المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 17 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july17.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

منْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/ بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

الياس بجاني/مش ممكن ينسى أي لبناني مش ماسح ذاكرته بأن الميقاتي هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود سنة 2011

الياس بجاني/كل رئيس للجمهورية ولمجلس الوزراء والبرلمان، وكل وزير ونائب بظل احتلال حزب الله هو مجرد دمىة وأداة فارسية لنحر لبنان وتهجير أهله.

الياس بجاني/حزب الله محتل وإيراني 100% وكل دجال مدعي بأنه من النسيج اللبناني هو أخطر من الحزب نفسه ومن الواجب رذله وفضحه وتعرية خيانته للبنان

الياس بجاني/عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

سيدة الكرمل… “أم النور”/الكولونيل شربل بركات

حزب_حراس_الارز: لا نية  للمراجع الدولية اعادة النازحين  السوريين إلى بلادهم، مما ينذر بكارثة جديدة على غرار الكارثة التي المّت بلبنان بسبب اللاجئين الفلسطينيين

فيديو مقابلة من تلفزيون “ال ام تي في” مع د. صالح المشنوق يعري من خلالها حزب الله وإرهابه وهرطقاته وإجرامه وفجوره وجهله ولا لبنانيته ولا انسانيته، وذلك باسلوب علمي وواقعي وعملي ومعاش على الأرض بكل فواجعه

بيان سعودي أميركي مشترك... هذه حصّة لبنان فيه

هوكشتاين... ومسؤولية التصعيد/بسام أبو زيد/نداء الوطن

هدوء ما قبل العاصفة التي تهبّ على المنطقة

"حرب تموز" الثانية: عليّ وعلى أعدائي؟

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 تموز 2022

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 16 تموز 2022

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

بخاري: ‏أكد القادة أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية

 وزارة الصحة: 1975 إصابة جديدة و حالتا وفاة

هل رضي باسيل عن ترشيح فرنجيّة للرئاسة؟

مقتل شابين بمنطقة حدودية في راشيا

 محمد رعد: جاهزون ومتهيّئون للحرب!

طوافات الجيش تخمد النيران في إهراءات القمح

قاووق: أميركا مغتاظة من معادلات “المقاومة”

بيان سعودي- أميركي بشأن لبنان: لتشكيل حكومة جديدة!

توقيف ضابط في قوى الامن الداخلي والسبب منشور

جعجع: “الحزب” صعّد ليقطف اتفاق الترسيم… وندعم جوزيف عون

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بايدن يغادر السعودية بعد زيارة استمرت يومين

قمة جدة»: رؤية مشتركة لشرق أوسط مستقر ومزدهر

ولي العهد السعودي: قمة جدة تعزز العمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية

التزام خليجي - أميركي بحفظ أمن واستقرار المنطقة

بايدن لعرض استراتيجية أميركية لتعزيز أمن المنطقة

بايدن في جدة... إعادة التمسك بالعلاقة الاستراتيجية مع السعودية

بايدن: لن نترك فراغاً تملؤه روسيا أو الصين أو إيران

الذهب الروسي في عين العقوبات الأوروبية

الصدر يحدد 11 شرطاً لـ«التنسيقي» لتشكيل الحكومة... أولها استبعاد المالكي

حشد أنصاره في بغداد... وهاجم بقوة القوى المحسوبة على إيران... وشكر أهالي المناطق السنية

ماذا نعرف عن القوات الدولية بتيران وصنافير؟ وماذا تعني مغادرتها؟

روسيا تؤكد تدمير مصنع أوكراني ينتج أجزاء من صواريخ باليستية

كييف: روسيا تطلق صواريخ من محطة زابوريجيا النووية

أوكرانيا تتلقى الشحنة الأولى من قاذفات الصواريخ «إم 270»

البنتاغون: صواريخ «هيمارس» تؤتي ثمارها في صد الهجوم الروسي في دونباس

سوليفان يؤكد سعي موسكو للحصول على طائرات مسيرة إيرانية

البيت الأبيض: وفد روسي زار إيران مرتين على الأقل لمعاينة طائرات مسيرة

تشديد أميركي ـ فرنسي على رفض طلبات طهران خارج الاتفاق النووي

إسرائيل تقصف غزة رداً على صواريخ عسقلان… و”حماس”: عدوان شامل

من شأنه قلب الطاولة.. إسرائيل تحرج روسيا بتجربة لسلاح نوعي عند الحدود مع سوريا

أولمرت: إسرائيل تمتلك أدوات إجهاض المشروع النووي الإيراني

طهران غاضبة من تأييد أممي لأول حكم إدانة في إعدامات 1988

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين النجاح "الميّاسيّ" العالميّ و"سلام يا مهدي"... انقسام ثقافيّ جذري داخل المجتمع اللبنانيّ/جاد فياض/النهار

الرئاسة بمواصفات حزب الله.. وواشنطن تفشل بفصله عن الدولة/منير الربيع/المدن

هذه بيروت وأهراءاتها و... نيروناتها/عقل العويط/النهار

موتوا... والباقي تحصيل حاصل/سناء الجاك/نداء الوطن

دولارات الوافدين أعجز عن أن تُخفّض سعر الصرف/جويل الفغالي/نداء الوطن

مواصفات الراعي تُسقط "الرئيس الممانع" لا "القوي"/ ألان سركيس/نداء الوطن

لماذا لا تكون حكومة حرب؟/طوني فرنسيس/نداء الوطن

لبنان "الفلسطيني" لبنان "الإيراني"/رفيق خوري/نداء الوطن

الثابت والمتحوِّل في انتخابات 2022 ...٩- نوّاب الثورة: أدخلوا لعبة التعطيل/محمد علي مقلد/نداء الوطن

إتفاق الإطار كسلاح مهمل/مجيد مطر/نداء الوطن

أخطر ما قاله السيّد حسن نصرالله/أمين عيسى/نداء الوطن

التفاهمات العسكرية بين الرياض وواشنطن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

«قمة جدة»... مناسبة مهمة لعرض الهواجس والأولويات والحساسيات/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

نجاح سعودي... وعودة أميركية/طارق الحميد/الشرق الأوسط

ما الذي يجب أن يفهمه بايدن؟/سلمان الدوسري/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي من بقاعكفرا: كفّوا أيّها المسؤولون السياسيون عن مخالفة الدستور وشكّلوا حكومة فعّالة وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة قادرًا على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين

ميقاتي: نثمّن دعم قمة جدة للجيش وقوى الأمن لتتمكن من بسط سيادة الدولة على كل أراضيها

رعد: لن نتنازل عن حقنا في استثمار ثرواتنا وفي رسم حدود سيادتنا

قاووق: لبنان مع المقاومة أصبح القوة لكل العرب

التجمع من اجل السيادة يدعو اللبنانيين الى الالتحاق بمسيرة عولمة العروبة ويشكر للقيادة السعودية حرصها على اثارة القضية اللبنانية في كل مناسبة دولية

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ

إنجيل القدّيس لوقا10/من01حتى07/:”بَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ ٱلرَّبُّ ٱثْنَينِ وَسَبْعِينَ آخَرِين، وَأَرْسَلَهُمُ ٱثْنَيْنِ ٱثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَذْهَبَ إِلَيه. وَقالَ لَهُم: «إِنَّ ٱلحِصَادَ كَثِير، أَمَّا ٱلفَعَلةُ فَقَلِيلُون. أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ ٱلحِصَادِ أَنْ يُخْرِجَ فَعَلةً إِلى حِصَادِهِ. إِذْهَبُوا. هَا إِنِّي أُرْسِلُكُم كَالحُمْلانِ بَيْنَ الذِّئَاب. لا تَحْمِلُوا كِيسًا، وَلا زَادًا، وَلا حِذَاءً، وَلا تُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ في الطَّرِيق. وأَيَّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوه، قُولُوا أَوَّلاً: أَلسَّلامُ لِهذَا البَيْت. فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ٱبْنُ سَلامٍ فَسَلامُكُم يَسْتَقِرُّ عَلَيه، وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُم. وَأَقيمُوا في ذلِكَ البَيْتِ تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مِمَّا عِنْدَهُم، لأَنَّ الفَاعِلَ يَسْتَحِقُّ أُجْرَتَهُ. وَلا تَنْتَقِلوا مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْت”.

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

*بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

*مش ممكن ينسى أي لبناني مش ماسح ذاكرته بأن الميقاتي هو الدمية الطروادية التي جاء بها سيد أمونيوم لترأس حكومة القمصان السود سنة 2011

*كل رئيس للجمهورية ولمجلس الوزراء والبرلمان، وكل وزير ونائب بظل احتلال حزب الله هو مجرد دمىة وأداة فارسية لنحر لبنان وتهجير أهله.

*حزب الله محتل وإيراني 100% وكل دجال مدعي بأنه من النسيج اللبناني هو أخطر من الحزب نفسه ومن الواجب رذله وفضحه وتعرية خيانته للبنان

 

بظل احتلال حزب الله كل النواب ورؤساء الحكومات والوزراء، ومين ما كانوا، وشو ما كانت اساميهم، وشو ما كانت وعودهم هم ادوات بيد المحتل

عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/14 تموز/2022

حزب الله يحتل بلدنا، يقهر شعبا، يدمر مؤسساتنا، يعهّر حكمّنا، يتحكم بقرار حكامنا وهو العدو. نصرالله بوق ومجرم فارسي مطلوب للعدالة

 

نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

الياس بجاني/13 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110101/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%b9/

إن مشكلة واشكالية حسن نصرالله الملالوي، والعدو الوجودي للبنان، ولكل دول العرب، تكمن اساساً في انسلاخه عن الواقع المعاش، وعن حقيقة القدرات والوقائع والحقائق، وعن الحضارة وتطور العصر، كما أنه والمصداقية واحترام عقول وذكاء الناس، هو في غربة كاملة.

في كل إطلالات هذا الموهوم والمهلوس، والممثل المسرحي الفاشل، ومنها اطلالته اليوم، هناك وقاحة غير مسبوقة في عهر التبشير الإبليسي بالحروب، وبالتسوّيق للموت والانتحار والدمار والفقر والخراب والفوضى، ولسياسات ومفاهيم الإرهاب وشرعة الغاب.

اليوم وبكل وقاحة وعهر، يدعي هذا المهلوس بأن حرب تموز التي دمرت لبنان، وقتلت من أهلنا ما يزيد عن 2000 مواطن، كانت انتصارات صافية وهزائم لإسرائيل وأميركا والغرب، في حين هو نفسه لم يكن على علم بها، وقاسم سليماني هو من أمر بها وأشرف عليها، واعترافه هذا جاء في قوله المأثور: “لو كنت أعلم”.

هذا المخلوق المسخ هو عملياً بُوم بصورة بشرية، ولا يُبشر بغير الخراب والموت، ومسرحجي هزلي فاشل، ومدعي تافه، ليس إلا.

في ظل بقاء هذا المخلوق العدو للإنسان وللإنسانية، وفي ظل احتلال حزبه الملالوي والإرهابي والشيطاني للبنان، فإنه لا خلاص لوطن الأرز، وطن القداسة والقديسين والرسالة، ولا حلول سيادية واستقلالية ومعيشية واجتماعية وثقافية، أكانت كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى.

باختصار، إن الحلول العلاجية كافة، هي مستحيلة، لا بل محالة، ولا يمكن أن ترى النور وتصبح واقع وحقيقة، قبل الخلاص الكلي من سرطان وثقافة نصرالله، ومن هيكلية ووجود حزبه، ومن كل مؤسساته وجيوشه وسلاحه واذرعته الطروادية المحلية.

يبقى، إن المطلوب للخلاص من احتلال حزب الشيطان، يكمن في السعي الجدي والمستمر والإيماني والوطني لوضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة مارقة وفاشلة، وتسليم زمام حكمه لمجلس الأمن الدولي، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة، والقرارات الدولية 1559، و1701 و 1680، وكل ما عدا هذا، هو دجل ونفاق، وترسيخ للإحتلال، وضياع للوقت وللجهود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

سيدة الكرمل… “أم النور”

الكولونيل شربل بركات/16 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110308/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%88%d9%86%d9%8a%d9%84-%d8%b4%d8%b1%d8%a8%d9%84-%d8%a8%d8%b1%d9%83%d8%a7%d8%aa-%d8%b3%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%b1%d9%85%d9%84-%d8%a3%d9%85-%d8%a7/

يصادف اليوم السادس عشر من تموز عيد سيدة الكرمل. ولسيدة الكرمل أهمية كبرى في تاريخ الكنيسة فقد كان بني لها مزارا في جبل الكرمل قرب حيفا قبل انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء. وانشأت على اسمها رهبنة دعيت الرهبنة الكرملية. وقد دخل القديس “سيمون ستوك” هذه الرهبنة في “كنت” بانكلترا بعمر الأربعين ثم أرسل إلى جبل الكرمل حيث عاش هناك سنوات قبل أن يضطر ورفاقه الرهبان لمغادرة الأراضي المقدسة بسبب الحروب، ومن ثم انتخب بالاجماع رئيسا عاما للرهبنة الكرملية سنة 1245. وفي السادس عشر من تموز سنة 1251 (وكان في السادسة والثمانون من عمره) ظهرت له السيدة العذراء حاملة بيدها ثوبا بني اللون وقالت له: “استلم يا ابني هذا الرداء لرهبانيتك وسيكون امتيازا لك ولكل الكرمليين”.

السيدة العذراء يوم ظهرت على القديس سيمون ستوك كان ظهورها مع طلوع الفجر وقد التحفت برداء من نور وظهر حولها ملائكة من نور. ولذا فإننا عندما نتكلم على سيدة الكرمل نكمل ونقول: “ونور الكرمل وبهاؤه…” والعذراء هي أم سيدنا يسوع المسيح الذي نصفه في قانون الإيمان بأنه “نور من نور”. من هنا أتت تسمية العذراء “أم النور”.

ومن يقف على تلة “أم النور” في عين إبل بلدتنا الحبيبة وينظر إلى الجنوب قبالة البحر يرى بكل وضوح جبل الكرمل حيث سيدة الكرمل “أم النور”. ومن هنا فإننا بذلك المزار المقام في بلاد البشارة، على برج يعلو فوق الستين متر ليشرف على الجليل والناصرة بلدة العذراء وعلى جبل الكرمل مقام سيدة الكرمل وهو جزء من لبناننا المكرس لمريم والتي تحميه وتعطف على بنيه وتحفظهم من كل سوء وحيث يشارك جميع أبناء المنطقة في احترامها، نكون قد حفظنا بعضا من الجميل للسيدة العذراء أم النور وجعلنا لها مقاما يذّكر بفضلها علينا وبحمايتها للبنان من كل الأخطار.

فيا سيدة الكرمل ام النور احفظي أبناءك وأحفظي لبنان من كل شر وساعدينا لنستحق بجدارة أن نحمل هذا الاسم ونتشح بثوبك ونحتمي تحت ردائك…

وكل عيد وأنتم بخير…

 

حزب_حراس_الارز: لا نية  للمراجع الدولية اعادة النازحين  السوريين إلى بلادهم، مما ينذر بكارثة جديدة على غرار الكارثة التي المّت بلبنان بسبب اللاجئين الفلسطينيين

حزب حراس الارز/قيادة الاعلام/16 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110298/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9

مرّ لبنان بالكثير من الازمات والمحن منذ مطلع الستينات حتى اليوم واجتاز العديد منها بفضل المقاومة اللبنانية وباثمان باهظة وخسائر فادحة بالارواح والارزاق.

ان الأمة اللبنانية اليوم تواجه احتلالاً جائراً غاشماً يطمح لتذويب الكيان اللبناني لإلحاقه بآخر جاهلية يشهدها العالم.

وفي خضم المأساة اللبنانية المتواصلة نرى أمامنا اليوم خطراً داهماً وعبأً متعدد الاوجه والآثار السلبية في الظروف القاهرة التي تخيِّم على حياة الأمة اللبنانية.

لمن لا يعلم نقول ان دخول النازحين السوريين بعدد يفوق المليونين نازح الى لبنان وبالطريقة الهادفة التي اعتمدت في دفعهم نحو الحدود اللبنانية وانتشارهم على كافة الاراضي اللبنانية ومزاحمتهم للبنانيين في لقمة عيشهم وتشكيلهم حملاً ثقيلاً وخطراً ديموغرافياً مباشراً ناتجاً عن عملية التكاثر المريبة التي لا قدرة لاحد على الحد من زخمها.

لقد دخل لبنان مرحلة شديدة الخطورة وخاصةً أن المراجع الدولية لا نية لديها بالعمل على اعادة هؤلاء النازحين بل انها تتعمد معاملتهم كلاجئين مما ينذر بكارثة جديدة على غرار الكارثة التي المّت بلبنان بسبب اللاجئين الفلسطينيين وكأننا نعيش دورة التاريخ الذي قد يتكرر في اي لحظة.

اننا في حزب حراس الارز ندعو كل القوى اللبنانية الانتماء ان تعمل على مدار الساعة في الداخل والخارج ومن خلال كافة المراجع الدولية المعنية لدرء الخطر الوجودي عن الامة اللبنانية، كما اننا ننوه باي مبادرة او جهد يبذل في هذا السياق ونحن على اهبة الاستعداد لكي نعمل سوياً مع كل من هو حريص على كينونة وديمومة امتنا اللبنانية الشمّاء.

لبيك لبنان

 

فيديو مقابلة من تلفزيون “ال ام تي في” مع د. صالح المشنوق يعري من خلالها حزب الله وإرهابه وهرطقاته وإجرامه وفجوره وجهله ولا لبنانيته ولا انسانيته، وذلك باسلوب علمي وواقعي وعملي ومعاش على الأرض بكل فواجعه. الحزب الملالوي يُخيّر اللبناني بين الموت جوعاً أو شهيداً بحروب الملالي العبثية

https://eliasbejjaninews.com/archives/110310/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%aa%d9%84%d9%81%d8%b2%d9%8a%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%85-%d8%aa%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b9-%d8%af/

16 تموز/2022

https://www.youtube.com/watch?v=5I0WymMcsFc&t=1322&ab_channel=MTVLebanonNews

 

بيان سعودي أميركي مشترك... هذه حصّة لبنان فيه

 وكالة الأنباء السعودية./16 تموز/2022

صدر في وقت متأخر من ليل الجمعة السبت بيان مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، في ختام الاجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحضور كبار المسؤولين من الجانبين تم في خلاله استعراض الأولويات المشتركة التي من شأنها أن تسهم في تعزيز الشراكة بين البلدين. وأكد الجانبان على أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجًا.

ونوه الطرفان بأهمية تعاونهما الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة الراهنة في أوكرانيا وتداعياتها، مجددين التزامهما باستقرار أسواق الطاقة العالمية. ورحبت الولايات المتحدة بالتزام المملكة العربية السعودية بدعم توازن أسواق النفط العالمية من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام. واتفق الطرفان على التشاور بانتظام بشأن أسواق الطاقة العالمية على المديين القصير والطويل.

وأكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة العربية السعودية والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرة المملكة على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية.

وشدد الجانبان على ضرورة ردع التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية للدول، ودعمها للإرهاب من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وجهودها لزعزعة أمن واستقرار المنطقة، مؤكدين على أهمية منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

وفيما خصّ الملف اللبناني، عبّر الجانبان عن دعمهما المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللجيش اللبناني الذي يحمي حدوده ويقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية. كما أشار الجانبان إلى أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية وإقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، مشددين على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

هذا وأكد الجانبان دعمهما الثابت للهدنة في اليمن بوساطة الأمم المتحدة، وشددا على أهمية استمرارها وإحراز تقدم لتحويلها إلى اتفاق سلام دائم.

وأعرب الرئيس بايدن عن تقديره لدور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في تحقيق الهدنة وتجديدها، وشدد الجانبان على هدفهما المعلن منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب في اليمن.

وأكد الجانبان دعمهما لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، معبرين عن شكرهما للمجلس على التزامه بالهدنة والخطوات التي أسهمت في تحسين حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك تسهيل استيراد الوقود واستئناف الرحلات الجوية من صنعاء.

ورحب الرئيس بايدن بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في تعزيز العلاقات مع جمهورية العراق، والاتفاقيات التاريخية التي سيتم توقيعها على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، في 16 تموز 2022 لربط شبكات الكهرباء بين المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعراق، من أجل تزويد العراق وشعبه بمصادر كهرباء جديدة ومتنوعة. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد الجانبان التزامهما الدائم بحل الدولتين، بحيث تعيش دولة فلسطينية ذات سيادة ومتصلة جغرافيا جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.وأكد الجانبان التزامهما بالحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها، ودعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للنزاع وفق الصيغة الواردة في قرار مجلس الأمن مشددين في الوقت نفسه، على ضرورة منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف اطلاق النار.

 

هوكشتاين... ومسؤولية التصعيد

بسام أبو زيد/نداء الوطن/16 تموز/2022

لم يتبلغ الجانب اللبناني من الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أي معلومات عما حققه في لقائه يوم الخميس مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وتوقعت المعلومات أن يحصل تواصل بين هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الأسبوع المقبل بعد أن يكون الوسيط الأميركي قد أنهى مشاركته في زيارة الرئيس جو بايدن إلى المنطقة، وشددت هذه المعلومات على أنه بتواصل او من دونه فالرسالة التي يجدد لبنان الرسمي إرسالها للوسيط الأميركي هي أن الوقت ضاغط وأن الأجوبة الإسرائيلية يجب أن تكون طروحات واضحة رداً على الطرح اللبناني الذي يختصر بشعار قانا في مقابل كاريش. المتابعون للمفاوضات غير المباشرة لعملية الترسيم البحري أعربوا عن اعتقادهم بأن التصعيد في هذا الملف كان قد بدأ إنطلاقا من العرض الذي تقدم به هوكشتاين في شباط الماضي والذي لم يعط حقل قانا كاملاً للبنان بل اقتطع مساحة واسعة من البلوك رقم 8 في تعديل واضح للخط 23 لصالح إسرائيل، ولفت هؤلاء إلى أنه لو عرض هوكشتاين وقتها حقل قانا كاملاً على لبنان لكان رمى الكرة في الملعب اللبناني، بينما هي حالياً في ملعب الإسرائيلي الذي يفتش بحسب هؤلاء عن مخرج لا يظهر أنه قدم تنازلات، كما ان لبنان في المقابل لا يمكنه التراجع عن السقف الذي وضعه وتقديم تنازل بأي شكل من الأشكال، هذا فضلا عن أن هوكشتاين لن يكون بمقدوره التقدم بعرض آخر يتضمن تنازلات تضرب طرحه الذي تقدم به في شباط. أيضا لفت هؤلاء المتابعون إلى أن الروس قد يكونون دخلوا على خط الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل واستخدام هذه العملية في الضغط على الجانب الإسرائيلي عن طريق «حزب الله» رداً على الموقف الإسرائيلي من الحرب الأوكرانية الروسية ورداً على حرية الحركة التي يتمتع بها الإسرائيلي في الأجواء السورية.كل ما تقدم يطرح سؤالاً أساسياً لدى هؤلاء المتابعين هل أن هوكشتاين يبقى وحده وسيطاً صالحاً لحل هذا النزاع، أم أن طرفاً آخر على علاقة جيدة بالمتنازعين قد يتدخل لبلورة حل للنزاع قبل أيلول المقبل؟

 

هدوء ما قبل العاصفة التي تهبّ على المنطقة

"حرب تموز" الثانية: عليّ وعلى أعدائي؟

نداء الوطن/16 تموز/2022

مريب الصمت اللبناني في هذه اللحظة الإقليمية المصيرية. كأنه هدوء ما قبل العاصفة التي بشّر بها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وكأن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة. ذهب رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي إلى استنزاف المزيد من الوقت وكأن لا ضرورة للعجلة وكأنهما خارج سياق اللعبة الكبيرة حيث يغيب اللاعبون الصغار. لا حكومة جديدة في لبنان بينما تشهد المنطقة تحولاً كبيراً على المستوى الإستراتيجي سيحصل اليوم في قمة جدة. وأهم ما في هذه القمة أنها تتوج مرحلة جديدة من العلاقة بين المملكة العربية السعودية والإدارة الأميركية وأنها تأتي بعد التهديد الأميركي الإسرائيلي لإيران بأنه ممنوع عليها امتلاك السلاح النووي ولو اقتضى ذلك استعمال القوة.

في قلب هذه اللحظة التي يولد فيها هذا الإنفجار السياسي والأمني الكبير كان تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة وقلب الطاولة ومنع إسرائيل من استخراج النفط طالما لا يمكن أن يستخرجه لبنان مهدداً بما بعد بعد بعد كاريش. هذا التهديد تم تفسيره بأنه محاولة لدعم الموقف الإيراني الصعب أكثر مما يتعلق بدعم الموقف اللبناني الصعب، بل على العكس فقد أتى هذا التهديد ليزيد على الأثقال اللبنانية أثقالاً جديدة وليخيف اللبنانيين الذين أتوا إلى لبنان على أساس التطمينات الكثيرة التي أطلقتها السلطة الحاكمة والأمين العام لـ"حزب الله" على خلفية قضاء صيف هادئ "وأهلا بهالطلة"، فهل ينقلب المشهد ويبدأ الرحيل السريع و"يلّا عالفلّة"؟

قد يكون الصيف كذلك. في تموز 2006 كانت الصورة مشابهة لتموز 2022. كان "حزب الله" يعاني من آثار التحول الكبير الحاصل في لبنان والمنطقة. اتفق الرئيسان جورج بوش وجاك شيراك على إخراج سوريا من لبنان فكان القرار 1559 في أيلول 2004 بعد عام على إسقاط نظام صدام حسين في العراق وتمركز القوات الأميركية على الحدود السورية والإيرانية وبعد عامين على احتلال أفغانستان. في تلك اللحظة التاريخية من تغيير خريطة المنطقة اغتيل الرئيس رفيق الحريري في محاولة لمنع اكتمال التغيير في لبنان. قبل أن تتوجه اصابع الإتهام مباشرة إلى "حزب الله" بدأت حرب تموز، بعد العملية التي نفذها الحزب وراء الخط الأزرق، وانتهت في 13 آب بالقرار 1701 الذي جاء تطبيقاً تنفيذياً للقرار 1559 الذي طلب نزع سلاح "حزب الله". في تموز 2022 تكاد الصورة تكون مطابقة أيضاً. "حزب الله" يعاني من توجيه الشكوك إليه في قضية تفجير مرفأ بيروت ولذلك عطل التحقيق وطلب قبع المحقق العدلي القاضي طارق البيطار. وهو يواجه مجدداً حالة داخلية ودولية تطالب بنزع سلاحه بينما يراقب التحول الكبير الحاصل في المنطقة والذي يشبه إلى حد كبير التحول الذي كان في العام 2005. فهل يكرر المحاولة ويهرب نحو الحرب؟

في العام 2005 كان "حزب الله" في مواجهة أكثرية نيابية جديدة أتت على أصوات ثورة 14 آذار وفي مواجهة حكومة مثلت تلك الأكثرية وكان يريد أن يوقف عقارب ساعة التغيير. اندلاع تلك الحرب أعطاه الحجة ليتهم الحكومة وقوى 14 آذار بالخيانة وليتمسك بسلاحه ولينكر التهمة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. في العام 2022 أفقدته الإنتخابات النيابية الأكثرية الموصوفة التي كان يتمتع بها وهو يتخوف من أن التحول الكبير الحاصل في المنطقة قد ينعكس تحولاً على مستوى انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، ولذلك قد يجد أن أفضل وسيلة للدفاع هي الحرب والدخول في المجهول على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي يا رب".

ولكن على رغم التهديد الذي أطلقه نصرالله فإن هناك أسباباً كثيرة تدعوه إلى تقدير أفضل للوضع. لقد تردد كثيراً قبل أن يقدم على هذه الخطوة ذلك أنه لم يكن قادراً على توقع رد الفعل الذي يمكن أن يحصل تجاه أي خطأ يمكن أن يرتكبه. فهو يعرف أن إسرائيل ليست دولة متهالكة. ما يعرفه غير ما يعلنه. ويعرف أيضاً أن أميركا ليست تلك الدولة العجوز. وإلا لماذا كل هذا التوجس من تغيير خريطة المنطقة ومن التهديد الموجه إلى إيران؟ في ظل تلك اللعبة الكبيرة تصغر الألاعيب الصغيرة في لبنان. ويصير التراشق الكلامي بين بعبدا والسراي كأنه مشهد عبثي في ساحة معركة كبيرة يتقرر فيها مصير المنطقة بما فيه مصير لبنان. وكأن هذا الإستنزاف للوقت يتحول أيضا إلى رقصة العاجزين فوق مقابر الأحياء الباحثين عن لقمة عيش وكيس طحين ورغيف خبز وحبة دواء، فكيف إذا وقعت الحرب؟

 

أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 16 تموز 2022

وطنية/16 تموز/2022

 النهار

يُنقل أن جلسة المحاكمات التي كانت مقررة قبل يومين في قصر العدل في بعبدا ألغيت لتعذر نقل المساجين بسبب عدم توفر الآليات والمحروقات

عُلم أن زيارة ناشط سياسي شيعي من بلدة معروفة في جبيل لقائد مؤسسة أمنية بارزة حملت تأكيد وحرص العشائر على دعم هذه المؤسسة وقائدها

وزير سابق ونائب حالي “ممانع” أمضى وأسرته اسبوعاً على شاطىء منتجع فخم في دولة عربية

نائب بيروتي تلقى اتصالات من فاعليات اعتذرت منه على عدم انتخابه وشكرته على الخدمات التي يقدمها في العاصمة

يشكو نواب من زميل بيروتي يجول على جلسات اللجان ويكتفي بالتقاط الصور ولا يشارك في اي مناقشة.

نداء الوطن

كشفت معلومات ان النائب الياس بو صعب التقى عدداً من المسؤولين الإماراتيين محاولاً إقناعهم بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية.

على رغم دعوات «القوات اللبنانية» المتكررة للنواب التغييريين والمستقلين للإتفاق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية لم يظهر أن هناك من يقوم بدور الوسيط أو من يطرح الأسماء للإختيار، مع الإشارة إلى أن مواصفات البطريرك الراعي للرئيس الجديد ستقلّص الخيارات.

يتردد أن تمسك «التيار الوطني الحر» بوزارة الطاقة يعود إلى منع حصول أي تدقيق في الملفات والصفقات التي كانت تحصل والكشف عنها وإلى استمرار الإستفادة من الصفقات.

الجمهورية

دولة مجاورة معنية بالوضع اللبناني واستحقاقاته لا تعطي رأياً حاسماً في إنتخابات الرئاسة، بانتظار معرفة موقف حزب بارز على الساحة اللبنانية، لتبني على الشيء مقتضاه.

شغلت مصافحة بين زعيمين دولي وإقليمي الأوساط السياسية، لأنّها وضعت حداً لأقاويل عن توتر العلاقات بينهما.

تقول مصادر جهة سياسية إنّ هناك مرشحَين لرئاسة الجمهورية، واحدٌ “قريب من العقل والمنطق” فيما الآخر خرب البلد.

اللواء

ينتظر لبنان مجيء الوسيط الأميركي، قبل نهاية الشهر، ليُبنى على الشيء مقتضاه في ما خص الترسيم البحري، واستخراج الغاز!

تنمُّ سياسة حزب بارز عن رغبة قوية بعدم فك الارتباط مع تيّار مسيحي فاعل، في ضوء المتغيّرات الإقليمية والدولية المتدحرجة..

ارتفعت الأصوات الغاضبة من أداء وزير سيادي، في ما خصَّ مصير استحقاقات مالية، ودفعات موعودة، قبل إضراب الموظفين وخلاله!

الأنباء

ملف اغاثي سيسلك طريقه التنفيذي في ظل حراك دبلوماسي مرتقب على خط بيروت.

رغم الأزمة وتداعياتها الكبيرة تتنقل المهرجانات الصيفية والاحتفالات في معظم المناطق اللبنانية وسط مشاركة كثيفة ما يعكس ارادة الحياة لدى اللبنانيين رغم كل الصعاب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 16 تموز 2022

وطنية/16 تموز/2022

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

اجتماع في السراي الكبير ينعقد يوم الاثنين في شأن رواتب الموظفين المتآكلة لا بل المتحللةفي وقت تتزايد الاهتراءات الادارية- الوظيفية العامة والمعيشية- الحياتية في كل المجالات.. وفيما يعاني موظفو القطاع العام على غرار غالبية الشعب اللبناني عيشة أقل ما يقال بها أنها مذلةيبقى هؤلاء المسؤولون المعنيون بالشأن السياسي وبإدارة الدولة, يتكاسرون في الأبراج العالية على مكسب من هنا وغنيمة من هناكويتناكدون على التحاصص الوزاري وغير الوزاريويتحاقدون في مكامن النفوذوعلى الاستحقاقات في حاضرها ومستقبلهاوكأن الناس تعيش الترف أو كأن بديهيات العيش وأدنى مقومات الكرامة الحياتية مؤمنةأو كأن هؤلاء الموجودين في السلطات يستطيعون ممارسة الحكم الناجز على أكثر من بضعة كيلومترات مربعة من مساحة لبنان البالغة  10452 كيلومترا" مربعا". لا بل هم وحدهم ومن يشبههم، يعيشون الترف ويتشبثون بالسلطات وبنجاحاتهم الباهرة وإداراتهم الرشيدة في خدمة الناس كل الناس.

بعد حوالى الشهر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف حكومة سيكون عمرها - في حال تألفت اليوم- مئة يوم بمعايير الاستحقاقات الدستوريةأبرزها استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية وفق المهلة الدستورية من أول أيلول الى 31 تشرين الأول كحد أقصىمسألة التأليف راوح مكانك.. وقد رجحت النهار صباح اليوم نسبة الى توقعات أن يحصل اللقاء الثالث بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا مطلع الاسبوع لاستئناف التشاور في تأليف حكومة.

الوزير السابق وديع الخازن نقل عن رئيس الجمهورية العماد عون من قصر بعبدا اليوماصراره على انصاف مفهوم الوحدة الوطنية في مقاربة تأليف الحكومةوان المشاورات ستستمر لانضاج حل سريع...

كل ذلكوالتطورات الاقليمية والدولية متسارعة.. من قمة جدة بين بايدن وقادة دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق-التي شددت على مواجهة أي تهديدات من لاسيما من إيران وأكدت على سياسة نفطية هادفة من أوبيك.. الى قمة طهران الثلاثاء المقبل بين بوتن واردوغان ورئيسيامتدادا" الى الحرب في جنوب شرق اوروبا حيث لا تزال جغرافيتها محصورة بالميدان الاوكراني حتى الآن...وصباح اليوم وقبل ساعات من قمة جدةصدر البيان السعودي-الاميركي المشترك عن محادثات بايدن مع القيادة السعودية في جدةوضمن البيان تشديد مشترك على وجوب تأليف حكومة جديدة في لبنانوعلى دعم لبنان وقواته المسلحة الشرعية وتنفيذ الاصلاحات وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بحصر السلاح بيد الشرعية.. كما حمل البيان تأكيدا" على الوقوف ضد تدخلات ايران في شؤون الدول وضد الدعم الايراني للإرهاب بحسب تعابير البيان.

بايدن كان قد انتقل الجمعة بطائرته مباشرة" من مطار بن غوريون الى جدة الأمر الذي فسرته الأوساط إقليميا" ودوليا" ببداية جديدة لتوسيع التطبيع وذلك عبر المملكة العربية السعودية.. هذا الأمر لاقى مواقف منتقدة بشدة ومنها ما صدر صباح اليوم عن عدد من نواب ومسؤولي حزب الله.

تفاصيل النشرة نبدأها من ملخص قمة جدة وبيانها.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

 نصفُ مصافحةٍ لولي العهد محمد بن سلمان . ودعوةُ محمد بن زايد لزيارة واشنطن .

الرئيس الأميركي جو بايدن أنهى زيارته للسعودية ، بعد إسرائيل ، وغادر تاركًا وراءه سيلًا من الإشارات والمواقف التي تحتاج إلى قراءاتٍ معمَّقة . " مصافحة كورونا " طبَّقها على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، لكنه صافح بشكلٍ عادي الملك سلمان ، والصورة التي حفظَها العالم هي نصف المصافحة مع ولي العهد وليست المصافحة مع الملك .

الإشارة الثانية كانت لرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد ، فبعدَ البرودة بين واشنطن وأبو ظبي ، خاطب بايدن بن زايد قائلًا : "  أريد أن أدعوكَ رسميًا للمجيء إلى الولايات المتحدة  قبل انتهاء هذه السنة".

غادر بايدن لكنه طمأن شركاءَه في المنطقة أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الشرق الأوسط ولن تترك فراغًا تملؤه الصين أو روسيا أو إيران".

في موضوع النووي الإيراني أكدت القمة رفضَها ان تمتلك إيران سلاحًا نوويًا " فجدد القادة دعوتَهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء منطقة الخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل." كما ورد في البيان الختامي الذي خَصص فقرة للبنان دعت  ، بالنسبة للانتخابات الرئاسية القادمة ،  جميعَ الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. وركز البيان على أن تمارس السلطة اللبنانية سيادتَها الكاملة فلا يكون هناك أسلحةٌ إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطةٌ سوى سلطتها.

لبنان ، المتفرِّجُ على أعمال القمة ونتائجها ، غارقٌ في عجزِه وانهياره وتعثره في مقاربةِ الملفات : الإدارة ُ العامة في إضراب والنتيجة شللٌ في كل قطاعات الدولة ، وليس معروفًا ما إذا كان اجتماع ُالإثنين سيؤدي إلى تسوية بين الحكومة وموظفي القطاع العام ، وفي حال عدم التسوية تدخل البلاد في شهرها الثاني من الشلل .

أما تشكيل الحكومة فواقعٌ تحت الضربات القاسية بين بيانات القصر وبيانات السرايا ، لكنَّ الشعب في مكان آخر يعيش يومياتِه السياحية من مهرجانات ونشاطات ، ويعيش فرحتَه بالإنجازات الرياضية التي يحققها المنتخب الوطني في كرة السلة ، وكأنه ردٌّ على تخاذل السلطة وإهمالها أو عجزها ، وهذا الشعب يستحق ان تبدأ النشرة بما يُحب ، بالسياحة من مختلف المناطق ، إنها النوافذ التي تشكل الرئة التي مازال لبنانُ يتنفس من خلالها .

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

ماذا يطبخ للبنان في الكواليس الإقليمية والدولية؟

هذا هو السؤال الأهم المطروح اليوم، في ضوء تعذر تشكيل حكومة جديدة، وعلى عتبة الدخول في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأول من أيلول، وفي انتظار إنضاج الاتفاق المأمول لترسيم الحدود البحرية.

أما سبب التعويل على الخارج، فليس أكثر من فقدان الأمل بأي حل مصدره الداخل، ذلك أن المؤسسات الدستورية أعجز من أن تنتج المخارج، تماما كما أن الولاءات الخارجية المتضاربة لشرائح سياسية وازنة جعلت من النظام السياسي الهش أسير مصالح عدد من الدول، يبدو أن عودتها إلى تسويات ليست متاحة في وقت قريب.

فصحيح أن الدعم الأميركي والسعودي للبنان، والذي تكرر التعبير عنه اليوم من جدة مهم، غير ان الأهم هو وضع لبنان على خارطة التفاهمات الكبرى في المنطقة، حتى يولد حل لا يتمّ وأده في المهد من قبل المتضررين الذين لطالما أسقطوا الحلول.

واليوم، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنه مصر على إنصاف مفهوم الوحدة الوطنية في مقاربته لتشكيل الحكومة، مشددا على ان المشاورات سوف تستمر لانضاج حل سريع يؤدي الى ولادة الحكومة الجديدة، لا سيما وان الازمة الحكومية طالت اكثر مما يجب، وباتت تهدد سلامة الحياة، ويمكن أن تجر المخاطر على أمن جميع المواطنين التواقين الى الخروج من هذه الدوامة المقلقة. ومن التطور الأمني الذي شهدته الحدود الجنوبية الشرقية في راشيا نستهل نشرة الاخبار.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

قمة ضيق الخيارات انتهت في جدة بساعات، حصل منها الرئيس الاميركي على زيادة الانتاج اليومي للنفط السعودي الى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا، ونال منها وليّ العهد السعودي ما يريد – اي صورة ترؤسه قمة اعطاه جو بايدن بحضورها صكّ براءة وتثبيت زعامة، وما عدا ذلك فلكلور سياسي لم تستطع ان تخفيه الكاميرات ولا الخطابات في جدة.

على انّ الجد في القمة – بل بكامل جولة الرئيس الاميركي في المنطقة – ليس توليد حلف ضدّ ايران – اعجز من ان تحتمله الارضية السياسية للمنطقة المهتزة، والذي سارعت الى التبرؤ منه تباعا دول القمة، وانما زيادة بانتاج النفط لتخفيض سعره العالمي، والحفاظ على امن الطاقة الاسرائيلي وامداداتها الاوروبية.

 وان استحصل بايدن على الاول، لكن الثاني دونه مسار طويل، يختصر بحصول لبنان على حقوقه كاملة، والا فان المعادلة التي ارساها سيد المقاومة لا تزال واضحة : نستخرج كامل حقوقنا النفطية والغازية، او لا نفط ولا غاز لاحد، وما بعد بعد كاريش ليس كما قبله..

وفي قلب الازمة التي يعيشها لبنان لا جديد يذكر، ولا نوايا بتغيير الحال، وكأن بعض المعنيين في حال انتظار او تسويف مميت، والازمات متروكة بين يدي بعض القتلة من تجار الرغيف ومولدات الكهرباء ومضخات المياه، فضلا عن محتكري السلع الاساسية والدواء، ولا دواء لكلّ هؤلاء الا بوجود دولة هي معلقة اليوم على اضراب قطاعها العام، وضرب بعض وزرائها عرض الحائط بكلّ واجباتهم ..

وباسم الواجب الوطني وزراء يبحثون عن رفد الدولة بكلّ ايراد ممكن او استعادة كلّ حقّ مهدور، ووزير الاشغال علي حمية خير مثال. فمن ارض الجنوب المزهرة بانتصارات تموز، والعائمة على جميل المعادلات الحافظة للسيادة والحقوق، اطلق الوزير حمية معادلة استعادة نفق سكة الحديد في الناقورة من يد العدوانية الصهيونية، واطلق مناقصات لتزيم مشاريع سياحية وتلفريك بين البياضة والناقورة ، على ارض زرعت رجالا فانبتت جزيل الانتصارات.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

 قمم واجتماعات ولقاءات ثنائية بالجملة في المملكة العربية السعودية.  لكن  القمة الابرز تبقى القمة الجماعية التي جمعت دول الخليج ،  وشاركت فيها مصر والعراق والاردن ، وحضرها رئيس الولايات المتحدة الاميركية. ما قيل في الجلسة الافتتاحية  لقمة جدة للامن والتنمية أكد المؤكد من جديد . ولي العهد السعودي دعا ايران الى التعاون مع دول المنطقة والتزام مبادىء الشرعية الدولية والتعاون مع وكالة الطاقة الذرية. اما الرئيس الاميركي جو بايدن فقال ان واشنطن لن تنسحبَ من المنطقة وتترك فراغا تملأه روسيا او الصين او ايران ،  مؤكداً من جهة ثانية ان الولايات المتحدة ملتزمة ضمان عدم حصول ايران على سلاح نووي مطلقاً . اذاً ، اميركا جو بايدن تتخلى عن سياسة الانكفاء ، وتعود الى المنطقة العربية من الباب السعودي العريض. عنوانان يختصران العودة الاميركية : تأمين مصادر الطاقة ، وتحجيم الدور الايراني المتنامي. العنوان الاول سيتحقق ، فيما العنوان الثاني مطروح على بساط البحث. اذ كيف ستـتلقـف ايران العرضَ الاميركي؟ بل كيف ستنظر الى التحالف الخليجي- العربي- الاميركي،  وهل هي في وارد التخلي عن طموحاتها واحلامها، ام ستـتشبث بها اكثر ما يضع المنطقة باسرها على فوهة بركان؟ في انتظار توضح الموقف الايراني، لبنان يتخبط. اذ لا جديد تحت شمس الحكومة ، بل انتظار طويل علّ رئيس الحكومة المكلف يعاود حراكه على خط السراي- بعبدا. وفي المعلومات ان الاجواء اصبحت مهيأة لاجتماع ينعقد بين  الرئيس  عون والرئيس ميقاتي مطلع الاسبوع المقبل. لكن الاجتماع لا يعني الاتفاق، اذ دونه عقبات كثيرة.

 فميقاتي بات على اقتناع بأن التيار الوطني الحر لن يتخلى عن وزارة الطاقة ، فيما مصادر بعبدا وميرنا الشالوحي تؤكد ان ميقاتي لا يريد تشكيل حكومة،  بل يفضل ان يبقى رئيسا لحكومة تصريف الاعمال. وهذا يعني ان الحكومة المنتظرة ستبقى منتظرة، من دون ان يكون للانتظار اي نتيجة!

والوضع اللبناني المعقد المتشابك شكل جزءا من البيان السعودي- الاميركي المشترك، حيث  شدد الطرفان على ضرورة تحقيق الاصلاحات والاسراع في تأليف حكومة وحصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط وصون الاستقرار. فكيف يمكن لهذه الامور ان تتحقق في ظل حزب يهيمن على القرار،  وحوّل المسؤولين، جميع المسؤولين،  مجرد دمى متحركة لا اكثر ولا اقل.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

 افرغت اميركا طاقة اوروبا وعقدت ست عشرة اتفاقية على الطاقة العربية الخليجيةوزيت الرئيس الاميركي جو بايدن جولته بثلاثة عشر مليون برميل نفط يوميا لكنها ستكون القدرة الاخيرة على زيادة الانتاج كما اعلن ولي  العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حرك بايدن عجلات الطاقة والتنمية وابرم اتفاقيات  من شأنها تعويض الخسائر عن حرب روسية اوكرانية دفعت اوروبا اثمانها لكن الرئيس الاميركي خرج من الامن بصفر انتاج باستثناء ادخال اسرائيل عنصرا محيرا في المنطقة فكل تصريحات القادة والزعماء والمسؤولين الخليجين لم تعط تأكيدا على شراكة اسرائيل ما خلا فتح المجال الجوي امام طائراتها للعبور اما تأسيس ناتو عربي في وجه ايران فقد "وافته المنية " قبل بزوغه وجاءت مراسم نعيه عبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي  قال جازما أنه لم يطرح ولم يناقش أي نوع من التعاون العسكري أو التقني مع إسرائيل، ولا يوجد أي شيء اسمه "ناتو عربي". وفي مؤتمر صحافي حرص بن فرحان اكثر من مرة على تسمية ايران " بالجارة " وقال إن يد المملكة ممدودة  لها توصلا  إلى علاقات طبيعية مشيرا الى أن الحوار والدبلوماسية هي الحل الوحيد لبرنامج إيران النووي. والدبلوماسية مع ايران كانت العامل المشترك لقمة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس الاميركي وبذلك يصبح ما سمي باعلان القدس مجرد حبوب مهدئة لاسرائيل تمهد لتطبيع وتوقيع اتفاق نووي مع ايران اما كلام بايدن عن عدم سماحه لان تسيطر دولة على دولة او ان تحتل اخرى فهو خطاب لا يصلح الا لاسرائيل لكونها الكيان الوحيد المختص بالاحتلال من ارض فلسطين مرورا بالاردن وصولا الى جنوب لبنان وبايدن الذي يرفض التدخل بشؤون الدول فقد اوكل لنفسه الاعلان عن اتفاق ربط شبكة كهرباء العراق بشبكة مجلس التعاون عبر السعودية والكويت ولم يعرف على وجه التحديد مسؤولية رئيس اميركي بهذه الشبكة الا اذا كان سيمد عبرها خط اشتراك للبيت الابيض. وعن المحادثات الاميركية الخليجية حضرت فلسطين في كلمة امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فشكلت مقاربته كلام الجد في قمة جدة إذ قال إن التوتر سيظل قائما ما لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات وتغيير طابع القدس واستمرار فرض الحصار على غزة، وإنه لا يجوز أن يكون دور العرب اقتراح التسويات ودور إسرائيل رفضها. وكانت اسرائيل قد عقدت اتفاق الخديعة مع بايدن فأمرت بتجميد اوسع مشروع استيطاني يشمل بناء اكثر من الفي وحدة سكنية وذلك لمدة اسبوع فقط ريثما تنتهي زيارة الرئيس الاميركي ثم تسـتأنف العمل الهدام . ولبنان مهدود الحيل والحيلة تصدر بيان قمة جدة بسطور وافرة اتخذت شكل الرشد والنصائح من دون مد انابيب الدعم ما خلا بالمواقف . وقد عبر عبر القادة عن دعمهم لسيادة لبنان، وأمنه واستقراره، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي وبالنسبة للانتخابات الرئاسية القادمة دعوا جميع الأطراف لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. وأكدو  على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

بخاري: ‏أكد القادة أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية

وطنية/16 تموز/2022"

غرد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري عبر "تويتر" عن قمة جدة للأمن والتنمية، وقال:  "‏أكد القادة أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها".

 

 وزارة الصحة: 1975 إصابة جديدة و حالتا وفاة

وطنية/16 تموز/2022" 

أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي تسجيل "1975 إصابة  جديدة بفيروس كورونا رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1138458، كما تم تسجيل حالتي وفاة".

 

هل رضي باسيل عن ترشيح فرنجيّة للرئاسة؟

 إم تي في اللبنانية/16 تموز/2022"

مع اقتراب المهلة الدستوريّة لانتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهوريّة، يرتفع منسوب التسريبات والتأويلات، كما التفسيرات للقاءات والاتصالات. كانت البداية من الإفطار الذي جمع رئيس “التيّار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس “تيّار المردة” سليمان فرنجيّة في ضيافة أمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصرالله، وصولاً الى اللقاء الذي جمع باسيل مع النائب فريد الخازن، المقرّب من فرنجيّة. حمل اللقاءان تفسيرات عدّة، وأهرق حبرٌ كثير في تحليلهما، وكان آخر ما كُتب مقالٌ نشرته صحيفة “الأخبار” اليوم السبت، بتوقيع الصحافي نقولا ناصيف، بعنوان “فرنجيّة رئيساً برضى باسيل”. وفي السياق، نفى مصدر في “التيّار الوطني الحر” ما ورد في المقال المذكور، مؤكّداً أنّ لقاءي الضاحية الجنوبيّة واللقلوق لم يتطرّقا إطلاقاً الى الاستحقاق الرئاسي، ولم يتضمّنا طلب دعم ولا عرض ترشيحٍ و”رضى”. ولفت المصدر الى أنّ “باسيل لم يعلن موقفه صراحةً من الاستحقاق الرئاسي، ومن المبكر أن يعلن ذلك، ويجب ألا تُحمَّل اللقاءات التي يعقدها أكثر ممّا تحتمل، ولا أن تنشط المخيّلات في زمن التحدّيات الكثيرة التي يواجهها لبنان، وأوّلها اليوم تشكيل حكومة بدل الاستمرار في هدر الوقت، وهو غالٍ في ظلّ ما نعيشه من انهيار”.

 

مقتل شابين بمنطقة حدودية في راشيا

وطنية/16 تموز/2022"

قتل العنصر في أمن الدولة طارق محمود زيدان والمواطن يحيى كميل علاء الدين من بلدة ينطا، في قضاء راشيا، في منطقة جبلية على الحدود السورية اللبنانية في خراج بلدة ينطا نتيجة تعرضهما لإطلاق نار اثناء تواجدهما داخل جيب في منطقة الشكارة ووادي بكا. وقد ضربت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في تلك المنطقة طوقا أمنياً وتم استدعاء المباحث والادلة الجنائية حيث تم نقل الجثتين الى مستشفى راشيا الحكومي فور الانتهاء من الاجراءات المتبعة. كما حضرت الأجهزة الأمنية المعنية وبوشرت التحقيقات في اسباب مقتلهما. إلى ذلك، أشارت المديريّة العامّة لأمن الدّولة – قسم الإعلام والتوجيه والعلاقات العامّة الى أن “بعض وسائل الإعلام تناولت صباح اليوم، خبراً عن مقتل شابّين في منطقة جبل ينطا – راشيّا، قرب الحدود اللبنانيّة السوريّة، أحدهما العنصر طارق زيدان من عديد المديريّة العامّة لأمن الدّولة. وتابعت في بيان: “يهم المديريّة أن توضح أنّ طارق زيدان، كان من عسكريّيها، قبل فراره من الخدمة منذ تاريخ 24-10-2021 وهو محال بسبب فراره أمام المحكمة العسكريّة بموجب إشارة القضاء المختصّ، لذا اقتضى التوضيح.”

 

 محمد رعد: جاهزون ومتهيّئون للحرب!

 الجديد/16 تموز/2022"

أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى “اننا في مواجهة العدوّ الإسرائيلي، و بالفم الملآن نقول له أنّ الغاز في منطقتنا الإقتصادية الخاصة هو حقٌّ لنا ونحن أَولَى من كلّ العالم بأن نستثمر حقّنا في مياهنا وفي غازِنا.”وأضاف: “عندما نشير الى خيار حربٍ تتيح لنا أن نعيش بكرامةٍ وأن لا نمتهِن التزلّف ولا التسوّل من الآخرين ولا طلب الأُعطيات منه إنّما نريد أن نقول نحن الأحرار ويجب أن تعرفوا مع من تتعاملون.” إلى ذلك، أوضح رعد “اننا لا نتمنّى الحرب لكنّنا جاهزون لها ومتهيّئون لها، وإذا رأيتم من قائدنا الشهيد في مطلع مقاومتنا بعض البأس منه ومِن مَن لحقَه من الشهداء فسترون كلّ بأسِنا في الأيام المقبلة حين تُخطئون الخيار وتعمدون إلى العدوان.”

 

طوافات الجيش تخمد النيران في إهراءات القمح

المؤسسة اللبنانية للإرسال/16 تموز/2022"

بدأت طوافات الجيش اللبناني المساعدة بإخماد النيران المشتعلة في اهراءات مرفأ بيروت منذ حوالي الاسبوع. إشارة إلى أن الطوافات تقوم بقياس اتجاه الهواء وتحديد العلو الذي ممكن إخماد الحريق منه، من دون تعريض سلامة الطوافة ومن في داخلها إلى الخطر، بحسب الـlbci.

 

قاووق: أميركا مغتاظة من معادلات “المقاومة”

 الوكالة الوطنية للإعلام/16 تموز/2022"

رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، أن “لبنان كان قبل المقاومة عنوان ضعف العرب والحلقة الأضعف، ولكن بمعادلة المقاومة، أصبح لبنان عنوان القوة لكل العرب، والحامي لبقية الكرامة على امتداد العالم العربي.” وأضاف قاووق: “المقاومة هي الحصن الحصين للسيادة والكرامات والثروات اللبنانية، ونحن لا نراهن لا على وعود أميركية ولا على قمم عربية لنحمي السيادة ولنستعيد حقنا في ثرواتنا.” كما ادعى أن “السفارة الأميركية تتصل بإعلاميين وسياسيين في لبنان من أجل أن يردوا على خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لأن أميركا مغتاظة جداً من معادلات المقاومة، ولأن هناك بعض السياسيين والإعلاميين يقبلون على أنفسهم أن ينجروا إلى التحريض على الفتنة الداخلية، وهم كما خسروا في الماضي شرف المشاركة في تحرير الأرض، سيخسرون مجدداً شرف المشاركة في استعادة ثرواتنا النفطية والغازية.” وختم قائلا: “عندما سمح النظام السعودي للطائرات الإسرائيلية أن تحلّق فوق بلاد الحرمين، أساء واستفز مليار و800 مليون مسلم في هذا العالم، وعندما يتعاون النظام السعودي أمنياً وعسكرياً مع الكيان الإسرائيلي، يصبح شريكاً في العدوانية الإسرائيلية على سوريا ولبنان وفلسطين، وكفى بذلك خيانة للأمة.”

 

بيان سعودي- أميركي بشأن لبنان: لتشكيل حكومة جديدة!

 قناة العربية.نت/16 تموز/2022"

أصدرت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية بياناً مشتركاً بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة. إذ تم البحث في الواقع اللبناني، حيث شدد الجانبان على “دعمهما المستمرّ لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية”. وأضاف البيان: “نشدد على أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة”. كما أكد البيان “أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها”.

 

توقيف ضابط في قوى الامن الداخلي والسبب منشور

الكلمة أولاين/16 تموز/2022

اوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، الضابط في قوى الأمن الرائد ميشال مطران، وذلك على خلفية "بوست" له على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت زوجة مطران جويل باسيل عبر حسابها على "تويتر": "تم استدعاء زوجي، ميشال مطران، كالمجرمين الساعة 6 مساء الجمعة في 15/07/2022 وعلى عجل من منزلنا في زحلة بهدف توقيفه! وقد تم توقيفه فعلا من قبل فرع المعلومات لأنه ممتهن ومحترف وبسبب بوست كتبه على مواقع التواصل منذ 6 ايام! ولأنو ما بدكم مين يخبركم عن حرفيته". وأرفقت تغريدتها بهاشتاغ "#الحرية_لميشال_مطران".

كما نشرت البوست الذي يرجّح أنّه جرى توقيف زوجها بسببه، حيث انتقد فيه الأعداد اليومية لضحايا حوادث السير في لبنان ولا سيما أنّ مطران هو ضابط متخصّص بالسلامة المرورية.

 

جعجع: “الحزب” صعّد ليقطف اتفاق الترسيم… وندعم جوزيف عون

وكالة الانباء المركزية/16 تموز/2022"

عزا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، تصعيدَ “حزب الله” العسكري عبر المسيّرات الى كاريش والسياسي من خلال تهويل امينه العام السيد حسن نصرالله بالحرب، الى أكثر من سبب اقليمي وداخلي يتعلّق في شكل خاص بوضعيته “شعبيا”. وقال في حديث لـ”المركزية”: “نصرالله صعّد لان الرئيس الاميركي جو بايدن آت الى المنطقة، وقد أراد الايرانيون إبلاغه من خلال نصرالله “أننا عبر أذرعنا، خاصة تلك الموجودة على مرمى حجر من اسرائيل، قادرون على تفجير الوضع”. وإلا، فلماذا بدّل نصرالله، في هذا التوقيت بالذات، نبرتَه، بعد ان كان يردّد دائما انه “خلف الدولة في ملف ترسيم الحدود البحرية”؟!”.

وتابع جعجع: “اما السبب الثاني فهو للقول ان سلاح حزب الله لا يزال يملك وظيفة وان الحزب لا يزال فعلا “مقاومة”. فبعد ان بات الكل يعلم، خاصة داخل بيئة الحزب، ان تحالفاته “الخنفشارية” تقف خلف انهيار الدولة وقطاعاتها كلّها وأبرزها الكهرباء التي يديرها حلفاؤه منذ اكثر من عقد، كان الحزب بحاجة بعد انكشاف هذه المعادلة، الى خطوة لاعادة تغطية نفسه وإبراز من جديد، وجهَه كمقاومة تُدافع عن حقوق لبنان وعن غازه ونفطه اللذين يصوّرهما على انهما الحل الوحيد لازمة لبنان. لكن لا بد من التأكيد هنا ان هذا ليس صحيحا. ذلك ان الاموال التي يمكن ان نجنيها من التنقيب، يمكن ان يهدرها الحزبُ وحلفاؤه الفاسدون خلال سنوات قليلة! اما الحل الفعلي لازمتنا، فهو بالتخلّص من هذه الزمرة في السلطة. الحزب اذا انكشف، خاصة لدى بيئته الحاضنة التي، وكما كل اللبنانيين، ما عادت تجد خبزا في الافران. ولذلك هو كان بحاجة الى الاضاءة مجددا على دوره كمقاومة”.

وأضاف: “السبب الثالث لتصعيد الحزب يتمثّل في شعوره بأن المفاوضات التي ترعاها واشنطن للترسيم، ذاهبة فعلا نحو تحقيق خرق ايجابي. لذلك، أراد نصرالله استباق الانجاز بمسيّرات وبتهويل، لـ”يقطفها” هو، ويجيّر الاتفاق المرتقب الى “الحزب” ويسيّله في رصيده شعبيا وسياسيا”. واستطرد: “فلنفترض ان خلفيات مواقف نصرالله ومسيّراته، كانت فعلا نبيلة، وانه اراد حقّا، تعزيزَ موقع الدولة اللبنانية التفاوضي –  علما ان الاخيرة قالت عبر بيان السراي الذي يمثّل في الواقع موقف لبنان الرسمي كلّه ان الحزب بما فعله انما “يُخربط” على المفاوضات – لكن النتيجة مما قام به كانت ان مسيّراته تسببت بضرر للبنان الدولة، اكبر بكثير من اي خدمة يمكن ان يكون قدّمها لها. ذلك انه أثبت بما فعله، ان “لا دولة” في بيروت، وان قرار الحرب والسلم عند الحزب، وبالتالي هو أبعَد المجتمعَ الدولي كلّه عن لبنان، فيما نحن بأمسّ الحاجة الى مساعدته. وهذه الوقائع يجب ان تعرفها اولا، البيئة الحاضنة للحزب والتي يغشّها كل يوم”.

من جهة ثانية، أوضح أنه “على الصعيد الرئاسي، يجب ان نوصل اشخاصا قادرين فعلا على الانقاذ. واليوم، قنواتُ التواصل فتحت جديا وفعليا على مصراعيها، بين اهل الفريق المعارِض للمنظومة. والاشكالية الوحيدة القائمة هي انه عمليا، باستثناء القوات والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، هناك “35 فريقا” آخر، ويجب التفاوض مع كل شخص بمفرده، ولهذا السبب، عملية التواصل تستغرق وقتا، الا انها أقلعت جيدا ويجب ان تثمر في الرئاسيات”.

وقال: “لكن لا سمح الله، اذا اوصل المحورُ الآخر، مرشحا له الى بعبدا، او مرشحا يُصوّره على انه حياديّ، فاننا سنَدخل في 6 سنوات اضافية من الغرق في جهنم.. نحن لن نستسلم، ومحطة انتخابات رئاسة الجمهورية مفصلية، والمطلوب ان ننتخب رئيسا جمهوريا اي يؤمن بالجمهورية، دستوريا اي يؤمن بالدستور، واصلاحيا وسياديا. هذا هو التحدي امامنا، وعلى نوّاب المعارضة ان يعوا مسؤوليتهم”. وردا على سؤال، أكد جعجع “وجود شخصيات تتمتع بهذه الصفات في لبنان، مشيرا الى ان “ترشيحه للمنصب، مدار درس وبحث وموضع اخذ ورد في الحزب وتكتل “الجمهورية القوية”.

اما عن دعمه قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئاسة، فاعتبر أنه “أدار جيدا مؤسسة الجيش، وحسّنها وتصرّف كرجل دولة فعلي على رأسها، ولم يقبل، رغم الضغوط التي تعرّض لها من أرفع المسؤولين، ان يحيد الجيشُ عن مهامه اي الحفاظ على الحدود الخارجية وايضا على الامن الداخلي الذي هو اليوم في وضعية مقبولة جدا”، مضيفا: “لا أعرف ما هي حظوظ العماد عون في الوصول الى القصر، وأتمنى ان تكون جيدة، لانه، كما نجح في دوره الصغير، يمكن ان ينجح في الدور الكبير ايضا. واذا تبيّن ان حظوظه متقدّمة فاننا طبعا سندعمه”.

اقليميا، وفي قراءته للمستجدات، رأى جعجع انه “وبسبب حرب اوكرانيا، شهد العالم عملية اعادة تموضع كاملة. وبعد ان كانت الولايات المتحدة تضع “الشرق الاوسط” في درجات متأخرة على سلم اولوياتها، عادت ووضعته في الصدارة. من هنا، نفهم زيارة بايدن الى المنطقة، والتي تأتي في اطار مساعي واشنطن لاعادة جمع اوراقها ورص صف حلفائها في الاقليم… في المقابل، يضيف جعجع، اتى الرد سريعا في قمة طهران الاسبوع المقبل، علما ان التحالف قائم اصلا بين الروس والايرانيين والصينيين، الا ان تم ترسيخه اكثر في القمة المرتقبة في ايران.

كما لفت إلى أن “نتيجة هذا الاصطفاف، هي مزيدا من التشنج في المنطقة. غير انه لا يستبعد ابدا امكانية الوصول الى مزيد من الاستقرار، لان بات هناك توازنا للقوى في الشرق الاوسط لان حتى الامس القريب، كان هناك محور واحد هو الروسي – الايراني يسرح ويمرح فيه. وفي رأيه، ليس من الضروري ان تقود عودة واشنطن الى المنطقة، الى حرب فيها. وبعد مراقبة طويلة للسياسة الايرانية، اظن ان الايرانيين لمسوا ان اللعبة لم تعد مزحا، وبات هناك توزان قوّة فعلا في المنطقة، ما قد يدفعهم الى التروي، بما يوصلنا الى استقرار اكبر. ويضيف “حظوظ التبريد اكبر في رأيي، من حظوظ التفجير، لكن هذا غير مضمون بعد، والامر مرتبط بحسابات الايرانيين، فاذا قرروا تسريع التخصيب مثلا، سنذهب الى انفجار”. لكن على الارجح، سنبقى في تقديري، على صفيح ساخن من دون الوصول الى ما لا تحمد عقباه”.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بايدن يغادر السعودية بعد زيارة استمرت يومين

جدة/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

غادر الرئيس الأميركي جو بايدن مدينة جدة بعد زيارة استمرت يومين للسعودية، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى مشاركته في قمة جدة للأمن والتنمية التي ضمت قادة دول الخليج ومصر والأردن والعراق. وكان أمير منطقة مكة، خالد الفيصل، في وداع الرئيس الأميركي بمطار الملك عبدالعزيز في جدة.  وأكد بايدن في كلمته خلال قمة جدة للأمن والتنمية أن الولايات المتحدة ستظل شريكة نشطة ومتعاونة في الشرق الأوسط، مشدداً على أن واشنطن «لن تتخلى» عن الشرق الأوسط ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى روسيا أو الصين أو إيران.

وتوجه بايدن «بالشكر للسعودية  لدعوتنا لهذه المنطقة المهمة». وأضاف: «لدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب». وتابع: «الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطا في الشرق الأوسط... سنعمل في منطقة الشرق الأوسط ونؤسس لعلاقات اقتصادية مستدامة.. المصالح الأميركية مرتبطة مع النجاحات في الشرق الأوسط».

 

قمة جدة»: رؤية مشتركة لشرق أوسط مستقر ومزدهر

جدة/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أكد قادة الدول المشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» اليوم (السبت)، على رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وأهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحفظ أمن الشرق الأوسط واستقراره، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دوله، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهه، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية. جاء ذلك في البيان الختامي للقمة المشتركة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن، ومصر، والعراق، والولايات المتحدة، وذلك بهدف تأكيد شراكتهم التاريخية، وتعميق تعاونهم المشترك في جميع المجالات. ورحب القادة بتأكيد الرئيس بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكاتها الاستراتيجية الممتدة لعقود في الشرق الأوسط، والتزامها الدائم بأمن شركائها والدفاع عن أراضيهم، وإدراكها للدور المركزي للمنطقة في ربط المحيطين الهندي والهادي بأوروبا وأفريقيا والأميركيتين. كما جدد الرئيس الأميركي التأكيد على التزام واشنطن بالعمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في الشرق الأوسط، مشيداً بالأدوار المهمة في عملية السلام للأردن ومصر، ودول مجلس التعاون، ودعمها للشعب الفلسطيني ومؤسساته. وأكدوا ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، مشددين على أهمية المبادرة العربية، وضرورة وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض الحل، واحترام الوضع التاريخي القائم في القدس ومقدساتها، وعلى الدور الرئيسي للوصاية الهاشمية في هذا السياق. ونوهوا بأهمية دعم الاقتصاد الفلسطيني ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).

وجدد القادة عزمهم على تطوير التعاون والتكامل الإقليمي والمشاريع المشتركة بين دولهم بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة، والتصدي الجماعي لتحديات المناخ من خلال تسريع الطموحات البيئية، ودعم الابتكار والشراكات، بما فيها استخدام نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتطوير مصادر متجددة للطاقة. وأشاد القادة في هذا الإطار باتفاقيات الربط الكهربائي بين السعودية والعراق، ومجلس التعاون والعراق، والسعودية وكل من الأردن ومصر، وبين مصر والأردن والعراق. وأشاد القادة بمبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر» اللتين أعلنهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، معربين عن تطلعهم للمساهمة الإيجابية الفاعلة من الجميع في سبيل نجاح مؤتمري «الأمم المتحدة للتغير المناخي» السابع والعشرين في مصر، والثامن والعشرين بدولة الإمارات، و«المعرض الدولي للبستنة 2023» في دولة قطر بعنوان «صحراء خضراء، بيئة أفضل».

وأكدوا على أهمية تحقيق أمن الطاقة، واستقرار أسواقها، مع العمل على تعزيز الاستثمار في التقنيات والمشاريع التي تهدف إلى خفض الانبعاثات وإزالة الكربون بما يتوافق مع الالتزامات الوطنية، منوهين بجهود «أوبك +» الهادفة إلى استقرار أسواق النفط بما يخدم مصالح المستهلكين والمنتجين ويدعم النمو الاقتصادي، وبقرارها زيادة الإنتاج لشهري يوليو وأغسطس، وأشادوا بالدور القيادي للسعودية في تحقيق التوافق بين أعضاء المنظمة.

وجدد القادة دعمهم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولهدف منع انتشار تلك الأسلحة في الشرق الأوسط، كذلك دعوتهم إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومع دول المنطقة، لإبقاء الخليج العربي خال من أسلحة الدمار الشامل، وللحفاظ على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً. وأكدوا إدانتهم القوية للإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، وعزمهم على تعزيز الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، ومنع التمويل والتسليح والتجنيد للجماعات الإرهابية من جميع الأفراد والكيانات، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها، كما أدانوا الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأعيان المدنية ومنشآت الطاقة في السعودية والإمارات، وضد السفن التجارية المبحرة في ممرات التجارة الدولية الحيوية بمضيق هرمز وباب المندب، مشددين على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها قرار مجلس الأمن 2624.

وجدد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ونمائه ورفاهه، ولجميع جهوده في مكافحة الإرهاب، مرحبين بالدور الإيجابي الذي يقوم به لتسهيل التواصل وبناء الثقة بين دول المنطقة. ورحبوا بالهدنة في اليمن وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ومنها قرار مجلس الأمن 2216. ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى اغتنام الفرصة والبدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة، مؤكدين أهمية استمرار دعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والدعم الاقتصادي والتنموي للشعب اليمني، وضمان وصولها لجميع أنحاء اليمن. وأكد القادة ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويلبي تطلعات شعبها، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، مشددين على أهمية توفير الدعم اللازم للاجئين السوريين، وللدول التي تستضيفهم، ووصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق سوريا. وعبّروا عن دعمهم لسيادة وأمن واستقرار لبنان، وجميع الإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي، منوهين بانعقاد الانتخابات البرلمانية، بتمكين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، داعين جميع الأطراف اللبنانية لاحترام الدستور والمواعيد الدستورية. وأشادوا بجهود أصدقاء وشركاء لبنان في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بينه وبين دول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش وقوى الأمن في حفظ أمن البلاد.

ونوه القادة بشكل خاص بمبادرات دولة الكويت الرامية إلى بناء العمل المشترك بين لبنان ودول الخليج، وبإعلان دولة قطر الأخير عن دعمها المباشر لمرتبات الجيش اللبناني. وأكدت الولايات المتحدة عزمها على تطوير برنامج مماثل لدعم الجيش وقوى الأمن الداخلي. كما رحب القادة بالدعم الذي قدمته العراق للشعب والحكومة في لبنان بمجالات الطاقة والإغاثة الإنسانية، داعين جميع أصدقاء لبنان للانضمام للجهود الرامية لضمان أمنه واستقراره، ومؤكدين على أهمية بسط سيطرة الحكومة على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة و«اتفاق الطائف»؛ لتمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقتها، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها. وجددوا دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها القرارين 2570 و2571، وضرورة عقد انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة دون إبطاء، كما جددوا دعمهم لتوحيد المؤسسات العسكرية بإشراف الأمم المتحدة، ومعبرين عن تقديرهم لاستضافة مصر للحوار الدستوري الليبي بما يدعم العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة. وأكد القادة دعمهم لجهود تحقيق الاستقرار في السودان، واستكمال وإنجاح المرحلة الانتقالية، وتشجيع التوافق بين الأطراف السودانية، والحفاظ على تماسك الدولة ومؤسساتها، ومساندة السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وبشأن سد النهضة الأثيوبي، عبّر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، ولحل دبلوماسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة، مؤكدين ضرورة التوصل لاتفاق بشأن ملئه وتشغيله في أجل زمني معقول كما نص عليه بيان رئيس مجلس الأمن في 15 سبتمبر 2021، ووفقاً للقانون الدولي.

وفيما يخص الحرب في أوكرانيا، جددوا التأكيد على ضرورة احترام مبادئ القانون الدولي، بما فيها ميثاق الأمم المتحدة، وسيادة الدول وسلامة أراضيها، والالتزام بعدم استخدام القوة أو التهديد بها، حاثين المجتمع الدولي وجميع الدول على مضاعفة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي، وإنهاء المعاناة الإنسانية، ودعم اللاجئين والنازحين والمتضررين من الحرب، وتسهيل تصدير الحبوب والمواد الغذائية، ودعم الأمن الغذائي للدول المتضررة. وحول أفغانستان، أكد القادة على أهمية استمرار وتكثيف الجهود في سبيل دعم وصول المساعدات الإنسانية لها، وللتعامل مع خطر الإرهابيين الموجودين فيها، والسعي لحصول الشعب الأفغاني بجميع أطيافه على حقوقهم وحرياتهم الأساسية، وخاصة في التعليم والرعاية الصحية وفقاً لأعلى المعايير الممكنة، وحق العمل خاصةً للنساء، معبرين عن تقديرهم لدور دولة قطر في مساندة أمن الشعب الأفغاني واستقراره. ورحبوا باستعدادات دول قطر لاستضافة كأس العالم 2022، مجددين دعمهم لكل ما من شأنه نجاحه. كما أكدوا التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجدداً في المستقبل.

 

ولي العهد السعودي: قمة جدة تعزز العمل المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية

جدة/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخراً بسبب جائحة كوفيد -19، والأوضاع الجيوسياسية، تستدعي مزيداً من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي، مشدداً على أن قمة جدة للأمن والتنمية تعزز مسيرة العمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية. وفي مستهل كلمته نقل اولي العهد السعودي تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى قادة وؤساء وفود الدول المشاركة في القمة وتمنياته للقمة بالنجاح.  وقال الأمير محمد بن سلمان «متفائلون أن تؤدي قمة جدة للأمن والتنمية إلى وضع إطار شامل لمرحلة جديدة نبعث فيها الأمل لشباب وشابات المنطقة بمستقبل مشرق يتمكنون فيه من تحقيق آمالهم ويقدمون للعالم رسالتنا وقيمنا النبيلة التي نفتخر بها ولن نتخلى عنها، ونتمنى من العالم احترامها». وتابع: «نأمل أن تؤسس قمتنا هذه لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية»وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية أعلنت عن زيادة القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية للزيادة. وأضاف «نؤكد أن ازدهار المنطقة ورخاءها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبادئ وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وأكد أن «اكتمال منظومة الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة يتطلب إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمات الأخرى لاسيما في سوريا وليبيا بما يكفل إنهاء معاناة شعبيهما الشقيقين». وفيما يخص الملف الإيراني قال ولي العهد السعودي « ندعو إيران باعتبارها دولة جارة إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءاً من هذه الرؤية من خلال الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأوضح ولي العهد السعودي أنه «امتداداً لرؤية المملكة الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة فقد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني - يمني وفقاً للمرجعيات الثلاث، كما بذلت مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية، وسنستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق». وأكد «يسرّنا ما يشهده العراق مؤخراً من تحسن في أمنه واستقراره بما سينعكس على شعبه الشقيق بالرخاء والازدهار وتفاعله الإيجابي مع محيطه العربي والإقليمي، ونشيد بتوقيع اتفاقيتي الربط الكهربائي بين المملكة والعراق وكذلك مع دول مجلس التعاون».

وانطلقت السبت، «قمة جدة للأمن والتنمية» بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق، بالإضافة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يقوم حالياً بزيارة إلى السعودية. وأضاف ولي العهد السعودي أن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حالياً وعلى رأسها التغير المناخي، تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني نهج متوازن وذلك بالانتقال المتدرج والمسؤول نحو مصادر طاقة أكثر ديمومة. وفي ختام القمة، وجه ولي العهد السعودي الشكر إلى قادة ورؤساء وفود الدول على حضورهم ومشاركتهم الفعالة في القمة، مؤكداً أن قمة جدة عكست عُمقَ العلاقات المتينة التي تربط دولنا بعضها ببعض، وبالولايات المتحدة، والتي تأتي امتداداً واستمراراً لعقود من الروابط الاستراتيجية الوثيقة. وتابع ولي العهد: «نشيدُ بما شهدته قمة جدة للأمن والتنمية من حرص على مواصلة التقدم والتعاون، فيما يعزز مسيرة عملنا المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، في جميع المجالات، متطلعين إلى مواصلة التعاون بما يحقق الأمن والرخاء والسلام والاستقرار والازدهار». واستقبل ولي العهد السعودي في وقت سابق قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة بقمة جدة للأمن والتنمية لدى وصولهم إلى مركز الملك عبد الله الدولي للمؤتمرات.

 

التزام خليجي - أميركي بحفظ أمن واستقرار المنطقة

جدة/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أكدت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، اليوم (السبت)، التزامهم المشترك بحفظ أمن المنطقة واستقرارها، ودعم الجهود الدبلوماسية الهادفة لتهدئة التوترات الإقليمية، وتعميق تعاونهم الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية.

جاء ذلك في بيان مشترك عقب اجتماعهم في جدة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ورحبت فيه دول مجلس التعاون بتأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن على الأهمية التي توليها الولايات المتحدة لشراكتها الاستراتيجية معهم، ووقوفها على أهبة الاستعداد للعمل جماعياً مع أعضاء المجلس لردع ومواجهة جميع التهديدات الخارجية لأمنهم، وضد أي تهديدات للممرات المائية الحيوية، خصوصاً باب المندب ومضيق هرمز. وأشاد القادة بالتعاون القائم بينهم في دعم أمن واستقرار المنطقة وممراتها البحرية، مؤكدين عزمهم على تطوير التعاون والتنسيق بين دولهم في سبيل تطوير قدرات الدفاع والردع المشتركة إزاء المخاطر المتزايدة لانتشار أنظمة الطائرات المسيّرة والصواريخ المجنحة، وتسليح الميليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة، بما في ذلك ما يتناقض مع قرارات مجلس الأمن. ونوهوا بدعمهم لضمان خلو منطقة الخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل، مؤكدين مركزية الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وللتصدي للإرهاب وكافة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار. وبحثوا السبل الكفيلة بتكثيف التعاون المشترك في سبيل تعزيز الردع والقدرات الدفاعية لدول الخليج، وتطوير التكامل والاندماج في مجالات الدفاع الجوي والصاروخي، وقدرات الأمن البحري، ونظم الإنذار المبكر وتبادل المعلومات، مرحبين بإنشاء قوتي المهام المشتركة (153 و59)، اللتين تعززان الشراكة والتنسيق الدفاعي بين مجلس التعاون والقيادة المركزية الأميركية، بما يدعم رصد التهديدات ويطور الدفاعات البحرية عبر توظيف أحدث المنظومات والتقنيات.

وأكد القادة ما تتميز به علاقاتهم من شراكة تاريخية وأهمية استراتيجية، وعزمهم المشترك للبناء على ما توصلت إليه القمم السابقة من إنجازات لتعزيز التعاون والتنسيق والتشاور بين دولهم في المجالات كافة، وحرصهم على استمرار عقد القمم الخليجية الأميركية سنوياً. وشددوا على التزامهم بتطوير التعاون المشترك في سبيل دعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة «كورونا»، والحرب في أوكرانيا، وضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة، وتطوير مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة، ومساعدة الدول الأكثر احتياجاً، والمساهمة في تلبية حاجاتها الإنسانية والإغاثية.

ورحبت الولايات المتحدة بقرار مجموعة التنسيق العربية تقديم أكثر من 10 مليارات دولار، لغرض الاستجابة لتحديات الأمن الغذائي إقليمياً ودولياً، وبما يتفق مع أهداف «خريطة الطريق للأمن الغذائي العالمي نداء للعمل» التي تقودها الولايات المتحدة. كما رحب القادة بإعلان واشنطن تقديم دعم إضافي بقيمة مليار دولار لتلبية حاجات الأمن الغذائي الملحة على المديين القريب والبعيد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونوه القادة بالجهود القائمة لـ«أوبك+» لتحقيق استقرار أسواق النفط العالمية، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم النمو الاقتصادي، مرحبين بقرار أعضائها الأخير بزيادة الإنتاج لشهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وعبروا عن تقديرهم لدور السعودية القيادي في تحقيق التوافق بين دول المنظمة. ورحب الرئيس بايدن بإعلان عدد من الشركاء الخليجيين خططها لاستثمار 3 مليارات دولار في مشاريع تتوافق مع أهداف مبادرة الشراكة العالمية للاستثمار والبنية التحتية، التي أعلنت عنها الولايات المتحدة، وذلك للاستثمار في البنى التحتية الرئيسية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، بما في ذلك مشاريع تعزز أمن الطاقة، والمناخ، والاتصال الرقمي، وتنويع سلاسل الإمداد العالمية. وعبّر الرئيس بايدن عن تقديره لتبرع دول مجلس التعاون بمائة مليون دولار لدعم شبكة مستشفيات القدس الشرقية، التي تقدم الرعاية الصحية الضرورية والمنقذة للحياة للفلسطينيين.

 

بايدن لعرض استراتيجية أميركية لتعزيز أمن المنطقة

جدة: هبة القدسي/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أمن الطاقة ومواجهة تهديدات إيران وتثبيت هدنة اليمن، هي بعض القضايا التي سيبحثها الرئيس الأميركي جو بايدن في المرحلة الثانية من جولته الشرق أوسطية. وقبل ساعات من وصول الطائرة الرئاسية إلى جدة، كشف مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن بايدن سيعلن استراتيجية أميركية لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة. وقال سوليفان، متحدثا للصحافيين المرافقين للوفد الأميركي، إن الرئيس بايدن سيناقش ملف أمن الطاقة مع القيادة السعودية وخلال القمة الخليجية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن. وأشار المستشار إلى أن الإدارة الأميركية تأمل في أن تعزز «أوبك» إنتاج الخام، مستبعدا في الوقت ذاته أن تفرز المحادثات أي إعلانات ثنائية حول الطاقة. وقال سوليفان: «لا نتوقع إعلانا معينا، لأننا نعتقد أن أي إجراء إضافي لضخ النفط يجب أن يتم اتخاذه في إطار وجود إمدادات كافية لحماية صحة الاقتصاد العالمي، وأن يتم ذلك في سياق التزامات منظمة أوبك».

إلى ذلك، قال المستشار إن الرئيس الأميركي يسعى إلى إعادة التوازن للعلاقات الأميركية - السعودية، كما أنه سيسعى إلى تثبيت وتمديد الهدنة في اليمن والبدء في العمل على تسوية أوسع لحل الأزمة. وحول الأهداف التي يسعى بايدن إلى تحقيقها خلال مشاركته في «القمة الخليجية 3»، قال سوليفان إنها تنقسم إلى شقين. الأول إن الرئيس يريد استغلال فرصة الجلوس على الطاولة مع القادة والاستماع إلى آرائهم وطرح آرائه، والثاني هو مناقشة خطوات تتضمن سبل تحقيق التكامل الإقليمي، بما في ذلك اندماج العراق، وتعميق التكامل الاقتصادي بين الدول المشاركة في القمة. كما يتصدر جدول الأعمال ملف إيران ومواجهة أنشطتها المزعزعة للاستقرار. ومن المتوقع أن يعلن بايدن استراتيجيته لمنقطة الشرق الأوسط، والتي تخالف، وفق سوليفان، استراتيجية العقدين الماضيين اللذين شهدا حروبا برية خاضتها الولايات المتحدة في المنطقة. وانتقد سوليفان نهج الإدارة الأميركية السابقة، ووصف بـ«الخاطئ» ابتعادها عن حل الدولتين، وقطع تمويل الأونروا والعلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، إضافة إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. واعتبر سوليفان أن قرار الإدارة السابقة جعل «الولايات المتحدة هي الدولة المعزولة في الملف النووي الإيراني، ليس إيران». وأبدى مستشار الأمن القومي الأميركي تفاؤلا كبيرا فيما يتعلق بهدف تعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، وإمكانية المضي قدما في حل الدولتين على المدى الطويل ودفع الجهود الدبلوماسية للتحرك في هذا الاتجاه، موضحا أن بايدن أجرى محادثات قوية حول قضية السلام الإقليمي.

 

بايدن في جدة... إعادة التمسك بالعلاقة الاستراتيجية مع السعودية

جدة: كميل الطويل/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

شكّلت الزيارة التي بدأها الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية، أمس الجمعة، والمحادثات التي أجراها مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في قصر السلام بجدة، فرصة لدفع العلاقات بين البلدين وتأكيد التمسك بالعلاقة الاستراتيجية بينهما والتي تعود إلى أكثر من 80 سنة مضت، وفي حين يستكمل بايدن زيارته السبت بالمشاركة في «قمة جدة للأمن والتنمية» الخليجية – الأميركية – الإقليمية، فإن الأنظار كانت متجهة أمس إلى لقاءاته مع القيادة السعودية، خصوصاً أن هذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها لدولة عربية منذ توليه سدة الحكم في البيت الأبيض قبل عام ونصف. ولم يكن مستغرباً أن صور الرئيس الأميركي مع الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، تصدرت نشرات الأخبار عالمياً، وسط اهتمام واسع بما بدا أنه إقرار أميركي بأهمية العلاقة مع السعودية وضرورة عودة الدفء لها، وهو ما تمثّل أيضاً باتفاقات جديدة متوقعة بين البلدين.

وتشكل زيارة بايدن للمملكة، في الواقع، تغييراً واضحاً في الأولويات الأميركية، وذلك وفق مصادر مواكبة لزيارة بايدن التى ترى أن كلام بايدن عن تصحيح خطأ الانكفاء الأميركي عن المنطقة يساعد على الاعتقاد بالتوجه نحو صفحة جديدة بين واشنطن والرياض وفي علاقات أميركا بالمنطقة، وذلك في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي التي أدلى بها أول من أمس في إسرائيل، محطته الأولى في زيارته الحالية للمنطقة، عندما شدد على ضرورة «عدم خلق فراغ لتملأه الصين أو روسيا».

وتأتي زيارة الرئيس الأميركي للسعودية في ظل تطورات عالمية وإقليمية تهم البلدين. فعلى الصعيد العالمي، شكّلت تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا هزة للاقتصاد العالمي، وسط جهود يقوم بها الأميركيون لحشد أكبر قدر من الدول خلف موقفهم من هذه الأزمة، بما في ذلك خطواتهم الهادفة إلى عزل روسيا دولياً. وتريد الولايات المتحدة أيضاً، في هذا المجال، مساعدة من الدول المنتجة للنفط لزيادة إنتاجها بهدف خفض الأسعار التي ارتفعت نتيجة الأزمة الأوكرانية. ويخشى الديمقراطيون أن يتسبب الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة في الولايات المتحدة إلى خسارتهم انتخابات الكونغرس النصفية أمام الجمهوريين في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.وأعلنت السعودية مراراً أنها تدعم كل ما يسهم في خفض حدة التصعيد وحماية المدنيين في أوكرانيا، والسعي الجاد نحو الحلول السياسية التفاوضية بين الأطراف المتنازعة، ولجميع الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسياً، بحسب تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان. وبالنسبة لزيادة إنتاج النفط، أعلنت منظمة أوبك زيادة في الإنتاج، لكن القرار في هذا الإطار ليس قرار السعودية وحدها لكون المملكة ملتزمة بما تقرره «أوبك بلس».

كما يفترض أن تناقش زيارة بايدن الموضوع الإيراني، بما في ذلك الجهود الأميركية لإحياء الاتفاق النووي والأدوار التي تقوم بها أذرع إيران في المنطقة. وأكدت الولايات المتحدة أكثر من مرة أنها لن تسمح بإيران مسلحة نووياً، وهو أمر كرره الرئيس بايدن خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط. كما ندد الأميركيون أكثر من مرة بالنشاط الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة، سواء مباشرة أو من خلال جماعات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. ويفترض أن يشرح الأميركيون سياستهم تجاه إيران للقيادة السعودية الجمعة وأيضاً للقادة والزعماء العرب (مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق) السبت.

كما تأتي زيارة بايدن للسعودية في ظل جهود تقوم بها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ومحيطها العربي، وفي هذا الإطار، قال مسؤول أميركي إن بايدن سيشجع السلام وسيضغط من أجل شرق أوسط أكثر تكاملاً خلال زيارته، بحسب ما نقلت عنه «رويترز». وأضاف المسؤول أن الموضوعات التي يريد الأميركيون بحثها تشمل تعزيز الهدنة في اليمن و«توازن» أسواق الطاقة والتعاون التكنولوجي في شبكات الجيلين الخامس والسادس. وسيشكل الموضوع اليمني بالفعل جزءاً مهماً في محادثات بايدن أيضاً في السعودية، علماً أن المملكة أعلنت مؤخرا ترحيبها بإعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ تمديد فترة الهدنة إلى شهرين. كما يُفترض أن تتناول محادثات بايدن مع القيادة السعودية إعطاء دفعة للعلاقات الثنائية بين البلدين، بعد فتور سادها على خلفية مواقف تناولت السعودية أدلى بها الرئيس الأميركي خلال حملته الرئاسية في مواجهة خصمه الرئيس السابق دونالد ترمب وأيضاً بعد وصوله للرئاسة الأميركية.

 

بايدن: لن نترك فراغاً تملؤه روسيا أو الصين أو إيران

جدة/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم (السبت)، إن الولايات المتحدة ستظل شريكة نشطة ومتعاونة في الشرق الأوسط، وفقاً لوكالة «رويترز». وأكد بايدن لقادة الخليج ودول عربية أخرى خلال قمة جدة، أن واشنطن «لن تتخلى» عن الشرق الأوسط، حيث تلعب منذ عقود دوراً سياسياً وعسكرياً محورياً، ولن تسمح بوجود فراغ تملؤه قوى أخرى. وأضاف بايدن في كلمة ألقاها خلال قمة مع ست دول خليجية ومصر والأردن والعراق، أن واشنطن لن تنسحب وتترك فراغاً تملؤه روسيا أو الصين أو إيران. كما قال بايدن أمام القمة، إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي مطلقاً. وأكد بايدن أن واشنطن «لن تسمح لإيران بنشر التوترات وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة». كما أشار الى «أن أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط». وتوجه بايدن «بالشكر للسعودية  لدعوتنا لهذه المنطقة المهمة». وأضاف: «لدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب». وتابع: «الولايات المتحدة ستبقى شريكا نشطا في الشرق الأوسط... سنعمل في منطقة الشرق الأوسط ونؤسس لعلاقات اقتصادية مستدامة.. المصالح الأميركية مرتبطة مع النجاحات في الشرق الأوسط».

 

الذهب الروسي في عين العقوبات الأوروبية

لندن/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

يعتزم الاتحاد الأوروبي استهداف صادرات الذهب الروسي في المجموعة المقبلة من العقوبات التي سيفرضها على موسكو على خلفية غزو أوكرانيا طبقاً لما قررته دول مجموعة السبع في نهاية يونيو (حزيران)، على ما أعلن المفوض الأوروبي ماروس سيفكوفيتش خلال اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في براغ. وقال سيفكوفيتش إن التكتل سيسعى كذلك «لإغلاق سبل الإفلات» من التدابير على الذين التفوا على مجموعات العقوبات الأوروبية السابقة على روسيا. وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي ست حزم من العقوبات على روسيا، وضمّن آخرها حظراً على معظم واردات النفط الروسي بحلول نهاية السنة. وأوضح المفوض لدى وصوله إلى الاجتماع الوزاري في براغ التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد، أن التكتل سيدرس «طريقة فرض عقوبات على الذهب الذي يعد مادة أولية للتصدير مهمة بالنسبة لروسيا». وأضاف: «فور توصلنا إلى اتفاق على مستوى الدول الأعضاء، سننشر» العقوبات الجديدة، ما سيسمح بتطبيقها.

ويتوقع دبلوماسيون أوروبيون صدور العقوبات الجديدة التي اقترحتها المفوضية الأوروبية ومن ضمنها حظر الذهب الروسي خلال ساعات. وقال دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه من المفترض أن يجتمع السفراء الأوروبيون مساء الإثنين في بروكسل «لإقرارها فوراً».

وفرضت الولايات المتحدة، في أواخر يونيو، حظراً على الذهب المستخرج حديثاً في روسيا، بعد قليل على اتفاق قادة مجموعة السبع خلال قمتهم في ألمانيا على حظر استيراد الذهب الروسي، سعياً لتجفيف التمويل للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا. وصرح الرئيس الأميركي جو بايدن خلال القمة بأن الذهب «مصدر تصدير مهم، ما سيحرم روسيا من مليارات الدولارات». وصرحت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية أولغا ستيفانيشينا التي تحضر اجتماع براغ، مساء الخميس: «نأمل أن تكون لحزمة العقوبات المقبلة، وهي السابعة، وطأة شديدة وأن يتم إقرارها بأسرع وقت ممكن». وتستهدف مجموعات العقوبات الست التي أقرها الأوروبيون منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، القطاعات الاقتصادية، ولا سيما من خلال فرض حظر على الفحم والقسم الأكبر من صادرات النفط، كما تشمل أكثر من ألف مسؤول وأوليغارشي روسي جمّدت أصولهم في الاتحاد الأوروبي.

 

الصدر يحدد 11 شرطاً لـ«التنسيقي» لتشكيل الحكومة... أولها استبعاد المالكي

حشد أنصاره في بغداد... وهاجم بقوة القوى المحسوبة على إيران... وشكر أهالي المناطق السنية

بغداد/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

بعد موعد صلاة موحدة وحبس أنفاس طوال الأيام الماضية، منح زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر خصومه في قوى «الإطار التنسيقي» الشيعي ضوءاً أخضر مشروطاً بـ11 نقطة لتشكيل الحكومة المقبلة. وكان زعيم التيار الصدري حضر أمس الجمعة تجمعاً هو الأضخم لأنصاره الذين قدموا من كل محافظات العراق لتأدية صلاة جمعة موحدة في مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية بغداد. واتخذت القوات الأمنية العراقية احتياطات أمنية غير مسبوقة في بغداد، بما في ذلك غلق المنطقة الخضراء شديدة التحصين، في وقت لم يتمكن خصوم الصدر في قوى «الإطار التنسيقي» طوال الأسبوع الماضي من عقد جلسة رسمية لتسمية مرشحهم لتشكيل الحكومة. الخطبة التي تلاها نيابة عن الصدر، الشيخ محمود الجياشي، تضمنت 11 شرطاً صارماً وضعها الصدر أمام خصومه (قوى الإطار التنسيقي) إذا أرادوا تشكيل الحكومة. ويرى المراقبون السياسيون أن هذه الشروط يمكن أن تكون بمثابة قيود على تشكيل الحكومة. فبعضها قد يكون غير قابل للتحقق لأسباب وحسابات متباينة داخل قوى «الإطار»، فيما بعضها الآخر من شأنه زيادة الفجوة بين أطراف «الإطار التنسيقي»، لا سيما تأكيد الصدر الصريح على استبعاد المالكي من إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة. وبحسب ما جاء في خطبة الصدر التي ألقاها الجياشي نيابة عنه: «إننا في مفترق طريق صعب ووعر حيث هناك إقبال على تشكيل الحكومة من قبل البعض ممن لا نحسن الظن بهم والذين جربناهم سابقاً». ودعا الصدر من أسماهم المتصدين إلى تشكيل الحكومة إلى إخراج ما تبقى من الاحتلال بالطرق الدبلوماسية والبرلمانية. وهو موقف بدا أكثر مرونة قياساً إلى موقف الفصائل المسلحة التي لا تزال تهدد بإخراجه بالقوة رغم توقف عمليات إطلاق الصواريخ أو الطائرات المسيرة على مواقع يشتبه بوجود أميركيين فيها منذ بضعة شهور. كما دعا الصدر الكتل السياسية الشيعية إلى التوبة إلى الله ومحاكمة الفاسدين التابعين لهم أمام القضاء. وأضاف أن «المرجعية الدينية العليا في النجف أغلقت أبوابها أمام جميع السياسيين بلا استثناء، وهذه بحد ذاتها سبة بالنسبة لسياسيي الشيعة خصوصاً. لذا أطالبهم بطلب العفو من الله أولاً، وأمام المرجعية ثانياً».

- انتقاد قوي للقوى المحسوبة على إيران

وأوضح الصدر أن «أغلب المتصدين لتشكيل الحكومة غير مقتنع بأن حب الوطن من الإيمان، وصارت توجهاتهم خارجية وأطلب منهم تقديم حب الوطن على أي شي آخر ومعاملة الدول الأخرى بالمثل دبلوماسياً واجتماعياً واقتصادياً». وفي انتقاد قوي للميليشيات والفصائل المسلحة القريبة من إيران، قال الصدر إنه «لا يمكن تشكيل حكومة عراقية قوية مع وجود سلاح منفلت وميليشيات منفلتة لذا عليهم حل جميع الفصائل، وإن عاد المحتل عدنا أجمع». وفي لفتة هامة بشأن المناطق الغربية التي جرى تحريرها من تنظيم «داعش» وهي ذات غالبية سنية، وجه الصدر الشكر لأهاليها، قائلاً إنهم «رضوا بنا محررين ولولا تعاونهم لما حررت الأراضي المغتصبة فلا منة للحشد عليهم»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «يجب إعادة تنظيم الحشد وترتيبه وتصفية جسده من العناصر غير المنضبطة». وفي إشارة واضحة بشأن المالكي، قال الصدر «كلنا سمعنا أن المجرب لا يجرب وأردفناها بـ(الشلع قلع)، فلا تعيدوا المجرب، فإنه يستمر بغيه. فلا نريد أن تعاد المأساة القديمة، ويضاع الوطن وتتكرر جريمة سبايكر والصقلاوية وغيرها الكثير من الصفقات المشبوهة واستمرار معاناة الشعب». وحول تداعيات خطبة الصدر على المشهد السياسي خلال الفترة المقبلة، يقول السياسي العراقي المستقل إبراهيم الصميدعي لـ«الشرق الأوسط» إنه «بلا شك أن للصدر حساباته التي يعجز عن توقعها المراقبون. لكن قطعاً سيكون لقراره سحب الكتلة الصدرية من البرلمان أثر مهم في تجاوز المحاصصة المكوناتية والطائفية والقومية في معادلة تشكيل نظام الحكم فيما بعد، أي انتخابات قادمة، وسوف يؤسس لحكومة ومعارضة على أساس عابر للمكوناتية».

وأضاف الصميدعي أن «المحاصصة كانت هي السبب الأساس في إنتاج حكومات ضعيفة وفاسدة أضعفت الدولة والوطن وعززت انقسام مواطنيه». وقال «مع ذلك، فإن انسحاب كتلة برلمانية بهذا الزخم البشري والقيادة الصارمة كان خسارة لمشروع رقابة برلمانية وطنية يمكن أن تردع الفساد أكثر بكثير مما لو كانت في ائتلاف الحكومة». وأكد أستاذ الإعلام في جامعة أهل البيت الدكتور غالب الدعمي لـ«الشرق الأوسط» أن «الصدر في هذه الخطبة لم يضع فيتو على المالكي فقط لجهة تشكيل الحكومة المقبلة، بل شمل جميع من تمت تجربتهم في سنوات ماضية، بمن فيهم حيدر العبادي وهو ما يدلل على أن الصدر وضع نقاطاً مهمة في إدارة المرحلة المقبلة». أضاف الدعمي أن «من بين ما ركز عليه الصدر الآن - وهو نفس ما كان يردده في السابق - تنظيم الحشد الشعبي، وحل الفصائل المسلحة، ومحاربة الفساد». وأشار إلى أنه إضافة إلى الرسائل المهمة التي أراد الصدر إيصالها، «فإن هذا الحضور الهائل للمواطنين من أنصاره إنما هو رسالة في غاية الأهمية للقوى السياسية بأن هذا الجمهور، فيما لو تم استخدامه في التظاهر ضد الحكومة أو الصلاة في المنطقة الخضراء، كيف سيكون عليه المشهد بعد تشكيل الحكومة. وهو ما يعني أنه قادر على إسقاطها في حال لم تتم تلبية مطالبه... وبالتالي هي رسالة للإطار بتشكيل حكومة خدمات من دون لف أو دوران».

 

ماذا نعرف عن القوات الدولية بتيران وصنافير؟ وماذا تعني مغادرتها؟

القاهرة/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

سلّط إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، عن التوصل لاتفاق مع المسؤولين في المملكة العربية السعودية يقضي بـ«مغادرة قوات حفظ السلام الدولية، بما فيها القوات الأميركية، جزيرتي تيران وصنافير»، الضوء مجدداً على مهام القوات الدولية في تلك المنطقة الحيوية والاستراتيجية، فضلاً عن إثارته أسئلة بشأن ما يعنيه الاتفاق وتداعياته محلياً وإقليمياً. ولفهم أسباب وجود قوات دولية في جزيرتي تيران وصنافير، يجب العودة إلى أجواء ما بعد توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية برعاية أميركية عام 1979، التي أعقبتها مشاورات ومحاولات لإنشاء تشكيل «قوة دولية متعددة الجنسيات».

وبحسب ما يفيد الموقع الرسمي لـ«القوات متعددة الجنسيات والمراقبين»، فإنه «بسبب عدم القدرة على نيل موافقة مجلس الأمن لنشر قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في سيناء، فإن أطراف المعاهدة تفاوضوا على بروتوكول في عام 1981 ينشئ القوة متعددة الجنسيات (كبديل) لقوة الأمم المتحدة». بحسب تقسيم نشره الموقع ذاته، فإنها تتخذ مقارّ ومكاتب إدارية في مصر وإسرائيل وفي نقاط التماس الدولي، ومن بينها ما تحدده القوات بالنقطة رقم (8) التي تعمل على ضمان «حرية الملاحة البحرية عبر مضيق تيران». وأبرمت مصر والمملكة العربية اتفاقاً في عام 2016، وصدر رسمياً في مصر عام 2017 يقضي بتعيين الحدود البحرية بين البلدين، وبموجبه انتقلت «السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر» إلى السعودية. ويحدد بروتوكول عمل «القوة متعددة الجنسيات» آلية عملها، إذ ينص على «تعيين مدير عام يكون مسؤولاً عن توجيه القوة متعددة الجنسيات، وينص على أن نفقات القوة متعددة الجنسيات التي لا تغطيها مصادر أخرى يجب أن تتحملها أطراف المعاهدة بالتساوي، فيما تعهدت الولايات المتحدة، التي لعبت دوراً فعالاً في مساعدة أطراف المعاهدة في إنشاء القوة متعددة الجنسيات، والمراقبون، رسمياً، بتوفير ثلث نفقات التشغيل السنوية». وبالإضافة إلى «التمويل المتساوي الذي تقدمه مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، تتلقى القوة متعددة الجنسيات حالياً مساهمات من حكومات فنلندا وألمانيا واليابان وهولندا والنرويج وجمهورية كوريا والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وعلى المستوى العسكري، فإن 13 دولة تشارك بقوات في مهام عمل القوات وهي: «أستراليا، وكندا، وكولومبيا، والتشيك، وفيجي، وفرنسا، وإيطاليا، واليابان، ونيوزيلندا، والنرويج، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وأوروغواي». ويقع المقر الرئيسي للقوات في روما، بينما يوجد قائد القوة وطاقمه في سيناء، فضلاً عن ممثلي المدير العام للقوات وموظفيه في القاهرة وتل أبيب. وفي الشق البحري المرتبط بجزيرتي تيران وصنافير، فإن القوات المتعددة توكل إلى «وحدة خاصة» زودتها إيطاليا بمعدات مهمة ضمان «حرية الملاحة البحرية عبر مضيق تيران»، وتتكون الوحدة، المتمركزة في ميناء شرم الشيخ بالقرب من المعسكر الجنوبي (للقوات المتعددة)، من ثلاث سفن دورية وأطقمها، وعنصر دعم ومفرزة بحرية لتعزيز أمن الوحدة.

وتعمل القوات متعددة الجنسيات بالمنطقة لأكثر من أربعين عاماً (تأسست رسمياً عام 1981)، غير أنها شهدت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 مقتل 6 جنود أميركيين وجنديين من فرنسا والتشيك جراء تحطم مروحية تقلهم فوق جزيرة تيران، وتقدم الرئيس الأميركي بايدن بتعازيه لأسر الضحايا، مؤكداً أنه يشارك جميع الأميركيين في «التشرف بتضحياتهم». كما أعربت مصر عن تعازيها لحكومات الولايات المتحدة وفرنسا والتشيك وأسر ضحايا عناصر القوات الدولية لحفظ السلام، الذين لقوا مصرعهم في سقوط المروحية، بينما أقامت القوات الأميركية العاملة في نطاق القوات متعددة الجنسيات مراسم لتأبين الضحايا.

ويعتقد اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، أن إعلان الرئيس الأميركي الاتفاق على خروج قوات بلاده والقوات الدولية من جزيرتي تيران وصنافير يأتي في سياق «الاتفاق المصري - السعودي لترسيم الحدود البحرية وعودة الجزيرتين إلى سيادة الرياض، وبالتالي لم تعد هناك حاجة لاستمرار وجود القوات الدولية في هاتين الجزيرتين وترك الأمر للعلاقات المستجدة بالمنطقة بشأن حرية الملاحة في المضيق وبما يخدم دول المنطقة». وقال كدواني لـ«الشرق الأوسط»، إن الاتفاق يخدم «الخطط المعلنة لتطوير الجزيرتين كوجهتين للاستثمار وفي سياق مشروع (نيوم)، وبما يعود بالنفع على المملكة العربية السعودية في المقدمة، ودول المنطقة عبر جميع الأغراض التي تخدم الاقتصاد السعودي، ومصالح وأمن مصر والسعودية».

 

روسيا تؤكد تدمير مصنع أوكراني ينتج أجزاء من صواريخ باليستية

موسكو/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان، اليوم السبت، بأن القوات المسلحة الروسية دمرت مصنعاً في مدينة دنيبرو الأوكرانية ينتج أجزاء من صواريخ «توشكا-يو» الباليستية. وأضافت أن القوات الروسية أسقطت أيضا ثلاث طائرات حربية أوكرانية وطائرتي هليكوبتر، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء. كذلك، أعلنت وزارة الدفاع أن قواتها الجوية دمرت بضربات دقيقة اللواء 115 آلي للجيش الأوكراني على محور سيفيرسك في دونباس بشكل شبه كامل، وبلغت خسائره أكثر من 600 فرد خلال يومين.

 

كييف: روسيا تطلق صواريخ من محطة زابوريجيا النووية

أوكرانيا تتلقى الشحنة الأولى من قاذفات الصواريخ «إم 270»

كييف - موسكو/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

قالت كييف إن الوضع «متوتر جداً» بعد أن قام الجيش الروسي بنشر قاذفات صواريخ بمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا (جنوب)، واتهمت القوات الروسية بإطلاق نيرانها من مواقعها في المحطة باتجاه منطقتي نيكوبول ودنيبرو ليل الجمعة/ السبت، فيما أعلنت أوكرانيا الجمعة، أنها تلقت الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ، تضاف إلى ترسانة من المدفعية بعيدة المدى سبق أن قدمها الغرب. وقالت خدمات الطوارئ وحاكم إقليم دنيبر وبتروفسك إن شخصين قتلا في نيكوبول بجنوب أوكرانيا أمس (السبت)، عندما تعرضت البلدة لقصف روسي عنيف. وأضافت خدمات الطوارئ أن رجال الإنقاذ انتشلوا جثتي شخصين من تحت الأنقاض. وقال حاكم الإقليم فالنتين ريزنيشنكو إن روسيا أطلقت 53 صاروخاً من طراز «جراد» على البلدة. وبدورها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية القوات الأوكرانية بقصف سلوفيانسك للإيحاء بأنها ضربات روسية «من أجل بث المشاعر المعادية لروسيا بين السكان المدنيين». لكن أوكرانيا والمجتمع الدولي ما زالا تحت صدمة ضربات صواريخ كروز التي دمرت الخميس، وسط مدينة فينيتسا على بعد مئات الكيلومترات (غرب).

وقال مركز قيادة المنطقة الجنوبية فجر السبت، إن الوضع «متوتر لكنه تحت السيطرة». وكتب على «فيسبوك» أن «العدو يواصل شن هجماته على أراضٍ كانت محتلة، لكن في غياب أي نجاح على الأرض يكثف الضربات الصاروخية والجوية»، مشيراً إلى تحركات روسية في منطقتي خيرسون (جنوب) وأوديسا (جنوب) خصوصاً. وقال رئيس شركة «إنرغو - أتوم» الحكومية الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة النووية بيترو كوتين ليل الجمعة على «تليغرام» بعد مقابلة تلفزيونية على قناة «يونايتد نيوز» الأوكرانية، إن «المحتلين الروس نصبوا أنظمة إطلاق صواريخ على أراضي محطة الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء في زابوريجيا». وأضاف: «الوضع (في محطة الطاقة) متوتر جداً والتوتر يزداد يوماً بعد يوم»، متهماً «المحتلين بجلب أجهزتهم إلى هناك، بما في ذلك أنظمة صواريخ سبق أن استخدموها في القصف من الجانب الآخر من نهر دنيبرو وعلى أراضي نيكوبول» التي تبعد 80 كيلومتراً جنوب غربي زابوريجيا. وأشار إلى أن عدداً قد يصل إلى 500 من الجنود الروس ينتشرون في موقع المحطة و«يسيطرون» عليه. وسقطت أكبر محطة نووية في أوكرانيا بأيدي الروس مطلع مارس (آذار) بعيد بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي.

وقال حاكم منطقة خاركيف إن ضربة جوية روسية أصابت بلدة تشوهيف بشمال شرقي أوكرانيا الليلة الماضية. وذكر الحاكم أوليج سينهوبوف ومسؤولون بالشرطة، أن الغارة ألحقت أضراراً بمبنى سكني من طابقين ومدرسة ومتجر، ويجري رجال الإنقاذ حالياً عملية تفتيش للأنقاض. وقال مسؤول في الشرطة بالمنطقة إن روسيا أطلقت أربعة صواريخ على البلدة من منطقة قريبة من مدينة بيلجورود في غرب البلاد. وتنفي روسيا استهداف المدنيين. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أمس (الجمعة)، إن 30 في المائة فقط من الضربات الروسية تصيب أهدافاً عسكرية، فيما تضرب البقية مواقع مدنية.

وأعلنت حالة التأهب الجوي في جميع أنحاء أوكرانيا طوال ليل الجمعة/ السبت، بينما تحدثت مصادر رسمية وغير رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن عمليات قصف في مناطق بينها ميكولاييف ودونيتسك. وأشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في بيانه اليومي مساء الجمعة، إلى ضربات في دنيبرو (شرق) وكريمنتشوك (جنوب شرقي كييف) وفي منطقة كييف. بعيد ذلك، قال سلاح الجو الأوكراني إن صواريخ «كي إتش - 101» روسية أطلقت مساء الجمعة من بحر قزوين على دنيبرو، وتم تدمير أربعة منها، لكن عدداً منها أصاب موقعاً صناعياً دون أن يسبب ضحايا. وتحدثت القيادة العسكرية الأوكرانية لمنطقة سومي (350 كلم شرق كييف) مساء الجمعة عن قذائف هاون وقصف طوال اليوم، أدى إلى مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح. وفي المساء، تعرضت مدينة كراماتورسك الواقعة في دونباس لعمليات قصف. وقال مسؤول في الدفاع الجوي بالكتيبة 81 للجيش الأوكراني، إن غارة على ساحتها المركزية، ساحة السلام، أحدثت حفرة قطرها مترين، وأدت إلى تحطم نوافذ المباني المحيطة، لكنها لم تسفر عن أي إصابات لأنها حدثت بعد بدء حظر التجول. قبل ذلك، أصابت ثلاث ضربات على الأقل جنوب كراماتورسك باتجاه المطار، حيث رأى مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية سحابة كبيرة من الدخان تتصاعد. في مواجهة الإدانات الدولية، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استهدفت في فينيتسيا اجتماعاً «لقيادة القوات الجوية الأوكرانية مع ممثلي موردي أسلحة أجانب». لكن مسؤولاً دفاعياً أميركياً كبيراً، قال طالباً عدم الكشف عن هويته، إنه «ليس هناك أي مؤشر على وجود هدف عسكري في مكان قريب». ولم تعترف روسيا يوماً بأخطاء أو جرائم ارتكبتها قواتها المسلحة في أوكرانيا وتؤكد بشكل منهجي أنها لا تضرب سوى أهداف عسكرية. على الأرض، قالت القوات الانفصالية إنها تواصل التقدم، وإنها بصدد السيطرة الكاملة على سيفيرسك التي بدأت تتعرض للهجوم بعد السيطرة على ليسيتشانسك (شرق) في وقت سابق من الشهر الحالي.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن «القوات الروسية تتقدم ببطء باتجاه الغرب بعد عمليات قصف وهجمات باتجاه سيفيرسك من ليسيتشانسك، لفتح طريق إلى سلوفيانسك وكراماتورسك». من جهتها، شنت أوكرانيا هجوماً مضاداً في الجنوب قبل أسابيع لاستعادة خيرسون العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو. وصرح زيلينسكي مساء الجمعة بأن الولايات المتحدة ستدرج مساعدات إضافية لبلاده في مشروع ميزانيتها، لا سيما لتطوير قدراتها الجوية «بشكل كبير جداً». وأضاف أن واشنطن حولت ثلاثة مليارات دولار إلى خزائن أوكرانيا خلال الأسبوعين الماضيين. وأعلنت أوكرانيا الجمعة، أنها تلقت الشحنة الأولى من منظومة متطورة من قاذفات الصواريخ، تضاف إلى ترسانة من المدفعية بعيدة المدى سبق أن قدمها الغرب. وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على مواقع التواصل الاجتماعي، أن «الشحنة الأولى من (منظومة) MLRS M270 وصلت. ستواكب (صواريخ) هيمارس في ساحة المعركة»، في إشارة إلى منظومة الصواريخ الأميركية التي باتت تستخدم في النزاع مع روسيا. وأضاف: «لا رحمة مع العدو». وأعلنت لندن في يونيو (حزيران)، أنها ستسلم كييف منظومة الصواريخ المذكورة والبالغ مداها 80 كلم، تتمة لصواريخ هيمارس التي أرسلتها واشنطن. ولا تكف موسكو عن تحذير الدول الغربية من تزويد كييف بأسلحة بعيدة المدى. واعتبر خبراء عسكريون أن استخدام أوكرانيا لصواريخ هيمارس يمكن أن يسهم في إبطاء تقدم القوات الروسية. ومنذ منتصف يونيو (حزيران)، تمكنت أوكرانيا بواسطة هذه الصواريخ من تدمير أكثر من 20 مستودعاً روسياً للذخيرة، إضافة إلى مراكز قيادة بعيدة من خط الجبهة.

لكن الخبراء أنفسهم نبهوا إلى أن هذه الأسلحة الجديدة لن تشكل حلاً جذرياً، مؤكدين الحاجة إلى استخدام مزيد من الأسلحة ومنظومات الرادار للتغلب على الروس.

 

البنتاغون: صواريخ «هيمارس» تؤتي ثمارها في صد الهجوم الروسي في دونباس

سوليفان يؤكد سعي موسكو للحصول على طائرات مسيرة إيرانية

واشنطن: إيلي يوسف/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أكد مسؤول دفاعي أميركي كبير أن أنظمة الصواريخ الأميركية من نوع «هيمارس»، المقدمة لأوكرانيا لها «تأثير كبير للغاية» في القتال ضد روسيا، وأنها تساعد القوات الأوكرانية على صد هجمات الجيش الروسي في منطقة دونباس الشرقية. وأضاف، في إحاطة صحافية، أمس (الجمعة)، أن «تقدم القوات الروسية يقتصر على تحقيق مكاسب تدريجية إن وجدت» في منطقة دونباس، وأن القوات الأوكرانية تعرقلها. من ناحيته، أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أولكسندر موتوزيانيك، إلى الدور الذي تلعبه أنظمة الصواريخ بعيدة المدى «هيمارس». وقال، الجمعة، في التلفزيون الوطني: «في الأسابيع الماضية، تم تدمير أكثر من 30 منشأة لوجستية عسكرية للعدو، ونتيجة لذلك تم تقليل القدرة الهجومية للقوات الروسية بشكل كبير». وتعد الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة أكثر دقة من المدفعية الأوكرانية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية، ولها مدى أطول، ما يسمح لأوكرانيا بضرب أهداف روسية بعيدا عن خطوط المواجهة. وعن الأسلحة التي ترسلها واشنطن لكييف، قال المسؤول الدفاعي الأميركي، إن البنتاغون «لديه ثقة بكيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي نرسلها لهم، وليس لدينا أي إشارات على أن تلك الأسلحة تستخدم في أماكن أخرى غير قتال روسيا». وكشف، في سياق حديثه عن التعاون العسكري بين جيشي البلدين، أن الولايات المتحدة «تواصل تقديم المعلومات الاستخبارية لأوكرانيا، وهم يحددون كيفية استخدامها في أرض المعركة».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبراء قولهم إن الصواريخ الأميركية الدقيقة، أعطت دفعاً للقوات الأوكرانية، إذ عدلت ميزان القوى في ساحة المعركة، ما قد يبطئ هجوم موسكو. ودمرت أوكرانيا بفضل المنظومة الصاروخية «هيمارس»، منذ منتصف يونيو (حزيران)، العديد من مستودعات الذخيرة ومراكز قيادة روسية، كانت عاجزة من قبل عن إصابتها بالصواريخ التقليدية بسبب بعدها عن خط الجبهة. وتظهر مقاطع فيديو منشورة على الإنترنت، انفجارات هائلة في مواقع مستودعات ذخيرة، خصوصاً في لوغانسك ونوفا كاهوفكا، ما يؤكّد مدى دقة هذه الصواريخ الأميركية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «اختبر المحتلون حقاً ما هي المدفعية الحديثة، لن تكون لهم أي قاعدة خلفية آمنة على أرضنا». غير أن الخبراء يحذرون في المقابل من أن هذه الأسلحة الجديدة لا تقدم حلاً سحرياً، موضحين أنه سيتعين إرسال المزيد من الأسلحة وأنظمة الرادار التي ينبغي استخدامها معاً من أجل إلحاق الهزيمة بالجيش الروسي. ورأى كريستوفر دوغرتي، المحلل العسكري في مركز الدراسات «سنتر فور نيو أميركان سيكيوريتي» ومقره واشنطن، أن نتائج قاذفات الصواريخ «هيمارس» لم تخيب الآمال، لكن «هذا بحد ذاته لا يبدل الوضع». ويملك الجيش الأوكراني حالياً 12 راجمة يمكن تجهيزها بست قذائف بشكل متزامن، ومئات الذخائر. وخلافاً للمدفعية المستخدمة حتى الآن من طرفي الحرب، تصيب هذه الصواريخ أهدافها بدقة، ما يمكن من استخدامها بصورة موثوقة وبادّخار. وإلى الدقة، تتميز هذه الصواريخ بسرعة تحليقها على ارتفاع منخفض، بحيث لا يمكن للدفاعات الروسية اعتراضها بسهولة. كما أن سرعة تحرك الراجمات القائمة على مدرعات خفيفة، تجعل من الصعب استهدافها. وكتب ميك راين، الجنرال الأسترالي السابق هذا الأسبوع، في تغريدة، أن نظام «هيمارس» يبدل وجه المعارك في أوكرانيا. هو يسمح للأوكرانيين باستهداف الروس على مسافة أبعد وفي مناطق لم يكن بإمكانهم بلوغها حتى الآن بسبب الدفاع الجوي الروسي. والفضل في ذلك لا يعود لمنظومة «هيمارس» وحدها، إذ تلقت أوكرانيا منذ يونيو قطعاً مدفعية قوية من حلفاء آخرين مثل مدافع «سيزار» الفرنسية، وأعلنت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، أنها ستسلم كييف ألف قذيفة عالية الدقة أخرى. وأوضح ميك راين أن أوكرانيا تستخدم هذه الأسلحة ضد نقاط الضعف لدى الجيش الروسي، وتحديداً ميله إلى تخزين ذخائره قرب مستودعات السكك الحديد وفي مدن قريبة من خط الجبهة. وإن كان هذا يزيد احتمال وقوع ضحايا مدنيين، فإن دقة هذه الأنظمة تساعد في الحد من هذه الأخطار. ويرى خبير آخر أن عدم استعداد الروس لوصول هذه الأسلحة أمر مدهش، لا سيما أن تسليمها «لم يكن سراً». وأضاف: «مرة جديدة يبدو الروس بطيئين جداً في التكيف مع إشكاليات واضحة جداً بصراحة في ساحة المعركة». ويرى المحللون أن الجيش الروسي سيوزع ذخائره في نهاية المطاف ويبعدها عن الجبهة، لكن هذا سيعقد لوجستيته. وأضافوا أنه «كلما شتتنا شيئاً، لزمنا لاحقاً عدد أكبر من الشاحنات لتسليم الكمية نفسها (من المعدات) للذين يحتاجون إليها». إلا أن الشاحنات العسكرية الروسية باتت نادرة منذ بدء الحرب.

وتسعى كييف في الوقت نفسه لإقناع واشنطن بتسليمها صواريخ من طراز «اتاكمس» يمكن إطلاقها بواسطة قاذفات «هيمارس»، ويبلغ مداها 300 كلم. وأكد مسؤول أوكراني هو فيدير فينيسلافسكي، الأربعاء، أن «مفاوضات على كل المستويات تجري مع ممثلين أميركيين بشأن ضرورة تزويدنا بذخائر (هيمارس) ذات مدى أبعد». لكن البيت الأبيض يرفض ذلك حتى الآن، خشية استخدامها لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، ما قد يقحم الولايات المتحدة والحلف الأطلسي في الحرب، فضلاً عن أن مخزون البنتاغون من هذه الصواريخ محدود. ويشدد الخبراء على أن ما تحتاج إليه أوكرانيا فعلياً إضافة إلى منظومة «هيمارس» هو المزيد من الحماية ضد الهجمات الجوية الروسية. من ناحية أخرى، نفى المسؤول الدفاعي الأميركي مزاعم روسيا بأنها استهدفت اجتماعاً عسكرياً في مدينة فينيتسا، وسط أوكرانيا يوم الخميس، في القصف الصاروخي الذي استهدف مبنى إدارياً، تقول كييف إنه أسفر عن مقتل 23 شخصاً بينهم أطفال. وقال المسؤول إن الهجوم على فينيتسا تم بصاروخ أطلق من غواصة روسية من البحر الأسود، مضيفاً: «ليس لدي ما يشير إلى وجود هدف عسكري في أي مكان بالقرب من ذلك». من ناحيتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إنها استهدفت اجتماعاً بين مسؤولين عسكريين أوكرانيين وموردي أسلحة أجانب. وأضافت أنها استهدفت اجتماعاً للقوات الجوية الأوكرانية، في منزل الضباط في فينيتسا، مؤكدة «القضاء على المشاركين فيه». ووقع الهجوم على المدينة، الذي وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ«العمل الإرهابي المفتوح»، بالتزامن تقريباً مع افتتاح أعمال مؤتمر دولي حول جرائم الحرب المرتكبة في أوكرانيا، في لاهاي، نظمه الاتحاد الأوروبي، مع المحكمة الجنائية الدولية.

إلى ذلك، جدد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم (السبت)، القول إن الولايات المتحدة تعتقد أن مسؤولين من روسيا زاروا مطاراً في إيران أخيراً لتفقد طائرات مسيّرة ذات قدرات هجومية. وفي الأسبوع الماضي، قالت الولايات المتحدة إن لديها معلومات تفيد بأن إيران تستعد لتزويد روسيا بعدة مئات من الطائرات المسيّرة، من بينها طائرات ذات قدرة على حمل أسلحة، وإن طهران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدامها. وقال سوليفان، في بيان: «نجري تقييماً لمعلومات بشأن تلقي وفد روسي رسمي عرضاً حول طائرات مسيّرة إيرانية ذات قدرات هجومية... على حد علمنا هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد روسي هذا المطار لحضور عرض كهذا». وتضمن البيان صوراً التقطتها أقمار صناعية في الثامن من يونيو، وتُظهر طائرات مسيّرة إيرانية «شاهدها وفد الحكومة الروسية في ذلك اليوم». وأضاف أن طائرات مماثلة عُرضت في زيارة روسية ثانية للمطار في الخامس من يوليو (تموز). ورفض وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الجمعة، في اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني هذه الاتهامات، واصفاً إياها بأنها لا أساس لها من الصحة.

 

البيت الأبيض: وفد روسي زار إيران مرتين على الأقل لمعاينة طائرات مسيرة

واشنطن/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

زار مسؤولون روس إيران مرتين على الأقل هذا الصيف لمعاينة الطائرات المسيرة المقاتلة التي ستسلمها طهران إلى موسكو المنخرطة في هجوم على أوكرانيا، وفق ما أكد جيك ساليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض السبت، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. عرض الجيش الإيراني طائراته المسيرة على وفد روسي يومي 5 و8 يوليو (تموز) في قاعدة كاشان الجوية، البعيدة 200 كيلومتر جنوب طهران، بحسب صور الأقمار الصناعية التي كشفت عنها الحكومة الأميركية، في الوقت الذي تسعى روسيا فيه إلى تعزيز ترسانتها أمام المقاومة التي يبديها الجيش الأوكراني في شرق البلاد. وقال سوليفان: «ننشر هذه الصور التي التقطت في يونيو (حزيران) والتي تظهر الطائرات المسيرة الإيرانية التي اطلع عليها الوفد الروسي في ذلك اليوم. ويشير ذلك إلى استمرار الاهتمام الروسي بامتلاك طائرات مسيرة إيرانية مقاتلة». وأضاف «بحسب علمنا هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد روسي هذه القاعدة الجوية لمثل هذا الغرض».وأعلن البيت الأبيض الاثنين أنه تلقى معلومات تفيد بأن إيران تستعد لتزويد روسيا بمئات الطائرات المسيرة، بينها قتالية، وأن الجيش الإيراني سيجري دورات تدريبية للتعامل مع هذه الأسلحة اعتباراً من يوليو. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي لشبكة «سي إن إن» هذا الأسبوع، أن هذه الطائرات المسيرة يمكن استخدامها في عمليات الاستطلاع وتسليم الذخائر.وأضاف كيربي الثلاثاء «كان من المهم إبلاغ العالم بمعرفتنا أن روسيا بحاجة إلى هذه الإمكانات الإضافية» مشيراً إلى أنهم «يزيدون مواردهم بشكل متسارع». أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي منح مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا، بما في ذلك منظومة «هيمارس» وقذائف دقيقة. وقدمت واشنطن بالفعل 6.9 مليار دولار على شكل مساعدات عسكرية لكييف منذ بدء الغزو. ونفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الجمعة، في محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا، تأكيدات البيت الأبيض بتسليم طائرات مسيرة إلى روسيا ووصفها بأنها «لا أساس لها».وتشكل الطائرات المسيرة سلاحاً حاسماً في المعارك الجارية بين الجيش الروسي والقوات الأوكرانية. وهي تساعد القصف المدفعي على تحديد أهداف العدو والقيام بمهام الاستطلاع وتنفيذ الضربات المحددة الهدف.

 

تشديد أميركي ـ فرنسي على رفض طلبات طهران خارج الاتفاق النووي

لندن - طهران/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

شددت الولايات المتحدة وفرنسا على الضرورة الملحَّة لتخلي إيران من المطالب التي تتجاوز الاتفاق النووي، وتعطل إنجاز المسار الدبلوماسي الهادف لإعادة طهران وواشنطن للعمل بالاتفاق. وأفادت الخارجية الأميركية في بيان أمس بأن ويندي شرمن، نائبة وزير الخارجية، بحثت مع الأمين العام لوزارة الخارجية الفرنسية، فرنسوا ديلاتر، مستجدات المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بهدف إحياء الاتفاق النووي لعام 2015. وأشار بيان الوزارة إلى أن المسؤولين اتفقا على الحاجة الملحَّة لتخلي إيران عن المطالب التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق 2015. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إنه لم يتبقَّ سوى بضعة أسابيع قبل أن تنغلق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي الإيراني. وتقول واشنطن إن طهران أضافت مطالب لا تتعلق بالمناقشات حول برنامجها النووي، كما أحرزت تقدماً مقلقاً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وبدا إحياء الاتفاق وشيكاً في مارس (آذار)، لكن المحادثات تعثرت بسبب مطالب روسية في اللحظة الأخيرة وأخرى إيرانية بإلغاء إدراج «الحرس الثوري» في قائمة أميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وأوضحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لا خطط لديها لرفع اسم «الحرس الثوري» الإيراني من القائمة، وهي خطوة ستكون ذات تأثير عملي محدود على الأرجح، لكنها ستغضب كثيراً من المشرعين الأميركيين. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت الحكومة الإيرانية إنها لم تطرح أي مطالب تتخطى الاتفاق النووي. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي قوله إن المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى تقترب من نهايتها، لكن ليس من الواضع ما إذا كانت ستؤدي إلى اتفاق بين طهران والقوى العالمية. وقال: «نحن متقدمون جداً جداً في المفاوضات. أجرينا جولة مما يسمى بمحادثات التقارب في الدوحة لم تسفر عن نتائج، والسبب واضح جداً؛ لأننا تفاوضنا على كل ما كان مطروحاً على الطاولة».

وجرت أمس مشاورات هاتفية بين نائب وزير الخارجية وكبير المفاوضين الإيرانيين على باقري كني ونظيره الصيني ما تشاو شيو، بناء على طلب إيراني لتبادل وجهات النظر بشكل معمق حول الملف النووي الإيراني.

وذكر بيان للخارجية الصينية أن الجانبين شددا على أن المفاوضات الحالية، بشأن استئناف الاتفاق النووي «تمر بمنعطف حاسم»، مضيفاً أنه «يجب على جميع الأطراف المعنية الالتزام بالحوار والتفاوض»، وأن «يلتقي بعضها بعضاً وسط الطريق»، و«أن تتخذ مواقف بناءة وإيجابية، وتمتنع عن اتخاذ إجراءات تصعد الموقف». و«الدفع بالمفاوضات لإحراز تقدم إيجابي في أسرع وقت ممكن، حتى يتسنى إعادة الاتفاق إلى المسار الصحيح في وقت مبكر». في هذه الأثناء، انتقدت وكالة حكومية إيرانية، أمس، «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» على تسريب تقارير سرية بشأن البرنامج النووي الإيراني، متهمة الوكالة المكلفة مراقبة البرنامج النووي الإيراني بأنها «ذراع تقنية - إعلامية لإسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من الدول»، وأنها «تنشر السموم وتفتعل أجواء ضد إيران عبر تقارير فصلية وغير فصلية». وينوه المقال الذي نشرته وكالة «إيسنا» الحكومية بأن إيران في الوقت الحالي تتعاون مع «الوكالة الدولية» في إطار الضمانات الشاملة، لكن نهج وتعامل الوكالة في إعداد التقارير عن الأنشطة الإيرانية يقوم على أساس البرتوكول الملحق بمعاهدة حظر الانتشار، والاتفاق النووي. وتضيف: «إيران لطالما احتجت على هذا السلوك تحت إدارة رافائيل غروسي مدير (الوكالة الدولية)، لكنه يواصل سلوكه متجاهلاً مخاوف وهواجس عضو الوكالة (إيران)».

وأشارت الوكالة تحديداً على التقرير الأخير الذي تسرب من «الطاقة الذرية»، بشأن زيادة إيران من مستوى تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة متطورة، في منشأة «فوردو» الموجودة تحت الأرض، التي يمكنها التبديل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب.

وقال تقرير للوكالة «في التاسع من يوليو (تموز) 2022، تحققت الوكالة من أن إيران بدأت في ضخ سادس فلوريد اليورانيوم المخصب، لإنتاج يورانيوم 235 بدرجة نقاء تصل إلى خمسة في المائة، في سلسلة تتألف من 166 جهاز طرد مركزي من طراز (آي آر - 6) برؤوس فرعية معدلة للغرض المعلن، وهو إنتاج سادس فلوريد اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20 في المائة».

ويعبر دبلوماسيون غربيون مراراً عن قلقهم من استخدام هذه السلسلة أو المجموعة من أجهزة الطرد المركزي. ويعني استخدام مثل هذه الأجهزة المعدلة أن بإمكان إيران أن تتحول بسرعة وبسهولة أكبر إلى مستويات تخصيب أعلى نقاءً. لكن معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن الذي يعمل في مجال مكافحة انتشار الأسلحة النووية، أفاد في دراسة جديدة بأن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية من طراز «آي آر - 6» تعاني من عيوب ونقص، رغم الصورة التي تروج لها إيران. وقالت الدراسة إن هذا الجهاز المتطور، والمفترض على نطاق واسع أنه النموذج الواعد والأكثر نجاحاً لإيران، يمثل تحديات خفية وجوانب معيبة في برنامج التخصيب الإيراني. ولفت الباحثون إلى أن هناك العديد من المؤشرات بأن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية «آي آر - 6» أقل موثوقية، إما بسبب مشاكل في التصميم أو بسبب نقص المكونات عالية الجودة، وأقل كفاءة في إنتاج التخصيب مما هو مفترض علناً. وتفيد الدراسة بأن العيوب المذكورة «تقوض الجدوى التجارية لتلك الأجهزة في برنامج التخصيب المدني اليوم، لكنها لا تُقلل من قدراتها المثبتة في التقدم على مسار الأسلحة النووية». ولكن خبراء المعهد يؤكدون بالوقت ذاته أن إنتاج إيران لكميات كبيرة من أجهزة «آي آر - 6»، والتقدم الذي أحرزته إيران في هذا الصدد يجعل من الاتفاق النووي «خطة عفا عليها الزمن»، وتنوه الدراسة بأن قدرات إيران النووية «تصبح أقوى وأوسع وأطول أمداً، وينبغي أن يهدف الاتفاق النووي إلى نفس الغاية». وأوقفت إيران العمل بالبرتوكول الإضافي في فبراير (شباط) العام الماضي، وأوقفت العديد من كاميرات المراقبة التي وافقت عليها بموجب البروتوكول الإضافي في عدد من منشآتها النووية الحساسة. ومنذ ذلك الحين ترفض طهران تسليم تسجيلات كاميرات المراقبة، وترهن إتاحتها للمفتشين الدوليين بالتوصل لاتفاق في المحادثات النووية.

جاءت الخطوة الإيرانية ضمن خطوات متقدمة لإيران، وهي ضمن المرحلة الثانية من انتهاك التزامات الاتفاق النووي الذي بدأ في الأساس مايو (أيار) 2019 في الذكرى، وتستند المرحلة الثانية من الانتهاكات على قانون الخطوة الاستراتيجية للرد على العقوبات الأميركية، الذي أقره البرلمان الإيراني مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2020. وبدأت تنفيذ القانون مع دخول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، ووتخصب إيران اليورانيوم بمستوى يصل إلى 60 في المائة في مرافق أخرى، أي أعلى كثيراً من مستوى 20 في المائة الذي كانت تنتجه بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، والذي كان أعلى مستوى تخصيب بموجبه يصل إلى 3.67 في المائة، لكن حتى الآن لم تصل إلى مستوى نحو 90 في المائة اللازم لإنتاج أسلحة. وينص قانون البرلمان الإيراني على تشغيل 1000 جهاز طرد مركزي من طراز «آي آر - 6» بحلول نهاية عام 2021، رغم امتلاكها أقل من 200 جهاز في يناير (كانون الثاني) 2021. وتشير دراسة معهد العلوم والأمن الدولي إلى أن مجموع أجهزة «آي آر - 6» التي أقدمت إيران على تركيبها في منشأتي نطنز وفوردو بلغ 538 جهازاً حتى مايو (أيار) الماضي.

وقالت إيران في يونيو (حزيران) الماضي إنها تنوي تركيب سلسلتين من أجهزة «آي آر - 6» في منشأة نطنز، إضافة إلى سلسلة أخرى من المقرر تركيبها هناك، وهو ما يمكّن إيران من بلوغ 1000 جهاز طرد مركزي. أقدمت إيران، الشهر الماضي، على تشغيل سلسلة جديدة من أجهزة الجيل السادس رداً على قرار غربي بإدانة إيران في ملف التحقيق بشأن المواقع السرية، وحظي القرار بتأييد غالبية أعضاء مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

ويتوقع خبراء معهد الأمن والعلوم الدولي أن يكون التخريب الذي تعرضت له ورشة تيسا لتطوير أجهزة الطرد المركزي في كرج، وألقت إيران باللوم على إسرائيل فيه، قد أثر سلباً على جودة مكونات جهاز «آي آر - 6». وتعادل كفاءة أجهزة الطرد المركزي «آي آر 6» 10 أضعاف طاقة «آي آر 1» التي يسمح بتشغيلها الاتفاق النووي. وتشير بعض التقديرات إلى أنها ترفع قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة 50 في المائة.

 

إسرائيل تقصف غزة رداً على صواريخ عسقلان… و”حماس”: عدوان شامل

رام الله، عواصم – وكالات/16 تموز/2022

شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة، مستهدفا موقعاً لحركة “حماس” في غزة، وآخر بمخيم النصيرات وسط القطاع، رداً على إطلاق صاروخين من غزة باتجاه عسقلان. وقالت وكالة معا الفلسطينية، إن طائرات الاحتلال الحربية أطلقت خمسة صواريخ على الأقل، صوب موقع للمقاومة جنوب غرب مدينة غزة. من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه اعترض صاروخا تم اطلاقه من قطاع غزة، وقال على تويتر إنه تم إطلاق صاروخين من غزة، مما أجبر الإسرائيليين على اللجوء إلى أماكن للاحتماء بها. وأكد اعتراض صاروخ واحد بواسطة نظام “القبة الحديدية”، بينما سقط الصاروخ الثاني في منطقة مفتوحة دون أن يتسبب بأي ضرر. وتم إطلاق صفارات الإنذار في منطقة عسقلان بجنوب إسرائيل مع إطلاق الصاروخين، وأكد المسؤولون الطبيون في “نجمة داوود الحمراء” عدم وقوع أي إصابات جسدية بين السكان. ولفتت وسائل الإعلام الإسرائيلي إلى أن عملية إطلاق الصاروخين تمت، بعد ساعات من اختتام الرئيس الأميركي جو بايدن زيارته للمنطقة. بدورها أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” شن إسرائيل غارات جوية، على قطاع غزة، معتبرة أنها استمرار لـ”عدوانها الشامل” على الشعب الفلسطيني. وصرح الناطق باسم حماس فوزي برهوم في بيان، بأن “القصف الإسرائيلي على غزة مباشرة بعد زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن، “يعكس حجم الدعم والتشجيع الأميركي الذي تلقاه الاحتلال لاستمرار عدوانه وارتكاب جرائمه”، وأكد برهوم أن “المقاومة الفلسطينية ستبقى الدرع الحامي للشعب الفلسطيني”. على صعيد آخر، أكدت السلطات الإسرائيلية، أنه تم الاتفاق على بدء التحضيرات لفتح معبر اللنبي بين الأردن والضفة الغربية على مدار الساعة. ونشرت وزيرة النقل والمواصلات الإسرائيلية ميراف ميخائيلي، تغريدة جديدة لها على حسابها الرسمي على “تويتر”، أكدت من خلالها أنه تم الاتفاق على بدء التحضيرات لفتح معبر اللنبي على مدار الساعة يوميا، وذلك فور الانتهاء من كافة الترتيبات اللازمة. وقالت الوزيرة “بعد جهودٍ بذلتها بوساطة المغرب، تم الاتفاق على بدء التحضيرات لفتح معبر اللنبي على مدار 24 ساعة يوميا عند الانتهاء من كافة الترتيبات اللازمة”.

 

من شأنه قلب الطاولة.. إسرائيل تحرج روسيا بتجربة لسلاح نوعي عند الحدود مع سوريا

أورينت نت - ياسين أبو فاضل/16 تموز/2022

في خطوة محرجة لموسكو وميليشيا أسد، أجرت شركة InfiniDome التقنية الإسرائيلية اختباراً لمنظمة إلكترونية ملاحية لتحييد التشويش الذي تفرضه موسكو في سماء المنطقة الحدودية مع سوريا. وقال موقع TECH TIME إن الشركة الإسرائيلية طورت جهازاً يحمل اسم GPS DOME يهدف لحماية نظام الملاحة الذي تستخدمه طائرات المسيرة وما شابهها من التشويش. وأضاف أن الشركة التي يقع مقرها في مدينة قيصرية أجرت مؤخراً سلسلة من التجارب في المنطقة الحدودية مع سوريا، من أجل اختبار كفاءة نظام حماية GPS الذي طورته. وخلال التجارب التي أُجريت على طول الحدود في مرتفعات الجولان، رصدت الشركة هجمات تعطيل روسية وفحصت كيفية تأثيرها على عمل أنظمة الملاحة GPS. وتمكن الجهاز الذي يبلغ وزن 75 غراماً من تحديد إشارات التداخل والاتجاه الذي جاءت منه، تمهيداً لإضعافها والتعامل معها. وبحسب المصدر، تُعرف المنطقة الحدودية بين إسرائيل وسوريا بأنها منطقة تعطل لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، لأن القوات الروسية تستخدم وسائل تشويش قوية كجزء من أنشطتها العملياتية في سوريا، وهو ما أثر كذلك على عمليات الجيش الإسرائيلي، حيث شجبت تل أبيب علناً عام 2019، استخدام روسيا إجراءات تشويش واسعة أثرت حتى على أنظمة الملاحة الجوية التجارية في مطار بن غوريون. وبالمجمل تواجه أنظمة GPS المشاكل بسبب ضعفها، وعادة ما يتم التشويش بطريقتين أولها إرسال إشارات قوية تخفي إشارات الأقمار الصناعية الأصلية وبالتالي تمنع استقبالها، أما الطريقة الثانية فتتمثل بإرسال إشارات مضللة ترسل معلومات غير صحيحة لجهاز الاستقبال، ما يجعله "يعتقد" أنه موجود في مكان آخر.

 

أولمرت: إسرائيل تمتلك أدوات إجهاض المشروع النووي الإيراني

تل أبيب/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، أن بلاده تمتلك أدوات بمقدورها أن تمنع طهران من إنتاج سلاح نووي، لكنها لن تستطيع محاربة إيران لوحدها وتدمير منشآتها النووية. وقال أولمرت، خلال حديث إذاعي له، أمس (الجمعة)، معقباً على زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن «هذه الزيارة جاءت ببشرى واحدة، هي تعهده بأنه في حال غياب حل آخر، وفشل الجهود الدبلوماسية، لن يستبعد الخيار العسكري، وأنه يلتزم بعدم تمكين إيران من إحراز سلاح نووي. ولكن ينبغي عدم التبجح في تل أبيب والتهديد بشن حرب على إيران». وأضاف: «توجد قوة عسكرية ضخمة لدى إسرائيل، لكنها غير كافية لمحاربة إيران». وعزا أولمرت ذلك إلى «أسباب موضوعية تتعلق ببعد المسافات والمدى المحدود لتحليق الطائرات المقاتلة ونوعية تركيبة قواتنا وانتشار المفاعلات النووي على مناطق شاسعة ومتعددة في بلاد فارس الرحبة». وهنا، أضاف أولمرت الذي شغل منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي في الفترة ما بين 2004 و2009، وفي عهده تم تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور وهو ما زال في طور البناء: «لدينا أدوات قادرة على منع إيران من إحراز السلاح النووي. فمنذ سنة 2005 ونحن منشغلون بشكل مثابر ويومياً بموضوع النووي الإيراني. وقد نفذنا عمليات لا مجال لذكرها. في ذلك الحين، أخبرني قادة الأجهزة المتخصصة في إسرائيل أن الإيرانيين يعملون لأجل أن تكون لديهم قدرة على إنتاج سلاح نووي في سنة 2008، أو في 2009 كحد أقصى». وقال أيضاً: «ها نحن اليوم في سنة 2022 ولا يوجد لإيران سلاح نووي. ليس لأنهم لا يريدون، بل لأن عراقيل جمة وُضِعت أمامهم، من جراء عمليات ناجعة وجريئة وذات رؤيا رحبة نفذتها قوى تعرف ماذا تريد وماذا تعمل وكيف». ولفت أولمرت إلى أن الفرق بينه وبين مَن خلفه في المنصب، ويقصد بنيامين نتنياهو «أننا لم نتحدث عن هذه الأمور أبداً». وأضاف: «أؤيد أن تستخدم الولايات المتحدة قدراتها في هذا الشأن. وفي مراحل كثيرة كان هناك تعاون كبير بيننا. وعلينا أن نحرص على هذا التعاون، لأن الولايات المتحدة تمتلك قدرات جبارة ملائمة ومن المجدي أن تفعلها وتفعل معها قدراتها السياسية لعرقلة عمليات تحصيب اليورانيوم وتطوير الأسلحة الباليستية لسنين طويلة». وحذر أولمرت من قدوم حكومة في إسرائيل «لا تعمل بانسجام وتعاون مع الإدارة الأميركية». وقال: «قد ينشأ وضع لا يقتنع فيه الأميركيون بأن التسلح النووي الإيراني يهدد مصالحهم الحيوية. لكن التزامهم بألا يتركوا إسرائيل وحدها سيكون أمراً حاسماً. لكنه يحتاج إلى حكومة إسرائيلية مرغوبة ومتعاونة وشريكة حقيقية». ورأى أولمرت أن زيارة بايدن إلى إسرائيل «لم تكن صدفة رغم وجود حكومة انتقالية لتصريف الأعمال». وقال: «هذه أول مرة يزور فيها إسرائيل رئيس أميركي، وفيها حكومة مؤقتة عشية الانتخابات. وهذه رسالة مفادها أن البيت الأبيض معنيّ بالعمل مع هذه الحكومة»، معرباً عن اعتقاده بأن لبيد «أثبت للأميركيين وللإسرائيليين أنه ليس مجرد موظف برتبة رئيس حكومة، بل هو قائد ذكي وحكيم وقدير وشخصية قيادية من الطراز الأول».

 

طهران غاضبة من تأييد أممي لأول حكم إدانة في إعدامات 1988

لندن - باريس/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

وجه أمين عام لجنة حقوق الإنسان في القضاء الإيراني كاظم غريب آبادي، أمس، انتقادات لاذعة إلى مقرر أممي، على تأييده الإدانة «التاريخية» الصادرة عن القضاء السويدي بحق مسؤول سابق عن سجن إيراني لدوره في عمليات إعدام جماعية.ودانت محكمة ستوكهولم، حميد نوري (61 عاماً)، الذي كان يشغل في 1988 خلال فترة إعدام آلاف المعارضين، منصب نائب المدعي العام المساعد في سجن كوهردشت قرب طهران، بارتكاب «جرائم حرب» و«جرائم قتل». واعتقل حميد نوري نهاية عام 2019 في مطار ستوكهولم خلال زيارة للسويد، في أعقاب شكاوى قدمها معارضون إيرانيون إلى القضاء السويدي الذي يتمتع بالاختصاص العالمي في مجال الجرائم ضد الإنسانية. وهاجم غريب آبادي، المقرر الأممي الخاص بحالة حقوق الإنسان في إيران، جافيد رحمان، الذي اعتبر الحكم على نوري «نقطة تحول في سياق الوصول إلى الحقيقة والعدالة في فصل مظلم من تاريخ إيران».

وقال غريب آبادي على «تويتر»، إنه «لمن المخيب للآمال للغاية أن يختار جافيد رحمن دعم الاحتجاز التعسفي والمحاكمة الصورية لمواطن إيراني علناً بدلاً من استدعاء السلطات السويدية ومحاسبتها على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الأساسية للضحية». وأضاف في تغريدة ثانية أن «البيان الصحافي الذي أصدر جافيد رحمن لدعم الظلم الفادح، هو مؤشر آخر على ميله المتأصل لاستخدام مهمته التي ترعاها بريطانيا، من أجل تضخيم حملة إرضاء خصوم إيران على حساب التضحية بالمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان». وكان غريب آبادي مبعوثاً لإيران لدى المنظمات الدولية، قبل تعيينه أميناً عاماً للجنة حقوق الإنسان، إحدى الدوائر التابعة للجهاز القضائي الإيراني. وترفض طهران منذ سنوات السماح للمقرر الأممي الخاص بحالة حقوق الإنسان في إيران بالسفر إليها من أجل قيامه بجولة في السجون الإيرانية، والتحقق من حالة حقوق الإنسان هناك.

إضافة إلى جافيد رحمن، أشادت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه، الجمعة، بقرار المحكمة السويدية، وقالت في تغريدة، «على الدول أن تستخدم الولاية القضائية العالمية لضمان معاقبة الجرائم الخطيرة، وإحقاق الحق والعدالة»، حسب «رويترز». وهذه أول مرة يُحاكم فيها مسؤول إيراني لضلوعه في الإعدامات التي طالت بشكل رئيسي منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة والمتحالفة آنذاك مع بغداد، رداً على هجمات ارتكبت مع نهاية الحرب العراقية - الإيرانية. وحسب أحد محامي نوري سيستأنف موكله الحكم. ونددت إيران بالحكم الخميس ووصفته بأنه «مسيس». وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية أن طهران «تدين بشدة هذا القرار المسيس الذي يقتصر على اتهامات لا أساس لها ومفبركة ضد إيران ونظامها القضائي من خلال الحكم بالسجن مدى الحياة بحق حميد نوري». وطالبت بالإفراج عنه. وتقدر جماعات حقوقية أن خمسة آلاف سجين على الأقل أعدموا صيف عام 1988 إثر سلسلة أحكام أصدرتها «لجنة الموت»، بينما تُقدر منظمة «مجاهدي خلق» عدد القتلى بثلاثين ألفاً. وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أحد المسؤولين الأربعة في «لجنة الموت» التي أصدرت الأوامر بناءً على فتوى المرشد الإيراني الأول (الخميني) ضد أنصار الجماعات اليسارية، بما في ذلك «مجاهدي خلق». في سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان، الجمعة، إن باريس حضت طهران على الإفراج عن ثلاثة مخرجين سينمائيين اعتقلوا في وقت سابق من الشهر الحالي. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أسماء ثلاثة مخرجين إيرانيين اعتقلوا يومي 8 و11 يوليو (تموز) وهم جعفر بناهي ومحمد رسولوف ومصطفى آل أحمد. كانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قد ذكرت في وقت سابق من الشهر الحالي أن رسولوف والأحمد قد اعتقلا بعد اتهامات بصلاتهما بجماعات مناهضة للحكومة وارتكاب مخالفات أمنية.

وأضافت بيان الخارجية الفرنسية، أن فرنسا «قلقة للغاية حيال هذه الاعتقالات واعتقال شخصيات إيرانية أخرى منخرطة في الدفاع عن حرية التعبير في بلادها»، مشيرة إلى «تدهور مقلق في أوضاع الفنانين في إيران». وطالبت باريس بالإفراج الفوري عن المخرجين، داعية طهران إلى احترام الالتزامات الدولية بضمان «الممارسة الكاملة لحرية التعبير والإبداع»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

بين النجاح "الميّاسيّ" العالميّ و"سلام يا مهدي"... انقسام ثقافيّ جذري داخل المجتمع اللبنانيّ

جاد فياض/النهار/16 تموز/2022"

https://eliasbejjaninews.com/archives/110302/%d8%ac%d8%a7%d8%af-%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%b1-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%ac%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%91%d8%a7%d8%b3%d9%8a%d9%91/

 لم يكن الاختلاف الثقافيّ الجذريّ الذي برز أخيراً في #لبنان وليد أوانه، والذي ظهر نتيجة حدثين ثقافيين مختلفي الشكل والمضمون، وهما عرض فرقة "ميّاس" العالميّ الذي حصد إعجاباً واسع الانتشار نتيجة الأداء العالي المستوى، وإطلاق نشيد "سلام يا مهدي" في عدد من الدول التي ينتشر فيها المذهب الشيعيّ، وهو فريد من نوعه، أُطلق باللغة الفارسيّة وتُرجم إلى لغات، منها العربيّة، وحتّى إلى لهجات، منها اللبنانيّة والبحرينيّة.

انقسم اللبنانيون ثقافيّاً بشكل عموديّ وحادّ، وكان الحدثان معرض تجاذب بين طرفين، الأوّل دعم "ميّاس" وإنجازها واعتبر الفرقة وجه لبنان الحضاريّ، وفي الوقت نفسه، صوّب سهامه تجاه "سلام يا مهدي"، ولم يرَ فيه سوى نشيدٍ طائفيٍّ وإيديولوجيٍّ، هدفه استثمار الدين في السياسة لأغراض تعبويّة، ورفض إدخال هذا النشيد إلى النسيج اللبنانيّ باعتباره غريباً عن ثقافته.

وعلى المقلب الآخر، طرف وجد في النشيد الثقافة التي يبحث عنها، الثقافة الدينيّة المرتبطة بشكل مباشر بالسياسة وتفرّعاتها، واتّخذ من حرية المعتقد والرأي والتعبير درعاً لإعلاء أصداء النشيد في كلّ مكان، لاسيّما المدارس. وجزء من هذا الفريق (لتفادي التعميم مع الأخذ بالاعتبار عدم الشموليّة)، رأى في الإنجاز "الميّاسيّ" انحرافاً عن الثقافة وخروجاً عن آداب الشكل، فانتقد الملابس واعتبرها فاضحة، كما رفض تواجد النساء في حدث راقص على الشاشات العالميّة.

اختلافات جذرية بمضمونها، تعكس مدى عمق الانقسام الثقافيّ في لبنان، وإذا ما كنّا نرغب في رؤية الصورة على حقيقتها من منظار أوسع، وجب البحث في توجّهات الطرفين من مسافة أبعد من رؤيتيهما للحدثين نفسيهما، لأنّ نهج التفكير نفسه ينطبق على كلّ حدث ثقافيّ يحصل، وبالتالي لكلّ طرف منظار ثقافيّ حضاريّ ينطلق من خلاله لتقييم الأحداث وفق معايير مرتبطة به، ويعود لوسائل الإعلام تظهير كلّ وجهة نظر والترويج لها.

لم يكن الانقسام موجوداً في لبنان بهذه الحدّة في الماضي القريب، وبالتحديد قبل الحرب الأهليّة، فكانت الثقافات متقاربة، رغم وجود اختلافات بسيطة وتحفّظات على ممارسات دون أخرى، لكن وبالمجمل، الثقافة اللبنانيّة واحدة بين جميع أطياف المجتمع اللبنانيّ، وعمادها تقبّل الآخر باختلافاته الفكريّة والدينيّة.

مع دخول لبنان أتون الحرب، تأسست جماعات أصوليّة ودينيّة في لبنان، أدخلت معها إلى النسيج اللبنانيّ ثقافات دينيّة متشدّدة غريبة عن الثقافة اللبنانية التي عُرفت بانفتاحها. وانحسر تواجد معظم هذه الجماعات، وبعضها اندثر، باستثناء "#حزب الله"، الذي اتسعت رقعة انتشاره داخل البيئة الشيعية. ومن المعلوم أنّ "حزب الله" حزب دينيٌّ، يتبع بشكل مباشر ل#إيران، وهو ما أعلنه السيّد حسن نصرالله ومسؤولو "حزب الله" مراراً وتكراراً. تستند ثقافة "حزب الله" الى ولاية الفقيه، ويربط الحزب مباشرةً بين الدين والسياسة والمجتمع والاقتصاد والثقافة انطلاقاً من مبدأ الولاية. ومن هذه النقطة، يستثمر الحزب الدين في كلّ قضيّة، لاسيّما القضايا السياسية، وجاء النشيد في هذا السياق، وتحدّث عن ولاء لشخصيات محور إيران، لاسيّما المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، قاسم سليماني، عماد مغنية وراغب حرب.

ولا تخفى على أحد مساعي "حزب الله" إدخال الثقافة الإيرانية إلى لبنان، من خلال الأناشيد والصور والكتب والأنشطة وغيرها من الأشكال التي تحمل إطارات ثقافية، خدمة لمشروعه والحفاظ على قاعدته الشعبية الواسعة من جهة، وعلى محاولة دمج لبنان بشكل كامل بالمحور الإيراني، والذهاب الى ما هو أبعد من ذلك، كالتوجّه شرقاً اقتصادياً وسياسياً، من جهة ثانية.

وبالعودة إلى النشيد، أشار رئيس تحرير موقع "جنوبيّة" الصحافيّ علي الأمين إلى أن "تمّ توزيع النشيد على مختلف المناطق الشيعية في العالم، وتُرجم إلى لغات عديدة، لكن وجب التأكيد أنّه نشيد سياسي لا ديني، اتّخذ من فكرة المخلّص (المهدي) سبيلاً للاستثمار السياسي، وربطها بالإمام الحاضر، وهو المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي".

وفي حديث لـ"النهار"، لفت إلى أنّ "النشيد إيديولوجيّ، لكنّه يتناقض مع العقيدة الشيعية التي قامت على الاجتهاد والتعدّد، لأنّه يقدّم فكرة إلغاء الطرف الآخر، وهذا ما لا يمتّ إلى الثقافة الشيعية التي لا تمنح قداسةً لأيّ موقع ديني أو سياسي، مع العلم أنّ الإعلام لعب دوراً محوريّاً في نشر هذه الصورة والأفكار".

واعتبر أنّ النشيد "يثير القلق والخوف بالمعنيَين الوطني والثقافي، لأنّه يلغي الآخر وأفكاره ومعتقداته، في حين من المفترض أن يكون جامعاً واحداً لنقاط مشتركة مع الآخر، ولا شكّ أنّه استُخدم لشدّ العصب الداخلي من جهة، والتغطية على الأزمات والمآسي من جوع وفقر وحرمان وانهيار، وهذا هروب من مواجهة الواقع". وفي هذا السياق، استطرد الأمين فقال إنّ "توجيه النشيد إلى الأطفال بشكل خاص هو استغلال لبراءتهم، وهدفه التأثير عليهم إيديولوجياً، وهو ما يعدّ إلغاءً لشخصية الطفل العفوية، واستبدالها بالتلقين السياسي والديني، مع العلم أنّ هذا الأسلوب ليس جديداً، واعتُمد من قبل شخصيات وأنظمة".

أمّا عن مقاربة ظهور الحدثين الثقافيين ("ميّاس" و"سلام يا مهدي") في الوقت نفسه والاختلاف الذي ظهر حولهما، ذكر الأمين أنّ "عمل الفرقة كان حدثاً من نمط آخر، يحتمل وجهتي نظر، إمّا الترحيب والدعم، أو عدم الإعجاب، وهنا تبرز ثقافة حرية الرأي والتعبير، أمّا بالنسبة إلى النشيد، فهل يُمكن رفضه؟ ستُطلق الاتّهامات من منطق تكفيريّ لا يقبل اختلاف وجهات النظر".

لكنّ الأمين رفض الصورة النمطية التي تتحدّث عن "ثقافتي الحياة والموت"، وأشار إلى أنّ "بيئة "حزب الله" لا ترفض الاختلاف الثقافي بالشكل، لكنّها ترفض الاختلاف السياسي والخروج عن خطّها"، وفي هذا الإطار، أعطى الأمين بحر صور مثلاً، ولفت إلى أنّ "لجميع زوار الشاطئ حرية التعبير عن ثقافتهم بالطريقة التي يريدونها (لجهة الملبس أو الكحول وغيرها من الأشكال الثقافية)، لكنّه يرفض الاختلاف السياسي".

وأضاف: "الأمر ينطبق أيضاً على المغنيات مثلاً، إذ يزعم البعض أنّ الحزب يرفض غناء المرأة، لكنّنا رأينا في وقت سابق مهرجانات للفنانة جوليا بطرس في الجنوب، وهي لا تختلف عن إليسا (المرفوضة من قبل هذه البيئة) مثلاً سوى في الخطّ السياسي، ما يعني أنّ هذه البيئة لا تدعم ثقافة الموت وترفض ثقافة الحياة، بل ترفض التعدّد والتنوّع والاختلاف بالرأي فقط".

من جهته، رأى الشيخ عباس الجوهري في النشيد "بعداً ثقافياً، ومن خلاله، تحاول إيران أن تكون محور المذهب الشيعي، وتضع اليد على كلّ مجتمعات المذهب لصناعة ثقافة مغايرة كليّاً عن ثقافة أهل الشيعة الحقيقية، ولهذا السبب تُرجم النشيد إلى لغات متعدّدة".

وفي معرض تعليقه على النشيد وتبعاته الثقافية لـ"النهار"، رأى الجوهري أنّه "ثقافي أكثر ممّا هو تعبوي، لكنّه لا شكّ يخدم شدّ العصب في ظلّ احتدام الصراع الإقليمي وعدم وصول المفاوضات النووية إلى خواتيم ترضيها، وبالتالي تأزّم الوضع أكثر على كافة الصعد".

وعن إنجاز فرقة "ميّاس" ومقارنته بإطلاق النشيد من منظار ثقافيّ، أشار الجوهري إلى أنّ "الفرقة أرادت تثبيت مدنيّتها، وهي شعرت بتهديد للهوية وبضرورة التحرّك للمحافظة عليها، فكان العرض، ونحن بحاجة إلى إظهار بعدنا المدني الإنساني الثقافي الذي يتجلّى بالانفتاح على لغة العصر، مع العلم أنّ هذا لا يلغي مذهب كلّ شخص ومعتقداته".

 موضوع فرقة "مياس" ونشيد "المهدي" تفاعل أخيراً على مواقع التواصل وفي الاعلام العربي والغربي، وقد كان هناك إجماع لا شكّ فيه على أنّ "حزب الله" يعبرّ عن مأزق معيّن بمشروعه البعيد والقريب المدى، إلّا أنّه أكثر من ذلك، ينبّه المراقبون على أنّه بعد فرض صورة قاسم سليماني في معرض الكتاب في بيروت بالقوّة، وبعد مظاهر "رشّ" الصور على طول طريق المطار برموز ليست لبنانية وغريبة عن هذه البيئة، إضافة إلى مواقف عدّة من الحزب أو قريبة منه، كانت تصدر بشأن عرض هذا الفيلم أو ذاك في صالات السينما، فهذا يؤكّد أنّ "حزب الله"، ومن خلال تعميم عادات وثقافات مغايرة للواقع اللبناني يحاول تغيير صورة لبنان وكيان لبنان وهوية لبنان وشعب لبنان.

 

الرئاسة بمواصفات حزب الله.. وواشنطن تفشل بفصله عن الدولة

منير الربيع/المدن/17 تموز/2022

لن تخلو زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط، وانعقاد قمة جدّة، من تداعيات سياسية أو استراتيجية على المنطقة إياها. فإيران لن تقف متفرجة على ما يجري في ضوء المواقف المعلنة التي تشير إلى ضرورة تطويقها، أو تطويعها.

وجها زيارة بايدن

فالقمّة العربية- الأميركية، يفترض أن تؤدي إلى خيار من اثنين: ذهاب واشنطن وطهران إلى تجديد المفاوضات سعيًا إلى اتفاق. وبذلك تكون زيارة بايدن نوعًا من طمأنة الإسرائيليين والخليجيين، والحفاظ على العلاقات الأميركية الاستراتيجية لاستعادة نوع من الثقة أو التوكيد عليها. أما في حال عدم بروز مؤشرات جدية لتوقيع الاتفاق النووي، فإن المنطقة لا بد أن تشهد تصعيدًا مؤكدًا. وقد يكون موقف أمين عام حزب الله منطلق التصعيد. فنصرالله ذهب بعيدًا في معادلاته لفرض واقع جديد: نقل الحزب من الدفاع إلى الهجوم.

لا تحكّم في إرادة الحرب

الملف الأساسي القابل للاشتعال في المنطقة، هو ملف ترسيم الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وإصرار الإسرائيليين على تجاهل الشروط اللبنانية ومضيهم قدمًا بعملية استخراج النفط والغاز من حقل كاريش. وقد يلجأ حزب الله إلى الالتزام بتهديده، فتتجه المنطقة إلى التصعيد: فإما تشهد حربًا وإما معركة أو مواجهة أصغر من حرب. صحيح أن لا أحد يريد الحرب. ولكن في أحيان كثيرة لا تكون الحرب نتاج رغبة أو إرادة أو تصميم. فأي خطأ في الحسابات أو ضربة من خارج السياق، قد تؤديان إلى انفجار. وهذا ما يسعى الأميركيون إلى تجنّبه ويصرّون على ذلك. فيكثفون مساعي التهدئة، وتؤكد الخارجية الأميركية على الأجواء الإيجابية سعيًا للوصول إلى اتفاق.

حزب الله يقود لبنان

لا تُخفى المحاولات الأميركية لفصل الموقف اللبناني الرسمي عن موقف حزب الله. وقد يشكل هذا الاستحقاق اختبارًا لقدرة بعض الأفرقاء في لبنان على الخروج من سطوة الحزب إياه. وهو نجح مرارًا في تعزيز وضعه الداخلي، وتكريس شرعيته، وفتح آفاق جديدة للمرحلة المقبلة بقيادته، وعنوانها أن من يطمح إلى أي منصب سياسي لا بد من موافقته على خطاب حزب الله وتبنّيه. وتنطبق هذه القاعدة على أي مرشح يسعى إلى رئاسة الجمهورية. وهذا يعني أن كل طامح لمنصب سياسي، لا بد أن يتبنى وجهة نظر حزب الله في ملف الترسيم، وأن يكون على قدر من الاهتمام بالدفاع عن سلاح المقاومة، وعن المعادلات التي يفرضها. ويسعى حزب الله إلى أن يكرس استمرار القواعد التي كرسها بفرضه ميشال عون رئيسًا للجمهورية.

مرحلة جديدة

في المقابل، تعمل واشنطن على فصل مواقف المسؤولين اللبنانيين عن مواقف حزب الله. لكنها لم تنجح بوضوح في ذلك حتى الآن. فرئيس الجمهورية استعمل مسيّرات حزب الله واعتبرها مصدر قوة للدولة اللبنانية. باسيل بدوره يتبنى مواقف نصر الله بوضوح. وهذا يعني عدم تحقيق أي فصل بين حزب الله وحليفه الاستراتيجي. بعد كلام نصرالله التصعيدي، جاء موقف الخارجية الأميركية ليشدد على تحقيق تقدم في الترسيم، وتضييق الفجوات وصولًا إلى اتفاق. هذا الموقف الأميركي هدفه جعل مواقف حزب الله هامشية. والبيان الأميركي- السعودي المشترك فعل ذلك أيضًا، مؤكدًا أن السلطة في لبنان يجب أن تكون في يد الدولة اللبنانية. ومما جاء في البيان: "يشدد الجانبان على أهميّة بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللّبنانيّة، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصّلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس الدولة سيادتها الكاملة. فلا تكون هناك أسلحة إلّا بموافقة الحكومة اللبنانية. ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها". قمة جدّة تشكل محطة سياسية جديدة في المنطقة. وهي تؤسس إلى مرحلة جديدة. لكن ما هو غير واضح حتى الآن هو كيف سيكون الاستثمار السياسي لنتائج تلك القمة في ساحات الإقليم.

 

هذه بيروت وأهراءاتها و... نيروناتها

عقل العويط/النهار/16 تموز/2022"

... وأنتَ يا قمح الأهراءات، أنظرْني جيّدًا، وعينًا بعين: إيّاك أنْ تخضرّ، وأنْ تنمو، لئلّا يعرقل اخضرارُكَ المسموم مسيرةَ جهنّم وعهدَ الجحيم الميمون. وأنتِ، أيّتها النيران، أصيخي إليَّ مليًّا مليًّا: اضطرمي وتأجّجي، ثمّ اضطرمي وتأجّجي، واشهقي ارتفاعًا وصعودًا، والهثي وانفثي وتسلّقي المراتبَ والطبقات، واشتدّي نزولًا وقعرًا وقاعًا، وتمدّدي، وانتشري في جهات لبنان كلّها، والتهمي ما شئت – ومَن شئت – أنْ تلتهميه. وإيّاكٍ أنْ تهمدي، وأنْ تخمدي، وأنْ تتعبي، قبل أنْ تلسع أمطارُك الهشيمَ العدميَّ اللبنانيَّ كلّه، وبأسره، وبرمّته، وعن بكرة أبيه. وأنتَ أيّها القمحُ العسليُّ، يا حنطةَ الأمونيوم، ونيترات الخيانة والترهيب والإرهاب؛ إيّاكَ أنْ تمهِلَنا قليلًا، لنوضّبَ أمتعتَنا المأتميّة، ونرتدي ثياب الاحتفال بالموت العموميّ. إيّاكَ أنْ تصبحَ طحينًا للمعاجن، لأفران الخبز والوجع الشعبيّ. إيّاكَ أنْ تبتسم، أنْ تضحكَ، أنْ تخطر في بالكَ أرغفةُ الفقراء وأقمارُ الصاج المرقوقة على زنود الأمّهات والأرامل والثكالى. إيّاكَ أنْ تصير خبزًا للزيتون، وعروسًا للزيت والصعتر.

وأنتِ أيّتها الأهراءات، يا أوكارَ الوحشِ المتنامي، وخوابيه، وآبارَه، ولعناته؛ هذه ليست روما، هذه ليست روما، والحريق ليس حريقها، ولا نيرون نيرونها. اسمعوني جيّدًا: هنا بيروت، هنا بيروت. وهي ليست روما. والمعنى – فليسمح لنا الشعراء - ليس في قلب الشاعر. والمعنى لن يبقى مكبوتًا ومكتومًا في القلب، وإنْ يكن قلب جميع الشعراء.

أيّها الوحوش الجهنّميون، يا أبناء نيرون، وأحفاده، وسلالته - اللبنانيّة - المقيتة؛ أمعِنوا، أمعِنوا، لكي ينعدم النسيمُ، وينعدمَ الماءُ، وينعدمَ الضوءُ، وتخمدَ الحشرجات. أيّها الوحوش العلنيّون البشريّون، خذوا وقتكم الكافي. مدّوا أرجلكم. واسترخوا. واستريحوا. ودخِّنوا السيكار، أو النراجيل، أو الأفيون. أو دخِّنوا لهاثَ القمح المحترق، ونياطَ القلوب المشويّة. وأنتم يا تجّارَ النار في هيكل لبنان، يا نيروناته، إيّاكم أنْ تخمدوا حريقًا في الهيكل. وأنتم يا باعةَ لبنان الكبير، يا يوضاسات الجمهوريّة، إيّاكم أنْ تؤلّفوا حكومةً تفتح بابًا على لقمة، على الأمل، نافذةً على الدستور، وكوّةً في الجدار العدميّ المسدود.

إيّاكم أنْ تعيدوا الأموال إلى أصحابها، والأرزاق إلى أصحابها. إيّاكم أنْ تنتخبوا رئيسًا لعهدٍ يكون للبصيرة والتعقّل والعقل. إيّاكم أنْ تبشّروا بالصباح. ولا حتّى أنْ تتّفقوا على وزيرٍ لشركة الكهرباء، للطاقة، للعدل، للحرّيّة، للعدالة، للحقيقة. وإيّاكم أنْ توزّروا وزيرًا لهيكل كاريش، أو لمعبد قانا، أو للخطّ 29، ولا أيضًا للخطّ 23. إيّاكم أنْ تفكّروا بمراويل لأطفال الروضات والمدارس، أو بنشيدٍ وطنيٍّ يُعلَّم للصغار، وينشده الكبار والصغار. مَن قال إنّ ثمّة حاجةً بنا إلى بيروت. أو إلى لبنان. إلى برّه. إلى مينائه والبحر. إلى بقاعه. إلى قميص عثمان الجنوب ومزارع شبعا. إلى بقاعه. إلى شماله. أو إلى أرز الجبل. مَن قال مَن قال؟

أضرموا نيران همجيّاتكم الساديّة في كلّ شيء، في هشيم الحطب العدميّ كلّه. وأضرِموها في المقابر. في البيوت. في البساتين. في الموانئ. في الأرياف. في الحقول المترامية. في السهول. على سطوح الجبال. وفي أفئدة العصافير. لكنْ، إيّاكم أنْ تفكّروا بأحلامٍ لجنين. أو بهواجسَ لوردة. لن يكون ثمّة صباحٌ يُشرق من عيونكم الزجاجيّة، بل موتٌ ثمّ موتٌ ثمّ موت. بيننا وبينكم حقل الجحيم هذا. أمعِنوا ثمّ أمعِنوا ثمّ أمعِنوا. من أجل أن لا يبقى زرعٌ ولا ضرع. وأنتَ يا نيرون، أيّها النيرونات الظاهرون والباطنون، ويا كلّ نيرونٍ ونيرون؛ أرسِلوا فئرانَكم وأفاعيكم وغربان الليل والدسائس، وافلتوها لا لتصهلَ بل لتنعب وتلعق وتفحّ وتبصق الفحيح الجهنميّ تلو الفحيح، من أجل أنْ يصل السؤدد الأبوكاليبتيّ إلى آخر أهراء، إلى آخر سنبلة قمح، إلى آخر نسمة هواء في لبنان. افهمونا جيّدًا: لن نستسلم لكم، ولو بعد عام. ولو بعد ألف عامٍ وعام. ولن نحترق بجهنّمكم، ولا بنار أهراءاتكم وحكوماتكم ورئاساتكم. هذه ليست روما، وإنْ تجمّعت في أيديكم كلّ أهراءات الفساد والشرّ. ... وإنْ كنتم رمزًا مجسّدًا لكلّ نيرونٍ في الكون.

 

موتوا... والباقي تحصيل حاصل

سناء الجاك/نداء الوطن/16 تموز/2022

يلعب الكبار لعبتهم. يخاف المستهدفون. فالأحداث المتلاحقة تحشرهم في الزاوية. أوضاعهم الاقتصادية لم تعد تحتمل كل هذا الضغط لإرغامهم على التنازل والخضوع توصلاً إلى إنجاز المفاوضات. لذا يحركون أذرعهم. والنتيجة موتوا بشرف أفضل من الموت جوعاً. هذه هي آخرة المعادلات التي علينا ان نرضخ لها. تصوروا السيناريو: ان تتواروا مع أولادكم ومحبيكم في زاوية معتمة لأن لا كهرباء في الأساس. تعضون على جوعكم حتى تلفظوا أنفاسكم... او تنزلون إلى ساحة الوغى وتهتفون من طلوع الروح: لبيك، لمن دعاكم إلى تلبية النداء وتتحرّرون من أجسادكم ومتطلباتها، وترتقون إلى حيث يجب أن ترتقوا.

ثم لا داعي لتشغلوا بالكم برغيف الخبز وطابور الوقود والمذلة على أبواب المستشفيات وأقساط المدارس وما إلى ذلك من التوافه الدنيوية.

بعد ذلك تنظرون من عليائكم إلى هذا البلد المهترئ، وتشكرون باريكم على أنكم إلى جواره. فالموت جوعاً أو لسبب آخر، أيا يكن هذا السبب، هو الخلاص المرتجى.

فمن سهّل لكم نهايتكم انما أراد تحريركم من عبء هذه الدنيا، وسيواصل هذه الرسالة المقدسة، فيستفرد أكثر فأكثر بمصير من بقي تحت، وسوف يُنَصِّب رئيساً من صفق له ولمعادلاته التدميرية ولاقاه في مراميه ونال جائزته المرجوة وتربع سعيداً على كرسي بعبدا، ان لم يكن في هذا الاستحقاق، ففي الاستحقاق المقبل... المهم الالتزام بالدعوة إلى العمل... لأن هناك من يراقب عمله ويُراكم له النقاط.

لكن ليس بالضرورة أن يُعتمد هذا السيناريو. فالخيارات مفتوحة أمام حاملي الرسالة. والهدف من التصعيد، قد يقتصر على عرض العضلات والبطولات اللفظية. ولا ضرورة للحرب بمعناها العلمي والعملي، فهي تحتاج تكاليف ومصاريف، ربما لا جدوى من إنفاقها في ساحة الوغى... فالأولوية لترشيد الإنفاق بغية دعم الحلفاء ومنح المحور استمراريته. وباب الاجتهادات واسع، لذا، وفي المرحلة الراهنة يكفي اتهام الشيطان الأكبر بكل الجرائم التي تبيد الناس في ظل الحصار والتجويع الذي تسبب به، هو وكل من تآمر معه.

من جهة أخرى، لا يغيب عن بالنا أن العدو الغاشم لن يتعب نفسه وينفق من مقتدرات بلده ليفوز بحرب لا تؤتي ثمارها. فإذا كان المطلوب ضرب البنى التحتية، فنحن خيبنا مساعيه ونسفناها من أساسها... وإذا كان المستهدفون هم المواطنون العزّل لتهجيرهم او قتلهم، فقد سبق الفضل وتكفلنا بالقضية... ومن لم يهاجر عبر المطار لا يتورع عن إلقاء نفسه وأطفاله في البحر بحثاً عن حياة أرحم أو موت رحيم. المهم تسجيل المواقف التي يفترض أن تؤمن المصالح لمزيد من مصادرة السيادة. أما عن استخراج النفط والغاز فهو الحجة وليس الهدف. السوابق تؤكد ذلك. والغيرة على الطاقة المدفونة في المياه نكتة سمجة، لأن من طنَّش عن الطاقة المهدورة بفعل تسليم وزارتها إلى من كلف اللبنانيين أكثر من 40 مليار دولار... والحبل على الجرار مع العتمة التي يستغلها أصحاب المولدات بالدولارات الطازجة، لن يعبأ بما في جوف البحار.

بالتالي، يراق الشرف، كما تراق الحياة، كل لحظة في هذا البلد مع اللصوص المحصنين بالرعاية والحماية مقابل التصفيق للمعادلات التدميرية التي يطلقها من يعلم جيداً أن الانتصار الحقيقي سببه غياب المواجهة في الداخل، والاستثمار في جهود فرقة الدربكة من المنبطحين المباركين لتوازنات الرعب والمحاكاة الساخرة للعزة والكرامة المستباحة بفعل تفاقم هموم المساكين الذين يقبعون بلا ضوء وبلا مستقبل، في حين يتم تقويض أسس حياتهم وحيثيتها، بسبب رداءة اللاعبين... وقذارتهم.

 

دولارات الوافدين أعجز عن أن تُخفّض سعر الصرف

جويل الفغالي/نداء الوطن/16 تموز/2022

الجو إيجابي بامتياز، إذ بينت إحصاءات المديرية العامة للطيران المدني منذ بداية تموز لغاية 11 منه دخول 181791 راكباً الى لبنان مقارنة مع 93807 غادروا البلاد، المقاهي والمطاعم والملاهي كلها "مفولة" ونسبة الإشغال في الفنادق ترتفع الى حوالى 80 بالمئة. وتخص الأنظار نحو ما يحمله الزوار من فريش دولار. فالى أي حد ستؤدي هذه الدولارات الى تحسين سعر الصرف في لبنان؟ يعوِّل لبنان على موسم الصيف لينتعش اقتصادياً ويخرج من الأزمة التي شلّت حركته الاقتصادية منذ أكثر من عامين، مستفيداً هذه المرة من الأزمة النقدية التي تصنّفه بالأرخص مقارنة مع دول أخرى. ثلاثة الى أربع مليارات دولار ينتظرها لبنان مع قدوم السياح والتي ستتدفق خلال فترة ثلاثة أشهر. هذا المبلغ يوازي قيمة الدعم الذي يطمح لبنان للحصول عليه من صندوق النقد الدولي، موزّع على دفعات على مدى 46 شهراً. من يسمع بهذه الارقام يظن أن دولارات المغتربين ستؤدي الى تحسين سعر صرف الدولار مقابل الليرة. ولكن الامور ليست هكذا، وسعر الصرف لن ينخفض، لأن الدولارات التي دخلت السوق خلال موسم الصيف، لن تتم الإستفادة منها بشكل إيجابي. أين تذهب إذاً دولارات المغتربين؟ وما هو مصيرها؟

عوامل سعر الصرف

بحسب الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان: "هناك عدة عوامل تؤثر على سعر الصرف أولها قاعدة العرض والطلب حيث تعتبر من العوامل الاساسية المؤثرة في اقتصاد السوق، ثانياً الثقة بالإقتصاد كون العملة الوطنية هي مراَة الاقتصاد، وأخيراً الإستقرار السياسي والأمني في البلاد والمفقود حالياً. عملياً إن دخول هذه الدولارات سيؤدي وبشكل مباشر، إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب على الدولار، ما سيؤمن استقراراً في سعر الصرف على المدى القريب، أما على المدى البعيد وبعدما ينتهي الموسم السياحي، فمن المرجح أن يعاود الدولار ارتفاعه بغياب أي إصلاحات جدية وفعّالة، وغياب الاتفاق مع صندوق النقد الدولي". ويشير المصدر نفسه الى أن "هذه الدولارات التي ستدخل السوق خلال موسم الصيف، لن تتوزع على القطاعات كافة، وذلك بسبب عدم وجود قطاع مصرفي قادر على توظيف هذه الدولارات وإعادة ضخها في شرايين الإقتصاد، إضافة الى فقدان الثقة بهذا القطاع. وهذا يعني أن القسم الأكبر من دولاراتهم لن تدخل في الدورة الإقتصادية على شكل استثمارات ومدخرات لخلق فرص عمل وشركات جديدة، إنما تذهب فقط على الاستهلاك حيث يستفيد منها قطاع الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية على انواعها. كما ومع وزيادة الاستهلاك، سترتفع معدلات الطلب على الدولار للإستيراد من الخارج لتلبية حاجات المغتربين والسياح، الأمر الذي يفسر إنفاق قسم من هذه الدولارات في الخارج".

مصير أموال المغتربين

"إن معظم المغتربين لديهم أموال وحسابات في المصارف اللبنانية"، يقول المستشار المالي ميشال قزح، "وهم الذين وقعوا في الفخ قبل بدء الازمة في لبنان، حيث قامت المصارف بشتى أنواع الإغراءات لاستقطاب دولاراتهم الفريش مع فائدة أكثر من 10 بالمئة. واليوم، إن أموال المغتربين عالقة في المصارف، وبالتالي سيحاولون التصرف بها باللولار أو بالليرة إما للإنفاق على عطلاتهم، أو لمساعدة ذويهم في لبنان. وبما أن هذه الأموال لن تكفي لتمضية العطلة في لبنان، نراهم مزودين بالفريش دولار. فالمغترب لن يأتي بأمواله لإيداعها في المصارف اللبنانية بعدما فقد الثقة بها، وخاصة بعدما ارتفعت الفوائد العالمية الى 3 و4 بالمئة. لذلك لن تنقذ هذه الدولارات الليرة اللبنانية".

لا تحسّن في الوضع النقدي دون وضع خطط جدية

يرى قزح "أنه من الصعب انقاذ اقتصاد لبنان المهترئ بهذه الطريقة، فيجب أولاً اعادة هيكلة كل القطاعات في لبنان وبالتالي الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتأمين الاستقرار الأمني والسياسي، ومن ثم يمكننا التعويل على دولارات المغتربين، فعلى سبيل المثال، سيأتي المغترب بأمواله الى لبنان وخاصة من أفريقيا والخليج للإستثمار، عن طريق إقامة مشاريع انتاجية طويلة الأمد". وكذلك يشدّد أبو سليمان على انه "لا يمكن العودة الى اقتصاد طبيعي من دون عودة القطاع المصرفي الى طبيعته ليتمكن من كسب ثقة المستثمر". سبق وشهد لبنان قدوماً للمغتربين في السنوات الماضية حتى ولو لم تكن الحركة بكثافة هذه السنة، ففي العام الماضي، زار لبنان عدد من السياح وشهد لبنان ارتفاعاً للدولار حيث لامس الـ 30 الف ليرة، ولن نشهد أي تحسن في الوضع النقدي. إذاً يمكننا الجزم أن دخول دولارات المغتربين الى السوق اللبناني أمر ضروري لضبط سعر الصرف، ولكن من دون وجود أي خطة نقدية واضحة وجدية لتوظيف هذه التدفقات، ستخسر مفعولها بعد فترة زمنية قصيرة.

 

مواصفات الراعي تُسقط "الرئيس الممانع" لا "القوي"

 ألان سركيس/نداء الوطن/16 تموز/2022

بكركي ترى أن البلد لا يحتمل الفراغ في الموقع الأول في الدولة

عاش البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الفراغ الرئاسي الصعب في العام 2014، في حين أن سلفه البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير كانت له تجربة مريرة العام 1988 وأخرى بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود في خريف 2007. لا يمكن للبطريرك أن يقود وحده معركة الرئاسة، فالساحة اللبنانية محكومة بتوازنات دقيقة خصوصاً وأن الوضع تبدّل ولا يمكن لفريق معين أن يفرض رأيه على الآخرين. ويبدو أن البطريرك الراعي سيكون الأجرأ في المرحلة المقبلة من حيث الإصرار على المطالبة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فأجندة 2022 تختلف إختلافاً جذرياً عن 2014، ففي المرحلة السابقة كان الفراغ مخيفاً لكن الخطر كان يتركّز على فقدان مسيحيي الشرق موقعهم الأول في السلطة، أما اليوم فإن الفراغ سيؤدّي إلى اضمحلال الدولة اللبنانية وانهيار مؤسساتها بأكملها. وإذا كانت نبرة الراعي تجاه الإستحقاق الرئاسي مرتفعة، إلا أن الأساس يبقى في العمل الفعلي على الأرض، وهذا الأمر يحصل بعيداً عن الإعلام من أجل تأمين ظروف نجاحه. وترى البطريركية المارونية أن النقطة الأهم هي في قيام النواب بواجباتهم وانعقاد مجلس النواب بصورة دائمة من أجل النجاح بانتخاب رئيس لأن المقاطعة هي بحدّ ذاتها جريمة وطنية، فالبلد لا يحتمل الفراغ في الموقع الأول في الدولة في ظل حكومة تصريف أعمال.

ومن جهة ثانية، فإن بكركي تتعامل مع الإستحقاق الرئاسي بواقعية، فهي تدعو إلى التوافق وتأمين أكبر دعم للرئيس الجديد، لكن في حال فشل الوفاق على اسم واحد، فإن الحل يكون بالإنتخاب.

تطرح البطريركية عدّة مبادئ ومواصفات يجب على الرئيس الجديد التحلي بها، ومن بين تلك المواصفات أن يكون خارج الاصطفافات ولا يتبع لأي محور وسيادياً بالدرجة الأولى وإصلاحياً في الوقت نفسه، فلا نفع للإصلاح في ظلّ فقدان الدولة لهيبتها، في حين أن المواقف السيادية لا تكفي لوحدها، وبالتالي فإن على الرئيس الجديد أن يعيد للدولة هيبتها ويلتزم البرنامج الإصلاحي ويباشر بمحاربة الفساد وحلّ الأزمات المعيشية، ووقف مسلسل الإنهيار والإلتزام بالحياد وإعادة وصل علاقات لبنان بمحيطه وكل دول العالم.

وأمام الواقع الحالي، فإن البطريرك حذر جداً ولن يطرح أسماء رئاسية لأن طرحها قبل موعدها يعني حرقها، في حين أن المهم يبقى في تسليط الضوء على أهمية إجراء الإستحقاق الرئاسي في موعده وعدم التهاون مع الفراغ.

وإذا كان البعض فسّر كلام الراعي المنادي بضرورة انتخاب رئيس جمهورية «فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب» هو ضرب لفكرة الرئيس القوي التي كان راعيها، أي إنه يريد رئيساً خارج نادي الموارنة الأقوياء كما حصل عام 2016، إلا أن الحقيقة هي في مكان آخر، فالبطريرك لا يمانع في وصول رئيس سيادي وقوي يعمل على تأمين الحياد لكنه متوجّس من استمرار الستاتيكو القائم. وفي التفاصيل، ان البلاد مقسومة منذ العام 2005 بين فريقي 8 و14 آذار، ومن يطرح نفسه مرشحاً للرئاسة هم موارنة 8 آذار، أي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في حين أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لن يترشّح مع أنه يملك أكبر كتلة برلمانية مسيحية، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الفرقاء المحسوبين على مسيحيي 14 آذار. وقد استبق البطريرك الأمور وطالب برئيس من خارج الإصطفافات وذلك لقطع الطريق أمام وصول أي مرشح من مسيحيي 8 آذار، لأن انتخاب باسيل أو فرنجية يعني إاستكمال سيطرة «حزب الله» ومحور «الممانعة» على الدولة ومنح «الحزب» الغطاء المسيحي وإبقاء قبضته على الموقع الأول في الدولة، لذلك فان الراعي لا يستطيع القول «إنني ضد وصول فرنجية أو باسيل أو أي مسيحي يغطي حزب الله»، لذلك تكلم بالعموميات وشمل الجميع بعدما أخرج جعجع نفسه من السباق الرئاسي، وبالتالي فان البطريرك لا يريد تكرار تجربة إنتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه والفوز بـ65 صوتاً خصوصاً أن «حزب الله» قادر على تأمين أكثرية ظرفية لأي مرشّح يطرحه.

ومن جهة ثانية، فإن بكركي التي تعتبر نفسها حارسة لبنان الكيان لن تسمح بالإستمرار بضرب أسس الدولة والإمعان في سيطرة «الدويلة» وتغيير هوية لبنان وأخذه إلى مكان غريب عن تاريخه وحضارته، لذلك فإن الرئيس المقبل في نظر بكركي يجب أن يبدأ مشوار الإصلاح ويعيد البلد إلى سابق عهده، لا أن يشكّل إستكمالاً لعهد الإنهيار وأخذ لبنان إلى محور «الممانعة»، من هنا فان سهام الراعي أسقطت فكرة الرئيس «الممانع» لا الرئيس «القوي» لأن المشكلة في عهد الرئيس ميشال عون لم تكن لأنه قوي في طائفته، بل لأنه غطّى «الدويلة» ورهن قرارها لـ»حزب الله» والمحور السوري- الإيراني ما تسبّب بعزل لبنان عن العالم العربي والغربي ولم يباشر بالإصلاحات كما وعد.

 

لماذا لا تكون حكومة حرب؟

طوني فرنسيس/نداء الوطن/16 تموز/2022

الحرب خلال شهرين ستكون ممكنة وربما حتمية، ولكن ليس بين لبنان بوصفه جمهورية مستقلة عضواً في الجامعة العربية والأمم المتحدة وبين الدولة العبرية التي يخوض معها مفاوضات تتوسط فيها أميركا وترعاها الأمم المتحدة، وفي التفاوض وله شروط وأخذْ وردّ ووثائق ومرجعيات تبدأ بالقانون الدولي ولا تنتهي بمحاكمه وتحكيمه. ستندلع هذه الحرب إن اندلعت بين اسرائيل وايران، فهما الطرفان اللذان يتحدثان عنها ويلهجان بها، ولبنان يظهر في الصورة العامة كأحد أعراضها الجانبية المؤلمة. الطرفان يقولان بهذا الاحتمال منذ سنوات طويلة. ايران تبني وتدعّم ايديولوجيتها بشعارات تحرير القدس وتدمير إسرائيل في دقائق، الأولوية في خطابها للقضاء على «الكيان» وهي إذا تحدثت ديبلوماسياً عرضت استفتاء شعبياً يشارك فيه الفلسطينيون من مختلف الأديان، باستثناء المستوطنين القادمين من الخارج، بهدف تحديد «أي فلسطين نريد»، والنتيجة هي نفسها، والدمار في سبع دقائق ونصف الدقيقة هو الخيار الأمثل المطروح على طاولة الكلام. إسرائيل من جهتها تهدّد ايران بحجة تطويرها برنامجاً نووياً. وتحول هذا التهديد إلى سياسة ثابتة يلتزم بها أي حاكم إسرائيلي. تربط اسرائيل بين ما تعتبره سعياً ايرانياً لامتلاك السلاح النووي والتهديدات بتدميرها ودعم ايران منظمات معادية على حدودها وداخل الاراضي الفلسطينية. وبانتظار هذه «الحرب الكبرى» تخوض ما تسميه «المعركة بين حربين». وفي هذه المعركة شنت اسرائيل نحو 600 ضربة ضد مواقع وقوافل ايرانية في سوريا، وقامت - من دون تبنٍ صريح - بعشرات عمليات الإغتيال والتخريب داخل إيران نفسها، ولم يكن الرد الإيراني يوماً، على الضربات الاسرائيلية، ذا قيمة أو أهمية. كان «الصبر الاستراتيجي» عنواناً للمرحلة في إيران و»الرد المناسب في الزمان والمكان المناسبين» صار ترجمة أنصار إيران وأتباعها للشعار الايراني.

هل انتهى «الصبر الاستراتيجي» الآن لتصبح الحرب الكبرى ممكنة وليكون لبنان ساحةً لهذه الحرب، أم أن ايران يمكن أن تلجأ هذه المرة لـ»المعركة بين حربين» من أجل موقع أكثر قوة في تفاوضٍ لاحق؟

العالم كله في حالة توتر. الحرب الروسية الأوكرانية قسمت العالم شرقاً وغرباً. المفاوضات النووية متعثرة، ومقابل أميركا التي تعود إلى حضورها الرئاسي في المنطقة، تتحرك موسكو إلى طهران. العاصمتان الايرانية والروسية تتعرضان للضغوط والعقوبات، ولن تمانعا في ردود ما!! في أوكرانيا حرب عالمية ولو بقيت جبهاتها محصورة في بلد واحد. لكن استمرارها وتداعياتها الاقتصادية على العالم قد يشعل جبهات أخرى، والتوتر الحاد بين دول الغرب من جهة وروسيا و»حلفائها» من جهة ثانية، قد يجد متنفساً له في جبهات خامدة أو مستعدة، وجبهتنا جاهزة للأسباب الايرانية - الاسرائيلية الآنفة والمستأنفة، ولا تحتاج أكثر من عود كبريت من ماركة كاريش. لكن قبل الانخراط في المعركة في جزئيتها اللبنانية يجدر التوقف عند سؤالين:

الأول ما رأي ودور ومصير 13 ألف جندي دولي في الجنوب، ثلثهم من الاتحاد الاوروبي، في ما سيدور فوقهم وتحتهم في البر والبحر والجو، وهم الذين يتولون الإشراف على تنفيذ القرار 1701، وماذا سيقول مجلس الأمن بعد أيام لدى بحثه في وضع هذه القوات والتمديد لها؟

الثاني يتصل برأي لبنان الرسمي، ممثلاً بمجلس النواب والحكومة في الحرب وموجباتها…، ثم، في المناسبة، أين هي الحكومة، ومن سيتخذ القرارات في التحرير وخلافه؟ هل هو حزب أم سلطة شرعية قائمة على المؤسسات التمثيلية؟ ومن سيتحمل المسؤولية في النهاية غير «العدو الصهيوني الغاصب»؟؟ يبدو هذا السؤال مملاً، لكن إزاء احتمال نشوب حرب خلال شهرين يجدر العمل إبتداءً من اليوم على قيام حكومة بقيادة من يريد خوضها ويستعجلها. واستعداداً لذلك، لا داعي لاستمرار نجيب ميقاتي في مهمته… ربما تتوفر أكثرية نيابية لخيارٍ آخر وحكومة أخرى تنهي التناقض بين «الدولة والمقاومة» وتتحمّل مرة واحدة مسؤولية قيادة الحرب والإعمار… والخروج من جهنم.

 

لبنان "الفلسطيني" لبنان "الإيراني"

رفيق خوري/نداء الوطن/16 تموز/2022

كان ياسر عرفات يفاخر بأنه حكم لبنان الذي تقول طهران اليوم إنها تحكمه من ضمن أربعة بلدان عربية. لبنان الذي تجمعت فيه الفصائل الفلسطينية المسلحة. وكل شيء كان هنا. كل أعمال الكفاح المسلح وما سميت "عمليات القشرة" تنطلق من الجنوب لأنها كانت ممنوعة من سوريا ومصر وصارت الجبهة الأردنية مغلقة أمامها. وكل السلاح الفلسطيني يتم استخدامه في حرب لبنان من أجل تغيير النظام. لكن لبنان "الفلسطيني" لم ينتهِ بخروج منظمة التحرير بعد الإجتياح الإسرائيلي، ولا بعد الإنسحاب الإسرائيلي ثم الإنسحاب السوري. وهو استمر بوجوه عدة أبسطها بقاء السلاح الفلسطيني وتعزيزه في المخيمات ومعه صراعات الفصائل. ذلك أن لبنان حالياً أسير اللعبة المزدوجة بين إيران وإسرائيل، ولو من باب العداء: طهران تخترق المجتمعات العربية من باب "القضية الفلسطينية". وتل أبيب تدخل الى بلدان عربية من باب الوقوف ضد "الخطر الإيراني". وهو الجبهة الوحيدة المفتوحة على الحرب مع إسرائيل من بين جبهات "دول الطوق" وسط معاهدات السلام و"إتفاقات أبراهام". لا بل إنه يقلد في ترسيم الحدود البحرية الطريقة الفلسطينية والعربية في قضية فلسطين: رفض المعروض ثم العودة بعد سنين الى المطالبة بأقل منه. من رفض قرار التقسيم وقرار عودة اللاجئين والعودة الى حدود الرابع من حزيران 1967 على أساس الإصرار على تحرير فلسطين كلها، الى المطالبة بحدود 4 حزيران والإصطدام بأن المعروض هو أقل.

لبنان يطالب اليوم بما كان يمكن الحصول عليه قبل عشر سنين وأكثر. طلب وساطة أميركا للتفاوض على الخط 23 بعدما رفض "خط هوف" فذهب الى مفاوضات الناقورة ليطرح خط 29 بحيث توقفت المفاوضات. عدنا الى الوساطة الأميركية، ومع إقتراب التوصل الى تسوية، دخل "حزب الله" مباشرة على الخط واضعاً بلسان السيد حسن نصر الله معادلة محددة: إستخراج ثروة لبنان الغازية والنفطية أو لا استخراج نفط وغاز لأحد، ولا بيع لأحد. حقوق لبنان او الحرب. والمعادلة مهمة إذا كانت ثابتة، سواء كان الدافع إليها التوقيت اللبناني أو التوقيت الإيراني رداً على زيارة الرئيس جو بايدن. لكن قوة الأشياء تجعلها معادلة متحركة. فماذا إن لم يحصل لبنان على ما يرضي "حزب الله" في الأسابيع التي تفصلنا عن أيلول؟ ماذا إذا استخدم القوة ضد المنصات الإسرائيلية وباخرة الإستخراج في حقل كاريش وما بعد كاريش؟ ألن ترد إسرائيل بتدمير لبنان وتذهب المقاومة الى حرب شاملة؟

قول السيد نصر الله إن "الموت في الحرب أشرف من الموت جوعاً" ليس قدرنا ولا خيارنا. فالمافيا المسؤولة عن دفع اللبنانبين الى الجوع يحميها "حزب الله". ومن يعيد إعمار لبنان إذا دمرته إسرائيل؟

الجميع في حاجة الى درس من مثل إيراني: "إن كنت تستطيع فك عقدة بأصابعك فلماذا تفكها بأسنانك؟".

 

الثابت والمتحوِّل في انتخابات 2022 ...٩- نوّاب الثورة: أدخلوا لعبة التعطيل

محمد علي مقلد/نداء الوطن/16 تموز/2022

هناك جهة مسؤولة عن تصنيف القوى في المجلس النيابي المنتخب حديثاً. تحالف حاكم، منظومة، سياديون، مستقلون، تغييريون، بالإضافة إلى من لا ينتمي إلى أي من هذه الأسماء. ليس من باب الظن أن هذا التصنيف نابع من سوء نية غير مقصودة، إليها استندت المناورات لمنع الأكثرية الجديدة من أن تتشكل، في حين أن الحساب البسيط يظهر أن السلطة تكبدت الهزيمة في صناديق الاقتراع. «التحالف الحاكم» هو الإسم الصحيح لمن بيده مقاليد السلطة الفعلية منذ اغتيال الحريري، باستثناء حكومتين برئاسة فؤاد السنيورة. ولم يكن أمام المعارضة البرلمانية إلا الإذعان لنهجه في طريقة تشكيل الحكومات وأدائها وبرامجها وسياساتها المعتمدة، مستبدلاً استبداد سلطة الوصاية بتهويل ميليشيوي وبتسخير إدارات الدولة وانتهاك سيادتها داخل حدود الوطن ومن خلال المعابر غير الشرعية على الحدود مع سوريا أو بذريعة الرد على انتهاكات إسرائيل، وباعتماد سياسة تقوم على تعطيل المؤسسات الدستورية والاقتصاد، بدءاً باحتلال وسط المدينة.

تكرر المشهد بعد اغتيال رفيق الحريري وظل التحالف الحاكم حاكماً من موقع الأقلية في ثلاث دورات انتخابية، 2005،2009، 2018، ولم تتمكن قوى الأكثرية من تغيير قواعد اللعبة المفروضة عليها منذ أيام الوصاية، إلى أن تمكنت الثورة في دورة 2022 من إعادة رسم الخريطة بنواب يمثلون الثورة في البرلمان. لكن التحالف الحاكم عمل على محاصرتهم وحرمانهم من إسمهم الحقيقي كنواب يمثلون روح الثورة، وذلك بهدف الحفاظ على قواعد اللعبة السياسية والبرلمانية، ومنعهم من أن يكونوا نواة كتلة نيابية لا تقبل المساومة والتسويات على حساب الدستور والديمقراطية.

التحالف الحاكم يتابع هذه الأيام اللعبة ذاتها. يعمل على تشكيل حكومة محاصصة، وكأنه لا ثورة ولا نواب الثورة. ويبحث عن تسوية رئاسية في عواصم العالم، استمراراً لتقليد أرساه عهد الوصاية يوم كان النظام السوري يختار إسم الرئيس اللبناني ويطلب من المجلس النيابي المصادقة، ويوم كان نادي الرؤساء داخل المارونية السياسية يرضى بهذا الاختيار ولو مرغماً.

حتى بعد رحيل القوات السورية، ظل التقليد سارياً، وظل مفروضاً على المجلس النيابي اختيار أحد ممثلي جبهة الممانعة وإلا فسلاح تعطيل الانتخابات الرئاسية وتعطيل تشكيل الحكومات جاهز عند الحاجة. هذه المرة يجد التحالف الحاكم نفسه أمام معطى جديد عنوانه نواب الثورة.

لقد نجح التحالف الحاكم حتى الآن في فرض قواعد اللعبة ذاتها في تشكيل الحكومة على الكتل النيابية التقليدية التي لا ترى اختلافاً جوهرياً بين حكومة تأليف وحكومة تصريف، طالما أن رئيسها هو ذاته، والصلاحيات ذاتها قد توكل إليه في حال شغور موقع رئاسة الجمهورية.

أما في انتخابات الرئاسة فالاستمرار في اللعبة ذاتها خطير على الكتل النيابية التي ينبغي عليها أن تتوحد في مواجهة التحالف الحاكم ومرشحيه المنتمين جميعهم إلى جبهة الممانعة. إن نواب الثورة مطالبون بالدخول في لعبة التعطيل المضاد، على غرار ما فعلوا في اختيار اللجان البرلمانية حين فرضوا إجراءها عن طريق صناديق الاقتراع لا بالتسويات المعروفة الشبيهة بحكومات الوحدة الوطنية. هم مطالبون بمنع قيام التسوية الرئاسية، ما قد يملي عليهم أولاً العمل على جمع شمل الأكثرية في مواجهة التحالف الحاكم المؤلف من قوى الممانعة حصراً، والاتفاق على مرشح باسم هذه الأكثرية، ويملي عليهم ثانياً أن يكون التنافس الديمقراطي معلناً من خلال برنامج سياسي واضح بدل أن يكون ثمرة تسوية تحصل في الكواليس الدولية والإقليمية بصرف النظر عن رأي البرلمان اللبناني. لا يعاد الاعتبار للديمقراطية وللمؤسسات الدستورية وعلى رأسها البرلمان إلا بعملية تعطيل مضاد تُسترد بموجبها مهمة اختيار رئيس الجمهورية من أيدي أجهزة المخابرات المعتادة على عقد التسويات الفوقية التوافقية لتوضع بين أيدي المعنيين باختيار الرئيس، أي أعضاء المجلس النيابي، وتمنع تكرار تجربة التعطيل الحكومي والبرلماني المتمادية منذ اغتيال رفيق الحريري وتفرض الدعوة إلى الاختيار بين مرشحين معلنين لا مغفلين لرئاسة للجمهورية تقيداً بالنصوص والمهل الدستورية. نواب الثورة مطالبون بأن يكونوا نواة جبهة المعارضة النيابية لتعطيل التعطيل.

 

إتفاق الإطار كسلاح مهمل

مجيد مطر/نداء الوطن/16 تموز/2022

هناك من فعل كل شئ لنسف «اتفاق الاطار» الذي أنجزه الرئيس بري بصمت واقتدار، وتجنب فيه الدخول في لعبة المساحات والخطوط البحرية المتنازع عليها، بل أسس لمرجعية التفاوض اللبناني غير المباشر مع العدو الاسرائيلي، التي ابقت لبنان في موقع قوة الحق، وصاحب المصلحة في تكريس ثرواته الطبيعية امام الجميع، واعطته هامش المناورة الذي يتيح للبنان كسب الاصدقاء والداعمين لحقوقه في وجه الاطماع الاسرائيلية، كون ذلك الاتفاق جاء كتوليفة ناجحة استنادا لتفاهم نيسان، وقرار مجلس الامن 1701 وروحية القرار 425، لضمان وجود الامم المتحدة الضروري للبنان، لأن مصلحة لبنان تفرض هذا الواقع، فضلا عن اعلاء دور الدولة ومؤسساتها الشرعية من خلال تكريس دور الجيش اللبناني الذي سيتولى كامل المهمة التقنية لترسيم الحدود البحرية.

ولا خلاف، فقد كان ذلك سلوكاً موفقاً، زاد من صدقية لبنان ازاء العالم كله، الذي اصبح معنياً بعد الحرب الروسية - الاوكرانية بقضايا النفط والغاز في كل بقعة من بقاع الارض. وقد بدأ مضمون خطاب امين عام «حزب الله» السيد نصرالله، يؤسس لنقل ملف التفاوض من يد الدولة التي كانت سيدة الموقف فيه من خلال «اتفاق الاطار» الى موقع يكون فيه هو وحزبه في موقع الترجيح، الذي يفرض على الآخرين احترام الخط الاحمر الذي يرسمه، ربطاً بالملف النووي الايراني، وما يلاقيه من تطورات سلبية كانت ام ايجابية.

وما لم يكن في الحسبان، فقد شكل موقفه ذاك خطوة استباقية سياسية شديدة الدلالة، فمن جهة طعنت باداء السلطة وشككت فيه، ومن جهة ثانية ضربت موعداً للمواجهة العسكرية في لحظة لبنانية ـ دولية غير مؤاتية، لناحية أن العالم كله، وتحديداً اوروبا الصديقة للبنان، لن ترضى بتحويل غاز في شرق المتوسط الى «سلاح سياسي»، قد يزيد من برودة شتائها المقبل، كما ويفقد لبنان الدعم الدولي المطلوب. اما في ما يتعلق باللحظة اللبنانية غير المؤاتية فهي تشرح نفسها بنفسها.

ولم نكن لنصل الى هذه المعضلة، في ما لو تصرف المسؤولون في لبنان وحددوا موقف الدولة في هذا الملف الشديد الخطورة، اولاً انطلاقاً من «اتفاق الاطار» الذي صور لبنان المتمسك بالقانون الدولي كدولة سيدة، وتجنب لعبة المساحات المتنازع عليها، ليبقى للبنان التقدير الواقعي في المستقبل دون الزامات سوى الزامات المصلحة الوطنية. وما زاد الطين بلة، اعلان رئيس الجمهورية امام الجميع أن الخط 29 هو خط تفاوضي، الامر الذي يعتبر بمثابة نكسة استراتيجية للمفاوض اللبناني، اذ الزم نفسه بهذا القول، حيث تلقفه الوسيط الاميركي هوكشتاين، فضلا عن اسرائيل التي انتهزت الفرصة، وعززت من موقعها التفاوضي، نتيجة لذلك الموقف المتسرع، بحيث وضعتنا امام حلين احلاهما مر: التنازل المجاني عن خط 29، وعدم ضمان كل حقل قانا. واذا استمرت الوجهة التي يسلكها اصحاب القرار في ملف التفاوض على ما هي عليه، لناحية عدم اتخاذ الموقف الواضح من المستجدات التي فرضها «حزب الله»

والتي تجاوزت مضامين «اتفاق الاطار»، والغت بصورة اعتباطية، وأسبغت ترجمة ميدانية لغلبته التي تذهب بنا الى حيث يريد ، وفرض اجندته، متجاوزاً كونه احد اركان السلطة والحكم الفاعلين والمؤثرين، المنوط بهم تطبيق الدستور لناحية اعلان السلم والحرب، فلم يعد بالإمكان تجهيل الفاعل في ظل حكومة، له دالة وازنة عليها. وبعد القول الذي سمعه اللبنانيون، بان «حزب الله» لا ينتظر اجماعاً حيال ما يتخذه من مواقف تتعلق بملف الحدود البحرية وحقوق لبنان فيها، الامر الذي يطرح التساؤل الآتي: فطالما ان خطابه يفيض بالقوة وتجاوز الآخرين، لماذا اذن يدعو الى حكومة وحدة وطنية، فلتشكل حكومة اغلبية، وتتحمل مسؤولياتها، سواء في الحرب ام في السلم؟. بعد كل ما جرى ويجري، يبدو بديهياً القول: أن لا الحكمة ضالتهم، ولا الدولة ايضاً...

 

أخطر ما قاله السيّد حسن نصرالله

أمين عيسى/نداء الوطن/16 تموز/2022

ثلاث نقاط في التصريح الأخير للسيّد حسن نصرالله يجب التوقّف عندها. الأولى ربطه النزاع اللبناني الإسرائيلي حول ترسيم الحدود البحريّة بالصراع الإقليمي لا بل العالمي الحالي، مهدّداً في حال لم يحصل لبنان على حقوقه بحرب إقليميّة، وأبعد منها بالمواجهة مع داعم إسرائيل الأوّل أي الولايات المتحدة. يُعتبر هذا الأمر دليلًا على ضعف لبنان الذي انخرط أفرقاؤه في صراعات لا علاقة لبلدنا بها، باحثين عن عرّاب لأهدافهم السلطويّة الداخليّة. أنْ يدافع لبنان عن حقوقه وبكل الوسائل المتاحة هو أمر بديهي. لكن، وهنا نصل إلى النقطة الثانية، أي ازدواجية السلطة في لبنان بين الدولة و»حزب الله»، ولا سيّما لجهة حيازة السلاح واستعماله. فكلّ المبرّرات لهذه الازدواجية سقطت منذ انسحاب الجيش السوري من لبنان الذي كان يتحكّم بالقرار السياسي، وهو ما أكّده نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. أكتفي بهذا القدر عن هاتين النقطتين اللتين طاف الحديث فيهما. أما المسألة الثالثة فهي برأيي أكثر خطورة لأنّها توصّف حقيقة «حزب الله» وقناعته وهي لسان حال شركائه في السلطة. يقول السيّد نصرالله إنّ لا خلاص للبنان إلا باستخراج النفط والغاز، وهذا التصريح إن دلّ على شيء فهو على ضعف لبنان السياسي في تكوين السلطة وممارستها. لم يتناول السيّد ضرورة الإصلاحات الداخليّة للخروج من فساد السلطة الطائفيّة القائم على نظامها التحاصصي والزبائني ونهب المال العام وتقييد القضاء وأجهزة الرقابة. إنّ مليارات البترول والغاز ولو أفضت، على المدى القصير، إلى إنعاش الاقتصاد وسدّ جزء من الدين وتغطية خسائر المودعين، لن يدوم مفعولها وسيعود الانهيار عاجلاً أم آجلاً في ظل هكذا نظام يكرّس ضعف لبنان.

قال سيّد الشهداء الإمام الحسين قبل استشهاده «خرجت لطلب الاصلاح في أمّة جدّي» من فساد دولة معاوية. ولم يكن يبحث عن سلطة وهو المتأكد أنّه كان سيُهزم عسكريًا. أما «حزب الله»، وهو في الطليعة لأنّه الأقوى بين شركائه من أحزاب الطوائف، فلا يريد ولا هم يريدون الإصلاح إنّما فقط السلطة. ومليارات النفط والغاز هي الوسيلة لترميم سلطتهم التي اهتزّت. ويقول السيّد نصرالله إنّ محور المقاومة أصبح أقوى من السابق وإنّ نجم الولايات المتحدة يخفت. قال ذلك في وقت تُعلن الولايات المتحدة عن أوّل صور التقطها «تليسكوب» جايمس ويب، الذي قرّب المسافات مليارات السنين الضوئيّة بينما السلطة في لبنان وعلى رأسها «حزب الله» ليس باستطاعتها تقصير المسافة في طوابير الذلّ أمام الأفران. أخطر ما قاله السيّد نصرالله في الثامن من آذار عام 2005 لم يكن « شكراً سوريا»، فهذا من السياسة والتحالفات والظروف الاقليميّة التي تتبدّل. إنّ أخطر ما قاله، وهذه قناعته، إنّ لبنان ليس جورجيا أو أوكرانيا اللتين في حينه عرفتا انتفاضتين أطاحتا بمنظومتين فاسدتين. لكنّ لبنان تبدّل، وفيه جيل اكتسب وعياً سياسياً رافضاً لنظامنا وتجلّى ذلك في 17 تشرين. وعلى الرغم من الصعوبات والقمع والتهويل واللعب على الوتر الطائفي وبعض إخفاقات قوى المعارضة، فإنّ هذا التغيير ترسّخ في العقول، وسنحقّق، مهما طال الزمن، ما حقّقته جورجيا وأوكرانيا وما هو أبعد من جورجيا وأوكرانيا.

 

التفاهمات العسكرية بين الرياض وواشنطن

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

ربما شوَّش صخبُ التغطية الإعلامية على زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمدينة جدة. إنَّما ما أُذيع رسمياً عن نتائجها يجعلها واحدة من أهم الزيارات في قيمتها الاستراتيجية. فالإعلام الشعبي يبحث عن بهارات في المناسبات المختلفة، مثل هذه الزيارة، والقصص المثيرة عادة موجودة؛ فقد كانت صورة الرئيس السابق ترمب مع الملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهم يضعون أيديَهم على كرة افتتاح مركز هي القصة، وليس المركز المخصص لمحاربة الإرهاب في الفضاء السيبراني. وكانت انحناءة الرئيس أوباما وهو يقلّد وساماً هي الخبر، وكذلك تشابك يدَي الملك الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، مع الرئيس الأسبق، جورج بوش، هي حديث وسائل الإعلام. ولا ننسى عندما تعثَّر بايدن على درج الطائرة، أو وقع مِن على الدراجة. والآن عندما تبادل بايدن السلام بقبضته مع ولي العهد، عندما استقبله على باب القصر. وهناك في واشنطن مَن كتب مستنكراً: لماذا لم يستقبله على باب الطائرة؟!

لكن عند رصد اللقاءات وتقييمها، ليست البهارات الصحافية ما يُحتسَب، بل ما يتم الاتفاق عليه بين الدولتين، إضافة إلى القمة السياسية التي شارك فيها قادة مجلس التعاون مع مصر، والأردن، والعراق، وحضرها بايدن.

عدا ما لم يُعلن، وربما تمَّ التفاهم عليه من الترتيبات الاستراتيجية، فإنَّ ما صدر رسمياً، في حد ذاته، يشكل تطوراً مهماً في العلاقات والتعاون. في نظري، الجانب الأكثر أهمية فيه هو عودة الولايات المتحدة إلى التعاون العسكري مع السعودية. وبالتالي يمكن أن نقول إنَّ الولايات المتحدة عادت أمس إلى العلاقة الاستراتيجية مع الرياض التي تراجعت كثيراً لنحو عقد من الجمود، وذلك منذ رئاسة الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي اختار، آنذاك، تقليص التعاون مع السعودية والدول العربية، والتفاوض مع إيران. ثم خلال فترة خلفه، ترمب، أوقف الكونغرس جوانب من الصفقات والتعاون العسكري مع الرياض.

في اجتماع الأمير محمد بن سلمان وبايدن، أول من أمس، اتفق الطرفان على أن تغادر القوة الأميركية وبقية قوات حفظ السلام والمراقبين من جزيرة تيران السعودية، التي تقع في فم خليج العقبة، بحلول نهاية العام. وجاء ذلك بناء على طلب الرياض لتحويل الجزيرة من قاعدة عسكرية إلى قاعدة اقتصادية، بعد استعادتها من الرعاية المصرية. في المقابل، تتحمَّل السعودية مسؤوليتها السيادية في تلك المنطقة المهمة استراتيجياً؛ فهي تشرف على ممرات بحرية دولية تسمح بمرور السفن، بما فيها الإسرائيلية، ومثل عبور الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السعودية، كبقية المضايق المائية والأجواء الإقليمية، والتي سبق أعلن عنه فعلياً منذ عامين. والأكثر أهمية هو ما اتفقت عليه الحكومتان في الشق العسكري والأمني، حيث أعلنت واشنطن عن عودة التعاون العسكري، والمبيعات العسكرية، التي تشمل أنظمة دفاعية وتقنية عسكرية متقدمة. وأعلنت عن التزامها التعاونَ لبناء منظومة لمواجهة «الدرونز» والصواريخ الباليستية التي تهدّد السلام، أي الإيرانية، وغيرها من ميليشياتها في المنطقة، التي لم تسمّها صراحة. كما أعلن أنه تمَّت الموافقة في الاجتماع الثنائي على التعاون العسكري بين السعودية والولايات المتحدة بإنشاء فرقة مشتركة في البحر الأحمر، وأخرى مشتركة في خليج عمان وشمال بحر العرب تقودها السعودية، واتفقا على عمل القوات السعودية مع الأسطول الخامس الأميركي، مستخدمين التقنية الحديثة من السفن غير المأهولة والذكاء الصناعي في حماية المجال البحري.

ونرى أيضاً عودة الأميركيين للتعاون الأمني مع الرياض، بعد قطيعة، حيث شمل التفاهم اتفاقيتين في مجال الأمن السيبراني: بين الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية مع «إف بي آي» ووكالة الأمن السيبراني الأميركية.

في تقنية الاتصالات، كانت السعودية قد باشرت مبكراً استخدام تقنية الجيل الخامس الصينية. ونلاحظ في إعلان أمس عن نتائج الاجتماع الثنائي أن الجانب الأميركي وقَّع مذكرة تفاهم على التعاون في ربط شركات التكنولوجيا السعودية والأميركية بنشر الجيلين الخامس والسادس. والاتفاقيات الأخرى ذات قيمة كبيرة في مجالات التعاون التجاري والاستثماري والصحي والقانوني.

 

«قمة جدة»... مناسبة مهمة لعرض الهواجس والأولويات والحساسيات

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

في الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، ومنها الفتور الذي شاب بعض العلاقات العربية الأميركية منذ انتخاب الرئيس جو بايدن، تستحق «قمة جدة» الاهتمام الذي يحيط بها والقراءات المختلفة لما يمكن أن تتمخض عنها. وواقع الحال، أن ثمة تطورات عديدة ما كانت مُبرَّرة، زادت الحاجة إلى عقد قمة تؤكد على القواسم المشتركة أكثر مما تركز على نقاط الاختلاف. ليس سراً أن العلاقات العربية - الأميركية خلال السنتين الأخيرتين كان يمكن – بل يجب – أن تكون أفضل، نظراً إلى التاريخ الطويل من العلاقات المميزة والمصالح المشتركة. وشخصياً لا أعرف دولة في العالم كله تختار معاداة واشنطن... إذا كانت الأخيرة مستعدة لأن تكون صديقة لها. إذ إن إغراء العلاقات الودية مع أقوى قوة في العالم كان دائماً أقوى من أن يقاوَم. وفي الأغلب الأعم كانت الأنظمة التي تبتعد عن واشنطن إنما تفعل اضطراراً... إما بسبب خلافات عابرة عولجت بطريقة سيئة، أو لمقاربة واشنطن أوضاع دولة ما – أو منطقة ما – بصورة عزّزت الانقسامات وزرعت الشكوك. إلى المنطقة العربية جاءت الولايات المتحدة بسجل نقيّ لا تثقله تركات الحقبة الاستعمارية الثقيلة، بالمقارنة مع تركتي فرنسا وبريطانيا. بل على العكس، دخل الأميركيون بلداننا عبر المدارس والاستثمارات والخدمات والتنمية. وبعد استقطاب «الحرب الباردة» بين الحربين العالميتين، بدت المجتمعات العربية - بطبيعتها المحافظة - أكثر ميلاً إلى التعايش مع رأسمالية واشنطن منها إلى بلشفية موسكو.

أكثر من هذا، يمكن القول، إنه خلال السنوات الأولى من عمر النزاع العربي - الإسرائيلي ما كان العرب ينظرون إلى إسرائيل على أنها «ولاية أميركية» – كما يعتبرها كثرة منهم اليوم – ولا سيما أن الدولتين الغربيتين الأكبر رعاية للدولة العبرية الوليدة كانتا بريطانيا وفرنسا... وظل الوضع كذلك حتى عام 1956. ولئن كان دور بريطانيا التاريخي يجسده «إعلان بلفور» والعمل على تطبيقه إبان فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، فقد لعبت فرنسا دوراً حيوياً في بناء قدرات إسرائيل النووية وترسانتها التسليحية... من بناء مفاعل ديمونة إلى تجهيز سلاح طيرانها بطائرات «الميراج» و«الميستير» و«السوبر ميستير» المستخدمة في حرب يونيو (حزيران) 1967. بل حتى بدايات مرحلة «الراديكالية» العربية ما كانت تنم عن تصادم مع واشنطن، بل على العكس، أسهمت هذه «الراديكاليات» بدءاً من «مصر عبد الناصر» في تسريع نهاية نفوذ قوتي الاستعمار القديم ««الأنغلو - فرنسي» مع أسبقية واضحة لواشنطن بعد 1952. لكن هذه الأسبقية، أو «الأفضلية»، سرعان ما تراجعت مع دخول السوفيات على الخط بعد محطتي تمويل بناء السد العالي وتأميم قناة السويس. حتى نظام عبد الناصر، كما تخبرنا مصادر عديدة، ما كان متحمساً للارتماء في أحضان موسكو لو لمس رغبة من واشنطن في مواصلة التفاهم معه. وما حصل مع مصر حصل في سوريا والعراق ولبنان وغيرها. ما يعني أن التعاون مع موسكو لم يأتِ إلا بعدما تبين أن واشنطن – لفترة ما – رفضت استيعاب هواجس بعض العرب واحترام أولوياتهم وحساسياتهم.

هذه النقطة في غاية الأهمية، بينما يضع القادة العرب اليوم هواجسهم وأولوياتهم وحساسياتهم على الطاولة.

نعم... بالنسبة لأي إنسان عربي – وليس فقط لأي نظام عربي –، وفي أي ظرف طبيعي، مصلحة كبرى في أن يكون صديقاً، بل حليفاً لواشنطن.

صداقة الولايات المتحدة تتقدم بأشواط في حسابات الواقع والمنطق على صداقة أي من القوتين العالميتين المنافستين لها... الصين وروسيا. وتستند مقومات هذه الصداقة المرجوّة إلى عوامل عدة أبرزها: التفاعل الثقافي واللغوي، والتفاهمات التاريخية المنزرعة في الذاكرة السياسية، والروابط المالية والاستثمارية القديمة، ناهيك من الشراكات الإنسانية من التنشئة والدراسة إلى المصاهرة. هذه العوامل ربما كانت موجودة في مناطق من بلاد الشام وفلسطين مع «روسيا القيصرية» قبل الحرب العالمية الأولى، إلا أنها تلاشت تدريجياً بعد الثورة البلشفية وتولي الانتدابين البريطاني والفرنسي الهيمنة في فلسطين وسوريا ولبنان. كذلك، استعادت موسكو جزءاً من الحضور «القيصري» أيام الاتحاد السوفياتي، بين منتصف الخمسينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي، لكن العلاقات الاجتماعية والثقافية والتعليمية لم تترسخ كما ترسّخت العلاقات الغربية، بما فيها الأميركية.

في منطقة المشرق العربي، التي استضافت الرئيس بايدن، تحدّيان وجوديان لم يُولدا بالأمس، هما: النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وأبعاده العربية والدينية، والمشروع الإيراني التوسعي. واشنطن وتل أبيب تكرّران إعلان إصرارهما على منع إيران من الحصول على السلاح النووي. طبعاً... هذا كلام طيب. وهو يصب – بلا شك – في صميم مصالح العاصمتين الحريصتين على احتواء الانتشار النووي الذي يهددهما، وبالأخص، لدى دخول طهران في محور استراتيجي مع موسكو أو بكين. إلا أن اكتفاء واشنطن بهدف منع استحواذ طهران على السلاح النووي لا يعني شيئاً لدول عربية... إما تهددها إيران، أو تحتلها - مثل لبنان والعراق واليمن وسوريا – فعلياً، بسلاح تقليدي تستخدمه ميليشياتها الطائفية. أزمة هذه الدول العربية مع حرس إيران الثوري وقيادته السياسية ليست «نووية» بل «سياسية». وما لم تتفهم واشنطن هذه الحقيقة قد لا يتوافر عامل الثقة المطلوب بإلحاح لبناء منظمة تحالف استراتيجي – اقتصادي متكامل.

أما على الجانب الإسرائيلي فإن «قمة بيروت» العربية عام 2002 - وفي صلبها مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد يومذاك) - كانت واضحة في التزامها بالسلام العادل والنهائي القائم على الاعتراف المتبادل. غير أن «رقصة التانغو»، كما تعلمنا من واشنطن تحتاج إلى شريكين. وبالتالي، إذا تمكن بنيامين نتنياهو من العودة إلى المشهد السياسي الإسرائيلي بعد الانتخابات المرتقبة، فإن كل الكلام الإيجابي لبايدن في رام الله قد يذهب أدراج الرياح. وختاماً، وهنا الجزء الخاص بالسياسة الأميركية عموماً. الرئيس بايدن، وكذلك القادة العرب المجتمعون في جدة، يدركون أن أمام الإدارة الديمقراطية الحالية استحقاقاً انتخابياً جدياً في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. فكيف ستتصرف الإدارة وتسير قدماً في سياساتها الدولية – وبضمنها الشرق أوسطية – إذا خسر الديمقراطيون السيطرة على الكونغرس؟ هل ستتمكن من السير قدماً في تعهداتها السياسية والاستراتيجية الكبرى... وأمامها بوادر «تحالف صيني – روسي» له امتدادات إقليمية خطرة، وخلفها غالبية تشريعية جمهورية معزّزة بقوة قضاء محافظ وشارع راديكالي مؤدلج قبل سنتين من انتخابات الرئاسة المقبلة.

 

نجاح سعودي... وعودة أميركية

طارق الحميد/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

انتهت قمتا جدة السعودية الأميركية، وكذلك الأميركية الخليجية العربية، ولها عناوين عريضة، أهمها أن الرئيس الأميركي اعترف بخطأ الانسحاب من المنطقة، ولذلك توّجت زيارته بإعادة العلاقات السعودية الأميركية إلى مسارها الصحيح. الرئيس الأميركي اعترف بخطأ الانسحاب، وترك الفراغ، في زيارته لإسرائيل، لكن اللقاء الأهم كان في جدة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتوقيع ثماني عشرة اتفاقية سعودية أميركية. وليس لدي أدنى شك بأن الاجتماع كان فعالاً، وقد سمع الأميركيون، على رأسهم الرئيس، كل ما يجب سماعه بشفافية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خصوصاً أن التحضير للقمة السعودية الأميركية استغرق فترة طويلة، وتفاصيل دقيقة. ورغم أن بعض الإعلام الأميركي حاول التشويش على القمة السعودية الأميركية بتفاصيل تخدم أجندة معينة، وليس الصالح العام للعلاقات الأميركية السعودية والخليجية والعربية، والمنطقة ككل، إلا أن الاجتماع السعودي الأميركي يعد ناجحاً بكل المقاييس.

أقول ناجحاً، ورغم ما حدث بعد خطاب الرئيس الأميركي من جدة عن قصة حقوق الإنسان، ورد المسؤول السعودي على ما قاله بايدن، وإيضاح رد ولي العهد الأمير محمد على ذلك، بكل وضوح. وأحسن الجانب السعودي بسرعة الرد، وإيضاح ما دار في القمة السعودية الأميركية حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي، خصوصاً، وأن هذه القصة استخدمت كثيراً من باب الابتزاز، ولذلك كانت الشفافية مهمة جداً، وفي وقت صحيح ودقيق. وعليه فإن الرئيس بايدن تحدث بخطابه من جدة عن اتفاقيات عدة، منها اتفاقيات عسكرية، وتحدث عن اتخاذ خطوات تضمن التصدي للعمليات الإيرانية التخريبية من طهران وجماعاتها، واتفاقيات بما يضمن علاقات سعودية أميركية لعقود مقبلة. وبالتالي، فإن هذا يعني أن العلاقات السعودية الأميركية عادت للمسار الصحيح، وستحتاج مزيداً من الوقت، وذلك لأسباب داخلية أميركية، إلا أن قمة جدة أسست لما يمكن البناء عليه مؤسساتياً، وأكثر.

وهذا الأمر سينعكس على العلاقات الأميركية الخليجية العربية، خصوصاً، وكما أسلفنا، بأن الرئيس بايدن نفسه أقر بخطأ الانسحاب الأميركي من المنطقة، وترك فراغ للروس والصينيين، والتمدد الإيراني المخرب. وهذا الاعتراف بحد ذاته يؤكد صواب النقد السعودي، الخليجي، والعربي، للانسحاب الأميركي الخاطئ، ويعني أيضاً أن بايدن نفسه نقض السياسيات التي وضعها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ومن خلالها تعززت فكرة الانسحاب من المنطقة. ولذا فإن المنطقة اليوم أمام توجه مختلف بات فيه التنسيق السعودي الأميركي، وكذلك الخليجي الأميركي والعربي، أكثر وضوحاً، وسمع الجميع ما كان يجب أن يسمع وجهاً لوجه، وبعد مفاوضات مطولة، ومفصلة. اليوم نجحت القيادة السعودية في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وإشراف مباشر، وبكل التفاصيل، من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتصحيح مسار العلاقات السعودية الأميركية، وإعادة توحيد الصفوف الخليجية العربية ليكون لها صوت واحد مع الولايات المتحدة، وبالتالي المجتمع الدولي. وهذا نجاح ليس للسعودية وحدها، بل لكل المنطقة، والعقلاء فيها، وهذا هو النهج السعودي، وصميم روح «رؤية 2030»؛ رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الثاقبة.

 

ما الذي يجب أن يفهمه بايدن؟

سلمان الدوسري/الشرق الأوسط/16 تموز/2022

يُمكن للسياسيين دائماً، وخصوصاً الذين يخوضون حملات انتخابية، أن يقولوا ما يساهم في انتخابهم، أو يدغدغ مشاعر ناخبيهم وأحزابهم، وهو كلام اعتدنا عليه في الصحافة كثيراً؛ لأن مرده الاستهلاك العاطفي والإعلامي لا غير، فهو لا يعبر عن الحقائق، لا من قريب أو بعيد. دورنا كصحافيين وأصحاب رأي أن نقف عند الحقيقة، وهذه مهمة الصحافة الأبدية. حاول الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته المملكة، أن يقول الأشياء من وجهة نظره، لا كما حدثت تماماً في غرف الاجتماعات، وهذا الاقتضاب يخل بالسياق، وبالتأكيد بالحقيقة التي يجب أن نستقبلها من دون زيادة أو نقصان، ونتداولها ونحللها ونبني عليها. لذلك رأيت أنه من المهم -كصحافي- أن أوثق بعض الحقائق، وفقاً لبعض المصادر الرسمية التي نشرت في وسائل الإعلام.

أولاً: بماذا أجاب ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عندما تطرق الرئيس بايدن لموضوع جمال خاشقجي بشكل سريع؟

الإجابة كانت كالآتي، كما نقلها مصدر سعودي مسؤول لقناة «العربية»: «ما حدث أمر مؤسف. ونحن في المملكة اتخذنا جميع الإجراءات القانونية، من تحقيق ومحاكمات، لحين صدور الأحكام وتنفيذها، كما قامت المملكة بوضع إجراءات تمنع حدوث مثل هذه الأخطاء مرة أخرى في المستقبل». كما ذكر ولي العهد السعودي أنَّ مثل هذه الحادثة تحدث في أي مكان في العالم، كما أنه في العام نفسه الذي حدثت فيه هذه الحادثة المؤسفة، قُتل صحافيون آخرون في أماكن أخرى من العالم. كما قامت الولايات المتحدة أيضاً بعدد من الأخطاء، كحادثة سجن أبو غريب في العراق، وغيرها من الأخطاء. إلا أن المطلوب هو أن تتعامل هذه الدول مع هذه الأخطاء، وتتخذ إجراءات تمنع حدوثها مجدداً.

ثانياً: ماذا كان رد السعودية عندما تطرق الرئيس بايدن للقيم المشتركة؟ وهو أمر أجده أكثر أهمية؛ لأنه أساس يُبنى عليه المستقبل بشكل أكبر.

الإجابة كانت كالآتي، كما نقله المصدر السعودي: «كل دول العالم -وبالذات الولايات المتحدة والمملكة- لديها عديد من القيم التي تتفق بشأنها، وعدد من القيم التي تختلف فيها، إلا أن القيم والمبادئ الصحيحة والجيدة دائماً ما تؤثر على شعوب الدول الأخرى. في المقابل فإنَّ محاولة فرض هذه القيم بالقوة لها نتائج عكسية كبيرة، كما حدث في العراق وأفغانستان، والتي لم تنجح فيها الولايات المتحدة. ولذا، فإنَّ من المهم معرفة أن لكل دولة قيماً مختلفة، ويجب احترامها».

ومن وجهة نظري الشخصية، فإنَّ الأولوية في هذا التوقيت يجب أن تتركز على ضرورة النظر إلى القيم المشتركة، على أنَّها المؤسس الرئيس لعلاقات وشراكات متوازنة. قد تبدو هذه الصراحة المباشرة مزعجة للبعض؛ لكنها مهمة جداً، فلا يمكن الاختباء أمام مفاهيم خاطئة تسهم في خلخلة أي علاقات حقيقية وجادة. وأيضاً، قلناً سابقاً إنَّ رسالة المملكة أمام العالم أن تكون «حليفاً موثوقاً»، وذلك لا يعني مطلقاً أن تكون «تابعاً» لأي أحد؛ سواء على مستوى المبادئ أو السياسة أو القيم، وهو بالتأكيد ما فهمته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن جيداً، من خلال اللقاءات الرسمية مع القيادة السعودية، وصولاً للهدف الرئيس في شراكة فاعلة بين المملكة والولايات المتحدة.

ومن قمة جدة للأمن والتنمية، يوم أمس، أشير إلى ما قاله ولي العهد السعودي، خلال ترؤُّسه القمة، حول أهمية احترام العالم لقيمنا التي نفخر بها ولن تخلَّى عنها، كما نحترم القيم الأخرى بما يعزز شراكتنا، ويخدم منطقتنا والعالم.

وأنتهي هنا إلى ما قاله العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن الدور السعودي في تقريب وجهات النظر، من خلال القيم المشتركة، عندما أثنى على الدور «الحيوي الفاعل» الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية على الصعيدين الإقليمي والدولي، و«مساعيها المخلصة والدائمة لتعميق الترابط والتعاون والتكامل بين دولنا والدول الحليفة والصديقة، وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم أجمع»، آملاً أن تكون هذه القمة «خطوة مهمة لتحقيق ما تتطلع إليه دولنا وشعوبنا من أمن وسلام وتقدم وازدهار».

ما ذكرتُه أعلاه، هو توثيق ضروري للتاريخ والأرشفة، ولشرح وجهة النظر السعودية في عدد من الملفات، والتأكيد على أهمية دقة المعلومة للبناء عليها؛ لأنَّنا تعودنا في الصحافة على أنَّ المعلومة المنقوصة تفضي لتحليل مشوَّه، والكذبة الأولى تبقى للأبد، للأسف.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

الراعي من بقاعكفرا: كفّوا أيّها المسؤولون السياسيون عن مخالفة الدستور وشكّلوا حكومة فعّالة وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة قادرًا على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين

 وطنية/16 تموز/2022

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً احتفالياً في باحة كنيسة القديس حوشب وسط البلدة، بمناسبة عيد القديس شربل، وعاونه النائب البطريركي العام حنا علوان والنائب البطريركي العام على الجبة وإهدن المطران جوزيف نفاع، عميد محكمة الروتا الدولية المونسنيور الكسندرو سيريللو، القاضي الروتاني أنطوان الشويفاتي وخادم رعية بلدة بقاعكفرا الخوري ميلاد مخلوف، وحضور لفيف من الآباء والكهنة في المنطقة. حضر القداس النائب ستريدا جعجع، النائبان السابقان انطوان زهرا وجوزيف اسحق، قائمقام بشري ربى الشفشق، رئيس اتحاد بلديات جبة بشري ايلي مخلوف، رؤساء بلديات حصرون برقاشا بزعون وعبدين وأعضاء البلديات والمخاتير في المنطقة، مأمور النفوس في بشري جان ايليا، رئيس اقليم كاريتاس الجبة الدكتور ايليا ايليا، عدد كبير من الاخويات ولجان الوقف وشبيبة كاريتاس وحشد من المؤمنين قصدوا بقاعكفرا من كل المناطق اللبنانية للمشاركة في القداس.

بداية القى الخوري مخلوف كلمة رحب فيها بصاحب الغبطة والحضور، وقال: "نحتفل اليوم بعيد القديس شربل ونحن بأمس الحاجة لأن نترفع عن صغائر الارض على رغم الظروف المؤلمة والازمة برعايتكم يا صاحب الغبطة بطريرك الحياد والاستقلال وحارس الحقيقة الأمين على تاريخ البطريركية المارونية وكاتب مستقبلها بحروف من نور".

الراعي

وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى البطريرك عظة بعنوان: "حينئذٍ يتلألأ الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" (متى 13: 43). وقال فيها: القدّيس شربل هو زرع جيّد زرعه المسيح في حقل العالم: في بقاعكفرا العزيزة بلدته، في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الجليلة، في الكنيسة المارونيّة ولبنان والعالم. إنّه من "الأبرار الذين يتلألؤون كالشمس في ملكوت الآب" (متى 13: 43). فلنطلب شفاعته لكي ندرك أنّ المسيح الإله جعلنا، بحكم المعموديّة والميرون، أبناء الملكوت، أي الكنيسة، وزرعنا زرعًا جيّدًا في حقل هذا العالم لنعطي ثمار الإنجيل. فلنكن متنبّهين لئلّا يحوّلنا الشيطان بحيله إلى زؤان آخرته الحريق. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، ونحيي عيد القدّيس شربل في بلدته بقاعكفرا العزيزة، حيثُ وُلد وتربّى وسمع النداء الإلهيّ لتكريس الذات لله في الحياة الرهبانيّة".

وتابع: "أجل، زرعه المسيح - إبن الإنسان - أوّلًا في بقاعكفرا بلدته. فكان فيها زرعًا جيّدًا بفضل تربيته في البيت الوالديّ. فنشأ صالحًا، تقيًّا ومُحبًّا للإماتات والتقشّف. كان ذلك نتيجة لما دخل قلبه في طفولته من مبادئ وتقاليد وقيم تعلّمها من محيطه العائليّ، ومن مثل خاليه دانيال وأغسطين المتنسّكين في الوادي المقدّس. وفيما كان يرعى المواشي، وهو ابن عشر سنوات، كان ينصرف إلى الصلاة والتأمّل، سواء في السهل، أم تحت الشجرة، أم في المغارة التي تسمّى منذ ذلك الحين "مغارة القدّيس". هناك كان يخشع للصلاة أمام أيقونة العذراء".

وأضاف: "وزرعه المسيح زرعًا جيّدًا في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة التي دخلها سنة 1851، وهو بعمر 23 سنة، في دير ميفوق، ثمّ انتقل منه إلى دير مار مارون عنايا. لبس في تلك السنة ثوب الإبتداء واتّخذ اسم شربل، بدلًا من يوسف إسمه الأصليّ، وهو إسم شهيد، استشهد من أجل إيمانه سنة 107، أراد أن يتمثّل بهذا القدّيس ليعيش شهيدًا من نوع آخر. عندما أبرز في أوّل تشرين الثاني 1853، نذوره الرهبانيّة الثلاثة: الطاعة والعفّة والفقر، قرّر في نفسه أن يكون هبة كاملة لله وللكنيسة وللرهبانيّة، صانعًا من نفسه ذبيحة مرضيّة لله. فخرج من الاحتفال لابسًا من جديد ثوب المعموديّة. وعاش دائمًا في جدّة الحياة بحسب تعليم بولس الرسول (راجع روما 6: 4). وعندما انتقل إلى دير القديسين قبريانوس ويوستينا في كفيفان، تهيّأ للكهنوت بالدروس الفلسفيّة واللاهوتّة، على يد القدّيس الأب نعمةالله الحرديني. فكان الأب نعمةالله قدّام الأخ شربل المثال الأعلى في الرهبانيّة إذ كان يعلّم الإلهيّات ويعيشها فضائل روحيّة وأخلاقيّة".

واشار إلى أن شربل "إرتسم كاهنًا في 23 تمّوز 1859 في كنيسة الكرسيّ البطريركيّ في بكركي. ومنذ ذلك الحين راح يجعل القدّاس الإلهيّ محور كلّ النهار. عاد للتوّ بعد رسامته الكهنوتيّة إلى دير مار مارون عنّايا، حيث عاش 16 سنة، قبل دخوله نهائيًّا إلى محبسة مار بطرس وبولس، على قمّة عنايا. تلألأ الأب شربل في دير عنّايا بكمال الفضائل الإنجيليّة: طاعة أسطوريّة، فقر كامل، عفّة ملائكيّة. وكان رجل صمت وصلاة وعمل، وخادمًا أمينًا محبًّا للجميع". وأردف: "دخل المحبسة في 15 شباط 1875، فاستكمل فيها استشهاده الروحيّ الكامل على مدى 23 سنة. فأصبحت قمّة عنّايا، على علوّ 1350 مترًا عن سطح البحر، جبل الجلجلة بالنسبة إليه. سلّم ذاته بالكليّة لله، منشغلًا في عيش الإتحاد الكامل مع الله، ما جعله يحمل في صلاته الكنيسة ولبنان والعالم بأسره. وعندما حانت ساعة أجله، أصابه فالج أوقعه على المذبح، وهو يرفع بين يديه جسد الربّ ودمه، في ذبيحة القدّاس، ويصلّي: "يا أبا الحقّ، هوذا ابنك ذبيحةً ترضيك". وكأنّه تماهى بشخص الذبيح ابن الله. وبعد نزاع دام أسبوعًا، طارت روحه إلى السماء، في 24 كانون الأوّل 1898 ليلة ميلاد الربّ يسوع على أرضنا، فكان ميلاده في السماء حيث يتلألأ كالشمس في ملكوت الآب"(متى 13: 43). في الواقع ظلّ أهل عنّايا يشاهدون، على مدى أسبوع، ضوءًا مشعًّا يخرج من قبره يلمع على حائط الكنيسة الشرقيّ المحاذي للقبر".

وتابع: "نحن هنا في بقاعكفرا على مشارف وادي القدّيسين، حيث عاش بطاركتنا في دير قنّوبين طيلة أربعماية سنة في عهد العثمانيّين، حفاظًا على الإيمان الكاثوليكي، والحريّة، والإستقلاليّة، وكانوا يهيّئون مع شعبهم ولادَة لبنان: العيش معًا، والتعدّديّة الدينيّة والثقافيّة، والحريّات المدنيّة العامّة، وفصل الدين عن الدولة، والنظام البرلمانيّ الديمقراطيّ، وسيادة القرار، وأرض التلاقي والشراكة والحوار. لقد نذر البطاركة أنفسهم من البداية إلى الآن للدفاع عن لبنان. فصمدنا طوالَ قرنٍ ونيفٍ في وجهِ التشكيكِ في كيانِ لبنان المميَّزِ في هذا الشرقِ والعالم. قَدّمنا كلَّ التضحياتِ من أجلِ إنجاحِ هذه التجربةِ العظيمة. ولَكَم أرَدنا اعتبارَ الأزَماتِ الكبرى السياسيّةِ والعسكريّةِ التي عَصفت بلبنان طوالَ تلك المدّة جُزءًا من الامتحاناتِ التي تَتعرّضُ لها الشعوبُ في مسيرةِ بناءِ أوطانِها ودولِـها، ولا بد من أن تَنتهيَ وتصمد الوِحدةُ ويَسودَ السلامُ وينتصر اهل هذه الارض. وراهنّا على إرادةِ اللبنانيّين لتخطّي هذه المحن وتوظيفِها في مشروعِ الدولة".

وشدد: لكن لا يستطيعُ اللبنانيّون أن يعيشوا في مدارِ الأزَماتِ والحروبِ بشكلٍّ دوريٍّ ودائم، ولا أن تبقى أرضُهم ساحةَ تصفيةِ الحساباتِ وتلاقي الصراعات عوضَ تلاقي الثقافاتِ والحضاراتِ والأديان. ويؤسفُنا أنَّ تجاهَ إرادةِ الشراكةِ الوطنيّةِ نرى إرادةً معاكِسةً تَضرُب عُرضَ الحائط بكلِّ ما بُني بعرقِ الجبين ودماءِ الشهداء ونضالِ الآباء والأجداد، وبكلِّ ما يُمثّل لبنانَ من حضارة وثقافة وهُويّةٍ ورسالة. فلا يَحِقُّ لأيِّ فئةٍ، لا أمسَ ولا اليومَ ولا غدًا، أن تُنصِّبَ نفسَها محلَّ جميعِ المرجعيّاتِ الدستوريّةِ وجميعِ المكوِّنات اللبنانيّة وتُقرّرَ مصيرَ لبنان. رغم كلّ ذلك، لم نَفقِد الأملَ من تجاوزِ هذه التجاربِ الوجوديّة، وندعو جميعَ الأطرافِ أيًّا كان موقِعُهم السياسيُّ والعقائديُّ والدينيُّ إلى تَعليق خلافاتِهم وتركيزِ جُهودِهم على إيجادِ الحلولِ الموضوعيّة، وإلى وضعِ مصلحةِ لبنان أوّلًا، وتسهيلِ تأليفِ حكومةٍ وانتخابِ رئيسِ جديد للجمهوريّة ضمن المهلةِ الدستوريّة".

وقال: "إن الإبقاءَ على الحكومةِ المستقيلةِ خِيارٌ محفوفٌ بالخطر. فهذه الحكومةُ تبقى حكومةَ تصريفِ أعمالٍ حتى لو انتقلت إليها صلاحيّاتُ رئيسِ الجُمهوريّةِ في حالِ حصولِ شغورٍ رئاسيّ، لا سمح الله! ونظريّةُ الضروراتِ تُبيح المحظوراتِ تفتح أبوابًا خطرة. فكفّوا أيّها المسؤولون السياسيون عن مخالفة الدستور، وشكّلوا حكومة جديدة فعّالة، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة جديدًا، قادرًا على احتضانِ جميعِ اللبنانيّين، وعلى التواصلِ مع جميع القوى بروحٍ إيجابيّةٍ وميثاقيّةٍ ليتمكّنَ من معالجةِ القضايا المطروحةِ بواقعيّةٍ وعمقٍ بما يتلاءمُ مع سيادةِ الدولةِ ومنطوقِ الدستورِ والأمنِ القوميّ والتزاماتِ لبنان".

وختم الراعي: "إنّنا نضع هذه الأمنيات في عهدة القدّيس شربل، حبيب الله، لكي يرفعها إلى العرش الإلهيّ، ويستمدّ منه خلاص لبنان وطنه. ومعه ومع أمّنا مريم العذراء والقدّيسين نرفع نشيد المجد والتسبيح للثالوث القدّوس، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد آمين".

مخلوف

وبعد القداس ألقى رئيس اتحاد بلديات القضاء رئيس بلدية بقاعكفرا ايلي مخلوف كلمة تحدث فيها عن "الحياة الفريدة التي رافقتنا بشفاعة القديس شربل طوال مسيرتنا البشرية فأشاعت روح المصالحة والسلام في قلوبنا وعمقت إيمانا بالله وبلبنان". وتطرق الى "تصدي البطريركية المارونية لكل الاخطار بقيادة بطاركتها و التي كانت تهدد لبنا".ن ونوه بـ"سعي صاحب الغبطة لبلورة ارادة وطنية جامعة تؤمن بحياد لبنان عن سياسات المحاور والاحلاف وإلى توفير احتضان خارجي لهذه الإرادة يكفلان الحفاظ على رسالة لبنان وهويته"، لافتا الى "تضامن جميع أبناء الوطن المؤمنين والتفافهم حوله وفي طليعتهم النائب ستريدا جعجع الوفية لرسالتها وهويتنا". وقال: "تكملون يا صاحب الغبطة رسالة البطاركة الموارنة الهادفة الى تحقيق وطن سيد حر ومستقبل". وختم طالبا من القديس شربل ان يبقى لبنان صورة اللقاء والتضامن والوحدة وصورة السلام الذي يضمن المستقبل. وكما جرت العادة أقام مخلوف مأدبة عشاء تكريمية في دارته على شرف البطريرك والمشاركين.

 

ميقاتي: نثمّن دعم قمة جدة للجيش وقوى الأمن لتتمكن من بسط سيادة الدولة على كل أراضيها

وطنية/16 تموز/2022

 قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عبر" تويتر":

"نثمن ما ورد في البيان الختامي ل"قمة جدّة للأمن والتنمية" لجهة الوقوف الى جانب لبنان وخاصة دعم الجيش وقوى الأمن الداخلي ومؤازرتها لتتمكن من بسط سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها، إضافة الى دعوة جميع أصدقاء لبنان للمشاركة في الجهود الرامية لضمان أمن لبنان واستقراره."

 

رعد: لن نتنازل عن حقنا في استثمار ثرواتنا وفي رسم حدود سيادتنا

وطنية - النبطية/16 تموز/2022

اعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد "أن في مواجهة العدو الإسرائيلي وبالفم الملآن نقول له، إن الغاز في منطقتنا الإقتصادية الخاصة هو حق لنا، ونحن أولى من كل العالم بأن نستثمر حقنا في مياهنا وفي غازنا". أضاف: "عندما نشير الى خيار حرب تتيح لنا أن نعيش بكرامة وألا نمتهن التزلف ولا التسول من الآخرين ولا طلب الأعطيات منه، إنما نريد أن نقول نحن الأحرار ويجب أن تعرفوا مع من تتعاملون" .وخلال حفل افتتاح مشهدية نظمها "حزب الله" لشهيد الحزب رضا ياسين "أبو علي رضا" في بلدة عدشيت الجنوبية، بحضور شخصيات وفاعليات ومواطنين قال رعد: "نحن لا نتمنى الحرب لكننا جاهزون لها ومتهيئون لها، وإذا رأيتم من قائدنا الشهيد في مطلع مقاومتنا بعض البأس منه ومن لحقه من الشهداء، فسترون بأسِّنا في الأيام المقبلة حين تخطئون الخيار وتعمدون إلى العدوان". وختم رعد: "لن نتنازل عن حقنا في استثمار ثرواتنا وفي رسم حدود سيادتنا، نحن الذين نقرر ذلك ونقف إلى جانب كل مخلص في هذه الدولة، من أجل أن نحمي كرامة البلد وأبنائه من كل الطوائف وكل المناطق، حتى الذين لا يقدرون الأمور ولا يحسنون فهم الأوضاع" .

 

قاووق: لبنان مع المقاومة أصبح القوة لكل العرب

وطنية /16 تموز/2022

شدد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق على أن "لبنان كان قبل المقاومة عنوان ضعف العرب والحلقة الأضعف، ولكن بمعادلة المقاومة، أصبح عنوان القوة لكل العرب والحامي لبقية الكرامة على امتداد العالم العربي".  وقال خلال رعايته احتفال التكريم السنوي للفتيات اللواتي بلغن سن التكليف الشرعي في بلدة ياطر الجنوبية: "المقاومة هي الحصن الحصين للسيادة والكرامات والثروات اللبنانية، ونحن لا نراهن على وعود أميركية ولا على قمم عربية لنحمي السيادة ونستعيد حقنا في ثرواتنا".  وأشار إلى أن "السفارة الأميركية تتصل بإعلاميين وسياسيين في لبنان من أجل أن يردوا على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، لأن أميركا مغتاظة جدا من معادلات المقاومة، ولأن هناك بعض السياسيين والإعلاميين يقبلون على أنفسهم بأن ينجروا إلى التحريض على الفتنة الداخلية، وهم كما خسروا في الماضي شرف المشاركة في تحرير الأرض، سيخسرون مجددا شرف المشاركة في استعادة ثرواتنا النفطية والغازية". وختم: "عندما سمح النظام السعودي للطائرات الإسرائيلية بأن تحلق فوق بلاد الحرمين، أساء واستفز مليار و800 مليون مسلم في هذا العالم، وعندما يتعاون النظام السعودي أمنيا وعسكريا مع الكيان الإسرائيلي، يصبح شريكا في العدوانية الإسرائيلية على سوريا ولبنان وفلسطين. كفى بذلك خيانة للأمة".

 

التجمع من اجل السيادة يدعو اللبنانيين الى الالتحاق بمسيرة عولمة العروبة ويشكر للقيادة السعودية حرصها على اثارة القضية اللبنانية في كل مناسبة دولية

وطنية/16 تموز/2022

تابع التجمع من أجل السيادة أعمال القمة السعودية الأميركية في جدة، وواكب الاجتماعات والمواقف التي صدرت عنها، وأصدر البيان الآتي:

1-يهنىء التجمع من أجل السيادة المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا على المسار التحديثي الذي يقوده ولي العهد الامير محمد بن سلمان بمواكبة واشراف وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بهدف مواكبة العولمة، وعلى تقديمها مع دول مجلس التعاون الخليجي نموذجا جديدا للعروبة المعولمة يواكب العصر والقرن الواحد والعشرين بعيدا عن الايديولوجيات الخشبية التي عادت على العرب بالحروب والويلات والفقر والقهر. كما يهنىء كلا من القيادات المصرية والعراقية والاردنية على مواكبتها لمسيرة العروبة الجديدة المعولمة بما اصطلح على تسميته مجموعة 6+3 التي انتزعت، من خلال زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن، بعد زيارات مماثلة للرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى المملكة العربية السعودية، اعترافا اميركيا ودوليا بها، كنواة لنظام عربي جديد شريك في بناء العولمة وضمان الاستقرار الاقليمي والدولي على المستويات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية كافة.

2-يأسف التجمع من أجل السيادة لغياب لبنان الرسمي والسياسي والحزبي عن ورشة التطور والتحديث العربية، التي تقدم مفهوما جديدا للعروبة كرابط حضاري يجمع دول المنطقة وشعوبها على التعاون من أجل التنمية المستدامة وكرامة الانسان من خلال تأمين ما يحتاجه من خدمات اجتماعية ومستوى ثقافي واستقرار سياسي وأمني واجتماعي. إن التجمع الذي يفهم أن يكون الاحتلال الايراني وادواته في موقع المعاداة لهذا المسار، يستهجن الصمت المطبق للأحزاب والقوى السياسية السيادية والتغييرية، وغياب التحركات والمواقف المجاهرة بضرورة الالتحاق برؤية تحويل الشرق الاوسط الى اوروبا جديدة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، وأثبتت مشهدية الساعات الماضية انها باتت واقعا ملموسا في طريق الترجمة على أرض الواقع.

3-يدعو التجمع من اجل السيادة اللبنانيين السياديين والتغييريين والمجتمع المدني والنقابات والمؤسسات التربوية والاكاديمية والقيادات الروحية الى اطلاق ورش عمل اعلامية سياسية اقتصادية ثقافية تويجهية للمساهمة في بناء العروبة المعولمة والانضمام الى الدول والشعوب العربية التي تعمل على تحقيقها، كوجه من وجوه مقاومة الاحتلال الايراني ومشاريعه، وكوسيلة لتحرير الارض والمؤسسات واستعادة الهوية اللبنانية العربية.

4-يتوجه التجمع من أجل السيادة بالشكر الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان على حرصهما على ألا تغيب القضية اللبنانية عن أي لقاء إقليمي ودولي على الرغم من محاولات الاحتلال الايراني تغييبها من خلال مصادرة القرار السياسي للدولة اللبنانية وأساليب الترهيب والرشوة الرئاسية والوزارية والنيابية والادارية التي يعتمدها للتحكم بالطبقة السياسية المتواطئة أو المستسلمة بما يسمح له بإحكام سيطرته على لبنان.

5-يتمنى التجمع من أجل السيادة على الرئيس الاميركي جو بايدن ترجمة ما ورد في البيان المشترك الصادر عن القمة السعودية الاميركية من خلال السياسات الاميركية في المنطقة، لا سيما من خلال المفاوضات النووية مع ايران بحيث يشمل اي اتفاق يمكن التوصل اليه نزع أسلحة الأذرع الإيرانية في المنطقة لا سيما حزب الله في لبنان، ومن خلال مجلس الأمن الدولي، خصوصا أن البيان المشترك تحدث بوضوح عن تطبيق اتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره وهي قرارات ساهمت الولايات المتحدة الاميركية في صياغتها واقرارها، وبالتالي فهي مسؤولة اخلاقيا وسياسيا عن تطبيقها.

6-يعتبر التجمع من أجل السيادة أن استعادة المملكة العربية السعودية سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير هو النموذج الصالح لتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائيلي. فخروج القوات الدولية من الجزيرتين اللتين احتلتهما اسرائيل من الجيش المصري الذي كان يتمركز فيهما، لم يتم بمعارك وحروب الأذرع الايرانية وإنما بتفاهم عربي مصري سعودي أقرت بموجبه مصر وفقا لآلياتها الدستورية والقانون الدولي بملكية المملكة العربية السعودية للجزيرتين وتم ابلاغ المراجع الدولية المعنية بذلك، فأخرجتا من اتفاقات كمب دايفيد وعادتا الى السيادة السعودية. وللمناسبة فإن الحكومة اللبنانية والقوى السياسية والحزبية اللبنانية مطالبة بحملة دبلوماسية عربية ودولية لارغام سوريا على الاقرار وفقا للاصول بملكية لبنان لمزارع شبعا التي احتلتها اسرائيل من الجيش السوري، وابلاغ الجهات الدولية بذلك واخراجها من القرار 242 والحاقها بالقرار 425 لالزام اسرائيل بالانسحاب منها خصوصا ان حروب حزب الله التي جلبت الدمار والافقار للبنان فشلت في تحرير هذه المزارع وحولتها الى ذريعة لاحتلال الداخل اللبناني.

7-يحيي التجمع من أجل السيادة جرأة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي واجه الاحتلال الايراني لبلاده وأذرعه الداخلية، وأصر على حضورة القمة الخليجية العربية الاميركية مشددا على رفض الانضمام الى اي محور للمواجهة، ومتمسكا بتأمين مصالح بلاده وشعبه لا سيما في مجال الكهرباء، فوقع اتفاقية الربط الكهربائي للعراق بشبكة دول مجلس التعاون الخليجي من خلال المملكة العربية السعودية والكويت، بعدما تمادت ايران في نهب الثروات العراقية مباشرة او بواسطة الفساد الذي تديره، وحرمت الشعب العراقي من الطاقة الكهربائية وغيرها من مقومات الحياة الكريمة. إن ايران التي تحتل العراق منذ 30 سنة فشلت او تعمدت حرمان العراقيين من الطاقة الكهربائية للامعان في ابتزازهم سياسيا وعسكريا، لكن القيادة العراقية قدمت نموذجا على المسؤولين اللبنانيين تبنيه لحل معضلة الكهرباء، وهو نموذج يتطلب خروجا من التموضع في قلب المشروع الايراني والمجاهرة برفض سياسة المحاور قولا وفعلا بعيدا عن التصريحات الجوفاء الهادفة الى كسب الوقت والمناورة.

 

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  16 و 17 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 16 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110282/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1482/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 16/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110284/110284/

#LCCC_English_News_Bulletin

 

حزب حراس الارز: عدم اعادة النازحين السوريين إلى بلادهم يشكل خطراً وجودياً على لبنان واللبنانيين

Guardians of the Cedar Party: The two million displaced Syrians impose an existential threat to Lebanon

https://eliasbejjaninews.com/archives/110298/%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%ad%d8%b1%d8%a7%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b1%d8%b2-%d9%84%d8%a7-%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%b1%d8%a7%d8%ac%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9/

حزب_حراس_الارز: لا نية  للمراجع الدولية اعادة النازحين  السوريين إلى بلادهم، مما ينذر بكارثة جديدة على غرار الكارثة التي المّت بلبنان بسبب اللاجئين الفلسطينيين

حزب حراس الارز/قيادة الاعلام/16 تموز/2022

مرّ لبنان بالكثير من الازمات والمحن منذ مطلع الستينات حتى اليوم واجتاز العديد منها بفضل المقاومة اللبنانية وباثمان باهظة وخسائر فادحة بالارواح والارزاق.