المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 29 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july29.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/لجم لجم خطورة وليد جنبلاط تكمن بوضعه في خانة اللا عدو واللا حليف وقدامك ومش خلفك ولا ع جنبك

 الياس بجاني/قديسو حزب الشيطان وسيده يخطفون مواطن سعودي من مطار بيروت وينقلونه إلى البقاع

الياس بجاني/فيديو ونص/نعم تحالفت "الجبهة اللبنانية"مع إسرائيل للدفاع عن الوجود المسيحي والكيان اللبناني، وكل الذين يلتزمون بمبادئ الجبهة هم على استعدار للتحالف مع الشيطان في حال واجهوا نفس الظروف

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون لبنان مع رئيس التجمع من أجل السيادة الصحافي نوفل ضو، يتناول من خلالها الإحتلال الإيراني الإرهابي والظلامي للبنان من كل جوانبه وخلفياته،

بعض عناوين مقابلة نوفل ضو من تلفزيون لبنان/تلخيص وتفريغ وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

الصبية الدرزية حُسنْ… راهبة مْسيحية … لبِستْ الإسكيم ومَشتْ درب رفقا…“لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم لتُقيموا وتَذهبوا وتأتوا بثمرٍ ويدوم ثمركم”.

تمهيداً لزيارة هوكشتاين: طروحات إسرائيلية تصعّب مفاوضات الترسيم

مأزق إسرائيل بالتسوية وورطة لبنان بالخط 23/منير الربيع/المدن

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

المواطن شربل الحزوري: "شهيد ربطة الخبز"!

جيروزاليم بوست: هل يفاجئ "الحزب" الاستخبارات الإسرائيلية مجدداً؟

الخازن: الكنيسة المارونية تمثّل لبنان ولا يمكن أن يُزايد أحد عليها

"الجبهة السيادية" تتعهّد من الديمان تأسيس جبهة لبنانية واسعة

القضاء الأميركي يلاحق مرافق باسيل ومؤيداً لـ"حزب الله"

"الوطني الحر" و"الحزب" وتهريب الأسلحة الأميركية إلى لبنان

الفيول الإيراني: باسيل يرمي مسؤولية "العتمة" على ميقاتي

عقيقي أمام مجلس القضاء اليوم: "تبرير بلا تدبير"!

دعم أميركي للجيش اللبناني وسط تفاؤل بالعودة لمفاوضات الترسيم

مصادر خليجية لـ"السيا سة": لبنان على طاولة ماكرون وبن سلمان

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعلن بناء مفاعل نووي جديد في أصفهان

منظمتان تحذران من موجة إعدامات مروعة في إيران

ولي العهد السعودي وماكرون يبحثان الطاقة وتدخلات إيران في المنطقة

الرياض وأثينا شدَّدتا على أهمية الحل السلمي للخلافات بين الدول من خلال الحوار والديبلوماسية

وزيرا خارجية الإمارات وإيران يناقشان العلاقات الثنائية ومجالات التعاون

طهران تفرج بكفالة عن خبير بيئي بريطاني - إيراني

الشرطة الإيرانية تعلن توقيف شبكة تجسس مرتبطة بـ«الموساد» الإسرائيلي

حزب كردي معارض رافضاً اتهامه: الأجهزة الأمنية تنشر أنباء وهمية تمهيداً لقمع شعبنا

إيران: أفراد الشبكة المرتبطة بإسرائيل ينتمون لفصيل كردي

العاهل الأردني يكثف لقاءاته بقيادات إسرائيلية لبحث إحياء السلام والتقى لبيد بعد أيام من اجتماعه مع عباس للبناء على زيارة بايدن إلى المنطقة

الصدر يدعو لاستلهام ثورة الحسين وأنصاره يقتحمون البرلمان و”الخضراء”

السوداني جدَّد تمسكه بتشكيل الحكومة... و"التنسيقي" لوّح بالفوضى... واستهداف قاعدة تركية بدهوك

سورية: 17 قتيلاً وعشرات الإصابات باشتباكات نادرة في السويداء

هل حضر دور إسرائيل في سورية أمام «قمة طهران»؟

باريس تدفع إلى تعميق التعاون مع الرياض في شتى المجالات وملفات متعددة تنتظر لقاء الأمير محمد بن سلمان وماكرون في الإليزيه

بوريل: إذا أرادت روسيا قطع إمدادات الغاز فلن تنتظر حتى الشتاء

مستشار الأمن القومي البريطاني: العالم يدخل عصراً جديداً خطيراً من التهديدات

بايدن ونظيره الصيني يبحثان ملف تايوان والخلافات التجارية

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مطرانٌ وموسى والحاجّ.. لم يَعُد المطلوبُ الاعترافَ بوجودِ المقاومةِ، بل الاعترافُ بمقاومةٍ لم تَعُد موجودة/سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار

تحرش وتنمر تحت قبة البرلمان اللبناني/طوني بولس/انديبندت عربية

وقائع المواجهة المثلّثة/د. ميشال الشماعي/نداء الوطن

لماذا يٌشكّك اللبنانيون بقصّة الفيول الإيراني المجّاني؟/فارس خشان/النهار/النهار العربي

بين "صمت الإستياء" للبطريركية و"الامتعاض المعلن" لمعراب كلفة "إعادة التموضع" للمختارة/جان الفغالي/نداء الوطن

حربٌ من أجل الرئاسة/طوني فرنسيس/نداء الوطن

جنبلاط وسيزيف والميثولوجيا اللبنانية/الياس الزغبي/فايسبوك

جنبلاط وسيزيف والميثولوجيا اللبنانية/الياس الزغبي/فايسبوك

وزارة العدل الروسيّة تطلب حلّ منظمة "الوكالة اليهوديّة"! هل انتهى شهر العسل الروسي ـ الإسرائيلي؟/د. نبيل خليفه/نداء الوطن

روسيا - إسرائيل: حفلة عتاب!/محمد قواص/النهار/النهار العربي

انتظارات اللبنانيين بين الرغيف والحرب/حسام عيتاني/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

فرنجيّة "يُحيّك" قميص الرئاسة عند برّي..

انتظارات اللبنانيين بين الرغيف والحرب

قائد الجيش: سنحمي ثرواتنا وحدودنا.. والتزامنا بالمواقف الرسمية حتمي

تيمور جنبلاط يحاول جمع المعارضة لخلق توازن في القرار

انكسرت الجرة بين القوات والاشتراكي..!!-

الموساد ينشر للمرة الأولى صورة مفجّر سفارة إسرائيل بالأرجنتين

 

النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق

لوقا/11 من 11حتى28/من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق.  متى خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة واذ لا يجد يقول: ارجع الى بيتي الذي خرجت منه  فياتي ويجده مكنوسا مزينا.  ثم يذهب وياخذ سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله!»  وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امراة صوتها من الجمع وقالت له: «طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما». 28 اما هو فقال: «بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

لجم خطورة وليد جنبلاط تكمن بوضعه في خانة اللا عدو واللا حليف وقدامك ومش خلفك ولا ع جنبك

الياس بجاني/12 تشرين الثاني/2011/من الإرشيف

https://eliasbejjaninews.com/archives/88112/%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-2011-%d9%84%d8%ac%d9%85-%d8%ae%d8%b7%d9%88%d8%b1%d8%a9/

وليد جنبلاط يقول لجريدة السفير أن تسليم سلاح حزب الله للدولة هو في مقابل اتفاق طائف جديد. نسأل هل كلف الحزب البيك إعلان هذا الموقف أم ان البيك يسترضي ويستجدي الحزب ويلعب على التناقضات كعادته؟

بكل صدق ودون مواربة نقول إن هذا الإعلان المستنكر هو تسويق لموقف استسلامي جديد من مواقف البيك التي لا تعد ولا تحصى وهو قول يعتمد على مبدأ الرضوخ لمشيئة القوي المرفوض لبنانياً كون أي طائف جديد مهما كان نوعه أو خامته سيلغي لبنان التميز والتعايش والديموقراطية والسلم ويجعله صورة عن حكم الملالي في إيران ويبقيه ساحة لحروب الفرس ومنطلقاً لمشروعهم التوسعي الهادف إلى إحياء الإمبراطورية الفارسية تحت أغطية وأوهام مذهبية.

في الواقع المعاش سلاح حزب الله هو سلاح احتلال وإرهاب وأصولية ومذهبية، والاحتلال يجب ان ينتهي لمصلحة الدولة اللبنانية وشرعيتها دون تنازلات ونقطة على السطر. كفى البيك وغيره من تجار السياسة في لبنان رضوخ وانتهازية وتغيير جاكتات وقلب طرابيش، وكفاهم انهزامية واستسلاماً، فلو قبل الأحرار في كل أصقاع الدنيا بهذا المنطق الإبليسي لما كانت تحررت الدول ولما كانت انتشرت الديموقراطية ولما كانت هناك شرعة لحقوق الإنسان وأمم متحدة.

اما عن وليد جنبلاط فهو من أخطر السياسيين على لبنان وعلى طائفته لأنه يحلل لنفسه ما يتناسب مع مصالحه هو شخصياً وليس ما هو لمصلحة لا طائفته ولا الوطن. ومن يعود إلى ماضيه المخيف وإلى مسلسل تقلباته وانقلاباته منذ ان دخل المعترك السياسي يرى أنه انتهازي ووصولي ولا صداقة دائمة عنده لأحد أو مع أحد، ولا ضير عنده من لحس مواقفه في أي وقت واستبدالها بأخرى ودائما تحت شعاري “ساعة تخلي وساعة تجلي”.

حارب اللبنانيين بالفلسطينين وبالسوريين وبالقذافي وبالناصرية وبصدام وبكل مارق، ومن ثم انقلب عليهم يوم وهنت قوتهم.

استغل 14 آذار ومن ثم طعنها وطعن ثورة الأرز وهو الآن يراهن على سلاح حزب الله ويتحالف مع هذا الحزب، وكان تآمر على حكومة الرئيس الحريري كما هو اقر واعترف بنفسه وشارك سليمان وميقاتي وبري والسوري والإيراني وحزب الله في فرض حكومة القمصان السوداء.

والبيك بالتأكيد سوف ينقلب على حزب الله يوم يضعف ليتحالف من هو الأقوى وهكذا دواليك.

كان البيك المستفيد الأول من الاحتلال السوري ومن الإنفلاش الفلسطيني.

هجر المسيحيين وصادر ارضهم ولنا في ملكيته اليوم لقسم كبير من سهل الدامور مثال فاضح على استغلاله لكل فرصة سانحة لمصلحته الشخصية وليس لمصلحة أحد غيره، لا الوطن ولا حتى طائفته.

باختصار واضح ومباشر لا يجب أن نعير ما يقوله أو يفعله أي اهتمام أو مشهدية، كما لا يجب تحت أي ظرف الدخول معه في أي حلف أو تعاون في أي مجال كان.

فليترك جانياً في خانة لا هو عدو هو ولا هو صديق أو حليف، كما لا يجب أن يُعتمد عليه في أي تخطيط للمستقبل لا من قريب ولا من بعيد.

ليبق في خانة الإضافي أي الإحتياط فعندما يكون مع الأحرار والسياديين في ثورة الأرز فأهلاً وسهلا به، ولكن في خانة البونسBONUS أي الإضافة، ولكن ليس من الحكمة أن يوضع تحت أي ظرف في خانة الأصدقاء أو الحلفاء تجنباً لانقلاباته وساعات تجليه وتخليه.

على ثورة الأرز العمل مع الشرفاء من أبناء الطائفة الدرزية الكريمة والوطنية بامتياز وهم كثر من أمثال مروان حماده وغيره انتخابياً ووطنياً لكسر سيطرة البيك الأحادية على طائفته والطوائف الأخرى في منطقتي الشوف وعاليه انتخابياً. كما لا يجب التعامل معه كزعيم وطني لأنه ليس في هذه الخانة أبداً وهذا هو خياره الذاتي.

الحكمة تفرض على الرئيس الحريري أن يترك البيك جانباً وأن لا يسانده في الانتخابات خصوصاً في الشوف، وكذلك يجب على السعودية وقف المال عنه.

باختصار الرجل مصيبة سياسية لبنانية كبيرة وهو دائما على استعداد لحرق لبنان والعالم من أجل مصالحه الخاصة.

نسأل ألم يحن الوقت للسياديين في ثورة الأرز ليتعلموا كم أن جنبلاط لا يؤتمن لا له ولا منه على قاعدة أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين؟!

يبقى أن كف شر ولجم خطورة وليد جنبلاط تكمن بوضعه في خانة اللا عدو واللا حليف وقدامك ومش خلفك ولا ع جنبك.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

قديسو حزب الشيطان وسيده يخطفون مواطن سعودي من مطار بيروت وينقلونه إلى البقاع

الياس بجاني/25 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110669/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b3%d9%88-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%b3%d9%8a%d8%af%d9%87-%d9%8a%d8%ae/

حزب الشيطان، الإرهابي والظلامي والملالوي، يحمي كل عصابات الخطف والتهريب، وتبيض الأموال، وزراعة وتسوّيق الممنوعات. ورغم هذا، يدعى قادته الملجميين نفاقاً ودجلاً بأنهم مقاومة، ويبشرون اللبنانيين بالعفة، في حين أنهم يغرقون في العهر بكافة أنواعه وألونه وأشكاله.

هذا الإبليس الفارسي هو محتل ومخرب، ووراء تدمير لبنان، وجره إلى ما قبل الأزمنة الحجرية، وإفقار وتهجير شعبه، وتدمير مؤسساته وتحويله إلى ثكنة ومحزن أسلحة، وساحة حروب، لملالي إيران، ولمشروهم التوسعي والمذهبي والإمبراطوري الوهم.

هؤلاء الفاجرين وحزبهم الطروادي وأسيادهم الملالي هم أعداء لبنان وكل اللبنانيين.

حزب الشيطان هذا، يبشر بالموت ويسوّق له، ويخطف ويصادر بالقوة والتمذهب أبناء بيئته ومناطقهم، وقد حولها إلى مناطق خارجة عن القانون، ودويلات عصابات وإرهاب تعج بالمطلوبين الذين يرى فيهم قديسين ويؤمن لهم الحماية.

هذا الجيش الإيراني الإرهابي المؤلف من مرتزقة لبنانيين يسيطر على مطار بيروت، وعلى المرفأ، وعلى الحدود السورية اللبنانية.

وفي سياق هيمنته على مطار بيروت تم أمس خطف مواطن سعودي بعد وصوله إلى المطار واقتياده إلى البقاع!

 

فيديو ونص/نعم تحالفت "الجبهة اللبنانية"مع إسرائيل للدفاع عن الوجود المسيحي والكيان اللبناني، وكل الذين يلتزمون بمبادئ الجبهة هم على استعدار للتحالف مع الشيطان في حال واجهوا نفس الظروف

الياس بجاني/22 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110521/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d9%86%d8%b9%d9%85-%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a8/

من فوائد وإيجابيات اعتقال المطران موسى الحاج والتحقيق معه، ومصادرة كل ما كان يحمله من أدوية ومال، وأمانات أخرى، مرسلين للكنيسة المارونية، ولأهالي من لهم أقرباء في دولة إسرائيل (دروز، مسيحيين وشيعة)، من فوائدها إنها عرت كثر من الحكام والسياسيين وأصحاب شركات الأحزاب الأوباش والطرواديين، ونشرت غسيلهم الظلامي والذمي النتن.

القاضي فادي عقيقي الماروني، الأداة القضائية الملالوية، قال بأنه يطبق القانون على العملاء، وتعامى عن كل الذين عهروا القانون وجعلوا منه ممسحة. وكذلك جاء نتاق وهراء المسؤول في شركة حزب عون-باسيل الإسخريوتي، المحامي وديع عقل، أما جنبلاط وبأكروباتيته المقززة، فقد تملق لحزب الشيطان وقال: "نرفض الاستغلال الإسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الأموال لمآرب سياسية".

أما الباقون، ومنهم الأحزاب، والقيادات والتجمعات والجمعيات، والروابط المارونية تحديداً، فقد تجاهلوا السبب الرئيسي للقضية وكل خلفياتها الاستسلامية، والتي هي سكوتهم الذمي والمخجل والجبان وخنوعي عن اتهام أهلهم اللاجئين في إسرائيل بالعمالة، ولهذا جاءت مواقفهم لرفع العتب فقط، وبأسلوب جبان واحتيالي ومصلحي يصون أجنداتهم السلطوية والمالية.

إن ما تعرض له المطران الحاج، ليس هو المشكل الأساس، بل هو مجرد عارض وفقط عارض لمرض ذمية وخجل وجبن أصحاب شركات الأحزاب المسيحية السيادية، التي كانت تاريخياً منضوية تحت مظلة "الجبهة اللبنانية"... خجلهم غير المبرر، وكذلك جبنهم عن المفاخرة بالتعاون مع إسرائيل عسكرياً خلال الحرب على المسيحيين وعلى وجودهم وهويتهم وأرضهم وكنيستهم، والسكوت عن لصق تهم العمالة والخيانة بهم، وبجيش لبنان الجنوبي البطل والمقاوم، وبأهلنا اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000.

الشهادة للحق تتطلب القول، وعلنا وبقوة وشجاعة وعن إيمان وقناعة، بأننا كمسيحيين فعلنا ما كان يجب علينا فعله للحفاظ على وجودنا، ونحن على استعداد تام لتكراره في حال واجهنا نفس الظروف.

وهنا يجب تذكير كل الآخرين ودون استثناء، ومنهم تجار كذبة وهرطقة المقاومة، وعلى رأسهم حزب الشيطان وشياطينه، وجماعة اليسار الغبي، والعروبيين الجهاديين، وكل من كان في "الحركة الوطنية الناصرية والعرفاتية والقذافية البالية" أو ناصرها، يجب تذكيرهم بافتخار وعنفوان، بأن المسيحيين وعند عودة الدولة اللبنانية، ولو رمزياً قطعوا كل علاقاتهم بحليفتهم إسرائيل، فيما الآخرين هؤلاء ودون استثناء واحد، لم يعودوا إلى الدولة حتى يومنا هذا، وقد رسخوا أكثر وأكثر غربتهم عن لبنان وتبعيتهم المذهبية والعروبية لسوريا وإيران وللمنظمات الجهادية، وللعرب والعروبيين وحتى لتركيا وإخوان اردوغان.

من هو الذمي من القيادات اللبنانية المسيحية تحديداً، والعدو للبنان والدجال والمنافق والطروادي:

هو كل من يدعي باطلاً بأن حزب الله حرر الجنوب.

كل من يدعي نفاقاً بأن حزب الله هو مقاومة ومن النسيج اللبناني.

كل من يفاخر بذمية فاقعة بأن تنظيمه أو حزبه يشبه حزب الله.

كل من ينافق ويدعي بأن شهداء المقاومة اللبنانية هم في منزلة شهداء حزب الله.

كل من بجبن وغباء يدعي بأن سلاح حزب الله هو عنصر قوة.

كل من لا يفاخر ببطولة ووطنية جيش لبنان الجنوبي وبأهلنا اللاجئين في إسرائيل، وكل من يطالب بمحاكمتهم وليس بتكريمهم والاعتذار منهم

كل من يشارك حزب الله في الحكم وفي مجلسي النواب والوزراء.

كل من يتجاهل القرارات الدولية الخاصة بلبنان ويدعي باطلاً بأنه بالإمكان إنهاء احتلال حزب الله محلياً وبالتفاوض والحوار معه.

في الخلاصة، نحن في زمن مّحل وبؤس قيادات وزعامات مفرغة وفارغة من كل ما هو قيم وكرامات وإيمان ووطنية وأحاسيس إنسانية، وعدوة للبنان ولكيانه وهويته ودوره وتاريخه.. ولهذا تمكن حزب الشيطان الإيراني من تدجينهم وخصيهم وتحويلهم إلى مجرد أدوات طروادية رخيصة تسترضيه وتعمل بأمرته وغب فرماناته.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون لبنان مع رئيس التجمع من أجل السيادة الصحافي نوفل ضو، يتناول من خلالها الإحتلال الإيراني الإرهابي والظلامي للبنان من كل جوانبه وخلفياته، ويؤكد بالإثباتات والوقائع بأن لا حلول بظل الإحتلال في أي مجال وعلى أي مستوى، وأن الإعتداء على البطريركية المارونية هو اعتداء على لبنان وعلى كل اللبنانيين السياديين والأحرار الرفضين احتلال حزب الله.

**بعض عناوين مقابلة نوفل ضو من تلفزيون لبنان

تلخيص وتفريغ وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

https://eliasbejjaninews.com/archives/110763/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d9%84%d8%a8%d9%86%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%b9-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7/

28 تموز/2022

*استهداف البطريركية المارونية هو استهداف للكيان وهنا تكمن المشكلة وهي مواجهة وصراع بين مشروع ممانع يسعى لإلغاء الكيان، ومشروع يجهد للحفاظ عليه، والباقي كله تفاصيل.

*الحوار مع من، مع من يريد ضرب لبنان وجعله تابعاً لمحور إيران...الصراع مع حزب الله هو جيوسياسي ووجودي.

*الواقع السياسي وميازين القوة هي التي تأتي برئيس للجمهورية.

* الإنتخابات النيابية لم تغير الواقع السياسي، ولا أثرت على ميزان القوة، بل ماشته وجاءت نتائجها تحت مظلته وغب مشروعه اللالبناني.

*الواقع السياسي وميازين القوة هي التي تأتي برئيس للجمهورية، والواقع السياسي الراهن هو ممسوك ومهيمن عليه من حزب الله. الرئيس سيكون إبن الواقع المفروض على لبنا واسمه غير مهم.

الإنتخابات النيابية لم تغير الواقع السياسي، ولا أثرت على ميزان القوة، بل ماشته وجاءت نتائجها تحت مظلته وغب مشروعه اللالبناني.

*الإنتخابات ليس مقياس، فهي التي جاءت بهتلر وبصدام حسين وكثر من خاماتهما الدكتاتورية والإيديولوجية.

*اتفاق معراب كان كارثة وطنية، واتفاق قاهرة بنسخة جديدة.

*ليس مهم من يتم انتخابه رئيساً للجمهورية بظل احتلال حزب الله.

*من يدعون أنهم ضد حزب الله لا رؤية ولا مشروع عندهم، ومحزن أن همهم الوحيد هو السلطة، وكم نائي اخذوا وخدمة أجنداتهم الذاتية وليس الوطنية، ولهذا لا مجال للخلاص معهم ومن خلالهم.

*الوحيد الذي عنده مشروع ورؤية مستقبلية في لبنان هو حزب الله، وهي رؤية مذهبية اديولوجية، ومشروعه يناقض كل ما هو لبنان وكيان ودولة وسيادة واستقلال وثاقة وحريات وانفتاح على العالم الحر.

*حزب الله ضد ميثاق ال 43 ونصرالله جاهر بهذا العداء، وكذلك يفعل كل قادة حزبه.

*لا سيادة في الدول المستقلة لغير الدولة، وحزب الله هو الدولة راهناً ويسيطر على كل قراراتها.

*القرار في كل ما يتعلق بمشكلة ترسيم الحدود واستخراج الغاز هو بيد إيران ويقول ببساطة، لا تسهيل في لبنان قبل رفع العقوبات عن الغاز والبترول الإيرانيين. لبنان رهينة وورقة بيد إيران عن طريق حزب الله.

*بيع غازنا وبترولنا في حال أصبح حقيقة لن يباع بغير التطبيع مع إسرائيل لأنها وقبرص واليونان ومصر من لديهم وسائل نقلهما إلى أوروبا(انبوب بحري مشترك بينهم)

*جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء كانت حفلة بورنو، مع هؤلاء لا حلول بل تبعية وارتهان واستسلام.

*لا سيادة، ولا دولة، ولا استقلال، والسيد نصرالله يطلق مسيراته وتهديداته وفرماناته متى يشاء وغب مصالح وأوامر إيران.

*لم يكن منذ العام 48 الحال في لبنان أسوأ مما هو عليه الآن...وهذا نتيجة لإحتلال حزب الله وجر لبنان إلى الهاية.

*كل الأعمال الحربية التي قامت بها إسرائيل كانت ردود فعل على أعمال إرهابية مصدرها لبنان، من اليسار والحركة الوطنية والفلسطينيين واليوم حزب الله.

*لا يوجد في محور دول ممانعة إيران غير الفقر والظلم والبطالة والتعتير، وهذا هو حال لبنان حالياً لأن حزب الله جره بالقوة إلى هذا المحور، ولا خلاص لنا ما دام لبنان رهينة لهذا المحور الظلامي.

*ونعم كلن يعني كلن ما عندون مشروع سيادي ووطني لتحرير لبنان، بل أجندات سلطوية وهنا الكارثة فيهم ومرة آخرة لا خلاص معهم ومن خلالهم.

*زمن الإيديولوجيات قد ولى إلى غير رجعة، والوحيد في لبنان الحمل مشروع مذهبي واديولجي، والفاعل والمسلح هو حزب الله، أما الإديولجيين الباقين في لبنان لا وزن ولا فاعلية لهم.

 

الصبية الدرزية حُسنْ… راهبة مْسيحية … لبِستْ الإسكيم ومَشتْ درب رفقا…“لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم لتُقيموا وتَذهبوا وتأتوا بثمرٍ ويدوم ثمركم”.

ميشال يونس/“المسيرة” – العدد 1726

https://eliasbejjaninews.com/archives/110779/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d8%b2%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%8f%d8%b3%d9%86%d9%92-%d8%b1%d8%a7%d9%87%d8%a8%d8%a9-%d9%85%d9%92%d8%b3%d9%8a%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d9%84/

لبِستْ الإسكيم ومَشتْ درب رفقا…“لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم لتُقيموا وتَذهبوا وتأتوا بثمرٍ ويدوم ثمركم”.

جملةٌ مسيحانيَّةٌ فعليَّةٌ فعّالةٌ من نخبة أفعال التأكيد والجَّزمِ قد خطّها للإثنَي عشر صوتُ المعلِّم يسوع قاعدةً ثابتةً قاسيَّةَ المعنى كثيرة المُعاناة حين تأتي ساعةَ تفريق الأبن عن أبيه والأبنةِ عن أمِّها!

هيّ الدَّعوةُ الأفقيَّةُ المِلحاحةُ الآثرةُ المُنسكبةُ كرذاذ الضياء من مشارف الملكوت الأعلى توجِّهُ نداءاتٍ  مُتتاليّةٍ تصلُ إلى كلِّ مدعوّةٍ ومدعوٍ بصيغةٍ مهمازٍ لا يُرفَس لأجل أن يخرجا من العالم لأجل العالم  خروجَ الخبزِ من سنابل القمح والخمرة من عناقيد الدوالي والزيت مِن رَحَمِ شجر الزيتون!

الترهُّبُ في لاهوتِه الأكثر عُمقًا والأعلى توصيفًا هو رهبةُ المُترهِّبةِ والمُترهِّبِ من واقعِ أرضٍ بشريَّةٍ مطوَّقةِ الأقطار الأربعةِ بالماديّاتِ والصّنميات والسّطحيات والهامشيّات.

صبيَّةٌ درزيّةٌ ساطعةُ الجَمال باسقةُ القامةِ غزيرة العِزَّةِ والكرامة نادرة الجرأة والعزيمة، وصلتها دعوةٌ فائقةُ التسامي في أهدافها بأسلوبٍ يُقاربُ نصّ الرسالة التي حملها جبرائيل المُرسَل من لَدُن الله إلى عذراءٍ في النّاصرة تُدعى مريم!

هي حُسْن إبنة الشيخ شاهين أبي نكد والدتها ست الأخوة، كلاهما من طائفة الموحِّدين الدروز، أبصرت نعمة نور الحياة في برمّانا عام 1844. وبعد 11 شهرًا من ولادتها تم الطلاق الزوجي بين والديها فاستأجرت الوالدة منزلاً قرب دارة طليقها لتبقى بالقُربِ من حْسنِها وفلذة كبدها وتُرسلُ بالروح والدمعة لرضيعتها هذا الوعد القاطع: “لا تخافي يا بُنيّة، لا تفزعي يا حُسن فإنَّ القديسة تقلا تمنعُ عنكِ كلَّ سوء لأنّي نذرتُكِ لها”!

لازمت حُسن اليافعة صداقة ورفقةَ رفيقاتِها المسيحيات، وبوثبةٍ فكريّةٍ مُبكِرة كانت تُلِحُّ عليهنَّ أن يُفسِّرن لها الكثير من سيرة المسيح يسوع وحقائق المسيحية، متأثِّرةً بالرابط المتين الذي يجمع والدتها الشيخة ست الأخوة بأول الشهيدات تقلا!

بلغت حُسن ربيعها الخامس العشر فكان جمالُها الجزيلُ المحاسن أيقونةَ وجهٍ مرسومٍ بماء الياسمين وقامةٍ تشمخُ شمخةَ رِماح الفرسان!

بعد فواجع وفظائع ونكبات العام 1860 وقع الإختيار السماوي على حُسن لتكون الرّادع النوراني بينَ أخوةٍ دخلوا أنفاق تجارب الشرّير، فتقاتلوا وتذابحوا قتال العين للعين وذبحَ القلب للقلب!

ذات فجرٍّ عاشت حُسن الصبيّةُ سِفرَ رؤيا أخذها في ما بعد إلى سَفَرٍ بعيدٍ بعيد..

رأت نفسها داخل بستانٍ فِردوسيٍّ ذات أزهارٍ لم تقع على مثلِها عين، فساح بصرُها الرًّهيف في مشهدٍ آثرٍ. وفجأةً تراءت لها سيّدةٌ مُلوكيَّةٌ تحملُ سِمات الشّمس والكواكب إبتسمت لها إبتسامةً أموميَّةً رفعتها عن كل ما في الأرض وأشعرتها بأنَّ اليُتمَ لن يُدركها يومًا، ثمَّ أومأت إليها بيدها نحو شمال برمّانا كأنّها توجِّهها إلى ناحية بلاد كسروان. وبعدما استفاقت من حُلمِها الرؤيوي إستفسرت عنه فأدركت بأنَّ زائرتها هي السيدة العذراء آتيَّةً إليها لتكونَ كأليصابات نسيبةً من نسيباتها!

وكما في أعراف وتقاليد ذلك الزمان صمّم الشيخ شاهين تزويج إبنته ذات حُسنِ الخِلقَةِ والخُلُقِ بأحقِّ أنسبائها بها إبن خالتها ضاهر نجم، فرفضت البنيَّةُ فِكرة الزواج من أساسها، مدعومةً من شخصيتها الفذّة. إلاّ أنّ كلمة الوالد لا تَصيرُ كلمتين، فتمَّ تطويقُ الوحيدة تطويقًا عائليًا واجتماعيًا وتقاليديًا واقتيدت إلى بيت الأمير علي أبي اللمع حيث فُرِض عليها الزواجُ بالقوة، فانتقلتِ العروس المغلوبةُ على أمرها إلى بيت عريسها وإبن خالتها. ولحظة اختليا أشهرت بوجهه قرارها الذي لا رجوع عنه: المحافظة على بتوليَّتها حتّى الرمق الأخير، وبأنَّها لن تعرف رَجُلاً طيلة حياتها، لا هو ولا سواه. فكان نجم ضاهر فارسًا في نُبلِه وأخلاقِه فاحترم قرارها بعد أن أدرك بأنَّ غريمَه على محاسن جسدها وقلبها ليس من هذا العالم، وأبت عليه عِزَّة نفسه أن يطالبها بحقِّ الزوج على الزوجة وأن يفرض عليها رجولةً لا تمُتُّ إلى أخلاق الرجال الكِرام، فعاشت داخل حَرَم بيته يُعاملها معاملة الأخ للأخت ويحفظُها أمانةً غاليَّة ليس مثلها من أمانات. وبعد سنةٍ غادرت العروس بيت عريسها ضاهر وإبن خالتها لتكون في صميم عُرسِ حملِ الله الحامل خطايا العالم!

تلقَّفت حسن إشارة يد العذراء، فانطلقت في رحلةٍ مستوحاةٍ من مشقّات رحلة عائلة الناصرة إلى مصر من أمام بطش هيرودس السفّاح، فحلّت في أنطلياس أولاً ثم انتقلت إلى الصرح البطريركي الماروني في بكركي حيث قابلت البطريرك بولس مسعد، فمكثت خمسة أشهر في كنفِ أبوَّتِه وحصن رعايته حتى يوم مغادرتها إلى دير الراهبات اللعازريات في  بيروت!

وصلت الإبنة حُسن إلى مساكن بنات القديس منصور دي بول، ولَم تَطُل أيامها بينهُنَّ حتى وُسِمت بميرون معمودية الماء والروح مُنتقِلةٍ بهويتها العائلية من إسم حُسن إلى إسم مريم!

سنواتٌ عازرياتٌ خمس ومريم تبحثُ في روزنامة ربِّ الحصاد عن الموعد والموضع الذي فيهما عليها تتميم حصادِها.

رئيسة ديرها تأخذ قرارًا بتسفيرها إلى أحد أديار اللعازريات في أوروبا لتَترهَّب هناك بعيدًا عن جميع المخاطر، لكنَّ المقدامة المُنتظرة دائمًا تعليمات صاحب الدّعوة أخذت قرارها أن تبقى في لبنان وتكون راهبةً لبنانيّةً مارونيّةً!

حملت مريم التي ورثت عن أهلها بني معروف الشجاعة والفروسية والإباء مسارًا وسَيرًا لا يُقدمُ عليهما أشجع الرجال، فمشت وحيدةً من بيروت إلى جبال قاديشا الشمالية لا رفيق لها ولا أنيس إلاّ نشيدُ مزمور: “الربُّ نوري وخلاصي فمِمّن أخاف… الربُّ حصن حياتي فمِمّن أفزع”.

بعد رحلةٍ توأمٍ لمراحل درب الصليب وصلت مريم أواخر  تشرين الأول 1865 إلى قرية أيطو لتقرع فيها باسم الرب باب دير القديس سمعان العمودي!

مطلع تشرين الثاني 1865 اتشحت مريم بثوب الأخوات المُبتدئات مُتخِذةً لها بعد إسميها إسمًا ثالثًا ودُعيت الأخت مْسيحيّة.

وفي 2 تشرين الثاني 1866 سجدت المبتدئة مسيحية أمام قربان مذبح دير القديس سمعان العمودي أيطو تنذرُ نذورها الإحتفالية المؤبّدة وتلبسُ الأسكيم الرهبانيّ الملائكي على يد رئيس الرهبانية اللبنانية المارونية الأب العام أفرام جعجع البشراوي!

تميّزت الأخت مْسيحيّة بشجاعة إجتياز المسافات الروحية، وتمايزت بوداعة الأخلاق والنفس حتى محو الذات بعد أن كانت في مطلع صباها عنوانًا للعنفوان، ممَّا ألهم الأب العام أفرام جعجع أن يطالب بها مُعلِّمةً للمبتدئات!

أوائل صيف 1871 وصلت إلى دير مار سمعان العمودي مدعوةً ثانيّة من منطقة المتن الشمالي هي بطرسية مراد صابر الريّس الحملاوية المعروفة بزنبقة حملايا، ليتزيّن سمعان العمودي بمسيحية البرمانية ورفقا الحملاوية الناذرة نذور الراهبات اللبنانيات يوم 25 آب 1872 ولتكسبَ وضع يدها على محراث حقول ومروج الملكوت على يد المعلِّمة مْسيحية!

يوم أحد الوردية أول تشرين الأول 1885 أقدمت الأخت رفقا على مطالبة حبيبها المصلوب لأن ينزل عن الخَشبةِ التمثال لأجل أن يُصلَبَ على جسدها!

آلامٌ وجدانيّةٌ ونفسيّة أُضيفت على سلسلة آلامها حين عاينت طويلاً جلجلة أختها رفقا ورافقتها فيها الشوط الأخير ناذرة قلبها ويديها طيلة 44 عامًا لخدمة رفقاها المقلوعة العين المُفكَّكة العظام!

عام 1897 صدر قرار رهبانيُّ بفصل ست راهبات من دير مار سمعان العمودي أيطو بينهُنّ رئيسة الدير الأم أورسلا ضومط المعادية والأخت مسيحية علوان البرمانية والأخت رفقا الريّس الحملاوية لتأسيس دير مار يوسف جربتا فوق أحد هضاب ساحل البترون، فتوالت آيات القداسة وآلام الرب بفائق بطولة آلام جسد الحملاوية وروح البرمّانية حتّى يوم 23 آذار 1914 موعد لقاء رفقا بأمها رفقا بحضرة الثالوث الأقدس ومريم العائلة المقدسة!

نيِّف وسنة عاشتها مسيحية  تشتاق رؤية أختها رفقا أشتياق «الأيّل إلى مجاري المياه» إلى أن دنت ساعة اللقاء، فحلَّقت إلى منازل الآب ومساكن الأبرار والصديقين والعذارى الحكيمات في 5 تشرين الثاني 1915!

حْسن شاهين أبي نكد علوان الدرزية.. مريم اللعازرية .. مْسيحية الراهبة اللبنانية المارونية كانت وتبقى لبنان الكيان الذي أساس بنيانه العظيم المير فخر الدين المعنيّ الكبير ورسوله إلى أوروبا البطريرك جرجس عميرة الإهدني.. كانت وتبقى هادمة شناعة نظام جدار القائمقاميتين.. كانت وتبقى لاغية هشاشة وهزالة بروتوكول الحمايتين حماية فرنسا «الأم الحنون» للموارنة وحماية الإنكليز للدروز.. وكانت حُسن ومريم ومْسيحية وتبقى الطيف السماوي والرعاية الربانية ليوم 5 آب 2005 وهي الشفيعة لما أنجزه قديس مصالحة وأخوّة ووحدة دم وخبز جبل أهل الكيان اللبناني أبانا الأنطاكي الدائم الموسوم الأبدي طوباوي سيادة لبنان مار نصرالله بطرس صفير الكبير!!!

 

تمهيداً لزيارة هوكشتاين: طروحات إسرائيلية تصعّب مفاوضات الترسيم

المدن/28 تموز/2022

قبل أيام من زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، إلى لبنان، لمتابعة البحث في ملف ترسيم الحدود، بدأ الإعلام الإسرائيلي حملة إعلامية لرفع السقف التفاوضي، والعودة إلى المربع صفر في طروحاته.

مؤشرات سلبية

فبعد أيام من الأجواء الإيجابية حول إمكانية تحقيق تقدم، يعود الإسرائيليون إلى تسريب أجواء تتعلق بالعودة إلى التفاوض على المنطقة "المتنازع عليها"، من وجهة نظرهم. وهذه المنطقة المتنازع عليها بالنسبة لهم يعني التفاوض على ما هو أقل من مساحة الخطّ 23، الذي يتمسك به لبنان، بالإضافة إلى رفض التنازل عن حقل قانا.

ومن المؤشرات السلبية أيضاً هو العودة إلى المطالبة باعتماد شركات مشتركة تعمل في التنقيب بين الحقول وتتولى مهمة توزيع العائدات. وهذا الطرح بالأساس كان رفضه لبنان بشكل كامل قبل أشهر باعتبار أنه يمهد للتطبيع.

"تقاسم الأرباح"!

من غير المعروف حتى الآن الغاية الإسرائيلية في هذا التراجع إلى شروط مرفوضة لبنانياً. طبعاً، من المعلوم أن إسرائيل تعتمد هذه الطريقة في المفاوضات، وتحاول فرض أمر واقع في اللحظات الأخيرة، ولكن الغريب أن ذلك يأتي بعد أجواء إيجابية تم بثها قبل فترة. وفي السياق نفسه أيضاً، تشير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى احتمال اقتراب الوصول إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة!

صحيفة "معاريف" ذكرت في مقالة ترجمتها جريدة "العربي الجديد"، أن إسرائيل نقلت الثلاثاء إلى البيت الأبيض مقترحها لحل الخلاف مع لبنان حول ترسيم الحدود المائية عشية وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت في الأسبوع المقبل، كجزء من جهود الوساطة التي يقوم بها بين الجانبين. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أبلغت الأميركيين أنه بإمكانها "تقديم تنازلات بشأن مساحة المنطقة المتنازع عليها مع لبنان، لكنها لن توافق على أي تنازل خارج هذه المنطقة". وأبرزت الصحيفة أن المقترح الإسرائيلي الذي نقل إلى الأميركيين ينص على "توزيع عادل للأرباح المتوقعة من كل حقل غاز يتم استكشافه في المنطقة المتنازع عليها". وأوضحت أن المقترح الإسرائيلي ينص أيضاً على أن تل أبيب مستعدة لتعديل الحدود المائية مع لبنان، بشرط ألا يكون لذلك تأثير على ترسيم الحدود البرية معه. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله: "نأمل أن الجميع يدرك أن هناك فرصة ذهبية للتوصل لصفقة، لكن حتى الآن لا يوجد لدينا ما يدل على أن الطرف اللبناني سيوافق".

التعامل مع تهديدات نصرالله

وأشارت إلى أن مستشار الأمن القومي إيال حولتا، ورئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي أودي أدري، أجريا محادثة فيديو مع كل من المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين وكبير مستشاري الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك حول المفاوضات مع لبنان. وأضافت الصحيفة، أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوهما أن هدف المحادثة يتمثل في نقل الموقف الإسرائيلي حتى يتمكن هوكشتاين من نقله إلى الطرف اللبناني. وادّعت الصحيفة أن الإدارة الأميركية والحكومتين اللبنانية والإسرائيلية تأمل أن تسفر جولة هوكشتاين عن حدوث اختراق في المفاوضات، ولا سيما على وقع تهديدات زعيم حزب الله حسن نصرالله في الأسابيع الأخيرة، بأنه مستعد لشن حرب إذا لم تضمن حقوق لبنان. وأعادت الصحيفة للأذهان حقيقة أن هوكشتاين كان ضمن الوفد الذي رافق بايدن أثناء زيارته لإسرائيل، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الذي حثّه على محاولة التوصل لاتفاق مع لبنان بأقصى سرعة ممكنة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، قولهم إن تهديدات نصرالله تهدف إلى تعزيز مكانة حزب الله على المستوى الداخلي، من خلال عرض أي إنجاز يحققه لبنان في المفاوضات على أنه نتاج تهديداته والضغط الذي مارسه على إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أنه حسب تقديرات المؤسسة الاستخبارية في إسرائيل؛ فإن نصرالله غير معني بتنفيذ تهديداته، وأنه من المرجّح أن يتم التوصّل لاتفاق في غضون عدة أسابيع. واستدركت الصحيفة أنه على الرغم من ذلك؛ فإن جيش الاحتلال رفع من مستوى الاستنفار تحسباً لأي تصعيد مع حزب الله على الحدود الشمالية، وأجرى استعدادات لضمان تأمين منصات الغاز في البحر المتوسط.

 

مأزق إسرائيل بالتسوية وورطة لبنان بالخط 23

منير الربيع/المدن/29 تموز/2022

مع اقتراب موعد زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين بيروت، تتزايد المعطيات المتضاربة حول حقيقة نتائج هذه الزيارة. ثمة من يرى أن الأيام المقبلة تحمل أجواء إيجابية توصل إلى حلّ، طالما أن لا أحد يمتلك خيار الحرب. لكن هناك من لديه وجهة نظر أخرى: لا حلّ للملف اللبناني في ظل الصراع الدولي الكبير على النفط والغاز.

تفسيرات متضاربة

البعض يعتبر أن زيارة هوكشتاين إيجابية، وتؤسس لجولات جديدة من التفاوض، يمكن أن تؤدي إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة. في المقابل، هناك من يعتبر أن الزيارة لن تخرج بأي اتفاق أو حل. وستظهر التباينات بعد لقاءات هوكشتاين: أن يكون الجواب الإسرائيلي سلبيًا. في هذا الوقت، تعمد إسرائيل إلى تسريب أجواء سلبية: فرض شروطها التي كان لبنان قد رفضها سابقًا. أي رفض منحه مساحة الخط 23 كاملة، ورفضها التنازل عن حقل قانا، وعودتها إلى الحديث عن التنقيب المشترك. هذا التصعيد الإسرائيلي له تفسيران في لبنان: الأول، أن إسرائيل تحاول تحسين شروطها وجس النبض اللبناني، قبل زيارة هوكشتاين. والتفسير الثاني هو عدم استعداد إسرائيل للتنازل، وعدم قبولها المقترح اللبناني. وبالتالي الاستثمار في تضييع الوقت وصولًا إلى شهر أيلول. مصادر متابعة تعتبر أن التصعيد الإسرائيلي معروف: لا يخرج عن جدول التفاوض، لا سيما أن التنازل عن الخط 29 جاء في سياق البحث عن وصول إلى حلّ يقضي بحصول لبنان على مساحة الخطّ 23 زائد حقل قانا. لذا برزت أجواء إيجابية من قبل. أما رفع سقف التصعيد فيدخل في خانة إبقاء الملف خاضعًا لمعايير البروباغاندا، في انتظار الوصول إلى حلّ. وهناك وجهة نظر أخرى تعتبر أن لبنان أضعف نفسه بتخليه عن الخطّ 29، وفقد قوة فرض شروطه. لذا لن تضطر إسرائيل إلى التنازل، إلا وفق معايير وتهديدات فرضها حزب الله وأمينه العام، أي الذهاب إلى حرب.

روسيا وغاز المتوسط

ثمة من يعتبر أن التطورات اللبنانية لم تعد مرتبطة بترسيم الحدود فقط، في ظل تبادل أميركا وروسيا الاستفزازات. لذلك هناك من يتوقع الذهاب إلى تصعيد أكبر، أو إلى مواجهة عسكرية. لكن مصادر متابعة تقول إن الموضوع يتجاوز لبنان، وقرار نصرالله الذهاب إلى ما بعد ما بعد كاريش، يقف خلفه دعم روسي كبير، لمنع تزويد أوروبا بغاز البحر المتوسط. يرى هؤلاء أن إسرائيل لا يمكنها الموافقة على شروط حزب الله. لأن ذلك يعني بداية أزمة عميقة وكبيرة داخل الكيان. فالموافقة تدفع الأطراف الفلسطينية إلى فرض شروطها على إسرائيل، ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية عليها. فأي موافقة إسرائيلية على شروط حزب الله تعني تحقيق الحزب إياه انتصاره الأكبر. وتعني أيضًا ضرب ما تبقى من دولة لبنانية، وسحق المطالبات بضرورة تعزيزها، وتغليبها على الدويلة. هذا يعني أن أي مفاوضات مستقبلية ستكون قائمة بين قوى دولية وإقليمية مع حزب الله، من دون الحاجة إلى أي طرف آخر. لذلك يعتبر هؤلاء أن فرص الذهاب إلى تصعيد لا تزال قائمة، بينما تقلل مصادر متابعة حاليًا شأن ملف الترسيم، وتعتبر أن الطرفين محكومان بالوصول إلى تسوية. 

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

المواطن شربل الحزوري: "شهيد ربطة الخبز"!

نداء الوطن/28 توز/2022

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور المواطن شربل الحزوري، الذي قتل أمس الأربعاء، مقابل أفران شمسين، بعد تعرّضه لحادث صدم على أوتوستراد حالات باتجاه جونيه، حين كان يتوجّه لانتظار دوره للحصول على ربطة خبز. الحزوري، إبن بلدة كوسبا – الكورة، الذي نعاه الناشطون وأطلقوا عليه لقب "شهيد ربطة الخبز"، أفادت المعلومات بأنه في العقد الرابع من عمره، متزوّج وأب لفتاتين، سيرينا وتينا، ويعمل في شركة "سانيتا".

 

جيروزاليم بوست: هل يفاجئ "الحزب" الاستخبارات الإسرائيلية مجدداً؟

24.AE/28 تموز/2022

رغم استمرار الوساطة الأمريكية بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لا تزال سيناريوات اندلاع حرب بين إسرائيل و"حزب الله" قائمة، مع اقتراب موعد بدء التنقيب في حقل كاريش. قبل الموعد المقرر لبدء استخراج الغاز من هذا الحقل، صعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله لهجته مهدداً باستخدام القوة لمنع إسرائيل من التنقيب. ويبدو أن نصرالله يقوم بمقامرة محسوبة كي تنتهي المفاوضات على ترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها لمصلحته، مهدداً بأن "كل الحقول الإسرائيلية ستكون معرضة للخطر... وما من هدف في البحر أو البر هو بعيد عن الصواريخ الدقيقة للمقاومة".

ومع تصاعد التوترات على نحوٍ خطيرٍ بين إسرائيل و"حزب الله"، نقلت الصحافية آنا آهرونفيتش عن أجهزة استخبارات أنها لا تعتقد أن نصرالله سيجر المنطقة بكاملها إلى حربٍ بسبب حقل الغاز. لكن الصحفية تلفت إلى أن الاستخبارات لم تكن دائماً على حق. و"حزب الله" ليس "حماس" في غزة. ونسب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" عن ضابط كبير، إنه عشية الكمين الذي خطف فيه الحزب جنديين عام 2006 "لم يكن لدينا أي معلومة حول الموضوع". وتضيف الكاتبة مثالاً آخر هو أن الجيش لم يتوقع الحرب العام الماضي عندما أطلقت "حماس" وابلاً من الصواريخ على القدس في مايو (أيار). وأطلقت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" أكثر من أربعة آلاف صاروخ على إسرائيل خلال 11 يوماً. لكن "حزب الله" ليس "حماس"، وهو زاد في السنوات ال15 الأخيرة منذ حرب لبنان الثانية، من قدراته بشكل كبير، بما يمكنه من إحداث دمار وضحايا لا يمكن التنبؤ بها في إسرائيل. وبمساعدة إيران، أعاد الحزب بناء ترسانة تقدر بما بين 130 و150 ألف صاروخ، يمكن الكثير منها الوصول إلى عمق إسرائيل، وبينها صواريخ يبلغ مداها 700 كيلومتر، فضلاً عن مجموعة من الصواريخ الدقيقة، التي يفترض إطلاقها على مواقع استراتيجية. ويعتقد أن "حزب الله" في الحرب المقبلة سيحاول إطلاق ما بين 1500 صاروخ و3 آلاف صاروخ يومياً حتى اليوم الأخير من النزاع. وفي الفترة الأخيرة، بدأت إسرائيل تأخذ تهديدات نصرالله بجدية أكثر، وصرح وزير الدفاع بيني غانتس للقناة ال13 في التلفزيون الإسرائيلي، إن الوضع على الحدود الشمالي "حساس". وتنظر إسرائيل إلى حقل كاريش على أنه احتياط استراتيجي يقع على مسافة بضعة كيلومترات من المنطقة التي تدور حولها المفاوضات، وقد سبق لها أن أكدت تصميمها على الدفاع عنه. لكن نصرالله الذي يرى نفسه مدافعاً عن لبنان، يريد أيضاً الدفاع عن هذه المنطقة في وجه إسرائيل، حتى ولو أدى ذلك إلى جر لبنان المتداعي إلى حرب مع الجيش الإسرائيلي. وإذا طبق نصرالله تهديداته، فإنه يتعين على الإسرائيليين في أنحاء البلاد أن يكونوا مستعدين. ولن يبدو الأمر وكأنه حرب مع "حماس"، ولن تكون حرباً مثل تلك الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. وتحذر الكاتبة من أن حرباً مع "حزب الله" ستجر المنطقة بكاملها إلى حرب سيشارك فيها كل وكلاء إيران. والدمار والضحايا الذين سيسقطون في هذه الحرب، سيكونون بسبب نصرالله، وليس الجيش الإسرائيلي.

 

الخازن: الكنيسة المارونية تمثّل لبنان ولا يمكن أن يُزايد أحد عليها

"الجبهة السيادية" تتعهّد من الديمان تأسيس جبهة لبنانية واسعة

نداء الوطن/28 تموز/2022

لا تزال قضية المطران موسى الحاج تُشغل الساحة اللبنانية، مع تحوّل الصرح الصيفي للبطريركية المارونية في الديمان محجّاً للنواب والسياسيين الداعمين لمواقف بكركي وسيّدها بوجه الحملة التخوينية والمشكّكة بوطنيتها ومكانتها ودورها التاريخي.

«الجبهة السيادية»قال رئيس «حركة التغيير» إيلي محفوض في كلمة باسم «الجبهة السيادية» من الديمان التي زارها مع وفد من «الجبهة» أمس: «لأن الخطر الوجودي والكياني بات على الأبواب، ولأن بكركي المضطلعة بدورها التاريخي في الحفاظ على لبنان منذ أن انطلق بنو مارون على هذه الأرض، ولأن الدفاع عن الوطن مسؤولية جماعية لا تعني فقط المسيحيين بل هي واجب وطني جامع على مستوى كل العائلات الروحية اللبنانية. ومنذ انطلاقتها أيقنت الجبهة أن المرحلة التي نعيشها يغلب عليها مشروع لميليشيا ايرانية تعمل وفق أجندة وعقيدة مستوردة لا تشبه ثقافتنا وتتناقض مع الفكرة اللبنانية القائمة على الانفتاح والتعددية». وأضاف أن «هذه الميليشيا تخطّت في سلوكها الخطوط الحمر فذهبت بعيداً في الإستئثار بالقرار اللبناني فخطفت الدولة وسخّرتها لمصالحها ولمصلحة دولة أجنبية، والأخطر أن هذا المشروع المستورد يعمل على ضرب وحدة اللبنانيين من خلال زرع الفتن والتطاول على الكرامات».

ورأى أن «ما حصل مع المطران موسى الحاج أكثر من رسالة أرادوها باتجاه بكركي وسيدها بهدف تطويع الكنيسة وفرملة اندفاعها في تحرير الشرعية من قبضة الميليشيا».

وأعلن أن «الجبهة تعمل على توسيع مروحة اتصالاتها مع الأحزاب والشخصيات كافة من خارج نادي «حزب الله» الذي يجمع من حوله مجموعة وصوليين وزاحفين الى السلطة وقد تجلّى مشهد استدعاء حسن نصرالله موارنة الى مقره كي يقول للعالم أنا زعيم ميليشيا ايران في لبنان وأنا من يختار رئيس الجمهورية شئتم أم أبيتم، من هنا جاء التطاول على المطران لكنهم هذه المرة أخطأوا العنوان والتصويب»، مذكراً بأنّ «دور المحكمة العسكرية بات في وضع شاذ ولا بدّ من منع تماديها واستغلالها التصويب على الحريات العامة».

وختم: «عاهدنا البطريرك الراعي كجبهة سيادية بمتابعة مسيرتنا وبالعمل على جمع الصفوف وسوف نجتهد للتوصل الى جبهة لبنانية واسعة لأننا مجتمعون بإمكاننا أن نواجه وننتصر حتى ننقذ لبنان أما بالشرذمة والتفرقة فينالون منّا فرداً فرداً».

الخازن

ومن الديمان، أكد النائب فريد الخازن أن «الكنيسة المارونية تمثّل لبنان ولا يمكن أن يُزايد أحد عليها بسيادتها ووطنيتها»، مشيراً إلى أن «ما حصل مع المطران موسى الحاج إهانة لبكركي والمسيحيين واللبنانيين».

وقال في تصريح أمس: «جئنا لنؤكد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ما أكّدت عليه في اتصالي له منذ اليوم الأوّل، ووضعتُ نفسي بتصرّفه في أيّ خطوة يريد القيام بها بشأن قضية المطران الحاج».

ورأى أن «القول للمطران الحاج انه لا يمكن القيام بما قام به، يعني الضغط من أجل إقفال الأبرشية ومنعه من القيام بدوره الإنساني، ونحن لا نقبل بما حصل وهذه المسألة يجب أن تُحَلّ بأسرع وقت ممكن لأنها تعني كلّ شخص منا».

 

القضاء الأميركي يلاحق مرافق باسيل ومؤيداً لـ"حزب الله"

"الوطني الحر" و"الحزب" وتهريب الأسلحة الأميركية إلى لبنان

نداء الوطن/28 تموز/2022

طرح التوقيت الذي كشف فيه مكتب التحقيقات الفدرالي في الولايات المتحدة الأميركية (FBI) عن ملاحقته ثلاثة لبنانيين مقربين من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية العديد من الأسئلة جرّاء ضلوعهم رسمياً بالتآمر لتهريب الأسلحة النارية وشحنها بشكل غير قانوني من الولايات المتحدة إلى لبنان. وتضمنت لوائح الإتهام الصادرة عن محكمة إتحادية في المنطقة الشمالية لولاية أوهايو تفاصيل التهم الموجهة إلى كلٍ من جورج نخلة عجلتوني، 47 عاماً، وجان يوسف عيسى، 48 عاماً، جرّاء ضلوعهما في شراء أسلحة نارية من أوهايو وإخفائها في سيارات وتهريبها لاحقاً عبر شحنها من كليفلاند إلى لبنان ما بين أيار 2011 وأيلول 2014. ليضاف إلى عجلتوني إتهامه في لائحة منفصلة بالحصول على الجنسية في العام 2009 عن طريق الإحتيال، في حين تضمنت لائحة الإتهام الثالثة بحق نخلة «مايك» نادر، 51 عاماً، إتهامه بالعديد من التهم المرتبطة بالتهرب من ضريبة الدخل وحجب معلومات من معدّ الضرائب الخاص به واستخدام الأموال التجارية لدفع النفقات الشخصية خلال إدارته لثلاثة متاجر لبيع الخمور في مقاطعة كوياهوغا ما بين العامين 2012 و2015.

 

الفيول الإيراني: باسيل يرمي مسؤولية "العتمة" على ميقاتي

عقيقي أمام مجلس القضاء اليوم: "تبرير بلا تدبير"!

نداء الوطن/28 تموز/2022

استطاعت منظومة 8 آذار الحاكمة اجتراح معايير جديدة لمفهوم الدولة في لبنان، فأصبحت تلك المافيا التي تتربع على رأس هرم إدارات عامة خالية من الموظفين، ترعى انتظام انهيار النظام العام، تنظّم سير المواطنين في الطوابير، تفرض حكم القوي على الضعيف في السوق السوداء، تشرّع أبواب الداخل والمعابر أمام كارتيل النهب والتهريب، تتفنّن في تدجين الناس والقطاعات، تمتهن الإجرام المالي والاجتماعي والحياتي وإزهاق الأرواح في مستنقعات الجوع والعوز ومراكب الموت، تتسبب بأحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ البشري الحديث في مرفأ بيروت، وتضع الأصفاد في يد العدالة لمنع كشف الحقائق وإنصاف الضحايا، وتمعن في قهر أهاليهم وكسر عزيمتهم، سواءً عبر فرملة التحقيق العدلي أو من خلال تنصيب مدعى عليهم في جريمة قتل أبنائهم في "لجنة العدل" النيابية، أو بالإصرار على طمس معالم الجريمة وهدم الاهراءات الشاهدة عليها، وتركها آيلة للسقوط بين ساعة وأخرى مع الاكتفاء بإعطاء إرشادات توجيهية أمس للمواطنين في حال انهيارها بوجوب إقفال نوافذ منازلهم توخياً للوقاية من الإشعاعات السامة المحتمل انتشارها مع الغبار!

وتحت وطأة أجندة تقويض السلطة القضائية نفسها، يبرز اليوم التئام مجلس القضاء الأعلى للوقوف على جملة من المسلكيات الملتبسة في أداء بعض القضاة الموالين للثنائي الحاكم، "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، لا سيما منهم القاضيان فادي عقيقي وغادة عون، مع اتجاه الأنظار بشكل خاص إلى مجريات جلسة الاستماع إلى أقوال مفوض الحكومة بالإنابة لدى المحكمة العسكرية في قضية توقيف النائب البطريركي المطران موسى الحاج ومصادرة هاتفه والمساعدات المالية والدوائية التي كان ينقلها إلى لبنان. غير أنّ مصادر واسعة الاطلاع نقلت لـ"نداء الوطن" عدم وجود حماسة لدى مجلس القضاء "للغوص والغرق في مستنقع أي ملفات قضائية ذات خلفيات سياسية" ولذلك فإنّ أغلب الظن أنّ جلسة الاستماع للقاضي عقيقي ستكون أشبه بـ"خطوة رفع عتب شكلية لاستيضاح الأخير وإعطائه الفرصة لتبرير منطلقاته في منح الإشارة القضائية إلى الأمن العام لتوقيف المطران الحاج ومصادرة مقتنياته، على أن تنتهي الجلسة من دون اتخاذ أي تدبير بحقه". وأوضحت المصادر أنّ مجلس القضاء الأعلى ومنذ بداية أزمة توقيف المطران الحاج "تعامل ببرودة مع هذه القضية بشكل أثار استياء الدوائر الكنسية في بكركي بموازاة الامتعاض من تراخي وزير العدل وتنصله من تحمل أي مسؤولية في مقاربة التجاوزات القضائية في الملف لا سيما لناحية تخطي أحكام القانون الفاتيكاني النافذ في لبنان بخصوص صلاحية مساءلة رجال الدين الكنسيين"، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ "معالجة هذه القضية ليست قضائية نظراً للخلفيات السياسية التي عبّر عنها صراحةً البطريرك الماروني بشارة الراعي، ولذلك فإنّ الاتصالات تتكثف في الدوائر المعنية لمعالجة القضية بعيداً من الإعلام، وهي تتمحور بشكل أساس حول مسألة إعادة الأموال والأدوية التي تمت مصادرتها، خصوصاً بعدما تبلّغ القاضي عقيقي بشكل قاطع أنّ المطران الحاج لن يتوجه تحت أي سبب أو ظرف إلى المحكمة العسكرية".

وكذلك في جلسة الاستماع للقاضية غادة عون والقاضي رجا حاموش في مسألة اقتحام الأولى المصرف المركزي في بيروت الأسبوع الفائت متجاوزة صلاحية الثاني المكانية، توقعت المصادر أن تنتهي الجلسة "كما درجت العادة من دون نتيجة تُذكر في ما يتصل بمسلكية القاضية عون"، معربةً عن قناعتها بأنّ "أي قرار تأديبي حاسم لن يصدر عن السلطة القضائية بهذا الشأن لعدم إتاحة المجال أمام زيادة الشرخ القضائي أكثر في الأسابيع الأخيرة من العهد العوني".

وفي الغضون، تفاعلت أمس قضية إبداء الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله استعداده لاستقدام الفيول الإيراني مجاناً إلى لبنان لتشغيل معامل الكهرباء شرط موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة على ذلك، الأمر الذي دفع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى حثّ الحكومة على "الموافقة على عرض السيد نصرالله لعدم ترك الشعب اللبناني عرضة للأقاويل التي لا ترتكز إلى أي أساس من الصحة"، مذكراً بـ"ما حصل في موضوع المازوت (الإيراني) وانتهى بباخرتين أم ثلاث وصلت إلى الناس مدفوعة باستثناء تبرعات قليلة جداً كالتبرعات التي تقوم بها أي جمعية خيرية".

ورأت أوساط سياسية "صلة مباشرة بين هذه القضية التي كان أول من أثارها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل وبين الكباش الحكومي الدائر بينه وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي"، موضحةً أنّ باسيل أراد من وراء هذا الطرح "حشر ميقاتي" ورمي كرة المسؤولية عن إغراق اللبنانيين في "العتمة" إلى ملعب رئيس حكومة تصريف الأعمال، عبر تحميله وزر رفض استقدام الفيول الإيراني المجاني لمعامل الانتاج، لعلم باسيل يقيناً باستحالة منح الحكومة اللبنانية الموافقة الرسمية على هكذا طرح ربطاً بالعقوبات الدولية على إيران والعقبات اللوجستية التي تحول دون تنفيذه.

 

دعم أميركي للجيش اللبناني وسط تفاؤل بالعودة لمفاوضات الترسيم

مصادر خليجية لـ"السيا سة": لبنان على طاولة ماكرون وبن سلمان

بيروت ـ من عمر البردان/السياسة/28 تموز/2022

كشفت مصادر ديبلوماسية خليجية رفيعة في بيروت النقاب لـ”السياسة”، أن “لبنان يشكل بنداً أساسياً على طاولة محادثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في باريس”، مشددة على أن “المحادثات بين الرجلين ستتطرق إلى موضوع الصندوق الفرنسي السعودي لمساعدة الشعب اللبناني، وسبل تفعيله في كافة المجالات التي تم التوافق على دعمها عند إنشائه”. وقالت، إن “هناك اهتماماً مشتركاً بين باريس والرياض والعواصم الخليجية، لناحية العمل على استقرار لبنان ومساعدته لتجاوز أزماته، والتأكيد كذلك على إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها”.

وتوقعت المصادر، أن يأخذ الملف اللبناني حيزاً مهماً في محادثات الجانبين الفرنسي والسعودي، وفي البيان الختامي الذي سيصدر في نهاية اجتماعات الرئيس ماكرون وولي العهد السعودي”. وفيما ينتظر لبنان الوسيط الأميركي في مفاوضات الترسيم البحرية أموس هوكشتاين في اليومين المقبلين، وعلى وقع أجواء إيجابية تظلل قدومه إلى بيروت، من أجل العودة إلى مفاوضات الناقورة، بعثت الولايات المتحدة برسالة دعم إلى لبنان، أمس، حيث زارت السفيرة الأميركية دوروثي شيا زورقي الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي ‏في مرفأ بيروت.

وقالت السفارة الأميركية في بيروت، عبر “تويتر”: “يعد زورقي الاستجابة السريعة الجديدين مؤشراً آخر على الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني”. وأشارت إلى أنه “هذه الزيارة المقررة إلى مرفأ بيروت تأتي بعد إتمام التدريبات البحرية السنوية التي أجراها الجيش اللبناني مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية على مدى الأسبوعين الماضيين”. وفي عيد الجيش السابع والسبعين، أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، أنّ “الجيش سيبقى ركيزة بنيان لبنان”. وفي حين لا يزال لبنان عرضة لمزيد من الأزمات الحياتية والمعيشية، المفتوحة على كل الاحتمالات، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن تحقيق الأمن الغذائي للجميع يشكل أحد الأولويات الرئيسية لدولنا وسائر البلدان العربية”، مشددا على أن “لبنان الذي يعاني من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية يتطلع إلى أشقائه وأصدقائه لكي يقفوا إلى جانبه في محنته، ليستطيع أن يعود إلى لعب دوره المحوري داخل أسرته العربية”.

وفي انعكاس لحالة الغضب التي تسود الشارع اللبناني، نتيجة تردي أوضاع الكهرباء، اقتحم عدد من المتظاهرين مبنى وزارة الطاقة في منطقة النهر. وطالب المحتجون بلقاء وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض. وقد وقع إشكال بين القوى الأمنيّة والمحتجّين في مبنى الوزارة.

إلى ذلك، وفي حين يحتل ملف الاستحقاق الرئاسي واجهة التطورات في لبنان، بعد تعثر تشكيل الحكومة، أكّد رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة: “نحن والرئيس بري فريق واحد”.

وحول رأيه بترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، قال فرنجية: “كل ما هو لمصلحة لبنان نحن معه”. ومن الديمان أكد رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان” فارس سعيد، بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي، أن “إلصاق تهمة العمالة بطائفة يفسد الشراكة الوطنية ويفسد العيش المشترك في لبنان، ونحن من باب الحرص على هذا العيش المشترك وبخاصة ان هذه الكنيسة احتضنت لبنان الكبير والعيش المشترك والتي ساهمت باستقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي ودافعت عن اتفاق الطائف وتحملت مسؤولية الدفاع عنه لأنها تريد المحافظة على العيش المشترك”. وعلق مُنسّق عام الإعلام في “تيار المستقبل” عبد السلام موسى على صورة للنائب جميل السيّد، محاطًا بنواب “التغيير”. وكتب، عبر “تويتر”: “صورة جميلة تختصر الكثير لنواب من يدّعون التغيير بلحظة “تركيز جميل” عم ينهلوا من بحر المرشد جميل السيد”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إيران تعلن بناء مفاعل نووي جديد في أصفهان

طهران/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية في إيران محمد إسلامي، أن عمليات بناء مفاعل نووي للابحاث في منشاة أصفهان النووية ستبدأ بشكل رسمي في غضون أسابيع. وقال إسلامي لدى تفقده منشأة أصفهان النووية، إن إيران خططت لبناء مفاعلات نووية بحثية لاختبار وقود باقي المفاعلات النووية.

وأضاف إسلامي بحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، أن العمل سيبدأ بشكل رسمي وفي غضون أسابيع لإنشاء مفاعل نووي جديد للابحاث في منشأة أصفهان، ما يكمل حلقة الأبحاث والتقييم والاختبار والتثبت لانتاج الكهرباء النووية في البلاد، مشيراً إلى أن «إيران وضعت مخططاً جديداً لانتاج 10 آلاف ميغاواط من الكهرباء النووية والعمل جار الآن لاختيار أماكن مناسبة لبناء منشآت نووية في البلاد وخاصة في الجنوب». وأوضح إسلامي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية مازالت حاضرة في المنشآت النووية الإيرانية وتمارس مهام المراقبة ضمن نظام الضمانات، مضيفاً «إذا كان هناك أحد يدعي حتى الأمس بأنه غير مطلع على البرنامج النووي الإيراني فإنه اليوم مطلع عليه بشكل موثق ومكتوب وبصورة رسمية». وأضاف: «دورة الوقود النووي تعتبر أهم جزء من الصناعة النووية وكل هذا الضجيج كان حتى الآن يثار حول التخصيب، لكن المحطة الثانية الآن هي قطاع دورة الوقود ونحن نملكها الآن بشكل بحثي ونصف صناعي، لكننا ونظراً لرفع مستوى قدراتنا الهندسية وشركاتنا المعرفية قررنا اليوم القيام بهذه العملية بشكل صناعي لإنتاج وقود المفاعلات النووية وانتاج قسم منه في منشاة أصفهان». يأتي الإعلان الإيراني في وقت متوقفة فيه مباحثات بدأت في شهر أبريل (نيسان) عام 2021 بين إيران ومجموعة 1+4 (فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا) لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بمشاركة أميركية. غير أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق عام 2018 وفرضت عقوبات على إيران التي ردت على ذلك برفع درجة تخصيب اليورانيوم من 3.67 في المائة بحسب الاتفاق إلى 20 في المائة.

 

منظمتان تحذران من موجة إعدامات مروعة في إيران

لندن/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

حذرت «منظمة العفو الدولية» و«مركز عبد الرحمن برومند لحقوق الإنسان في إيران» من موجة إعدامات جديدة في إيران أسفرت منذ بداية العام الحالي فقط عن مقتل ما لا يقل عن 251 شخصاً. وقالت المنظمتان، في بيان مشترك، إنه «في حال استمرار تنفيذ عمليات الإعدام بهذه الوتيرة المروعة، فإنها ستتجاوز قريباً إجمالي 314 عملية إعدام سُجلت خلال عام 2021 بكامله». وطالب البيان المجتمع الدولي؛ بما فيه الاتحاد الأوروبي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بالقيام على وجه السرعة بتدخلات رفيعة المستوى، داعياً السلطات الإيرانية إلى إنهاء عقوبة الإعدام بالنسبة إلى جميع الجرائم المتصلة بالمخدرات. وأظهر بحث أجرته المنظمتان أن 146 شخصاً بين من أعدموا في 2022 قد أدينوا بالقتل. وقد أعدم ما لا يقل عن 86 آخرين بسبب جرائم تتصل بالمخدرات. وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «منظمة العفو الدولية»: «خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2022، أعدمت السلطات الإيرانية ما مُعدله شخص واحد على الأقل يومياً»، مشيرة إلى أن «حصيلة عمليات الإعدام الصادمة في إيران خلال النصف الأول من هذا العام تُردد أصداء الحصيلة المروعة لعام 2015 الذي شهد ارتفاعاً حاداً صادماً لتنفيذ عمليات الإعدام». وكانت إيران سجلت رقماً قياسياً في عدد الإعدامات على مدى عقدين، بواقع 1048 حالة إعدام خلال عام 2015؛ وهو العام الذي وقعت فيه القوى الكبرى الاتفاق النووي مع إيران بوساطة الاتحاد الأوروبي.

زيادة متجددة

قالت رؤيا برومند، المديرة التنفيذية في «مركز عبد الرحمن برومند»؛ وهو منظمة إيرانية لحقوق الإنسان: «تظهر الزيادة المتجددة في عمليات الإعدام؛ بما فيها العمليات العلنية». وأضافت: «يتعين على السلطات الإيرانية أن تفرض فوراً وقفاً رسمياً لتنفيذ عمليات الإعدام، بهدف الإلغاء التام لعقوبة الإعدام». وتستند أرقام المنظمتين إلى مجموعة متنوعة من المصادر؛ بمن فيهم سجناء، وأقارب للذين أعدموا، ومدافعون عن حقوق الإنسان، وصحافيون، وتقارير وسائل الإعلام الحكومية، فضلاً عن وسائل إعلام مستقلة، ومنظمات معنية بحقوق الإنسان.

ورجحتا أن يكون العدد الحقيقي أعلى؛ نظراً إلى السرية المحيطة بعدد أحكام الإعدام التي تفرضها السلطات وتنفذها.

إعدامات جماعية في السجون

وقال مصدر مطلع لـ«منظمة العفو الدولية في يونيو (حزيران) 2022 إن السلطات تقوم في سجن «رجايي شهر»؛ الذي يضم أعلى عدد من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ومنذ أوائل عام 2022، بإعدام ما معدله 5 أشخاص كل أسبوع، مع تنفيذ ما يصل إلى 10 عمليات إعدام في بعض الأسابيع. وأفاد المصدر المطلع أيضاً بأن المدعي العام المساعد لـ«رجايي شهر» أخبر السجناء مؤخراً بأن مكتب تنفيذ الأحكام كتب إلى عائلات نحو 530 من ضحايا جرائم القتل، طالباً منهم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون العفو أم مواصلة السعي إلى إعدام المدانين بقتل أقاربهم بحلول أواخر مارس (آذار) 2023. وقال المصدر نفسه إن التصريحات المتكررة لرئيس السلطة القضائية، غلام حسين محسني إجئي، وغيره من كبار المسؤولين القضائيين، في الأشهر الأخيرة، حول الحاجة إلى معالجة اكتظاظ السجون، أثارت مخاوف واسعة النطاق بين السجناء من أن ارتفاع عمليات الإعدام مرتبط بجهود رسمية للحد من أعداد السجناء. وبحسب المنظمة؛ تتطابق الأرقام التي وردت على لسان المصدر المطلع مع أرقام وردت في رسالتين علنيتين كتبهما بشكل منفصل في الأشهر الأخيرة المدافعان عن حقوق الإنسان: سعيد إقبالي، وفرهاد ميثمي، اللذان يقضيان حكماً في سجن «رجايي شهر». وأشار إقبالي إلى تنفيذ عمليات إعدام أسبوعية على ما يصل إلى 10 أشخاص في سجن «رجايي شهر»، في حين حذر ميثمي من أن العدد الإجمالي لعمليات الإعدام هناك قد يتجاوز 200 بحلول نهاية 2022.

قفزة الإعدامات

وأعربت «العفو الدولية» عن قلقها بأن إعدام ما لا يقل عن 86 شخصاً بسبب المخدرات منذ بداية العام الحالي، «يعيد الأصداء القاتمة لممارسات السلطات في مكافحة المخدرات في السنوات بين عامي 2010 و2017 عندما كان معظم عمليات الإعدام المسجلة ينفذ بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات».

واعتمدت السلطات الإيرانية بعض الإصلاحات القانونية لإلغاء الإعدامات المتعلقة بالمخدرات بعد مواجهة ضغوط دولية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017.

الأقلية البلوشية

ينتمي ما لا يقل عن 65 (26 في المائة) من الذين أعدموا منذ بداية عام 2022 إلى القومية البلوشية المهمشة للغاية في إيران، والذين يشكلون نحو 5 في المائة من سكان إيران. وأعدم أكثر من نصفهم (38) لارتكابهم جرائم تتعلق بالمخدرات. وقالت رؤيا برومند: «يجسد الاستخدام غير المتناسب لعقوبة الإعدام ضد الأقلية البلوشية في إيران التمييز والقمع الراسخين اللذين تتعرض لهما منذ عقود، ويسلط كذلك أكثر الضوء على القسوة المتأصلة في عقوبة الإعدام، التي تستهدف أشد الفئات السكانية ضعفاً في إيران وفي جميع أنحاء العالم».

كان عدد عمليات الإعدام في إيران في 2021 هو الأعلى منذ 2017، وبدأ الارتفاع في سبتمبر (أيلول) 2021 بعد أن صعد رئيس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي، إلى الرئاسة، وعين المرشد الإيراني وزير المخابرات السابق، غلام حسين محسني إجئي، رئيساً جديداً للقضاء.

المنسق الأوروبي يدعو إلى «خطوة نهائية» في محادثات «النووي» الإيراني

طهران أبلغت بوريل ترحيبها بمواصلة الدبلوماسية... وواشنطن قالت إنها تدرس تعديلات مسودة فيينا

دعا إنريكي مورا، المنسق الأوروبي لمحادثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني، الأطراف المفاوضة إلى اتخاذ الخطوة النهائية، مشيراً إلى أن المسودة المقترحة هذا الأسبوع من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تضمن «الفوائد الاقتصادية» لإيران. وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، خلال اتصال مع بوريل، إن «إيران ترحب باستمرار مسار الدبلوماسية والتفاوض»، دون ان يتضح موقف طهران من المسودة المطروحة. وذكرت بيان للخارجية الإيرانية أن عبداللهيان لفت إلى أن الولايات المتحدة «دائما ما تشدد على أنها تريد اتفاقا، لذا يجب أن نرى هذه المقاربة في نص الاتفاق وبشكل عملي».ونسبت وسائل إعلام رسمية في إيران إلى بوريل قوله: «أظهر الجانب الإيراني حتى الآن إرادة إيجابية وجادة في عملية التفاوض، وحان الوقت الآن للوصول إلى النتيجة المرجوة».وكتب بوريل، الثلاثاء، في مقال بصحيفة «فاينانشيال تايمز»: «لقد وضعت الآن على الطاولة نصاً يتناول بالتفصيل الدقيق رفع العقوبات، بالإضافة إلى الخطوات النووية اللازمة لاستعادة العمل بـ(خطة العمل الشاملة المشتركة)» في إشارة إلى اتفاق عام 2015. وأضاف: «بعد 15 شهراً من المفاوضات المكثفة والبناءة في فيينا والتفاعلات التي لا تحصى مع المشاركين في (خطة العمل الشاملة المشتركة) والولايات المتحدة، خلصت إلى أن المجال أمام تقديم تنازلات إضافية مهمة قد استُنفد».

ونوه بوريل في المقال، بأن النص «ليس اتفاقاً مثالياً»، لكنه «يمثل أفضل اتفاق أعدّه ممكناً؛ بصفتي وسيطاً في المفاوضات»، مشيراً إلى أن الحل المقترح «يتناول كل العناصر الأساسية، ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة». وحذر بأنه في حال الرفض؛ «فنحن نجازف بحدوث أزمة نووية خطيرة مع احتمال زيادة عزلة إيران وشعبها». ولم يقدم بوريل تفاصيل حول اقتراحه، لكنه أشار - كما فعل العديد من المسؤولين الغربيين من قبل - إلى أن الوقت ينفد أمام استعادة العمل بالاتفاق الذي حدت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

لكن نائبه إنريكي مورا، الذي ينسق المحادثات المباشرة وغير المباشرة لإحياء الاتفاق النووي، قال في تغريدة على «تويتر»، أمس، إن المسودة «أفضل صفقة ممكنة لجميع الأطراف على الطاولة»، مشيراً إلى أنها «تضمن فوائد اقتصادية واضحة وقابلة للتحقق للشعب الإيراني» إضافة إلى «مزايا قابلة للتحقق للمجتمع الدولي في مجال عدم انتشار (الأسلحة النووية)». وقال: «أدعو جميع المشاركين لاتخاذ الخطوة الأخيرة».وتعليقاً على إعلان بوريل، كتبت وزير الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، على تويتر أمس: «لا تزال العودة إلى التطبيق الكامل للاتفاق النووي ممكنة ، لكن الرد الإيجابي من إيران يجب أن يكون في أسرع وقت ممكن»، وأضافت «هذه هي الرسالة التي وجهتها فرنسا وشركاؤها إلى إيران».

وفي الساعات الأولى على نشر مقال بوريل، تأرجحت المواقف في كل من طهران وواشنطن وراء خط الغموض. وأشار كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، ضمناً إلى مقترح بوريل، وكتب في «تويتر»: «لدينا أيضاً أفكارنا الخاصة، من حيث الجوهر والشكل، لإكمال المفاوضات، وسنقدمها»، وهو ما فسره تحفظاً من الطرف الإيراني على الإفصاح الأوروبي عما يجري خلف كواليس المحادثات، في خطوة غير مسبوقة. وفي المقابل؛ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحافيين، إن واشنطن تراجع «مسودة التفاهم» التي طرحها بوريل على إيران وأطراف أخرى في اتفاق 2015، وسترد مباشرة على الاتحاد الأوروبي. ونوه برايس بأن المسودة الأخيرة على أساس المسودة المطروحة منذ مارس (آذار) الماضي، مضيفاً أنها «كانت صفقة جيدة، وكنا مستعدين لقبولها». وقال: «نحن ندرس التغييرات التي اقترحها الاتحاد الأوروبي؛ سنرد عليهم في وقت قصير. ونأمل أن تقرر إيران، في النهاية، اغتنام الفرصة التي كانت متاحة لها منذ بعض الوقت الآن». تأتي محاولة الاتحاد الأوروبي الجديدة بعدما فشلت آخر جولة استضافتها الدوحة في كسر الجمود الذي يخيم على المحادثات منذ مارس الماضي، وذلك بعدما زار بوريل طهران في 25 يونيو (حزيران) الماضي للقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. وأعلن المسؤولان وقتها استئناف المحادثات. وتزامناً مع ذلك، اتفق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون ونظيره الإسرائيلي يائير لبيد، مساء الثلاثاء، على ضرورة منع إيران من حيازة سلاح نووي. وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء البريطاني، فقد شدد جونسون على أن حكومته تواصل تشجيع إيران على قبول الصفقة المطروحة حالياً على الطاولة والعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي. يأتي الاتصال بعدما قال ريتشارد مور، رئيس «المخابرات البريطانية (إم آي6)»، الأسبوع الماضي، إنه يشكك في أن المرشد الإيراني علي خامنئي يريد إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، محذراً بأن «الإيرانيين لن يرغبوا في إنهاء المحادثات أيضاً، لذلك سيستمرون لبعض الوقت». وقال مور: «أعتقد أن الاتفاق مطروح على الطاولة تماماً. والقوى الأوروبية والإدارة الأميركية واضحة جداً بهذا الخصوص. لا أعتقد أن الصينيين والروس سيعرقلون الأمر فيما يتعلق بهذه القضية. لكني لا أعتقد أن الإيرانيين يريدون إنجاز الأمر». وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، الأسبوع الماضي، إن إسرائيل لديها القدرة العسكرية على «منع إيران من الحصول على سلاح نووي إذا اضطرت أن تلجأ إليها بوصفها ملاذاً أخيراً».

 

ولي العهد السعودي وماكرون يبحثان الطاقة وتدخلات إيران في المنطقة

الرياض وأثينا شدَّدتا على أهمية الحل السلمي للخلافات بين الدول من خلال الحوار والديبلوماسية

باريس، الرياض، أثينا، عواصم- وكالات»/28 تموز/2022

: فيما أعلن قصر الإليزيه عن قمة وعشاء جمعا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليل أمس، قالت قناة “الإخبارية” السعودية إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سيبحثان مستجدات الساحة الدولية وخصوصاً الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب اليمن وأزمة لبنان، وسيتناول اللقاء آثار الحرب الروسية الأوكرانية على إمدادات الطاقة، ونتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية الأخيرة، فضلاً عن تطورات جهود إنهاء حرب اليمن، كما سيبحث تطورات الملف النووي الإيراني، وتدخلات طهران في المنطقة. ووصل ولي العهد السعودي إلى مطار أورلي في باريس ليل أول من أمس، حيث كان في استقباله وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير، أما ماكرون الموجود في إفريقيا، فذكرت الرئاسة الفرنسية أنه سيعود بعد ظهر الخميس وسيستقبل الأمير محمد بن سلمان بعد ساعات على عشاء عمل مقرر في الساعة 20:30 في الإليزيه، وقال الديوان الملكي السعودي إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة الرئيس ماكرون، وإنها ستركز على قضايا سياسية واقتصادية مشتركة. من جانبه، أشاد السفير الفرنسي لدى السعودية لودوفيك بوي في سلسلة تدوينات على موقع “تويتر” بعلاقات الشراكة الستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى المراحل المهمة من تلك العلاقات خلال العام الماضي ومنها تعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية في الأمن والدفاع والعلاقات الاقتصادية انعقاد منتدى الأعمال الفرنسي – السعودي في جد في سبتمبر الماضي. وكان الأمير محمد بن سلمان أكد أن زيارته لليونان أتاحت فرصة للتأكيد على قوة العلاقات بين البلدين، قائلا في برقية شكر لرئيسة اليونان كاترينا ساكيلا روبولو، إثر مغادرته أثينا متوجهاً إلى فرنسا بعد زيارة رسمية “لدينا الرغبة في تعزيز علاقتنا مع اليونان في المجالات كافة”. وأكدت السعودية واليونان في بيان مشترك في ختام الزيارة على أهمية الوسائل السياسية والحوار، بناءً على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، لتحقيق حلول مستدامة لجميع النزاعات والخلافات، وشددتا على أهمية الحل السلمي للخلافات بين الدول من خلال الحوار والديبلوماسية. وأشارت الدولتان إلى أن الحفاظ على الاستقرار والازدهار يمثل أولوية لتحقيق السلام والأمن الإقليميين، ودانتا جميع أشكال الإرهاب، والتحريض على أعمال العنف، كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى العمل معًا لمحاربة الإرهاب والتطرف.

وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أكد الجانبان أهمية الدعم الكامل للجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية استناداً إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)”. كما أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، وثمنا الجهود الأممية في تعزيز الالتزام بالهدنة الحالية، وأكدا على أهمية التزام الحوثيين بهذه الهدنة، وعدم التعنت في تنفيذ بنودها ووقف خروقاتها، والتعاون مع المبعوث الأممي الخاص لليمن، والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام.وأعاد الجانب السعودي التأكيد على دعم المملكة لترشح اليونان لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2025-2026، كما أكد الجانبان على أهمية العمل متعدد الأطراف في تعزيز السلام والأمن الدوليين، وأعربا عن استعدادهما لمواصلة دعم ترشح كل منهما في المحافل الدولية.

واتفق الطرفان على تعزيز التعاون متعدد الأبعاد في المجال الدفاعي والأمني، استنادًا إلى النتائج التي تم تحقيقها في إطار اتفاقية التعاون الثنائي العسكري الشامل التي تم توقيعها خلال هذه الزيارة، والتي توفر إطارًا شاملًا لإقامة المزيد من التعاون في المجال الدفاعي، بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في كلتا الدولتين وفي المنطقة بأكملها. على صعيد متصل، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على هامش زيارته لأثينا، مع رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، توطيد الشراكة الاقتصادية وزيادة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وقدّم له منحة بقيمة 50 مليون دولار،

 

وزيرا خارجية الإمارات وإيران يناقشان العلاقات الثنائية ومجالات التعاون

أبوظبي/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

بحث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك وسبل دفعها إلى الأمام وتعزيزها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، وتبادل الجانبين وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك. وأشار الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال اتصال هاتفي مع عبداللهيان إلى حرص الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس البلاد على تعزيز أمن واستقرار المنطقة وتلبية تطلعات شعوبها إلى التنمية والازدهار ودعمها لجميع الجهود المبذولة في هذا الصدد وفقاً لما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام). من جهتها، أشارت وزارة الخارجية الإيرانية إلى أنّ عبداللهيان أشاد في الاتصال الذي جرى الثلاثاء بـ«النظرة الإيجابية لكبار المسؤولين في البلدين حول العلاقات الثنائية». وفي وقت سابق من الشهر الحالي قال الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات إنّ بلاده تدرس إعادة سفيرها إلى إيران، داعيا إلى التعاون الاقتصادي الإقليمي كوسيلة لتخفيف التوترات السياسية. وقال قرقاش للصحافيين في منتصف الشهر الحالي «لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي. في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح»، مضيفا أن الإمارات «ليست طرفا في أي محور في المنطقة ضد إيران». وتابع المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات «الاقتصاد أحد الأدوات لخلق ثقة متبادلة أكبر في المنطقة. علينا أن نستخدم الاقتصاد في مختلف المجالات للدفع نحو خفض تصعيد سياسي كبير».

 

طهران تفرج بكفالة عن خبير بيئي بريطاني - إيراني

لندن - طهران/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

أفرجت إيران بكفالة عن خبير البيئة البريطاني من أصل إيراني مراد طاهباز، المتهم بـ«التجسس» لصالح الولايات المتحدة، حسبما أعلن محاميه في طهران أمس. ونقلت وكالة «إيلنا» الإصلاحية عن المحامي حجت كرماني قوله: «أطلق سراح السيد طاهباز بكفالة وبسوار إلكتروني». ويحمل طاهباز الجنسية الأميركية كذلك. وجاء التقرير بعد يوم من إعلان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنه اقترح مسودة جديدة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.ويحتجز «الحرس الثوري» الإيراني الناشط البيئي؛ البالغ 69 عاماً والمصاب بالسرطان، منذ يناير (كانون الثاني) 2018، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات بتهمة «التآمر مع الولايات المتحدة»، و«حشد التجمعات، والتواطؤ ضد الأمن القومي الإيراني». ووجهت أسرة طاهباز؛ المولود في بريطانيا ويحمل الجنسية الأميركية، انتقادات إلى حكومة بوريس جونسون، بسبب عدم إعادته ضمن صفقة تبادل أطلقت إيران بموجبها الصحافية نازانين زاغري راتكليف وأنوشه عاشوري في 17 مارس (آذار) الماضي. وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت أن طاهباز قد خرج من السجن بموجب تصريح في اليوم نفسه الذي غادرت فيه زاغري راتكليف وآشوري إيران إلى بريطانيا. لكن أسرته أعلنت أن السلطات نقلته إلى السجن، قبل أن يبدأ إضراباً عن الطعام. وفي وقت لاحق، ذكر متحدث رسمي بريطاني أن لندن «تناقش قضية مراد على أعلى مستويات الحكومة الإيرانية». وأضاف: «يجب السماح له بالعودة إلى منزل أسرته في طهران على الفور، مثلما وعدت الحكومة الإيرانية». وفي أبريل (نيسان) الماضي، وقفت ابنته روكسان طاهباز أمام وزارة الخارجية البريطانية في لندن احتجاجاً على عدم إعادة والدها. وقالت حينها في تصريحات للصحافة إن الحكومة البريطانية «جعلتنا نصدق طوال هذا الوقت أنه (مراد طاهباز) كان جزءاً من الاتفاق الذي كانت تبرمه من أجل الرهينتين الأخريين». وتقول «الخارجية» البريطانية إن قضية طاهباز أكثر تعقيداً؛ لأن إيران تعدّه مواطناً أميركياً.

وإضافة إلى طاهباز، تحتجز إيران 3 أميركيين من أصل إيراني؛ هم: رجل الأعمال سيامك نمازي (50 عاماً)، ووالده باقر (85 عاماً)، ورجل الأعمال عماد شرقي (57 عاماً). وتحتجز الولايات المتحدة أيضاً على أراضيها 4 إيرانيين. والشهر الماضي، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، في تصريحات إذاعية، إن الأميركيين يعملون على مسار موازٍ لتأمين إطلاق الأميركيين المحتجزين في إيران. وكان مالي يعلق تحديداً على مقال نشرته «نيويورك تايمز» من سيامك نمازي؛ أقدم سجين أميركي - إيراني محتجز لدى طهران، بعنوان: «أنا أميركي... لماذا تُركت للتعفن رهينة لإيران؟». وقال مالي إنه «بغض النظر عما يجري للمحادثات النووية، فسنكون قادرين على حل هذه القضية؛ لأنها تزنّ في أذهاننا كل يوم».

 

الشرطة الإيرانية تعلن توقيف شبكة تجسس مرتبطة بـ«الموساد» الإسرائيلي

حزب كردي معارض رافضاً اتهامه: الأجهزة الأمنية تنشر أنباء وهمية تمهيداً لقمع شعبنا

لندن - طهران/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

أعلنت الشرطة الإيرانية، الخميس، أن جهازها الأمني ألقى القبض على زعيم و4 أعضاء آخرين في شبكة تجسس على «صلة» بأجهزة المخابرات الإسرائيلية، وذلك بعدما صدرت سلسلة بيانات مماثلة خلال الأيام الأخيرة، من وزارة الأمن ومجلس الأمن القومي. ولم تتطرق الشرطة إلى جنسيات المعتقلين أو مكان اعتقالهم، لكنها قالت إنهم تلقوا تدريبات على تنفيذ عمليات مسلحة وتخريبية. وقال جهاز المخابرات التابع للشرطة في بيان نشرته «وكالة أنباء العمال» الإيرانية شبه الرسمية، إن الخمسة الذين اعتقلوا من شبكة التجسس هذه حصلوا على تعهدات مختلفة من «الموساد»؛ منها وعود مالية، مقابل جمع معلومات من قطاعات مهمة في أنحاء البلاد؛ حسب «رويترز». من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان الشرطة الإيرانية أن أفراد هذه الشبكة «استدرجهم جهاز المخابرات الصهيوني بمساعدة زعيم إحدى الجماعات الانفصالية المرتزقة للكيان الصهيوني»، من دون تفاصيل إضافية. وأضاف البيان أن الموقوفين الخمسة «كانوا يقومون بجمع معلومات من المناطق المهمة والحيوية في البلاد بدافع الإغراء المالي من الموساد»، وقاموا بأعمال «حرق متعمد للأماكن وكتابة الشعارات المناوئة لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدعاية ضدها وتلقي التوجيهات والدعم المالي من قبل أجهزة مخابراتية معادية لتنفيذ الهجمات المسلحة والأعمال التخريبية». وازدادت البيانات والمنشورات المتشابهة حول مطاردة مشتبه في صلاتهم مع جهاز المخابرات الإسرائيلي، بعد إقالة رئيس جهاز استخبارات «الحرس الثوري» حسين طائب. وكان لافتاً عقد اجتماعات مشتركة بين وزارة الاستخبارات الإيرانية، والجهاز الموازي لها، جهاز استخبارات «الحرس الثوري». وفي إسرائيل رفض مكتب رئيس الوزراء، الذي يراقب عمل «جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)»، التعليق بشكل مباشر على أنباء الاعتقال؛ بحسب «رويترز».

وإيران وإسرائيل عدوان لدودان منذ فترة طويلة وتنخرطان الآن في نزاع بشأن برنامج إيران النووي. وتتهم إسرائيل إيران بدعم هجمات مسلحين عليها، في حين تقول طهران إن إسرائيل نفذت اغتيالات عدة لمسؤولين إيرانيين؛ منهم حسن صياد خدايي، قائد «الوحدة 840» في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» في مايو (أيار). ولا تنفي إسرائيل أو تؤكد هذه الأفعال. وقال وزير الأمن (الاستخبارات) الإيراني، إسماعيل خطيب، أمس الأربعاء، إن إيران أحبطت أعمالاً تخريبية خطط لها «النظام الصهيوني». وأضاف أن قوات الأمن الإيرانية نفذت بنجاح عمليات عدة ضد إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية، دون أن يحدد نوع هذه العمليات. جاء ذلك بعد 3 أيام من تقرير نشره موقع «نورنيوز» الإخباري؛ منصة «مجلس الأمن القومي» الإيراني، متحدثاً عن اعتقال شبكة من «جواسيس الموساد» قبل ساعات قليلة من محاولة تفجير إحدى المنشآت الحساسة بمحافظة أصفهان، لافتاً إلى أن «الهجوم على هذه الشبكة جاء نتيجة واحدة من أكثر العمليات تعقيداً لأجهزة المخابرات الإيرانية؛ في الداخل والخارج». والسبت، قالت الاستخبارات إنها اعتقلت شبكة عملاء يعملون لصالح إسرائيل دخلوا إيران من كردستان العراق لتنفيذ أعمال تخريبية وما وصفتها بأنها «عمليات إرهابية».

وقالت وزارة الاستخبارات في بيان تفصيلي، الأربعاء، إن الشبكة التي اعتقلت الأسبوع الماضي، تعود إلى حزب «كومولة»، وكانت تعتزم استهداف مركز دفاعي «حساس». واتهم البيان الإيراني تحديداً الناشط الكردي عبد الله مهتدي، الذي يرأس أحد الفصائل الأربعة المنشقة عن حزب «كومولة»، والمسمى «حزب كومولة - كردستان إيران». ورداً على بيان الاستخبارات الإيرانية، قالت الأمانة للحزب في بيان على موقعها الإلكتروني إن «الأجهزة الأمنية نشرت بفواصل زمنية قصيرة، أنباء وهمية وغامضة عن اعتقال فريق من 10 أشخاص، بعد أيام قليلة من اعتقال عدد من أعضاء حزب (كومولة) في محافظة أذربيجان الغربية، وقعوا في كمين القوات الأمنية». وأضاف: «بعض النظر عن التناقضات في تصريحات المسؤولين والأجهزة الأمنية، نظراً إلى الإخفاقات المتتالية والإذلال الاستخباراتي والأمني خلال هذه الفترة، وجهود الجمهورية الإسلامية لتعويضها، فإن السيناريو بلا أساس. مثل هذا كان متوقعاً؛ لأن الحراك الكردي وأحزابه، يواجهون التهم كالعادة، ويدفعون ثمن القوة المزيفة للنظام في مواجهة العالم والمنطقة والشعب الإيراني». وبذلك؛ قال «حزب كومولة - كردستان إيران» في بيانه إنه «يرفض بشدة المزاعم الواهية والاتهامات الخيالية» وعدّها «ذريعة لقمع أكثر في كردستان والتحريض على الكفاح العادل للشعب الإيراني من أجل الاستهلاك الداخلي». وبعد مقتل خدايي، هاجمت إيران، التي تعبر في كثير من الأحيان عن قلقها بشأن الوجود المزعوم لـ«الموساد» في إقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي، المنطقة بصواريخ باليستية في مارس (آذار) الماضي قائلة إنها استهدفت «مراكز استراتيجية» إسرائيلية.

وأشارت طهران إلى أن ذلك كان انتقاماً من الضربات الجوية الإسرائيلية التي أودت بحياة عسكريين إيرانيين في سوريا. وقالت حكومة إقليم كردستان العراق إن الهجوم استهدف مناطق سكنية مدنية وليس مواقع تابعة لدول أجنبية، ودعت إلى إجراء تحقيق دولي. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد وقعا هذا الشهر تعهداً مشتركاً لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وتقول طهران إن برنامجها النووي سلمي وتنفي السعي لامتلاك أسلحة نووية. من ناحية أخرى، اقترحت وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أمس، أن تستهدف إيران جماعة «مجاهدي خلق» التي تتخذ من ألبانيا مقراً لها بطائرات مسيرة وصواريخ. وقالت الوكالة إن «(استخدام) الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية لضرب مقر منظمة (مجاهدي خلق) في ألبانيا لا يواجه أي حظر قانوني، وعلى سلطات طهران وضع العمل العسكري على جدول الأعمال بعد توجيه التحذير اللازم للحكومة الألبانية».

وأرجأت جماعة «مجاهدي خلق» الأسبوع الماضي اجتماعاً في ألبانيا، مرجعة ذلك إلى طلب المسؤولين الألبان بسبب مخاوف أمنية. وكانت السفارة الأميركية في تيرانا قد حذرت بشكل منفصل على «تويتر» من «تهديد محتمل» يستهدف الاجتماع. وغالباً ما تعلن السلطات الإيرانية توقيف أشخاص مرتبطين بأجهزة استخبارات تابعة لدول أجنبية، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل، لا سيما في المناطق التي تقطنها أغلبية من القوميات غير الفارسية. ففي أبريل (نيسان) الماضي، أفاد الإعلام الرسمي بتوقيف 3 أشخاص في محافظة سيستان - بلوشستان بجنوب شرقي البلاد، يشتبه في ارتباطهم بـ«الموساد»، لضلوعهم في نشر «وثائق مصنفة سرية». وفي يوليو (تموز) 2021، أعلنت وزارة الاستخبارات توقيف «عناصر عملاء» لإسرائيل، وضبط أسلحة كانت معدة للاستخدام في احتجاجات شهدتها محافظة الأحواز ضد ما يعدّها سكان المنطقة سياسة تحويل مجاري الأنهار في جنوب غربي البلاد إلى وسط إيران.

 

إيران: أفراد الشبكة المرتبطة بإسرائيل ينتمون لفصيل كردي

لندن - طهران/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

أفادت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية، الأربعاء، بأن الشبكة التي قالت إنها مرتبطة بجهاز «الموساد» الإسرائيلي وأعلنت توقيفها الأسبوع الماضي، تعود إلى فصيل كردي مناوئ للنظام الإيراني، وكانت تعتزم استهداف مركز «دفاعي» حساس. وكانت الوزارة أعلنت، السبت، توقيف أفراد شبكة «إرهابية» مرتبطة بـ«جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)»، دخلوا أراضيها عبر كردستان العراق لتنفيذ عمليات ضد «مناطق حساسة». والأحد، قال موقع «نورنيوز» الإخباري؛ منصة «مجلس الأمن القومي» الإيراني، إن طهران اعتقلت «جواسيس الموساد» قبل ساعات قليلة من محاولة تفجير إحدى المنشآت الحساسة بمحافظة أصفهان. ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن عدد من جرى توقيفهم، أو جنسياتهم، أو تاريخ حدوث ذلك، أو طبيعة العمليات التي كانوا يحضرون لتنفيذها. لكن موقع «نورنيوز» الإخباري قال، الأحد، إن «الهجوم على هذه الشبكة جاء نتيجة واحدة من أكثر العمليات تعقيداً لأجهزة المخابرات الإيرانية؛ في الداخل والخارج»، متحدثاً عن عملية لتحديد هوية جميع أفراد الشبكة في داخل وخارج الأراضي الإيرانية. وأضاف: «هذه الشبكة تسللت إلى البلاد بإشراف أحد وسطاء منظمة (الموساد) عبر إقليم كردستان العراق»، مشيراً إلى أنها «قامت بجمع معلومات عن أحد المراكز الحساسة في أصفهان، وكانت تنوي القيام بتفجيره»، دون أن يحدد الموقع في محافظة أصفهان التي تضم منشآت عدة نووية وعسكرية حساسة؛ على رأسها منشأة التخصيب الرئيسية في «نطنز». وفي بيان جديد نشرته الأربعاء على موقعها الإلكتروني، أوضحت الوزارة أن «عناصر فريق العمليات في هذه الخلية هم من أعضاء زمرة (كومولة) الإرهابية العميلة»؛ حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ويعدّ «كومولة»، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1969، من أقدم الأحزاب الكردية المعارضة، وينقسم حالياً إلى 4 فصائل متنافسة، رغم إجماعها على التوجه اليساري للحزب. وتنشط فصائل «كومولة» في الشريط الحدودي بين إقليم كردستان العراق، والمدن الكردية الموزعة على محافظات كردستان وكرمانشاه وأذربيجان الغربية، في غرب إيران. وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في أبريل (نيسان) الماضي توقيف أعضاء من «كومولة»، في محافظة كردستان بشمال غربي إيران. واتهم البيان الإيراني تحديداً الناشط الكردي عبد الله مهتدي، الذي يرأس فصيلاً من «كومولة»، والذي يدعو إلى إقامة نظام فيدرالي في إيران. ويقول فصيل مهتدي منذ سنوات إنه ترك «الكفاح المسلح» ويركز على الأنشطة السياسية رغم احتفاظه بمعسكرات تدريب في جبال كردستان. لكن وزارة الأمن الإيرانية أرفقت بيانها، الأربعاء، بصور لما قالت إنه بعض مما صادرته مع الموقوفين الجدد. وأظهرت الصور قطعاً من المفروشات مربعة الشكل وضعت «متفجرات» في تجويفها، ومسدسات مزودة بكواتم للصوت، وبطاقات ذكية موضوعة في أغطية زجاجات عطور، إضافة إلى قوارير أكسيجين، وعدد من أجهزة الكومبيوتر والهواتف الجوالة، ومبالغ نقدية. وأكد البيان أن الموقوفين كانوا يعتزمون «تفجير أحد مراكز الصناعات الدفاعية الحساسة في البلاد»، من دون تقديم إيضاحات إضافية بشأن الهدف. تتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف العديد من الهجمات التي وقعت على أراضيها، مثل عمليات تخريب منشآت نووية، واغتيال عدد من علمائها البارزين خلال الأعوام الماضية. وغالباً ما تعلن السلطات الإيرانية توقيف أشخاص مرتبطين بأجهزة استخبارات تابعة لدول أجنبية، خصوصاً الولايات المتحدة وإسرائيل، لا سيما في المناطق التي تقطنها أغلبية من القوميات غير الفارسية. ففي أبريل الماضي، أفاد الإعلام الرسمي بتوقيف 3 أشخاص في محافظة سيستان - بلوشستان بجنوب شرقي البلاد، يشتبه في ارتباطهم بـ«الموساد»، لضلوعهم في نشر «وثائق مصنفة» سرية. وفي يوليو (تموز) 2021، أعلنت وزارة الاستخبارات توقيف «عناصر عملاء» لإسرائيل، وضبط أسلحة كانت معدة للاستخدام في احتجاجات شهدتها إيران ضد ما يعدّه سكان المنطقة سياسة تحويل مجاري الأنهار في جنوب غربي البلاد إلى وسط إيران.

 

العاهل الأردني يكثف لقاءاته بقيادات إسرائيلية لبحث إحياء السلام والتقى لبيد بعد أيام من اجتماعه مع عباس للبناء على زيارة بايدن إلى المنطقة

عمان: محمد خير الرواشدة تل أبيب/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أمس الأربعاء في عمان، رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، وذلك بعد أيام قليلة من لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كان استقبله الأحد الماضي. وأكد الملك عبد الله الثاني خلال اللقاء، ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، وتعزيز الأمن والاستقرار، والتنمية الإقليمية التي لا بد أن يكون الفلسطينيون جزءا منها. وشدد عبد الله الثاني خلال لقائه لبيد على ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الفترة المقبلة، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. كما تناول اللقاء قضايا النقل والتجارة والمياه والطاقة وسبل التعامل معها. ووصف الديوان الملكي في بيان صادر عنه الحراك الذي يقوده ملك الأردن بأنه «خطوة للبناء على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن منتصف الشهر الحالي للمنطقة». ويُنظر إلى لبيد في الأردن بنوع من الإيجابية لموقفه من مبدأ حل الدولتين.

وكان العاهل الأردني أكد خلال لقائه الرئيس الفلسطيني ضرورة التحرك الأردني - الفلسطيني المشترك على مختلف المستويات للبناء على النشاط الدبلوماسي في المنطقة بعد زيارة بايدن وانعقاد قمة جدة للأمن والتنمية. ودعا العاهل الأردني إلى مواصلة التنسيق الأردني الفلسطيني خصوصا قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، لافتا إلى حرص الأردن على إعادة التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية أمام المجتمع الدولي. وقالت مصادر أردنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الملك عبد الله الثاني يسعى من خلال لقاءاته الرسمية مع الجانب الإسرائيلي إلى «التعرف أكثر على ملامح مرحلة ما بعد الانتخابات الإسرائيلية قبل نهاية العام الحالي، والتأثير الفاعل بهدف دعم فرصة العودة إلى المفاوضات لتحريك العملية السلمية». ويسعى الأردن لاستقراء مستقبل الانتخابات الإسرائيلية وأثرها في الاستجابة لتوجهات الإدارة الأميركية في دعم عملية السلام، بحسب المصادر نفسها. وأكدت المصادر إياها أن لقاءات الملك عبد الله الثاني تدعم الاستثمار في الفرص الممكنة لعودة الفلسطينين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بعد الانتخابات المقبلة، وهو ما عبّر عنه الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة لتل أبيب وبيت لحم ولقاءاته القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية. وذكرت المصادر أن العاهل الأردني سيلتقي خلال الأسابيع القليلة المقبلة «قيادات إسرائيلية سياسية فاعلة ومؤثرة في المشهد الانتخابي الإسرائيلي، بهدف تهيئة المناخات لصالح المساعدة الفاعلة لإحياء جهود العملية السلمية في المرحلة المقبلة». وفي إسرائيل، أفاد مكتب رئيس الوزراء بأن «اللقاء كان دافئًا وطويلاً وشمل إقامة مأدبة غداء مشتركة بحضور جلالة الملك، ورئيس الوزراء لبيد وأعضاء الوفدين». أضاف أن البحث تناول «الفرص العديدة التي من شأنها صب مضمون إضافي لاتفاقية السلام، وتحسين العلاقة العائدة إلى سنين طويلة بين الشعبين وتعزيز المصالح المشتركة لكلتا الدولتين. وأكدا خلال لقائهما على أهمية العلاقة الشخصية الحميمة والتقدير المتبادل بينهما باعتباره ركناً أساسياً للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ولتحقيق إنجازات ملموسة ستصب في مصلحة كلا الشعبين والمنطقة بأسرها». وشدد البيان الصادر عن مكتب لبيد على أن البحث تناول أيضا «تسريع إنجاز المشاريع الثنائية المختلفة منها الترويج لمشروع بوابة الأردن، وإقامة منشآت الطاقة الشمسية في الأردن ومنشآت تحلية المياه في إسرائيل، والسياحة المتبادلة في خليج إيلات - العقبة، والأمن الغذائي، والزراعة والعلاقات في مجال المواصلات، وأنهما أوعزا إلى فريقيْ عملهما بالسعي لإنجاز المشاريع الكبرى أيضًا وبالتقدم فيها سريعًا».

 

الصدر يدعو لاستلهام ثورة الحسين وأنصاره يقتحمون البرلمان و”الخضراء”

السوداني جدَّد تمسكه بتشكيل الحكومة... و"التنسيقي" لوّح بالفوضى... واستهداف قاعدة تركية بدهوك

بغداد، عواصم – وكالات/28 تموز/2022

 دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنصاره إلى اتخاذ ثورة الحسين نموذجا لرفض الباطل والظلم والفساد وإعلان الغضب والاحتجاج، قائلا “إن ثورة الطف كانت ومازالت منارا للاحرار في كل العالم وقد انتصر فيها الدم على السيف”، مؤكدا أن الكثير من الثوار اتخذوا من ثورة الطف “أسوة ونموذجا لرفض الباطل والظلم والفساد”، داعيا أنصاره إلى أن تكون أيام شهر محرم أياما للتحلي بالأخلاق والاحتجاج وإعلان الغضب ورفض الفساد. من جانبهم، اقتحم مؤيدو الصدر المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد قبل أن يتمكنوا من اقتحام مبنى البرلمان، احتجاجا على مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني، قبل ان ينسحبوا بدعوة من الصدر، الذي قال إن التظاهرة كانت “جرة إذن” وأن المتظاهرين “أرعبوا الفاسدين”، معتبرا في بيان على “تويتر” أن “ثورة محرم الحرام، الاسم الذي أطلقه على التظاهرة، ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد”، قائلا إن “الرسالة وصلت” ودعا المتظاهرين للعودة.

وجاء بيان الصدر بعد قليل من دعوة المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، المتظاهرين إلى الانسحاب، محذرا من “مؤامرة”، ومؤكدا أن “سلامة” المتظاهرين “أهم من كل شيء”. وفرضت القوات الأمنية سيطرة على مرافق البرلمان بعد اتمام انسحاب المتظاهرين، ولم تحدث أية أعمال تخريب رغم كثافة العدد واكتظاظ المبنى بالمتظاهرين، الذين هتفوا بدعم الصدر والتنديد بالعملية السياسية ورفض ترشيح السوداني لتشكيل الحكومة، وشهدت شوارع بغداد أعدادا غفيرة من المتظاهرين وهم ينسحبون إلى منازلهم وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار واسع للقوات الأمنية.

وتمركزت إعداد كثيفة من المتظاهرين داخل أروقة البرلمان، رافعين صور الصدر وأعلام العراق وهم يهتفون بشعارات مؤيدة للصدر، كما طالبوا بإيقاف العمل بالدستور الحالي لحين كتابة دستور جديد، وحل مجلس القضاء الأعلى وإعادة ترتيب السلطة القضائية من خلال فصل المحكمة الاتحادية عن القضاء.

وطالبوا أيضا بتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي من خلال انتخاب الشعب للرئيس بصورة مباشرة، ويكون ذلك من خلال إنهاء العملية السياسية الحالية وتشكيل حكومة انتقالية لمدة سنتين مهمتها محاكمة جميع المسؤولين من رئيس الجمهورية إلى أصغر مدير عام، والعمل على كتابة دستور جديد يمثل تطلعات الشعب العراقي. وفيما أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل لتفريق المتظاهرين بالمنطقة الخضراء، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي المتظاهرين إلى الالتزام بسلميتهم والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وبتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتهم، حسب الضوابط والقوانين والانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، قائلا في بيان إن القوات الأمنية سوف تكون ملتزمة بحماية مؤسسات الدولة والبعثات الدولية ومنع أي إخلال بالأمن والنظام. من جانبه، قال مكتب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، إنه “وجه حماية البرلمان بعدم التعرض للمتظاهرين أو المساس بهم، وعدم حمل السلاح داخل البرلمان، فضلا عن توجيه الأمانة العامة لمجلس النواب بالتواجد في المجلس والتواصل مع المتظاهرين”. بدوره، حذر الرئيس برهم صالح من أن العراق يمر بظرف دقيق وأمامه تحديات جسيمة وإستحقاقات كبرى تستوجب توحيد الصف والحفاظ على المسار الديمقراطي السلمي، قائلا إن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً، مؤكدا ضرورة التزام التهدئة وتغليب لغة العقل، وتجنّب أي تصعيد قد يمس السلم والأمن المجتمعيين. في المقابل، وبينما عقدت قوى الإطار التنسيقي الشيعي اجتماعا بعد ساعات من التظاهرات، جدد محمد شياع السوداني تمسكه بالترشيح لتشكيل الحكومة، قائلا إنه “لا صحة لما تم تداوله ولن أنسحب من الترشيح على الإطلاق، وهو مسؤولية كبيرة تقع علينا لإنقاذ العراق”. وقال الإطار التنسيقي إنه “بعد أن اتفقت قوى الإطار على ترشيح شخصية وطنية (…) رصدت تحركات ودعوات مشبوهة تحض على الفوضى وإثارة الفتنة وضرب السلم الأهلي”، معتبرا “ما جرى من أحداث متسارعة والسماح للمتظاهرين بدخول المنطقة الحكومية الخاصة، واقتحام مجلس النواب والمؤسسات الدستورية وعدم قيام القوات المعنية بواجبها، يثير الشبهات بشكل كبير”. وحمل الإطار “حكومة تصريف الأعمال” المسؤولية الكاملة عن أمن وسلامة الدوائر الحكومية ومنتسبيها والبعثات الديبلوماسية والأملاك العامة والخاصة، مطالبا بإجراءات حازمة لحفظ الأمن والنظام ومنع الفوضى والممارسات غير القانونية”، داعيا جماهيره إلى “اليقظة والانتباه وتفويت الفرصة والاستعداد لكل طارئ”. من جهته، دعا المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي إلى إنتخابات مبكرة عادلة ونزيهة، تعكس إرادة العراقيين تنظمها حكومة مؤقتة مستقلة تحظى بقبول وطني، داعيا القوى والشخصيات المدنية الديمقراطية وقوى التغيير الوطنية ممن لم يتورطوا في الأزمات، لتوحيد الجهود وتنظيم الصفوف لخلق معادلة وطنية تمثل بديلا سياسيا لمنظومة المحاصصة، محذرا من أن الصراع القائم من أجل السلطة بين القوى النافذة لا يمثل صراع مشاريع لبناء الدولة، إنما هو امتداد لصراعات تقاسم الثروة والنفوذ. إلى ذلك، استهدف قصف محيط قاعدة بامرني التركية الواقعة في محافظة دهوك أمس، حيث سقطت قذيفة على قرية بالقرب من قاعدة بامرني العسكرية التركية دون تسجيل إصابات.

 

سورية: 17 قتيلاً وعشرات الإصابات باشتباكات نادرة في السويداء

دمشق، عواصم – وكالات/28 تموز/2022

قال نشطاء ووسائل إعلام محلية إن نحو 17 شخصاً قُتلوا وأصيب عشرات، في اشتباكات نادرة بين سكان مسلحين وفصائل موالية للأجهزة الأمنية بمحافظة السويداء جنوب سورية، حيث ظلت المحافظة ذات الأغلبية الدرزية، في منأى في الغالب عن الصراع الدموي الذي عصف ببقية أرجاء سورية منذ عام 2011، لكن احتجاجات متفرقة اندلعت هناك بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية التركية تحييد ثلاثة من تنظيم “حزب العمال الكردستاني”، قال وزير الداخلية سليمان صويلو إنهم تسللوا إلى الأراضي التركية قادمين من سورية، موضحة أن طائرة بدون طيار رصدتهم في محيط قرية بولاية ماردين. على صعيد آخر، أكد وزير الخارجيةِ التركي مولود جاويش أوغلو أنَّ بلاده ستقدّم كل أنواع الدعم السياسي إلى دمشق من أجل إخراج الإرهابيين من المنطقة، قائلاً إِنَّ “بلاده أجرت سابقاً محادثاتٍ مع إيران في هذا الصدد”. وأضاف أن من حق سورية أن تزيل تنظيماتٍ مثل قوات سورية الديموقراطية (واي بي جي) وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي) من أراضيها، وأشار إلى أنه “ليس من الصواب أن تصف المعارضة المعتدلة بالإرهابية”.

 

هل حضر دور إسرائيل في سورية أمام «قمة طهران»؟

تل أبيب/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

كشفت جهات ناشطة في مجال الأمن القومي في إسرائيل عن أن لقاء قمة طهران؛ الذي جمع مصالح مشتركة عديدة، أظهر وجود خلافات أيضاً بين الأطراف الثلاثة المشاركة فيه، فضلاً عن التناقضات الكثيرة في المصالح، مع رفض للحملة التركية المزمعة شمال سوريا وتجاهل للوجود الإسرائيلي من خلال الضربات العسكرية. جاء هذا التقدير خلال حلقة نقاشية في «معهد أبحاث الأمن القومي» في تل أبيب، بمشاركة عدد من الدبلوماسيين والجنرالات السابقين والخبراء، الذين نقلوا عن مسؤولين إسرائيليين وأجانب بعض التفاصيل عن مجريات تلك القمة والتي بينت مدى الخلافات والتناقضات بين الأطراف الثلاثة. في السياق السوري؛ رأى الإسرائيليون أن «القمة الثلاثية في طهران شهدت اهتماماً إيرانياً روسياً بثني تركيا عن نيتها إطلاق عملية جديدة في شمال سوريا. فالسيطرة الكردية (للفرع السوري من حزب العمال الكردستاني) هناك، تشكل تهديداً أمنياً لأنقرة». وقالوا إن «إيران تخشى من أن تؤدي عملية عسكرية تركية أخرى إلى تقويض سيطرة الرئيس الأسد في سوريا وتوسيع الوجود العسكري التركي في منطقة مدينة (تل رفعت) شمال محافظة حلب، بجوار بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تعدّان منطقة نفوذ لإيران والميليشيات التي تدعمها». وأكد المشاركون أن خامنئي حذر خلال لقائه مع إردوغان بأن «أي عملية عسكرية في شمال سوريا ستضر حتماً بتركيا وسوريا والمنطقة بأسرها، وستفيد الإرهابيين». ويبدو من تصريحات الطرفين أن إيران وروسيا لم تتمكنا من إقناع الرئيس إردوغان بالتراجع عن نيته الشروع في عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا.

وأشاروا إلى خلافات في الرأي حول الساحة السورية بين إيران وروسيا، في سياق استمرار النشاط الإسرائيلي في سوريا. ولفتوا إلى أنه في الملخص الرسمي للاجتماع الثلاثي، الذي نشره الكرملين، لم يرد ذكر إسرائيل أو الهجمات الإسرائيلية في سوريا، رغم أن القضية أثيرت في المحادثات من قبل إيران التي طالبت بوقف العمليات الإسرائيلية. ورغم الخلاف بين الدول الثلاث، فإنه يبدو أنها تعترف بضرورة التوصل إلى نوع من الاتفاق من أجل الحفاظ على مصالحها في سوريا. وقال التقرير إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وجدوا في لقائهم فرصة لمواجهة العقوبات الغربية التي يخضعون لها بدرجات متفاوتة، لإظهار الشراكة بينهم. لكن من المشكوك فيه أن يستطيعوا تشكيل محور متماسك مناهض للغرب، يمكنه التعامل بنجاح مع التحديات التي تواجههم على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية.

ومما جاء في التقرير أن الخلافات تجلت أكثر في اللقاءات الثنائية التي جرت بين الرؤساء الثلاثة، ومع المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي. وورد فيه أن اللقاء الثنائي بين بوتين وخامنئي رأيا فيه فرصة لتوسيع التعاون بين روسيا وإيران ضمن استراتيجية «التوجه إلى الشرق»، التي تبنتها القيادة الإيرانية في السنوات الأخيرة في ظل عزلة طهران المتزايدة. وفي الأشهر الأخيرة، أجرى البلدان سلسلة من المشاورات بشأن إمكانية التعاون في مواجهة العقوبات الغربية، بناءً على تجربة إيران في الالتفاف على العقوبات الاقتصادية. وتم التوقيع على اتفاق بين شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركة النفط الحكومية الروسية «غازبروم»، بقيمة نحو 40 مليار دولار لصالح الاستثمار المشترك في مشروعات النفط والغاز.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه «من المشكوك فيه للغاية ما إذا كانت لدى روسيا القدرة على استثمار مثل هذه المبالغ الكبيرة في تطوير حقول النفط والغاز في إيران في الوقت الحاضر. وعلاوة على ذلك، لا يزال البلدان متنافسين أكثر من أنهما شريكان في مجالات الطاقة. فمنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، تعرض حجم صادرات النفط الخام الإيراني إلى الصين لضربة شديدة بسبب بيع النفط الروسي للصين بسعر مخفض». ورأى التقرير أن «الأزمة في أوكرانيا توفر فرصة لإيران لتعميق التعاون العسكري مع موسكو، ويبدو أن الجوانب العسكرية تمت مناقشتها أيضاً خلال الزيارة، حيث كان أحد أعضاء الوفد الروسي المرافق لبوتين هو رئيس جهاز المخابرات الرئيسي في الجيش الروسي. وخلال الزيارة، تم تبادل مسودة اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، تتضمن بنداً حول التعاون العسكري - الفني. ويفترض أن تحل هذه الاتفاقية محل الاتفاقية السابقة بينهما، والتي تم توقيعها لأول مرة عام 2001، وتم تمديدها مرات عدة لحين انتهاء مفعولها في عام 2020، وإلى ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، قيدت روسيا التعاون العسكري بينها وبين إيران خوفاً من رد الفعل الغربي». غير أن هذا القيد لم يعد قائماً، «وقد تقترح روسيا على إيران تقنيات عسكرية متطورة لم يتم توفيرها لها حتى الآن». وقال التقرير: «تملك طهران مصلحة واضحة في تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الكرملين، ويأتي ذلك، جزئياً، في رد على الأفكار المطروحة لإنشاء نظام دفاع إقليمي في الشرق الأوسط بقيادة واشنطن. ويثير هذا الاحتمال قلقاً كبيراً في طهران، لا سيما في ظل استمرار الجمود في المحادثات النووية والخوف من مزيد من التصعيد بينها وبين الغرب». من جهتها، ترى روسيا أن هذا النوع من الأنظمة الدفاعية بقيادة واشنطن يشكل تهديداً لمصالحها الإقليمية. وفي هذا السياق، «لا تزال أنقرة تقف على الحياد، وفي حين أن عملية التطبيع في المنطقة مع إسرائيل تقربها من المحور الذي تقوده واشنطن، فإن الخلافات العميقة مع هذه الجهات ومع الجهات الفاعلة الأخرى، تجعلها أقرب إلى روسيا وإيران». وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن «زيارة بوتين جرت على خلفية تقارير في الولايات المتحدة، تفيد بأن إيران تعتزم تزويد روسيا بمئات الطائرات المُسيرة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا. ولكن، من المشكوك فيه ما إذا كانت لدى إيران القدرة على إنتاج مئات الطائرات المُسيرة المتقدمة خلال وقت قصير، وبالتالي، حتى لو اشترت روسيا الطائرات المُسيرة من إيران، فلن يكون حجمها كبيراً».

 

باريس تدفع إلى تعميق التعاون مع الرياض في شتى المجالات وملفات متعددة تنتظر لقاء الأمير محمد بن سلمان وماكرون في الإليزيه

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

تنظر فرنسا إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى باريس بأهمية كبرى ولمزيد من تعميق التعاون والشراكة مع الرياض في شتى المجالات، وينتظر أن يحتضن قصر الإليزيه اجتماعاً مهماً بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي سيكون حافلاً بالملفات التي ستتم مناقشتها. وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باريس - المحطة الثانية في جولته الأوروبية - تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الفرنسي وفي سياق دولي تغلب عليه الحرب الروسية على أوكرانيا وتبعاتها في قطاع الطاقة والأزمة الغذائية، والتوتر القائم بين موسكو والعواصم الغربية على خلفية حزم العقوبات المتنوعة والقاسية المفروضة على روسيا ومساعي فرض عزلة دولية عليها. بيد أن الملفات الإقليمية المتمثلة بالحرب اليمنية ومصير الهدنة، والملف النووي الإيراني والعلاقة مع طهران والاستقرار والأمن في منطقة الخليج، ومحاربة الإرهاب، والجهود السعودية - الفرنسية لإخراج لبنان من أزماته المتعددة واستحقاق الانتخابات الرئاسية القادمة، والسعي لتجنب الفراغ المؤسساتي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية مع انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، والملف الفلسطيني - الإسرائيلي، كلها ستكون موضع تباحث بين الجانبين. يضاف إلى ذلك ملف العلاقات الثنائية، حيث تجمع البلدين «شراكة استراتيجية» تشمل الميادين كافة، سيكون أيضاً حاضراً وسط رغبة مشتركة لدفعها إلى مجالات أرحب وأوسع.

العلاقات السعودية - الفرنسية لا تشوبها شائبة

ثمة إجماع على أن العلاقات السعودية - الفرنسية لا تشوبها شائبة، وأن سياسة البلدين متطابقة في أكثرية الملفات موضع البحث، وأنه في حال وجود «تمايزات» في المقاربة أكان ذلك بخصوص الملف النووي الإيراني أو غيره، فإن الطرفين يسعيان إلى مواقف متقاربة وهما يغلّبان الحوار؛ إذ تذكر المصادر الفرنسية، أن باريس دعمت دوماً المبادرات الخليجية، في اليمن ونوّهت بالهدنة وأدانت باستمرار التعديات الحوثية على السعودية والتدخل الإيراني، وتعمل دوماً للأمن والاستقرار في منطقة الخليج. والملف اليمني، كما الملف اللبناني، نموذج على توافق المواقف بين باريس والرياض. وتركز المصادر المشار إليها على أهمية العلاقات الشخصية بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس ماكرون، وتطورت وتثبتت أكثر فأكثر مع كل لقاء وآخرها اجتماع جدة نهاية العام الماضي. وقال لـ«الشرق الأوسط» برتراند بيزانسينو، السفير الفرنسي السابق في الرياض، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان، هي «مؤشر إضافي لتنامي العلاقات بين البلدين على الصعد كافة السياسية والاقتصادية»، وأنه «من الطبيعي أن توحد الدول الصديقة جهودها، بعد جائحة كورونا وتبعاتها؛ من أجل إعادة إطلاق عجلة الاقتصاد العالمي»، مشيراً إلى أن السعودية وفرنسا وكلتاهما عضو في مجموعة العشرين ستوحدان جهودهما في القمة القادمة، وستعملان معاً في إطار تنفيذ «رؤية 2030 السعودية».

زيارة ولي العهد فرصة لتوسيع المبادرات

ويرى السفير الفرنسي السابق، أن زيارة ولي العهد «تمثل فرصة لتعزيز التشاور وتوسيع المبادرات المشتركة؛ إذ لا شك أنها ستفضي إلى تقوية الشراكة الاستراتيجية إلى تجمع بلدينا منذ سنوات»، وخلاصة بيزانسينو، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باريس ستساهم في الدفع نحو «علاقات أوثق سيكون لها دور، وفق قراءتي، في خفض التصعيد، وسيكون ذلك لخير العالم». وفي جانب آخر، يرى بيزانسينو، أن السعودية التي «استعادت قدراتها المالية ترغب في التعاون مع الأطراف المهتمة في تنفيذ المشاريع الكبرى التي أطلقتها، وبالتالي فإن فرنسا التي تجمعها صداقة قديمة مع السعودية قادرة على مواكبة المشاريع السعودية وجاهزة لوضع قدراتها ومعارفها وخبراتها، أكان ذلك في قطاعات الطاقة والنقل والاتصال والبيئة والصحة والأمن والتأهيل والثقافة». ويعتقد بيزانسينو، أن اللحظة «مناسبة من أجل تعزيز الاستثمارات المتبادلة» بين الطرفين، مشيراً إلى أن حضور ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، مؤخراً منتدى «خيارك فرنسا» في قصر فرساي لاجتذاب الاستثمارات العالمية، يبيّن أن البلدين راغبان في تنمية هذه الأنشطة. وخلاصة السفير الفرنسي السابق، أن تنويع الشراكات في زمن يغلب عليه افتقاد اليقين يساهم بلا شك في المحافظة على الاستقلالية الاستراتيجية، وأنه «من الطبيعي أن يسعى البلدان إلى علاقات أوثق، خصوصاً أنهما صديقان منذ عقود طويلة».

باريس تبحث عن دور لها في الشرق الأوسط

ويعد الاجتماع المرتقب، من الجانب الفرنسي، بمثابة تتويج لسلسة من القمم التي استضافها قصر الإليزيه منذ بداية الأسبوع الماضي وشملت رئيس دولة الإمارات والرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية. وبالتوازي، أجرى ماكرون الذي يعود اليوم من جولته الأفريقية، سلسلة اتصالات هاتفية، كان أحدها مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي؛ لحثه على قبول العرض المقدم لطهران بالنسبة للملف النووي. وفي حين يرى متابعون للعلاقات السعودية - الفرنسية في جولة الأمير محمد بن سلمان الأوروبية بعد زياراته السابقة في العالم العربي وإلى تركيا، وبعد قمتي جدة الثنائية «السعودية - الأميركية والخليجية - العربية - الأميركية» مؤشراً لدينامية الدبلوماسية السعودية، فإنهم يرون في الوقت نفسه، أن الرئيس ماكرون يريد وضع بلاده على الخريطة الدبلوماسية للشرق الأوسط من خلال حراكه المتصاعد. وقالت مصادر فرنسية، إن ماكرون يسعى لاستنساخ تجربة مؤتمر بغداد الذي عقد في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي والذي جمع أطراف المنطقة كافة، بمن فيهم وزراء خارجية السعودية وتركيا وإيران. ووفق الرؤية الفرنسية، فإن مؤتمراً أو قمة من هذا النوع من شأنها خفض التصعيد وتوفير منصة للحوار بين الأطراف كافة. وما تخشاه العاصمة الفرنسية، أن يكون الفشل في تفعيل الاتفاق النووي الإيراني الذي انطلقت المحادثات في فيينا لإعادة العمل به منذ 17 شهراً بسبب تعقيدات أميركية - إيرانية، سبباً للتصعيد في المنطقة. ولذا؛ فإن ماكرون طرح الفكرة على قادة من المنطقة، وتقول المصادر الفرنسية، إنه، حتى اليوم «تلقى ردوداً مشجعة». إلا أنه حتى تاريخه، لا تتحدث المصادر الفرنسية عن موعد محدد لمثل هذا المؤتمر. وباختصار، فإن باريس ترى أن هناك فرصة متوافرة لها لكي تكون لاعباً رئيسياً في منطقة الشرق الأوسط، معتمدة في ذلك على علاقاتها الجيدة مع الكثير من بلدانه ومن الانشغال الأميركي بالملف الروسي – الأوكراني، وبالنتائج «المتواضعة» التي حصل عليها الرئيس الأميركي جو بايدن من جولته الشرق أوسطية. من هنا، فإن باريس التي تراهن على موقعها داخل الاتحاد الأوروبي وعلى دينامية دبلوماسيتها تعتبر أن الشراكة مع السعودية التي تتمتع بأكبر اقتصاد في المنطقة وبوزن سياسي وديني واقتصادي وفكري، ورقة رابحة للطرفين الفرنسي والسعودي، ولكن أيضاً لباريس، حيث تتزايد قدرتها التأثيرية في الملفات الأخرى كما في الملف اللبناني مثلاً. ووفق هذه القراءة، تبرز أهمية المحطة الباريسية لولي العهد وتكشف توقعات فرنسا العالية والطموحة منها.

مطالب فرنسية لتعميق التعاون الثقافي مع السعودية

ليس سراً أن السعودية تولي قطاع الثقافي أهمية كبرى في سياق التعاون الديناميكي القائم مع الطرف الفرنسي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال جاك لانغ، وزير الثقافة السابق ورئيس معهد العالم العربي الحالي، إن التعاون الثقافي مع الرياض «قائم ويتطور» وثمة «رغبة قوية» من الطرفين أن يتقدم أكثر، فأكثر. ويعتبر لانغ الذي زار السعودية العديد من المرات، أن التعاون القائم بين الطرفين «يعد نموذجياً». وبمناسبة زيارة الأمير محمد بن سلمان، وجّه لانغ كتاباً إلى الرئيس ماكرون يحثه على تعميق التعاون مع الرياض في المجال الثقافي والعلمي والسينمائي والفني والمتاحف، منوهاً بـ«الثورة الثقافية الجارية في السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان في المجالات الفكرية والثقافية والفنية والتي تشمل كامل المجتمع السعودي». كذلك أشاد لانغ بالنهضة السينمائية في السعودية كما برزت في أول مهرجان لها في جدة، إضافة إلى الإبداعات المسرحية والموسيقية... كذلك أشاد لانغ برغبة ولي العهد في تحويل الرياض إلى «عاصمة كبرى للثقافة وأن تكون سبّاقة في التعليم والبحث العلمي». ثمة سقف مرتفع لتوقعات فرنسا المنتظرة من زيارة الأمير محمد بن سلمان. ولا تخفي باريس اهتمامها بتوفير مصادر بديلة وكافية من النفط والغاز في حين الأسعار ترتفع أوروبياً بشكل غير مسبوق. بيد أن الرياض عبّرت عن موقفها بصراحة من المطلب الغربي لرفع إنتاجها من النفط، مشددة على التزامها بما تقرره مجموعة «أوبك بلاس» التي تضم أيضاً روسيا. وأول من أمس، كشف مصدر دبلوماسي في السفارة الفرنسية في الرياض لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، عن جانب مما تترقبه فرنسا من الزيارة ومن تشكيل «مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي - الفرنسي» الذي سيكون إلى جانب مجلس رجال الأعمال السعودي - الفرنسي. وأفاد المصدر، بأن الطرفين سيستعرضان أوجه التعاون في مجالات الطاقة ومسار التعاون على صعيد تصنيع سفن وفرقاطات بالسعودية، في ضوء مذكرة التفاهم بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة ومجموعة «نافال» الفرنسية الموقّعة بين الطرفين في فبراير (شباط) 2019. وإبان زيارة ماكرون إلى السعودية، تم الإعلان عن جملة مشاريع للتعاون في القطاع الدفاعي، ستكون بدورها موضع تقييم في اجتماع اليوم، منها إقامة مشروع مشترك لتصنيع هياكل الطائرات في السعودية. وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى باريس بصفته ولياً للعهد في العام 2018 أسفرت عن توقيع 19 اتفاقاً وبروتوكولاً بقيمة 18 مليار دولار، شملت قطاعات صناعية، مثل البتروكيميائيات ومعالجة المياه، إضافة إلى السياحة والثقافة والصحة والزراعة.

 

بوريل: إذا أرادت روسيا قطع إمدادات الغاز فلن تنتظر حتى الشتاء

مدريد/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الخميس، أنه إذا أرادت روسيا «قطع الغاز» عن الاتحاد الأوروبي، فـ«لن تنتظر الخريف أو الشتاء»، معتبراً في الوقت نفسه أنّ انقطاعاً «قاسياً» للإمدادات أمرٌ غير مرجّح. وقال بوريل في حديث مع قناة «تي في إيه» التلفزيونية الإسبانية «إذا كانت روسيا تريد قطع إمدادات الغاز، فلن تنتظر حتى الخريف أو الشتاء للقيام بذلك، لن تسمح لنا بملء مخزوننا خلال الصيف». وأضاف «ستقوم بذلك في أسرع وقت كي تتجنّب السماح بأن يكون لدينا في الشتاء مخزونات تساعدنا على الاستمرار»، مشيراً إلى أن قرار موسكو يعتمد على «عوامل كثيرة»، من بينها «تطورات الحرب على أوكرانيا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.مع ذلك، اعتبر بوريل أنه من غير المحتمل أن يكون هناك «قطع قاسٍ» لإمدادات الغاز «غداً»، حتى لو أعلنت موسكو بالفعل أن شحنات الغاز ستكون «أكثر انخفاضاً ممّا هو متوقع».

وأوضح أنّ روسيا تريد بيع غازها وتبحث عن «عملاء بدلاً» من الاتحاد الأوروبي، «لأنها تعلم أننا سنستغني عن الغاز الروسي بالكامل في نهاية المطاف». وأشار إلى أن موسكو تبني خطوط أنابيب غاز أخرى على عجل، «تربطها بزبائن آخرين»، مضيفاً أن تشغيل هذه الأنابيب «سيستغرق وقتاً».

وكانت روسيا قد خفّضت شحنات الغاز إلى أوروبا بشكل حاد خلال الأسابيع الأخيرة، خصوصاً عبر خط أنابيب «نورد ستريم» الذي كان يعمل فقط بنسبة 20 في المئة من طاقته، الأربعاء، مبرّرة خطوتها بأعمال الصيانة اللازمة.

 

مستشار الأمن القومي البريطاني: العالم يدخل عصراً جديداً خطيراً من التهديدات

لندن/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

قال مستشار الأمن القومي البريطاني، إن العالم يدخل «عصر انتشار جديداً خطيراً»، مع تهديدات من الأسلحة الجينية والليزر والرؤوس الحربية النووية. أثار السير ستيفن لوفغروف شبح «الدخول بصراع خارج عن السيطرة» ما لم يتم ابتكار أساليب لردع الأعمال العدائية وفرض ضوابط على انتشار الأسلحة الفتاكة التي أصبح من السهل الحصول عليها بشكل متزايد، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».في خطاب علني نادر وصريح للغاية خلال  زيارة للولايات المتحدة، حذّر من أن الآليات التي تطورت خلال الحرب الباردة من قبل، وبين الحلفاء الغربيين والاتحاد السوفياتي آنذاك لمنع أي من الجانبين من الاشتباك النووي، لم تعد كافية. وسلط الضوء على المخاوف بشأن برنامج الأسلحة النووية الصيني على وجه الخصوص. وقال لوفغروف في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن «يجب أن نكون صادقين - الاستقرار الاستراتيجي في خطر». ووصف الحرب الروسية في أوكرانيا بأنها مظهر من مظاهر المنافسة الأوسع التي تتحدى النظام الدولي. وأضاف «بينما تتكشف هذه المنافسة، ندخل عصراً جديداً خطيراً من الانتشار، حيث يزيد التغيير التكنولوجي من الضرر المحتمل للعديد من الأسلحة، وتتوافر هذه الأسلحة على نطاق أوسع... نحن في حاجة إلى البدء في التفكير في النظام الأمني الجديد».

* سهولة الحصول على الأسلحة الخطرة

تضمن ذلك نظرة «عاجلة» إلى عنصرين ساعدا في الحفاظ على السلام العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. يتعلق الأمر أولاً بقدرة الحلفاء الغربيين على ردع هجمات أعدائهم. والآخر عبارة عن شبكة من الاتفاقات الدولية للسيطرة على انتشار الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية.

وقال لوفغروف «السؤال هو كيف نعيد ضبط الاستقرار الاستراتيجي للعصر الجديد - إيجاد توازن بين التعقيد غير المسبوق حتى لا ندخل في صراع خارج عن السيطرة». وتابع «لا يمكن تربيع الدائرة إلا إذا جددنا كلاً من الردع وتحديد الأسلحة، واتخذنا نهجاً أكثر شمولاً وتكاملاً لكليهما».

قال السير ستيفن، الذي طرح التحدي، إن هناك مجموعة متزايدة من الأسلحة التي أصبح من السهل الحصول عليها بشكل متزايد - وليس فقط من قبل الحكومات الوطنية. وهذا يشمل الأسلحة السيبرانية والطائرات من دون طيار والتهديدات الكيماوية والبيولوجية.

قد لا تكون هذه الأدوات كافية لإشعال الحرب، ولكنها قد تسبب عدم استقرار مع عواقب لا يمكن توقعها. وأوضح مستشار الأمن القومي، أن هناك بعد ذلك مجموعة من التقنيات الناشئة التي طورتها أقوى الدول فقط، والتي يمكن أن «تخل بالتوازن الاستراتيجي». وأشار إلى الإنترنت في هذه الفئة إلى جانب «الأنظمة الفضائية»، و«الأسلحة الجينية»، و«صواريخ كروز التي تعمل بالطاقة النووية، وأسلحة الطاقة الموجهة، ومركبات الانزلاق التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». يبدو ما يسمى الأسلحة الجينية وكأنه شيء من رواية خيال علمي، لكن عضواً في الكونغرس الأميركي كشف خلال منتدى أمني في أسبن بولاية كولوراد، الأسبوع الماضي أنه يجري تطوير أسلحة بيولوجية تستخدم الحمض النووي للهدف لملاحقة شخص معيّن.

* مخاوف بشأن التحديث النووي الصيني

كما حذر مستشار الأمن القومي البريطاني من «التقنيات النووية الجديدة»، خصوصاً المرتبطة بالصين. وقال «لدينا مخاوف واضحة بشأن برنامج التحديث النووي الصيني الذي سيزيد عدد وأنواع أنظمة الأسلحة النووية في ترسانتها». وأشار إلى إن التصدي للتهديد الذي يمثله انتشار الأسلحة الجديدة هو «احتمال مخيف»، وبينما كان تأمين اتفاقيات دولية جديدة مع القوى الكبرى هدفا طويل الأمد، إلا أنه «ليس هناك احتمال فوري» لحدوث ذلك.

 

بايدن ونظيره الصيني يبحثان ملف تايوان والخلافات التجارية

واشنطن/الشرق الأوسط»/28 تموز/2022

تحادث الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ هاتفياً، اليوم (الخميس)، بشأن التوترات المتصاعدة حول تايوان والخلافات التجارية ومحاولتهما إبقاء التنافس بين القوى العظمى تحت السيطرة. وقال البيت الأبيض، إن الاتصال الهاتفي بدأ الساعة 8:33 بتوقيت واشنطن (12:33 بتوقيت غرينتش). وذكر متحدث، أن بياناً سيصدر بعد انتهاء المكالمة، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. ورغم كونه التواصل الخامس بين بايدن وشي، بات من الصعب إخفاء انعدام الثقة الكبير بين البلدين. وتخاطر كل من بكين وواشنطن اللتين تدور بينهما حرب تجارية، أكثر وأكثر بحدوث نزاع مفتوح حول تايوان، مع مؤشرات طفيفة تفيد بإيجاد حل حول المسالتين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن «التوترات بشأن السلوك العدواني للصين في منطقة الهندي والهادي» ستكون على رأس جدول الأعمال. وأحدث نقطة توتر هي الزيارة المحتملة لحليفة بايدن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الجزيرة التي تزعم بكين أنها جزء من الصين، ولكن لديها حكومتها الديمقراطية. وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين يزورون بانتظام تايوان التي يفصلها شريط ضيق من المياه عن البر الصيني، فإن بكين تعتبر زيارة بيلوسي بمثابة استفزاز كبير. وهي المسؤولة الثانية في ترتيب الرئاسة الأميركية؛ ونظراً لمنصبها فقد تسافر بوسائل نقل عسكرية. وحذرت الصين، الأربعاء، من أن واشنطن «ستتحمل العواقب» إذا تمت الزيارة التي لم تؤكدها بيلوسي بعد. وصرح الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، للصحافيين، أنه إذا طلبت بيلوسي «دعماً عسكرياً فسنفعل ما هو ضروري لضمان قيامها بمهمتها على أكمل وجه». والتوتر حول زيارة بيلوسي غيض من فيض؛ إذ يخشى المسؤولون الأميركيون من أن يفكر شي في استخدام القوة لفرض السيطرة على جزيرة تايوان الديمقراطية. وكان الغزو يعتبر مستبعداً وحتى شكل محدود من العمل العسكري، لكن مراقبي تحركات الصين ينظرون بشكل متزايد إلى هذا الاحتمال، وربما يتم توقيته لتعزيز موقع شي عندما يسعى في وقت لاحق من هذا العام إلى تولي ولاية رئاسية ثالثة. ولم تساهم تصريحات بايدن المتناقضة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان - قال في مايو (أيار)، إنها ستفعل ذلك قبل أن يؤكد البيت الأبيض ألا تغيير في سياسة عدم التدخل «الاستراتيجية» - في خفض حدة التوتر. وفقاً للبيت الأبيض، فإن الهدف الرئيسي لبايدن هو إقامة «حواجز حماية» للقوتين العظميين. ويهدف هذا إلى ضمان تجنب وقوع نزاع مفتوح، رغم اختلافهما بشأن الديمقراطية وتنافسهما بشكل متزايد على الساحة الجيوسياسية.

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

مطرانٌ وموسى والحاجّ.. لم يَعُد المطلوبُ الاعترافَ بوجودِ المقاومةِ، بل الاعترافُ بمقاومةٍ لم تَعُد موجودة.

سجعان قزي/افتتاحيّةُ جريدة النهار/الخميس 28 تموز 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110767/%d8%b3%d8%ac%d8%b9%d8%a7%d9%86-%d9%82%d8%b2%d9%8a-%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8c-%d9%88%d9%85%d9%88%d8%b3%d9%89-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%a7%d8%ac%d9%91-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d9%8e%d8%b9%d9%8f/

كان يَنقُصُ غِبطةَ البطريرك بشارة الراعي أن يُحدِّدَ له بعضُ السياسيّين الوارثَي النعمة، والأحزابِ الحديثي العهد طبيعةَ علاقتِه بأبرشيّاتِه ودورِها. إذا بُلِيتُم بالجُبنِ فاسْتتِروا. الكمينُ الذي تَعرّضَ له المطران موسى الحاجّ ليس حادثًا بسيطًا وبريئًا. لم يُفتعَل لكي يُحَلَّ سريعًا. ولن يُحلَّ ذاتَ يومٍ من دون آثارٍ جانبيّةٍ وأضرار. والبطريركيةُ المارونيّةُ ليست قاضي تحقيقٍ لكي تُحدِّدَ المسؤوليّةَ الإسميّةَ عن نَصبِ الكمين. توجدُ مجموعةٌ حاكمةٌ بالتكافلِ والتضامنِ، أذْرعُها تَمتدُّ إلى جميعِ مفاصلِ الدولةِ ومؤسّساتِها وأجهزِتها وقُضاتِها وتَتوزَّعُ ارتكابَ الجُنحِ والجِنايات. وإذا لم تَكن هذه المجموعةُ وراءَ ما حَصلَ للمطران الحاجّ، فلتَتفضَّل وتَجِدْ حَلًّا فوريًّا للحادث وتَعتذر، وإلا تَدينُ نفسَها بنفسِها. لكن ما نَعرِفه هو أنَّ للحادثِ أبعادًا ترمي إلى التأثيرِ على مواقفِ البطريرك بشارة الراعي من عدّةِ قضايا، أبرزُها: انتخاباتُ رئاسةِ الجُمهوريّةِ، قيادةُ الجيش، حاكميّةُ مصرِف لبنان، تَسييسُ القضاء، سلاحُ حزبِ الله، مفاوضاتُ الطاقةِ مع إسرائيل، إلخ...

لا نَستَهْوِلنَّ هذه الروابط، فعلى وَقعِ هذا الكمينِ المدَبَّر، يريدُ البعضُ إسكاتَ صوت المعارَضة، وتحقيقَ أهدافٍ عدّةٍ في توقيتٍ محليٍّ وإقليميٍّ ودُوَليٍّ مليءٍ بالمفاجآت والتحوّلات. ولقد تَقصّدَ مُفتعِلو الحادثِ ربطَ مصدرِ المساعداتِ الماليّةِ والطِبيّةِ بواقعِ القطيعةِ مع إسرائيل لإحراجِ أطرافٍ سياسيّةٍ، فتُحجِمُ عن التضامنِ مع بكركي والمطران. هكذا، رأينا قياداتٍ مختلِفةً تلتزمُ الصمتَ، وأخرى تَتبرّأُ وتُزايِدُ، وأُخْرى تُسقِطُ حقَّها من المساعدات الآتيةِ إليها من أنسبائِها في إسرائيل.

ليس من بابِ المصادفةِ أن يتمَّ التعرّضُ للمرجِعيّاتِ المسيحيّةِ، وتحديدًا المارونيّة، كلّما كان هناك مشروعٌ لضربِ الكيانِ اللبنانيِّ. هذا واقعٌ من سنةِ 1958 إلى اليوم. وحين بَرزَت مرجِعيّاتٌ قويّةٌ غيرُ مسيحيّةٍ جرى التعرّضُ لها أيضًا كخَطفِ الإمامِ موسى الصَدر سنةَ 1978 واغتيالِ الرئيس رفيق الحريري سنةَ 2005. إنَّ بروزَ رجلٍ (أو امرأة) يُغيّرُ وجهَ التاريخ، وكذلك غيابُه. حاليًّا، يوجد رجلٌ يُزعِجُ الجماعةَ الحاكمةَ أكثرَ من غيرِه، هو غِبطةُ البطريرك المارونيِ، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. صخرةٌ تَعترضُ طريقَهم فاعتَرضوا طريقَ المطران. يريدون منعَ البطريرك من المشاركةِ الفاصِلةِ في اختيارِ رئيسِ الجُمهوريّةِ الجديدِ إذ هو يريد رئيسًا يَنقُضُ، وهم يريدون رئيسًا يُكْمِل.

لدى وقوعِ المطران موسى الحاجّ في الكمينِ المتعدِّدِ الجنسيّاتِ اللبنانيّةِ (17 تموز 2022)، استبعَدْنا عمدًا تورّطَ حزبِ الله فيه، فامتَعضَ أصدقاءُ وتَعجّبوا. وعوضَ أن يُقدِّرَ الحزبُ هذا الموقفَ لإنضاجِ حوارٍ ناشئ، أتْحفَنا بسيلِ تصاريحَ تخوين، واستدعى إعلاميّين من الاحتياط لشنِّ حملاتٍ دنيئةٍ على البطريركِ الراعي والمطران الحاجّ وبيئتِهما حتّى لم يَعُد أمامَنا سوى تَرداد: "كاد المريبُ أنْ يقولَ خُذوني".

لا يَنطُقُ مسؤولٌ في حزبِ الله من دونِ تأشيرةٍ من قيادتِه. وبالتالي، كلُّ تصريحٍ لمسؤولٍ فيه يُعبّرُ رسميًّا عن موقفِ الحزبِ، خصوصًا حين لا يَصدُر تكذيبٌ يَدحَضُ التصاريحَ المنافيةَ لآدابِ الشراكةِ الوطنيّةِ التي تَفوّهَ بها أخيرًا رَهْطٌ من قياداتِ الصفِّ الأوّل: السيد حسن نصرالله نَحّى الدولةَ واستولى على قرارِها في المفاوضاتِ مع إسرائيل، واقترَح على المطران الحاجّ سلوكَ طريقِ الأردن عوضَ الناقورة إلى إسرائيل. الشيخ نعيم قاسم خَيّرنا بين تأييدِ مشروعِ حزبِ الله أو الرحيل. السيّد هاشم صفيِّ الدّين أنذَرَنا بأنَّ نهايتَنا اقتربَت بعدما صَبرَ علينا أربعينَ سنةً. والنائبُ محمد رعد راقَ له أن يَتّهمَ المطرانَ موسى الحاج بالعَمالة، إلخ... ورغم ذلك يَستفْظِعُ حزبُ الله انتقادَه ويأخذُ على خاطرِه.

حين يضعُ حزبُ الله اللبنانيّين الّذين لا يُشاطرونَه الرأيَ في موقعِ العدوّ، لا يَلومَنَّهُم إنْ رَفضوه. وحين يَعتبرُ الّذين يُفضِّلون السلامَ العادلَ على الحربِ العبثيّةِ عملاءَ، لا يَستَغرِبنَّ إن عارضوه؛ ليس حزبُ الله مِعيارَ الوطنيّةِ في هذا البلد. وحين يتنازلُ حزبُ الله في مفاوضاتِ حقولِ الغاز عن حدودِ لبنان التاريخيّةِ (الخطّ 29) للوصولِ إلى اتفاقٍ مع إسرائيل، ويُعقّدُ بالمقابل أيَّ اتفاقٍ بين اللبنانيّين، يُحلِّلُ لنا أن نَتساءلَ عن جدوى بقاءِ السلاحِ تحتَ شعارِ المقاومة. مؤسفٌ أن يَدفعَ حزبُ الله اللبنانيّين إلى مرحلةِ المواجهةِ معه، وهُم الّذين أرادوا أفضلَ العَلاقاتِ معه كما مع سائرِ القوى الأُخرى. لم يَعُد المطلوبُ الاعترافَ بوجودِ المقاومةِ، بل الاعترافُ بمقاومةٍ لم تَعُد موجودة.

غريبٌ أن تَتمكَّنَ شعوبٌ عَلمانيّةٌ أو مُلحِدةٌ من التعايش في ما بينها ضِمنَ دولةٍ واحدة، ونَعجَزُ نحن اللبنانيّين المؤمنين بأديانِنا عن أن نتعايشَ بأمنٍ وسلامٍ ومساواة. وغريبٌ أيضًا أن تنجحَ إسرائيلُ في عقدِ اتفاقاتِ سلامٍ وتطبيعٍ مع غالِبيّةِ الدولِ العربيّةِ والإسلاميّة، ونَفشَلَ نحن اللبنانيّين في عقدِ سلامٍ في ما بيننا ونبنيَ دولةً واحدة. هل تعاليمُ الأديانِ هي العائقُ؟ أم متدَيّنون شوَّهوا رسالةَ الأديان؟ أم دينٌ خرج عن مفهومِ الأديان؟

جميعُنا نَنتمي إلى "الحِواريّين". فالإبراهيميّةُ التي تَجمَعُ اليهودَ والمسيحيّين والمسلمين هي حالةُ حوارٍ ثلاثيّةٌ نَشأت منها حالاتٌ أخرى كالأنطاكيّةِ التي هي حالةُ حوارٍ ثنائيّةٌ بين المشرِق والغرب. وفي لبنان أطلقنا الفكرةَ اللبنانيّةَ التي هي أيضًا حالةُ حوارٍ رباعيّةٌ بين المسيحيّةِ والإسلامِ والدرزيّةِ والعَلمانيّة. لكنَّ المشكلةَ أنَّ الإبراهيميّةَ تَحوّلت من خلالِ تَفرّعاتِها من حالةٍ حواريّةٍ إلى حالةٍ تصادميّةٍ على مدى هذا الشرق. بعضُ الأطرافِ الإبراهيميّةِ رمى عنه ثقافةَ الحوار وفَضّلَ نزعةَ التوسّعِ على حسابِ إبراهيميّين آخَرين، وكان ما كان حتّى يومِنا هذا. إنّ اسمَ المطران الثلاثيَّ مع "واو" العطف هو خيرُ تعبيرٍ عن الحالةِ الإبراهيميّةِ الأولى التي كان يُفترَضُ أن تسودَ في الشرق: مطرانٌ وموسى والحاجّ...

أرادت البطريركيّةُ المارونيّةُ الأنطاكيّةُ أن يكونَ لبنانُ حالةً إبراهيميةً حديثةً، فيكونَ للمسيحيّين ولجميعِ اللبنانيَين على حدٍّ سواء، فإذا بلبنان، بعد مئةِ سنةٍ، يُمسي للجميعِ على حساب المسيحيّين. وحبّذا لو يُدركُ شركاؤنا في الوطن وجودَ هذا الشعورِ الصادِق في المجتمعِ المسيحيِّ عوضَ انتقادِه بشكلٍ سطحيّ. هذا الشعورُ هو ما يدفعُ مجموعاتٍ مسيحيّةً وغيرَ مسيحيّةٍ إلى طرحِ صيغٍ دستوريّةٍ جديدةٍ للبنان. وأتت حادثةُ المطران موسى الحاجّ لتُعزِّزَ هذا الشعور، بل لتُشجِّعَ المتردِّدين على التفكيرِ الجِدّي في بدائلَ وطنيّة. ليس في واردِ المسيحيّين، ومن يُشاطرُهم هذه المشاعرَ، القبولُ بالواقعِ الحالي. ولا بدّ من ترجمةِ هذا الرفضِ بخِيارٍ تاريخيٍّ يُعيد التوازنَ إلى الحالةِ الإبراهيميّةِ في الشرقِ وإلى الخصوصيّةِ اللبنانيّة بما هي إنسانٌ وكرامةٌ وحريّةٌ وسلامٌ وحضارة، قبل أنَ تكونَ أرضًا وصراعاتٍ وانحطاطًا واضطرابًا وقرونًا وُسطى.

 

تحرش وتنمر تحت قبة البرلمان اللبناني

طوني بولس/انديبندت عربية/28 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110776/%d8%b7%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a8%d9%88%d9%84%d8%b3-%d8%aa%d8%ad%d8%b1%d8%b4-%d9%88%d8%aa%d9%86%d9%85%d8%b1-%d8%aa%d8%ad%d8%aa-%d9%82%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b1%d9%84%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7/

تعرض نائبات من المعارضة لمضايقات ومنظمة العفو طالبت رئيس مجلس النواب بري بإنهاء التطاول على النساء

في وقت نفذ فيه أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت اعتصاماً في محيط البرلمان، وقبيل الذكرى السنوية الثانية للتفجير الذي هز لبنان في 4 أغسطس (آب) 2020، انتخب المجلس النيابي اللبناني أعضاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء الذي تحاول السلطة السياسية الحاكمة تفعيله لحماية نفسها من المساءلة، حيث أُعلن فوز سبعة نواب بعضويته بالتزكية، منهم بعض أركان المنظومة السياسية التقليدية أو ينضوون في أحزاب ينتمي إليها المدعى عليهم، وفي مقدمهم وزير الأشغال السابق يوسف فنيانوس الذي ينتمي إلى "تيار المردة" (يرأسه النائب السابق سليمان فرنجية)، والنائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر اللذان ينتميان إلى "حركة أمل" (يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري). إلا أن الأجواء الفوضوية وإثارة قضية "التحرش" التي تعرضت لها بعض النائبات في البرلمان حرفت أنظار الرأي العام اللبناني عن جدول أعمال الجلسة التشريعية الأولى للبرلمان منذ انتخابه في 15 مايو (أيار) الماضي، علماً أن جدول أعمال الجلسة تضمن 40 بنداً بين مشاريع واقتراحات قوانين بعضها خلافي، لا سيما تلك المتصلة بانتخاب حصة البرلمان من أعضاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء (سبعة نواب يضاف إليهم ثمانية من أكبر قضاة لبنان).

مسدس للمتحرشين

وتفاعلت قضية "التحرش" التي كشفتها النائبة سينتيا زرازير، التي أعلنت أيضاً أنها ستدخل معها مسدساً إلى المجلس النيابي وقالت إنها استشارت قائد الجيش العماد جوزف عون في هذا الأمر.

وضجت وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي اللبنانية بتصريحات زرازير، إذ كشفت عن تعرضها لمضايقات وتحرش وتنمر تحت قبة البرلمان، من قبل نواب "حركة أمل"، إذ بعد مرورها من أمامهم توجهوا إليها بالقول "أتت زرزور... صراصير"، فأجابتهم "هل من مشكلة لديكم؟ تهذبوا نحن في مجلس نيابي". وقالت "لا يتم الاعتراف في أكثر الأحيان بأن هناك نائبة تُدعى سينتيا زرازير، مما يدفعني إلى عرض أوراقي الثبوتية عند مدخل المجلس وأحياناً ينتظر الحرس قدوم الضابط كي يسمحوا لي بالدخول، وحتى الآن يرفض تخصيص موقف سيارات لي، على الرغم من طلبي ذلك مرات عدة ".

وعن المجلات الإباحية والواقيات الذكرية التي عثرت عليها في مكتب المجلس، علقت زرازير "يتم اتهامي بأني أوجه اللوم إلى النائب الذي كان يشغل المكتب سابقاً، وهو أمر غير صحيح كوني لم أستلمه منه بل من مجلس النواب"، مشددةً "عندما دخلته تفاجأت بمدى القذارة والعفن، الواقيات الذكرية مستعملة ومرمية أرضاً، لا أعلم من وضعها وما هو السبب، لكن المؤكد أنه لا يعقل أن يسلم المجلس النيابي نائبة جديدة هكذا مكتب".

كما شرحت زرازير كيفية التحرش بها من قبل النواب بالقول "كلما مررت من أمامهم أسمع (تلطيشاً) من قبل زعران الحي الذين لم يتخلصوا من هذه العقلية، كما حصلت ممارسات سيئة عدة، والتنمر على اسم عائلتي بمناداتي صراصير وزرزور، وهو ما يثبت أن ليس لديهم أي أمر مبدئي يتنمرون علي به، وأنا أفهم موقعهم الضعيف". وكان النائب السابق بكر الحجيري الذي كان يشغل المكتب رقم 10 قبل أن تتسلمه النائبة زرازير، أوضح أنه لم يدخله منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020 بسبب ما تعرض له من أضرار أسوةً بالمكاتب الأخرى، بالتالي نفى أي علم له بوجود مجلات إباحية.

سجال وتنمر

وشهدت الجلسة التشريعية الأولى سجالاً بين النائبة الجديدة حليمة قعقور ورئيس مجلس النواب نبيه بري، فما كان من الأخير إلا أن توجه لها بالقول "اقعدي وانطري للآخر واسكتي" فأجابته "هذه طريقة بطريركية بالرد"، الأمر الذي استفز عدداً من النواب من بينهم النائب فريد الخازن الذي اعترض على استخدام عبارة بطريركية طالباً شطبها من المحضر.وتدخلت النائبة بولا يعقوبيان في السجال، شارحة أن "طريقة بطريركية تعني طريقة سلطوية"، كما ساندت النائبة زرازير زميلتها قعقور، فما كان من النائب قبلان قبلان إلا أن توجه إليها بالقول "سينتيا صراصير".

في المقابل، وضع النائب في "كتلة التنمية والتحرير" قاسم هاشم، ما حصل في الجلسة في خانة النقاش والسجال الطبيعي في الأنظمة البرلمانية. وقال "نسمع عن مشادات وأكثر في كل برلمانات العالم والشواهد كثيرة".

إنهاء التطاول

ورفضاً للأجواء التي سادت في تلك الجلسة طالبت منظمة العفو الدولية النواب اللبنانيين ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بإنهاء التطاول على النساء في المجلس النيابي.

وقالت المنظمة في بيان على موقعها على "تويتر" إن "على مجلس النواب، وتحديداً، رئيسه نبيه بري، تحمل المسؤولية لإنهاء هذا التطاول على النساء والكف عن تشجيع بيئة معادية للمرأة". وأضافت "من المعيب أن تتعرض النائبات في مجلس النواب اللبناني خصوصاً اللواتي ينتقدن السلطات للمضايقة من نظرائهن الرجال ومن رئيس مجلس النواب نفسه لمجرد كونهن نساءً في برلمان يطغى عليه الرجال". وتابعت "ينبغي أن يحترم مجلس النواب حقوق الإنسان ويطبق قانون تجريم التحرش".

وكانت الأمانة العامة لمجلس النواب نفت في بيان ما أوردته النائبة زرازير عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدةً أنه "غير صحيح جملةً وتفصيلاً". وقالت الأمانة العامة إنها في أدائها وأداء موظفيها الإداري والقانوني والأخلاقي والمسلكي لا يوجد التمييز بين أي من النواب. وأكدت أن كل كلام من النائبة زرازير "خلاف ذلك افتراء ومجاف للحقيقة"، داعيةً إياها إلى الابتعاد عن "الإثارة والتجييش والشعوبية".

انزعاج ذكوري

من ناحيتها لم تستغرب مديرة جمعية "في-ميل" Fe-Male حياة مرشاد ما كشفته زرازير، وقالت إن "العقلية الذكورية متجذرة في الحياة السياسية، لكن لم تتجرأ النائبات ويفصحن عما يتعرضن له، لكن بعد سنوات من العمل على التوعية عن العنف الممارس ضد النساء في السياسة بدأن يشعرن بالأمان، بالتالي يضئن على ما يواجهنه".

ولفتت مرشاد إلى أن ما تطرقت إليه زرازير "أمور متوقعة من قبل الطبقة السياسية، وهناك تجارب سابقة سواء تعلق الأمر بالنائبة بولا يعقوبيان وقبلها كثيرات، وذلك كون السياسيين لم يعتادوا أن تواجههم امرأة بالسياسية من الند إلى الند، من هنا عندما تتحدث امرأة في السياسة يردون عليها من خلال الحديث عن جسدها وماضيها وعائلتها". وطلبت مرشاد التضامن مع النائبات كونها تتوقع أن تزداد الهجمة عليهن في الفترة المقبلة، "حيث سيسببن إزعاجاً للنواب الذكور".

نماذج طائفية

أما الناشطة النسوية علياء عواضة فاعتبرت أن "التحرش الذي تعرضت له زرازير وإسكات النائبة حليمة قعقور تحت قبة البرلمان أظهرا وجود مشرعين يتعاطون بذكورية وخفة"، مشيرةً إلى "جهلهم بأتفه المصطلحات التي تتعلق بحقوق النساء. هؤلاء هم من يقرون قوانين تنظم حياة المواطنين والمواطنات في البلد، فأي نوعية من القوانين ننتظر منهم".

وأكدت عواضة أنه "عندما يدخل النواب إلى قبة البرلمان لا يخلعون عباءة منطقتهم وطائفتهم بل على العكس يستقوون بها وهذه هي المشكلة الكبرى، مع العلم أن نظرة النواب الذكور للنائبات الإناث هي نظرتهم لجميع النساء في مجتمعنا، لذلك نجد قوانين تمييزية، فحتى اليوم لا يمكن للمرأة اللبنانية إعطاء جنسيتها لأبنائها، وإلى الآن لم يُقَر قانون موحد للأحوال الشخصية، وطالما القانون الانتخابي في لبنان طائفي ستبقى هكذا نماذج في البرلمان".

عنف سياسي

أما الباحثة في الشؤون الجندرية عبير شبارو، فقالت إن "هذا التصرف يقع تحت مسمى العنف السياسي ضد المرأة"، كاشفةً أن "86 في المئة هي نسبة النواب النساء في العالم اللواتي تعرضن لهذا النوع من العنف اللفظي والنفسي". ولفتت إلى أن "العنف ضد المرأة في السياسة يبدأ بمزحة، وهذا التحرش اللفظي قد يتطور إلى تهديد".

وأوضحت شبارو أن "وصول المرأة 27 مرة إلى المجلس النيابي، من خلال 12 سيدة فقط، منذ عام 1952، ومشاركة 18 وزيرة فقط في 76 حكومة تم تأليفها منذ الاستقلال، هو خير دليل على العنف السياسي الذي يمارَس على المرأة"، معتبرةً أن "النظام الذكوري الحالي بدأ يهتز، وما شهدناه ستكون وتيرته أكبر في كل مرة يزداد فيها حضور المرأة على المنابر السياسية".

 

وقائع المواجهة المثلّثة

د. ميشال الشماعي/نداء الوطن/28 تموز/2022

تشتدّ المواجهة في لبنان ومعه على قاعدة تحوّله إلى بلد مؤثّر في المعادلة الإقليميّة، وحاجة في المعادلة الدّوليّة. ولا يمكن بعد اليوم أن يستمرّ الوضع على ما هو عليه، لأنّ الانهيار اللبناني لا يعني اللبنانيين فقط. فما هي وقائع المواجهة التي تعصف بالدّولة اللبنانية اليوم؟ وهل من آفاق لأيّ حلول؟

لقد باتت الدّولة اللبنانية اليوم أمام عائق جديد يقوم على مواجهة مثلّثة الأضلع. الضلع الأوّل الذي يمثّل المواجهة الأولى وهو يقوم على المواجهة الحقيقيّة بين ركني لبنان اللذين يمثلان اللبنانين المتصارَع على هويّتيهما، الفريق الأوّل متمثّل بمنظّمة «حزب الله» وحلفائها في منظومة الفساد الذين يريدون لبنان عقائديّاً كما بشّر به رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» هاشم صفيّ الدين، أمّا اقتصاديّاً فخبرنا نتائج تجربتهم الاقتصاديّة ونعيشها كلّ يوم. أمّا الفريق الثاني فتجسّده بكركي التي تحوّلت إلى بطريركيّة لبنانيّة سياديّة تريد لبنان التعدّدي والحيادي، لبنان الـ10452 كم2.

وتتصدّر معركة رئاسة الجمهوريّة المواجهة في هذا الإطار حيث صارت لغة البحث عن الرئيس المقبول من طرفي المواجهة هي سيّدة المواقف، لا سيّما بعدما رشح من تصريحات لبعض المقرّبين من المنظّمة عن إمكانيّة القبول باسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، تضاف إلى ما صرّح به رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في هذا السياق أيضاً. ما يعني أنّ العماد عون هو الأوفر حظّاً حتّى الساعة. ولا سيّما أنّ الحزب لن يغامر برصيده في الداخل بمواجهة مع المجتمع الدولي الذي يدفع نحو استقرار الوضع السياسي في لبنان ليصبح مكاناً آمناً للإستثمار النفطي.

أمّا الضلع الثاني فتجسّده المواجهة الثانية التي تخوضها منظّمة «حزب الله» مع المجتمع الدّولي على خلفيّة المشروع العقائدي القائم على نشر الثورة الإسلاميّة لتحويل العالم العربي إلى التشيّع على قاعدة ولاية الفقيه تحت إمرة الوليّ الفقيه في إيران. وذلك قد يتحقّق أوّلاً بتنفيذ الهلال الشيعي الممتد من طهران عبر سهل نينوى في العراق والذي تمّ القضاء على تعدّديّته الحضاريّة – الدينيّة من قبل فصائل إيران، وصولاً إلى الشام التي لم تعد تشبه أرض الأمويّين وحضارتهم بشيء، حتّى بيروت حيث مدرسة الحقوق التي انطلقت منها العدالة والمساواة إلى محيطها العربي كلّه.

وفي هذا السياق، يبدو أنّ المنظّمة المسلّحة بالسلاح غير الشرعيّ وخارج كلّ أطر شرعيّة الدّول، قد دخلت في اشتباك إقليميّ لا سيّما بعد قمّة جدّة التي خصّصت حيّزاً لاستقرار لبنان. إضافة إلى ما صدر عن ملك الأردن مؤخّراً الذي اتّهم ميليشيات تابعة لإيران تسعى لزعزعة الأمن والإستقرار في الأردن، ما يعني أنّ هذه المنظّمة باتت مزعزِعَة للأمن القومي العربي، وبالتالي لن تكون بمنأى عن مواجهتها عربيّاً للحدّ من تداعيات دورها التخريبي.

والضلع الثالث من المواجهة هو مواجهة من طبيعة «جارتيّة» مع الجار اللدود للدّولة اللبنانيّة، أي العدوّ الإسرائيلي الذي تحوّل بين ليلة وضحاها إلى مفاوِضٍ ودود مع تلك الدولة اللبنانيّة نفسها التي تقودها منظمة «حزب الله» بعد عدّة جولات، يبدو أنّها ستثمر اتّفاقاً مبدئيّاً لأنّ المنظّمة المسلّحة باتت تدرك أنّ تكلفة التفاوض عليها، حتّى شعبيّاً، هي أربح بكثير من الحرب التي على ما يبدو إن تمّت، لن ترحم لا بشراً ولا حجراً في أيّ صقعٍ من الأصقاع اللبنانيّة والعربيّة.

لكن على وقع ما قد تحمله زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين من بوادر للحلحلة في هذا الملفّ، إلا إن تمّ إحياء الخطّ 29 من جديد ليعيد بذلك نصرالله أمين عام منظّمة «حزب الله»، الأمور إلى بداياتها. لا سيّما بعدما صرّح به وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بأنّه، أي نصرالله، « يعيق التوصّل إلى حلّ، وهو مَن سيلحق الضرر بالطاقة ووضع اللبنانيين»، وفق تعبيره، وأضاف غانتس: «آمل ألا نتدهور إلى حرب أو أيام قتال لكن علينا الدفاع عن قدرتنا على استخراج الغاز، من دون المسّ باللبنانيين». وفي هذا الكلام تهديد واضح لـ»حزب الله» مع محاولة لطمأنة اللبنانيين، وهو ما يؤشّر إلى أنّ المواجهة إن وقعت قد تكون محدودة لتحسين شروط التفاوض. فبنهاية المطاف الكلّ على طاولة واحدة، وهنالك مصلحة مشترَكَة بين الطرفين.

أمام هذه الوقائع القاتلة كيفما دارت، تبدو آفاق الحلول محدودة في المرحلة الراهنة إلّا إن نجح الفريق السيادي اللبناني بمواجهته مشروع إيران في لبنان. ولن يتمكّن من ذلك وحده لأنّ المواجهة في لبنان تعني المواجهة في المنطقة كما أشرنا آنفاً. لذلك، لا بدّ من القليل من التواضع والتوجّه نحو اعتماد مواجهة من طبيعة أمميّة قاعدتها تطبيق القرارات الدوليّة وأوّلها القرار 1559 بالكامل لاستعادة السيادة اللبنانيّة. لكن حذارِ أن تتحوّل منظّمة «حزب الله» إلى شركة مساهمة ومضاربة نفطيّة مع الدّولة اللبنانيّة لتحوّل هذا القطاع في العهد المقبل إلى مصدر جديد لتمويل نشاطاتها الإرهابيّة والإيديولوجيّة في لبنان والمنطقة. وعندها يقع اللوم على مَن أفشل المخطّط السيادي في لبنان بعدم دعمه مشروع الرئيس السيادي، وعلى مَن تقاعَس في الضغط على المجتمع الدّولي ليقوم بواجباته الأمميّة تجاه لبنان الدولة.

 

لماذا يٌشكّك اللبنانيون بقصّة الفيول الإيراني المجّاني؟

فارس خشان/النهار/النهار العربي/28 تموز/2022

لم يصل يومًا الكرم الإيراني الذي يتولّى الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله توزيع بعضه من على المنابر الإعلامية، إلى مجلس الوزراء اللبناني، حيث تتُخذ القرارات اللازمة. والحكومة ليست كيانًا محظورًا على "حزب الله"، بل هو، ركن أساسي فيها، فإذا اعترض على مكوّناتها حال دون تشكيلها، وإذا لم تتّخذ القرارات التي تناسبه، جمّد انعقاد مجلس الوزراء، وإذا نأى رئيس الحكومة بنفسه عن إرادته، وجد في رئيس الجمهورية بديلًا. ومنذ العام 2008، لم يغب "حزب الله" يومًا عن تكوين الحكومة، بل هو خلافًا لخصومه الذين شاركوا حينًا وقاطعوا أحيانًا، سجّل وحلفاءه حضورًا متواصلًا، حيث تحكّموا بأكثريات مقرّرة.

وعلى الرغم من هذه الحال "الإندماجية" بين "حزب الله" والحكومة، فإنّ الكرم الإيراني الذي يجود به نصرالله من على المنابر، لم يصل، يومًا إلى مجلس الوزراء، لدرسه أو القبول به أو رفضه.

وفي هذا الإطار، يبرز موضوع الفيول الإيراني الذي أبدى نصرالله، قبل أيّام قليلة، استعداده لتزويد لبنان به مجّانًا، إذا وافقت الدولة. وكان واضحًا أنّ طرح نصرالله هذا "أربك" أقرب المسؤولين إليه، فوزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فيّاض، رمى الموضوع على عاتق مجلس الوزراء الذي هو عمليًا، في حكم المنحل، إذ لا مجلس للوزراء في حكومة تصريف الأعمال، كما هي عليه حاليًا وضعية الحكومة التي يترأسّها نجيب ميقاتي. "الإرباك" لا يعود الى أنّ طرح نصرالله "حشر" السلطة التنفيذية، بل إلى أنّ الرد على هذا الطرح، بما تقتضيه الموضوعية، من شأنه إظهار الأمين العام ل"حزب الله"، كما لو كان يبيع سمكًا في البحر، وهذا إمّا لا تجرؤ عليه القوى المدعومة من "حزب الله" أو لا ترغب به. إنّ حاجة لبنان الغارق في الظلام الى مادة الفيول، قديمة، وهي ارتفعت الى مستويات غير مسبوقة، مع الإنهيار المالي والإقتصادي، في خريف العام 2019 ولكنّ موضوع توفيره من إيران، لم يدخل، يومًا في الحساب، ولم يطرحه أحد، بشكل جدّي، على مجلس الوزراء حتى يوم كانت البلاد تحت سلطة "حكومة حزب الله" برئاسة حسّان دياب.

وقد لوحظ أنّ رئيس "التيّار الوطني الحر" جبران باسيل، وفي حمأة معركة رئاسة الجمهورية التي انفتحت على مصراعيها في لبنان، ومع تكريس العقوبات الأميركية ضدّه وتوسّعها لتشمل مقرّبين جدًا منه، هو الذي وضع مادة الفيول الإيراني، يوم الجمعة الماضي، على مائدة نصرالله الذي افترشها، يوم الإثنين الماضي.

باسيل فعل ذلك، على الرغم من أنّه منذ سنوات طويلة هو الوزير الفعلي لوزارة الطاقة، إذ إنّه بعدما خرج منها عهد بها الى موثوق جدًّا بهم، ناهيك عن الدور الكبير الذي يلعبه في بلورة توجّهات وقرارات رئيس الجمهورية ميشال عون. وبدل أن يدفع باسيل، يوم كان هناك مجلس للوزراء، بهذا الموضوع الى البحث الجدّي، إنتظر توقيتًا غير صالح لتكوين أيّ قرار، ليضع الموضوع على مائدة نصرالله الذي أقبل عليه بنهم.

عمليًا، لا قيمة فعلية لهذا الطرح، وهو لا يتخطّى حدود "الشعبوية" من جهة نصرالله وحدود "المناكفة" من جهة باسيل. لقد أظهرت تجربة لبنان مع المازوت الإيراني الذي استقدمه "حزب الله" إلى لبنان أنّه كان جزءًا من الأموال التي لم يستطع "الحرس الثوري الإيراني" توفيرها نقدًا للحزب، وهو على الرغم من "مجّانيته" الدعائية بيع في الأسواق اللبنانية، وجرى توزيع جزء بسيط منه، في إطار محاولات "حزب الله" تعزيز مواقعه الشعبية والإنتخابية. كما ظهر، بشكل لا لبس فيه، أنّ هذا المازوت الإيراني غير مطابق للمواصفات، إذ تسبّب بأعطال كثيرة، وصلت إلى حدود التسبّب بإحراق كثير من المحرّكات التي اعتمدته.

وما صحّ على المازوت الإيراني يصح أكثر على الفيول الإيراني، إذ إنّ المواصفات التي تفرضها محرّكات معامل الإنتاج الكهربائي لن تتطابق على الأرجح مع مكوّنات الفيول الإيراني. وهذا يعني، أنّه في حال أُخرج الكلام عن هبة الفيول الإيراني من سياق الشعبوية، فإنّه يستحيل أن يدخل الى معامل الكهرباء في لبنان. وفي هذا السياق، تبرز تجربة لبنان مع الفيول العراقي، إذ إنّ وزارة الطاقة، وبعدما أنجزت الاتفاق مع الحكومة العراقية، اضطّرت، بفعل عدم تطابق المواصفات، إلى إجراء عمليات تبديل لهذا الفيول مع دول ثالثة، بحيث كان الفيول العراقي يذهب الى الإمارات العربية المتّحدة التي كانت، في مقابله، تقدّم للبنان الفيول الملائم لمحرّكات معامل الإنتاج الكهربائي.

ولو صحّ أنّ إيران يمكن أن تهب لبنان الفيول، فإنّ اتفاقها معه يجب أن يحظى بموافقة دول ثالثة، حتى تأخذ هي هذه المادة وتعطي لبنان بديلًا مطابقًا للمواصفات.  وهذا النوع من الإتفاقيات لا يبدو متوافرًا في المرحلة الراهنة، فإذا قبل لبنان أن يُغامر مع إيران، على الرغم من العقوبات المفروضة عليها، فإنّ دولًا ثالثة، لن تجد مصلحة في أن تخوض غمار هذه المغامرة. ولو صحّ افتراض البعض أنّ الفيول الإيراني "أنظف" ما يستخرجه العالم، وأنّ وعد نصرالله "أصدق" ما يمكن أن ينطقه لسان، فإنّ الكلفة غير المباشرة على اللبنانيين سوف تكون أكثر من المنافع، بالنظر لوضعيتي لبنان وإيران الدوليتين.

إنّ حاجة لبنان ليست الى شعارات "المناكفة" بل إلى خطط مستدامة، وليس إلى بيع اللبنانيين أوهامًا كتلك التي سبق أن اشتراها السيريلانكيون واستيقظوا على أعظم كوارثهم. وتبدأ هذه الخطط بسد الثغرات الإصلاحية المطلوبة التي تحول دون تصديق البنك الدولي على تمويل الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وبإزالة الأسباب "الأنانية" التي حالت دون إطلاق آلية تلزيم إنشاء معامل إنتاج كهربائي جديدة، وبالدفع إيجابًا نحو ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بدل أن يتم الرد على كلّ تقدّم يسجّله الوسيط الأميركي على هذا المستوى، بالتهويل بحرب لم يتوقّف الإسرائيلي عن تجهيز جيشه ومجتمعه وإقليمه لها.

 

بين "صمت الإستياء" للبطريركية و"الامتعاض المعلن" لمعراب كلفة "إعادة التموضع" للمختارة

جان الفغالي/نداء الوطن/28 تموز/2022

أن يُقال إن الوضع ليس على ما يُرام بين المختارة ومعراب، فالأمر ليس خبراً، أما أن يُقال إن الوضع ليس على ما يُرام بين المختارة وبكركي، فهذا هو الخبر. «الأمانات» التي كان يحملها المطران موسى الحاج من الأراضي المقدسة، لم تكن لتثير التساؤلات لو لم يكن حجمها كبيراً، وسبب كِبَر هذا الحجم أن أكثر من «نصف الحمولة» هو لمواطنين دروز من دروزٍ في الأراضي المحتلة. وجهُ الغرابة هنا أن ينفض قادة دروز ورجال دين دروز لبنانيون أيديهم من هذه «الأمانات»، فهل حملها المطران الحاج من تلقاء نفسه؟

تغريدة زعيم المختارة في هذا الخصوص، كانت مدعاة استغراب ومدعاة استياء لدى البطريرك الماروني، وإن كان غبطته لا يُخرِج هذا الاستياء إلى العلن، لكنّ العارفين بطريقة مقاربته الملفات الحساسة، لا يتوانون عن القول إنه شعر بجرحٍ من حيث لا يتوقَّع.

حتى معراب لم تكن تتوقع موقف المختارة من القاضي فادي عقيقي، ولإنعاش الذاكرة فإن موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من «قضية قبرشمون» كان صارماً. جعجع آنذاك بدا صلباً حيال تلك القضية فأعلن «أن كل المؤشرات تدل على أن هناك أموراً مشبوهة تحصل. التحقيق الأولي بدأ في شعبة المعلومات، والأجهزة الأمنية وافقت على التحقيقات، وهُم يعملون على تغيير التوصيف في الجريمة. لا يجوز اللعب بالقضاء والعدالة، وهذا الأمر مرفوض».

جعجع رفع السقف متسائلاً: «أيّهما من بين الجريمتين الأكثر إرهاباً، حادثة قبرشمون، أم ما فعله ميشال سماحة في نقل المتفجرات وقتل الناس؟ وهي الجريمة التي كان يتوجّب تحويلها على المجلس العدلي ولم يحصل ذلك. ما يحصل هو استنساب سياسي لا تطبيق قانون...».

السؤال اليوم: هل موقف جنبلاط اليوم، المتساهل في قضية المطران الحاج، يُقارن بالموقف الصلب للدكتور جعجع في قضية قبرشمون؟

الوضع ملتبس إلى أقصى درجات الإلتباس بين بكركي والمختارة من جهة، ومعراب والمختارة من جهة ثانية.

يحاول زعيم المختارة تعديل التموضع، فيعتبر أن الإبتعاد عن بكركي ومعراب «أقل كلفة» من استفزاز «حزب الله»، فينحاز إلى «منطق الحزب» بابتعاده عن منطق بكركي ومعراب، صحيح أنه انتقد موقف القوات من القاضي عقيقي، لكنه تجاهل الموقف المتشدد لبيان البطريركية المارونية عن القاضي عقيقي.

العارفون بكيفية تفكير البطريرك الراعي، يعتبرون أن الأمور لم تعد تُعالَج بمحاولة القول «تفهَّموا موقف وليد» (وهذا ما حصل عملياً، إذ بادر سياسي قريب من جنبلاط، إلى إيصال رسالة مفادها أن تغريدة جنبلاط لم يكن المقصود منها البطريرك)، فالسؤال هنا: لماذا يجب تفهّم ما يقوله جنبلاط، حتى ولو كان غير مناسب، فيما لا يُقدِم زعيم المختارة على تفهُّم موقف الآخرين؟

 

حربٌ من أجل الرئاسة

طوني فرنسيس/نداء الوطن/28 تموز/2022

تصرّ الأوساط الاسرائيلية شبه الرسمية على القول إن اتفاقاً لبنانياً إسرائيلياً بشأن المياه البحرية هو في طريقه الى الظهور خلال الأسابيع القليلة المقبلة. يوم الجمعة الماضي نشرت الصحيفة الاسرائيلية «هاآرتس» تقريراً بهذا المعنى، وأمس أشارت هيئة البث الاسرائيلية «كان 11» الى تفاؤل اسرائيلي بشأن التقدم في مفاوضات الترسيم.التفاؤل هذا رافقه تحذير للحكومة اللبنانية ولـ»حزب الله» نقله الأميركيون والفرنسيون في أعقاب تصريحات امين عام «حزب الله» بقصف كل منصات التنقيب الاسرائيلية في البر والبحر…«يديعوت أحرونوت» نقلت ان اسرائيل معنية بإتمام المفاوضات قبل ايلول وهذا ما شدد عليه قادتها في اللقاء مع المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين في 13 تموز.

وحسب ما بات معلوماً سيصل هوكشتاين الى لبنان هذا الاسبوع حاملاً اجوبة اسرائيلية وعرضاً بتسوية تأخذ بالاعتبار الموقف الاسرائيلي والمطالب الرسمية اللبنانية. الا ان المبعوث الذي يحتل مركزاً مرموقاً في ادارة بايدن، ظهر خصوصاً خلال جلوسه وراء الرئيس الاميركي في قمة جدة، يحمل أيضاً استياء من «الفوضى» اللبنانية في التعاطي مع ملف التفاوض. هو كان مرتاحاً في المرحلة السابقة لموافقة «حزب الله» على الخطوات المتحققة، لكن تخطي الحزب لعمل الدولة وتهديده بحرب مفتوحة يفرضان وسطاء من نوع آخر من المتخصصين بالحروب وأعمال وقف النار وتثبيت الهدنة. ستكون تصريحات نصرالله حاضرة في جولة التفاوض الجديدة، وعلى الارجح سيسمع المبعوث هوكشتاين ترجمة أخرى لها، لا علاقة لها بالحرب وتحرير الغاز اللبناني والفلسطيني.

بعض جوانب هذه الترجمة يقوم اساساً على اعلان توطيد موقع الحزب الحاسم في التركيبة الداخلية عشية اقتراب الحسم في انتخابات الرئاسة اللبنانية. وتصريحات نصرالله التي تخطت تصريحات سابقة حول «الوقوف خلف الدولة في المفاوضات» سيكون لها أثرها في حالتي الاتفاق أو عدم الاتفاق. فاذا حصل اتفاق سيقول الحزب لجمهوره وللداخل اللبناني: ها إني استعدت لكم حقوقكم، واذا لم يحصل سيخبرهم انه أجبر اسرائيل على التراجع. سيكون الخطاب المقاوم هو الطاغي في ايلول شهر استدعاء المجلس النيابي لتعيين الرئيس الجديد الذي يفترض ان يتولى مهامه في نهاية تشرين الأول، وحول هذا الخطاب سيجري تصنيف المرشحين والناخبين والمجتمع، بحيث لا تبقى مساحة للحديث عن هموم أخرى تتراوح بين استعادة دولة المؤسسات وبين اقرار خطط الخروج من الأزمة وتخفيف الازدحام أمام الأفران، أو جعل جريمة تفجير المرفأ عنواناً لقضاء نزيه مستقل وفاعل.

التهديد بالحرب لا يمكن فهمه راهناً خارج سياق الامساك بخيوط الرئاسة، واذا كان ذلك لا يكفي فهناك ارانب أخرى يجري سحبها تباعاً، كي يتم وضع الاطار النهائي لشكل كرسي الرئاسة والجالس عليها والمهام التي ستوكل اليه.

 

جنبلاط وسيزيف والميثولوجيا اللبنانية

الياس الزغبي/فايسبوك/28 تموز/2022

توقّف مراقبون ومحلّلون وسياسيون وقادة رأي عام، في الأيام الثلاثة الأخيرة، عند المواقف التي أطلقها رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، بدءاً من قضية التعرّض للمطران موسى الحاج وبكركي، مروراً بالانفتاح على "العهد وتيّاره" ومواصفات المرشّح لرئاسة الجمهورية وبرنامجه، ووصولاً إلى رفضه وصف القاضي عقيقي ب"الخائن". وقد أجمع معظم هؤلاء على أن جنبلاط يُعيد تموضعه السياسي عشية الاستحقاق الأهم وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتزامن مع ترسيم الحدود البحرية، وفي غمرة التحولات في الشرق الأوسط بين حوار وصراع. لكنّ إعادة التموضع، وهي ليست الأولى خلال السنوات ال١٧ الأخيرة، لا تقتضي توجيه رسائل حادة إلى مَن نسج معهم تحالفات سياسية متينة ومصالحات إنسانية تاريخية. كما أن العودة إلى نقطة الوسط والوسطية توجب الاحتفاظ بمسافة متوازية بين جبهتين، لا تضييق واحدة وتوسيع أخرى.

ولا يُجدي هنا التذكير بالمواقف العالية السقف قبل الانتخابات ثمّ خفضها بعدها، كما قرأنا وتابعنا لدى المعلّقين، فهذه من عدّة الشغل السياسي المعهود في لبنان، ولا تشمل جميع القوى السياسية، إذ إننا نلمس أن هناك أحزاباً وقوىً وشخصياتٍ سياسية ونيابية التزمت سقوفها السياسية قبل الانتخابات وبعدها، وفقاً لمبادئ وطنية ثابتة.

ولا يجوز هنا أخذ الجميع بجريرة واحدة واتهامهم بالانتهازية الانتخابية، فبعضهم تشبّث بموقفه المعلن من سيادة لبنان ورفض سلاح "حزب اللّه" وتحرير الشرعية من سطوته، وما بدّل تبديلا!

وهذه الثوابت هي التي جمعت القوى السيادية في التحالفات الانتخابية، وحتّى أحياناً في لوائح متواجهة ومتقابلة، وبعد الانتخابات عرفت كيف تتقارب طالما أن الأسس الكبرى تجمعها ولو فرّقتها اللوائح.

فكيف بالأحرى القوى التي جمعتها الأسس واللوائح معاً، وتحديداً الحزب التقدّمي الاشتراكي والقوات اللبنانية.

وليس هناك أحرص من السياديين الانقياء على وحدة الصف، وعدم التضحية بالأسس تحت شعار التهدئة والوسطية، فليس هناك تناقض أو صراع بين التهدئة والسيادة، بل بين السيادة ومنتهكيها، ولا تستوي الوسطية بين الشرعية واللاشرعية، وبين الخطأ والصواب، أو بين الشر والخير.

إن حامليّ صخرة لبنان للبلوغ بها إلى قمّة الخلاص محكومون بحماية الموقع الذي أوصلوها إليه، لا التدحرج والهبوط بها إلى حضيض السفح، لئلّا يُصبحوا مجبرين على عتلها إلى الأعلى مرّةً بعد مرّة في تكرار عبثي لمحكومية سيزيف في الميثولوجيا اليونانية.

فحذارِ السقوط، مرّةً أُخرى، في الميثولوجيا اللبنانية القاتلة!

                                        

النازحون يشترون الخبز لبيعه في السوق السوداء

"الجهاد الأكبر"... الإنتظار أمام الأفران للفوز بربطة

عيسى يحيى/نداء الوطن/28 تموز/2022

زحمة وطوابير أمام الفرن الوحيد الذي عمل لساعات

غطت أزمة الخبز على ما عداها من أزمات تحيط باللبنانيين وتشغل بالهم في هذا الصيف الحار المفتوح على عددٍ من الإحتمالات، وانشغل البقاعيون في تأمين الرغيف وسد جوعهم الذي يتفنن في نشره سياسيون لا يؤتمنون على حبة قمح، فكيف على مصير بلادٍ في قعر الانهيار وعلى شفير الموت؟

سقطت كل الموجبات وانتفت الأسباب التي تبقي الناس في منازلها راضيةً خانعة بعدما بات الجهاد الأكبر عندها هو الإنتظار ساعات طوال في طوابير للحصول على ربطة خبز، ومن العجب كيف لا تخرج الناس شاهرةً سيوفها في وجه منظومة أوصلتها إلى الجوع، وعبثاً يحاول من يتولون زمام الأزمة نقل المعاناة وتصويبها باتجاه آخر للتنصل من المسؤولية، في وقتٍ تحتاج الناس في هذه الظروف إلى صحوة ضمير تخفف عنها ما تعانيه، وتؤمن لها أبسط المقومات التي يحتاجها المواطن بصفته الإنسانية.

لليوم الخامس على التوالي تعيش مدينة بعلبك وجوارها، وعلى امتداد بلدات وقرى المحافظة أزمة رغيف شأنها كسائر المناطق اللبنانية، فالأفران مقفلة أمام الزبائن لعدم توافر الطحين، فيما افران الحطب تصنع خبز تنور فقط، غير أنها لا تلبي حاجات مدينة يفوق عدد سكانها مئة وخمسين ألف نسمة وتحتاج الى ثلاثة أفران لإمدادها بالخبز، غير أن المفارقة تبقى في مواظبة أحد الأفران ورغم أزمة الطحين على تصنيع الكعك والخبز الافرنجي وعدم صنع الخبز العادي، ما دفع الناس الى الاقبال على تلك المنتوجات لسد رمق جوع أطفالهم، وفي المقابل عادت بعض العائلات ومن لديها القدرة على شراء كيس طحين بثمن يفوق المليون ومئتين وخمسين ألفاً الى اعداد الخبز على الصاج.

وفي وقت عادت المطاحن الى العمل وتسلمت بعض الأفران جزءاً من الحصص المخصصة لها من الطحين، بدأ أحد الأفران بالعمل وحيداً لتوفير الخبز للناس، حيث اصطفت الطوابير أمامه منذ الساعة الثالثة صباحاً لتبدأ الاشكالات في سبيل الحصول على ربطة خبز، ومع توسع دائرة المهاترات والصراخ أمامه وتدافع المواطنين، أقفل أبوابه عند ساعات الظهر بعد نفاد الطحين لحين إمداده بالكميات المطلوبة، واللافت في هذا المشهد هو الكم الكبير من اعداد النازحين السوريين الذين كانوا ينتظرون دورهم للحصول على الخبز، علماً أن ما يقوم بإعداده الفرن (أفران نصرالله) الذي يقع وسط السوق التجاري لا يكاد يكفي سكان الأحياء المحيطة به. وفي هذا الإطار، اكد أحد المواطنين وهو ينتظر دوره لـ»نداء الوطن»: «إن المنافسة من النازحين وصلت الى رغيف الخبز، والأجدر بالدولة اللبنانية ووزارة الاقتصاد أن تؤمنا الخبز المدعوم للمواطن اللبناني وترفعاه عن النازحين الذين يتلقون المساعدات بالدولار. من حرّك الدورة الاقتصادية خلال فترة العيد هم السوريون، وكانوا يشترطون على الباعة التسعير وفق الدولار لا الليرة اللبنانية وعلى سعر الصرف، والكثير منهم يرسل ابناءه واقرباءه لشراء الخبز ليبيعه بعدها في السوق السوداء».

الأزمة الحاضرة اليوم يبدو أنها ستطول وسط غياب المعنيين والمسؤولين عن المنطقة، علماً ان أقل واجبهم أن يطالبوا بزيادة حصة المنطقة من الطحين للأفران لتتمكن من توفير حاجات الناس، كل ذلك دفع بالناس الى معاودة تحركاتها على الأرض حيث قطعت مجموعة من المحتجين مساء أمس الطريق عند ساحة ناصر بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات، احتجاجاً على عدم توفر الخبز والكهرباء والمياه، كذلك عقد مخاتير المدينة اجتماعاً وطالبوا «من هم في موقع المسؤولية بتحمل مسؤولياتهم تجاه مدينة بعلبك وأهلها، والعمل السريع على إيجاد الحلول الناجعة للمطالب الضرورية المحقة، والعمل عليها من قبل نواب المنطقة والوزراء المعنيين، من أجل تأمين وسائل لضخ المياه المتوفرة في آبار مصلحة المياه، وتأمين ساعات التغذية بالتيار الكهربائي بالتساوي مع القرى والبلدات المجاورة التي تتغذى به على حساب المدينة وأهاليها، وزيادة حصة أفران ومخابز مدينة بعلبك من مادة الطحين أسوة بكافة المناطق اللبنانية الأخرى، معلنين المواجهة في وجه كل من يعنيهم الأمر، لأن الكيل قد طفح والجوع كافر ولا دين له ولا طائفة ولا مذهب ولا مسؤول ولا معني له، وإذا لم تتحقق مطالب أهالي المدينة على وجه السرعة، فسيكون لمخاتير المدينة مواقف تصعيدية يُعلن عنها في حينه».

إلى جانب أزمة الخبز والكهرباء والمياه، تلوح أزمة النفايات التي تتكدس في شوارع مدينة بعلبك وعلى أرصفتها في الأفق، بسبب إستمرار عمال النظافة في البلدية باضرابهم بعد تدهور أوضاعهم المعيشية وتدني رواتبهم التي لا تكفيهم ثمن الخبز، الأمر الذي يتطلب حلاً سريعاً والناس في عز الصيف والحرارة المرتفعة ما يؤدي الى انتشار الروائح الكريهة وخلفها الأمراض في هذا الوقت العصيب.

 

وزارة العدل الروسيّة تطلب حلّ منظمة "الوكالة اليهوديّة"! هل انتهى شهر العسل الروسي ـ الإسرائيلي؟

د. نبيل خليفه/نداء الوطن/28 تموز/2022

كان الاتحاد السوفياتي من أوائل الدوّل التي اعترفت بقيام دولة اسرائيل في أواخر الاربعينات من القرن الماضي. ذلك ان اليهود في الاتحاد السوفياتي وهم في عداد المليونين يشكلّون ثاني أكبر أقليّة يهوديّة في العالم بعد الولايات المتحدة. وليست أهميّتهم مرتبطة بالعدد فقط، بل ان مراجع روسيّة تعطي بعض الأرقام المعبّرة عن أهمية ودور اليهود في الاتحاد السوفياتي (وبالتالي في روسيا). من ذلك مثلاً: وجود 77 ألف طالب يهودي جامعي و 427 الف اختصاصي في العلوم الاقتصاديّة و36 الف عالم يهودي. ومع ان عدد اليهود كان لا يشكّل سوى نسبة لا تتجاوز 1,1% من عدد السكان السوفيات فإنّ اليهود يشكّلون 14,7% من مجموع أطباء الدولة و 14% من الكتّاب و 22% من الملحنين والمؤلفين و 13% من الفنّانين و 10,4% من المحامين وهناك ما مجموعه 7647 يهودياً في المراكز الحكومية والرسمية من مجلس السوفيات الأعلى وصولاً الى مجالس المدن، وصولاً الى اللجنة التنفيذيّة للحزب الشيوعي. خاصة وان كارل ماركس هو من أصول يهوديّة.

ما الذي يجري الآن بين نظام بوتين واليهود في روسيا؟

وهل انتهى شهر العسل القائم والمستمرّ منذ قيام الدولة اليهودية حتى الآن؟

هناك عدّة عوامل تسهم في خلق الهوة بين الجانبين، وهي عوامل لا تتأتي من جانب جهة واحدة بل من جانب الجهتين، وفي وضوء الأحداث التي تشهدها الحرب على أوكرانيا في تبريراتها وتداعياتها المحليّة والعالميّة:

1- المدخل الى النزاع بين روسيا واسرائيل كان الحرب الروسية على أوكرانيا، ذلك ان على رأس النظام الأوكراني رئيس يهوديّ انتماءً وديناً هو الرئيس الأوكراني زيلينسكي الذي يواجه الهجوم الروسي بثياب الميدان ويشكّل بشخصه وبموقفه دعماً مباشراً وفعلياً لدولة اسرائيل داخل المنظومة السوفياتية ومن ثم الأوروبيّة.

2- وما زاد الطين بلة هو التحوّل الذي حصل في دولة اسرائيل بوصول لبيد وهو معروف بمواقفه المناهضة لروسيا الدولة، والرئيس بوتين بالذات. فقد وصف الهجوم الروسي على اوكرانيا بأنه «عملية إبادة» واستخدم عبارات غير لائقة منتقداً الرئيس الروسي.

3- الرئيس الروسي بوتين لم يتأخر في الرد فقد اتخذت السلطات الروسية قراراً بوقف نشاط الوكالة اليهودية في روسيا. وعلّق رئيس الوزراء الاسرائيلي لبيد «بان إغلاق مكاتب الوكالة سيكون حدثاً خطيراً سينعكس على العلاقات مع موسكو». جاء ذلك بعد طلب قدّمته وزارة العدل الروسية الى المحكمة في موسكو بتفكيك مؤسسات «الوكالة اليهوديّة».

اعتبرت اسرائيل القرار بانه قرار سياسي يهدف الى الانتقام من اسرائيل بسبب اختيار لبيد رئيساً للحكومة وهو المعروف بمواقفه العدوانية تجاه روسيا وتأييده لأوكرانيا. ولدى إقرار حكومة لبيد ارسال وفد للتفاوض مع موسكو حول موضوع الوكالة، ردّت موسكو بأنها ترفض استقبال الوفد لتسوية أزمة «الوكالة اليهوديّة».

4- ان تحويل موضوع الوكالة اليهودية الى القضاء الروسي هو محاولة لتصعيد الموقف السياسي ضد تل أبيب وهو أمر يؤدي في النهاية الى تدخّل سياسي من الجانبين تمهيداً للتوصّل الى حلول ترضي الجانبين ذلك ان كليهما يجدان مصلحة في التعامل مع الآخر: فليس لروسيا مصلحة في الصراع مع اسرائيل واليهود، كما ليس لإسرائيل مصلحة في معاداة روسيا.

5- ان أفضل تعبير عن ذلك هو في موقف الدولتين من الوضع في سوريا على حدود اسرائيل. فالتفاهم والتنسيق قائم بينهما في موضوع القصف الاسرائيلي للمواقع داخل سوريا سواء كانت مواقع ايرانيّة أم سورية ام لـ»حزب الله» اللبناني!

6- ان التنسيق السياسي بين روسيا وايران لا يهدف أساساً للنيل من اسرائيل. فروسيا المحاصرة من أميركا وأوروبا الغربية والعالم الاسلامي ( العربي – السني) تحاول ان تجد لها حلفاء منهم ايران والصين. في كل ذلك تبقى موسكو حريصة على أمن دولة اسرائيل في مختلف الظروف والأحوال. وفي هذا يعاد الى الأذهان كيف كان الرئيس بوتين يمضي خمس ساعات في لقاءاته السابقة مع زعماء اسرائيل، فالرئيس بوتين يدرك بالعمق مدى تأثير اليهود والجالية اليهودية في روسيا على الحياة العامة في البلاد. من هنا الحرص المتبادل لدى الجانبين الروسي والاسرائيلي على مراعاة مصالح كلّ طرف وعدم الدخول في مواقف متطرفة تضرّ بمصالح الجانبين في مرحلة تشهد تطورات دراماتيكيّة في العلاقات الدولية ان على الصعيد الخارجي ام على الصعيد الداخلي.

فالرئيس بوتين قادر على استخدام الأسلحة الصاروخية في معاركه الحربية ولكنه بحاجة ايضا وربّما أكثر الى استخدام رصيده البشري لحماية وتبرير وجوده وشرعيّته في السلطة.

7- باختصار ليس ما تقوم به «الوكالة اليهودية» في موسكو عملاً جديداً. إنّه قائم منذ نشوء الوكالة. والروس يعرفون ذلك، ولكن طرحه في هذا الظرف بالذات يستهدف النيل من السياسة الاسرائيلية، لا نقول المعادية، بل نقول غير المتجانسة مع سياسة موسكو في أوروبا والشرق الأوسط والعالم. وهو أمر يزعج موسكو بالتأكيد. إن التحدّيات المتبادلة بين الجانبين تهدف للوصول في النهاية الى تفاهمٍ كلّ منهما غير قادر على الخروج منه وعليه، وكلاهما بحاجة للوصول اليه.

لقد كان الاتحاد السوفياتي بالأمس، وروسيا اليوم الخزان البشري اليهودي الوحيد القادر على مدّ الدولة العبرية بالدم اليهودي عبر الهجرة الى فلسطين لعشرات آلاف اليهود الروس وهو الأمر الذي أنقذ اسرائيل مؤقتاً من ان تصبح أقليّة ديمغرافيّة مطوّقة داخل فلسطين نفسها بالأكثرية العربية – الاسلاميّة. لقد قام شهر العسل الروسي – الاسرائيلي على دعم قيام الكيان الصهيوني أولاً وعلى مدّ هذا الكيان بالهجرة اليهودية الكبرى ثانياً، وبدعم كيان وأمن اسرائيل ثالثاً، وبالتنسيق معها اقليميا رابعاً. فهل جاء زمن الانفصال والانعزال الذي ينهي شهر العسل التاريخي بين الدولتين؟ اننا نشك في ذلك لأن كلاً منهما بحاجة للآخر وما يجري الآن ضغوط متبادلة للوصول لتفاهم سياسي جديد إن على صعيد الشرق الأوسط أم على صعيد الوضع الروسي الداخلي. وفي وضع كهذا يسعى كل جانب لأن يجري حساباته الجديدة!

.. لعلّ .. وعسى!

 

روسيا - إسرائيل: حفلة عتاب!

محمد قواص/النهار/النهار العربي/28 تموز/2022

لا يجب وضع ضجيج موسكو حول الوكالة اليهودية في روسيا إلا في سياق العلاقات الثنائية بين روسيا وإسرائيل، من دون أن يكون للأزمة أي أبعاد يمكن الركون إليها للتعويل على تغير استراتيجي ما في نظرة روسيا الى إسرائيل ووجودها ودورها في الشرق الأوسط. والتوتر بين البلدين من عاديات مسار علاقات توطدت بين موسكو وتل أبيب في مراحل معينة وشهدت برودة وتوتراً في مراحل أخرى. يراد لقضية الوكالة اليهودية أن تكون مبرراً تتعلل به موسكو لبحث ملفات أخرى أو التعبير عن امتعاض أو غضب. وفيما تقدم روسيا الأمر بصفته نزاعاً قانونيا يتعلق بطرق عمل الوكالة في روسيا وتتحرّك المحاكم للتعامل معه، فإن إسرائيل بدورها تشتغل على الرواية الروسية هذه، وتسعى للتعامل مع القضية تعاملا تقنياً قانونيا صرفا، وتنتظر موافقة موسكو لإرسال "وفد قانوني" للتباحث بشأن النزاع مع السلطات القضائية الروسية.

ليس في الحدث سابقة تاريخية. سبق أن توترت علاقات البلدين ووصلت إلى حدّ قطع العلاقات الدبلوماسية تارة لأسباب ثنائية، لا سيما عام 1953 عندما وصف ديفيد بن غوريون النظام السياسي السوفياتي بأنه "حظيرة للعبيد"، وتارة لأسباب تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، لا سيما في عامي  1956 و 1967. غير أن روسيا، السوفياتية المندثرة أو الاتحادية الحالية، حرصت دائما على المحافظة على العلاقات مع إسرائيل وحتى دعم وجودها وتطورها. الفلسطينيون في فلسطين يستنتجون بسهولة حجم الهجرة اليهودية من روسيا (تقدر بمليوني مهاجر) التي لطالما جرت تحت أعين موسكو. يعرفون أيضا أن روسيا حتى في عزّ قيادتها للاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية في العالم لم تدعم "القضية الفلسطينية" بنفس المستوى الذي دعمت به الولايات المتحدة والمنظومة الغربية "المسألة اليهودية"، وصولا إلى الدعم الواسع لدولة إسرائيل.

توجِّه موسكو، من خلال "الاستفاقة" على دور الوكالة اليهودية في روسيا، رسائل إلى إسرائيل تكشف حجم غضب الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين من موقف تل أبيب ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، بالذات، من الحرب فيي أوكرانيا.

لم تمسّ موسكو "الوكالة" ولم تهمها أساليبها الساهرة على إرسال مئات آلاف اليهود إلى إسرائيل واستيطان آلاف منهم في الضفة الغربية. ولم تشعر "الوكالة" بأي خطر روسي "إداري" يتهددها طوال العقود القديمة والحديثة التي كانت تمارس إسرائيل بها الاحتلال والقمع والترهيب والفصل العنصري (الأبارتايد) ضد الشعب الفلسطيني. وجب التذكير أن لروسيا حكاية في قيام دولة إسرائيل. حتى أن الكاتب اليهودي الروسي ليونيد مليتشين،  أصدر كتابا في موسكو عام 2005، بعنوان "لماذا أنشأ ستالين إسرائيل؟" قال فيه "لم تكن إسرائيل لتظهر إلى الوجود، لو لم يكن ستالين أراد قيامها".

من جهته يستند الخبير في الشؤون الروسية سامي عمارة على وثائق سوفياتية في إصداره عام 2021 كتابا حمل عنوان: "موسكو- تل أبيب: وثائق وأسرار". يقول الكاتب إن تلك الوثائق الرسمية تكشف أن "ما قدمه الاتحاد السوفياتي من جهد ومساعدات كان العامل الرئيسي في تثبيت أقدام دولة إسرائيل، على النقيض من الشائع عن أن الوعد البريطاني (بلفور) الصادر في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 1917، كان هو أهم عوامل قيام الدولة".

ومن دون الدخول في حيثيات هذه الأدبيات وغيرها التي تستحق معالجات منفردة، فإنه حريّ عدم المبالغة في قراءة موقف موسكو من "الوكالة" وعدم الانجرار وراء آراء في منطقتنا أعتبرت أن الحدث يشكّل تحوّلا تاريخيا مفصليا.

لم ترسل إسرائيل أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا بل لوجستيات دفاعية (خوذات وسترات واقية) وطبية. لكن لابيد اختار، منذ أن كان وزيراً للخارجية قبل أن يتولى منصب رئاسة الوزراء، أن يتخذ موقفا يخرج إسرائيل من رماديتها وسعيّها الركيك للحياد في الأيام الأولى للحرب في أوكرانيا، ويؤكد الانحياز للموقف الأميركي الغربي في إدانة الغزو ورفض الحجج الروسية.

والواضح أن روسيا، التي تقارب العالم بتقسيمه إلى خصوم وأصدقاء في هذه الحرب، أدرجت إسرائيل في خانة البلدان غير الودودة التي تستحق تنبيهاً من نوع مضايقة "الوكالة" والتلويح بإغلاقها.

يصف لابيد وقف أنشطة الوكالة اليهودية في روسيا  بأنه أمر "خطير وسينعكس على العلاقات". ترد المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عاتبة: "ألا يعتقد هؤلاء الأشخاص أن نشاطهم وتصريحاتها في الأشهر الأخيرة قد أثّرت على العلاقات؟". يشبه السجال عتاب الأحبة لا ردح الخصوم.

والحال أن الأمر يأخذ حتى الآن شكل "الحرد". لم يصدر عن موسكو موقف سياسي رسمي مباشر يهاجم إسرائيل وينتقد "موقفها الأوكراني". أما تل أبيب فإنها تزعم الاستغراب وإدعاء عدم الفهم وتتقصد عدم تكبير حجم "الحرد" وضبط ردود الفعل بشأنه. حتى أن إسرائيل التي تتهيأ (وفق البروباغندا المحلية) لمنع إيران من إنتاج القنبلة النووية والاستعداد لحرب متعدّدة الجبهات ضد أذرعها في لبنان وغزة وسوريا ومناطق أخرى، وتستعد لخوض انتخابات تشريعية أخرى بعد أسابيع، لا تتعامل مع جديد روسيا كأمر طارئ عاجل.

مفهوم أن تتخذ موسكو أي إجراء مع أي بلد ترى أن مواقفه من "العملية الخاصة" في أوكرانيا معاديا لمصالح روسيا. وفق هذا، تحجب إمدادات الغاز عن دول دون أخرى مثلا، ووفق ذلك، تقرر إحداث جلبة حول "الوكالة اليهودية" وأنشطتها مثلا آخر.

لكن الموقف الروسي الاستراتيجي تجاه إسرائيل لم يتبدل ولا أدبيات سياسية توحيّ بذلك. ولئن لم يُسجَّل في موسكو أي تطور يتعلق بالقضية الفلسطينية لجهة التمسك بديباجة حلّ الدولتين وحقوق الشعب الفلسطيني (وهو موقف غربي أيضا)، فإنه أيضا، بالأدلة والوقائع الميدانية، لم يُسجَّل أي انقلاب صارم على تفاهمات بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين تتنياهو بشأن سوريا. وحتى كشف وزير الدفاع بني غاتس عن نيران روسية أطلقت على طائرات إسرائيلية مغيرة في سوريا قبل أشهر اعتبر حدثا عرضيا. وفي الميدانين، الفلسطيني والسوري، فإن "إسرائيل تعمل كالمعتاد".

أمر "النزاع" قد يمثّل تدخلاً روسياً في الانتخابات الإسرائيلية (لصالح نتنياهو)، وقد يتصاعد ويأخذ أشكالا إسرائيلية أشد قسوة في تبادل الإجراءات (تسرّب في الإعلام الإسرائيلي بعض منها). لكن الخلاف سيبقى تحت سقف مقبول لا يمسّ أي مقدّس في علاقات موسكو "القديمة" مع إسرائيل ولن يغير، خصوصا، من أي توازنات في موقف إسرائيل من الشرق الأوسط (فلسطين وسوريا بالأخص). وإذا ما كان اقتراب موسكو من طهران والاستعانة بمسيّراتها يتطلب موقفا روسيا يحفظ ماء الوجه ضد إسرائيل، فإن الطرقَ على أبواب "الوكالة" قد يكون أقل المواقف كلفة وربما أنها المتاح الوحيد في هذا الشأن. يكاد دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الذي يعتبر أن "لا حاجة لتسييس هذا الوضع وتصويره على أنه يتعلق بالنطاق الكامل للعلاقات الروسية الإسرائيلية"، أن يختصر الكلام.

 

انتظارات اللبنانيين بين الرغيف والحرب

حسام عيتاني/الشرق الأوسط/28 تموز/2022

ينتظر اللبنانيون أشياء كثيرة هذه الأيام: ينتظرون أمام الأفران للحصول على بعض الخبز. ينتظرون اندلاع حرب ضد إسرائيل يظهر على الشاشات كل بضعة أيام من يُبشّر بها كمنقذ من النكبة المتمادية في البلد. ينتظرون مجيء مغتربيهم الذين يحملون مالاً هم في أمسّ الحاجة إليه لتحريك ما تبقّى من اقتصاد ومؤسسات سياحية. ينتظرون عودة موظفي القطاع العام عن إضرابهم المفتوح لإنجاز معاملاتهم المعلقة. ينتظرون الإفراج عن جوازات سفر مُنعت عنهم لأسباب غير مفهومة. ينتظرون حصتهم من كهرباء لا تزيد على الساعة والنصف يومياً. ينتظرون دواء لمرضاهم.

كل من مواطني لبنان ينتظر أملاً يتغير شكله حسب حاجة المنتظر. هناك من ينتظر تأشيرة هجرة للفرار من الجحيم اليومي. آخر ينتظر استعادة ولو جزء من وديعته المصرفية التي عوّل ذات يوم عليها كضمان لشيخوخة تقيه ذلّ الحاجة. ثالث ينتظر تخرج أبنائه في الجامعات ليبدأوا هجرة هي المشروع الوحيد المعقول لشباب لبنان. ولا يندر أن يحمل اللبناني انتظارين أو ثلاثة في آن؛ كأنْ يفكر خلال وقوفه بطابور يتشارك فيه مع آلاف من نظرائه آملاً نيل أرغفة معدودة، في أن إطلاق الصواريخ الذكية على منصات استخراج النفط والغاز الإسرائيلية في عرض البحر هو الحل الأنسب لإنهاء معاناته. أو أن يكون قد أدلى بصوته في الانتخابات النيابية الأخيرة لمصلحة زعيم طائفته ويعلق الآمال على دولارات قليلة يرسلها قريب له من الخارج تعينه على تحمّل المصائب اليومية. لا يحضر في ذهن صاحبنا المتأمل خيراً في الحرب على إسرائيل والواقف في طابور الفرن أن مأزقه صنعه أبناء جلدته الذين يُخفون الطحين، ويهرّبونه لتقاسم أرباح الدعم مع أجهزة النظام السوري الأمنية. ولا أن البدء بحرب جديدة سيكون مقامرة غير معروفة النتائج حتى لو قال له صاحب الصواريخ الذكية إن الموت شهيداً في القتال (أو بالأحرى القصف) الإسرائيلي أفضل من الموت قتلاً في عراك قرب فرن أو محطة وقود.

رفع التناقض المنطقي ليس مهماً عند اللبنانيين المنتظرين وإلا كنا شهدنا منذ مظاهرات أكتوبر (تشرين الأول) 2019، تحولاً في معنى السياسة وانتقالها من أداة لتأبيد الانقسام الطائفي والسيطرة على جماعات لا يجمعها غير خوفها بعضها من بعض واحتقارها لكل مختلف عنها، إلى وسيلة لتحقيق مصلحة الأكثرية المتضررة المنتظرة اليوم تحقق أوهامها.

الاستثمار في الخوف والاحتقار المتبادل ليسا بالشيء الجديد في عالم اللبنانيين. بيد أن لكل مرحلة شعارها ومبرراتها. التقسيم كان شعاراً لتخليص المسيحيين من سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية وحلفائها اليساريين والمسلمين في بدايات الحرب الأهلية. في الثمانينات حل شعار «المناطق الحرة» المسيحية مقابل المناطق المسلمة الخاضعة للاحتلال السوري. اليوم، تُستعاد أفكار من نوع تقسيم بلدية بيروت والفيدرالية بعد الوصول إلى يأس مطبق من القدرة على خروج البلد موحداً من الهاوية التي ما زال يتدحرج فيها.

تجدر الإشارة هنا إلى أن دعاة الفيدرالية الذين ينطلقون من خلفية «إنقاذ ما يمكن إنقاذه» من لبنان ما دام خلاص البلد كاملاً من رابع المستحيلات، سيصطدمون في القريب بالممثلين التقليديين للمسيحيين. ذلك أن مشروع الفيدرالية يرمي إلى تحرير المسيحيين من أعباء العيش مع أكثرية مسلمة، يهيمن على جناحها الشيعي حزب مسلح حتى الأسنان. في الوقت الذي ينسب «التيار الوطني الحر»، على سبيل المثال، سلامة المسيحيين حالياً إلى السلاح ذاته. سيظهر التباين واضحاً بين الفيدراليين الذين يريدون أن يعيشوا بسلام في مناطقهم وبين التقليديين الذين يرون الخوف من الآخر أو استغلال قوته، مصدر سلطتهم على جماعتهم. مشروع تقسيم بلدية بيروت يقوم على التهويل من أن تتمدد حالة الفوضى والدمار اللذين يلفّان المنطقة الغربية المسلمة، من بيروت إلى المنطقة الشرقية المسيحية الأكثر تنظيماً وازدهاراً. إبقاء الجماعة في حالة الخوف هو السم الزعاف لكل حالة اندماج وطني، أو حتى (كما سيكتشف أنصار الفيدرالية) انفصال غير دموي. لكنّ هذا بحث آخر.

أما الواقف في طابور الخبز فهو مستعد أن يقتُل ويُقتَل، ليس فقط إذا تجاوزه أحدهم ووقف أمامه، بل أيضاً إذا قيل له وهو يتصبب عرقاً تحت شمس يوليو (تموز) إن فكرة الحرب على إسرائيل في هذه اللحظة غير مؤاتية وستكلّف لبنان، وستكلفه هو شخصياً المزيد من المآسي وتجعل انتظاراته الحالية بمثابة النزهة مقارنةً بما سينزل ببلده وأهله. ولعله من أول الدروس التي استخلصها الحكام منذ عهود سحيقة في القدم، ذلك القائل إن اختراع صراعات خارجية غالباً ما يُخفي الاستياء الداخلي. فكيف إذا كان الداخل يقف عاجزاً منذ ثلاثة أعوام عن الإقدام على تسوية ولو مشكلة واحدة من مشكلاته الجمّة، وتنتظره في الشهور المقبلة انتخابات رئاسية الأرجح أنها ستتحول إلى استعراض إضافي للإفلاس الصافي؟

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

فرنجيّة "يُحيّك" قميص الرئاسة عند برّي..

شادي هيلانة– وكالة أخبار اليوم/28 تموز/2022

الملف الرئاسي، هو الطاغي حالياً على مختلف القضايا والمواضيع الأخرى، في حين تتراقص البلاد من أدناها إلى أقصاها وبمختلف ملفاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية، عل انغام تأتي هذه المرة من داخل الهاوية نفسها، لا على حافتها. وعلى وقع هذه الالحان ثمّة من يجزم أنّ ليس من طرف داخلي قادر على تحمل كرة نار عدم انتخاب رئيس جمهورية في ظلّ حكومة تصريف أعمال، لذلك سيقابل تعثّر التأليف بضغط خارجي كبير لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. مع ذلك، فتح زعيم تيّار المردة سليمان فرنجية الملف الرئاسي قبيل الانتخابات النيابية، وقبل انّ يرشحه أحد، "دشّن" ترشيحه الرئاسي من بكركي الاسبوع الفائت، مستكملاً جولته الى عين التينة اليوم، بحيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه برّي. اكثر من ذلك، يقول مصدر متابع انّ الجولات التي يقوم بها فرنجية نحو "الممانعين" لانتخابه ليست هي الأساس في توفير ممرّه الآمن إلى بعبدا، بل حصراً حصول توافق، على اسمه من قبل حزب الله لإجلاسه على كرسي الرئاسة الأولى مع غطاء مسيحي يفترض بالمنطق أن يوفّره نواب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، كما يشير المصدر الى انّ "حياكة" قميص الرئاسة لدى برّي فقط تبقى دعسة ناقصة. وعلى رغم، الجهود التي تُبذل، من أجل تطوير العلاقة بين فرنجيّة وباسيل، وصولاً إلى التفاهم على موقف موحّد من الانتخابات الرئاسية، لكنّ حتى الآن لم تصل هذه الجهود إلى نتيجة إيجابية، والدليل على ذلك ما أعلنه أخيراً باسيل من أنّه لم يتبنَّ دعم ترشيح فرنجية، وأنّه مرشّح طبيعي للرئاسة الأولى. الّا انّ، المحسوبين على فرنجيّة يرون فيه الشخصية الأنسب للوصول إلى بعبدا في هذه المرحلة التي تحتاج الى الكثير من العقلانية والانفتاح ولغة تقبل الآخر والعمل على تحسين ظروف البلد واراحته، ووفق رأيهم، انّهُ يجب توفير دعم داخلي لهُ قبل ايّ شيء من أجل ضمان وصوله للرئاسة الأولى وعدم خوض معركة خاسرة مسبقاً.

 

قائد الجيش: سنحمي ثرواتنا وحدودنا.. والتزامنا بالمواقف الرسمية حتمي

المدن/28 تموز/2022

توجه قائد الجيش، العماد جوزيف عون، في أمر اليوم لمناسبة عيد الجيش السابع والسبعين إلى العسكريين بالقول: "سبعة وسبعون عاماً من شرف التضحية والوفاء لوطن الأرز، قدّم خلالها الجيش خيرة عسكرييه شهداء في سبيل الدفاع عن أمن لبنان واستقراره، كما عن كرامة شعبه. مسيرة طويلة، شهدت الكثير من المحطات والتحديات، بقي الجيش خلالها الحصن المنيع والمؤسسة الجامعة لكل مكوّنات الوطن، والركيزة الأساسية لكيان الدولة التي تعصف بها الأزمات بشكل مستمر وتهدّد وجودها". وقال: "لن نسمح باهتزاز الأمن ولن نسمح للفتنة أو الفوضى أن تجد لها طريقاً إلى ساحتنا الداخلية، على أمل اجتراح الحلول السياسية الكفيلة بإنقاذ البلاد ومنعها من الانهيار، كي يستعيد شبابنا ثقتهم بوطننا، وينهضوا به مجدّدًا، فهو يستحقّهم ويحتاج اليهم لأنّهم ثروة لا تُعوّض. فليكن حلم إعادة بناء لبنان، أقوى من حلم الهجرة". أضاف قائد الجيش في أمر اليوم: "أيها العسكريون، أثبتّم لأنفسكم كما لقيادتكم وشعبكم أنكم جديرون بالثقة وعلى قدر المسؤولية. تكابدون وتواجهون التحديات إيماناً بجيشكم ووطنكم. تنتشرون على كل تراب الوطن وتروونه بعرقكم، كما رواه رفاقكم الشهداء والجرحى بدمائهم. في الداخل كما على الحدود والجرود، تقفون شامخين، أبطالًا لا يهابون الموت ولا الأزمات. تصارعون باللحم الحي للبقاء والصمود، لأن لبنان بأمس الحاجة إليكم اليوم. تواجهون المراهنين على ضعفكم بالثبات والتشبّث بقيمكم وعقيدتكم وولائكم لمؤسستكم ووطنكم. تتحلّون بالإرادة، وهي سر محبّة شعبكم لكم وثقته بكم، كما ثقة المجتمع الدولي. بفضل هذه الإرادة، الجيش باقٍ، ولبنان باقٍ. تتعدّد مهماتكم وتتشعّب. ابقوا على جهوزيتكم لمواجهة كل الأخطار: العدو الإسرائيلي وتهديداته المستمرة وأطماعه في ثرواتنا الطبيعية من جهة، والإرهاب الذي يتحيّن الفرص دومًا لاستعادة نشاطه من جهة أخرى. ولا ننسى الخطر الذي يهدّد مجتمعنا ومستقبل شبابنا وهو المخدرات، ملاحقة تجّاره ومروّجيه ستبقى نصب أعيننا. التزامنا تجاه القضايا الوطنية أساسي، والتزامنا بالمواقف الرسمية حتمي، وخصوصاً ملف ترسيم الحدود البحرية، والتزامنا بالقرارات الدولية وتعزيز التعاون مع قوّة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان ضرورة قصوى". من جانبها أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، عن زيارة للبحرية الأميركية إلى سواحل لبنان، وأنه "يعد زورقي الاستجابة السريعة الجديدين لخفر السواحل الأميركي مؤشراً آخر على الشراكة القوية بين الجيش الأميركي والجيش اللبناني، وتأتي هذه الزيارة المقررة إلى مرفأ بيروت بعد إتمام التدريبات البحرية السنوية التي أجراها الجيش اللبناني مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية على مدى الأسبوعين الماضيين". ولفتت السفارة في بيان، إلى أننا "ندرك أن هذه أوقات عصيبة للعسكريين ولعناصر قوى الامن الداخلي في لبنان. لهذه الغاية، تنوي الولايات المتحدة تطوير برنامج دعم سبل العيش للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لتقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها. لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لتنفيذ البرنامج، ولكن تم إحراز تقدم كبير". وأثنت السفارة الأميركية "على دولة قطر لإعلانها الأخير عن دعمها المباشر للجيش اللبناني".

 

تيمور جنبلاط يحاول جمع المعارضة لخلق توازن في القرار

دنيز عطالله المدن/28 تموز/2022

في مقابلته الأخيرة، أحال وليد جنبلاط الجواب عن اسم الرئيس المقبل إلى "تيمور واللقاء الديمقراطي" للتشاور والتوافق والإجابة عليه. لكن، إلى اليوم، لا يملك النائب تيمور جنبلاط ولا كتلة "اللقاء الديمقراطي" الإجابة عن هذا السؤال. يكررون المواصفات التي يكاد يتفق عليها معظم اللبنانيين.

تكشف أوساط "الديمقراطي" عن أن "التواصل قائم مع جميع الكتل السياسية المعارضة من أجل الوصول إلى توافق حول إسم وشخصية". وتؤكد "لا بد من أن نتوصل إلى خلق توازن في المجلس النيابي وخارجه ليتشارك الجميع في النهوض بالبلد، وليكن صوتنا مسموعاً. فاليوم طرف واحد يحكم البلد من دون أن يسأل عن أي أفرقاء آخرين". لذا، "الاتصالات مفتوحة مع "القوات اللبنانية" و"الكتائب" والنواب الجدد"، بحسب "الديموقراطي". يؤكد جنبلاط في مجالسه أنه "لا يفيد البلد بشيء أن يأتي رئيس من 8 آذار". لكن بسؤاله هل يعني ذلك التأكيد أن "معادلة لا جبران باسيل ولا سليمان فرنجية التي أطلقها وليد جنبلاط قبل الانتخابات النيابية الأخيرة لا تزال صالحة؟" يحاول أن يوازن بين قناعته الواضحة، وبين ضرورات السياسة وحساباتها و"مفاجآتها". ويحيل بدوره سائله إلى "النقاش الذي سيحصل في اللقاء الديموقراطي والتشاور مع وليد جنبلاط وظروف المرحلة، وما يطرحه المرشحون من برامج".

في كتابه، لا شيء يبرر "اتخاذ مواقف لا تنسجم مع التغيير المطلوب في السلوكيات السياسية. لذا فاختيار الرئيس المناسب للمرحلة الآتية خطوة مفصلية يجب العمل على إنجازها بالمواصفات التي تم تحديدها".

جنبلاط، الذي يلتقي باستمرار أعداداً من الشباب الاشتراكي، والقريبين منهم، يسمع انتقادهم الواضح للكثير من الممارسات والخيارات والمواقف. تزداد قناعته رسوخاً أنه لا يمكن الاستمرار في السياسات المعتمدة. من هنا كان دفعه باتجاه تغيير بعضها. فكانت أولى الخطوات، قبل نحو سنة، الانسحاب من الاتحاد العمالي العام والعمل النقابي عموماً، وصولاً إلى عدم تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة وانتهاء بانسحاب النائب فيصل الصايغ من عضوية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء. يعرف أنها كلها خطوات صغيرة، لكنه يراهن على تراكمها ويسعى "من خلال توسيع مروحة التحالفات أن يتمكن من تحقيق خروقات سياسية تخرج البلد من نفقه المظلم وتنعكس في أطر ملموسة للناس". لا يبدو تيمور جنبلاط شديد التفاؤل. يعرف "أن لا حكومة حتى نهاية العهد" وينفي أي تواصل مع "اللقاء الديموقراطي" حول الموضوع. كما يعرف تشعب الأزمات اللبنانية والأعباء المتنوعة الناتجة عنها، ومع ذلك يحاول السير بين نقاطها.

التنسيق تام مع وليد جنبلاط، تحت سقف اختلاف المقاربات لأهداف واحدة. هي أقرب إلى "صراع الاجيال" منها إلى الصراع السياسي. يسخر تيمور من "السيناريوهات الإعلامية" حول الخلاف بينه وبين وليد جنبلاط. لكن ذلك لا يمنعه من "التنكيت" اللمّاح على مساحات "البيك" الواسعة في الحزب وحضوره السياسي وتدخله الطاغي. هي "سخرية" المُعجب الذي يملك بعضاً من صفات والده، ليس أقلها قوله رأيه حتى لو خالف "المزاج العام" الحزبي والطائفي، مع تمايز أن وليد جنبلاط يراعي بشدة ضرورات اللحظة السياسية ومصالحها، في حين يبدو تيمور أكثر تخففاً من هكذا مراعاة.

 

انكسرت الجرة بين القوات والاشتراكي..!!-

سحر الزرزور/الكلمة اولاين/28 تموز/2022

انفجرت بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية. فبعد موقف رئيس الحزب وليد جنبلاط بشأن قضية توقيف النائب البطريركي المطران الحاج، والذي قال فيه "نرفض الاستغلال الاسرائيلي لمقام رجال الدين في محاولة تهريب الاموال لمآرب سياسية، معتبراً أنه من الأفضل ان تتم معالجة هذا الأمر بهدوء بعيداً عن الضجيج"، موقف رأى فيه البعض انحراف في مسار الاشتراكي لصالح الثنائي الشيعي. اذ عمد جنبلاط الى استفزاز معراب خلال مقابلة صحافية اجراها امس، عبر اطلاقه سلسلة من المواقف تحمل في طياتها دلالات واضحة، خصوصاً بعد تلويح الاخير بامكانية دعمه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في المعركة الرئاسية المقبلة. وقد تصاعدت حدة التوتر بعدما سارعت النائبة ستريدا جعجع الى الرد، معتبرةً أن وليد بيك فتح ملف رئاسة الجمهوريّة مطلقاً الإشارات الأولية، فيما عليه التّقيد بالشراكة المسيحية-الدرزية ومصالحة الجبل واحترام شعور وخيارات أكثرية المسيحيين التي عبروا عنها في الاستحقاق الانتخابي الأخير. وأضافت جعجع أنه وبالرّغم من أن الانتخابات الرئاسية هي استحقاق وطني يعني جميع اللبنانيين من دون استثناء إلا أنه في الوقت عينه يُمثّل، شئنا أم أبينا، المنصب المسيحي الأول في الدولة، بالتالي من اللائق هنا احترام الإرادة الشعبية وبكركي والمرجعيات المسيحية. من الواضح أن هذا السجال، قد أوقع تكتلات الحزبين في صدمة، اذ رفض عدد من النواب من كتلة الجمهورية القوية واللقاء الديمقراطي، التعليق على ما حصل. الا أن أوساطا في التقدمي الاشتراكي اعتبرت جازمةً أن العلاقة بين الحزبين ليست بأفضل حالاتها، خصوصاً وأن القوات اللبنانية لم تقف الى جانب الاشتركي في الكثير من الظروف منها 7 أيار والأحداث التي حصلت في الجيل، اذ تحاول القوات ألا تتصادم مع التيار الوطني الحر في الجبل فلا تحدد مواقفها مما يحصل، وعليه يبقى الموقف المسيحي الوحيد هو بيد التيار الوطني الحر، فيأخذ الخلاف للأسف طابعا مذهبيا مسيحيا-درزيا. كما وصفت هذه الأوساط أداء أحد نواب القوات في الجبل ومع أهالي هذه المنطقة بأنه استفزازي للغاية. في المقابل، رأى النائب في تكتل الجمهورية القوية نزيه متى أن لا خلاف بين الطرفين، ففي نهاية المطاف يلتقي القوات والاشتراكي في خط سياسي واحد والذي هو اكبر بكثير من سوء التفاهم الذي حصل خلال هذين اليومين، خصوصاً وأن الطرفين مصران على ان تكون مصلحة لبنان فوق كل اعتبار. ويبقى السؤال: هل تقتضي المرحلة مواجهة بين الطرفين؟ ومن المتضرر الأكبر في هذه الجولة؟

 

الموساد ينشر للمرة الأولى صورة مفجّر سفارة إسرائيل بالأرجنتين

العربية نت/28 تموز/2022

بحسب ما يذكر "الموساد" الإسرائيلي من معلومات عن الانتحاري صاحب الصورة التي ينشرها لأول مرة، أنه اللبناني محمد نور الدين نور الدين، والذي كان بعمر 24 حين تم تجنيده في منطقة "الحدود المثلثة" بين البرازيل والبارغواي والأرجنتين، ليقود في 17 مارس 1992 سيارة "فان" محملة بالمتفجرات ويفجرها أمام مدخل سفارة إسرائيل في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس. وأسفرت العملية عن مقتل 29 شخصا، منهم 9 من السفارة وزوارها، بينهم زوجتا القنصل والسكرتير الأول بالسفارة، إضافة إلى 3 عمال بناء، وسائق تاكسي و3 مشاة، وكاهن من كنيسة مجاورة و3 مسنين كانوا يقيمون في منزل مجاور، إضاقة إلى 242 جريحا ومشوّها. أما النشر الجديد من الموساد أمس، وحصل عليه موقع Infobae الإخباري الأرجنتيني، المعروف كمقرب إعلاميا من إسرائيل، فهو لإكمال تقرير أصبح بعد نشر الصورة ومعلوماتها من 42 صفحة، فسبق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي أن نشره الأسبوع الماضي، ونشرت "العربية.نت" ملخصا عنه وفيه يبرئ إيران ويتهم حزب الله وحده بالعملية.\في المعلومات الواردة مع الصورة عن محمد نور الدين، أنه كان عضوا منخفض الرتبة في "الجهاد الإسلامي" الجناح العسكري لحزب الله، وكان يقيم في مدينة "فوز دو ايغواسّو" المجاورة في الجنوب البرازيلي لمدينة "سيودا دل ايست" بالبارغواي. والده اسمه نورد الدين نور الدين، واسم والدته فاطمة يونس. أما أشقاؤه الثلاثة، فهم: علي ونمر وهادي.أما صورته، فسبق أن نشرتها في نوفمبر 1992 صحيفة AI-AHD اللبنانية، مع خبر بأنه توفي في حرب صربيا، ثم دعت الصحيفة للمشاركة بإحياء "بطل الإسلام" في حسينية منطقة زقاق البلاط، وسط بيروت. علما (من"العربية.نت") أن لبنان لم تكن فيه صحيفة في أي وقت من الأوقات اسمها "الأحد" بل ربما مجلة كان يصدرها نقيب الصحافة الراحل رياض طه. إلا أن الموساد علم، ربما من أحد أقارب الانتحاري، أنه كان محمد نور الدين كان سائق السيارة المفخخة التي انفجرت بمقر السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 28  و29 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 28 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110758/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1493/

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 28/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110760/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-july-28-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/