المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 19 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july19.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

الياس بجاني/مش ممكن ينسى أي لبناني مش ماسح ذاكرته بأن الميقاتي هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود سنة 2011

الياس بجاني/كل رئيس للجمهورية ولمجلس الوزراء والبرلمان، وكل وزير ونائب بظل احتلال حزب الله هو مجرد دمىة وأداة فارسية لنحر لبنان وتهجير أهله.

الياس بجاني/حزب الله محتل وإيراني 100% وكل دجال مدعي بأنه من النسيج اللبناني هو أخطر من الحزب نفسه ومن الواجب رذله وفضحه وتعرية خيانته للبنان

الياس بجاني/عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع، الصحافي السيادي علي حمادة، يتناول من خلالها بالعمق قمة الرياض ونتائجها، وخطورة وعزلة حزب الله وإيران، والملف الرئاسي، والحرب مع إسرائيل، والوضع الإقليمي في ظل التطبيع العربي مع دولة إسرائيل.

بعض عناوين مقابلة الصحافي علي حمادة من تلفزيون الجديد/تفريغ وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين

الجيش الإسرائيلي يعترض مُسيرة انطلقت من لبنان

غاب كدولة وحضر كشفقة/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

اللواء عباس ابراهيم وخطورة الكلام ... والأرقام ... هل لبنان عصيٌّ على التغيير؟/جان الفغالي/ وكالة أخبار اليوم

الياس الزغبي لجريدة الأنباء الآلكترونية: لم يعُد لبنان ينتظر ما بعد كاريش بل ما بعد جَدّة.

بعد جدّة، رئيس سيادي أو حيادي/ الياس الزغبي/فايسبوك

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 تموز 2022

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 18/07/2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان والرؤساء: الترسيم وصندوق النقد

وحدويّون وتقسيميّون/بسام أبو زيد/نداء الوطن

ميقاتي يتّجه إلى تفعيل الحكومة في ظلّ مفاعيل قمّة جدّة

فرض انتخاب فرنجية أو باسيل يساوي التمديد للحود

جنبلاط: نعم قرار الحرب والسلم مع حزب الله وإيران والتقسيم غير وارد

لبنان يلامس «أسوأ البلدان» معيشاً

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تضع خططاً عسكرية لشن هجمات على منشآت طهران النووية

طهران: تل أبيب لن تنعم بالهدوء... و"إيران حرة": لا سبيل سوى الانتفاضة والإطاحة بنظام الملالي

إسرائيل تجدّد التلويح بالعصا في وجه إيران وتُحضّر "الجبهة الداخلية" للتحرك عسكرياً

]تل أبيب: الاتفاق بين روسيا وإيران لن يقيّد نشاطنا في سورية وتعزيزات لجيش الأسد بعين العرب وتل رفعت

طهران تتهم بايدن بـ«الترهيب ضدنا لإثارة التوتر في المنطقة»

لبید: إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق التصرف الكامل دبلوماسياً وعملياتياً أمام «النووي» الإيراني

بوتين يؤكد «استحالة} عزل روسيا

أوكرانيا تطالب روسيا بمعاملة أسرى الحرب بشكل إنساني

بوتين يتعهّد بتجاوز مشاكل «هائلة» في قطاع التكنولوجيا نتيجة العقوبات الغربية

الاتحاد الأوروبي يبحث تشديد العقوبات على روسيا والتكتل يدرس تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة تحسباً لحرب طويلة

 لماذا تريد روسيا إخراج العملية السياسية السورية من جنيف؟

رئيسا الإمارات وفرنسا يبحثان تعزيز العلاقات

السيسي وشولتس للتعاون في بناء «اقتصاد الهيدروجين»

عملية تركيا في «قمة طهران» اليوم

النظام ينتشر في مناطق «قسد» بدعوة من قائدها وتصاعد الاستهدافات المتبادلة في شمال سوريا

الصدر يطالب المالكي بتسليم نفسه للقضاء واتهمه بالتحريض على الفتنة والاقتتال الشيعي في تسجيلاته المسربة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رهن الرئاسة بتسوية بين فرنجية وباسيل: تكريس الانهيار/منير الربيع/المدن

الخبير المالي والمحاضر في الاقتصاد الدكتور توفيق كسبار لنداء الوطن: تدمّرت إدّخارات 3 أجيال من اللبنانيين وكل يوم يمرّ هو يوم نهب إضافي للمودعين/منير يونس/نداء الوطن

"فلسفة التمرّد والثورة" لفيليب سالم: يحمل زهرة... وثورته بيضاء لا حمراء/أسعد الخوري/الجمهورية

"أكياس" الليرات تنتظر قرار الأجور/أنطوان فرح/الجمهورية

من يرفض اللامركزية؟/شارل جبور/الجمهورية

لماذا تكلّم محمّد بن زايد؟/نديم قطيش/أساس ميديا

قمّة جدة بين الناقورة وبلدية بيروت/العميد الركن خالد حماده/اللواء

الحرب على الأبواب/عماد موسى/نداء الوطن

الحرية للرائد ميشال مطران مؤسس حساب غرفة التحكم المروري وتوقيفه ورقة نعوة للعدالة في بلد الموت/لوسي بارسخيان/نداء الوطن

القوى السيادية و"لعبة" النصاب... هل تملك "سلاح" الثلث المعطّل؟/ألان سركيس/نداء الوطن

 "الأسابيع القليلة" وقمّتا جدّة وطهران/وليد شقير/نداء الوطن

الزواج المدني... بلا "هرج ومرج"/المحامية جوزيان أسعد لحود/نداء الوطن

رئيسٌ سَيِّد أم رئيس بأمرِ السَيِّد؟/شربل عازار/نداء الوطن

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان: لحكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد وعدم التأخير في الترسيم والمحافظة على استقرار الحدود

بري لوفد "مجموعة العمل الاميركية :لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود

بو صعب بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس: رواتب النواب على سعر 1500 ليرة واجتماع للهيئة العامة الاسبوع المقبل واللجان المشتركة الخميس

لقاء "سيدة الجبل": للخروج من الأسلوب التقليدي في مقاربة الاستحقاق الرئاسي

دريان عاد من مكة: استمرار تعطيل تشكيل الحكومة مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تنهي مشروع تطوير الأعمال في لبنان بنجاح كبير

الراعي استقبل سفيرة لبنان في قبرص ووفدا من موارنتها وليام طوق: ملتزمون بخيارات الكنيسة الوطنية

مجلس القضاء الأعلى وشورى الدولة وديوان المحاسبة: ما يثار حول موضوع رواتب القضاة مستغرب ومدان

المفتي قبلان: نحن براء من كل ناعق بفتنة أو صادع بفرقة أو مدسوس مأجور يعمل على تمزيق وحدة الإسلام والمسلمين

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي

إنجيل القدّيس لوقا10/من13حتى16/:”قالَ الرَبُّ يَسوعُ : «أَلوَيلُ لَكِ، يا كُورَزِين! ٱلويلُ لَكِ، يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وَصَيْدا مَا جَرَى فِيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ وَجَلَسَتا في المِسْحِ وَالرَّمَاد. ولكِنَّ صُورَ وَصَيْدا سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا في الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصيرِكُمَا. وَأَنْتِ يَا كَفَرْناحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحِيمِ سَتَهْبِطِين! مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي».

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

*بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

*مش ممكن ينسى أي لبناني مش ماسح ذاكرته بأن الميقاتي هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود سنة 2011

*كل رئيس للجمهورية ولمجلس الوزراء والبرلمان، وكل وزير ونائب بظل احتلال حزب الله هو مجرد دمىة وأداة فارسية لنحر لبنان وتهجير أهله.

*حزب الله محتل وإيراني 100% وكل دجال مدعي بأنه من النسيج اللبناني هو أخطر من الحزب نفسه ومن الواجب رذله وفضحه وتعرية خيانته للبنان

 

بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/14 تموز/2022

حزب الله يحتل بلدنا، يقهر شعبا، يدمر مؤسساتنا، يعهّر حكمّنا، يتحكم بقرار حكامنا وهو العدو. نصرالله بوق ومجرم فارسي مطلوب للعدالة

 

نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

الياس بجاني/13 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110101/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%b9/

إن مشكلة واشكالية حسن نصرالله الملالوي، والعدو الوجودي للبنان، ولكل دول العرب، تكمن اساساً في انسلاخه عن الواقع المعاش، وعن حقيقة القدرات والوقائع والحقائق، وعن الحضارة وتطور العصر، كما أنه والمصداقية واحترام عقول وذكاء الناس، هو في غربة كاملة.

في كل إطلالات هذا الموهوم والمهلوس، والممثل المسرحي الفاشل، ومنها اطلالته اليوم، هناك وقاحة غير مسبوقة في عهر التبشير الإبليسي بالحروب، وبالتسوّيق للموت والانتحار والدمار والفقر والخراب والفوضى، ولسياسات ومفاهيم الإرهاب وشرعة الغاب.

اليوم وبكل وقاحة وعهر، يدعي هذا المهلوس بأن حرب تموز التي دمرت لبنان، وقتلت من أهلنا ما يزيد عن 2000 مواطن، كانت انتصارات صافية وهزائم لإسرائيل وأميركا والغرب، في حين هو نفسه لم يكن على علم بها، وقاسم سليماني هو من أمر بها وأشرف عليها، واعترافه هذا جاء في قوله المأثور: “لو كنت أعلم”.

هذا المخلوق المسخ هو عملياً بُوم بصورة بشرية، ولا يُبشر بغير الخراب والموت، ومسرحجي هزلي فاشل، ومدعي تافه، ليس إلا.

في ظل بقاء هذا المخلوق العدو للإنسان وللإنسانية، وفي ظل احتلال حزبه الملالوي والإرهابي والشيطاني للبنان، فإنه لا خلاص لوطن الأرز، وطن القداسة والقديسين والرسالة، ولا حلول سيادية واستقلالية ومعيشية واجتماعية وثقافية، أكانت كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى.

باختصار، إن الحلول العلاجية كافة، هي مستحيلة، لا بل محالة، ولا يمكن أن ترى النور وتصبح واقع وحقيقة، قبل الخلاص الكلي من سرطان وثقافة نصرالله، ومن هيكلية ووجود حزبه، ومن كل مؤسساته وجيوشه وسلاحه واذرعته الطروادية المحلية.

يبقى، إن المطلوب للخلاص من احتلال حزب الشيطان، يكمن في السعي الجدي والمستمر والإيماني والوطني لوضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة مارقة وفاشلة، وتسليم زمام حكمه لمجلس الأمن الدولي، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة، والقرارات الدولية 1559، و1701 و 1680، وكل ما عدا هذا، هو دجل ونفاق، وترسيخ للإحتلال، وضياع للوقت وللجهود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة من تلفزيون الجديد مع، الصحافي السيادي علي حمادة، يتناول من خلالها بالعمق قمة الرياض ونتائجها، وخطورة وعزلة حزب الله وإيران، والملف الرئاسي، والحرب مع إسرائيل، والوضع الإقليمي في ظل التطبيع العربي مع دولة إسرائيل.

18 تموز/2022

بعض عناوين مقابلة الصحافي علي حمادة من تلفزيون الجديد

تفريغ وصياغة الياس بجاني بحرية وتصرف كاملين/18 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110413/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ad/

*السعودية ودول الخليج هم اليوم غير ما كانوا عليه واصبح دورهم العالمي محوري وفاعل، وهم بالتأكيد لن يعطوا بايدن اي شئ كبير لأن وضعيته الشعبوية متراجعة جداً داخل أميركا، وهو تأخر في التقارب مع هذه الدول، ويبدو أن الحرب الأوكرانية هي التي دفعته لتغيير مواقفه.

*لا حرب في المدى المنظر بين اسرائيل وحزب الله، ومن خلفه راعيته إيران، والتصعيد هو كلامي مرتفع ليس إلا. علماً أن الحرب بين إسرائيل وإيران هي داخل كل من الدولتين من خلال عمليات مخابرتية وسيبرانية.

*إيران بمشروعها التوسعي والمذهبي، ومن خلال تدخلاتها عبر اذرعتها المسلحة وةالميليشياوية في دول شؤون المنطقة وفي مقدمها لبينان، هي غير مقبولة، ولا يمكن أن تستمر.

*إيران كما حزب الله هي معزولة ومسّكر عليها ، في حين أن وضعها الإقتصادي والمعيشي والمالي مأزوم، وصعب للغاية.

*إيران النووية مرفوضة عالمياً، وحتى روسيا لا تريد ذلك.

*ليس بقدرة حزب الله أن يفرض ميشال عون آخر في موقع الرئاسة.

*معروف للقاصي والداني بأن حزب الله فقد الإحتضان اللبناني، ووضعيته العسكرية، مرفوضة من غالبية اللبنانيين.

*لا تعديلات دستورية ولا مؤتمر طائف جديد.

*سليمان فرنجية هو في صلب محور إيران-الأسد، وجبران باسيل مكروه ومأزوم حتى داخل حزبه، وعلمياً هو من يمارس دور رئاسة الجمهورية.

*لا تغيير، ولا اصلاحـ ولا مساعادات، ولا حلول، قبل انتخاب رئيس جمهورية جديد متوازن وغير تابع لحزب الله ولمحور إيران. مطلوب رئيس وسطي مقبول من الجميع، وعلى مسافة واحدة من الكل، ومقبول عربياً ودولياً.

*تهديدات نصرالله لن تؤثر على مجرى استخراج الغاز والبترول، كون هذا الأمر متعلق بدول المنطقة كافة ،وكذلك بروسيا وبأوروبا وبأميركا.

 

الجيش الإسرائيلي يعترض مُسيرة انطلقت من لبنان

تل أبيب/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، إنه اعترض طائرة مُسيرة صغيرة دخلت البلاد من لبنان، مضيفاً أن من المرجح أن تكون جماعة حزب الله المدعومة من إيران هي التي أرسلتها. وقال الجيش إن إسرائيل تعقبت الطائرة المسيرة خلال تحليقها. وأضاف: «قوات الدفاع الإسرائيلية ستواصل العمل لمنع أي محاولة لانتهاك السيادة الإسرائيلية». ويرسل حزب الله من حين لآخر طائرات مُسيرة إلى المجال الجوي الإسرائيلي واصفاً ذلك بأنها مهام استطلاع.

 

غاب كدولة وحضر كشفقة

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/18 تموز/2022

يسألني الأصدقاء (خارج الجمهورية اللبنانية) لماذا لا تعود إلى بيروت؟ ويضيفون سريعاً، لا تقل إنك أيضاً تعاني من الكهرباء والماء والغلاء. لا، والحمد لله. ولكن كيف يكون طعم الحياة وجارك في العتم، وشعبك في الظلام، وبلدك في الذل والنفوس كئيبة ويائسة وخائفة من غدها بدل أن تكون في انتظاره؟ وأي أمل يمكن أن تأمل وليس للدولة أمام موت البلاد سوى هم واحد، هو وزارة الطاقة، التي هدرت مال الناس، وأدت إلى السطو على مدخرات أعمارهم، وجعلت البلد المريض الذي في النزع الأخير يلفظ آخر أنفاسه عند أقدام رجل واحد، هو مفتاح الحكومة وهو مفتاح الرئاسة وهو مفتاح المجهول.

لقد أمضيت معظم العمر هاجراً لبنان حالماً بالعودة إليه. وكنا نقول، شاعرياً أو حقيقة، نهاجر، لكن نعود لنموت في لبنان، والآن جميع الناس يهاجرون لكي لا يموتوا في لبنان. وليغنِ إيمانويل ماكرون ما شاء «بحبك يا لبنان»، ولتغن فيروز ما استطاعت «خذني ازرعني بأرض لبنان». خذيه، هو وأرضه وناهشوه وأرزه و«يا لبنان بحبك تا تخلص الدني». خلصت الدني. وما بقي منها ليس أكثر من جمهورية تفيق وتنام كل يوم لكي تعرف إن كان هذا الرجل نائباً، أو وزيراً، أو رئيساً، أو وصياً. وإذ يفتش الناس عن الفتات في أكياس القمامة، وعن أقساط المدارس، يفتش السياسيون، بفجور لا مثيل له في التاريخ، عن مقاعد لأقفيتهم واقفية أزلامهم. ويتصالح المتعادون «الأزليون» في ثانية واحدة ويخاطبون القطعان كأنها مجموعة مغفلين. لماذا تصرّين يا ستنا على أن نحبه حتى «تخلص الدني»؟ ماذا بقي من «هالدني» ولم يخلص بعد؟ أموال الناس؟ الطحين؟ أعصاب العالم؟ الأشجار التي لم تسنح لإقامة سدود جافة؟

غاب لبنان عن قمة جدة كدولة وحضر كشفقة. لم يكن في إمكان قمة «البدو» أكثر من ذلك، بعد ست سنوات من السياسة الخارجية التي وضعها ويضعها جبران باسيل. لم يعزل لبنان أحد، هو عزل نفسه. وزيره ذهب لتفقد أحوال المغتربين في «لاس فيغاس»، وليس في السعودية أو الإمارات أو الكويت، حيث نحو 700 ألف سند للذين لم يتمكنوا من الهجرة بعد. لكنهم لم ييأسوا. إنهم متمترسون على أبواب السفارات. هل يمكن لإنسان أن يتخيل أن يصل بنا الأمر إلى أن نرفض فيروز ولبنانها وكل الفرح الذي غمرتنا به عبر السنين؟ لا يمكن رسم صورة أكثر عمقاً لما وصل إليه لبنان، أكثر من التخلي عن فيروز. هي وقصائد عاصي ومنصور. هي و«يا عصفورة الشجن». هي وكل ما شجت، وما شدت، وما وضعت لبنان على خريطة العرب. طبعاً قمة جدة لم تكن في هموم الجمهورية. لقد اعتدنا منذ زمن على حياة القعر السياسي، والقمّة غربة كبرى علينا.

 

اللواء عباس ابراهيم وخطورة الكلام ... والأرقام ... هل لبنان عصيٌّ على التغيير؟

جان الفغالي/ وكالة أخبار اليوم/18 تموز/2022

ماذا يعني أن يقول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان "11 في المئة من سكان لبنان حاليًا هم من كبار السن، وهذا إحصاء مقلق، ودليل على أن الشباب يهاجرون، وهذا دليل خطر، وسبب الهجرة هو الوضع الاقتصادي والمالي الذي يمر به البلد، إضافة إلى الوضع السياسي المقرف"؟

اللواء عباس ابراهيم مُقلٌّ في الكلام، صمته خطير وكلامه أخطر! حين يتحدث عن نسبة 11 في المئة هم من كبار السن، فهذا يعني ان اكثر من أربعمئة الف لبناني هم من كبار السن؟ ماذا تعني هذه النسبة؟ تعني أولًا ان هؤلاء لن يهاجروا، وأنهم بحاجة إلى رعاية صحية واستشفائية ودوائية، فهل هذا "المثلث الطبي" متوافر؟ هذا السؤال وكأنه صيغ بأسلوب "تساؤل العارف"، هؤلاء سيكونون متروكين لأن الوضع الصحي والاستشفائي والدوائي في لبنان في حال يُرثى لها: نسبة كبيرة من الأطباء هاجرت، وكذلك الممرضون والممرضات، وولت الايام التي كان فيها لبنان مستشفى الشرق. وتعني ثانيًا أن هذه النسبة ستزداد سنويًا، فمَن لا يستطيع الهجرة فإنه سينضم إلى "نادي كبار السن"، ويتحوَّل لبنان إلى "جمهورية الكهولة". يربط اللواء ابراهيم سبب الهجرة بالوضع الاقتصادي والمالي، لكن ما لم يقله أن هذا الوضع لن يتحسن في المدى المنظور، ما يعني ان الهجرة ستستمر.

يضع اللواء ابراهيم يده على الجرح حين يتحدث عن "الوضع السياسي المقرف"، وما لم يقله أن هذا الوضع المقرف ليس وليد اليوم بل هو مستمر منذ أكثر من نصف قرن، فهل يُعقَل أن تندلع حروب وثورات تحت عنوان "التغيير" ولا تتغيَّر الطبقة السياسية إلا في ما ندَر؟

يندثر إقطاع فينمو إقطاع غيره . تندلع ثورة ويصل بعض الثوار إلى السلطة فيؤخَذون بها ويتناسون الثورة!

هل لبنان عصيٌّ على التغيير؟

حين يصف اللواء ابراهيم الوضع السياسي بـ "المقرف" فهذا أقل ما يقوله المواطن العادي . إحدى المشاكل الكبيرة في لبنان أن هناك مَن يملكون "داتا " الأزمات، وهي تُرفَع على شكل تقارير إلى السلطات المختصة من رؤساء ووزراء، ولكن ماذا يفعل هؤلاء بالتقارير؟ هل الحل بحفظِها في الأَدراج أو استخدامها في وجه الخصوم. المعالجات المطروحة حتى اليوم قاصرة عن التوصل إلى حلول، الجميع تقريبًا ينجحون في التشخيص لكنهم عاجزون عن إيجاد الحلول، وهذا يعني في السياسة: الدخول في الغيبوبة.

 

الياس الزغبي لجريدة الأنباء الآلكترونية: لم يعُد لبنان ينتظر ما بعد كاريش بل ما بعد جَدّة.

فايسبوك/18 تموز/2022

في حين بقيت أصداء عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في بقاعكفرا تتردد، رأى الباحث والكاتب السياسي الياس الزغبي في حديث مع الأنباء الالكترونية أن "مواقف البطريرك الراعي تعبّر بصدق عن الرأي العام اللبناني بأكثريته الغالبة، وهذا الرأي عبّر عن نفسه في الانتخابات النيابية. فإذا فرزنا جيداً الأصوات التي نالتها الأحزاب في طوائفها وراجعنا الحاصل العام لتبين لنا أن هناك رفضاً لأي طرف يتصرف بالقرار اللبناني على هواه، وهذا ما عبّر عنه الراعي غير مرة، وكلامه الأخير حمل رسالة رداً على تفرّد حزب اللّه وحسن نصراللّه بقرار السلم والحرب، بل بقرار الحرب". واضاف الزغبي: "هذا الحزب رأى أن المسألة بالنسبة إليه أبعد من كاريش، وهذا يعني أنه ربط لبنان بالأجندة الإيرانية، ولم يكن الراعي هنا إلّا صاحب موقف وطني لبناني صاف وحاسم في رفض تصرف أي جهة بالقرار السيادي ومصير لبنان". واعتبر أن هذا الموقف "سيكون له امتداد إقليمي، خصوصاً بعد قمة جدة التي أعطت لبنان مساحة واسعة في البيان الختامي، بما يمكن القول باختصار إن الوضع أصبح ينتظر ليس ما بعد كاريش، بل ما بعد جدة". وعلى الصعيد الحكومي رأى الزغبي أن "كل المؤشرات تؤكد أن لا حكومة في الأفق القريب والمتوسط، فالجميع انشغلوا عن مسألة تشكيل حكومة ظرفية سريعة العطب كي يركزوا على رئاسة الجمهورية من خلال هذين الاستحقاقين: رئاسة الجمهورية والموازين الجديدة في الشرق الأوسط خصوصاً بعد قمتَي جدة، وطهران".

 

بعد جدّة، رئيس سيادي أو حيادي

 الياس الزغبي/فايسبوك/18 تموز/2022

دخلت إيران في سباق مع الوقت لاستخدام بيادقها العربية وأوراقها الدولية، واستغلال أي سانحة سياسية بهدف استلحاق وسائلها في مواجهة  المَلزمة التي تحاصرها بعد قمّة جَدّة. فعلى المستوى الدولي، تسعى إلى الاستقواء بروسيا والصين، وربما بتركيا، كي تتصدّى لحالة الاختناق، وتعمل على قيام جبهة في قمّة طهران توازي وتقابل جبهة جَدّة. وعلى المستوى العربي، تحرّك مجسّاتها تحت عناوين فرعية ووطنية، كما تفعل عبر "حزب اللّه" ومعادلات نصراللّه، سواء في مسألة الحدود البحرية، أو في الاستحقاق الرئاسي اللبناني. كما تحاول اللعب على تمايز بعض أطراف جبهة جَدّة لإضعاف تماسكها، ومنها العراق ودولتا الإمارات وقطر، لجهة تحفّظاتها على قيام نظام دفاعي مشترك له طابع المواجهة مع طهران. وكذلك تسعى إلى تحميل الإرادة السعودية في الحوار والسلام أكثر من حجمها ونطاقها. وتعتقد إيران أن هذه المؤشرات الإيجابية تكفل احتفاظها بنفوذها في العالم العربي والمكتسبات التي حققتها بالقوة في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

بينما في الواقع، ما أبداه بعض العرب من إيجابية ينطلق من موقع قوة وليس بفعل التهافت على التصالح فوق ركام الحقوق العربية. والبرهان القاطع يكمن في تعاظم نجاح القيادة السعودية على غير مستوى اقتصادي وسياسي وأمني واجتماعي، مع رؤية طليعية وتخطيط لمستقبل أوسع استقراراً وازدهاراً.

وهنا يكمن الفالق الحضاري بين الرياض وطهران، بحيث تخوض الأولى غمار التجديد والتحديث ودخول العصر، بينما تتقوقع الثانية في سرابيل التخلّف والعقائد الجامدة والانعزال عن العالم المتطوّر. والواضح أن لبنان بات على مفترق هذا التحوّل المصيري، خصوصاً بعد نيله قسطاً وافراً من بيان جدّة، وإعادته إلى الحاضنة العربية والدولية. وستبدأ ترجمة هذا الانعاش مع الاستحقاق الرئاسي القريب، بحيث لم تعُد طهران ومعها "حزب اللّه" في موقع فرض رئيس من صلب محورها على شاكلة الرئيس المنقضية ولايته، مهما مارست الحرب النفسية لتشتيت الأكثرية التي أنتجتها الانتخابات النيابية، ومهما اشتغلت على صفقات واسترضاءات بين مرشّحيها. وتتقاطع المؤشرات عند أحد خيارَين:

رئيس سيادي يقود لبنان إلى حياد خارجي وصيغة حياة مستقرة في الداخل بين اللبنانيين،

أو رئيس "حيادي" وفاقي وتوفيقي يعمل على إعادة لبنان بهدوء إلى سياقه العربي والدولي، ويُخرجه من محور الحرب والموت.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 18 تموز 2022

وطنية/18 تموز/2022

صحيفة البناء

ـ كواليس

قال دبلوماسي أوروبي إن الاتصالات على أعلى المستويات الدولية مستمرّة لتفكيك القنبلة الموقوتة التي يمثلها ملف الغاز والنفط في لبنان بعدما تحوّلت الى سبب قد يؤدي إلى تفجير الوضع في المنطقة مع تعريضها سوق الغاز الإقليميّة الى المزيد من التعقيدات والمتاعب خصوصاً بالنسبة لأوروبا.

ـ خفايا

قال مرجع نيابيّ إن الوسيط الأميركيّ في ملف ترسيم الحدود البحريّة سيكون الأربعاء على الأرجح في بيروت وإنه أجرى اتصالات بعدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين في لبنان ناقلاً أجواء إيجابية ستترجم باستئناف المفاوضات في الناقورة مطلع شهر آب المقبل.

صحيفة الجمهورية

ـ ماطل رئيس حزب في البت بملفات "تأديبية" في حق بعض مسؤوليه بعدما شعر بفداحة أخطائه، من دون الاهتداء إلى حل.

ـ تسود شريعة الغاب قطاعا حيويا كان جوهرة النظام الحر في لبنان والمنطقة، حيث كل واحد من أهله "فاتح على حسابه" بلا رقابة ولا محاسبة.

ـ شهدت عطلة نهاية الأسبوع إجتماعاً لمجموعة من سفراء أحد المكونات الدولية لمواكبة التطورات في لبنان والمنطقة بغية تنسيق مواقفها.

صحيفة اللواء

ـ مرُّ العلاقات بين أقطاب سياسيين بمرحلة من البرودة بسبب الإختلاف في وجهات النظر في طريقة التعاطي مع التطورات المتلاحقة بعد الإنتخابات النيابية!

ـ انتقد عدد من نواب كتلة حزبية بارزة مواقف رئيس الكتلة التي تزيد التباعد مع بعض الحلفاء، محذرين من مخاطر العزلة التي تهدد الكتلة عشية الإستحقاق الرئاسي!

ـ دخل خطاب تقسيم بلدية بيروت في دائرة المزايدات الشعبوية بين القوات اللبنانية والتيار الوطني، رغم رفض مرجع روحي مسيحي كبير لهذا التوجه من الأساس!

صحيفة النهار

شكا احد "ممثلي الامة" من ان مسؤولا امنيا لا يجيب على هاتفه للتوسط معه في شأن يخص المؤسسة، فيما النائب نفسه يطالب بعدم تدخل السياسة في الامن.

يسجل لاحد وزراء "المستقبل" السابقين حركة لافتة سياسية بشعارات انمائية في منطقة محددة من دون معرفة الهدف.

تبرز عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملات مركزة سياسية ومذهبية بين حلفاء الامس القريب على ضفتي 8 و 14 اذار.

تشهد شركات تأجير السيارات حركة اكثر من لافتة وباسعار مرتفعة ولمدة طويلة نسبيا.

يسجل وزير الاشغال زمن تصريف الاعمال حركة وعود لافتة لمشاريع كبيرة نسبيا وتحتاج الى تمويل كثير ومدة زمنية طويلة.

صحيفة نداء الوطن

ـ تبين ان وزير العمل سيحمل اقتراحات لرئاسة الحكومة تقضي برفع بدل النقل الى 210 آلاف ليرة وزيادة أجور القطاع العام تدريجياً حتى تموز 2023 لتبلغ خمسة أضعاف الأجر الحالي، على ان يتم تمويلها بفرض الدولار الجمركي.

ـ تبين ان وزير المالية لا يزال يمتنع عن دفع مستحقات الدولة اللبنانية للصناديق العربية والدولية خلافاً لقرار مجلس الوزراء مما أدى الى ايقاف كافة المشاريع الممولة من الصندوقين العربي والكويتي.

ـ بلغت نسبة الزيادات على أجور العاملين في مصرف لبنان وإدارة حصر التبغ والتنباك اكثر من 6 أضعاف الأجور التي كانت مطبقة قبل الأزمة.

صحيفة الأنباء

*عشية الاستحقاق

مرجعية غير سياسية تواظب على سقف موقفها العالي عشية استحقاق وطني داهم.

*مرحلة استنزاف

مرحلة استنزاف للوقت بدأت مع العد العكسي على أبواب مرحلة سياسية جديدة.

 

مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاثنين 18/07/2022

وطنية/18 تموز/2022

 * مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان

قاعدة الوقت كالسيف باتت تحدد مقاس وفعالية كل الإستحقاقات والملفات من النفط إلى الحكومة والرئاسة وغيرها.

وانطلاقا منها كانت لغة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحازمة أمام وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان بأن لم يعد من وقت للماطلة والتأخير في ترسيم الحدود البحرية مشددا على وجوب السماح للشركات التي رست عليها المناقصات بمباشرة عملها لا سيما أنه لا مبرر على الإطلاق لهذا التأخير أو المنع.

ترسيم لجدول أعمال الجلسة النيابية المقبلة تم في اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب تمهيدا لدعوة الهيئة العامة أوائل الأسبوع المقبل.

وبلغة الوقت للحد من الإنهيارات شدد المكتب السياسي لحركة أمل على ضرورة الإبتعاد عن سياسة المناكفات  والمماطلة وطرح الشروط في ملف تشكيل الحكومة ورسم خريطة واضحة لخطة التعافي الإقتصادي.

