المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 28 حزيران/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.june28.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

 

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/مسرحية استشارات ميقاتي بهدلي ع الآخر وحفلة دجل وكذب ع الناس

الياس بجاني/هذا هو معيار الصدق والسيادية والجدية وبس

الياس بجاني/دولة إسرائيل تساعد أفراد جيش لبنان الجنوبي الأبطال والمقاومين الحقيقيين، وتؤمن لهم ولعائلاتهم حياة كريمة، في حين أن سلطات لبنان المحتل من قِّبل إيران وحزبها الشيطاني، تمنع عودتهم وتتهمهم باطلاً بالعمالة

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع طوني بولس من موقع ليبانون ديبايت

* حزب الله إرهابي وليس مقاومة وهو يدمر لبنان ولهذا من مصلحة إسرائيل أن تحميه.

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم: هنية: طريق القدس تمر من لبنان

الإخوان يريدون فتح مصر ونشر الإسلام

أبو أرز: نذكّر اسماعيل هنيةً بأن شعار “لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان” يظل ساري المفعول حتى تحقيقه.

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القوميّة اللبنانية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 27/06/2022

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 27 حزيران 2022

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الإثنين 27-06-2022

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 27-06-2022

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزارة الصحة: 752 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة

لبنان: انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل حكومة جديدة

إعلان «التقدمي» عدم المشاركة في الحكومة للتسهيل وليس للتعطيل

لا حلحلة.. ولبنان أمام أسبوعين حاسمين!

التأليف رهينة “تناتش” الحصص

3 سيناريوهات تنتظر استشارات التأليف

صفحة دوليّة جديدة مع لبنان؟

إسرائيل “تبرّد” أرضية الترسيم: عودة إلى “الناقورة”!

لبنان: الخلاف يشتد بشأن تأليف الحكومة وميقاتي يتمسك بصلاحياته الدستورية

حمادة لـ"السياسة": استهداف السعودية والخليج ضعف

الخارجية الأميركية تكشف تفاصيل ترسيم الحدود!

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول أميركي: فريق التفاوض في طريقه للدوحة وتشاؤم من الموقف الإيراني...مصادر أميركية المفاوضات تبدأ غدا وقد تستمر يومان

إسرائيل: سنواصل العمل مع القوى العالمية بشأن أي اتفاق نووي مع إيران

اتفاق عراقي ـ إيراني على «تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط»

رئيسي للكاظمي: بغداد وطهران يمكن أن تلعبا دوراً مؤثراً في المنطقة

الكاظمي طرح على الرياض وطهران لقاء وزيري خارجية البلدين

زيارات الكاظمي في المنطقة تقلق خصومه مع بدء التنافس على منصب رئيس وزراء

السيسي يبحث في عُمان والبحرين التصدي لمحاولات زعزعة المنطقة

دول "قمة النقب" اجتمعت في البحرين بمشاركة إسرائيل... واتفاق مبدئي بشأن إنشاء تحالف عسكري

زيلينسكي يحض قادة «السبع» على إنهاء الحرب قبل نهاية العام

كييف تحث المدنيين على إخلاء ليسيتشانسك «بشكل عاجل»

عقوبات غربية جديدة على روسيا تستهدف قطاع الذهب

قادة «السبع» يشددون على مواصلة دعم أوكرانيا... ويطلقون استثمارات بـ600 مليار دولار في الدول النامية

10 قتلى و40 جريحاً بضربة صاروخية على مركز تسوّق «مكتظ» في أوكرانيا

مجموعة السبع» ستشدد العقوبات على الاقتصاد الروسي لا سيما صناعات الدفاع

الأمم المتحدة: حرب أوكرانيا قد تتسبب في ازدهار إنتاج المخدرات

الناتو لزيادة عديد قواته عالية التأهب إلى 300 ألف جندي

عبد الله الثاني يطمئن عباس حول «مكانة» القضية الفلسطينية...التقيا في عمان وناقشا أهم الملفات استعداداً لزيارة بايدن

شخصيات فلسطينية مسيحية تطلب لقاء بايدن لوقف مصادرة ممتلكات الكنيسة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"مَن يتلقّى العِصيّ ليس كَمَن يَعدّها"/الياس الزغبي/فايسبوك

زيارة دوكان إلى لبنان غير مؤكّدة/غاصب المختار/اللواء

متى يرفع ميقاتي التصوّر الأوّل للحكومة؟/كلير شكر/نداء الوطن

محاولات متجددة للتلاعب بالدستور!/ناصر زيدا/الشرق الأوسط

الكتلة الوزارية الكبرى لـ”القوات” والثلث المعطّل لـ”الحزب”/ألان سركيس/نداء الوطن

ميقاتي بين خيارين: حكومة فاعلة أو تصريف الأعمال/محمد شقير/الشرق الأوسط

العبور الأخير... حسابات تبديد الوقت؟/نبيل بومنصف/النهار

حنق "حزب الله" على السعودية/وليد شقير/نداء الوطن

صراخ التصعيد/بسام أبو زيد/نداء الوطن

إفراغ البنوك من موظفيها: الوجه الآخر لانهيار القطاع/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

التسمية وفق ما "تهب الرياح" وليس وفق "الاستشارات المُلزِمة"/جان الفغالي/نداء الوطن

مذكرات مثيرة في عاصمة مغلوبة/غسان شربل/الشرق الأوسط

منع الإجهاض... زلزال أميركي محافظ/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

أيُّ شرق أوسط تريد إدارة بايدن؟/سام منسى/الشرق الأوسط

لماذا لا يستطيع الكثيرون من أنصار ترمب مقاومته؟/تيموثي أوبراين/الشرق الأوسط

جولة بايدن المقبلة في المنطقة/رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط

محمّد بن سلمان يواجه تصدير ثورتَيْن؟/نديم قطيش/أساس ميديا

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحلقة الثالثة والأخيرة من مذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل، صائب سلام: تفاصيل المفاوضات التي أدت إلى نهاية الحكم الشهابي وانتخاب فرنجية/موقف القاهرة السلبي من عودة فؤاد شهاب للرئاسة دفعه إلى العزوف عن الترشح

رئيس الجمهورية تلقى رسالة من نظيره الفرنسي والتقى معلوف ونورا جنبلاط ماكرون: فرنسا متعلقة بالروابط الاخوة مع لبنان وشعبه

هنية بعد لقائه الرئيس بري : قوة لبنان واستقراره قوة لفلسطين وعافية لها

سيدة الجبل - يحمّل رئيس الجمهورية، بصفته رأس الدولة، المسؤولية المباشرة في تغطية خرق اسماعيل هنيّة للسيادة الوطنية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ

إنجيل القدّيس متّى18/من06حتى10/"ومَنْ شَكَّكَ وَاحِدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَارِ المُؤْمِنِينَ بي، فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ رَحَى الحِمَار، ويُزَجَّ بِهِ في عُمْقِ البَحْر.أَلوَيلُ لِلْعَالَمِ مِنَ الشُّكُوك! فلا بُدَّ أَنْ تَقَعَ الشُّكُوك، ولكِنِ ٱلوَيْلُ لِمَنْ تَقَعُ الشُّكُوكُ بِسَبَبِهِ.فَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَو رِجْلُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْطَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ وأَنْتَ أَقْطَعُ أَو أَعْرَج، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ يَدَانِ أَو رِجْلانِ وتُلْقَى في النَّارِ الأَبَدِيَّة. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَبَبَ عَثْرَةٍ لَكَ، فَٱقْلَعْهَا وأَلْقِهَا عَنْكَ، فَخَيْرٌ لَكَ أَنْ تَدْخُلَ الحَيَاةَ بِعَيْنٍ وَاحِدَة، مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَيْنَانِ وتُلْقَى في جَهَنَّمِ النَّار. أُنْظُرُوا، لا تَحْتَقِرُوا أَحَدًا مِنْ هؤُلاءِ الصِّغَار، فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ مَلائِكتَهُم في السَّمَاوَاتِ يُشَاهِدُونَ كُلَّ حِينٍ وَجْهَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات".

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

مسرحية استشارات ميقاتي بهدلي ع الآخر وحفلة دجل وكذب ع الناس

الياس بجاني/27 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109666/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d8%b3%d8%b1%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a7%d8%aa%d9%8a-%d8%a8%d9%87/

كم هو مهين لذكاء وذاكرة وكرامة اللبناني، هذا المشهد المسرحي المبكي والمضحك، الذي تصدره اليوم دمية حكومة القمصان السود، وأداة حزب الشيطان المطواعة، وشريك الأسد وأفراد عائلته الكيماويين، المدعو نجيب ميقاتي.

كم هو فاقد للمصداقية والجدية وطبقاً لكل معايير الوطنية والسيادة هذا المخلوق الطويل القامة، والمتهم بسرقة أموال قروض الفقراء، والموضوعة في الأدراج ملفاته القضائية جراء تسويات هرطقية؟

كم هو مهين للبنانيين أن يتصدر مسرحية الاستشارات البلا طعمة الميقاتي، هذا الثري ببلايينه الخمسة أو الستة، وهو المعروف ببخله وبجبنه وبالتبدل بمواقفه بعيداً عن القناعات والوطنية والمبدئية واحترام الذات.

هذا البليونير هو ابن مدينة طرابلس، أفقر مدن المتوسط وعنها وعن فقرائها هو غريب ومغرب.

أبنية طرابلس تنهار، والأطفال تقتل تحت الأنقاض، والميقاتي هذا مخدر بعواطفه والأحاسيس، وكالصنم لا يمد يد العون والمساعدة لأهل مدينته، بل وعن بعد مكتفي بدور المتفرج النداب ليس إلا.

ترى هل هكذا مخلوق هو قادر، وعنده الكفاءة والنية والضمير والمخافة من الله ليكون قائداً لسفينة حكومة خلاص لبنان من احتلال حزب الشيطان، ومن الكوارث الإرهابية والإبليسية والدموية التي جاء بها الملالي؟ بالطبع لا، والرسالة تقرأ من عنوانها.

يبقى أن الاستشارات لا قيمة لها ولا فائدة منها، لأن المشاركين فيها هم نواب أدوات ومجرد أدوات، ارتضوا صاغرين المشاركة بانتخابات معلبة ومركبة سلفاً بظل احتلال وسيطرة حزب الشيطان، مع معرفتهم الأكيدة بأن هذا الحزب هو من سيقرر نتائجها ومسارها ومسيرتها.. وهكذا كانت النتائج.

من هنا فإن هذه الاستشارات مع الميقاتي هي مسخرة ومضيعة للوقت والجهد، كما أن المشاركين فيها كلهم دمى، وبالتالي لا قيمة ولا آمال ترجى منها لأن لا حلول كبيرة أو صغيرة بظل احتلال حزب الشيطان وحكم دماه وأدواته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

هذا هو معيار الصدق والسيادية والجدية وبس

الياس بجاني/26 حزيران/2022

جرأة الشهادة لبطولة ومقاومة اللاجئين في إسرائيل ولجيشهم الجنوبي هي معيار وطنية وصدق كل سياسي ونائب ورجل دين ومسؤول لبناني مسيحي

 

دولة إسرائيل تساعد أفراد جيش لبنان الجنوبي الأبطال والمقاومين الحقيقيين، وتؤمن لهم ولعائلاتهم حياة كريمة، في حين أن سلطات لبنان المحتل من قِّبل إيران وحزبها الشيطاني، تمنع عودتهم وتتهمهم باطلاً بالعمالة

الياس بجاني/26 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109630/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%aa%d8%b3%d8%a7%d8%b9%d8%af-%d8%a3%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%af-%d8%ac/

كما يبين التقرير في أسفل، فإن دولة إسرائيل تعترف علناً وضمن القوانين والتشريعات، بدور جيش لبنان الجنوبي المقاوم والوطني، وتقر حكومتها مساعدات لأفراده في مجال السكن والخدمات، في حين أن لبنان، بلدهم، الذي افتدوه بأرواحهم، وقدموا له النفيس والغالي، ودافعوا عنه وعن كرامته واستقلاله وسيادته وإنسانه، يمنع عودتم ويتهمهم بالعمالة.

إن هؤلاء الأبطال والمقاومين الحقيقيين يتعرضون لأبشع أنواع الاتهامات الكاذبة منذ العام 2000، ويُمنعون من العودة الكريمة والمُشرّفة إلى بلدهم المحتل من قبل إيران وحزبها الشيطاني والإرهابي.

يبقى أن إيران وحزبها الشيطاني والإرهابي يحتلون لبنان ويتحكمون بمطبخ قراراته على كافة المستويات مباشرة ومواربة، وعن طريق مجموعة من المسؤولين الطرواديين الأعداء للبنان، ولكل ما يمثله، ويعملون دون كلل وبمنهجية شيطانية، على إذلال وإفقار وتهجير واضطهاد شعبه، وجره إلى غياهب العصور ال ما قبل الحجرية.

تحية إكبار وإجلال لأهلنا اللاجئين قسراً في إسرائيل، ومع الشرفاء والسياديين، نؤكد على كل حقوقهم التي كفلها لهم الدستور، ونطالب بعودة كريمة ومشرفة لهم كأبطال ومقاومين، وباعتذار رسمي من لبنان الحكم والسياسيين والأحزاب والمراجع الدينية، لما اتهموهم به من أكاذيب وفبركات هرطقية لا تمت للحقيقة بشيء.. وشكراً لدولة إسرائيل على احترام حقوقهم وتقديم المساعدات لهم.

التقرير الذي وصلنا من القيمين على جيش لبنان الجنوبي في إسرائيل

صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار هبة تمنح لقدامى عناصر جيش لبنان الجنوبي، لتختتم مرحلة استمرت أربع سنوات تولاها جيش الدفاع، من أجل مساعدة هذه الفئة وتقديرًا لمن حارب كتف إلى كتف مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. في إطار مشروع القرار المصادق عليه، تقرر على منح كل عنصر من جيش لبنان الجنوبي مساعدة مادية لامتلاك منزل، تقدر بـ 550.000، يحصل عليها كل مستحق بين الأعوام 2022-2026 وذلك اعتمادًا على الترتيب الذي سيتم تحديده من قبل فريق مشترك بين الوزارات، يتم إنشاؤه لصالح توزيع المنحة. هذا الحل جاء لإنهاء أزمة السكن لنحو أربعمائة عائلة لم تتلق جوابًا لمطلبها لدى وصولهم إلى إسرائيل. سيتم تقديم المساعدة فقط لأولئك الذين خدموا في جيش لبنان الجنوبي وفقًا لأحكام قانون جيش لبنان الجنوبي وعائلاتهم أو زوجة /زوج عنصر وافته المنية، بشرط أن يكونوا مقيمين في إسرائيل. مداخلة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال أفيف كوخافي – “لدينا تقدير كبير وواجب تجاه إخوة السلاح، جنود جيش لبنان الجنوبي، الذين حاربوا إلى جانبنا وخاطروا بأرواحهم. نقدر دورهم في انجازات القتال في جنوب لبنان، ومع مرور السنوات لم ننس حلفائنا، واجبنا الأخلاقي هو تأمين حياة كريمة ومحترمة لهم. عملنا على هذا الملف منذ أربع سنوات وانا جد مسرور بثماره. لم تنته الطريق بعد، لكننا نرى في هذه الخطوة انجازًا مهمًا وذات قيمة”. هذا ويرى جيش الدفاع أنه من المهم توفير ظروف مناسبة ومحترمة لأولئك الذين ساعدونا رابطين مصيرهم بمصير دولة إسرائيل. جيش الدفاع يقدر عمل جيش لبنان الجنوبي وسيستمر بالعمل للحفاظ على العلاقة المتينة ومساعدة هذه الفئة.

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مع طوني بولس من موقع ليبانون ديبايت

* حزب الله إرهابي وليس مقاومة وهو يدمر لبنان ولهذا من مصلحة إسرائيل أن تحميه.

*نحن نرفض العيش في دولة حزب الله وإيران

*شبابنا ليبسوا مشاريع انتحار ومقاومة نفاق ودجل.

*حزب الله يخاف الإعلام ولهذا يرهب حزبه الإعلاميين الأحرار والسياديين

*كل لبناني هو معرض للإغتيال بظل احتلال حزب الله وإرهابه

*مقاومة حزب الله كذبة كبيرة

*جولة بايدن على دول الخليج مهمة للغاية

https://www.youtube.com/watch?v=M1M9NErVGaU

 

فيديو حلقة نديم قطيش لليوم: هنية: طريق القدس تمر من لبنان

الإخوان يريدون فتح مصر ونشر الإسلام

https://www.youtube.com/watch?v=jrJz_R9TOlM&ab_channel=%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D8%B2%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9

 

أبو أرز: نذكّر اسماعيل هنيةً بأن شعار “لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان” يظل ساري المفعول حتى تحقيقه.

بيان صادر عن حزب حراس الأرز – حركة القوميّة اللبنانية

27 حزيران/2022

http://eliasbejjaninews.com/archives/109663/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a3%d8%b1%d8%b2-%d9%86%d8%b0%d9%83%d9%91%d8%b1-%d8%a7%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d9%87%d9%86%d9%8a%d8%a9%d9%8b-%d8%a8%d8%a3%d9%86-%d8%b4%d8%b9%d8%a7%d8%b1-%d9%84/

زائر غير مرغوب فيه

على أرضنا زائرٌ ثقيل الظل، يرأس منظمة إرهابية إسمها “حماس”، تسابقت القيادات اللبنانية التافهة على استقباله وأخذ الصور التذكارية إلى جانبه.

تفقّد المعسكرات الفلسطينية، فهلّلت له وحملته على الأكتاف، فوعدها بتحرير القدس (من مقرّه في قطر) وبقرب العودة، متوهّماً أنه صلاح الدين الأيوبي. تجوّل مزهوّاً في شوارع صيدا وكأنه من أهل البيت، والتقى فعاليات المدينة وألقى فيها خطاباً ناريّاً توعّد فيه إسرائيل بإغراقها بِوابل من الصواريخ يُطلقها من أرضنا بمعدل ١٥٠ صاروخاً كل خمس دقائق.

لقد سها عن بال هذا الفاتح المغرور ان هذه العنتريات الخطابية هي التي أشعلت حرباً ضروساً على لبنان انتهت بالقضاء على ما كان يُسمّى بالقضية الفلسطينية.

وسها عن باله أيضاً ان أرضنا ليست سائبة كما يتراءى له وكثيرين غيره، لأن لبنان الدولة التي تنازلت عن سيادة أرضها وقرارها هو غير لبنان الشعب المتمسّك أبداً بسيادته المطلقة على أرضه وقراره.

ونذكّره أخيراً بأن شعار “لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان” يظل ساري المفعول حتى تحقيقه.

#لبيك_لبنان

#أبو_أرز #اتيان_صقر

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 27/06/2022

وطنية/27 حزيران/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون لبنان

بين عدم المشاركة في الحكومة العتيدة وعدم المشاركة لكن المساعدة و أيضا المشاركة والمساهمة في التعاون والنهوض.

جاءت صورة اليوم  الأول من الإستشارات النيابية غير الملزمة التي انطلق مسارها مع جولتي الإستشارات التي بدأها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي على مدى يومين متتاليين في ساحة النجمة علما أن الرئيس ميقاتي يدرس التشكيلة الوزارية بعناية على أن لا تشكل التركيبة الحكومية بابا للنزاع مع أي مكون سياسي وتراعي طبيعة المرحلة على كل المستويات بعيدا عن الكيديات خصوصا أن عمر الحكومة الجديدة لن يتجاوز الأربعة أشهر مع دخول الإستحقاق الرئاسي في مهلته الدستورية بدءا من الأول من أيلول المقبل.

وفي هذا الإطار سيسعى الرئيس ميقاتي جاهدا لحمل مسودة أولية الى قصر بعبدا نهاية الأسبوع الحالي للتشاور مع رئيس الجمهورية بشأنها.

واليوم كان تأكيد من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الأخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني وذلك في برقية شكر وجهها الى رئيس الجمهورية ردا على برقية التهنئة التي كان وجهها الرئيس عون لمناسبة إعادة انتخاب ماكرون رئيسا لفرنسا.

إقليميا تطورات متسارعة تشهدها العلاقات السعودية الإيرانية مع الإعلان عن قرب استئناف جولة محادثات سادسة بينهما وهي ثمرة التحرك الذي يقوده رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي بعد لقائه في الساعات الثماني والأربعين الماضية ولي العهد السعودي في جدة والرئيس الإيراني في طهران  تزامنا مع اعلان إيران أنها اختارت قطر لإستضافة المحادثات عوضا عن فيينا بسبب علاقات الدوحة الودية مع طهران.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

بعد التكليف إنطلق مسار قطار التأليف من محطة الإستشارات النيابية غير الملزمة على مدى يومين والتي سيتكون في ضوئها جزء مهم من المشهد لدى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الشكل والتشكيلة والمطلوب من الحكومة ومشاركة الكتل النيابية أو عدم المشاركة فيها على أن يضع ميقاتي مسودة تشكيلته ويتوجه بها إلى بعبدا للتشاور أو لتقديمها الى رئيس الجمهورية

في خارطة مواقف الكتل لم يتغير الكثير ما بين التكليف والتأليفإذ بدت جلية مواقف معظم الكتل وهي توزعت بين من يستعجل ولادة حكومة فاعلة في أسرع وقت بعيدا عن التوصيفات الأخرى وبين من أعلن عدم نيته المشاركة  وبين من رفض منطق مقاطعة الاستشارات لالقاء اللوم على الآخرين

الاكيد أنه يقع على عاتق هذه الحكومة  إقرار خطة التعافي المالي التي لم تحل حتى اللحظة على مجلس النواب بالطرق الدستورية المتعارف عليها إضافة الى حسم موضوع تلزيم معامل الكهرباء ومواكبة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة وسعر الدولار وأموال المودعين والموازنة وغيرها الكثير من الملفات التي تثقل كاهل المواطن والدولة على حد سواء.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

في وطن الانهيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كل شيء ينهار، حتى... البيوت والابنية! هذا ما حصل في طرابلس وادى الى وفاة فتاة بعمر الورود. وهو امر يمكن ان يتكرر في كل زمان ومكان في لبنان اذا لم تتخذ التدابير اللازمة والضرورية. ففي الاحصاءات العلمية  المرتكزة على معاينات على الارض ان هناك حوالي ستة عشر الف مبنى معرضة للانهيار في لبنان، اكثر من عشرة الاف منها موجودة  في بيروت ، و أربعة الاف في طرابلس، فيما تتوزع المباني الاخرى على بقية المحافظات. فماذا فعلت الادارات والوزارات المعنية لمواجهة المخاطر المتأتية من هذه المباني؟ هل حذرت الناس الذين يقيمون فيها؟ هل اتخذت الاجراءات الضرورية لمحاولة منع انهيارها؟ ام انها تسلم الامور "ربانية" ، تماما كما تفعل في كل القضايا والشؤون؟ انها اسئلة خطرة ينبغي ان تسأل لأن اللبناني  شبع انهيارات ، ولأن البيوت ابتكرت وصنعت لتحمي الانسان ولتقيه عوامل الطبيعة لا لتتحول اداة من ادوات القتل والموت المجانيين...

كهربائيا، الامور ليست افضل حالا، اذ ان معمل الزهراني وضع خارج الخدمة قسريا لمدة خمسة ايام ما سيؤدي الى زيادة التقنين والاكتفاء بتغذية المرافق الحيوية الأساسية في البلاد كالمطار ومضخات المياه والصرف الصحي . ورغم الواقع المأسوي فإن التيار الوطني الحر لا يزال متمسكا بوزارة الطاقة ، كأنه حقق نجاحا منقطع النظير فيها ولا يريد لأحد ان يشاركه هذا النجاح! 

سياسيا، الاستشارات النيابية غير الملزمة انطلقت في ساحة النجمة، وستتواصل غدا ليدخل رئيس الحكومة المكلف في مرحلة  جوجلة الافكار والاراء،  يصعد بعدها الى بعبدا بتشكيلته المنتظرة. اللافت حتى الان ان المواقف  متناقضة من التشكيلة الحكومية ،  وثمة كتل كثيرة لا تريد المشاركة فيها كأنها تفضل ابعاد الكأس المرة عنها.  فما السبب؟ هل لان العهد في نهايت، ه وبالتالي فهي تعتبر ان لا امل في تحقيق اي انجاز في الاشهر الاربعة المتبقية من عمر عهد ميشال عون؟ ام لانها غير واثقة من ان حكومة جديدة ستبصر النور قبل نهاية العهد؟ الاكيد ان الدوافع التي  تحرك الكتل  النيابية المختلفة ليست واحدة، لكن الثابت ان لبنان دخل في مرحلة تقطيع الوقت من الان وحتى الانتخابات الرئاسية ، وان ميقاتي ولو نجح في اجتراح معجزة من خلال تشكيل حكومته، فانها ستبقى معجزة ناقصة لان الحكومة المقبلة، اذا اقبلت،  لا يمكن ان تحقق الكثير المطلوب منها. " الله يساعد الرئيس ميقاتي"  هذا ما قاله  نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان بعد خروجه وكتلة الجمهورية القوية من لقاء ميقاتي.  ترى الم يكن الاحرى بالنائب عدوان ان يقول: الله يساعد لبنان؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

سوق عكاظ سياسي من على منبر الاستشارات النيابية غير الملزمة التي يجريها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في ساحة النجمة.. ورغم كل ما تعانيه البلاد من أزمات فقد اظهرت الساحات السياسية المتناحرة الا شيء علم البعض او جعله يعتبر، بل ما زال بعضهم في حال من التخدر السياسي بل الغياب عن الوعي الوطني، والاصرار على المزايدات بعيدا عن تحمل المسؤوليات ..

وعلى سبيل المثال لا الحصر، كتلة فيها نائب رئيس حكومة سابق وعدد من الوزراء السابقين تتحدث كأنها لم تدخل الحكم يوما، ونائب ثائر على الدوام يهاجم كل العهود – وهو الوليد السياسي لاصعبها – والى جانبه زميل له هو وزير سابق في حكومات هذا المزيج السياسي الذي يتبرأ منه اليوم، فيما نواب آخرون وجدوا ليعترضوا دون معرفة سبب الاعتراض او تقديم طرق او مقترحات حل ..

وعلى طريقة اليوم الاول من هذه الاستشارات التي ستسكتمل غدا، فان نوايا التعطيل كاملة الملامح في طيات بعض المواقف التي ظهرت ، ولا هم عند هؤلاء للتخفيف من اعباء اللبنانيين، بل كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد فان صانعي الازمة في الخارج يجدون من يتناغم معهم في الداخل ..

البلد الداخل في اصعب المراحل يحتاج الى حكومة سريعة كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي نصح باسهل الطرق لتشكيل حكومة جديدة ولو عبر تعديلات بعض الاسماء لادخال من يرغب الى التركيبة الحكومية الحالية والاسراع بايجاد ما امكن من حلول للازمات المتراكمة ..

في اليوميات المتراكمة خبز محترق بالمازوت والبانزين، وطحين مخصص للمحظيين، ورواتب الموظفين على قلتها حبيسة الاضراب، وكهرباء مفقودة مع خروج معاملها عن الخدمة، وآخر مآسي تلك اليوميات إقامة عزاء الطفلة “جمانة الديكو” – الموؤودة بين ركام الاهمال – على انقاض المبنى المدمر في احد احياء البؤس في طرابلس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

إذا كان النقاش دائما حول استشارات التكليف، هل هي ملزمة بإجرائها أم بنتائجها، فلا نقاش أصلا حول استشارات التأليف في المجلس النيابي، ذلك أن ناحيتها الشكلية أو البروتوكولية هي الطاغية، فيما المشاورات الفعلية لتشيكل الحكومة الجديدة لا تدور إلا في الكواليس، وبين أفرقاء كثيرين قد يكونون من الأضداد في العلن، لكنهم يتواصلون في السر.

وفي انتظار نتائج المشاورات الخفية، بدا واضحا من تصريحات الغالبية الساحقة من الكتل اليوم، أنها مجمعة على غياب الرؤية أو عدم وضوحها، وعلى عدم التخطيط للخروج من الأزمة، بل لحفظ الحصص الوزارية والمواقع السياسة في المرحلة المقبلة، وما ستحمله من تطورات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، علما أن تطورا بارزا سجل اليوم على الخط الإيراني-السعودي، والإيراني-الدولي، حيث كشف المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة أن المفاوضات بين طهران والرياض ستستأنف قريبا، وأن الجانب السعودي مستعد للارتقاء بالمفاوضات الثنائية إلى المستوى الدبلوماسي. وبالتزامن، أكد زاده أنه تم حسم توقيت ومكان جولة المفاوضات النووية المقبلة، على أن يعلن ذلك خلال ساعات.

وبالعودة إلى الشأن المحلي، وبعد فاصل حقوق المثليين الذي ظهر من جديد، الانقسامات اللبنانية العابرة للطوائف والمذاهب والأحزاب، عاد الاهتمام اليوم لينصب على الاساسيات، وأبرزها بدء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان، حيث علق رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالقول: بعد عامين على إقرار الحكومة التدقيق الجنائي في مصرف لبنان، ها هي شركة ألفاريز، بالرغم من كل العراقيل والصعوبات والمماطلات، اصبحت جاهزة لمباشرة عملها اليوم. وأضاف: معهم اثنا عشر أسبوعا لتسليم التقرير الأولي، وختم باسيل قائلا: الله يستر مما هو مخبى علينا… لن يموت التدقيق طالما يقف وراءه الرئيس.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

ملل الاستشارات أو استشارات الملل. حفلة مزايدات كلامية بين من لا يشاركون في الحكومة، ولكنهم يحددون شروطا. وحسنا أن استشارات التأليف غير ملزمة، لأنها لو كانت غير ذلك لكان الرئيس المكلف ملزما تشكيل حكومة من مئة وزير. إنه النظام الأعرج المليئ بالعيوب، الذي يجعل من تشكيل الحكومات "خلطة" توافقات وتوازنات من دون أي معايير دستورية، وكل ما تحتاج إليه هذه "الخلطة" هو "رأس" لتنظيم الخلافات والتباينات.

وإذا لم يتوافر هذا الرأس الضابط هذه التوازنات، كما هي الحال اليوم، فإن البلد يكون أمام تضييع وقت يقاس بالشهور، تماما كما جرى في تشكيل الحكومات منذ ما بعد الخروج السوري من لبنان عام 2005. منذ ذلك التاريخ، لا تولد حكومات قبل شهور، والرئيس ميقاتي بالذات خبر هذا الواقع في حكوماته الثلاث.

غدا تنتهي استشارات التأليف، ويعكف الرئيس المكلف على جوجلة ما سمعه وما دونه. يعرف أن التشكيل لن يكون نزهة، ولكن في يده سلاح إسمه "حكومة تصريف الأعمال", فإذا لم يتح الوقت لتشكيل حكومة الرئيس ميقاتي،الرابعة، فإن الثالثة قائمة خصوصا أن الآلية المعتمدة للتشكيل، من موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة, ووضع توقيعه عليها، إلى البيان الوزاري، إلى جلسات الثقة، إلى المباشرة بالعمل، هذه الآلية، ما إن تبدأ العمل، حتى يدنو موعد نهاية العهد: الرئيس يسلم خلفه، والحكومة تقدم استقالتها.

هذه هي الصورة التي لن تتبلور عمليا قبل تشرين الأول المقبل، وما عدا ذلك كلام واجتهادات وتحاليل لا تقدم ولا تؤخر .

في المقابل، ملفات داهمة : إضراب موظفي القطاع العام دخل أسبوعه الثالث في ظل حوار الطرشان بين السلطة والقطاع. السلطة غير قادرة على العطاء، والموظفون غير قادرين على التراجع . وقد أضيف إلى موجة الإضرابات إضراب موظفي مصرف لبنان غدا، وهو إضراب تحذيري قد يتطور إلى أكثر من ذلك. قطاع الكهرباء ليس أفضل حالا ، فإذا كان التعويل على الغاز من مصر, والكهرباء من الأردن، فإن هذا الحل ليس على الأبواب.

في ظل هذه المعاناة ، أصرت وزارة التربية على إجراء الإمتحانات الرسمية ونجحت في ذلك من خلال إنجاز امتحانات الشهادة المتوسطة التي انتهت اليوم ، ولكن شابها حادث لم يؤثر على سير الامتحانات، لكنه ألقى ضوءا على ممارسات شاذة، آتية من ثقافة الخروج على القانون والاستقواء بوالد فار من وجه العدالة: إحفظوا هذا الإسم جيدا: غيفارا آدم نوح زعيتر، "والشب بيكون" نجل الملاحق نوح زعيتر. أراد غيفارا أن يشذ على قاعدة الإمتحانات فكان المعنيون في وزارة التربية ، له  بالمرصاد، مستعينين بالجيش، وسنكون في سياق النشرة مع تقرير مفصل عن محاولة غيفارا نوح زعيتر نيل البروفيه بالقوة.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

هي استشارات "غير لازمة", عدمها أكثر وفرا من وجودها لكنها تمثل الفلكلور اللبناني المشتق من الميجانا السياسية وأبو الزلف الميثاقية عناوينها للتمريك والتزريك وغرز الإصبع في الجرح ونتائجها لا تلزم الرئيس المكلف بشيء وله أن يقرر ما لذ وطاب من المكونات اللبنانية على التشكيلة الوزارية التي لن تصرف في سوق النخاسة وسترفض في سوق الرئاسة.

وعلى هذا المعدل فإن يومي الاستشارات التي تنتهي غدا هي مصروف زائد غير أن الكتل رمت عليها رغباتها ومكوناتها فمنهم من تدلل وترفع عن المشاركة في الحكومة التي لن تبصر النور، وآخرون وضعوا مواصفات وحملوها أثقالا.

أما البعض الذي سلف في التكليف فطلب تعويضا وزاريا في التأليف وكان نهار الاستشارات مناسبة لتبادل الهدايا وتوجيه الرسائل أو إعلان فرص الانسجام وفيه وقع التناغم بين القوات والاشتراكي وعبره مررت الكتائب التعليمة على معراب فيما رسم التغييرون الخط الأزرق للحكومة، وأعلن بعضهم كحزب "تقدم" عدم إعطاء الثقة لأي حكومة تتبنى ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، والمقاومة بدورها لم تستخدم خطوطها الحمر.

وقال النائب محمد رعد إن "من شاء مقاطعة الحكومة فهذا شأنه، لكن رمي المسؤوليات إلى المقلب الآخر فهذا ليس من شأنهم" وعلى خطى "تقدم" أعلن النائب جورج عدوان باسم كتلة الجمهورية القوية ثلاثية "دولة شعب وجيش" بحذف المقاومة وقال إن القوات لن تشارك في الحكومة لكن دورها سيكون المراقب الشرس.

وفيما يشبه الغمز على القوات رأى النائب سامي الجميل أن عدم التسمية كان مؤامرة، وأن كل الكتل هربت من مسؤولياتها وتركت الأمور إلى الأشهر الأربعة المقبلة، أي إلى مرحلة الاستحقاق الرئاسي واللافت أن الجميع كان مقتنعا ضمنا أن لا تأليف للحكومة لكنه صب الزيت على الأفكار وطرح معادلات وصيغا وطالب بتوازنات فيما كانت كتلة الاعتدال الشمالية من أكثر النواب اعتدادا بالنفس، وهي طالبت بوزيرين أو ثلاثة كعربون صداقة حكومية.

لكل فريق مواله, وللقوات الموال السياسي الأطول، فهي ككتلة نيابية بدت في حال الانكفاء الطوعي وتجميد الأعمال فلم تسم رئيسا للحكومة ولم تقدم على اختيار اسم بديل لا مشاركة لها في الحكومة ولا ثقة لاحقا لأنها تغني على ليلاها. وليالي بعبدا القادمة التي ستبدأ بفراغ رئاسي قبل أن ينطلق السباق إلى الكرسي تدخر القوات جهدها إلى ما بعد تشرين.

لكن الحكيم الذي ترشح قبل ذلك تسعا وأربعين مرة قد يبلغ "المية" من دون أن يراها والتوقع الأبعد مدى أن المنطقة قد تشهد على بزوغ الاتفاق النووي الثاني قبل أن يجلس على كرسي بعبدا رئيس متحور السلالة فالتطورات تبدو متسارعة، من بغداد إلى طهران والرياض بلوغا نحو الدوحة حيث تستضيف قطر غدا محادثات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة، وسط مساعي الاتحاد الأوروبي لإنهاء تعثر المفاوضات من أجل إحياء الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية. ويصل المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي إلى الدوحة اليوم استعدادا لساعات التفاوض الثماني والأربعين الحاسمة.

وهذه الأرضية مهدت لها بغداد برئاسة مصطفى الكاظمي الذي فتح خطوطا بين الرياض وطهران التي أبدت رغبتها واستعدادها لتبادل السفارات مع السعودية ومن هذه الخطوط بدا أن الاتفاق أقرب من أي وقت مضى، لاسيما بعد ترويض الموقف الإسرائيلي إذ أعلن وزير الحرب بيني غانتس وللمرة الأولى أن إسرائيل لا تعارض الاتفاق النووي في حد ذاته، بل تعارض التوصل إلى اتفاق سيئ ولبنان في موقع المتفرج دول تتواصل وتشبك خيوطها، النووية منها والتقليدية فيما لا يلوي هذا البلد على دق باب جارته سوريا لعودة علاقات طبيعية وإعادة النازحين الممسوكين من أياد دولية وأممية موقف واحد سجله نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب اليوم في هذه الخانة ومفاده أنه لن يمكننا حل أزمة النزوح من دون التواصل مع سوريا.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 27 حزيران 2022

وطنية/27 حزيران/2022

النهار

عُلم أن حديثاً يدور حول إمكان توزير مرشح شيعي تغييري في جبيل عبر تقاطع اتصالات من أكثر من جهة رئاسية وسياسية.

سُجل وجود سياح أجانب للمرة الأولى منذ سنوات طويلة وبأعداد لابأس بها، وآخرهم من حاملي الجنسية الألمانية.

بدأ قدامى حزب عقائدي قديم بعقد اجتماعات في قرى وبلدات في أكثر من منطقة لبنانية ربطاً بترهّل الحزب وغيابه عن شؤون الساحة اللبنانية.

عُلم أن بعض المرجعيات السياسية بدأت تتلقى اتصالات لطلب مواعيد تهدف إلى إمكانية التوزير وجسّ النبض في هذا الإطار.

الجمهورية

أرسل أحد المسؤولين إلى "صديقه السياسي" عبر صديق مشترك لوماً شديداً على موقف اتخذه أخيراً، و فيه :  "أخطأت القراءة هذه المرة ورطمت رأسك بالحائط".

وصف نواب أداء زملائهم التغييريين في جلسات اللجان النيابية وقالوا :حضروا وأخذوا مقاعدهم وانتظرنا أن نسمع مداخلاتهم واقتراحاتهم لكنهم أمضوا الوقت مستمعين .

يراهن مسؤول كبير على خلط بعض الأسماء الحكومية ولا سيما في وزارة حسّاسة حتى لا يبقى القديم على قدمه.

اللواء

لم تعد العلاقة بين مرجعين كبيرين على ما كانت عليه قبل إستقالة الحكومة بسبب تباين وجهات النظر بين الطرفين من تركيبة الحكومة العتيدة: سياسية أم تكنوقراط!

هدد رئيس تيار حزبي أحد أبرز نوابه بالطرد من الكتلة إذا لم يلتزم بقرار عدم تسمية نجيب ميقاتي في الإستشارات النيابية الإلزامية!

تساءلت شخصية طرابلسية عن أسباب عدم تسمية القوات اللبنانية للرئيس ميقاتي في إستشارات القصر الجمهوري رغم التعاون بينهما في الإنتخابات النيابية لمصلحة الفريق الأول!

نداء الوطن

يتناقل أعضاء إحدى نقابات المهن الحرة الصور والأخبار عن إسراف نقيبهم في تلبية وحضور المآدب على شرفه في ظل معاناة أبناء المهنة من أوضاع اجتماعية سيئة، حيث بلغ عدد المآدب الموثقة التي شارك فيها النقيب منذ انتخابه ما يناهز 500 وليمة في مختلف المناطق.

تبين ان وزارة المالية قد خصصت المتعاقدين في المركز الالكتروني في الوزارة بزيادات على رواتبهم دون باقي الموظفين، بحجة تسيير المرفق العام، حيث أصدر وزير المال قرارات تتضمن زيادات لكل منهم تراوحت بين 5 و 10 ملايين شهرياً.

لم تتخذ وزارة الداخلية اي إجراء في سبيل التحضير للانتخابات البلدية ما يوحي بأن هناك نية لتأجيل الانتخابات لعام اضافي، حيث تم تحضير مسودة كتاب لرفعه الى رئاسة مجلس الوزراء بتعذر إجراء الانتخابات في موعدها

البناء

استغرب مصدر حكوميّ التداول باسم وزير الخارجية بين الأسماء المطروحة للتغيير في التشكيلة الحكومية الجديدة، وقال إن الهدف يتصل بالمضاربات الرئاسية وليس بالحسابات الحكومية وقال إن تخفيض عدد الوزراء من 24 الى 18 يتكفل بحل مشكلة التمثيل الدرزي ضمناً.

قالت مصادر أوروبية إن نقل السلطة في الكيان إلى حكومة برئاسة يائير ليبيد ينسجم مع الحاجة لتخفيض التوتر وتمرير عدد من التسويات الإقليمية في طليعتها توقيع العودة الأميركية الى الاتفاق النووي مع إيران واتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.

الانباء

تناقض يتكرر عند كل استحقاق داخل فريق واحد ما يعكس عدم انسجام وتباينات في الاراء.

رغم كل الاوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، الا انه سياسياً بدأ العد العكسي لاستحقاق أساسي وباتت معظم الملفات تتمحور حوله.

 

عناوين الصّحف الصادرة اليوم الإثنين 27-06-2022

موقع التحري/27حزيران/2022

النهار

-دمج السوريين” إلى الواجهة…وقرار الدولة الحاسم”لا دمج “

-مسار”مد ّ اليد” للتأليف وفرنسا تصعد الضغط

-قصف روسي لكييف يتردد في إجتماع مجموعة السبع بألمانيا

-مفاوضات فيينا النووية تعاود قريبا وعبد اللهيان يتوجه إلى أنقرة اليوم

-أرزة “النهار”في محمية حرج اهدن

-الكاظمي زار السعودية وإيران “للمشاركة في تهدئة “الأجواء بالمنطقة”

نداء الوطن

-الراعي يحذر من تأخير التأليف “لالهائنا” عن الاستحقاق الرئاسي

-إسرائيل “تبرد ” أرضية الترسيم: عودة إلى “الناقورة”!

-إفراغ البنوك من موظفيها: الوجه الآخر لانهيار القطاع

-“أحلى فوضى” في الحمرا

-الكاظمي يزور السعودية وإيران: استقرار المنطقة

اللواء

-ميقاتي يتجه لتجاوز شروط باسيل… وبعبدا خط دفاع أول!

إخراج 6 وزراء من الحكومة المستقيلة… وتأخير الرواتب – يُهدّد بـ«اشتباكات وظيفية»

-المثلية… أولوية عند نواب التغيير؟

-دموع في الوقت الضائع

الجمهورية

-إستشارات التأليف: ميقاتي يستمع للمقاربات

-لبنان سيحضر في زيارة بايدن إلى السعودية

-عرس بلا عروس

-ستة أشهر إضافية من تقطيع الوقت

-المشاريع المتقاتلة

-أزمة الطحين تستفحل.. وقمح ٌ لبنان علف للحيوانات

الشرق

-الميثاقية

-الراعي للعهد: أوقفوا المطاردات القضائية البوليسية

-جرحى وأضرار كبيرة بانهيار مبنى بضهر المغر في طرابلس

الديار

-ميقاتي الى حكومة «رئاسيّة» جامعة.. و «الوطني الحرّ» و «القوات» سيُشاركان فيها

-الدولة تتحلّل والمواطن يُعاني.. والصراع على الحصص الحكوميّة مُستمرّ

-إتجاه لمُوظفي «المركزي» الى الإضراب المفتوح.. وخطر على معاشات القطاع العام

-مصداقيّة استراتيجية المقاومة

-الكاظمي وصل إيران بعد السعودية

البناء

-عودة التفاوض حول الملف النوويّ… بمبادرة أوروبيّة أميركيّة لاستباق بلوغ إيران العتبة النوويّة

-بغداد تستضيف اجتماع وزيرَيْ خارجية إيران والسعوديّة… وحلف بايدن الدفاعيّ يتضعضع

-رويترز: هوكشتاين التقى المفاوضين «الإسرائيليّين» حول ترسيم الحدود مع لبنان والأجواء إيجابيّة

 

أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم 27-06-2022

موقع التحري/27حزيران/2022

الشرق الأوسط

-زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (الأخيرة): موقف القاهرة السلبي من عودة فؤاد شهاب للرئاسة دفعه إلى العزوف عن الترشح

-ميقاتي يقف بين خيارين: حكومة فاعلة أو تفعيل تصريف الأعمال

الأنباء الكويتية

-المزيد من الانهيارات المعيشية منتظر مع بداية شهر يوليو والتسعيرة الجديدة للاتصالات الهاتفية والإنترنت

-اليوم الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل الحكومة وتحذير من مغبة الاكتفاء بالتكليف دون التأليف

-«على نواب التغيير تصحيح مسارهم باتجاه حلم الثوار بوطن حقيقي»

-النائب السابق قيصر المعلوف: تجار السياسة يتلطون خلف «الميثاقية» لتبرير فشلهم

-الراعي يدعو لتشكيل حكومة وطنية سريعاً ورئيس جمهورية إنقاذي

-محاولات متجددة للتلاعب بالدستور وقلب صفحة اتفاق «الطائف»

الراي الكويتية

-هل ينجح لبنان في التقاطِ فرصة «الإنقاذ الاقتصادي الموعود»؟

الجريدة

-لبنان: تطورات المنطقة تنعكس على «التأليف» والرئاسة

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وزارة الصحة: 752 إصابة جديدة وحالة وفاة واحدة

وطنية/27 حزيران/2022

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "752 إصابة جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1108965 ،كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة ".

 

لبنان: انتهاء الاستشارات النيابية غير الملزمة لتشكيل حكومة جديدة

بيروت/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

انتهت الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها نجيب ميقاتي المكلف بتشكيل حكومة لبنانية جديدة ورئيس حكومة تصريف الأعمال اليوم (الاثنين)، حيث أعلنت بعض الكتل النيابية رفضها المشاركة بحكومة محاصصة أو حكومة وحدة وطنية. وقالت النائبة حليمة قعقور، التي تحدثت باسم نواب قوى التغيير: «لن نشارك في أي حكومة محاصصة أو حكومة وحدة وطنية»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية. وأضافت: «طالبنا بحكومة مصغرة مع صلاحيات استثنائية، عليها توزيع الخسائر بطريقة عادلة والقيام بمهمات إنقاذية». من جهته، قال النائب سامي الجميل رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» متحدثاً باسم كتلة حزبه: «لن نشارك في حكومة المحاصصة، ونتمنى أن تكون حكومة مستقلة». وأضاف: «ندق ناقوس الخطر لأن على رئيس الحكومة المكلف، أن يقدم تشكيلة في خلال الأسبوعين المُقبلين لأنه لا يمكن الانتظار، وإن استمرت العرقلة فعلى الجميع تحمُّل مسؤولياتهم». وأعلن عضو كتلة «شمال المواجهة» النائب ميشال معوض، أن «الاستمرار بحكومات الوحدة الوطنية ما هو إلا استمرار للشلل، وطريقة تشكيل الحكومة هي استمرار للمسار الذي أوصلنا إلى هذه الحالة في البلد، ونريد مقاربة تغيير جذرية». وقال النائب غسان سكاف: «يجب أن نباشر سريعاً بتشكيل الحكومة وألا تأخذ أكثر من أسبوع، ونأمل ألا نصل إلى حكومة إدارة الفراغ». وأشار إلى أن «الحكومة الطموحة مؤجلة إلى العهد المقبل وهذه حكومة الوقت الضائع، ونحن بحاجة إلى حكومة طوارئ سياسية ومصغرة تكون مطعمة باختصاصيين». ودعا نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، بعد لقائه ميقاتي المكلف بتشكيل الحكومة، إلى الإسراع في تشكيل الحكومة. وطالب النائب عدنان طرابلسي باسم كتلة «جمعية المشاريع»، بعد لقاء رئيس الحكومة المكلف ميقاتي في المجلس النيابي، بـ«الإسراع في التشكيل»، مشيراً إلى أن «الحكومة المنتظرة أمامها مهمة كبيرة وهي ترسيم الحدود ليتمكن لبنان من التنقيب عن النفط والغاز والشعب يختنق وينتظر الخلاص».

 

إعلان «التقدمي» عدم المشاركة في الحكومة للتسهيل وليس للتعطيل

بيروت: بولا أسطيح/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

أثار إعلان النائب تيمور جنبلاط ممثل الحزب «التقدمي الاشتراكي» وكتلة «اللقاء الديمقراطي» النيابية عدم الرغبة بالمشاركة بالحكومة المقبلة برئاسة نجيب ميقاتي، تساؤلات كثيرة حول المرجعية التي ستسمي الوزراء الدروز بخاصة أن الحزب يستحوذ على معظم الحصة الدرزية في مجلس النواب، بـ7 من أصل 8 نواب. وتقترح الكتل النيابية، والتي بمعظمها ذات صبغة طائفية ومذهبية معينة، أسماء الشخصيات التي تريد أن تمثلها في الحكومات على رئيس الحكومة الذي يعود له السير بها أو طلب تعديل بعضها. وفي حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها ميقاتي، سمت معظم الكتل والأحزاب ومن ضمنها «الحزب التقدمي» شخصيات غير حزبية لتمثيلها وهو ما حصل في هذه الحالة من خلال وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، فيما ذهب المقعد الدرزي الثاني للحزب «الديمقراطي اللبناني» الذي يرأسه طلال أرسلان عبر وزير المهجرين عصام شرف الدين. أما بعد خسارة أرسلان مقعده النيابي فإنه كان من المرجح أن تذهب الحصة الوزارية الدرزية كاملة لـ«التقدمي الاشتراكي»بخاصة أن مارك ضو، النائب الدرزي الوحيد من خارج هذا الحزب، المحسوب على نواب «التغيير» سيلتزم أيضا قرار عدم المشاركة بالحكومة. ووضع النائب في الحزب «التقدمي»هادي أبو الحسن قرار عدم المشاركة في الحكومة في إطار «السعي لتسهيل عملية التأليف لا تعقيدها»، معتبرا أن الطائفة الدرزية «تختزن الكثير من الكفاءات من رجال علم واختصاصيين، وبالتالي يمكن للرئيس ميقاتي أن يختار من يراه مناسبا، ومن جهتنا لن نطرح أسماء ولن نضع شروطا، ونأمل من باقي القوى أن تحذو حذونا فلا تكون هناك شروط تعجيزية تحول دون التشكيل، ولا وزارات سيادية تكون حكرا على طوائف محددة ولا تمسك بوزارات خدماتية معنية، ولا اشتراط الحصول على وزارة الطاقة»، موضحا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «حين تشكيل حكومة تصريف الأعمال الحالية كنا نمثل 80 في المائة من الدروز وقبلنا بوزير لنا ووزير للنائب السابق طلال أرسلان». وإذ استبعد أبو الحسن نجاح طرح التعديل الحكومي الذي يقتضي تقديم تشكيلة جديدة، أشار إلى أنه «في حال نجح سيناريو من هذا النوع فلن نمانع استمرار الوزير عباس الحلبي في موقعه علما بأنه لا ينتمي للتقدمي الاشتراكي وهو صديق للحزب»، مضيفا: «هدفنا حكومة تباشر بالإصلاحات، حكومة إنقاذ فعلي. وكل ما يسهل الوصول إلى هذا الهدف لن نمانعه». وتستغرب مصادر في الحزب اتهامه بالتخلي عن مسؤولياته تجاه الطائفة برفضه المشاركة بالحكومة وتسمية الوزراء الدروز فيها، مشددة على أن «النائب تيمور جنبلاط كان واضحا بقوله إن الحزب سيساعد على تشكيلها، وهذا تأكيد على تحمل مسؤولياتنا كقوة سياسية سيكون لنا رأينا فيما يتعلق بشكل الحكومة ودورها انطلاقا من دورنا ككتلة نيابية. ونحن نعتبر أنفسنا معنيين بكل الحكومة وليس حصرا بالدروز». وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»، «لدينا في الطائفة كفاءات عديدة وإذا سُئلنا رأينا بأشخاص معينين مرشحين لوزارة معينة فسوف نعطي رأينا بهم دون تردد، وإن كنا نؤكد أننا كحزب لن نشارك فيها». ورغم عدم اتفاقهما على اسم شخصية واحدة لتكليفها رئاسة الحكومة، فإن «التقدمي الاشتراكي» كما حزب «القوات» يتفقان على عدم المشاركة في الحكومة كل واحد حسب أسبابه. ويشعر الطرفان أنهما أخفقا في استحقاق التكليف بحيث سمى «الاشتراكيون» السفير اللبناني السابق نواف سلام، فيما ارتأى «القواتيون» عدم التسمية. وفي هذا، يقول هادي أبو الحسن: «كنا نتمنى أن تتوحد القوى السيادية مع المستقلين وما يسمى قوى التغيير على موقف واحد لتحقيق نوع من التوازن داخل البرلمان، لكن ذلك لم يحصل. نحن طرحنا نواف سلام ولم تأت الموافقة عليه من القوات. لديهم ظروفهم. أما اليوم فنأمل أن يصحح المسار بخاصة أننا مقبلون على انتخابات رئاسية. وإذا لم تكن هناك حلول إقليمية - دولية فيمكن القول إن المشهد الرئاسي معقد جدا». من جهتها، تقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أننا لم نتفق على تكليف شخصية معينة لتكليفها تشكيل الحكومة وهذا الأمر مؤسف للغاية. لكن ذلك لا يعني توقف المساعي للتوصل إلى مقاربات واحدة للاستحقاقات المقبلة وعلى رأسها استحقاق الانتخابات الرئاسية»، مضيفة «توقف الجهود يعني الاستسلام أمام إرادة الفريق الآخر أي استمرار الوضع الحالي والأزمة المالية والانهيار. من هنا نحن نعتبر أنه لا خيار أمامنا إلا رص الصفوف لتحقيق ما لم نحققه على مستوى التكليف». وتختم المصادر قائلة: «لا نستطيع أن نعد بأي شيء. كل ما نعد به هو مواصلة المساعي للتوصل إلى موقف موحد من انتخابات رئاسية تعيد إنتاج السلطة وتمهد للدخول باستقرار سياسي ومالي».

 

لا حلحلة.. ولبنان أمام أسبوعين حاسمين!

الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

رأت مصادر وزارية لبنانية أن لبنان أمام أسبوعين حاسمين، مؤكدة أن كل الملفات الداخلية مرتبطة بمسار ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وقالت المصادر لـ”الشرق الأوسط”: “كل الملفات اللبنانية، بما فيها تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة نجيب ميقاتي، مرتبطة بمسار مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، التي تشكّل في المرحلة الحالية عامل ضغط على لبنان وتتحكّم بشكل مباشر أو غير مباشر بكل الاستحقاقات”. وأضافت: “لا شك أن ملف الحكومة في جزء منه داخلي إنما تلعب المفاوضات الحدودية عامل ضغط على كل الأطراف في الداخل والخارج عبر التعاطي الدولي مع لبنان والمساعدات التي يفترض أن تقدم له”. وتابعت: “لن تحصل حلحلة في أي قضية قبل أن تتوضح مفاوضات الترسيم وكأن الجميع ينتظر المسار الذي ستأخذه”، مشيرة إلى أن “المسؤولين في لبنان يتوقعون أن يحصلوا على رد من الوسيط الأميركي آموس هوكستين في الساعات القليلة المقبلة حول الموقف الإسرائيلي من الطرح اللبناني رغم أن المعطيات تشير إلى أن لا جواب من تل أبيب حتى الساعة بعد التعقيدات السياسية التي استجدت في إسرائيل”. من هنا تتحدث المصادر عن “أسبوعين حاسمين وصعبين لتحديد معالم المرحلة المقبلة بما في ذلك تأليف الحكومة، إما أن نشهد حلحلة في جميع الملفات بينها ملف الغاز والكهرباء، أو نذهب إلى مزيد من التعقيد”.

 

التأليف رهينة “تناتش” الحصص

الأنباء الإلكترونية/27 حزيران/2022

كأنه لا يكفي طرابلس ما تعانيه من فقر وحرمان حتى جاء القدر ليزيد من معاناتها، وليسلط الضوء من جديد على تقصير الدولة في مراقبة الأبنية المصدعة والمهددة بالسقوط. حادثة إنهيار المبنى في طرابلس شغلت اللبنانيين واستنفرت المسؤولين لكن المطلوب واحد، استباق مثل هذه الحوادث بإجراء كشف فني على المباني القديمة وهي مسؤولية الدولة أولا والبلديات ثانيا من دون إعفاء القاطنين من مسؤولية الإبلاغ عن أي خلل في المباني. في السياسة يبدأ الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي اعتبارا من اليوم الاستشارات غير الملزمة في مجلس النواب، مع بروز مؤشرات بأن التشكيل دونه عقبات كثيرة استنادا إلى مواقف العديد من القوى السياسية التي تسعى في كل استحقاق مماثل لتناتش الوزارات “الدسمة” أو ما يسمونها سيادية. مصادر سياسية رأت أن لبنان أمام فرصة اخيرة. إما ان تشكل حكومة وتبدأ بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة بالحد الأدنى لتتمكن من التفاوض مع صندوق النقد الدولي وإنقاذ الاقتصاد المنهار، وإما على الدنيا السلام ما يضع لبنان في مهب رياح التغيير الزاحفة على المنطقة. المصادر توقعت ان يحمل الموفد الفرنسي بيار دوكان الى المسؤولين اللبنانيين رسالة شديدة اللهجة، والطلب من المعنيين تشكيل الحكومة في أسرع وقت وقبل فوات الاوان. وسألت المصادر هل يعي المعرقلون خطورة الأزمة ودقتها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف وإطلاق يده في التشكيل أم يستمرون باسلوب المماطلة والابتزاز لجني المكاسب كما في كل مرة. النائب وليد البعريني أشار لـ”الانباء” الالكترونية إلى ان تكتل نواب الشمال سمى الرئيس ميقاتي منذ البداية وهو ذاهب الى الاستشارات بموقف واحد وعقل منفتح وهو يريد ان يسأل ويستفسر ويبدي رأيه ويستمع الى رأي الرئيس ميقاتي من جميع الجوانب، فلبنان بلد المفاجآت وسنبقى متفائلين رغم كل الأجواء السلبية، فربما ينجح ميقاتي بتشكيل الحكومة وتستعاد الثقة بالبلد، مستبعدا في الوقت عينه تشكيل الحكومة لألف سبب وسبب.

وقال: “طالما هناك انتهازيون ومستغلون وكتل وازنة تلهث وراء المكاسب فلا أمل ببناء الدولة”، كاشفاً أن التكتل يريد أن يتمثل بحقيبتين، ولكن بوجود النوايا السيئة واستفحال المحاصصة ستبقى الأمور على حالها ولا شيء سيتغير لأن هناك من يقدم مصالحه الخاصة على مصلحة بلده.

بدوره، أكد النائب المستقل ياسين ياسين ان النواب التغييرين لن يشاركوا في الحكومة، وان موقفهم واضح بهذا الشأن. وقال ياسين عبر “الانباء” الالكترونية: “عندما ينهار البلد وتصبح حقوق الناس كماليات فمن حقنا أن نطالب بوقف  الانهيار الاقتصادي وتنفيذ خطة التعافي كاملة، وعدم المس بأصول الدولة. فحماية المواطن أولوية مع ضرورة توفير الأمن الغذائي والاستشفاء والدواء وإعادة التحقيق في جريمة ٤ آب لكشف الحقيقة واعتماد سياسة خارجية تخدم لبنان”، رافضا مبدأ حكومات الوحدة الوطنية التي اثبتت فشلها، مطالبا بتشكيل حكومة مستقلين من غير الأحزاب وغير التكنوقراط.

نائب جمعية المشاريع عدنان طرابلسي لم يشأ الحديث عن طبيعة الاستشارات التي يجريها ميقاتي، بانتظار طروحات الكتل النيابية والمواقف التي تصدر عنهم، معتبرا أن الصورة ضبابية جدا، سائلا “كيف سيكون موقف النواب الذين امتنعوا عن تسمية الرئيس المكلف، ولماذا شاركوا في الانتخابات وأصبحوا نوابا؟”، آملا أن يتوضح في اليومين المقبلين الخيط الأبيض من الخيط الاسود. على أمل أن لا تكون المواقف والبيانات والتمنيات أكبر بكثير من الأفعال، فاللبنانيون يحتاجون الى العمل والصدق في الانجاز لانقاذهم من هذا المستنقع الذي استقرت فيه البلاد منذ ٣ سنوات ولا تزال تتخبط فيه.

 

3 سيناريوهات تنتظر استشارات التأليف

الجمهورية/27 حزيران/2022

قالت أوساط سياسية معارضة لـ”الجمهورية”، انّ استشارات التأليف ستنطلق اليوم وسط ثلاثة سيناريوهات أساسية يتمّ الحديث عنها في الصالونات السياسية والإعلام:

ـ السيناريو الأول، يرتكز على فكرة انّ الرئيس المكلّف لن يشكّل حكومته الرابعة، فيحافظ على صفتي رئيس مكلّف ورئيس حكومة تصريف أعمال لثلاثة أسباب أساسية:

ـ السبب الأول، كونه يدرك تعقيدات التأليف وما يثيره من انقسامات وخلافات سعياً إلى حكومة ستتحوّل سريعاً حكومة تصريف أعمال، فيما حكومته الحالية في إمكانها القيام بهذه المهمة على أفضل وجه، خصوصاً انّها منسجمة ولم تبرز الخلافات داخلها، فلماذا يستبدلها بحكومة سياسية وغير مضمونة والوقت لن يسعفها لممارسة دورها الأصيل.

ـ السبب الثاني، كون ميقاتي يفضِّل التفرُّغ لمعالجة الأزمة المالية والتفاوض مع صندوق النقد الدولي بدلاً من التفاوض مع القوى السياسية حول تأليف حكومة غير مضمون تأليفها في هذه الفترة القصيرة الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، لأنّ التفاوض الأول قد يخفِّف من حدّة الأزمة المالية، فيما التفاوض الثاني يؤدي حكماً إلى مفاقمتها.

ـ السبب الثالث، كونه يدرك انّ مطالب فريق العهد لا تعدّ ولا تحصى في آخر حكومة في هذا العهد، ومجرّد التفاوض معه يعني الاصطدام بشروطه ومطالبه، والوصول إلى تأليف حكومة سيعطي الانطباع بأنّه انصاع لشروط العهد، الأمر الذي ينعكس سلباً على ميقاتي داخل البيئة السنّية وامتداداتها الخليجية.

ـ السيناريو الثاني، ان يتقاطع “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على ممارسة الضغوط السياسية على الرئيس المكلّف من أجل تأليف حكومة تلبّي شروطهما السياسية، حيث انّ الحزب يريد ان يطوي صفحة حكومات الاختصاصيين التي فرضتها الثورة ولو مع حكومة عمرها قصير، والهدف من القطع مع هذا النوع من الحكومات هو الربط مع العهد المقبل الذي يجب ان تبدأ انطلاقته بحكومة سياسية بامتياز، فيما حسابات التيار تتلخّص بخوض الاستحقاق الرئاسي من موقع متقدِّم حكومياً، وانتزاع ما يمكن انتزاعه من تعيينات تدعِّم وضعيته في المرحلة المقبلة، وان يكون النائب جبران باسيل في موقع من ينوب عن العهد في مرحلة الفراغ الرئاسي. وكل المواقف الصادرة عن “الحزب” و”التيار” تشدِّد على ضرورة التأليف، ولم يُعرف بعد ما إذا كان “الحزب” سيذهب حتى النهاية في سعيه للتأليف، أم سيكتفي بمسايرة التيار، ولن يكون منزعجاً في حال تألفت حكومة جديدة ام لم تتألف.

ـ السيناريو الثالث، ان تتظاهر معظم القوى السياسية بحرصها على تأليف حكومة جديدة تطبيقاً للدستور وتفعيلاً للحياة السياسية وتصدّياً للأزمة المالية، لأنّ حكومة تصريف الأعمال غير قادرة على تحمُّل أعباء الأزمة وتحدّياتها، فيما معظم هذه القوى تدرك في قرارة نفسها صعوبة التأليف في مدة قصيرة، فضلاً عن انّ الأولوية تحولت إلى الانتخابات الرئاسية، التي ستتصدّر من الآن فصاعداً كل المتابعة والنقاش والتحضير والتهيئة السياسية. وورأت الاوساط المعارضة نفسها، انّه “في مطلق الحالات فإنّ عنوان التأليف سيبقى من العناوين المطروحة بقوة إلى حين الدخول في المدة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية مطلع أيلول المقبل”. إلى ذلك، علمت “الجمهورية”، انّ ميقاتي سيستمع في الاستشارات النيابية اليوم في مقرّ المجلس النيابي في ساحة النجمة إلى مقاربات الكتل والنواب لشكل الحكومة الجديدة ومهماتها، علماً انّ التجارب دلّت الى أنّ الأهم يكمن في المشاورات السياسية التي تبدأ في الكواليس بعد انتهاء الاستشارات البروتوكولية. وعُلم ايضاً انّ استشارات ميقاتي ستشمل 129 نائباً وليس 128، اما النائب الإضافي “مجازاً”، فهو المجلس الاقتصادي الاجتماعي الذي سيحضر بهيئته الادارية بناءً على دعوة الرئيس المكلّف الذي أراد توسيع بيكار المداولات والاستماع الى رأي المجلس المعني، انطلاقاً من موقعه وتركيبته، بالمساهمة في الخروج من النفق.

 

صفحة دوليّة جديدة مع لبنان؟

نداء الوطن/27 حزيران/2022

حذر مصدر دبلوماسي من «ممارسة التقيّة الوزارية في عملية الصراع الخفي على تأليف الحكومة الجديدة، تحت شعار «لا نريد شيئاً» بينما الحقيقة انهم يريدون كل شيء باعتباره التوقيع الاخير لرئيس الجمهورية ميشال عون على مرسوم تأليف حكومة، هذا ان شكّلت الحكومة ضمن السقف الزمني الضيق جداً الذي ابلغ الى المعنيين من اكثر من جهة اقليمية ودولية معنية بالوضع اللبناني». وقال المصدر لـ»نداء الوطن» ان «جميع الفرقاء السياسيين في لبنان يعلمون ان الوقت متسارع جداً، والتشكيلة التي سيحملها الرئيس المكلف ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى القصر الجمهوري بعد انهاء مشاوراته النيابية، هي التشكيلة التي يمكن ان تبقي المجتمع الدولي متشجعاً على الاستمرار في مسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، للانتقال من الاتفاق المبدئي الى الاتفاق النهائي الذي حكماً سيكون تنفيذه من مسؤولية العهد الجديد وحكومته الاولى».

وأضاف المصدر: «ان النصيحة المسداة لرئيس «التيار الوطني» النائب جبران باسيل هي بوجوب تسهيل التأليف لعله يفوز مع نهاية آب بعدم تجديد العقوبات الاميركية المفروضة عليه، وما بين خيار التعطيل وخيار التسهيل من المنطقي ان يفكّر باسيل بخيار عدم التجديد للعقوبات، لعله يتمكن من التقاط الانفاس ليكون من الشركاء في صوغ التفاهم الوطني حول مواصفات رئيس الجمهورية العتيد، وبالتالي تحديد هويته، وعليه ان يوفّر الجهد او الاستعانة بأصدقاء امثال قنصل لبنان الفخري في موناكو مصطفى الصلح (صهر طه ميقاتي شقيق الرئيس ميقاتي)، الذي سبق وأمّن حصة وازنة لرئيس «التيار» في حكومة تصريف الاعمال الحالية». وأوضح ان «الحراك الدولي والاقليمي والعربي والذي سيتوّج في قمة الرياض في منتصف تموز المقبل، التي ستجمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والاردن والعراق بمشاركة الرئيس الاميركي جو بايدن، والتي ستبحث في كل ملفات المنطقة ومنها ملف غاز شرق المتوسط، يجب ان تسبقها ارادة لبنانية بتأليف حكومة قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة على مستوى الاقليم، واي تعطيل سيجعل من لبنان ورقة معروضة على الطاولة لا شراكة له في صوغ الحلول المطروحة لوضعه المنهار على كل المستويات»، لافتاً الى ان «قمة الرياض التي ستبحث الوضع اللبناني ستطلق عملياً الآلية التنفيذية للاستحقاق الرئاسي اللبناني، وربما تحمل كلمة السر باتجاه الخيار الرئاسي على قاعدة ان القرار الدولي بمنع الفراغ الرئاسي واتمام الاستحقاق في مواعيده الدستورية».

وأشار الى ان «أيّاً من الفرقاء، ولا سيما فريق العهد، لا يمكنه المعاندة وفتح المعركة على ثلاث جبهات وهي: جبهة الحكومة، جبهة الرئاسة وجبهة عدم تجديد العقوبات، كما ان الارادة الدولية هي بالوصول الى حل لملف ترسيم الحدود الجنوبية، إذ إن الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سينقل الى لبنان رداً عملياً من الجانب الاسرائيلي، وبالتالي سيكون الرد ايجابياً على ضوء ما سمعه من الوفد الاسرائيلي الموكل اليه التفاوض حول ترسيم الحدود، وهذا الرد قد يؤدي الى عودة سريعة الى مفاوضات الناقورة غير المباشرة بهدف انهاء الملف التقني بكل تفاصيله ودقائقه، تمهيداً لاتخاذ كل من لبنان واسرائيل القرار السياسي».

وختم المصدر: هناك «تعهدات لبنانية رسمية وعلى ارفع المستويات بتسهيل الحلول المقترحة للملف الحدودي، وايضاً التزاماً باجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها تماماً كما حصل في الانتخابات النيابية والاستشارات النيابية الملزمة، وكما يفترض ان يحصل في عملية تأليف الحكومة وصولاً الى الاستحقاق الرئاسي، والجميع يعلم ان الاتجاه الدولي وتحديداً العربي هو لفتح صفحة جديدة مع لبنان مع بداية العهد الجديد، انطلاقاً من ان القضية هي قضية انقاذ وطن وليس تحقيق رغبات وطموحات اشخاص».

 

إسرائيل “تبرّد” أرضية الترسيم: عودة إلى “الناقورة”!

نداء الوطن/27 حزيران/2022

على أكثر من جبهة سيقاتل ويستقتل العهد في أيامه الأخيرة لعلّ وعسى يظفر بأي “غنيمة” يجيّرها لتياره في الأشهر الأربعة المقبلة… فعلى الجبهة الحكومية سيجعل الرئيس المكلف يعاني الأمرّين في عملية التأليف ولن يدّخر جهداً لتحصيل أقصى ما يمكن تحصيله لرئيس “التيار الوطني الحر” من مكاسب ومطالب استيزارية لتحصين موقعه في السلطة بعد انقضاء الولاية العونية. وعلى الجبهة القضائية والمالية ستدخل المعركة مع حاكم المصرف المركزي منعطفات تصعيدية للدفع باتجاه “قبعه” عن كرسي الحاكمية وإلباسها الحلّة البرتقالية قبل نهاية العهد. وعلى جبهة الترسيم البحري مع إسرائيل ستصل محاولة استمالة الأميركيين إلى “أبعد حدود” على خارطة تحديد الخطوط الحدودية، طمعاً بالمقايضة المأمولة مع مسألة رفع العقوبات عن جبران باسيل، خصوصاً بعدما حُمّل الوسيط الأميركي طروحات “تسووية” شفهية من قصر بعبدا إلى تل أبيب.

وفي نهاية الأسبوع، أشاع المسؤولون الإسرائيليون “أجواء إيجابية” تؤكد الاتجاه إلى “تبريد” أرضية الترسيم والاستعداد لمناقشة الطروحات اللبنانية والتأسيس عليها، بغية التوصل “إلى حل القضية في المستقبل القريب” كما أملت وزارة الطاقة الإسرائيلية إثر اجتماع مفاوضين إسرائيليين مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”، موضحةً أنّ الاجتماع تخلله نقاش في “التوجهات البناءة للمضي قدماً في المفاوضات” في ضوء المستجدات التي نقلها هوكشتاين إثر زيارته الأخيرة للبنان. وفي هذا السياق، توقعت مصادر مواكبة للملف أن تسفر الاتصالات المكوكية التي يقوم بها الوسيط الأميركي بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي عن “إعادة إحياء طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة خلال الفترة المقبلة”، مع إشارتها إلى أنّ استئناف المفاوضات سينطلق هذه المرة “من إحداثيات الخط 23 باعتباره السقف الأعلى لمطالب لبنان الحدودية”.

ونقلت المصادر معطيات تفيد بأنّ “الإدارة الأميركية عازمة على التوصل إلى اتفاق حدودي بين لبنان وإسرائيل، بالتوازي مع وجود إرادة دولية وإقليمية مهتمّة بنزع فتائل أي انفجار محتمل في المنطقة، إدراكاً بأنّ خطر اشتعال جبهة لبنان الجنوبية لن تبقى تداعياته محصورة بهذه الجبهة بل ستكون له انعكاسات وامتدادات تهدد أكثر من ساحة إقليمية”، ومن هذا المنطلق فإن الاتجاه الأرجح بحسب المصادر هو أن تؤدي الجهود الأميركية الراهنة إلى تعبيد الطريق نحو “العودة السريعة إلى مفاوضات الناقورة لمحاولة إيجاد السبل الآيلة إلى تبديد الخلافات التقنية التي لا زالت تحول دون حل النزاع الحدودي اللبناني والإسرائيلي، تمهيداً للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى التوقيع على خرائط الترسيم النهائية بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة”.

وفي الأثناء، ينشغل الداخل اللبناني بمحاولات التوصل إلى اتفاق حكومي بين مكونات السلطة بغية التسريع في خطوات التأليف قبل انقضاء العهد… وبينما عبّر “حزب الله” أمس عن رغبته بالتعجيل في استيلاد “حكومة الممكن” كما وصفها النائب محمد رعد، برزت في المقابل مواقف للبطريرك الماروني بشارة الراعي أمس حث فيها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على الإسراع في تشكيل حكومة “على مستوى الأحداث، تشجع القوى الوطنية على المشاركة فيها وتعزز الشرعية والنزعة السيادية والاستقلالية في البلاد وتجاه الخارج”. غير أنّ الراعي، وخلال القداس الذي ترأسه في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، نبّه إلى محاولات تعطيل ولادة الحكومة والتي ترمي إلى “إلهائنا” عن الاستحقاق الرئاسي، مشدداً على وجوب “الإسراع في تشكيل الحكومة لكي يتركّز الاهتمام فوراً على التحضير لانتخاب رئيس إنقاذي للجمهورية”. وإذ دعا إلى “خفض نسبة الحقد والانتقام والكيدية والمطاردات القضائية البوليسية خلال الأشهر الأربعة الباقية من عمر العهد”، أكد الراعي في الوقت عينه على ضرورة المبادرة إلى “انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ضماناً لوحدة الكيان اللبناني، ولاستمرار الشرعية، واستباقاً لأي محاولة لإحداث شغور رئاسي”.

 

لبنان: الخلاف يشتد بشأن تأليف الحكومة وميقاتي يتمسك بصلاحياته الدستورية

حمادة لـ"السياسة": استهداف السعودية والخليج ضعف

بيروت ـ”السياسة” /27 حزيران/2022

 خلافًا لما تقوله المكونات السياسية، أنها مستعدة لتسهيل مهمة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، فإنها في المقابل تقف عائقاً أمام الولادة الحكومية التي يريدها ميقاتي سريعة، وفي غضون أسبوعين كحد أدنى. وقد علمت “السياسة”، أن الرئيس المكلف الذي بدأ استشاراته غير الملزمة مع الكتل النيابية، أمس، ويستكملها اليوم، تسلم مجموعة من الشروط من جانب عدد من القوى السياسية التي اشترطت عليه الحصول على حقائب معينة، من أجل تسهيل مهمته. وأشارت المعلومات أن الرئيس ميقاتي لم يفاجأ بمطالب الكتل النيابية والقوى السياسية، إلا أنه كان صريحاً في إبلاغ النواب الذين التقاهم في هذه الاستشارات، أنه سيأخد مطالبهم بعين الاعتبار، لكنه سيلتزم بصلاحياته الدستورية في تشكيل الحكومة، بالتعاون مع رئيس الجمهورية، وبالتالي فإنه سيمارس صلاحياته كاملة في عملية التأليف، ويختار الأسماء التي يراها مناسبة للتوزير، في ظل حديث عن رغبة الرئيس المكلف، تغيير مجموعة من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الحالية، والإبقاء على آخرين، وفي مقدمهم وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، بالنظر إلى إنجازاته التي حققها. وتؤكد أوساط سياسية بارزة لـ”السياسة”، أنه وبعد السابقة التي سجلت في تاريخ تسمية رؤساء الحكومة المكلفين، بعدد أصوات النواب الـ54، وهو رقم متواضع إذا جاز التعبير حصل عليه الرئيس ميقاتي، لتشكيل حكومته الرابعة، فإن شكوكاً فرضت نفسها بقوة، عن مدى قدرة الرئيس المكلف في إنجاز مهمته بسرعة كما وعد. وفيما أعلن نواب التغيير، عدم إعطاء الثقة لأي حكومة تتبنى ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”، أكد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة لـ”السياسة”، “أننا لن نشارك في أي حكومة في ما تبقى من عهد ميشال عون”، ولفت إلى أن “العودة لاستهداف المملكة العربية السعودية والخليج، دليل ضعف من جانب حزب الله على الساحة الإقليمية، ومن ضمن تعليمات معلمته إيران”.

وقال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، “نحن نؤيّد أن تجري التعديلات على الحكومة الحالية ليدخل إليها من يرغب بالدخول والتعاون أو ليعدّل من يعدّل في بعض الوزراء”. ومع اشتداد الكباش حول الملف الحكومي، اعتبر نائب طرابلس أشرف ريفي، أن “المعركة الأساسية القائمة تتصل برئاسة الجمهورية، والتي تعتبر المحطة التغييرية الثانية، بعد الاستحقاق النيابي”. وفي استكمال للتصعيد القائم بين “القوات اللبنانية” و”الثنائي الشيعي”، أشار عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي، إلى ان “حزب الله لا رَدَعَ ولا مَنَعَ الإعتداء على القاع، ومن حقي بعد 6 سنوات أن أشكك بنوايا عدم إجراء التحقيق”. ورأى “لقاء سيدة الجبل”، انه “مرّة جديدة يصرّ “حزب الله” بصفته ممثلاً للاحتلال الإيراني على جعل لبنان ساحة صراع وصندوق بريد يستخدمه محور المقاومة لإطلاق الرسائل السياسية والأمنية ليس باتجاه الخارج، وحسب بل باتجاه الداخل اللبناني أيضاً. وفي الوقت الذي ينتظر لبنان الرد الإسرائيلي على مقترحاته بشأن الترسيم البحري، علمت “السياسة” من مصادر موثوقة، أن هذا الرد يتوقع أن تحمله السفيرة الأميركية إلى المسؤولين اللبنانيين الأسبوع المقبل، أو الذي يليه، بعدما تكون تسلمته من الوسيط أموس هموكشتاين، في حال حالت ظروفه دون المجيئ شخصياً إلى بيروت. وفيما لم يكشف النقاب وفق المعلومات عن طبيعة الجواب الإسرائيلي، إلى أن المعلومات أشارت إلى وعود أميركية للمسؤولين اللبنانيين، بأنهم مستعدون للسير بهذا الملف إلى خواتيمه، بعدما لمسوا استعداداً لبنانياً وإسرائيلياً، للترسيم وطي هذا الملف، بما يسمح للطرفين باستكمال التنقيب من حقولهما الخاصة، وفق نتائج الترسيم.

 

الخارجية الأميركية تكشف تفاصيل ترسيم الحدود!

وكالات/27 حزيران/2022

أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية بيان نيد برايس أن كبير مستشاري أمن الطاقة آموس هوكستين أجرى محادثات الأسبوع الماضي مع الإسرائيليين حول ترسيم الحدود البحرية. وأوضح أن "المناقشات أفضت الى نتائج مثمرة تقلّص الخلافات بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي، على ان تبقى الولايات المتحدة الأميركية منخرطة في مباحثات ترسيم الحدود في الأيام والأسابيع المقبلة".

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

مسؤول أميركي: فريق التفاوض في طريقه للدوحة وتشاؤم من الموقف الإيراني...مصادر أميركية المفاوضات تبدأ غدا وقد تستمر يومان

بندر الدوشي – واشنطن/العربية/27 حزيران/2022

يتوجه المبعوث الأميركي الخاص للمحادثات النووية الإيرانية روب مالي، إلى قطر لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع طهران حول سبل إحياء الاتفاق وفقا لموقع بوليتكو الأميركي. وبحسب التقرير فإن احتمالية حدوث انفراجة في المحادثات هي منخفضة، لكن هذه هي المحادثات الأولى من نوعها منذ شهور حيث يجتمع الطرفان في أعقاب الجهود التي يبذلها المسؤولون الأوروبيون لإعادة الجانبين على وجه الخصوص إيران إلى الوراء. وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأميركية إنه من المقرر أن يصل المبعوث الأميركي روب مالي، إلى العاصمة القطرية الدوحة الاثنين. وحتى الآن، عُقدت معظم المناقشات حول إحياء الصفقة في فيينا بالنمسا لكنها توقفت منذ مارس. وفي غضون ذلك، طورت إيران برنامجها النووي بشكل كبير ، بما في ذلك تخصيبها لليورانيوم وأزالت أو اغلقت الكاميرات التي يعتمد عليها المفتشون الدوليون لمراقبة برنامجها. من جانبه قال مسؤول أميركي مطلع على القضية، إن المحادثات الأخيرة، التي من المتوقع أن يتوسط فيها مسؤولون أوروبيون لأن إيران ترفض التعامل مباشرة مع الولايات المتحدة، من المرجح أن تبدأ الثلاثاء. وأضاف المسؤول الأميركي "توقعاتنا منخفضة للغاية". وقال مسؤولان غربيان كبيران إن المحادثات في قطر من غير المرجح أن تستمر أكثر من يومين أو ثلاثة أيام ورددوا صدى تشاؤم المسؤول الأميركي. وأشار أحدهم إلى أنه حتى لو كان رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الذي سافر إلى طهران مؤخرًا ، "قد نجح في تنشيط العملية، فإن الجوهر لم يتحرك كثيرًا منذ توقف محادثات فيينا". وأضاف متحدث باسم وزارة الخارجية، "نحن ممتنون لشركائنا في الاتحاد الأوروبي، الذين يواصلون نقل الرسائل ويعملون على دفع هذه المفاوضات إلى الأمام". ووضع اتفاق 2015 قيودًا على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف كبير للعقوبات المفروضة على إيران من الولايات المتحدة ودول أخرى. وفي عام 2018 ، تخلى الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب عن الاتفاقية وأعاد العقوبات، قائلاً إن الصفقة لم تكن واسعة النطاق أو طويلة الأمد بما فيه الكفاية. وتولى جو بايدن منصبه في عام 2021 ووعد بمحاولة إحياء الصفقة إذا استوفت إيران شروطًا معينة. واستمرت المناقشات غير المباشرة أكثر من عام ، واقترب الجانبان من الاتفاق على مسار للعودة إلى الصفقة. لكن المناقشات وصلت بعد ذلك إلى عقبة رئيسية حيث يرفض بايدن إزالة تصنيف الولايات المتحدة للحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية ما لم توافق إيران على شروط معينة متعلقة بالأمن تتجاوز شروط الاتفاق النووي

 

إسرائيل: سنواصل العمل مع القوى العالمية بشأن أي اتفاق نووي مع إيران

عواصم – وكالات/27 حزيران/2022

 أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن بلاده ستعمل مع القوى العالمية للتأثير، على أي اتفاق قد ينبثق عن مفاوضاتها النووية مع إيران، قائلا “مع الاستئناف المتوقع أو المحتمل للمحادثات النووية، سنواصل العمل مع الولايات المتحدة ودول أخرى من أجل توضيح موقفنا والتأثير على صياغة الاتفاق.. إذا تم التوصل لأي اتفاق”. وفي تأكيد لما كشف عنه الأسبوع الماضي من وجود تحالف دفاع جوي مع شركاء إقليميين لم يحددهم، قال غانتس “هناك أبعاد إضافية للتعاون في مجال العمليات” دون أن يحدد تفاصيل. وقال غانتس إن السياسة المتبعة فيما يتعلق بالمحادثات النووية الإيرانية تحددها الحكومة وليس قوات الأمن، بعد أن نشرت صحيفة تقريراً عن أن جنرالات بارزين يفضلون توصل طهران لاتفاق مع القوى العالمية. وأوضح على “تويتر” أنه على الرغم من أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لها رأي في السياسة المتبعة حيال إيران، إلا أن “الحكومة هي التي تتخذ القرارات”، مضيفا “سنواصل إجراء حوار مستفيض وصريح لكن خلف أبواب مغلقة فقط. أي طريقة أخرى تضر بأمن إسرائيل”.

 

اتفاق عراقي ـ إيراني على «تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط»

رئيسي للكاظمي: بغداد وطهران يمكن أن تلعبا دوراً مؤثراً في المنطقة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/27 حزيران/2022

قال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، من إيران أمس، إن بغداد وطهران «اتفقتا على السعي من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط»، في المقابل، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن «الحوار مع المسؤولين في المنطقة يمكن أن يحل المشكلات دون تدخل أجنبي». وقال الكاظمي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنهما اتفقا «على التهدئة في المنطقة» والعمل معاً لإحلال الاستقرار والهدوء فيها؛ وفق ما أوردت وكالة «رويترز». ووصل الكاظمي إلى طهران بعد زيارة خاطفة إلى جدة بصحبة وفد رفيع المستوى يضم مسؤولين سياسيين واقتصاديين لبحث القضايا الإقليمية والثنائية. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الكاظمي قوله إنه «جرى خلال اللقاء التأكيد على دعم الهدنة في اليمن، وتعزيز جهود إرساء السلام فيه، كذلك التأكيد على أن يكون الحل السلمي للأزمة نابعاً عن الإرادة الداخلية لليمنيين». ونقل موقع «الرئاسة الإيرانية» عن الكاظمي قوله: «لقد اتفقنا على بذل جهود مشتركة لمواجهة التحديات في الأمن الغذائي جراء الحرب الأوكرانية». بدوره؛ قال رئيسي إن «العلاقات الثنائية والإقليمية بين العراق وإيران يمكن أن تلعب دوراً مؤثراً في المنطقة والقضايا الدولية». وأشار رئيسي إلى ضرورة «حل مشكلة الشعب اليمني وإقامة وقف لإطلاق النار في هذا البلد في أسرع وقت ممكن». وقال: «رفع الحصار عن اليمن واليمنيين والحوار اليمني - اليمني يمكن أن يحل قضايا هذا البلد وأن ينهي مآسي اليمنيين التي ابتلوا بها». وصرح رئيسي: «من دون شك؛ سيكون استمرار الحرب من دون جدوى، ولن يؤدي سوى إلى متاعب للشعب اليمني، لهذا يجب أن تنتهي الحرب سريعاً، والهدنة يمكن أن تكون خطوة في اتجاه حل القضايا». وقال رئيسي: «الحوار مع المسؤولين في المنطقة يمكن أن يحل المشكلات»، وأضاف: «شددنا على أن حضور أو تدخل الأجانب في المنطقة لا يحل مشكلة فحسب؛ بل يتسبب في خلق المشكلات، ولهذا شددنا على ضرورة تفاوض مسؤولي المنطقة لحل المشكلات والقضايا معاً». يذكر أن اليمن يشهد هدنة برعاية أممية منذ أبريل (نيسان) الماضي لمدة شهرين وجرى تمديدها شهرين آخرين حتى مطلع أغسطس (آب) المقبل. وتشمل الهدنة التي جرى إعلانها بالتزامن مع «مشاورات الرياض» برعاية خليجية، وقف إطلاق نار، وبنوداً أخرى؛ أبرزها فتح مطار صنعاء (رحلتان أسبوعياً من وإلى الأردن ومصر)، بالإضافة إلى السماح بتدفق سفن الوقود للحديدة، وتبقى البند الأخير الذي تتهم الحكومة اليمنية الميليشيات الحوثية بتعطيله وهو فتح الطرقات والمعابر بما فيها من وإلى تعز التي تحاصرها الميليشيات المدعومة من إيران منذ 7 أعوام. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، دعا رئيسي إلى «توثيق العلاقات» أكثر بين طهران وبغداد، وقال: «نرى أن الشعب العراقي أقرب الشعوب للشعب الإيراني في مختلف المجالات، ولدينا أقرب العلاقات مع العراق في المجالات المختلفة»، موضحاً أنهما اتفقا على توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية.

ولفت رئيسي إلى أنه اتفق على تسريع مشروع ربط السكك الحديدية بين ميناء البصرة ومنطقة الشلامجة آخر نقطة حدودية إيرانية في شمال شط العرب جنوب غربي إيران.

 

الكاظمي طرح على الرياض وطهران لقاء وزيري خارجية البلدين

الرياض، عواصم – وكالات/27 حزيران/2022

 كشفت صحيفة “الصباح” العراقية الرسمية أمس، أن رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي طرح على القيادات في الرياض وطهران، عقد لقاء مباشر يجمع وزيري خارجية البلدين في بغداد، ناقلة عن مصادر قولها إن السعودية “تنظر إلی تقدم في المفاوضات اليمنية والجهود التي تبذلها طهران من أجل تعزيز الهدنة في اليمن للتوصل لحل للأزمة اليمنية، قبل اللقاء على مستوى وزراء الخارجية”. من جانبه، أكد الكاظمي أن بلاده ستواصل دورها “المطمئن” بالمنطقة، وجهودها الرامية الى ترسيخ الحوار والتعاون الاقليمي، مشددا خلال لقاءه وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان على أن بلاده جادة في تنمية العلاقات الثنائية، وستواصل دورها “المطمئن” في المنطقة، بينما ثمن عبداللهيان جهود العراق لتعزيز الحوار وتبني الدور “البناء” في المعادلات الاقليمية والحوار بين إيران والسعودية، قائلا إن طهران “تريد الخير للمنطقة وتدعم إعادة فتح السفارات مع السعودية”.

في غضون ذلك، كشفت الخارجية السعودية عن مناقشة الإجراءات اللازمة مع فريق أوروبي، لتسهيل دخول السعوديين إلى دول الشنغن دون تأشيرة مسبقة

 

زيارات الكاظمي في المنطقة تقلق خصومه مع بدء التنافس على منصب رئيس وزراء

بغداد: «الشرق الأوسط»/27 حزيران/2022

بينما تؤكد المصادر المقربة من مكتب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أن السبب الحقيقي لزيارته إلى كل من السعودية وإيران مساء أول من أمس السبت وأمس الأحد تأتي في سياق جهود الوساطة التي يرعاها العراق بين الرياض وطهران، إلا أن خصوم الكاظمي، لا سيما في قوى الإطار التنسيقي الشيعي قلقون من هذه الزيارة. المصادر المقربة من مكتب رئيس الوزراء تشير إلى أن الملفات التي سوف يناقشها الكاظمي خلال هذه الزيارة مهمة وعديدة، إلا أن أهمها إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، الأمر الذي ستكون له آثار إيجابية على العراق، وذلك لجهة تعزيز الشراكة والتعاون الإقليمي. وتؤكد المصادر أن زيارات الكاظمي ليس لها علاقة بأي بعد داخلي، في إشارة إلى بدء التنافس بين قيادات قوى الإطار التنسيقي الشيعي على منصب رئيس الوزراء إثر الانسحاب المفاجئ للزعيم الصدري مقتدى الصدر من البرلمان، فإن أوساط الإطار التنسيقي بدأت تربط سواء عبر تصريحات علنية أو من خلال ما يدور من نقاشات خلف الأبواب المغلقة بين ملف تشكيل الحكومة وإمكانية عودة الكاظمي إلى ولاية ثانية. الترحيب الذي لقيه الكاظمي في كلا البلدين (السعودية وإيران) في وقت تستعد الرياض لعقد مؤتمر دولي يشارك به العراق تعكس جواً إقليمياً لا يزال يساعد رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته على القيام بدور مهم على صعيد ملفات المنطقة التي لا تزال عالقة بين مختلف الأطراف. يشار إلى أن قيادات الإطار التنسيقي - المحسوبين مع إيران - اجتمعت بالكاظمي الأسبوع الماضي لاعتراضها على مشاركة العراق في المؤتمر الذي تحتضنه السعودية ويشارك فيه الرئيس الأميركي مع قادة دول عربية، والذي تراه أن هذه القمة ضد إيران، لكن الكاظمي أكد لتلك القيادات بأن حضوره تلك القمة يصب في مصلحة العراق. وجاءت زيارة الكاظمي الحالية إلى الرياض وطهران في وقت حرج بالنسبة لقيادات الإطار التنسيقي، حيث تفجرت خلافات بينهم بسبب منصبي رئيس الوزراء والنائب الأول لرئيس البرلمان، وفي الوقت الذي لا يتوقع المراقبون السياسيون حسم هذا الصراع على هذين المنصبين بين قوى الإطار التنسيقي، لا سيما دولة القانون بزعامة نوري المالكي والفتح بزعامة هادي العامري والعصائب بزعامة قيس الخزعلي، فإن قوى الدولة التي تضم عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة والنصر بزعامة حيدر العبادي أطلقوا مبادرة يدعون فيها إلى مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات جديدة مع تعديل قانون الانتخابات. وسواء كانت زيارة الكاظمي الحالية ذات صلة بملف رئاسة الحكومة أم تأتي استكمالاً للجهود التي بذلها خلال فترة ولايته فإنها استرعت اهتمام المراقبين في العراق. وفي هذا السياق يقول السياسي العراقي المستقل عزت الشابندر لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق يقف مع أي حراك عربي وإسلامي يهدف إلى التكامل والانسجام سياسياً واقتصادياً بين دول المنطقة»، مضيفاً أن «العراق يدعم أيضاً الجهود الخاصة بمحاربة الإرهاب من جذوره الفكرية والعقائدية». وبين أنه «لا يمكن لأي طرف أن ينوب عن العراق والعراقيين لأنهم أعرف بمصالح بلدهم». أما الدكتور حسين علاوي مستشار رئيس الوزراء العراقي قال لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الكاظمي إلى السعودية وإيران تأتي في ضوء نهج حكومة الكاظمي في السياسة الخارجية لخفض التصعيد بالمنطقة وبناء معادلة الاستقرار والوئام الإقليمي.

وأضاف علاوي أن «العمل على مخرجات الحوار السعودي - الإيراني كان هدفاً استراتيجياً للعراق منذ بدء الحوارات بين البلدين خلال شهر أبريل (نيسان) 2021 والوصول إلى خمس جولات للحوار أنتج مساراً جديداً بالعلاقات السعودية - الإيرانية، ووصل إلى نقل الحوارات من الإدارة والتمثيل الأمني إلى التمثيل السياسي المرتقب على مستوى وزراء الخارجية بين البلدين، وهذا إنجاز إقليمي يحسب للعراق وطاولة الحوار التي عزمت بغداد على المضي بها رغم صعوبتها لكن قدرة الكاظمي على بناء جسور الثقة حققت المزيد من التقدم في تفكيك الاختلاف والمضي بالحوار».

وأوضح علاوي: «لذلك نحن الآن على أعتاب تحول مهم في العلاقات السعودية - الإيرانية ينعكس إيجاباً على الأمن القومي العراقي وهو المضي بترتيبات عودة العلاقات الطبيعية الدبلوماسية السعودية - الإيرانية خلال المراحل المقبلة، وبالتالي النظر إلى الاستقرار والوئام الإقليمي هو أولوية أساسية للعراق من أجل التنمية والإعمار والاقتصاد للعراق ودول المنطقة في الخليج والشرق الأوسط». في السياق نفسه، يرى رئيس مركز التفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «زيارة الكاظمي تأتي في إطار استكمال التوازن الفاعل الذي مضى به كاستراتيجية بعكس الحكومات السابقة التي اعتمدت التوازن، لكنه لم يكن فاعلاً، بل كان ذا ارتدادات سلبية جداً على العراق بالتحديد»، مبيناً أن «الكاظمي يحاول من خلال هذه الزيارة إلى تثبيت جزء أساسي من سياسته الخارجية وهو استكمال الحوار بين السعودية وإيران، لكن على أعلى المستويات، حيث كانت تحققت حوارات سابقة على مستوى أقل لكن الكاظمي يحاول أن يمضي باتجاه تقارب أو طاولة مفاوضات تجمع مسؤولين رفيعي المستوى بين البلدين». وأوضح الشمري أن «الكاظمي يحاول طرح رؤيا متقاربة بين الطرفين قد تطرح خلال القمة المقبلة في السعودية». أما أستاذ الإعلام في كلية أهل البيت، الدكتور غالب الدعمي يرى من جانبه في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الكاظمي هو الوحيد الذي حقق مقبولية دولية وكان يهدف إلى جعل العراق مرتكزاً مهماً بين دول المنطقة، حيث يملك علاقات طيبة مع الجميع، مشيراً إلى أن «هناك مؤشرات بعدم تشكيل الحكومة الحالية بسرعة أو ربما إعادة الانتخابات وهو ما يعني بقاء الكاظمي مدة أطول لكي يدير ملف العلاقات الإقليمية والدولية بشكل أفضل مستقبلاً».

 

السيسي يبحث في عُمان والبحرين التصدي لمحاولات زعزعة المنطقة

دول "قمة النقب" اجتمعت في البحرين بمشاركة إسرائيل... واتفاق مبدئي بشأن إنشاء تحالف عسكري

الرياض، القاهرة، عواصم – وكالات/27 حزيران/2022

 استقبل سلطان عمان هيثم بن طارق أمس، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي وصل إلى مسقط في زيارة رسمية تستمر يومين، حيث قالت وكالة الأنباء العمانية إن سلطان البلاد أقام مراسم استقبال رسمية للرئيس المصري في قصر العامر السلطاني، قبيل بدء المحادثات الرسمية.

وبحث السيسي مع سلطان عمان تعزيز العلاقات بين البلدين وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك والتحديات الإقليمية والدولية. وبدأ السيسي أمس، جولة خارجية يزور خلالها سلطنة عمان والبحرين، حيث أكد المتحدث الرئاسي المصري أن السيسي سيبحث خلال الجولة، مع سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق وملك البحرين الملك حمد بن عيسى، العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع مصر مع البلدين. وأشار المتحدث إلى أنه سيتم خلال الجولة التشاور والتنسيق بشأن القضايا والأزمات الإقليمية والدولية خلال المرحلة الراهنة، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي، والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها. من جانبه، أعلن الديوان الملكي البحريني أن الرئيس المصري سيعقد اليوم جلسة محادثات مع الملك حمد بن عيسى.وتتزامن الزيارة مع حراك سياسي وزيارات متبادلة يقوم بها كبار المسؤولين في المنطقة، قبيل القمة التي ستجمع الرئيس الأميركي جو بايدن بقادة الخليج ومصر والأردن ورئيس وزراء العراق في السعودية منتصف يوليو المقبل. وقبيل توجهه إلى مسقط، بعث السيسي برسالة خطيّة إلى أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، كما التقى وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، واستقبل السيسي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، كما استقبل أيضاً العاهل الأردني عبدالله الثاني وملك البحرين حمد بن عيسى، وبحث معهما تطورات الأوضاع في المنطقة. في غضون ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إن دبلوماسيين من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وأربع دول عربية اجتمعوا في البحرين أمس، وفيما قالت الخارجية الإسرائيلية في بيان: إن “الاجتماع حدثاً بارزاً قبل زيارة الرئيس الأميركي المتوقعة للشرق الأوسط”، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤولين قولهم إن الاجتماعات تهدف إلى تعميق التعاون في مجالات تشمل المياه والسياحة والصحة والطاقة والأمن الغذائي والأمن الإقليمي، حيث جمعت المحادثات في المنامة مسؤولين من وزارات خارجية الإمارات والبحرين والمغرب التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل عام 2020 ومن مصر.

على صعيد متصل، توصل قادة كبار من إسرائيل ودول عربية خلال لقاء غير معلن إلى اتفاق من حيث المبدأ، بشأن طرق الإخطار السريع بالتهديدات الجوية، وفقا لمصادر مطلعة على المحادثات.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قالت مصادر إن الإنذارات سيتم تمريرها عبر الهاتف أو الكمبيوتر وليس من خلال نظام مشاركة البيانات العسكرية على غرار الأسلوب الأميركي، كما تمت مناقشات كيفية اتخاذ القرارات بشأن قوات أي بلد ستستجيب في حال حدوث واقعة، وشارك في القمة رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي ونظيره السعودي فياض الرويلي. وذكرت المصادر أن التفاهمات ليست ملزمة، ولكن الخطوة المستقبلية ستكون الحصول على دعم القادة الإقليميين لإضفاء الطابع الرسمي على نظام الإخطار والنظر في توسيع التعاون.

وبحسب التقرير، كان الدرع الواسع للدفاع الجوي هدفا للجيش الأميركي لعقود من الزمن، ومثل هذا النظام سينضم إلى الرادارات والأقمار الاصطناعية وأجهزة الاستشعار الخاصة بالدول المشاركة في جميع أنحاء المنطقة.ومع ذلك، تم تأجيل الخطط بسبب مخاوف كل دولة من مشاركة بيانات قد تكشف عن نقاط ضعفها.

 

زيلينسكي يحض قادة «السبع» على إنهاء الحرب قبل نهاية العام

قصر إلماو: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 حزيران/2022

حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قادة دول مجموعة السبع، اليوم (الاثنين)، على «بذل أقصى الجهود» لإنهاء الحرب في بلاده قبل نهاية العام، كما أفادت مصادر داخل قمة المجموعة المقامة في قصر إلماو في ألمانيا. وأشارت المصادر إلى أن زيلينسكي الذي تحدث عبر الفيديو خلال اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع «كانت لديه رسالة قوية جداً قائلاً إنه يتعين علينا بذل قصارى جهدنا لمحاولة إنهاء هذه الحرب قبل نهاية العام». ودعا زيلينسكي قادة الدول السبع إلى «تشديد العقوبات» على موسكو في حين فرض الغرب حزماً عدة من العقوبات منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط). وأوضحت المصادر نفسها «لقد أصرّ أيضاً على ضرورة تشديد العقوبات ضد روسيا»، مشيرة إلى أهمية «عدم تخفيف الضغط، ومواصلة فرض عقوبات مكثفة على روسيا». وخلال خطابه، تحدث الرئيس الأوكراني عن «الشتاء القارس» في أوكرانيا «حيث يصبح القتال أصعب».

 

كييف تحث المدنيين على إخلاء ليسيتشانسك «بشكل عاجل»

كييف: «الشرق الأوسط أونلاين»/27 حزيران/2022

حثت السلطات الإقليمية المدنيين، اليوم الاثنين، على إخلاء مدينة ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا بصورة عاجلة مع تعرضها لهجوم القوات الروسية. وكتب سيرهي غايداي حاكم منطقة لوغانسك على تطبيق «تلغرام» للمراسلة: «أعزائي سكان مدينة ليسيتشانسك وأقاربهم... نظراً للتهديد الحقيقي للحياة والصحة، ندعوكم للإخلاء العاجل». وقال إن الوضع في ليسيتشانسك «صعب للغاية»، لكنه لم يذكر عدد المدنيين الذين بقوا هناك. وكان يعيش نحو 100 ألف شخص في المدينة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.وكان غايداي قد قال في وقت سابق اليوم الاثنين إن ليسيتشانسك تعرضت لأضرار «كارثية» جراء القصف حيث استهدفت القوات الروسية المدينة في أعقاب سقوط سيفيرودونيتسك المجاورة مطلع الأسبوع.

 

عقوبات غربية جديدة على روسيا تستهدف قطاع الذهب

قادة «السبع» يشددون على مواصلة دعم أوكرانيا... ويطلقون استثمارات بـ600 مليار دولار في الدول النامية

غارميش بارتنكيرشن (ألمانيا): راغدة بهنام/الشرق الأوسط أونلاين»/27 حزيران/2022

باشر قادة دول «مجموعة السّبع» في قصر إلماو الواقع بولاية بافاريا الألمانية، أمس، قمتهم المخصّصة في غالبيتها للحرب الدائرة في أوكرانيا؛ حيث حرصوا على إظهار وحدتهم واستمرار دعمهم لأوكرانيا وتشديد العقوبات على روسيا. وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، مضيّف القمة، إن الصواريخ الروسية على كييف تؤكد أن «وقوفنا سوياً لدعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها ولتقرير مصيرها». وكرر شولتس بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لم يتوقع هذا الدعم الدولي الكبير لأوكرانيا، كما لم يتوقع شجاعة الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم». لكن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذر من تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، فيما يوحي بخلافات بين دول المجموعة، رغم الصورة الموحدة التي حرص المشاركون على إرسالها. وقال جونسون إنه قد يكون من الصعب الحفاظ على الوحدة في دعم أوكرانيا على المدى الطويل. وأضاف: «واقعياً سيكون هناك تعب لدى الشعوب والحكومات»، في إشارة إلى التضخم والأزمات الاقتصادية التي ضربت العالم. وأشار جونسون، الذي يعتبره الرئيس الأوكراني فولاديمير زلنسكي من أشد داعمي بلاده، إلى أن عدداً من الدول تواجه «ضغوطاً، وهناك قلق» من استمرار الحرب وتأثيرها على الاقتصادات. ويدفع جونسون دول المجموعة لتبني عقوبات إضافية على روسيا، لكنه اعترف بأن بعض الدول «تشعر بالقلق» من تأثير العقوبات الإضافية على اقتصاداتها. وكان جونسون قد حذّر قبيل انطلاق أعمال القمة من «دفع أوكرانيا إلى القبول بسلام سيئ» بهدف إنهاء الحرب سعياً لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي في العالم. ويحافظ المستشار الألماني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خط اتصال مع الرئيس الروسي، رغم أن الاتصالات الدورية التي يجرونها معه لم تؤدِ حتى الآن إلى أي نتائج، ولا إلى إحياء المفاوضات مع أوكرانيا. لكن قبل أن تبدأ مناقشات القادة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة على «تويتر» صباحاً عن اتفاق المجموعة على حظر استيراد الذهب الروسي. وقال إن هذا سيمنع روسيا من الملايين التي تدخل إلى خزينتها من بيع الذهب إلى دول المجموعة. ولم يتمكن الاتحاد الأوروبي الذي شارك في اجتماعات قمة السبع على الاتفاق على حظر استيراد الذهب الروسي، علماً بأن 3 من دول الاتحاد هي في مجموعة السبع، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. وطغت الأزمة الاقتصادية العالمية على محادثات اليوم الأول للقادة الذين ركزوا في جلستهم الأولى على التضخم وارتفاع أسعار الطاقة في أنحاء العالم. وقال شولتس، في ختام الجلسة، إن «قادة المجموعة قلقون من الأزمات الاقتصادية التي نواجهها»، مضيفاً أن «النمو يتراجع في بعض الدول، ويرتفع التضخم، وأن سلسة التوريد باتت أيضاً تعاني من اضطرابات». لكنه عبّر عن تفاؤله بأن تتمكن دول المجموعة من مواجهة هذه الأزمات «موحدة»، وتابع: «أنا على ثقة كبيرة جداً بأننا سنتمكن من بعث رسالة وحدة واتخاذ إجراءات حاسمة خلال هذه القمة». وشدد المستشار الألماني على ضرورة مواجهة الأزمة «بطريقة منسقة وتحريك الاستثمارات» بالشكل الضروري لنا.

وخرج الزعماء في نهاية الجلسة الثانية التي ناقشت الاستثمارات في البنى التحتية بتعهد باستثمار 600 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة لتحسين البنى التحتية في الدول النامية بهدف مواجهة مشروع الحزام والطريق الصيني الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات، ويهدف إلى تطوير وزيادة الاستثمارات في الطاقة الخضراء، وكذلك في الصحة لمواجهة أي وباء جديد محتمل.

وأعلن بايدن، الذي وقف في ختام الجلسة يتحدث للصحافيين إلى جانب شولتس وفون دير لاين ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عن استثمار الولايات المتحدة 200 مليار دولار أميركي في قطاعات عامة وخاصة، لبناء بنى تحتية تسمح بالاستثمار في الطاقة النظيفة، كما قال، والنقل والصحة، مثل بناء مصنع إنتاج لقاحات في السنغال سيكون قادراً على إنتاج ملايين الجرعات من لقاح «كورونا» وغيره من اللقاحات لمواجهة أوبئة مستقبلية. وقال بايدن إن العالم «يواجه نقطة تحول»، مضيفاً أن القرارات التي تتخذ الآن سيكون لها أثر على العالم في العقود المقبلة.

وأعلنت فون دير لاين من جهتها عن استثمار الاتحاد الأوروبي مبلغ 300 مليار يورو خلال السنوات الخمس المقبلة في قطاعات عامة وخاصة أيضاً ضمن الخطط نفسها. وقدّم شولتس خطة مشتركة لدول قمة السبع في ختام جلسة حول البنى التحتية العالمية، يهدف إلى ردم هوة عدم المساواة في العالم، ومواجهة آثار وباء كورونا، والحرب في أوكرانيا، التي طرحت أمام المجموعة بمبادرة أميركية. وخلال الصورة التقليدية التي التقطها الزعماء في اليوم الأول، سُمع رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون ورئيس الوزراء الكندي ترودو، يهزآن ببوتين. وسمع جونسون، وهو يسأل إذا كان بإمكانه أن يخلع سترته في يوم حار ناهزت درجة الحرارة فيه 30 درجة، وأضاف جونسون ضاحكاً: «علينا جميعنا أن نظهر لبوتين أننا أقوى منه»، في إشارة إلى الصورة الشهيرة للرئيس الروسي، وهو يركب الحصان عاري الصدر. فردّ ترودو ضاحكاً أيضاً إن على جونسون «أن يمتطي الحصان عاري الصدر». والتقى جونسون على هامش الاجتماعات أمس بالرئيس الفرنسي في لقاء ثنائي، اتفقا خلاله على زيادة الدعم لأوكرانيا، بحسب بيان صادر عن داونينغ سريت، مكتب جونسون. وقال البيان إن الزعيمين «اتفقا على أن النزاع يمر بلحظات حساسة، وأن الفرصة تتوفر الآن لقلب اتجاه الحرب». وأضاف البيان أن الرجلان اتفقا على «ضرورة زيادة الدعم لأوكرانيا خلال الحرب وفي مفاوضات السلام المقبلة». وفي الكلمتين الأخيرتين إشارة إلى الاتهامات الموجهة لفرنسا وألمانيا بمحاولة دفعهما أوكرانيا للقبول بشروط سلام تطرحها روسيا والتخلي عن أجزاء من أراضيها، مقابل إنهاء الحرب.

ويلقي الرئيس الأوكراني كلمة اليوم عبر دائرة الفيديو، يتوجه فيها لقادة المجموعة، من المتوقع أن يطالب فيها بزيادة التسليح وتشديد العقوبات على روسيا. وكان وزير خارجيته دميترو كوليبو استبق كلمة كوليبا بالدعوة إلى زيادة التسليح لأوكرانيا، وخاصة أنظمة دفاع للتصدي للصواريخ الروسية. وتتهم أوكرانيا بعض الدول، خاصة ألمانيا، بالتلكؤ في إرسال أسلحة ثقيلة، لكن شولتس يرفض تلك الاتهامات، ويؤكد أن ألمانيا ترسل ما يمكنها من أسلحة، وتدرب القوات الأوكرانية على استخدامها.

 

10 قتلى و40 جريحاً بضربة صاروخية على مركز تسوّق «مكتظ» في أوكرانيا

كييف/الشرق الأوسط أونلاين/27 حزيران/2022

استهدف صاروخ روسي، اليوم (الاثنين)، مركز تسوق «مكتظاً جداً» في كريمنتشوك بوسط أوكرانيا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، على ما أوردت السلطات مشيرة إلى أن الحصيلة قد تكون مرتفعة للغاية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأعلن الحاكم الاقليمي دميترو لونين مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 40 في الضربة الصاروخية، منبها الى ان الحصيلة قد ترتفع. وأضاف المسؤول الذي يرأس ادارة منطقة بولتافا «قُتل عشرة أشخاص وأصيب اكثر من 40 شخصا. هذا هو الوضع حاليا في كريمنتشوك بسبب الضربة الصاروخية». من جهته، كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك: «أطلق المحتلون صاروخاً على مركز تجاري كان فيه أكثر من ألف مدني. المركز التجاري يحترق وعمال الإنقاذ يكافحون النيران. ومن المستحيل تخيل عدد الضحايا». وأرفق زيلينسكي رسالته بمقطع فيديو يظهر النيران في مركز التسوق الذي تصاعدت منه سحب دخان كبيرة، وعربات إطفاء وعشرات الأشخاص في الموقع. وقال فيتالي ماليتسكي رئيس بلدية المدينة التي كان عدد سكانها 220 ألف نسمة قبل الحرب، إن «الضربة الصاروخية على كريمننشوك أصابت مكاناً مزدحماً للغاية لا علاقة له بالأعمال القتالية». وأضاف: «هناك قتلى وجرحى، وسننشر تفاصيل أخرى».

 

مجموعة السبع» ستشدد العقوبات على الاقتصاد الروسي لا سيما صناعات الدفاع

قلعة إلماو (ألمانيا): الشرق الأوسط أونلاين»/27 حزيران/2022

قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، اليوم الاثنين إن دول مجموعة السبع التي تعقد قمة في ألمانيا ستشدد الخناق على الاقتصاد الروسي من خلال وضع «آلية تحديد سقف لسعر النفط الروسي على مستوى العالم». وأضاف المسؤول نفسه الذي طلب عدم كشف هويته أن هذه الدول «ستستمر بشكل منسق بتقليص إمكان حصول روسيا على الموارد الصناعية الحيوية»، ولا سيما في مجال الدفاع، مشدداً على أن دول مجموعة السبع ستنسق فيما بينها «لاستخدام الضرائب الجمركية على المنتجات الروسية، بغية مساعدة أوكرانيا». وقال البيت الأبيض في بيان إن زعماء مجموعة السبع سيتعهدون: «بالتزام أمني طويل الأمد غير مسبوق لتقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا بقدر ما تتطلب الحاجة»، بما في ذلك تقديم الأسلحة الحديثة في الوقت المناسب. وأمس الأحد اقتربت روسيا أكثر من التخلف عن سداد ديونها، وسط غياب الدلائل على تلقي المستثمرين الذين يحملون سنداتها الدولية للمدفوعات، وهو ما ينذر بأن يكون التخلف الأول لروسيا عن السداد خلال عقود. وتسعى روسيا جاهدة للوفاء بمدفوعات مستحقة عن سندات بقيمة 40 مليار دولار منذ الحرب الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) الماضي، والذي أثار عقوبات شاملة عزلت روسيا بشكل فعال عن النظام المالي العالمي وأبعدت الكثير من المستثمرين عن أصولها. وقال الكرملين مراراً إنه لا يوجد ما يدعو روسيا للتخلف عن السداد لكنها غير قادرة على إرسال الأموال لحاملي السندات بسبب العقوبات، متهماً الغرب بمحاولة دفع البلاد إلى تخلف مصطنع عن السداد.

 

الأمم المتحدة: حرب أوكرانيا قد تتسبب في ازدهار إنتاج المخدرات

فيينا: «الشرق الأوسط أونلاين»»/27 حزيران/2022

قالت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين إن الحرب في أوكرانيا قد تسمح بازدهار الإنتاج غير المشروع للمخدرات، وهو تحذير يستند إلى تجارب سابقة في مناطق صراع أخرى. وذكر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تقريره السنوي أن التجارب السابقة في الشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا تشير إلى أن مناطق الصراع يمكن أن تشكل «مغناطيساً» لصنع المخدرات الاصطناعية. وقال: «هذا التأثير يمكن أن يكون أكبر عندما تكون منطقة الصراع بالقرب من الأسواق الاستهلاكية الكبيرة». وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أن عدد مختبرات الأمفيتامين المفككة في أوكرانيا ارتفع من 17 عام 2019 إلى 79 عام 2020. وهو أعلى عدد من المختبرات المضبوطة والمبلغ عنها في أي بلد في عام 2020. وأضاف أن قدرة أوكرانيا على إنتاج مخدرات اصطناعية يمكن أن تنمو مع استمرار الحرب. وقالت الخبيرة في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أنجيلا مي لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليس هناك رجال شرطة يتجولون ويوقِفون المختبرات في مناطق الصراع». وأشار التقرير الأممي أيضاً إلى أن الحرب يمكن أن تعطّل طُرق تهريب المخدرات، متحدثاً عن انخفاض محتمل للاتجار في أوكرانيا منذ أوائل 2022. كما دعت الخبيرة أنجيلا مي إلى مراقبة الوضع في أفغانستان التي أنتجت 86 في المائة من الأفيون في العالم سنة 2021. في أبريل (نيسان) أمر زعيم حركة «طالبان» بحظر زراعة خشخاش الأفيون في أفغانستان.

وقالت الخبيرة تعليقاً على ذلك إنه «علينا أن نرى ما إذا كان هذا سيؤدي إلى انخفاض جذري»، أو ما إذا كانت الحقول غير المشروعة ستشهد، على العكس من ذلك، توسعاً بسبب تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية في هذا البلد.

 

الناتو لزيادة عديد قواته عالية التأهب إلى 300 ألف جندي

بروكسل: «الشرق الأوسط أونلاين»»/27 حزيران/2022

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، اليوم الاثنين أن دوله ستزيد عدد القوات عالية التأهب إلى «أكثر بكثير من 300 ألف» جندي في وقت تعزز دفاعاتها على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال ستولتنبرغ قبيل قمة للناتو مرتقبة هذا الأسبوع في مدريد: «سنعزز دفاعاتنا الاستباقية. سنعزز مجموعات المعارك التابعة لنا في الجزء الشرقي للحلف إلى مستويات ألوية. سنحدث تحولا في قوة الاستجابة التابعة للناتو ونزيد عدد قواتنا عالية التأهب إلى أكثر بكثير من 300 ألف». في سياق متصل، تعهدت مجموعة السبع تقديم دعم متواصل لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي، في بيان صادر عن اجتماعها في قصر إلماو في ألمانيا. وقالت المجموعة في بيان: «سنواصل تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا والوقوف بجانبها ما دام لزم الأمر». تخطط الولايات المتحدة لتزويد أوكرانيا بنظام صاروخي أرض - جو متطور «متوسط وبعيد المدى»، وفق ما أفاد مصدر مطلع وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إنه «من المحتمل أن تعلن الولايات المتحدة هذا الأسبوع عن شراء نظام ناسامس (نظام الصواريخ المتقدمة أرض - جو) لأوكرانيا». وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن «جعل من مسألة شراء أنظمة دفاع جوي متطورة لأوكرانيا أولوية». ونظام الصواريخ أرض - جو «ناسامس» من صنع شركة رايثيون الأميركية والمجموعة النرويجية كونغسبرغ. وأوضح المصدر أنه من المتوقع أن تعلن واشنطن أيضاً عن تسليم معدات أخرى إلى القوات الأوكرانية، خصوصاً ذخيرة للمدفعية وأجهزة رادار. عدلت الولايات المتحدة في شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، لتأخذ في الاعتبار صراعاً بات متركزاً في شرق البلاد، حيث تلعب المدفعية دوراً كبيرا جداً. وبدأت واشنطن خصوصاً في تسليم قاذفات صواريخ متحركة من طراز هيمارس إلى الأوكرانيين بمدى يصل إلى 80 كيلومتراً.

 

عبد الله الثاني يطمئن عباس حول «مكانة» القضية الفلسطينية...التقيا في عمان وناقشا أهم الملفات استعداداً لزيارة بايدن

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط أونلاين»»/27 حزيران/2022

بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، الوضع الفلسطيني، مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقب إلى المنطقة في 13 من الشهر المقبل، وفي ظل الانتخابات المرتقبة في إسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن اللقاء حمل تأكيداً أردنياً على أن أي تطورات سياسية في المنطقة لن تكون على حساب الفلسطينيين الذين أبدوا توجساً من التقارب العربي الإسرائيلي الذي انتهى بحلف جوي وأفكار حول ناتو شرق أوسطي كذلك. وبحسب المصادر، أراد الملك طمأنة عباس، وأراد الرئيس الفلسطيني دعماً أردنياً قبل وصول بايدن. وناقش الملك عبد الله الثاني وعباس في قصر الحسينية، في العاصمة الأردنية عمان، مجمل العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة بين البلدين، وآخر التطورات السياسية، وذلك ضمن سياسة التنسيق المشترك والمتواصل، بحسب بيان فلسطيني. وقال عباس: «حيثما يحضر الأردن تكون القضية الفلسطينية حاضرة دائماً».

وفي الوقت الذي استعرض فيه عباس الواقع الصعب في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس، أكد الملك عبد الله الثاني موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، حتى نيل الفلسطينيين حقوقهم العادلة والمشروعة. وقال إن الأردن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته دائماً وأبداً، ولا شيء أهم من القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن. واتفق الطرفان على أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو «حل الدولتين» الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما اتفقا على أن الخطوة المطلوبة في الوقت الراهن هي وقف الإجراءات الأحادية لفتح المجال أمام استئناف المفاوضات مستقبلاً.

وأعاد الملك عبد الله الثاني التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف - المسجد الأقصى المبارك، مشدداً على أن الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات. لافتاً إلى أن الأردن في اتصال مستمر مع الجانب الأميركي، ويعمل على أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في الشهر المقبل. وسيحضر العاهل الأردني القمة المشتركة في جدة بحضور الرئيس الأميركي بايدن، وقال الملك عبد الله الثاني إنه سيؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، خلال مشاركته في هذه القمة التي تشمل أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، والعراق. ورفض العاهل الأردني فكرة أنه يمكن تحقيق أي تقدم في التعاون الاقتصادي في المنطقة، بدون التقدم في الجهود الساعية للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني. هذا، وكان حل الكنيست الإسرائيلي على جدول أعمال اللقاء، بما في ذلك انعكاساته على فرص تحقيق السلام، إضافة إلى المستجدات في المنطقة. وكان عباس قد وصل إلى عمان عبر مروحيات أردنية حطت في مقر الرئاسة في رام الله من أجل نقله. وأعلن الفلسطينيون عن اللقاء قبل وصول الطائرات، تجنباً لشائعات جديدة حول صحة عباس الذي ينتظر وصول بايدن إلى بيت لحم منتصف الشهر المقبل. وقالت المصادر إن عباس سيطلب من بايدن الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال الأحادية، ودفع عملية السلام إلى الأمام، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ورفع المنظمة عن قائمة الإرهاب، كما أنه سيبلغه بأن الانتظار أكثر أصبح معقداً وصعباً وأنه مضطر لاتخاذ إجراءات إذا لم تتحرك واشنطن. واتفق الأردنيون والفلسطينيون على الضغط بهذا الاتجاه، على الرغم من أن التوقعات منخفضة بسبب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وهاجم محمود العالول نائب عباس في رئاسة حركة فتح، أمس، الإدارة الأميركية، وقال إنها تسعى لكسب مزيد من الوقت دون طرح حلول محددة بشأن القضية الفلسطينية. وأضاف العالول، في حديث للإذاعة الرسمية: «الاتصالات الأميركية مع الرئيس محمود عباس، والوفود التي التقت به في رام الله الأيام الماضية، تطالبنا بالانتظار سعياً لبلورة رؤية، وهذا كله شيء ما من التسويف». وأكد العالول أنه «لا يمكن الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات والاعتراف بإسرائيل، وفي المقابل هي لا تعترف بأي شيء وتمارس جميع الانتهاكات والإجراءات» ضد الشعب الفلسطيني.

وكانت إسرائيل قد أعلنت عن تحالف جوي شرق أوسطي في المنطقة، تبعه تبني العاهل الأردني لفكرة إنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو. وقال الملك عبد الله الثاني، في مقابلة مع شبكة «ي إن بي سي» الأميركية، الجمعة، إنه سيكون من الأوائل المؤيدين لإنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو بالمنطقة، مضيفاً أن الأمر ممكن مع الدول التي تتقاسم طريقة التفكير نفسها.

 

شخصيات فلسطينية مسيحية تطلب لقاء بايدن لوقف مصادرة ممتلكات الكنيسة

تل أبيب/الأوسط» الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

توجهت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية إلى الإدارة الأميركية، بطلب لقاء قادة المسيحيين الأرثوذكس في القدس مع الرئيس جو بايدن، عند قدومه لزيارة القدس أواسط الشهر المقبل، وإطلاعه على السياسة الإسرائيلية المنهجية لمصادرة عقارات وممتلكات الكنيسة والطائفة. وقال محمد أبو وليد الدجاني، مدير فندق «إمبريال»، أحد ممتلكات الكنيسة في منطقة باب الخليل في القدس القديمة الذي قررت المحكمة الإسرائيلية العليا مصادرته، إن «الاحتلال يسيطر على العديد من العقارات المسيحية بشكل غير قانوني وغير عادل، ومحاكمه تسانده في هذه العملية وتجيز له صفقات البيع المشبوهة. ولم يعد هناك مفر من تدخل سياسي دولي لوقف ممارساته». يقول الدجاني، إن بايدن يأتي لزيارة تاريخية إلى القدس الشرقية وينبغي وضعه في صورة الواقع فيها. وإنه لا يمكن أن يتعرف بعمق على مشاكلنا، من دون الالتقاء بالقيادات المسيحية التي تناشد الولايات المتحدة منذ سنوات التدخل لوقف الإجحاف. فنحن نعيش في مدينة تستوعب كل الطوائف. ونعرف أن هناك مكاناً في القدس لكل من يعتبرها مقدسة، لكن هناك جمعيات وحركات وأحزاباً يهودية يمينية متطرفة، تسعى لخلخلة التوازن وفرض ملكية يهودية على منطقة باب الخليل وتصفية أكثريته المسيحية والسيطرة على أماكن مقدسة للمسلمين والمسيحيين، لتغيير معالم المدينة وجعلها يهودية خالصة. ووصف هذا التوجه بالخطير. «وما يزيده خطورته أن يلقى الدعم من حكومات إسرائيل المتعاقبة ومن بلدية الاحتلال، وليس فقط من المستوطنين، ولهذا فلم يبق سوى الضغط السياسي». المعروف أن الكنيسة الأرثوذكسية تعد ثاني أكبر مالك للأرض والعقارات في فلسطين بعد الوقف الإسلامي. ومنذ قيام إسرائيل تتعرض هذه الأوقاف لمحاولات نهب بمختلف الطرق، بينها إبرام صفقات مشبوهة، ما تسبب في خلافات داخل الطائفة، بين البطريركية والمجالس المحلية في المنطقة. وكشفت تحقيقات صحافية عربية، وحتى إسرائيلية، عن فساد خطير في هذه الصفقات تورط فيها سياسيون ورجال دين ومدنيون. وفي فترة الكشف عن بيع فندقين (إمبريال والبترا)، إلى المستوطنين، ثارت عاصفة خلافات بين الكنيسة وجهات في الطائفة. وأطاح المجلس المسكوني بالبطريرك إيرنيوس الأول، لاتهامه بتنفيذ صفقات البيع، وانتخب مكانه البطريرك الحالي ثيوفولوس الثالث. واتهم البطريك إيرنيوس خليفته بالتآمر عليه، وبأنه في الواقع هو الذي يقف وراء الصفقة، وأن جهات سياسية في إسرائيل وغيرها شريكة في المؤامرة، وادعى ثيوفولوس أنه هو الذي يدافع عن العقارات ويطالب باسترجاعها. في مطلع الشهر الحالي، صدرت العديد من التصريحات الفلسطينية تندد بقرار المحكمة الإسرائيلية حول باب الخليل، وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، د. رمزي خوري، إن الرئاسة الفلسطينية تقف إلى جانب بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في المعركة التي تخوضها للدفاع عن ممتلكاتها المهددة بالاستيلاء من قبل المستوطنين، وأشاد بالدور الذي تقوم به البطريركية وصمودها أمام كل التحديات التي تعصف بها، خصوصاً حمايتها للمستأجرين الفلسطينيين لتثبيتهم في وطنهم. يذكر أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل الامتناع عن أي تصعيد للتوتر في الضفة الغربية والقدس، من شأنه أن يزيد من حدة التوتر مع الفلسطينيين خلال زيارة الرئيس بايدن، المقررة في 13 يوليو (تموز) المقبل. وحسب ما أورد المراسل السياسي لموقع «واللا» الإلكتروني، براك رافيد، فإن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، ومساعدها المسؤول عن الملف الفلسطيني في الخارجية الأميركية، هادي عمرو، اللذين أجريا جولات مكوكية بين تل أبيب ورام الله، في الأسابيع الماضية، طلبا ضمانات لتنفيذ المطلب الأميركي.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

"مَن يتلقّى العِصيّ ليس كَمَن يَعدّها"

 الياس الزغبي/فايسبوك/27 حزيران/2022

تتعمّد إيران الظهور بمظهر الذاهبة إلى الحرب بينما هي تقدّم أوراق الاعتماد لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة عبر ڤينا من جهة، ومع المملكة العربية السعودية عبر عراق الكاظمي من جهة أخرى.

وتحاول الآن الدخول إلى هذه المفاوضات بتجميع غير ورقة في يدها، أبرزها تحريك بيادقها في المنطقة العربية، وآخرها إحياء نظرية "توحيد الميادين" أو "وحدة ساحات الممانعة" كما فعلت عبر "المؤتمر الاسلامي" في بيروت قبل يومين، إضافةً إلى استخدامها ذراع "حزب اللّه" في التفاوض المائي اللبناني الأميركي الإسرائيلي، واستغلالها فتور الحضور الروسي في سوريا، والهدنة القلقة في اليمن، واستقالة الكتلة الصدرية في العراق.

وشعارها في هذه المرحلة هو العنوان الجيوسياسي التقليدي:

إذا أردتَ السلام (والمقصود هنا النفوذ والمصالح) لوّح بالحرب.

ولا شك أنها تتوجّس من مؤتمرين:

الأول يُعقد اليوم في البحرين لأطراف اتفاق "أبراهام" بحضور ٤ دول عربية والولايات المتحدة وإسرائيل.

والثاني، ولعلّه الأشد إثارة لريبتها، هو مؤتمر القمة الذي سيُعقد في السعودية بعد ١٨ يوماً، ويضم ٨ دول عربية مع الرئيس الأميركي جو بايدن.

ومع انعقاد المؤتمرين ترتفع الدعوات إلى تشكيل درع دفاعي في المنطقة العربية تحت مسمّى "حلف ناتو عربي" أو ما يُشبه.

كما أن براغماتية السجّاد تفرض على طهران رفع عقيرة الحرب إعلامياً، وخفض جناحها واقعياً، بعد إدراكها أن القوتين العالميتين الكبريين حليفتيها، روسيا والصين، منشغلتان بصراعاتهما السياسية والعسكرية والاقتصادية من أوكرانيا إلى تايوان، وما ومَن وراءهما، بين أوروبا وأميركا واليابان وأوستراليا وكوريا وسائر دول جنوب شرق آسيا.

ولم يعُد في إمكانها التعويل على تركيا، لا في شمال سوريا والعراق، ولا في العلاقة التركية الإسرائيلية المتقدمة على خلفية إحباط محاولات المخابرات الإيرانية استهداف إسرائيليين على الأراضي التركية، ولا في حساسيات أنقرة مع أوروبا عبر اليونان وقبرص، ولا في التوسيع الشكلي لدول "البريكس".

ففي الواقع، تُدرك طهران أنها باتت أكثر انكشافاً على المستوى العالمي، وهي ليست من الدول السريعة الانفعال والتهور، وقد أجرت كثيراً حسابات دقيقة بعد صدمات استراتيجية موجعة، مثل اغتيال سليماني والضربات الإسرائيلية على قواعدها وأذرعها في سوريا، وكظمت غيظها وشعارها التقليدي "سنقوم بردود مزلزلة في المكان والزمان المناسبَين".

وهذه المرة أيضاً ستكظم شعاراتها وتدقق حساباتها، فتستخدم التهويل بالحرب و"توحيد الميادين" كعملة ورقية تطرحها على طاولات التفاوض، لأن المثل الشعبي العابر للحدود بين العرب وإيران يقول:

 "مَن يأكل العصيّ ليس كمن يَعدّها".


زيارة دوكان إلى لبنان غير مؤكّدة

غاصب المختار/اللواء/27 حزيران/2022

لا شك ان الرئيس نجيب ميقاتي يعلم الصعوبات التي تحيط بتشكيل الحكومة الجديدة نتيجة «المعايير» والشروط والمطالب التي يطرحها أكثر من طرف سياسي في العلن وفي السر، عدا عمّا يريده رئيس الجمهورية ميشال عون من حكومة آخر العهد، ولعلّه لا يختلف كثيراً عمّا يريده ميقاتي في بعض المواضيع، لا سيما إنهاء التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتعديل خطة التعافي الاقتصادي، ومعالجة وضع المصارف وترسيم الحدود البحرية، برغم الاختلاف حول مواضيع أخرى مثل كيفية التعامل مع حاكم مصرف لبنان والتعيينات الإدارية والقضائية وغيرها.

ولا شك أيضاً ان الرئيس ميقاتي «البراغماتي» والعملي وصاحب التجربة والحنكة السياسية، قادر على تدوير الزوايا الحادّة مع رئيس الجمهورية، خاصة ان الرئيسين طالما أكدا ان علاقتهما سويّة وهناك تفاهم وتفهّم بينهما على كثير من الأمور الإجرائية. لكن مشكلة ميقاتي ستكون في كيفية الموائمة بين إدارة حكومة تصريف الأعمال وما تتطلبه المرحلة من قرارات وخطوات سريعة، وبين تشكيل حكومة جديدة سريعاً تماشياً مع نصّ الدستور، لكن تحيطها علامات استفهام كبيرة وكثيرة حول شكلها، موسّعة أو ضيّقة، سياسية أم مطعّمة بإختصاصيين، هل هي من سيملأ الفراغ الرئاسي لو حصل ولأي فترة طويلة أم قصيرة؟ وهنا تصبح المشكلة أكبر نتيجة صراع «الديوك السياسية الكبيرة» على حجز مكان لها في الحكومة الجديدة سواء تأخّرت الانتخابات الرئاسية، أو جرت في موعدها فيصبح المشكل الجديد حول حكومة العهد الجديد.

ان الأشهر الأربعة الأخيرة من عمر العهد ستشهد تعقيدات ومشكلات كثيرة إذا تأخّر ميقاتي في تشكيل حكومته، ليس أقلّها المشكلات المعيشية والمطلبية التي تفاقمت مؤخراً نتيجة عجز بعض الوزارات عن إيجاد الحلول لها بسبب الأزمة المالية الحادّة التي تعصف بالبلاد، وعدم مبالاة مصرف لبنان والمصارف الخاصة ووزارة المالية. ونتيجة وضع الحسابات السياسية والطائفية الخاصة للأطراف السياسية فوق مصلحة البلاد والعباد. وعليه ستكون أمام الرئيس ميقاتي مهام شاقّة على أكثر من صعيد محلي، عدا التعقيدات والمشكلات التي قد تنجم عن الصراعات والمتغيّرات الحاصلة في الإقليم وفي أوروبا، والتي تنعكس على لبنان مزيداً من الأزمات والتعقيدات كأزمة شحّ القمح والمحروقات وارتفاع الأسعار العالمية لكل السلع، من دون استبعاد عامل الطمع والاحتكار لدى تجار الحروب والأزمات في لبنان والعالم.

المهم كيف سيقارب الرئيس ميقاتي وباقي المسؤولين هذا الوضع السياسي والدستوري المعقّد؟ وكيف ستكون العلاقة بينهم، هل مواجهتها سويّاً بدل مواجهة بعضهم البعض لحين انتهاء عهد الرئيس عون؟ والمهم أيضاً من يكفل أن لا تستمر الأزمات بعد نهاية العهد ومع الرئيس الجديد للجمهورية؟ وهل ستوقف القوى السياسية خصوماتها وتناحرها وكيدياتها وشعبويتها لإستنباط بعض الحلول السريعة للأزمات القائمة؟ ذلك انه من المبالغة تحميل عهد الرئيس عون وحده مسؤولية المشكلات التي جرت خلال السنوات الست من عهده، فالكل شارك ولو بنسب متفاوتة في إيصال البلاد الى ما وصلت إليه. ولعل هذه الممارسات ستستمر مع العهد الجديد والحكومات الجديدة طالما ان المصالح النفعية هي التي تتحكّم بمسار البلاد. وبات من مصلحة الرئيس عون في نهاية عهده تحقيق ما أمكن ضمن الوقت الضيّق لا افتعال مشكلات جديدة. لذلك لا يتوقع الكثيرون أن يعرقل تشكيل الحكومة.

وعلى خطٍ موازٍ، ما زالت فرنسا عاملة بقوة على الملف اللبناني، وذكرت مصادر رسمية متابعة ان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي المكلف متابعة الملف اللبناني بيار دوكان الى بيروت واردة في أي وقت ولكنها غير مؤكدة حتى الآن، ولم يُحدد أي موعد لها، وهي قيد التداول في أروقة القصر الرئاسي الفرنسي، ولكنه سيحضر الى بيروت في أي وقت لمتابعة ما أنجزته الحكومة اللبنانية على صعيد ملف الاصلاحات البنيوية المطلوبة من صندوق النقد الدولي والدول المانحة، والمشاريع المرتبطة التي أحالتها الحكومة الى المجلس النيابي ولم يجرِ إقرارها أو التي تم إقرارها ولم يتم تنفيذها بعد.

وقالت المصادر: ان دوكان في حال زار بيروت، سيحثّ المسؤولين لا سيما المجلس النيابي على إقرار القوانين الإصلاحية بالسرعة اللازمة لوضع مسار التعافي على السكة الصحيحة.

لكن المصادر أوضحت انه حسب اتصالاتها مع دوائر القرار الفرنسي، فإن الرئيس ايمانويل ماكرون أعاد تفعيل الملف اللبناني بعدما انتهى من معركة الانتخابات التشريعية، لأن هذا الملف ما زال من أولويات فرنسا الخارجية.

 

متى يرفع ميقاتي التصوّر الأوّل للحكومة؟

كلير شكر/نداء الوطن/27 حزيران/2022

يبدأ رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي بعد ظهر اليوم الاثنين، سلسلة مشاوراته غير الملزمة مع الكتل النيابية والنواب المستقلين ويفترض أن تنتهي غداً الثلثاء، قبل أن يصيغ أول تصوراته الحكومية لتقديمه إلى رئاسة الجمهورية، بعد تكليفه بـ54 صوتاً سيعيدونه إلى السراي الحكومي.

هذه المرة الرابعة التي يكلّف فيها ميقاتي رئاسة الحكومة، ولكل جولة ظروفها وحيثياتها، ولكن هذه المرة قد لا يتمكن من التأليف خصوصاً اذا صدقت التوقعات وجرى الاستحقاق الرئاسي في موعده مطلع أيلول المقبل، ليصار من بعدها إلى الدعوة إلى جولة استشارات نيابية ملزمة جديدة يقودها من سيخلف الرئيس ميشال عون في رئاسة الجمهورية. مشهدية تصويت النواب لاختيار رئيس للحكومة لن تغيب عن مشوار التأليف، لا بل ستكون ملائكة التكليف حاضرة بقوة خلال الأيام المقبلة خصوصاً وأنّ عوامل محددة طبعت يوم الاستشارات الملزمة، أهمها:

تمّ تكليف ميقاتي بأكثرية نيابية من الطوائف المسلمة، فيما صوّت أكبر تكتلين مسيحيين لـ»لا أحد». ما يعني أنّ «القوات» غير معنية بطبخة التأليف، فيما «التيار الوطني الحرّ» لن يكون مضطراً لمنحها ثقته اذا لم يجارِه رئيسها في مطالبه، والأخير لا يبدي نيّة في تقديم الكثير من التنازلات.

– خرج «اللقاء الديموقراطي» من اصطفاف التصويت لميقاتي ولو أنّ جلوسه في صفوف المعارضة موقت، لأنّ عودته إلى الحكومة هي تحصيل حاصل، خصوصاً وأنّه يشكّل المعبر الالزامي للتوزير الدرزي.

– بلغ رصيد ميقاتي من مخزون الأصوات السنيّة 15 صوتاً، توزعت بين تكتل الاعتدال الوطني (وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد الخير، عبد العزيز الصمد)، نائبيّ المشاريع (عدنان طرابلسي وطه ناجي)، عماد الحوت، حسن مراد، بلال الحشيمي، نبيل بدر، عبد الكريم كبارة، قاسم هاشم، ملحم الحجيري، ينال الصلح ومحمد يحيى.

– لم يتفق النواب السنّة المعارضون على مرشح واحد، فاختار كلّ من فؤاد مخزومي، وعبد الرحمن البزري، واسامة سعد «اللا أحد»، فيما قاطع أشرف ريفي المشاورات، وسجّل النائب ايهاب مطر صوتاً استعراضياً من خلال تكليف الدكتورة روعة الحلاب.

ومع ذلك، سرعان ما ستطوى هذه الصفحة حين سيبدأ العدّ العكسي لانتخاب رئيس للجمهورية وهو الاستحقاق المفصلي الذي سيجعل من البحث في الملف الحكومي غير ذي أهمية. في الواقع، فقد تجمّعت لدى ميقاتي رزمة معطيات جديدة، أحدثها من عند رئيس مجلس النواب نبيه بري، تفيد بأنّ الأخير سيسارع إلى دعوة مجلس النواب للقيام بواجبه الدستوري وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد تكون الدورة الأولى فور دخول البلاد في مدار الاستحقاق الرئاسي، أي مطلع أيلول المقبل. بمعنى أنّه لن يعمل على تأخير عقارب ساعة الانتخابات الرئاسية، وسيسارع إلى تحويل المجلس إلى هيئة ناخبة.

يعني فعلياً، سيكون أمام رئيس الحكومة المكلف حوالى شهرين من الزمن فقط قبل أن تتحوّل حكومته المنتظرة اذا ما رأت النور، إلى حكومة تصريف أعمال أيضاً في حال «نقشت» مع اللبنانيين وحصل الاستحقاق الرئاسي في موعده من دون أي تأخير. ما يعني أنّ زمن مشاورات التأليف محصور ومحدود أيضاً ويكاد لا يتجاوز الأسابيع المعدودة، إن لم نقل الأيام المعدودة. ولهذا يطرح ميقاتي سيناريو تعديل الحكومة القائمة بشكل أساسي على تقديم تشكيلة تضمّ عدداً لا بأس به من الوزراء الحاليين، وفق موازين القوى القائمة راهناً، والعمل على ترقيع الحكومة الحالية ببعض الأسماء والاقتراحات الجديدة، وذلك من باب تخفيف الاشكاليات والشروط والشروط المضادة قدر الامكان. من هنا، يرجّح المعنيون أن يتقدّم ميقاتي نهاية الأسبوع المقبل بأول تصوراته الحكومية ليضعه أمام رئيس الجمهورية من باب فتح باب النقاش الرسمي معه والانطلاق في ماراتون المفاوضات المرجح ألا يكون عسيراً، خصوصاً وأنّ المسار مطوق بتناقضات موروثة منذ تسمية ميقاتي في الجولة السابقة، وترتبط برزمة خلافات حول وزارة الطاقة، ووزارة الاقتصاد…

 

محاولات متجددة للتلاعب بالدستور!

ناصر زيدا/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

من الواضح أن منطلقات التعاون بين التيار الوطني الحر وحزب الله الذي تأسس في العام 2006 ـ او قبل ذلك ـ قد بنيت على خلفيات العداء لاتفاق الطائف، والمحاولات حثيثة منذ ذلك التاريخ لنسف أسس هذا الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية عام 1989، وأسس لجمهورية ثانية اعتمدت المناصفة بين المسلمين والمسيحيين بصرف النظر عن العدد، وأرسى النظام البرلماني الذي يحفظ المشاركة والميثاقية من دون أي تعطيل لمؤسسات الدولة، وأعطى دستور الطائف السلطة التنفيذية لمجلس الوزراء مجتمعا، بعد أن كانت مناطة برئيس الجمهورية ويعاونه الوزراء، والرئيس الحالي ميشال عون هو الوحيد الذي لم يشارك في توقيع الاتفاق في حينها، وحزب الله لم يكن قوة فاعلة في ذلك الوقت. يبدو واضحا أن البند الأساسي غير المكتوب في وثيقة التفاهم التي وقعت بين الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله في كنيسة مار مخايل في 6 شباط 2006، كان تأسيس مقاربة جديدة تؤكد أن دستور الطائف فيه اختلال كبير ويجب تعديله بالممارسة او عن طريق التأسيس لاتفاق جديد. والخلفية التي ينطلق منها الفريقان، هي استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية كمطلب يلاقي بعض التأييد في الشارع المسيحي، وطي صفحة «الطائف» وما تحمله من رمزية، وإنشاء منصب نائب رئيس للجمهورية للطائفة الشيعية، وهما مطلبان أساسيان لحزب الله وحلفائه الخارجيين. وبين سطور هذين الهدفين غير المعلنين، من الواضح أن صلاحية رئيس الحكومة السني هي المستهدفة، لاسيما بعد أن تعزز دورها بالنص وبالممارسة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي قاوم كل أشكال الالتفاف عليها، لاسيما في مسألة التكليف والتأليف.

حالة التشتت «السني» التي نتجت عن الانتخابات الأخيرة بسبب غياب تيار المستقبل يعتبرها «ثنائي مار مخايل» وحلفاؤهم فرصة ذهبية للانقضاض على الواقع الذي أرساه اتفاق الطائف وكرسه بالممارسة الشهيد الحريري، وقد يكون إيصال البلاد إلى هذا الوضع القاسي من التردي المالي والاقتصادي إحدى أدوات نسف البنيان الدستوري برمته لإعادة بنائه وفقا لتوجهات، أو معادلات جديدة، تحاكي طموحات هؤلاء الشخصية والطائفية والخارجية.

ويحاول أطراف الثنائي الإيحاء أن طبيعة النظام الذي يسمح بالتعطيل هي التي تقف وراء الانهيار الذي يصيب البلد، بينما في واقع الحال فإن التعطيل الذي أضعف الدولة ودمر حراكها الاقتصادي وعلاقاتها الخارجية، هو من فعل الأشخاص الذين تولوا الحكم من هذا الفريق بالذات، وحاول بممارساتهم الالتفاف على كل القواعد الدستورية وأعرافها، ومنها تأخير تشكيل الحكومات، وابتزاز رؤسائها عند تكليفهم، وإبان مرحلة التأليف، وجعلوا من توقيع رئيس الجمهورية الإجرائي وفقا للأعراف البرلمانية، عقدة العقد لتأخير التأليف، بينما الرئيس هو حكم بموجب الدستور، ويرأس كل مؤسسات الدولة من دون أن يكون فريق بين المتخاصمين.

وتؤكد مصادر واسعة الاطلاع أن محاولات حثيثة تجري لتعطيل تأليف حكومة جديدة، وكذلك لتعطيل عملية انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد شهرين، والمقصود من ذلك خلق تبريرات لبقاء الرئيس عون في بعبدا بعد تاريخ انتهاء ولايته في 31 أكتوبر، بحجة أنه لا يجوز ترك المنصب الأول في الدولة شاغرا، وتسليم صلاحياته لحكومة تصريف أعمال لا تستطيع أن تتخذ قرارات لمواجهة خطورة المرحلة، ومن المعروف أن صلاحيات الرئاسة يمارسها حاليا فريق سياسي يترأسه النائب جبران باسيل وبالتعاون مع حزب الله، نظرا لعدم قدرة الرئيس الصحية على متابعة كل تفاصيل ما يجري.

وتقول هذه المصادر إن اتفاق الطائف أنهى الحرب في لبنان، ويخشى أن تؤدي محاولات الإطاحة به إلى عودة هذه الحرب، أو إلى فوضى عارمة على أقل تقدير.

 

الكتلة الوزارية الكبرى لـ”القوات” والثلث المعطّل لـ”الحزب”

ألان سركيس/نداء الوطن/27 حزيران/2022

على رغم مرور أكثر من شهر على انتهاء الإنتخابات النيابية، إلا أن الحديث لا يزال يدور حول تشكيل بعض التكتلات الجديدة ربما لكي تتمثّل في أي حكومة في العهد الجديد مع صعوبة تأليف حكومة في نهاية العهد الحالي. سيكون الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي أمام مهمة شاقة في التأليف، فطريقه لن يكون معبّداً كما أن القوى السياسية لن تسهّل مهمته سواء في رفض قسم منها المشاركة في آخر حكومات عهد الرئيس ميشال عون أو من خلال مطالبة بعضها الآخر بحصّة وازنة و»منفوخة» للحصول على مكاسب مستقبلية. وبعيداً عن الصراعات السياسية، فإذا اعتمدنا القاعدة العلمية لتوزيع النواب، فإنها تشير إلى أنّ كل كتلة مؤلفة من 4 نواب يحق لها التمثيل بوزير إذا كانت الحكومة من 30 وزيراً. وتصحّ هذه المقاربة للحكومة المنوي تأليفها أو الحكومات المقبلة في العهد الجديد، وبالتالي فإذا أجرينا عملية حسابية وفقاً للكتل التي تألفت في الإستشارات فإن الوزراء سيتوزعون على الكتل بالشكل الآتي:

– «القوات» لديها 19 نائباً، يعني حصولها على 4.75 مقاعد أي 5 وزراء.

– تكتل «التيار الوطني الحرّ» لديه 18 نائباً يُضاف إليهم «الطاشناق» 3 نواب فيصبحون21 نائباً، وهذا يعني حصولهما على 5.2، أي 4 وزراء لتكتل «التيار» ووزير لـ»الطاشناق» لأن بقاء «الطاشناق» وحده سيحرمه من التمثيل الوزاري وهنا يتمّ مراعاة التمثيل الأرمني حتى لو لم يسمح حجم نوابهم بذلك.

– الثنائي الشيعي، أي «أمل» و»حزب الله»، لديه 30 نائباً، وهذا يعني حصوله على 7.5 من المقاعد أي 7 وزراء، يتوزعون بين «الحزب» و»الحركة» والحلفاء.

– التغييريون لديهم 13 نائباً، أي يشكلون ما نسبته 3.25 وبالتالي يحصلون على 3 مقاعد في حال نجحوا بالتوحد في تكتل واحد وقرروا المشاركة.

– كتلة الحزب «التقدمي الإشتراكي» لديها 8 نواب، فتحصل تلقائياً على مقعدين.

– كتلة نواب الشمال أي «الإعتدال الوطني» وتضم 6 نواب وستحصل على مقعد واحد إلا إذا نجحت في ضمّ عدد من النواب.

– كتلة «الكتائب» 4 نواب ستحصل تلقائياً على مقعد وزاري واحد.

– حركة «الإستقلال» لديها نائبان تحت اسم «شمال المواجهة» مثلها مثل تكتل النائب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي وسيتمثلون بوزير بعد اتحادهم تحت اسم الجبهة السيادية المستقلة.

– «التكتل الوطني» بات 4 نواب بعد التحاق النائب ميشال الياس المر به، وسيحصل على وزير.

– التكتل الذي نشأ بين النائبين نعمة افرام وجميل عبود ويحمل اسم «مشروع وطن الإنسان» لن يحصل على مقاعد وزارية، وكذلك «جمعية المشاريع» التي تضم نائبين.

ويبقى هناك عدد من النواب لا ينتمون إلى كتل مثل النواب عبد الرحمن البزري وأسامة سعد وشربل مسعد وجهاد الصمد وحسن مراد وميشال ضاهر وبلال الحشيمي ونبيل بدر ونائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت وجان طالوزيان وهؤلاء سيحرمون من التمثيل.

وبالتالي، فإن نتيجة التوزيعة الوزارية ستكون وفق الشكل الآتي: 5 لـ»القوات»، 4 لـ»التيار الوطني الحرّ» و7 لـ»أمل» و»حزب الله»، 3 لتكتل النواب التغييريين، 2 لـ»الإشتراكي»، ووزير لـ»الكتائب» والجبهة السيادية المستقلة و»التكتل الوطني» وتكتل «الإعتدال الوطني».

وتدل هذه العملية على أن «القوات» ستكون أكبر كتلة وزارية في حين أن «حزب الله» وحلفاءه لديهم الثلث المعطل وليس الأكثرية المطلقة، بينما هذه الحسابات قد تتلخبط إذا طالب رئيسا الجمهورية والحكومة بعدد من الوزراء أكبر من المتبقي، أو إذا قررت إحدى القوى عدم المشاركة أو في حال لم ينجح البعض في تشكيل كتلة و»تفرفط» النواب، أو في حال ولادة كتل جديدة بعد الإستشارات أو في العهد الجديد إذا أبصر النور.

 

ميقاتي بين خيارين: حكومة فاعلة أو تصريف الأعمال

محمد شقير/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

إن أقل ما يقال في المشاورات التي يجريها اليوم وغداً الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مع الكتل النيابية لاستمزاج رأيها في تأليفها، بأنها تبقى في إطار رفع العتب، ليست لأنها غير مُلزمة له فحسب، بل لأن الآفاق لا تزال مسدودة أمام إمكانية التفاهم حول تأليف حكومة كاملة الأوصاف تقطع الطريق على التمديد لحكومة تصريف الأعمال، إضافة إلى أن علاقة ميقاتي برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل إلى مزيد من التأزم في ضوء إعلان الأخير عدم رغبته المشاركة في الحكومة.

فالرئيس المكلف سيسعى جاهداً لإعداد تشكيلة حكومية يعرضها لاحقاً على رئيس الجمهورية ميشال عون للوقوف على رأيه ليكون في وسعه أن يبني على الشيء مقتضاه، وإن كان يدرك سلفاً أنه سيعترض عليها رافضاً توقيعها إلا في حال أن التركيبة الوزارية العتيدة جاءت لتلبي شروط وريثه السياسي باسيل وتأتي على قياس طموحاته السياسية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية مواكبة للأجواء السائدة حالياً لدى ميقاتي أن الرئيس المكلف وإن كان يحرص على التشاور مع رئيس الجمهورية فإنه في المقابل ليس في وارد التمديد للمشاورات إلى ما لا نهاية، وسيضطر في الوقت المناسب لأن يتقدم منه بتشكيلة وزارية في مهلة زمنية أقصاها عشرة أيام، فإما أن يوافق عليها مع إدخال تعديلات طفيفة لا تبدل من توزيع الحقائب الوزارية بشكل جذري يطيح بها، ويعيد المشاورات إلى نقطة الصفر، أو أن يرفضها بالكامل ما يؤدي حكماً إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال.

وفي المقابل تعتقد مصادر نيابية بارزة أن «الجهاد الأكبر» بدأ لتشكيل حكومة جديدة لأن هناك ضرورة لوجود حكومة فاعلة، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنه لا مفر من تشكيل هذه الحكومة التي لن يُطلب منها بأن تخترع البارود بمقدار ما أن وجودها ضروري لتلبية احتياجات المواطنين من كهرباء ودواء من جهة، ولرفع معاناتهم اليومية بتأمين لقمة عيشهم بغية الإبقاء على الوضع تحت السيطرة وصولاً لتأمين الأجواء المطلوبة لانتخاب رئيس جمهورية جديد في خلال المهلة الزمنية المنصوص عليها في الدستور وعدم الإخلال بها لئلا نُقحم البلد في أزمة حكم نحن في غنى عنها.

وتلفت المصادر النيابية إلى الخطورة المترتبة على هدر الوقت في حال أن الحكومة لم تُشكل اليوم قبل الغد لإنجاز الاتفاق مع صندوق الدولي، خصوصا أن مندوبه يقيم حالياً لفترة طويلة في لبنان وعلينا أن ننتهز فترة وجوده لإعداد كل ما هو مطلوب من الحكومة للوصول معه إلى اتفاق نهائي يتيح لنا الانتقال إلى مرحلة التعافي، ونظن أن البرلمان مستعد لملاقاة الحكومة للوصول إلى بر الأمان في التفاوض مع صندوق النقد.

وتؤكد المصادر نفسها أن هناك ضرورة لمعاودة المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة، وتقول إن لبنان يترقب من الوسيط الأميركي آموس هوغشتاين أن يحمل إليه الجواب النهائي في اليومين المقبلين رداً على الجواب الذي حمله له الجانب اللبناني. لذلك فإن البدائل المطروحة في حال تعذر التفاهم حول تشكيل حكومة جديدة ليست في محلها، ولن تقدم أو تؤخر ما دام أنها تتراوح بين تعويم حكومة تصريف الأعمال بتجديد ثقة البرلمان فيها أو باستبدال وزراء بواسطة آخرين شرط الالتزام بالتوزيع المعتمد حالياً للحقائب الوزارية على الطوائف.

وتقول المصادر السياسية المواكبة إن الحكومة تُعتبر مستقيلة فور انتخاب برلمان جديد، ولا يمكن تعويمها دستورياً لأن استقالتها لم تكن بسبب استقالة رئيسها، وبالتالي فإن مثل هذه الخطوة غير المسبوقة تُعتبر بمثابة محاولة للهروب إلى الأمام.

ورداً على سؤال توضح المصادر بأن دور المجتمع الدولي وتحديداً الفرنسي يبقى في إطار حث الأطراف السياسية المعنية بتشكيل الحكومة على الإسراع بتأليفها، ولا تستطيع أن تنوب عنهم لأنها تنأى بنفسها عن التدخل على المكشوف في الشأن الداخلي، وأن ليس بيدها من وسائل للضغط سوى إسداء النصائح لمن يعنيهم الأمر بضرورة مساعدة أنفسهم كشرط لمبادرة أصدقاء لبنان لتقديم المساعدات المطلوبة.

وتكشف المصادر نفسها أن ما يهم المجتمع الدولي الحفاظ على الاستقرار في لبنان، وتقول إن الحكومة اللبنانية تعرف جيداً ما هو المطلوب منها دولياً، وتحديداً بالنسبة إلى التزامها بالإصلاحات التي من دونها لا يمكن للبنان أن يترجم إعلان النيات الذي توصل إليه مع صندوق النقد إلى خطوات تنفيذية، وتحذر من التلكؤ في الاستجابة لدفتر الشروط الذي وضعه لأن من دونه يبقى إعلان النيات حبراً على ورق. وتنقل المصادر عن كبار المسؤولين الفرنسيين المولجين بالملف اللبناني أن الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها، وأن لا مبرر لتأجيلها أو ترحيلها إلى أجل غير مسمى، وتدعو إلى عدم الرهان على تعذر إنجاز الاستحقاق الرئاسي لأن من يراهن منذ الآن على ذلك سيكتشف أن رهانه ليس في محله على خلاف رهانه في السابق وأن الانتخابات النيابية ستؤجل، وأن البلد ذاهب إلى فراغ تلو الآخر.

وتلفت إلى أن الدول المعنية باستقرار لبنان وعلى رأسها فرنسا لن تتسامح مع من يعيق إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وتحذر بأنه سيترتب على من يعيقها عواقب وخيمة أقلها تعريضه إلى عقوبات تتجاوز الدول الأوروبية إلى المجتمع الدولي.

وعليه يستعد ميقاتي فور انتهائه من المشاورات النيابية غير الملزمة للدخول في «الجهاد الأكبر» المطلوب منه لتشكيل الحكومة لاستكشاف مدى استعداد القوى السياسية، أكانت سمته لتولي رئاسة الحكومة أو لم تسمه للانخراط بلا شروط تعجيزية في عملية تشكيل الحكومة، وإلا سيكون البديل أمامه الخوض في معركة الجهاد الأصغر بتفعيل حكومة تصريف الأعمال، خصوصا أنه سبق له ولمح إلى إمكانية دعوة مجلس الوزراء للانعقاد إذا ما استدعت الضرورة ذلك، معتبراً في نفس الوقت أن حكومة تصريف الأعمال ما زالت كاملة الأوصاف.

وفي هذا السياق، يتردد أن باريس لا تمانع تفعيل حكومة تصريف الأعمال إذا ما اصطدم ميقاتي بعوائق تحول دون تشكيل حكومة جديدة مشترطة توفير الحماية لها من قبل القوى الرئيسة الداعمة لها.

ويبقى السؤال: هل يلجأ ميقاتي إلى استخدام آخر خرطوشة لديه بتفعيل حكومة تصريف الأعمال في حال استحال عليه تشكيل حكومة جديدة؟ وما هو موقف عون منها؟ وهل يوفر الغطاء السياسي لها أم أنه يبادر إلى مقاومتها استجابة لرغبة باسيل؟ وبالتالي كيف سيتصرف البرلمان المنتخب؟ ومن يوافق من الكتل النيابية في إبقاء القديم على قدمه؟ وماذا سيقول للرأي العام اللبناني؟ وأين يقف من إعادة الاعتبار لتشريع الضرورة الذي اضطر إليه المجلس النيابي بوجود حكومة تصريف أعمال حينها برئاسة حسان دياب؟

لذلك يقف ميقاتي أمام مهمة صعبة لا يُحسد عليها وإن كان لا يُسقط من حسابه إمكانية تفعيل حكومة تصريف الأعمال باعتبار أن هذه الخطوة تبقى أقل تكلفة من تشكيل حكومة تتأرجح بين فريق يصر على أن تكون سياسية وآخر غير سياسية، وإنما من طراز آخر لا يسيطر عليها «حزب الله»، فيما أصبحت المطالبة بحكومة وحدة وطنية من الماضي تجمع بين الأضداد تحت سقف واحد وتعاني من شرور التعطيل التي أصابت جميع الحكومات الجامعة!

 

العبور الأخير... حسابات تبديد الوقت؟

نبيل بومنصف/النهار/27 حزيران/2022

تبدأ مع نهاية هذا الأسبوع فترة الأربعة اشهرالأخيرة من الولاية الدستورية للرئيس ميشال عون ، بكل ما تحمله من استحقاقات ودلالات في مرحلة العبور الى ما يفترض ان يكون عهدا جديدا والا فان المجهول – المعلوم سيكون متربصا مجددا بمصير لبنان واللبنانيين . لسنا في وارد استباق الاستحقاق الرئاسي على طريقة ضرب المندل قبل أربعة اشهر ناجزة من موعد نهاية ولاية الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية وتسليمه المفترض دستوريا قصر بعبدا لخلفه الرابع عشر بطريقة متمدنة حضارية سلسة تعيد الاعتبار الى اهم الإجراءات الدستورية اطلاقا في الانتقال الديموقراطي للسلطة .

 ولكن قبل أربعة اشهر فقط من الموعد الحاسم الذي يبدأ العد العكسي له نيابيا ودستوريا بعد شهرين بما يتيح انتخاب رئيس جديد بدءا من مطلع أيلول سيغدو بديهيا ان يظلل هذا الاستحقاق كل شاردة وواردة ، وصغيرة وكبيرة ، داخليا وخارجيا ، في الواقع اللبناني بما يحتم تاليا التخوف الطبيعي من ان تكون بداية هذا الأسبوع تحديدا انطلاقة لمعركة سياسية في غير مكانها بالغة الأذى والعقم ستشكلها عملية تشكيل الحكومة الجديدة . ذلك ان الظروف الشديدة الالتباس التي واكبت إعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تعكس بما لا يقبل الشك اننا امام لوحة سياسية فوضوية تنذر في حال تماديها بالمزيد من تفتت وتشتت هائلين على مستوى ما كان يفترض ان يشكل الأكثرية الجديدة ، ولكن أيضا فان التشرذم سيطارد هذه المرة قوى الثامن من اذار التي لن يقوى عمودها الفقري "حزب الله" على توظيف ضعف جبهة خصومه فيما تتفجر معارك اهل التحالف الممانع عند بوابة الاستحقاق الرئاسي . فمع كل الهدايا الغبية والطوعية او المفتعلة التي قدمتها جهات من الأكثرية الجديدة للتحالف السلطوي القائم ، بدأت مع الاستحقاق الحكومي الراهن مرحلة لن ينطبق عليها المعادلة نفسها التي جعلت هذا التحالف يرتع بتشرذم خصومه ويفيد من التجارب الفورية التي أعقبت الانتخابات النيابية حتى لو ثبت ان قوى الأكثرية الجديدة غير قابلة لنفض اخطائها بسرعة بفضل فكر عقيم يستوطن جهات معروفة فيها . ما سيصطدم به الفريق السلطوي الحالم مجددا بالهيمنة الكاملة على حكومة انتقالية سيأتيه هذه المرة من واقع لا يمكن معه مرور حكومة أحادية سواء بفعل قرار قوى عدة من المعسكر المناهض للتحالف السلطوي القائم عدم المشاركة في الحكومة او بفعل الدفع المتعمد من قوى 8 اذار للاستفراد بآخر حكومات العهد . هذه الحكومة التي يتردد ان الرئيس ميقاتي يهيء لتشكيلها من مزيج وزاري من قديم وحديث سيكون مصيرها ، سواء قيض لها الولادة ام اجهضت، المؤشر الحاسم لانطلاقة المعركة الرئاسية عمليا ورسميا أيا ترتب على ولادتها او اجهاضها من مفاعيل . واذا كان الأسبوع الحالي ، سيوفر بعض الدلالات التي يمكن الركون اليها لاستكشاف طلائع نيات الافرقاء "الأكثر ترشيحا" لادخال استحقاق التاليف في دوامة تضييع الوقت تمهيدا لضرب تاليف حكومة جديدة لا ترضخ للاشتراطات ، فان عامل الوقت لن يلبث هذه المرة ان يحاصر الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وكل القوى التي ستقرر خصوصا الانخراط والمشاركة في الحكومة لئلا تنزلق عوامل التوظيف السياسي للحظة المتوهجة من أيديهم كحبات الرمل المتهاوية في ساعة رملية . لقد بدأ العد التنازلي لمعركة الحسابات الرئاسية وليس اكثر اثارة للسخرية من ان تبقى الحكومة المستقيلة الحالية الاحتمال الأكثر رجحانا لتمرير العبور الى نهاية تشرين الأول! .تشتهيه سفنه؟

 

حنق "حزب الله" على السعودية

وليد شقير/نداء الوطن/27 حزيران/2022

لا بأس بالنسبة إلى عضو المجلس المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن يكون «المسؤولون المعنيون عاجزين عن تأمين الخبز والدواء للبنانيين»، لكن على هؤلاء حسب قوله أن «يحفظوا ويدافعوا عن كرامات اللبنانيين من إساءات وتدخلات» من وصفه «سفير الفتنة»، السفير السعودي وليد البخاري.

يتسامح الشيخ قاووق مع عجز المسؤولين عن تأمين معيشة اللبنانيين، لكنه لا يحتمل منهم أن يمتنعوا عن معاداة سياسة المملكة العربية السعودية، كما يفعل حزبه، قافزاً فوق اقتناع أكثرية اللبنانيين بأن تلك المعاداة، التي يفرضها على اللبنانيين سواء من خلال مواقف قادته وحلفائه في السلطة السياسية والرئاسة، ضد السعودية ودول الخليج العربي هي أحد أسباب العزلة التي يغرق فيها لبنان، وأحد عوامل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها البلد منذ ثلاث سنوات والتي تشكل الكوارث المعيشية المتنقلة بعضاً من تجلياتها.

هناك أسباب أخرى تجعل الشيخ قاووق يتجاوز القاعدة القائلة «إذا بليتم بالمعاصي فاستتروا»، مستخفاً بذاكرة اللبنانيين، عن أن حزبه يقحم نفسه في الوضع الداخلي في المملكة وفي اليمن ومتهم بأنه يساهم في قصف الحوثيين لأراضيها، وأن يقفز فوق حقيقة أن أحد قادة حزبه هو «الممثل الشرعي في لبنان» لمرشد الثورة في إيران السيد علي خامنئي (الشيخ محمد يزبك)، لأهداف سياسية وليس «شرعية» بالمعنى الديني والعقائدي، وأن قائد الحزب أعلن قبل سنوات أن أمواله وسلاحه ومأكله وملبسه بتمويل إيراني. وهناك أسباب أخرى لهجومه على البخاري، غير تلك المتعلقة بحركة السفير قبل أسبوعين، حين بذل مسعى لدى بعض نواب وقادة الطائفة السنية من أجل توحيد الموقف السني وتفادي الشرذمة، من دون أن يتدخل، كما جرى اتهامه، بمسألة تسمية رئيس الحكومة أو تشكيلها. وهذا ما أكده من التقوه.

ما أزعج الحزب في هجومه المتجدد على الرياض، أبعد من ذلك بكثير. ولعله من الطبيعي أن يقلق الحزب كممثل «شرعي» لطهران، من الحركة السعودية الإقليمية تمهيداً للقمّة الأميركية الخليجية العربية في السعودية والتي ستعقد أثناء زيارة جو بايدن في 15 و16 تموز المقبل. وفضلاً عن أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لكل من مصر، الأردن وتركيا، تمهد لتمتين التعاون بين الدول السنية الثلاث يضاف إليها تعزيز المصالحة المصرية القطرية بزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن خليفة آل ثاني إلى القاهرة وهي تطورات غير مريحة لإيران، فإن البيانين المشتركين، الصادرين في كل من القاهرة وعمان تناولا لبنان والحزب. في القاهرة دعا البيان المشترك إلى «ألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات والجماعات الإرهابية التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وألا يكون مصدراً أو معبراً لتهريب المخدرات» وحث إيران على الالتزام بالمبادئ الدولية بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، وتجنيب المنطقة جميع الأنشطة المزعزعة للاستقرار». وفي الأردن دعا في فقرة لبنان إلى «ضرورة حصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية، والتزام «حزب الله» عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ووقف كل الممارسات التي تهدد أمنها». ومع تشديدهما على دعم الإصلاحات، فإن ما جاء في البيانين ليس جديداً فإن حضور الدولتين القمة، زائد الحضور العراقي، يعدل في المشهد الإقليمي حيال الدور الإيراني في عدد من الساحات، لا بد من أن يتأثر به لبنان، الذي يمر باستحقاقات مفصلية، أهمها انتخاب رئيس جديد للجمهورية. اعتاد الحزب ومعه إيران، على ترف التحكم بأدق تفاصيل السياسة الداخلية عبر السيطرة على الرئاسة الأولى إلى أقصى الحدود في عهد الرئيس ميشال عون المنقضي. ووظف هذا التحكم لمصلحة مقتضيات مشاريع طهران الإقليمية، وحوّل لبنان إلى منصة في خدمتها، بعدما نجح في العام 2016 في ترئيس العماد ميشال عون، بموافقة أميركية. وبعدما مارس هذا الترف ست سنوات، وأعطى لصهر الرئيس جبران باسيل جوائز الترضية على حساب الشعب اللبناني بمن فيه جمهوره، صار صعباً عليه التخلي عن ذلك المكسب.

التحولات المرتقبة في المشهد الإقليمي، الناجمة عن الظروف الدولية المستجدة بعد حرب أوكرانيا والتي فرضت استعادة التقارب الأميركي السعودي تحمل في طياتها إمكانية استعادة بعض الدور العربي الذي افتُقد في السنوات الماضية. وإذا كان بعض خصوم الحزب يأملون بعهد رئاسي جديد ينهي حقبة الالتحاق الكامل للموقع الأول في السلطة بإيران و»حزب الله»، يصبح لازماً تصحيح الموقع الإقليمي للسلطة في لبنان. ومع أن الأمر قد يحتاج وقتاً، فالبداية تنطلق من اختيار الرئيس الجديد فلا يقتصر على التلاقي الأميركي الإيراني، وأن يصبح من مقتضيات التحولات المتوقعة، أن يقول العرب، والسعودية في الطليعة، كلمتهم به.

 

صراخ التصعيد

بسام أبو زيد/نداء الوطن/27 حزيران/2022

لا أحد يمكنه أن ينكر أن للبنان حقوقاً في المياه البحرية الجنوبية وأن حل النزاع مع إسرائيل هو أمر ضروري لتكريس هذه الحقوق والثروات التي تختزنها، ولا يحق بالتالي لإسرائيل أن تتصرف في المنطقة المتنازع عليها لأن في ذلك اعتداء على حقوق وثروات محتملة للبنان.

قبل كل شيء منطقة النزاع المعترف بها لبنانياً وإسرائيلياً ولدى الأمم المتحدة هي تلك الواقعة بين الخطين 1 و23، ولا يكفي أن يتحدث اللبنانيون عن أن المساحة المتنازع عليها تمتد حتى ما يعرف بالخط 29 ومن ضمنه حقل كاريش، الذي يطوره الإسرائيليون لاستخراج الغاز منه في أيلول المقبل.

كيف لنا أن نطالب بالخط 29 ونحن حتى اليوم لم نقدم على تعديل المرسوم 6433 الذي يطال حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وكيف يمكن لنا أن نطلب من عدو أن يعترف بحقوق لنا بينما نحن لم نعترف بها رسمياً بعد؟

في ملف النفط والغاز يبقى التخبط اللبناني سيد الموقف، لأن المنطلق في معالجة هذا الملف هو منطلق أبعد ما يكون عن المصلحة الوطنية ومصالح اللبنانيين، فـ»حزب الله» يريد من هذا الملف أن يثبت أنه ما زال القوة العسكرية التي تقارع إسرائيل، ويرغب على الدوام في بث المعنويات لدى بيئته والتهديد بمحو إسرائيل تلك الدولة المأزومة والمنهكة كما يصفها، وكأن لبنان دولة مزدهرة مستقرة وشعبها يعيش برخاء، ويمكن أن يسأل الحزب في هذا الملف وفق ما يقول المثل اللبناني «بدنا ناكل عنب أو بدنا نقتل الناطور؟».

أيضاً هناك المنطق المذهبي والطائفي في هذا الملف فالشيعة يريدون أن يجير انتصار الترسيم ونبش الثروات لصالحهم، فيما يريد فريق من المسيحيين وتحديدا «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جبران باسيل أن يجير هذا الإنجاز لصالحه ولصالح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

هناك أيضاً منطق الاستفادة المالية ووضع اليد على هذا القطاع. فمهما حاولت الأطراف السياسية المهتمة بملف النفط والغاز التأكيد على وطنية تحركها وأنها تريد لعائدات هذا القطاع أن تكون في خدمة لبنان واللبنانيين، فالحقيقة تبقى أن هؤلاء يريدون الاستفادة لأنفسهم ولجماعاتهم ولزيادة ثرواتهم من خلال صفقات وتركيبات مع الشركات التي يمكن أن تعمل في هذا القطاع، فالكل يعرف أن هؤلاء لن يسمحوا بالعمل لأي شركة إن لم يحظوا بحصة من الكعكة بأي شكل من الأشكال.

كل ما تقدم لا يرقى إلى الطامة الكبرى التي يلوح بها من يعيش خارج الواقع اللبناني المأزوم حقيقة والمتدهور على الدوام، وهذه الطامة هي التهديد المتواصل بشن الحرب ضد العدو الإسرائيلي فإذا كانت هذه الحرب لإزالة إسرائيل من الوجود في خلال أيام فأهلاً وسهلاً، أما إذا كانت المقارعة في استخدام الأسلحة على أنواعها والتباهي بالقدرات على التدمير والقتل، فمن المؤكد أن لبنان لن يجني منها شيئاً سوى المزيد من المآسي والخراب والدمار، ولن يجد الجريح مكاناً يعالج فيه أو حتى مسكناً للألم وربما لن يجد المهجر مكاناً يأوي إليه، وحتى الخبز قد لا يجده في هذه الدولة المأزومة حقاً.

في هذا الملف ومن علامات الإهمال اللبنانية، كان من الواضح أن الوضع السياسي في إسرائيل ليس مستقراً وأن الحكومة لا تتمتع بأغلبية صلبة وأن حل الكنيست وارد في كل لحظة، وأن ذلك قد يهدد مفاوضات الترسيم مع لبنان وهذا ما حصل بالفعل وارتفعت الصرخة اللبنانية مجدداً مطالبة بعدم المماطلة، ولكن السؤال هل يعتقد المسؤولون اللبنانيون أن العدو الإسرائيلي سيطبق أجندة لبنان في هذا الإطار إذا وجدت، أم سيستجيب للعشوائية اللبنانية؟

سذاجة وأنانية المسؤولين اللبنانيين المتعاطين بملف النفط والغاز أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، ولم نعد نملك سوى التهديد والوعيد وأصبحت أمنيتنا لا أن نستخرج الغاز والنفط بل أن نخرج سالمين من حفلة صراخ التصعيد.

 

إفراغ البنوك من موظفيها: الوجه الآخر لانهيار القطاع

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/27 حزيران/2022

فقدان المصارف دورها، وتحوّلها بين عشية الأزمة وضحاها إلى "زومبي بنك"، كلّف لغاية الآن خسارة 7500 مستخدم في القطاع وظائفهم. فبحسب آخر البيانات الصادرة عن مصرف لبنان، يتبيّن أن عدد العاملين في القطاع المصرفي انخفض من حدود 25941 موظفاً في نهاية العام 2018، إلى 18440 موظفاً في العام 2021. نسبة التراجع هذه المقدرة بـ 29 في المئة، قد ترتفع إلى نسب أعلى بكثير في حال استمرار أصحاب المصارف بـ"نفض أيديهم" من مسؤولية الانهيار، والإصرار بقيادة جمعيتهم "المتصدعة" على حماية أنفسهم عوضاً عن صون القطاع وحماية المودعين، ورعاية الموظفين الذين أفنوا سنوات عمرهم في خدمة الاقتصاد الوطني.

بين 20 و30 في المئة من الموظفين في القطاع المصرفي تركوا عملهم طواعية، بحسب ما يفيد رئيس "نقابة موظفي المصارف في لبنان" أسد خوري، "أما العدد المتبقي والمقدر بأكثر من 4000 مستخدم، فقد جرى صرفهم فردياً أو بمجموعات صغيرة، ووفقاً لمعادلة مقبولة بالنسبة لأغلبيتهم". ما ساعد على ذلك عنصران أساسيان:

الأول، تخطي البنوك بضغط من النقابة واتحاد الموظفين المادة 50 من قانون العمل التي تجيز للمؤسسة إعطاء تعويض صرف بين شهرين و12 شهراً. إذ لم تقلّ معظم التعويضات التي أعطيت عن 20 شهراً.

الثاني، إتاحة التعميم 151 سحب التعويضات على أساس 8000 ليرة للدولار، وذلك بعدما حوّلتها المصارف إلى الدولار على أساس سعر الصرف الرسمي ووضعتها في حسابات المصروفين.

المشكلة أن العنصرين اللذين يجري الصرف على أساسهما راهناً متحركان وغير مضمونين. فانعدام الرؤية الواضحة عند جمعية المصارف لمستقبل القطاع ورفضها تجديد عقد العمل الجماعي وفقاً لقواعد عادلة في الاستخدام والصرف من جهة، وإمكانية توقف التعميم 151 في أي لحظة من جهة ثانية، تطرح أسئلة جدية عن مصير المصروفين في المستقبل. ولا سيما مع ما يكتنف القطاع المصرفي من غموض، والتوقع بأن يكون عدد المصروفين أكبر بما لا يقاس مع بدء إعادة الهيكلة الجدية. وبحسب خوري فإنّ "مستقبل آلاف الموظفين الذين يعيلون عشرات آلاف العائلات مرهون بكيفية التعامل في أي خطة مع القطاع المصرفي مستقبلاً. وهناك فرق كبير بين ايجاد الحلول للمصارف المتعثرة، وبين إفلاس القطاع ككل. ففي الحالة الثانية لن يبقى موظف في مجمل المصارف".

فقدان المستخدمين في المصارف الأمن الوظيفي، وخشيتهم من الطرد في أي لحظة، يترافقان مع ظروف عمل أقل ما يقال فيها إنها لم تعد مريحة. فعدا عن كونهم "الاسفنجة" التي فرض عليها امتصاص نقمة وغضب المودعين، فهم يعانون تراجع التقديمات، ولا سيما منها الصحية. ففي حين تتعمّد إدارات المصارف تحويل ضمانهم الصحي إلى اللولار أو حتى التهديد بوقفه، باتوا يحاربون على أكثر من جبهة للمحافظة على أقل مستحقاتهم الصحية وإبقائها بالدولار، ولا سيما مع ما تشهده المؤسسات الضامنة من انهيارات.

 

التسمية وفق ما "تهب الرياح" وليس وفق "الاستشارات المُلزِمة"

جان الفغالي/نداء الوطن/27 حزيران/2022

في العام 1992، وإثر الانتخابات النيابية الأولى بعد الطائف، والتي سمِّيَت "انتخابات الـ13 في المئة"، حيث لم يشارك فيها سوى 13 في المئة من الناخبين، قدَّم رئيس الحكومة آنذاك، رشيد الصلح، استقالة حكومته لإفساح المجال لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات، سئل الرئيس الراحل عمر كرامي عما إذا كان مرشحاً لرئاسة الحكومة، فأجاب باقتضاب: "هبَّت رياح الحريري". بثلاثِ كلماتٍ معبِّرة، اختصر الرئيس كرامي كيف يُسمَّى رئيس الحكومة، صحيح انه دستورياً يُسمَّى بموجب "استشارات نيابية ملزِمة"، ولكن منذ الطائف إلى اليوم، أي منذ ثلاثين عاماً، كانت التسمية تتم وفق ما "تهب الرياح"، هكذا كانت حال الرئيس رفيق الحريري ثم الرئيس سليم الحص ثم الحريري مجدداً ثم الرئيس عمر كرامي ثم الرئيس فؤاد السنيورة ثم الرئيس سعد الحريري ثم الرئيس نجيب ميقاتي ثم الرئيس تمام سلام ثم الرئيس سعد الحريري ثم الرئيس حسان دياب، وأخيراً وليس آخراً الرئيس نجيب ميقاتي.

من كل الذين وردت اسماؤهم، هل كان بينهم مَن سُمِّي لأن "الاستشارات النيابية الملزِمة" هي التي سمَّته، أم أن اسمَه عُرِف قبل ذلك من خلال "هبوب رياحه"؟

الوقائع والظروف كانت تشي بأن اسم الرئيس الذي سيتم تكليفه، او سيعاد تكليفه، كان يُعرف قبل الاستشارات التي ما كانت على مدى ثلاثين عاماً سوى "لزوم ما لا يلزم" بدليل انه لم تكن هناك منافسة جدية بين مرشَّحيْن أو أكثر.

ماذا تغيَّر اليوم ليستفيق الغيارى على الدستور؟ حين انعقدت اجتماعات "الليالي الباريسية" في تشرين الأول 2016 بين فريق الرئيس عون ممثلًا بالوزير جبران باسيل، وفريق الرئيس سعد الحريري ممثلًا بمدير مكتبه نادر الحريري، ألم تكن هذه الاجتماعات "ضامنة" ان العماد عون سيكون رئيساً للجمهورية؟ وان الرئيس سعد الحريري سيكون رئيساً للحكومة؟ اين كان الدستور والاستشارات النيابية الملزمة؟ أكثر من ذلك، حين ابتُدِعَت "الترويكا" بين الرئاسات الثلاث، منذ عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، واستمرت في سائر العهود، ألم تكن تختزل السلطات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية، والعسكرية أحياناً؟ فعن اي دستور يتكلَّم المتباكون والغيارى؟ ثم، ألم يلاحظ المتباكون والغيارى أن "استشارات التأليف" تكاد تكون انتهت قبل ان تبدأ؟

أما الذين يهدِّدون بـ"رَدِّ الرِجل" في استحقاق الانتخابات الرئاسية، ردّاً على ما شاب استحقاق التكليف من عدم تسمية، فلا بد من إنعاش ذاكرتهم أن "اختيار" ثم "انتخاب" رئيس الجمهورية، لا يتم فقط بموجب المواد الدستورية بل أيضاً بموجب "هبوب الرياح". الرئيس الشهيد رفيق الحريري تعايش مع رئيسين للجمهورية: الرئيس الياس الهراوي والرئيس العماد أميل لحود، كان تعايشاً بالإكراه لأن الجميع كان يعلم مَن كان يؤيد لرئاسة الجمهورية، منذ اول انتخابات رئاسية بعد الطائف، وصولًا الى انتخابات 1998، ولم يكن بينهم الرئيس الهراوي والعماد لحود، فهل استطاع تحقيق ذلك؟ ام أن رياح الرئاسة جرت بما لا

 

مذكرات مثيرة في عاصمة مغلوبة

غسان شربل/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

أيقظت الحلقة الثانية من مذكرات صائب سلام التي نشرتها «الشرق الأوسط»، أمس (الأحد)، ذكريات صيف 1982 اللبناني. كان صيفاً بنكهة السيف بحدته وأهواله وعواقبه. محطة استثنائية لا يمكن قراءة ما حل بلبنان والقضية الفلسطينية بدون التوقف طويلاً عندها. كانت المشاهد غير مسبوقة وأكبر من القدرة على الاحتمال. مشهد الدبابات الإسرائيلية تطوّق أول عاصمة عربية وتجتاحها لاحقاً. مشهد كوفية ياسر عرفات تعاند في مدينة تنزف تحت دوي الغارات الجوية وقذائف المدافع. مشهد عرفات يقود ما سماه «أطول حرب عربية - إسرائيلية» ثم يغادر بحراً رافضاً المغادرة براً إلى سوريا. مشهد البرلمان اللبناني ينتخب بشير الجميل رئيساً للجمهورية لكن الرئيس المنتخب سيتمدد في القبر قبل تسلمه مقاليد القصر. مشهد بيروت تعاند وتقاوم ومن دون أن تذهب جروحها بآمالها في مستقبل أقل قسوة. صيف المصائر. غادر عرفات رافعاً شارة النصر لكن منظمة التحرير خسرت في الواقع آخر موقع لها على خط التماس العربي - الإسرائيلي. تلك الخسارة ستكون سبباً رئيسياً في الذهاب إلى مدريد وبعدها إلى أوسلو. واغتيل بشير الجميل وسيندلع القتال لاحقاً بين الورثة وبينهم ميشال عون الرئيس الحالي الذي كان في ذلك الصيف ضابطاً يحمل إعجاباً شديداً ببشير وسياساته قبل أن يبحر بعد عقود في اتجاه آخر. وسيتمزق لبنان لاحقاً على دوي «حرب الجبل» و«حرب المخيمات» و«حروب الجنرال» وحروب كثيرة.

صيف المصائر. ستلتقط إيران التي كانت غارقة في حربها مع العراق فرصة الصيف اللبناني مستفيدة من غياب مصر وخروج سوريا من بيروت. سيولد «حزب الله» الذي سيترك لاحقاً بصماته على المصير اللبناني وعلى مصير أكثر من دولة عربية.

في صيف المصائر ذاك التفتت بيروت إلى شجرة بيروتية عريقة اسمها صائب سلام الذي لعب دوراً بارزاً في اختصار آلامها بعد جدالات كثيرة مع كثيرين. محظوظ صائب سلام. غادر قبل موسم الذل الكبير. لم يشاهد لبنانياً ينقب في النفايات ليرد الجوع عنه. ولا حسرة الأمهات أمام الدكاكين. ولم يشاهد العاصمة تتقلب بين عتمة الكهرباء وعتمة السياسيين. ولم يفجع بعملية السطو على ودائع المواطنين وهو ما عجزت عن ارتكابه أبرع المافيات وعصابات الجريمة المنظمة. ولم يشهد تحلل المؤسسات وتفكك الأواصر. وتناثر الدولة وشغور القصور على رغم تصريحات ساكنيها. لم يشاهد كيف استكملوا إفراغ المدينة من روحها. وإفراغ البيوت من شبانها. وموت الجامعات. والمستشفيات. والفنادق. وإغلاق كل نوافذ الأمل. لم يسمع بالجثث التي سقطت من «قوارب الموت» وتقيم في قعر البحر. ولم يشاهد استمرار السحرة والمهرجين في تكرار الحيل والأحابيل. ولم يعاين تحول لبنان جزيرة منسية يعجز حتى عن استيفاء شروط التسوّل من صندوق النقد الدولي. محظوظ صائب سلام. يمكن أن نتخيل حجم الآلام التي كان سيكابدها لو قيض له أن يعيش إلى هذه الأيام، وهو الذي كان يفضل من كل الألقاب التي استحق لقب «بيروتي عريق». ولد صائب سلام في السنة الخامسة من القرن الماضي وغاب في مطلع القرن الحالي. كان شريكاً كبيراً وشاهداً كبيراً في قصة مثيرة ومحزنة اسمها لبنان. أمضى ثلاثة عشر عاماً في ظل الحكم العثماني. وعاش أيام الانتداب وشارك في معركة الاستقلال. برز رئيساً للوزراء في أربعة عهود رئاسية. وخارج الحكومة والبرلمان، كان زعيماً يجس نبض العاصمة التي ولد في بيت عريق من بيوتاتها. ولا مبالغة في القول إنه كان من علامات المدينة. بمواقفه الصريحة والجريئة وباليد الممدودة والرحابة بعدما خبر أضرار الاحتكام إلى القوة داخل العائلة اللبنانية. وأظهرت الأيام أنه كان من حفنة من الرجال أكبر من مكاتبهم وألقابهم. لم يتردد في السير ضد الرياح الغالبة حين اعتبر أن مصلحة الوطن تقتضي معارضتها. ولم يسمح لرئاسة الحكومة أن تتحول لديه هاجساً يبرر قبول الاستضعاف أو الإملاءات. ويوم صار تسوّل المكاتب والمناصب والسلامة عادة شائعة فضّل المنفى على الانحناء ثم عاد معتصماً بحكمته في الدارة التي تؤتمن على المصائر.

يتعلم الصحافي من بعض من يحاورهم أكثر مما يتعلم من الكتب. تتأخر التجارب العميقة في الجلوس على رفوف المكتبات. كان صائب سلام بمواقفه ونجاحاته وإخفاقاته يشبه دفتراً سُطرت فيه قصة لبنان. وهي قصة صعبة لأن لبنان ولد من موعد صعب بين طوائفه ومناطقه. ولم يتردد سلام في حوار أجريته معه في المجاهرة بمشاعر الرفض التي انتابته شاباً، أسوة بغالبية أبناء طائفته، حين أعلنت ولادة لبنان الكبير نتيجة إلحاق أقضية كانت تابعة لسوريا بجبل لبنان لاختراع الكيان اللبناني. ولم يتردد أيضاً في المجاهرة أنه بعد الانخراط في الموعد اللبناني لم يكن يقبل بأن يكون هناك من هو لبناني أكثر منه.

سألت صائب سلام عن الشعارات التي أطلقها وهي الأشهر في تاريخ لبنان فأجاب: يقولون صاحب شعارات. الحقيقة هي أن الشعارات ثمرة خبرة وتجربة. هل أخطأت حين رفعت شعار «لبنان واحد لا لبنانان»؟ لبنان المقسم لا يملك مقومات العيش والاستمرار. تحدثت عن «التفهم والتفاهم». على كل فريق أن ينصت إلى هواجس الفريق الآخر للانتقال من التفهم إلى التفاهم. ماذا حل بلبنان حين استولت الرؤوس الحامية على القرار؟ ورفعت شعار «لا غالب ولا مغلوب» بعد ثورة 1958. وأذكر أن كمال جنبلاط، رحمه الله، انتقدني كثيراً عليه. ألم تظهر التجربة أن أركان لبنان تهتز حين يشعر فريق أنه غالب ويشعر الآخر أنه مغلوب؟ تركيبة لبنان حساسة لا تستطيع فيها قهر شريكك لأنك تطيح بمبررات وجوده. وشدد على أن لبنان اهتز كلما حاول فريق من أبنائه الاستقواء بالخارج لتحجيم شريكه في الداخل. التطرف مناقض لطبيعة لبنان.

شدد سلام على لقاء اللبنانيين في الدولة بدلاً من تقاسمها واستباحتها. وروى أنه أثناء الحصار الإسرائيلي لبيروت سأل ياسر عرفات عن مقومات الصمود من سلاح ومال، فأبدى الزعيم الفلسطيني استعداده لفتح خزائن البنك المركزي اللبناني وأن الأموال يمكن أن تعاد لاحقاً. وكانت معارضة سلام شديدة وقاطعة.

 

منع الإجهاض... زلزال أميركي محافظ

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

في حكم تاريخي كان له أثر الزلزال داخل أميركا وخارجها، ألغت المحكمة الأميركية العليا القانون المعروف باسم «رو ضد واد» الذي صدر عام 1973 مشرّعاً حق المرأة في الإجهاض. هذا الحكم الجديد صدر بتأييد 6 مقابل رفض 3 أعضاء، وعليه تمّ حظر الإجهاض. الحكم الذي يتوقع أن تطبقه عدة ولايات أميركية عاجلاً، صدم التيارات الليبرالية والنسوية، متوعدين باحتجاجات ونشاطات ملتهبة في «صيف الغضب» كما وصفوه. مسألة منع الإجهاض أو السماح به، عنوان كبير من عناوين الصراع بين اليسار واليمين في أميركا، مثل موضوع تشريع المثلية الجنسية، وأيضاً قانون حمل السلاح. الحقيقة أن هذه المسائل ليست وليدة اليوم، وهي تقسم أميركا انقساماً عميقاً، تنطوي في داخلها على شرايين دينية واجتماعية وقانونية، بكلمة، صارت هذه المسائل من محدّدات التخاطب السياسي مع الجمهور. لذلك سارعت الرموز السياسية للتيارات الليبرالية «الأوبامية» للردّ على المحكمة العليا حتى إن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، وأحد صقور الأوبامية، وصفت المحكمة العليا بالراديكالية جداً.

كما أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وصف هذا القانون، حين بدأ التسريب عنه، بـ«خطوة متطرفة». مما يثبت أن هذا العنوان، لا علاقة له بمنطلقات دينية، وأنه مسألة ثقافية أكثر منها دينية، هو موقف الدين الإسلامي من الإجهاض. دار الفتوى المصرية في توضيح لها قالت إنه إذا لم يبلغ عمر الجنين في بطن أمه مائة وعشرين يوماً، فإن الفقهاء اختلفوا في حكم الإجهاض، فبعضهم قال بالحرمة، وهو المعتمد عند المالكية والظاهرية، وبعضهم قال بالكراهة مطلقاً، وهو رأي بعض المالكية، وبعضهم قال بالإباحة عند وجود العذر، وهو رأي بعض الأحناف والشافعية. غير أن الرسالة الكبرى من «نكسة» التيار الأوبامي ومَن معه من النسويات، هو أنه لا يمكن فرض قيم هذا الفريق على العالم كله، ومنه المجتمع الأميركي، بوصفها قيماً «مطلقة» عابرة للثقافات والمجتمعات الأخرى، وأن «فرضها» عبر الضخ الإعلامي وألعاب الأطفال حتى، لن يلغي أنها قيم «نسبية» تعبّر عن فريق معيّن لا قيماً إنسانية عليا.

وهذا يقودنا لـ«الجهاد» الليبرالي الكبير لفرض القبول والإعجاب حتى بالمثلية الجنسية، وما تفرع عنها من مثليات أخرى، حتى صاروا مجتمعاً قائماً بذاته هو مجتمع الميم. القاضي الأميركي كلارنس توماس ذكر، بعد صدور قانون منع الإجهاض، أن المحكمة العليا يمكن أن تعيد النظر في الأحكام التاريخية التي شرّعت زواج المثليين... وهذا ما سبّب زلزالاً جديداً على أنصار مجتمع الميم! الخلاصة أن ما تفرضه بقوة إعلامك وساستك وشركاتك، ليس نتيجة تاريخية نهائية مستمرة للأبد، وهو درس آخر حول عدم اليأس في مكافحة الأفكار التي لا نشعر أنها تعبّر عنّا... مهما ارتفع ضجيج القوم.

 

أيُّ شرق أوسط تريد إدارة بايدن؟

سام منسى/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

كتب الزميل نديم قطيش في هذه الصفحة عن «شرقين أوسطين» يتشكلان؛ أحدهما يجمع دول الاعتدال والسلام وثانيهما يضم محور دول تهيمن عليها إيران. هذا التوصيف بدأ يتبلور عبر اللقاءات بين زعماء في المنطقة وتوقيع الاتفاقات الاقتصادية والتعاون في مجالات تنموية واستثمارية وتكنولوجية وسياحية، كلها تشي بأن رياحاً نهضوية من نوع مستجدّ تهبّ على الإقليم يؤمَّل أن تشكل منعطفاً استراتيجياً لخير شعوبها. في هذا السياق، الآمال معقودة على جولة الرئيس الأميركي جو بايدن علّه يتوِّج هذا التطور ويعيد تصويب بوصلة بلاده حيال هذه الناحية من الشرق الأوسط عندما يطّلع مباشرةً على تطلعاتها وهواجسها، لا سيما في أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية ومشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

لا تقتصر أهمية جولة بايدن على عودة الحرارة المفقودة بين واشنطن وعدد من الدول العربية، لا سيما الخليجية وعلى رأسها السعودية فحسب، بل لأنها تُعد ترجمة علنية مطلوبة بإلحاح لتراجع الإدارة الديمقراطية عن مسار من سوء التقدير والممارسات الخاطئة التي ثبت لها أنها فاقدة الصلاحية والجدوى. إلى ذلك، يُنظر إلى الزيارة على أنها الاستدارة الحادة مجدداً نحو الشرق الأوسط، بعد الفشل في وقف التمدد الصيني والتوغل الروسي والتخلي قصير النظر عن الحلفاء الموثوقين منذ إدارة باراك أوباما المفتونة بدبلوماسية طهران ودبلوماسييها وابتساماتهم المصطنعة.

لا شك أن الحرب الأوكرانية، وأزمة الطاقة والغذاء في العالم، وتعثر المفاوضات النووية مع إيران، والتوجس من التوغل الصيني والروسي في المنطقة... دفعت واشنطن إلى تغيير سياستها تجاه الإقليم ومحاولة ترميم علاقاتها مع حلفائها الاستراتيجيين التقليديين، في موقف يؤمَّل أن يكون مستداماً وليس استغلالياً. وتجد الرياض نفسها في موقع قوة، ويكتسب هنا تحركها الإقليمي قبيل زيارة الرئيس بايدن أهمية خاصة، لا سيما جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر والأردن وتركيا، ودعوة السعودية مصر والأردن والعراق لحضور القمة الخليجية، كونه يُعيد الُّلحمة بين دول عربية فاعلة لن تستقيم أحوال العرب من دونها، وعلى رأسها العلاقة بين الرياض والقاهرة من دون التقليل من أهمية محور يضم الإمارات العربية المتحدة والأردن والمغرب وربما دولاً عربية أخرى مستقبلاً لأن هذه هي الطريق السريعة والآمنة لمواجهة التغول الإيراني.

هذا التحرك يوجه رسالة ثلاثية إلى الإدارة الأميركية؛ الأولى أن العلاقات العربية - الأميركية تعد علاقات استراتيجية على الجانبين الحفاظ عليها وتطويرها، مع ضرورة أن تكون سياسات الإدارة الديمقراطية تجاه المنطقة أكثر وضوحاً وتحديداً. وثانيها أن الدول العربية لديها القدرة على توحيد مواقفها إزاء القضايا المهمة رغم التحديات الراهنة. والثالثة هي أن الأمن القومي العربي خط أحمر لن تألو الدول العربية جهداً لحمايته. وتشهد المنطقة أيضاً حراكاً إقليمياً أوسع، نراه، إضافةً إلى محتواه الأمني والدفاعي الشديد الأهمية في هذه المرحلة، يرتكز على عاملين حيويين لمستقبل المنطقة؛ هما السلام والاقتصاد، على غرار اتفاقات مثل اتفاق التجارة الحرة بين الإمارات وإسرائيل والموقّع في مصر بحضور الرئيس السيسي كدليل على المتغيرات العميقة الجارية، وبين الأردن والإمارات وإسرائيل للطاقة مقابل المياه الموقَّع في دبي.

هذه التشكيلات الجديدة والائتلافات التي يتم إنشاؤها تشير إلى أن خريطة الشرق الأوسط الجغرافية الاستراتيجية آخذة في التغير، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول مصير الدول التي بقيت خارجها بسبب وقوعها تحت الهيمنة الإيرانية مثل لبنان والعراق وإلى حد ما غزة وسكانها الأكثر من مليونين، ولن نتطرق إلى سوريا المشلعة والمتحولة إلى ميدان قتال بين دول عدة، واليمن الذي فقد السعادة يوم تسربت إليه الريح الإيرانية. إن المقارنة بين «شرقين أوسطين» هي والحال هذه مقارنةٌ بين تطلعات مَن ينظر إلى مستقبل التكنولوجيا والطاقة المتجددة ومكافحة التصحر ونقص المياه والسعي إلى رفاهية اقتصادية، وبين آيديولوجيا متحكمة منغلقة وتفكير أحادي؛ بين مجتمعات تجهد للترقي والتفاعل الحضاري ومجتمعات ترفض الانفتاح إلا على ما يحاكيها شكلاً ومضموناً وتمعن في محاربة العالم أجمع.

لا شك أن الحالة اللبنانية تختلف عن العراق وغزة، ولكلٍّ منها خصوصيته، إنما السمة المشتركة بينها هي تعرض كل منها لشقوق في المجتمع ناتجة عن أدلجة شرائح اجتماعية عدة وجعلها مختلفة عن شركائها في الوطن شكلاً ومضموناً. إن الخلاف السياسي طبيعي وموجود في الدول والمجتمعات كافة، ويُعد في الليبرالية منها ظاهرةً صحية ودليلاً على انتظام الحياة السياسية جراء التداول السلمي للسلطة. وللموضوعية، لن نتغاضى عن الإشارة إلى أنه حتى هذه المجتمعات الليبرالية بدأت تعاني من التجاذب السياسي الحاد وأحياناً من انقسام ملموس في المجتمع يطال نواحي كثيرة تتجاوز السياسة، لكنه مرض عابر وليس عضالاً كما هو الحال في الدول الخاضعة للهيمنة الإيرانية التي خلقت قوى مؤدلجة باتت دولة ضمن دولة. وما يزيد الأمور صعوبة ودقة والضرر جسيماً، أن هذه الشرائح هي من صلب النسيج الاجتماعي للبلاد، ما يجعل من معالجة هذه الظواهر وتداعياتها على النظام العام والمجتمع لتصل أحياناً إلى الكيان، عملية طويلة ومعقَّدة. فالمعالجة السياسية عبر الحوار والتوافق شبه مستحيلة وخاضعة دوماً للتهديد بالاحتراب الأهلي. إلى هذا، تؤدي التبعية في السياسة للمحور الإيراني إلى تخريب علاقات هذه الدول مع محيطها ودول صديقة تقليدياً، وإلحاق الضرر في الاقتصاد وقطاعات حيوية إنتاجية وأخرى مرتبطة كالصحة والتعليم والسياحة وغيرها كما تشهد على ذلك أحوال لبنان والعراق المستعصية والأوضاع في غزة التي أضحت مختلفة اجتماعياً وثقافياً عن الضفة الغربية وعرب إسرائيل بعد سيطرة حركة «حماس» عليها منذ أكثر من خمسة عشر عاماً.

«شرقان أوسطان» واقع لا يجوز حقاً إغفاله وسط المتغيرات الدولية والضرورات الإقليمية والحاجة إلى تجاوز الخلافات والتباينات، بل خطره يجب أن يكون محفزاً رئيسياً للحراك الجاري في المنطقة على أمل أن يقابله تواضع أميركي بالرجوع عن الخطأ ومعالجة آثاره السيئة، لا سيما على الشرق الأوسط الآخر الواقع تحت سطوة إيران. وعليه، فإن المساحة المتبقية والمتاحة لمعالجة أحوال الشرق الأوسط الإيراني ثلاثية: الأول تدعيم نجاح تجربة حلف الاعتدال العربي كضمانة لأمن المنطقة كلها، والثاني الحفاظ على الاستقرار السياسي والاقتصادي لهذه الدول وشعوبها ومصالحها، وثالثها يقظة أميركية عسى أن تظهّرها زيارة الرئيس بايدن، وهي حتمية معالجة النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني كمدخل لمقاربة بقية النزاعات، ومن دونها محاولات ضمان الاستقرار تبقى عبثية والوصول إليه ضرباً من الخيال.

 

لماذا لا يستطيع الكثيرون من أنصار ترمب مقاومته؟

تيموثي أوبراين/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

عرضت كل حلقة من حلقات دراما الجريمة الواقعية التي يجري بثها من مكتب «كانون هاوس» في واشنطن، أقدم مباني الكونغرس الأميركي، خلافات جوهرية بشأن استخدام الرئيس السابق دونالد ترمب لصلاحيات مكتبه، والقوة الفظة لإثارة انقلاب بعد خسارته انتخابات 2020 الرئاسية.

تضمنت الحبكة كيفية استجابة الأفراد أو المؤسسات لخدمة مساعي ترمب لارتكاب عدد من الجرائم، وركز اليوم الخامس من الشهادة التي أشرفت عليها لجنة الكونغرس التي تضم الحزبين، والتي تحقق في هجوم 6 يناير (كانون الثاني) على مبنى الكونغرس، على ثلاثة من محامي وزارة العدل فعلوا الصواب ولم يستجيبوا لمحاولة ترمب استخدام سلطاته، ومحامٍ آخر استجاب له. بينما كان ترمب يحاول إفساد وكالة إنفاذ القانون من خلال إجبار محاميها على المساعدة في اختلاق أدلة على تزوير الانتخابات، قاوم النائب العام السابق بالإنابة جيفري روزن واثنان من نوابه، ريتشارد دونوجو وستيفن إنجل، وهو ما وضع ترمب في حيرة.

ووفقاً لشهادة دونوجو، فقد طالبه ترمب قائلاً: «قل فقط إن الانتخابات كانت فاسدة واترك الباقي لي ولأعضاء الكونغرس الجمهوريين». لكن المحامي الأدنى درجة في وزارة العدل، جيفري كلارك، كان حريصاً على تنفيذ ما طلبه ترمب. لكن لماذا كان كلارك ليناً لهذا الحد؟

قال النائب آدم كينزينجر، العضو الجمهوري في «لجنة 6 يناير»، إن كلارك كان «على استعداد لتجاهل الحقائق»، والقيام بكل ما «يريده ترمب، بما في ذلك الإطاحة بانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة». (داهم عملاء إنفاذ القانون الفيدراليون منزل كلارك الأربعاء وأخرجوه من المنزل مرتدياً بيجاما، لذلك قد يكون هناك المزيد من الأدلة على نياته في القريب العاجل). لكن سلوك كلارك له درس أوسع، فهو دليل على جاذبية ترمب الغريبة للعمالقة - وتذكير بنوع السلوك الذي سيجلبه إلى البيت الأبيض إذا لم يكن مسؤولاً عن محاولته الانقلابية ووجد طريقاً للعودة إلى المكتب البيضاوي في عام 2024.

على مدار غالبية سنوات عمره الـ76، اجتذب ترمب المشغلين، والطموحين، والأشخاص الذين استسلموا بمجرد دخولهم في مداره والذين ظهروا بمظهر الجبناء. حدث ذلك عندما كان ترمب طموحاً في مجال العقارات والكازينوهات، وعندما كان أحد مشاهير تلفزيون الواقع، وعندما كان له تأثير أكبر ودائم بعدما أصبح رئيساً للبلاد. مايكل كوهين، المحامي والمحرك السابق لترمب، هو شخص يفهم ترمب جيداً على أنه متلاعب. هو على دراية بالمحفزات التي يستطيع ترمب سحبها عندما يرغب في ذلك.

حدث أن اتصلت بكوهين لسؤاله عن الدروس التي استخلصها من جلسة الاستماع في الكونغرس يوم الخميس. أجاب كوهين: أعتقد أن كل شخص في الدائرة المقربة من ترمب يفتقد بشكل أساسي شيئاً ما في حياته. بالنسبة لي، كنت قد خرجت للتو من سلسلة من المشكلات الصحية عندما طُلب مني الانضمام إلى «منظمة ترمب» - كيان أعمال ضخم يضم نحو 500 يملكها ترمب وحده. وأضاف: لقد فاتتني الإثارة، فهناك إثارة في الوجود حول المشاهير مثل دونالد ترمب. لديه قدرة كبيرة على جعل من حوله يشعرون بأنهم جزء من تلك اللحظة، حتى لو لم يكن ذلك من أجل شيء جيد.

وتابع: «إنه لأمر سيئ حقاً. فالأمور كانت تسير مع دائرة ترمب من سيئ لأسوأ. في النهاية، انتهى المطاف بأولئك الذين كانوا في دائرته المقربة بأن انقلبت حياتهم رأساً على عقب».

تعثر كوهين عندما قام برشوة امرأتين لالتزام الصمت بشأن لقاءاتهما مع ترمب. قضى عقوبة السجن بسبب مخالفات تمويل الحملات الانتخابية المرتبطة بالمدفوعات، والاحتيال الضريبي والبنكي. أضاف كوهين أنه كان يفعل ما قيل له فقط. ولم يُتهم ترمب قط بارتكاب أي مخالفات بسبب الأموال التي دفعها لإسكات الآخرين. ترمب لا يطلب من الناس، بل يأمرهم. إن رفض أمر لترمب فهذا حتماً يؤدي إلى الفصل الفوري من العمل. اعترف بأن البيت الأبيض هو مرحلة أكبر بكثير وأكثر قوة من «منظمة ترمب». ومع ذلك، كانت ديناميكية إدارته هي نفسها في الحالتين.

هناك طابور طويل من الأشخاص في الماضي والحاضر الذين انغمسوا في دوامة دونالد ترمب الداخلية بمجرد أن قام الرئيس السابق بضربهم على أكتافهم. كان بعضهم منغمساً بالفعل، وهنا يتبادر إلى الذهن روي كوهين، وروجر ستون، وستيف بانون. ذهب آخرون إلى غير رجعة بمجرد أن أشار لهم ترمب إلى بداية الطريق. جيفري كلارك كان أحد هؤلاء، على ما أعتقد. لقد أثبتت جلسات الاستماع في 6 يناير أن كثيرين آخرين انضموا إلى صفوف كلارك خلال سنوات رئاسة ترمب في البيت الأبيض.

قد تشمل قائمة الأشخاص الفاسدين على يد ترمب العديد من المشرعين الجمهوريين. ووفقاً لشهادة الاستماع، ضغط النواب آندي بيغز، ومو بروكس، ومات غيتس، ولوي جومرت، ومارغوري تايلور غرين، وسكوت بيري، على ترمب للحصول على عفو رئاسي بعد حصار 6 يناير. ربما لم يرتكب أي منهم خطأ واحداً، لكن الناس لا يسعون عادة إلى عفو رئاسي استباقي ما لم يعتقدوا أنه قد يتم اتهامهم بارتكاب جريمة. مهما كان ما سيأتي من جلسات 6 يناير، هناك شيئان على الأقل واضحان بالفعل؛ أولاً، كان هناك خط واضح بين أولئك الذين يعرفون الصواب من الخطأ في رئاسة ترمب، وأولئك الذين لم يعرفوا ذلك. ثانياً، خصص ترمب مكاناً في البيت الأبيض لجحافل من المحامين والمشرعين وأتباعهم الذين يميلون إلى التقمص وتقويض الديمقراطية. وكان ذلك متوقعاً. الأهم من أي شيء أن ترمب أمضى حياته في تجنيد هذا النوع من البشر.

* بالاتفاق مع «بلومبرغ»

 

جولة بايدن المقبلة في المنطقة

رمزي عز الدين رمزي/الشرق الأوسط/27 حزيران/2022

بعد أسابيع من عدم الوضوح، تبلورت أخيراً معالم جولة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط في الآتي: زيارة إلى إسرائيل، وأخرى إلى بيت لحم للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن ربما الأهم هي زيارة المملكة العربية السعودية وحضور قمة مع دول مجلس التعاون الخليجي يحضرها قادة من مصر والأردن والعراق. ولذلك، فالتوقيت أصبح مناسباً للنظر في أفضل السبل للاستفادة من الجولة لتعزيز مصالح الدول العربية. ولكن قبل القيام بذلك، دعونا ننظر في الفوائد التي تسعى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل إلى استخلاصها من هذه الجولة، حتى يمكن للدول العربية التموضع بالشكل المناسب الذي يسمح لها بتأمين مصالحها طويلة الأجل.

- أولاً، بالنسبة لإسرائيل، الزيارة تحقق هدفين أساسيين: الحصول على دعم للحكومة الإسرائيلية الحالية وللقوى السياسية المناوئة لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، في ضوء الانتخابات البرلمانية المنتظر عقدها في الخريف المقبل، وفي الوقت ذاته توفر فرصة لترسيخ نهج الأمن الإقليمي الذي طرحته في اجتماع النقب الذي عقد في شهر مارس (آذار) الماضي، أي دمج إسرائيل في المنطقة من أوسع أبوابها، من خلال آلية للتعاون العسكري الإقليمي الذي يشمل نظاماً مشتركاً مضاداً للصواريخ. وإذا تحقق ذلك، فإنه يعني أن إسرائيل تمكنت من تحقيق أعلى مستويات الاندماج في المنطقة قبل استيفاء الشروط المنصوص عليها في خطة السلام العربية التي جاءت بمبادرة من المملكة العربية السعودية، والتي حددت شروطاً لإقامة العلاقات السلمية الطبيعية وإدماج إسرائيل في الشرق الأوسط هي: الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، وقبول دولة مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو (حزيران) 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

لا خلاف في أنه من حق أي دولة عربية أن تمارس حقها السيادي في الدخول في علاقات سلمية طبيعية مع أي دولة، بما في ذلك إسرائيل. أما دمج إسرائيل في المنطقة، خصوصاً على المستوى العسكري، قبل أن تستوفي الشروط التي حددتها خطة السلام العربية، والشروع في إقامة هيكل أمني متوازن يتضمن نظاماً للحد من التسلح ونزع السلاح النووي، فمسألة أخرى تماماً. أما فيما يخص البعد الفلسطيني للزيارة، فالهدف منها تصحيح ما لحق بالفلسطينيين من قبل إدارة ترمب، وتأكيد موقف الإدارة المؤيد لحل الدولتين للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي. ولكن، من المؤسف أن واشنطن لن تنفذ تعهدها بإعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية، وهي مسألة لها مدلول سياسي مهم، وستكتفي بفتح مجرد مكتب وتعيين مبعوث خاص للشؤون الفلسطينية. وهنا تكمن أهمية التأكيد على ضرورة قيام واشنطن بتنفيذ تعهداتها تجاه الفلسطينيين.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فزيارة إسرائيل ليست لها فحسب تداعيات أميركية داخلية، حيث إنها تأتي قبل أشهر قليلة من الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وإنما لها أيضاً انعكاسات على الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، كما أعلن الرئيس بايدن منذ أيام قليلة. ولهذا السبب، فإن على واشنطن أن تضع في حساباتها النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها جولة بايدن، ومن ثم عليها تجنب دعم الرؤية الإسرائيلية لنظام الأمن الإقليمي إلى أن تتم مشاورات كافية مع الدول العربية المعنية.

إن الولايات المتحدة تأمل في تحقيق عدة أهداف:

- أولاً، إقناع منتجي النفط العرب بمواصلة زيادة إنتاجهم من أجل خفض الأسعار.

- ثانياً، تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، خصوصاً مع المملكة العربية السعودية.

- ثالثاً، تهدئة مخاوف كل من الدول العربية وإسرائيل في حالة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

- رابعاً، ضمان دعم إقليمي للموقف الأميركي في مواجهة كل من الصين وروسيا في إطار ما يبدو من اندلاع حرب باردة جديدة.

ومما لا شك فيه أن قمة يشارك فيها الرئيس الأميركي وكل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان سوف تسهم في تحسين العلاقات الأميركية - السعودية، والإفادة من القمة لتحقيق مصالح عربية استراتيجية أوسع، تخدم السلام والاستقرار في المنطقة على المدى البعيد.

فالقمة ستوفر فرصة للدول العربية لتبادل الآراء بصراحة مع الولايات المتحدة، حول مشاغلها السياسية والأمنية والاقتصادية. ولا شك في أن الاتصالات العربية التي تمت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفرت فرصة مهمة لتنسيق المواقف بما يمكّنها من طرح رؤية مشتركة عن مخاوفها تجاه سياسات كل من إسرائيل وإيران.

كذلك، ستكون قمة جدة مناسبة للوقوف على رؤية الولايات المتحدة لكيفية تطور الأزمة الأوكرانية وتداعياتها، ومعرفة كيف تنظر واشنطن إلى علاقاتها المستقبلية مع كل من بكين وموسكو.

وفي نهاية المطاف، من المهم للدول العربية الوقوف على رؤية واشنطن لدورها في مساعدة الدول العربية في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة.

ولكن، نظراً إلى أن الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي ستجري في نوفمبر المقبل، فمن غير المرجح أن تكون الولايات المتحدة على استعداد لاتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة كل المخاوف الأمنية العربية.

وحتى نكون واقعيين، فإن أفضل ما يمكن الحصول عليه، خارج نطاق الضمانات الأمنية، هو التوصل إلى تفاهمات مع واشنطن يمكن أن تنعكس في وثيقة من شأنها أن تشكل أساساً لجهود مشتركة عربية - أميركية في المستقبل، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، يمكن للجانب العربي أن يسعى للحصول من الولايات المتحدة على التأكيدات التالية:

- أولاً، التنسيق مع الدول العربية بشأن إنشاء هيكل أمني شامل ومتكامل ومتوازن في المنطقة. وهذا أمر مهم، خصوصاً إذا تم إحياء الصفقة النووية الإيرانية، ولكن أيضاً نظراً للشواغل المتعلقة بالسياسات الإسرائيلية والتركية في المنطقة.

- ثانياً، العمل من أجل تحقيق حل للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، مبني على حل الدولتين. وفي هذا الصدد، الالتزام بفتح القنصلية الأميركية في القدس، وأيضاً الالتزام بالعمل، بما في ذلك بالمحافل الدولية، من أجل دعم حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي من المفترض ألّا يسبب مشكلة كبيرة للولايات المتحدة، نظراً للموقف المعلن من قبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، من أن الفلسطينيين والإسرائيليين «ينبغي أن يتمتعوا بتدابير متساوية للحرية والأمن والرخاء والديمقراطية».

- ثالثاً، سرعة التوصل إلى التسويات السياسية، ليس فقط في اليمن، بل أيضاً في سوريا وليبيا، وضرورة تنسيق الجهود في هذا الصدد.

- رابعاً، التأكيد على انسحاب القوات الأجنبية كافة من الأراضي العربية في سوريا ولبنان والعراق وليبيا.

- خامساً، في ضوء أن أمن الطاقة يمثل هدفاً استراتيجياً مشتركاً، فمن الأهمية التوافق على صيغة للتعاون في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة والتكنولوجيات التي تمثل معبراً إليها، مثل إنتاج الهيدروجين الأزرق.

ولا شك في أن التوصل إلى مثل هذه التفاهمات سيكون نجاحاً يحسب للدولة المضيفة، المملكة العربية السعودية، يضاف إلى مبادرتها التي نتجت عنها خطة السلام العربية، ويدعم رصيدها في الجهود التي تبذلها لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

في هذه المرحلة، تحتاج الولايات المتحدة إلى الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، ولذلك فهي فرصة للدول العربية قد لا تتاح مرة أخرى في المستقبل القريب، للعمل من أجل تشكيل أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة، تفتح المجال أمام تعاون وجهد مشترك لتأمين المصالح العربية على المدى البعيد.

وفي النهاية، سيقع على عاتق الدول العربية، بشكل فردي وجماعي، مسؤولية العمل من أجل ضمان قيام الولايات المتحدة بالالتزام بهذه التفاهمات.

 

محمّد بن سلمان يواجه تصدير ثورتَيْن؟

نديم قطيش/أساس ميديا/الإثنين 27 حزيران 2022

لا تنفصل جولة الاستعراض السياسي الهائلة التي نفّذها وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي جو بايدن للمملكة منتصف تمّوز المقبل. فإذا كان الارتباك هو سمة الاستعدادات الأميركية لهذه الزيارة، وهو الذي بات يُترجم في تصريحات وتناقضات ومقابلات مربَكة لأركان إدارة بايدن، ولا سيّما أمام الإعلام الليبرالي الأميركي، فإنّ الإقدام هو صفة الاستعدادات السعودية، كما ظهر في جولة الأمير محمد على مصر والأردن وتركيا، وكما في استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قبل توجّه الأخير إلى إيران، بالإضافة إلى استقبال وليّ العهد السعودي لقائد الجيش الباكستاني الفريق أول ركن قمر جاويد باجوا في جدّة وتقليده، تنفيذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة.

الجامع بين هذه المروحة من العواصم والشخصيّات، أنّها كلّها تقع في فلك الحلفاء الكلاسيكيّين لواشنطن في الشرق الأوسط، لو استثنينا بعض ما يشوب العلاقات بين القاهرة وإدارة بايدن من توتّرات موسمية تتّصل بملفّ حقوق الإنسان والجانب "التبشيري" من السياسة الخارجية الليبرالية لأميركا. عليه، فإنّ الرسالة السعودية لأميركا، التي لم تفُت أعين المراقبين في واشنطن، هي رسالة بسيطة تقول لبايدن، إنّه لا يلتقي الأمير محمد بن سلمان بصفته وزيراً للدفاع، أو وليّاً للعهد، أو الحاكم الفعليّ لبلاده، كما يصفه الإعلام الغربي، بل يلتقيه بوصفه ممثّلاً لدولة قيادية في الشرق الأوسط، لا غنى عنها وعن سلامتها، لاستقرار المنطقة بالمعنيَيْن السياسي والاقتصادي.

تواجه المملكة تصدير ثورتين إليها: ثورة خمينيّة مذهبيّة من إيران، وثورة ليبرالية من واشنطن عبر أجندة حقوق الإنسان والحرّيات السياسية

ولم تكن توسعة بيكار الاستعراض لتشمل تركيا وباكستان، إلّا للقول إنّ التعامل مع السعودية محكوم بإدراك وزنها الإقليمي لا العربي وحسب، بكلّ ما يعكسه ذلك من مواصفات "دولة الضرورة" لاستقرار الشرق الأوسط كلّه. وهي مواصفات نقيضة لصورة إيران التي تتزعّم محوراً من الدول الفاشلة والمنهارة وتتمتّع بعلاقات متوتّرة مع معظم اللاعبين الأساسيّين في المنطقة.

الصين وروسيا أيضاً

لم تفُت الأميركيين أيضاً زيارة وزير الخارجية الروسي للسعودية قبل ثلاثة أسابيع بما بدا أنّه استباق روسي لأيّ تفاهمات سعودية نفطية مع واشنطن خارج مندرجات اتفاق "أوبك +" الذي من خلال ضبطه لحصص الإنتاج وأثر ذلك على أسعار النفط، بات يشكّل إحدى أوراق القوّة الجبّارة بيد موسكو في نزاعها مع الغرب من بوّابة الحرب على أوكرانيا.

العين أيضاً على زيارة الرئيس الصيني المرتقبة للسعودية بعد الدعوة التي وُجِّهت إليه في آذار الفائت، وكان من المأمول حصولها بعد شهر رمضان، إلا أنّها تعطّلت بسبب موجة "كوفيد-19" التي عادت تجتاح الصين وفرضت إغلاقات هائلة لعدد من المدن الرئيسية فيها. فالعلاقات الصينية السعودية آخذة في التطوّر على عدد من المحاور، أبرزها التعاون التكنولوجي، والتعاون الصاروخي المحتمَل، وملفّ التبادل التجاري، ولا سيّما النفط، الذي أبدت السعودية بشأنه استعدادات لتقاضي ثمنه باليوان الصيني.

في هذا السياق افتتح عملاق التكنولوجيا الصيني "هواوي" "مركز فضاء المستقبل" في واجهة الرياض، وهو أكبر مركز للمعارض خارج الصين، يضمّ العديد من التقنيّات الحديثة، بما في ذلك القيادة الذاتية والطباعة الثلاثيّة الأبعاد والتحكّم بالروبوتات وغيرها من التقنيّات المبتكرة. وليس خافياً أنّ واشنطن تخوض حرباً شرسة ضدّ "هواوي" وتوسّعها في سوق "شبكات الجيل الخامس". وقد كان لهذا الملفّ دوره في تعطيل صفقة طائرات "إف-35" الأميركية مع الإمارات العربية المتحدة بسبب اشتراطات أميركية أن تتخلّى أبوظبي عن هذه التقنيّات بذريعة أنّها تتداخل مع حركة اتّصالات الطائرة الحربية الأميركية وتفتح المجال لبوّابات خلفيّة للتجسّس الصناعي الصيني على الصناعات الحربية الأميركية.

سبق أن كشفت وسائل إعلامية أميركية نهاية العام الفائت نقلاً عن وكالات الاستخبارات الأميركية أنّ المملكة العربية السعودية تعمل بنشاط على تصنيع صواريخها الباليستية بمساعدة الصين، كما ظهر في صور الأقمار الصناعية التي عُرِضت في حينه، وهو ما سيكون موضع بحث تفصيليّ في زيارة بايدن المقبلة بعدما كان مادّة نقاش أوّليّ خلال زيارة نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان لواشنطن في أيّار الفائت.

اليورانيوم "والنووي" السعودي

أيضاً كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنّ السعودية شرعت في تشييد منشأة لاستخراج اليورانيوم في مدينة العلا شمال غربي البلاد بمساعدة صينية، في إطار تعزيز برنامجها النووي ذي الأغراض السلميّة. وفي حين نفت وزارة الطاقة السعودية بشكل قاطع المعلومات الخاصة بالموقع الجغرافي الوارد في تقرير الصحيفة الأميركية، أكّدت في بيان لها أنّ "المملكة تعاقدت مع الصينيين لاستكشاف اليورانيوم في مناطق معينة!!" لا يمكن بإزاء هذا الواقع السياسي والاستراتيجي المتغيّر في الشرق الأوسط، أن يتمّ حصر الزيارة الأميركية للمملكة بصفقة تبادليّة آنيّة لها علاقة بضخّ المزيد من النفط لتعديل أسعاره على محطات البنزين في أميركا. فهذه النظرة الغالبة على كثير من التقارير التي تناولت العلاقات السعودية الأميركية، ولا سيّما في أميركا نفسها، تنمّ عن قصر نظر استراتيجي خطير وعدم فهم لدقائق الموقف في الشرق الأوسط. يقابل ذلك عدد من الأوراق السياسية التي صدرت أخيراً، وأبرزها دراسة أعدّها مارتن إنديك وستيفن كوك "نشرت "أساس" ترجمتها إلى العربية" تقدّم تصوّراً استراتيجيّاً لإعادة إطلاق العلاقات السعودية الأميركية للعقود المقبلة. ويقوم هذا التصوّر على مصالحة ترتكز على احتواء طموحات إيران الإقليمية، وزيادة الضمانات الأمنيّة من الولايات المتحدة للسعودية مقابل دور سعوديّ أكبر في خفض أسعار النفط، وخفض التصعيد في اليمن، والمزيد من إجراءات التطبيع الدبلوماسي مع إسرائيل. ويحذّر كوك وإنديك من أنّه "بعد سبعة وسبعين عاماً من اتفاقية روزفلت - عبد العزيز الأصليّة، تتطلّب الظروف المتغيّرة إعادة تقييم لقيمة هذه العلاقة لكلّ جانب، لأنّه إذا لم يتمّ اتّخاذ إجراء عاجل، فإنّ عملية الطلاق جارية بالفعل ومن المرجّح أن تتسارع وتؤذي مصالح الطرفين". لكن حتى هذا التصوّر هو تصوّر قاصر. حقيقة الأمر أنّ السعودية لا تثق بالالتزام الحمائي الأميركي، وهي ليست بحاجة إلى واشنطن لتطبيع العلاقات مع إسرائيل التي يجمعها معها عداء مشترك لإيران، وهي صاحبة مصلحة في إنهاء حرب اليمن، بعدما دخلتها من موقع الضرورة لا من موقع الرغبة. في العمق تواجه المملكة تصدير ثورتين إليها: ثورة خمينيّة مذهبيّة من إيران، وثورة ليبرالية من واشنطن عبر أجندة حقوق الإنسان والحرّيات السياسية. وهي تواجه الثورتين بنفس الدرجة من الاستنفار لأنّ مصير البلاد كلّها على المحكّ.

ما لم تفهم واشنطن خصائص الحالة السعودية ومصالح الأمن القومي كما تعرفها الرياض فإنّ ما ستنتجه زيارة بايدن هدنة مؤقّتة لا أكثر ولا أقلّ في عالم تغيَّر ولن يعود إلى قواعده السابقة في أيّ وقت قريب.

إذا كانت أيّ استراتيجية، في التحليل الأخير، هي تحديد المصالح القومية ثمّ إدارتها من خلال فهم علاقات توازن القوى، فإنّ السعودية تعمل بلا كلل على تنويع علاقات القوّة الخاصّة بها، ولن تغامر بأن تظلّ أسيرة صعود وهبوط السياسة في واشنطن.

لا تملك المملكة أن تعادي أميركا لكنّ زمن وضع البيض كلّه في سلّتها وحدها ذهب إلى غير رجعة.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الحلقة الثالثة والأخيرة من مذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل، صائب سلام: تفاصيل المفاوضات التي أدت إلى نهاية الحكم الشهابي وانتخاب فرنجية/موقف القاهرة السلبي من عودة فؤاد شهاب للرئاسة دفعه إلى العزوف عن الترشح

http://eliasbejjaninews.com/archives/109657/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%ae%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d9%85%d8%b0%d9%83%d8%b1%d8%a7%d8%aa-%d8%b1%d8%a6%d9%8a/

زيارة لمذكرات رئيس الوزراء اللبناني الراحل صائب سلام (الأخيرة): موقف القاهرة السلبي من عودة فؤاد شهاب للرئاسة دفعه إلى العزوف عن الترشح

رئيس الحكومة الراحل يروي تفاصيل المفاوضات التي أدت إلى نهاية الحكم «الشهابي» في لبنان وانتخاب فرنجية

بيروت: «الشرق الأوسط»/27 حزيران/2022

يروي رئيس الحكومة اللبناني الراحل صائب سلام في هذه الحلقة الثالثة والأخيرة من مذكراته، قصة المفاوضات التي انتهت بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية في لبنان سنة 1970، والذي أنهى الحكم الشهابي وما كان يعرف بتدخل «المكتب الثاني» (استخبارات الجيش اللبناني) في الحياة السياسية. ويكشف سلام أن موقف القاهرة السلبي من عودة فؤاد شهاب إلى رئاسة الجمهورية كان أحد الدوافع وراء عزوفه عن الترشح في تلك السنة. ويتحدث سلام في هذه الحلقة عن زيارته القاهرة للتعزية في وفاة الرئيس جمال عبد الناصر التي حصلت بينما كان مكلفاً تشكيل الحكومة الأولى في عهد فرنجية، ويروي تفاصيل عن لقائه مع الرئيس أنور السادات. وتصدر مذكرات صائب سلام عن دار نشر «هاشيت أنطوان» وستكون متوفرة في مكتبات لبنان، بدءاً من الغد 28 يونيو (حزيران)، وعلى موقع «أنطوان أونلاين». في أواسط يوليو (تموز) 1970، أخذت معركة الرئاسة في لبنان تحتدم جدّياً، وذلك وسط أوضاع محلية وعربية في غاية التوتّر، فمن ناحية، كان هناك الصراع بين القاهرة و«المقاومة الفلسطينية» حول شروع القاهرة في قبول مشروع الحلّ السلمي الذي كان يُسمّى في ذلك الحين «مشروع روجرز»، ومن ناحية ثانية، كانت هناك الصراعات العربية/ العربية المتفاقمة. ففي سوريا صراعات عنيفة على السلطة، وكذلك الحال في السودان. أما في منطقة الخليج، فالبريطانيون يستعدّون للجلاء، ومطامع إيران تتضاعف. وكان هناك ما بدأ يتّخذ سمة الحقيقة في القاهرة نفسها: لقد بات مؤكّداً أن الرئيس عبد الناصر مريض وعلى نحو جدّيّ.

– الاستعداد للانتخابات الرئاسية… هل يعود شهاب؟

أمضيتُ طوال يوم الأربعاء في 28 يوليو في اتّصالات ولقاءات انتخابية، للتوفيق بين وجهات نظر «الحلف الثلاثي» ووجهة نظر كمال جنبلاط. وفي هذا السبيل، اجتمعت طويلاً بشوكت شقير، ثمّ بكاظم الخليل، ثمّ دعوتُ إلى اجتماعٍ مسائيّ، حضره عديد من النوّاب والفعاليات، ومن بينهم كامل الأسعد وكمال جنبلاط وتقي الدين الصلح. وخلال ذلك الاجتماع، استعرضنا العديد من الأسماء المرشّحة، ثمّ فجأة ومن دون مقدّمات، طرحتُ اسم سليمان فرنجيّة –للمرّة الأولى على الأرجح– فما كان من كمال جنبلاط إلا أن تراجع من فوره مستنكراً الأمر. تجاوزتُ الموضوع ولم أجب، ولم أحبّ أن أحدّد الأمر أكثر من ذلك، أما هو من جهته، فقد عرض عدّة أسماء كان بعضها مقبولاً، مثل اسم فؤاد عمّون. في النهاية، اتفقنا على أن ننتظر لنرى كيف سيتطوّر الأمر مع «الحلف الثلاثي»، وأن ننتظر الاجتماع الذي دعا إليه جوزف سكاف بعد يومين. وفي الوقت نفسه بلغنا أنّ يوسف سالم، بالاتفاق مع رينيه معوّض وغابي لحّود، رئيس «المكتب الثاني»، بدأ يدعو النوّاب إلى الاجتماع في اليوم التالي، وأنّ دعوته شملت نائبي الضنيّة رغم عدم تماشيهما معهم، ومن هنا تبيّن أنّهم باتوا على شعور بالضعف، ما جعلهم مستعدّين لأي تنازل لأي نائب آخر.

صائب سلام مع كميل شمعون

ومن جهتنا تعدّدت اجتماعاتنا، وكان مأزقنا أنّنا -رغم اتفاقنا على ضرورة التخلّص من الحكم القائم- لم نتمكّن من الاتفاق على مَن سنأتي به، فشمعون غير مقبول عربياً، وبيار الجميّل لا يحظى بالإجماع، وإدّه بدأ ينفرط عقد المؤيّدين من حوله. فماذا نفعل؟ هنا كان اقتراح وجيه تقدّم به شوكت شقير، وهو أن نطلب من كلّ الفعاليات المارونية الحليفة لنا أن تجتمع وتتّفق على ماروني مناسب نؤيّده نحن بالتالي؛ لكن هذا الاقتراح ما لبث أن تلاشى.

بعد ذلك، خلال اجتماعاتنا مع كمال جنبلاط، بدا الأمر وكأنّه استقرّ على مرشّحَين لا يوافق هو على أحدهما (حبيب كيروز) ولا نوافق نحن على الثاني (الجنرال جميل لحّود)، وعادت الأزمة تطلّ برأسها. ومع هذا، رحنا نسعى جدّياً لترشيح حبيب كيروز؛ خصوصاً أنّ استمزاج رأي سليمان فرنجيّة في الأمر بعد عودته من سفر طويل قاده إلى موسكو وبلجيكا، كشف عن تحبيذه للفكرة. أما بالنسبة إلى فؤاد شهاب، فإنّه تلقّى تلك الآونة بالذات دعماً كبيراً، تمثّلَ فيما نُقل عن الرئيس عبد الناصر –عن طريق سفير مصر الذي بلغ الأمر لنسيم مجدلاني– من أنّه يؤيّد عودته. ومع هذا، فإنّ أركان السفارة نفوا ذلك، وكذلك فعل حسن صبري الخولي، كما أخبرنا كمال جنبلاط الذي التقاه في المطار، مضيفاً أنّ الخولي طلب إليه أن يتوجّه إلى مصر لمقابلة عبد الناصر يوم الخميس؛ لكن يوم الخميس كان متأخّراً بالنسبة إلينا؛ لأن صبري حمادة كان قد قابل فؤاد شهاب وعاد إلى المجلس ليبلغ الجميع بأنّه ربما يعيّن جلسة الانتخاب آخر الأسبوع. أما من ناحية شهاب، فكان لم يزل حتى ساعتها ممتنعاً عن إعلان ترشيحه. البعض يقول إنّها مناورة، أما أنا فكان اعتقادي أنّه حقاً لن يترشّح إلا إذا وفّروا له مسبقاً أكثرّية محترمة. وفي جميع الأحوال كان يبدو واضحاً أنّ جمع مثل تلك الأكثرية غير ممكن. غير أنّ هذا لم يمنع الاتّصالات معي من أجل إعلان موقف إيجابي من شهاب، فكان جوابي الوحيد: «فليعلن بصراحة أنّه مرشّح، وأنا مستعدّ عند ذلك لكلّ حوار، ولكن على الأسس والمبادئ التي مشينا عليها حتى حينها».

صائب سلام مع فؤاد شهاب

إلى ذلك الحين، كان «الحلفيون» لا يزالون ينظرون بعين الجدّية إلى ترشيح بيار الجميّل، ولكن فجأة بدأوا يشعرون بأنّه لم يعد بإمكانهم أن يتمسّكوا به طويلاً، وأخذوا يفاوضون «الكتائبيين» على أن يتخلّى الجميع لصالح مرشّح آخر يمكنه أن يأمل جمع الأصوات اللازمة. وكان اسم شمعون في ذهنهم؛ لكن حين فاتحوني بالأمر استبعدتُ الفكرة كلّياً. من ناحيته، أخبرني جنبلاط مساء يوم الأربعاء بأنّه كان في اجتماع حزبي قرّر أن يدعم الجنرال لحّود حتى النهاية ومهما كانت النتيجة. لم أعلق على الأمر كثيراً؛ بل استفدتُ من مزاج كمال جنبلاط المرح والمنفرج عند ذلك المساء، واقترحتُ عليه أن يجتمع بسليمان فرنجيّة عندي في البيت. وبالفعل، حضر الاثنان إلى بيتي عند المساء، وكان ذلك أول لقاء بينهما بعد طول جفاء، فكانت النتيجة أن أثار اللقاء ضجّة كبيرة في البلد، والحقيقة أنّ الاجتماع الذي دام نحو ساعة كان ودّياً، تطرّقنا فيه إلى بحث عديد من الأمور، ومن بينها التوتّر القائم آنذاك بين الفدائيين الفلسطينيين وعبد الناصر، وهنا أخبرني جنبلاط بأنّ الفدائيين طلبوا منه أن يتوجّه إلى مصر لمقابلة عبد الناصر وإقناعه بمواقفهم. عند ذلك أخبرت جنبلاط بأنّ ممثّل عبد الناصر، حسن صبري الخولي، آتٍ من دمشق ومعه رسالة له من عبد الناصر، يطلب إليه فيها أن يؤيّد شهاب، فانتفض جنبلاط واستنكر ذلك، ثمّ قال إنه على أي حال سوف يُفهِم الخولي حقيقة الوضع، وأنّه ليس بإمكاننا أن نؤيّد شهاب في أي حال من الأحوال… وانتهى الاجتماع وسط مناخ في منتهى الودّ بين فرنجيّة وجنبلاط، ما سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابي كبير على أوضاعنا، وفعل القنبلة على نفسية خصومنا الذين كانت قوّتهم الأساسية تقوم على تمزيق صفوفنا.

في سياق هذه المحاولات، اتّصل بي ناظم القادري، وأبلغني رسالة من فضل الله دندش، العامل مع «الشهابيين»، فحواها أنّ أنطوان سعد، من «المكتب الثاني»، يريد الاتّصال بي لمناقشتي في بعض الأمور، وبعد أخذ وردّ اجتمعتُ بسعد، ومعه دندش والقادري، في بيتي بالدوحة. وكانت خلاصة الحديث أنّ شهاب يريد إنقاذ البلد؛ لكنه لا يمكنه ذلك إلا إذا تحالف مع الجناح الإسلامي، وبالتحديد مع صائب سلام.

صائب سلام مع سليمان فرنجية

عدنا إذن إلى الأسطوانة نفسها، أسطوانة أنّني إذا أيّدت شهاب أضمن رئاسة الحكومة. وهنا وجدتُ لزاماً عليّ أن أعود، أنا نفسي، إلى تكرار أسطوانتي التي يعرفونها: أفهمتهم أنّني لست ممن يتطلّعون إلى رئاسات أو كراسي، وأنّ همّي أن يقوم البلد على أسس صحيحة حتى يرتاح الرأي العامّ والشعب. وأفهمتُهم خصوصاً أنّ لدي أصدقاء مثل كامل الأسعد وجوزف سكاف أتعاون معهم، ولا أريد أن أنفصل عنهم في أي حال من الأحوال. وهنا لمّحوا إلى أنّ رئاسة المجلس ستكون مضمونة للأسعد، فكرّرت أنّ المسألة ليست مسألة كراسي. وطال بحثنا للأمور، وكان سعد يردّد أنّه إنما أتى حاملاً منديل السلام الأبيض، وليس من حقّي أن أردّه هكذا! فقلت له: «ليست المسألة مسألة منديل أبيض أو أسود، المسألة مسألة مبادئ وشعب ووطن». وهنا قال ناظم القادري: «للبحث صلة وسنعاود الحوار»، فقلتُ إنّ حواري الأساسي هو مع رفاقي، فقال سعد: «نحن لا نعرف غيرك… أنت القوّال وهم الردّادون».

وانتهى الاجتماع وهم يأملون أن يتمكّنوا من استمالتي، أما أنا، فكنتُ أفضّل أن أبقى معارضاً شرط أن أحافظ على كرامتي وكرامة الشعب. ومن ناحية ثانية، كان هناك جديد أساسي قد طرأ في ذلك اليوم بالذات، فالفكرة التي طرحتُها ذات يوم عَرَضاً على كمال جنبلاط، بدأت الآن تأخذ طريقها… وها هي الصحف تتحدّث عن إمكانية ترشيح سليمان فرنجيّة الذي بات يمكن القبول به من ناحية «الحلفيين»، كما من ناحية كمال جنبلاط.

أنا شخصياً، رغم حبّي وتأييدي لسليمان، كنت أعلم على أي حال أنّ الذين كانوا ينادون به هم أنفسهم الذين يُبدون خوفهم من ألا يكون كفؤاً لرئاسة الجمهورية بسبب عدم ثقافته، ولأنّه لم يتجاوز حتى حينها كونه نائباً عن ضيعته. وإضافة إلى هذا، كنت متحفّظاً جدّاً تجاه تصرّفاته، وعناده الذي يمكن أن يوصله إلى الشطط، إضافة إلى خشيتي من بوادر التعصّب الطائفي التي كانت قد بدأت تظهر لديه في الآونة الأخيرة، والتي يمكن أن تزداد حدّة بعد وصوله إلى الحكم، إذا وصل؛ حيث إنّ نظْرته إلى المسلمين والعرب باتت جافّة، إن لم أقل عدائية.

أما بالنسبة إلى التدخّلات الخارجية، فيمكن عند هذا المنعطف تسجيل ثلاث ملاحظات:

أوّلها، تكرار زيارة السفير الجزائري لي، ومحاولته التوفيق بين وجهات نظرنا المتعارضة والدفاع عن المواقف الفلسطينية، إضافة إلى مواصلة أبو يوسف (من «فتح») العمل معنا، مقابل أن نحاور عبد الناصر باسم «فتح».

الملاحظة الثانية، جواب أتى من السعوديين فحواه أنّهم لم يروا ضرورة أن يتدخّلوا في المعركة.

• أما الأمر الثالث والأهمّ، فكان ما نقَله لي جنبلاط، من أنّه اجتمع بحسن صبري الخولي في بغداد، فأبلغه الأخير أنّ مصر لا تؤيّد شهاب ولا «الشهابية». في جميع الأحوال، عرفتُ أنّ القاهرة أرسلتْ في الآونة الأخيرة ثلاثة رسميين إلى لبنان، بينهم محمد نسيم، المطّلع على أحوال المنطقة وتفصيل الوضع اللبناني، وكانت مهمّة البعثة دراسة الرأي العامّ اللبناني وموقفه من قضيّة الانتخابات المقبلة.

بقي أن أذكر في هذه المناسبة ما نقله إليّ سفير الجزائر عن السوريين، وعلى لسان نور الدين الأتاسي، من أنّهم ليسوا موافقين، في أي حال من الأحوالّ على عودة شهاب رئيساً للبنان، وأنّهم سيحاربون مثل هذه الفكرة بكلّ قوّتهم.

– مناورات ومشاورات قبل ترشيحنا فرنجيّة

كانت تلك هي الصورة يوم الأول من أغسطس (آب) 1970: شدّ وجذب، تأييداً أو مقارعة لعودة شهاب إلى الحكم، وبدْء ترسّخ فكرة أن يكون سليمان فرنجيّة هو مرشّح المعارضة، مع موافقة جنبلاط الضمنية على ذلك، وموافقتي أنا أيضاً، رغم تحفّظاتي على سليمان فرنجيّة. ويبدو أنّ انتشار فكرة ترشيح هذا الأخير، جعل «الشهابيين» يعتقدون أنّنا لم نكن جادّين في الأمر، وأنّنا كنا نطرح اسمه لأنّنا مرتبكون ولسنا قادرين على إيجاد مرشّح قوي وحقيقي. ولمّا كنت أنا هدف تحرّك «الشهابيين» الأساسي، لذلك عادوا يتّصلون بي، وعاد سامي الخطيب للتحرّك طالباً مقابلتي عن طريق العديد من الفعاليات المحليّة، مثل محمود الحكيم وعبد الحفيظ كريدية وغيرهما، ومن جهة أخرى، كان ناظم القادري يشدّد الضغط عليَّ لحساب فضل الله دندش، ومن ورائه أنطوان سعد، اللذين يبدو أنّهما خُيّل إليهما أنّ لقائي الأول معهما كان ناجحاً ويعِد باتفاق قريب. أما أنا، فكان جوابي الوحيد: فليترشّح شهاب ولنبحث الأمر بعد ذلك.

وكان الشهابيون يتّصلون بكامل الأسعد الذي اضطرّ أمام الشائعات العديدة التي دارت حول الموضوع، إلى عقد ندوة صحافية نفى فيها أي اتفاق معهم. ولكنْ كانت هنا مشكلة حقيقية، فلئن كنّا -جنبلاط وأنا- قادرين على تأييد ترشيح سليمان فرنجيّة، فإنّ الأسعد لم يكن قابلاً بذلك، واعتراضه له سببان:

• أولهما، موقف فرنجيّة من «المقاومة الفلسطينية» وصولاً إلى إقامته معسكراً لتدريب المقاتلين ضدّها في زغرتا.

• وثانيهما، ما يراه من عدم كفاءة سليمان فرنجيّة لشغل منصب رئيس الجمهورية.

لكن كان من الواضح لي أنّ هذا الأمر سوف ينتهي على خير، وأنّه ليس كفيلاً بإلقاء أي ظلّ على تحالفي مع كامل الأسعد.

وفي الوقت الذي ازدادت فيه حدّة التحرّك، جاءني أحمد إسبر ليقول لي ما هو جديد حقاً، وهو أنّ غابي لحّود أخبره، بصورة قاطعة، بأنّهم إنما يعملون للإتيان بإلياس سركيس رئيساً للجمهورية؛ لأن شهاب ليس وارداً، وهو نفسه لا يقبل. وأنا كنتُ فهمت شيئاً من هذا على لسان أنطوان سعد الذي كان قد أكّد لي أنّ شهاب لن يترشّح إلا إذا ضمن نوعية ناخبيه، قبل أن يضمن عددهم.

ولعلّ هذا ما دفع رشيد كرامي إلى التوجّه للقاهرة لاستطلاع رأيها النهائي في الأمر، بعدما تقاربت الآراء والتحليلات بصدد الموقف المصري، ولقد سبقتْ عودة رشيد كرامي إلى لبنان شائعات وأخبار عن أنّه لم يلقَ في زيارته لمصر سوى الفشل.

والمؤكّد أنّ فشل رحلة كرامي القاهرية كان السبب المباشر لخروج شهاب عن صمته أخيراً، وإصداره ليلة الثلاثاء 4 أغسطس، بياناً أعلن فيه عزوفه عن ترشيح نفسه؛ لأن المؤسّسات، على حدّ قوله: «لم تعد تحتمل، ولأنّ الوضع العامّ مهترئ، والاقتصاد متدهور…». كان واضحاً أنّه يريد عبر بيانه أن يهوّل على مَن سيقبل الترشيح، وكأنّ لا أحد يمكنه إصلاح الأمور.

كثيرون طلبوا منّي أن أعلّق على بيان شهاب؛ لكنني رفضت. المهمّ كان بالنسبة إليّ أنّ علينا أن نتحرّك على نور، وأن نعرف من هو خصمنا الحقيقي، لنعرف إلى من سينتهي اختيارنا. وكان لدينا في الواقع عدّة مرشّحين، من بينهم ريمون إدّه بالطبع الذي كان ترشيحه يَلقى معارضة أساسية من كمال جنبلاط. أما مرشحنا الأوفر حظاً فكان يبدو سليمان فرنجيّة، رغم أنّني أنا شخصياً كنت لا أزال راغباً في أن يكون ريمون إدّه… فسليمان لن يكون -في جميع الأحوال- من القوّة بحيث يعرف كيف يتصدّى جدّياً للأجهزة التي ستظلّ تحاول السيطرة على الحكم، مهما كانت هويّة الرئيس المقبل.

وفي سياق عملي لصالح إدّه، نجحتُ يوم 6 أغسطس، في جَمعه بالسفير الجزائري شهاب طالب الذي كان يرفض لقاءه في البداية رفضاً كاملاً. ولمّا كنت أعرف ما للسفير الجزائري من تأثير على القوى التقدّمية في البلد، وخصوصاً على كمال جنبلاط، كان اجتماع إدّه به ضرورياً. والحقيقة أنّ الاجتماع كان طيّباً ودام حوالي ساعتين. وفي اليوم التالي، اجتمعت بجنبلاط الذي كان يستعدّ لزيارة القاهرة لبحث قضيّة الوجود الفلسطيني، فطلبتُ منه أن يقنع المسؤولين في القاهرة بألا يعترضوا على أحد، مما يعطينا حرّية التصّرف وحرّية الحركة. وكان ذهني خلال ذلك كله متّجهاً صوب إدّه؛ لأنني مقتنع بأنّه الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يبدّل الأوضاع، وأن يكون رجل دولة مسؤولاً.

واقترب موعد الانتخاب، وتواصلت المناورات والمشاورات ليلاً ونهاراً. وراحت المواقف تتقلّب والأعصاب تتشنّج. وفي يوم 14 أغسطس رشّح كميل شمعون نفسه رسمياً عبر بيان مسهَب، كان فيه ما يرضي الوضع العربي، وكذلك الوضع اللبناني بالطبع. وكان للبيان ردّ فعل كبير في لبنان، أما ردّ فعل «النهجيين» فكان قاسياً، وعبّر عنه كثيرون، منهم: رشيد كرامي، وعبد الله اليافي، وعدنان الحكيم، وعثمان الدنا، وغيرهم، أما أنا فأردتُ أن أكون متحفّظاً في ردّ فعلي، وخصوصاً أنّني كنت غير راغب في أن أصرّح سلباً أو إيجاباً تحت وطأة أي انفعال. كان موقفي المبدئي هو التريُّث في انتظار التشاور مع الزملاء الرفاق، قبل إعلان أي رأي في هذا الموضوع، وهكذا رحتُ أكثّف الاجتماعات مع الرفاق الأقربين، ولا سيما مع كامل الأسعد وجوزف سكاف اللذين لم يكونا أقلّ منّي انفعالاً، خشية من ردّ الفعل الذي سيُبديه كمال جنبلاط، علماً بأنّني كنت صلَة الوصل بينهما وبينه، وهدّأت من روعهما مؤكّداً لهما أنّه إن كان جنبلاط سينفصل عنا بسبب ما قد يجدّ، فليكن هو نفسه مسؤولاً عن ذلك، إذ يُستحسن بنا ألا نبادر نحن بأي رّد فعل سلبي تجاهه. بعد ذلك، اجتمعت بكمال جنبلاط في بيت شوكت شقير، وكنت قد أرسلتُ له عن طريق أصدقائي من محازبيه محاولاً إقناعه بترشيح ريمون إدّه؛ خصوصاً بعدما رشّح شمعون نفسَه، وهذه المرّة وجدتُه منفتحاً؛ لكنه قال لي إنّه لن يتّخذ موقفه (اليوم)، إذ عليه أولاً أن يستشير أركان حزبه وأصدقاءہ، ولقد لمستُ منه -على أي حال- بعض الميل لتأييد ريمون إدّه. وكان جنبلاط على موعد للالتقاء برشيد كرامي (في الغد)، وكان قد تسرّب إليّ أنّ رشيد كرامي مستعدّ لمؤازرة ريمون إدّه، وأنا من ناحيتي ما إن علمتُ بهذا حتى أرسلتُ لكرامي من يقنعُه بالمشي مع إدّه، بعدما تخلّى شهاب عن مشروعه بالعودة؛ خصوصاً أنّني أعرف أنّ كرامي لم يكن راغباً في إلياس سركيس.

كان يخامرني الانطباع بأنّ ذلك اليوم سيكون يوماً حاسماً، فقد أخبرني السفير المصري بأنّ القاهرة لا تقف موقف التأييد أو الاعتراض من أي مرشح، ومن ناحية شمعون كنت أحسب أنّه مستعدّ لتأييد إدّه، رغم أنّه هو نفسه مرشّح؛ بل هو مستعدّ لأن يقنع «الكتائب» بتأييد إدّه، وشمعون سرّب إليّ ذلك عن طريق غسّان تويني، فاستغربتُه بعض الشيء؛ لكنني قبِلتُه على علّاته، وصار عليّ الآن أن أحسم الأمور بين ريمون إدّه وسليمان فرنجيّة، وأن أقنع كمال جنبلاط بذلك، علماً بأنّه بات شبه مؤكّد أنّ «النهجيين» سوف يرشّحون إلياس سركيس.

لم يكن إدّه هو المرشّح الأمثل بالنسبة إليّ؛ لكنه الأفضل بين كلّ الأسماء المطروحة، إذا استثنينا مرشّحاً من الخارج هو الشيخ فريد الدحداح.

كان اليوم التالي، 15 أغسطس، يوماً حاسماً، وكان يوم سبت، ولم يبقَ على موعد جلسة الانتخابات سوى يومين. ومن هنا اختلطت الأمور أكثر وأكثر، وبات شبه واضح لنا أنّ كرامي وجنبلاط اتفقا على أن يكون الشيخ فريد الدحداح مرشّحهما. لم يكن لي اعتراض عليه؛ لكنني كنت أريده مرشّح تسوية لا مرشّح معركة، والفارق بين الحالتين كبير! أما جنبلاط فقد تشبّث بموقفه، وجاء ليقول لي إنّنا إذا لم نوافق معه على الدحداح، فإنّه سيكون مضطرّاً لقطع الطريق على شمعون، وللانضمام إلى «النهجيين» وانتخاب إلياس سركيس. طلبت منه أن يتروّى حتى الغد؛ لكنه أخذ يضغط بشكل كان من الواضح منه أنّه يريد أن يحشرنا، ومع ذلك استخدمتُ التروّي معه، وكنت أعلم أنّ أيّاً من الأمور لن يُحسم نهائياً اليوم، وأنّ اللعبة كلها سوف تُلعب غداً، الأحد.

– فرنجيّة رئيساً

وبالفعل، جاءت التطوّرات الأساسية يوم الأحد، وكانت مدهشة، أوصلتنا إلى انتصار مفاجئ لم نكن نتوقّعه.

بدأ الأمر منذ الصباح، خلال اجتماع «تكتّل الوسط»؛ حيث قرّر «التكتّل»، ترشيح سليمان فرنجيّة، خلافاً لما كان كمال جنبلاط يتوقّع. وانفضّ ذلك الاجتماع على أساس أن تجتمع لجنة خماسيّة، منّي ومن كامل الأسعد وجوزف سكاف وسليمان فرنجيّة وحبيب كيروز، بعد الظهر، بكمال جنبلاط. وبالفعل، جاء جنبلاط بعد الظهر وراح يبدّل مواقفه، بمعدّل موقف في الدقيقة، فمرّة يطرح اسم الجنرال لحّود، ومرّة يقول إنّه يسعى لمرشّح تفاهم، وثالثة يقول إنّه في حال استمرار شمعون سوف يضطرّ لتأييد إلياس سركيس، ترَك الجلسة وهو لا يقرّ له قرار، فتداولنا الأمر بحزم، ثمّ اتّخذنا القرار النهائي بترشيح سليمان فرنجيّة. وكان ذلك بعدما حلّلنا الأوضاع ووضعنا كافة الحسابات والاحتمالات، وطرحْنا جانباً كلّ تحفّظاتنا تجاه فرنجيّة. ثمّ، لجعل ذلك الترشيح نهائياً ورسمياً، دوّنّا وثيقة بذلك ووقّعناها جميعاً، نحن الخمسة أولاً، ثمّ نسيم مجدلاني الذي استدعيناه من الجبل، فلمّا تردّدَ أرسلنا له إلياس سابا فأحضره. وبعد ذلك توجّه سليمان فرنجيّة إلى شمعون الذي تنازل له ووقّع الوثيقة، ثمّ وقّعها الأخَوان عبد المجيد وعبد اللطيف الزين.

وكان للخبر وقْع الصاعقة في البلد، أما كمال جنبلاط فقد سارع إلى الاتّصال بي معاتباً… فناقشتُه في الأمر. وبعد ذلك، حين علم جنبلاط بأنّ شمعون أيّد فرنجيّة، وأنّ ريمون إدّه فعل الشيء نفسَه، سارع إلى الاجتماع بأركان حزبه والقوى التقدّمية واليساريين والشيوعيين، ثمّ التقوا جميعاً بإلياس سركيس أكثر من ساعتين، وكانت أخبار الاجتماع تتوالى إليّ، وأحسستُ في لحظة بأنّ جنبلاط بات على وشك إعلان تأييده لسركيس، فما كان منّي إلا أن أرسلتُ لقادة «المقاومة الفلسطينية» أخبرهم بالأمر، وطالباً منهم أن يضغطوا عليه. ثمّ اتّصلتُ بشوكت شقير للغاية نفسها. وأعتقد أنّ هذا كله قد فعل فعله، إذ خرج سركيس من عند جنبلاط غير متّفق معه، وبتّ شبه واثق من أنّنا سنكسب المعركة؛ خصوصاً أنّنا، تحسّباً لأي طارئ، طلبنا من الشيخ فريد الدحداح أن يتّصل بجنبلاط ليخبره أنّه ليس مرشّحاً وأنّه يؤيّد سليمان فرنجيّة. وبعد ذلك ذهب إليه عبد اللطيف الزين ونسيم مجدلاني، فعادا من عنده برسالة لي ولسليمان فرنجيّة، تتضمّن… تهنئة لفرنجيّة بالفوز. ومع هذا طلب جنبلاط أن نصبر عليه قليلاً، ريثما يجتمع بأعضاء «جبهة النضال» ليتّخذوا الموقف النهائي.

وتمّ كلّ شيء كما كنا نريد، وجرت الانتخابات يوم 17 أغسطس، وكان الفوز من نصيب مرشّحنا سليمان فرنجيّة، وفي ذلك انتصار كبير لنا، كلّل جهودنا وصراعنا الطويل مع «المكتب الثاني».

أما أنا، فبعد نجاح سليمان فرنجيّة، شعرت بشيء من الراحة، ولكنّني شعرتُ أيضاً بأنّ ثمّة معارك جديدة تنتظرني.

– تأثّري بوفاة عبد الناصر

كنا في خضمّ ذلك كله، حين وصلَ إلينا من القاهرة أسوأ نبأ يمكن أن يصل… نبأ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. وأنا، مثل كلّ الوطنيين في لبنان، ومثل كلّ الشرفاء على امتداد العالم العربي، وفي العالم كله، صعقني النبأ، ووقفتُ دقائق غير مصدّق حين نُقل إليّ، رغم أنّني كنت على علم بخطورة حالة الرئيس عبد الناصر.

أمام هول ذلك النبأ، أحسستُ بأنّ الانتصارات كلّها واهية، وأنّ العالم قد انتهى، ورحتُ أتساءل في قرارة نفسي عن جدوى كلّ شيء، إذا كان الموت يأتي في النهاية ليخطف زعيماً كان مالئ الدنيا وشاغل الناس، وكان طوال ما يقارب من عشرين عاماً محور حياتنا العربية، ومبعث آمالنا ومُحرّك الأحداث العنيفة والكبيرة التي كانت مصدر عزّتنا وكرامتنا ذات يوم.

أمام هول الفاجعة، راحت شفتاي تتمتمان بارتجاف: «لا حول ولا قوّة إلا بالله… إنا لله وإنا إليه راجعون».

– زيارتي ضريح عبد الناصر، والرئيس بالوكالة أنور السادات

صحيح أنّ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ليلة 28 سبتمبر (أيلول) 1970 كانت حدثاً جللاً واستثنائياً؛ لكن لأن مسيرة الحياة لا تتوقّف رغم كلّ شيء، كان علي أن أتجاوز حزني –العامّ والخاصّ– وأن أفكّر بالمسائل السياسية والحكومية. ولئن كنت ذُهلتُ أمام نبأ وفاة الزعيم العربي الكبير، فإنّي ذهلتُ أيضاً أمام ردود الفعل على ذلك الرحيل في لبنان. وشعرتُ أمام التعبير الرهيب للشعب اللبناني عن تأثّره بالحدث المروّع، بأنّ الوفاء ليس كلمة؛ بل هو فعل وذهنية، كما شعرتُ بفداحة المصاب وبكمْ أنّ شعوبنا بحاجة إلى أبطال، وكم كان عبد الناصر بطلاً استثنائياً. ولئن كان حزّ في نفسي أن يرحل عبد الناصر في وقت تبدو فيه الأوضاع السياسية العربية مبهمة؛ بل وعلى الرغم من المساعي الهائلة التي بذلَها لحقن الدماء في الأردن، من خلال تجاوزه لمرارته إزاء مواقف الطرفين منه. كان يحزّ في نفسي أنّ عبد الناصر قضى في وقت تتراكم فيه الظلال على علاقته بالقضيّة المقدّسة… قضيّة فلسطين.

من ناحية مبدئية، وبسبب قربي الشديد والشخصي من جمال عبد الناصر في الماضي، كان من المفروض أن أشارك في التشييع؛ لكن، بما أنّ شارل حلو كان لا يزال هو الرئيس الفعلي للبنان، ومعنى ذلك أنّه هو الذي سيرأس وفد لبنان في تشييع الرئيس عبد الناصر، رفضتُ الذهاب تحت رئاسته، وآثرت أن أؤخّر سفري لعدّة أيّام. وفي تلك الأثناء، تطوّرت الأوضاع السياسية في لبنان؛ حيث استقالت الحكومة، ما إن تسلّم سليمان فرنجيّة الحكم فعلياً، وكان ذلك يوم السبت في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول). وفي يوم الاثنين التالي، وكما كان متوقّعاً، كُلّفتُ بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما كان هناك إجماعٌ على هذا خلال الاستشارات النيابية المعتادة. فأجريتُ الاستشارات، واجتمعت بالرئيس فرنجيّة للتوصّل إلى تحديد التشكيلة الوزارية معه. لكن سرعان ما بدأ الخلاف بيننا؛ حيث كانت العقبة الكبرى رغبتي أو إصراري على أن تكون حقيبة الدفاع لريمون إدّه، وحين رفض فرنجيّة ذلك، ما كان منّي إلا أن بادرتُ إلى الاعتذار، مرّة ثانية وثالثة؛ لكنه استبقاني وانتهى الأمر إلى تشكيلة أعطينا فيها وزارة المالية والتصميم لريمون إدّه، فإذا رفض نأسف لذلك ثمّ نأتي بغيره. وتولّيت أنا إخبار الصحافيين بذلك، ثمّ تلاني عمر مسّيكة، الأمين العامّ لرئاسة مجلس الوزراء الذي أعلن صدور المراسيم قائلاً إنّ الأسماء لن تُعلن إلا عند الصباح، وعند الصباح باشرتُ الاتّصال بالوزراء المعنيين لإخبارهم، وكان الأول ريمون إدّه الذي رفض رفضاً قاطعاً، ولم أكن مستغرباً لذلك، ثمّ تلاه في الرفض كميل شمعون، أما كمال جنبلاط فتذمّر وتململَ واعداً بأنّه سوف يجتمع بحزبه ثمّ يتّخذ قراره… وبدأت الأمور تميع. هنا اتّصل بي سليمان فرنجيّة طالباً التوقف عن إبلاغ الوزراء؛ لأن الأمور لا يمكن أن تجري على ذلك النحو. وبالفعل توقّفتُ عن ذلك، وعن كلّ نشاط، إذ كان عليّ في ذلك اليوم، يوم الخميس، أن أسافر إلى القاهرة للتعزية في وفاة الرئيس عبد الناصر. ولم يكن بإمكاني أن أتراجع عن ذلك أو أؤجّله، بعدما كنت قد أعلنته في الأسبوع الفائت، حين سئلت عن السبب الذي جعلني لا أرافق الوفد الذي ترأسه الرئيس السابق شارل حلو.

توجّهتُ إلى مصر في طائرة خاصّة، على رأس وفد نيابي كان من أعضائه: كامل الأسعد، ورائف سمارة، وجعفر شرف الدين، وناظم القادري، وأحمد فاضل، وعبد اللطيف الزين، وباخوس حكيم، وتقي الدين الصلح، وغيرهم.

كان الاستقبال في القاهرة رائعاً جدّاً، ليس فقط من حيث نظرتي إليه؛ بل كذلك من حيث تأثيرُه في القاهرة، ثمّ في بيروت، بعدما عدنا في اليوم التالي، وراحت الصحف والإذاعات ومحطّات التلفزة تتحدّث عن الزيارة. وكان في استقبالنا في المطار صلاح الشاهد آمر تشريفات الرئيس المؤقّت أنور السادات، مع فريق عسكريّ. وكان أول ما فعلناه حال وصولنا أن توجّهنا إلى ضريح الرئيس الراحل، وقد كان تأثّري بالغاً عند قراءة الفاتحة على قبر الرئيس؛ حيث استعدتُ ذكرياتي معه، ومواقفه العظيمة وتضحياته والأمور العظيمة التي حقّقها. كنت أشعر بأنّ هذا الرجل قد وهَبَ حياته حقاً لأمّته العربية كلها، وخطر في بالي أنّه سوف يأتي يوم نفهمه فيه أكثر وننصفه فيه أكثر.

بعد زيارة الضريح، توجّهنا إلى قصر الضيافة الذي يحمل اسم «قصر العروبة»، للاستراحة بعض الوقت، ثمّ قصدنا بيت الرئيس عبد الناصر لتعزية أبنائه وإخوته وإخوانه. وكان هناك خالد عبد الناصر، وإخوة الرئيس الراحل، وبعض أقربائه، وصهره، فعانقتُهم جميعاً وقبّلتهم بتأثّر بالغ، وكانوا واقفين جميعاً عند الباب في استقبالي، ثمّ دخلنا معاً، وكان البيت مليئاً بالرجال. أما النساء فكنّ في الطابق الأعلى. وبعد ذلك، جاءني صلاح الشاهد ليسرّ في أذني بأنّ عليّ أن أتوجّه إلى خارج القاعة، فتوجّهتُ وحدي، وكانت عند باب الغرفة هدى جمال عبد الناصر فعزّيتها، وكان التأثّر بادياً علينا نحن الاثنين. وناداني صلاح الشاهد مرّة ثانية فإذا بي أجد السيّدة حرم الرئيس عبد الناصر تقابلني، وقال لي الشاهد إنّها لم تنزل من جناح النساء لتجتمع بأحد قبلي أو تتقبّل أي تعازٍ من أحد؛ لكنها حين سمعتْ بأنّي موجود نزلت من الطابق الأعلى. وعزّيتها بدورها متأثّراً، والتقطت لنا صورة نُشرت في صحف لبنان ومصر، وكان لها دوي كبير وتأثير أكبر. وقد قيل لي يومها إنّها بعدما غادرنا القاعة أنا ورفاقي وقعتْ مغشيّاً عليها.

بعد بيت الرئيس عبد الناصر، ذهبنا لمقابلة الرئيس بالوكالة، أنور السادات، وهو صديق قديم لي كنتُ قد تعرّفتُ إليه خلال الأعوام الأولى للثورة. كان اللقاء به حارّاً، وحين تعانقنا، كان التأثّر بادياً على الجميع، ثمّ تبادلنا بعض عبارات التعزية والتعبير عن مشاعر الودّ، وبعدها دخل السادات في الحديث مباشرة، فقال إنه بحاجة إلى تأييد الإخوة العرب ومساعدتهم. وبعد ذلك دخلنا أنا وهو وكامل الأسعد بمفردنا إلى مكتبه؛ حيث بقينا نحو ساعة وربع الساعة نتداول الأمور الراهنة. ومما علق في ذهني يومها من الحديث ومن تشعّباته، ما أخبرَنا به عن اجتماعه بالموفد الأميركي ريتشاردسون الذي سأله، أول ما سأله، عمّا إن كانت مصر لا تزال مستعدّة للسير في الحلّ السلمي، فقال له السادات، حسب ما روى لنا: نعم بالتأكيد وبكلّ تصميم.

ومع هذا قال له السادات إنّ مصر مصرّة على عدم سحب صواريخها من جبهة القتال مهما كانت الظروف، وأضاف أنّ الأميركيين الذين لا يكفّون عن التجسّس على المصريين، بدلاً من أن يطلبوا من مصر سحب صواريخها، عليهم أن يفوا بتعهداتهم التي كانوا قد قطعوها بخصوص عدم إعطاء إسرائيل أي أسلحة خلال فترة وقف إطلاق النار؛ لأنهم بدلاً من الإيفاء بتعهداتهم في هذا المجال لم يتوانَوا عن تزويد إسرائيل بستٍ وثلاثين طائرة من طراز «فانتوم»، إضافة إلى مبلغ 500 مليون دولار.

وقال السادات إنّ ريتشاردسون طلب منه أن يقبلوا بالتفاوض المباشر مع إسرائيل، فكان رَدّ السادات الرفض الباتّ؛ لأن نظرية مصر تقوم على عدم جواز التفاوض مع عدوّ يحتلّ الأرض. «فلتنسحب إسرائيل ونتفاوض على كلّ شيء بعد ذلك»، هكذا قال له السادات كما أكّد لنا بنفسه. وأشار السادات إلى أنّ الأميركيين يحاولون الاستفادة من غياب عبد الناصر، للضغط على مصر أكثر وأكثر.

كان بعد هذا حديثٌ طويل عن الدول العربية، وموقف كلّ دولة من الأخرى، والواقع أنّ السادات كان يرى أنّ وضع البلدان العربية متفسّخ تماماً؛ حيث لا توجد أي دولة تؤيّد الدولة الأخرى، وتساعدها، ولهذا طلب منا السادات أن يؤيّد لبنان مصر، كما طالبَنا بما كان عبد الناصر يطالبُنا به دائماً، أي أن يبقى لبنان جسراً بين مصر والعالم، وأن يستخدم موقعه ومكانته في سبيل الضغط على الأميركيين والإنجليز.

وكانت مناسبة للبحث في شؤون المسلمين في لبنان، فرسمتُ للسادات صورة واضحة –من وجهة نظري طبعاً– عن أوضاعنا، ثمّ عرّجتُ على مواقف سفير مصر عبد الحميد غالب في الماضي، وخصوصاً إزاء «المقاصد»، وشرحتُ له تفاصيل المعركة التي دارت من حول «المقاصد» وكانت موجّهة ضدّي بتوجيهٍ سافر من السفارة المصرية. ثمّ قلتُ له إنّ كثيراً من الأطراف يتستّرون بـ«الناصرية» شعاراً ليعملوا في الواقع لصالح «الشهابية»، مما يلحق الضرر بالمسلمين كما بمصير المجتمع الإسلامي في لبنان.

– حكومة الشباب

عدنا من القاهرة مساءً، ومن فوري توجّهتُ لزيارة الرئيس فرنجيّة، ورويتُ له الشؤون التي تهمّه من مداولاتنا مع أنور السادات، ثمّ أخبرتُه أنّني بتّ شديد الإرهاق ولذلك سأذهب لأنام، على أن أوافيه في اليوم التالي لمواصلة البحث في قضيّة التشكيلة الحكومية.

وبالفعل، ذهبتُ إليه في اليوم التالي فكان منشرح الصدر، على غير عادته، وعاودنا البحث في تشكيلة الحكومة العتيدة، وقلّبنا مختلف التصوّرات والتشكيلات الممكنة، وأدركنا أنّ أيّاً من التشكيلات التقليدية التي سنضعها لن تنال رضا الجميع ولا موافقتهم، فماذا نفعل؟

بكلّ بساطة: نراعي الظروف الجديدة ونُحْدث «ثورة صغيرة». فما هي هذه الثورة؟ بكلّ بساطة أيضاً: حكومة شباب جُدد من خارج الأوساط السياسية التقليدية. رميتُ الفكرة وأنا أشرح مدى ما سيكون لها من ردّ فعل لدى الرأي العامّ، وكنت أعتقد أنّ الرئيس فرنجيّة سيرفض الفكرة من فوره؛ لكنني فوجئت بموافقته عليها. وهنا طرحتُ أمامه عدّة أسماء على سبيل المثال لا الحصر: نديم دمشقية –مثلاً- للخارجية، وهنري إدّه، والدكتور جميل كبّي، وغسّان تويني للتربية، بين أسماء أخرى. ولم يُبدِ فرنجيّة موافقته وحسب؛ بل بدتْ عليه الحماسة الشديدة. وقال لي: «أنا معك، اذهب وفاوض النوّاب في محاولة أخيرة منك تجاههم، فإذا رفضوا، وهم سيرفضون قطعاً، تكون حرّاً في تشكيل الحكومة التي تتحدّث عنها. أما إذا وقف المجلس ضدّنا ورفض منحنا الثقة، فليس هناك أسهل من حلّ المجلس وإجراء انتخابات جديدة». وأضاف: «أنا معك… فإما أن نبقى معاً، وإما أن نذهب معاً».

هذا الكلام شجّعني طبعاً على مفاوضة النوّاب من موقع المطمئنّ، فاجتمعتُ مع كمال جنبلاط، ثمّ اجتمعتُ بكثيرين غيره، منهم كامل الأسعد وجان عزيز. وكانت نتيجة تلك المشاورات تشكيلة مؤقّتة من 16 نائباً، أدخلتُ فيها جوزف سكاف الذي كان يعدّ عقدة من العقد؛ لأن سليمان فرنجيّة يرفض إدخاله من خارج المجلس، أما أنا فكنت أصرّ عليه بسبب ما له لديّ، وفي نظري، من موقع خاصّ، فهو كان معنا على الدوام في السرّاء والضرّاء ولا يجوز أن يبقى خارجاً.

حملتُ هذه التشكيلة وذهبتُ إلى الرئيس فرنجيّة بعد ظهر اليوم نفسه، فوجدتُه متلكّئاً ومتردّداً، يعترض حيناً على سكاف وحيناً على بويز، أختارُ إدّه فيطالب بإدوار حنين، وحين أقول له عدنان الحكيم يقول لي أمين الحافظ، ثمّ يفرض علي إسبر، وبعد ذلك ينصح بأخذ شاهين وفوّاز عن الشيعة في الجنوب، فأقول له إنّ هذا لا يعطي شيئاً لكامل الأسعد، فيقول: فليكْتفِ كامل الأسعد برئاسة المجلس. إثر هذا كلّه ساد التوتّر، وبدأ يتضخّم بيننا، وأدركتُ أنّه يسعى، لسبب ما، إلى عرقلة كلّ حلّ أتوصّل إليه. استدعَينا مستشارينا الشخصيين والمشتركين، من أمثال جورج أبو عضل وعزّت الحافظ، وتوسّعتْ رقعة النقاش؛ لكننا لم نصل إلى أي نتيجة، وخامرتني فكرة الاعتذار فاقترحتُها؛ لكنّه رفضها بسرعة. ركّبنا تشكيلات أخرى؛ لكن لم تحظَ أي منها بالموافقة، فحيناً نتّصل بشمعون فيعترض، وحيناً يعترض جنبلاط، وفي أحيان كثيرة يكون الاعتراض من فرنجيّة نفسه.

وراح ذلك يتكرّر خلال الأيّام التالية… إلى أن انتهى الأمر باتفاقنا على العودة إلى فكرة «حكومة الشباب» التي لم يعدْ منها بدّ؛ خصوصاً أنّ الفكرة قد تسرّبتْ إلى أوساط الرأي العامّ فأسفرتْ عن حماسة شديدة. وهكذا تشكّلت تلك الحكومة التي كان كلّ عناصرها من أصحاب الفكر والجدارة، من الذين لم يُعرفوا في السياسة من قبل –باستثناء قلّة منهم– لكنّهم عُرفوا كمبدعين في مجالاتهم.

وهكذا أعلنت التشكيلة وكانت قنبلة إيجابية ضجّ لها الرأي العامّ، وتناقلتْ أخبارَها صحف العالم كله، وبدا واضحاً أنّ الحكم الجديد يريد ضَخّ دم جديد في الحياة السياسية اللبنانية. وكان من الطبيعي للنوّاب أن يتململوا إزاء ذلك الواقع الجديد الذي نفرضه عليهم، وكان في مقدّمة المتململين شمعون و«حزب الأحرار» اللذان راحا يتقرّبان، في نوع من الردّ علينا، من «النهجيين» وصبري حمادة ورشيد كرامي وعادل عسيران، وغيرهم. أما أنا، فكنت أجد الدعم التامّ من الرئيس فرنجيّة ومن كامل الأسعد الذي بات، بالطبع، مرشّحنا الوحيد والمنطقي لرئاسة المجلس النيابي.

 

رئيس الجمهورية تلقى رسالة من نظيره الفرنسي والتقى معلوف ونورا جنبلاط ماكرون: فرنسا متعلقة بالروابط الاخوة مع لبنان وشعبه

وطنية/27 حزيران/2022

اكد رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون ان "فرنسا متعلقة بصورة مميزة وخاصة بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني".  جاء ذلك، في برقية شكر وجهها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ردا على برقية التهنئة التي كان وجهها اليه لمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية الفرنسية.

 وفي ما يلي نص البرقية: "فخامة الرئيس وايها الصديق ميشال، تلقيت ببالغ التأثر برقية التهنئة التي شئتم ارسالها الي على اثر إعادة انتخابي رئيسا للجمهورية. كما تعلمون ان فرنسا متعلقة بصورة مميزة بروابط الاخوة التي تجمعها مع لبنان ومع الشعب اللبناني". 

وتوجه الرئيس الفرنسي في البرقية بعبارات التقدير والاعراب عن الصداقة التي تربطه  مع الرئيس عون.

 معلوف

واستقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، النائب السابق سيزار معلوف وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد عموما وفي البقاع خصوصا. كما تطرق البحث الى أوضاع النازحين السوريين إضافة الى الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة.

 نورا جنبلاط ولجنة مهرجانات بيت الدين

واستقبل الرئيس عون رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط مع وفد من اللجنة ضم اندره داعوق، هلا شاهين، صفاء سعيدي ولينا تنير. وقد وجهت السيدة جنبلاط دعوة الى رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون لحضور افتتاح مهرجانات بيت الدين لهذه السنة، واطلعته على برنامج حفلات المهرجانات في 13 و15 و16 و17 تموز المقبل، كما سيتضمن البرنامج هذه السنة معارض في قاعات قصر بيت الدين حول محتويات القصر، ومنحوتات للاخوة بصبوص وصور من الطبيعة اللبنانية وأخرى من الواقع الراهن. وستحيي الليلة الأولى في 13 تموز فرقة  Les cordes Resonnantes  التي ستقدم معزوفات كلاسيكية لكبار الملحنين، والليلة الثانية في 15 تموز ستتضمن سهرة طرب مع الفنانة دالين جبور والتخت الشرقي. وتختتم المهرجانات مع غي مانوكيان وفرقته في 16 و17 تموز. وأشارت جنبلاط الى ان "الدخول الى ليالي المهرجانات سيكون مجانيا في كل الحفلات"، لافتة الى ان "الهدف من إقامة المهرجانات هذه السنة على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد هو التأكيد على ثقافة الحياة وعلى حضور الفن اللبناني الراقي لان كل الفرق المشاركة لبنانية".

 

هنية بعد لقائه الرئيس بري : قوة لبنان واستقراره قوة لفلسطين وعافية لها

وطنية/27 حزيران/2022

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية مع وفد من قيادة الحركة ضم: الدكتور خليل الحية، صالح العاروري، موسى ابو مرزوق ،اسامة حمدان وأحمد عبد الهادي، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك وعضوي المكتب السياسي في الحركة محمد الجباوي وبسام كجك. وتم البحث في الاوضاع في لبنان والمنطقة، سيما في فلسطين المحتلة والعلاقات اللبنانية الفلسطينة.

 هنية

بعد اللقاء تحدث هنية :"تشرفنا في قيادة "حركة المقاومة الاسلامية" -" حماس"، لقاء دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري قدمنا له التهاني والتبريكات بنجاح لبنان بانجاز الانتخابات النيابية وكذلك عودة الاستاذ نبيه بري رئيسا للبرلمان في هذه الدورة ، ان وجود الاستاذ نبيه بري على رأس البرلمان اللبناني هو ضمانة للبنان وضمانة لفلسطين، كذلك اكدنا تضامننا الكامل مع لبنان الشقيق في وجه الاعتداءات الاسرائيلية في موضوع الغاز وموضوع النفط. وأكدنا حق لبنان الكامل في ثرواته الطبيعية وأشدنا بموقف الدولة اللبنانية الموحد في موضوع ترسيم الحدود وايضا تمسكها بحقها الكامل كدولة وكجيش وشعب ومقاومة". أضاف:" واستعرضنا من جانبنا التطورات على المستوى الفلسطيني وخاصة ما يجري في القدس والمسجد الاقصى والمقدسات المسيحية والاسلامية وما يجري في الضفة الغربية والاستيطان والجدار ايضا ما يجري في غزة المحاصرة ووضع اهلنا في مناطق عام 1948 ووضع الفلسطينيين في الشتات لا سيما في مخيمات لبنان اعدنا التأكيد على تمسكنا في حق العودة ورفض التوطين والوطن البديل كما أكدنا ضرورة النظر للحقوق الانسانية والمعيشية لاهلنا في المخيمات اللبنانية الى حين العودة الى ارضنا ارض فلسطين وفي هذا الجانب كان هناك توقف امام دور "الاونروا"، حيث كان لبنان قد استضاف في اللجنة الاستشارية للدولة المانحة وتم ايضا اختيار لبنان لمرة ثانية رئيسا لهذه اللجنة ان اوضاع المخيمات بسبب تراجع خدمات "الاونروا" والذي يعود الى جذر سياسي مرتبط بموقف الولايات المتحدة الاميركية وموقف الدول المانحة كان له تأثيرات ليست سهلة على الاوضاع المعيشية والصحية والتعليمية والخدماتية داخل المخيمات. وتمنينا على دولة الرئيس البحث بالقرارات التي صدرت عن البرلمان اللبناني وعن الحكومات اللبنانية بشأن الاوضاع المعيشية داخل لبنان" .  تابع هنية :"طبعا استعرضنا الوضع على مستوى المنطقة والرياح الغربية الاتية من اجل بناء تحالفات تعمل على دمج الكيان الاسرائيلي بها وكيف يمكن لنا كعرب ومسلمين وقوى مقاومة ان نبني جدار الصد لعدم السماح باستمرار هذا التوغل الصهيوني في منطقتنا العربية والاسلامية الحقيقية. نحن استمعنا الى المواقف الواضحة والاصيلة والثابتة لدولة الرئيس الاستاذ نبيه بري بشان القدس وفلسطين والمقاومة ووحدة الشعب الفلسطيني وايضا لتفهمه الكامل لحقوق الاخوة في داخل المخيمات الفلسطينية . كذلك نحن نتابع وضع اعادة اعمار نهر البارد ونتمنى ان نصل الى الانتهاء من هذه الصفحة المأسوية الانسانية لاهلنا هناك وان يعود الى المخيم" . وعن موضوع ترسيم الحدود، قال هنية :" وجدنا من الاستاذ نبيه بري تمسكا اكيدا ومطلقا بحق لبنان بترسيم الحدود وبعدم السماح مطلقا لاي انقضاض على الحقوق اللبنانية الثابتة فيما يتعلق ببحره ومائه وحدوده وهو يقف بالكامل الى جانب الرئاسات والى جانب الشعب اللبناني والمقاومة في هذا الموضوع" . وختم:" ان قوة لبنان واستقراره هو قوة لفلسطين وايضا عافية لها".

 

سيدة الجبل - يحمّل رئيس الجمهورية، بصفته رأس الدولة، المسؤولية المباشرة في تغطية خرق اسماعيل هنيّة للسيادة الوطنية

وطنية/27 حزيران/2022

عقد "لقاء سيدة الجبل" اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، إدمون رباط، أحمد فتفت، أمين محمد بشير، ايلي القصيفي، ايلي كيرللس، أيمن جزيني، ايلي الحاج، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كبارة، رودريك نوفل، خليل طوبيا، جوزف كرم، جورج الكلاس، حبيب خوري، سامي شمعون، فارس سعيد، فتحي اليافي، فيروز جودية، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عبد الرحمن بشناتي، عطالله وهبي، كمال الذوقي، لينا تنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، ميّاد صالح حيدر، نورما رزق، نبيل يزبك، نيللي قنديل، وأصدر البيان التالي :

مرّة جديدة يصرّ "حزب الله" بصفته ممثلاً للإحتلال الإيراني على جعل لبنان، ساحة صراع وصندوق بريد يستخدمه "محور المقاومة" لإطلاق الرسائل السياسية والأمنية ليس باتجاه الخارج وحسب بل باتجاه الداخل اللبناني أيضاً.

هكذا نظّم حزب الله ورعى زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية إلى لبنان والذي أطلق مواقفَ لا تعني لبنان من قريب أو بعيد، وإنمّا تضعُه من جديد على فالق الصراعات الإقليمية وتعيد إنتاج خريطة الإنقسام الداخلي حول الموضوع الفلسطيني. ذاك الإنقسام الذي أدّى إلى إندلاع الحرب الأهلية التي يشفَ لبنان من تداعياتها السياسية والأمنية والإقتصادية – الإجتماعية المدمّرة.

يحصل هذا كلّه في وقت يغرق لبنان أكثر فأكثر في بحر أزماته السياسية والمعيشية بينما تتهرّب السلطة السياسيّة من أدنى مسؤولياتها تجاه الشعب اللبناني، إنّ رئيس الجمهورية ميشال عون يجد متّسعاً من الوقت لاستقبال إسماعيل هنيّة الذي قاطعت السلطة الفلسطينية نشاطاته في لبنان بينما أضفى الرئيس عون طابعاً رسمياً على زيارته وغطّى مواقفه المستهجنة والمرفوضة من غالبية الشعب اللبناني التي لا تريد أن يكون وطنها منصّة لإطلاق الرسائل الإقليمية ولا أرضاً منذورة للحروب الداخلية بعوامل خارجية ومحلّية.

إنّ "لقاء سيّدة الجبل" إذ يستنكر زيارة هنّية إلى لبنان ويدين المواقف التي أطلقها خلالها، يحمّل رئيس الجمهورية، بصفته رأس الدولة وقاسم اليمين على الدستور اللبناني، المسؤولية المباشرة في تغطية خرق اسماعيل هنيّة للسيادة الوطنية من خلال إطلاق مواقف لا تمتّ إلى المصلحة الوطنية بصلة.

كما يدعو "اللقاء" جميع القيادات السياسية والروحية في لبنان للتنبّه إلى خطورة مساعي "محور المقاومة" لإعادة توظيف العامل الفلسطيني في لبنان لإزكاء الإنقسام اللبناني – الفلسطيني الذي يولّد بالضرورة إنقساماً لبنانياً – لبنانياً، وذلك بعدما تطلّب تجاوز هذا الإنقسام، أو تبريده بالحدّ الأدنى، جهوداً من الجانب اللبناني والفلسطيني لضمان أمن اللبنانيين والفلسطينيين معاً. ويحذّر "لقاء سيّدة الجبل" مجدّداً من مغبّة التساهل السياسي أمام إقحام لبنان أكثر فأكثر في سياسات المحور الإيراني في المنطقة، ويدعو تكراراً القوى السياديّة والوطنية وخاصةً الممثلة في مجلس النواب إلى تبنّي خريطة الطريق الوحيدة التي تكفل خروج لبنان من أزماته الخطيرة، وهي تبدأ وتنتهي بتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية بشأن لبنان، 1559 و1701 و1680 و 1757 كما الإلتزام بمبادرة السلام العربية. أمّا الطرق الأخرى فهي كلّها تودي بلبنان نحو مزيد من الإنقسام والإنهيار والتداعي.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 27 و 28 حزيران/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 27 حزيران/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

http://eliasbejjaninews.com/archives/109645/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1464/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/June 27/2022/

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

http://eliasbejjaninews.com/archives/109647/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-june-27-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin