائر". أدهشَنا ببكائية نعَت لبنان قبل أن يكسر يده ليشحد علينا في موقف ذلّ موصوف ما كنا لنضطر له دولة وشعباً لولا شركاؤه في السلطة الذين خسفوا بمواطنيهم الأرض وحوَّلوهم محتاجين "على باب الله". فصلٌ آخر متزامن. "ساحة النجمة" مسرحٌ لمناقشة "وصية" الرئيس ميشال عون الأخيرة، وفيها تحريض ضد ميقاتي وحضٌّ للنواب على إثارة موضوع الصلاحيات، فانشغلوا بـ"جنس الملائكة" بدل أن يبادروا الى عقد جلسات مفتوحة لملء الفراغ الرئاسي، وبدل أن يتوقف أصحاب الأوراق البيضاء عن التعطيل الممجوج خدمة لفريق "8 آذار" الراغب بالظفر برئيس يتابع السيرة المزرية لـ"العهد المشؤوم"، أو بشبه رئيس مهدور النخوة يُستخدم كعكاز. ذروة البانوراما هي مأساة التلميذة ماغي محمود التي قضت تحت سقف المبنى الرسمي المعروف بـ"مدرسة الأميركان" في حادث جدَّد آلام كل لبناني أُصيب أحبَّتُه جراء الإهمال وتفكك المؤسسات. قبل ماغي غرق مواطن في أول شتوة، ولا يمر أسبوع من دون ضحايا جراء حفر طرقات او تلوث مياه أو انعدام الخدمات. أكثر إيلاماً من مقتل ماغي محمود ذاك الشعور بأنه جزء طبيعي من الأثمان التي يدفعها اللبنانيون جراء الانهيار العام. ولأجل شباب ماغي المخطوف، لا يجوز لنا الاكتفاء بالتفجع عليها مرفقاً بالدعوة الى التحقيق والتعويض. نحن ملزمون أخلاقياً ووطنياً وانسانياً بأن نشير بإصبع الاتهام الى مَن يتسبب بهذه الآلام كلها ويؤخر بذرائع واهية مسار الخروج من النفق وأولى خطواته انتخاب رأس للبلاد. لن نيأس من تكرار أن السلطة الفاسدة التي تحكم لبنان مسؤولة عن المصائب التي حلَّت بكل الناس. لا يمحو جريمتها تذرعها بشرعية منحتها لها انتخابات أعادت ممثليها الى البرلمان، ولا وقاحة التصريحات، ولا مهارتها في التفاوض مع اسرائيل بواسطة الأميركيين لترسيم بحري، هو في جوهره تنازل عن مساحات واسعة وثروات دفينة لضمان استمراريتها، رغم أن "انجازاتها" جلية في عتمة الكهرباء ونهب المدعوم وتسييب المعابر وسرقة الودائع والتسبب بتفجير العاصمة ومنع القضاء من كشف الحقيقة. دم ماغي محمود في رقبة "المنظومة" وليس القضاء والقدر على الإطلاق. مسؤولية المتعهد ومدير المدرسة والوزير تفصيل بسيط أمام نهج إجرامي متمادِِ على أعلى المستويات لم يكتفِ بتصديع مدرسة ماغي محمود بل صدَّع الدولة من الرأس الى الأساس ويُصرُّ على الرقص فوق الركام.

 

مخاوف من الدخول في مرحلة المراوحة المتمادية

 الجمهورية/04 تشرين الثاني/2022

لاحظت اوساط نيابية لـ”الجمهورية” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري استطاع ضبط التوتر الذي ساد الجلسة النيابية امس ومنع تفاقمه الى اشتباك طائفي عنيف. ونقلت هذه الأوساط عن بري، “استياءه من بعض الكلام المُسيء الذي صدر عن عدد من النواب”. وتخوفت من “الدخول في مرحلة من المراوحة المتمادية، بحيث تصبح جلسات الانتخاب الاسبوعية التي سيدعو اليها بري روتينية”، معتبرة أنّ “انتخاب رئيس الجمهورية في ظل الانسداد الحالي يحتاج إلى معجزة”.

 

بالفيديو: الحقيقة الكاملة لإشكال “صار الوقت”!

صحف/04 تشرين الثاني/2022

كشف منتج برنامج “صار الوقت” الإعلامي جان نخول، في فيديو نشره عبر “فيسبوك”، عن أن “نائب “التيار الوطني الحر” شربل مارون قصد منزل الإعلامي مارسيل غانم يوم الأربعاء وقال له إنه سيصطحب معه 80 شخصا من الحرس القديم إلى حلقة “صار الوقت” الخميس بحجة أنه لا يريد أن يكون مستضعفا”. فرد مارسيل غانم على مارون قائلا: “سيكون لك المساحة الكافية للتعبير عن رأيك فلا داعي للحرس القديم لأن بذلك ستفتعل الإشكال”، طالبا منه أن يصطحب معه مناصرين فقط. ولفت نخول إلى أن “نهار الخميس وقبل الحلقة بساعة، تجمع عدد من الأشخاص على متن دراجات نارية أمام مبنى الـmtv وادعوا أنهم من مخابرات الجيش، كما وصل أشخاص يرتدون ثياب الحرس القديم”. وأضاف: “ثم تجمع عدد من الحرس القديم في موقف كنيسة مار منصور التي تبعد 50 مترا عن مبنى الـmtv”.

وأكد نخول أن “استفزازت جمهور التيار الوطني الحر بدأت منذ الدقيقة الأولى للحلقة، وتحديدا من مناصر تابع للنائب السابق نبيل نقولا”، مشيرا إلى أن “مناصرا للتيار يدعى روي حداد نشر عبر “تويتر” صورة له من داخل استديو “صار الوقت” وأرفقها بتعليق “ناوينلك يا مارسيل”، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى تبرهن نية التيار بافتعال الإشكال “.

التفاصيل في الفيديو المرفق: https://www.youtube.com/watch?v=XyyBtg8-BmQ

 

“بلطجة” عونيّة في الـmtv: تخريب وتكسير ورسائل تهديد

نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2022

استرعت الانتباه حادثة الشغب التي افتعلها مناصرو “التيار الوطني الحر” ممن يطلقون على أنفسهم مسمى “الحرس القديم” في استديوات برنامج “صار الوقت” عبر شاشة “أم تي في”، خصوصاً وأنّ الزميل مارسيل غانم كشف بعد إقدام العونيين على تخريب محتويات استديو التصوير وسلب بعض الأدوات التقنية منه، وصولاً إلى تحطيم الأملاك العامة والخاصة في الخارج على وقع أزيز الرصاص، عن رسالة من أحد مناصري “التيار الوطني” كان قد توعد فيها قبل انطلاق الحلقة قائلاً: “رح نفرجي لمارسيل غانم الليلة”، كما أبرز غانم في ختام الحلقة فيديو يبيّن سيدة كانت موجودة بين حضور البرنامج وهي تتحدث من الاستديو عبر الهاتف وتقول لأحدهم: “يلا فوتوا بسرعة” وذلك لحظة افتعال مناصري “التيار الوطني” المشكل في الاستديو.

 

جمهور “الوطني الحر” خارج برنامج “صار الوقت”!

إم تي في اللبنانية/04 تشرين الثاني/2022

أعلنت قناة الـ”mtv”، اليوم الجمعة، عن عدم استقبال جمهور “التيّار الوطني الحر” في برنامج “صار الوقت”، وذلك نتيجة للإشكال الكبير الذي حصل ضمن حلقة أمس الخميس. وقالت المحطّة في بيان: “بدا واضحاً أنّ من يسمّون أنفسهم الحرس القديم استعدّوا عمداً للإشكال الذي حصل في الأمس في استديو صار الوقت، وكاد، ربما، يتسبّب بوقوع ضحايا. وبدا واضحاً أنّ هؤلاء يرغبون بالفوضى، وقد هدّد بعضهم بذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل الحلقة، ثمّ هدّدوا المحطة بشكلٍ مباشر بعدها”. واضافت: “إنّ محطة mtv إذ تترك التعامل مع هؤلاء الى الأجهزة الأمنيّة والقضائيّة، تؤكد أنّها سترفض، حتى إشعارٍ آخر، استقبال هذا الجمهور الموتور في برنامج صار الوقت، نتيجة ما قام به أمس على الرغم من إتاحة المجال له للتعبير مراراً عن الرأي، وهو ما يظهر جليّاً من خلال متابعة الحلقة، على أن يبقى الضيوف المنتمون الى التيّار مُرحّباً بهم للتعبير عن مواقفهم ومواقف حزبهم، وهو ما تحرص عليه mtv ولن تتخلّى عنه، مهما تعرّضت لحملاتٍ مسيئة”.

 

“القوات”: نخشى أن يكون الهدف من الحوار تمييع انتخاب رئيس

الجمهورية/04 تشرين الثاني/2022

اكدت مصادر “القوات اللبنانية” لـ”الجمهورية” أنّ الانتخابات الرئاسية تخضع للآليات الدستورية لا الحوارية، والنصوص الدستورية واضحة لجهة الدعوة إلى جلسة انتخاب بدورات متتالية ومفتوحة على غرار جلسات الموازنة، بما يشكل ضغطا على الكتل النيابية والنواب من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وكل من ينسحب من هذه الجلسات يتحمّل مسؤوليته أمام الرأي العام. واعتبرت المصادر أنّ “الانتخابات الرئاسية مسألة ديموقراطية والحوار يحصل بين الكتل بين دورة وأخرى، ولا يجوز مصادرة قرار النواب بطاولات الحوار وتحويل المجلس المنتخب حديثا ملتقى لتفاهمات خارجه بدلا من ان يكون رئيس الجمهورية من صناعته”. ورأت أنّ “الحوار يجري على مواضيع وقضايا وطنية وسياسية خلافية، فيما آلية انتخاب رئيس الجمهورية واضحة تماما، وجلّ ما هو مطلوب تطبيقها من خلال جلسات انتخاب فعلية لا فولكلورية، والشغور الرئاسي لا يجب ان يحصل أساسا، لأن على النواب تحمل مسؤولياتهم بانتخاب الرئيس ضمن المهلة الدستورية”. كما شددت المصادر على “ضرورة القطع مع المرحلة السابقة التي يصار فيها إلى ممارسة التعطيل بهدف وضع البلاد أمام أمر واقع معيّن، فيما المطلوب إعادة الاعتبار للحياة الديموقراطية والبرلمانية، والخضوع للنتيجة الديموقراطية، ومن يخسر يتجه إلى المعارضة، والدستور وضع من أجل ان يطبّق لا من أجل ان يعلّق تطبيقه تحقيقاً لمآرب انقلابية على الدستور”. وأكدت أنّ الحوار لا يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ملهاة اعتاد عليها اللبنانيون، خصوصا انه لم يطبِّق اي بند تمّ التوافق عليه في الجلسات الحوارية السابقة، وتحول صورة ومشهدية فقط لا غير، وكل الخشية من ان يكون الهدف من الحوار تمييع انتخاب رئيس للجمهورية، فيما المطلوب العودة إلى الدستور الذي يشكل وحده المعبر لإخراج لبنان من أزماته.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 4 تشرين الثاني 2022

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

الجمهورية

لم يُخفِ نائب يعتبر نفسه تغييرياً دهشته وامتعاضه من موقف حلفاء خاض معهم الإنتخابات من موضوع ترشحه للرئاسة الأولى.

توقعت مصادر دبلوماسية متابعة عودة اهتمام دولة مجاورة بالشأن اللبناني الداخلي بعد طول انكفاء.

نَصح رئيس دولة عربية كبرى مسؤولاً لبنانياً إلتقاه أخيراً بالإسراع في انتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأي طرف.

اللواء

تتدفق معلومات من الخارج ان لملف الرئاسي سيكون على الطاولة قبل حلول الشهر المقبل، وأن محاولة جدّية لوضع الترتيبات الدستورية على مستوى الرئاسة والحكومة لن تتأخر عن بدايات السنة الجديدة.

تدرس القوى النافذة في تجمع 8 آذار استبدال الورقة البيضاء باسم المرشح المدعوم من قبلها، منعاً لتأويلات ليست بمكانها.

مُني عدد من الصيارفة مع ساعات المساء امس الاول «بخسائر مزعجة» كما يقولون، بين صعود الدولار وهبوطه في دقائق زمنية معدودات.

نداء الوطن

يتردد أنّه لدى مرجع رئاسي قائمة مواعيد طويلة لمواطنين يطلبون لقاءه وأخذ صورة معه.

في إطار السعي لترتيب البيت السنّي باتجاه المزيد من الفعالية الوطنية في مواجهة مشروع الإنقلاب على اتفاق «الطائف»، تقدمت المساعي نحو ولادة إطار سياسي يضم فاعليات وازنة.

من المقرر أن يُعقد قريباً اجتماع «للتيار الوطني الحر» في الرابية بحضور الرئيس الفخري العماد ميشال عون.

البناء

أكد مصدر سياسي في قوى الثامن من آذار أن اتفاقاً على تهدئة الخطاب السياسي والإعلامي قد تم على ان يبدأ بخفض سقف المواقف وصولاً لوقف السجالات بعدما تمّ إفراغ شحنات الغضب المتبادل، وباتت مواصلة السجال إطلاق نار مجانياً لرصاص طائش يفرح به الخصوم فقط.

رجّح خبراء أمنيون أن تكون الجهة التي تقف وراء محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان جهاز مخابرات أجنبيّ، لأن العملية اعتمدت إطلاق الرصاص ما يربط المحاولة بنزاعات محلية، وبعد الفشل تمّت تصفية المنفذ بطريقة غامضة.

الأنباء

تبين أن وزارة أساسية تعاني من مشكلة تخلف الوزير عن إتمام أبسط المعاملات الإدارية التي يتوجب عليه توقيعها، ما يدخل الإدارة في ارباك كبير.

نائب حالي جديد يبدو أقرب في مواقفه يوماً بعد يوم إلى فريق سياسي محدد، رغم انه لا يزال يعلن أنه في مواجهة مع الجميع.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الجمعة 04/11/2022

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

قبل ثلاثة وثلاثين عاما نجح العرب بقيادة السعودية عبر ما عرف باللجنة السداسية ثم الثلاثية المدعومة دوليا بإرساء اتفاق بين المجموعات اللبنانية التي تناحرت على مدى خمسة عشر عاما في واحدة من أطول الحروب الأهلية فوقع نواب الأمة الاتفاق التاريخي في مدينة الطائف السعودية  اتفاق الطائف ذلك أنهى الحرب وأدخل لبنان مرحلة من الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي وإعادة إعمار ما تهدم على يد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وبمعزل عن تعديل الاتفاق لصلاحيات رئيس الجمهورية ونقل معظمها الى مجلس الوزراء مجتمعا إلا أن الطائف حدد دقائق عملية تداول رئاسة الجمهورية وكيفية انتخاب الرئيس بما لا يدع مجالا لشغور الموقع الأول في الدولة ومع ذلك بات الشغور تقليدا والفراغ عرفا يجري تكريسهما كل ست سنوات وما ينطبق على الرئاسة ينطبق على الحكومة وهلم جرى.

اليوم وبمناسبة مرور 33 سنة على اتفاق الطائف نسأل نحن اللبنانيون المتضررون لماذا الإصرار على عدم تطبيق بنود وثيقة الوفاق الوطني وماذا يخبىء أصحاب الحل والربط خلف هذا التعطيل المتمادي للدستور؟

في المقابل وعشية الذكرى تداعت أصوات كثيرة لضرورة التمسك بالطائف وحمايته من طروحات ومشاريع جرى التحذير منها وتأتي في هذا الإطار دعوة السفارة السعودية في بيروت لإقامة مؤتمر في الاونيسكو غدا إحياء للاتفاق وتمسكا به

وفي ظل حال المراوحة داخليا لا سيما على خط انتخاب رئيس جمهورية للبنان تترقب الأوساط الإقليمية والدولية مآل الأمور في الكيان الاسرائيلي بعد عودة نتنياهو واليمين المتطرف الى الحكم وانعكاس ذلك على التزامات الحكومة السابقة خصوصا لجهة اتفاق ترسيم الحدود مع لبنان ومستقبل النفط والغاز في شرق المتوسط.

على صعيد آخر وأمام خطر الكوليرا الذي يتهدد لبنان رأس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، اجتماعا للهيئات المانحة من اجل مكافحة الوباء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

تجاوز مجلس النواب الرسالة و الحكومة مستمرة في عملها وفق ما ينص الدستور فيما لم يسجل أي جديد على مستوى إستحقاق الإنتخابات الرئاسية اللهم بإستثناء دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة جديدة لإنتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس المقبل.

أما اللجان النيابية فقد دعيت من قبل رئيس المجلس إلى جلسة مشتركة الإثنين المقبل لدرس مجموعة من المشاريع وإقتراحات قوانين.

على الصعيد الصحي يأخذ وباء الكوليرا وكيفية الحد من إنتشاره حيزا من متابعة الرئيس نجيب ميقاتي الذي عقد إجتماعا مع الجهات المانحة وإستعرض بعده وزير الصحة أهم مجريات الإجتماع من أساليب الحد من الأزمة المستجدة إلى جانب حزمة الأزمات التي يمر بها البلد.

بدوره وزير الزراعة يتابع الوباء ضمن نطاق عمله لتحديد أنواع المزروعات المتضررة خوفا من أن تكون سببا للإنتشار.

ومن البحرين إنتقد البابا فرنسيس النزاعات التي تغزو العالم واللجوء الى لغة السلاح والتهديد باستخدام السلاح النووي وقال للأسف الشرق والغرب يشبهان بصورة متزايدة بحرين متخاصمين لكن نحن هنا معا لأننا عازمون على الإبحار في البحر نفسه واختيارنا هو طريق اللقاء بدلا من طريق المواجهة، وطريق الحوار الذي يشير إليه هذا المنتدى.

ومن البحرين أيضا دعوة أيضا على لسان شيخ الأزهر إلى علماء الدين الإسلامي في العالم كله على إختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم للمسارعة بعقد حوار إسلامي - إسلامي جاد من أجل إقرار الوحدة والتقارب والتعارف تنبذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

نعم، صار الوقت. صار الوقت ان نقول الحقيقة واضحة كما هي بلا لف ولا دوران. والحقيقة ان التيار الوطني الحر الذي ادعى انه قوة سياسية ضد السلاح وضد الميليشيات في زمن الحرب، ها هو يتحول قوة ميليشياوية في زمن السلم. في نهاية الثمانينات من القرن الفائت اعلن ميشال عون حربه لتوحيد البندقية ... فصدقناه. اعتقدنا انه مؤمن بما يقول به وانه سيعيد الى الدولة سلطتها والى الجيش اللبناني هيبته فسرنا معه وخضنا المعارك من أجله.

لكن الوقائع كذبت طروحات عون. فهو ما ان عاد الى لبنان عام 2005 حتى عقد تفاهما مع حزب الله، متناسيا شعاراته السابقة التي كان يعتبر فيها سلاح حزب الله سلاحا غير شرعي. ولأنه "عاشر القوم اربعين يوم فاما ان تصير منهم او ترحل عنهم"، فان التيار الوطني الحر تحول شيئا فشيئا قوة ميليشيوية، آخر معاركه "البطولية" ما ارتكبه امس في حرم مبنى ال "ام تي في" من تكسير وتحطيم وضرب واطلاق رصاص. فهل فقدان السلطة افقد المسؤولين عن التيار اعصابهم، وجعلهم يعلنون الحرب حتى ضد وسائل الاعلام؟ 

نعم، صار الوقت. والوقت حان لمكاشفة التيار الوطني الحر ورئيسه بخطورة ما يقومان به على صعيد تهديد السلم الاهلي في لبنان. نعلم ان جبران باسيل غير مسرور بتاتا بمغادرة قصر بعبدا محملا  بالخيبة والفشل.

لقد  لعب لست سنوات دور رئيس الظل، فاعتقد نفسه الآمر الناهي في الجمهورية، وانه "يقضي ويمضي" كما يشاء. لكنه اكتشف في الاسبوع الجاري ان ما اعتقده هو مجرد وهم. فباسيل شاء ام ابى محاصر محليا، ومعزول عربيا، ومنبوذ عالميا ومعاقب اميركيا.

لقد خرج من قصر بعبدا لا صديق له ولا حليف الا حزب الله، لذلك يتحول رجلا خطرا، لا يهتم بشيء الا بتغيير قواعد اللعبة واثارة الفوضى، عل الفوضى غير الخلاقة تقوده الى  قصر بعبدا من جديد. 

لذلك يا سيد جبران، لن ننجر الى الاعيبك، ولن ننفذ مخططاتك.

فال"أم تي في" بقدر ما هي صوت الحرية، فانها ايضا صوت السلم الاهلي، وصوت رافض للفتنة، وما تؤمن به ال "ام تي في" يؤمن به معظم الشعب اللبناني. لذلك، لا الحرس القديم سينفعك، ولا اثارة الفوضى والشغب ستخدمك، ولا الاعتداءات العشوائية ستعومك. أنت مفلس سياسيا بقدر ما انت مكروه شعبيا، فتوقف عن ان تكون نسخة رديئة فاشلة عن  قامعي الحريات ومستعبدي الشعوب.

نعم يا جبران "صار الوقت" ان تعود الى رشدك وتتخلى عن صبيانيتك وأنانيتك واستعليائيتك وسلبيتك. فهل تفعل قبل فوات الاوان؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

الحرية الدينية يجب ان تصبح كاملة ولا تقتصر على حرية العبادة، وان لا يكون هناك تمييز او انتهاك لحقوق الانسان الاساسية، كما لا يمكن القضاء على حياة الناس عند فرض العقوبات ..

هو كلام بابا الفاتيكان الذي صفق له ملك البحرين حمد آل خليفة وجميع المحتفلين باول زيارة للبابا فرنسيس الى الجزيرة الخليجية .. وان كان الملك الذي يعوم على بحار من الدم المسفوك غيلة بقرار ملكي في بلاده قد اعتبر – مكرها – الرسالة الباباوية دعوة للسلام، فان كل من كان يصرح بهذا الكلام نفسه ويدعو الى الحد الادنى من احترام المعتقدات والحريات، اعتبر متدخلا في شؤون دولة البحرين الشقيقة وعموم الخليج ومهددا لعلاقات الاخوة ومزعزعا للاستقرار..

فرغم كل محاولات استثمار الزيارة لنيل صك براءة، أحرج الحكم الخليفي الذي تعج سجونه بمعتقلي الرأي، وتمتلئ صفحاته بقرارات اعدام مئات الشبان والفتية البحرينيين المظلومين .. وان حاول تظليل صورته بعنوان ملتقى الحوار، فان صور المساجد المدمرة والحسينيات اعجز من ان يجملها ذاك الحكم بكلمة ترحيبية او جمع رجال الدين في كنيسة تحت عنوان التلاقي والحوار..

اما في لبنان فمحاورنا السياسية على حالها، ومواجعنا الاقتصادية على تقلبها، وجديدها فاتورة للكهرباء المفقودة، ولا ما يبرر للمعنيين تنظيم الملف الكهربائي المربك  عبر رميه على كاهل المواطن المتعب.. اما المتعبون المتقاعدون فعلى انتظار رواتبهم التي أكدت وزارة المالية انها لن تكون قبل منتصف الشهر..

في منتصف النهار وعلى مرأى العالم اجمع ، فاضت المدن الايرانية بحراس الجمهورية الاسلامية، الذين لبوا نداء الواجب لاحياء يوم مقارعة الاستكبار العالمي، الذي اذل به الايرانيون مشاريع الاستعمار الاميركي واقتحم طلبتهم السفارة الاميركية في طهران عام تسعة وسبعين لمطالبة واشنطن بتسليمهم الشاه لمحاكمته. ومن الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي رسالة للرئيس الاميركي وكل مشاريعه التخريبية، بأن ايران قد تحررت من الاميركي بثورتها قبل ثلاثة واربعين عاما، وانها لن تكون تابعة له في يوم من الايام..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

الحرية في لبنان قدس الأقداس. هكذا كانت، هكذا هي، وهكذا ستبقى… وللجميع من دون تمييز.

أما محاولات إلغائها الحديثة، فستلحق بما سبقها، ليكون مصيرها الفشل الحتمي. فما من أحد على الإطلاق في لبنان، سواء كان شخصية أو قوة سياسية، يسعى، أو يقدر أصلا، على التعرض لحرية الإعلام، مهما بلغت وقاحة أي اتهام معاكس.

لكن، ووفق المنطق نفسه، لا ينبغي أن يسعى أحد، ولن يقدر أحد أصلا، سواء كان وسيلة إعلامية أو أحد رواد مواقع التواصل، أو أبواق الإعلام، وما أكثرهم على امتداد الوطن، على محاصرة أي رأي سياسي أو تطويقه، بالمباشر حينا، وبوسائل غير مباشرة أحيانا، كالترهيب المعنوي أو الجسدي، مرورا بالتنمر، ووصولا إلى إغراق الموقف الذي يدلي به صاحب الرأي المذكور، ببحر من الشتائم والمزايدات والصراخ والحقائق المزورة، وسائر أشكال الكلام الفارغ.

ولعل في ما يتعرض له التيار الوطني الحر منذ ثلاث سنوات على الأقل الدليل الأبرز، حيث يبدو أن القائمين بتلك الممارسات مصرون عليها، ولو انها لم تؤد حتى الآن إلا إلى نتائج عكسية، بدليل الانتخابات النيابية الأخيرة، والحشد الشعبي الواضح الأحد الفائت، الذي يؤشر إلى المنحى الذي ستسلكه الامور في الآتي من الأيام… هذا في المبدأ.

اما التفاصيل، فنتركها لتقرير مفصل في مستهل النشرة، لكن، بعد أن نتلو كاملا، بيان اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار الوطني الحر، الذي لم يقرأ كاملا أمس، في معرض الحلقة التلفزيونية موضوع الإشكال. فقد صدر عن اللجنة المركزية للاعلام والتواصل في التيار الوطني الحر ليلا البيان الآتي : فيما كان طلاب من التيار الوطني الحر يشاركون في برنامج صار الوقت عبر محطة الMTV ، تم الاعتداء عليهم من بعض الجمهور ومن عناصر أمن المحطة الذين قاموا باقتياد الطلاب إلى الخارج واعتدوا عليهم بالضرب وقاموا باطلاق النار.

وتابع البيان: اننا نطلب من الأجهزة الأمنية ومن القضاء أن يضع يده على الملف فورا و‏سيقوم الطلاب المعتدى عليهم بالتقدم بالشكوى اللازمة.

وأضاف البيان: كذلك نطلب من الإعلامي الاستاذ مرسل غانم الا يكتفي بتسليم الكاميرات للأجهزة الأمنية بل أن ينشر تسجيلاتها بالصوت والصورة ليطلع عليها الرأي العام، ونطلب أيضا من كل من لديه أي صور التقطها بواسطة الهاتف أن ينشرها لتظهر حقيقة ما حصل. وختم البيان بالتشديد على أن التيار الوطني الحر يضع هذه الحادثة برسم محطة الMTV، المطلوب منها ‏أن تفسر كيف تدعو ضيوفا وتسمح لعناصر امنها بالاعتداء عليهم، مؤكدة انها طلبت من كل الشباب العودة الى منازلهم لعدم تحمل مسؤولية اي اعتداء اضافي يحصل، فشباب التيار الوطني الحر هم طلاب حوار، وهذا سبب مشاركتهم بالحلقة وهم ليسوا اصحاب اعتداء على احد، ختم بيان التيار الوطني الحر.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

لا جديد تحت شمس الإستحقاق الرئاسي سوى أن الإقتراع بورقة بيضاء في الجلسة المقبلة الخميس المقبل سيتراجع لمصلحة وضع إسم لم يحدد بعد ، من دون أن يعني ذلك أن الأسم لدى جماعة الورقة البيضاء قد نضج .

يعني ذلك أن ملف انتخاب الرئيس مازال في المربع الأول على رغم كل الحراك ، أما على المستوى الحكومي، فإن جرعة " تسهيل المرور " التي تلقاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من مجلس النواب أمس، من شأنها أن توسع من دائرة تحركه، إنطلاقا من السرايا، من خلال إجتماعات وزارية لتسيير الأعمال، علما أن هذه الحكومة تسير الأعمال منذ انتهاء انتخابات أيار الفائت ، ولم تعقد أي جلسة لها .

 بعيدا من المراوحة اللبنانية ، انتظارات لاستحقاقات بارزة إقليميا ودوليا : الانتظار الأول لما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الاسرائيلية بعد فوز الليكود بزعامة نتنياهو، وتأثير هذا الفوز على اتفاق الترسيم بين لبنان وإسرائيل.

والانتظار الثاني ، نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية وانعكاس هذه النتائج على علاقة لبنان بدول المنطقة ولاسيما المملكة العربية السعودية والإمارات .

لكن البداية بالعودة إلى ملفات داخلية وأبرزها تهريب المازوت الأحمر من سوريا إلى لبنان ؟ من يهربه؟ أين يباع؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

من إنجازات العهد في الفراغ، أنه يصدر العفو عن الأموات ويحول "صار الوقت" إلى "كلام الناس" المفتوح على استديو كبير من النقاش بعدما أضرم الإشكال في النقاش فمن الحرس القديم إلى الورثة من الأحفاد والأولاد والأشبال تولى التيار الوطني الحر إدارة أزمة ليلية امتدت ذيولها حتى الآن، بعدما تركت آثارها مباشرة على الهواء ولم ينته التحقيق حتى الساعة إلى تحديد العناصر الجرمية في حادث كان مسرحه استديو "صار الوقت" للزميل مرسال غانم على محطة MTV.

لكن الوقائع التي سبقت وتلت الإشكال، أظهرت استعدادات وتجهيزات كان التيار قد رفع حصونها في الداخل وعلى المداخل كان الصوت على الزناد وزنرت المقاعد بمداخلات على منصة الرد الفوري. فيما انتشر مرابضون في الخارج للمؤازرة لكن لليلة الخميس روايتين يتم الفصل بينهما من خلال التحقيقات حيث فريق التيار كان متخوفا من كمين فأعد العدة. والفريق الآخر اكتشف أن التيار قد أجرى عملية انغماسية بين الجمهور وتحصن في مواقع خارجية قريبة وإلى أن يأخذ التحقيق مجراه فإن الرواية الأدق هي في استخدام واعتلاء المنابر الإعلامية وسيلة للتعبئة والاستنفار والتعويض عن الفشل السياسي بقنابل صوتية يتم رميها من خلال مسرح تلفزيوني.

فمسيرة العهد التي لفظت انفاسها لا يحييها استنفار على الحبال الهوائية ولن ترد لها الروح الاشكالات وعرض القوى ومهما كانت اسباب اندلاع الثورة التلفزيونية فإن الظهور على الشاشة لم يكن يوما في اطار صنع المتاريس المرئية واقامة المحاور والتربص كالجبهات وصولا الى الفصل بين المتقاتلين من قبل الجيش الذي طلب منه التدخل.

هي حلقة كان للتيار ان يجهز لها بالمنطق والدفاع عبر العقل وليس بغوغائية زعمائه او عبر استقدام حرس قديم وفهود جديدة بدأت بكيل الشتاتم منذ اللحظة الاولى لاندلاع الحلقة.

وربما صار الوقت لأن يتحدث التيارون بلغة العقل بعد ان حكموا محرومين من هذه اللغة  وبعد ان انهوا بلاء حكمهم , فان علينا كلبنانيين ان نستمتع كل يوم بمآثر انجازاتهم.

واحدى هذه الانجازات ان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون اصدر قبل رحيله مراسيم عفو خاص اجتاز فيها القنوات المعنية.

اما ما اعتبر فضيحة في هذه المراسيم كان في العفو عن شخص وافته المنية في شهر اب الماضي وقالت مصادر قصر بعبد إن الرئيس عون لم يكن لديه الوقت للتأكد ما إذا كان المحكوم على قيد الحياة أم توفي، فإتخذ هذا القرار السريع.

وفي السياسة.عفا الله عما مضى حيث ننهي اسبوعا اخر خاليا من انتخاب الرئيس ومن الدعوة لاجتماع حكومي ليقتصر عمل وزارة ميقاتي على ادارة ازمة الكوليرا.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

البابا فرنسيس: لاختيار طريق الحوار بين الشرق والغرب

 سكاي نيوز عربية/04 تشرين الثاني/2022

أكد الحبر الأعظم البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، أننا “عازمون على اختيار طريق اللقاء والحوار بين الشرق والغرب وليس طريق المواجهة”، محذرًا من العنف واللجوء إلى السلاح حول العالم. وقال البابا فرنسيس في ختام ملتقى البحرين للحوار: “وثيقة الأخوة الإنسانية تضع أسس الحوار والتقارب من أجل مصلحة البشرية”. من جهته، اعتبر شيخ الأزهر أحمد الطيب أنّ “سبب المآسي التي تشهدها بعض دول العالم هو غياب ضوابط العدالة الاجتماعية”، مشيرًا الى أنّ “الشرق والغرب بحاجة لبعضهما البعض، ويجب ألا نيأس من أن تستعيد العلاقات بين الطرفين صحتها”. وأضاف الطيب: “وثيقة الأخوة الإنسانية قدمت نموذجا للحوار وسلطت الضوء على أهمية العلاقة بين الشرق والغرب”. كما دعا إلى “وقف الحرب الروسية الأوكرانية والجلوس إلى مائدة الحوار والمفاوضات”. الى ذلك، قال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إنّ “البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب عملا على إثراء ملتقى البحرين”، مشددا على “دور القيادات الدينية في معالجة التحديات التي تواجه المجتمعات”. واعتبر آل خليفة “الملتقى يوما مشهودا وحدثا بارزا، لكون أهدافه السامية تتفق مع ما تسعى إليه البحرين من خير للبشرية ورفعتها”، مؤكدًا الدور المؤثر للقيادات الدينية وأصحاب الفكر وأصحاب الاختصاص في معالجة مختلف التحديات التي تواجهها المجتمعات لمزيد من السلام والاستقرار. كما اشار الى أنّ “الملتقى شهد مشاركة صفوة من الشرق والغرب، الذين رهنوا أنفسهم لخدمة الإنسانية والعمل من أجل رفعتها واتحدوا قولا وعملا لإعلاء قيم السلام والتعارف المتبادل والتعاون على البر والتقوى”. ودعا ملك البحرين إلى “وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا وبدء مفاوضات بهدف إحلال السلام”، مضيفًا: “ننظر إلى مخرجات الملتقى بعين التفاؤل وكثير من الأمل كخير دليل لتقوية مسيرة الأخوة الإنسانية التي هي بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى إحياء سبل التفاهم والتقارب”.

 

تحت رمال الإمارات.. الكشف عن دير مسيحي عمره نحو 1400 عام

أسوشيتد برس/04 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113185/pre-islamic-christian-monastery-discovered-in-uae-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d8%b1%d9%85%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%85%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b4%d9%81-%d8%b9%d9%86-%d8%af/

ثاني دير من نوعه يُعثر عليه في الإمارات ويعود تاريخه إلى ما يصل إلى 1400

عام أعلن مسؤولون، الخميس، عن اكتشاف دير مسيحي قديم يُرجّح أنه يعود إلى سنوات ما قبل انتشار الإسلام عبر شبه الجزيرة العربية في جزيرة قبالة ساحل الإمارات، بحسب أسوشيتد برس. ويلقي الدير الواقع في جزيرة السينية، وهو جزء من إمارة أم القيوين ذات الكثبان الرملية، ضوءا جديدا على تاريخ المسيحية المبكرة على طول شواطئ الخليج العربي.

وهو ثاني دير من نوعه يُعثر عليه في الإمارات، ويعود تاريخه إلى ما يصل إلى 1400 عام. وفُقد الديران في التاريخ تحت الرمال بمرور الزمن، ويعتقد العلماء أن المسيحيين تحولوا ببطء إلى الإسلام مع تزايد انتشار العقيدة في المنطقة.

ولا يزال المسيحيون يمثلون، اليوم، أقلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط الكبير، ومع ذلك يصل البابا فرانسيس إلى البحرين المجاورة للإمارات، الخميس، لتعزيز الحوار بين الأديان مع القادة المسلمين. وبالنسبة للأستاذ المشارك لعلم الآثار بجامعة الإمارات الذي ساعد في تقصى تاريخ الدير المكتشف حديثا، لتيموثي باور، فإن الإمارات اليوم هي “بوتقة تنصهر فيها الأمم”. وتابع: “حقيقة أن شيئا مشابها كان يحدث هنا منذ 1000 عام هو أمر رائع حقا وهذه قصة تستحق أن تُروى”. ويقع الدير في جزيرة السينية، التي تحمي مستنقعات خور البيضاء في أم القيوين، وهي إمارة تبعد نحو 50 كيلومترا شمال شرق دبي على طول ساحل الخليج العربي. والجزيرة بها سلسلة من الحواجز الرملية تخرج منها كأصابع ملتوية. واكتشف علماء الآثار الدير على إحداها في الشمال الشرقي للجزيرة. ويرجع تأريخ الكربون للعينات التي عُثر عليها في أساسات الدير إلى ما بين عامي 534 و656 ميلادية. من الأعلى، يشير مخطط الدير الواقع في جزيرة السينية إلى أن المصلين المسيحيين الأوائل كانوا يصلون داخل كنيسة ذات ممر واحد في الدير. ويبدو أن الغرف داخلها تحتوي على جرن معمودية، بالإضافة إلى فرن لخبز القربان. ومن المحتمل أيضا أن يكون صحن الكنيسة يحتوي على مذبح وموقعا لصنع الخمر.

 

مجموعة «السبع» تدين طهران على استخدامها الوحشي للقمع ضد المحتجين

هددوا بتوظيف كل الإجراءات الدبلوماسية المتاحة لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين

مونستر (غرب ألمانيا): راغدة بهنام/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

أدان وزراء خارجية مجموعة السبع «الاستخدام الوحشي وغير المتناسب للقوة» من قبل النظام الإيراني ضد المتظاهرين في إيران، وهددوا النظام في طهران بمواصلة «استخدام كل الإجراءات الدبلوماسية المتاحة لمحاسبته»، في إشارة إلى إمكانية تشديد العقوبات عليه عقاباً على قمع المتظاهرين.

وطالب وزراء خارجية المجموعة في بيان صدر في ختام اجتماعات استمرت يومين في مدينة مونستر الألمانية، إيران بالسماح لمفوضي حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بدخول البلاد لتقييم وضع حقوق الإنسان بعد القمع والاعتقالات العشوائية. وحث وزراء خارجية المجموعة السلطات الإيرانية على احترام التزاماتها الدولية بموجب القانون الدولي. وعبرت المجموعة عن أسفها لقرار السلطات الإيرانية «إغلاق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي»، مضيفة أنها تدافع «عن حق جميع الإيرانيين في الوصول إلى المعلومات». وقال وزراء خارجية المجموعة التي تضم الدول الأوروبية الأربع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، إضافة إلى الولايات المتحدة وكندا واليابان، إن على السلطات الإيرانية أن تفرج عن السجناء «المحتجزين ظلماً بمن فيهم المتظاهرون والأطفال والصحافيون والمدافعون عن حقوق الإنسان». ودعا بيان المجموعة إيران إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين المزدوجي الجنسية وإنهاء «الممارسة البغيضة لمثل هذه الاعتقالات الجائرة من أجل تحقيق مكاسب سياسية». وكانت الخارجية الألمانية قد دعت أمس مواطنيها لمغادرة إيران بسرعة خوفاً من تعرضهم للاعتقال. وتطرق المجتمعون إلى أنشطة إيران في الشرق الأوسط، وأدانوا «أنشطة إيران المستمرة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وما حوله». وأضاف بيان المجموعة أن «هذه الأنشطة تشمل أنشطة إيران مع كل من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، فضلاً عن الطائرات بدون طيار، ونقل هذه الأسلحة المتقدمة إلى جهات حكومية وغير حكومية». وأشار الوزراء إلى أن «هذا الانتشار يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتصعيد التوترات». وشددت المجموعة على تصميمها على منع إيران من تطوير سلاح نووي، وقالت في البيان: «ستواصل مجموعة السبع العمل سوياً، ومع شركاء دوليين آخرين، لمعالجة التصعيد النووي الإيراني وعدم كفاية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق باتفاقية الضمانات الخاصة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية». وعبر وزراء خارجية المجموعة عن «قلق عميق من التوسع المستمر للبرنامج النووي الإيراني، والذي لا يوجد له مبرر مدني موثوق به». ودعوا إيران إلى «تغيير مسارها والوفاء بالتزاماتها القانونية والتزاماتها السياسية في مجال منع الانتشار النووي دون مزيد من التأخير». وأضافوا في بيانهم: «نلاحظ أنه رغم أشهر عديدة من المفاوضات المكثفة حول العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فإن إيران لم تتخذ القرارات اللازمة».وكان مفوض الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل قد قال صباح الجمعة، إن المفاوضات النووية مع إيران «متوقفة»، وإنه «لا جديد فيها». وذكر بوريل الذي شارك في اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع، بإدانة الاتحاد الأوروبي لقمع المتظاهرين في إيران، مضيفاً أن الاتحاد رد بفرض عقوبات على النظام. وقال: «سنستمر بدعم المتظاهرين ودعم أوكرانيا لمواجهة الهجمات الجوية»، ولكنه أضاف في إشارة إلى تفادي الدول الغربية فرض عقوبات على إيران تتعلق بالاتفاق النووي، أنه «يجب التفريق بين الدعم الكبير للمتظاهرين والحاجة لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية». ورغم توقف المفاوضات النووية مع إيران ما زال الاتحاد الأوروبي يأمل بإعادة إحيائها قريباً وإقناع طهران بالموافقة على العودة للاتفاق النووي.

 

مساعدات عسكرية أميركية جديدة لأوكرانيا بـ400 مليون دولار تتضمن دبابات «تي 72» وصواريخ «هوك»

واشنطن/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية اليوم (الجمعة)، أنها ستقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تتضمن تجديد دبابات من طراز «تي-72»، وصواريخ للدفاع الجوي من طراز «هوك». وقالت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) للصحافيين، إن الولايات المتحدة ستدفع تكلفة 45 دبابة من طراز «تي-72» من جمهورية التشيك سيتم تجديدها كما ستقدم تمويلا لتجديد بعض صواريخ هوك للدفاع الجوي.

 

بُعيد إعلانه... السلطات المعنية الروسية تنفي حظر التجوال في خيرسون

موسكو/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

أكدت السلطات المعينة من روسيا اليوم (الجمعة)، عدم فرض حظر تجول في مدينة خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا بعد دقائق من إعلانها ذلك. وكان نائب رئيس سلطات الاحتلال الروسي في خيرسون كيريل ستريموسوف كتب على تلغرام: «أعلن حظر تجول متواصلاً في مدينة خيرسون حتى نتمكن من الدفاع عن مدينتنا». ثم قام بحذف مقطع الفيديو بعد دقائق قليلة واستبدل به فيديو مشابهاً لكنه معدل لم يذكر فيه حظر التجول هذا، من دون توضيح أسباب هذا التعديل. ثم نشر المسؤول نفسه للمرة الثالثة مقطع فيديو يتراجع فيه بشكل واضح عن إعلانه الأول، مؤكداً أنه «لا توجد أي قيود على السكان» في خيرسون رغم الضغط الأوكراني في المنطقة. ومع ذلك، دعا ستريموسوف مجدداً أكبر عدد ممكن من السكان إلى «مغادرة» المدينة، متوقعاً حصول «استفزازات» و«أعمال إرهابية» من الجيش الأوكراني، على حد وصفه. وأوضح أنه «في بعض الأماكن، لوحظ وجود معدات للعدو. من المحتمل أنهم يستعدون لشن هجوم على مدينة خيرسون».

 

الاستخبارات الأميركية: مساعٍ إيرانية مع روسيا بهدف الاقتراب من القنبلة النووية

واشنطن: علي بردى/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

كشف مسؤولون استخباريون أميركيون أن طهران تسعى إلى مساعدة من موسكو لتعزيز البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك الاقتراب أكثر من العتبة التي تمكنها من إنتاج سلاح ذري، في سياق «خطة احتياطية» في حال فشل كل محاولات العودة إلى الاتفاق النووي مع القوى العالمية. ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية للتلفزيون عن مصادر، أن المعلومات الاستخباراتية تفيد بأن «إيران طلبت من روسيا مساعدتها في الحصول على مواد نووية إضافية وفي تصنيع الوقود النووي» الذي يمكن أن يساعدها في تشغيل مفاعلاتها، ويمكن أن يقصّر «وقت الاختراق» لإنتاج سلاح نووي. وإذ أوضحت المصادر أن «خطر الانتشار النووي يختلف باختلاف المفاعل الذي يستخدم الوقود فيه»، أكدوا أنه «ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا وافقت على المساعدة أم لا»، علماً بأن «الكرملين عارض منذ فترة طويلة حصول إيران على سلاح نووي». وتراقب إدارة الرئيس جو بايدن «بقلق» أي مساعدة روسية سريّة يمكن أن تعزز الجهود الإيرانية لإنتاج سلاح نووي، ما سيمثل «تحولاً كبيراً» في سياسة روسيا، التي كانت طرفاً في «مجموعة 5 + 1» للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بالإضافة إلى ألمانيا في الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 مع إيران.

وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لـ«سي إن إن» إن خطة العمل «ليست على جدول الأعمال» حالياً، مضيفة: «عملنا مع شركاء لفضح العلاقات المتنامية بين إيران وروسيا - ومحاسبتهما. سنكون حازمين في مواجهة أي تعاون يتعارض مع أهدافنا المتعلقة بعدم الانتشار النووي».

ويبدو أن مفاتحات إيران تجاه روسيا مدفوعة جزئياً على الأقل باعتقاد بين كبار المسؤولين الإيرانيين بأن اتفاقاً نووياً جديداً إما لن يتم إحياؤه أو، إذا حصل ذلك، فإنه لن يدوم.

وتحدث مسؤولون عن «مخاوف» لدى إيران من انسحاب أي إدارة أميركية مستقبلاً من الاتفاق في حال العودة إليه، على غرار ما قامت به إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018، معبرين عن اعتقادهم بأن هذا دفع طهران إلى السعي نحو «اتفاق جانبي» مع موسكو «يسمح لإيران بإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة إذا لزم الأمر». ورداً على سؤال عما إذا كانت الشراكة المتنامية بين إيران وروسيا عاملاً في خروج محادثات الاتفاق النووي عن مسارها، قال مسؤول أميركي كبير إن «الصفقات الجانبية بين روسيا التي قوضت بشكل أساسي هيكل اتفاق 2015 ستكون مصدر قلق كبير»، لأنها «تقلص إمكانية العودة إلى الاتفاق». وقال المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي جيمس أكتون إنه لا يعتقد أن إيران بحاجة بالضرورة إلى المساعدة. لكن «لديهم حوافز واضحة لطلب المساعدة، ولا سيما فيما يتعلق بالوقود». وأضاف أنه «قبل ثلاث إلى أربع سنوات، عندما كانت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا سيئة، ولكن غير كارثية، سأكون مشككاً للغاية في أن روسيا ستقدم المساعدة لإيران (…) لكن في ظل ظروف اليوم؛ مع كون العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا سيئة للغاية والعلاقات الروسية الإيرانية تتحسن، أعتقد أن المعادلة تبدو مختلفة تماماً بالنسبة لروسيا».

 

وزير الخارجية الإيراني: يا سيد بايدن توقف عن تصرفاتك المنافقة

وطنية/04 تشرين الثاني/2022 

غرد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم عبر حسابه على "تويتر" : "يا سيد بايدن، توقف عن تصرفاتك المنافقة"، ردا على تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن "بتحرير إيران". ونقلت عنه وكالة "رويترز" :  "البيت الأبيض شجع بشكل متزايد العنف والإرهاب في أعمال الشغب الأخيرة في إيران، بينما يحاول في الوقت نفسه التوصل إلى اتفاق نووي".

 

صدامات عنيفة في الاحتجاجات الإيرانية مع إحياء «أربعين» ضحايا القمع وقوات الشرطة أطلقت النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع

لندن - طهران/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

تجدد الاشتباك بين قوات الأمن والمحتجين الإيرانيين في عدة مدن إيرانية خلال مراسم «أربعين» عدد من ضحايا حملة القمع، في وقت نزل آلاف الإيرانيين تحت دوي وابل من الرصاص، في مسيرات احتجاجية في مدينة كرج، غرب طهران، في اليوم الـ48 على اندلاع أحدث احتجاجات عامة تعصف بالبلاد منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني. وأظهرت مقاطع فيديو تدفق حشود من المتظاهرين الغاضبين إلى منطقة كمال شهر في كرج لإحياء مراسم «أربعين» الشابة حديث نجفي (20 عاماً) التي فارقت الحياة إثر إصابتها بـ10 رصاصات. وردد المتظاهرين هتافات مناوئة لنظام الحكم. وهتف متظاهرون غاضبون في كرج، ساروا على طول خط سريع للسيارات: «سيقع قتلى في صفوف (الحرس الثوري) هذا العام... الموت لكل النظام». وأظهر فيديو نشرته المنظّمة مشاركين يهتفون «هذا العام هو عام الدم، السيد علي (خامنئي) سيُطاح به». وسمع صدى إطلاق النار من تسجيلات الفيديو.ونشر موقع «تصوير 1500» صورا لحشود تجمّعت في كرج للمشاركة في مسيرة على طريق سريع وقد سجّلت صدامات بين المحتجين والشرطة. وتشير التسجيلات إلى محاولة المحتجين قطع طريق عام لعرقلة حركة قوات الأمن. وسقط في جانب الطريق أحد المحتجين إثر إصابة في الرأس، بينما رشق محتجون سيارة «بيك آب» تابعة للشرطة بالحجارة، ويظهر من تسجيل فيديو إصابة عنصرين من الشرطة بجروح بالغة. وتصاعدت ألسنة الدخان في الشوارع والأزقة المؤدية إلى مقبرة «بهشت سكينة» في كرج. وأحرق المحتجون كشكاً للشرطة. ونشر حساب «وحيد أونلاين»، الذي يتابعه أكثر من 400 ألف شخص على «تويتر»، تسجيل فيديو يظهر تحليق مروحية فوق متظاهري مدينة كرج، ويقول شاهد عيان إن المروحية تقصف المتظاهرين بقنابل صوتية وبالغاز المسيل للدموع. وأظهر تسجيل فيديو هبوط المروحية في الطريق السريع. وقال شهود عيان إنها «نقلت قوات مساندة»، ويظهر فيديو آخر هبوط مروحية تابعة لقوات الطوارئ الإيرانية. ويقول أحدهم: «ينقلون جرحاهم». كما أظهر تسجيل فيديو إصابة رجل دين بجروح بالغة بعدما تعرضت سيارته لرشق بالحجارة في الشوارع التي شهدت صدامات بين قوات الشرطة والمحتجين. وتجمع عدد كبير من المتظاهرين لإحياء «أربعين» مهسا موغويي (19 عاماً)، في مقبرة فولاذ شهر أصفهان. وقال والدها لقناة «إيران إنترناشيونال» الإخبارية إن قوات الأمن قتلت ابنته في 22 سبتمبر (أيلول) الماضي. وهي بطلة في رياضة التايكوندو وكمال الأجسام. وقال والدها: «بأي ذنب قتلوا ابنتي، إنها احتجت بأيدٍ فارغة، فأطلقوا الرصاص على جسدها... هل كان من حق فتاتي أن تدفن بأكثر من 100 ميدالية رياضية؟!». في قزوين (غرب طهران)، أحيا مئات المتظاهرين مراسم «أربعين» الشاب جواد حيدري (39 عاماً) الذي قتل بنيران قوات الأمن، وهتفوا: «الحرية... الحرية».

وأفادت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن قوات الأمن أطلقت النار واعتقلت عشرات من المشاركين في مراسم «أربعين» 3 قتلى سقطوا في الاحتجاجات، في مدينة إسلام آباد، بمحافظة كرمانشاه، غرب البلاد. وشهدت مقبرة أراك حضوراً لافتاً للمحتجين الذين أحيوا ذكرى أسبوع لوفاة مهرشاد شهيدي (19 عاماً) الذي لقي حتفه إثر جراحات في الرأس ناجمة عن ضربات هراوات. وتلقت أسرته نبأ وفاته عشية احتفاله بعيد ميلاده العشرين أثناء مشاركة في مسيرة احتجاجية لإحياء ذكرى الشابة مهسا أميني. وقال 3 شهود عيان لـ«راديو فردا» الأميركي، الناطق بالفارسية، أمس، إن مهرشاد «سقط أرضاً بسبب الغاز المسيل للدموع، قبل أن ينهال عليه نحو 8 من قوات الأمن بصواعق كهربائية والهراوات». وقال أقاربه إن «آثار الضربات كانت واضحة على رأسه». في ميناء أنزلي بمحافظة جيلان، اجتمع المتظاهرون في مراسم «أربعين» أمير نوروزي، مرددين هتاف: «الوردة التي تناثرت، هدية للوطن». وفي مركز المحافظة، رشت، ردد المحتجون شعار «الموت للديكتاتور» في مراسم «أربعين» الشاب بهنام لايق بور (37 عاماً) الذي لقى حتفه بعد إصابته بـ3 رصاصات، رغم مروره من مكان وقعت به اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن. وفي ميناء آمل بمحافظة مازندران الشمالية، تجمع عدد كبير في مراسم «أربعين» غزالة تشلاوي (33 عاماً)، وهي رياضية متسلقة للجبال، أثناء قيامها بتصوير وقفة احتجاجية أمام مقر حاكم المدينة، عندما أصابتها رصاصة من الرأس أطلقت من المبنى الحكومي. وفي ميناء نوشهر، اجتمع عشرات لإحياء «أربعين» حنانة كيا (22 عاماً) التي أصابتها رصاصة من الخاصرة بنيران قوات الأمن، أثناء مراجعة طبية بالقرب من تجمع احتجاجي. في الأثناء، قالت «هيومن رايتس ووتش»، وهي منظمة معنية بحقوق الإنسان، إن السلطات الإيرانية صعّدت اعتداءها على المعارضة والمحتجين عبر توجيه اتهامات مبهمة بتهديد أمن البلاد للنشطاء المعتقلين وإجراء محاكمات ظالمة بشكل صارخ. مشيرة إلى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية ووسائل الإعلام الحكومية «تنشر بانتظام وتروج للادعاءات الكاذبة ضد النشطاء والمعارضين». وذكر تقرير «هيومن رايتس ووتش» أن السلطات اعتقلت أيضاً 308 من طلاب الجامعات و44 طفلاً. وقالت: «على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، هاجمت قوات الأمن حرم الجامعات بشكل متكرر باستخدام القوة المفرطة، بما في ذلك الغاز المسيل للدموع، واعتقلت الطلاب. ومنعت سلطات الجامعة عشرات الطلاب من دخول حرم الجامعات لمشاركتهم في الاحتجاجات».

ولفت التقرير إلى أن السلطات استدعت أو استجوبت أو صادرت جوازات سفر عشرات المشاهير الذين أيدوا الاحتجاجات، وبينهم مخرجون وممثلون ومغنون ولاعبو كرة القدم. وتابعت المنظمة أن جماعات حقوق الإنسان تحققت من سقوط ما لا يقل عن 284 شخصاً، من بينهم 45 طفلاً. ونقلت عن وسائل الإعلام الرسمية أن العشرات من قوات الأمن قُتلوا في الاحتجاجات. ونقلت المنظمة عن قالت شبكة غير رسمية باسم «اللجنة التطوعية لمتابعة أوضاع المحتجزين»: «اعتقلت أجهزة المخابرات حتى 30 أكتوبر 130 مدافعاً عن حقوق الإنسان، و38 مدافعاً عن حقوق المرأة، و36 ناشطاً سياسياً، و19 محامياً، و38 صحفياً، وظل معظمهم رهن الاعتقال، بالإضافة إلى الاعتقالات الجماعية للمتظاهرين». ووسّعت إيران حملة إجراءاتها الصارمة، ونشرت قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات، بالإضافة إلى اعتقالات لمجموعة واسعة من الفئات. وخلال اليومين الماضيين، وصلت حملة الاعتقالات في صفوف محامي شيراز إلى 8، وذلك بعدما ذكرت تقارير الأربعاء أن ما لا يقل عن 4 محامين اعتقلوا بتهمة «الدفاع عن البهائيين» و«التجمهر والتآمر ضد النظام».

من جهتها، قالت اللجنة التنسيقية لنقابات الطلبة على شبكة «تليغرام» إن عناصر أمنية ترتدي ملابس مدنية اعتقلت 7 من طالبات كلية العلوم الطبية في جامعة طهران. في غضون ذلك، وقع أكثر من 760 ألفاً في 218 دولة على عريضة لمنظمة العفو الدولية، تطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة باتخاذ إجراء فوري للتحقيق في حملة القمع ضد المحتجين الإيرانيين. وطالب بيان لأكثر من 100 أستاذ في الكلية الهندسية بجامعة طهران بإطلاق سراح الطلاب المعتقلين. ووصف البيان هجوم قوات ترتدي ملابس مدنية على جامعة طهران بـ«الهمجي» و«الكارثي». وقالوا: «دخول مثل هؤلاء إلى الجامعة بهذه الطريقة، حتى بهدف إرساء النظام العام والقبض على المخالفين، غير مبرر بأي شكل من الأشكال».

ونقلت «رويترز» عن نشطاء حقوقيين ومحللين ومسؤول سابق من المعتدلين أنه في حالة انحسار أحدث موجة احتجاجات، فإن جرأة الشباب الإيراني يمكن أن تتسبب في مزيد من المشكلات في المستقبل للحكومة. ويقول خبراء الشؤون الإيرانية إن استقرار المؤسسة الحاكمة في السلطة منذ ثورة 1979 أساسه استعدادها لاستخدام أي قوة لازمة لإسكات المعارضة. وقال سعيد جولكار، أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة تينيسي في تشاتانوغا، إن «الخوف له حدود، مثل القمع». وأضاف: «هناك نقطة تحول تأتي عندما يفقد القمع والخوف تأثيرهما. يدرك الناس أنهم يملكون قوة عندما يتخذون خطوة جماعية وعندما يخشون المستقبل القاتم أكثر من خشيتهم النظام». وخلال 7 أسابيع من الاحتجاجات، أحرق المتظاهرون لافتات المرشد علي خامنئي، وسلفه المرشد الأول الخميني، وأحرقت النساء حجابهن ، وانتشرت ظاهرة الإطاحة بعمائم رجال الدين في الشوارع من الشباب المحتجين. ويقول محللون إن لحظات كسر المحرمات تعكس فجوة آخذة في الاتساع بين الطبقة الحاكمة في إيران وبين الشباب. ولطالما دعا كثير من الشباب الإيرانيين إلى رفع القيود الاجتماعية، مثل الرقابة على الإنترنت وقواعد الملابس الصارمة. وقالت صنم وكيل، نائبة مدير «المعهد الملكي للشؤون الدولية» في لندن، إنها «لا تزال تتوقع أن ترى رداً قوياً من جانب قوات الأمن الإيرانية، ينطوي على مزيد من العنف والترهيب والتخويف». والأربعاء، وجّه 40 محامياً إيرانياً بارزاً في مجال حقوق الإنسان الانتقاد علناً لحكام البلاد من رجال الدين، وعبّروا عن اعتقادهم بأن حملات القمع التي سحقت المعارضة من قبل على مدى عقود لم تعد تفلح، وأن المحتجين المطالبين بنظام سياسي جديد سينتصرون. وقال المحامون، وبعضهم داخل البلاد والبعض الآخر خارجها: «لا تزال الحكومة غارقة في الأوهام، وتعتقد أن بإمكانها تكميم الأفواه عبر القمع والاعتقال والقتل»، حسب «رويترز». وأضافوا: «لكن طوفان الناس سيُسقط الحكومة في النهاية، لأن الإرادة الإلهية تقف إلى جانب الشعب. صوت الشعب هو صوت الله».

 

إردوغان: اتفقت مع بوتين على أن الحبوب يجب أن تصل للدول الأفريقية الفقيرة مجانا

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

نقلت وكالة "رويترز" عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم ، إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على أن شحنات الحبوب التي يتم إرسالها بموجب اتفاق تصدير من موانئ البحر الأسود يجب أن تذهب للدول الأفريقية الفقيرة مجانا. جاء ذلك خلال خطاب ألقاه إردوغان في إسطنبول بعد أن استأنفت موسكو يوم الأربعاء مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب الذي تم إبرامه بوساطة من الأمم المتحدة.

 

بولندا تقيم سياجا شائكا على حدود روسيا

وطنية /04 تشرين الثاني/2022

ينهمك جنود بولنديون بمد سياج شائك وتثبيته إلى أعمدة على الحدود مع جيب كالينيننغراد الروسي في مسعى لمنع العبور غير القانوني للحدود بين الجانبين، على ما أوردت "وكالة الصحافة الفرنسية". وتقيم بولندا السياج في ظل الخشية من تدبير موجة هجرة منظمة إلى أراضي الاتحاد الأوروبي. وبدأ العمل على إقامة السياج على امتداد الحدود البالغ طولها 210 كيلومترات في وقت سابق هذا الأسبوع، بعد إعلان مفاجئ من وزير الدفاع الذي قال إن السياج الشائك سيكون بارتفاع مترين ونصف وعلى عمق ثلاثة أمتار، وسيكون مزودا بأجهزة إلكترونية. وأنهى الجنود إقامة جزء بطول 500 متر قرب بلدة جيردزيني التي تشهد طرقها الموحلة زحمة شاحنات عسكرية تقوم بإيصال معدات.

 

المستشار الألماني يدعو إلى علاقات تجارية متساوية في قمة الصين

وطنية /04 تشرين الثاني/2022

قال المستشار الألماني أولاف شولتس للقادة الصينيين في بكين اليوم الجمعة، إن برلين تتوقع المعاملة بالمثل في التبادلات التجارية مع تطلعه لتعزيز التعاون الاقتصادي. وشولتس هو الأول من بين قادة مجموعة السبع الذي يزور الصين منذ ظهور وباء كوفيد، الذي دفع ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم لإغلاق حدودها إلى حد كبير. وقال شولتس، الذي استقبله الرئيس الصيني بعد وصوله إلى بكين في قاعة الشعب الكبرى إنه يسعى إلى "تنمية" التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بينما أقر بوجود تباين في وجهات النظر حيال عدد من القضايا. ونقل عنه مصدر حكومي ألماني قوله "من الجيد أن يكون في إمكاننا تبادل وجهات النظر هنا في شأن كل القضايا، بما فيها تلك التي نراها من منظورين مختلفين. هذا هو الهدف من التواصل". وأضاف: "نريد أيضا أن نناقش كيف يمكننا تطوير تعاوننا الاقتصادي في مواضيع أخرى: تغير المناخ والأمن الغذائي والدول المثقلة بالديون".

 

الجيش الروسي: إجلاء "أكثر من خمسة آلاف" مدني "يوميًا" من منطقة خيرسون الأوكرانية

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

أعلنت وزارة الدفاع الروسية  إجلاء "أكثر من خمسة آلاف" مدني "يوميًا" من منازلهم منذ استئناف عمليات الإجلاء الثلاثاء في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية"وأكدت الوزارة عبر تطبيق تلغرام أن "المهندسين العسكريين ينقلون يوميًا ما يصل إلى 1200 مركبة مدنية، بين شاحنات وسيارات، إضافة إلى أكثر من خمسة آلاف مدني نحو الضفة الأخرى لنهر دنيبرو".

 

بريطانيا وبولندا: الرئيس الروسي بحاجة لأن يعلم أن التخويف لن ينفع

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان ، إنه ونظيره البولندي ماتيوس مورافيسكي ناقشا اليوم الوضع في روسيا البيضاء، واتفقا على ضرورة الاستمرار في توجيه رسالة قوية إلى روسيا مفادها أن التخويف لن يجدي نفعا. وجا في البيان الذي اوردته وكالة" رويترز" أن سوناك قال لمورافيسكي في مكالمة هاتفية "في إطار جهود الردع عبر الجناح الشرقي، رفعت بريطانيا من قدرة قواتها وكثفت الأنشطة مع قوة التدخل السريع المشتركة في منطقة البلطيق". وأفاد البيان "اتفقا على ضرورة الاستمرار في توجيه رسالة قوية إلى بوتين مفادها أن التخويف لن يجدي نفعا".

 

تقديرات غربية «حذرة» عن انسحاب روسي «وشيك» من خيرسون

لا «تسرب» للأسلحة الأميركية في أوكرانيا وسيناتوران ديمقراطي وجمهوري يشددان على مواصلة الدعم

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عن اعتقاده أن القوات الأوكرانية لديها «بالتأكيد» القدرة على استعادة مدينة خيرسون، من القوات الروسية. وقال للصحافيين مساء أمس (الخميس): «لقد رأيناهم ينخرطون في جهد منهجي للغاية، لكنه فعال لاستعادة أراضيهم السيادية... أعتقد أنك ستراهم يواصلون الضغط». تصريحات أوستن جاءت عقب تصريحات صحافية لمسؤولين عسكريين، نقلت عن مصادر استخبارية، قولها إن القوات الروسية تستعد لتنفيذ انسحاب كامل من مدينة خيرسون، مع وصول الاستعدادات لما قد يرقى إلى مستوى انسحاب «منظم ومخطط جيداً ومدروس» إلى مرحلة متقدمة. ورغم ذلك، لا تزال الشكوك تحيط بنيات موسكو. وقال أحد المسؤولين للصحافيين، إنه رغم أن القوات الروسية لديها «النية والقدرة على الانسحاب»، فإنها قد تقرر عدم تنفيذ الانسحاب. وكان مسؤول روسي في خيرسون، قد أعلن أن موسكو ستسحب «على الأرجح» قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبر إلى الضفة الشرقية، رغم تحذيرات عدد من المسؤولين الأوكرانيين، من أن القوات الروسية يمكن أن تنصب فخاً، عبر الإيحاء بأنها انسحبت، في حيلة لإغراء القوات الأوكرانية بالدخول إلى المدينة، حيث يمكن بعدها للقوات الروسية أن تنقض عليها. غير أن المسؤول الدفاعي، قال إن القيادة العسكرية الروسية قد انسحبت بالفعل إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبر «تاركة رجالاً محبطين وبلا قيادة لمواجهة الهجمات الأوكرانية». وأشار إلى أن تقييمات الاستخبارات الغربية واثقة إلى حد معقول من أن الروس يعتزمون الانسحاب، وأضاف: «أعتقد أنهم قرروا في رأيهم، أن مدينة خيرسون لا تستحق القتال من أجلها، في حين أن الحاجز الدفاعي الطبيعي للنهر شديد القيمة بالنسبة لهم». ورغم ذلك، يرى مسؤولون غربيون أن موسكو لا تستطيع التخلي ببساطة عن مدينة خيرسون، نظراً لأهميتها الاستراتيجية والسياسية، في توفير ممر بري «آمن» إلى شبه جزيرة القرم التي احتلتها وضمتها عام 2014، وسجلت العمليات العسكرية الأوكرانية بالفعل تباطؤاً في عملياتها العسكرية حول المدينة، بعدما جعلت أمطار الخريف الأرض موحلة، فيما الدفاعات الروسية لا تبدو في حالة انهيار، كما حدث عندما اجتاحت القوات الأوكرانية مدينة خاركيف في سبتمبر (أيلول) الماضي. على صعيد آخر، قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، في بيان، إن موظفين أميركيين في السفارة في كييف، فحصوا شحنات الأسلحة الأميركية في مواقع غير محددة في أوكرانيا على مدى أشهر، وصفت بأنها «ليست بالقرب من الخطوط الأمامية». ووصف عمليات التفتيش بأنها تدابير رقابة معيارية، ولا يوجد دليل على تسرب وانتشار الأسلحة التي ترسلها واشنطن لكييف. ولم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت تفاصيل أنشطتها لروسيا، التي قالت إنها ستنظر إلى أي نشاط عسكري أميركي داخل أوكرانيا على أنه استفزاز. من جهة أخرى، زار موظفو السفارة الأميركية في موسكو نجمة كرة السلة المسجونة بريتني غرينير، حسبما ذكر البيت الأبيض الخميس. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين: «قيل لنا إنها تقوم بعمل جيد كما يمكن توقعه في ظل هذه الظروف». وجددت التأكيد أن الولايات المتحدة قدمت «عرضاً مهماً» إلى الكرملين لتأمين الإفراج عن كل من غرينر وبول ويلان، وهو مواطن أميركي آخر محتجز في روسيا. إلى ذلك، أعلنت شركة «مايكروسوفت» الخميس، أنها تواصل تقديم الدعم التكنولوجي الحيوي «المجاني» لأوكرانيا، والذي تقدر قيمته بنحو 100 مليون دولار. وقالت الشركة إن الدعم سيستمر خلال العام المقبل، ويشمل حماية الأمن السيبراني والخدمات السحابية. من ناحية أخرى، التقى السيناتور الديمقراطي، كريستوفر كونز والسيناتور الجمهوري روب بورتمان، وكلاهما من ولاية أوهايو، بعائلات أوكرانية في كييف يوم الخميس، حيث وعدا بمزيد من الدعم الإنساني لأوكرانيا. واعتبرت زيارتهما رسالة إيجابية، لمواصلة تقديم المساعدات لأوكرانيا، بعد صدور العديد من المواقف والتكهنات من عدد من قادة وأعضاء الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب، أشارت إلى احتمال حصول تغيير في هذا الدعم، بعد الانتخابات النصفية الأميركية، الثلاثاء المقبل. وقدمت الولايات المتحدة هذا العام، أكثر من 1.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لأوكرانيا والدول المجاورة، بحسب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

 

نتنياهو لضم غانتس أو «الإسلامية» إلى حكومته مقابل توزير بن غفير في مواجهة تحذيرات من واشنطن وأوروبا

تل أبيب: نظير مجلي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

على الرغم من وجود أكثرية ثابتة له (64 من مجموع 120 نائباً)، يسعى بنيامين نتنياهو، الفائز في الانتخابات الإسرائيلية، لتوسيع نطاق حكومته وضم قوى من المعسكر المضاد له، ليواجه الانتقادات والتحذيرات الدولية من تعيين المتطرف إيتمار بن غفير وزيراً. ووفقاً لمصادر سياسية مطّلعة، باشر نتنياهو إرسال مقرَّبين منه لجسّ النبض لدى وزير الدفاع بيني غانتس، إن كان ما زال متمسكاً بتصريحاته في أنه غير مستعد للتحالف معه. وتقول هذه المصادر إن نتنياهو لا يستبعد إمكانية التوجه لرئيس القائمة العربية الموحدة للحركة الإسلامية النائب منصور عباس، ليكون أفضل عنصر موازنة أمام «بن غفير».

وكان نتنياهو قد حقق انتصاراً ساحقاً في الانتخابات، ومن النتائج شبه النهائية التي سيجري نشرها رسمياً بعد الانتهاء من فرز أصوات الجنود، أنه خسر مقعداً لصالح حزب أفيغدور ليبرمان (إسرائيل بيتنا)، وبقي في معسكر يضم 64 مقعداً. وكان نتنياهو قد تلقَّى رسائل تحذير من الإدارة الأميركية ودول أوروبية ودول عربية، بألا يعيِّن «بن غفير» وزيراً، لكن «بن غفير» يقود سوية مع بتسلئيل سموترتش حزباً قوياً (14 نائباً) وأساسياً في ائتلافه الحكومي، وليس بمقدوره الامتناع عن تعيينه وزيراً إلا إذا كان سيتنازل عن التحالف مع حزبه تماماً ويقيم حكومة مع حزب كبير آخر. وفي هذا يحتاج إلى حزب كبير مثل حزب يائير لبيد (24 نائباً)، أو حزبين آخرين (غانتس حصل على 11 مقعداً والإسلامية على 5 مقاعد). وقالت المصادر إن نتنياهو معنيٌّ بتثبيت حكومته واستقرارها لـ4 سنوات، ولا يريد لها أن تدخل في صراعات مع العالم، ولا أن يفتح عليه جبهات عداء من الأصدقاء في واشنطن أو العواصم الأوروبية، ولذلك سيفتش عن حُلفاء جدد، لكن خصوم نتنياهو في الوسط الليبرالي واليسار يحاولون صدّ محاولاته والضغط على غانتس ولبيد وعباس ألا يستجيبوا لمغازلات نتنياهو، وأشاروا إلى حقيقة أن نتنياهو ترأّس حوالي 10 حكومات في تاريخه، لكنه لم يُقم، ولو مرة واحدة، حكومة يمينية صرفاً، وحرص دائماً على ضم أحزاب أخرى من معسكر الوسط أو اليسار إلى حكومته. وقد كان لبيد نفسه وزيراً للمالية في إحدى حكوماته، وغانتس وزيراً للدفاع.

وقال أحد خصوم نتنياهو: «أتمنى أن يقيم لنا حكومة يمين واحدة صرفاً، حتى نفهم ما سياسة اليمين هذه؟ وكيف ستقود إسرائيل؟ وإلى أين؟».

الجدير بالذكر أن أحزاب الائتلاف الحكومي الخاسرة بدأت حملة «سن السكاكين» لتوجيه الاتهامات المتبادلة حول المسؤول عن الخسارة، فقد وجّه حلفاء لبيد انتقادات شديدة له، واتهموه بإدارة انتخابات الكنيست بشكل مهمل و«حرق» مئات آلاف الأصوات التي حصلت عليها أحزاب لم تتجاوز نسبة الحسم، وحمّلوه مسؤولية فوز أحزاب اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو في الانتخابات، وقالوا إن لبيد لم يعمل كفاية على توحيد صفوف معسكره، على عكس نتنياهو الذي بذل كل جهد ممكن للحفاظ على ائتلافه، حتى وهو في المعارضة. وفي ضوء فشل حزب العمل الذريع، الذي كان قد أسس الحركة الصهيونية وأقام إسرائيل وقادها في ظروف شبه مستحيلة، أصبح، اليوم، أصغر الأحزاب وليس له سوى 4 مقاعد. وقد انتقد قياديون في حزب العمل رئيسة الحزب ميراف ميخائيلي، وحمّلوها مسؤولية هذا الفشل، وكذلك مسؤولية عدم وصول حزب ميرتس إلى الكنيست لعدم تجاوزه نسبة الحسم، بعد أن رفضت خوض الانتخابات بقائمة واحدة للحزبين. وخرجت ميخائيلي، في لقاء صحفي رفضت فيه الاتهامات وحمّلت لبيد مسؤولية الفشل. وقالت إنه حاول الاستفادة من موارد ليست موجودة بحوزته بهدف زيادة حجم حزب «ييش عتيد» على حساب حزبي العمل وميرتس، وأن ذلك أدى إلى انهيار هذين الحزبين وخسر الحكم هو وهم.

ووجّه آخرون انتقادات للبيد لأنه ارتدع عن إدارة «الأزمة لدى الأحزاب العربية»؛ خوفاً من إبعاد ناخبين من الوسط - يمين، وتسبَّب ذلك «بإبعاد التجمع إلى خارج الكنيست ومنع تشكيل كتلة مانعة ضد نتنياهو». واتهمت صحيفة «هآرتس» لبيد «بتضخيم» قوة عضو الكنيست إيتمار بن غفير، بأن صوّره «شخصية هامة طوال الحملة الانتخابية». ونقلت الصحيفة عن قيادي في أحد الأحزاب قوله إنه «بدلاً من استخدام المفاتيح الثلاثة التي بحوزته لتوحيد الأحزاب العربية، أو تحمُّل المسؤولية حيال ناخبي العمل وميرتس بعد رفضهما التحالف، وإدخال ناخبي اليمين في سبات، تنازل لبيد بكل بساطة عنهم؛ الواحد تلو الآخر وتسبَّب بانهيار الكتلة». في شأن متصل، أشار تقرير نُشر في صحيفة «جيروزاليم بوست»، إلى أنه من المرجح أن تستمر الحكومة المقبلة التي ستتمخض عن الانتخابات التي جَرَت في الأول من نوفمبر، في بعض السياسات الإقليمية الرئيسية لسابقتها، إذا شكّل رئيس الليكود بنيامين نتنياهو ائتلافًا، كما هو متوقَّع. وإن أقرب الأمثلة على ذلك سياسات بنيت ولبيد فيما يتعلق بلبنان وتركيا التي ستتواصل بعد تشكيل الحكومة المقبلة، وفق مصادر الصحيفة.

 

العراق ينشغل بـ«أكبر شبكة لتهريب نفط البصرة» بعد «سرقة القرن» من أموال الضرائب الشهر الماضي

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

بعد أقل من أسبوعين على تفجّر فضيحة سرقة 2.5 مليار دولار من أموال التأمينات الضريبية، تنشغل الأوساط الرسمية والشعبية العراقية هذه الأيام بفضيحة سرقة وفساد أخرى تورط فيها تسعة ضباط كبار في وزارة الداخلية، تتراوح رتبهم بين لواء ورائد، ضمن شبكة واسعة لسرقة النفط الخام في محافظة البصرة الجنوبية. وبحسب وثيقة صادرة عن وزارة الداخلية العراقية، فإن الضباط التسعة المطلوبين أودعوا السجن على ذمة التحقيق في السرقة. ويُشتبه في أن هؤلاء الضباط تعاونوا مع عصابات وتجار لتسهيل عمليات سرقة النفط من البصرة، وذلك من خلال العبث بالخطوط الناقلة وإحداث ثغرات فيها، ثم مد أنابيب منها إلى أماكن تحميل النفط عبر شاحنات تقوم بدورها بتهريبه ونقله إلى مناطق في إقليم كردستان الشمالي ومنه إلى سوريا ودول أخرى لبيعه هناك. من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تغريدة على تويتر «وجهنا بتعقب شبكات تهريب النفط وتنفيذ أوامر القبض بحق العصابات التي تجرأت وتغولت لسرقة حق العراقيين، وبعون الله تمكنت مفارز جهاز الأمن الوطني، بالتعاون مع الأجهزة الأخرى، من تفكيك أكبر شبكة لتهريب النفط في البصرة»، مضيفاً «لن ندخر جهداً وسنعمل ليل نهار من أجل محاربة الفساد بأشكاله المختلفة». وأعلن جهاز الأمن الوطني تفاصيل الإطاحة بشبكة السرقة وتهريب النفط الخام الكبيرة في محافظة البصرة الجنوبية، قائلاً في بيان تلاه المتحدث باسمه «في واحدة من العمليات النوعية المستندة لمعلومات استخبارية دقيقة تمكنت قوة من الجهاز في محافظة البصرة من إحباط إحدى أكبر عمليات لتهريب وسرقة النفط الخام، تقوم بها شبكة يقودها أحد التجار وتضم ضباطاً برتب عالية وموظفين كبارا جرى إلقاء القبض عليهم وفق مذكرات قضائية». وأضاف البيان أن «هذه الشبكات تمارس عمليات السرقة والتهريب من خلال إحداث ثقوب في خطوط تصدير النفط الخام الواقعة في حقل الزبير النفطي وبعدها يتم ربط أنبوب آخر بهذه الثقوب بحيث يتم دفنه وإيصاله إلى طريق ترابي، بغية التهريب. وتقدر الكميات المهربة يومياً من خمسة إلى سبعة صهاريج بسعة خمسين ألف لتر للخرق الواحد، فيما يقدر عدد الصهاريج المهربة من أربعين إلى خمسين صهريجاً، وبمعدل خمسة وسبعين مليون لتر شهرياًً». وتابع الجهاز، أنه «قد جرى تدوين أقوال المتهمين أصولياً، وما تزال التحقيقات جارية، وسيتم إيضاح المزيد من التفاصيل في حال اكتمال الإجراءات التحقيقية». من جهة أخرى، وفيما يتعلق بفضيحة سرقة 2.5 مليار دولار من أموال الضرائب، كشفت محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا النزاهة، أمس الخميس، عن الإجراءات المتخذة لاستكمال التحقيقات في قضية الاستيلاء على الأموال. وقال مجلس القضاء الأعلى في بيان إن «المحكمة قد اتخذت إجراءات إضافية بحق عدد آخر من المتهمين من الهيئة العامة للضرائب، وإن التحقيقات مستمرة لتحديد جهات أخرى قد ساهمت في تسهيل الاستيلاء على هذه الأموال». وكانت السلطات قد ألقت القبض قبل أيام على المتهم الرئيسي في القضية، موضحة في بيان القضاء أنه «رغم تشعب التحقيقات في القضية فإن المحكمة ركزت على أهمية حصر المبالغ المالية التي تم الاستيلاء عليها تمهيداً لاستردادها، وقد شكلت لجنة مختصة لحصر المبالغ المالية والعقارات الموجودة داخل البلد وخارجه». ولفتت إلى أنه «قد تم وضع الحجز الاحتياطي على ما يقارب 55 عقاراً في بغداد، وجار التحري عن بقية العقارات في المحافظات الأخرى، وتم الحجز على أسهم مالية عائدة للمتهم وعائلته تقدر قيمتها بأكثر من 167 مليون دينار (نحو 150 مليون دولار)، فضلاً عن أرصدة نقدية بقيمة 108 مليارات دينار عراقي، إضافة إلى أسهم تقدر قيمتها بـ100 مليار دينار في أحد المولات التجارية في بغداد».

 

الإنفاق السياسي لسباق الانتخابات الأميركية 2022 يتجاوز 16.7 مليار دولار

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى السباق الساخن بين الجمهوريين والديمقراطيين الذي ظهر واضحاً في تدفق الأموال من المتبرعين وأصحاب المليارات والمانحين في الولايات المتحدة، ليصل إلى 16.7 مليار دولار، محطماً الأرقام القياسية سواء على مستوى الولاية أو على المستوى الفيدرالية. وأشارت منظمة «Open Secrets» إلى أن تقديرات الإنفاق السياسي خلال عامي 2021 و2022 وصلت إلى 16.7 مليار دولار عند حسابها حتى يوم إجراء الانتخابات. وقالت شيلا كهرومهولز، المديرة التنفيذية للمنظمة، إن هذه الأرقام تحطم الأرقام القياسية السابقة التي تجاوزت 14 مليار دولار في عام 2018. *أبرز المانحين لدى كل حزب قائمة طويلة من المتبرعين وأصحاب المليارديرات الأعضاء، فيما يسمى «PAC» وهو لجنة أو تنظيم مهمته جمع التبرعات الحزبية من الشركات والنقابات والأفراد لتمويل الحملات الانتخابية لكل حزب. ويوصف «Supper PAC» في قانون الانتخابات الفيدرالية، بأنه لجنة مستقلة للإنفاق فقط. وتعمل هذه اللجنة على شراء الإعلانات التليفزيونية والإذاعية والمطبوعة وكافة أشكال التسويق الإعلامي للمرشحين. وتأتي أكبر التبرعات من أصحاب المليارديرات من قطاعات التمويل والتكنولوجيا والتصنيع الذين يتوافقون مع الأفكار الآيديولوجية للحزب الذي يتبرعون له، ولهم مصالح واهتمامات بالأجندة الاقتصادية والسياسية للحزب. وأشارت الصحيفة إلى أن الملياردير الديمقراطي جورج سورس يعد أكبر متبرع في عام 2022، وقدرت الصحيفة تبرعاته للحزب بما لا يقل عن 126 مليون دولار، متجاوزاً بفارق كبير ثاني أكبر متبرع وهو صموئيل بانكمان الذي تبرع للحزب الديمقراطي بمبلغ 37 مليون دولار. بينما كان الجمهوريان ريتشارد أوهلين (رئيس شركة U-Line العملاقة للتعبئة والتغليف)، وكينيث جريفين (مؤسس شركة citadel أحد أكبر صناديق التحوط في العالم) من أكبر المانحين للحزب الجمهوري بما يقرب من 67 مليون دولار لكل منهما. في حين أن كلا الحزبين له مليارديرات، فإن لدى الجمهوريين أكثر من ذلك بكثير. من بين أكبر 25 مانحاً في هذه الدورة التشريعية، هناك 18 جمهورياً، وفقًا لـ«Open Secrets»، وقد زاد إنفاقهم على الديمقراطيين بمقدار 200 مليون دولار. يشكل المليارديرات 20 في المائة من إجمالي تبرعات الجمهوريين، مقارنة بـ14.5 في المائة من تبرعات الديمقراطيين.

 

ترمب يخطط لإعلان الترشّح لسباق الرئاسة عقب الانتخابات التشريعية

ترمب لأنصاره: استعدوا هذا أمر محتمل جداً جداً

واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

يخطط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لإعلان اعتزامه خوص سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 عقب الانتخابات التشريعية، حيث أشارت مصادر داخل فريق ترمب إلى أن هذا الإعلان سيأتي في الرابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أي بعد انتهاء الانتخابات النصفية مباشرة.

وقال ترمب خلال تجمع انتخابي حاشد مساء أمس (الخميس)، في ميدنة سيوكس بولاية أيوا: «من أجل جعل بلدنا ناجحاً وآمناً ورائعاً، سأفعل ذلك مرة أخرى على الأرجح. استعدوا، هذا كل ما أستطيع أن أخبركم به، قريباً جداً، استعدوا». وأضاف: «محتمل جداً جداً جداً». وساندته النائبة الأميركية مارجوري تايلور غرين من جورجيا، وصعدت إلى المنصة للإشادة بـه ووصفته بأنه «الزعيم الحقيقي الوحيد» للحزب الجمهوري. وقالت إن «الجمهوريين يجب أن يكونوا الحزب الجمهوري الجديد. لم يعد بإمكاننا أن نكون حزب ميتش مكونيل وجون ماكين وديك تشيني وجورج بوش وميت رومني أو أي حزب جمهوري ضعيف خاسر».

كان ترمب في ولاية أيوا مساء الخمس للمساعدة في تعزيز حظوظ المرشحين الجمهوريين قبل انتخابات التجديد النصفي الثلاثاء المقبل، وظهر مع الحاكم كيم رينولدز والسيناتور تشاك غراسلي وآخرين. لكنه سرعان ما حول الانتباه إلى نفسه، وأطلق مجدداً مزاعمه غير المثبتة بشأن تزوير أصوات الناخبين، وأيد التصويت في يوم واحد وبطاقات الاقتراع الورقية التي قال إنها «ستوفر الكثير من المال» ووعد بـ«جعل أميركا عظيمة مجدداً». ستقود ولاية أيوا من جديد عملية الترشيح الرئاسي من خلال مؤتمراتها الحزبية الجمهورية عام 2024، وكان عدد كبير من المنافسين المحتملين قد زاروا الولاية بشكر متكرر. ويأمل الجمهوريون في ولاية أيوا أن تؤدي زيارة ترمب إلى تحفيز الأصوات في قاعدة الحزب في شمال غربي ولاية أيوا ذي اللون الأحمر، والمساعدة في زيادة الإقبال على انتخابات التجديد النصفي الحاسمة الأسبوع المقبل. ويقول المحللون إن ترمب لمح مراراً إلى نيته الترشح مرة أخرى لسباق الرئاسة الأميركية، وإن اختيار موعد الإعلان الرسمي لهذا الترشح في 14 نوفمبر يعني أن ترمب يسعى للاستفادة من زخم الجمهوريين في الانتصارات المتوقعة في الكونغرس، حيث من المتوقع أن يفوز الحزب بأغلبية مجلس النواب وربما بمجلس الشيوخ. توقع الاستراتيجيون السياسيون منذ فترة طويلة أن يعلن ترمب عن ترشحه للرئاسة عاجلاً وليس آجلاً، على أمل المضي قدماً في طموحات مماثلة من قبل بعض منافسيه المحتملين، مثل حاكم فلوريدا رون ديسانتيس. ومع ذلك، يمكن أن تنقلب خطط ترمب رأساً على عقب بناءً على نتائج منتصف المدة يوم الثلاثاء، خصوصاً إذا كانت هناك بعض السباقات المتقاربة - مثل سباق مجلس الشيوخ في جورجيا بين السيناتور رافائيل وارنوك (الديمقراطي عن ولاية جورجيا) وهيرشل ووكر، والتي لديها القدرة على الدخول في جولة الإعادة.

 

الجمهوريون يمهّدون للسيطرة على الكونغرس بـ«خريطة طريق تشريعية»

بعضهم هدد بـ«عزل بايدن» وآخرون استبعدوا إهداء أوكرانيا «شيكاً على بياض»

واشنطن: رنا أبتر/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

ستحدد نتائج الانتخابات النصفية التي تعقد في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) مسار الأجواء السياسية في الولايات المتحدة للعامين المتبقيين من ولاية الرئيس جو بايدن. فمع تزايد احتمالات سيطرة الجمهوريين على مجلس واحد على الأقل من مجلسي الكونغرس، تتزايد كذلك احتمالات عرقلة أجندة الديمقراطيين بشكل عام وبايدن بشكل خاص. لكن الجمهوريين لم يتوعدوا بالعرقلة فحسب، بل استعرضوا لائحة من القضايا التي سيتطرقون إليها في حال فوزهم، تتضمن إغلاق ملفات كالتحقيق بأحداث اقتحام الكابيتول، وفتح أخرى كالتحقيق بممارسات هنتر بايدن نجل الرئيس. واستبق الجمهوريون نتائج الانتخابات، فأعلنوا عن «خريطة طريق تشريعية» في حال فوزهم، تتضمن سلسلة من الوعود المتعلقة بالاقتصاد والأمن والحريات والمساءلة الحكومية.

- «تعهد لأميركا»

استعرض زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، كيفين مكارثي، الذي سيصبح رئيساً لمجلس النواب في حال فوز حزبه بغالبية في المجلس، أجندة حزبه. وقال إن «الديمقراطيين يسيطرون على واشنطن. فهم يسيطرون على مجلس النواب، ومجلس الشيوخ والبيت الأبيض. كما يسيطرون على اللجان والوكالات. هذه خطتهم، لكن ليست لديهم خطة لتصحيح كل المشكلات التي خلقوها». وبحسب مكارثي، فإن حزبه سيعمل على 4 محاور؛ هي اقتصاد قوي، وأمة آمنة، ومستقبل حر، ومساءلة حكومية. وتتمحور الأجندة التي طرحها زعيم الجمهوريين بعنوان «تعهدنا لأميركا» حول قيم محافظة تهم الناخب الجمهوري، مثل تخفيض الضرائب والإنفاق الحكومي، إضافة إلى الحد من الإجهاض وحماية «حقوق الأجنة»، كما تعهد الحزب بصد أي محاولة لتقييد حقوق حمل السلاح. كلها ملفات تحظى بمعارضة بايدن الذي سيرفض التجاوب مع أي منها، ما يعني أن العامين المتبقيين من رئاسته سيكونان مشبعين بالتجاذبات السياسية في حكومة منقسمة على نفسها. ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سيعمد الجمهوريون إلى استغلال رئاستهم للجان المختصة في الكونغرس لـ«التحقيق والمساءلة». وبحسب زعيم الأقلية مكارثي، فإن «الجمهوريين سيطلبون من البيت الأبيض الإجابة عن أسئلة متعلقة بسوء الإدارة في الداخل والخارج»، متوعداً بعقد جلسات استماع حول سياسات مكافحة فيروس كورونا، وقضية المهاجرين غير الشرعيين، والانسحاب الأميركي من أفغانستان، وتحقيق وزارة العدل مع الرئيس السابق دونالد ترمب.

- عزل الرئيس

لكن القضية التي رفض زعيم الجمهوريين دعمها، حتى الساعة، هي المساعي لعزل بايدن التي روج لها الشق اليميني من الحزب. ويقول مكارثي عن هذه الدعوات: «أعتقد أن البلاد لا تحب استعمال العزل لأسباب سياسية. بلادنا بحاجة لأن تتعافى، وأن تبدأ برؤية نظام فعّال. لهذا سوف نركز على الاقتصاد والجريمة والحدود والمساءلة». لكن هذا الموقف سوف يولّد صراعاً داخلياً في صفوف الحزب، بين قياداته من جهة، وممثليه كالنائبة مارجوري تايلور غرين وغيرها من مناصري الرئيس السابق دونالد ترمب. فقد طرح هؤلاء منذ وصول بايدن إلى البيت الأبيض وحتى اليوم، 14 مشروعاً لعزله في مجلس النواب، لتهم تتراوح بين الانسحاب الفوضوي من أفغانستان إلى أمن الحدود مع المكسيك.

- حرب أوكرانيا

على الرغم من الدعم الواسع من الحزبين لأوكرانيا ضد روسيا، فإن مكارثي حذّر من أن حزبه لن يوقّع «شيكاً على بياض» إذا فاز بالأغلبية في المجلس. ففي ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتخوف من حصول ركود اقتصادي، بدأ بعض الجمهوريين بالإعراب علناً عن معارضتهم تمويل أوكرانيا، الذي وصل إلى نحو 60 مليار دولار. وقال مكارثي: «أعتقد أننا سنواجه ركوداً، ولن نكتب شيكاً على بياض لأوكرانيا. هذا غير ممكن». وفيما تتخوف إدارة بايدن من أن تتحول هذه التهديدات إلى واقع يعرقل تعهداتها لأوكرانيا، يستبعد ريتشارد ويتز مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد «هادسن» أن يتغير الوضع الراهن، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض الجمهوريين، وحتى بعض الديمقراطيين، يريدون أن يخفضوا من مستوى المساعدات العسكرية لأوكرانيا للتركيز على أولويات أخرى. لكن في المقابل، هناك من يدعو لزيادة هذا الدعم، وحتى الساعة هذا الدعم هو مشترك بين الحزبين، والأرجح أن يستمر إلى ما بعد الانتخابات».

- هنتر بايدن

توعّد النائب الجمهوري جايمس كومر بفتح تحقيق بممارسات نجل الرئيس الأميركي هنتر بايدن، ومن المؤكد أن يتحول هذا الوعد إلى واقع في حال فوز الجمهوريين. فكومر، وهو كبير الجمهوريين حالياً في لجنة المساءلة والإصلاح الحكومي، سيصبح رئيساً للجنة إذا انتزع حزبه الأغلبية. وبطبيعة الحال، سيكون مسؤولاً عن تحديد أجندتها. ويقول كومر إنه سوف يفتح تحقيقاً بممارسات هنتر المالية وحساباته المصرفية وسط اتهامات جمهورية له بتعاملات مع بلدان أجنبية قد تشكل تهديداً على أمن الولايات المتحدة القومي. ويشدّد كومر على أنه لن يحقق بممارسات هنتر بايدن لأسباب سياسية، بل «لأننا نعتقد أنه يشكل تهديداً للأمن القومي، ونخشى أن يكون هذا قد أثر على سياسات جو بايدن»، مضيفاً أن «التحقيق بهنتر بايدن أصبح شيئاً فشيئاً تحقيقاً بجو بايدن نفسه».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

٢٧ شهرا على جريمة المرفأ الارهابية ... سبل التسوية وحدودها في ظل دولة الجريمة المنظمة

شارل الياس شرتوني/04 تشرين الثاني/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/113176/%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%b4%d8%b1%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d9%a2%d9%a7-%d8%b4%d9%87%d8%b1%d8%a7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85/

انقضى عهد ميشال عون وبقت المسائل المحورية  هي هي، ولا امكانية لاجراء أي تغيير في ظل الاقفالات المتداخلة منذ ثلاث سنوات، والتي يبدو أنها مستمرة ما دامت أطراف الائتلاف الاوليغارشي مصرة على تجاهل المعارضات السياسية والمدنية، وتطويع المؤسسات لمصالحها السياسية والمالية ومشاريعها الانقلابية. لا سبيل للتسوية في ظل برلمان صوري تستعمله الفاشيات الشيعية صندوق إيقاع لتوجهاتها، في ظل تبدد التماسك السياسي بحدوده الدنيا، داخل المؤسسات وخارجها. لا إمكانية لأية تسوية سياسية في ظل مناخ سياسي يتحرك في فضاء فراغات قيمية متنامية تستدعي التساؤل حول ما يجمع اللبنانيين مع هذه الاوليغارشيات التي تحتجزهم من خلال لعبة الأموال المنهوبة، والسياسات الانقلابية الشيعية ببعديها الداخلي والخارجي. إن الجدال حول الفراغ الرئاسي والتباسات الوضع الحكومي بين التصريف وإعادة التكليف، هو جدال عقيم ومضلل لأنه يعني، أولا وأخرا، اطراف المعادلة الاوليغارشية، ولا علاقة له بالمسائل الحياتية المحورية، وضرورة تطبيع الحياة السياسية، كشرط أساسي من أجل الخوض في العمليات الاصلاحية، ودخول لبنان في الدائرة الفاضلة التي تقوم على التداخل بين الاستقرار السياسي والعمل الاصلاحي الجذري الذي تستدعيه الانهيارات البنيوية التي نعيش في خضمها. إن سياسات الفاشيات الشيعية ومرادفاتها في الأوساط الاوليغارشية ليست بوارد التطبيع، بل على العكس، تسعى الى إبقاء البلاد في دائرة الالتباسات المدمرة وتثبيت أحوال الفراغ كأفضل سبيل من أجل متابعة سياساتها الانقلابية، وتعميق واقع الاستلاب، والمضي قدما في نهج الاستباحات الذاهبة في كل إتجاه.تقودنا هذه الملاحظات الى الاسئلة التالية :

- هل من سبيل لاعادة بناء حوكمة فعلية في بلد يعاني من تداخل بين وقائع السيادة المعطلة والاستنسابية والمحدودة، والحكم الپوليارشي القائم على تثبيت المقاطعات السلطوية بين بارونات النهب، واستعمال روافع الدولة الصورية منطلقات لسياسات انقلابية تقيم على تخوم دوائر نزاعية متفجرة، وسياسات النهب المترنحة بين تقاسم المسالب والريوع  والزبانيات، ونسبتها الى مفهوم الدولة. ما هي فائدة إجراء انتخابات رئاسية صورية تعيد ترسيم خطوط سياسات القضم المتبادل بين قوارض لا تعرف معنى دولة القانون، والحكم الدستوري، والسلم الأهلي، والمفاهيم المؤسسة لها. نحن في ظل حروب أهلية مفتوحة، وهمجيات مستنفرة لا حدود لها. إن الخطاب السياسي السائد في الوسط الشيعي بجلافته الاخلاقية، وتشريعاته الفقهية الظلامية، ومناخات الاستباحة التي يحفزها، مدغمًا بسياسات النهب التي يتشارك فيها مع الاوليغارشيات السياسية-المالية، لن يسمح بأية نقلة نوعية باتجاه الاصلاح الديموقراطي والسلم الأهلي. إن المواجهة السياسية الفعلية لن تنعقد إلا عندما تحسم الخيارات بين الدولة الصورية والدولة الفعلية المتمثلة بدولة القانون، الأمر الذي يطرح راهنية ما عبر عنه جورج نقاش بمقولته "نفيان لا يصنعان أمة"، فكيف بالحري إن كان هذا النفي باسم سياسة تمييز دينية المصدر. إن اعادة التفكير بحيثيات السلم الأهلي والهندسة الدستورية، لم تعد استطرادا فكريًا، في زمن التعطيل البنيوي المديد الذي تعيشه البلاد.

- إن سياسة التعطيل الإرادي للاصلاحات المالية منذ ثلاث سنوات، والانكفاء المنهجي عن أية مبادرة باتجاه أي من ملفاتها، ليسا من باب الصدفة، بل نتيجة لخيارات غير ملتبسة تندرج ضمن نهج التفكيك التدرجي للدولة اللبنانية، والتمهيد لخيارات سياسية إنقلابية تستهدف قواعد الاجتماع السياسي اللبناني الميثاقية والديموقراطية  والليبرالية. إن سياسة الانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية هي جزء أساسي في إستراتيجية حزب الله وادائه لجهة تفعيل اقتصاد الجريمة المنظمة على تنوع نطاقاته، وتحويل لبنان الى ملاذ لتبييض أموال الارهاب، والتهريب على أنواعه، والعمل الاقتصادي غير المشروع، ودفع مجموعة دينية بأكملها باتجاهه مدغما بفقه الجريمة المنظمة وترسانتها الشرعية. تضاف الى ذلك سياسة الاوليغارشية السياسية-المالية التي تسيطر على ٩٥/١٠٠ من القطاع المصرفي والتي تستنكف إراديا عن الخوض في الإصلاحات المالية الهيكلية حماية لسياسة النهب المنهجية للأموال العامة والخاصة على مدى ٣٠ عامًا، بناء على مقاصد واعية تمت بالتشارك مع المصرف المركزي والحكومات والمجالس النيابية المتوالية منذ بدايات جمهورية الطائف، باشراف وتحكيم سياسات النفوذ السورية والايرانية، ومشاركة الصناديق الانتهازية الخليجية والايرانية والاوليغارشية المحلية التي هندست سياسة الديون العامة على قاعدة الاكتتابات بسندات الخزينة المبنية على فوائد ربوية متحركة، ومخالفات قانونية ودستورية صريحة.  لقد عمدت الائتلافات الاوليغارشية الى إقصاء السياسات البديلة والرديفة لجهة القروض الدولية الميسرة، وإصلاحات الحوكمة لجهة تعزيز الاستقرار السياسي، والإصلاحات القضائية والإدارية،كمدخل أساس من أجل تحفيز الديناميكيات الاستثمارية، وتنويع مرتكزات الاقتصاد وتقسيم العمل وتوسيع مروحة فرص العمل، وتركيز استراتيجيات إعادة الاعمار على قاعدة التواصل بين القطاعات التربوية والبحثية والنشاطات الاقتصادية.

إن سياسة الديون العامة التي اعتمدت كانت بأساس اختلالات بنيوية دمرت فرصة إعادة الإعمار على قواعد تداخلية من أجل رأب الاختلالات الاجتماعية والمناطقية والقطاعية وتصفية تركة النزاعات المديدة، وإعادة بناء البنيات التحتية والتجهيزية على أسس إقتصادية وايكولوجية مستدامة، وهذا ما لم نجد له أثرًا لا في السياسات العامة ولا المصرفية المسيطر عليها من قبل الاوليغارشيات السياسية-المالية. لقد أعيد الخطأ السياسي والمنهجي ذاته مع مقاربة مسألة الطاقة لجهة ربطها بالحيازات والريوع الاوليغارشية، وسياسات السيطرة الشيعية، وبمنأى عن أية رؤية انمائية تداخلية وديموقراطية، لجهة إيجاد الصندوق السيادي والهيئة الناظمة، على خط التقاطع بين المرجعيات الحكومية والمهنية والمدنية. لا بد من صياغة خطة إنقاذ تعاقدية تضع حدا لوضع اليد الاوليغارشية من أجل المباشرة بالاصلاحات المالية الهيكلية، لناحية التجاوب مع السياسات الشرطية لصندوق النقد الدولي والدول المانحة، وإعادة تنظيم القطاع المصرفي على أسس مقررات بازل الثلاث وتشذيبه، وتصفية دوره الريعي لحساب دوره الانمائي المرتكز على الترابط البنيوي بين الاقتصاد المالي والاقتصاد الفعلي المعاصر، ومتغيراته المعرفية والمعلوماتية العابرة للقطاعات. يضاف الى ذلك أولوية إعادة تعريف دور البنك المركزي في إدارة السياسات المالية، وإجراء تحقيق مالي جنائي، من أجل تحديد قطاعات النهب، وهوية المرتكبين على تدرج مسؤولياتهم السياسية والإدارية، وتنسيب المسؤوليات الجنائية، ووضع آليات المقاضاة الدولية والمحلية، والتخمين الموضوعي للخسائر وقواعد توزيعها، وتحديد سبل وآماد إعادة الاموال المسروقة، بعيدا عن نهج المماطلة والتضليل وإزاحة الشبهات الذي تعتمده الاوليغارشيات السياسية-المالية.

نحن في مرحلة لم تعد تحتمل الالتباسات السياسية المدمرة والمماطلة في إيجاد حلول  وتسويات لمسائل بنيوية وأزمات حياتية قاتلة. نحن أمام سياسات إرادية تستهدف الكيان الوطني والدولتي اللبناني، كما تبلورها الأزمات المفتوحة على مدى الثلات سنوات الماضية، وما تسعى اليه من تبدلات تطال الارث السياسي التاريخي والمتكآت الانتروپولوجية والنسيج السكاني والمدني، وتطبيع التبدل الديموغرافي كما تظهره أزمة التهجير السوري واستخدامها من قبل سياسات النفوذ المتعارضة، والذخر الاجتماعي الذي بني على مدى أربعة قرون. لا بد من تسوية تاريخية تنهي واقع الالتباسات المدمرة والأزمات المفتوحة، وتضع حدا لسياسة السيطرة الشيعية وما تستحثه من صراعات نهيلية، وتحفزه من استباحات اخلاقية تظهرها  أزمة نهب الاموال العامة والخاصة، والسعي الحثيث لاطفاء جريمة المرفأ الارهابية، وإسقاط مفهوم الخير العام ودولة القانون التي تجعله ممكنا وتضمنه. الانتخابات الرئاسية الراهنة لا تعدو كونها صورة عن واقع التداعي الديموقراطي، والنزاعات الهمجية المشرعة، والتسيب الاخلاقي الذي يوصف أداء الاوليغارشيات، ونسخة عن رؤية ونهج الفاشيات الشيعية، وما يلازمها من عنف معنوي وتزوير للعقد الاجتماعي في الديموقراطية.

 

ليبيا ولبنان والبرلمانان المعطَّلان

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

ليبيا ولبنان ما يجمع بينهما اليوم ليس حروف الهجاء (اللام والباء والألف) بل تجمعهما المعاناة الشعبية والمجتمعية التي تسبب فيها تاريخ من الحروب «الأهلية» وأخرى بالوكالة وتحوُّل ساحتَي البلدين لساحات حروب متعددة الأسباب والأطراف أعقبتها حالة من الفراغ السياسي وغياب أو تغييب منصب الرئيس في كلا البلدين المنكوبين بنخب سياسية لها أغراضها، في ظل وجود برلمانين في كلا البلدين لا يُحسنان سوى تعطيل الحياة السياسية للاستمرار في البقاء بعد التصدع والتشظي السياسي وفقدان الهوية السياسية للبلدين جراء التناطح الحزبي والعقدي في ليبيا، والطائفي خصوصاً في لبنان.

ليبيا وكذلك لبنان تتقاسمهما أحزاب تَمزَّق كيان الدولة فيهما لحساب مصلحتها، ضاربةً بمصلحة ليبيا وكذلك لبنان عرض الحائط، ففي لبنان «حزب الله» الذي يرى في كيانه سلطة فوق سلطة الدولة، فالأزمة أصبحت أكبر من لبنان، لأنها مرتبطة بأجندة خارجية لا تَخفى على أحد، وهي محاولة إبعاد الحضور العربي عن لبنان وانفراد إيران به، فهناك أطراف لديها مصلحة في تفكيك ارتباط لبنان وشعبه بجذوره العربية، خصوصاً في ظل مجاهرة «حزب الله» بالعداء للعرب. وفي ليبيا جماعة الإسلام السياسي التي تستقوي بميليشيات مؤدلجة وعقدية وأخرى مستأجرة ومرتزقة عابرة للحدود جلبتها دول إقليمية متدخلة في الشأن الليبي شبيهة بالتدخل العسكري السوري المباشر زمن حافظ الأسد، والإيراني في لبنان بواجهة ميليشيا «حزب الله»، وجميعها ميليشيات تعمل على ديمومة الاضطراب في ليبيا ولبنان.

في ليبيا حتى تقاسم المناصب السياسية كان بين المناطق والأحزاب، بينما الواقع السياسي في لبنان هو عبارة عن نظام سياسي لتقاسم حصص طائفية، بين أحزاب هي مجرد كيانات طائفية، في شكل أحزاب بعضها مسلح مثل «حزب الله»، الأمر الذي جعل من الحياة السياسية عبارة عن صراعات وتناطُح قوى لبعضها ارتباط خارجي، مما عقّد الحياة العامة للشعب اللبناني الذي رفض هذا النهج الطائفي وخرج للشارع في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي يطالب بإسقاط العهد الطائفي، الذي يحميه ويرتزق من وجوده أمثال حسن نصر الله زعيم ميليشيا «حزب الله»، الذي يلعب دور المعطِّل لأي حل سياسي خارج الطائفية، التي يقتات منها الحزب وعناصره. الليبيون واللبنانيون (الشَّعبان) عبّروا عن رغبة جامحة في دولة وطنية مدنية فيها حق المواطنة مكفول بالتساوي للجميع بعيداً عن التمييز الحزبي والفئوي والطائفي، والحل في لبنان خاصة يكمن في إنهاء العهد الطائفي، وتشكيل حكومة تكنوقراط، الأمر المرفوض في المطلق بفيتو ميليشيا حسن نصر الله، فمظاهرات لبنان أظهرت حقيقة «حزب الله» المتآكل من داخله والمعرقل لأي حالة إصلاح سياسي في البلاد، خصوصاً بعد استشعاره الخطر على وجوده الهش في الحياة السياسية اللبنانية... وفي ليبيا الحال مشابه، فالحل يكمن في انتخابات عامة تُخرج الوجوه السياسية البائسة من المشهد الليبي بعد سنوات من الانسداد السياسي وبروز وجوه جديدة لعلها تنقذ ما تبقى من ثروات البلاد التي تم إهدارها ممَّن يطلق عليهم «الكليبتوقراطيون». الشارعان الليبي واللبناني خرجا في أكثر من مناسبة مطالبَين بإسقاط النخب الحاكمة، بلا استثناء، والتي يحمِّلانها مسؤولية الفشل السياسي وانهيار الاقتصاد في كلا البلدين بسبب الفساد وسوء الإدارة. ليبيا ولبنان تجمعهما المعاناة وغلاء المعيشة ونخب سياسية فاشلة ليس همها الوطن بقدر جمع المال والمكاسب ولو كان بدمار الوطن وتعطيل الحياة السياسية، فأغلب هؤلاء السياسيين يتعاطون مع بلدانهم على أنها محطات ترانزيت سرعان ما يغادرونها محمّلين بما نهبوه من ثرواتها غير مكترثين بمعاناة شعوب مكّنتهم بالطيبة أو بالتضليل من السلطة بالانتخاب حتى بالورقة البيضاء، فوجدوا أنفسهم ضحية لهم.

 

شهور صعبة في الانتظار

طوني عيسى/الجمهورية/04 تشرين الثاني/2022

لم يكن فوز بنيامين نتنياهو في الانتخابات يتصف بهذه الدرجة من الخطورة لو كان مقتصراً على البُعد الإسرائيلي الداخلي. فالرجل هو حلقة أساسية في الحلف الهادف إلى إضعاف الرئيس الأميركي جو بايدن. وإذا نجح هذا الحلف، فسيُحْدِث انقلاباً جذرياً في طبيعة الصراع الدولي الدائر حالياً، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط. يوم الثلثاء المقبل، ستظهر حلقة ثانية محتملة لهذا الحلف الدولي، ومن واشنطن نفسها، حيث يتوقع الخبراء فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية النصفية. وبذلك، يكون بايدن في وضعية المحاصر داخلياً، خلال العامين الباقيين من ولايته الرئاسية.

ستكون النتيجة المباشرة الأبرز هي وضع قيود على السياسة المعتمدة في أوكرانيا والمواجهة مع موسكو بقيادة فلاديمير بوتين. إذ يبدي الجمهوريون اعتراضات شديدة على تمادي واشنطن في تمويل الحرب هناك «من دون حساب».

وفي الواقع، بلغت قيمة المساعدات العسكرية التي قدّمتها إدارة بايدن لأوكرانيا نحو 52 مليار دولار، أي ضعف ما تقدّمه واشنطن من مساعدات لسائر الدول في العالم. وفي رأي الديموقراطيين، أنّ هذا الدعم ضروري لحماية أوكرانيا، خاصرة أوروبا والحلف الأطلسي، من الاجتياح الروسي.

لكن الجمهوريين يقولون إنّ الاقتصاد الأميركي لا يتحمّل التمويل المفتوح للحرب. وقبل أسبوع من موعد الانتخابات النصفية المقرّرة، رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، في محاولة لخفض مستوى التضخّم الحادّ الذي يعصف بالاقتصاد، ما أدّى إلى تراجع الدولار مقابل اليورو والين. ويُتوقع أن يتخذ الكونغرس نهجاً أكثر تشدّداً في ما يتعلق بتمويل الحرب في أوكرانيا، إذا جاءت نتائج الانتخابات مريحة للجمهوريين.

وهذا الأمر يقلق الأوروبيين، في شكل خاص. فتقليص مستوى الدعم الأميركي سيلقي عليهم تبعات جسيمة، في ظروف صعبة. وهو على الأرجح سيضعف ثقة الأوكرانيين في قدرتهم على المواجهة، وفي مدى حصولهم على التغطية الغربية في مواجهة موسكو. وسيجد بوتين في ذلك فرصة ثمينة للتصعيد في الحرب.

وكذلك، يبدو بوتين مرتاحاً إلى صعود أحزاب اليمين المتطرف وأصحاب النزعات القومية في داخل دول الاتحاد الأوروبي ووصولهم إلى السلطة، كما حصل في إيطاليا أخيراً. فهذا الصعود يدعم الاتجاهات «الانعزالية» داخل دول أوروبا، ما ينعكس تراجعاً في ارتباط الأوروبيين بأوكرانيا وحماسهم لنصرتها.

وسط هذه المناخات يجهِّز الرئيس السابق دونالد ترامب عدَّة المعركة الرئاسية المقبلة. وهنا يجدر التذكير بالعلاقة الطيبة التي تربط ترامب ببوتين إلى حدّ الحديث عن دور للزعيم الروسي في إيصاله إلى البيت الأبيض في العام 2017.

وكذلك، هناك شراكة وثيقة يقيمها ترامب مع نتنياهو، مقابل علاقة سيئة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق. واستتباعاً، يمكن التوقف مليّاً عند تصويت غالبية الإسرائيليين من أصل روسي لمصلحة قوى اليمين والتطرّف في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

إذا قام فعلاً هذا الحلف ضدّ بايدن، من داخل الولايات المتحدة وخارجها، وبشكل معلن ومستتر، خلال العامين الباقيين من عهده، فعلى الأرجح سيرجح اتجاهات الصراع، بدءاً بالحرب في أوكرانيا وصولاً إلى الشرق الأوسط حيث ستضغط حكومة نتنياهو للعودة إلى مسار ترامب البالغ التشدُّد في الملف الفلسطيني، كما في ملف العلاقات مع القوى الإقليمية، ولاسيما إيران. وحال الضعف التي ستصيب بايدن، يمكن أن تريح قوى نافذة في العالم والشرق الأوسط، ومنها المملكة العربية السعودية التي بقيت علاقاتها بالرئيس الأميركي الحالي تتسم بالفتور والتوتر منذ لحظة وصوله إلى البيت الأبيض. وهذا ما سيؤدي مجدداً إلى تفعيل دور المملكة الإقليمي. تحت تأثير هذه المعطيات المستجدة، يمكن النظر إلى المسار المتوقع للأزمة في لبنان. فالمناخ الدولي- الإقليمي الذي كان سائداً قبل أيام أو أسابيع قليلة، أي قبل 31 تشرين الأول، كان يُمكن أن يُفرِز رئيساً جديداً للجمهورية وحكومة فاعلة بمواصفات معينة. وأما في المرحلة الآتية فالتأثيرات الخارجية قد تُنتج رئيساً وحكومة بمواصفات أخرى، أو تُكرِّس وضعية الشغور والشلل حتى إشعار آخر.

فلا شيء يضمن أن يسمح الستاتيكو المستجد بتسهيل التسويات في لبنان. والدليل هو أنّ الانهيار الحالي انكشف في تشرين الأول 2019 تحت تأثير هذا الستاتيكو الدولي- الإقليمي إياه: ترامب- نتنياهو في مواجهة إيران وروسيا، وفي وضعية الاستضعاف لأوروبا.

ومن هنا كانت أهمية أن يسارع لبنان إلى استثمار اللحظة القصيرة، في تشرين الأول الفائت، عندما كان المجتمع الدولي يمارس أقصى اهتمام بالبلد ويبدي استعداده للاستماع إلى مطالبه، مقابل أن يسهِّل إمرار صفقة الغاز المتوسطية التي يريدها الجميع بإلحاح.

هل فات القطار على اللبنانيين أم يبقى المجال مفتوحاً لتدارك المجهول الآتي؟ التأخُّر حصل، والضرر وقع بالتأكيد. ولكن، إذا توقفت القوى اللبنانية عن ممارسة سياسة التلكؤ، وأبرمت تسوية دستورية وسياسية وخططاً اقتصادية ومالية طارئة، خلال أيام أو أسبوع أو اثنين، متداركةً ما أمكن من إيجابيات الترسيم، فقد يكون الوضع أقل سوءاً. ولكن، إذا راهن كل طرف على تحقيق المزيد من المكاسب الداخلية أو خدمة أهداف خارجية، فثمة شهور أو سنوات قاسية ربما تكون في الانتظار. ولن تكون السلطة التنفيذية ورئاسة الجمهورية وحدهما في خطر، بل الجمهورية برمتها.

 

في صبيحة اليوم ال1115 و1116 على بدء ثورة الكرامة

حنا صالح/فايسبوك/04 تشرين الثاني/2022

في جلسة نيابية شهدت خرقاً فظاً للدستور، واضعة على الرف المهمة الوحيدة أمام البرلمان وهي إنتخاب رئيس جديد، تمّ تثبّيت حكومة تصريف الأعمال لتمارس مهامها زمن الشغور الرئاسي في النطاق الضيق، لكن "إن إقتضت" الظروف قال ميقاتي: سأتشاور مع مكوناتها قبل أي دعوة لعقد إجتماعٍ لمجلس الوزراء!

والواضح أن جنرال الحروب الخاسرة تلقى وفريقه نكسة جديدة في مدلولاتها أن زمن الإبتزاز الباسيلي إلى أفول، مع تأكيد البرلمان على "دستورية التكليف"، لأن غير ذلك كما طالب عون يعني تعديلاً دستورياً، وهكذا يتعزز موقع ميقاتي كرئيس لحكومة تصريف الأعمال ومكلف بتشكيل طويت صفحته!

الجلسة التي شهدت موقفاً متقدماً من نواب الثورة، طعن بشرعية جدول أعمالها متمسكاً بالنص الدستوري الذي  حدد أن لا أولوية على إنتخاب رئيس جديد، وأقرن الموقف بالفعل بالإنسحاب الجماعي، ما إستتبع إنسحاب نواب الكتائب وبعض المستقلين، جال فيها وصال نبيه بري، وانهى بتوجيه رسالة رئاسية مضمونها دعم مرشحه المفضل سليمان فرنجية، الذي من كلام بري يواجه عقدة باسيل التي منعت حتى الآن توافق فريق حزب الله على تبني ترشيحه!

مرتا مرتا والمطلوب واحد، وهو أن يقوم المجلس النيابي بمهتمه الحقيقية، وهي اليوم إنتخاب رئيس للجمهورية، ووضع حدٍ لهذا الإنسداد، الذي لم يعد يستر ما خلفه من نوايا إجرامية للمضي في تجويف المؤسسات ونهج إقتلاع البلد، ما لم يكن مضموناً أن من سيصل إلى بعبدا يكمل النهج العوني ببقاء الرئاسة مغيبة والدولة مخطوفة. في هذه اللحظة، لا بديل عن التمسك الحقيقي بالدستور وربما مطلوب الإعتصام بالمجلس النيابي حتى تحترم الإستحقاقات الدستورية لكسر أهداف توسل التعطيل القسري.

العالم يلجأ إلى الإنتخابات للخروج من الإنسداد والأزمات، وفي لبنان بعد إجراء الإنتخابات يفرض فريق حزب الله التعطيل كوسيلة لإملاء شروطه! هنا تكمن أهمية تقديم مرشح شبيه بالنسيج العام للبنانيين، يعرف وجع الناس ويحمل آلامهم وكذلك أحلامهم كالدكتور عصام خليفة، كي يكون ترشحه رافعة شعبية تضع البرلمان تحت رغبات الناس وأعينهم وفي خدمة مصالح البلد وليس لتكريس تحاصص طائفي وتجديد نظام المحاصصة  الحزبي والطائفي المولد للفساد وراعيه. والأمر الأكيد أن مثل هذه الخطوة هي ما سيجعل الرئاسة محطة في سياق نهج ثورة تشرين لوضع حدٍ للإختلال القائم بموازين القوى، ما يفتح آفاقٍ للبنان آخر، مع نهاية عهد إذلال الناس وإختطاف الدولة لإرتهان البلد وأقتلاعه!

تزامناً برز اللقاء في وزارة الدفاع الذي جمع قائد الجيش مع كبار الوحدات العسكرية والأفواج بحضور أعضاء المجلس العسكري، حيث لاحظ العماد جوزيف عون أن دخول البلد في شغور رئاسي قد يترافق مع محاولات إستغلال الوضع للمساس بالأمن، مشيراً إلى أن الجيش غير معني بالتجاذبات ولا ينحاز لطرفٍ أو جهة، إنما يعنيه صون الإستقرار والسلم الأهلي، مشدداً "لن نسمح بتحول وطننا إلى ساحة مفتوحة لأي حوادث أمنية أو تحركات مشبوهة. ممنوع الإخلال بالأمن لأنه من الثوابت الأساسية للجيش وسيبقى كذلك".

وبعد، لا يكفي الترحم على الزهرة ماغي محمود التي سقطت تحت سقف المدرسة الذي إنهار فوق التلامذة في بعل محسن. ولا مقبول الإكتفاء بالتفجع، وأبدا لا يجوز القبول أنه "القضاء والقدر" كما زعم وزير التربية المستقوي، الذي قدمت تجربته صورة الوزير الممثل لمصالح المستكبرين والمتجبرين. اليوم كما قبل أي أمر آخر، ينبغي التصويب على المسؤول، والإصرار على الحساب ودفع الثمن. دم ماغي محمود تتحمله مافيا الإجرام المتسلطة، ونهج الإجرام المنفلت على الناس، الذي يتلذذ أركانه بالتفرج على المآسي بكل أنواعها، وهم يجلسون على كراسي "النعمة" والنهب، المغروسة في صدور الناس. الملف كبير، ومن وحدهم الوجع في 17 تشرين لن ينسوا ولن يسامحوا والحساب آتٍ والإنتقام مهما تأخر سيتم.

وكلن يعني كلن وما تستثني حدن منن

 

أطلقوا العنان للمبارزات!

نبيل بومنصف/النهار/04 تشرين الثاني/2022

بكثير من الغرابة يطرح بعض القوى السياسية على الجوانب المشتتة من مشهد الفراغ الرئاسي مسألة السقوط المبكر لمحاولة الرئيس نبيه بري تنظيم طاولة حوار كأنها صدمة للاستحقاق اكبر من صدمة الفراغ بذاتها . بل ان الرسم البياني لتداخل موضوع الحوار مع الاستحقاق بعد بدء مرحلة الفراغ يبدو كأنه يهدف الى تثبيت حتمية في الخلفية السياسية والإعلامية بان ثمة مسلكا واحدا لا سواه لانهاء مبكر للفراغ يمر عبر "توافق حواري" والا فان البديل هو الانتظار الطويل لمجهول التطورات الداخلية والخارجية التي لا احد يدري متى موعد نضوجها لاعادة ملء كرسي قصر بعبدا الشاغرة . ما يثير الريبة المضاعفة في هذا المنحى ان اللبنانيين يتفرجون على بلدان العالم تتبارى في مبارزاتها الانتخابية المتزامنة مع حلول الفراغ حاكما في لبنان ولا يعرفون ولا يتيقنون متى وكيف يمكن ان يعود لبنان بلدا طبيعيا تنتظم فيه الاستحقاقات الدستورية الديموقراطية من دون توسل التعطيل القبلي القسري وسيلة احداث لتوازنات سياسية مختلة دمرت معالم ما كان يوما بلد الديموقراطية النادرة في الشرق العربي . ولعل أحدا لم يتنبه الى الدلالات المعبرة عن عمق التحولات الخطيرة في هوية لبنان وصورتها في كلمة "ممثل لبنان" في القمة العربية الرئيس نجيب ميقاتي "مخبرا" القادة العرب بان لبنان الشعلة انطفأ. كما ان بطريرك الموارنة من جهته ، وغداة شغور المنصب المسيحي الماروني الوحيد في العالم العربي ، لم يحجم عن القول انه صرف النظر عن كلمة في منتدى البحرين المواكب لزيارة مهمة جدا للبابا فرنسيس كان يزمع التحدث فيها عن نموذجية لبنان في ظل ما أصابه وما يعانيه من أزمات .

ما بالكم لا تدركون معنى ان يبدأ نمط مختلف جديد من الخطاب الداخلي الموجه نحو الخارج ينبئ العالم بنهاية ذاك اللبنان الذي لا يزال كثيرون لا يصدقون "قتله" واستنحاره ، ان لم يكن بالانهيار والافقار والهجرة والتفريغ المنهجي لشباب لبنان  فباغتيال الديموقراطية والنظام والقضاء على كل معالم التوهج والتألق والابداع فوق ارض هذا البلد الغائر في الكآبة ؟ كل ما حول اللبنانيين يحفز على الاحتكام للديموقراطية مهما حملت حتى من اكلاف فيما لبنان يقبع مجددا امام انسداد مرضي متعمد يعيده الى أسوأ اختبارات وتجارب مجربة في التعطيل والفراغ وسوق البلد الى المجهول . بطبيعة الحال للديموقراطية الصرفة غرائبها بل واكلافها . هذه إسرائيل المتباهية بديموقراطيتها تعيش اضطرابات سياسية قياسية مع خامس انتخابات في اقل من اربع سنوات وتعيد تتويج اليمين المتطرف بلا هوادة . هذه البرازيل الذي يقال ان لنا فيها ثمانية ملايين متحدر من جذور لبنانية خاضت اغرب المبارزات بين رئيس سابق سجن بقضايا الفساد ورئيس حاكم رمز للغرائبية اليمينية واعادت الأول الى الحكم . هذه الولايات المتحدة تتآهب لاعادة الجمهوريين أكثرية قد تبدل الكثير من اتجاهات اميركا .  لئلا يغدو "نعي" لبنان امام العالم خطاب بلد ذاهب الى مجاهل الفراغ المديد ثمة ما هو اسهل وابسط . فلماذا لا تطلقون العنان لمبارزات طاحنة متعددة المرشحين والقوى ولو ضمن بلوكات الأقليات التي يتوزعها البرلمان الحالي ؟ ان جميع النواب اللبنانيين الحاليين هم من نتاج قانون انتخابي أدى الى نهاية الأكثرية والأقلية التقليدية وادخل اللعبة في اطار الاضطراب الدائم . لا مكان للتوافق في هذا الواقع الا قسرا من داخل او خارج ، والا فاطلقوا العنان للمبارزات .

 

بكركي تستعد لتلقف كرة الرئاسة بـ”تفويض وطني”

بولا أسطيح/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022”:

تتوجه الأنظار إلى البطريركية المارونية في لبنان، بعد حصول الفراغ الرئاسي؛ لكونها لم تدخل بعد بقوة على خط الاستحقاق الذي يفترض أن يكون الاستحقاق الأبرز لدى المسيحيين وبالتحديد لدى الموارنة. فالبطريركية قامت عند حصول فراغ مماثل قبل نحو 8 سنوات، بجمع الأقطاب المسيحيين تحت قبتها حيث جرى التفاهم على السير بأحدهم رئيساً للجمهورية، لكنها فشلت بذلك في المرحلة الراهنة لرفض هؤلاء الجلوس على طاولة واحدة نتيجة خلافاتهم المستعرة. وتحاول بكركي اليوم الاستعاضة عن الحوار الموسع لرؤساء الأحزاب المسيحية بمشاورات تقوم بها مع كل طرف على حدة بمسعى للتوصل لتفاهمات بينهم على عدة أسماء يمكن التوجه لانتخاب أحدها في المجلس النيابي. وأكد البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، أن النقاط الخلافية يعالجها المسؤولون إذا جلسوا على طاولة واحدة، مضيفاً: «وبما أنهم غير جاهزين للجلوس على طاولة واحدة، أنا دعوت إلى مؤتمر خاص بالدولة بإشراف الأمم المتحدة لحل النقاط الخلافية». وأشار الراعي إلى أن «الحوار الآن هو بالاتجاه إلى البرلمان والتصويت والتشاور للوصول إلى نتيجة». وقال: «لا يمكن الاتفاق على شخص، الاتفاق يكون بالتصويت والتشاور».

وتقول مصادر البطريركية المارونية إن «عدة فرقاء زاروا البطريرك الراعي مؤخراً لحثه على المبادرة في ملف الرئاسة، وأعطوه ما يشبه «تفويضاً وطنياً» بذلك؛ لما يتمتع به من دور ورمزية ومرجعية وباعتبار بكركي في نهاية المطاف «أم الصبي» في هذا الاستحقاق، وإن كانت لم تعمل يوماً من منطلق طائفي.

وتشير المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «البطريرك تواصل ولا يزال على تواصل مع مختلف الفرقاء، وقد انطلق لا شك البحث بأسماء المرشحين، مع تأكيدنا أن لا مرشح معيناً للبطريركية التي لا تسعى لإيصال شخص محدد، إنما ما يعنيها أن يتم التفاهم على أسماء بين القوى المسيحية كي يتم تسهيل عملية الانتخاب». وتشير في المقابل إلى أن «الأصول الدستورية تقتضي أن يقوم المجلس النيابي بدوره فيعقد جلسات متتالية حتى ضمان انتخاب رئيس من خلال تجاوز بدعة تعطيل النصاب؛ إذ لا يمكن للنائب الذي فوضه الناس أن يتعاطى بهذه الخفة مع واجباته الدستورية».

وتعتبر المصادر أن «الانقسام العمودي-السياسي يعرقل الانتخابات ويحول دون توافق القوى السياسية، وكل ما يحصل حتى الساعة يندرج بإطار حرق الأسماء، فحين يطرح أحد الفرقاء اسماً معيناً يرفضه الفريق الآخر فقط لأنه لم يصدر عنه»، لافتة إلى أنه «تبعاً لهذا الواقع، لا يمكن لبكركي أن تقف متفرجة على ما يحصل؛ لذلك تسعى للوصول لحد أدنى من التفاهم على اسم أو اسمين، أو حتى ثلاثة لتسهيل مهمة البرلمان، وذلك يحصل حالياً من خلال مشاورات جانبية بين القوى المعنية».

وبحسب المعلومات، هناك عدة أسماء تم التداول بها في بكركي إلا أنه حتى الساعة لم يتم التفاهم بين القوى المسيحية الرئيسية على السير بأحدها، ومن ضمنها: قائد الجيش العماد جوزيف عون والوزراء والسابقون: جهاد أزعور، ناجي البستاني، زياد بارود، وغيرهم، وهي أسماء تلقى استحساناً لدى البطريركية.

ولا يعني بكركي كثيراً الدخول في الجدل الدستوري حول صلاحيات حكومة تصريف الأعمال؛ إذ تعتبر أن «أولوية الأولويات اليوم ومنذ شهرين كان يجب أن تكون الانتخابات الرئاسية ولا أي شيء آخر».

ويشدد رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم على أن «لبكركي دوراً كبيراً في حمل القوى المسيحية على الاجتماع، وتحديد ثوابت المرحلة، وتقويم الأخطاء والأخطار، ووضع مدونة سلوك لعلاقاتها فيما بينها. هناك الكثير من المعوقات والصعوبات التي تواجه سيد بكركي في هذا المجال، وهو متجاوب مع كل مطلب أو اقتراح يمكن أن يساعد في دفع الأمور إلى الأمام». لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما حدث هذه المرة مختلف عن السابق، فالرئيس ميشال عون غادر الرئاسة وليس في البلاد إلا حكومة تصريف أعمال يقوم حول صلاحياتها ودورها جدل دستوري وسياسي، وما زاد من حدة الجدال هو إقدام الرئيس عون على قبول استقالة الحكومة. وفي رأيي أن الجدل سيطول من دون جدوى، ما يجعل أقصر الحلول وأنجعها وأنفعها، هو المسارعة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فينتفي الشغور، وتنتفي المشكلة من أساسها».

ويعتبر كرم أنه «إذا كان لدى أحد نية أو مخطط لإقصاء الدور المسيحي، فسنسعى لإسقاطه بكل الوسائل، وإذا كان هناك من يفكر بهذا الأمر فلن نمكنه من تنفيذه»، ويضيف: «هنا لا أعفي القيادات المسيحية من مسؤولياتها، وأقول لهذه القيادات لا أحد يستطيع إقصاء الدور المسيحي إذا أوقفت لعبة المكاسرة وحروب الإلغاء فيما بينها، وإن لم تفعل فليس عليها أن تلوم إلا نفسها».

 

من يحدّد للحكومة حدودها الضيّقة لتصريف الأعمال؟

غادة حلاوي/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2022”:

بعد ستة أيام من اليوم تكمل الحكومة الحالية 14 شهراً من ولاية أمضت ما يزيد على تسعة أشهر منها في تصريف الأعمال، أي ما يزيد على نصف عمرها. في التقارير الدولية الواردة الى الجهات الرسمية المعنية أنّ هذه الحكومة أخفقت في القيام بالخطوات الضرورية لإعادة إرساء عامل الثقة مجدداً بلبنان، أي القيام بالإصلاحات المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي. حكومة أمضت عمرها بالخلافات والإنقسامات من دون أن تحظى بشرعية إقليمية كشرط أساسي لوجودها. خلال القمة العربية حاول لبنان إضافة بند على البيان الختامي للقمة العربية في الجزائر يدعم الحكومة، لكنّ تدخّلات اللحظات الأخيرة عدّلته بصيغ دعم فضفاضة. وفي جلسة الأمس لم تنل حكومة تصريف الأعمال مرادها بدعم نيابي يطلق العنان لعملها. سُيّجت بالنطاق الضيق للتصريف العصي على التفسير.

كان يمكن لرئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون أن يغض النظر عن رسالته الأخيرة الى مجلس النواب والمتعلقة بصلاحيات حكومة تصريف الأعمال وسحب التكليف من الرئيس المكلف. لم يكن متوقعاً أن يعمّق مجلس النواب الأزمة القائمة بإتخاذ قرار مغاير للإستنتاج الذي خرج به النواب. إحتكم مجلس النواب الى الدستور فأوصى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بضرورة المضي قدماً وفق الأصول الدستورية وقيام الحكومة بمهامها كحكومة تصريف أعمال في النطاق الضيق.

لم يكن للرسالة وقعها الدستوري خصوصاً مع نهاية عهد من توجّه بها، آملاً أن يكون المجلس النيابي حكماً في الخلاف الدستوري المستحكم بين رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الأعمال. بدا واضحاً من التراشق بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وميقاتي وجود نية لدى باسيل لاستكمال حربه على ميقاتي في مجلس النواب بعدما انتهى عهد التكليف والتأليف. الحرص نفسه أبداه ميقاتي لكشف من وقف خلف تعطيل تشكيل الحكومة. أظهرت وقائع الجلسة اصطفافاً نيابياً الى جانب ميقاتي وحكومته لمتابعة تصريف الأعمال ومنع الجلسات الحكومية إلّا في حال وقوع زلازل، حسبما قال النائب في «القوات اللبنانية» جورج عدوان، ما يعني إستحالة عقد جلسات للحكومة مهما طال زمن الفراغ الرئاسي.

إتفاق النواب حول ميقاتي حصل نكاية بباسيل وليس قناعة بحكومته. في جلسة الأمس النيابية ونتيجة للمزايدات المسيحية توافقت «القوات اللبنانية» مع باسيل حول أمرين: إستحالة عقد جلسة حكومية، وعدم جواز انتقال صلاحيات رئيس الجمهورية الى حكومة تصريف الأعمال.

يحتاج عقد جلسة حكومية الى قرار سياسي قبل أي اعتبار آخر، والمتفق عليه مسبقاً مع ميقاتي أن يتجنب والوزراء إتخاذ قرارات مستفزة أو تحتاج الى مجلس وزراء، وعدم الدعوة في أي حال من الأحوال الى جلسة حكومية وهو تعهد للثنائي الشيعي وللمسيحيين بذلك.

وخلال اجتماعه للتشاور معهم بمستقبل عمل حكومة تصريف الأعمال، طمأن الوزراء باسيل أنّ انعقاد مجلس الوزراء يحتاج الى موافقة الوزراء مجتمعين ورئيس الحكومة، وسيكون من الصعب على ميقاتي نيل موافقة الوزراء مجتمعين أقله لن يكونوا في عداد الموافقين وكذلك الأمر بالنسبة لوزراء الثنائي الشيعي.

أما لناحية حصر تصريف الأعمال في النطاق الضيق فليس مفهوماً، ولا المعنى الحقيقي للإطار الضيق محدد ولا الجهة التي تحدده. الضليعون في هذا المجال يُجمعون على أنّ مثل هذا المصطلح كان أضافه المرجع القانوني حسن الرفاعي في عهد الرئيس أمين الجميل، ولم يكن له وجود قبل «الطائف» لانتفاء الحاجة اليه. كانت المرة الوحيدة التي عقدت فيها حكومة لتسيير الأعمال جلسة في عهد رئيس الجمهورية شارل حلو ورئيس الحكومة رشيد كرامي لإقرار الموازنة، وحديثاً في عهد الرئيس ميشال سليمان وميقاتي جلسة للحكومة لإقرار أمور متعلقة بالإنتخابات النيابية وحصلت حولها إجتهادات دستورية، وفي عهد الرئيس عون تقدم الرئيس حسان دياب بطلب عقد جلسة رفضها مجلس النواب. الأمر اذاً متوقف على الإتفاق السياسي غير المتوافر حالياً خاصة في ظل الإنقسام المسيحي الحاد الذي، وكما صعّب تشكيل الحكومة، سيجعل من المستحيل على الحكومة الحالية حتى تصريف الأعمال. اذا صدقت توقعات المبشّرين بطول مدة الفراغ الرئاسي فستدخل الحكومة الحالية كتاب «غينيس» للأرقام القياسية في تصريف الأعمال لكن بالإسم، اللهم الا اذا صدقت نبوءة احد الوزراء القائلين: «إنّ من يعارض ميقاتي لعقد جلسة حكومية اليوم سيترجاه بعد أشهر لعقدها».

 

ثلاث لاءات في وجه باسيل

شارل جبور/الجمهورية/04 تشرين الثاني/2022”:

هدفان أراد الرئيس ميشال عون انتزاعهما قبل خروجه من القصر الجمهوري الترسيم والحكومة على رغم انّ الهدف الأول هو نتيجة تقاطع مصالح دولية وإقليمية صدف حصوله في هذا التوقيت ولا دور فعلي لعون في تحقيقه. لم يحصل الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل سوى نتيجة اندفاعة أميركية كبيرة واستثنائية، تقاطعت مع مصلحة أوروبية وأميركية وإسرائيلية، تُرجمت بمنح «حزب الله» الضوء الأخضر للسلطة بتحقيقه، وكان سيحصل في هذا التوقيت في ظلّ مطلق أي سلطة قائمة، ولا علاقة للعهد السابق بمسار الترسيم باستثناء انّ توقيعه تمّ إبّان ولايته، وبالتالي استفادته معنوية فقط لا غير، وهو بدأ توظيفه لحسابات رئاسية مستقبلية انطلاقاً من مقولة انّ من «أنجز» الترسيم البحري بإمكانه إنجاز الترسيم البري، وكأنّ دوائر القرار تجهل كيف سلك هذا الترسيم طريقه من واشنطن مروراً بباريس وطهران وصولاً إلى تل أبيب. والهدف الثاني الحكومي كان بدأ التمهيد له منذ مطلع هذا العام، مع فتحه الباب على مروحة خيارات تحت عنوان انّ رئيس الجمهورية لا يسلِّم صلاحياته لحكومة تصريف أعمال، وبعد الانتخابات النيابية ومع اقتراب انتهاء الولاية الرئاسية تولّى كل من الرئيس عون والنائب جبران باسيل التهويل بعظائم الأمور في حال لم تتشكّل حكومة بشروطهما.

ومعلوم انّ كل حسابات العهد السابق في أشهره الأخيرة كانت حكومية، والاستحقاق الرئاسي كان خارج حساباته بسبب إدراكه انّ انتقال الرئاسة الأولى إلى باسيل في هذا الظرف مستحيلة، فأراد شراء الوقت الرئاسي عن طريق حكومة يتحكّم بمفاصلها ويواصل عبرها دوره السلطوي الذي كان يمارسه من باب رئاسة الجمهورية، ولكن حساباته الحكومية اصطدمت بجدار مثلّث:

جدار مطالب باسيل المرتفعة التي يستحيل على اي رئيس مكلّف الموافقة عليها مع رئيس للجمهورية تنتهي ولايته في غضون أيام ويلقى معارضة شديدة سنّياً وخليجياً واستطراداً وطنياً وسياسياً، والمسؤولية الأولى بتعذُّر التأليف تقع على باسيل ولائحة شروطه غير الموضوعية من قبيل انّه ممنوع على الرئيس المكلّف مناقشته بالأسماء التي يريد توزيرها ويرفض التعهُّد بمنح الحكومة الثقة. جدار الرئيس المكلّف الذي لا يحبِّذ تكرار تجربة حكومة الرئيس تمام سلام بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال سليمان، إنما يفضِّل الاستمرار على رأس حكومته المتجانسة او تطعيمها بما لا يُفسِد تجانسها، وبالتالي كان على استعداد للتجاوب مع مطلب تأليف حكومة بشرط ان يكون الهدف التفعيل وليس التعطيل، وما لم يأخذه باسيل في الاعتبار والحسبان انّ ميقاتي في غير وارد الانتحار وان يقبع في عزلة لمدى حياته في حال أهداه الحكومة التي كان يريدها. جدار الرئيس نبيه بري، وهو الجدار الأسمك الذي رفض منذ اللحظة الأولى منح عون وباسيل «جائزة» حكومية، ولولا الغطاء الذي وفّره للرئيس المكلّف لما تمكّن الأخير من الصمود أمام الضغط العوني، وكان كشف الرئيس عون بأنّ الرئيس ميقاتي وافق معه على تشكيل حكومة ثلاثينية، ولكنه عاد وتراجع بعد ان التقى الرئيس بري ونصحه بالعدول عنها.

وإذا كان الرئيس بري قد فشل في منع انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، إلّا إنّه قد نجح في عدم منحه حكومة، وإن دلّ موقف بري على شيء، فعلى الخلاف المستحكم مع «حزب الله» ولكن تحت سقف تفاهمهما الاستراتيجي المتصِّل بما يسمّى بالمقاومة، والرهان على خلافهما غير واقعي، إنما يجب التمييز، تبعاً للتجربة بدءاً من رفضه انتخاب عون، وصولاً إلى رفض منحه حكومة، بين تفاهمهما الاستراتيجي، وبين خلافهما السلطوي، وليس تفصيلاً ان يبقى معارضاً ومعترضاً على ترشيح السيد حسن نصرالله للعماد عون، كما معارضاً ومعترضاً على تأليف حكومة تحظى بدعم الحزب.

وهذا الخلاف السلطوي بين «حزب الله» و»أمل» لا يعني القدرة، حتى اللحظة، على مدّ المعارضة الخطوط الرئاسية مع الرئيس بري، لأنّه متفِّق مع السيد نصرالله على ترشيح النائب السابق سليمان فرنجيه، الأمر غير الوارد بالنسبة للمعارضة، ليس كفيتو ضدّ اسم فرنجيه، إنما ضدّ أي مرشّح من 8 آذار، لأنّ أي مرشح من هذا الفريق، بالنسبة إلى المعارضة، يعني استمرار لبنان في مستنقع الانهيار والعزلة والفشل وعدم الاستقرار. وفي حال أراد الرئيس بري تسجيل النقاط على تحالف «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، فما عليه سوى ان يقترب من المعارضة، خصوصاً انّه يدرك أنّ أي فريق غير قادر على إيصال مرشحه، ويعلم أيضاً انّ واشنطن وباريس والرياض في غير وارد مساعدة لبنان مالياً في حال انتخاب رئيس من 8 آذار، كما انّ المعارضة غير المتفقة بعد إيجاباً على مرشّح واحد تتقاطع سلباً على رفض مرشّح من 8 آذار.

وفي مطلق الحالات، اصطدم النائب باسيل بثلاث لاءات من فريقه السياسي:

لا لحكومة تُألّف نزولاً عند رغبته واستجابة لمطلبه وتلبية لمصلحته وخضوعاً لشروطه.

لا لفوضى أو بلبلة دستورية يدفع البلد باتجاهها كما لوّح وهدّد مراراً وتكراراً.

لا لتبنّي ترشيحه الرئاسي الذي يصطدم بحاجز مع القوى السياسية وحاجز مع الرأي العام وحاجز مع عواصم القرار المعنية بلبنان.

وقد مُني باسيل بهذا المعنى بانتكاسة مثلثة، فلم يُمنح حكومة يشتري الوقت الرئاسي من خلالها، ولم ينجح في جرّ البلاد إلى انقسام دستوري، ولم يفلح في فرض ترشيحه الرئاسي، ولكنه ردّ على إقفال الأبواب الثلاثة في وجهه عن طريق رفض مرشّح الرئيس بري والسيد نصرالله الرئاسي، أي النائب السابق فرنجيه، وعدم تبنّي باسيل لفرنجيه يعني سقوط ترشيحه، فضلاً عن انّ «حزب الله» ليس في وارد الذهاب إلى خيار رئاسي من دون التفاهم مع باسيل.

وما تقدّم يعني انّ المعارضة غير قادرة على توحيد صفوفها حول معوض لإطلاق دينامية رئاسية، ويعني انّ الموالاة عاجزة عن توحيد صفوفها حول باسيل وفرنجيه، ويعني انّه ما لم يتمّ البحث عن المخرج الذي يُطمئن المعارضة بالمواصفات التي وضعتها ولا يستفِّز الموالاة، فإنّ الشغور الرئاسي سيطول، ولكن مع ضرورة الأخذ في الاعتبار ثلاثة معطيات أساسية:

المعطى الأول، انّ الثلاثي واشنطن وباريس والرياض، مصرّ على انتخابات رئاسية، وكان ينتظر انتهاء ولاية الرئيس عون ليرفع من منسوب ضغطه في هذا الاتجاه. والرياض المكلّفة من قِبل واشنطن وباريس لن تقبل بأقل من رئيس يلتزم باتفاق الطائف فعلاً لا قولاً، وإلّا ستواصل نأيها الفعلي عن لبنان الذي لا يمكن ان يستعيد توازنه المالي سوى من خلال الصندوق الخليجي والسعودي تحديداً. المعطى الثاني، انّ الشغور الرئاسي على وقع الأزمة المالية مع استنفار دولي وفوز نتنياهو في إسرائيل ومع ترجيح فوز الجمهوريين في أميركا، يُخيف «حزب الله» من احتمالات دفع الوضع باتجاه مؤتمر دولي يعيد هندسة الواقع السياسي اللبناني. المعطى الثالث، انّ ظروف الانتخابات الرئاسية هذه المرة تختلف عن سابقاتها بفعل انتفاضة شعبية وانتخابات نيابية في غير مصلحة الموالاة وتجربة، ليس بوارد أي من القوى تكرارها. وعليه، فإما ان يأخذ «حزب الله» بهذه المعطيات واضعاً الماء في نبيذه ومسهلّاً انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعكس الميزان النيابي والتوجُّه الشعبي والرغبة الدولية ويعيد التوازن إلى المعادلة اللبنانية من بابها الدستوري. وإما، فإن الشغور الرئاسي سيطول كثيراً، ويصبح الوضع معه مفتوحاً على شتى الاحتمالات.

 

باسيل – فرنجية: التفاهم الحتميّ!

كلير شكر/نداء الوطن/04 تشرين الثاني/2022”:

حتى لو نفى رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» جبران باسيل، خلال إطلالته الإعلامية الأخيرة، ترشّحه للانتخابات الرئاسية، فهو في الوقت عينه لم يقطع الطريق نهائياً على هذا الاحتمال، تاركاً كوّة صغيرة لسيناريو انقلابي قد يضعه على حلبة المبارزة المارونية.

هو بنفسه، يعرف جيّداً أنّ حصوله على لقب مرشّح رئاسي، دونه عقبات كثيرة، أبرزها الفيتوات الدولية، مع أنّه أوحى أنّ الخطوط مع الولايات المتحدة الأميركية لم تعد مقفلة بوجهه، وحاول توجيه رسالة إيجابية باتجاه السعودية من خلال الإشادة بسلوك ولي العهد محمد بن سلمان في ما خصّ النهضة الاقتصادية… والفيتوات الداخلية التي لا تقلّ ممانعة وقساوة، وتجعل ترشيحه ضرباً من ضروب الخيال. اذ إنّ «حزب الله» يكاد يكون الحليف الوحيد المتبقي لرئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» بعدما أفقدته الخصومات كلّ التفاهمات السابقة. وهو بالتالي يحتاج إلى تدخّل إلهي يجعل منه مرشّحاً مقبولاً أو تفاهمياً، وإلى سنوات ضوئية لكي يصير جدّياً. ما يعني أنّ التلميح بامكانية قفزه إلى حلبة الترشيحات، هو مجرّد ورقة يسعى إلى استثمارها لا أكثر. في المقابل، فقد كشف باسيل في مقابلته هذه الكثير من المعطيات، أو بالأحرى سلّط عليها الضوء بشكل واضح لا لبس فيه، وأبرزها حسم «حزب الله» ومعه رئيس مجلس النواب نبيه بري، اللغط حول مرشحهما، وحسما هويته: رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ربطاً بالمعيار الذي حدّده «الحزب» لهوية من سيخلف الرئيس ميشال عون في الرئاسة الأولى، وهو حماية «ظهر المقاومة»، ما يعني اسقاط كلّ الترشيحات الواردة في هذا السياق.

وهذا ما يقود استطراداً إلى اسقاط ترشيح قائد الجيش جوزاف عون، كونه مصنّفاً في خانة الترشيحات الوسطية، أو المستقلة، والتي لم تعد مطابقة لمواصفات الثنائي الشيعي، أو «حزب الله» على شكل محدّد.

كما أنّ السياق الذي بيّنته الجلسات الانتخابية التي صارت معقودة إلى الآن، ويفترض أن تستكمل يوم الخميس المقبل، يظهر أنّ ثمة صعوبة بالغة في تجاوز النائب ميشال معوض «السكور» الذي حققه. وهو مصير قد يكون مشابهاً لمصير أي ترشيح مماثل.

بناء عليه، يقول المطلعون إنّ قرار «حزب الله» بالانتقال من مربّع الصمت المطبق إلى مربّع الكشف عن مرشّحه، ينمّ عن قناعة لدى «الحزب» بأنّ العمل على رفع رصيد سليمان فرنجية، اذا ما اقتنع باسيل بوجوب التفاهم معه، سيجعل من رئيس «تيار المردة» منافساً قوياً خصوصاّ وأنّ خطوة التفاهم مع «التيار الوطنيّ الحرّ» ستحمّس أطرافاً أخرى على الاقدام على خطوة مماثلة، ومنهم رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط غير الممانع لترشيح القطب الزغرتاوي، وعدد لا بأس به من النواب السنّة المقربين من رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. الأمر الذي قد يجعل من معركة سليمان فرنجية، أمراً واقعاً من شأنه أن يحرّك المياه الراكدة خصوصاً وأنّ الأخير يصرّ على التأكيد أنّ المناخ الدولي غير ممانع لوصوله، كما موقف البطريركية المارونية.

بناء على هذه المشهدية، يكون ترشيحا جبران باسيل، اذا حصل، وسليمان فرنجية هما الأكثر جدية. وطالما أنّ الأول مطوق بسلسلة من المعوقات، فيكون ترشيح الأخير هو الأكثر واقعية. وبالتالي، كما قال رئيس «التيار الوطنيّ الحرّ» في مقابلته، إنّه لديه مصلحة شخصية في ترشيح فرنجية (وهو لم يرم تلك المعادلة عن عبث)، حتى لو رفضه بالسياسة، يصير احتمال التفاهم بينهما هو خطوة متوقعة، عاجلاً أم آجلاً… إلّا اذا أصرّ باسيل على ترشيح شخصية ثالثة للاتفاق عليها، كما طرح في كلامه. ولكن دون هذا السيناريو عقدة أساسية، وهي المعيار الذي وضعه «حزب الله»، أي «حماية المقاومة» ذلك لأنّ هذا المعيار، يقلّص دائرة الترشيحات إلى حدودها القصوى، إلّا إذا قرر، وعلى سبيل المثال، أن يصير وئام وهاب مارونياً، لكي يتوافق ترشيحه مع معيار «الحزب». وبالتالي، إنّ باسيل يتحدث عن خيار ثالث غير متوفّر أصلاً، كما يقول المطلعون على هذا المسار. صحيح أنّ باسيل برّر عدم اقتناعه بترشيح فرنجية بكونه ابن المنظومة التي يرفض احياءها من جديد، ولكن باسيل بنفسه سبق أن خيّط تفاهماً رئاسياً مع أحد أبرز مكونات المنظومة لضمان انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، أي سعد الحريري.بناء عليه، يقول المتابعون إنّ أمام باسيل واحد من خيارين إمّا التفاهم مع فرنجية سريعاً لتكوين كرة ثلج قادرة على فرض مرشح من هذا المحور، وإمّا استهلاك مزيد من الوقت الذي قد لا يغيّر المعادلة، ليعود ويتفاهم معه.

 

هكذا أصبح النفط الناخب الأول في الانتخابات النصفية الأميركية

 أحمد عياش/موقع أولاً/04 تشرين الثاني/2022

على مقربة أيام من إجراء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية، تصدّر الانباء قرار الرئيس جو بايدن بفرض ضريبة أرباح غير متوقعة على شركات النفط.

وعلى الرغم من المبررات الاقتصادية التي رافقت القرار، إلا ان "ملائكة" الانتخابات كانت "حاضرة" في الحدث، ما يعني ان ضغط النتائج التي ستسفر عنه عمليات الاقتراع في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر هي الاساس.

كيف واكب الخبراء هذا الحدث الذي أثار جدلاً بدأ ولا يزال مستمراً حتى موعد هذه الانتخابات؟

في تحليل لوكالة "رويترز"، رأى كل من تيموثي غاردنر وأندريا شلال انه من غير المرجح أن يمر تهديد الرئيس بايدن بفرض ضريبة أرباح غير متوقعة على شركات النفط في الكونغرس الأميركي حتى لو تحدى الديمقراطيون التوقعات وتمكنوا من الحفاظ على أغلبيتهم الضئيلة للغاية في انتخابات التجديد النصفي.

وقد سبق للكونغرس أن أقرّ إعفاءات ضريبية كبيرة بأثر رجعي لشركات النفط الكبرى عندما كان الرئيس السابق دونالد ترامب في منصبه، حيث انخفض الطلب على الوقود خلال عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا. وبعد ارتفاع أسعار النفط في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت الحكومات الأوروبية بالفعل  ضرائب غير متوقعة على صناعاتها النفطية.

لكن محللين ومسؤولين قالوا إن معظم المشرّعين الأميركيين لا يبدون رغبة تذكر في عكس هذا الاتجاه بعد أن حققت شركات نفط مثل "إكسون موبيل كورب" و"شيفرون كورب" أرباحاً فصلية ضخمة.

 وفي مقابل إتهام الرئيس بايدن شركات النفط والغاز بـ "جنيّ الأرباح " من الحرب الأوكرانية وان عليها "خفض تكاليف الوقود للأميركيين أو استثمار بعض الأرباح في تعزيز الإنتاج المحلي،" لا يبدو ان  كل الديمقراطيين الحاليين يدعمون هذا الجهد. وقالت كلير فيو: "تميل الأسعار المرتفعة إلى جعل الحكومات تستحوذ عليها، ويمكن أن يؤدي الركود إلى إجهاد مالية الدولة والحكومة المحلية".

وأقر مسؤولو الإدارة سراً، بأنه قد يكون من الصعب سنّ ضريبة فيدرالية على الأرباح غير المتوقعة. وقالوا إنه لم يتم تحديد موعد نهائي للخطوة التالية، ورأوا أن الخيارات الأخرى تشمل حظراً محتملاً على تصدير المنتجات النفطية.

والى جانب رفض مجموعات الصناعة والأعمال الضريبية غير المتوقعة، أشار وزير الخزانة الديموقراطي السابق لاري سامرز، إلى أن مثل هذه الضريبة يمكن أن ترفع الأسعار في نهاية المطاف من خلال خفض الاستثمار وإنتاج النفط.

ومن شأن فرض ضريبة أرباح غير متوقعة أن يفرض ضريبة انتقائية على إنتاج منتجي النفط المحليين. وسيحدد الكونغرس معدل الضريبة، الذي يمكن أن يختلف بين المنتجين المستقلين وأكبر الشركات، وستكون هذه أول ضريبة أرباح غير متوقعة في الولايات المتحدة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

في هذا السياق، قال سكوت هودج، الرئيس الفخري لمؤسسة الضرائب المؤيدة للأعمال: "خلاصة القول، هذا كله سياسة واقتصاد سيئ حقاً. إن ضريبة غير متوقعة سنّت في عهد الرئيس السابق جيمي كارتر العام 1980 على الصناعة كان لها تأثير معاكس، حيث خفضت الإنتاج المحلي".

يذكر، انه وبإلحاح من الرئيس كارتر فرض الكونغرس ضريبة أرباح غير متوقعة في العام 1980 بعد زيادة حادة في أسعار النفط مدفوعة بحظر فرضته "أوبك". وحاول المشرعون تعويض الخصومات الضريبية الكبيرة على الصناعة، بما في ذلك بدل استنفاد للآبار القديمة ذات الودائع المرهقة ومجموعة من الخصومات للحفر. لكن الإنتاج المحلي انخفض وزاد الاعتماد على النفط الأجنبي، في حين تبيّن أن توقعات الإيرادات من الضريبة غير المتوقعة كانت مفرطة في التفاؤل، وقد ألغى الكونغرس الضريبة في العام 1988 بعد انخفاض أسعار النفط.

وقال جوزيف ثورنتون، المؤرخ السياسي الأميركي والخبير الضريبي، إن خطط بايدن "ليست بالضرورة مجنونة، ولكن قد يكون من الصعب تنفيذها. إن ضرائب الأرباح الزائدة على الشركات وجدت زخماً خلال الحرب العالمية الثانية فقط لأن الأميركيين يموتون في الحرب".

من ناحيتها، كتبت إيرينا سلاف على موقع "أويل برايس" الالكتروني تقول إن اتهام الرئيس الاميركي شركات النفط بالاستفادة من الحرب الاوكرانية "يبدو مألوفاً ويعيد المرء إلى الصيف عندما كان بايدن يحاول اتباع نهج مماثل مع المملكة العربية السعودية، كما يتزامن مع بيان صادر عن "أوبك" يشير إلى أن الطلب على النفط سيستمر في النمو بقوة حتى منتصف القرن على الأقل". وتخلص الكاتبة الى القول: "يبدو أن الصناعة لديها ذاكرة أفضل من الناخب العادي، وتتذكر أن أول شيء فعله بايدن عندما تولى منصبه هو قتل خط أنابيب كيستون إكس إل، ما اعتبره الكثيرون أول طلقة في حرب إدارته المتصورة على صناعة النفط الأميركية". بدورها، رأت "النيويورك تايمز" ان بايدن "حريص على إعادة توجيه الغضب الشعبي بشأن أسعار الغاز نحو صناعة النفط وبعيداً عن نفسه بينما يحاول الديمقراطيون التغلب على الرياح المعاكسة التاريخية والشعبية للحفاظ على السلطة في الكابيتول هيل. فقد صاغ الرئيس قضيته ضد شركات النفط بعبارات بدا أنها تهدف بوضوح إلى تصويت الأسبوع المقبل. وقال: "الشعب الأميركي سيحكم على من يقف معهم ومن يبحث فقط عن النتيجة النهائية الخاصة به". أعرف أين أقف".

في المقابل، قال مايك سومرز، رئيس معهد البترول الأميركي، وهو مجموعة تجارية: "بدلاً من أخذ الفضل في انخفاض الأسعار وتحويل اللوم عن زيادات الأسعار، يجب على إدارة بايدن أن تكون جادة في معالجة اختلال التوازن بين العرض والطلب الذي تسبب في ارتفاع أسعار الوقود وخلق تحديات طويلة الأجل في مجال الطاقة". وخلصت الصحيفة الاميركية الى القول: "كان بايدن حساساً لأسعار الوقود، وهو مقياس مهم للمزاج العام، ومع وصول سعر المضخة إلى مستويات قياسية خلال الصيف، انخفض معدل تأييد الرئيس إلى مستويات منخفضة جديدة، ولكن مع انخفاض تكاليف الوقود على مدى الأشهر الثلاثة التالية، تحسنت أرقامه الخاصة. وبالمثل، وفقاً لإستطلاعات الرأي، فإن ارتفاع وانخفاض أسعار الوقود، يتعارض بشكل مباشر مع المشاعر العامة حول ما إذا كانت البلاد تسير على المسار الصحيح أو الخاطئ".

هي إذاً الانتخابات، التي تقول صحيفة "الشرق الأوسط" ان هناك ثلاثة ملفات ستحسم السباق فيها، وابرز هذه الملفات هو الاقتصاد. وبحسب استطلاعات الرأي، فإن أبرز قضية تشغل بال الناخب الأميركي هي قضية التضخم، إذ قال نحو 77 في المئة من الأشخاص الذين شملهم استطلاع لـ "مورنينغ كونسولت" إن الاقتصاد هو على رأس أولوياتهم، مع الإشارة إلى أن اللوم في السياسات الاقتصادية يقع دوماً على الحزب الذي يتمتع بالسلطة، أي الحزب الديمقراطي في هذه الحالة.

لهذا السبب تحديداً، جرت العادة أن يخسر الحزب الحاكم الأغلبية في الكونغرس، وهذا ما تحدّث عنه جول روبين نائب مساعد وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، فقال: "تاريخياً، الحزب الذي يسيطر على البيت الأبيض يخسر مقاعد في الانتخابات التشريعية النصفية لأن الحزب المسيطر يعاني من صعوبة في تحفيز أنصاره للتوجه إلى صناديق الاقتراع، وهذه هي الصعوبة التي تواجهه. قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يهدد فيها رئيس دولة يعرّف نفسه على أنه ديمقراطي، الشركات المملوكة للقطاع الخاص بتداعيات، إذا استمرت في إعطاء الأولوية لمصالح مساهميها.

لننتظر ونرى كيف سينجلي غبار تهديدات الرئيس الاميركي ونحن على مقربة من الانتخابات النصفية بعد أيام فقط، ما جعل النفط الناخب الاول؟

 

حسابات الحرب والسلام في صعود اليمين وموقف أوروبا من تزويد إيران روسيا السلاح

رياض قهوجي/النهار العربي/04 تشرين الثاني/2022

كثرت في الأيام الأخيرة الأخبار والتقارير الغربية عن الدعم العسكري الذي تقدمه إيران لروسيا. فبعد أن زودت طهران القوات الروسية بمئات الطائرات المسيّرة الهجومية والانتحارية، تتحضر إيران، بحسب التقارير الغربية، لتقديم ما يقارب ألف صاروخ باليستي وجوال لروسيا لتعزيز قدرة الأخيرة على الاستمرار في استهداف البنية التحتية والعسكرية لأوكرانيا. ويبدو أن الدعم العسكري الإيراني مهم جداً لروسيا التي عجزت عن تأمين السيطرة الجوية في حربها بسبب ضعف جاهزية قواتها الجوية وامتلاك أوكرانيا دفاعات جوية جيدة وفرتها لها دول حلف "الناتو". فمن دون القدرة على شن غارات جوية فعالة، تعتمد روسيا على الصواريخ الدقيقة البعيدة المدى في القصف الاستراتيجي على أوكرانيا. لكن مخزون روسيا من الصواريخ الجوالة والطائرات المسيّرة بدأ ينفذ بحسب تقارير الاستخبارات الغربية، وبالتالي فهي بحاجة لمن يزودها بهذه الصواريخ.

يبدو أن الصين لم توافق على تلبية حاجات روسيا من أسلحة دقيقة لتجنب إغضاب الأوروبيين في وقت تحاول فيه الحفاظ على علاقات اقتصادية جيده معهم. كما أن شروط الصينيين قد لا تناسب موسكو التي باتت أضعف من رفض شروط بكين. لكنْ، لدى روسيا رصيد كبير لدى إيران. فهي من أنقذ قوات "الحرس الثوري" من الهزيمة في سوريا وساعدتها على حماية نظام بشار الأسد من السقوط أمام هجمات المعارضة. والتدخل الروسي في سوريا جاء بعد الزيارات التي قام بها رئيس "الحرس الثوري" الإيراني السابق قاسم سليماني لموسكو حيث تحدثت تقارير عن اجتماعات له مع الرئيس فلاديمير بوتين. كما أن روسيا ساعدت إيران كثيراً في المفاوضات النووية وفي مجلس الأمن حيث استخدمت الفيتو لمنع صدور أي قرارات إدانة ضد طهران.

ليست طهران اليوم في موقف يسمح لها برفض أي طلب من موسكو، وبخاصة توفير الدعم العسكري. فمن مصلحة إيران أن تنتصر روسيا في حربها ضد أوكرانيا كون ذلك سيضعف من مكانة الغرب ويثبت قوة الحليف الاستراتيجي لمحور الممانعة. لكنها في الوقت ذاته تخاطر بخسارة أصدقائها في القارة الأوروبية، بخاصة ممن كانوا يضغطون على واشنطن للسير باتفاق نووي جديد. ولقد بدأت معالم الغضب الأوروبي تظهر بوضوح في دول مثل ألمانيا وبريطانيا والسويد. وزادت الانتفاضة النسائية ضد النظام الإيراني من الطين بلّة بالنسبة الى طهران. فوزراء الخارجية لدول عديدة غربية هم من النساء اللواتي يعتبرن حماية حقوق وحرية المرأة من المواضيع الأساسية في أجندتهن السياسية وبالتالي هن بصدد فرض عقوبات على النظام الإيراني لقمعه للمحتجين والمتظاهرين في الجامعات والمدن الإيرانية. 

تزويد إيران روسيا الأسلحة يعني أن طهران قد اختارت أن تكون طرفاً في حرب عقائدية بين القومية الأوروبية والقومية الروسية، وفي نزاع بين القوى الليبرالية والأنظمة الشمولية. بل إن الدول الغربية تنفق المليارات لدعم أوكرانيا عسكرياً وبالتالي لن تتغاضى عن إقدام إيران على محاولة تقويض ما تقوم به بتزويدها روسيا بالأسلحة النوعية. والدول الأوروبية التي كانت لسنوات تعارض أي عمل عسكري ضد إيران وتشكك بالتقارير الإسرائيلية والعربية عن الخطر الذي تشكله برامج إيران للصواريخ الباليستية والجوالة والطائرات المسيّرة، باتت اليوم مقتنعة بوجود تهديد من الأسلحة الإيرانية للقارة الأوروبية. فتصريحات الساسة والمسؤولين الأوروبيين وتعليقات وسائل إعلامهم هي خير دليل على التغيير في المواقف والقلق من قدرات إيران العسكرية وضرورة العمل على إزالة هذا التهديد.

 الموقف الأميركي من إيران يبدو ملتبساً حتى اللحظة. فمن جهة أعلنت واشنطن توقف المحادثات حول الملف النووي الإيراني وأنها لا تتوقع استئنافها قريباً وتدين عمليات القمع ضد المتظاهرين وقررت فرض عقوبات على بعض الكيانات والجهات المسؤولة عنها. كما أنها تتهم إيران بتسليح روسيا ما يعقد جهودها في أوكرانيا، بخاصة بعد إنفاقها المليارات في دعمها عسكرياً. لكن من ناحية أخرى، فواشنطن تعتمد المقاربة الدبلوماسية بمساعدة وتشجيع فرنسيين في معالجة بعض الملفات الإقليمية. فتشكيل الحكومة العراقية وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل ما كان ليتم لولا التفاهم مع الميليشيات الحليفة لإيران في العراق ولبنان. وستزداد الأمور تعقيداً على واشنطن قريباً مع فوز اليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية وتوقع تشكيل حكومة يمينية بقيادة بنيامين نتنياهو في وقت يسير البرنامج النووي قدماً بسرعة مقلقة للعديد من المراقبين في إسرائيل والغرب. وإذا ما خسر الديموقراطيون الأغلبية في الكونغرس أو مجلس الشيوخ أو كليهما فإن إدارة بايدن ستخسر سيطرتها على السياسة الخارجية وستضطر للتنسيق أكثر مع القوى الأميركية المحافظة والمتشددة ضد إيران. وبالتالي، ستؤدي التغيرات الحاصلة والمتوقعة في إسرائيل وأميركا الى تغيير أسلوب تعاطي واشنطن مع طهران، وستجعل موضوع تنامي قدرات إيران العسكرية والنووية أولوية يجب التعامل معها. مع الغضب الأوروبي من إيران وصعود القوى اليمينية المتشددة في إسرائيل وأميركا فإن المنطقة قد تواجه تصعيداً سريعاً وغير متوقع، بخاصة اذا ما استمرت طهران بتزويد روسيا أسلحة نوعية تؤثر في مجرى الحرب في أوكرانيا. تدريبات سلاح الجو الإسرائيلي على شن غارات بعيدة المدى تحاكي هجوماً على أهداف إيرانية متعددة لم تتوقف. بل تطورت أخيراً لتشمل تدريبات على سيناريوات تتضمن إطلاق صواريخ باليستية من داخل إسرائيل وصواريخ جوالة من غواصات إسرائيلية على أهداف إيرانية. قد يوفر الغضب الأوروبي وفوز الجمهوريين في الانتخابات النصفية الفرصة الأفضل لإسرائيل لضرب منشآت إيران النووية ومصانع الصواريخ والمسيّرات. فهي لن تقلق من رد فعل الرأي العام الغربي، وستثق بدعم عسكري أميركي - غربي لها في مواجهة المحور الروسي - الإيراني. 

لكن ما قد يمنع خطوة إسرائيلية كهذه هو تداعيات حرب كهذه على أسعار النفط وإمدادات الغاز لأوروبا عبر مضيقي هرمز وباب المندب ومنصات الغاز الإسرائيلية. فطهران تدرك حجم أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا وأميركا وتعول على هذا الأمر لحمايتها من أي خطوات عسكرية نتيجة دعمها روسيا بالسلاح وتسريع عمليات تخصيب اليورانيوم. فطهران معتادة على ممارسة سياسة حافة الهاوية ونفذتها بنجاح عبر السنوات الماضية، وتعتمد على بعض الانقسامات في صفوف القيادات في الغرب، حيث غالبيتها تفضل حماية المصالح الاقتصادية على مواضيع الحريات والمبادئ الليبرالية، ويتجلى هذا الأمر اليوم في مقاربة السياسة الفرنسية وإدارة بايدن لملفي لبنان والعراق. لكن مع أبعاد حرب أوكرانيا بالنسبة الى أوروبا واقتناع الغرب بخطر سلاح إيران وتقدم برنامجها النووي وصعود قوى اليمين، هل تصيب حسابات إيران مرة أخرى أم تجد نفسها أمام معادلة جديدة؟ حسابات الربح والخسارة باتت كبيرة ومصيرية لقوى عديدة مؤثرة وبالتالي ستجد دول نفسها مضطرة لأخذ قرارات تكون أقل الشرين، وأحلاهما مر. إنه وقت التزام الحذر وتوقع كل شيء.      

 

إيران: وصفات قديمة من مطبخ الشيطان

أمير طاهري/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

المطبخ هو نفس المطبخ والمكونات هي نفسها، لكن عندما يتم تقديم مشروب السحرة في مطعم «شي آية الله»، فإن الزبائن يرفضونه باشمئزاز. هذه هي الصورة التي تتبادر إلى الذهن في حين تكافح الجمهورية الإسلامية في إيران لسحق التمرد الشعبي الأخير. منذ بدايته قبل 43 عاماً، استخدم النظام الخميني نفس الوصفة بنفس المكونات للحفاظ على هيئة: قتل بضع مئات، واعتقال بضعة آلاف، ورشوة الجيش وقوات الأمن، وإخافة المشاهير، ومنع الصحافيين الأجانب، وإطلاق العنان للميليشيات، وإلقاء اللوم على «عملاء صهاينة ووكالة المخابرات المركزية»، واختلاق أكاذيب عن وجود عصابات مسلحة «انفصالية» وعناصر من «داعش» يأتون لتقطيع أوصال إيران وقتل الشيعة الأبرياء.

الوصفة ذاتها لا تزال تستخدم ضد الانتفاضة الحالية، من دون إطفاء نار الغضب التي طالت شريحة كبيرة من الشعب الإيراني، أبرزها الشباب. حتى وقت كتابة هذه السطور بلغنا عدد وأسماء 385 متظاهراً لقوا حتفهم، بينهم 40 امرأة و32 طفلاً و7 رجال أمن. كما تم اعتقال 12500 شخص وفقاً للإحصاءات المقدمة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وجرى وصف هجوم استهدف «ضريحاً» في شيراز على أنه عملية لـ«داعش» ضد المصلين الشيعة، وقيل أن مدينة زاهدان قد تحولت إلى منطقة حرب رداً على الإرهابيين الذين يغزون إيران انطلاقاً من باكستان. ومع ذلك، لم تُعالَج أزمة المصداقية التي تعاني منها الجمهورية الإسلامية؛ إذ يشكو عضو المجلس الإسلامي السابق مسعود بيزشكيان من أن «الناس لا يصدقون ما تقوله سلطاتنا».

ولأنه بات من الواضح أن الوصفة القديمة لا تعمل، فإن غالبية رجال الدين والعسكريين ورجال الأعمال والدعاية ذات الثقل الكبير في النظام إما التزموا الصمت أو لجأوا إلى المراوغة في التعليق على الاحتجاجات. فهذه المرة لا يسيرون على نغمات الطبلة المعتادة، فيما يلعب «المرشد الأعلى»، الذي لا يفتقر إلى الحلول، على آلة الماندولين منفرداً بينما المدينة تحترق.

إذن ما العمل؟

هذا هو السؤال الذي بدأ الكثيرون في طرحه داخل الزمرة الحاكمة. من ضمن الأفكار التي لم يتم التعبير عنها بعبارات مباشرة كان الابتعاد عن الحكم الفردي لآية الله والسير تجاه «قيادة جماعية». حظيت اجتماعات ثلاثية، تتألف من رئيس الجمهورية الإسلامية ورئيس البرلمان المصطنع ورئيس القضاء الإسلامي، بدعاية كبيرة، وهو أمر نادر الحدوث. وللمرة الأولى أيضاً، بدأ الناس في التلميح على الأقل إلى تغييرات دستورية محتملة لدمج مناصب المرشد الأعلى مع منصب الرئيس، أو وضع ثلاثة أو خمسة ملالي في «مجلس أعلى للإرشاد». تطالب بعض الجماعات، داخل المؤسسة أو على هامشها، «الحرس الثوري الإسلامي» بالاستيلاء على السلطة وفتح «فصل جديد في الثورة»... والسعي الدؤوب لتحقيق ذلك يغري البعض في المعارضة المنفية. ومع ذلك، لا تزال هناك وصفات أخرى، إحداها هي رفع الإقامة الجبرية من على قائدي «الحركة الخضراء» لعام 2009 التي لم يعد لها وجود، وتقديم مقعد جانبي إلى «فتيان نيويورك» فاقدي المصداقية بقيادة الرئيس السابق حسن روحاني بالقرب من الطاولة الكبيرة على أمل توحيده الدائرة الخمينية المجزأة. ربما يبرم «فتيان نيويورك» صفقة مع الولايات المتحدة بينما لا تزال إدارة جو بايدن في واشنطن في موقع المسؤولية إلى حد ما.

يروّج البعض في المؤسسة للتكتيك «اللينيني» المتمثل في السير «خطوة إلى الوراء، وخطوتين إلى الأمام»؛ مما يعني تقديم تنازلات الآن لفرض سيطرة أكثر إحكاماً لاحقاً. وبهذه الطريقة تم خلع شرطة الأخلاق المكروهة بشدة من الشوارع، بحجة «نقص العناصر البشرية»، وبات يُسمح للمزيد من النساء بالذهاب من دون الحجاب الإلزامي حتى في قلب طهران.تأتي زيادة رواتب الجيش، و«الحرس الثوري الإسلامي»، وقوات الأمن المختلفة بنسبة 20 في المائة في إطار نفس حزمة الحوافز، بينما الزيادات الأصغر في المعاشات صُممت بغرض كسب ود كبار السن الذين يُعتقد أنهم ما زالوا يحتفظون بذكريات طيبة عن الثورة.

ثمة فكرة أخرى تتمثل في الدعوة إلى إجراء استفتاء على الإصلاح الدستوري لتحويل الطاقات بعيداً عن الانتفاضة مع التأكيد الكامل على أن الاستفتاءات توفر طريقة آمنة للديكتاتوريين لإعادة فرض سلطتهم وتساعد تجار الأوهام على بيع أوهامهم. ومع ذلك، فإن التحدي الذي يواجه النظام قد يكون أكبر بكثير مما يأمله أعداؤه ويخشاه أصدقاؤه. فهم يعيشون في منطقة زمنية أخرى لا علاقة لها بالواقع بعد أن عفّى الزمن على النظام الخميني. فالنظام يتباهى بغزو العالم بنسخته الخمينية من الإسلام، بينما الواقع يقول إنه ما من أمة اشترت بضاعتهم. ومع سعي «حزب الله» اللبناني لعمل جيوب جديدة وكبيرة لملئها بحصة من الذهب من مشاريع النفط والغاز المشتركة مع «العدو الصهيوني»، فإن نبوءة المرشد الأعلى بأن إسرائيل ستتبخر تذكرنا بما يفعله الدجالون والنصابون.

وفي حين يعيش النظام الخميني في زمن آخر، فإنه يعتقد أيضاً أنه يعيش على كوكب آخر. فهو لا يدرك أن إيران تقع وسط أعمق خط صدع سياسي في العالم، محاطاً بالأعداء والأصدقاء المزيفين والجيران المحتقرين. ويتباهى المرشد الأعلى بتحالفه الوهمي الثلاثي مع الصين وروسيا «لإنهاء الهيمنة الأميركية». لكن الحقيقة هي أنه لا الصين ولا روسيا على استعداد لوضع مليم واحد في وعاء التسول الخميني. يواجه النظام الخميني تحدياً مماثلاً من خلال اتساع الفجوة بين الأجيال، حيث يوجد في إيران سكان غالبيتهم من الشباب الذين يريدون العيش هنا في زماننا هذا وليس في الماضي البعيد، لا في زمن يبتاعون فيه نقاءً مزيفاً أو في مستقبل وهمي عن الاستشهاد والجنة. يتطلع الشباب لأن يكونوا سعداء، يستمتعون ويبدعون ويعملون ويسافرون عبر العالم. باختصار، يريد الشباب الاستمتاع بحياة طبيعية. ورغم ذلك، يكرر المرشد الأعلى أنه لن يسمح لإيران أبداً بأن «تصبح دولة طبيعية».

القادة الحكماء يصنعون من التغييرات التاريخية والأجيال حليفاً لهم، لا لصالح شعوبهم فحسب، بل لأنفسهم أيضاً. فالقادة غير الحكماء يحولون التغيير إلى عدو لأنفسهم ولشعوبهم، ويخسرون في النهاية.لذلك؛ حتى لو نجا النظام الخميني من العاصفة الحالية، فسيعيش على أجهزة دعم الحياة وسيلعب في الوقت بدل الضائع. الوصفة القديمة من مطبخ الشيطان لن تثير شهية الشعب الإيراني حتى لو اتخذت شكلاً جديداً.

 

أدوار مهمة تنتظر البرازيل تحت قيادة لولا دا سيلفا

رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط/04 تشرين الثاني/2022

منذ أيام معدودة، فاز الرئيس البرازيلي السابق لويس أغناسيو لولا دا سيلفا على الرئيس الحالي جاير بولسنارو في انتخابات حظيت بقدر غير مسبوق من الاهتمام الدولي. وليس السبب في ذلك فقط انعكاسات تلك الانتخابات على مستقبل النظام الديمقراطي في البرازيل، وربما أميركا اللاتينية بأكملها، ولكن أيضاً لوجود حاجة ملحة لإيجاد صيغة جديدة لقيادة الدول النامية في مواجهة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في النظام الدولي. فمع استمرار الحرب في أوكرانيا، والمواجهة بين روسيا والغرب، واحتمال أن تتحول إلى حرب باردة جديدة بين روسيا والصين من جهة، والدول الغربية من جهة أخرى، بدأت دول نامية كثيرة تتطلع لإحياء سياسات عدم الانحياز، أو على الأقل شكل من أشكال الحياد. في مقال سابق في هذه الجريدة (16 مايو - أيار الماضي)، أعربت عن أسفي لصعوبة إحياء حركة عدم الانحياز في ثوبها الأصلي. ومع ذلك، أعربت عن تطلعي إلى إيجاد صيغة جديدة تضم عدداً من الدول النامية الوازنة للدفاع على مصالح العالم الثالث. البرازيل لم تكن يوماً من الأيام عضواً في حركة عدم الانحياز، لكنها عملياً، وفي حالات كثيرة، اتخذت كثيراً المواقف التي ربما كانت أكثر تقدمية عن دول الحركة، وخاصة فيما يتعلق بقضايا نزع السلاح الدولي، وذلك في الوقت الذي تعتبر البرازيل من الدول الرائدة والأكثر نشاطاً وفاعلية في مجموعة الـ77 المعنية بالمسائل الاقتصادية الدولية. علاوة على ذلك، هي عضو في اثنين من أهم التجمعات الاقتصادية الدولية؛ «G 20» و«BRICS».

لكن إبان حكم الرئيس بولسنارو، اختارت البرازيل ألّا تلعب دوراً ريادياً على الساحة الدولية، وجنحت نحو مواقف أكثر اتساقاً مع الولايات المتحدة بشأن كثير من القضايا. وكان هذا واضحاً بشكل خاص أثناء إدارة الرئيس ترمب، عندما قلل الرئيس بولسنارو من مخاطر التدهور البيئي، وهو موقف يتعارض بشكل كامل مع موقف البرازيل التقليدي. والآن، مع انتخاب الرئيس السابق لولا، هناك توقعات، بل أمل يحدو كثيراً من الدول النامية في أن البرازيل يمكن أن تعطي زخماً لتشكيل نواة لقيادة العالم النامي، تستطيع إدارة الانتقال إلى نظام عالمي جديد يتوافق بشكل أفضل مع مصالح الدول النامية.

لكن في ذات الوقت، هناك بعض الشكوك حول إمكانية اضطلاع البرازيل بمثل هذا الدور، في ضوء ما يبدو من انكماش هامش الحركة المتاح للرئيس المنتخب لولا، بسبب الاستقطاب غير المسبوق في المجتمع البرازيلي الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة.

فخلال فترة رئاسة لولا السابقة، استطاعت البرازيل تعزيز دورها الريادي على الساحة الدولية، لعدة أسباب، منها الشخصية الكاريزمية التي يتمتع بها لولا، مدعوماً بكادر دبلوماسي مشهود له بالكفاءة على المستوى الدولي، ما جعل لولا محل تقدير دولي كبير، إلى درجة أن الرئيس الأميركي أوباما وصفه بأنه «ربما يكون السياسي الأكثر شعبية في العالم».

لكن البرازيل اليوم ليست البرازيل في فترة رئاسة لولا الأولى (2003 - 2011) عندما كان اقتصادها سادس أكبر اقتصاد في العالم. اليوم، حجم اقتصاد البرازيل انكمش ليكون الثاني عشر على مستوى العالم، بسبب معاناته منذ منتصف عام 2014 من أسوأ أزمة اقتصادية على مدار 30 عاماً.

والأهم من ذلك هو أن لولا سيكرس جزءاً مهماً من طاقته للتعامل مع برلمان ذي أغلبية يمينية محافظة، وأيضاً مع غالبية محافظي الولايات البرازيلية الموالين للرئيس بولسنارو، بما في ذلك أهم الولايات؛ ساو باولو وريو دي جانيرو ومينتس جيرايس، التي تشكل أكثر من 40 في المائة من إجمالي الناتج القومي البرازيلي. وعليه، فمن الواضح أن لولا سيجد صعوبات هائلة في تنفيذ سياساته الداخلية.

أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فقد تكون الأمور مختلفة. فعلى غرار كثير من الدول القارية مثل الولايات المتحدة وروسيا، فإن غالبية السكان لا يولون اهتماماً كبيراً لما يحدث في العالم. الأمر الذي يوفر للرئيس البرازيلي وحكومته مساحة واسعة لانتهاج سياسة خارجية نشطة من دون مراعاة التوازنات الداخلية.

وكانت الدبلوماسية البرازيلية تركز على المسائل الاقتصادية خلال فترة رئاسة كل من سارني وكولور وكاردوزو (1985 - 2002) لكون التجارة الدولية والتنمية كان لهما تأثير مباشر على أولوية إعادة بناء الاقتصاد البرازيلي بعد فترة أزمات مطولة. الأمر الذي جعل البرازيل في مقدمة الدول التي طالبت بعدم تسييس المساعدات الخارجية ورفع الحواجز التجارية ونقل التكنولوجيا. أما خلال رئاسة كل من لولا وروسيفي، فقد توسعت دائرة نشاط البرازيل لتشمل قضايا السلم والأمن الدوليين، والبيئة وحقوق الإنسان.

ولذلك، من المتوقع أن تستأنف البرازيل تحت رئاسة لولا دوراً قيادياً في الشؤون الاقتصادية، وكذلك في السياسة الدولية، يساعدها على ذلك أنها عضو في اثنين من أهم التجمعات الاقتصادية، هما مجموعة العشرين «G 20» ومجموعة «BRICS»، التي تضم الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، وذلك في الوقت التي تتمتع بعلاقات ممتازة، مع الولايات المتحدة وأوروبا، وأيضاً مع روسيا والصين التي تعد الآن أهم شريك تجاري للبرازيل؛ حيث تستحوذ على نسبة 32.41 في المائة من إجمالي تجارتها الخارجية، مقارنة بنسبة 10.34 في المائة للولايات المتحدة. كذلك فإن البرازيل هي واحد من أكبر المستفيدين من الاستثمارات الأجنبية المباشرة من الاتحاد الأوروبي، كما أن لديها علاقات قوية مع كثير من الدول الأفريقية والآسيوية، وخاصة الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية. أما فيما يخص المسائل السياسية الدولية، فإن البرازيل التزمت بصفة مستمرة الحياد، لكونها تتمتع بخاصية فريدة، وهي أن ليس لديها أعداء حقيقيين. فعلى الرغم من أنها تشترك في الحدود مع 9 دول، فإنها لم تدخل في أي حروب منذ أكثر من 150 سنة (آخر حرب خاضتها كانت حرب باراغواي 1864 - 1870)، كذلك فإن مساحتها الضخمة وبعدها عن ساحات الصراعات في أوروبا وآسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى المرونة التي يوفرها عدم وجود آيديولوجيا للنظام، سواء كان ذلك خلال الحكم العسكري أو المدني، كلها عوامل منحت البرازيل القدرة على اتخاذ مواقف متوازنة تجاه الأطراف الدولية. واليوم، ومع التوتر الناتج عن إمكانية نشوب حرب باردة جديدة، فإن العالم في حاجة ملحة لمجموعة صلبة من البلدان النامية، تتمتع بعلاقات متوازنة مع كل من الدول الغربية من جهة، وروسيا والصين من جهةٍ أخرى، وتستطيع أن تدافع عن مصالحها.

فأمام شبح احتمال استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، هناك حاجة ماسة إلى بذل جهد مضاعف بشأن قضايا الحد من التسلح ونزع السلاح. وقد تم إهمال المداولات والمفاوضات الجادة بشأن هذه قضية لفترة طويلة جداً، ولذا يمكن للبرازيل، تحت رئاسة الرئيس لولا بصفتها دولة غير نووية، أن تستعيد دورها وتساهم في توفر القيادة المطلوبة في هذا المجال. كذلك، فإن تحقيق تغيير جوهري في النظام الدولي لن يكون ممكناً من دون إصلاح الأمم المتحدة، ولا سيما مجلس الأمن. فالبرازيل في موقع متميز في هذا المجال؛ حيث انتخبت 11 مرة في عضوية المجلس، أي أكثر من أي عضو غير دائم آخر، ولذا فإن لديها الخبرة اللازمة والمعرفة العملية لتقديم مساهمة مهمة في تحقيق هذه الغاية. كذلك لن يكتمل إصلاح النظام الدولي بدون تطوير وتحديث المؤسسات الاقتصادية الدولية، ولا سيما البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهذا مجال آخر يمكن للبرازيل أن تساهم فيه بحكم حجم اقتصادها وعلاقاتها المتميزة مع القوى الاقتصادية الرئيسية في العالم. ختاماً، فإن التحدي الذي يواجه الدول النامية هو كيفية صياغة رؤية تلتف حولها مصالح الدول النامية المتنوعة، وربما المتناقضة في بعض الأحيان، وترجمتها إلى صيغة عملية تمكنها من التعامل بفاعلية مع التنافس بين الغرب من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، في الصراع الدائر لتشكيل نظام دولي جديد. الدول النامية في حاجة ماسة إلى تشكيل نواة من الدول الوازنة التي تدافع عن مصالحها، والبرازيل تحت قيادة لولا يمكنها، جنباً إلى جنب مع دول نامية وازنة أخرى، أن توفر القيادة المطلوبة خلال الفترة الحرجة التي يمر بها النظام الدولي.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

يوسف سلامة في رسالة الى البابا: ألق بطرف عينك على أرض لبنان واشرح لأبنائه أهمية وحقيقة ثقافة الحياة المشتركة

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

وجه رئيس "لقاء الهوية والسيادة" الوزير السابق يوسف سلامه رسالة الى البابا فرنسيس جاء فيها:

"قداسة الحبر الاعظم رئيس دولة الڤاتيكان البابا فرنسيس المحترم، زيارتكم للبحرين أمس، الثانية لمنطقة الخليج، والرابعة لدول عربية تعتنق الاسلام كدين للدولة، يؤكد كم تبدون من أهمية لثقافة الحياة معا وللسلام بين الشعوب.

صاحب القداسة،

استمعت أمس بإسهاب إلى كلمتكم وكلمة جلالة الملك بمناسبة زيارتكم للبحرين التي تسعون من خلالها لتنمية وتثبيت أواصر الأخوة الانسانية بين المسيحيين والمسلمين من جهة ولتثبيت دعائم السلام الانساني بين مختلف الدول من جهة ثانية، فعادت بي الذكرى إلى زمن كان لبنان يساهم فيه بوضع شرعة حقوق الانسان في أروقة الأمم المتحدة خلال النصف الاول من القرن الماضي كما كان يجسد ثقافة الحياة المشتركة بميثاقه الوطني الذي ابتدعه عقل متنور، في زمن كانت السلطة حكرا على شخصيات وازنة توزعت على كافة الطوائف والمذاهب في لبنان.

دفعتني الذاكرة أن أتسامح يا صاحب القداسة وأختصر لكم بإيجاز، المسار الانحداري لوطن الأرز لبنان الذي وصفه البابا القديس يوحنا بولس الثاني يوما بأنه أكبر من وطن إنه رسالة.

تبلور الكيان اللبناني في رحم ثقافة الحياة المشتركة التي كان أول من صاغها وعبد طريقها الامير فخر الدين المعني الكبير وبلورها بالشراكة مع إرادة البطريركية المارونية والمكونات اللبنانية الأخرى، استقت هذه الثقافة فلسفتها - من تعاليم المسيح الاله الواحد القائل أحبوا بعضكم بعضا:

-من مدرسة الامام الاوزاعي الذي واجه الخليفة ورفض التنكيل بالمسيحيين فكان "الميثاقي" الاول في زمن الخلافة،

-من نهج البلاغة لعلي بن أبي طالب الذي واكب بشروحاته للاسلام الفلسفة اليونانية وروحانية المسيحيين الاوائل،

-ومن الحِكم المتوارثة عند بني معروف الاباء المؤسسين للكيان اللبناني.

مع ولادة لبنان الكبير برهن البطريرك الحويك عن إيمانه العميق بثقافة الحياة هذه والتزامه بها وراهن على تجاوب باقي المكونات اللبنانية معه ومعها، ترافقت ولادة دولة لبنان الكبير التي جعلت من لبنان منذ نصف قرن وأكثر سويسرا الشرق، مع صراع على النفوذ والسلطة بين الشعوب اللبنانية وداخل كل مكوّن من مكوّنات الوطن، وبالتحديد بين أبناء الطائفة المارونية التي أنتمي اليها وتخضع بدورها لسلطة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، صراع أعادنا إلى مشاكل الانسان الاول الذي عاش في البراري واحتكم لمنطق الغريزة وتسلح بالتمرد وقوة عضلاته عبر التاريخ.

صاحب القداسة،

لم يعرف اللبنانيون أن يستثمروا في السلام الانساني منذ أن طرحت مشكلة تعدد الشعوب في فلسطين والمنطقة، وقفوا على رصيف الزمن ينتظرون قطار الحياة الذي كان قد سبقهم إلى غير عودة، فغرقوا في وحولها وعذاباتها وها هم اليوم يدفعون ثمن ترددهم وأنانيتهم وجوعهم إلى المال والسلطة، من مالهم وكرامتهم واستقرارهم في مسار لا يحده أفق ولا زمن.

صاحب القداسة،

أرجوك، أنا ابن كنيستك الجامعة المقدسة الرسولية وابن هذا الجبل لبنان الذي ورد اسمه في كتاب الله لمرات، أن تسامح شعبي وتنير عقول أبنائك الملتحفين بكل الشهوات، وألق بطرف عينك على أرض لبنان، باركه واشرح لأبنائه أهمية وحقيقة ثقافة الحياة المشتركة، أطرد تجار الهيكل المسيحيين في وطني وما أكثرهم، كما فعل السيد المسيح منذ ألفي عام، وساعدنا يا صاحب القداسة أن نستعيد ذاكرتنا الحلوة وندخل معا من جديد في ركاب الحضارة الانسانية الجامعة".

 

جمعية أهالي انفجار المرفأ: السعي لإخراج الموقوفين هدفه طمس التحقيق

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

توجهت "جمعية أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت" في بيان خلال الوقفة الشهرية أمام تمثال المغترب، الى "من فرقتكم السياسة الداخلية وتقاسم الجبن، من تبادلتم الإتهامات واختلفتم على الألقاب والتسميات في ما بينكم وتهافتم جميعكم للحصول على لقب البلطجي"، بالقول: "لا تختلفوا ولا تحزنوا فكل مسؤول فيكم نال هذا اللقب وبجدارة. نعم كلكم للأسف بلطجية، وحدتكم جريمة العصر فمارستم العهر على أرواح شهدائنا أولا وعلى عوائلهم ثانيا، حتى وصل الامر برئيس البلاد، التي لا عدل فيها ولا ملك، إلى التفاخر بأبرز إنجازاته في خطابه الأخير، مستسهبا في تعداد إنجازاته التي أدعى انه قام بها، متناسيا عن قصد أكثر من 230 ضحية صارت تحت التراب، وللأسف غير آبه لعذابات وأنين آلاف الجرحى والمشوهين الذين أصيبوا في انفجار المرفأ والذين لا يزال الكثير منهم يجوب المستشفيات لتلقي العلاج. هذا فضلا عن الدمار الذي لحق بالعاصمة بيروت والذي قدر بمليارات الدولارات. وجل اهتماماته كان العمل على إطلاق سراح الموقوفين والمتورطين بشكل مباشر او غير مباشر بالتفجير. كما عمل هو وحاشيته للمطالبة بتعيين قاض رديف او بديل، محتالين بذلك على القانون من خلال إحاكة هرطقات غير قانونية علها تخرجهم من المأزق". أضافت: "ماذا ستقول للقاضي يا سيدي الرئيس؟ هل ستقول له انك كنت تعلم بأن مرفأ بيروت كان يحتوي على آلاف الأطنان من نيترات الامونيوم؟ وكان يمكنك وقتها تجنيبنا هكذا انفجار؟ماذا ستقول للقاضي؟ما خلونا؟ أيها اللبنانيون انتبهوا. هل تعتقدون ان عون او باسيل او وزير اللاعدل يقومون بما يقومون به حبا لإحقاق الحق والعدالة؟ لو كان ذلك فعلا لما عملوا على تعطيل التحقيق، وكان من الاجدى لهم الوقوف معنا لاستكمال ملف التحقيق عبر القاضي بيطار القاضي الأصيل وسيد الملف. وحينها فليخرج البريء وليحاكم المجرم. ولكن وسنقولها بالفم الملآن وبأعلى صوت: أنتم تسعون جاهدين لإخراج الموقوفين بهدف طمس التحقيق وكأن شيئا لم يكن خوفا من أن يطال التحقيق رؤوسكم".

وتابعت: "إلى من نصب نفسه قاضيا على جريمة العصر نبيه بري والى علي حسن خليل وغازي زعيتر نقول: ألا تخشون حساب ربكم عندما تقفون بين يديه؟ ماذا ستقولون يوم لا ينفع لا مال ولا بنون؟ كيف ستنظرون حينها إلى الشهداء الذين ينتظرون عدالة السماء؟ ماذا عساكم تقولون لهم؟ هل ستخبرونهم بأنكم بعثرتم طلبات الاستدعاء؟ وهل ستخبرونهم بأنكم قمتم بترشيح المجرمين للانتخابات النيابية ليمثلوا الأمة؟ كيف ستدافعون عن أنفسكم بعدما حولتم الوطن إلى دكان والقضاء إلى هرطقة؟". وقالت: "نعود ونكرر في وقفتنا اليوم، على ضرورة تنفيذ مذكرات التوقيف والجلب الصادرة عن القاضي. كما نناشد النواب التصويت على مشروع القانون المقترح من قبل النواب التغييريين الرامي إلى الحد من التعسف والإسراف في إصدار طلبات الرد التي ما هي سوى تضييع للوقت وتعطيل التحقيق. كما نناشد مجلس القضاء الأعلى تعيين قاض بديل عن القاضية جمال الخوري بعد إحالتها على التقاعد".وختمت: "نحن كعوائل للشهداء والضحايا والجرحى متألمون، فاقدون لفلذات أكبادنا، نناشدكم ونستحلفكم بالله ان تقفوا سدا منيعا لألاعيبهم الخبيثة ولا تدعوا التدخلات السياسية تتغلغل في القضاء أكثر فأكثر. ولا تسمحوا للتسويات أن تمر فوق دمائنا. كونوا سدا منيعا أمام اي تدخل في القضاء ومن أي جهة او فريق كانت. أنتم رهاننا الأخير ودم شهدائنا سيبقى أمانة في أعناقكم".

 

ملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" اختتم اعمال دورته الأولى

وطنية/04 تشرين الثاني/2022

رعى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في حضور قداسة البابا فرنسيس،  شيخ الازهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الحفل الختامي لملتقى البحرين للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني" في دورته الأولى والذي أقيم في ميدان صرح الشهيد هذا اليوم، في حضور المشاركين، بحسب وكالة انباء البحرين الرسمية . وقد مرت أمام المنصة الملكية طائرتان عموديتان من سلاح الجو الملكي البحريني تحملان علم مملكة البحرين وعلم الفاتيكان.

بعد ذلك قام الملك والبابا فرنسيس وشيخ الأزهر بالتوجه لسقي النخلة.

 ملك البحرين

وفي مستهل الحفل القى ملك البحرين كلمة قال فيها: "إنه لمن دواعي اعتزازنا أن نرحب، مجددا، بقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، وبفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذين عملا على إثراء هذا الملتقى وإنجاح هذه الزيارة الكريمة، وإننا لهما شاكرين ومقدرين لما قاما به، سائلين المولى أن يعينهما على أداء مهامهما العظيمة ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.  كما نرحب بضيوفنا الكرام أطيب ترحيب، ويسرنا اللقاء بكم في هذا اليوم المبارك، بمناسبة انعقاد ملتقى البحرين للحوار من أجل الإنسانية، الذي نعتبره يوما مشهودا وحدثا بارزا، والتي تتفق أهدافه السامية مع ما تسعى له بلادنا لخير البشرية ورفعتها، لينعم كل إنسان بالحياة الكريمة والمطمئنة في عالم أكثر استقرارا وأمنا. ويطيب لنا أن نعرب للجميع عن حرصنا واهتمامنا الكبير برعاية هذا التجمع العالمي الهام، إيمانا منا بالدور المؤثر للقيادات الدينية، وأصحاب الفكر، وأهل الاختصاص في معالجة مختلف التحديات والأزمات التي تواجهها مجتمعاتنا لمزيد من السلام والاستقرار.  ويسعدنا في ختام أعمال هذا الملتقى المبارك، أن نهنئكم على نجاح أعماله، بحضور ومشاركة هذه الصفوة من حكماء الشرق والغرب، الذين رهنوا أنفسهم لخدمة الإنسانية والعمل من أجل رفعتها، واتحدوا قولا وعملا لإعلاء قيم السلام والتعارف المتبادل، وبالتعاون على البر والتقوى لتعزيز التآخي والتعايش السلمي بين شعوب الأرض كافة. ضيوفنا الأفاضل، لقد تابعنا جميعا، وبكل اهتمام، مداولات الملتقى ونقاشاته، وإننا لننظر إلى مخرجاته وتوصياته القيمة، بعين التفاؤل وبكثير من الأمل، كخير دليل لتقوية مسيرة الأخوة الإنسانية، التي هي بحاجة ماسة، أكثر من أي وقت مضى، لإحياء سبل التقارب والتفاهم بين جميع أهل الأديان والمعتقدات كمدخل أساسي لإحلال التوافق محل الخلاف، وإرساء الوحدة محل الفرقة. ولا يسعنا على ضوء ما توصلتم له من نتائج مهمة، نؤيدها أشد التأييد، إلا أن نؤكد لكم بأننا سوف نوليها - بإذن الله - جل عنايتنا، لتأخذ مسارها الصحيح ضمن مساعينا التي نبذلها للإسهام في نشر السلام وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك بين دولنا وشعوبها. وتحتم علينا الأوضاع الراهنة، ونحن نعمل، يدا بيد، لتحقيق أمل المستقبل المزدهر، بأن نتوافق أولا على رأي واحد لوقف الحرب الروسية الاوكرانية وبدء مفاوضات جادة لخير البشرية جمعاء، والبحرين على أتم الاستعداد لتقديم ما يتطلبه هذا المسعى بإذن الله.

وختاما، نتوجه بخالص تقديرنا للمشاركين الأجلاء على ما يبذلونه من جهد مقدر وسعي مشكور في أداء مهامهم النبيلة، وبالشكر والامتنان للجهات المنظمة التي أسهمت في الإعداد للملتقى وتنظيمه كما يجب، داعين الله عز وجل، أن يسدد خطى الجميع بالتوفيق والبركات على درب المحبة والوئام بالتواصي بالحق وبالصبر لصلاح البشرية وخيرها".

شيخ الازهر

بعد ذلك ألقى شيخ الأزهر كلمة جاء فيها: "أبدأ كلمتي بتقديم خالص الشكر والتقدير لكم جلالة الملك ولشعبكم الأصيل الكريم، شعب البحرين، على دعوتي لزيارة مملكة البحرين العزيزة، والمشاركة في هذا الملتقى الكبير: «ملتقى الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني.

وإنه لملتقى تاريخي لما يضمه من قامات كبرى من العلماء والحكماء وقادة الفكر، وكبار والسياسيين والإعلاميين وغيرهم من شرق البلاد وغربها.. وهو -كذلك- ملتقى يستحق أن يتوقف التاريخ عنده ليسجل كلماته وتوصياته بأحرف من نور؛ فهو صوت ينبعث من البحرين هذا البلد العريق، صاحب الميراث التليد في الجنوح إلى السلام والتسامح وتعايش الحضارات والثقافات وحواراتها، وتحويل ما يلائم منها إلى مصدر طاقة خلاقة ومبدعة تصب في اتجاه الاستقرار المجتمعي، والتطور الاجتماعي البناء.

هذا؛ وما أظنني في حاجة إلى أن أكرر على مسامعكم أحاديث الصراع الذي تعيشه الإنسانية اليوم في الشرق والغرب، ولا وصف ثمراته المـــرة التي يجنيها إنسان القرن الحادي والعشرين: حروبا ودماء وتدميرا وفقرا، بل ثكلا ويتما وترملا وتشريدا، ورعبا من مستقبل مجهول، غير أن من المهم الإشارة إلى أن سبب هذه المآسي هو «غياب» ضابط «العدالة»

الدولية الذي وضعه الله قانونا لاستقرار المجتمعات، وتحقيق توازن الإنسان: جسدا وروحا على هذه الأرض، وإلا تحولت المجتمعات الإنسانية إلى ما يشبه مجتمعات الغاب والأحراش.. دع عنك ضحايا الحروب التي يصنعها «اقتصاد السوق»

واحتكار الثروات، وجشع التملك والاستهلاك، وتجارة الأسلحة الثقيلة والفتاكة وتصديرها إلى بلدان العالم الثالث، وما يلزم ترويجها من تصدير للنزاع الطائفي والمذهبي، وتشجيع للفتنة والنزاع، وزعزعة الاستقرار.

والسياسات التي تثمر هذه المآسي أصبحت تدعمها نظريات فلسفية نزلت إلى واقع المجتمعات الغربية، وحكمت تصورات الدول الكبرى في علاقاتها الدولية مع الشعوب النامية والفقيرة، وتأتي في مقدمة هذه النظريات: نظرية صراع الحضارات، ونظرية نهاية التاريخ، ونظرية العولمة، وكلها نظريات استعلائية تمهد لميلاد نظام عالمي جديد، وتمكن لاستعمار حديث لا نعرف قوادمه من خوافيه، ومنذ أيام قليلة فقط سمعنا تصريحات لأحد كبار المسؤولين الغربيين يقول فيها ما معناه: أن أوروبا حديقة غناء، والعالـم من حولها أدغال وأحراش، ومثل هذه التصريحات غير المدروسة إن دلت على شيء فإنما تدل على جهل واضح بحضارات الشرق، وبتاريخها الذي يضرب بجذوره إلى أكثر من خمسة آلاف عام، وليس إلى ثلاثمائة أو أربعمائة عام فقط.

على أن جل هذه المخاوف التي تساور نفوس الشرقيين اليـوم من الحضارة الغربية، تساور –وبالقدر ذاته– عقول نخبة متميزة من مفكري الغرب وكبار قادته، فقد أدرك بعضهم أن «السياسة الغربية لم تعد مجدية في معالجة الأزمات العالمية، لما تتسم به من تشنجات تقوم على استعراض «عضلات السلاح المدمر الذي يهدد الإنسانية، واقترح أن تحل «الثقافة» محل السياسة، في العلاقات الدولية، لما للثقافة من قدرة على فهم الإنسان، واستيعاب أبعاده المتعددة: جسدا وروحا وعقلا ووجدانا»

ومرة أخرى لا ينبغي أن نيأس من أن يأتي يوم قريب تستعيد فيه علاقات الشرق والغرب صحتها وعافيتها، لتصبح علاقة تكامل وتعاون متبادل، بعدما تقاربت المسافات وتلاشت الحدود، ولم يعد أي من الغرب والشرق بمعزل عن الآخر كما كان في القرن الماضي.

والحقيقة، أن الغرب في حاجة إلى حكمة الشرق وأديانه وما تربى عليه الناس من قيم خلقية، ونظرة متوازنة إلى الإنسان والكون وخالق الكون، وهو في حاجة إلى روحانية الشرق، وعمق نظرته إلى حقائق الأشياء، وإلى التوقف طويلا عند الحكمة الخالدة التي تقول: «ليس كل ما يلمع ذهبا، بل إن الغرب لمحتاج إلى أسواق الشرق وسواعد أبنائه، في مصانعه في أفريقيا وآسيا وغيرهما، وهو في حاجة إلى المواد الخام المكنوزة في أعماق هاتين القارتين، والتي لولاها لما وجدت مصانع الغرب ما تنتجه، وليس من الإنصاف في شيء أن يكون جزاء المحسن مزيدا من الفقر والجهل والمرض.. والشيء ذاته يقال على الشرق، فهو في حاجة إلى اقتباس علوم الغرب والاستعانة بها في نهضته التقنية والمادية، واستيراد المنتجات الصناعية، من أسواق الغرب؛ كما يجب على الشرقيين أن ينظروا إلى الغرب نظرة جديدة فيها شيء من التواضع، وكثير من حسن الظن والشعور بالجار القريب، والفهم المتسامح لمدنية الغرب وعادات الغربيين بحسبانها نتاج ظروف وتطورات وتفاعلات خاصة بهم دفعوا ثمنها غاليا عبر قرون عدة.

وعلى علماء الإسلام ألا يملوا من توضيح «ما في الدين الإسلامي من المبادئ السامية، والإخاء البشري والتعاون الإنساني وغيرها من المشتركات التي يتصالح عليها الغربيون والشرقيون ويرحبون بها، وأن يحرصوا على تعريف الغربيين للإسلام على حقيقته .

كما تجب الإشارة إلى أن كثيرا من المسلمين هاجروا إلى الغرب واستوطنوه، وصاروا جزءا لا يتجزأ من نسيج شعوبه، كما هاجرت أنماط الحياة الغربية وصورها إلى الشرقيين وغلبت على تقاليدهم وعاداتهم وسلوكياتهم الحديثة والمعاصرة، وأثرت على مساحة لا يستهان بها في رؤاهم وأنظارهم، بل في مناهج تعليمهم وطرائق تفكيرهم.. وغير ذلك مما يمهد، لأن تـحل علاقة إنسانية جديدة، تدرج فيها حضارة هادئة يحافظ فيها على ثقافات الشعوب وخصائصها وتبايناتها، بعيدا عن مسارات الهيمنة الثقافية والحضارات المتصارعة وهذا ما يؤكده المفكر الفرنسي المعاصر تودوروف تزفيتان في كتابه: «الخوف من البرابرة»، حيث يقول: «إنه لا يمكن اعتبار الثقافة الغربية وحدها ذات طابع حضاري، وأنها المعيار الذي تتحدد به ثقافات الآخرين.

فأي تدخل في ثقافات الآخرين يعد إساءة في استخدام السلطة؛ لأنه لا يمكن إرساء الحرية والمساواة عبر الإكراه، وإلا فلن نختلف عن هؤلاء الذين نصفهم بأنهم برابرة. ولقد أكدت ذلك في وضوح شديد وثيقة «الأخوة الإنسانية، تلك التي أحدثت حراكا ملموسا -في الشرق والغرب- وقدمت أنموذجا متميــزا لما ينبغي أن يكون عليه حوار الأديان والحضارات من احترام متبادل وتأثير فعلي في علاقات الشعوب المبنية على التعارف والتعاون والأخوة والسلام، وسلطت الضوء على أهمية العلاقة بين الشرق والغرب، وكيف أن لكل منهما أن يستفيد من الآخر.. وأنا واثق بإذن الله من أن مسيرة الأخوة الإنسانية والتي يعد هذا الملتقى التاريخي على أرض البحرين الطيبة أحد أهم روافدها وأركانها الداعمة سوف تسهم في تعزيز هذا التقارب والتعارف بين الشرق والغرب.. وكيف لا! وقد مثل إعلان مملكة البحرين للتعايش السلمي خطوة مهمة لتعزيز المواطنة وإعلاء قيم التسامح والتفاهم بين الناس.

لدينا اليوم نظرية شرقية إسلامية، بديلة لنظرية «صراع الحضارات تسمى بنظرية: «التعارف الحضاري"، حظيت في الآونة الأخيرة باهتمام فريق من المفكرين والباحثين المتميزين، وقدموها كرد فعل مناقض لنظرية «الصراع الحضاري"، وهي تعني الانفتاح على الآخر، وتعرف كل من الطرفين على الطرف الآخر في إطار من التعاون وتبادل المنافع، وتمكين الإنسان من أداء الأمانة التي ائتمنه الله عليها، وهي: إعمار الأرض ومسؤوليته عن إصلاحها وعدم الإفساد فيها بأية صورة من صور الفساد.

وتستند هذه النظرية إلى كلمة «التعارف الواردة في القرآن الكريم، كما تستند في إطارها الكلي إلى أصول قرآنية ثلاثة:

الأصل الأول: هو: أن الله تعالى خلق عباده مختلفين في العرق واللون واللغة والدين، وخصائص أخرى غيرها، وأنهم سيبقون مختلفين في هذه الخصائص إلى آخر لحظة في عمر هذا الكون ? ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين? [هود: 118].

الأصل الثاني: هو: أنه تعالى كما خلــق الناس مختلفين؛ فلا مفر من أن يخلقهم أحرارا فيما يعتقدون، وإلا لما تحقق الاختلاف الذي جعله سنته في خلقه.. وفي حق حرية الاعتقاد نقرأ قوله تعالى: ? لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي? [البقرة: 256].. وقوله مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم: ? أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين? [يونس: 99]، وقوله له أيضا: ? لست عليهم بمصيطر? [الغاشية: 22]..

الأصل الثالث: إذا كان القرآن الكريم يقرر الحقيقتين السابقتين، وهما: اختلاف الناس، وضمان حرياتهم فيما يعتقدون، فما هو نوع العلاقة بينهم فيما تقرره فلسفة القرآن؟! ليس من سبيل لهذه العلاقة إلا أن تكون «التعارف، الذي رسمه الله تعالى إطارا للمعاملات والعلاقات بين الناس.. وهذا هو ما نقرأهصريحا في القرآن الكريم: ? يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير? [الحجرات: 13]، نعم! هو الأصل الثالث المستدل منطقيا من الأصلين السابقين، ويمكن صياغته في قاعدة تقول: العلاقة المشروعة بين الناس في القرآن هي فقط علاقة «التعارف والسلام»

وهكذا تترتب القوانين القرآنية لضبط العلاقات الإنسانية في القرآن الكريم ترتبا منطقيا لا مجال فيه لتأويل أو تحريف: الاختلاف في الطبائع المستلزم لحرية الاعتقاد، المستلزمة بدورها لعلاقة السلام بين الناس.

ومن هذه النصوص المؤسسة لمفهوم الإسلام يتضح في جلاء أنه دين السلام، ودين حرية الاختلاف في العقيدة، والاختلاف في الرأي، وأنه ليـس صحـــيحا ما يقال وما يروج -بين الحين والآخر- من أن سبب مشروعية القتال في الإسلام هو كفر الآخرين، فهذا كذب محض على الإسلام وعلى سيرة رسول الإسلام، حتى وإن تبنى هذا الافتراء بعض المنتسبين إلى هذا الدين القائم على الحجة والبرهان، لا على الريبة والبهتان..

وفي الختام أقول: إنني إذ أحيي من اختاروا لملتقانا هذا عنوان: الشرق والغرب.. من أجل التعايش الإنساني.. فإنني أقدر الظرف الصعب الذي يمر به عالمنا المعاصر، وما يواجهه من تحديات تهدد الوجود الإنساني واستقرار الشعوب، واسمحوا لي حضراتكم أن أتوجه من منبر هذا الملتقى التاريخي بنداءين: نداء إلى علماء الأديان والمفكرين والإعلاميين بأن يبذلوا مزيدا من الجهد على تربية النشء وتثقيف الشباب بمشتركات الأديان وتحويلها إلى برامج علمية وتربوية معاصرة، تعلم الشباب بأن الحياة -في فلسفة الأديان- تتسع للمخالف في الدين والعرق واللون واللسان، وأن تنوع الثقافات يثري الحضارة الإنسانية ويبني السلام المفقود.

ثم بنداء إلى علماء الدين الإسلامي في العالم كله على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم، إلى المسارعة بعقد حوار (إسلامي إسلامي) جاد، من أجل إقرار الوحدة والتقارب والتعارف، حوار من أجل الأخوة الدينية والإنسانية، تنبذ فيه أسباب الفرقة والفتنة والنزاع الطائفي على وجه الخصوص، ويركز فيه على نقاط الاتفاق والتلاقي، وأن ينص في قراراته على القاعدة الذهبية التي تقول: يعذر بعضنا بعضا فيما نختلف فيه، كما ينص فيه على وقف خطابات الكراهية المتبادلة، وأساليب الاستفزاز والتكفير، وضرورة تجاوز الصراعات التاريخية والمعاصرة بكل إشكالاتها ورواسبها السيئة، وهذه الدعوة إذ أتوجه بها إلى إخوتنا من المسلمين الشيعة، فإنني على استعداد، ومعي كبار علماء الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، لعقد مثل هذا الاجتماع بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة للجلوس معا على مائدة واحدة؛ لتجاوز صفحة الماضي وتعزيز الشأن الإسلامي ووحدة المواقف الإسلامية، التي تتسم بالواقعية، وتلبي مقاصد الإسلام وشريعته، وتحرم على المسلمين الإصغاء لدعوات الفرقة والشقاق، وأن يحذروا الوقوع في شرك العبث باستقرار الأوطان، واستغلال الدين في إثارة النعرات القومية والمذهبية، والتدخل في شؤون الدول والنيل من سيادتها أو اغتصاب أراضيها.

وبهذه المناسبة ومن هذا الملتقى الذي يحتضن حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني فإنني أضم صوتي إلى صوت محبي الخير ممن يدعون إلى السلام ووقف الحرب الروسية الأوكرانية، وحقن دماء الأبرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل في هذه المأساة، ورفع راية السلام بدلا من راية الانتصار، والجلوس إلى دائرة الحوار والمفاوضات، كما أدعو إلى وقف الاقتتال الدائر في شتى بقاع الأرض «لإعادة بناء جسور الحوار والتفاهم والثقة من أجل استعادة السلام في عالم مثخن بالجراح؛ وحتى لا يكون البديل هو المزيد من معاناة الشعوب الفقيرة، والمزيد من العواقب الوخيمة على الشرق والغرب معا".

البابا فرنسي

كما ألقى قداسة بابا الفاتيكان كلمة قال فيها: "أحييكم تحية قلبية، وأشكركم على حفاوة الاستقبال وعلى عقد منتدى الحوار هذا، الذي تم تنظيمه تحت رعاية صاحب الجلالة، ملك البحرين. يتخذ هذا البلد اسمه من المياه المحيطة به: في الواقع، كلمة "البحرين" تذكر بـ "بحرين" اثنين. لنفكر في مياه البحر، التي تربط بين الأراضي وتوصل الناس بعضهم ببعض، وتربط بين الشعوب البعيدة. يقول المثل القديم "ما تقسمه الأرض، يوحده البحر". وكوكبنا الأرض، إذا نظرنا إليه من عل، يبدو وكأنه بحر أزرق واسع، يربط بين شواطئ مختلفة. من السماء، يبدو أنها تذكرنا بأننا عائلة واحدة: لسنا جزرا، بل نحن مجموعة واحدة كبيرة من الجزر. هكذا يريدنا الإله العلي. وهذا البلد، مجموعة جزر مكونة من أكثر من ثلاثين جزيرة، يمكن أن يكون رمزا لهذه الإرادة الإلهية.

ومع ذلك، فنحن نعيش في أوقات فيها البشرية، المرتبطة بعضها مع بعض كما لم تكن من قبل، تبدو أكثر انقساما، وغير متحدة. يمكن أن يساعدنا اسم "البحرين في متابعة تفكيرنا: "البحران" اللذان يشير إليهما هما المياه العذبة في ينابيعها الجوفية، ومياه الخليج المالحة. كذلك، نجد أنفسنا اليوم أمام بحرين متعارضين في مذاقهما: من ناحية، العيش المشترك، بحر هادئ وعذب، ومن ناحية أخرى، البحر المرير من اللامبالاة، وتشوبه العلاقات، التي تثيرها رياح الحرب، وأمواجه المدمرة والمضطربة بشكل متزايد، والتي تهدد بهلاك الجميع.

وللأسف، الشرق والغرب يشبهان بصورة متزايدة بحرين متخاصمين. لكن، نحن هنا معا لأننا عازمون على الإبحار في البحر نفسه، واختيارنا هو طريق اللقاء، بدلا من طريق المواجهة، وطريق الحوار الذي يشير إليه هذا المنتدى: "الشرق والغرب من أجل العيش الإنساني معا".

بعد حربين عالميتين مروعتين، وبعد حرب باردة ظل العالم فيها حابسنا أنفاسه، مدة عشرات السنين، وسط صراعات مدمرة في كل جزء من العالم، وبين أصوات الاتهام والتهديد والإدانة، ما زلنا نجد أنفسنا على حافة الهاوية في توازن هشت، ولا نريد أن نغرق. نحن أمام وضع تناقضات غريبة: من جهة، غالبية سكان العالم يجدون أنفسهم موحدين بنفس الصعوبات، ويعانون، أزمات خطيرة، في الغذاء والبيئة والوباء، بالإضافة إلى العبث المتزايد بكوكبنا، ومن ناحية أخرى، عدد قليل من أصحاب السلطان يتركزون في صراع حازم من أجل المصالح الخاصة، يحيون اللغات القديمة (لغات الحرب)، ويعيدون رسم مناطق النفوذ والكتل المتعارضة.

وهكذا يبدو أننا نشاهد سيناريو مأساوي وكأنه وقوع في "الطفولة: في حديقة الإنسانية، بدلا من أن نعتني ونهتم بالكل، نلعب بالنار، وبالصواريخ والقذائف، وبأسلحة تسبب البكاء والموت، وتغطي البيت المشترك بالرماد والكراهية.

هذه العواقب المريرة: إن في زيادة التناقضات، ولم تعد إلى أن نكتشف من جديد مقدرتنا على التفاهم، وإن استمررنا حازمين لفرض نماذجنا ورؤانا الاستبدادية والإمبريالية والقومية والشعبوية، وإن كنا لا نهتم بثقافة الآخر، وإن لم نستمع إلى صرخة عامة الناس وصوت الفقراء، وإن لم نتوقف عن التمييز، على طريقة المانوية، بين صالح وشرير، وإن لم نجتهد في أن نفهم بعضنا بعضا ولم نتعاون لخير الجميع. هذه الخيارات موجودة أمامنا. لأنه في عالم معولم لا يمكن أن نتقدم إلا إذا وضعنا أيدينا على المجاديف معا، لأننا إن أبحرنا وحدنا ستتقاذفنا أمواج البحر.

في بحر الصراعات العاصف، لنضع أمام أعيننا "وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، ففيه أمل للقاء مثمر بين الغرب والشرق، مفيد لشفاء الأمراض فيهما. نحن هنا، مؤمنون بالله وبالإخوة، لنرفض "الفكر العازل"، وطريقة النظر إلى الواقع التي تتجاهل بحر البشرية الواحد، لتركز فقط على التيارات الخاصة فيه. نريد تسوية الخلافات بين الشرق والغرب من أجل خير الجميع، من دون أن نغفل الانتباه إلى فجوة أخرى أخذة في النمو بثبات وبصورة مأسوية، وهي الفجوة بين الشمال والجنوب في العالم.

ظهور الصراعات يجب ألا يجعلنا نغفل عن المآسي الكامنة في الإنسانية، مثل كارثة عدم المساواة، حيث يختبر معظم الناس الذين يسكنون الأرض ظلما غير مسبوق، ومصيبة الجوع المخجلة، وكارثة تغير المناخ، نتيجة إهمال العناية بالبيت المشترك.

حول هذه القضايا، التي تمت مناقشتها في هذه الأيام، قادة الديانات لا يمكن ألا يلتزموا وألا يقدموا المثل الصالح. لنا دور محدد، وهذا المنتدى يوفر لنا فرصة أخرى في هذا الاتجاه. إنه واجبنا أن نشجع الإنسانية ونساعدها على الإبحار معا، فهي في الوقت نفسه مترابطة، وبقدر ما هي مترابطة فإنها متباعدة بعضها عن بعض.

لذلك أود أن أحدد ثلاثة تحديات نابعة من وثيقة الأخوة الإنسانية وإعلان مملكة البحرين، الذي كان موضوع تفكيرنا في هذه الأيام. إنها الصلاة والتربية والعمل.

أولا، الصلاة التي تلمس قلب الإنسان. في الواقع، الماسي التي نعانيها والتمزقات الخطيرة التي نختبرها، "وعدم التوازنات التي يعاني منها العالم المعاصر مرتبط بعدم التوازن العميق المتأصل في قلب الإنسان" (دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، فرح ورجاء، 10). فالخطر الأكبر لا يكمن في الأشياء، أو في الوقائع المادية، أو في المنظمات، بل في ميل الإنسان إلى الانغلاق على جوهر كيانه، على "الأنا"، وعلى جماعته، ومصالحه السخيفة. هذا الميل ليس عيبا في عصرنا فقط، فقد وجد منذ أن كان الإنسان إنسانا، وبعون الله يمكن علاجه (راجع رسالة بابوية عامة، كلنا إخوة - Fratelli tutti ، 166)

لهذا فإن الصلاة وانفتاح القلب أمام العلي أمر أساسي لتطهير أنفسنا من الأنانية، والانغلاق، والمرجعية الذاتية، والأكاذيب والظلم. الذي يصلي ينال السلام في قلبه ولا يسعه إلا أن يكون شاهدا له ورسولا، وداعيا إليه، بمثاله أولا، رفقاءه حتى لا يصيروا رهائن لوثنية تحصر الإنسان في ما يبيعه أو يشتريه أو في ما يتلهى به. عليه أن يدعوهم إلى أن يكتشفوا من جديد الكرامة اللانهائية المطبوعة في كل واحد منا. الإنسان المتدين، إنسان السلام، هو الذي يسير مع الآخرين على الأرض، ويدعوهم بلطف واحترام إلى أن يرفعوا نظرهم إلى السماء. ويحمل في صلاته، مثل البخور الذي يرتفع إلى العلي (راجع مزمور 141، 2)، جهود الجميع وشدائدهم.

لكن لكي يحصل هذا الأمر، هناك مقدمة لا بد منها، وهي: الحرية الدينية. يقول إعلان مملكة البحرين إن "الله هدانا إلى عطيته الإلهية، عطية حرية الاختيار"، "فلا يمكن لأي شكل من أشكال الإكراه الديني أن يقود الشخص إلى علاقة لها معنى مع الله". كل نوع من الإكراه يتنافى مع جلال الله وقدرته تعالى، لأن الله لم يسلم العالم إلى عبيد، بل إلى مخلوقات حرة، يحترمها احتراما كاملا. لذلك، لنلتزم، حتى تكون حرية المخلوقات مرآة لحرية الخالق العظمى، وحتى تكون أماكن العبادة محمية ومحترمة، دائما وفي كل مكان، وتكون الصلاة محمية لا يوضع أمامها أي عائق. ولا يكفي أن نمنح التصاريح والاعتراف بحرية العبادة، بل من الضروري أن نصل إلى تحقيق الحرية الدينية الحقيقية. وليس كل مجتمع فقط، بل كل معتقد مدعو إلى أن يتحقق من نفسه في ذلك. إنه مدعو إلى أن يسأل نفسه هل يفرض قيودا من الخارج على خلائق الله، أم يحررها من الداخل؟ هل يساعد الإنسان على أن ينبذ التصلب، والانغلاق والعنف، وهل يزيد في المؤمنين الحرية الحقيقية، التي لا تقوم بأن تفعل ما يبدو لك ويسرك، بل أن نعد أنفسنا لعمل الخير الذي خلقنا الله له.

تحدي الصلاة يخص القلب. والتحدي الثاني، التربية، يخص أساسا عقل الإنسان. يقول إعلان مملكة البحرين إن "الجهل هو عدو السلام". هذا صحيح، لأنه حيث تنقص فرص التعليم، يزداد التطرف وتتجذر الأصولية. وإن كان الجهل عدو السلام، فإن التربية صديقة للتنمية، شرط أن تكون تعليما يليق حقا بالإنسان، الكائن الديناميكي وذي العلاقات: إذن لا يكن التعليم تزمتا ولونا واحدا منغلقا، بل ليكن منفتحا على التحديات وحساسا للتغيرات الثقافية، وليس ذاتي المرجعية عازلا، بل متنبها لتاريخ وثقافة الآخرين، وليس جامدا بل دائما في حالة بحث، لكي يشمل جوانب مختلفة وأساسية للإنسانية الواحدة التي ننتمي إليها. وهذا يسمح لنا، خصوصا، بأن ندخل إلى قلب المشاكل، دون أن ندعي أن لدينا الحل، ودون أن نحل المشاكل المعقدة بالقول إنها بسيطة، بل نكون مستعدين لمواجهة الأزمة دون أن نستسلم لمنطق الصراع. في الواقع، لا يليق بالعقل البشري أن يسمح لمبررات القوة بأن تسود على قوة العقل، ولا يستخدم أساليب الماضي لحل المسائل الحالية، ولا يطبق مخططات تقنية أو ما يلائم الساعة على تاريخ الإنسان وثقافته. هذا يتطلب منا أن نتساءل، وأن نضع أنفسنا في أزمة، وأن نعرف كيف نحاور بصبر واحترام، وبروح الاستماع، وأن نتعلم تاريخ وثقافة الآخرين. هكذا يتم تربية العقل البشري، وتغذية التفاهم المتبادل. لأنه لا يكفي أن نقول إننا متسامحون، بل علينا حقا أن نفسح المجال للآخر، ونعطيه الحقوق والفرص. إنها عقلية تبدأ بالتربية، والأديان مدعوة إلى دعمها.

على وجه التحديد، أود أن أؤكد على ثلاثة أمور تربوية ملحة. أولا، الاعتراف بالمرأة في المجال العام: "في التعليم والعمل وممارسة حقوقها الاجتماعية السياسية" (راجع وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك). التربية في هذا المجال، كما في المجالات الأخرى، هي الطريق من أجل التحرر من الموروثات التاريخية والاجتماعية المناقضة لروح التضامن الأخوي، الذي يجب أن يتميز به من يعبد الله ويحب القريب.

ثانيا، "حماية حقوق الأطفال الأساسية" (المرجع نفسه)، حتى يكبروا وقد تعلموا، ووجدوا المساعدة اللازمة، والمرافقة، ولا يكون مصيرهم في أنياب الجوع ولسعات العنف. لنرب، ولنرب أنفسنا، لننظر إلى الأزمات، والمشاكل، والحروب، بعيون الأطفال: ليس الطفولة الساذجة، بل بالحكمة بعيدة النظر، لأنه إن فكرنا فيهم فقط، سيظهر لنا التقدم في البراءة، بدل الربح، وسنساهم في بناء مستقبل يليق بالإنسان.

التربية التي تبدأ في خلية العائلة، تستمر في سياق الجماعة، والقرية أو المدينة. لهذا، ثالثا، أود أن أؤكد على التربية على المواطنة، وعلى العيش معا، في الاحترام وضمن القوانين. وخصوصا، على أهمية "مفهوم المواطنة" نفسها، الذي "يقوم على المساواة في الواجبات والحقوق. لذا يجب العمل على ترسيخ مفهوم المواطنة الكاملة في مجتمعاتنا، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح «الأقليات» الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد لبذور الفتن والشقاق، ويلغي استحقاقات وحقوق بعض المواطنين الدينية والمدنية، ويؤدي إلى ممارسة التمييز ضدهم" (المرجع نفسه).

وهكذا نأتي إلى آخر تحد من التحديات الثلاثة، وهو العمل، ويمكننا أن نقول قوى الإنسان. يقول إعلان مملكة البحرين إن "الدعوة إلى الكراهية والعنف والفتنة، هي تدنيس لاسم الله". يرفض المتدين هذا الكلام، دون أي تبرير. يقول بقوة "لا" للحرب التي هي تجديف على الله، واستخدام العنف. ويترجم هذا الـ "لا"، بصوة متسقة في العمل. لأنه لا يكفي أن نقول إن هذه الديانة مسالمة، بل من الضروري أن ندين ونعزل العنيفين الذين يسيئون إلى اسم الدين. ولا يكفي حتى أن نبتعد عن التعصب والتطرف، بل يجب العمل في الاتجاه المعاكس. "لذلك يجب وقف دعم الحركات الإرهابية بالمال أو بالسلاح أو التخطيط أو التبرير، أو بتوفير الغطاء الإعلامي لها، ويجب اعتبار ذلك من الجرائم الدولية التي تهدد الأمن والسلم العالميين، ويجب إدانة ذلك التطرف بكل أشكاله وصوره" (وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك).

الإنسان المتدين، رجل السلام، يعارض أيضا السباق إلى التسلح، وشؤون الحرب، وسوق الموت. لا يدعم "التحالفات ضد أحد ما"، بل يدعم طرق اللقاء مع الجميع: ودون الاستسلام للنسبية أو لتوفيقية المعتقدات من أي نوع، يسلك طريقا واحدا فقط، هو طريق الأخوة والحوار والسلام. هذه هي أجوبته عندما يقول "نعم". أيها الأصدقاء الأعزاء، لنسلك هذا الطريق: ولنفتح قلبنا لأخينا، ولنتقدم في طريق المعرفة المتبادلة. لنوثق الروابط بيننا، من دون ازدواجية ومن دون خوف، باسم الخالق الذي وضعنا معا في العالم حراسا على الإخوة والأخوات.

وإن تفاوضت قوى مختلفة فيما بينها من أجل المصالح، المال، واستراتيجيات السلطة، لنبين نحن أن هناك طريقا آخر ممكن للقاء. وهو ممكن وضروري، لأن القوة والسلاح والمال لن يصنعوا مستقبل سلام إطلاقا. لنلتق إذن من أجل خير الإنسان وباسم من أحب الإنسان، الذي اسمه سلام. لنشجع المبادرات العملية، حتى تكون مسيرة الأديان الكبرى دائما فعالة وثابتة أكثر، لتكن ضمير سلام للعالم!

 الخالق يدعونا إلى العمل، وخاصة لصالح الكثير الكثير من مخلوقاته الذين ما زالوا لا يجدون مكانا كافيا في أجندات الأقوياء: الفقراء، والذين لم يولدوا بعد، وكبار السن، والمرضى، والمهاجرون... إن كنا نحن، الذين نؤمن بإله الرحمة، لا نستمع إلى الفقراء، ولا نكون صوتا لمن لا صوت لهم، فمن يفعل ذلك؟ لنكن إلى جانبهم، ولنعمل على مساعدة الإنسان الجريح والواقع في الشدة! إن فعلنا ذلك، سنجذب بركة الله تعالى على العالم. لينر خطواتنا ويوحد قلوبنا وعقولنا وقوانا (راجع مرقس 12، 30)، حتى تكمل عبادتنا الله بمحبتنا الأخوية والعملية للغير: لكي نكون معا أنبياء العيش معا، وصناع الوحدة، وبناة السلام".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 04 – 05 تشرين الثاني/2022

رابط الموقع                                                                      

http://eliasbejjaninews.com

لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

اضغط على الرابط في اسفل للإنضمام لكروب Eliasbejjaninews whatsapp group وذلك لإستلام نشراتي العربية والإنكليزية اليومية بانتظام

https://chat.whatsapp.com/FPF0N7lE5S484LNaSm0MjW

Click On The above Link To Join Eliasbejjaninews whatsapp group so you get the LCCC Daily A/E Bulletins every day

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 04 تشرين الثاني/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/113162/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1588/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For November 04/2022/Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/113165/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-november-04-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/