في الشأن المعيشي يواصل القطاع العام إضرابه فيما حضر هذا الملف في إجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بإدارة المرفق العام في السراي الحكومي  هذا الإضراب رغم أحقيته ليس الحل المستدام قال رئيس الحكومة لأنه يتسبب بشل كل مفاصل الدولة ووقف الإيرادات لكنه أكد محاولة مقاربة أفكار جديدة لعله يمكن التوصل إلى حل مقبول من الجميع فتلبية المطالب دفعة واحدة أمر مستحيل ويتسبب بإنهيار أوسع  ونحن لسنا في هذا الوارد قال ميقاتي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في

المنطقة ولبنان بين قمتين وانتظارين. قمة جدة انتهت، فيما القمة الثلاثية الروسية- التركية - الايرانية تنعقد غدا لتشكل الوجه الاخر للحراك  الدولي في المنطقة. وفي انتظار توضح المشهد الاقليمي الجديد وتبلوره، فان المسؤولين عندنا في "كوما" كاملة. هم غائبون كليا عما يحصل من تطورات في المنطقة ، وينصب كل تركيزهم على قضاياهم الصغيرة ومعاركهم العبثية المجانية، التي لا فائدة منها ولا جدوى. اليوم، انهى نجيب ميقاتي اجازته واستأنف عمله لكن .. كرئيس لحكومة تصريف الاعمال لا كرئيس حكومة مكلف. فهو ترأس في السراي اجتماعا لبحث اوضاع موظفي القطاع العام في ضوء اضرابهم المستمر. في المقابل لم يزر ميقاتي قصر بعبدا.  فالاشكال البروتوكولي  بين  عون وميقاتي مستمر حتى اشعار آخر، وهو اشكال شكلي يخفي خلافا جذريا في التوجهات الاساسية لتشكيل حكومة. فهل عرقلة تشكيل حكومة من اعلى مرجعيتين تنفيذيتين تؤدي الى فراغ  حكومي فقط ، ام الى فراغ رئاسي عبر منع انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري المحدد؟ تزامنا، كشف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات الاسرائيلية اسقطت مسيرة اجتازت الاراضي اللبنانية  نحو الاراضي الاسرائيلية، وان هذه المسيرة مرتبطة كما يبدو بحزب الله. فهل تشكل مسيرة ما بعد قمة جدة استكمالا لمسيرات ما قبل جدة؟  والى متى يستمر سكوت السلطات اللبنانية عن الرسائل المسيرة التي يخطها حزب الله بأمر عمليات ايراني؟

غياب المعالجة السياسية والامنية الجدية تقابله محاولات للتوصل الى حلول ، ولو جزئية ، للواقع الاقتصادي. لجنة المال والموازنة اقرت  مشروع قانون السرية المصرفية معدلا ليرفع لاحقا الى الهيئة العامة.  تزامنا،  البلد بين ازمتين : ازمة اضراب القطاع العام مع تأثيراته السلبية على مجمل الحياة اليومية في لبنان ، وازمة الرغيف التي تدور في حلقة مفرغة ، والسبب واضح لا لبس فيه: استمرار تهريب الطحين الى سوريا. في هذا الوقت لفت اجتماع قضائي ترأسه الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا ، وتحدث فيه عن امرين : ضرورة عدم تعطيل العمل القضائي في المطلق،  وضرورة البت في جريمة تفجير مرفأ بيروت. وفي الحالين  يتحمل رئيس الجمهورية مسؤولية  . اذ هو الذي تمنع ولا يزال عن التوقيع على مرسوم التشكيلات القضائية ما شل الجسم القضائي الى حد كبير .  ثم ان حليفه الاستراتيجي حزب الله يقف حجر عثرة امام استكمال التحقيقات في جريمة تفجير المرفأ ،  فيما هو لم يفعل شيئا حيال ذلك . مرة أخرى ، الا يثبت موقف رئيس الجمهورية  ان كلام المسؤولين عندنا في واد ،  فيما افعالهم في واد آخر؟

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في

قيل لنا يوما، شكلوا حكومة، يبدأ الحل.

شكلنا حكومة، هي حكومة تصريف الأعمال الحالية، فابتعد الحل.

بعدها، قيل لنا: إجراء الانتخابات النيابية في موعدها هو بداية الحل.

أجرينا الانتخابات النيابية في 6 و8 و15 أيار، فابتعد الحل أكثر.

واليوم، يقولون لنا: انتخبوا رئيسا جديدا للجمهورية، فهو الحل. ويا خوفنا أن ننتخب الرئيس الجديد، فيصبح الحل بعدها أبعد من أي يوم مضى.

أما خلاصة هذا الكلام، فبالتالي: الأزمة اللبنانية ليست أزمة حكومة حتى يحلها التأليف، ولا أزمة انتخابات نيابية حتى يحلها التشريع، ولا أزمة انتخابات رئاسية حتى يحلها عهد جديد.

فأيا تكن الحكومة، وأيا يكن مجلس النواب، وأيا يكن شخص رئيس الجمهورية، لا حل في لبنان إلا بمقاربة أساس الأزمة، في جو من الصراحة، وبروحية كسر الدائرة المفرغة، لمصلحة الجميع. وأساس الأزمة في لبنان اليوم، ليست في النظام السياسي كنظام، ولا في الطائف كطائف، بل في ثغرات دستورية واضحة تمنع اتخاذ القرار، فتتهم الجميع بكل شيء، وتعفي الجميع من كل شيء في الوقت نفسه.

وطالما يرفض اللبنانيون الإقرار بهذا الواقع، سيبقون على تخبطهم بمشكلاتهم الموروثة، وستبقى الحلول الترقيعية، على شاكلة ما اعلن اليوم حول رواتب القطاع العام من السراي الحكومي، هي سيدة الساحة، في غياب القدرة على اتخاذ القرارات الجوهرية المطلوبة، والمعروفة من الجميع، والتي تختصرها كلمة واحدة هي الإصلاح.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار

انه الوقت الخانق بحرا وبرا، الفارض على الجميع مسابقته بحثا عن حلول لعلها تنقذ لبنان واهله..

فعند الخطوط البحرية وترسيمها لم يعد هناك وقت للمماطلة والتأخير ، ويجب السماح للشركات التي رست عليها المناقصات بمباشرة عملها .. هذا ما سمعه وفد مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان عند الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ولا مبرر على الإطلاق لهذا التأخير أو المنع كما سمع الوفد القادم للاستطلاع على ارض الواقع اللبنانية، المحترقة بالعقوبات والممارسات الاميركية..

اما الممارسات اليومية على البر السياسي اللبناني فخطوطها متداخلة، بل مجدولة بعقد باتت تأكل كل المهل ، اما مأكل ومشرب اللبنانيين فما زالا حبيسين عند بعض قطاع الطرق من تجار ومحتكرين، حيث ازمة الرغيف المفروضة على جميع المناطق باقية وتتمدد، تحت اعين الدولة العاجزة امام تلك العصابات المتحكمة بالاقتصاد وبارزاق اللبنانيين، اما اضراب الموظفين الممتد لاسابيع ستة فقد كانت محاولة اليوم في السراي الحكومي لوضع حلول مؤقتة، ابرز مقرراتها صرف راتب اضافي لكل موظف عن شهري تموز وآب، اضافة الى رفع بدل النقل عن كل يوم عمل الى خمسة وتسعين الف ليرة، على ان يكون حضور الموظفين ليومين على الاقل لتسهيل امور الناس.

حلول وصلت الى روابط الموظفين بانتظار جواب منهم، وخصوصا ان رواتبهم – كما الدولة – في خطر ما لم يعودوا الى العمل لتسيير المرفق العام، وتأمين ما امكن من واردات، على ما قال الوزراء المجتمعون .

في الاقليم لم تطمئن اقوال الرئيس الاميركي ولا زيارته الحلفاء الغارقين في تشعب الازمات، وقبل ان تنتهي ترجمة قمة جدة وخيباتها، باتت الاعين شاخصة الى القمة المرتقبة في طهران بين قادة ايران وروسيا وتركيا، والقراءات في جدول اعمالها وخاصة انها تترافق مع زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى الجمهورية الاسلامية..

اما كلام رئيس المجلس الاستراتيجي للسياسات الخارجية في ايران كمال خرازي عن قدرات بلاده النووية فقد وضع العدو في قمة المأزق مع دعوة كبار المحللين العسكريين والامنيين الحكومة العبرية الى مراجعة واعادة تحليل معلوماتها الاستخبارية..

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي

ما دام التشكيل مستبعدا، والحكومة الجديدة تنطبق عليها صفة المؤجل، فإن صفة المعجل تتركز على الملفات الحياتية والمعيشية:

اول الملفات إضراب موظفي القطاع العام الذي دخل شهره الثاني. الهوة مازالت واسعة بين الحكومة التي لا تستطيع تلبية المطالب دفعة واحدة، وبين مطالب الموظفين الذين لا يوافقون على تجزئة المطالب.

اجتماع السرايا أفضى إلى سلسلة من القرارات التي هي أشبه بوعود، فهل سترضى رابطة موظفي القطاع العام بهذه القرارات - الوعود؟ الرابطة ستعكف على درس عروض الحكومة، وتبني على الشيء مقتضاه، وهذا لن يحصل قبل غد.

الملف الثاني هو ملف الطحين والخبز الذي يزداد تعقيدا:

يبشر وزير الإقتصاد بأن رفع الدعم عن الطحين سيتم قريبا بحيث يرتفع سعر ربطة الخبز، ولكن ماذا عن الطحين المدعوم المخبأ لدى المطاحن والتجار والأفران؟ هل سيبيعون مخزونهم المدعوم قبل بدء السعر غير المدعوم؟ أم يحتفظون بالمدعوم لبيعه على سعر غير مدعوم، كما كانت تفعل المحطات؟ اليس مطلوبا الكشف عن المخزون المدعوم قبل رفع الدعم؟

يقول المثل: إعط خبزك للخباز ولو أكل نصفه. لكن في لبنان إذا أعطيت خبزك لدوائر في وزارة الإقتصاد فقد تأكله كله، وهذا ما سيرد في تقرير مفصل في سياق النشرة حيث منظومة قطع الخبز عن المواطن مؤلفة من مسؤولين في وزارة الإقتصاد ومطاحن وأفران، وهؤلاء لهم "رب يحميهم"، ولا يخشون قضاء أو إعلام، ورأس الخيط يبدأ من وزارة الإقتصاد، فهل من يجرؤ على الدخول إلى مغارة الأربعين فاسدا؟

نيابيا، أقرت لجنة المال والموازنة قانون تعديل السرية المصرفية بما يخدم، بحسب رئيس اللجنة ابراهيم كنعان، منع التهرب الضريبي ومكافحة الفساد وتمويل الارهاب والاثراء غير المشروع. كنعان تحدث عن ضوابط لجنة المال التي تحدد الجهات المسموح لها برفع السرية المصرفية "ومش كل مين طلع عبالو يرفع السرية فيه يرفعها" فهناك شروط يجب تأمينها.

دوليا، حفاوة فرنسية بالغة برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وتعويل فرنسي على اتفاق يعزز وضعها بالنسبة إلى المحروقات في ظل توقف ضخ الغاز الروسي.

* مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد

حطت مجموعة العمل الاميركية في لبنان فوجدته دولة تتجه الى ان تكون فاشلة بتعبير احد اعضاء الوفد وما يعزز هذا الاتجاه ان المجموعة استمعت الى تقييم المسؤولين اللبنانيين ورصدت قدرتهم على تصنيع الآت  للكذب وليس اتقانه فحسب .

فأمام الوفد الاميركي ظهر الرؤساء على صورة الناشطين الاجتماعين المكافحين للتغيير فيما الشعب يمنعهم من اتمام انجازاتهم سواء في الاصلاح او في ترسيم الحدود البحرية مع العدو.

واعطى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إفادة مضللة على مرأى الوفد واتهم مسؤولين على مر السنوات الماضية بالامتناع عن معالجة فساد نخر الادارات وكاد عون بان يدلي بالقسم مرة ثانية قائلا إنه لم يوفر جهدا الا وبذله من اجل تحقيق الاصلاح المنشود، لكنه كان يصطدم في كل مرة بعقبات داخلية تركت آثارها السلبية على تطور الاوضاع

خمس سنوات  وتسعة  اشهر وميشال عون يصطدم ويمنعه المسؤولون من تحقيق حلم الرئاسة الذي تحول كابوسا على الشعب العظيم.

وبقدرة خارقة حيد عون نفسه عن المسؤولين وجلس في مقاعد جمعيات حقوق الانسان ولم يسجل على عهده انه حكم كفريق غير محايد ولم يكن حكما.

جاءته مبادرة فرنسية فحرق انفاسها بمعاونة الوكيل الشرعي للقصر جبران باسيل .. ثم تدخل الفاتيكان فأورد القصر  معلومات غير صحيحة الى ان طيروا زيارة  البابا فرنسيس ..

وبعد ذلك وصلت المبادرة الكويتية واعقبتها المصرية وتدخلات على مستويات دولية برئاسة القلق الاول على احوال الامم انطونيو غوتيرش الى ان دخل لبنان في موسوعة قمة جدة كأطول سطور عن بلد هالك .

لكن هذه السطور وقبلها المبادرات سقطت بضربات التعطيل الرئاسية .

وعبرها اختفى رؤساء  حكومات ودفعوا الى الهجرة ..ومن بقي منهم نجيبا  تتقطع فيه السبل اليوم ولا يلوي على موعد للقاء في القصر..والدقيقتان الموعودتان تحولتا الى اسبوعين كاملين .

فلا رئيس  الجمهورية اتصل ولا الرئيس المكلف يعتزم التواصل ما لم يبادر عون الى الدعوة .

وعلى هذه الصورة تبدو البلاد معطلة بكل ما تملك بلاد تنسل من خيوطها ..اضرابات في القطاع العام ..إدارت  مهترئة وطن  بلا هويات ولا اوراق  رسمية ..جوازات سفر محجوزة رهن التمويل ..قضاء يشكو قدره ..ومساعدون قضائيون يضربون عن العمل

لم يبق في الدولة ما يؤهلها للصمود حتى نهاية العهد ..وعلى الرغم من ذلك فإن العهد هو من يتولى الشكوى وينوح باكيا من المسؤولين لكأنه ليس واحدا منهم.

واليوم رسم الاميركي المشهد وقربه الى المسؤولين : ستفشلون ما لم تبادروا الى الاصلاح وقال رئيس المجموعة والسفير الاميركي السابق ادوارد غبريال للجديد ان على القادة ان يتصرفوا بسرعة وخلال اسابيع .. وما لم يحدث ذلك فان الولايات  المتحدة لديها شؤون أكثر اهمية حول العالم وسيترك لبنان لمصيره للاسف

وعن ملف ترسيم الحدود اوضح غبريال ان هناك مفاوضات  جيدة جدا بين الاطرف للوصول الى حل يرضي الجهتين وفي حال عدم الوصول الى ارضية مشتركة فإن اللبنانيين لن يتمكنوا من الحفر لعقد او عقدين من الزمن واذا فشلت المفاوضات فان لبنان قد لا يتمكن من التنقيب لعشرين سنة  اضافية .

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان والرؤساء: الترسيم وصندوق النقد

المدن - لبنان/18 تموز/2022

كان ملف ترسيم الحدود الملف الأبرز والحاضر في لقاءات السفيرة الأميركية مع الرؤساء الثلاثة. السفيرة الأميركية دورثي شيا، التقت الرؤساء مع وفد من مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان، برئاسة إدوارد غبريال وعضوية نائب رئيس المجموعة نجاد عصام فارس والسيد جاي غزال والسيدة شيّان معوض. الوفد الأميركي بدأ لقاءاته من قصر بعبدا، ومن ثم توجه إلى السراي الحكومي وبعدها إلى عين التينة.

مع عون

رئيس الجمهورية ميشال عون قال بعد اللقاء: "الأحداث الراهنة هي نتيجة واقع سبّب عقماً في عمل المؤسسات وامتناع المسؤولين لسنوات عن معالجته. وشدد على ضرورة تشكيل حكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ولعدم التأخير في ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والمحافظة على استقرار الحدود".

مع برّي

بعد اللقاء مع برّي قال غبريال: "أجرينا مع دولة الرئيس نبيه بري محادثات بناءة وصريحة وأكدنا على أهمية السرعة في العمل من جانب الحكومة والمجلس النيابي لإنجاز القوانين والسياسات لجهة دفع المفاوضات قدماً مع صندوق النقد الدولي، كما ناقشنا مع رئيس المجلس النيابي العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية ودعم القوات المسلحة اللبنانية والبرامج الإنسانية، كما أعلمنا دولته أن الولايات المتحدة قد دعمت الجيش اللبناني وبعض البرامج الانمائية العام الفائت بـ700 مليون دولار". وأضاف: "إن مجموعة العمل الأميركية تزور لبنان هذا الأسبوع للقاء المسؤولين لشرح ما يفكر به صانعو السياسات الأميركية حالياً، بالنسبة للعلاقات اللبنانية الأميركية، وللمتابعة. ولقد رأينا زيارة مثمرة للرئيس جو بايدن للمنطقة وتأثيرها على ملف الطاقة مع لبنان". من جهته، قال الرئيس برّي للوفد الاميركي: "لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود البحرية، ويجب السماح للشركات التي رست عليها المناقصات بمباشرة عملها، ولا مبرر على الاطلاق لهذا التأخير أو المنع".

.. ومع ميقاتي

ملف الترسيم أيضاً حضر بين الرئيس نجيب ميقاتي والوفد الأميركي. وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن السفيرة الأميركية أبدت تفاؤلاً بإمكانية الوصول إلى اتفاق في ملف ترسيم الحدود، ناقلة بعض المعطيات التي توفرت لدى المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين. وتفيد المعلومات بأن السفيرة الأميركية كانت حريصة على ضرورة الحفاظ على الهدوء والاستقرار وعدم لجوء أي طرف إلى التصعيد. وبعد اللقاء قال غبريال:" كانت محادثات جيدة حول أهمية الانضمام بسرعة لبرنامج صندوق النقد الدولي، ولم يعد هناك متسع من الوقت. ومن الآن حتى نهاية السنة، يجب على البرلمان والحكومة الإسراع في  اتخاذ العديد من الخطوات، والولايات المتحدة بدأت تشعر بضغط المجتمع الدولي لذلك، وعلى المسؤولين في لبنان أن يقوموا بشيء من أجل دعم الشعب اللبناني". وأضاف: "ناقشنا أيضاُ موضوع القمح وأهمية الضغط على روسيا من أجل إطلاق القمح من المرافىء في أوكرانيا. وكان الرئيس ميقاتي مهتماً بهذا الموضوع، ووعد بالقيام بكل ما يمكن في هذا المجال". وحذر بأنه اذا لم تتصرف الحكومة والمجلس النيابي بسرعة  فلبنان مهدد  بكارثة.

 

وحدويّون وتقسيميّون

بسام أبو زيد/نداء الوطن/18 تموز/2022

كلما تطرح فكرة الفدرالية لمعالجة الخلل في النظام السياسي، وكلما تطرح اللامركزية الموسعة ومن ضمنها اللامركزية المالية لمعالجة الخلل الإداري والضريبي، تتصاعد أصوات «الوحدويين» مستنكرة هذه الطروحات ومتهمة أصحابها «بالتقسيميين الإنعزاليين الصهاينة»علماً أن «الوحدويين» هؤلاء ومن يؤيدهم تزلفاً هم في الحقيقة من عتاة التطرف الديني والمذهبي ولو حاولوا الظهور بغير هذا المظهر، وانطلاقا من نزعة التطرف هذه يرفضون كل الحلول الفعلية. هذا الواقع هو ذاته ينطبق على هؤلاء «الوحدويين» الرافضين لأن يكون لبيروت أكثر من بلدية، هؤلاء يريدون لبيروت أن تكون لها بلدية من لون طائفي ومذهبي واحد، وأن تكون هذه البلدية أداة في يد فريق سياسي أو أكثر يستخدمها لمصالحه الخاصة وينفق أموالها وفق أهوائه ورغباته ومصالحه، لا وفق عدالة التطوير والإنماء وتجميل المدينة بكل أحيائها  والحفاظ على بيئتها، والمفارقة أن هذا الفريق «الوحدوي» شكا أكثر من مرة من أداء بلدية بيروت ولكنه يقبل بأسوأ أداء ويرفض أي حل يخرج البلدية عن طوعه. إن قيام أكثر من بلدية في بيروت هو مفتاح تطوير وإنماء هذه المدينة، وفتح باب المنافسة على كل ما هو في مصلحة أهلها وسكانها، والقدرة على محاسبة المسؤولين عن كل بلدية في العاصمة على قاعدة النجاح والفشل وليس على قاعدة «امسحها بالهالدقن» و»هيك بدو المعلم او الحزب او التيار». ولهؤلاء «الوحدويين» نقول عددوا لنا الإنجازات التي قامت بها بلدية بيروت الواحدة، وعددوا لنا كم من مرة أثير في وجهها العديد من القضايا بشبهة الفساد وهدر الأموال، وحدثونا عن أداء الأجهزة البلدية ما قبل الأزمة الاقتصادية وانفجار المرفأ وما بعدهما، علما أننا نعلم جيداً أن الكثير من المسؤولين في البلدية لديهم النية والعزم على العمل وأن لا طاقات ولا قدرة لديهم لتمكينهم من تنفيذ ما يحلمون به وهذا سبب آخر من أسباب الدعوة لقيام أكثر من بلدية في بيروت. أكثر من بلدية في بيروت لا يعني بالضرورة العودة لما كان يعرف في خلال الحرب «شرقية وغربية» ولا يعني قيام خطوط تماس ومتاريس، فجغرافيا العاصمة تسمح بقيام أكثر من بلدية يمكن أن تكون مختلطة بين مسيحيين ومسلمين، فما الذي يمنع مثلاً أن تكون منطقة المدور مع المرفأ وعين المريسة ورأس بيروت في بلدية واحدة، وما الذي يمنع مثلا أن تكون الأشرفية والرميل مع المزرعة في بلدية واحدة أيضا؟  ليس في تركيبة دماء «الوحدويين» ما يختلف عن تركيبة دماء «التقسيميين» ولكن الفرق في أن «التقسيميين» خرجوا من قوقعة التفكير الروتيني والمتحجر وذهبوا باتجاه تفكير براغماتي ينهي المشاكل أو يقلصها إلى حد كبير ويعيد للمدينة رونقها ولسكانها وأهلها صورة أجمل عواصم الشرق.

 

ميقاتي يتّجه إلى تفعيل الحكومة في ظلّ مفاعيل قمّة جدّة

فرض انتخاب فرنجية أو باسيل يساوي التمديد للحود

نداء الوطن/18 تموز/2022

لا لقاء مرتقباً قريباً بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي. التأليف يراوح مكانه في الوقت الضائع، ومع اقتراب الدخول في التوقيت الدستوري لانتخاب رئيس للجمهورية اعتباراً من أول أيلول، أي بعد 43 يوماً قد لا يطلب خلالها الرئيس المكلف موعداً لزيارة القصر وقد لا يحدد له الرئيس عون موعداً في حال استمرار انقطاع التواصل بين الطرفين. يحصل كل ذلك بينما دخلت المنطقة مرحلة ما بعد قمة جدة التي أكدت في ختام أعمالها ثلاثة عناوين لبنانية: بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها ودعم الجيش اللبناني والقوات الشرعية وانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية. وهي العناوين ذاتها التي نصّ عليها القرار 1559 الذي صدر في 2 أيلول 2004 بالإضافة إلى بند سحب الجيش السوري من لبنان. يومها اعتبر "حزب الله" والنظام السوري أن هذا القرار لا يساوي إلا الحبر الذي كتب فيه. فجرى التمديد للرئيس أميل لحود وتشكيل حكومة الرئيس عمر كرامي وإجبار الرئيس رفيق الحريري على الإعتذار. وصدر القرار باغتياله ونفذ في 14 شباط 2005، الأمر الذي فجر ثورة 14 آذار وفرض خروج الجيش السوري من لبنان. ما بعد قمة جدة يعني في شقه اللبناني أن ثمة تحولاً كبيراً يجب أن يحاكي ما حصل في العام 2004. وبالتالي يجب أن يكون مفهوماً أن محاولة "حزب الله" فرض انتخاب أي رئيس للجمهورية من قوى 8 آذار، كرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل يساوي من حيث الخطيئة السياسية التمديد للرئيس الاسبق أميل لحود، وستكون له بالتالي المفاعيل نفسها وانعكاسات مماثلة على صعيد القرار الدولي المدعَّم بالقرار 1701، الذي يدعو إلى بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بمساعدة القوات الدولية "اليونيفيل". في ظل هذا الوضع الجديد يبدو أن موضوع تشكيل حكومة جديدة لم يعد من الأولويات وكأن المسألة طويت بانتظار تقطيع الوقت مما تبقى من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، وبانتظار بت مسألة انتخاب خلف له يمكنه أن ينقذ لبنان من الهاوية التي دخل فيها وتنطبق عليه مواصفات أطلقها البطريرك بشارة الراعي ولا يزال يكررها، منذ دعا رئيس الجمهورية ميشال عون إلى استعادة قرار الشرعية وتحريرها من قبضة "حزب الله" في قداس مار شربل في بقاعكفرا العام الماضي، وكررها في أكثر من مناسبة هذا العام، رئيس لا تنطبق عليه المواصفات التي يريدها "حزب الله". لأن الحزب الذي تمكن من التحكم بفرض رئيس مجلس النواب وتشكيل الحكومات السابقة لن يمكنه أن يفرض انتخاب رئيس الجمهورية الذي يريده، لأن هذا القرار لا يمكن أن يخرج من دائرة بكركي والقوى المسيحية الفاعلة التي حققت الأكثرية في الإنتخابات النيابية الأخيرة، ومن دائرة القرار الدولي والعربي الذي لا يمكن أن يقبل برئيس من خط الممانعة. لذلك يبدو السجال المتواصل بين بعبدا والسراي وكأنه حوار طرشان لا يقدم ولا يؤخر في اللعبة الكبيرة. أمس عاد رئيس الحكومة المكلف من عطلته التي امتدت نحو ثمانية أيام ولم يظهر أن في جدول أعماله طلب موعد جديد من الرئيس عون. ليس لأنه لا يريد موعداً بل لأنه يعتبر أن طلب الموعد حصل ولا يزال ينتظر الجواب وأن يحدد له القصر هذا الموعد. فمن جانب الرئيس ميقاتي ثمة تأكيد أنه فعل ما عليه وأنه قدّم إلى رئيس الجمهورية في لقائه الثاني معه صيغة معدّلة من دون الإفصاح عن هذا التعديل، وإن كان البعض يعتقد أنه يتعلق باسم الوزير المقترح تولي حقيبة الطاقة التي يتمسك الرئيس المكلف بألا تعود إلى من يمثل "التيار الوطني الحر". بينما في القصر الجمهوري يعتبرون أن الرئيس طلب من ميقاتي أن يعدل في التشكيلة وفق أكثر من معيار وطالما أن ميقاتي لم يتصل ليبلغ عن هذه التعديلات فلماذا يتم تحديد موعد له؟

أكثر من ذلك. ما سربه موقع "التيار الوطني الحر" عن ثلاث فِكَر اقترحها عون على الرئيس ميقاتي ليدخلها على مسودته لم يتم تأكيده من أوساط بعبدا خارج موقع التيار ولا من أوساط الرئيس المكلف. هذه الفِكَر هي:

1 - أن يتقدّم ميقاتي بمسودة هي نسخة طبق الأصل عن حكومة تصريف الأعمال، فيوقّعها رئيس الجمهورية وتصدر مراسيمها وتمثل بأسرع وقت أمام المجلس النيابي بغية نيل الثقة لاطلاق العمل الحكومي الجاد.

2 - أن يعيد النظر في المسودة الحكومية، لجهة الأسماء الجديدة وتوزيع الوزارات والمداورة العادلة وفق معايير واضحة.

3 - أن تُبقي المسودة الحكومية على الصيغة التي وضعها ميقاتي، على أن تُطعّم بـ 6 وزراء دولة، فتولد حكومة تكنو- سياسية قادرة على مواكبة المرحلة المقبلة والتحديات المنتظرة.

هذه البنود الأفكار لم تغب عن بال التيار منذ بدأت عملية تسمية الرئيس المكلف وكأنها بحسب مصادر متابعة تعني أن رئيسه جبران باسيل يحاول جس النبض حول هذه الخيارات، على أساس أن ما يناسبه هو بقاء هذه الحكومة لأنه لن يتمكن من الحصول على الحصة التي له فيها في أي حكومة جديدة، ثم أنها بصيغة تصريف الأعمال قد تخدم ما يجري الترويج له حول عدم دستورية تسلمها صلاحيات رئيس الجمهورية في حال تعذر انتخاب خلف له، وبالتالي تطبيق نظرية بقائه في القصر. وفي المحصلة تبدو الصورة باختصار: عون لن يحدد موعداً لميقاتي. ميقاتي لن يطلب موعداً. لا مسودات لتشكيلات حكومية. ميقاتي سيعمل على تفعيل الحكومة وطوال هذا الأسبوع سيركز على القضايا المعيشية والحياتية وطريقة حل إضراب القطاع العام.

باختصار: ما في شي جديد بعدنا مطرحنا...

 

جنبلاط: نعم قرار الحرب والسلم مع حزب الله وإيران والتقسيم غير وارد

تلفزيون أخبار الآن/18 تموز/2022

إعتبر رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط أنه "طالما لم نتوصّل إلى وضع خطة دفاعية، حيث يصبح لاحقاً سلاح حزب الله بالتنسيق مع الدولة اللبنانية وتحت إمرأة الدولة، نعم قرار الحرب والسلم مع حزب الله وإيران، وربما دخلنا في الحرب الروسية الأوكرانية لأن كلام السيد حسن نصرالله كان واضحاً حين قال: "لا للغاز في البحر الأبيض المتوسط"، ما يعني أنه يقول للغرب إنهم لن يستطيعوا تعويض نقص الغاز الروسي من البحر الأبيض المتوسط، إسرائيل أو غيرها من المواقع، ولبنان ذهب مع الريح". وفي حديث تلفزيوني، شدّد جنبلاط على وجوب ألا نستسلم، مضيفاً: "نعم قرار السلم والحرب بيد حزب الله، لكن بعض اللبنانيين ليسوا أبداً مع هذا التوجّه، والدليل ما جرى في الانتخابات". ولفت جنبلاط إلى أن "المبادرة الكويتية أعطت نتائج ولو كانت ضعيفة، إلّا أن جامعة الدول العربية اجتمعت من خلال وزراء الخارجية في لبنان، وهذا جيد، والمطلوب أكثر، المطلوب دعم الجيش والمؤسسات، ولا أطلب دعماً فقط كما جرى، أي دعم خط سياسي من خلال ما تبقى من 14 آذار في الانتخابات. المطلوب دعم المؤسسات، المؤسسات تنهار، الجيش أولا، والأمن الداخلي، ولاحقاً نرى". ورأى رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي أن "التقسيم في لبنان غير وارد. في العراق فوضى ودولة مركزية وحشود شعبية، وإذا ما نظرنا للوضع التنموي في العراق والمنطقة، فهو مأساة، كيف هذه الأموال، المليارات، تذهب فقط إلى التسلّح، كيف لم يعد ثمة ماء في نهري دجلة والفرات. إذا فلنركز على الإنماء والكمّ والنوعية البشرية لنحافظ على ما تبقى من المنطقة". من جهة أخرى، لفت جنبلاط إلى أن "النظام السوري يتلطّى داخل كل الطوائف، لا يهمّه أحد، الدروز أو غير الدروز، يستخدم الجميع لأجل مآربه والحفاظ على الحكم. وهو هجّر ثلث الشعب السوري إلى لبنان والأردن وتركيا، والغرب ولن يعيدهم، ومن الهراء ان تعتقد بعض الأوساط السياسية اللبنانية أن النظام سيعيد الذين هجرهم، فهذا النظام لا يبالي بأحد".

 

لبنان يلامس «أسوأ البلدان» معيشاً

بيروت: علي زين الدين/الشرق الأوسط//18 تموز/2022

انخفضت مؤشرات لبنان المعيشية حيث بات يقترب، بفارق 6 مراتب فقط، من الحلول في مركز الصدارة العالمي لمؤشر «الأسوأ» في نوعية الحياة، بعدما حازت بيروت المرتبة 242 من أصل 248 مدينة حول العالم شملها تقرير دولي. بالتوازي، تبوأت العاصمة اللبنانية الصدارة الإقليمية في غلاء المعيشة بين المدن العربية، وتقدمت بذلك إلى المركز الـ 12 عالمياً مقتربة من التكلفة المرجعية في مدينة نيويورك، والتي يتم اعتمادها كمؤشر للقياس. وبلغ مؤشر تكلفة المعيشة فيها 95.65 نقطة، أي أقل بنسبة 4.35 في المائة فقط من وحدة القياس البالغة 100 نقطة للمدينة الأميركية.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

إسرائيل تضع خططاً عسكرية لشن هجمات على منشآت طهران النووية

طهران: تل أبيب لن تنعم بالهدوء... و"إيران حرة": لا سبيل سوى الانتفاضة والإطاحة بنظام الملالي

طهران، عواصم – وكالات/18 تموز/2022

 أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي أن تل أبيب تضع خططاً عسكرية لشن هجوم يستهدف التهديد النووي الإيراني، معتبرا خلال مراسم تغيير قائد قيادة الجبهة الداخلية بالجيش، أن “إعداد خيار عسكري والتحرك عسكرياً ضد المشروع النووي الإيراني في صلب استعداداتنا، ويشمل خططاً عملية متنوعة”، موضحا أن “إعداد الجبهة الداخلية للحرب يعتبر مهمة يجب تسريعها في السنوات المقبلة، خاصة أننا نحتاج للعمل ضد التهديد النووي الإيراني”. وقال كوخافي إن إسرائيل لديها “التزام أخلاقي” بإعداد رد عسكري على البرنامج النووي الإيراني، مؤكدا مواصلة جيش الاحتلال الاستعداد للهجوم على إيران بشكل مكثف، ويجب عليه الاستعداد لكل تطور وكل سيناريو، حسب قوله. من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن كوخافي بحث مع قائد القيادة الأميركية الوسطى مايكل كوريلا، ما قال إنها “قضايا عملياتية لمواجهة التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج”، موضحا أن كوريلا الذي زار تل أبيب بعد يوم واحد من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، زار عدداً من القواعد العسكرية الجوية والدفاعية الإسرائيلية، والتقى وزير الجيش بيني غانتس وناقش معه قضايا أمنية في المنطقة. في المقابل، حذر مساعد وزير الخارجية الإيراني محمد صادق فضلي، إسرائيل، من أنها “لن تنعم بالهدوء”، قائلا على “تويتر” إن “النصر والهزيمة يتحققان في الميدان، وليس على المنصات الإعلامية”، لافتا إلى أن “من يملك قبة حديدية من زجاج سوف يرى عاقبة رميه الحجارة على الآخرين”، مضيفا “لن ينعم المحتل بالهدوء في بيته العنكبوتي الهزيل”.

من جانبه، حذر قائد سلاح البحرية في “الحرس الثوري” علي رضا تنكسيري، “العدو من أي تحرك طائش”، مؤكدا أنه “سيتلقى صفعة لن ينهض من مكانه أبدا، وستجعله يعض أصابع الندم هو ومن يقف وراؤه”، زاعما خلال زيارته جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى الإماراتية المحتلة، أن الدفاع عن الثورة الإسلامية أمام المستكبرين من النعم الالهية، داعيا عناصر الحرس في الخطوط العملياتية الأمامية للحفاظ على استعدادهم القتالي. في غضون ذلك، دعت اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي لإيران حرة، أنصار منظمة “مجاهدي خلق” والإيرانيين المتحمسين لنيل الحرية، إلى المشاركة الفعالة في تنظيم المؤتمر السنوي لإيران حرة 2022، مؤكدة أن المؤتمر السنوي العام يحتفل في 23 يوليو الجاري بالذكرى السنوية للانتفاضة الوطنية في 21 يوليو 1952 دعمًا للدكتور محمد مصدق العظيم، والذكرى السنوية لتأسيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، والذكرى السنوية لانتفاضة 20 يونيو التاريخية وتأسيس جيش التحرير الوطني، مجددة العهد مع كوكبة الشهداء على تقديم المسؤولين عن الإبادة الجماعية والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية إلى العدالة، والإطاحة بالاستبداد الديني والنظام المتورط في الإبادة الجماعية. وقالت اللجنة في بيان الدعوة “لم يمر عام على تعيين جلاد مجاهدي خلق والمناضلين رئيسًا لجمهورية نظام ولاية الفقيه، إلا وارتفع زئير هتافات الموت لرئيسي ورئيسي الكذَّاب إلى عنان السماء، في الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية في كل مكان في الوطن، ويشاهد خامنئي بأم عينه سقوط آخر أوراقه للتصدي للانتفاضات”، بينما قام قادة نظام الجلادين بسرقة الخبز أيضًا من موائد سفرة المواطنين، ويرتجفون من اندلاع الانتفاضة في كل مكان في إيران ومن دوي هتافات تدعو إلى إسقاط النظام وتبا للتضخم والموت لخامنئي ورئيسي”. وأضافت أنه “في الوقت الذي ضاعف أعضاء وحدات المقاومة وطلائع مجاهدي خلق نشاطاتهم الخارقة لأجواء القمع مرات، وزادوا من ضرباتهم الساحقة للسلطة بأكملها، على الرغم من تعيين قاتل مجاهدي خلق المتعطش للدماء رئيسًا للبلاد بغية تكثيف القمع وترويع المواطنين، وجهت المقاومة الإيرانية ضربة ساحقة لأحد أكثر أجهزة نظام الملالي ترويعًا المعنية بنشر الذعر بين المواطنين وتنفيذ عمليات الإعدام وارتكاب المجازر؛ أثناء الحملة الكبرى للكشف عن فضائح السلطة القضائية للجلادين. وأوضحت انه “في الوقت الذي تعمقت المواجهة بين جبهة التضامن الوطني لإسقاط الديكتاتورية الدينية، مع التمسك بالفصل مع نظامي الشاه والملالي؛ وبين جبهة التخلف والديكتاتورية والحفاظ على نظامٍ يضطلع بالإبادة الجماعية، يشير المسار إلى أن السبيل الوحيد لتحرير إيران الانتفاضة والإطاحة بنظام الملالي”.

 

إسرائيل تجدّد التلويح بالعصا في وجه إيران وتُحضّر "الجبهة الداخلية" للتحرك عسكرياً

وكالات/18 تموز/2022

بعد يوم على انتهاء قمة جدة للأمن والتنمية، والتي رسمت الخطوط الحمر أمام إيران في أكثر من ملف، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في مستهلّ جلسة حكومته أمس أنه أوضح للرئيس الأميركي جو بايدن معارضته للإتفاق النووي، مشدّداً على أن إسرائيل تحتفظ بحرّية التصرّف الكامل ديبلوماسيّاً وعملياتيّاً ضدّ البرنامج النووي الإيراني، فيما وصف زيارة بايدن بـ"التاريخية" نظراً لتحقيقها إنجازات سياسية واقتصادية وأمنية. وفي السياق ذاته، كشف رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي خلال حفل تسليم وتسلم لقيادة الجبهة الداخلية أن إسرائيل تُحضّر الجبهة الداخلية للحرب، ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ بقوّة للتحضير لهجوم في إيران، مشدّداً على ضرورة الاستعداد "لأي تطور وأي سيناريو". وأوضح أن الخيار العسكري ضدّ البرنامج النووي الإيراني في صلب الأمن القومي وفي صميم استعدادات الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن هناك مجموعة متنوّعة من الخطط العملياتية، فضلاً عن تخصيص العديد من الموارد والحصول على الأسلحة المناسبة، إضافةً إلى عمل الإستخبارات والتدريب. وتحدّث كوخافي عن أن "التاريخ أثبت أن الديبلوماسية يُمكن أن تفشل والجيش الإسرائيلي يستعدّ لذلك"، معتبراً أن إعداد خيار عسكري ضدّ البرنامج النووي الإيراني، "واجب أخلاقي وأمر مهمّ للأمن القومي"، فيما أنهى قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا مساء أمس زيارته الثانية خلال فترة وجيزة إلى إسرائيل بعد أن حلّ ضيفاً على وزير الدفاع بيني غانتس وكوخافي. وركّزت الزيارة على تعزيز القضايا العملياتية، إذ بدأ قائد "سنتكوم" زيارته في مديرية "حوما" التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والواقعة في قاعدة "بالماحيم" الجوّية، حيث التقى رئيس الأركان وناقشا "التهديدات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط والخليج وضرورة الحفاظ على الإستقرار الإقليمي وحماية المستقبل المشترك للدول". وقام كوريلا بجولة في قاعدة "حاتسور" الجوّية، حيث عرضت أنظمة الدفاع الجوّي المتعدّدة الأبعاد والطبقات، بما في ذلك "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" و"خيتس 2" و"خيتس 3"، والتي تُعطي "ردّاً واستجابة لمجموعة من التهديدات الناتجة عن دوائر إقليمية مختلفة الطبقات والأبعاد". وأكمل جولته في مركز إدارة الصور الباليستية، المسؤول عن إصدار تحذيرات للجبهة الداخلية ومجمّع "كوبرا" التابع للجيش الأميركي في القاعدة الجوّية، فيما قال قائد القيادة المركزية الأميركية: "التقيت مع قادة جيش الدفاع لمناقشة أهمية إنشاء منظومة متكاملة للدفاع الجوّي في مواجهة الصواريخ، وذلك إلى جانب ضرورة وأهمّية التعاون الأمني الإقليمي". وأكد أنه "يبقى التزام الولايات المتحدة لأمن إسرائيل راسخاً"، كما "يبقى الأمن الإقليمي الهدف الأسمى للقيادة المركزية وللجيش الإسرائيلي على حدّ سواء"، في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي: "ناقشنا العلاقات الخاصة بين الأنظمة الدفاعية لإسرائيل والولايات المتحدة"، مضيفاً: "ركّزنا في حديثنا على التحدّيات الإقليمية، مع التركيز على العدوان الإيراني وضرورة تعميق الأنشطة مع كافة الشركاء". وفي المقابل، كشف رئيس المجلس الإستراتيجي للسياسات الخارجية في إيران كمال خرازي لقناة "الجزيرة" أن بلاده لديها القدرات الفنية لصناعة قنبلة نووية، لكن لا يوجد قرار في طهران لتصنيع القنبلة الذرية، محذّراً من أن الجمهورية الإسلامية أجرت مناورات موسّعة بهدف ضرب العمق الإسرائيلي في حال "استهداف منشآتنا الحسّاسة". كما هدّد بأنّ "استهداف أمننا انطلاقاً من دول الجوار سيُقابل بردّ على هذه الدول وردّ مباشر على إسرائيل". بدوره، أوضح المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن "المزاعم والإتهامات التي كالها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته الشرق أوسطية، ومنها تصريحاته في قمة جدة، مرفوضة ولا أساس لها"، معتبراً أن "هذه المزاعم الفارغة تأتي في سياق استمرار السياسة الأميركية لخلق الفتن وإثارة التوتر في المنطقة".

 

تل أبيب: الاتفاق بين روسيا وإيران لن يقيّد نشاطنا في سورية وتعزيزات لجيش الأسد بعين العرب وتل رفعت

دمشق، عواصم – وكالات/18 تموز/2022

نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي، التأكيد أن صفقة بيع الطائرات المسيّرة بين إيران وروسيا التي كشفت عنها واشنطن، من غير المرجح أن تشمل اتفاقا يقيد نشاط إسرائيل في سورية، موضحا أنه وبشكل عام لا تفضل إسرائيل التقارب بين روسيا وإيران.

في غضون ذلك، أعلن قائد قوات سورية الديموقراطية “قسد” مظلوم عبدي، أن النظام السوري عزز قواته في عين العرب وتل رفعت، في حين رحب بأي دور روسي لوقف العملية التركية التي تعتزمها أنقرة “بوقت قريب”، مؤكدا أن قواته تنسق مع الجانب الروسي في منبج. وقال عبدي “لم يبق أمامنا مكان ننسحب إليه، ستكون معركة الشمال السوري أجمع، ولن تبقى محدودة”، مضيفا أن الجيش الـتركي والفصائل المدعومة منه، سيواجهون أولا قوات الحكومة السورية والسوريين أجمع في هذه الحرب. من جانبه، نفى مصدر عسكري سوري صحة الأنباء اvbbvvمتداولة عن إرسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية، إلى خطوط التماس مع القوات التركية في الشمال السوري، قائلا لوكالة “سبوتنيك” الروسية إنه “لا صحة للأنباء التي تحدثت عن إرسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية إلى خطوط التماس مع المحتل التركي في ريف الحسكة الشمالي الغربي”، مضيفا أن “كل ما يتم تداوله عار عن الصحة، ولم يتم إرسال تعزيزات إلى خطوط التماس حتى اللحظة”. على صعيد متصل، أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تدريبات عسكرية مع قوات “قسد” في محيط قاعدة عسكرية أميركية بمنطقة حقول نفط الجبسة، في مدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة شرق سورية، وأفادت مصادر محلية بريف الحسكة، بأن التدريبات تجري باستخدام القذائف الحية والذخائر الحقيقية. على صعيد آخر، أفادت الوكالة السورية للأنباء “سانا” بأن الجهات المختصة في درعا، ضبطت كمية من حبوب الكبتاغون المخدرة أثناء محاولة تهريبها إلى الأردن، عبر الحدود الدولية المشتركة. ونقلت “سانا” عن مصدر في الجهات المختصة قوله: “بالرصد والمتابعة المستمرة للحالات وطرق التهريب المحتملة، وكشف أساليب المهربين المتغيرة باستمرار تمكنت الجهات المختصة، وبكمين محكم من إلقاء القبض على ثلاثة مهربين، يحملون كميات من حبوب الكبتاغون المخدر، وضعوها ضمن أكياس من الخيش على ظهورهم”. وتمت الإشارة إلى أنه “بالتحقيق الأولي مع المقبوض عليهم، تبين أن المهربين كانوا يعتزمون تهريب المخدرات إلى الأردن”.

 

طهران تتهم بايدن بـ«الترهيب ضدنا لإثارة التوتر في المنطقة»

لبید: إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق التصرف الكامل دبلوماسياً وعملياتياً أمام «النووي» الإيراني

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»/18 تموز/2022

انتقدت طهران، أمس، تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته الإقليمية، وعدّتها «محاولة أميركية تندرج ضمن الترهيب من إيران لإثارة التوتر في المنطقة». واختتم بايدن، السبت، جولته الأولى في المنطقة بصفته رئيساً للولايات المتحدة، والتي شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، بتأكيده أمام قادة دول خليجية وعربية أن واشنطن لن تسمح بوجود فراغ إقليمي تملأه روسيا أو الصين أو إيران. واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الولايات المتحدة بأنها «تلجأ مجدداً لسياستها الفاشلة في التخويف من إيران لإثارة توتر إقليمي». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيان للمتحدث فجر الأحد قوله إن «المزاعم والاتهامات التي كالها الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته الشرق أوسطية، ومنها تصريحاته في قمة جدة، مرفوضة ولا أساس لها». وأضاف: «هذه المزاعم الفارغة تأتي في سياق استمرار السياسة الأميركية لخلق الفتن وإثارة التوتر في المنطقة».

وأكد بايدن خلال «قمة جدة» مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، والتي أتت قبل أيام من زيارة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران: «لن نتخلى (عن الشرق الأوسط) ولن نترك فراغاً تملأه الصين أو روسيا أو إيران». وأضاف: «اسمحوا لي أن أختتم بتلخيص كل هذا في جملة واحدة: الولايات المتحدة ملتزمة ببناء مستقبل إيجابي في المنطقة، بالشراكة معكم جميعاً، ولن تغادر». وشدد على أن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع محاولة دولة واحدة الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة من خلال التعزيزات العسكرية أو التوغل أو التهديدات»، في إشارة خصوصاً إلى إيران التي يتهمها جيرانها بمحاولة زعزعة الاستقرار. وفي بيان مشترك صادر عن القمة، تعهد القادة بـ«الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين» وتعميق تعاونهم الدفاعي والاستخباري. وشددوا على الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، داعين إلى تعزيز قدرات الردع المشتركة «ضد التهديد المتزايد» الذي يمثله برنامج طهران للطائرات المسيرة. وتعهد بايدن في إعلان أمني وقعه مع إسرائيل الخميس، بأن تستخدم الولايات المتحدة كل عناصر «قوتها الوطنية» لمنع إيران من حيازة سلاح نووي. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لبيد، في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية، أمس، أنه أوضح لبايدن وفريقه أن «إسرائيل تعارض الاتفاق النووي وتحتفظ لنفسها بحق التصرف الكامل؛ دبلوماسياً وعملياتياً أمام البرنامج النووي الإيراني» وفقاً لما نقلته عنه صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك». وقال كنعاني إن «التهم الأميركية الكاذبة تجاه البرنامج النووي السلمي الإيراني، وقيام أميركا بغض الطرف عن الخداع الصهيوني المستمر لعقود بوصفه كياناً (...) يمتلك أكبر ترسانة للسلاح النووي في المنطقة، لهما دليل واضح على انتهاج الإدارة الأميركية سياسة التزييف والنفاق». في جزء آخر من كلامه، عدّ كنعاني أن «الترحيب بالحوار مع دول الجوار والمبادرات الإقليمية» من «السياسات المبدئية الإيرانية» وقال: «نتوقع من دول المنطقة أن تستجيب للدعوات الإيرانية إلى الحوار والتعاون الإقليمي واتخاذ خطوات بناءة من أجل إرساء الأمن الجماعي والسلام والاستقرار والتنمية المشتركة». ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني، محمد صادق فضلي، تعليقه على ما قاله بايدن: «إن مَن درعه من الزجاج فسيرى نتيجة رمي الحجارة». وأضاف: «الانتصار أو الهزيمة لا يتحققان في وسائل إعلام؛ إنما في الميدان». أما كنعاني؛ فقد ختم بيانه قائلاً إن بلاده «ملتزمة باستمرار المحادثات لرفع العقوبات» في إشارة إلى المفاوضات المتعثرة منذ مارس (آذار) الماضي بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة، وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» من قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضحت إدارة بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة، وهي خطوة؛ إن تمت، ستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح؛ لكنها ستغضب كثيراً من المشرعين الأميركيين.

وقال كمال خرازي؛ كبير مستشاري المرشد الإيراني في السياسة الخارجية، في تصريحات صحافية نقلتها «رويترز»، إن طهران «قادرة فنياً على صنع قنبلة نووية؛ لكنها لم تتخذ قراراً بعد لتنفيذ ذلك». وتابع: «خلال أيام قليلة تمكنا من تخصيب اليورانيوم لما يصل إلى 60 في المائة، ويمكننا بسهولة إنتاج يورانيوم مخصب لنسبة 90 في المائة... إيران لديها السبل الفنية لصنع قنبلة نووية؛ لكنها لم تتخذ بعد قرار صنعها». وأضاف أن بلاده لن «تتفاوض أبداً على برنامجها النووي وسياستها الإقليمية».

وتناقض ما قاله خرازي مع تصريح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، محمود عباس زاده مشكيني، أول من أمس، بشأن استعداد إيران للتفاوض على القضايا الأخرى بعد إحياء الاتفاق النووي؛ «إذا تطلبت المصالح الوطنية الإيرانية» ذلك.

وقال عباس زاده لموقع «انتخاب» إن «هذا يعني أن الطرف المقابل في الاتفاق إذا حصل على ثقتنا ولم يتخلَّ عنها مرة أخرى، فيمكننا التفاوض حول أي موضوع وفقاً لمصالحنا الوطنية». ورفعت إيران نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة خلال أبريل (نيسان) العام الماضي، بعد نهاية الجولة الأولى من محادثات فيينا، وذلك بعدما عادت إلى مستوى التخصيب قبل الاتفاق النووي؛ أي 20 في المائة، قبل أيام من انتهاء ولاية سلف الرئيس الأميركي جو بايدن، دونالد ترمب الذي انسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على إيران، بهدف تعديل سلوكها الإقليمي ولجم برنامجها للصواريخ الباليستية.

وقالت إيران، السبت، إنها فرضت عقوبات على 61 أميركياً آخرين؛ منهم وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، لدعمهم منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة، في الوقت الذي وصلت فيه محادثات استمرت شهوراً لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 إلى طريق مسدودة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن مسؤولين آخرين أدرجتهم وزارة الخارجية الإيرانية على القائمة السوداء للتعبير عن دعمهم جماعة «مجاهدي خلق»؛ من بينهم رودي جولياني محامي الرئيس السابق دونالد ترمب؛ وجون بولتون مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض.

وسمحت العقوبات، التي صدرت ضد عشرات الأميركيين في الماضي لأسباب مختلفة، بمصادرة أي أصول يملكونها في إيران، لكن الغياب الواضح لمثل هذه الأصول يعني أن الخطوات ستكون رمزية إلى حد كبير. وفرضت إيران عقوبات على 51 أميركيا في يناير (كانون الثاني)، وأدرجت 24 أميركياً آخرين في القائمة السوداء في أبريل. وهددت إيران باستهداف مسؤولين أميركيين على صلة بمقتل العقل المدبر قائد «فيلق القدس»؛ الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري»، قاسم سليماني، مطلع 2020 في ضربة جوية أمر بها ترمب. وتعهدت إدارة الرئيس جو بايدن بدعم جميع الأميركيين رغم أي خلافات حول السياسات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية السبت إن «الولايات المتحدة ستحمي مواطنيها وتدافع عنهم. هذا يشمل أولئك الذين يخدمون الولايات المتحدة الآن وأولئك الذين خدموا سابقاً». وأضاف المتحدث: «نحن متحدون في تصميمنا على مواجهة التهديدات والاستفزازات، وسنعمل مع حلفائنا وشركائنا لردع أي هجمات تنفذها إيران والرد عليها».

 

بوتين يؤكد «استحالة} عزل روسيا

موسكو: رائد جبر بروكسل: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

بينما بدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اجتماعهم في بروكسل أمس، لتشديد الضغوط على موسكو عبر حزمة عقوبات جديدة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن «من المستحيل عزل روسيا عن باقي العالم». وأضاف بوتين خلال اجتماع حكومي أن بلاده تواجه ظروف الحصار ونقص المعدات والتقنيات، مؤكداً إعطاء أولوية للتركيز على تطوير التكنولوجيات الروسية ودعم الشركات السريعة النمو. وأقر بوتين بأن بلاده تواجه «تحدياً كبيراً»، لكنه قال إنها «قطعاً لن تستسلم. بل العكس هو الصحيح. حتى عندما ندرك الكم الهائل من الصعوبات التي تنتظرنا، فإننا سنعمل بجد وبكفاءة من أجل التوصل إلى حلول جديدة».

 

أوكرانيا تطالب روسيا بمعاملة أسرى الحرب بشكل إنساني

كييف/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

اتهمت وزارة الخارجية الأوكرانية روسيا، اليوم الاثنين، بمعاملة أسرى الحرب الأوكرانيين بشكل غير قانوني وباستخدامهم لأغراض سياسية، وطالبت بمعاملة إنسانية للأجانب الأسرى الذين يقاتلون من أجل أوكرانيا. وحثت أوكرانيا روسيا على الالتزام الصارم بأحكام القانون الإنساني الدولي؛ بما في ذلك «اتفاقيات جنيف» لعام 1949 التي تحدد المعايير القانونية الدولية للمعاملة الإنسانية. وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية: «نطالب الجانب الروسي بالالتزام الصارم بأحكام القانون الإنساني الدولي؛ لا سيما (اتفاقية جنيف) المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، فيما يتعلق بجنود القوات المسلحة الأوكرانية الذين هم أسرى حرب». وقضت محكمة انفصالية تدعمها روسيا في شرق أوكرانيا في يونيو (حزيران) الماضي بإعدام مغربي واثنين من البريطانيين لقتالهم لحساب أوكرانيا. واستأنف الثلاثة هذه الأحكام. وفي الأسبوع الماضي أبدت بريطانيا «قلقها العميق» إزاء تقارير عن وفاة موظف إغاثة بريطاني في أثناء احتجازه لدى «وكلاء لروسيا في أوكرانيا». ولم ترد روسيا بعد على بيان وزارة الخارجية الأوكرانية.

 

بوتين يتعهّد بتجاوز مشاكل «هائلة» في قطاع التكنولوجيا نتيجة العقوبات الغربية

موسكو/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين إن من المستحيل عزل روسيا عن باقي العالم، وإنه يجب على موسكو التركيز على تطوير التكنولوجيا الخاصة بها ودعم الشركات السريعة النمو. وأضاف بوتين خلال حديث مع شخصيات حكومية في مؤتمر من خلال الفيديو «من الواضح أننا لا نستطيع أن نتطور بمعزل عن بقية العالم ولكننا لن نفعل ذلك. كما تعلمون لا يمكنك فقط في عالم اليوم رسم دائرة حول كل شيء... ووضع سياج ضخم، فهذا غير ممكن». وتابع في تصريحات لوكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، إنه «من الواضح أن هذا سيكون تحديا كبيرا لبلادنا... (ولكننا) قطعاّ لن نستسلم. بل العكس الصحيح. حتى عندما ندرك الكم الهائل من الصعوبات التي تنتظرنا، فإننا سنعمل بجد وبكفاءة من أجل التوصل لحلول جديدة». وتعهّد الرئيس الروسي بتجاوز المشاكل الهائلة في قطاع التكنولوجيا المتطورة التي تواجهها بلاده نتيجة العقوبات الغربية غير المسبوقة المفروضة عليها بسبب غزو أوكرانيا. وقال بوتين إن الغرب فرض عقوبات تهدف لمنع روسيا من الوصول إلى منتجات في قطاع التكنولوجيا المتقدمة في محاولة للحد من تطور البلاد. وأفاد خلال الاجتماع «يطرح ذلك تحديا هائلا على بلدنا.. مع إدراكنا الحجم الهائل من الصعوبات التي نواجهها، سنبحث عن حلول جديدة بأسلوب نشط و(يتميّز) بالكفاءة». وأوضح أن روسيا ستستخدم أيضا تكنولوجيا «سيادية» ومنتجات من شركات محلية مبتكرة. كما أشار إلى أن العديد من الشركات الروسية التي تحقق نموا سريعا مثل «أوزون» لتجارة التجزئة عبر الإنترنت أو «يانديكس» للتكنولوجيا باتت مقطوعة عن التمويل الغربي نتيجة العقوبات. ولفت إلى أن على روسيا المسارعة لابتكار بدائل ليكون بمقدور هذا النوع من الشركات جذب التمويل اللازم في الداخل ومواصلة التطور. وقال بوتين «أتطلع للحصول على مقترحات مفصّلة من وزارتي المال وبنك روسيا» في هذا الصدد.  وعلّقت العديد من كبرى شركات التكنولوجيا عملياتها في روسيا أو غادرت البلاد بالكامل بعدما أرسل بوتين قواته إلى أوكرانيا ما ترك روسيا من دون أي بدائل محلية.

 

الاتحاد الأوروبي يبحث تشديد العقوبات على روسيا والتكتل يدرس تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة تحسباً لحرب طويلة

بروكسل: شوقي الريّس/الشرق الأوسط/18 تموز/2022

رفض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن يكون الاتحاد قد أخطأ في فرض عقوبات على روسيا بسبب اجتياحها لأوكرانيا. وقال أمس الاثنين قبيل افتتاح أعمال المجلس الأوروبي لوزراء الخارجية في بروكسل: «لا أعتقد أننا أخطأنا في فرض العقوبات. هذا ما كان علينا أن نقوم به، وسنستمر في فرضها». وواصل المجلس الأوروبي أمس مناقشاته حول الحزمة الجديدة من العقوبات التي كانت المفوضية قد اقترحتها يوم الجمعة الفائت، والتي تتضمن حظر استيراد الذهب الروسي وإضافة أسماء جديدة على قائمة الأشخاص الذين يمنع دخولهم إلى الأراضي الأوروبية وتجميد ممتلكاتهم وأرصدتهم في بلدان الاتحاد. ونفى بوريل أن تكون العقوبات على روسيا هي التي تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة، مشيراً إلى أن سعر النفط ما زال في المستوى الذي كان عليه قبل بداية الحرب، وكشف أن المفوضية الأوروبية وضعت خطة لمواجهة قطع إمدادات الغاز الروسي ستقدمها إلى الدول الأعضاء غداً الأربعاء. ودعا الحكومات الأوروبية إلى اتخاذ تدابير تحفيزية لمساعدة الشركات والمؤسسات التي تخفض استخدام الغاز، والإسراع في وضع خطط لتوفير استهلاك الطاقة. وحذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا نظراءه الأوروبيين خلال اجتماع أمس الاثنين من أي محاولة لتخفيف عقوباتهم على روسيا أو الخضوع لمطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال: «التراجع (عن العقوبات) أو الخضوع لمطالبه لن ينجح. لن ينجح ذلك أبداً. إنه فخ». وتسببت التدابير المتتالية التي تبناها الاتحاد حتى الآن بعزل روسيا وضربها اقتصادياً، لكنها لم تجعلها تتراجع أو توقف هجومها على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط). وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال زيارة إلى أذربيجان، اتفاقاً مع هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة في القوقاز، لمضاعفة واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الأذربيجاني «خلال بضعة أعوام». وكانت الوكالة الدولية للطاقة قد حضت الدول الأوروبية أمس على خفض استهلاك الغاز لعبور فصل الشتاء المقبل ((لأن التدابير المتخذة إلى الآن ليست كافية، حتى في حال استأنفت روسيا ضخ الغاز عبر أنبوب نوردستريم1)) كما جاء على لسان المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، الذي اقترح خمسة تدابير طارئة موجهة إلى قطاعات الصناعة والكهرباء والغاز والحكومات والمستهلكين في الاتحاد الأوروبي.

وبينما لا تزال مواقف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي متباينة بشأن الحزمة الجديدة من العقوبات، كشفت المفوضية أنها في صدد وضع اللمسات الأخيرة على منصة مشتركة لشراء الأسلحة استعداداً لحرب طويلة في أوكرانيا لم يعد الأوروبيون يستبعدون اتساع دائرتها الجغرافية خارج الحدود الأوكرانية في الأشهر المقبلة. وتهدف المفوضية من خلال هذه المنصة لتحفيز البلدان الأعضاء في الاتحاد على الإسراع في تجديد ترساناتها الحربية، من معدات وذخائر، التي انخفضت مخزوناتها بنسبة كبيرة في الأشهر الأخيرة بسبب الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا، وخصصت لها 500 مليون يورو حتى نهاية العام المقبل لتنسيق المشتريات والحيلولة دون المنافسات والصفقات المزدوجة، والحصول على أفضل الأسعار، تمهيداً لوضع خطط طويلة الاجل لشراء الأسلحة. كما تسعى المفوضية، من خلال هذه المشتريات المشتركة الأولى، إلى إرساء دور مركزي لها لم يكن وارداً حتى الآن في المضمار العسكري، وإلى إطلاق الصناعات الحربية الأوروبية في السوق التي تهيمن عليها بشكل كاسح الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تكون مشاركة الدول الأعضاء طوعية في هذه المنصة خلال المرحلة الأولى، وأن يتولى تنسيق المشتريات فريق عمل من الخبراء، استناداً إلى الدراسة التي وضعتها المفوضية منذ شهرين حول قدرات الجيوش الأوروبية واحتياجاتها، والتي كشفت عن ثغرات كبيرة في الذخائر والأسلحة، وأظهرت أن معظم هذه الجيوش ليست مجهزة في الأمد الطويل لمواجهة هذه الأزمة.

وتستند هذه الخطة إلى العبر المستخلصة من المنصة المشتركة لشراء اللقاحات ضد كوفيد التي أطلقها الاتحاد لمواجهة الجائحة، وإلى التنسيق الذي أشرفت عليه أجهزة المفوضية بين البلدان الأعضاء في الاتحاد لتزويد أوكرانيا بالأسلحة منذ بداية الغزو الروسي، حيث تبدت بوضوح مكامن الضعف في البنيان الأمني الأوروبي بعد سنوات طويلة من التقشف في الإنفاق العسكري الذي ارتفع بنسبة 20 في المائة فقط في بلدان الاتحاد خلال العقدين المنصرمين، مقابل 66 في المائة في الولايات المتحدة، و292 في المائة في روسيا، و592 في المائة في الصين. وتخشى المفوضية أنه بعد أن دفعت الحرب في أوكرانيا بجميع الدول الأوروبية إلى الإسراع في زيادة إنفاقها العسكري، أن تتهافت هذه الدول على شراء الأسلحة من غير تنسيق بينها، ما قد يؤدي إلى منافسة مفتوحة وارتفاع في الأسعار.

ويقول خبراء المفوضية إن المرحلة الأولى ستركز على الاحتياجات الملحة مثل تجديد مخزون الذخائر، والأسلحة الخفيفة، والمنظومات الصاروخية المحمولة، واستبدال المعدات الموروثة من الحقبة السوفياتية في بلدان أوروبا الشرقية. ومن المتوقع أن تؤدي المشتريات الموحدة إلى تنشيط الصناعات الحربية في أوروبا التي تعتمد حالياً بشكل أساسي على فرنسا وإيطاليا لتلبية الاحتياجات الطارئة. ويدور النقاش حالياً حول هوية الشركات التي لها أن تستفيد من هذه الخطة: الشركات الأوروبية الصافية؟ أو التي لها مصانع في أوروبا؟ أو الأجنبية التي لها فروع في بلدان الاتحاد الأوروبي؟ وتجدر الإشارة إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد تشتري 60 في المائة من سلاحها من خارج الاتحاد. أما المرحلة التالية فتشمل تعزيز منظومات الدفاع الجوي ومضادات الصواريخ، تمهيداً لطرح البرنامج الأوروبي للاستثمارات الدفاعية في الخريف المقبل، وتحديد شروط مشاركة الشركات العالمية مع احتمال إعفائها من ضريبة القيمة المضافة.

لكن في غضون ذلك ما زالت المساعدات الأوروبية الموعودة لأوكرانيا تواجه عراقيل داخلية لدفعها، حيث إن الحزمة الأخيرة بقيمة 9 مليارات يورو التي أقرها الاتحاد، لم يفرج إلا عن مليار واحد منها حتى الآن. وتقول مصادر مطلعة في المفوضية إن بعض الدول الأعضاء تضع شروطاً تعجيزية على نوع الأسلحة التي من المفترض شراؤها بهذه المساعدات. ويتوقع المسؤولون في المفوضية أن تساعد الرئاسة الدورية التشيكية للاتحاد على تسريع إيصال المساعدات إلى أوكرانيا، خصوصاً أن الحكومة الجديدة التي يرأسها اليميني المحافظ بيتر فيالا تؤيد بقوة إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى كييف. وكانت وزيرة الدفاع التشيكية جانا شرنوشوفا قد صرحت أمس أن الرئاسة الدورية ستعمل على تكثيف التعاون بين الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي، وأعلنت عن توقيع اتفاق بين المنظمتين للتنسيق في مجال الدفاع البري والجوي، وأن من بين أولويات الرئاسة التشيكية تعزيز الاستثمار الأوروبي في مجال الدفاع والصناعات الحربية، وتيسير مشاركة أكبر عدد ممكن من الشركات الأوروبية في هذا المجال. وكان رئيس الوزراء التشيكي قد أعلن أن إعمار أوكرانيا يتصدر أولويات الرئاسة الدورية التي تتولاها بلاده حتى نهاية هذه السنة، علماً بأن الاتحاد الأوروبي كان قد وعد بتخصيص 6.4 مليار يورو لتمويل مشاريع محددة في أوكرانيا بعد نهاية الحرب.

 

 لماذا تريد روسيا إخراج العملية السياسية السورية من جنيف؟

لندن: إبراهيم حميدي/الشرق الأوسط/18 تموز/2022

أبلغت دمشق المبعوث الأممي، غیر بیدرسن، أنها لن ترسل وفدها إلى جنيف للمشاركة في الجولة التاسعة من أعمال اللجنة الدستورية في 25 يوليو (تموز) الحالي؛ أي تجميد مسار العملية السياسية السورية برعاية الأمم المتحدة. السبب الفعلي لا يتعلق باعتراض دمشق على آلیة عمل «الدستورية» أو مضمون «المناقشات» بين وفدين؛ أحدهما مسمى من الحكومة، والثاني يمثل «هيئة التفاوض» المعارضة. واقع الحال أن قرار دمشق جاء بناء على توصية من موسكو. وهو لا يتعلق، أيضاً، باعتراض روسيا على مضمون جهود الإصلاح الدستوري السوري ومسائل مثل السيادة والأجندات الخارجية و«الاحتلالات»؛ بل یخص موقف سويسرا من الحرب الأوكرانية وطلاقها مع الحیادیة الأبدیة. باختصار، موسكو لیست راضیة عن «خروج سويسرا من حیاديتها بالانضمام إلى العقوبات الغربیة ضد روسیا» بسبب الحرب الأوكرانية.

في حال كهذه... ما الحل الروسي؟

معاقبة موسكو جنیف ومحاولة هز الوحدة الأوروبية ضدها بسبب أوكرانيا، وهي عاصمة أوروبية رئيسية للأمم المتحدة ومؤسساتها، شرط أن یكون هذا بأقل ثمن، لیس عبر انسحاب روسیا نفسها من مؤسسات الأمم المتحدة أو مقاطعة اجتماعاتها بشأن الأزمة السوریة. فالعقاب جاء من الخاصرة الرخوة؛ البوابة السورية. وعليه؛ طلبت موسكو من دمشق رفض المشاركة في اجتماعات اللجنة الدستوریة في جنیف تحدیداً، واقتراح سوتشي أو موسكو أو دمشق أو الجزائر أو مسقط أماكنَ ممكنة لاستضافة «المناقشات الدستوریة».

ما خلفیة الموضوع؟

لدى انتهاء اجتماعات الجولة الثامنة من «الدستوریة» في مایو (أیار) الماضي، اتفق بیدرسن مع رئيسي الوفدين؛ الحكومي أحمد الكزبري، والمعارض هادي البحرة، على عقد الجولة التاسعة بعد عطلة عید الأضحى المبارك، بین 25 و29 یولیو الحالي. وقتذاك؛ همس المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرینییف في الأروقة الأممیة أنه لم یكن راضیاً عن سرعة تعاطي السلطات السويسرية مع تأشيرات الدخول (فیزا) للوفد الروسي وبرود الاستقبالات والتشريفات.

ماذا يريد بيدرسن؟

أما بيدرسن؛ فإنه استند إلى ما هو متفق علیه بین السوریین والرعاة الإقلیمیین والدولیین في الجولة السابقة في يونيو (حزيران)، ووجه دعوات خطیة إلى الكزبري والبحرة والمجتمع المدني لـ«عرض بعض الأفكار حول كیفیة تسریع وتیرة عمل اللجنة لتحقيق الهدف المنصوص علیه في المعاییر المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلیة، للعمل بشكل سریع ومتواصل بهدف تحقیق نتائج وتقدم مستمر من دون تدخل خارجي أو أطر زمنیة مفروضة من الخارج». والهدف الذي حدده بيدرسن هو تقديم مقترحات عملیة لتعجیل المناقشات الدستوریة ضمن 3 خیارات: مناقشة أكثر من عنوان في الیوم، ومناقشة فصل من فصول الدستور في كل جولة، وتقدیم مسودات ومناقشة فصل واحد من فصول الدستور في كل دورة، حتى یتم استكمال الفصول كافة. وبقیت الأجواء والاتصالات الدبلوماسية إیجابیة، توحي بأن الاجتماعات حاصلة. وقال مسؤولون سوريون إن وفدهم سیشارك في الاجتماعات في حال تم حل «مشاكل لوجيستیة للأصدقاء الروس». بالفعل؛ سهلت السلطات السويسرية حصول الوفد الروسي على التأشيرات. لكن فجأة؛ وصل إلى جنیف من دمشق قرار المقاطعة بعد ساعات من «اختراق» تمثل في قبول غربي شروطاً روسية حول تمديد قرار مجلس الأمن لإیصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لـ6 أشهر فقط.

ما إشكالات الفيتو الروسي؟

المشكلة في قرار مقاطعة اجتماعات «الدستوریة» أن فیه إشكالات كثیرة. فهو بدایة یُظهر حقیقة الاجتماعات ومحدودیة جدیتها، ویصطدم بالخطاب العلني لموسكو، ویحرج دمشق التي لا تجد حرجاً في الخروج من المظلة الأممیة في مناقشة دستورها وشأن سیادي يتعلق بها. والأهم؛ أنه یتناقض مع وثائق العملية السیاسیة؛ إذ إن القرار الدولي «2254» نص على أن إصلاح الدستور السوري «عملیة بملكیة سوریة وقیادة سوریة» ولیست روسیة. وأكدت على ذلك خطیاً وثیقة معایير العمل المنجزة بین الأطراف السوریین في عام 2019، كما أن المؤتمر الوطني السوري في سوتشي الروسیة، بدایة عام 2018 نص على أن الإصلاح یجري نقاشه في جنیف، إضافة إلى ورود ذلك في بیانات عدة من «ضامني» عملیة آستانة، تشدد على أن عمل اللجنة الدستوریة یجب أن یتم «دون تدخل خارجي».

ما الخيارات؟

مبعوث دولة غربیة شارك في اجتماعات جنیف، قال بعد تلقیه رسالة من مكتب بیدرسن عن الإلغاء: «عندما تهاجم دولة أخرى ویكون استهداف المدنیین ركیزة أساسیة للاستراتيجية العسكرية، سواء أكان ذلك في أوكرانيا أم في سوریا، فإن النفاق السياسي یأتي میزةً أساسیة متضمنة في سیاستك الخارجیة». أما بالنسبة إلى المعارضة التي وجدت في «مسار جنیف» منصة تعطیها معنى سیاسیاً وندیة مع دمشق، فإن القرار وقع عليها مفاجأة. ویقول قیادي فیها إن الوفد الحكومي رهن المشاركة بـ«تلبية مطالب روسية. نحن أمام أزمة عمیقة للغایة ستستمر لأكثر من بضعة أشهر، دون عقد اجتماع للجنة الدستوریة. هذه الأزمة المصطنعة لیست من صنع أي طرف سوري، بل من طرف أجنبي هو روسیا. وهذا تدخل أجنبي صارخ في عمل ما یفترض أنه لجنة یملكها ویقودها سوریون. روسیا لیست طرفاً في اللجنة الدستوریة كي تقرر عدم سفرهم». لا شك في أن القرار الذي أبلغته دمشق، نیابة عن موسكو، إلى جنیف، سیكون على طاولة رؤساء «ضامني» آستانة؛ الرؤساء: الروسي فلادیمیر بوتین، والتركي رجب طیب إردوغان، والإیراني إبراهیم رئیسي، في طهران الثلاثاء المقبل. صحیح أن طهران تبحث عن إنجاز في الملعب السوري، ومعها أنقرة في ذلك. لكن أغلب الظن أن العاجل والملح على المائدة الرئاسية سیكون مصیر العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوریا، ومجالات «التعاون العدائي» بین أنقرة وموسكو في أوكرانيا، مع وجود رغبة إيرانية في طرح ملفات أخرى تخص دورها وجولة الرئيس الأميركي جو بايدن. معروف أن اللجنة الدستوریة لیست لجنة ولا تعمل على الدستور، وهي ليست سوى ورقة توت تسمح لـ«اللاعبين» بالتظاهر بأن هناك عملیة سیاسیة لتبریر الخیارات العسكرية والهندسات الاجتماعية، وكذلك تمنع عملیة أخرى حقيقية من التبلور. فالثابت أن هناك من يريد عملیة دستورية دون مظلة أممية. وفي وقت تستخدم فيه روسیا سوریا و«عملیتها السیاسیة» ساحة لضبط شركائها ومعاقبة خصومها و«اختبار» منافسیها، فإن اللجنة الدستوریة مثال صغیر على ذلك. وهنا؛ «إذا عرف السبب بطل العجب».

 

رئيسا الإمارات وفرنسا يبحثان تعزيز العلاقات

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقاء مغلق بقصر الإليزيه أمس، تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، إضافة إلى مجمل التطورات والقضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. وأفادت مصادر قصر الإليزيه بأن الرئيس الفرنسي كرّم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بمنحه أعلى وسام في الجمهورية الفرنسية، وهو الوشاح الأكبر لجوقة الشرف.

 

السيسي وشولتس للتعاون في بناء «اقتصاد الهيدروجين»

برلين/الشرق الأوسط/19 تموز/2022: «الشرق الأوسط»

حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمستشار الألماني أولاف شولتس الدول الصناعية على ألا تسمح للحرب الروسية الأوكرانية بتقويض معركتها ضد التغير المناخي. جاء ذلك خلال حوار بيترسبرغ السنوي غير الرسمي حول المناخ في برلين، حيث تطرقت المناقشات إلى تحضيرات مؤتمر الأطراف للمناخ «كوب 27» المقرر عقده بمنتجع شرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني). وأعلن شولتس بعد اجتماع مع السيسي اتفاق بلديهما على التعاون في بناء اقتصاد الهيدروجين في إطار جهود أوروبا لتنويع مصادر الطاقة للحد من اعتمادها على الغاز الروسي.

 

عملية تركيا في «قمة طهران» اليوم

موسكو: رائد جبر أنقرة: سعيد عبد الرازق/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

تنطلق في طهران اليوم أعمال قمة بلدان «محور آستانا» بين الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان، وهو أول لقاء يجمع ثلاثتهم بشكل مباشر منذ أكثر من عامين. وأكدت مصادر تركية أن العملية العسكرية المحتملة ضد مواقع لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في شمال سوريا، ستكون محوراً للمناقشات، لافتة إلى أن إردوغان يأمل في الحصول على دعم روسيا للعملية الهادفة إلى إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، لاستكمال الحزام الأمني على الحدود الجنوبية لتركيا؛ حيث تقع المنطقتان اللتان حددهما إردوغان هدفاً للعملية، وهما منبج وتل رفعت، تحت إشراف القوات الروسية.

 

النظام ينتشر في مناطق «قسد» بدعوة من قائدها وتصاعد الاستهدافات المتبادلة في شمال سوريا

القامشلي: كمال شيخو إدلب - أنقرة/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

تمركزت قوات عسكرية تابعة للنظام السوري في محيط بلدة العريمة، على خط الساجور بريف منبج شرقيَّ حلب؛ حيث انتشرت عناصر مدعومة بأسلحة ثقيلة و3 دبابات و3 راجمات صواريخ، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، وذلك بعد ساعات على تصريحات مظلوم عبدي، القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بالسماح للقوات الموالية للنظام بالانتشار في مناطق نفوذها شماليَّ البلاد، تزامناً مع التصعيد التركي بشن عملية عسكرية ضد مناطق نفوذ سيطرة قوات «قسد».وتمركزت قوات النظام داخل مطار صرين بريف عين العرب (كوباني) شرقيَّ حلب؛ حيث وسعت انتشارها هناك عبر نشر مزيد من الجنود، وإنشاء نقاط ومواقع جديدة. ويعد هذا التموضع والانتشار الأكبر والأوسع من نوعه للقوات النظامية شمالي سوريا منذ نهاية 2019. وكان عبدي قد قال في مؤتمر صحافي عقده الجمعة بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا: «أعطينا الإذن لقوات حكومة دمشق بالانتشار في مناطقنا، وهي لديها أسلحة نوعية وثقيلة ومن واجبها الدفاع عن الأراضي السورية». واستمراراً للتصعيد بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، و«قوات سوريا الديمقراطية»، والنظام في شمال سوريا، سقطت قذائف صاروخية عدة على نقطة تركية تقع في بلدة جبرين شمال مدينة مارع على الطريق بين مدينتي أعزاز ومارع، من مناطق سيطرة «قسد» والنظام في ريف حلب الشمالي. وقد أصيب اثنان من قوات الكوماندوز التابعة للشرطة العسكرية الموالية لتركيا بجروح، وقعت على أثرها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على محور مرعناز بين الفصائل السورية الموالية لتركيا، من جهة، وقوات «قسد» والنظام، من جهة أخرى.

 

الصدر يطالب المالكي بتسليم نفسه للقضاء واتهمه بالتحريض على الفتنة والاقتتال الشيعي في تسجيلاته المسربة

بغداد: فاضل النشمي/الشرق الأوسط/19 تموز/2022

دعا مقتدى الصدر، أمس، غريمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، إلى الاستغفار، وتسليم نفسه إلى القضاء، على خلفية التسجيلات الصوتية المنسوبة له، وتضمنت هجوماً على زعيم التيار الصدري وتهديدات له. وقال الصدر في تغريدة، «العجب كل العجب أن يأتي التهديد من (حزب الدعوة) المحسوب على آل الصدر ومن كبيرهم المالكي، ومن جهة شيعية تدعي طلبها لقوة المذهب». وأضاف: «لذا ومن هنا، أطالب بإطفاء الفتنة من خلال استنكار مشترك من قبل قيادات الكتل المتحالفة معه من جهة، ومن قبل كبار عشيرته من جهة أخرى، وألا يقتصر الاستنكار على اتهامي بالعمالة لإسرائيل، أو لاتهامي بقتل العراقيين، رغم أني حقنت كل دماء العراقيين، بمن فيهم المالكي، في صِدام سابق كان هو الآمر فيه والناهي». ولا يقتصر الأمر على ذلك، حسب الصدر، «بل الأهم من ذلك هو تعديه (المالكي) على القوات الأمنية العراقية، واتهام (الحشد الشعبي) بالجبن، وتحريضه على الفتنة والاقتتال الشيعي - الشيعي، وقيل أنه في تسريبات لاحقة سيتعدى حتى على المراجع، والله العالم». وطالب الصدر أتباعه بعدم الاعتداء على المالكي، ونصحه بـ«إعلان الاعتكاف، واعتزال العمل السياسي، واللجوء إلى الاستغفار، أو تسليم نفسه ومن يلوذ به من الفاسدين، إلى الجهات القضائية}.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

رهن الرئاسة بتسوية بين فرنجية وباسيل: تكريس الانهيار

منير الربيع/المدن/19 تموز/2022

على وقع انتظار لبنان اتضاح صورة الوضع في المنطقة، وفي ظل استسلام اللبنانيين للوصول إلى قواعد إقليمية تنعكس داخليًا في اجتراح تسويات سياسية، دخل الجميع في مدار الانتخابات الرئاسية. مواقف متضاربة ومتناقضة، كلها تصب في سياق استمرار الأزمة السياسية، التي يريد كل طرف من خلالها إثبات غلبته في إيصال المرشح الذي يريده.

عون الشلل والتقسيم

منذ العام 2005، هناك خطاب في لبنان يركز فقط على الحصص الطائفية، تحت عنوان المشاركة الحقيقية. هذا الخطاب ساهم في إنتاجه التيار العوني بدعم مطلق من حزب الله. وهو وضع آليات جديدة في عملية تشكيل الحكومة، وفرض انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية، بعد شلل في المؤسسات لاكثر من سنتين. وهو يسعى اليوم إلى تقسيم مدينة بيروت، شرقية وغربية، مصرًّا على وضع خطوط تماس بين اللبنانيين. ولا يزال يسعى إلى فرض هذه الآليات نفسها في معادلة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد في الاستحقاق المقبل.

المسيحي القوي: فرنجية أو باسيل

هذه الآلية -وعنوانها: إما المسيحي القوي، أو المسيحي الذي تسمّيه القوى المسيحية- كانت من اختراع التيار العوني، وأخطر ما فيها هذا النقاش الدائر اليوم في استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان، وفق الآليات التي فرضها التيار. وقد تبنى الجميع هذه الآليات. وهذا ما حاول حزب الله فرضه في استحقاق تسمية رئيس الحكومة، ووقع فيه السنّة. في هذا الإطار يتم تداول اسم سليمان فرنجية مرشحًا لرئاسة الجمهورية، إنطلاقًا من هذه المعادلة. وهكذا يصبح الشعب اللبناني رهينة تبلور تسوية معينة بين فرنجية وباسيل، لتحديد معالم الرئاسة المقبلة.

قصور في الرؤية

يؤدي ذلك كله إلى تبنّي مبدأ تصغير الحيثيات والمواقع بشكل مباشر أو غير مباشر. وهذا يكرّس مبدأ العزل والانعزال بين الطوائف وفي المواقع. وكأن كل موقع أصبح جزيرة معزولة ومنفصلة عن الأخرى. أما التنظير بأن فرنجية قد يصير خارج سياق الفروض التي وضعها التيار العوني، تشبه الفرضية القائلة إن انتخاب عون رئيسًا يحرره من تحالفه مع حزب الله بعد وصوله إلى الرئاسة. وهذا يدلّ إلى قصور في البصيرة، وعدم التعلّم من التجربة التي حصلت.

معايير وطنية لانتخاب رئيس

المطلوب بدل ذلك اعتماد معايير وطنية لانتخاب رئيس الجمهورية. أولها أن يكرس الرئيس المفترض نوعًا من التوازن في علاقات لبنان الإقليمية والدولية. وثانيها أن يكون موقفه واضحًا من استعمال لبنان منصة إنطلاق للمشروع الإيراني في المنطقة. ثالث المعايير أن يُنتخب رئيس للجمهورية يساهم في تخفيف الانقسامات بين اللبنانيين. لا أن يكرسها ويعززها كما حصل في عهد ميشال عون. وكما حصل في مرحلة التمديد لإميل لحود. أما المعيار الرابع فمنطلقه البحث عن رئيس للجمهورية قادر على متابعة وضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي والمالي، بدلًا من الغرق في حسابات المحاور ومصالحها. ويحتاج هذا إلى تفاهمات مع المؤسسات الدولية، ووضع سياسات اقتصادية تأسيسية للبلد. وهذه المعايير يجب أن تنطبق على رئيس الحكومة المقبل، المفترض أن يترأس أول حكومة في العهد الجديد. أمام ذلك لا بد من الوقوف أمام مسألة ثابتة: الانهيار اللبناني آخذ في التوسع، ولم يعد في الإمكان البحث عن محاولات ترقيعه. فأي محاولة للترقيع تؤدي إلى اتساع الانهيار من جوانب أخرى ومختلفة.

 

الخبير المالي والمحاضر في الاقتصاد الدكتور توفيق كسبار لنداء الوطن: تدمّرت إدّخارات 3 أجيال من اللبنانيين وكل يوم يمرّ هو يوم نهب إضافي للمودعين..نحن بلد محتل من قبل إيران بواسطة حزب الله

منير يونس/نداء الوطن/18 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110402/110402/

منير يونس/نداء الوطن/18 تموز/2022

«نحن بلد محتل من قبل إيران بواسطة حزب الله»... هذا ما يذكّر به بوضوح الخبير المالي والمحاضر في الاقتصاد الدكتور توفيق كسبار، ليؤكد، على سبيل المثال لا الحصر، أنه ضد طروحات كثيرة متداولة عن كيفية استخدام ايرادات الغاز المستقبلية كجزء من حل الأزمة، وكذلك الأمر بالنسبة لرهن أو بيع جزء من مخزون لبنان من الذهب، وسبب الرفض أننا في سلطة تبعية لا ثقة مطلقاً بما تقوم به. ويقول كسبار إن العهد الحالي أتى نتيجة صفقة مع «حزب الله»: رئاسة الجمهورية مقابل الجمهورية. ويجزم بأنه لا يمكن لهؤلاء ان يأخذوا قرارات لمصلحة البلد. لا يأخذون قرارات الا لصالحهم ولمصالحهم، والدليل انه ومنذ حوالى 3 سنوات، ومع اكبر انهيار مصرفي في التاريخ الحديث، ومع وصول 80% من السكان الى تحت خط الفقر... لم يتخذ اجراء واحد لمعالجة الأزمة!

ويضيف كسبار في حوار مع «نداء الوطن» أن لدى أي احتلال هاجساً أساسياً هو ان تكون السلطة تابعة له، أما الأمور الأخرى فثانوية. لذا، سقطت دولة القانون، وأصاب الشلل عمل كل المؤسسات الرقابية بمقدار ما هي حاصلة على موافقة المحتل. فالنظام الرقابي اللبناني جيد جداً من حيث المبدأ، لكنه مع سلطة الاحتلال تحول الى طالب رضا من تلك السلطة، وراح يتصرف على هواه ولمصالحه السياسية والمادية. وذلك يشبه ما كان يحصل أيام الاحتلال السوري، إذ كانوا يرضون المحتل ويعبثون بالباقي. وتحت سلطة الاحتلال لا يمكن للبلاد ان تتمتع باقتصاد طبيعي بعدما استنزفت كل قوى لبنان وصولاً الى الودائع والمدخرات. فقد تدمرت ادخارات 3 أجيال: الآباء والأبناء والجيل الطالع الذي يقف عاجزاً عن التعليم كما يجب، وعن الطبابة كما يجب. وفي ما يلي نص الحوار مع الدكتور كسبار:

كيف ترى تدحرج الأزمة من دون حلول جذرية حتى الآن؟

- علينا دائماً التمييز بين انهيارين حصلا في لبنان، طبيعتهما واسبابهما مختلفة، ونتائجهما أيضاً مختلفة!

لدينا انهيار سعر الصرف لسبب مباشر وأساسي هو أن الدولة كانت تقترض بشكل مفرط. وبفعل تثبيت سعر الليرة مقابل الدولار اندفعنا الى الافراط في الاستهلاك، وبالتالي الاستيراد، ما أدى الى عجز في ميزان المدفوعات. بكلام آخر: كنا نعيش بأكثر من طاقتنا بفعل أن سعر الصرف كان سخياً جداً بالنسبة لليرة، خصوصاً وأن لبنان دولة مستوردة لمعظم حاجاتها.

ولا علاقة بتاتاً لانهيار سعر الصرف بانهيار الجهاز المصرفي الذي يضم المصارف التجارية ومصرف لبنان.

علينا أن نعلم أنه في الثمانينات، انهارت الليرة اللبنانية وبنسب أعلى من النسب الحالية، ورغم ذلك بقيت المصارف بأوضاع ممتازة. ففي خلال 15 سنة من الحرب الأهلية-الفلسطينية كانت التحويلات تجري من دون حدّ للمبالغ ومن دون أي معوقات. ألا يدعو ذلك الى التساؤل مقارنة بما نحن فيه اليوم؟؟

ما أريد التأكيد عليه هو أن هناك اختلافاً كبيراً بين انهيار الليرة، والانهيار المصرفي الذي هو الجريمة الكبرى. انه من بين الانهيارات المصرفية الأكبر في العصر الحديث، إن لم نقل أكبرها.

لتلخيص ذلك للقارئ أقول: السبب المباشر والأساسي والاجرامي هو سياسة الهندسات المالية التي انتهجها مصرف لبنان، والتي تمثلت في استدانته دولارات المصارف، وصلت هذه الاستدانة إلى حدّ 100 مليار دولار، أي حوالى 80% من مجمل الودائع بالدولار، التي كان معظمها في الخارج وجذبها إليه بالفوائد الباهظة. أي أن دولارات المصارف هذه تحولت من سيولة إلى لا سيولة. كانت فوائد تلك الأموال في الخارج بين ربع ونصف من واحد %، فيما منح مصرف لبنان المصارف 6 و7% ومن ثم أكثر من 10 و13%. دام ذلك سنوات عديدة، خصوصاً بعد عام 2015.

في المقابل، وبالأرقام الرسمية والمنشورة على موقع مصرف لبنان، بين 1975 و1990، كانت نسبة السيولة بالدولار آنذاك في المصارف 99%. وهذه النسبة هي ما لدى البنوك من دولارات في الخارج قياساً بودائع الدولار لديها. وهذه نسبة صلبة لم تعرف مثيلها مصارف تجارية أخرى في العالم. ولذلك بقيت المصارف اللبنانية صلبة، وهذا كان امتداداً لتاريخ من العمل المصرفي المحافظ في لبنان.

أما في أيلول 2019، أي قبيل الانهيار، فكانت نسبة السيولة بالدولار 7% فقط. هذا ما أكد ان الدولارات «طارت» بعدما كان استعملها مصرف لبنان في عدة أوجه.

نعود ونكرر أن السبب الأول والأساسي والمجرم لانهيار الجهاز المصرفي هو سياسات ما كان يسمى بالهندسات المالية لمصرف لبنان، وأيضاً سياسات المصارف باساءة إدارة واستخدام الودائع عبر توظيف معظمها اختيارياً لدى مصرف لبنان. أي أن المصارف شاركت في الجريمة طوعاً. لم يجبرها أو يلزمها أحد على ذلك، ولا بأي شكل من الأشكال. دافعها الأول كان الربح الوفير من الفوائد المرتفعة، وقصر نظر قاتل.

ألا ترى أن هناك مسؤولية ما للدولة؟

- إنها مسؤولية غير مباشرة لكنها بالدرجة نفسها من المسؤولية. فمن واجبات الدولة الأساسية والمسلّم بها الرقابة على المصارف. وعادة يناط هذا الدور بالمصرف المركزي لكن تبين أنه المسؤول الأول كما بينّا أعلاه. وحسب النظام اللبناني، هناك عدة مستويات رقابة في الدولة. على سبيل المثال، فان القرارات الصادرة عن مصرف لبنان لا تخص الحاكم وحده بل هناك المجلس المركزي. صحيح أن الحاكم استخدم عدة أساليب لتطويع الأعضاء، لكن ذلك لا ينفي مسؤولية ذلك المجلس.

إلى ذلك، لدى لجنة الرقابة على المصارف صلاحيات مستقلة، ومن واجبها يومياً مراقبة نسبة سيولة المصارف بالدولار.

وهناك أيضاً وزير المالية، فتلك الوزارة هي سلطة رقابة ووصاية على مصرف لبنان، لذا نسألها عن مسؤوليتها تجاه الخسائر التي كان يتكبدها المصرف المركزي.

ثم نأتي على مسؤولية مجلس الوزراء الذي كان يفترض أن لديه من يقرأ ويتابع ما ينشر. لقد نشرت دراسة موثّقة بالأرقام الرسمية في آب 2017 محذراً من الأوضاع الخطرة جداً، وتحديداً بالنسبة لخسائر مصرف لبنان المتراكمة منذ عام 2002، وكون صافي الاحتياط بالعملات الأجنبية لديه أصبح سلبياً أقلّه منذ عام 2015، وعن الهبوط المتواصل لسيولة المصارف بالدولار.

واسمح لي في هذا السياق تذكير ما أتى في الجملة الافتتاحية لهذه الدراسة في عام 2017: «من المرجح أن لبنان يتجه نحو أزمة مالية خطيرة ستتخذ شكل انخفاض في قيمة العملة الوطنية، والأخطر من ذلك أنها ستؤدي إلى زعزعة استقرار القطاع المصرفي... إن عواقب هذه الأزمة المالية يمكن أن تكون مدمّرة على جميع المستويات... وستشمل هذه العواقب انخفاضاً حاداً في دخل وثروة معظم الأسر في البلاد وزيادة حادة في حالات الإفلاس والبطالة، وضبابية واسعة النطاق حول المستقبل في ظلّ حكومة مصعوقة وعاجزة، ما سيدفع بعشرات الآلاف إلى الهجرة...».

أخيرا وليس آخراً، للمجلس النيابي مسؤولية. فمنذ انشاء مصرف لبنان كان البرلمان يسائل حاكم مصرف لبنان عن سياساته النقدية. استمر في المساءلة حتى خلال فترة الحرب. وأنا أذكر جيداً أني رافقت المرحوم أدمون نعيم عدة مرات الى المقر المؤقت للمجلس النيابي في «فيلا منصور». وكانت تجري مساءلة للحاكم نعيم عن الوضع النقدي والاقتصادي. لكن ومنذ تعيين الحاكم الحالي، اي منذ 1993، لم يساءل مرة واحدة كما يجب وفقاً للأصول.

كيف تقيّم ما يتم تداوله عن حقوق الناس بودائعها التي تبخرت؟

- تتحدث السلطة عن أشياء بطريقة مهينة لذكاء الناس. فكل الرؤساء، بالاضافة الى الحاكم ورؤساء قطاعات مثل رئيس جمعية المصارف ورئيس جمعية التجار... يؤكّدون باستمرار أن همّهم الثابت هو الحفاظ على حقوق المودعين، علماً بان كل كلفة الانهيار، منذ نحو 3 سنوات، وقعت حتى الآن حصراً على المودع وحده.

ما التوزيع الأفضل للمسؤوليات وبالتالي للخسائر؟

- الخسارة توزع مبدئياً على 4 فرقاء: مصرف لبنان والمصارف بالدرجة الأولى، ثم الدولة، وفي المرتبة الأخيرة المودعين. المودع يتحمل أقل بكثير من بقية الفرقاء بلا شك، لكنه يتحمل قسطاً ما لأنه كان عليه التنبه للمخاطر.

مصرف لبنان مؤسسة عامة وهو جزء من الدولة. فأي أموال عليه تحملها هي حكماً أموال عامة. لذا بتنا نتحدث عن 3 فرقاء يتحملون فعلياً الخسائر: الدولة (بما فيها مصرف لبنان)، المصارف، والمودعون.

في ما يخص المصارف فانها تتصرف بشكل معيب. ومعارضتها لخطط التعافي تستند إلى أن هذه تلحظ عادة إعادة رسملة المصارف من قِبل أصحابها، وهذا أمر طبيعي. ومن الضروري تذكير المصارف بانه، ووفقاً للقانون وللممارسات المتّبعة في كل دول العالم، عندما يفلس مصرف ما، عليه اعادة تكوين رأسماله خلال فترة معينة وبشروط مدروسة. بينما المصارف المفلسة في لبنان تريد البقاء في السوق وتمارس عملها من دون تكبد دفع اي مبلغ، وهذا شيء لم نره في أي بلد في العالم!

على المودعين أن يعلموا، أن كل يوم يمر هو يوم يُنهب فيه ما تبقّى من أموالهم، وذلك بالمعنى القانوني والمحاسبي الدقيق. فبالإضافة الى «الهيركات» الذي يتعرضون له عند سحب أموالهم، هناك حقيقة أن المصرف الذي فقد رأسماله أو الذي بات رأسماله سلبياً، عليه اعادة الرسملة، واذا عجز عن ذلك تتم تصفيته. عند التصفية تدرس أصوله لتقييم ما تبقى من قيمتها، واذا شكلت (على سبيل المثال) 40% من اجمالي التزاماته، فان تلك القيمة المتبقية تذهب في معظمها الى المودعين. أما إذا استمر المصرف المفلس في العمل وهو يعلن خسائر، فانه عملياً يخسر مما تبقى من أصوله أو موجوداته يمكن ان يعوض بها على المودع. بمعنى آخر، كل خسارة مصرفية منذ الانهيار هي انتقاص مما قد يحصل عليه المودع في حال التصفية.

اذاً، المودع يخسر بشكل اضافي يومياً بينما ادارات المصارف تمعن في عمليات تشغيل، وكأنها مصارف عادية، تدفع كلفتها من اموال المودعين او مما تبقى منها.

ويجب التذكير بانه عندما يفلس مصرف ما توضع اليد على كل أملاك اعضاء مجلس ادارته اي المالكين وحاملي الأسهم، وتتم ملاحقة هؤلاء في الداخل والخارج.

علاجات الأزمة متروكة حتى الآن لمصرف لبنان، كيف تقيّم ما يقوم به؟

- حاكم مصرف لبنان هو المسؤول الأول عن الانهيار، فاذا بالسلطة تطلب منه هو ادارة ذلك الانهيار! لا مثيل لذلك العبث في العالم. ولا ننسى انه يدافع عن مصالحه الشخصية ومصالح أشخاص في السلطة ويدير الأمور على طريقته الى حين مغادرته للحاكمية. وأنا أقول انه الآن أقوى رجل في الدولة اللبنانية.

كيف يمكن القول أنه أقوى رجل؟

- كيف تسير أمور الدولة اللبنانية حالياً؟ هناك بعض الدعم المتبقي للخبز والادوية والمحروقات، وهذا الدعم يأتي من مصرف لبنان. إلى ذلك، الكل يتصل به ليأخذ منه الموافقة على تمويل حاجة هذه الوزارة او تلك. لذا، فان الحاكم يدير هذه السلطة بشكل او بآخر. ما من وزير أو رئيس لديه ما لدى رياض سلامة من سلطات حالياً، لا سيما وأن الأمر متعلق بالتصرف بالدولارات المتبقية لتستمر الدولة بشكل او بآخر. انه وضع سوريالي، إذ إن المطلوب من المتهم الأساسي لانهيار النظام المصرفي أن يدير ساحة الجريمة وحل لغزها.

أما المصارف فلا تتصرف كمصارف، بل هي الآن أشبه بـ»دكاكين كاش». لا تجري تحويلات ولا تقبل شيكات وبطاقاتها الائتمانية لا تعمل كما يجب، ولا هي تقرض... جلّ عملها قائم على الكاش فقط حالياً.

يستغرب الدكتور كسبار جداً من عدم وجود تفسير رسمي لغاية الآن عن الانهيار المالي والاقتصادي الشامل. ويضيف: «في هذا السياق، أحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية للاعلام في تضليل الرأي العام. في الاعلام المرئي والمكتوب من يمارس التضليل في الشأن الاقتصادي والمالي والمصرفي، وذلك عن قصد غالباً، وذلك بتجاهل كل ما تكلمنا عنه والتركيز على الشعارات. وعدد كبير من هؤلاء يتولى علناً الدفاع عن حاكم مصرف لبنان من دون الاستناد إلى أية وقائع.

الليلرة تدمير للمستقبل المصرفي بعد تدمير الحاضر

عما يقوله مصرف لبنان لجهة انه يمكن رد شهادات الايداع الدولارية بالليرة، يؤكد الدكتور توفيق كسبار «أن هذا كلام غير مسؤول وتدمير للمستقبل المصرفي في لبنان بعد تدمير الحاضر». ويسأل: «من سيضع دولاراً واحداً في لبنان مستقبلاً عندما يقول حاكم المصرف المركزي انه اذا وضعتم في المصارف لدينا أو أقرضتمونا دولاراً يحقّ لنا رده بالليرة»؟؟

مخاطر في الحلول المجتزأة

عن ادخال ايرادات الغاز المستقبلية كما مخزون الذهب في الحلول المطروحة لاطفاء الخسائر ورد الودائع، يشير توفيق كسبار إلى طرح الكثير من الحلول المجتزأة التي لا تفيد بشيء، لا بل إن اعتمادها قد ينطوي على مخاطر. فالانهيار كبير ومتشعب ويحتاج الى سلة حلول شاملة متكاملة.

يمكن القول، على سبيل المثال، انه يمكن رهن ايرادات الغاز ضمن سلة حلول، وهذا ينطبق على رهن الذهب ايضاً... هذا اذا اتبعنا خطة كاملة تطرحها سلطة مستقلة فعلياً يواكبها دعم دولي.

الإعلام مسؤول عن تضليل الرأي العام

يستغرب الدكتور كسبار جداً من عدم وجود تفسير رسمي لغاية الآن عن الانهيار المالي والاقتصادي الشامل. ويضيف: "في هذا السياق، أحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية للاعلام في تضليل الرأي العام. في الاعلام المرئي والمكتوب من يمارس التضليل في الشأن الاقتصادي والمالي والمصرفي، وذلك عن قصد غالباً، وذلك بتجاهل كل ما تكلمنا عنه والتركيز على الشعارات. وعدد كبير من هؤلاء يتولّى علناً الدفاع عن حاكم مصرف لبنان من دون الاستناد الى اية وقائع".

   

"فلسفة التمرّد والثورة" لفيليب سالم: يحمل زهرة... وثورته بيضاء لا حمراء

أسعد الخوري/الجمهورية/18 تموز/2022

صدر كتاب جديد للدكتور فيليب سالم هو: «فلسفة التمرّد والثورة» عن «دار سائر المشرق» (178 صفحة من القطع الكبير)، يتناول فيه أحداث انتفاضة تشرين 2019، ودعواته المتكرّرة للثورة التي يراها ضروريّة، وإنّ إعادة استنهاضها أمر لا بدّ منه.

تقول مي الريحاني في مقدمة الكتاب: «فيليب سالم رجل لا يهدأ. مفكر ثائر. طبيب يقهر المرض ويعالج «أمراض» وطنه. يدعو لإصلاح النفوس والأوطان، يتمرّد على الواقع الصعب. يتألّم بسبب الواقع الاجتماعي المزري. يدعو لثورة دون عنف. يحمل زهرة ويمشي. يزرع الأمل كما زرع أجدادنا الأرز. يردّد «اذهبوا وازرعوا في الأرض». أعبدوا لبنان. «خذوا تراباً من ضيعكم. أرض لبنان هي أرضكم. تشتاق إليكم. تغفر لكم، وهي ثابتة في محبّتكم».

مسيرة فيليب سالم «الطالب المتمرّد» كما عُرِف خلال مراحل دراسته، هي دعوة مستمرّة للتمرّد على أسلوب التلقين في المدرسة والجامعة، وعلى التقاليد البالية. لأنّ التمرّد، برأي سالم، هو محاولة حقيقيّة للسير باتّجاه غدٍ زاهر ومستقبل أفضل. بل إنّ التمرّد هو، كما يقول جبران خليل جبران «سرّ الخلق والإبداع»!

يخشى الدكتور فيليب سالم تطورات الأوضاع في لبنان، ويتخوّف على مصير اللبنانيين، علمًا أنّه يؤكّد دومًا أن لا خوف على لبنان الوطن والرسالة. هو منذ العام 2011 يكتب بأنّ لبنان ذاهب إلى أزمة كبيرة سياسيًا واقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا، ويدعو إلى ثورة لا تستخدم العنف... بل وردة مقابل فأس الجلادين!

يُعتبر فيليب سالم من دُعاة الثورة الأوائل... لكن «ثورته» بيضاء لا حمراء، كونه لا يؤمن بـ»ثورة النار وثورة السلاح، بل بثورة الفكر، ثورة العمل، ثورة الحضارة». يرى بأنّ «التغيير» تفرضه الثورات. ويدعو لقيام المجتمع المدني القادر وحده على إقامة تغيير حقيقي، لأنّ الطبقة السياسية ليس من مصلحتها قيام إصلاح أو تغيير أو تقدّم في لبنان لأنّها طبقة فاشلة وفاسدة...

فيليب سالم استشرف إنتفاضة لبنان، ورسم خطوات الثورة بمقالاته في صحف العالم بالعربية والإنكليزية، في صحف لبنان وكبريات الصحف في الخارج. ومقالاته مؤشر واضح إلى دعمه لاستمرار الثورة، حيث يدعو دومًا إلى أن تبقى جذوتها مشتعلة.

إستشرف فيليب سالم الثورة قبل اندلاعها، وواكب مسيرتها منذ 17 تشرين الأول 2019. وكانت مقالاته مدويّةً وهادفة ومواكبة لأقدس وأشرف «انتفاضة عرفها لبنان في تاريخه الحديث».

يقول سالم في إحدى مقالاته: «من زمان، ونحن ننتظر هذه الثورة. ومن زمان نحن نقول انّ الذين أخذوا لبنان إلى قعر الذلّ، لا يمكنهم أن يرفعوه إلى قمّة الكرامة. وكم قُلنا إنّ مسؤولية قيامة لبنان هي مسؤولية شعبه، مسؤولية المجتمع المدني فيه. إذ إنّ السلطة السياسية لا تريده أن يقوم من «موته»... تعالَ وأنظر كيف انشقّ اللبناني عن طائفته ومذهبه ومنطقته وزعيمه وتسلّق إلى لبنان». يؤكّد: «كنا ندعو، أيها الثوار، إلى التمرّد دون عنف. فعلّمتمونا شيئًا أعظم. التمرّد الحضاري. وها قد أعطيتم العالم أروع نموذج للثورة الحضارية»...

يرفض فيليب سالم أن «يرضخ اللبنانيون للذلّ»، ويتأقلموا مع الواقع، ويلوذوا بالصمت. يريد أن يخرجوا من «القعر ومن الموت السريري». يريدهم أن يعودوا إلى «الحياة» الحقيقية. ويدعو إلى وحدة الثورة ووحدة الثوار «لأنّ الثورة وحدها تعيدنا وتعيد لبنان إلى الحياة».

ويحمّل الدكتور سالم «حزب الله» و»السلاح غير الشرعي» مسؤولية الانهيار القائم في البلاد. وإذا كان «حزب الله يمتلك قوة السلاح فإنّ اللبنانيين يمتلكون قوة الحق. ويمتلكون أيضًا الحقّ في الأرض». ومع اعتراف سالم بما يمثّل «حزب الله»، يؤكّد أنّه لا يريد التصادم مع الحزب ويدعوه إلى «مصالحة» مع لبنان وإنجاز تسوية تاريخية لسلاح الحزب وأدواته العسكرية.

يتوجّه فيليب سالم إلى طلاب الجامعات في لبنان، فيدعوهم إلى أن «يثوروا ويتمرّدوا»، محذّرًا من استخدام العنف. فالدول لا تُبنى بالعنف الذي يورّث أحقاداً، والأحقاد تفتك بصاحبها قبل أن تفتك بالآخرين.

سكنت القضيّة اللّبنانيّة عقل فيليب سالم وروحه، واحتلّت مساحة واسعة في حياته ورافقت خياله وتفكيره ونشاطه السياسي، وصبّ كل اهتمامه من أجل تحقيق هدف واحد هو خدمة لبنان وقضيته، إلى جانب رسالته الإنسانية والطبية لعلاج مرضى السرطان في كل بقعة من الدنيا.

من هنا أيضًا تأتي دعواته المتكرّرة إلى «الحياد الإيجابي» بشكل أساسي، لإنقاذ لبنان من مخاطر الانحياز المدمّر إلى جهات إقليمية أو دولية، أدّت إلى إيصال لبنان إلى القعر الذي يتخبّط فيه إقتصاديّاً وسياسيّاً واجتماعيّاً.

فيليب سالم هو «مُلْهِمُ الثورة» في لبنان، كما يردّد كثيرون. إنّه من أوائل الذين دعوا إلى التمرّد والثورة على الجمود والفساد والهيمنة. لقد ألهَمَ اللّبنانيّين بمواقفه الإصلاحيّة، مركّزاً على حقّهم في الصحّة والتقدّم والحريّة.

• تقام ندوة حول الكتاب في جامعة سيدة اللويزة- ذوق مصبح، الخميس في 21 تموز الجاري السادسة مساءً. يشارك فيها رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري والنائب ملحم خلف والإعلامي أنور حرب وكوليت صليبا وفيليب سالم. ويديرها ماجد بو هدير.

 

"أكياس" الليرات تنتظر قرار الأجور

أنطوان فرح/الجمهورية/18 تموز/2022

اسوأ ما في إضراب القطاع العام الذي شلّ الدولة، وشلّ معها قسماً من القطاع الخاص، وستصبح تداعياته أخطر مع مرور الزمن، اسلوب التعاطي الرسمي معه، وهو شبيه بإسلوب التعاطي الرسمي مع الأزمة الأم، منذ اندلاعها في اواخر العام 2019 حتى اليوم. لامبالاة وانتظار...

لطالما شكّلت رواتب القطاع العام قبل الأزمة المالية والنقدية والاقتصادية التي عصفت بالبلد، أزمة في حدّ ذاتها، بعدما باتت تشكّل نسبة قريبة من الـ40% من حجم الإنفاق في الموازنة، وهي نسبة غير مقبولة وتؤشّر في العادة إلى خلل بنيوي يقود حتماً مع الوقت إلى الانهيار. وفشلت كل المحاولات السابقة في لجم تضخّم هذا القطاع غير المنتج، والذي نما اصطناعياً استناداً إلى الزبائنية التي تحكّمت في التوظيف بشكل عام. وقدّمت المؤسسات الدولية التي كانت تتابع الوضع، تحذيرات واقتراحات لخفض حجم هذا القطاع، الذي كان يلتهم بالتماهي مع كلفة الفوائد على الدين العام، حوالى 80% من الموازنة. وكان ذلك بمثابة حالة مَرَضية تعاملت معها السلطات بمنطق الاهمال والانتظار، وأثمرت هذه السياسة انهياراً شاملاً ساهم في جزء منه الإصرار على ليرة ثابتة في وضعٍ غير ثابت، كان ينهار بصمت، وكان تثبيت العملة الوطنية يخفيه جزئياً إلى أن وقع المحظور.

اليوم، تكرّر السلطة الإسلوب نفسه في التعاطي مع أزمة إضراب القطاع العام: إهمال ولامبالاة وانتظار! وبدأت مفاعيل الأزمات المتفرعة عن الإفلاس تضرب كل مفاصل الدولة، وتدفعها إلى التحلّل إلى حدود غير مسبوقة، وسط ذهول الدول التي تتابع الوضع اللبناني وتحاول ان تساعد.

وبما أنّه أصبح من نافل القول، أن لا حلول للأزمات سوى من خلال حلّ شامل يستند إلى البدء في تنفيذ خطة إنقاذ بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وبدعم من الدول المانحة التي لا تزال تبدي الاستعداد للوقوف إلى جانب لبنان، لا بدّ من إجراءات مؤقتة بانتظار المباشرة في خطة التعافي الموعودة. هذه الإجراءات ينبغي أن تنطلق من ثلاث مسلمات أساسية:

اولاً- إعتماد مبدأ المساواة والعدالة في أي تصحيح جزئي للأجور في القطاع العام.

ثانياً- الإستناد إلى مبدأ تمويل الزيادة من خلال الموازنة، وعبر مصادر ايرادات مستدامة وواضحة ومضمونة.

ثالثاً- الأخذ في الاعتبار المعايير المعتمدة لجهة نسبة الإنفاق على رواتب القطاع العام قياساً بالإنفاق العام في الموازنة، وقياساً ايضاً بحجم الاقتصاد (GDP).

هذا الإجراء المأمول، ينبغي أن يوقف مفاعيل القرار الغامض الذي قضى بإعطاء القضاة امتيازات مالية من دون أي دراسة للأرقام والنتائج. وبالمناسبة، هذا القرار لا يزال يتيم الأب والأم، ولم يتمّ تبنّيه من قِبل أي جهة مسؤولة في السلطة، بما يسمح بالقول انّه قرار مشبوه ويعطي فكرة عن مدى التشوهات القائمة حالياً. وبات مسموحاً ان يسأل اللبناني من يتحكّم في مصيره؟ إذ لم يعد معروفاً من يتخذ مثل هذه القرارات التي تحتاج في الوضع الطبيعي إلى إجماع سياسي يشمل السلطتين التنفيذية والتشريعية.

ولا يمكن التعويل على تعميم مفاعيل قرار الدفع للقضاة على كل القطاع العام، لأننا في هذه الحالة نتحدّث عن مبلغ يقترب من 100 الف مليار ليرة. وهو يعني انّ مطبعة الليرات ستعمل بكل طاقتها لأيام عدة لطبع «طرحيات» الليرات الجديدة لتوزيعها على الموظفين. والنتيجة معروفة طبعاً، إذ انّ سعر صرف الليرة سينهار إلى مستويات غير مسبوقة، وسننتقل من أزمة رواتب القطاع العام، إلى أزمة قدرات شرائية منهارة اكثر مما هي عليه اليوم، ستشمل القطاعين العام والخاص، وسندخل مرحلة جديدة من التضخّم المفرط (Hyperinflation) ستفرض إنتاج اوراق نقدية جديدة ذات قيمة أعلى (ورقة المليون مثلاً). وقد نختبر نموذج حمل أكياس من العملة لشراء الحاجات اليومية.

إلى ذلك، فإنّ رفع حجم الرواتب إلى حوالى 80 الف مليار ليرة، سيرفع نسبة الإنفاق على الرواتب من حوالى 20% من مجموع الإنفاق في الموازنة (استناداً إلى ارقام المشروع المقدّم من الحكومة)، إلى حوالى 150%! في المقابل، وفي أحسن الأحوال، يمكن زيادة الإيرادات في الموازنة بنسبة 10 إلى 15%، من دون المجازفة بالقضاء على القطاع الخاص، وضرب الاقتصاد اكثر مما هو مضروب.

الحل المنطقي لهذا الملف، تدبير مؤقت يُفترض ألّا يطول اكثر من بضعة أشهر، يسمح برفع مجموع الاجور في القطاع العام إلى حوالى 20 الف مليار ليرة، مقابل زيادة الايرادات بنسبة 10%، ويكون كافياً لتسيير المرافق العامة، وإعادة ضخ الحياة، ولو جزئياً، في المؤسسات العامة، بانتظار الاتفاق الموعود مع صندوق النقد، والذي يُفترض ان يؤدّي في مرحلة أولى إلى وقف مسار الانهيار، وفي مرحلة ثانية إلى بدء مسيرة الصعود مجدداً إلى الضوء.

 

من يرفض اللامركزية؟

شارل جبور/الجمهورية/18 تموز/2022

هل عدم تطبيق اللامركزية المنصوص عليها في اتفاق الطائف الذي تمّ إقراره منذ أكثر من ثلاثة عقود هو مجرّد مصادفة، أم يَنمّ عن قرار من جهة معينة حالت وتحول دون هذا الإقرار؟ وهل اللامركزية الواردة في هذا الاتفاق ما زالت تَفي بالمطلوب أم انّ وقائع ذاك الزمن لم تعد تتطابَق مع معطيات الزمن الحالي؟

لم يحصل الانقلاب على اتفاق الطائف بطريقة عشوائية، إنما حصل وفق خطة سباعية مدروسة:

البند الأول في هذه الخطة اغتيال الرئيس رينيه معوّض من أجل ضرب رأس الجمهورية وتوجيه رسالة عاجلة وعامّة بأنّ كل من يريد الالتزام بالدستور الجديد سيلقى مصير الشهيد معوّض نفسه.

البند الثاني في خطة الانقلاب على الطائف إقرار قانون انتخابي وتقريب موعد الانتخابات النيابية من أجل الإمساك بمفاصل السلطة وكامل القرار الرسمي ليتولى تغطية وجود الجيش السوري في لبنان وطنياً وسياسياً.

البند الثالث في الخطة الانقلابية سحب إعادة تَموضع الجيش السوري باتجاه البقاع كخطوة أولى قبل خروجه الكامل من لبنان من التداول السياسي والإعلامي، ما يعني استمرار هذا الوجود إلى ما شاء الله.

البند الرابع في هذه الخطة استثناء "حزب الله" من تسليم الميليشيات سلاحها بحجة انه مقاومة، علماً انّ الحرب الأهلية كانت بين المسيحيين والمسلمين، واحتفاظ الحزب بسلاحه يعني مشروع غَلبة شيعية على المسيحيين.

البند الخامس تَخيير القوى السياسية وتحديداً المسيحية بين الانضواء تحت السقف السوري، وبين الخروج من المعادلة السياسية إلى المنفى او المعتقل او المعارضة بسقف منخفض وبما لا يشكل خطراً على التركيبة القائمة.

البند السادس إقرار مرسوم التجنيس بأعداد سورية هائلة من أجل تغيير الواقع الديموغرافي داخل الأقضية وتحديداً المسيحية بما يُفسح في المجال أمام التحكُّم بمسار الانتخابات النيابية ونتائجها، لأنّ الخصم الأول للنظام السوري ولكل مشاريع تغيير هوية لبنان كان المكوّن المسيحي السيادي، فلا يكفي تغييبه سياسيا، إنما منعه من الانبعاث مستقبلا، والمدخل لكل ذلك تغيير الوقائع الديموغرافية.

البند السابع رفض تنفيذ بند اللامركزية من أجل إبقاء السيطرة المركزية في كل شاردة وتفصيل، وقطعاً للطريق أمام اي بنية طائفية تستطيع تثبيت وجودها وترسيخه بمعزل عن الدولة المركزية، ولا يخفى على أحد انّ النظام السوري كان يريد نقل تجربة ضَربه للبيئة المسيحية إلى البيئتين السنية والدرزية من أجل بعثة لبنان وإفساحاً في المجال أمام حكم الشيعية السياسية.

وقد يكون هناك بنود أخرى أيضا، ولكن هذه البنود السبعة شكلت سلسلة في حلقة متكاملة هدفها تكريس مشروع غلبة طويل الأمد، خصوصاً ان الفئة المستهدفة منها هي المسيحية التي واجهت كل محاولات وضع اليد على لبنان، فالجيش السوري لم يخرج سوى في لحظة تحولات خارجية، والاغتيالات التي تستهدف الشخصيات السيادية تواصلت، و"حزب الله" ليس في وارد تسليم سلاحه، والتجنيس تحوّل إلى أمر واقع، وقانون الانتخاب لم يعدّل ليعكس صحّة التمثيل سوى بعد شد حبال لعقد من الزمن، واللامركزية لم تقرّ...

والتوازن الدقيق الذي استند إليه اتفاق الطائف قام على معادلة نقل صلاحيات الرئاسة الأولى إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وصلاحيات السلطة المركزية إلى السلطات المحلية، وقد تم الاكتفاء بتطبيق الشقّ الأول من المعادلة من دون الثاني في انقلاب ما بعده انقلاب على اتفاق الطائف، حيث انّ مطلب المسلمين كان في تحقيق المساواة في مجلس النواب والسلطة التنفيذية، وهذا مطلب محقّ، فيما مطلب المسيحيين كان في منح السلطات المحلية الصلاحيات الإدارية والمالية التي تخوّلها تثبيت الناس في أرضها عن طريق حُسن الإدارة وتوفير الخدمة وتطوير الإنماء وتأمين فرص العمل، خصوصاً في ظل فشل الدول المركزية والصراع الدائم على خيارات كبرى تنعكس سلباً على كل البلد بدلاً من ان تكون انعكاساتها محصورة ومحدودة بشكل أو بآخر.

ولم يقتصر الإخلال بالمعادلات التي أرساها الطائف على هذا الجانب فقط، إنما تمّت الإطاحة أيضاً بمعادلة نهائية الكيان اللبناني مقابل عروبته لناحية انّ الرابط اللبناني مع العروبة يُزاوج بين اللغوي وعضوية الجامعة العربية التي تحترم سيادة الدول العربية، ولكنّ نهائية الكيان كمطلب مسيحي لم تتحقّق بفِعل بقاء الجيش السوري وسلاح "حزب الله" وعقيدته الدينية التي لا تعترف بحدود وكيانات وأوطان.

وتم الانقلاب أيضاً على معادلة الربط بين مشروعية السلطة الحاكمة وبين ميثاق العيش المشترك، بمعنى انّ مشروعية السلطة مستمدة من احترام هذا الميثاق الذي يرتكز على أربعة مبادئ أساسية: مبدأ الحياد الذي يشترط على المجموعتين المسيحية والإسلامية الابتعاد عن سياسة المحاور الخارجية وعدم الاستقواء بدول خارجية لتعديل موازين القوى الداخلية؛ مبدأ الدولة التي تشكل وحدها المساحة المشتركة التي تجتمع تحتها كل المكونات اللبنانية؛ مبدأ الانتماء والولاء إلى لبنان وحده ففي حال تناقضت أولوية عربية أو إيرانية مع الأولوية اللبنانية تكون الكلمة الفصل للأولوية اللبنانية؛ مبدأ الشراكة المسيحية-الإسلامية في التمثيل الصحيح والنظرة المشتركة إلى لبنان التي تجسّدت بوطن الرسالة والعيش معاً، وانّ عدم احترام صحة التمثيل والرؤية الموحدة لدور البلد يعني الذهاب إلى التقسيم.

وقد تمّت الإطاحة أيضا بهذا المطلب المسيحي التاريخي الوارد في مقدمة الدستور الفقرة (ي)، فلا الحياد أعيد الالتزام به، ولا الدولة استعادت مقوماتها الدستورية، وولاء بعض اللبنانيين تنقّل، وما زال، بين سوريا الأسد والولي الفقيه. أما الشراكة فحدِّث ولا حرج طالما انّ "حزب الله" يرفض تسليم سلاحه ويستأثر بقراري الحرب والسلم، فلا شراكة ولا من يحزنون. وما تقدّم يُثبت بوضوح انّ الخلل الموجود في لبنان هو مِن طبيعة بنيوية وجوهرية، وهذا الخلل لا يعالج بالترقيع، إنما يستدعي ورشة سياسية فكرية تعيد صياغة لبنان الجديد، لأنّ نقطة ارتكاز الأوطان وقوتها هي التفاهم بين أهلها على شكل البلد الذي تريده ودوره في كل المجالات، ومن غير المسموح ان يستمر الخلاف حول مفاهيم تحولت إلى بديهية في الدول الحديثة الحريصة على شعبها ورفاهيته، فهل يعقل ان المفاهيم المؤسسة لأيّ دولة ما زالت موضع نزاع بين اللبنانيين من قبيل نهائية الكيان والسيادة والاستقلال والسلاح الواحد ومدنية الدولة ولامركزية إدارتها والأولوية اللبنانية التي لا يُعلى عليها وعلاقات لبنان الخارجية؟ ومن الواضح انّ هناك من يصرّ على الاستثمار في الفوضى وليس طبعاً حباً بالفوضى، إنما ضمن خطة مدروسة ومنهجية تهدف إلى تغيير الوقائع اللبنانية بالرهان على الزمن، باعتبار انّ عقيدة هذا الفريق الدينية تعتبر ان الوقت يعمل لمصلحتها، وأنها بسلاح الديموغرافيا النووي ستستطيع عاجلاً أم آجلاً تبديل المعطيات لمصلحتها، خصوصاً انّ وسيلة الفوضى التي تستخدمها ستؤدي إلى هجرات طبيعية تخدم هدفها الاستراتيجي. وفي كل هذه الصورة القاتمة التي تستدعي التآلف بين الأحزاب الممثلة لبيئاتها وبين الرأي العام اللبناني العريض لمواجهة الفوضى المنظمة حفاظاً على لبنان التاريخي وسعياً لاستعادة دوره واستقراره، فإنّ الإجابة عن سؤال "من يرفض اللامركزية؟" أصبحت واضحة وجلية، حيث انّ مَن يرفضها هو نفسه الذي رفض تسليم سلاحه ومنع تطبيق الدستور وحوّل دور الدولة إلى دور شكلي وصوري وأسقط الحياد وأخَلّ بمبدأ الشراكة وأطاح بالميثاق، وسعى ويسعى إلى تهجير الناس في استراتيجية الفوضى المنظمة التي يعتمدها، وذلك سعياً لأسلمة الأرض والبلد على طريقة ولاية الفقيه الإيرانية. وبمعزل عن أهمية اللامركزية عموماً في تسهيل حياة الناس وتحوّلها إلى معطى ثابت في كل الدول المتطورة، ما يعني انه من الأجدى على الدول الفاشلة ان تنتقل إلى اللامركزية، فإنّ اعتمادها في لبنان أصبح يتجاوز أهميتها الأساسية إلى أهمية مثلثة: وجودية للجماعات اللبنانية، جوهرية للحفاظ على لبنان التاريخي، وحتمية لإسقاط هدف الفوضى المنظمة. ولا شك انّ اللامركزية بصيغتها المنصوص عليها في اتفاق الطائف لم تعد صالحة اليوم وتستدعي توسيعها إلى أبعد حدود ممكنة ليس فقط بفِعل مرور الزمن والتطور الذي فرضته تحديات الحياة مع الثورة التكنولوجية، باعتبار انّ ما كان يصحّ في ثمانينات القرن الماضي لم يعد يصحّ اليوم، إنما أيضاً، وهنا الأهم، بهدف الحفاظ على لبنان التاريخي الذي هناك من يعمل على تقويضه وتدميره.

 

لماذا تكلّم محمّد بن زايد؟

نديم قطيش/أساس ميديا /الإثنين 18 تموز 2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110418/%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%aa%d9%83%d9%84%d9%91%d9%85-%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%91%d8%af-%d8%a8%d9%86-%d8%b2%d8%a7%d9%8a%d8%af%d8%9f/

تكلّم الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي، في خطابه الأول كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولاذ بالصمت في جدّة في القمّة الخليجية الأميركية التي ضمّت مصر والعراق والأردن أيضاً إليها. من جهة ترك الأضواء لأخيه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ليصمّم الخطوات الأخيرة من حصّته في معركة الهيبة الطويلة التي خاضها، وخاضتها الإمارات، في وجه إدارة الرئيس جو بايدن، ورُبحت من دون ذرّة شكّ واحدة. ومن جهة أخرى بعث بلعبة "الكلام والصمت" كلّ الرسائل الضرورية حول رؤية الإمارات لِما تغيّر في العالم، ولن يعود إلى سابق عهده، وحول موقع ودور وسياسة الإمارات في هذا العالم الذي تغيّر.

أهميّة عقل محمد بن زايد أنّه لا تسيطر عليه أيّ أوهام، ولا يتوقّف عند شكليّات السياسة، ولا سيّما حين يستشعر بمزيج من غريزته وخبرته، خلوّ البهرجة ممّا هو عمليّ وفعليّ ومستدام.

تكلّم الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي، في خطابه الأول كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولاذ بالصمت في جدّة في القمّة الخليجية الأميركية التي ضمّت مصر والعراق والأردن أيضاً إليها.

في الوقائع الموضوعية،

 ها هو الرئيس، الذي تأخّر برعونة استثنائية، نحو ثلاثة أسابيع، عن الاتّصال بالإمارات بعد الاعتداءات الحوثية على مطار العاصمة أبوظبي مطلع العام الجاري، صرّح في جدّة أنّه يريد أن يمضي المزيد من الوقت مع الشيخ محمد بن زايد، ووجّه إليه دعوة لزيارة واشنطن! والرئيس الذي تعهّد كمرشّحٍ بجعل السعودية دولة منبوذة، ثمّ صرّح مراراً كرئيس أنّه لن يلتقي الأمير محمد بن سلمان وأنّ زيارته ليست للسعودية بل جزء من اجتماع أوسع، ما لبث أن عقد إحدى أطول القمم السعودية الأميركية، وكان جلّها بينه وبين وليّ العهد، وتمخّضت عنها 18 اتفاقية استراتيجية تشمل الأمن والعسكر والطاقة والتكنولوجيا والغذاء والاستثمار، واتفاقات بين كبريات شركات القطاع الخاص في البلدين.

انتصارات عربية

هذه انتصارات سياسية أكيدة، للرياض وأبوظبي، وإعلان أميركي على الملأ، أنّ إهمال الخليج والشرق الأوسط عامّة، هو خطأ استراتيجي. لكنّها في الوقت عينه، انتصارات تكشف أنّنا بإزاء إدارة أميركية ضعيفة، ورئيس لا يُعوَّل على أيّ اتفاق معه، وأمام عاصمة أميركية يجرجرها الارتباك وفقدان الرؤية الاستراتيجية حول دورها وقيادتها وقدراتها.

حقيقة الأمر، أنّ كلّ الشكوك التي نمت منذ إدارة الرئيس باراك أوباما، واتّخذت أشكالاً دراماتيكية مع إدارة بايدن، زادت بعد قمّة جدّة ولم تنقص، أو، على نحو أدقّ، تأكّدت أسبابها.

كما أنّ فهم الإمارات للتحوّلات العميقة التي تصيب هندسات النظام الدولي، والأزمات الخطيرة التي تواجه الدور الأميركي القيادي للعالم، إن كان بسبب تحدّيات الاقتصاد والتكنولوجيا أم بسبب صراعات الهويّة داخل المجتمع الأميركي، يفرمل أيّ اندفاعة غير محسوبة للعودة إلى زمن وضع كلّ البيض في سلّة واشنطن. من هنا أهمية الكلام الإماراتي الذي صدر على لسان رئيس الدولة، والكلام السياسي التفصيليّ الذي جاء لاحقاً على لسان مستشاره الدبلوماسي، الدكتور أنور قرقاش، لا سيّما حول عزم الإمارات إعادة سفيرها إلى طهران.

"الدولة" الإماراتية: 29 مرّة

من بين الكلمات الأكثر تكراراً في الخطاب القصير نسبيّاً للشيخ محمد، كلمة "دولة" التي وردت في مواضع مختلفة 29 مرّة، لتكون أكثر الكلمات وروداً فيه، ما يشير إلى حدّة حضور الأولويّة الوطنية في أيّ قرار أو موقف أو تحالف تتّخذه الإمارات، لأنّ ما هو على المحكّ، لا يقلّ عن سلامة الدولة نفسها ووجودها. فلا ضمانات لأيّ دولة، لا سيّما في إقليم باتت علامته الفارقة، انهيار الدول وتشظّي المجتمعات، سوى التمسّك بما يخدم الأولويّة الوطنية، وهو تحدٍّ يكبر بتناسب عكسيّ مع صغر الدولة المعنيّة بهذه الاستراتيجية. فكلّما صغرت الدولة، مساحةً وسكّاناً، باتت حماية الأولويّات الوطنية أكثر تحدّياً.

الأهمّ أنّ الإمارات طرحت نفسها كنموذج لِما يجب أن تكون عليه العلاقات الدولية، بدءاً من العلاقات الإقليمية وصولاً إلى العلاقات الدولية. وكي لا يجرّ التركيز على الأولويّة الوطنية إلى فخّ الشوفينيّة والتقوقع على الذات، أكّد الشيخ محمد على أنّ "سيادة دولة الإمارات وأمنها مبدأ أساسيّ لا يمكن التنازل عنه أو التهاون فيه"، مضيفاً، في الوقت نفسه، أنّ بلاده تمدّ "يد الصداقة إلى كلّ دول المنطقة والعالم التي تشاركنا قيم التعايش والاحترام المتبادل لتحقيق التقدّم والازدهار لنا ولهم".

هذا الفهم للسيادة من موقع التكامل مع العالم على قاعدة قيم التعايش السلمي والاحترام المتبادل هو نقيض خطابات السيادة العالمثالثيّة الغارقة في نوازع عدائية تغلب عليها المقاربات الأمنيّة والحربية. لكنّه أيضاً نقيض عقل المحاور الدولية التي ميّزت حقبة الحرب الباردة، ونقيض تنظيرات راهنة تحاول إحياء منطق الحرب الباردة اليوم في وجه الصين.

"لا ثقة" بأميركا

استبق هذا الكلام ما سيقوله الرئيس الأميركي لاحقاً في "قمّة جدّة للأمن والتنمية"، من أنّ واشنطن "لن تتخلّى" عن الشرق الأوسط، وأنّها "لن تسمح بوجود فراغ تملؤه الصين أو روسيا أو إيران". يكشف هذا حجم التباين بين تصوّرات أميركا عمّا تريده من منطقة الخليج وبين ما يراه الخليجيون. ثمّ جاء كلام الدكتور قرقاش ليضيف بعداً آخر حين كشف أنّ أبوظبي بصدد إرسال سفير إلى طهران مع سعيها إلى إعادة بناء العلاقات معها، مضيفاً أنّ النهج التصادمي مع إيران ليس شيئاً تدعمه أبوظبي. سبق أن سمع مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان من القيادة الإماراتية قبل أشهر أنّه عند أيّ قرار بضرب إيران يستوجب أن تبحث أميركا عن استخدام قواعد غير تلك الموجودة في الإمارات، وأنّه لن يكون بوسعها استخدام الأجواء الإماراتية.

طبعاً لا تثق أبوظبي بإيران، التي تصرّفاتها في المنطقة، كما قال الدكتور قرقاش، "لا تساعد الجهود الدبلوماسية". لكن منذ أهوال مغامرة إسقاط صدّام حسين عام 2003، خلافاً لكلّ التحذيرات الخليجية، وما تلاها خلال عقدين من الزمن، ما عادت تثق بأميركا، وبمغامراتها، لا سيّما لجهة ضعف عنصر الاستدامة في إدارة أيّ قرار سياسي أو عسكري يعني أمن المنطقة واستقرارها. كثير ممّا قبل قمّة جدّة مستمرّ بعدها. طبعاً من المفيد تبديد أكثر ما يمكن من مناخات التوتّر العلنيّ مع واشنطن. ولكن من المفيد أيضاً أن لا يفوتنا أنّ العالم تغيّر، وأنّ المصالح وإدارتها في هذا العالم الجديد لا تمرّ حصراً في واشنطن..

هذه أهميّة كلام الشيخ محمد بن زايد في مضمونه وتوقيته في أبوظبي، وأهميّة صمته في جدّة..

 

قمّة جدة بين الناقورة وبلدية بيروت

العميد الركن خالد حماده/اللواء/19 تموز/2022

إنتهت قمّة جدة للتنمية والأمن لدول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة الرئيس جو بايدن الذي بذل وإدارته مجهوداً كبيراً لتسويق اندفاعته والترويج لعناوين تفوق قدرة إدارته وتخالف توجهات أركانها. سقطة الرئيس بايدن في بيت لحم بإعلانه - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع الرئيس الفلسطسني محمود عباس - «أنّ خيار حلّ الدولتين بعيد جداً دون تقديم الأسباب أو البدائل والعموميات التي حملها البيان الختامي، أكدّتا أنّ الريادة الأميركية للمنطقة قد فقدت أَلقها وأنّ إقناع المراهنين على قدرة السياسة الخارجية الأميركية على استعادة المبادرة وملء الفراغ الاستراتيجي في المنطقة والعالم دونه عقبات كبيرة أهمها تصحّر عقول أصحاب القرار في واشنطن.

يمكن القول أنّ مكوث الرئيس الأميركي في جدة لمدة يومين كان من قَبيل تقاليد الضيافة العربية ليس أكثر، فالتأكيد على الشراكة التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي وأهميتها الاستراتيجية والإلتزام المشترك بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتعميق التعاون الإقليمي الدفاعي والأمني والإستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية وضمان خلو منطقة الخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل، وتأكيد الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، والتّصدي للإرهاب، كلها عناوين مستقاة من حواضر وقوالب الدبلوماسية الأميركية الرتيبة التي تمّ تدجينها والتي لا يمكن أن تحمل أي مضمون جديد. وبهذا المعنى تصبح الإجراءات الأميركية المنتظرة أشبه بتوصيات ملء وتشغيل سدّ النهضة في أجلّ زمني معقولأو بالبحث عن حلّ عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حلّ الدولتين.

مقابل ذلك وفي البيان عيّنه فرضت مجموعة التنسيق العربية، التي تضمّ عشرة مؤسسات تمويل تنموية وطنية وعربية متخصّصة، دورها ومكانتها في الإستجابة لتحديّات الأمن الغذائي إقليمياً ودولياً بتقديم 10 مليارات دولار إنسجاماً مع أهداف خارطة الطريق للأمن الغذائي العالمي، ورحّب البيان بقرار أعضاء (أوبك +) الأخير بزيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس بما لا يستجيب لضغوط واشنطن وبما يؤشّر الى ضرورة البحث عن حّل لأزمة الطاقة بعيداً عن زيادة الإنتاج والإستمرار بالحرب. وفي هذا أكثر من نقطة قوة تسجّل لدول الخليج العربي في تأكيد مكانتها الدولية.

الحكومة اللبنانية التي لا تأبه بحجم الأزمات التي يعيشها اللبنانيون لم تكلّف نفسها إيداع القمّة الخليجية ـــ ربما عبر دولة قطر أو دولة الكويت - ما يمكن أن يحثّ الإدارة الأميركية على الإسراع في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية أو في الضغط على صندوق النقد الدولي للسيْر بخطة النهوض الإقتصادي. ربما لم تشأ الحكومة التشويش على معالجة الترسيم بالمسيّرات التي يعتمدها حزب الله أو بخطة ما بعد بعد كاريش. في مطلق الأحوال جاء الشِق اللبناني في البيان الختامي مطابقاً لمضمون القرار 1559 لجهة التأكيد على أهمية بسط سيطرة الحكومة على جميع الأراضي اللبنانية والدعوة لاحترام الدستور والإستحقاقات الدستورية وعلى مضمون مؤتمر سيدر بالتأكيد على الإصلاحات كمدخل للتعافي الإقتصادي، بما يؤكّد على ثبات الموقف الإقليمي والدولي وبما يؤكّد أيضاً على استمرار مأزق السلطة في لبنان.

في مطلق الأحوال لم تعتبر الحكومة اللبنانية أو أي من الأحزاب السياسية في لبنان أنها معنيّة بما جاء في البيان الختامي للقمّة، فإذا كان لقاء رئيسي الجمهورية والحكومة يستلزم أسابيع لحصولة فكيف يمكن أن تجتمع أي من المؤسسات الدستورية لمناقشة أبعاد وتداعيات ما يجري في المنطقة.

وفي ظلّ الغيبوبة التي يعيشها الوسط السياسي في لبنان وبالرغم من كلّ الشدائد صُدم اللبنانيون بالتزامن مع قمّة جدة بحدثيْن: الأول إعلان وزير الأشغال اللبناني عن نيّته في استعادة نفق الناقورة الذي يحتلّ العدو الإسرائيلي حالياً جزءاً منه كونه يخضع لأملاك وزارة الأشغال العامة والنقل. هذا النفق شيّده الجيش الإنجليزي بين العامين 1942 و1944 لتمرير خط سكة حديد تُستخدم للنقل السريع بين لبنان وفلسطين. والحدث الآخر هو إعلان الأحزاب المسيحية الكبرى (القوات اللبنانية، التيار الوطني الحر وحزب الكتائب اللبنانية) المتخاصمة في الصراع على السلطة إتفاقها على تجزئة العاصمة الى بلديتين وفقاً للدائرتين الإنتخابيتين، لأنّ أهل دائرة بيروت الأولى غير قادرين على تحمّل الإهمال في الطرق والبنى التحتيّة والنفايات، ولأنّ المسيحيين خائفون على المناصفة في الإنتخابات البلدية المقبلة.

بالرغم من اختلاف الحدثيْن لجهة الأهداف وموقع الجهة السياسية التي تقف وراء كلّ منهما هناك منطق واحد، في الناقورة يُعلن وزير الأشغال المنتمي لحزب الله ـــ بعيداً عن أيّ مراجعة حكومية لتكليف من يلزم بجلاء الموضوع وإجراء اللازم ـــ تحرير النفق لأنه من الأملاك التي تديرها وزارته ، وفي الأشرفية يتّحد سياديون يؤمنون باتّفاق الطائف وبإلغاء الطائفية السياسية مع خصومهم - تحت عناوين ظاهرها خدماتي وخلفيّتها طائفية - لتجزئة العاصمة.

بالرغم من التباعد الجغرافي بين الناقورة والأشرفية واختلاف الطابع المديني والقروي والطائفي في المكانيْن المذكورين، وبالرغم من ادّعاء كلّ من الفريقين القدرة على قيادة لبنان فهناك في كليّ المكانيْن منطق واحد لا يرقى الى مستوى الدولة.

* مدير المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات

 

الحرب على الأبواب

عماد موسى/نداء الوطن/18 تموز/2022

نحن على أبواب حرب. حقوقنا أو الحرب. غازنا أو الحرب. هذا ما بشّرنا به المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، وسط صمت رسمي وحكومي مريب ترجمته الحرفية: "ونحن شو طالع بإيدنا إذا نشبت حربٌ بين الكيان الصهيوني والمقاومة؟". الحكم منهمك في تأديب محمد نجيب ميقاتي وتقليم أظافره وإفهامه قيمة نفسه وتلقينه أصول التخاطب وتقنيات التشكيل. الحكم سارح في عوالمه الميتافيزيقية ليلاً، ومنشغل نهاراً في تثبيت قطار الإصلاح على السكة إلى جانب انكبابه على ديكور أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي. لن يشعر الرئيس بدنو الحرب وأجلنا إلّا مع سقوط أول قذيفة في سهول كاريش الخصبة.

نحن على أبواب حرب، إن لم يحسن العدو الصهيوني قراءة رسائل المرشد الأعلى وتحذيراته والأرجح أن يائير بن يوسف لبيد لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم بلغة الإشارة ولا بأي لغة. فاعملوا حساباتكم بناء على أميّة العدو. يشعر منظمو الحفلات الصيفية وأصحاب المطاعم والملاهي واركان القطاع الفندقي بأن المرشد الأعلى يستهدفهم بالشخصي، ويستهدف السياحة برمتها. المرشد على عجلة من أمره لحسم الصراع حول حقول الغاز غير عابئ بمشاريعهم. قبل تركيب مسارح الغناء والرقص زف إليهم وإلينا هذه البشرى "أن منطقة البحر المتوسط كلها وليس منطقة بحدّ ذاتها ستتحول إلى مسرح للعمليات. بمعنى أوضح: تقول المقاومة إن المعركة لا تقف عند حدود معيّنة، بل يمكن أن تتجاوزها الى أبعد مما يقدّره الآخرون إذا تطلّب الأمر". واضح. في الحرب سيموت كثيرون. سيزيد عدد اليتامى والأرامل والثكالى في كل لبنان. سيملأ الجرحى المستشفيات. سيُقضى على ما تبقى من بنى فوقية وتحتية. وفي المقابل سترتعد فرائص العدو المتغطرس، ويُربك ويُصاب جنوده بالهلع، وستفر سفينة وحدة إنتاج الغاز المُسال وتخزينه ( إينرجيال) إلى جهة مجهولة نتيجة ضربات المقاومة المحكمة. الحرب على الأبواب. أهلا بهالطلة وأهلا بالمعركة الكبرى التي ستزيل إسرائيل عن الخارطة للمرة السابعة في أربعين سنة. اللبنانيون مدعوون للصعود في قوافل إلى الجنة ومجاناً من دون أي كلفة على ذويهم. مرحى بالإستشهاد. إخت الحياة من دون غاز لبناني. الموت أجمل. فقد اللبناني كل أحلامه، ولن تستطيع أي قوة على الأرض أن تسلبه الحلم بالإستشهاد. أقلّه لن يموت بالسرطان أو بجلطة أو في سبق موستيكات أو نتيجة جرعة زائدة. لن يموت اللبناني قهراً على تبخر ثروة. سيموت في الحرب المقبلة شهيداً في معركة الحقوق النفطية. سواء شارك أو لم يشارك. يقول نابوليون بونابرت الضربة الأولى تحسم نصف المعركة. كل ما أرجوه أخ نابوليون ألا تكون تلك الضربة على منزلي الكائن في بلدة أدما الرايقة.

 

الحرية للرائد ميشال مطران مؤسس حساب غرفة التحكم المروري وتوقيفه ورقة نعوة للعدالة في بلد الموت.. ليس متروكاً لوحده ولن يكون مكسر عصا

لوسي بارسخيان/نداء الوطن/18 تموز/2022

مؤسس حساب غرفة التحكم المروري على "تويتر" موقوف مسلكياً

ليس متروكاً لوحده ولن يكون مكسر عصا

https://eliasbejjaninews.com/archives/110407/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d8%af-%d9%85%d9%8a%d8%b4%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8-%d8%ba%d8%b1/

حتى ساعات متقدمة من نهار الأحد كان الرائد ميشال مطران لا يزال موقوفاً مسلكياً في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على خلفية تغريدة نشرها على حساباته، أعرب فيها عن أسفه لما آلت إليه حال الطرقات في لبنان بعد سنوات من «جسر التواصل» الذي حاول بناءه بين الدولة والمواطنين من خلال إنشائه قسم الإعلام والعلاقات العامة في هيئة غرفة التحكم المروري، وإدارته حساباتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي بعدما أطلق أول منشور عليها من هاتفه الخاص قبل أكثر من تسع سنوات.

بحسب المعلومات، لا يسمح لمطران بالتواصل مع عائلته سوى مرة واحدة يومياً، حيث يكون اتصاله مراقباً ولا يسمح له فيه بالتداول في قضية توقيفه. وهو بالتالي قد لا يكون عارفاً بالتفاعل الكبير الذي حقّقته قضيته جرّاء التضامن الذي أبرزه الرأي العام اللبناني عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، والذي بدا أكثر إنصافاً مع مطران من مسؤولي السلطة التي ينتمي إليها وظيفياً، بعدما عاقبته الأخيرة مسلكياً أكثر من مرة، وأبعدته عن الملف الذي تولاه منذ البداية، من دون أن توضح الأسباب، أو أقله تقدم بديلاً أكثر نجاحاً منه.

وكان مطران قد إستدعي الى التحقيق على عجلة عند السادسة من مساء الجمعة، وأوقف فوراً مسلكياً لمدة عشرة أيام، مع معلومات متقاطعة حول سبب توقيفه وقد ذكر أنه تغريدة نشرها على حسابه قبل ستة أيام قال فيها ما يلي: «عندما أسّست حساب غرفة التحكم المروري على تويتر منذ 10 سنوات، كتبت التغريدة الأولى من هاتفي في شهر كانون الأوّل عام 2013، وكان الهدف ليس تأسيس حساب بل إطلاق «حركية» أو momentum تدفع نحو دخول لبنان في مرحلة جديدة في قطاع السلامة المرورية تصل بنا إلى صفر قتلى وجرحى وتضعنا في مصاف الدول المتقدمة. نجحنا يومها في أمور كثيرة وانتهت التجربة بعد سنتين بخيبة كبيرة».

«اليوم تحوّل الحساب إلى موقع لنشر وتعداد عدد الجرحى والقتلى يومياً! يعني عاللبناني صار الحساب «ورقة نعوة». قصة هذا الحساب تشبه واقع البلد بكل تفاصيله. وفاة 5 أشخاص يومياً في بلد عدد سكانه 6 ملايين نسمة يعني أننا نخسر 30 شخصاً لكل 100 ألف نسمة، ما يعني أننا نتصدر دول العالم في عدد قتلى الصدامات المرورية».

ليل الجمعة، تبلغت زوجته جويل باسيل أن توقيفه سيمتد 10 أيام على الأقل، موضحة «أنه لو كان هناك سبب جوهري لتوقيفه لأحيل إلى المحكمة العسكرية، إنما ميشال مطران يعاقب لشغفه بقضية السلامة المرورية التي يعتبرها قضيته».

وكانت باسيل نشرت تغريدة تعلن فيها عن توقيف زوجها قالت فيها: «تم استدعاء زوجي ميشال مطران كالمجرمين الساعة السادسة مساء الجمعة وعلى عجل من منزلنا في زحلة بهدف توقيفه. وقد تم توقيفه فعلاً من قبل فرع المعلومات لأنه ممتهن ومحترف وبسبب بوست كتبه على مواقع التواصل منذ ستة أيام. ولأنو ما بدكن مين يخبركم عن حرفيته أرفقت التغريدة بهاشتاغ «الحرية_لميشال_مطران».

وبعد دقائق، بدأ تفاعل الرأي العام الكبير مع قضية توقيف مطران، حيث ذكّر البعض بالظلم الذي تعرض له الأخير بسبب حمله قضية السلامة المرورية، مستعيداً قرار إقصائه عن مهمة إدارة صفحة غرفة التحكم المروري في سنة 2014، والتي جعلته يتصدر صفحات وسائل التواصل عبر هاشتاغ «بدنا_كابتن_ميشال_مطران_يرجع_ لأنو» بعدما كان قد تحول مرجعاً لمختلف وسائل الإعلام في مجال تسهيل عمل المرور والتعامل مع حالات الطوارئ، بالإضافة الى تحول الصفحة في فترة قصيرة من إدارته لها، مرجعاً بالنسبة إلى عشرات آلاف المتابعين.

والمعروف عن مطران أنه ضابط نشيط وصاحب كفاءة بالمجال الذي يعمل فيه. وهو يعتبر وفقاً لعارفيه أن عليه واجباً توعوياً كبيراً حول السلامة المرورية التي تخصص بها حتى قبل ان يصبح ضابطاً. ويستغرب هؤلاء كيف أن خبرته يستفاد منها عبر إستشارات يقدمها في دول العالم، فيما الدولة اللبنانية تعاقبه في كل مرة إستفزه تخاذلها في حماية الناس من الحوادث المتكررة. ومع ذلك تقول زوجته إذا كان توقيف زوجي مسلكياً يجعل ملف السلامة المرورية أولوية فأنا متأكدة أنه لن يهتم لو أوقف أشهراً.

ولكن قضية توقيف مطران هذه المرة تتعلق أيضاً بالحريات العامة، وحتى لو كان الضابط في قوى الأمن الداخلي يخضع وظيفياً للمادة 160 التي تقول إنه «لا يحق لرجال قوى الأمن الداخلي في الخدمة الفعلية ولا للاحتياطيين نشر مقالات أو إلقاء محاضرات أو خطابات أو الإدلاء بتصريحات إلى وسائل الإعلام قبل الحصول على إذن مسبق يصدر عن المدير العام»، فإن العبرة وفقاً لزوجته كما للنائب جورج عقيص الذي أدلى بحديث مصور حول هذه القضية، هي في تطبيق المادة على سائر القضاة والضباط وسائر الموظفين الذين يخضعون لقوانين الموظفين وموجبات التحفظ. فإما أن يطبق على الكل أو لا يجوز تطبيقه بانتقائية، خصوصاً ان خطأ ميشال مطران وفقاً لمصادر هو أنه تكلم في موضوع يمسّ الناس مباشرة ويرتبط بسلامتهم وحياتهم المهدورة على الطرقات، والتي بدورها ترعاها قوانين، لو طبقت بالشكل اللازم لما وصل عدد ضحايا السير لما وصل اليه حالياً.

وكانت قضية مطران قد لقيت تفاعلاً كبيراً في مدينته زحلة تحديداً، وصدر أكثر من بيان استنكار عن فاعلياتها، أبرزها لراعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم الذي أسف لتوقيف «ابن زحلة وطائفتنا الرومية الملكية الكاثوليكية» معتبراً ان سبب توقيفه «أمر يحفظه الدستور اللبناني ودساتير العالم بأسره على قاعدة حرية التعبير، خصوصاً أنّ التغريدة لا تتضمّن تجاوزاً للقوانين»، وناشد الرئيس العماد ميشال عون والرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي التدخل لإعادة الرائد مطران الى اهله في زحلة والى عائلته، وتطبيق القانون.

وكذلك غرّد النائب سليم عون مستنكراً، وأعرب النائب جورج عقيص عن الغضب لكون قول الحقيقة في هذا البلد صار جريمة، محمّلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي الذي أمر بتوقيف مطران، مسؤولية كل ضحية تقع على الطرقات لأنه لا يساهم بقول الحقيقة.

كما أكّد عضو تكتّل الجمهورية القوية النائب الياس اسطفان أنه يتابع قضية توقيف الرائد ميشال مطران، مشيراً الى انه «ليس متروكاً لوحده، ولن يكون مكسر عصا، في بلد بات فيه الاستقواء على النزهاء والشرفاء أمراً عادياً».

واستغرب «الطريقة التي تم فيها التعامل مع رائدٍ له باع طويل بالإنجازات في مجال السلامة المرورية في لبنان، وكأن الكفاءة باتت خطأ يعاقب عليه، فيما الفساد والتقاعس عن الواجبات يعششان في مختلف المراكز والمناصب».

وشدّد اسطفان على «ضرورة الإفراج عن الرائد مطران اليوم قبل الغد، مشيراً الى الكم الهائل من المخالفات التي يرتكبها بعض الضباط واشخاص في سدة المسؤولية دون حسيب او رقيب فقط لاننا في بلد المحسوبيات والعدالة الانتقائية».

واعتبر ان «هذا الأمر بات مرفوضاً ولن نسكت عنه بعد اليوم ولن نسمح في سياسة كم الافواه والقمع في بلد يقدس الديمقراطية والحرية”.

 

القوى السيادية و"لعبة" النصاب... هل تملك "سلاح" الثلث المعطّل؟                             

ألان سركيس/نداء الوطن/18 تموز/2022

لم يتبلور الإتفاق لكن فرص حصوله كبيرة

تبدأ «البوانتاجات» بفعل فعلتها في ظل عدم وجود كلمة سرّ رئاسية خارجية، وعدم اتفاق القوى الأساسية الكبرى على اسم رئيس جمهورية توافقي. لا شكّ أن انتخابات 15 أيار والخريطة الجديدة للمجلس النيابي زادت منسوب الغموض فبات المجلس غير ممسوك إلا في حال توافق الكتل النيابية الكبرى.

وكان رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية صريحاً بعد خسارته الإنتخابات النيابية ونجاح نجله طوني في زغرتا وحيداً بقوله «صحيح أننا لا نملك الأكثرية لكن كل فريق يملك الثلث المعطّل»، في إشارة لإمكانية انتهاج نهج التعطيل مثلما حصل في دورتَي 2007 و2014. والواضح أن «حزب الله» وحلفاءه يملكون الثلث المعطّل لمنع فريق المعارضة من لعب لعبة النصف زائداً واحداً أو أكثر، لكن السؤال الكبير الذي يُطرح هو: هل قوى المعارضة متفقة على استعمال سلاح تعطيل النصاب، وكيف سيتم جمع هذه الأضداد؟ يحتاج أي رئيس لينجح من الدورة الأولى إلى أكثرية الثلثين أي 86 نائباً، وفي الدورة الثانية يجب أن يكون النصاب الثلثين ويفوز من يحصد النصف زائداً واحداً من أصوات الهيئة العامة للمجلس البالغة 128 نائباً، ولا يوجد أي جواب نهائي من الكتل المعارضة بخصوص استعمال سلاح النصاب لمنع «حزب الله» من إيصال مرشحه، سواء كان فرنجية أم رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل. وفي السياق، لم يخرج الخبر اليقين بخصوص اتفاق قوى المعارضة، لكن يبقى هناك القوى السيادية التي تستطيع التكلم مع بعضها البعض، وهنا يمكن إجراء الحساب.

ويُعتبر تكتل «القوات اللبنانية» أكبر كتلة برلمانية ويضم 19 نائباً، يضاف إليها من القوى السيادية كلّ من حزب «الكتائب» (4 نواب) وتحالف النائبين أشرف ريفي وفؤاد مخزومي ونائبي حركة «الإستقلال» ميشال معوض وأديب عبد المسيح، والنائبين نعمت إفرام وجميل عبود فيصبح المجموع 29 نائباً، في حين أن انضمام نواب «الإشتراكي» الثمانية يرفع المجموع إلى 37 نائباً. ومن جهة ثانية، فإن القوى التي تسمّى تغييرية تملك 13 نائباً إضافةً إلى نواب صيدا - جزين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري وشربل مسعد، في حين يبقى السؤال عن اتجاه نواب قدامى «المستقبل» أي كتلة «الإعتدال الوطني» التي تضم 6 نواب، إضافة إلى عدد من النواب المستقلين مثل غسان سكاف وإيهاب مطر وميشال ضاهر الذي انتخب الياس بو صعب، ونبيل بدر وعماد الحوت وعبد الكريم كبارة وجان طالوزيان وبلال الحشيمي لمعرفة اتجاههم. وفي المحصّلة فإن القوى السيادية التي كانت العمود الفقري لقوى 14 آذار لا تملك وحدها الثلث المعطل من دون قدامى «المستقبل» وبعض المستقلّين، في حين أن الرئيس سعد الحريري قد يقوم بـ»قبة باط» من أجل إيصال صديقه فرنجية حتى لو كان الأخير مرشح «حزب الله» لأنه قد يؤمّن له العودة إلى السلطة، لذلك لا بدّ من اتفاق بين القوى السيادية والتغييرية لفرض شروط رئيس جديد لأن التسوية التي قد يرعاها «الحزب» قد يسير بها الحريري من بعيد.

 

 "الأسابيع القليلة" وقمّتا جدّة وطهران

وليد شقير/نداء الوطن/18 تموز/2022

بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن ونتائجها سواء على الصعيد الإقليمي أو في ما يخص الفقرة الحازمة بالنسبة إلى لبنان، تكرّر الحديث عن مهلة «الأسابيع القليلة»، قبل أن يتضح ما أنتجته القمة الأميركية العربية، وكي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود بالنسبة إلى الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة ، وما ستؤول إليه جهود الوسيط الأميركي في شأن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آيموس هوكشتاين. نتائج اجتماع بايدن مع قادة 9 دول عربية رئيسة ستتبلور في الأسابيع المقبلة، وكذلك ردود الفعل، لا سيما من القمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية.

مع وصول بايدن إلى المنطقة صرحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، منتقدة «نهج إيران بتأجيل مفاوضات إحياء الاتفاق النووي»، وحذرت من أنه «لم يتبقَّ سوى أسابيع قليلة على إغلاق نافذة فرصة إحياء الاتفاق»، متهمة طهران باستخدام تكتيكات التأخير». وقالت: «نافذة الفرصة ستغلق في الأسابيع المقبلة. لن تكون هناك صفقة أفضل مما هو مطروح الآن».

والأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله تحدث عن مهلة «الأسابيع القليلة» المقبلة قبل أن «نخبز بالأفراح» لأن قطار استغلال الثروة في المياه سيمر، إذا لم يتم تثبيت حقوق لبنان قبل أن تبدأ إسرائيل الاستخراج من حقل «كاريش». كلامه جاء في سياق التهديد بإطلاق المسيّرات إلى ما بعد بعد «كاريش»، ملوحاً بالمواجهة العسكرية مع إسرائيل، فيما خلفية كلامه هي مواجهة الضغوط على إيران في شأن النووي. المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم قال: «نحن أمام فرصة كبيرة جداً لإستعادة لبنان غناه، من خلال ترسيم الحدود البحرية، وأعتقد (أننا) على «مسافة أسابيع»، وليس أكثر من تحقيق هذا الهدف»، واصفاً «ما سنصل إليه» بأنه «تسوية وأقل من حق». أما هوكشتاين فوعد بأنه سيعاود التحرك بعد انتهاء قمة جدة، على رغم أن ردود فعل بعض الإعلام الإسرائيلي على ما نقله من الجانب اللبناني لم تكن مشجعة، بالقدر الذي عكسه حديثه عن تقدم.

الدلالة الأولى، الحاسمة، للتقاطع بين من أشاروا إلى مهلة «الأسابيع القليلة» هي الربط بين ملفي النووي الإيراني وترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، سواء سلباً أو إيجاباً. وتهديدات نصر الله تتعلق بتساوي حظوظ التوصل إلى تفاهم في شأن النووي أكثر مما تتعلق بالترسيم. والدلالة الثانية هي الربط بين فرصة الاتفاق وبين مشكلة الطاقة للدول الغربية، التي هي الهدف الرئيس لزيارة بايدن. فالولايات المتحدة حصلت من قمة جدة على رفع السعودية إنتاج النفط من زهاء 11 مليون برميل يومياً، إلى 13 مليوناً، تضاف إلى ما تحصل عليه دول اوروبا من الإمارات العربية المتحدة وقطر، لتعويض جزء من النفط والغاز من روسيا، بعد النقص في الإمدادات من روسيا، جراء تصاعد الصراع الغربي الروسي بفعل حرب أوكرانيا.

مهلة «الأسابيع القليلة» بدت مقدمة لمواجهة عسكرية أخذت ترجح بسبب فشل مفاوضات الدوحة على النووي في 30 حزيران الماضي، الذي لا بد من أن ينسحب تعقيداً للتفاوض على الترسيم بين لبنان وإسرائيل. لكن هناك قراءة أخرى مخالفة لأجواء التسخين التي غلبت في الأسبوعين الماضيين، تشير إلى إمكان إحياء مفاوضات الدوحة، وأن طهران تخلت عن شرطها رفع العقوبات عن الحرس الثوري الذي حسم بايدن رفضه له، لأنه سيزيد مشاكله الداخلية عشية الانتخابات النصفية التي يعاني حزبه من تقدم الجمهوريين عليه فيها. هذه القراءة تستند إلى إمكان التعويض لإيران برفع العقوبات جزئياً عن مؤسسة «خاتم الأنبياء» الإيرانية للإنشاءات، التابعة لـ»الحرس»، بعدما غضت واشنطن النظر عن رفع كمية النفط الإيراني المباع تهرباً من العقوبات، إلى الصين، بزهاء مليون برميل شهرياً. وترى أن قمة جدة العربية الأميركية قدمت ضمانات للدول العربية، بأن الاتفاق الآتي، سيحول دون حصول طهران على السلاح النووي، من جهة، وأن واشنطن لن تترك الشرق الأوسط لتملأ إيران (وروسيا والصين) الفراغ، من جهة أخرى. وفي إسرائيل مع تقديمه الضمانات لها، أبقى على خيار الدبلوماسية على حساب استخدام القوة الذي طالب به يائير لبيد، مع طهران. فإدارة بايدن لا تريد حرباً في المنطقة تصرف اهتمامها عن المواجهة مع روسيا في أوكرانيا...

إذا صحت توقعات هذه القراءة فإن الثغرة تكمن في الانقسام الدولي بعد حرب أوكرانيا، الذي ساهم في تأخير اتفاق فيينا حين اعترضت موسكو في آذار الماضي، على عدم استثنائها من العقوبات التي كان يجري البحث في رفعها عن طهران، في تعاملاتها معها. وإذا صدقت هذه القراءة فإن «حزب الله» يكون تموضع في موقع استلحاق الاتفاق المحتمل بين واشنطن وطهران للإيحاء بأنه حقق إنجازاً لمصلحة الحقوق النفطية والغازية باسم تهديد إسرائيل. الاهتمام سيتركز على قمة طهران غداً، بين فلاديمير بوتين والرئيسين الإيراني ابراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان. هل تغلب موجبات الاصطفاف الدولي الذي يتعمق منذ حرب أوكرانيا، فتحول دون إنقاذ الاتفاق على النووي خلال الأسابيع المقبلة وينسحب الأمر على ترسيم الحدود، أم تفرض مصالح الدول تسوية لتقتصر المنازلة على أوكرانيا وأوروبا؟ في الحالتين يدور جزء من اللعبة على ساحة لبنان، وقادته خارجها.

 

الزواج المدني... بلا "هرج ومرج"

المحامية جوزيان أسعد لحود/نداء الوطن/18 تموز/2022

صار "الزواج المدني" في لبنان، احدى اهم رموز التغيير والاصلاح وبناء دولة القانون التي يطالب بها المجتمع المدني في كل تجمّعاته واحزابه، بعد ان فرض هذا المجتمع وجوده على الساحة اللبنانية واصبح صوته مسموعاً ومهاباً شاء معارضوه ام أبوا. ولكنّ "الزواج المدني" ليس موضوعاً جديداً حكراً على "ابناء التغيير" بل هو مشروع قديم كان وما زال يُطرح في مجلس النواب منذ اكثر من نصف قرن، وكان وما زال يُجابه بالرفض من قبل رجال الدين، مسلمين ومسيحيين، ومن قبل السياسيين على اختلاف مشاربهم، حتى ليُقال انّ هؤلاء المنقسمين على كل المواضيع توحّدوا لرفض تشريع واقرار قانون "الزواج المدني".

وفي هذا السياق لا بدّ من التنويه بتواريخ ثلاثة شهدت فيها البلاد حملات جديّة للمطالبة بالزواج المدني، واكثر تحديداً المطالبة بقانون أحوال شخصية موحّد يطبّق على كل الطوائف، وهي سنة 1951، عندما اعلنت نقابة المحامين الإضراب المفتوح احتجاجاً على إقرار قانون 2 نيسان 1951 الذي كرّس صلاحيات المراجع المذهبية للطوائف المسيحية والإسرائيلية اسوّة بصلاحيات الطوائف المسلمة المكرسة بالمرسوم الاشتراعي رقم 241 تاريخ 4/11/1942، المعدّل بقانون 4 كانون الاول 1946، حيث طالبت نقابة المحامين بالغاء قانون 1951، وسنة 1971 عندما عُرِضَ على المجلس النيابي قانون موحّد للأحوال الشخصية نصّه الأستاذ عبدالله لحود وعرضه الأستاذ جوزف مغيزل الذي كان يشغل امانة الحزب الديموقراطي وهو حزب علماني تبنّى مشروع القانون، وفي ما بعد حمل مشروع هذا القانون الاستاذ أوغست باخوس الى مجلس النواب حيث قام عدد كبير من الحقوقيين بحملة للمطالبة بإقراره، قادها الأساتذة لحود ومغيزل وباخوس، ولكن سرعان ما نام المشروع في ادراج لجنة العدل والادارة النيابية؛ وسنة 1998 عندما اقرّ مجلس الوزراء مشروع قانون أحوال شخصية اختياري باقتراح من رئيس الجمهورية آنذاك الياس الهراوي ولكن لم يجد هذا المشروع طريقه الى المجلس النيابي.

وانّ "الزواج المدني" المحكي عنه هو "الزواج المدني المعقود في لبنان"، باعتبار "انّ الزواج المدني المعقود في الخارج" معترف به قانوناً منذ سنة 1936، ويمكن تسجيله في دائرة النفوس أسوة بالزيجات الدينية، وذلك بغض النظر عن الاشكاليات التي يثيرها الزواج المعقود مدنياً في الخارج من تنازع القوانين واختصاص المحاكم، لا سيّما عندما يكون الزوجان او احدهما منتمياً الى احدى الطوائف الاسلامية.

سوف لن اتناول تلك الاشكاليات بل سأتوقف عند الزواج الذي يعقد في لبنان امام الكاتب العدل على انه زواج مدني يجيزه القانون اللبناني وتحديداً المادة 10 من القرار رقم 60/ل.ر. تاريخ 13/3/1936 الذي "يقرّ نظام الطوائف الدينية" والصادر عن المفوض السامي الفرنسي دي مارتيل.

إستناداً الى المادة 10 المذكورة تمّ تنظيم، في شهر تشرين الثاني سنة 2012، اول عقد زواج امام الكاتب العدل في لبنان ما بين نضال درويش وخلود سكرية، وانقسمت الآراء حول قانونية هذا الزواج الذي غطته وسائل الاعلام، في كل ما اعترضه من عقبات واهمها رفض قيّده في قلم الاحوال الشخصية/سجل النفوس من قبل السلطة المختصة التي احالت المسألة الى وزير الداخلية.

في شهر نيسان 2013 وبناء لاستشارة صادرة عن الهيئة الاستشارية العليا بطلب من وزير العدل، تمّ قيّد زواج سكرية ودرويش، بعد ان ابدت هذه الهيئة انّ زواجهما قانوني ووافق وزير الداخلية آنذاك السيد مروان شربل على قيده.

بتواريخ لاحقة جرى تنظيم عدة عقود زواج امام الكاتب العدل لكنّها لم تسجّل في قلم الاحوال الشخصية/النفوس بسبب تمنّع وزراء الداخلية المتعاقبين عن ابداء الموافقة على هذا التسجيل. بادئاً تقتضي الاشارة الى انّ تسجيل عقد الزواج في دائرة الاحوال الشخصية ليس شرطاً لصحة العقد، فالزواج يُعتبر منعقداً بمجرد الاحتفال به امام السلطة المختصة وينتج مفاعيله القانونية فوراً عند حصوله. وانّ القانون لا يلحظ موافقة وزير الداخلية على قيّد وثيقة الزواج في قلم الاحوال الشخصية. الاّ انّ القانون يوجب قيد كل وثائق الاحوال الشخصية اجبارياً في جميع الاراضي اللبنانية، وانّ التسجيل هو شرط لاثبات عقد الزواج (قرار رقم 2851 صادر في اول كانون الاول 1924). اما المادة 10 من القرار 60/ل.ر. (المعدلة بالمادة 1 من القرار 146 تاريخ 18 تشرين الثاني سنة 1938) التي يستند اليها منظّمو الزواج المدني في لبنان ومؤيّدوه (المشار اليهم في ما يلي بـ "المؤيّدين") فهي تنص على ما يلي:

"يخضع السوريون واللبنانيون المنتمون الى الطوائف المعترف بها ذات الاحوال الشخصية لنظام طوائفهم الشرعي في الامور المتعلقة بالاحوال الشخصية ولاحكام القانون المدني في الامور غير الخاضعة لهذا النظام.

يخضع السوريون واللبنانيون المنتمون الى طائفة تابعة للحق العادي وكذلك السوريون واللبنانيون الذين لا ينتمون لطائفة ما للقانون المدني في الامور المتعلقة بالاحوال الشخصية. اما الاجانب وان كانوا ينتمون الى طائفة معترف بها ذات نظام للاحوال الشخصية فإنهم يخضعون في شؤون الاحوال الشخصية لاحكام قانونهم الوطني". يُفهم من صياغة الفقرة الثانية من المادة 10 المذكورة انّ تطبيقها يستوجب توفّر الشرطين التاليين: ان يكون اللبناني الراغب في الزواج مدنياً غير منتمي لأيّة طائفة، وان يتضمّن التشريع اللبناني قانوناً مدنياً يتعلق بالاحوال الشخصية.

وبرأيي انّ المؤيّدين اعتمدوا رؤية مبسطة للامور عندما افتوا انّ الزواج المدني المعقود في لبنان هو قانوني سنداً للمادة 10 فقرة (2)، فاعتبروا انّ اللبناني الذي يشطب اشارة مذهبه عن الهوية يصبح بدون طائفة (!) وبأنّ القانون المدني المطبّق على اللبناني الذي لا ينتمي الى طائفة هو قانون الموجبات والعقود (!) وعلى هذا الاساس رأى المؤيّدون انّ الكاتب العدل يمكنه في الحالة المطروحة تنظيم عقد زواج مدني في لبنان لعدم وجود نص قانوني يمنع ذلك (!) ورأوا انّ عقد الزواج هذا يخضع لحرية الارادة وبالتالي يمكن للزوجين المتعاقدين اختيار "القانون الاجنبي" الذي سيرعى مفاعيل زواجهما باعتباره قانون العقد، لأنّه لا يوجد في لبنان "قانون مدني يتعلق بالاحوال الشخصية". وبالعودة الى عقد زواج سكرية ودرويش فإنهما اختارا تطبيق القانون الفرنسي.

ولئن حظي بتغطية رأي هيئة الاستشارات العليا التابعة لوزارة العدل، الاّ انّ شوائب ونواقص عديدة اعترت عقد الزواج المدني المنظّم في لبنان، لذلك كان لا بدّ من تبيان هشاشة الحجج القانونية التي يتمسك بها المؤيّدون والتساؤلات التي يطرحها هذا العقد الذي اعتبروه زواجاً مدنياً قانونياً.

اولاً وتعقيباً على المادة 10 فقرة (2) من القرار 60/ل.ر. التي يستند اليها المؤيّدون، لا يوجد في لبنان "قانون مدني يتعلّق بالاحوال الشخصية"، وانّ هذه المادة ترعاها بصورة حصرية والزامية القوانين الطائفية المذهبية؛ وثانياً انّ الاحوال الشخصية لا تتناول فقط الزواج ومفاعيله بل هي تضمّ شريحة واسعة من الحقوق والموجبات اللصيقة بشخص الانسان، كالاسم والبنوة والتبني والاهلية والوصاية والارث (عند الطوائف المحمدية باعتبار انّ غير المحمديين يخضعون في لبنان لقانون ارث مدني صادر في 23/6/1959).

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل انّ مبادرة ايّ شخص لبناني الى شطب اشارة مذهبه/طائفته عن الهوية يؤدي الى اخراجه من الطائفة فيمسي هذا الشخص بدون طائفة، مع العلم انّ هذا الاجراء الشكلي ايّ شطب المذهب عن الهوية او سجل النفوس أُجيز بموجب تعميم وزاري صادر عن وزير الداخلية الاستاذ زياد بارود سنة 2009؟ والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه - اذا ماشينا المؤيّدين في رأيهم واعتبرنا انّ الزوجين اللبنانيين اللذين لا ينتميان الى طائفة، يمكن لهما عقد زواج مدني في لبنان واخضاعه للقانون الاجنبي الذي يختارانه - ما هو القانون الذي يطبّق على هذين الزوجين بدون طائفة في ما يتعلق بالامور الاخرى المتعلّقة باحوالهما الشخصية علماً انه لا يوجد في لبنـان قانون مدنـي ينظّـم الاحوال الشخصيـة (باستثناء قانون الارث لغير المحمديين) كما سبق قوله؟

وفي الواقع انّ نظام الاحوال الشخصية في لبنان هو "نظام مغلق" اذ لا مجال للبناني ان يدير شؤون احواله الشخصية خارج انتمائه الطائفي (المحامي ابراهيم طرابلسي – الزواج ومفاعيله لدى الطوائف المشمولة في قانون 2/4/1951)؛ وانّ مقاربة المسائل المطروحة من منظار واقعي في بلد يعتمد نظام الستة والستة مكرّر، يحتّم القول انّ الانتماء الطائفي هو من الركائز الاساسية لممارسة الفرد لحقوقه الشخصية والمدنية والسياسية والادارية، وعليه لا يمكن لأيّ لبناني يقيم في لبنان او لا يحمل جنسية بلد آخر ان يكون بلا طائفة، ولا يمكن له ان يتمتع بحقوق وموجبات في مجال الاحوال الشخصية وايضاً في المجالات السياسية والادارية والتوظيفية والمدنية. من هنا القول انّ شرطي المادة 10 فقرة (2) هما مترابطان وبالتالي غير متحققين في ظل النظام التشريعي القائم، اذ لا يوجد لبناني لا ينتمي الى طائفة ويخضع لقانون مدني متعلّق بالاحوال الشخصية، وبالتالي فانّ "الزواج المدني المعقود في لبنان" انما بُني على استحالة قانونية، وبتعبير آخر بُني على نفي او انعدام قانوني.

من ناحية اخرى، وممّا لا شك فيه انّ للزواج طابعين تعاقدي وتنظيمي، باعتبار انّ الزواج "مؤسسة" تنشأ في اطارها علاقات قانونية عدة بين الزوجين وتستمر لفترة من الزمن، لذلك تحرص الدول على ان تطبّق على مؤسسة الزواج قانوناً موحّداً ينضوي تحت رايته ابناء الوطن الواحد او المقيمين على ارض الوطن، الامر الذي يفعّل سيادة الدولة ويبسط سلطتها على مواطنيها والمتواجدين على ارضها. وهذا ايضاً ما تجاهله المؤيّدون، اذ قالوا بتطبيق قانونين اثنين على عقد الزواج المدني المعقود في لبنان، قانون الموجبات والعقود اللبناني من حيث الشكل، وقانون العقد الذي يختاره الزوجان من حيث الاساس ايّ مفاعيل الزواج؛ وحجة هؤلاء انّ القانون اللبناني يعترف بالزواج المدني المعقود في الخارج ويطبّق عليه القانون الاجنبي الذي نُظِّم الزواج في ظلّه، سنداً للمادة 25 من القرار 60/ل.ر.

انّ مقاربة مسألة القانون المطبّق التي يطرحها الزواج المدني المعقود في لبنان، تستوجب الاحتكام الى قواعد القانون الدولي الخاص، لمعرفة ما اذا كان مثل هذا الزواج صحيحاً وقانونياً. وفي هذا السياق يستوقفنا نص المادة 24 فقرة (1) و(2) من القرار 60/ل.ر. الذي يُستفاد منه أنّ نيّة مشترع هذا القرار متّجهة الى منع تطبيق ايّ قانون اجنبي لا علاقة للزوجين اللبنانيين به على عقد زواجهما تحت طائلة البطلان، والنص هو التالي:

"فيما عدا الاستثناء المنصوص عليه في المادة 25 ادناه يكون لاغياً وليس له اي مفعول شرعي الزواج المحتفل به وكذلك الصكوك او الموجبات المتعلقة بالاحوال الشخصية المتممة او المعقودة وفقاً لقانون لا يخضع له احد الطرفين المتعاقدين.

يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 20 خادم الدين او ضابط الاحوال الشخصية الذي احتفل بهذا الزواج او استلم هذه الصكوك او عاينها".

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يجوز لكاتب العدل ان ينظّم عقد زواج بين لبنانيين في لبنان مطبّق عليه قانون أجنبي؟ يُفهم من المادة 24 السابقة الذكر انها تمنع تنظيم مثل هذا الزواج تحت طائلة الغاء عقد الزواج المعقود وفق قانون لا يخضع له احد الطرفين المتعاقدين، وانزال عقوبة الحبس بالشخص الذي نظّمه. امّا العقوبات المنصوص عنها بالمادة 20 المذكورة آنفاً فهي السجن من شهر الى ثلاثة اشهر والغرامة.

كذلك وفي موضوع القانون المطبّق على الزواج المدني، لا يجب ان نتجاهل رأي وموقف القضاة اللبنانيين من تطبيق القوانين الاجنبية على الزيجات المدنية المعقودة في الخارج، بحيث تعترضهم تعقيدات في تفسير وتطبيق قوانين اجنبية لا علاقة لهم بها وغريبة عن التشريعات الوطنية، تتطلب منهم ايجاد حلول عادلة لعقبات جمّة ولتنازع القوانين والمصالح واختصاص محاكم، وهذا ما سلّط عليه الضوء القاضي جوني القزي المتخصص في هذا المجال في كتابه "القاضي اللبناني في مواجهة قوانين العالم"، وهو يطالب بقانون موحّد للاحوال الشخصية "عوض عن اشغال قضاة لبنان في مواجهة قوانين العالم بأجمعه". (محاضرة القاضي جوني القزي عن الزواج المدني في بيت المحامي منشورة في مجلة البيان عدد 425، نيسان 2007 - ومقالة الدكتور ابراهيم طرابلسي عن كتاب القاضي القزي "ازمة نظام الاحوال الشخصية في لبنان" منشورة في جريدة النهار عدد 7 تموز 2008).

ففي حال تغاضينا عن البطلان المنصوص عنه في المادة 24 من القرار 60/ل.ر. السابقة الذكر لسبب تنظيم عقد زواج وفقاً لقانون اجنبي لا يخضع له الزوجان، يبقى انّ القانون الاجنبي الذي يختاره الزوجان كي يرعى مفاعيل زواجهما باعتباره قانون العقد الخاضع لحرية الارادة، لا يكون بالضرورة ذات تطبيق الزامي او حتى قانوني. اذ قد يكون القانون الاجنبي غير جائز التطبيق على زواج اللبنانيين وفق قاعدة تنازع القوانين الخاصة به ايّ بالقانون الاجنبي المطبّق او بقانون القاضي الناظر بالنزاع.

اذ يمكن للقاضي (اجنبياً كان أم لبنانياً) الناظر بأيّ نزاع ناشئ بين الزوجين، ان يقرّر عدم تطبيق القانون الاجنبي على عقد زواجهما لانتفاء ايّة روابط بين هذا العقد والبلد الاجنبي. لا سيّما وانّ اطلاق حرية الزوجين في اختيار قانون الزواج بدون ايّة شروط تبعيّة وبدون توفر روابط للزوجين مع البلد الاجنبي الذي اختارا قانونه، يتيح ويسهّل عمليات التحايل ويعرّض مؤسسة الزواج للاهتزاز، ما يجعل حقوق وموجبات الزوجين عرضة لاعتباطية الخيار ولعدم الثبات. كما يمكن للقاضي اللبناني اقصاء القانون الاجنبي وعدم تطبيقه في حال تعارض احكامه مع الانتظام العام. هذا في ما يتعلق بأساس عقد الزواج المدني، امّا في ما يتعلق بالشكل، فالقول بأنّ تنظيم هذا العقد يدخل ضمن اختصاص الكاتب العدل عملاً بالمادة 22 بند (1) من نظام كتاب العدل، لأنه لا يوجد في التشريع المدني اللبناني نص مانع، ينمّ عن تجاهل غير مقبول للاجراءات الشكلية الجوهرية التي تلازم تنظيم عقد الزواج في كل البلدان وكل التشريعات المدنية والمذهبية، مثال الاستحصال مسبقاً على شهادة اطلاق الحال للتأكد من عدم وجود عوائق للزواج لا سيّما ارتباط احد الزوجين بزواج آخر او شهادة الاهلية او الاستحصال على شهادة طبية. كما انه ينمّ عن تجاهل غير مقبول لشروط انعقاد الزواج وهي ايضاً جوهرية. فاذا كان من الصحيح انه لا يوجد في لبنان قانون يمنع عقد الزواج المدني الاّ انه لا يوجد قانون يشرّع وينظّم هذا الزواج. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يجري تنظيم عقد زواج بدون الالتزام بالاجراءات وبالشروط الشكلية الجوهرية للزواج وبدون التحقق من توفر هذه الشروط، لا سيّما شرط العمر والاهلية ودرجة القرابة بين الزوجين والالتزام بمهل محددة في ما يتعلق بالمرأة المطلّقة او الارملة او المرأة الحامل الخ...؟ وايّة شروط واجراءات شكلية يجري تطبيقها من قبل الكاتب العدل في ما يتعلق بالزواج المدني المعقود في لبنان؟ هذا مع العلم انّ قانون الموجبات والعقود لم يلحظ في نصوصه احكاماً مخصصة لعقد الزواج وشروط انعقاده (!)

ومرة اخرى يمكن القول ان عقد الزواج المدني في لبنان بُنِيَ على استحالة قانونية لا بل على نفي او انعدام قانوني. لكل ذلك أرى انّ تأييد الزواج المدني المعقود في لبنان يفتقر الى نظرة شمولية لموضوع الزواج المدني واشكالياته، بعد ان تحوّل الى مادة سياسية شعبوية وغُيِّبَ عن التحليل القانوني العلمي. وانني اذ اؤيّد الزواج المدني، اتمنّى لو يتمّ طرحه ومناقشته ضمن أُطُر تشريعية متينة وبنّاءة بعيداً عن "الهرج والمرج" الذي شهدناه.

 

رئيسٌ سَيِّد أم رئيس بأمرِ السَيِّد؟

شربل عازار/نداء الوطن/18 تموز/2022

ليست هي المرّة الأولى التي ينقلب فيها أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله على خطابات سابقة. فقد سَبَقَ له غداة تفجير مرفأ بيروت أن أعلن أنّه يقف خَلف الدولة اللبنانيّة وقضائها ويتبنّى ما سوف يصدر عنها. وإذ بعد حين ولأسباب مجهولة معلومة أصبح القضاء بالنسبة له منحازاً ومسيّساً ويخضع لتوجيهات السفارات. فانسحب قاضي التحقيق العدلي فادي صوّان، وتعرّض خلفه القاضي طارق البيطار ولا يزال، الى شتّى أنواع الضغوطات وصولاً للتهديدات المباشرة في حَرَم قصر العدل، وصدر الأمر، بلسان وزيرٍ قاضٍ، بِشَلِّ مجلس الوزراء ومَنعِه من الانعقاد لفترة طويلة ووصلت الأمور الى مشارف حرب أهليّة جديدة بفعل الهجوم العلني المسلّح على عين الرمانة حيث كان للجيش اللبنانيّ بقيادته الحكيمة، كلّ الحكمة والشجاعة لمواجهة الموقف ولِوَأْد الفتنة في مَهدِها.

(سنتان مرّت على تفجير مرفأ بيروت ولم تنتهِ الأيام الخمسة التي وُعِدنا بها لكشف الحقيقة)

هكذا أيضاً البارحة، إنقلب السيّد حسن نصرالله على مواقفه بين خطاب وآخر وانتقل بسرعة البرق من ضِفّة الى ضِفّة معاكسة.

فبعد أن كان موقفه الرصين والواضح والصريح هو الوقوف خَلف الدولة في ما يختصّ بموضوع ترسيم الحدود البحريّة مع العدو الصهيوني، فإذا به في خطابه الأخير يعلن بالمباشر أنّ «الأمر لي»، والموت في الحرب استشهاد، والحرب أشرف والذهاب الى الحرب أشرف بكثير، والى كل ما شابه.

لن يختلف اثنان على أنّ وراء تبدّل موقف «حزب الله» ما هو أبعد من نزاعات بحريّة ونفطيّة بين إسرائيل ولبنان، خاصّة أن لبنان أبلغ الأمم المتحدة منذ عشر سنوات أنّ حدوده البحرية هي الخط 23. وبالرغم من الهمروجة المهزلة، او الكذبة التي حصلت منذ سنتين لتعديل المرسوم 6433 للوصول الى الخط 29٩، إلّا أنّ لبنان الرسمي أعاد مجتمِعاً إبلاغ المفاوض آموس هوكشتاين أنّ حدوده هي الخط 23.

إذاً «شُو عدا ما بدا» خلال فترة أيام لكي يطلّ السيّد نصرالله فيحدّد الحدود والأوقات والأسابيع والاحداثيات ويعلن مجدداً ان المقاومة ليست بحاجة الى الإجماع ولا الى موافقة أحد وهي صاحبة القرار وطليقة اليدين في منازلة امريكا واسرائيل وحلفائهما؟

إنّ إعلان أمين عام حزب الله في خطابات سابقة أنّ مال الحزب ورواتبه وتدريبه وسلاحه هي من إيران، وأنّ قائده وسيّده وحُسَيْنَه هو المرشد الأعلى للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة السيّد علي خامنئي يجعل التساؤل مشروعاً، لصالح ومصلحة مَنْ كان خطاب الحرب الذي أعلنه السيّد نصرالله في ظلّ المفاوضات والتحولات الكبيرة الجارية في المنطقة؟

مُلفِتٌ موقف غبطة البطريرك الراعي من بقاعكفرا بلدة شفيع لبنان في السماء القديس شربل، موقف أكّد فيه أنّه: «لا يحق لأيّ فئة أن تُنصِّب نفسها مكان جميع المرجعيات الدستوريّة وجميع المكوّنات اللبنانيّة وأن تقرّر مصير لبنان».

طبعاً دولتنا العَلِيَّة، الرئاسة، رئاسة الحكومة، الوزراء ... لا تندهي ما في حدا.

وحده انبرى رئيس التيّار الحرّ النائب جبران باسيل وعلى جَري عادته في استباق الجميع، ووزّع فيديو بصورته وصوته بعد أن أطربته معادلة السيّد حسن نصرالله الجديدة كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش، فقد قال باسيل بصوت جهوري وبثقة زائدة بالنفس:

«- نحنا بدنا نحافظ على الكرامة الوطنية... ورقة المقاومة هي عنصر قوة للبنان ت نْرَسِّم الحدود ونِسْتَخرج موارد وِنْحَصّل الحقوق.

- هيك بتتصرّف الدولة القويّة وهيك بتنحفظ الكرامة الوطنية وهيك بتكون السيادة».

هذا الكلام المتكرّر بتوقيته وحَرفِيَّتِه ينفي التوصيف السياسي المُعتمد لعلاقة النائب باسيل وما ومن يمثل مع «حزب الله» حيث يُقال إنّه تحالف مبني على ثنائيّة تبادلية قوامها، أَعطني الحُكْمَ والرِئاسة، وانا أُغَطّي وأحمي سلاحَك.

لا الأمر ليس كذلك.

فالعلاقة بين التيّار الحرّ و»حزب الله» ذهبت حتى أبعد ممّا وصفها الوزير التيّاري السابق بيار رفول حين أكّد وكرّر وأصرّ أن التيّار العوني، من المؤسس الى الرئيس الى القاعدة، هو جزءٌ لا يتجزأ من محور الممانعة، وقد انتصرنا. النائب باسيل يذهب أبعد حين يربط وجود الدولة القوية والكرامة الوطنية والسيادة بوجود المقاومة كونها عنصر قوة لبنان حسب زعمه، تماماً كما في إيران، قائدة المحور، حيث الحرس الثوري هو حامي الدولة والنظام وليس الجيش الرسمي الإيراني.النائب باسيل صادق في إعلان إيمانه وانتمائه وانتماء تيّاره الى المحور الذي يقوده السيّد نصرالله في لبنان تحت إمرة المرشد الأعلى في إيران. نحن نحترم خَيَار التيّار الحرّ في الانتماء الى المحور الإيراني، كما احترمنا خَيَار القوميّين والبعثيّين في انتمائهم الى خارج الوطن، فلا أحد يُجادل الآخر في إيمانه ومعتقداته.

إنّما نحن ما زلنا وسنبقى نؤمن بلبنان الحياديّ المُستقلّ ونلتزم بدستوره وبمواثيق وقرارات الأمم المتحدة وننتمي الى جامعة الدول العربيّة ونحمل قضاياها.

من قلب المحور الإيراني، النائب جبران باسيل هو مرشّح جدّي لرئاسة الجمهورية اللبنانيّة التي تحميها المقاومة وسلاح المقاومة وسيّد المقاومة.

نداء عاجل ومُلِحّ، الى كلّ القيادات الروحيّة والوطنيّة والسياسيّة والنوّاب السياديّين والمستقلّين والتغييريّين الرافضين لهيمنة هذا المحور الذي أخذ ويأخذ لبنان الى الانهيار والى جهنّم،

إحذروا فخّ الذهاب الى أيلول من دون ان يكون في جعبتكم اسم رئيس الجمهورية المُقبِل.

مسؤوليتكم تاريخيّة مصيريّة وجوديّة. بدنا رئيس سَيِّد، مش رئيس بأمر السَيِّد.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الرئيس عون استقبل مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان: لحكومة جديدة تتابع المفاوضات مع صندوق النقد وعدم التأخير في الترسيم والمحافظة على استقرار الحدود

وطنية/18 تموز/2022

اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "الاحداث الراهنة في لبنان لم تأت من باب الصدفة، بل نتيجة واقع سبب عقما في عمل المؤسسات السياسية في البلاد، والفساد الذي نخر المؤسسات والادارات الرسمية وامتناع المسؤولين على مر السنوات الماضية عن معالجته، ما زاد الامور تعقيدا". كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد "مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان" برئاسة السفير السابق أد غبريال وعضوية نجاد فارس وجاي غزال، في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وعن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارين رفيق شلالا واسامة خشاب. وعرض رئيس الجمهورية امام الوفد للاوضاع الراهنة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، و"الاسباب التي اوصلت لبنان الى الوضع الذي يعاني منه حاليا على مختلف الاصعدة وفي كل القطاعات"، واشار الى انه لم يوفر جهدا الا وبذله "من اجل تحقيق الاصلاح المنشود"، لكنه كان يصطدم في كل مرة "بمعوقات داخلية تركت آثارها السلبية على تطور الاوضاع"، ولفت الى ان "المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وصلت الى نتائج محددة لا بد من استكمالها"، وشدد على "ضرورة تشكيل حكومة جديدة لمتابعة هذا الملف الاساسي والحيوي بالنسبة الى مستقبل النهوض الاقتصادي". واكد الرئيس عون ردا على سؤال اعضاء الوفد، "عدم جواز تأخير عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية"، مركزا على "ضرورة تفعيل الوساطة الاميركية التي يقوم بها السفير آموس هوكشتاين للوصول الى خواتيم سريعة وتمكين لبنان من استثمار حقوقه من النفط والغاز في مياهه من جهة، مع المحافظة على استقرار الحدود من جهة اخرى وعلى اهمية عامل الوقت في هذا المجال".

 غبريال

بدوره، نقل السفير غبريال الى الرئيس عون "وقوف المجموعة الى جانب لبنان واللبنانيين وبذلها الجهود المطلوبة مع ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن ومع الكونغرس الاميركي، من اجل ملاقاة مطالب الشعب اللبناني خصوصا في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي يعاني منها"، وشدد على "اهمية الاسراع في احداث التغييرات والاصلاحات اللازمة لان الوقت لم يعد عاملا مساعدا".

 وبعد اللقاء تحدث السفير غبريال الى الصحافيين فقال: "اود ان اشكر فخامة الرئيس على الوقت الذي خصصه لمجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان، لمناقشة مسائل تواجه هذا البلد والعلاقة مع الولايات المتحدة. لقد اجرينا محادثات جيدة للغاية وتطرقنا الى اهمية لبنان ومساندته للجهود الاميركية بالنسبة الى روسيا والعلاقات الثنائية الاخرى التي كان لبنان فيها مساندا للولايات المتحدة. والاهم، بحثنا في الواقع المقلق الذي يواجهه لبنان واهمية التحرك بسرعة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي قبل فوات الاوان، وهذا الوقت يقترب بسرعة، كما بحثنا في اهمية اتخاذ الحكومة خطوات سريعة تجاه البرنامج الاصلاحي لصندوق النقد الدولي والبرامج والسياسات الاخرى التي تتعلق بحاجة اللبنانيين، والوقت في هذا المجال اساسي. وآمل انه خلال هذا الاسبوع الذي سنمكث فيه لقاء مسؤولين آخرين في الحكومة واعضاء من المعارضة البرلمانية ومؤثرين في صناعة القرار، وسنحمل هذه الرسالة المهمة للغاية ليتخذ لبنان الخطوة ويعمد الى التغيير السياسي قبل فوات الاوان، فالوقت يقترب واردنا ان يعلموا ان المجتمع اللبناني- الاميركي يقف خلف الشعب اللبناني بحزم لمحاولة تحقيق تقدم في هذا المجال، وهذا هو هدفنا هذا الاسبوع".

 اضاف: "ان مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان تهتم كثيرا بالشعب اللبناني وبلبنان، وسنعود الى اميركا ونعمل بجهد لتلبية حاجات اللبنانيين، ونأمل ان تصبح الحكومة شريكة مع الولايات المتحدة لحل مشاكلها".

سئل: كيف تقيمون زيارة الرئيس بايدن الى المنطقة وتأثيرها على لبنان؟ اجاب: "لم ينس الرئيس بايدن لبنان، وقد اثار خلال لقاءاته مسائل عديدة تؤثر على هذا البلد، وشدد على اهمية سلامة وسيادة الاراضي اللبناني، واود ان اشير الى انه خلال العالم الفائت قدمت الولايات المتحدة مساعدات بقيمة اكثر من700 مليون دولار الى الشعب اللبناني، وهذا الامر يظهر التزاما كبيرا بهذا البلد، ولكن هناك حاجة الى شريك ويجب ان يكون هذا الشريك هو الحكومة اللبنانية التي عليها ان تتحرك بسرعة لان الوقت ينفذ. وفي هذا السياق، فإن الرئيس الاميركي والحكومة والكونغرس يقدرون تماما اهمية لبنان، ويأملون في اتخاذه الخطوة الاولى والاهم".

 

بري لوفد "مجموعة العمل الاميركية :لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود

بو صعب بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس: رواتب النواب على سعر 1500 ليرة واجتماع للهيئة العامة الاسبوع المقبل واللجان المشتركة الخميس

وطنية/18 تموز/2022

إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس "مجموعة العمل الإميركية للبنان" إدوارد غبريال ونائب رئيس المجموعة نجاد عصام فارس والسيد جاي غزال ، في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا.

 غبريال

وبعد اللقاء، قال غبريال :"أجرينا مع دولة الرئيس نبيه بري محادثات بناءة وصريحة وأكدنا أهمية السرعة في العمل من جانب الحكومة والمجلس النيابي لإنجاز القوانين والسياسات لجهة دفع المفاوضات قدما مع صندوق النقد الدولي ، كما ناقشنا مع رئيس المجلس النيابي العلاقات الثنائية بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية ودعم القوات المسلحة اللبنانية والبرامج الانسانية، كما أعلمنا دولته ان الولايات المتحدة قد دعمت الجيش اللبناني وبعض البرامج الانمائية ومشاريع المجتمع المدني العام الفائت ب 700 مليون دولار .

واشار غبريال انه "من المهم ان تدرك الحكومة انه لم يعد هناك من وقت لاضاعته ومن أجل تحرك المجلس النيابي لاطلاق مسار تشريعي لإنقاذ لبنان ومساعدة اللبنانيين، فمجموعة العمل من أجل لبنان تؤكد استمرارها العمل من اجل دعم احتياجات لبنان".

 بري

بدوره، رئيس المجلس، قال :" بدورنا عبرنا، انه لم يعد من وقت للمماطلة والتأخير في ترسيم الحدود البحرية والسماح للشركات التي رست عليها المناقصات بمباشرة عملها ولا مبرر على الاطلاق لهذا التأخير أو المنع".

هيئة مكتب المجلس

كما ترأس بري إجتماعا لهيئة مكتب مجلس النواب في حضور نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب، والنواب آلان عون ، كريم كبارة ، هاغوب بقرادونيان ، ميشال موسى ، هادي ابو الحسن والامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر.

 وبعد الإجتماع، تحدث بو صعب :" درسنا اليوم جدول الاعمال الذي من المفترض ان يكون امام الهيئة العامة في الجلسة القادمة وارتأى دولة الرئيس ان تحدد جلسة اوائل الاسبوع القادم لان هناك عددا من القوانين ومشاريع القوانين ما زالت قيد الدرس لكنها وصلت الى خواتيمها وبالتالي سيكون اجتماع للهيئة العامة الاسبوع القادم وسيكون هناك جلسة للجان المشتركة يوم الخميس سيطرح عليها بعض القوانين كي تكون منجزة وتطرح على الجلسة العامة".

 وردا على سؤال عما يتردد في وسائل الاعلام عن رواتب النواب واستفادتهم كما هو حاصل مع السلك القضائي، أجاب بو صعب :" طبعا، سمعنا كثيرا عن هذا الامر بأن النواب يتقاضون رواتبهم على سعر صرف الذي يتقاضاه القضاة هذا الكلام غير صحيح النواب يتقاضون معاشاتهم على سعر الصرف 1500 ليرة كما سائر موظفي القطاع العام نتمنى ان يكون هذا الامر واضحا والا يتكرر لان المجلس النيابي حريص ان يكون هناك مساواة في هذا الموضوع واولهم ابتداء من النواب مع كل موظف في الدولة اللبنانية".

 وعن القوانين المدرجة على جدول أعمال الجلسة العامة اذا ما كانت تتضمن قوانين تهم المواطنين ولقمة عيشهم قال بو صعب :"ان جدول اعمال سيتضمن قوانين تلامس قضايا الناس بشكل مباشر بدءا من موضوع القمح الى الرواتب ومواضيع اخرى تدرس وخاصة موضوع السرية المصرفية الذي هو قيد الانجاز اما اليوم او خلال اليومين المقبلين ، وبالتالي ما يحصل من تشريع هو ضروري جدا للمواطن وللازمة التي نمر بها وايضا على الجدول تأمين الاعتمادات اللازمة لدفع الرواتب اما الامور الاصلاحية الاخرى منها ما هو يدرس في لجنة المال وبعضها في اللجان المشتركة والبعض الاخر في الموازنة وهناك جزء متعلق بالحكومة كي نستطيع ان ننجز الموازنة في وقت سريع. ونتمنى ان يحل هذا الامر في وقت سريع كي نستطيع انجاز الموازنة".

 وعن قانون الكابيتال كونترول، قال بو صعب : "هذا المشروع لم اطلع عليه ولكن ما من احد من السياسيين في لبنان الاً ويؤكد عدم المساس بودائع المواطنين وليس بالضرورة ان قانون "الكابيتال" هو لنسف خطة التعافي التي تحتاج الى بعض "الشدشدة "الخطة باتت واضحة منذ ان حضر رئيس الحكومة ونائب رئيس الحكومة الى المجلس النيابي. كان الكلام واضحا عرضت خطة التعافي وهي تحتاج الى الاجابة على بعض الاسئلة ومطلوب توضيحات وتعديلات لان خطة الانقاذ والتعافي لا تكون فقط اذا ما كنا سنؤمن للمواطن مبلغا الى حدود 100 الف دولار من كل المودعين وليس واضحا كيف سندفع ال 100 الف دولار في الخطة والاهم من ذلك ماذا عن الذين لديهم مبالغ تزيد عن ال100 الف دولار اصحاب العمل وارباب العمل هؤلاء الذين يشغلون الاقتصاد في لبنان والذين يوظفون الجزء الاكبر من اللبنانيين الذين ليس لديهم حسابات في المصارف. الاهم هو ان تقول للمواطنين كيف سيؤمن لهم فرصة عمل".

 واشار بو صعب الى "اننا على مقربة من ذكرى 4 آب، هذه الذكرى الاليمة ومن بين الامور التي طرحتها وأعمل عليها وادرسها واناقشها مع دولة الرئيس بري ويجب ان نصل الى حل لهذه الازمة لان القضاء اليوم "مكربج" في موضوع ملف المرفأ ودولة الرئيس بري اكد لي للمرة الثانية والثالثة انه عندما يصدرالمرسوم وفق المرسوم الاداري الساري المفعول لتشكيل هيئة عامة للمجلس الاعلى للقضاء ستحل المسألة بنصف ساعة. وبالتالي نحن نعمل من اجل حلحلة الملفات".

 سفير كوبا ورسالة تهنئة

على صعيد آخر، إستقبل الرئيس بري سفير كوبا في لبنان خورخي ليون كروز الذي سلمه رسالة تهنئة من رئيس المجلس الوطني للسلطة الشعبية في كوبا إستيبان لاسو هرنانديز هنأه فيها بانتخابه رئيسا لمجلس النواب لولاية جديدة. وأعرب فرنانديز في البرقية عن الرغبة الكبيرة للمجلس النيابي الكوبي في مواصلة تقوية أواصر الصداقة والتضامن بين البرلمانين اللبناني والكوبي.

 

لقاء "سيدة الجبل": للخروج من الأسلوب التقليدي في مقاربة الاستحقاق الرئاسي

الوكالة الوطنية للإعلام/18 تموز/2022

لفت "لقاء سيدة الجبل" الى "ان انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، تأتي في لحظة داخلية وإقليمية ودولية شديدة التعقيد على وقع تجدد الحرب الباردة بين الغرب من جهة وكل من روسيا والصين من جهة أخرى. وقد جاءت كل من زيارتي الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل والسعودية ولاحقا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران لتؤكد أن المنطقة أصبحت جزءا رئيسيا من جغرافيا هذه الحرب التي ترتب أعباء هائلة على دول ذات إقتصادات قوية، فكيف الحال بلبنان الرازح تحت أثقال إنهيار إقتصادي والغارق في أزمة سياسية مستعصية ويزيدها استعصاء إخضاع حزب الله لبنان لأولويات إيرانية".

وأضاف في بيان بعد اجتماعه الدوري الإلكتروني: "في ظل هذا الواقع اللبناني المرير والخطير يخوض "حزب الله" الإستحقاق الرئاسي بوصفه محطة لإثبات نفوذه بوجه الغالبية اللبنانية والعرب والعالم لا مدخلا إلى إحداث تغيير في رأس الدولة من شأنه أن يفتح الباب نحو حل للأزمة اللبنانية العميقة. وهو بذلك يحول موقع رئاسة الجمهورية إلى منصة سياسيّة يستخدمها بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن إيران لتعزيز أدوارهما في الحرب الباردة الجديدة. على هذا النحو، فإن "حزب الله" سيرفع التحدي في وجه أميركا والعرب في لبنان من خلال ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية أو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أو أي من حلفائه الآخرين إلى انتخابات رئاسة الجمهورية على قاعدة أن له الكلمة العليا في هذه الانتخابات وأنه الناخب الأول فيها ومن يريد رئيسا للبنان عليه التفاوض معه أولا وأخيرا". وتابع البيان: "في المقابل، فإن القوى التي تعد نفسها على خصومة مع "حزب الله" تغرق في الضياع والتخبط إذ تقارب الإستحقاق الرئاسي وفق حسابات محلية حزبية ولا تسعى للاتفاق على مشروع مشترك تخوض على أساسه هذا الإستحقاق على قاعدة أن الضرورة الوطنية تقتضي عزله عن مناخات الحرب الباردة وانتخاب رئيس للجمهورية يكون للبنان والعرب والعالم لا ضد لبنان والعرب والعالم. ان أي رئيس يحمل فكرة لبنان التاريخية والتي عبرت عنها بوضوح مقدمة الدستور، عندما نصت على نهائية الكيان اللبناني وعروبة لبنان وأن لا شرعية لسلطة تخالف ميثاق العيش المشترك". وأشار البيان الى ان "لقاء سيدة الجبل" وازاء هذه الأوضاع الخطيرة على حاضر لبنان ومستقبله يدعو القوى السياسية: حزب "القوات اللبنانية"، حزب "الكتائب اللبنانية"، كتلة "التجدد" والحزب التقدمي الإشتراكي والنواب المستقلين والتغييرين، إلى تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الإستحقاق الرئاسي والتي توازي، أو حتى تزيد عن مسؤولية نجاحهم في الإنتخابات النيابية، والخروج من محليتهم، وإلا فليتحملوا مسؤولياتهم أمام الرأي العام اللبناني". وحضر الاجتماع أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، أمين محمد بشير، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، جوزف كرم، جورج الكلاس، حسن عبود، حسين عطايا، خليل طوبيا، رالف غضبان، رالف جرمانوس، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سناء الجاك، سوزي زيادة، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، عطالله وهبة، غسان مغبغب، فارس سعيد، فادي أنطوان كرم، فيروز جوديه، فتحي اليافي، لينا تنير، ماجد كرم، مأمون ملك، مياد حيدر، نورما رزق، نيللي قنديل ونبيل يزبك.

 

دريان عاد من مكة: استمرار تعطيل تشكيل الحكومة مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية

الوكالة الوطنية للإعلام/18 تموز/2022

أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان "ولادة الحكومة هو المدخل الحقيقي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وللإصلاح ولمكافحة الفساد المستشري في الدولة"، مشيرا الى ان "استمرار تعطيل تشكيل الحكومة ربما يكون مقدمة لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وهنا تقع الطامة الكبرى".

وعاد المفتي دريان من مكة المكرمة بعد أدائه مناسك الحج، شاكراً للمملكة العربية السعودية رعايتها حجاج بيت الله الحرام، والخدمات المتعددة والمتنوعة والمتطورة التي قدمتها لراحة ضيوف الرحمن. واكد ان "قمة جدة عززت التضامن والتكامل العربي ووضعت خارطة طريق تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك على الساحة الدولية لمواجهة التحديات في المنطقة". وشدد على أن" تشكيل الحكومة اصبح أمرا لا يحتمل الانتظار اكثر من ذلك، وبخاصة ان الانهيار والخراب والشلل يعم مؤسسات الدولة"، مبدياً خشيته من "انفجار اجتماعي وأمني يجتاح الوطن اذا لم يتم تدارك الأمر من قبل المسؤولين في الدولة التي أصبحت عاجزة عن تأمين الكهرباء والماء ولقمة العيش الكريم والاستشفاء والأدوية والغلاء الفاحش، وهذا يتحمل مسؤوليته كل من يضع العقبات والعراقيل والشروط في وجه تأليف حكومة، لإنقاذنا مما نحن فيه من مآس بكل ما للكلمة من معنى". من جهة أخرى، استغرب المفتي دريان "ما يردده البعض من طروحات ومشاريع همايونية في تقسيم بلدية بيروت وهذه إرهاصات تنذر بما لا يحمد عقباه، ولا يمكن أن تمر لان التقسيم عودة الى شرقية وغربية في بيروت، وهذا امر مرفوض شكلا ومضمونا ويهدد العيش المشترك الإسلامي المسيحي الذي حافظنا وسنحافظ عليه مهما كان الثمن". وختم: "التناتش على بيروت من خلال بلديتها لا يرضى به الجميع والأمور تعالج بالحكمة وبالقانون لا بتجاوزه وهذا يستدعي استنفار كل المخلصين المعنيين في هذا الأمر". 

 

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تنهي مشروع تطوير الأعمال في لبنان بنجاح كبير

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية/18 تموز/2022

احتفلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بانتهاء مشروعها لتطوير الأعمال في لبنان (LED) الذي بلغت كلفته 25 مليون دولار وامتدّ على خمس سنوات. دخل مشروع LED في شراكة مع شركات ومؤسسات ذات قدرات واعدة في مختلف القطاعات والمناطق في لبنان بهدف مساعدتها على تعزيز مبيعاتها واستثماراتها وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين اللبنانيين. أُقيم الحفل الختامي في بيروت بحضور مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان ماري إيلين ديفيت، ومديرين تنفيذيين وأصحاب شركات لبنانية، ورؤساء جمعيات تجارية، وغيرهم من أصحاب المصلحة الذين استفادوا من المشروع، مع شريكيه الرئيسيين، Berytech وBIAT جمعية تطوير الأعمال في طرابلس، ومقاولين محليين ومستفيدين آخرين.

قدّم LED دعماً متخصصاً إلى الشركات المحلية في أكثر من 30 قطاعاً لمساعدتها على تحديد مشاكلها وإيجاد حلول لها، لا سيما وأنّ تلك المشاكل كانت تحد من نموها وإنتاجيتها وربحتها. وقد استفادت أكثر من 760 مؤسسة في مختلف أنحاء لبنان من دعم LED المصمّم خصيصاً للحفاظ على نشاطات تلك المؤسسات وفي بعض الحالات مساعدتها على التوسّع حتى خلال الأزمات العديدة التي واجهها لبنان. وقد استحدثت تلك الشركات وظائف لأكثر من 4000 شخص، ثُلثهم من النساء، وسجّلت زيادة كبيرة في المبيعات المحلية ومبيعات الصادرات.

تخلل الحفل كلمة لديفيت قالت فيها "نحن هنا اليوم لأنّكم تؤمنون كما نؤمن نحن بقوة القطاع الخاص اللبناني والمؤسسات الخاصة اللبنانية كمصدر موثوق للوظائف وركيزة لاقتصاد نابض بالحياة. ومع ذلك، فإنّنا ندرك جميعاً أنّ القطاع الخاص يواجه منافسةً متزايدةً من منتجين أجانب وانخفاضَ الطلب على السلع والخدمات اللبنانية وارتفاعَ تكاليف الإنتاج ومحدوديةَ الوصول إلى التمويل والاستثمار. في الواقع، هذا ما دفع حكومة الولايات المتحدة الأميركية، من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إلى دعم المؤسسات اللبنانية ومنحها الأدوات اللازمة لإيجاد حلول للاستجابة لتلك التحديات لأكثر من عشرين عاماً. فالمؤسسات اللبنانية تتمتّع إلى جانب قدرات الشعب اللبناني وروح المبادرة التي يتحلّى بها، بالقدرة على تنمية هذا الاقتصاد وخلق فرص عمل. واليوم، نحن نعتمد أكثر من أي وقت مضى على القطاع الخاص ليكون القوّة الدافعة التي ستضع لبنان على طريق الانتعاش الاقتصادي".

وفي هذا السياق، قال المدير الإداري لمشروع LED، دوغلاس غريفيث: "يسعدنا إعلان انتهاء مشروع ناجح يعيد تأكيد التزام الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتحقيق استقرار لبنان ونموه الاقتصادي. فمن خلال الالتزام المباشر أو بالشراكة مع المستفيدين المحليين والمقاولين من الباطن، ساعد LED الشركات في مختلف أنحاء لبنان على الوصول إلى خدمات المشورة والاستشارة عالية الجودة، من خلال الشراكة مع أكثر من 180 متخصّصاً لبنانياً، مما عزز أيضا سوق الاستشارات المحلّية. وبفضل دعم LED، تمكّنت العديد من الشركات من ولوج أسواق جديدة أو اقتناص الفرص التجارية التي ساعدتها على الحفاظ على عملياتها أو تطويرها، وعلى الاحتفاظ بالقوى العاملة لديها، وفي كثير من الأحيان على توظيف المزيد من الأشخاص، على الرغم من الصعوبات الهائلة التي واجهتها. وهنا أودّ أن أتوجّه بالشكر إلى شركائنا على ما بذلوه من جهود استثنائية طوال السنوات الخمس المنصرمة. فنجاح LED ما كان ليتحقّق من دون الإرادة الصلبة للشركات اللبنانية للنمو والجهود الهائلة للاستشاريين لتقديم دعم متميّز للأعمال".

 

الراعي استقبل سفيرة لبنان في قبرص ووفدا من موارنتها وليام طوق: ملتزمون بخيارات الكنيسة الوطنية

وطنية/18 تموز/2022

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الديمان، النائب السابق جبران طوق ونجله النائب وليام طوق، بحضور النائب البطريركي المطران جوزف نفاع وخادم رعية  بشري الخوري بيار سكر.

 بعد اللقاء، قال النائب طوق: "قمت اليوم بواجب السلام وأخد بركة غبطة البطريرك الراعي، بعد تأخري عن هذا الواجب بداعي السفر. واستمعت إلى آرائه وتوجيهاته المتصلة بالشأن المحلي، على صعيد منطقة بشري والجوار والوطن العام".  أضاف: "عرضت لغبطته ما نقوم به من خلال اللجان النيابية والمتعلق بالوضع الاقتصادي وتداعياته المعيشية، وبدور وزارة الأشغال العامة ومسؤولياتها. وأكدت لغبطته عملي على صعيد المنطقة المحلي بروح التعاون والانفتاح على القوى والأطراف السياسية وسواها، آملا في تحقيق خطوات تنموية ملحة تسهم في انعاش الوضع الاقتصادي وترسيخ أبناء المنطقة فيها".  وشدد على "أهمية تعميق التواصل مع المنتشرين من أهلنا، ليس فقط لتعزيز دورهم الإنقاذي الحالي على الصعيد المالي، بل لتعزيز مشاركتهم في إدارة شؤوننا المحلية والوطنية". كما ركزت على "أهمية التنسيق المتواصل مع مختلف المؤسسات الكنسية المعنية بشؤون الخدمة الاجتماعية والانمائية"، وقال: "على الصعيد الوطني، جددت الالتزام بخيارات الكنيسة الوطنية القائمة على التمسك بوحدة لبنان وعيش ابنائه المشترك وتحييده عن الصراعات والمحاور الاقليمية والدولية من دون التخلي عن قضايا العرب القومية، مع التشدد على ضرورة إصلاح الثغرات التي كشفتها ممارسة تطبيق اتفاق الطائف، خصوصا على مستوى مرجعية قرار تكفل انتظام مؤسسات الدولة الدستورية".  وأمل في "ان يشكل استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية ترجمة لهذا النطام الدستوري لجهة اجراء الانتخابات وعدم حصول فراغ في سدة الرئاسة".

اسحق

كما استقبل الراعي النائب السابق جوزيف اسحاق، وعرض معه "الأوضاع العامة والوضع الإنمائي في قضاء بشري".  بعد اللقاء، قال اسحق: "تشرفت بزيارة صاحب الغبطة، وعرضت معه المواضيع الإنمائية والاجتماعية المتعلقة بأهلنا في قضاء بشري. كما أكدت لغبطته ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، وأيضا ضرورة وصول رئيس سيادي للبدء بالعملية الإصلاحية اللازمة من أجل إعادة ثقة العالم بلبنان ونتمكن من تحسين الوضع والخروج من جهنم التي وصلنا اليها".

 الحجل

وكان الراعي استقبل سفيرة لبنان في قبرص نيكول الحجل. وخلال اللقاء، تم عرض العلاقات اللبنانية - القبرصية ودور الجالية اللبنانية في قبرص في الحقول الاجتماعية والاقتصادية وسواها".

وفد من موارنة قبرص

كما استقبل الراعي وفدا من موارنة قبرص والنائب الماروني السابق في البرلمان القبرصي انطوني حاجي روسوس. وخلال الاجتماع، تم عرض "أوضاع الموارنة في الجزيرة، لا سيما في رعاياهم المارونية القائمة في قراهم المعمرة، وكيفية مساعدتهم للحفاظ على وجودهم التاريخي في كل الرعايا وطقوسهم المارونية وأفضل العلاقات مع السلطات الرسمية وسائر مكونات المجتمع القبرصي".  وأبدى الراعي "تقديره لالتزام موارنة قبرص بقضيتهم بعدما تهجروا من قراهم وتمسكهم بأراضيهم ركنا أساسيا من أركان هويتهم الروحية والثقافية". وأكد "دعم الكنيسة المارونية لهم من خلال مؤسساتها المعنية واتصالاتها الدولية".

 

مجلس القضاء الأعلى وشورى الدولة وديوان المحاسبة: ما يثار حول موضوع رواتب القضاة مستغرب ومدان

وطنية/18 تموز/2022

أوضح مجلس القضاء الأعلى ومكتب مجلس شورى الدولة ومكتب ديوان المحاسبة في بيان، تعقيبا على ما يثار حول موضوع رواتب القضاة، "أن السلطة القضائية، التي هي إحدى السلطات الدستورية الثلاث، استمرت رغم كل الأوضاع الصعبة وغير الطبيعية، في تأدية مهامها الجسيمة والمتعددة بالحد الذي سمحت به هذه الظروف، والتي هي من قبيل الظروف والأوضاع القاهرة التي حالت دون قيامها بموجباتها بصورة كاملة تتوافق مع مجمل التطلعات اللصيقة بها وبدورها المفصلي والجوهري".  وأشار إلى "هذا الواقع المتمادي في الصعوبة والتفاقم منذ ما يقارب الثلاث سنوات، المتمثل في التدني في قيمة العملة الوطنية، ومعها رواتب القضاة إلى أدنى المستويات، حتى بلغت حوالى خمسة في المئة من قيمتها الأساسية"، وقال: "أمام تراجع التقديمات الاستشفائية والطبية والتعليمية التي يوفرها صندوق التعاضد للقضاة وعائلاتهم، وازدياد أحوال قصور العدل والمحاكم سوءا بفعل انقطاع المياه والكهرباء وعدم توافر القرطاسية والنثريات وتوقف عمليات التنظيف وسواها، وفي ضوء تعذر وصول القضاة والمساعدين القضائيين إلى أعمالهم وعدم قدرتهم على تسديد ثمن المحروقات اللازمة لانتقالهم، وفي ظل عدم تخصيص القاضي بأي منافع عينية من قبل الدولة تساعده على القيام بموجبات عمله، وأمام غياب أي طرح أو مسعى أو مبادرة لحلول حقيقية مناسبة من قبل السلطتين التشريعية أو التنفيذية، ومنعا من الاستمرار في الانهيار النهائي المفضي بصورة حتمية إلى وقف المرفق القضائي، كان الحل الموقت للرواتب، الذي لا يتناسب بتاتا مع ما هو مستحق لكل قاض، بانتظار الحلول العامة والنهائية التي تطال كل السلطات والجهات والمرافق، مع تأكيد وجوب استمرارية العمل في المرفق القضائي، رغم كل الأوضاع الصعبة". وأشار البيان إلى أن "السلطة القضائية تستغرب، لا بل تستهجن، كل ما تعرض له القضاء من تهجم وتجن في هذا الصدد، وما ترافق معه من إدانات، تترك آثارها وصداها لدى المواطن الذي يطالب دائما بتأمين مقومات عمل السلطة القضائية المستقلة، ويبقى من غير الممكن إعادة انتظام العمل من دون تأمين الحد الأدنى من الرواتب للقضاة وسائر العاملين في المرفق القضائي". ولفت إلى أن "السلطة القضائية تؤكد أن هذا الحل الموقت لن يثنيها عن متابعة جهودها في الوصول إلى حل نهائي، بالتنسيق مع السلطتين التشريعية والتنفيذية، بما يؤمن ما هو مطلوب ومستحق ومبرر لكل قاض، لكي يتمكن من القيام بموجبات قسمه، وبما يؤمن القيام الحقيقي والثابت للقضاء المستقل، وتحقيق العدالة التي لا قيام للوطن من دونهما".

 

المفتي قبلان: نحن براء من كل ناعق بفتنة أو صادع بفرقة أو مدسوس مأجور يعمل على تمزيق وحدة الإسلام والمسلمين

وطنية/18 تموز/2022

أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان البيان التالي: "لمن يهمه الأمر أقول: الفتوى والنص والمرجعيات على أن الإسلام عصمة المذاهب وأن التعرض لرموز المذاهب وملاذاتها أمر ممنوع ومرفوض وحرام وسبب للفرقة والفتنة والإثم المبين، كما أن أي فتنة بين السنة والشيعة معصية بحجم انتهاك حرمة الإسلام، وبهذا السياق فإن أي تعريض بنساء النبي هو افتراء وانتهاك لحرمة الدين وبالأخص السيدة عائشة أم المؤمنين، ومن يفعل ذلك ينتهك حرمة الله وحرمة نبيه(ص)، وهنا أناشد الأخوة سنة وشيعة علماء ومكلفين أن يكونوا بحجم المسؤولية الإلهية لحماية وحدتنا وعظمة انتمائنا للإسلام الحنيف وكبح أي دخيل أو مغرِض يعمل على إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة. وبصفتنا الشرعية فإننا ندين ونرفض ونحرم ما يجري التداول به على وسائل التواصل الإجتماعي بخصوص التعريض بالسيدة عائشة زوج النبي(ص) ونحن براء من كل ناعق بفتنة أو صادع بفرقة أو مدسوس مأجور يعمل على تمزيق وحدة الإسلام والمسلمين".

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  18 و 19 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 18 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110394/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1484/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 18/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110397/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-july-18-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin