المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ل 16 تموز/2022

اعداد الياس بجاني

#elias_bejjani_news 

 

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

 http://eliasbejjaninews.com/aaaanewsfor2021/arabic.july16.22.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

منْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

 

عناوين تعليقات وتغريدات الياس بجاني

الياس بجاني/عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

 

عناوين الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مهمة جداً مع نديم قطيش: بهلي من يعتقد أن بإمكانه ازالة إسرائيل، أنا مع التطبيع معها وحزب الله هو من دمر بيروت

الرئيس شمعون والحجة البعلبكية/صبحي منذر ياغي

لبنان حاضر في مباحثات إماراتية فرنسية في باريس

حملة تطويق الحزب تشتد: هل من مصلحة بانتخاب رئيس من حلفائه؟

تغزّل عسكري اسرائيلي بـ "حزب الله"!

واشنطن: الحل لترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية «ممكن

استنكار لبناني لتهديد نصر الله بـ«القوة الرادعة» لحل الخلاف مع إسرائيل...صمت رسمي... وعون أكد أن البلد «محب للسلام»

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

وليم نون في حماية بكركي!

ما قصة الراهب على الدراجة النارية؟

لبنان يتجاهل المطالب الأميركية

الحكومة أصبحت لزوم ما لا يلزم... واللقاء المرتقب بين عون وميقاتي لن يغيّر شيئاً

لبنان في مهبّ "تفرّد" نصرالله.. وجنبلاط يذكّر بأولويات اللبنانيين: لعدم تضييع الوقت

“الحزب”… من “الدفاع” إلى التهديد بالهجوم!

تبرئة لبنانيين من تهمة تسهيل تمويل “الحزب

إستعدوا للحرب المدمّرة... "الله يستر"

 

عناوين الأخبار الإقليمية والدولية

بايدن: أجريت مباحثات مهمة مع الملك سلمان وولي العهد

الرئيس الأميركي: بحث مع القيادة السعودية الاحتياجات الأمنية والعسكرية للمملكة لمواجهة

الأمير محمد بن سلمان وبايدن يعقدان مباحثات ثنائية في قصر السلام بجدة

تتناول المباحثات أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم

مستشار الأمن القومي الأميركي: بايدن يريد إعادة التوازن للعلاقات بالسعودية

التصريحات جاءت قبيل وصول الرئيس الأميركي للسعودية لإجراء محادثات مع الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان

خادم الحرمين والرئيس الأميركي يستعرضان سبل تعزيز العلاقات

محمد بن سلمان يجتمع مع بايدن في قصر السلام بجدة

بايدن: لن نتخلى أبداً عن مساعينا لتحقيق السلام

الرئيس الفلسطيني أكد التمسك بحل الدولتين وفق حدود 1967

طهران تصعّد دبلوماسياً وعسكرياً ضد «إعلان القدس»

وزير الخارجية الإيراني قال إنها «أكثر تصميماً» على حفظ مصالحها النووية والجيش يكشف وحدة بحرية للطائرات المسيّرة

طهران تستدعي القائم بالأعمال السويدي احتجاجاً على إدانة مسؤول إعدامات 1988

العفو الدولية تدعو لإنشاء آلية لملاحقة المتورطين في مجازر السجون الإيرانية... ترحيب واسع من الناشطين بقرار المحكمة

بايدن يختتم زيارته لإسرائيل بـ«إعلان القدس» لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي

تعهد ملاحقة «الوكلاء» مثل «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد»

زيارة بايدن للسعودية ترفع سقف التوقعات بتعزيز شراكات الاستثمارات الثنائية

370 شركة أميركية عاملة في المملكة... واستثمارات السعوديين في الولايات المتحدة تتجاوز 800 مليار دولار

اتهامات كردية - كردية بمنح تركيا ذرائع لحربها في شمال سوريا

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خلفيات انقلاب نصرالله على المفاوض اللبناني في ملف "حدود الغاز"/فارس خشّان/الحرة

مناوشات وتحليلات "وربّ ربكم ما بيعرف وين صاروا" …50 ألف "لابتوب" في دائرة الألغاز: وصلت... لم تصل/نوال نصر/نداء الوطن

لبنان: ميقاتي على موقفه وتحريك الملف الحكومي في مرمى عون/محمد شقير/الشرق الأوسط

تضخيم الحزب للذرائع اللبنانية/وليد شقير/نداء الوطن

الرئيس العجوز/عماد موسى/نداء الوطن

ماذا ينتظرنا في تشرين؟/طوني عيسى/الجمهورية

ثلاث مقاربات حول الانهيار/شارل جبور/الجمهورية

الإرهاب ليس له جنسية ولا عرق ولا دين/مولود تشاووش أوغلو/وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية التركية//الجمهورية

رعب العودة إلى “سوريا- الأسد”...لاجئون في جبال لبنان ومخابئ سرية خوفاً من الترحيل/باسكال صوما/موقع درج

السيّد على الجمهورية/أسعد بشارة/نداء الوطن

الدوام الصيفي المصرفي: هروب من الإستحقاقات بـ"التعطيل"/خالد أبو شقرا/نداء الوطن

حزب الله" فرَض عون... ويفشل في إيصال فرنجية؟!/ألان سركيس/نداء الوطن

ملفات المنطقة مفتوحة ولبنان مهمَل/الياس حرفوش/الشرق الأوسط

بوريس البريطاني: ما الخطأ الذي حدث؟/أمير طاهري/الشرق الأوسط

جولة بايدن وقوة العرب/مشاري الذايدي/الشرق الأوسط

حفظ الدين من الأهواء والاستنزافات!/رضوان السيد/الشرق الأوسط

درعا تهتف مجدداً: «سوريا حرة... إيران برا»/رياض الزين/الشرق الأوسط/

السويد تسجن مسؤولاً إيرانياً سابقاً مدى الحياة دانته بـ«جرائم حرب» في «إعدامات 1988/راغدة بهنام/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

باسيل من بودابيست: الوفاء في العلاقات السياسية عملة نادرة ونحذر من موجة نزوح جديدة

الراعي: لا بد لنا أن نصمد بظل الظروف الصعبة

إعلان تشكيل كتلة “التجدد النيابية”

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

منْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه

إنجيل القدّيس يوحنّا03/من31حتى36/”أَلآتِي مِنْ فَوْقُ هُوَ فَوقَ الجَمِيع. مَنْ كَانَ مِنَ الأَرْضِ أَرْضِيٌّ هُوَ، ولُغَةَ الأَرْضِ يَتَكَلَّم. أَلآتي مِنَ السَّمَاءِ هُوَ فَوْقَ الجَمِيع، وهُوَ يَشْهَدُ بِمَا رَأَى وسَمِعَ، ولا أَحَدَ يَقْبَلُ شَهَادَتَهُ. مَنْ قَبِلَ شَهَادَتَهُ فَقَدْ خَتَمَ عَلى أَنَّ اللهَ صَادِق. فَمَنْ أَرْسَلَهُ اللهُ يَنْطِقُ بِكَلامِ الله، وهوَ يُعْطي الرُّوحَ بِغَيْرِ حِسَاب. أَلآبُ يُحِبُّ الٱبْنَ وقَدْ جَعَلَ في يَدِهِ كُلَّ شَيء. مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلٱبْنِ يَنَالُ حَيَاةً أَبَدِيَّة، ومَنْ لا يُطِيعُ الٱبْنَ لَنْ يَرَى حَيَاةً، بَلْ غَضَبُ اللهِ يَسْتَقِرُّ عَلَيْه.”

 

تفاصيل تعليقات وتغريدات الياس بجاني

عدو لبنان واللبنانيين الوحيد هو حزب الله ، جيش إيران الذي يحتل بلدنا

الياس بجاني/14 تموز/2022

حزب الله يحتل بلدنا، يقهر شعبا، يدمر مؤسساتنا، يعهّر حكمّنا، يتحكم بقرار حكامنا وهو العدو. نصرالله بوق ومجرم فارسي مطلوب للعدالة

 

نصرالله الملالوي يعيش في عالم الهلوسات والأوهام، وهو عار على الإنسانية، وعدو للبنان، ولكل اللبنانيين

الياس بجاني/13 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110101/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%88%d9%8a-%d9%8a%d8%b9%d9%8a%d8%b4-%d9%81%d9%8a-%d8%b9/

إن مشكلة واشكالية حسن نصرالله الملالوي، والعدو الوجودي للبنان، ولكل دول العرب، تكمن اساساً في انسلاخه عن الواقع المعاش، وعن حقيقة القدرات والوقائع والحقائق، وعن الحضارة وتطور العصر، كما أنه والمصداقية واحترام عقول وذكاء الناس، هو في غربة كاملة.

في كل إطلالات هذا الموهوم والمهلوس، والممثل المسرحي الفاشل، ومنها اطلالته اليوم، هناك وقاحة غير مسبوقة في عهر التبشير الإبليسي بالحروب، وبالتسوّيق للموت والانتحار والدمار والفقر والخراب والفوضى، ولسياسات ومفاهيم الإرهاب وشرعة الغاب.

اليوم وبكل وقاحة وعهر، يدعي هذا المهلوس بأن حرب تموز التي دمرت لبنان، وقتلت من أهلنا ما يزيد عن 2000 مواطن، كانت انتصارات صافية وهزائم لإسرائيل وأميركا والغرب، في حين هو نفسه لم يكن على علم بها، وقاسم سليماني هو من أمر بها وأشرف عليها، واعترافه هذا جاء في قوله المأثور: “لو كنت أعلم”.

هذا المخلوق المسخ هو عملياً بُوم بصورة بشرية، ولا يُبشر بغير الخراب والموت، ومسرحجي هزلي فاشل، ومدعي تافه، ليس إلا.

في ظل بقاء هذا المخلوق العدو للإنسان وللإنسانية، وفي ظل احتلال حزبه الملالوي والإرهابي والشيطاني للبنان، فإنه لا خلاص لوطن الأرز، وطن القداسة والقديسين والرسالة، ولا حلول سيادية واستقلالية ومعيشية واجتماعية وثقافية، أكانت كبيرة أو صغيرة، وفي أي مجال، وعلى أي مستوى.

باختصار، إن الحلول العلاجية كافة، هي مستحيلة، لا بل محالة، ولا يمكن أن ترى النور وتصبح واقع وحقيقة، قبل الخلاص الكلي من سرطان وثقافة نصرالله، ومن هيكلية ووجود حزبه، ومن كل مؤسساته وجيوشه وسلاحه واذرعته الطروادية المحلية.

يبقى، إن المطلوب للخلاص من احتلال حزب الشيطان، يكمن في السعي الجدي والمستمر والإيماني والوطني لوضع لبنان تحت البند السابع، وإعلانه دولة مارقة وفاشلة، وتسليم زمام حكمه لمجلس الأمن الدولي، والعمل على تنفيذ القرارات الدولية كافة وهي اتفاقية الهدنة، والقرارات الدولية 1559، و1701 و 1680، وكل ما عدا هذا، هو دجل ونفاق، وترسيخ للإحتلال، وضياع للوقت وللجهود.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت

http://www.eliasbejjaninew.com

 

دعوة للإشتراك في قناتي ع اليوتيوب

أطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في قناتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط

https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw

 لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك.

Please subscribe to My new page on the youtube. Click on the link to enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

فيديو مقابلة مهمة جداً مع نديم قطيش: بهلي من يعتقد أن بإمكانه ازالة إسرائيل، أنا مع التطبيع معها وحزب الله هو من دمر بيروت

مقابلة مع نديم قطيش من تلفزيون الجديد تلقي الأضواء بجرأة ومنطق وبوطنية على كل يتعلق بما يسمى العداء لإسرائيل، ويؤكد بأن لا مشكل بين لبنان وإسرائيل. المشكل هو بين من فكره اديولوجي ومتوهم بامكانية ازالة إسرائيل. المسيرات التي بعثها حزب الله لتحلق في الأجواء الإسرائيلية هي إيرانية وتخدم إيران وتضر بلبنان.

https://eliasbejjaninews.com/archives/110182/%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%85%d9%82%d8%a7%d8%a8%d9%84%d8%a9-%d9%85%d9%87%d9%85%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d8%b9-%d9%86%d8%af%d9%8a%d9%85-%d9%82%d8%b7%d9%8a%d8%b4-%d9%85%d9%86-%d8%aa/

11 تموز/2022

 

الرئيس شمعون والحجة البعلبكية

صبحي منذر ياغي/15 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110221/%d8%b5%d8%a8%d8%ad%d9%8a-%d9%85%d9%86%d8%b0%d8%b1-%d9%8a%d8%a7%d8%ba%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%b4%d9%85%d8%b9%d9%88%d9%86-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a8/

روى أحد ابناء بعلبك ( أبو محمد الشل)  قصة طريفة حصلت مع الرئيس الراحل كميل شمعون  رواها له المرحوم والده-  انه خلال  رحلة صيد كان يقوم بها الرئيس شمعون الى منطقة بعلبك الهرمل كعادته  برفقة صديقه الفرد كتانة ، وعدد من أصدقائه ، مر أمام منزل  ،في سهل بعلبك  ، ورأى  امراة عجوز تكنس أمام المنزل ، وكان الرئيس شمعون يضع (كوفية) بيضاء على فمه  وأنفه ، بشكل لا يظهر منه سوى عيناه.. وبعد السلام على الحجة طلب منها كوب ماء،  دون أن يعرّف عن نفسه ، فدخلت المرأة الى المنزل لتجلب الماء ، وما أن فتحت الباب حتى شاهد شمعون   صورة له معلقة داخل الغرفة ، فاراد ممازحة المرأة ليعرف ردة فعلها،  فقال لها"يا حجة ولو كان في حشرية بسؤالي بس ليش معلقة صورة هالخنزير عندك ؟؟ فرمقته بنظرة غضب وقالت: هيدا خنزير ؟؟عيب عليك انت وعيلتك الخنازير  يا بلا تهذيب، وارتفع صوتها عالياً ، وارادت اكمال الشتائم والسباب ، فكشف  شمعون عن وجهه مبتسماً ، وضاحكاً وقال لها "طولي بالك يا حجة طولي بالك أنا كميل شمعون بذات نفسي.. ويقول الشل : أنه ورغم أن النساء الكبار في منطقة البقاع وخاصة الهرمل لا يلمسون بأيديهم الا من كان من أصولهم الشرعية  وأقاربهم، لاسباب ومعتقدات دينية   إلا ان الحجة  لم تتمالك نفسها ، واندفعت باتجاه الرئيس  شمعون وقبلته على جبينه  ، معتذرة عن كلامها.. مرددة الله يحميك يا ابني.. هذه الرواية ان دلت على شيء ،فعلى مدى محبة ابناء منطقة بعلبك الهرمل لهذه الشخصية الإستثنائية  دون الأخذ بالاعتبار أي فوارق طائفية أو مذهبية. ولما له من آياد بيضاء في مشاريع كثيرة ، وأبرزها مستشفى بعلبك الحكومي ،ومهرجانات بعلبك الدولية، وسعيه لتحويل مدينة بعلبك موناكو الشرق و و و ...رحم الله الرئيس شمعون، ورحم الله  زمناً كان في لبنان رجالا ورؤساء لهم وزنهم السياسي والثقافي.

#صبحي_منذر_ياغي

 

لبنان حاضر في مباحثات إماراتية فرنسية في باريس

إم تي في/15 تموز/2022

يقوم رئيس دولة الامارات العربية المتحدة محمد بن زايد بزيارة للعاصمة الفرنسية باريس الاحد، تستغرق ثلاثة ايام تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يلتقي خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين. ويشمل برنامج الزيارة محطات عدة، منها التوقيع على سلسلة اتفاقيات في مجالات عدة اقتصادية وبيئية، ومن المتوقع ان يتم التوقيع على اتفاقية شراكة حول الطاقة، النفط، والغاز بين البلدين.وافادت الـmtv نقلا عن مصادر الرئاسة الفرنسية، بان الزيارة هي بادرة قوية تجاه فرنسا من دولة الامارات وتظهر الشراكة الوثيقة بين البلدين. وبالنسبة للقضايا السياسية التي سيتم بحثها إضافة الى الملف الايراني والحرب على أوكرانيا والملف الفلسطيني الاسرائيلي، أكدت مصادر الرئاسة ان لبنان دائما موضوع مطروح على الطاولة في المحادثات، نتيجة اهتمام الرئيس ماكرون بهذا الملف وايضا من خلال بحثه مع المسؤولين الذين يلتقيهم ويولون أهمية لهذا الملف عن قرب او بعد والذين يمكن ان يساهموا في مساعدة هذا البلد.

 

حملة تطويق الحزب تشتد: هل من مصلحة بانتخاب رئيس من حلفائه؟

وكالة الانباء المركزية/15 تموز/2022

التنسيق الدولي لمحاربة أنشطة حزب الله آخذ في التوسع. قبيل زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة، حيث التصدي للتهديد الايراني المباشر وعبر وكلاء طهران، الحاضرُ الابرز في المباحثات، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية مطلع تموز الجاري بياناً يتعلّق بالاجتماع التاسع لـ”مجموعة تنسيق إنفاذ القانون” (LECG) الذي عُقِدَ في أوروبا يومَيْ 29 و30 حزيران الفائت، مشيرةً إلى أن الاجتماع ركّز على “مكافحة الأنشطة الإرهابية وغير المشروعة” لـ”حزب الله”. شارك في الاجتماع ممثلون عن حكومات 30 دولة من الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وأوروبا وأفريقيا والمحيطَيْن الهندي والهادئ وأميركا الشمالية، إلى جانب “اليوروبول” (وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون). كما شارك مسؤولون من وزارات الخارجية والعدل والخزانة الأميركية، وكذلك من “مكتب التحقيقات الفيدرالي” وإدارة مكافحة المخدّرات الأميركية. وناقشوا  “المُخطّط الإرهابي العالمي المستمرّ لـ”حزب الله”، وشراء الأسلحة، والمخطّطات المالية، وحدّدوا كيف يُمكن لـ”حزب الله” أن يتكيّف في المستقبل للتهرّب من القانون”، كما ناقشوا “كيفية استخدام القانون أو الأدوات المالية لتعطيل أنشطة “حزب الله” الإرهابية والإجرامية والشبكات المرتبطة به”. وشدّد المشاركون على أهمّية تضافر الجهود بين الشركاء و”الحاجة إلى التعاون لمواجهة شبكات “حزب الله” الإرهابية العالمية”. يأتي هذا الاجتماع في وقت توقيفُ ممولين لحزب الله وضالعين في غسل اموال لصالحه، بات “عملة رائجة” وتتعاون فيه العواصم الكبرى قاطبة، على وقع عقوبات اقتصادية تفرضها الادارات الاميركية المتعاقبة على الحكم في واشنطن، منذ سنوات. بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية، فإن كل ما تقدم، يؤشر الى ان حملة مطاردة الحزب ستشتد في المرحلة المقبلة خاصة في اعقاب جولة بايدن في الاقليم، وهي ستشمل “اسلحة” اقتصادية وامنية وربما ايضا عسكرية، في مسار صارم سيتعاون فيه المجتمع الدولي كله. عليه، يصبح السؤال، هل من الصائب ترك الحزب يؤلّف حكومة يسيطر عليها في لبنان؟ والاهم، هل من الصائب، في ظل هذه المعطيات الدولية، انتخاب رئيس للجمهورية حليف للحزب؟ عسى ان يدرك معارضوه في الداخل حجم المعركة، فيعرفوا كيف يخوضونها في شكل صحيح فيه مصلحة للبنان واللبنانيين، تختم المصادر..

 

تغزّل عسكري اسرائيلي بـ "حزب الله"!

 الميادين/الجمعة 15 تموز 2022     

أكّد أستاذ في قسم الأبحاث السياسية بجامعة بار إيلان وخبير في الاستراتيجية العسكرية والاستخبارات، إيال بينكو، أنّ "الجندي العادي في حزب الله أكثر خبرة وتدريباً من الجندي الإسرائيلي العادي". وقال بينكو، لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنّ "حزب الله جيش مُنظّم للغاية. لا تستطيع إسرائيل تحمّل الحرب معه، لأن الخسائر ستكون هائلة". وتابع، "قوة حزب الله النارية كبيرة للغاية، وليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت إسرائيل ستكون قادرة على التعامل معها"، مؤكداً أنّ "قوة حزب الله عسكرياً، ازدادت منذ عام 2006. بالإضافة إلى ترسانة الصواريخ والقذائف، يُعتقد أن المنظمة لديها أكثر من 100 طائرة من دون طيار". وقبل يومين، علّق الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، على تهديد وزير الأمن الإسرائيلي، بني غانتس، بالسير إلى بيروت وصيدا وصور، وأكّد أنّ "كل الإسرائيليين يدركون أنّ الكلام حول دخول لبنان فارغ". ونصح غانتس أن "يجري مراجعة لتجربة حرب تموز، في أيامها الأخيرة، حين اتخذوا قراراً بدخول بنت جبيل"، وأضاف متسائلاً: "غزة المحاصرة، والتي تعاني من ظروفٍ صعبة، لا تجرؤ على التقدم خطوات فيها، فكيف تهدد بالوصول إلى صيدا وبيروت؟". وأكّد السيد نصر الله أنّ "على الإسرائيلي، لدى إجراء حساباته للحرب، أن يأخذ بعين الاعتبار البيئة والقدرات والجغرافيا التي كلها مع المقاومة".

 

واشنطن: الحل لترسيم الحدود البحرية اللبنانية الإسرائيلية «ممكن

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»"/15 تموز/2022

رحّبت الولايات المتحدة، اليوم (الجمعة)، بالجهود التي يبذلها لبنان وإسرائيل للتوصل إلى قرار بشأن الحدود البحرية بين البلدين، مؤكدة أنها ما زالت ملتزمة بتسهيل المفاوضات الحاصلة بين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان، إن «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن التوصل إلى اتفاق يمكن أن يفضي إلى استقرار أكبر وأمن ورخاء كل من لبنان وإسرائيل، والمنطقة كذلك، كما تعتقد أن من الممكن الوصول إلى حل».

 

استنكار لبناني لتهديد نصر الله بـ«القوة الرادعة» لحل الخلاف مع إسرائيل...صمت رسمي... وعون أكد أن البلد «محب للسلام»

بيروت: «الشرق الأوسط»"/15 تموز/2022

لاقى تهديد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بالحرب على خلفية ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل استنكاراً لبنانياً واسعاً ورفضاً لإدخال اللبنانيين في «مغامرة جديدة» و«تحويلهم إلى شهداء»، فيما توقف رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عند مسألة المفاوضات البحرية مع إسرائيل، إذ رأى أن تصريح نصر الله وضع حداً للتسوية حول الخط رقم 23. وكان نصر الله قد صعّد من مواقفه ضد إسرائيل مهدداً بالحرب، وأعلن في كلمة له في ذكرى حرب يوليو (تموز) 2006 أن خيارات حزبه مفتوحة «براً وبحراً وجواً». وقال عن المسيّرات التي أطلقها الحزب باتجاه حقل كاريش النفطي قبل نحو أسبوعين: «رسالة المسيّرات كانت تقول: نحن جديون ولا نقوم بحرب نفسية، وخياراتنا مفتوحة جواً وبحراً وبراً، واللعب بالوقت غير مفيد، ولبنان يستند إلى قوة حقيقية رادعة ومانعة، ويجب الاستفادة من تهديدها وفعلها». وأضاف: «المعادلة اليوم هي كاريش وما بعد كاريش وما بعد ما بعد كاريش».

ولم يصدر أي موقف رسمي عن الدولة اللبنانية تعقيباً على تصريحات نصر الله، فيما اكتفى الرئيس اللبناني ميشال عون بالتأكيد خلال استقباله مستشار النمسا كارل نيهامر، أن «لبنان بلد محب للسلام، ومتمسك بسيادته الكاملة وبحقوقه في استثمار ثرواته الطبيعية ومنها استخراج النفط والغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة في الجنوب». وأعاد مسؤولون لبنانيون الزخم لمفاوضات ترسيم الحدود بوساطة أميركية، بعد تخليهم عن الخط (29) الذي يوسّع نقطة النزاع من 860 كيلومتراً إلى 2290 كيلومتراً، ما يعني العودة إلى الخط (23) الذي أقرّته الحكومة اللبنانية في عام 2010 وأرسلت مرسوماً إلى الأمم المتحدة ترى فيه أن هذه النقطة حقها. ورد جنبلاط على نصر الله أمس، داعياً إياه إلى تحديد «ما هو المسموح وما هو الممنوع»، معتبراً أن كلامه «أنهى إمكانية الحصول على اتفاق في المفاوضات مع إسرائيل». وكتب على حسابه في «تويتر» قائلاً إن «تصريح السيد حسن نصر الله وضع حداً لإمكانية التفكير بالوصول إلى تسوية حول الخط 23»، مضيفاً: «لقد دخل لبنان في الحرب الروسية الأوكرانية، لذا وتفادياً لاندلاعها فهل يمكن للسيد أن يحدد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع وذلك أفضل من أن نضيّع الوقت في التخمين واحتياط المصرف المركزي يذوب في كل يوم».

من جهته رأى رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، أن نصر الله يُقحم الشعب في مغامرة جديدة دون استئذانه. وكتب على حسابه في «تويتر» قائلاً: «في الأمس نصّب نصر الله نفسه مرة جديدة رئيساً، رئيس حكومة وقائداً للجيش في آن، مورِّطاً شعب لبنان بمغامرة جديدة قد يدفع ثمنها من دون استئذانه». وكان نصر الله قد أكد في وقت سابق أنه يقف خلف الدولة اللبنانية في مفاوضات الترسيم. وأوضح في خطابه مساء الأربعاء قائلاً: «قلنا: نحن خلف الدولة في الترسيم، أي إنها هي التي تفاوض وليس نحن مَن نفاوض... لكن قلنا إننا لن نقف مكتوفي الأيدي... نحن لم نلتزم مع أحد ولن نلتزم مع أحد، ونحن نتابع المجريات، ومن حقنا اتخاذ أي خطوة في الوقت والحجم المناسب للضغط على العـدو لمصلحة لبنان». بدوره توجه النائب في «الكتائب» إلياس حنكش، إلى نصر الله بالقول: «نريد أن نعيش بسلام لا أن نكون شهداء!»، وكتب عبر «تويتر»: «لا نريد حرباً. لا نريد أن نكون شهداء. نريد أن ننتج، نبدع، نعيش بسلام ونخطط لمستقبل أفضل... نعمل لأجله!». ولم يختلف موقف «حزب القوات اللبنانية» على لسان النائب غياث يزبك الذي رأى في حديث إذاعي أن لبنان دخل في الحرب. وقال يزبك: «بعد خطاب الأمين العام لـ(حزب الله)، تأكد لنا أننا في اللادولة، ويبدو أن الجميع يلعب في الوقت الإيراني الضائع فيما لبنان ضائع»، مشيراً إلى أن «نصر الله كشف من جديد ظهر لبنان كما فعل في (حرب تموز) 2006، وقال إنه لا يقف وراء أحد بل يسير بالبلاد إلى حيث يريد، وهو يلعب ضمن الأطر التي تضعها إيران، وحساباتُه ليست حسابات لبنانية»، معرباً عن أسفه لكون «لبنان اليوم، من دون إطلاق صواريخ أو خطف جنود، دخل عملياً في حالة (حرب تموز) جديدة يفرضها عليه (حزب الله)». كذلك علّق رئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان عبر حسابه في «تويتر» على كلام نصر الله قائلاً: «عبثاً يحاول اللبنانيون إيجاد الحلول لمشكلاتهم السياسية والاقتصادية والمعيشية، في ظل واقع مرير أقوى من أوهام الخلاص وأحلام بناء دولة ووطن». وأضاف: «المعادلة باتت واضحة: لا حلول لدولة لبنان بوجود دويلة إيران... الباقي تفاصيل». بدوره رأى النائب السابق فارس سعيد أن نصر الله يقود لبنان إلى جهنم. وقال: «لم نتحمل حرباً دعوت لها دون استشارتنا مع دولار بـ1500 ليرة (عندما كان سعر الصرف 1500 ليرة)، لن نتحمل حرباً نرفضها بدولار 30 ألف ليرة (وفق سعر الصرف الحالي)». وتوجه لنصر الله قائلاً: «تقودون لبنان إلى جهنم اذهبوا لوحدكم وارحمونا». وأضاف: «أوكل (حزب الله) لنفسه مهمة (الدفاع) عن لبنان براً وجواً وبحراً ضارباً بعرض الحائط الإجماع اللبناني، والحقيقة أنه يخدم مصالح إيران وبالتأكيد يضر بلبنان الفكرة والدستور والطائف والميثاق».

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

وليم نون في حماية بكركي!

"المركزية"/15 تموز/2022

زار وليم نون شقيق الشهيد جون نون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الديمان، مكرراً مطالبته بإحقاق الحق في قضية تفجير مرفأ بيروت.

 

ما قصة الراهب على الدراجة النارية؟

نداء الوطن/15 تموز/2022

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر راهباً على دراجة نارية يوزع الخبز. وفي التفاصيل، عُلم ان الراهب يدعى ليشع سروع، المسؤول عن دير مار مارون العاصي – الهرمل، وبالتعاون مع الرهبانية المارونية اللبنانية، يقوم بتوزيع المياه والخبز والمازوت والحطب على المحتاجين، وذلك ضمن حملة سميّت برسالة العاصي من أجل الوقوف الى جانب أهالي المنطقة. ويقوم الأب سروع بتوزيع الخبز والحاجات الأساسية على دراجة نارية نظراً لسهولة تنقله بين المنازل عليها من جهة، وغلاء المحروقات من جهة ثانية. وتغطي رسالة العاصي مناطق القاع، راس بعلبك والفاكهة وجديدة الفاكهة.

 

لبنان يتجاهل المطالب الأميركية

"ليبانون ديبايت"/الجمعة 15 تموز 2022      

تقدّمت إسرائيل من خلال مندوبها لدى الأمم المتحدة، بشكوى بحقّ "حزب الله" بسبب تحليق طائرات مسيّرة تعود إليه فوق حقل "كاريش".لبنان الرسمي اعتبر أن الشكوى تمسّه، كونها تطال فئةً لبنانية، وتُظهر الإسرائيلي كطرفٍ معتدى عليه فيما هو في الحقيقة طرف معتدٍ. لذلك، تقرر على مستوى وزارة الخارجية اللبنانية تقديم شكوى مماثلة في حقّ إسرائيل، لخرقها الأجواء اللبنانية واستخدامها في الإعتداء على دول مجاورة، وخروقها المستمرّة براً وبحراً. مصدرٌ معنيّ في وزارة الخارجية والمغتربين، قال لـ"ليبانون ديبايت"، إن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، أنهى صياغة الرسالة، فيما المسودّة ستتمّ مناقشتها مع الرؤساء الثلاثة خلال الأيام المقبلة، تمهيداً لتقديمها من خلال مندوبة لبنان لدى المؤسسة الدولية بصيغة شكوى بحق العدو الإسرائيلي. وفيما راجت معلومات في بيروت تتحدث عن دخول أميركي على خطّ تجميد الخطوة اللبنانية خشية تأثيرها على المساعي التي يجريها آموس هوكستين، أكد المصدر لـ"ليبانون ديبايت"، أنه حتى ولو حصل ذلك، فإن القرار على مستوى الدولة، هو في تقديم الشكوى.

 

الحكومة أصبحت لزوم ما لا يلزم... واللقاء المرتقب بين عون وميقاتي لن يغيّر شيئاً

الجمهورية/15 تموز/2022

وضعت سقوف التأليف الحكومي من جهتيها على ضفتي القصر الجمهوري والسرايا الحكومية في مواقف بلغت ذروتها في الأيام الماضية وحدد كل فريق مقاربته لهذا الملف، لكن كل هذا لا يفيد، كما تقول مصادر متابعة هذا الملف عن كثب لـ«الجمهورية»، «لأنّ مناخات التأليف أصابتها انتكاسة من الصعب ان تعالج لا ببيان من هنا وهناك ولا بوَضع النقاط على الحروف، وحتى إذا تم اللقاء بين عون وميقاتي وهو سيتم مطلع الاسبوع المقبل، فإنه لن يغيّر شيئاً لأن ما كُتِب قد كتب ومسار الأمور ذاهب في اتجاه استحالة تأليف حكومة أصبح الجمع فيها بين معايير بعبدا واقتناعات السرايا أمراً في منتهى الصعوبة». وأضافت المصادر «ان ما لا يجرؤ أحد من الطرفين المعنيين على قوله هو إنّ اقتناعاً ترسّخ في البلد يفيد أن لا حكومة ولا مصلحة لأحد فيها في هذا الوقت الضائع، فمعركة رئاسة الجمهورية فُتِحت واجتاز جميع الأطراف الاستحقاق الحكومي ثم انّ الاهتمام حالياً أصبح في مكان آخر فالجميع ينظرون إلى عرض البحر ينتظرون التطورات الإقليمية ولا وقت لتنفيذ بروتوكول تأليف حكومة أصبحت لزوم ما لا يلزم».

 

لبنان في مهبّ "تفرّد" نصرالله.. وجنبلاط يذكّر بأولويات اللبنانيين: لعدم تضييع الوقت

الأنباء/15 تموز/2022

وسط الأزمات المتلاحقة التي يشهدها لبنان وتعثر الحكم في اجتراح الحلول العملية لإخراج البلد من جهنم، وعلى وقع تقاذف الاتهامات بين رئاستي الجمهورية والحكومة بتعطيل التأليف، وضعت تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لبنان في مهب المزيد من الخطر، عبر إصداره أمر اليوم بشكل منفرد ونيابة عن الدولة اللبنانية كلّها، وتوليه مسؤولية الناطق الرسمي والعسكري باسم اللبنانيين ملوّحاً بالحرب، ووضعه لكل الشعب اللبناني مكرهاً أمام خيار "الموت في الحرب". هذا الكلام دفع برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط للتذكير بأولويات اللبنانيين لتأمين حياتهم الكريمة عبر الإصلاحات والحلول للأزمات المتراكمة، مشيرا إلى أن تصريح نصرالله وضع حداً لإمكانية التفكير بالوصول الى تسوية حول الخط 23، مضيفاً: "لقد دخل لبنان في الحرب الروسية الأوكرانية، لذا وتفاديًا لاندلاعها فهل يمكن للسيد أن يحدد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع؟ أفضل من أن نضيع الوقت في التخمين. وهل من المسموح أن نشرع الكابيتال كونترول؟ وما هو موقف حزب الله وحلفاؤه من هذا الموضوع؟ وهل مسموح التعاطي مع صندوق النقد الدولي وإرساء الصندوق السيادي الذي ترفضه أوساط رئاسة الحكومة وكبار المستشارين؟"، مستطرداً "هل يمكن تسليم وزارة الطاقة لجهة مضمونة وبناء معمل واحد فقط بدل صرف الاحتياط وصولاً إلى تفادي الانهيار والدخول في المجهول؟". 

مشهدية جديدة إذاً، ترتسم في أفق مستقبل لبنان عشية الاستحقاق الرئاسي وعلى وقع كل التطورات الاقليمية والدولية وما يمكن أن تحمله الى هذا البلد الصغير الأضعف من تلقّي كل أزمات العالم ومواجهتها بجوع أبنائه ومعاناتهم.

مسؤول الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور اعتبر في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية ان نصرالله "يحاول على طريقته ان يفرض أمراً واقعاً جديداً وهو أن سلاحه فوق أي نقاش وهو لا يخضع لأمرة أحد، فهو فوق الدولة وفوق الدستور وأي نقاش في هذا الأمر غير مسموح وسلاحه فوق الدولة وفوق الدستور، وهو يحاول ان يستمر بهذه السياسة للقول أن لا أحد يملي عليه ما يريد فعله ابتداء من مصادرة قرار الدولة والاطاحة بكل ما يتعلق بالدستور. فهذا النهج هو الذي أدى الى فشل لبنان". وأضاف جبور: "لقد ذهب نصرالله الى الأمام وأراد ان يشرّع الترسيم على طريقته وإخراجه من دائرة التفاوض، فهو يعتقد انه خلال هذا السلاح يستطيع ان يقدم للبنان وللمنطقة ما عجزت عنه أميركا. ونتيجة العقوبات هو قادر على حل كل المشاكل، علما ان كل ما وصلنا اليه هو نتيجة هذه السياسة التي ينتهجها. وفي حال حصل الترسيم يكون هو وراء كل ذلك شرط ان يبقى سلاحه، ومن هنا نجد ان هناك رفضاً واسعاً له، ما أدى الى تراجع شعبيته لدى كل القوى السياسية، وخاصة لدى حلفائه. ورغم ذلك أراد ان يقول انه قادر بهذا السلاح ان يقول للبنانيين انه قادر على انتزاع أي حق ضاع منهم".

من جهته، النائب السابق فارس سعيد علّق على كلام نصرالله بالقول إنه "يعترف وكأنه المالك بملكه الذي نصّب نفسه حامي اللبنانيين، وذلك ردا على قرار اتخذه الرئيس الأميركي جو بايدن بعدم شطب اسم الحرس الثوري عن لائحة الارهاب". سعيد وفي حديث مع "الانباء" الالكترونية رأى ان "نصرالله كان يتكلم "إيرانيا" أمس الأول وليس لبنانيا، وهذه رسالة الى أميركا بشخص رئيسها للقول ان هذه المنطقة لن تقوم اذا لم تأخذ ايران كامل حقوقها من أميركا وحلفائها، فهو يريد أن ينصّب نفسه مكان الدولة والمدافع عن حقوق اللبنانيين. فبهذه اللحظة كان يتكلم إيرانياً"، مشيراً الى ان كلامه التصعيدي "أتى بناء على طلب ايراني ولن يقدم ولن يؤخر بالنسبة لعملية الترسيم، فاستثمار النفط والغاز يتطلب سلاماً وليس توتراً". الى ذلك وفي الشأن الحكومي، استبعد سعيد تشكيل حكومة في هذه الفترة بسبب الخلافات القائمة بين أهل الحكم، مبدياً تخوفه على انتخابات رئاسة الجمهورية، منتقداً تعاطي المرشحين مع هذا الاستحقاق وكأنهم يتنافسون على رئاسة احدى البلديات في احدى القرى اللبنانية، متوقعًا من فريق السلطة وبالتنسيق مع حزب الله المزيد من التصعيد فإما ان يأتي الرئيس الذي يريدون أو لا انتخابات رئاسية. وعليه فإن كل المؤشرات تؤكد أن لا حكومة في المدى المنظور، لتتجه الأنظار الى الملفات الحيوية التي لا بد من إيجاد حلول سريعة لها ولو مؤقتة. وتتصدر الكهرباء قائمة هذه الملفات، الأمر الذي حضر في اقتراحات لجنبلاط قابلة للتطبيق وليست تعجيزية، حيث قال: "لماذا لا تضاف الى محطة الزوق ومحطة الجية مولدات اضافية بقدرة 500 ميغاوات في كل محطة تفادياً لبناء محطات جديدة واختيار مواقع جديدة. كلا الجيه والزوق تتمتعان بالبنى التحتية الكافية مع تطويرها وكلا المحطتين كانتا أساس لكهرباء لبنان طوال عقود". فهل من آذان صاغية ولو لمرة من أجل التخفيف عن كاهل الناس في ظل هذه الأزمة غير المسبوقة؟  

 

“الحزب”… من “الدفاع” إلى التهديد بالهجوم!

الشرق الأوسط/15 تموز/2022

نقل ملف النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، استراتيجية «حزب الله» من «الالتزام بالدفاع» إلى «التهديد بالهجوم»، حيث حذر الأمين العام للحزب حسن نصر الله من نشوب حرب اعتبر أنها قد تُخضع إسرائيل في حال مُنع لبنان من استخراج النفط والغاز من مياهه.

ولطالما اقتصرت الخطابات الرسمية لقياديي الحزب البارزين على التهديد بالرد إذا شنت إسرائيل حرباً على لبنان، لكنها المرة الأولى، منذ عشر سنوات على الأقل، يعلن فيها الحزب عن استعداده للمبادرة إلى حرب مع إسرائيل، في «مؤشر بالغ الخطورة» على تغيير في قواعد الاشتباك، واستراتيجية المواجهة المعلن عنها، كما قالت مصادر معارضة للحزب، معتبرة أن الأمر ينطوي على «مصادرة لقرار السلم والحرب بمعزل عن موقف الدولة اللبنانية». وكان نصر الله قال في كلمة متلفزة مساء الأربعاء: «إن لم تعطونا حقوقنا التي تطالب بها الدولة، ولم تسمحوا للشركات أن تستخرج (…) الله يعلم ما يمكن أن نفعل بالمنطقة»، معتبراً أن «التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير» من مسار الانهيار الذي يفاقم معاناة اللبنانيين. وأضاف «رسالة المسيرات هي بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب إليه إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية»، مضيفاً «سجلوا المعادلة الجديدة: كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش». وتابع: «إذا توصلتم إلى معادلة أن لبنان ممنوع أن يستنقذ حاله بحقه الطبيعي من الغاز والنفط، فلن يستطيع أحد أن يستخرج غازاً ونفطاً، ولن يستطيع أحد أن يبيع غازاً ونفطاً وأياً تكن العواقب». وتتباين التقديرات بين من يعتبر أن تهديد نصر الله «مرتبط حصراً بملف ترسيم الحدود اللبنانية»، وبين من اعتبره «متصلاً بالقرار الإيراني والمفاوضات الجارية، وتطورات المنطقة». ورأى الباحث في ملف الحركات الإسلامية قاسم قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن نصر الله «ذهب إلى التصعيد في الموقف من أجل تعزيز الموقف اللبناني في المفاوضات، لكنه في الوقت نفسه يفتح الباب أمام إمكانية التصعيد الميداني في حال لم يتم التوصل إلى حلول». وأعرب عن اعتقاده بأن التصعيد «ليس له علاقة بالملف النووي، بل هو مرتبط بملف الترسيم حصراً». وأكد قصير، وهو خبير في ملف «حزب الله»، أن الحزب، في خطاب نصر الله الأخير، «بدل استراتيجيته من الدفاع إلى الهجوم».

غير أن هذه القراءة، يعارضها المحلل السياسي اللبناني طوني أبي نجم الذي يرى أن «دور نصر الله ووظيفته، أنه ضمن الأذرع الأساسية للحرس الثوري الإيراني»، مضيفاً أن وضعية الحرس في المنطقة اليوم، إضافة إلى زيارات الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران، وبالتوازي مع مناورات إسرائيلية على أكثر من صعيد، «كل هذه التطورات دفعت بنصر الله للقول إن لبنان يبقى ساحة». ويقارن أبي نجم، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بين ظروف معركة 12 تموز 2006 والظروف اليوم، عاداً أنها «متشابهة». ويوضح: «في عام 2006، بادر الحزب إلى عملية عسكرية من خارج السياق الداخلي والإقليمي، وخلافاً لوعود نصر الله في طاولة الحوار التي كانت معقودة قبل ثلاثة أشهر في البرلمان»، مضيفاً أن الحرب السابقة «جاءت بتوقيت إيراني، حيث طُلِبَ منه تحريك الساحة بموازاة مفاوضات الملف النووي، ونفذ عملية عسكرية جرّت البلاد إلى حرب، وصرفت أنظار العالم عما يجري في مفاوضات الملف النووي». ويقول أبي نجم إن المعركة السابقة «كانت غطاء لإيران، وعادت عليها بفوائد في مفاوضاتها»، مضيفاً أن الحزب «حول البلد إلى ساحة من ساحات إيران، ولبنان بالنسبة له، غير موجود على الخريطة». وفي معرض ربطه لتصعيد نصر الله، والاجتماعات الإقليمية، لا يستبعد أبي نجم «أن نكون أمام ضربة تستخدم فيها إيران الساحة الأضعف لإيصال رسائلها، حيث يذهبون إلى إشعال المنطقة بعد فشل المحاولات السابقة لخلق مشكل، على خلفية إرسال المسيرات».

وتسارعت منذ بداية الشهر الماضي التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد توقف، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين على مقربة من حقل كاريش الذي يعتبر لبنان أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيداً لبدء استخراج الغاز منه. وبينما لم تصل مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية إلى أي نتيجة حتى الآن، وأرسل الحزب ثلاث مسيرات حلقت فوق حقل «كاريش» في إسرائيل، وأسقطها الجيش الإسرائيلي. ولا يفصل سياسيون لبنانيون بين التصعيد، والتطورات المتصلة بالحرب الأوكرانية. ولمح رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط إلى أن لبنان دخل في الحرب الروسية الأوكرانية، في إشارة إلى الصراع على إمدادات الغاز. ويقول أبي نجم إن «إيران تسعى لأن تكون شريكاً في المفاوضات حول النفط، وتسلف روسيا موقفاً في معركتها الكبرى، حيث لن تسمح بالتعويض عن الغاز الروسي من المتوسط إلى أوروبا». وعليه، أمام هذه التعقيدات، «تزداد فرص الحرب يوماً بعد يوم، من الآن وحتى شهر تشرين الأول المقبل، حين تزداد الحاجة للغاز في أوروبا». ويقول: «قد يذهب نصر الله إلى مغامرة يمكن أن تشعل المنطقة، في ظل وضع اقتصادي عالمي عادة ما لا يخرج من الأزمات إلا بالحروب أو بتسويات كبرى»، علما بأن أوروبا والولايات المتحدة «لا ترغبان بالحرب، لكنهما قد تضطران للذهاب إليها إذا وجدتا أنهما عاجزتان عن استخراج الغاز من المتوسط لتأمين بديل للغاز الروسي». وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان الوسيط الأميركي لاستئناف المفاوضات أموس هوكشتاين، وقدم عرضاً جديداً لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش. إلا أنه لم تظهر أي نتيجة للوساطة وإمكانية استئناف المفاوضات.

 

تبرئة لبنانيين من تهمة تسهيل تمويل “الحزب

النهار/15 تموز/2022

علمت “النهار” من أوساط الجالية اللبنانية في غينيا، أنّه بقرار من المدّعي العام في محكمة الاستئناف في كوناكري، وفي أعقاب أكثر من أربعة أشهر من التحقيق الذي أجراه القضاء والأجهزة الأمنية المختصّة الغينية، مع رجلَي الأعمال اللبنانيين علي سعادة وإبراهيم طاهر، أقرّ قاضي التحقيق براءتهما من التّهم التي وُجّهت إليهما من وزارة الخزينة الأميركيّة، بتسهيل تمويل “حزب الله”. يذكر أنّه في تاريخ 4 آذار 2022، اتهمت الخزينة الأميركيّة في بيان سعادة بتقديم رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين الى الحكومة الغينية الفاسدة عام 2013، لتسهيل أعماله. علماً أنّ اسم تاج الدين مسجّل على لائحة الـ OFAC بتهمة تمويل “حزب الله”. وأعرب سعادة في اتصال مع “النهار”، عن ارتياحه الى القرار القضائي الغيني، وشكر كلّ من تعاطف معه أو اتّصل به للاطمئنان عنه، سواء في غينيا أو خارجها، و”حمد الله على هذه النتيجة في غياب أيّ اهتمام أو سؤال من وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أو من يمثّلها في غينيا”. وبالنسبة الى الإجراءات في أميركا، أكّد أنّه أوكل المسألة الى مكتب محاماة، مبدياً اقتناعه بـ”أنّ الحقيقة ستتّضح كما اتّضحت في غينيا”.

 

إستعدوا للحرب المدمّرة... "الله يستر"

محمد المدني/ليبانون ديبايت/الجمعة 15 تموز 2022

بعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أول من أمس، لا حديث بين اللبنانيين سوى عن الحرب المدمّرة. الحربُ في زمن الجوع والفقر والعَوَز، وفي عزّ الحصار المُطبق على لبنان دولياً وإقليمياً. وكالعادة، انقسم اللبنانيون بين مؤيدٍ ومعارض. منهم من يرى الحرب انتصاراً على الجوع، ومنهم من يراها موتاً حتمياً لا مفرّ منه. بمعزلٍ عمّا يدور على الساحة اللبنانية من صراعات إعلامية وسياسية، يؤكد مراقبون أن كلّ المؤشرات تدلّ على وقوع الحرب. الوضع الإقتصادي الضاغط على لبنان وسوريا وغزة والعراق وإيران واليمن، الوضع السياسي المسدود الذي لا أفق له والوضع الأمني المحتدم، حروبٌ بالوكالة وحروبٌ سيبرانية، الحرب في أوكرانيا وانعكاساتها السلبية على المنطقة، الملف النووي الإيراني المفتوح على المجهول، أزمة الطاقة العالمية، الإستعدادات المتبادلة العلنية بين "حزب الله" وإسرائيل على خلفية الثروة الغازية. كلّ هذه العوامل تقود لبنان نحو حرب عسكرية لا يمكن توقّع توقيتها.

تبنّت الولايات المتحدة الأميركية بشكلٍ علني، حماية أمن إسرائيل، وهذا يعني أنها تريد ردع "حزب الله" من مواصلة تهديداته لإسرائيل على خلفية استخراج الغاز من بحر عكا. لذلك وبحسب مصادر مطلعة، أراد نصرالله أن يوصل رسالةً للرئيس الأميركي جو بايدن، بشكلٍ مباشر، بأننا لا نهتم لمجيئكم ولا نأبه لحماية جيشكم لإسرائيل، فنحن أقوياء ولا نخاف الحرب وسنخوضها بكلّ جرأة. وإن كنتم تعتقدون أن حضوركم سيردع الحزب عن القيام بأيّ مهمةٍ عسكرية، فأنتم واهمون، وأيّ استخراج للغاز يعني إشعال المنطقة وقلب الطاولة على رأس الجميع. اللافت أن "حزب الله" لا ينتظر أيّ التفافٍ وطني حول خطواته التصعيدية وحتى العسكرية، ويعتبره أمراً غير ضروري، بل المهمّ بنظره، إرادة المقاومة الثابتة، وهي التي خاضت كلّ المواجهات مع إسرائيل من دون التفافٍ وطني، فلماذا تطلبه اليوم؟ إضافة إلى أن "المقاومة" ليست بحاجة إلى إجماعٍ لبناني داخلي، يؤيد تحركاتها فهي تقوم بوظيفتها بمعزلٍ عن أيّ تباينات واعتراضات محلية.

وعندما يتحدث رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، عن إمكانية نسف التفاوض حول الخطّ 23، فهو يعني بأن موقف الأمين العام للحزب، قد تجاوز الخطّ 23، لأن هناك تفاوضاً حول الخطّ 23، الذي طالبت به الدولة اللبنانية في الأساس، ثم عادت وعدّلت مطلبها لكي تطلب أن يشمل حقل قانا، الذي لم يكن موجوداً ضمن المعادلة الأساسية عام 2011.وبحسب معارضي "حزب الله"، قرّر نصرالله اليوم، أن يذهب الى أبعد من الخطّ 23 وأن يتجاوز مسألة التفاوض القائم حول الخطّ 23 وحقل قانا، علماً أن الدولة اللبنانية عملياً لم تطالب بكاريش وليس ضمن حساباتها، وليست هناك أي مراجعة قانونية جدية بموضوع الخطّ 29 ومن ضمنه نصف كاريش. وبالتالي عندما يُهدّد نصرالله مباشرةً، بشنّ حرب على إسرائيل، فإنه يتجاوز كلّ التفاوض حتى على الخطّ 23 ويذهب إلى مكانٍ آخر، وهو ربط نزاع بموضوع زيارة بايدن إلى المنطقة، ومسألة الحرب في أوكرانيا وحرب روسيا مع دول الغرب. في المحصّلة، لا شيء سيمنع وقوع الحرب سوى قدر الله ولطفه بالشعب اللبناني، الذي بات تحت سابع أرض. وفي حال وقعت الحرب بين لبنان وإسرائيل، فإنها ستكون مختلفة تماماً عن حرب تموز 2006، فاستعدّوا والله يستر.

 

تفاصيل الأخبار الإقليمية والدولية

بايدن: أجريت مباحثات مهمة مع الملك سلمان وولي العهد

الرئيس الأميركي: بحث مع القيادة السعودية الاحتياجات الأمنية والعسكرية للمملكة لمواجهة

العربية.نت/15 تموز/2022

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة في كلمة ألقاها من جدة حيث يقوم بزيارة تستمر حتى السبت، إنه أجرى مباحثات مهمة مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأعلن بايدن أن قوات حفظ السلام في تيران وصنافير ستغادر مواقعها، مما سيساهم في تطوير هذه المنطقة للاستثمارات والسياحة. وشدد بايدن على أن "السعودية ساهمت في تثبيت ودعم الهدنة" التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، مضيفاً: "اتفقت مع القيادة السعودية على تعميق الهدنة وتمديدها". وأكد الرئيس الأميركي أنه بحث مع القيادة السعودية "الاحتياجات الأمنية والعسكرية للسعودية لمواجهة التهديدات"> كما قال إنه ناقش مع السعودية "ملف أمن الطاقة"، مضيفاً: .زيارة بايدن للسعوديةالرياض وواشنطن.. 8 عقود من الشراكة لاستقرار المنطقة والعالم كما كشف عن اتفاق الطرفين "على شراكات بشأن تقنية انترنت الجيل الخامس 5G ". وفي السياق نفسه، قال بايدن إن واشنطن لن تترك "فراغاً في الشرق الأوسط لروسيا والصين". في سياق آخر، قال بايدن إن "ولي العهد السعودي سبق واتخذ إجراءات بحق المسؤولين عن مقتل جمال خاشقجي". وكان بايدن قد التقى الجمعة في جدة العاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في بداية زيارة محورية لمناقشة قضايا الطاقة والسياسة والعلاقات بين الخليج وواشنطن. وقد استقبله ولي العهد في قصر السلام في جدة حيث أجريا جلسة مباحثات ثنائية.

 

الأمير محمد بن سلمان وبايدن يعقدان مباحثات ثنائية في قصر السلام بجدة

تتناول المباحثات أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم

العربية.نت/15 تموز/2022

استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء اليوم الجمعة في قصر السلام في جدة، في مستهل زيارة بايدن للمملكة للمشاركة في القمة الخليجية +3 (الأردن، مصر، العراق)، غدا السبت. وبعد جلسة مباحثات ثنائية بين الرئيس الأميركي جو بايدن والعاهل السعودي الملك سلمان بحضور ولي العهد، عقد الأمير محمد بن سلمان اجتماعا مع بايدن بحضور مسؤولين من البلدين قبل انعقاد القمة المشتركة غدا. وأعقب الاجتماع مباحثات ثنائية بين ولي العهد وبايدن في قصر السلام بجدة. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وصل إلى مطار الملك عبد العزيز بمدينة جدة، وكان في مقدمة مستقبليه أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، وسفيرة المملكة في واشنطن الأميرة ريما بنت بندر. وقال مسؤولون أميركيون إن بايدن سيناقش مجموعة من القضايا، بما في ذلك أمن الطاقة مع السعودية وقادة خليجيين آخرين. وتوجه بايدن مباشرة إلى قصر السلام في جدة. البيت الأبيض أعلن أن الرئيس بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي في جلسة ثنائية. وتتناول مباحثات الرئيس بايدن بالمملكة أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني، حضور قمة خليجية بحضور ومشاركة قادة مصر والأردن والعراق، لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. وفي هذا السياق، قال الرئيس بايدن، الخميس، إن الهدف من زيارته للمملكة العربية السعودية يتمثل في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين. وأضاف أن سبب زيارته إلى المملكة أكبر من مجرد مراعاة المصالح الأميركية، مشيراً إلى أن الزيارة فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب من المنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، يائير لابيد، ضمن زيارته لتل أبيب. وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات استراتيجية في جميع المجالات. يذكر أن السعودية وأميركا متفقتان على أهمية التصدي لسلوكيات إيران المُزعزعة لأمن واستقرار المنطقة والعالم، وتحييد خطر الميليشيات المدعومة من طهران. كما أيدت أميركا جهود السعودية في إيجاد حل سياسي شامل في اليمن يضمن تحقيق أمن واستقرار اليمن. وتُعد مكافحة التطرف والإرهاب من أهم أوجه الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وأميركا، وساهم التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال بتحقيق العديد من المكتسبات المُهمة في الوقوف ضد التنظيمات المتطرفة وتحييد خطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

 

مستشار الأمن القومي الأميركي: بايدن يريد إعادة التوازن للعلاقات بالسعودية

التصريحات جاءت قبيل وصول الرئيس الأميركي للسعودية لإجراء محادثات مع الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان

على متن طائرة الرئاسة الأميركية - رويترز/15 تموز/2022

قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يريد إعادة التوازن لعلاقات واشنطن مع السعودية وليس الإضرار بها. جاءت التصريحات قبيل وصول بايدن للسعودية لإجراء محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكذلك يجري محادثات مع زعماء دول الخليج العربية، وكل من مصر والأردن والعراق. وستتناول المحادثات السعودية الأميركية أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سُبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني حضور قمة خليجية بحضور ومشاركة قادة مصر والأردن والعراق، لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. البيت الأبيض أعلن أن الرئيس بايدن سيلتقي ولي العهد السعودي في جلسة ثنائية. وتتناول مباحثات الرئيس بايدن بالمملكة أوجه التعاون بين البلدين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. كما يتضمن جدول الزيارة في يومها الثاني، حضور قمة خليجية بحضور ومشاركة قادة مصر والأردن والعراق، لدعم وتعزيز جهود التعاون والتنسيق المستمر بين الشركاء في ضوء التطورات الإقليمية والدولية الراهنة. وفي هذا السياق، قال الرئيس بايدن، أمس الخميس، إن الهدف من زيارته للمملكة العربية السعودية يتمثل في تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين. وأضاف أن سبب زيارته إلى المملكة أكبر من مجرد مراعاة المصالح الأميركية، مشيراً إلى أن الزيارة فرصة لتصحيح الأخطاء السابقة بالانسحاب من المنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمعه برئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، يائير لابيد، ضمن زيارته لتل أبيب. وترتبط الرياض وواشنطن بعلاقات استراتيجية في جميع المجالات.

 

خادم الحرمين والرئيس الأميركي يستعرضان سبل تعزيز العلاقات

جدة: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 تموز/2022

التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحضور الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، في قصر السلام بجدة، اليوم (الجمعة)، الرئيس الأميركي جو بايدن. وقد رحب خادم الحرمين الشريفين، بالرئيس بايدن والوفد المرافق له، في السعودية. وجرى خلال اللقاء، استعراض العلاقات التاريخية بين البلدين، وسبل تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في شتى المجالات. حضر اللقاء، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد العيبان. كما حضره من الجانب الأميركي، وزير الخارجية انتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.

 

محمد بن سلمان يجتمع مع بايدن في قصر السلام بجدة

جدة: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 تموز/2022

اجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، اليوم (الجمعة)، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في قصر السلام بجدة، بحضور مسؤولين من البلدين؛ «لبحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم».

كان الأمير محمد بن سلمان، استقبل الرئيس بايدن في وقت سابق اليوم لدى وصوله إلى قصر السلام. ووصل الرئيس بايدن عصر اليوم إلى جدة في زيارة رسمية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتستمر يومين. وكان في استقبال الرئيس بايدن بمطار الملك عبد العزيز في جدة، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة. وتأتي الزيارة تعزيزاً للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين السعودية والولايات المتحدة، والرغبة المشتركة في تطويرها بالمجالات كافة. وسيحضر بايدن غداً قمة مشتركة دعا إليها خادم الحرمين الشريفين قادة دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

 

بايدن: لن نتخلى أبداً عن مساعينا لتحقيق السلام

الرئيس الفلسطيني أكد التمسك بحل الدولتين وفق حدود 1967

بيت لحم: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 تموز/2022

تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة بمواصلة الجهود الرامية لدعم حل عادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني حتى وإن كان حل الدولتين يبدو بعيد المنال. وقال بايدن، متحدثا إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال مؤتمر صحافي في بيت لحم، إن الولايات المتحدة لن تتخلى عن هدف التسوية العادلة للصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف «حتى لو لم يكن الوضع مناسبا في هذه اللحظة لاستئناف المفاوضات، لن تتخلى الولايات المتحدة وإدارتي عن محاولة التقريب... بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وأكد أن الشعب الفلسطيني يستحق دولة ذات سيادة، وقال «الشعب الفلسطيني «يتألم ويمكنكم الشعور بذلك».وأكد بايدن أن مدينة القدس يجب أن تكون مدينة للجميع والمحافظة على الوضع القائم وضمان حرية ممارسة الأديان والعقائد بسلام وكرامة.   وذكر أن الولايات المتحدة شريك رئيسي في تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين وقد قدمت أكثر من نصف مليار دولار منذ عام 2021 لهذا الغرض. وأعلن الرئيس الأميركي عن تقديم 200 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى جانب 100 مليون دولار إضافية لدعم قطاع الرعاية الصحية في فلسطين من خلال مستشفيات القدس الشرقية. وأشار بايدن إلى أن واشنطن تنخرط في محادثات مع إسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية للفلسطينيين وتوفير تقنيات الجيل الرابع من الاتصالات ودعم مشاريع الطاقة المتجددة. كما أكد أن السلطة الفلسطينية أمامها عمل مهم للقيام به لتحسين المؤسسات الفلسطينية وتعزيزها بالحوكمة والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد. من جانبه، حذر عباس من أن فرصة حل الدولتين للسلام مع إسرائيل قد تكون متاحة اليوم لكنها لن تبقي طويلا.  وقال الرئيس الفلسطيني إنه بحث مع بايدن خلال اجتماعهما في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية، سبل إعادة تثبيت الأسس التي قامت بها عملية السلام المستندة إلى قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين على حدود عام 1967. وأعرب عباس عن مد يده إلى قادة إسرائيل «لصنع سلام الشجعان من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة ولجميع شعوب المنطقة». ودعا عباس خلال المؤتمر الصحافي إلى إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وبإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية، أكد عباس خلال لقائه بايدن على «ضرورة إنهاء الخطوات أحادية الجانب التي تنتهك القانون الدولي وتقوض حل الدولتين، بما في ذلك وقف التهجير القسري للفلسطينيين، ووقف عمليات هدم المنازل والقتل اليومي ومحاسبة قتلة الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، ووقف النشاطات الاستيطانية، لأن جميع الاستيطان الإسرائيلي غير شرعي»، مشدداً على أن وقف هذه الإجراءات والخطوات الأحادية أمر مطلوب لتهيئة الظروف للعودة للمسار السياسي، وحل جميع قضايا الوضع الدائم بما فيها قضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية والاتفاقيات الموقعة.

وأكد الرئيس عباس، وفق البيان، أن القدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967 هي عاصمة دولة فلسطين، مشددا على ضرورة وقف اقتحامات المجموعات المتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، والحفاظ على الوضع التاريخي في الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس الشرقية، وفق الوصاية الهاشمية عليها. وقال عباس «اتفقنا مع الرئيس بايدن للعمل مع إدارته في العديد من القضايا الحاسمة لدفع السلام والأمن والاستقرار والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني إلى الأمام». وشدد على الاستعداد الكامل للتعاون مع إدارة الرئيس بايدن لإزالة جميع العقبات التي تعترض علاقات ثنائية قوية بين الجانبين الفلسطيني والأميركي، بما في ذلك رفع اسم منظمة التحرير الفلسطينية من القوائم الأميركية للإرهاب، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، وإعادة فتح مكتب المنظمة في واشنطن. كما ثمّن الرئيس الفلسطيني قرار الرئيس بايدن باستئناف المساعدات الأميركية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تقديم الدعم للأونروا ومستشفيات القدس الشرقية. وعقب لقاء عباس الذي استمر لنحو 35 دقيقة بمشاركة وفدين أميركي وفلسطيني، توجه بايدن إلى كنيسة المهد التاريخية في بيت لحم في زيارة قصيرة على أن يغادر بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية. وكان موكب الرئيس الأميركي قد مر بمحاذاة جدار الفصل الإسرائيلي وما يحمله من رسومات فلسطينية تبرز واقع العزل والحصار المفروض على مدينة بيت لحم. وجرت مراسم استقبال رسمية لدى وصول بايدن إلى مقر الرئاسة في بيت لحم واستعرضا حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والأميركي.

وأعرب بايدن عن إيمانه بأن تحسين إسرائيل علاقاتها مع جيرانها في جميع أنحاء المنطقة يمكن أن يفيد في إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتظاهر عشرات الفلسطينيين في بيت لحم بالتزامن مع زيارة بايدن ورددوا شعارات ضد «الانحياز» الأمريكي لإسرائيل، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة. وارتدى صحافيون قمصانا تحمل صورة أبو عاقلة أثناء تغطيتهم لزيارة بايدن احتجاجا على الموقف الأميركي إزاء قضية مقتل الصحفية أثناء تغطيتها اقتحام للجيش الإسرائيلي مدينة جنين في مايو (أيار) الماضي. 

 

طهران تصعّد دبلوماسياً وعسكرياً ضد «إعلان القدس»

وزير الخارجية الإيراني قال إنها «أكثر تصميماً» على حفظ مصالحها النووية والجيش يكشف وحدة بحرية للطائرات المسيّرة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط أونلاين»/15 تموز/2022

صعّدت إيران نبرة التحذيرات للولايات المتحدة، دبلوماسياً وعسكرياً، معبرة عن احتجاجها على مواقف الرئيس الأميركي جو بايدن في زيارته إلى إسرائيل حيث وقع البلدان إعلاناً أمنياً يتعهد بقطع الطريق على تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني نحو إنتاج قنبلة نووية.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنها باتت «أكثر تصميماً» على حفظ مصالحها في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي. وكتب عبداللهيان على تويتر: «بقوة ومنطق، تواصل إيران جهودها لإلغاء الحظر»، في إشارة إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران بعد انسحاب الأولى أحادياً من الاتفاق في عام 2018، وأضاف: «لن نتغاضى أبداً عن الحقوق الثابتة للأمة الإيرانية (...) إنجاز اتفاق جيد وصلب ومستدام هو هدفنا. من دون أدنى شك، عرض الدمى بين البيت الأبيض والصهيونية يجعلنا أكثر تصميماً» على تحقيق ذلك، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

أتى ذلك، غداة تحذير مماثل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، للولايات المتحدة من «زعزعة أمن الشرق الأوسط»، وقال إن بلاده «لن تقبل أزمة أو انعداماً للأمن في المنطقة، وعلى واشنطن وحلفائها أن يعلموا أن أي خطأ سيقابل برد قاسٍ ومؤسف من إيران». وذلك بعدما قال رئيسي الأربعاء، إن زيارة بايدن لن تحقق «الأمن» لإسرائيل. وكان بايدن قد تعهد في إعلان أمني وقعه مع إسرائيل الخميس، بأن تستخدم الولايات المتحدة «كل قوتها الوطنية» لمنع إيران من حيازة سلاح نووي. وخلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، قال بايدن إن إدارته حددت الشروط المطلوبة لإحياء الاتفاق النووي و«لن ننتظر إلى الأبد» الرد الإيراني على ذلك. ورداً على سؤال من التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع عما إذا كانت تصريحاته السابقة بأنه سيمنع طهران من الحصول على سلاح نووي تعني أنه سيستخدم القوة ضدها، أجاب بايدن: «إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم». ورداً على تعهد الرئيس الأميركي، قال المتحدث باسم الأركان المسلحة الإيرانية البريجادير جنرال أبو الفضل شكارجي قوله إن «الأميركيين والصهاينة (إسرائيل) يعرفون جيداً ثمن استخدام كلمة استخدام القوة ضد إيران»، بحسب بيان تداوله الإعلام الرسمي في طهران.

*وحدة بحرية للمسيرات

في الأثناء، أعلن الجيش النظامي الإيراني تدشين أول فرقة بحرية، تتيح إطلاق الطائرات المسيرة من سفن وغواصات، في المحيط الهندي. وأورد التلفزيون الرسمي الإيراني نبأ «الكشف عن الوحدة البحرية الأولى من حاملات الطائرات المسيرة التابعة لبحرية الجيش الإيراني، وتضم سفناً وغواصات قادرة على نقل كل طرازات الطائرات المسيرة، من القتالية إلى المخصصة للرصد والتدمير». وأوضح التلفزيون الذي عرض لقطات لإقلاع طائرات مسيرة من على متن سفينة حربية أن «كل أنواع الطائرات المسيرة التي يتم إنتاجها من قبل الجيش ووزارة الدفاع حلقت فوق مياه المحيط الهندي لإظهار قدراتها». لم يذكر التقرير التلفزيوني عدد السفن أو الغواصات أو الطائرات المسيرة في الفرقة، لكنه قال إن سفينة واحدة كانت تحمل 50 طائرة مسيرة. وشمل عرض الجيش الإيرانية طائرات «البجعة» وآرش وهما وجمروش وجوبين وأبابيل4 وباور5». وبعيد وصول بايدن، عرض الجيش الإسرائيلي أمام بايدن لقطات لطائرات مسيرة يمكن اعتراضها بواسطة منظومة القبة الحديد الصاروخية الدفاعية و«الشعاع الحديد» الذي يستخدم تقنية الليزر. وقال قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي للتلفزيون الجمعة إنه «نظراً إلى الموقف العدائي لنظام الهيمنة (في إشارة للولايات المتحدة وحلفائها)، من الضروري أن نزيد من قدراتنا الدفاعية يوماً عن يوم». وحذر من أنه «إذا ارتكب الأعداء خطأ، فستكون هذه (الطائرات المسيرة) لهم بالمرصاد». ويثير تطوير طهران للطائرات المسيرة قلقاً دولياً من إرسال هذا السلاح إلى ميليشيات وجماعات مسلحة موالية لإيران مثل «حزب الله» اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن، أو استخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج العربي. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 عقوبات على شخصيات مرتبطة بهذا البرنامج. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الاثنين إن واشنطن تعتقد أن إيران تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات المسيرة ومنها طائرات يمكن تزويدها بأسلحة. وأضاف أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدامها. إلا أن وسائل إعلام رسمية إيرانية نقلت عن عبداللهيان قوله في اتصال مع نظيره الأوكراني ميتري كوليبا اليوم إن «لا أساس». ورأى أن الإدلاء بها «خلال زيارة بايدن» للمنطقة يعكس رغبة واشنطن في تحقيق «أهداف سياسية معينة»، وقال إن بلاده «تعارض أي خطوة تؤدي إلى تواصل النزاعات وتصعيدها». وفق بيان للخارجية الإيرانية. وعرض الجيش الإيراني في مايو (أيار) للمرة الأولى، صوراً من قاعدة للطائرات المسيرة تحت الأرض.

وكانت الوحدة البحرية في «الحرس الثوري» الموازية لبحرية الجيش الإيراني قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 عن بارجة حربية يبلغ طولها 150 متراً، وتحمل على متنها مدرجات لإطلاق «المسيرات»، ومزودة بقاذفات صواريخ أرض - أرض، وصواريخ مضادة للطائرات، إضافة إلى 4 قوارب سريعة. وأطلقت إسرائيل أولى طائراتها المسيرة في الستينات من القرن الماضي، بينما بدأت إيران تطويرها خلال الحرب مع العراق (1980 - 1988).

 

طهران تستدعي القائم بالأعمال السويدي احتجاجاً على إدانة مسؤول إعدامات 1988

العفو الدولية تدعو لإنشاء آلية لملاحقة المتورطين في مجازر السجون الإيرانية... ترحيب واسع من الناشطين بقرار المحكمة

لندن - طهران: «الشرق الأوسط»»/15 تموز/2022

استدعت الخارجية الإيرانية، القائم بالأعمال السويدي في طهران، في وقت متأخر الخميس، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على الحكم الصادر بحق حميد نوري ممثل الادعاء العام الإيراني السابق، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في تنفيذ عمليات إعدام جماعي وتعذيب سجناء سياسيين في سجن قرب طهران عام 1988.

واعتقل المسؤول الإيراني في مطار ستوكهولم في 2019، ومنذ أغسطس (آب) العام الماضي مثل أمام محكمة سويدية لمدة تسعة أشهر. وقالت محكمة ستوكهولم، في بيان، «إن المتهم بتوليه منصب مساعد نائب المدعي العام في سجن كوهردشت في كرج بطهران، بالاشتراك وبالتواطؤ مع آخرين، متورط في عمليات الإعدام التي وقعت بعد فتوى من المرشد الإيراني (الخميني)». وأضافت أن تلك الجرائم اعتبرت «جريمة خطيرة ضد القانون الدولي» وجرائم قتل. وتابعت: «الحكم هو السجن مدى الحياة». وذكرت وكالات أنباء رسمية إيرانية، أمس، أن الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السويدي في طهران، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على الحكم. وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان، إن مسؤول الشؤون الأوروبية في الوزارة أبلغ احتجاج طهران على «البيان الإعلامي والرأي الصادر من محكمة ستوكهولم ضد المواطن الإيراني حميد نوري المعتقل في ذلك البلد». وجدد طهران وصف المحكمة بأنها «غير قانونية ومخالفة لمعايير القانون الدولي»، معتبرة المحكمة «تفتقر للشرعية». ويشير بيان الخارجية الإيرانية إلى تحميل السويد مسؤولية تبعات الحكم على العلاقات بين البلدين. جاء الاستدعاء بعدما ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بحكم المحكمة السويدية، معتبراً أن الحكم الصادر بحق نوري «كان لدوافع سياسية وليست له أي شرعية». ونقلت «رويترز» عن دانييل ماركوس محامي نوري قوله، «بالتأكيد نشعر بخيبة أمل لإدانة موكلنا. سنقوم الآن بتحليل ومراجعة التفاصيل الواردة في حكم المحكمة مع موكلنا». وأضاف: «سوف نستأنف الحكم». وقال المحامي الإيراني المعارض، كاوه موسوي، على «تويتر»، «من دون شك حميد نوري سيستأنف الحكم الصادر ضده (...) ومن دون شك الاستئناف سيرفض، وسيكون 20 عاماً ضيف السويد (...)». وقدرت منظمة العفو الدولية عدد الأشخاص الذين تم إعدامهم بأوامر حكومية بنحو خمسة آلاف. وقالت في تقرير عام 2018، إن «العدد الحقيقي قد يكون أعلى».

ونوري هو الشخص الوحيد حتى الآن الذي تمت محاكمته على خلفية عمليات القتل التي استهدفت أعضاء من منظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية، الذين كانوا يقاتلون في أجزاء من إيران، إلى جانب معارضين سياسيين آخرين. وفي سياق الردود على الحكم الصادر ضد نوري، قال نجل الشاه وولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، إن «الحكم الصادر على نوري يعد انتصاراً حقيقياً وكبيراً لكل المعارضين الإيرانيين ونشطاء حقوق الإنسان». وأضاف: «سوف تسود العدالة للشعب الإيراني في نهاية المطاف... اتخذت المحكمة السويدية الخطوة الأولى». في غضون ذلك، أصدر أكثر من 208 نشطاء إيرانيين بياناً يصف الحكم الصادر ضد نوري بأنه «نصر تاريخي وبداية جديدة للحركة التي تطالب بالعدالة». وقالت منظمة العفو الدولية، في بيان، إن إدانة المسؤول الإيراني السابق «خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة». وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، تُمثل إدانة نوري «خطوة غير مسبوقة نحو تحقيق العدالة عن الجرائم المرتكبة في إيران، وتبعث برسالة لا لبس فيها، وقد طال انتظارها، إلى السلطات الإيرانية مفادها أن المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية في إيران لن يفلتوا من قبضة العدالة». وأضاف البيان: «لأكثر من ثلاثة عقود، ناضل الناجون وأقارب وذوو الآلاف من المعارضين السياسيين الذين قتلوا خارج نطاق القضاء واختفوا قسراً في دوامة مجازر السجون الإيرانية في 1988 من دون كلل، من أجل الحقيقة والعدالة. وشهدوا أخيراً، مع النطق بهذا الحكم الأول من نوعه ضد مسؤول إيراني، وإن كان في محكمة أوروبية، مسؤولاً إيرانياً يُحاسب على هذه الجرائم».

وأضافت: «يجب أن يكون هذا الحكم الحاسم بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي لمعالجة أزمة الإفلات من العقاب السائدة في إيران». وحضت المنظمة على ضرورة قيام جميع الدول التي تمارس الولاية القضائية العالمية بإجراء تحقيق جنائي مع جميع المسؤولين السابقين والحاليين الآخرين في إيران، الذين توجد أدلة على تورطهم «في جرائم سابقة ومستمرة ضد الإنسانية»، بمن فيهم إبراهيم رئيسي، رئيس البلاد. ودعت أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى «إنشاء آلية دولية للتحقيق والمساءلة عن أشد الجرائم خطورة التي تُرتكب في إيران، بما في ذلك آلاف حالات الاختفاء القسري التي لا تزال مجهولة المصير بعد مرور أكثر من 30 عاماً على مجازر السجون في 1988».

 

بايدن يختتم زيارته لإسرائيل بـ«إعلان القدس» لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي

تعهد ملاحقة «الوكلاء» مثل «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد»

القدس: هبة القدسي/الشرق الأوسط»»/15 تموز/2022

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة لن تنتظر إلى الأبد حتى تفي إيران بالشروط التي حددتها واشنطن لإحياء اتفاق 2015 بشأن برنامجها النووي. ورد في مؤتمر صحافي، في اختتام زيارته لإسرائيل، أمس (الخميس)، حول المدة التي كانت الولايات المتحدة مستعدة فيها لبذل جهود دبلوماسية في هذا السياق، بأن إدارته وضعت الشروط المطلوبة لإحياء الاتفاق، و«لن ننتظر إلى الأبد» حتى تستجيب طهران. وقد بدا في المؤتمر الصحافي بفندق «والدورف استوريا» بالقدس، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، قد اتفقا في الهدف واختلفا في الأسلوب؛ فبينما فضَّل بايدن اتباع نهج الدبلوماسية، باعتباره النهج الأفضل للوصول إلى هذه النتيجة، رأى لبيد أن الكلمات والدبلوماسية لن تمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وأضاف أن الأمر الوحيد الذي سيوقف إيران عن إنتاج قنبلة نووية معرفتها أنها إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي، فإن العالم الحر سيستخدم القوة.

وكان بايدن قد كرر تعهداته بضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، متعهداً بمواصلة العمل مع إسرائيل لمواجهة التهديدات الأخرى من إيران، بما في ذلك التهديدات الإرهابية، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم الوكلاء، مثل «حزب الله»، مشدداً على أنه سيعمل على البناء على «(اتفاقات إبراهيم) التي أؤيدها بشدة، لأنها تعمق اندماج إسرائيل في المنطقة». في سياق آخر، شدد بايدن على التزامه بالحديث عن حقوق الإنسان والترويج لمصالح الولايات المتحدة، بقوله: «أعتقد أننا ارتكبنا خطأً عندما تركنا نفوذنا في الشرق الأوسط ينحسر. علينا أن نستمر في القيادة، وعدم خلق فراغ تملأه الصين وروسيا، ضد مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، ومن دواعي سروري أن أزور المملكة العربية السعودية، وهناك العديد من القضايا على المحك، والغرض من الزيارة التنسيق مع تسعة من رؤساء الدول لما هو في مصلحة الولايات المتحدة». من جانبه، قال لبيد إنه لم يغير موقفه حول «حل الدولتين، ويعتبره الضمان لأمن وقوة إسرائيل ذات الأغلبية اليهودية». وقد اختتم الرئيس الأميركي جو بايدن محادثاته ومشاوراته مع القادة الإسرائيليين، بتوقيع «اتفاق القدس»، وهو التعهد الأمني بمواجهة تحديات إيران وتضمَّن التزامات أمنية بين البلدين، والالتزام المشترك بعدم السماح لإيران «مطلقاً» بامتلاك سلاح نووي.

ويتضمن أيضاً تعهدات بالتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار. وينص الإعلان على خطط أميركية لمتابعة مذكرة تفاهم سابقة تقدم بمقتضاها الولايات المتحدة 38 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل على مدى عشر سنوات. وجرت مراسم التوقيع أمام عدد غفير من الصحافيين والمسؤوليين من الجانبين الأميركي والإسرائيلي. وينص «إعلان القدس» على تأكيد الولايات المتحدة وإسرائيل على الروابط غير القابلة للكسر بين البلدين، والشراكة الاستراتيجية، والقيم المشتركة بين الدولتين، والالتزام الثابت بالديمقراطية وسيادة القانون، والالتزام الدائم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل، والحفاظ على تفوقها العسكري النوعي. ويؤكد الإعلان التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيز قدراتها للدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات. وأكدت الولايات المتحدة أن هذه الالتزامات مقدَّسة من الحزبين، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضاً التزامات استراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها. وأكد الجانب الأميركي التزامه بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء كانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية، مثل «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي» في فلسطين.

ويُلاحظ أنه لم يضع في الإعلان جماعة الحوثي ضمن إطار وكلاء إيران في المنطقة، رغم إقرار واشنطن، في عدد من التصريحات، بتحميل إيران مسؤولية الأعمال المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحوثيون باليمن. ودلّل البيان على الدعم الثابت والحزبي لأمن إسرائيل، بمذكرات التفاهم السابقة التي وقَّعتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية، بشأن المساعدة الأمنية لإسرائيل، وقال البيان إنها تبرهن على أهمية أمن إسرائيل لمصالح الولايات المتحدة باعتباره ركيزة للاستقرار الإقليمي. وتعهدت الولايات المتحدة في البيان بالسعي للحصول على مساعدة دفاعية صاروخية إضافية تتجاوز مستويات مذكرة التفاهم، في ظروف استثنائية، مثل الأعمال العدائية التي قامت بها حركة «حماس» على مدى أحد عشر يوماً في مايو (أيار) 2021. وقدمت الولايات المتحدة مليار دولار إضافية تُوجّه إلى التمويل التكميلي للدفاع الصاروخي، والمضي قدماً في الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، من خلال التعاون في تقنيات الدفاع المتطورة، مثل أنظمة أسلحة الليزر عالية الطاقة، للدفاع عن سماء إسرائيل، وفي المستقبل عن سماء الشركاء الأمنيين الآخرين للولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد الجانب الإسرائيلي تقديره لدعم الولايات المتحدة لتعميق وتوسيع «اتفاقيات إبراهيم» التاريخية. وأكد الإعلان أن اتفاقيات السلام والتطبيع التي أبرمتها إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب تشكل إضافة مهمة لمعاهدات السلام الاستراتيجية بين إسرائيل ومصر والأردن، وكلها مهمة لمستقبل منطقة الشرق الأوسط، وللأمن الإقليمي، والازدهار، والسلام. وأشاد «إعلان القدس» بقمة النقب التاريخية، التي استضافها رئيس الوزراء لبيد، التي كانت خطوة لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط. ورحبت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بالاجتماع الذي عُقِد في المنامة بالبحرين في 27 يونيو (حزيران)، وأعلنت الولايات المتحدة التزامها بمواصلة لعب دور نشط، وفي بناء هيكل إقليمي قوي، لتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.

- القضية الفلسطينية

ورغم الإخفاق الواضح في دفع حل الدولتين، واتخاذ خطوة نحو إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، فإن «إعلان القدس» أشار إلى التزام الولايات المتحدة وإسرائيل بمواصلة مناقشة التحديات، والفرص في العلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية. وكرر الرئيس بايدن دعمه المتواصل لحل الدولتين، وللتقدم نحو واقع يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين، على حد سواء، التمتع فيه بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار.كما تم تأكيد الإعلان عن التزامه بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني، وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين. وأكدت الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما بمواصلة جهودهما المشتركة لتمكين حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الاندماج في برنامج الإعفاء من تأشيرة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، وزيادة التعاون في مجال الإنترنت ومكافحة الجريمة السيبرانية. يذكر أنه، في الاجتماع الثنائي الموسع لبايدن مع رئيس إسرائيل ورئيس الوزراء لبيد، شارك أنتوني بلينكن، وزير الخارجية، وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، وتوماس نيدس، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، وبريت ماكغورك، منسق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومسؤولون آخرون. ومن الجانب الإسرائيلي حضر الاجتماع نفتالي بينت، رئيس الوزراء المناوب، وإيال هولاتا، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، ومايكل هرتسوغ، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة.

 

زيارة بايدن للسعودية ترفع سقف التوقعات بتعزيز شراكات الاستثمارات الثنائية

370 شركة أميركية عاملة في المملكة... واستثمارات السعوديين في الولايات المتحدة تتجاوز 800 مليار دولار

الرياض: فتح الرحمن يوسف/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

بينما تتأهب السعودية لاستقبال أول زيارة للرئيس الأميركي جو بايدن منذ تسلمه مقاليد الحكم في البلاد، توقع اقتصاديون أن تثمر نتائج الزيارة عن رفع مستوى الشراكات الاقتصادية وزيادة التجارة والاستثمارات الثنائية، مرجحين أن تدفع الزيارة عودة الشراكة الاستراتيجية إلى سابق عهدها وفق قاعدة صلبة ورؤية محققة للمصالح المشتركة، وفي مقدمها أمن واستقرار المنطقة الضامن لأمن إمدادات الطاقة وبالتالي حماية الاقتصاد العالمي من تداعيات خطيرة سيكون تأثيرها الأكبر على الدول الصناعية الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة.

الشريك الاستراتيجي

ومع إقرار الاقتصاديين في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، بأن أميركا شريك استراتيجي للمملكة، وأنها تمثل ثقلاً اقتصادياً وسياسياً لا يمكن المراهنة على إقصائها، إلا أنهم يرون أن المملكة تعد محورية في أمن واستقرار المنطقة اقتصادياً وسياسياً، فضلاً عن أنها مرتكز أساسي لاستقرار أسواق الطاقة والمحققة لأمن وسلاسل الإمدادات دولياً. ويرى فضل البوعينين عضو مجلس الشورى السعودي، أن أهمية زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى السعودية، ستعزز علاقات البلدين اقتصادياً وتجارياً واستثمارياً، مبيناً أن بايدن أدرك أخيراً، أهمية المملكة في المنطقة واستدامة العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، متلافياً خطأه في محاولة إقصائها حينما كان يصرح لأنصاره منذ بداية ترشحه للرئاسة. وقال البوعينين لـ«الشرق الأوسط»: «انظر إلى زيارة الرئيس الأميركي من جانب إصلاح بوصلة العلاقات السعودية الأميركية التي تسبب وحزبه الديمقراطي بالإضرار بها ما دفع المملكة للبحث عن مصالحها بمنأى عن غطرستها... يؤكد ذلك ما تضمنه مقال الرئيس بايدن الذي عنونه بـ(لماذا أنا ذاهب إلى السعودية؟) وذكر فيه أهمية علاقة بلاده بالمملكة الممتدة لأكثر من 80 عاماً».

التوازن الأمثل

ويعتقد البوعينين أن رؤية المملكة في علاقاتها الخارجية، باتت تعتمد على تحقيق التوازن الأمثل الضامن لتحقيق المصالح، وتعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة دون أن تسمح لها بالإضرار بمصالحها الداخلية والإقليمية والدولية، مقرّاً في الوقت ذاته بأن أميركا شريك استراتيجي للمملكة، كما أنها تمثل ثقلاً اقتصادياً وسياسياً لا يمكن المراهنة على إقصائها.

وبناء على ذلك، والحديث للبوعينين، أن الملفات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية والأمنية ستكون حاضرة في زيارة الرئيس بايدن، بما يحقق المصالح المشتركة، متفائلاً بأهمية الزيارة لدى الطرفين، من حيث معالجتها للملفات العالقة والتحديات التي تسبب بها بايدن نفسه.

ويتوقع أن ملفات الزيارة، تضمن عودة الشراكة الاستراتيجية إلى سابق عهدها وفق قاعدة صلبة ورؤية محققة للمصالح المشتركة، وفي مقدمها أمن واستقرار المنطقة الضامن لأمن إمدادات الطاقة، وبالتالي حماية الاقتصاد العالمي من تداعيات خطيرة سيكون تأثيرها الأكبر على الدول الصناعية الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة. وأضاف: «نجحت المملكة في المضي قدماً بتنفيذ إصلاحاتها الاقتصادية ولم تلتفت للموقف الأميركي خلال العامين الماضيين، فالسوق العالمية مفتوحة والتقنيات متاحة في كثير من الدول البديلة. التحول نحو الشرق من أدوات تحقيق التوازن في العلاقات الاقتصادية ونقل التقنية وهو ما عززته التجارب الماضية والحالية... من الخطأ المتسبب بمخاطر كبرى الاعتماد على شراكة استراتيجية واحدة، وهو ما أدركته القيادة السعودية».

شراكات أخرى

وأوضح أن السعودية عززت من شراكاتها مع الدول الأخرى لضمان استدامة البناء والحصول على أجود التقنيات الصناعية من مصادر مختلفة لتحقيق الكفاءة والأمن الاستراتيجي وضمان الاستدامة، مستدركاً في الوقت نفسه أنه رغم أهمية الميزة التقنية والمعرفية الأميركية، فإنها باتت متاحة في دول صناعية أخرى، حيث للمملكة حرية الاختيار وفق مصالحها الخاصة على حدّ تعبيره.

الطاقة والسياسة

وحول أهمية التعاون الثنائي لاستقرار أسواق الطاقة العالمية وكبح جماع آثار الأزمة الروسية الأوكرانية من حيث مشكلات الطاقة والغذاء، قال البوعينين: «منذ اليوم الأول أعلنت المملكة موقفها الرسمي من النزاع الروسي الأوكراني، وشددت على أهمية المعالجة الدبلوماسية للأزمة، إلا أن المملكة لا ترغب لأن تكون ترساً في عجلة الأزمة الروسية الأوكرانية، وتنأى بنفسها عنها، إلا من خلال الوساطات الدبلوماسية». ولفت إلى أن المملكة حريصة على التعامل مع أزمات المنطقة المفتعلة بنفس آلية تعامل الغرب مع الأزمة الروسية الأوكرانية، وعلى أسس من العدالة، ومع هذا لم تستغل المملكة الأزمة للتأثير على سوق الطاقة والإمدادات، بل التزمت باتفاق «أوبك» الذي كانت الولايات المتحدة جزءا منه في فترة الرئيس السابق دونالد ترمب. وشدد على أن السعودية، تعدّ محور استقرار أسواق الطاقة والمحققة لأمن الإمدادات وسياستها النفطية معلنة وثابتة، مبيناً أنها تقوم على تحقيق مصالح المنتجين دون الإضرار بمصالح المستهلكين والمساهمة الفاعلة في حماية الاقتصاد العالمي وتعزيز نموه. وأكد على ضرورة الاعتراف بأن أزمة الطاقة الحالية وأزمة الغذاء كان من الممكن تفاديها بقليل من الحكمة في التعامل مع المخاوف الروسية وعدم دفع الأطراف لحافة النزاع العسكري، كما أن معالجتها اليوم ممكنة بالرجوع إلى العقلانية وتغليب الحكمة وإنهاء الأزمة بطريق دبلوماسية ووقف تغذيتها من أطراف أخرى.

ضبط البوصلة

ويعتقد البوعينين أن زيارة الرئيس بايدن إلى السعودية، تعدّ فرصة جيدة لإعادة ضبط بوصلة العلاقات المشتركة، وإصلاحها، مبيناً أنه من الجيد أن يدرك الرئيس الأميركي أن هناك تساؤلات شعبية واسعة عما سيقدمه بايدن للمملكة، بما يعزز ثقتها بشريكها الاستراتيجي الذي جاهر بعدائها ومحاولة نبذها دون أسباب منطقية تبرر له ذلك الموقف العدائي منها.

توقعات متفائلة

من جهته، أكد رجل الأعمال السعودي، عبد الله بن زيد المليحي «أن الاقتصاد والأسواق العالمية تنظر للسعودية وزيارة بايدن كمخلص لأزمات المنطقة والعالم الاقتصادية من خلال المباحثات الثنائية الشفافة لمواجهة الأزمات الاقتصادية الحالية، إذ تعدّ أميركا شريكا رئيسيا للمملكة على مر السنين، حيث كان وما زال النفط هو المحرك الرئيسي، وتعتبر أميركا من أوائل الدول التي استثمرت فيها السعودية كما أن المملكة من أوائل الدول التي تستثمر في أميركا».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية يعتبر السوق السعودي هو السوق الأول للاستثمار في ظل ارتفاع أسعار النفط، حيث ضخت الحكومة مبالغ ضخمة في تطوير مختلف المجالات، مستطرداً: «نتوقع في الفترة المقبلة دخول عدد كبير من الشركات الأميركية للسوق السعودي بمشاركة الحكومة والقطاع الخاص، إذ تجري في الفترة الحالية مفاوضات شركات سعودية مع شركات أميركية مهتمة بالدخول في مجال الإسكان للاستثمار وتطوير التقنيات وإنشاء مصانع في السعودية».

مجالات أربعة

وأضاف المليحي: «بعد إطلاق ولي العهد لرؤية المملكة 2030، بدأت في تطوير مجالات الاستثمار والاستفادة من الخبرات الأميركية في مجال التقنية والتحول الرقمي، إذ تخطط المملكة للدخول في شراكة مع الشركات الأميركية في استثمارات لتطوير هذا المجال، وكذلك مشاريع الطاقة الخضراء والهيدروجين، بينما تجاوز حجم الاستثمارات الأميركية في السوق السعودية 350 مليار ريال (93.3 مليار دولار)، فيما بلغ عدد الشركات المستثمرة 373 شركة تنوعت نشاطاتها ما بين النشاط الخدمي والصناعي والعقاري والعلمي والفني والتراخيص الموقتة».

ووفق المليحي، فإنه في بيان سعودي أميركي سبق الزيارة، نشرته وزارة التجارة الأميركية، فإنه تم اختيار المجالات الأربعة بناء على الأهداف المشتركة للبلدين في إنشاء أسواق مفتوحة ومزدهرة، وتحقيق النمو الشامل، موضحة أنها تتبنى المجالات الـ4 «الاقتصاد الأخضر، وتعزيز دور المرأة، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الابتكار، وزيادة الاستثمارات ثنائية الاتجاه».

لائحة الشركاء

ووفقاً للمليحي، فإن بيانات «آي تي تريد» تتصدر السعودية لائحة شركاء الولايات المتحدة التجاريين بين الدول العربية، مبيناً أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تتجاوز قيمة صادراتها إلى الولايات المتحدة قيمة وارداتها، ويعود ذلك إلى صادرات النفط الخام، مشيراً إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حواره مع مجلة «أتلانتيك»، الأميركية أوضح أن إجمالي الاستثمارات السعودية في أميركا يقدّر بحوالي 800 مليار دولار.

 

اتهامات كردية - كردية بمنح تركيا ذرائع لحربها في شمال سوريا

القامشلي: كمال شيخو/الشرق الأوسط»»/15 تموز/2022

حمّل «المجلس الوطني الكردي» المعارض، «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا الكرديين، مسؤولية تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية في شمال سوريا، لتقديمهما شتى الذرائع بتنظيم تظاهرات شبه يومية في مناطق نفوذها ترفع رايات «حزب العمال الكردستاني» التركي وصور زعيمه الروحي عبد الله أوجلان. وفيما يؤكد رئيس المجلس سعود الملا أنهم يدركون حجم الأخطار التي تحيط بالقضية الكردية بما فيها التهديدات التركية، ومواصلة نضالهم السلمي ومضاعفة الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وللقضية الكردية، دعا نصر الدين إبراهيم، عضو الهيئة الرئاسية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد) إلى تشكيل مرجعية كردية عليا والوصول إلى تفاهمات أشمل بين السوريين على الصعيد الوطني تمهد للتسوية السياسية في البلاد. وقال «المجلس الكردي» في بيان نُشر على الموقع الرسمي الجمعة، إنه بالتزامن مع التهديدات التركية باجتياح مناطق جديدة شمال سوريا «يستمر (حزب الاتحاد) بتنظيم تظاهرات شبه يومية رافعة صورا وأعلاما لحزب العمال الكردستاني، وترديد شعارات تخوينية وتحريضية ضد الأحزاب الكردستانية، لتقديم شتى ذرائع التدخل من دون أن يستفيد من دروس الماضي». وتطرق البيان إلى تبني حزب الاتحاد سياسة الاستعداء مع جميع الأطراف الدولية بما فيها حكومات التحالف الدولي التي تقدم دعماً لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الجناح العسكري للإدارة الذاتية. وأضاف: «لا تزال إدارة هذا الحزب ماضية في ممارساتها الترهيبية بحق المواطنين، وتستهدف كل من يخالف آيديولوجيته سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات والقوى السياسية وفي مقدمتها المجلس وأحزابها السياسية».

وفي تصريح إلى «الشرق الأوسط»، دعا الملا الولايات المتحدة وروسيا إلى «العمل على وقف التهديدات التركية وتدخلها العسكري في المنطقة، وما سيخلف ذلك من تعقيدات إضافية للأزمة السورية ويزيد من معاناة السوريين وأبناء هذه المناطق بشكل خاص». ولم يخفِ حجم الأخطار التي تواجه القضية الكردية في سوريا مع تجاذب القوى الدولية واستمرار الحرب المشتعلة منذ 11 عاماً، وشدد على «أننا ماضون في مواصلة نضالنا السلمي ومضاعفة الجهود الدبلوماسية عبر التواصل مع الدول والجهات المؤثرة في الملف السوري، لتخفيف هذه الأخطار وإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وللقضية الكردية».

أُسس «المجلس الكردي» نهاية 2011 ويضم في صفوفه طيفاً من أحزاب سياسية وتيارات مدنية، إضافة إلى شخصيات أكاديمية ووجهاء وشخصيات مجتمعية. وحمل في بيانات ومناسبات عديدة تدهور التوتر بين الأحزاب الكردية على عاتق «حزب الاتحاد» الذي يدير المناطق الكردية شرق الفرات ويقود «الإدارة الذاتية». ويشغل السياسي الكردي سعود الملا رئيس الأمانة العامة للمجلس وهي أعلى هيئة قيادية. وتابع الملا حديثه ليقول: «لم يعد خافياً أن سلطة الأمر الواقع فشلت من خلال تفردها واحتكارها للسلطة في إيجاد الحلول لمعالجة أبسط المشاكل الحياتية، وعجزها عن توفير فرص عمل لكل الناس بعيدة عن الاستغلال السياسي والآيديولوجي»، في إشارة إلى الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد. وعن الأزمات المعيشية الخانقة التي تعصف بمناطق الإدارة الذاتية الغنية بموارد النفط والطاقة والزراعة والثروة الحيوانية وارتفاع الأسعار، يرى الملا أن سياسات حزب الاتحاد غير المسؤولة من خلال قطع مادة المازوت وارتفاع أسعارها، وبيع البذار بأسعار باهظة وعدم توفير الدعم للمزارعين «أدت إلى تدهور قطاع الزراعة الذي يعد مصدر العيش لآلاف العوائل، وبالتالي أثرت بشكل كبير على الأمن الغذائي واستقراره لأبناء المنطقة».

غير أن نصر الدين إبراهيم، سكرتير «الحزب الديمقراطي الكردي» وعضو الهيئة الرئاسية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، يرى أن هدف التهديدات التركية ضرب مشروع الإدارة الذاتية والمكاسب التي حققتها شعوب شمال شرقي سوريا، «وذلك لضمان عدم حصول الكرد على أي مكسب في مستقبل البلاد»، كما قال لـ«الشرق الأوسط». وكشف وجود اتصالات دبلوماسية مع كل القوى الفاعلة في الملف السوري، «على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وحكومات التحالف الدولي والاتحاد الروسي لردع تركيا، هناك رفض غربي وأوروبي ورفض عربي، خصوصاً مصر، لهذه التهديدات». ودعا إلى استئناف الحوارات الداخلية بين السوريين، لا سيما الحوار الداخلي بين الأحزاب الكردية، وقال: «للوصول إلى مرجعية عليا تمثل إرادة الشعب الكردي بسوريا، إلى جانب تفعيل الحوار السوري - السوري بشكل عام، للوصول إلى تفاهمات أشمل على المستوى الوطني تمهد للتسوية السياسية في البلاد».

وتعثرت المحادثات الكردية بين قطبي الحركة السياسية «المجلس الكردي» و«أحزاب الوحدة الوطنية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وكان قادة الأطراف المشاركون في تلك اللقاءات قد انتقلوا آنذاك إلى المرحلة الثانية الأشد تعقيداً في التفاهمات الجارية؛ لبحث «سلة الحماية والدفاع والقوات العسكرية» و«سلة الشراكة بالإدارة الذاتية»، رغم الجهود والمساعي الأميركية لاستئنافها. وأكد نصر الدين إبراهيم في ختام حديثه، أن الحلول السياسية للأزمة السورية لن تتقدم دون مشاركة فعلية من جميع القوى السورية، «على رأسها (مجلس سوريا الديمقراطية) الذي يسعى لتحقيق تطلعات الشعب في سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، وستقطع الحلول السياسية الطريق أمام الأطماع التركية التي باتت تحتل أجزاءً واسعة من الشمال السوري».

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

خلفيات انقلاب نصرالله على المفاوض اللبناني في ملف "حدود الغاز"

فارس خشّان/الحرة/15 تموز/2022

https://eliasbejjaninews.com/archives/110218/%d9%81%d8%a7%d8%b1%d8%b3-%d8%ae%d8%b4%d9%91%d8%a7%d9%86-%d8%ae%d9%84%d9%81%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%86%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%a8-%d9%86%d8%b5%d8%b1%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7/

قد تكون الكلمة التلفزيونية التي ألقاها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، مساء يوم الأربعاء الماضي، أهم ما قاله الرجل، منذ مايو 2008، حين أعطى أوامره بشنّ غزوة عسكرية ضد أركان الحكومة اللبنانية، في ذاك الحين. أهميّة كلمته الأخيرة تكمن، تحديداً، في الخلفية التي تمّ بناء المواقف على أساسها، إذ أقرّ هذه المرة بأنّه يريد فعلاً أن يفرض نفسه مرشداً أعلى للجمهورية اللبنانية، مستنسخاً، بذلك نموذج سيّده السياسي والعقائدي والديني علي خامنئي الذي يتولّى منصب "المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران". ولم يحد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عن جادة فهم هذه الخلفية، حين طلب من نصرالله، في تعليق على كلمته "أن يحدّد لنا ما هو المسموح وما هو الممنوع، وذلك أفضل من أن نضيّع وقتنا في التخمين". قبل ذلك، لم يكن خافياً على أحد أنّ نصرالله يسعى، بكل الوسائل السلمية والعنفية المتوافرة لدى "حزب الله"، إلى فرض إرادته على الدولة اللبنانية، لكنّه في كلمته الأخيرة أخرج الأمور من دائرة التخمين ووضعها في خانة المؤكّد.

عملياً، أقام نصرالله، مساء الأربعاء الماضي، مأتماً للدولة اللبنانية وسلطاتها، وأبلغ مراكز القرار الدولي والإقليمي، في لحظة مهمّة لمنطقة الشرق الأوسط، بأنّ شاغلي المناصب الدستورية ليسوا سوى دمى في مسرحه هو. في "مراسم الدفن" أفهم نصرالله الداخل والخارج أنّ السلطة اللبنانية يمكنها أن تتعهّد بما تشاء ولكن هو، في المقابل، لا يلتزم بكلامها ويُمكنه، حين يرى ذلك ملائماً، أن يفعل ما يشاء.

وقال: "سمعت أن بعض المسؤولين (رئيس الحكومة ووزير الخارجية نجيب ميقاتي وعبد الله بوحبيب، في بيان مشترك أصدراه في الرابع من يوليو الجاري) قالوا إنّ هذا العمل (إرسال مسيّرات تابعة لـ"حزب الله" الى حقل "كاريش" الغازي) حصل خارج الاتفاق، أي اتفاق؟ من أجرى اتفاقاً ‏مع من؟ إذا كان أحد أجرى اتفاقاً دون علمنا فهذا شأنه، لكن نحن في المقاومة لم نتفق مع أحد ولم نعد أحداً ‏بأننا لن نقدم على أي خطوة وأننا ننتظر المفاوضات أبداً، ومن يقل للأميركيين أو لأحد في العالم، ويعدهم ‏بأن المقاومة لن تفعل شيئاً ولن تقدم على أي خطوة، لا في السابق ولا حالياً ولا في المستقبل، فإنما هو يخدعهم ‏ويخدع نفسه".

أضاف: "من حقنا أن ‏نُقدِم على أيّ خطوة في أيّ وقت نراه مناسبا وبالحجم المناسب وبالشكل المناسب والضغط على ‏العدو لمصلحة المفاوضات والمفاوض اللبناني".

أكثر من ذلك، فإنّ نصرالله لم يتح للمسؤولين اللبنانيين، عندما يريدون البحث في أيّ مسألة سيادية مع دول القرار، سوى أن يُبلغوهم بأنّهم أعجز من أن يمونوا على "حزب الله"، وأفهمهم، في كلمته: "عندما تجلسون مع الأميركان، الأوروبيين، و‏الأمم المتحدة وكل العالم، اشتمونا، ولكن لا تتبرّؤوا منّا طبعاً، وقولوا لهم هؤلاء ‏جماعة لا ينصتون لأحد، وخارجون عن السيطرة، ولا نعرف بأيّ حائط يدخلون المنطقة ".

وهذا يعني أنّ على المسؤولين اللبنانيين، عندما يتفاوضون مع مراكز القرار حول أيّ مسألة تُعنى بلبنان، أن يفعلوا ذلك، بصفتهم موفدي "حزب الله" لا أكثر ولا أقل.

بطبيعة الحال، إنّ الآلة الدعائية التي يستند إليها "حزب الله" تُحاول أن تُخفّف من الأبعاد الخطرة لكلام نصرالله، بالإشارة الى أنّه يهدف الى إيجاد إطار من شأنه تقوية الدولة اللبنانية، بوضع استراتيجية "تبادل الأدوار"، فالمسؤولون يرفعون عنهم حرج المواجهة مع مراكز القرار، ليلقوا أعباءها على "حزب الله".

وهذا المنطق يصح لو كانت الدولة التي تفاوض وسيطاً بين طرفين، كحال ألمانيا حين لعبت دور الوسيط لتبادل الأسرى بين إسرائيل من جهة و"حزب الله" من جهة أخرى، ولكنّه يسقط حين تكون المسألة التي يتم التفاوض عليها متّصلة بسيادة دولة تزعم في تعاطيها مع المجتمع الدولي أنّها مستقلّة وسيّدة وتستند الى شرعية الدستور والسلطات والمؤسسات المنبثقة عنه.

إنّ نصرالله، عن سابق إصرار وتصميم، وجّه الى السلطات الدستورية اللبنانية الضربة القاضية، وألحق، إلّا إذا بُذلت جهود جبّارة، أضراراً كبيرة بمسار ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وتالياً بإمكان استخراج النفط في حال تواجد فيها.

إنّ الوسيط الأميركي آموس هوكستاين أخذ علماً أنّه إذا أراد الاستمرار في مهمّته، بات يحتاج إلى موافقة "حزب الله" على أيّ تعهّد يتلقاه من السلطات الدستورية اللبنانية، لأنّ هؤلاء ليسوا أصحاب "الحل والربط"، كما أنّ إسرائيل، في إطار تشدّدها المعهود في ملف ترسيم الحدود البحرية، سوف تجد في تصعيد "حزب الله" واستدعائها الى مفاوضات "تحت النّار"، المبرّر للتفلّت من أيّ تعهدات.

وإذا كان الرهان على أنّ العالم، في هذه المرحلة، يفتّش عن مصادر بديلة للغاز الروسي، بأيّ ثمن، يفوت نصرالله أنّ إيران تحتضن ثاني أكبر مخزون عالمي من الغاز الطبيعي، ومع ذلك، فإنّ تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، لم تجعل الولايات المتحدة الأميركية توافق على شروط سبق أن رفضتها، قبل هذا الغزو، لإحياء "الاتفاق النووي".

وإذا كان نصرالله يُهدّد بأن يعتمد ضدّ آبار الغاز الإسرائيلية السيناريو الذي اعتمده "حوثيو" اليمن ضدّ آبار النفط في المملكة العربية السعودية، فإنّ ذلك سوف يجرّ عليه ويلات إقليمية ودولية، أكبر بكثير من تلك التي سقطت على حلفائه اليمنيين الذين كانوا قبل ذلك يمنون أنفسهم بأنّ الضغط الأميركي على التحالف العربي سوف يعينهم على إسقاط مأرب الإستراتيجية، بعدما أحكموا حصارها.

ولو كانت إسرائيل تخشى "حزب الله" إلى المستوى الذي يسوّقه نصرالله، لما كانت أصلاً قد أقدمت على أيّ خطوة استثمارية في أيّ حقل غازي يلامس المياه الإقليمية اللبنانية، لأنّها هي الأدرى بما يملكه حزبه من قوة وبما يعتمده من تكتيكات، وليس من قبيل التسلية أنّها أجرت في قبرص والبحر الأحمر، قبل وصول منصة استخراج النفط الى حقل "كاريش"، أكبر مناورة عسكرية حاكت حرباً مع "حزب الله" ومع إيران في آن.

إنّ الأمين العام لـ"حزب الله" يُسقط منطق الدولة ليُعلي منطق القوة، وهو، من أجل ذلك، يستغلّ تفسيراً خاطئاً لأحداث الماضي.

في كلمته الأخيرة، اعتبر، مثلاً، أنّ "حزب الله" أسقط مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي أعلنت، في العام 2006، وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس "أنّنا نشهد مخاض ولادته".

ويبدو أنّ نصرالله يُصدّق نفسه، وهو ينطق بهذا الكلام، متجاهلاً أن الشرق الأوسط أصبح، بالفعل، جديداً، بدءاً باتفاقيات إبراهيم، مروراً بالقمم الإقليمية التي تجمع خصوم الأمس، وصولاً الى التنسيق العسكري والأمني والمخابراتي والتكنولوجي والسياحي والاقتصادي والاستثماري بين أغنى دول الشرق الأوسط.

إنّ الشرق الأوسط الذي كما كان في العام 2006، لم يعد بأيّ وجه من الوجوه هو نفسه. لقد أصبح، بكل المعايير، شرقاً أوسط جديداً، حيث "يتمرمغ" زاعمو إسقاطه في بؤر الفقر والعزلة والاضطراب والهجرة والجوع، كما هي عليه، مثلاً، أحوال لبنان وسوريا وإيران.

ومن الأمثلة أيضاً على توهّم القوة الذي يعتمده نصرالله، اقتناعه بأنّ الوسيط الأميركي آموس هوكستاين، زار لبنان، في منتصف يونيو الماضي، خوفاً من حزبه.

ولكنّ نصرالله الذي يُمضي غالبية نهاراته ولياليه مع "أمثاله" و"مساعديه" و"مرآته"، يتجاهل أنّ كبار المسؤولين اللبنانيين وجّهوا إلى الوسيط الأميركي دعوة ملحّة للعودة سريعاً إلى لبنان، بعدما دفعهم وصول منصّة استخراج النفط إلى حقل "كاريش" الغازي، إلى الاتفاق على وضع ردّ موحّد على الطرح الذي كان قد سبق أن قدّمه لهم.

ويستطيع نصرالله، إغناءً لمعلوماته، أن يستنجد بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي أعلن، وبوضوح، أنّ لبنان ضيّع وقتاً ثميناً بعدم بلورة ردّ موحّد على طرح هوكستاين، ولكنّه صحّح الخطأ بوضع التصوّر الأخير.

ويعرف كثيرون في لبنان أنّ توجيه "حزب الله" لمسيّراته نحو حقل "كاريش" هو الذي عرقل المساعي التي بذلها هوكستاين، إذ كان قبل أن يُقدم "حزب الله" على فعلته هذه قد نال جواباً إيجابياً من إسرائيل عن إمكان إحياء المفاوضات الحدودية على أساس الجواب اللبناني.

إنّ للبنان تجربة سيادية مهمّة مع "حزب الله" تتكرّر، حالياً.

في العام 2000، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، بقي ملف مزارع شبعا عالقاً، لتبرير إبقاء سلاح "حزب الله".

وقد عرقل النظام السوري، بالتفاهم مع "حزب الله" المفاوضات التي كانت تتولّاها الأمم المتّحدة، من خلال امتناعه، عن تقديم الوثائق التي تُثبت أو تنفي "لبنانية" مزارع شبعا.

وقال "حزب الله" عن قدرة قوّته التحريرية البرّية ما يقوله، راهناً، عن قوّته التحريرية البحرية.

ورفضت إسرائيل أن تتنازل عن هذه المزارع معتبرة أنّ "حزب الله"، سوف يجد، حتى لو فعلت ذلك، حججاً جديدة ليبقى في صراع هو مجرّد "عسكري" فيه.

ومع توالي السنوات، نسي "حزب الله" وعد تحرير مزارع شبعا، لا بل إنّه في حرب العام 2006 لم تبق هذه المزارع تحت سلطة إسرائيل فحسب، بل خسر لبنان الجزء العائد له من بلدة "الغجر" الحدودية، أيضاً.

وحالياً، يُجدّد نصرالله اللعبة نفسها، بما يختص بالحدود البحرية، بحيث يريد تحويلها إلى مزارع شبعا جديدة.

وثمّة قوى لبنانية وغربية تعرب عن اعتقادها بأنّ "حزب الله" لا يريد أن يسمح للبنان باستخراج الغاز من مياهه الإقليمية المحاذية للمياه الإقليمية الإسرائيلية، لأنّ ذلك يفرض واقعاً جديداً، بضمانات إقليمية ودولية، من شأنه أن يُسقط المنطق المبرّر لاستمرار تسلّح "حزب الله".

و"حزب الله" لا يستطيع التخلّي عن سلاحه، لأسباب خاصة بطموحاته اللبنانية، ولأسباب متصلة بوظيفته الإقليمية التي توفّر له من إيران "الميزانية والأكل واللبس".

ولو كان قلب "حزب الله" على غاز لبنان، لما له من تأثيرات إيجابية على الشعب الذي يعاني من أسوأ كارثة في تاريخه، لكان، وهو الحليف الوجودي للنظام السوري، قد أثار مسألة النزاع "الممنوع نقاشه" مع سوريا على ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

ولا يُلام نصرالله كثيراً، فـ"الملك الداشر يعلّم الناس الحرام" على ما يقول المثل اللبناني، ففيما هو يُسقط الدولة اللبنانية في حفرة الفناء، يخوض رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة "حرباً إعلامية" على حصص في سلطة حوّلها "حزب الله" إلى... مهزلة!

 

مناوشات وتحليلات "وربّ ربكم ما بيعرف وين صاروا"50 ألف "لابتوب" في دائرة الألغاز: وصلت... لم تصل

نوال نصر/نداء الوطن/15 تموز/2022

في عزّ تموز 2022، عاد الكلام عن وعدٍ قُطع في أيلول 2021، بتقديم هبة عينية من خمسين ألف جهاز كومبيوتر محمول توزّع مجاناً على التلاميذ في المدارس الكاثوليكية في لبنان. وعدُ يستمرّ وعداً. هو أمرٌ قد يكون عادياً في بلدٍ مثل لبنان ننام فيه على وعد ونستيقط فيه على «كمون»، لكن حين يُصبح الموضوع أشبه بلغزٍ يُحيّر «أهل البلد» من ناشطين وغير ناشطين، فعندها مطلوب السؤال: أين «اللابتوبات» يا سادة؟ عادت واشتدّت «المناوشات الكلامية»، حول مصير «اللابتوبات» المنتظرة، وهذه المرة من البترون. نشطاء المنطقة في حال أشبه بخليط من مشاعر الغضب والإستهجان والقلق من أن تكون جهة ما، تنتمي الى مرجعية ما، قد «شفطت» الهبة! أجهزة الكومبيوتر الموعودة هي لطلاب المدارس الكاثوليكية في كل لبنان، لكن البترون اعتبرت نفسها «أم الصبي» في تلك الهبة كون عراب الملف، وصلة الوصل بين المانحين في أستراليا- سيدني ومدارس لبنان الكاثوليكية، هو ابن تنورين وراعي أبرشية سيدني المارونية المطران أنطوان- شربل طربيه. هكذا بدأت القصة قبل عام. وها هي تشتدّ توتراً اليوم بعدما سأل أحد نشطاء البترون بحنقٍ: أين اللابتوبات؟ فردّ آخر: «رب ربك ما بيعرف وين صاروا». وبدأت اللهجة تقسو مترافقة مع إتهامات واحتمالات: «إما لم تصل إلى لبنان وهذا احتمال ضعيف. وإما جاءت. غطّت وطارت على الطريق وهذا احتمال». ليس بسيطاً توجيه الإتهامات يمنة ويسرة كما غير بسيط القول: ما بالكم بتلك «اللابتوبات» ما دام البلد كله ضائع و»الداخل إليه مفقود والخارج مولود؟» من حقّ طلاب المدارس الكاثوليكية أقله معرفة مصير ما توقعوه وانتظروه.

فلنفتح معهم الملف علّنا نجد جواباً لأسئلتهم الكثيرة. أربعة مراجع قد يكون- ونكرر قد يكون- الجواب لديها: مطران سيدني المحبوب والطيّب والآدمي أنطوان- شربل طربيه. أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر. رئيس هيئة الطوارئ الشعبية في منطقة البترون المحامي حنا بيطار. والمستشار التربوي في اتحاد ولجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة نعمة نعمة.

المحامي بيطار هو من نقل الى الأهالي النيّة بمنح 5000 لابتوب على الأقل الى طلاب البترون. ممتاز. أين أصبحت؟ يجيب «لم أكن أعرف سيادة المطران من قبل لكن اتصلت به يوم اتى الى لبنان في العام الماضي والتقيته مع المونسنيور سمير الحايك وقلت له بالحرف: اولاد البترون اولادك وهم بأمس الحاجة للإستفادة من المنحة. فأجابني: أريد منكم الرقم التقريبي لعدد طلاب المدارس الرسمية في البترون الذين هم بحاجة وأنا مسافر غداً. كلفنا بعض الأصدقاء تحديد الرقم التقريبي لذلك. ومرّت الأيام. بعدها اتصل بي المطران وقال لي: القصة تأخذ مداً وجزراً ولم نستطع حتى الآن إرسال اللابتوبات الى الأمانة العامة. سألته: لماذا؟ أجابني: نتكلم لاحقاً. فلم أسمح لنفسي في متابعة الموضوع. لم أخبر احداً كي لا أفتح باب الجدال. واعتبرت أن دوري انتهى هنا. رئيس هيئة الطوارئ الشعبية في منطقة البترون يصرّ على التكرار «كم هو المطران طربيه خلوق ونبيل وآدمي» ويقول «بتقديري هو سعى لتصل الهبة الى طلاب المدارس الكاثوليكية لكن، قد يكون حصل سوء تفاهم بينه وبين الأمانة العامة حال دون ذلك». على ما يبدو، لا شيء مؤكد. نعود لنسمع كثيراً من «المناوشات» بين الناشطين حول مصير الهبة. وهناك من ينقل عن الدكتور نبيل حكيّم قوله: «كنت في نفس الطائرة التي تقل سيدنا طربيه فسألته عن الموضوع أجابني: لم نرسل اللابتوبات حتى اللحظة الى لبنان». نفهم من كلام طبيب التجميل أن الهبة لا تزال عند المصدر. فلنتأكد أكثر علنا نحسم الجدال بين الناشطين وأولياء الطلاب في البترون حول الهبة المنتظرة منذ عام.

لم ينس أحد المؤتمر الصحافي الذي عقده المركز الكاثوليكي للإعلام في تموز 2021 ليعلن: «أنه بمبادرة من أبرشية مار مارون في أستراليا تم إطلاق مشروع تقديم هبة عينية من خمسين ألف جهاز كومبيوتر محمول لتوزع مجاناً على الطلاب في المدارس الكاثوليكية في لبنان بهدف تأمين التسهيلات اللازمة لهم لمتابعة التحصيل العلمي عن بعد». والسؤال، هل الموضوع مثل كمون بلادنا... على الوعد؟

المستشار التربوي في اتحاد ولجان الأهل وأولياء الأمور في المدارس الخاصة نعمة نعمة قد يملك جواباً أو معلومة؟ فلنسأله عن الموضوع - اللغز. هو لا يعرف - أو لم يكن يعرف أيضا - شيئا. ويقول: «حاولنا أن نستقصي عن الموضوع فسمعنا أن الأب يوسف نصر قال أن قسماً من اللابتوبات قد وصل ويوزع على المدارس وقسم آخر سيصل. لكن، ليس لدينا أي دليل أو آلية تحدد صحة ما حصل. وصلت؟ طلعت؟ وزعت؟ لم نعرف شيئاً ولا أحد يعطينا معلومة. ولا نعرف من سيوزع اللابتوبات: الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية أو وزارة التربية أو وزارة الشؤون الإجتماعية أو كاريتاس؟ في كل حال، لا نعرف كل المساعدات التي تصل الى المدارس أين تذهب. الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية يفترض أن يكون لديها جواب. ناشطو وفاعليات البترون حاولوا مراجعتها ولم يحصلوا على جواب شاف. فهل يمكن لأمينها العام الأب يوسف نصر حسم الموضوع؟ يجيب: «إلتقيتُ المطران طربيه في حزيران الماضي وأخبرني أنه يفترض أن تصل الهبة قريباً. وأستطيع أن أحسم عبر «نداء الوطن» أنه لم تصلنا أي حبة من أجهزة الكومبيوتر المحمول حتى الآن. ولا واحد. والسبب قد يكون إقفال الحدود الذي فرضته جائحة كورونا». لكن، لماذا لم يصدر أي بيان يشرح ذلك ويحسم الأمر بالنسبة الى من يحلل فيه؟ يجيب «أنا مع أن تتواصل الفاعليات التي تسأل مع أستراليا. نحن أخبرنا المطران طربيه أن الأجهزة ستصل، إبتداء من أيلول المقبل، على دفعات. أول دفعة ستتشكل من 2000 جهاز، على أمل أن تتوالى الدفعات وتصل الهبة كاملة. ويستطرد: اللابتوبات ستكون من نصيب كل شرائح المجتمع، ونحن نعدّ دراسة في الأمانة العامة حول من يستحقون الحصول عليها لأن الكمية لا يمكن أن تغطي الجميع. هناك خمسون ألف لابتوب يفترض أن تصل. ونحن ننوي أن نبدأ في توزيعها على المدارس في الأطراف وعلى الطلاب الأكثر حاجة بناء على دراسة نعدها. ولن توزّع عشوائياً بل وفق معايير». هل حُددت حصص الأقضية مثلا؟ يجيب «لن توزع في البداية على الأقضية بل، كما قلت، على الأطراف، ويمكن أن تعطى المدارس الكاثوليكية في البقاع والشمال أكثر من سواها لأنها أكثر حاجة».

يتكلم الأب نصر وكأن لا مشكلة في الموضوع، وكأن لا «مناوشات» كلامية في الأقضية ولا كمية من التحليلات والإستنتاجات وبالتالي، ما دام الأمر يسير بشكله الطبيعي فلماذا لا يصدر بياناً يحدد أسباب التأخير ويقول: ستصل اللابتوبات على دفعات إبتداء من أيلول؟ يجيب: «لا بُدّ أن يعرض الموضوع لاحقاً من خلال مؤتمر صحافي حين ننتهي من إعداد الدراسات والمعايير». لكن، هل يجوز أن تكون الدراسات لم تنته بعد على الرغم من كل التأخير الحاصل؟ يجيب الأب نصر: «أنجزنا الدراسات على مئة مدرسة من أصل 320 مدرسة كاثوليكية تضم 185 ألف تلميذ».

المطران طربيه أتى هذا الصيف الى لبنان وغادر. هو الآن في سيدني. فهل يمكن أن نعرف منه مباشرة عن لغز البحث الطويل عن اللابتوبات في لبنان؟ جواب سيدنا الوحيد والمباشر والقصير: «ستصل قريباً. تأخر الأمر لكنها ستصل لاحقاً على دفعات. وما يهمنا من كل الموضوع هم التلاميذ».

لا يريد سيدنا الإسهاب في الكلام كي لا يأخذ منحى آخر. «يا دارة دوري فينا ضلي دوري فينا». وكأن أغنية فيروز هذه تصلح لتُغنى في الموضوع لأكثر من سببٍ وسبب. فالهبة تأخرت كثيراً في الوصول. لا بيان واضحاً معلناً يشرح سبب تأخيرها. الفاعليات ضائعة. التحليلات كثيرة والأجوبة التي حصلنا عليها اليوم من مصدرين: المطران طربيه والأب نصر وحدها قد تشفي بعض غليل من يسألون. لكن، يحتاج الأمر، نكرر، الى إعلان رسمي من أجل قطع دابر الإتهامات.

لم تصل اللابتوبات المقدمة كهبة من أستراليا الى طلاب المدارس الكاثوليكية في لبنان. قيل هذه هي الحقيقة. ستصل دفعتها الأولى في أيلول المقبل؟ هذا ما وعد به المطران طربيه والأب نصر. نصدق. نريد أن نصدق. ننتظر.

 

لبنان: ميقاتي على موقفه وتحريك الملف الحكومي في مرمى عون

محمد شقير/الشرق الأوسط»"/15 تموز/2022

لن يمر الخطأ الذي ارتكبه رئيس الجمهورية ميشال عون بعدم تحديد موعد للرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي للقائه في بعبدا لمواصلة التشاور في عملية تأليفها مرور الكرام ما لم يبادر إلى دعوته إلى القصر الجمهوري لاستئناف المشاورات، خصوصاً أنه لم يسجّل في تاريخ العلاقات بين رئاستي الجمهورية والحكومة امتناع أحدهما عن لقاء الآخر لأن للمواقع الرئاسية كرامتها. فالرئيس ميقاتي قال كلمته في البيان الذي صدر عن مكتبه الإعلامي من دون أن يقفل الأبواب في وجه ضرورة التواصل مع رئيس الجمهورية وهو ينتظر مدى تجاوب عون، في حين نأى بنفسه عن التدخّل لوضع النقاط على الحروف حيال خريطة الطريق التي رسمها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بعد أن خاطب الداخل والخارج بمواقف نارية أراد أن يقول من خلالها «الأمر لي ونقطة على السطر»، رغم أن لبنان يستعد لمعاودة المفاوضات بوساطة أميركية تحت إشراف الأمم المتحدة.

والأمر نفسه ينسحب على صمت عون حيال الشروط التي وضعها رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والتي يتوخى منها تعطيل مشاورات التأليف برمي المسؤولية الكاملة على ميقاتي بذريعة أنه ليس في وارد التعاون لتشكيل الحكومة بغية الإبقاء على حكومة تصريف الأعمال.

وكان يُفترض برئيس الجمهورية أن يقول كلمته لقطع الطريق على محاولات تعطيل تشكيل الحكومة من قبل باسيل بدلاً من أن يطلق يد وريثه السياسي باسيل بالنيابة عنه. كما كان يُفترض بعون، وقبل أن يتصرف نصر الله وكأنه المفاوض الأوحد وبشروطه في ملف ترسيم الحدود البحرية، أن يتدخل لتحديد موقفه من البيان الذي أذاعه وزير الخارجية عبد الله بو حبيب بعد اجتماعه بميقاتي وأورد فيه بأن إطلاق المسيّرات جاء خارج إطار مسؤوليات الدولة والسياق الدبلوماسي، خصوصاً أن المفاوضات الجارية بلغت مرحلة متقدمة، إضافة إلى ما صدر عن نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بو صعب معتبراً أن إطلاقها في غير أوانه.فرئيس الجمهورية بصمته يخلي الساحة لنصر الله بدلاً من أن يتبنى الموقفين، الأول الذي صدر عن ميقاتي وبو حبيب والآخر عن بو صعب، إلا إذا أراد أن يقول بأنهما يغردان خارج سرب رئاسة الجمهورية رغم أنهما محسوبان عليه، مع أن نصر الله بموقفه أراد أن يتقدم على موقف الدولة بخلاف قوله سابقاً بأنه يقف خلفها في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية.

وهذا ما دفع مصدراً دبلوماسياً أوروبياً إلى السؤال عن الأسباب الكامنة وراء صمت عون وكأنه أودع صلاحياته في عهدة نصر الله ليتصرف بالنيابة عنه في مفاوضات ترسيم الحدود بالتلازم مع تصرف باسيل وكأنه وحده صاحب القرار في عملية تأليف الحكومة. وسأل المصدر نفسه، إذا كان رئيس الجمهورية يحصر اهتمامه برعاية الهجمات التي تستهدف موقع رئاسة مجلس الوزراء وصلاحيات الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وما يترتب عليها من تداعيات سلبية ترفع منسوب التأزم السياسي في البلد وصولاً إلى استنفار العصبيات لإقحام البلد في فتنة طائفية.

ويُفهم من كلام المصدر الدبلوماسي، أن المواقف التي صدرت وتوزّعت بين نصر الله وباسيل أساءت لسمعة لبنان في الخارج، خصوصاً بغياب رئيس الجمهورية الذي يحصر اهتمامه بتصفية حساباته مع ميقاتي لأنه يرفض التناغم وشروطه للإفراج عن الحكومة التي يراد منها بأن تأتي على قياس باسيل.

كما يُفهم من كلامه أيضاً أن البلد بات محكوماً بأكثر من رئيس للجمهورية، في إشارة إلى أن نصر الله يتصرف وكأنه الرئيس المعني بمفاوضات ترسيم الحدود، محمّلاً الدولة تبعات مواقفه على الصعيدين المحلي والخارجي، وفي إشارة إلى باسيل الذي يضغط بموافقة ضمنية من عون ليكون الشريك البديل عنه في التفاوض مع ميقاتي في تأليف الحكومة من جهة ثانية. وفي المقابل، يبدو أن ميقاتي ليس في وارد الدخول في سجال مع عون وباسيل لأنه يرفض، كما يقول مصدر وزاري لـ«الشرق الأوسط»، بأن يقدّم هدية سياسية مجانية للأخير ليمعن في تطييفه عملية تشكيل الحكومة لجرّ البلد إلى مزيد من التأزم بذريعة أن ميقاتي لا يريد تأليفها ليجمع بين رئاسته للحكومة ورئاسته للجمهورية في حال انسداد الأفق أمام انتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية. لذلك فإن رفض ميقاتي، كما يقول المصدر الوزاري، بفتح معركة جانبية مع باسيل لا يعني بأن إصراره في الإبقاء على أبواب التفاوض مفتوحة مع عون سيقوده إلى التسليم بشروطه أو بموافقته على أن يكون باسيل الشريك الثالث في تأليف الحكومة. فالرئيس المكلف باقٍ على موقفه ويخطئ من يعتقد بأنه لن يصمد إلى ما لا نهاية، وهذا ما أكد عليه في البيان الذي رمى كرة التعطيل في مرمى رئيس الجمهورية الذي يصرّ على استحضار نفس السيناريو الذي اتبعه مع زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، وكان وراء اعتذاره لعله يدفع بميقاتي للاعتذار عن تشكيل الحكومة وإن كان يدرك سلفاً بأن حساباته ليست في محلها وتلقى معارضة داخلية ودولية.

 

تضخيم الحزب للذرائع اللبنانية...

وليد شقير/نداء الوطن/15 تموز/2022

سبق لـ»حزب الله» أن شبّه المعركة في الانتخابات النيابية، بحرب تموز أخرى، من أجل استنهاض جمهوره والحؤول دون استرخائه، سواء بالاطمئنان إلى التحالف المتين للثنائي الشيعي، أو بالامتناع عن التصويت جرّاء الضيقة المالية والحياتية التي تحول دون انتقال الناخبين إلى أقلام الاقتراع. مواجهة «حرب تموز الانتخابية» كانت أهم من تلك الضيقة، بحسب أدبيات الحزب. اليوم يشبّه الحزب ما يحيط بالتفاوض على ترسيم الحدود البحرية بالذهاب إلى حرب أخرى، يضعها الأمين العام للحزب في مصاف مواجهة النسخة الجديدة لـ»الشرق الأوسط الجديد» الذي يعتقد أن الرئيس الأميركي جو بايدن جاء بها إلى المنطقة، وصولاً إلى القول إن الحرب «أشرف» للبنانيين من البقاء على حال الفقر والعوز، بسبب عدم استخراج النفط والغاز من البحر. اختلطت في خطاب السيد أمس المبررات الإقليمية التي هي الأساس في التحضير لأي مواجهة عسكرية «جدية» مع إسرائيل، بالمرافعة اللبنانية، دفاعاً عن تلك الحرب، والمتعلقة بترسيم الحدود البحرية للبنان مع إسرائيل. وهو استرسل في افتعال الذرائع اللبنانية التي تسوغ للحزب الذهاب بالمسيّرات أو غيرها من الأسلحة إلى ما بعد بعد «كاريش». والمقصود ليس المدى الجغرافي هنا، بل حجم المواجهة الإقليمية، من إيران إلى سوريا، مروراً بالعراق واليمن.

اضطر نصرالله إلى تعظيم الأمور في بناء منطوق الحجج لتبرير الإقدام على أمر لأهداف تتعدى لبنان وتتجاوزه. ولذلك بدا متناقضاً. فإذا كان الكنز في البحر يستنقذ اللبنانيين من الجوع والفقر وأمام لبنان أقل من شهرين لتحقيق ذلك، فما هو هذا «السراب» كما سبق لأحد الدبلوماسيين الفرنسيين أن وصفه، الذي سينتشل البلد مما هو فيه، بينما نصرالله نفسه، بعد وعده اللبنانيين بمئات مليارات الدولارات من استخراج النفط والغاز، قال إن استخراجهما يحتاج إلى سنوات؟ هذا لا يقود إلا إلى الاستنتاج بأن التذرع بإفقار أميركا وإسرائيل اللبنانيين ليس سوى غطاء غير موفق من أجل استخدام قضية الحدود لإدخال الجبهة اللبنانية في مغامرة مدمرة للبلد في سياق المواجهة الأميركية الإيرانية. والأرجح أن مهلة الشهرين التي لوح بها نصرالله هي الأسابيع القليلة المعطاة من دول الغرب لطهران كي تحسم أمرها في شأن الاتفاق على النووي، في إطار الضغط على قيادتها كي تتخلى عن شروطها للقبول بالنسخة الجاهزة والمحدثة من الاتفاق.

مع نفيه أن تكون التهديدات التي أطلقها حرباً نفسية، فإن اعتبار وسيلة لبنان لتسريع الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية، هي أن يفتح «مشكلاً»، هي حرب نفسية على اللبنانيين، وتحضير نفسي لجمهور المقاومة من أجل التهيؤ للمآسي التي ستنجم عن اضطرار الحزب إلى خوض حرب جديدة تدرك قيادته أنها ستكون كارثية. وفي سياق هذه «الحرب النفسية» في الداخل اللبناني قد يكون على اللبنانيين ألا يتأففوا كثيراً لأن الفقر والعوز والتشرد هي حال بعض المناطق في مدن الولايات المتحدة الأميركية. وإذا كان نصرالله يريد من المسؤولين أن يمارسوا المناورة و»يستغلوا» المقاومة ليقولوا للأميركيين والأوروبيين إن «الجماعة ‏خارج السيطرة ولا ينصتون لأحد ولا نعرف أين يمكن أن يدخلوا المنطقة، بأي حائط ولذلك عالجوا موضوع الحدود». فما المصلحة في كشف تلك المناورة إذا كان القصد تمكين المفاوض اللبناني بأوراق قوة جرى إهدارها قبل استخدامها؟ فمن يناور لا يكشف مناورته مسبقاً بالتأكيد، إلا إذا كان قصده شيئا آخر، كما هي حال الحزب أمام جمهوره.

قد يكون على حليف الحزب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يحتج قبل غيره على مصادرة نصرالله مرة جديدة، بوضوح لا لبس فيه هذه المرة، صلاحياته بالتفاوض حول الترسيم، التي قاتل لانتزاعها، فإذا بالأخير يقبض عليها قافزاً فوق إعلانه منذ سنوات أنه يقف خلف موقف الدولة، في ترسيم الحدود. ورفضه معادلة قانا للبنان وكاريش لإسرائيل صفعة لحليفه جبران باسيل، لأن مسرح المقايضة أوسع وأكبر بكثير مما يطمح إليه الأخير ويتجاوز لبنان. أما نفيه حصول أي اتفاق على التفاوض مع إسرائيل الذي يستهدف بيان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، فيضع شريكه رئيس البرلمان نبيه بري الذي تولى الأمر لأكثر من 10 سنوات بالتنسيق معه، في موقف حرج، ويربك أولئك المسؤولين الذين سبق أن سألوا قيادته أكثر من مرة عن موقفها من جولات اللقاءات مع آيموس هوكشتاين، فكان الجواب تابعوا التفاوض ولا تتوقفوا عند بعض التصريحات. فأي مناورة على المفاوض اللبناني أن يتبنى؟

 

الرئيس العجوز

عماد موسى/نداء الوطن/15 تموز/2022

"إن الرئيس الأميركي العجوز هو صورة عن أميركا التي بدأت تدخل مرحلة الشيخوخة أو دخلتها". ما إن تلفّط سماحة المرشد الأعلى بهذه الجملة حتى تهاوت الأسهم في بورصة نيويورك للأوراق المالية، المعروفة قديماً باسم the big board،وسقط ما لا يقل عن 200 عميل بذبحات قلبية مفاجئة بأقل من ثلاث دقائق. مجزرة. وكما في بورصة نيويورك كذلك في الـ "ناسداك" الكائنة في محلة التايمز السكوير التي شهدت هبوطاً حاداً، في المقابل إنتعشت بورصة طهران بشكل لم تعرفه منذ العام 1967 وفتح محمود ودرز رئيس بورصة طهران قنينة شمبانيا "حلال" إحتفاء بسقوط الشيطان الأكبر وزفّ إلى موظفيه بدء التداول بأسهم مسيرات رعد إخوان. وبدأت الكنيسة الكاثوليكية في سكرانتون بنسلفانيا تبحث في إيفاد كاهن رفيع الشأن كي "يمشح" العجوز بايدن ويناوله البرشانة ويصلي على رأسه، كما بدت إيرلندا في حال وجوم لحظة سمعت من مصدر شديد الإطلاع والبأس الإلهي أن ابنها البار دخل بسن اليأس.

السيّد يتنمر على سنّ فخامة الرئيس جوزف بايدن المتقدّم في وقت لا يزال الدردبيس الأمريكي البالغ من العمر ثمانين حولاً يمارس ركوب الدراجات الهوائية بشكل دائم كشاب في العشرينات. يفضل بايدن دراجة "سانتا كروز" على درّاجة سانتا كلوز...الشيعي.

وينط الرئيس العجوز، منذ تسلّمه الرئاسة، من بلد إلى بلد، غير عابئ بمعوقات العمر ونصائح الأطباء. وإذا حصل فراغ رئاسي لسبب سيكون بايدن حاضراً مع حكومة كاملة المواصفات. ويجد الرئيس الأميركي العجوز وقتاً لمشاهدة مباريات نيويورك يانكيز في البيسبول وسائر بطولات كرة القدم الأميركية، وقد نراه في مباراة إستعراضية قريباً. لا يتلعثم الرئيس العجوز وهو يقرأ خطبه. لسانه يبرم في فمه كما يجب. سمعه جيد. يستطيع صعود الأدراج والنزول بثقة ولا يخشى التعثّر بالسجاجيد. يعرف ما يحصل حوله. يتكل على فريق عمل محترف ولا يصغي إلى صهره الدكتور هوارد كيرين في مسألة تشكيل الحكومات أو تعيينات الفئة الأولى. يستشير بايدن صهره كطبيب فقط. بايدن عجوز؟ كيف لو شاهد المرشد الأعلى العزيز هنري كيسنجر في كامل تألقه الذهني وهو في الـ99 لجزم أن زوال أمريكا مسألة أشهر. وماذا لو زاح نظره عن بايدن وحدّق في كمالا هاريس؟ بالفعل الله مكمّلها معها هي صورة اميركا اليوم التي تنقل العالم والعلم مئات السنين إلى الأمام لا إلى الوراء. أميركا عجوز؟ وماذا عن لبنان الداخل بقوة في سن اليأس؟

 

ماذا ينتظرنا في تشرين؟

طوني عيسى/الجمهورية/15 تموز/2022

يتصرف أركان اللعبة السياسية على أساس «الترقيع» حتى انتهاء عهد الرئيس ميشال عون. فالجميع أطفأ محركاته، ولاسيما الرئيس نجيب ميقاتي، المكلّف تشكيل الحكومة. وهكذا، سيكون لبنان أمام التحدّي في نهاية تشرين الأول: هل هي تسوية سياسية تسمح بمعالجة الأزمات المتفاقمة أم الدخول في مرحلة أكثر عمقاً من الإرباك والضياع؟ الهاجس الوحيد لدى أركان السلطة اليوم ليس تشكيل الحكومة، ولا إقرار صيغة للتعافي يقبل بها صندوق النقد الدولي، ولا حتى بلورة شخصية الرئيس المقبل للجمهورية. ومن دون أوهام، إنّه فقط «تقطيع الوقت»، انتظاراً لتسوية تفرضها القوى الخارجية عندما تنضج الظروف.

الفكرة التي تسيطر على قوى السلطة هي الإفادة من «مزايا» الانهيار الاقتصادي والمالي والنقدي لإغراء السياح عموماً، والمغتربين خصوصاً، لزيارة لبنان بأرخص ما يمكن، علماً أنّ منظومة المال في لبنان جهّزت نفسها للتحصيل بالدولار الطازج، لا بالليرة. وفي أي حال، يدرك المغتربون أنّ السلطة في لبنان، عبر تاريخه، لم تنظر إليهم يوماً إلّا من زاوية نفعية. فهي ليست مغرمة بهم، بل بدولاراتهم. في حساب السلطة التي تساوم العرب والأجانب للحصول على بضعة ملايين من الدولارات، أنّ موسم الاصطياف سيتكفل بجمع قرابة 3 مليارات دولار. وهذا المبلغ يستحق تنظيم الحملات الإعلانية غير المسبوقة لتشجيع الزائرين.

ضمن منهج الترقيع المتبع، هذا المبلغ يمكن أن يغطّي المرحلة حتى نهاية تشرين الأول، أي نهاية العهد، من دون حاجة ماسّة إلى مدّ الأيدي للعرب والأجانب، خصوصاً أنّ هؤلاء لهم شروطهم القاسية التي يمكن اختصارها بالإصلاح علناً، لكنها في الواقع شروط سياسية. وأساساً، في أفضل الأحوال، هؤلاء ليسوا مستعدين لتزويد لبنان سوى ببضع عشرات الملايين من الدولارات، وللقطاعات الإنسانية حصراً، ويتمّ تسليمها عبر هيئات غير حكومية.

إذاً، المليارات التي سيوفرها المغتربون وبعض السياح خلال هذا الصيف هي بالضبط ما تحتاج إليه قوى السلطة للاستمرار وتجنّب انفجار اجتماعي يربكها، في مرحلة الوقت الضائع، خصوصاً أنّ الورقة الوحيدة التي تلعبها، أي استنزاف احتياط المصرف المركزي، قاربت استنفاد صلاحيتها، وبدأ الحديث همساً عن بدائل حساسة أو خطرة، كالتصرّف بما أمكن من احتياطي الذهب أو موارد الدولة وممتلكاتها. لقد نجح فريق السلطة في إمرار المراحل الصعبة منذ 17 تشرين الأول 2019، ونسف كل محاولات إسقاطه تحت وطأة الضغط الاقتصادي والاجتماعي. وهو اليوم يستعد ليكون الأقوى في المرحلة الجديدة، مراهناً على أنّ التسويات السياسية الخارجية ستأتي ولو تأخّرت، وستكرّس حضوره. ومع التسويات السياسية سيأتي الانفراج مالياً واقتصادياً. قراءة بعض قوى السلطة هي أنّ الأزمة المالية لم تكن لتنفجر في العام 2019 لو لم يكن هذا الانفجار مقصوداً ضمن الحصار الدولي على لبنان، لدفعه إلى خيارات سياسية معينة، وللضغط على «حزب الله» وحلفائه. وهذه النظرة لها ما يثبتها. فصحيح أنّ واقع الهدر والفساد المتمادي طوال عقود أوقع الدولة في خسائر باهظة، ما أدّى إلى نمو الدين العام حتى قارب 100 مليار دولار. لكن الصحيح أيضاً هو أنّ واقع الفساد والهدر كان ينمو على مرأى من القوى الإقليمية والدولية، بل كان بعضها يغذيه أحياناً بطريقة غير مباشرة، ومعه العديد من المؤسسات المانحة التي لم تكن تسأل كثيراً عن الشفافية، كما هي لا تسأل عنها اليوم في تعاطيها مع الكثير من الحكومات والدول. فلماذا بقيت الدول والمؤسسات المانحة تزود لبنان بالمليارات بلا حساب ولا رقابة، على مدى عقود، ثم استفاقت فجأة على الفساد وقرّرت محاصرة السلطة وقطع كل دعم عنها، لو لم يكن ذلك جزءاً من الحصار السياسي لفريق السلطة في لبنان و»الكباش» مع إيران، خصوصاً بعد تولّي دونالد ترامب زمام البيت الأبيض؟ واستطراداً، يعتقد أصحاب هذا الرأي أنّ أي انفراج سياسي قد يتمّ التوصل إليه في لبنان، ويحظى برعاية دولية وإقليمية، سيقود تلقائياً إلى انفراج للأزمة المالية والنقدية، وأنّ القوى الخارجية التي تضع الشروط القاسية على لبنان لمنحه المساعدات المطلوبة سترفع حظرها وتتراجع عن تشدّدها عندما ينطلق الحل السياسي المتوافق عليه.

ولذلك، في نظر هذا الفريق، إنّ أجدى ما يقوم به اليوم هو أن «يصمد» بالإمكانات المتوافرة، ريثما تأتي الحلول من الخارج، فيتمّ تعويض الخسائر وسدّ الفجوات وينطلق مسار الحل. وبناءً على هذه النظرة، هناك إجماع داخل السلطة على استنفاد كل الوسائل والأساليب التي تسمح بكسب الوقت ريثما يأتي الحل السياسي. وثمة اعتقاد لدى البعض بوجود فرصة لولادة هذا الحل في تشرين المقبل، ومعه يمكن أن يجري فك الحصار عن لبنان ويبدأ مسار الإفراج عن المساعدات.

هل هذا الاحتمال في محله؟ وهل القوى المعنية بالملف اللبناني تتجّه إلى تسويات كبرى، أو على الأقل إلى تسوية موضعية على قياس لبنان، إذا تعذّرت التسويات الكبرى؟

من سوء الأقدار اندلاع الحرب في أوكرانيا مطلع العام الجاري، وفي اللحظة التي كان يتقدّم فيها الملف الأكثر حساسية في الشرق الأوسط ولبنان، أي الملف النووي الإيراني. فلو تأخّرت حرب أوكرانيا لاستفادت المنطقة ولبنان من مناخات التسوية في فيينا.

اليوم، ملفات الطاقة والصراع مع إسرائيل والحدود والهيمنة الإقليمية وصراع المحاور الكبرى، كلها تتحرّك على وقع الحرب في أوكرانيا. وإذ يلهث الغربيون لجمع أوراقهم في الشرق الأوسط لمواجهة الدب الروسي الذي لا ينفك يخرق أسوار أوروبا والأطلسي بلا تردّد، سارع فلاديمير بوتين إلى قمة في طهران تضمّ الأتراك أيضاً. وهذا ما سيمنح الإيرانيين هامشاً واسعاً للمناورة بين الأميركي والروسي، وسيلمس العرب والإسرائيليون هذا الارتياح الإيراني، من اليمن والعراق وسوريا إلى لبنان.

المؤشر الأبرز إلى المرحلة الآتية هو أوكرانيا. فالاستنزاف هناك يرجح فرضية الأزمات المفتوحة عبر الشرق الأوسط والعالم، فيما التهدئة ترجح فرضية التسويات. وحتى اليوم، لا توحي الحرب هناك إلّا بالتصعيد. وهذه إشارة سلبية إلى مسار الأزمات عموماً، ومنها أزمة لبنان. ستكون هناك دولارات في لبنان لتغطية المأزق حتى تشرين، لكن مسار الاهتراء الإداري والمؤسساتي لا يبدو قابلاً للضبط، ومعه سيبلغ الاهتراء الاجتماعي حدوداً يصعب تحديد عواقبها، فيما البلد غارق في أزمة شغور كامل في السلطة التنفيذية، بين حكومة لا تتجاوز صلاحياتها تصريف الأعمال ورئيس للجمهورية يرفض إخلاء الموقع لها.

في هذه الحال، لن يكون هناك سوى رهان ضعيف على الفرنسيين المنشغلين بالتحسب لكوابيس الحرب في أوروبا، والسعوديين المنشغلين بمآزق التموضع بين معسكرات الشرق والغرب، لعلّ ذلك يمنع دخول لبنان في الأسوأ. لكن الوساطات في هذه الأجواء ليست مضمونة النتائج. وقد يكون على اللبنانيين أن يتحسبوا لشهور عصيبة بعد تشرين... إلّا إذا حدثت معجزة!

 

ثلاث مقاربات حول الانهيار

شارل جبور/الجمهورية/15 تموز/2022

هل الانهيار غير المسبوق الذي يشهده لبنان هو نتيجة طبيعية للتغييب المتواصل للدولة، أم أنّ هناك مَن تعمّد دفع البلد إلى الانهيار، أم ان ثمّة من استثمر في هذا الانهيار تحقيقاً لمشروعه بتغيير ديموغرافية البلد تمهيداً لتغيير هوية لبنان؟ عندما حكم الرئيس حافظ الأسد بيروت من دمشق كان همُّه إقناع المجتمع الدولي بأهمية وجود جيشه في لبنان ووصايته السياسية على قراره انطلاقاً من ثلاث حجج أساسية ساقَها تبريراً لهدفه بتصحيح خطأ تاريخي ربطاً بعقيدته السياسية:

الحجة الأولى انّ اللبنانيين مجموعة طوائف وقبائل غير قادرة على إنشاء دولة موحدة، وان وجود جيشه أوقَف الحرب الأهلية وأعاد الاستقرار، وأن خروج هذا الجيش يعيد هذه الحرب وينسف الاستقرار.

الحجة الثانية ان وصايته السياسية على القرار اللبناني أدت إلى دخول لبنان في مرحلة من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي والسياحي.

الحجة الثالثة ان وجود جيشه في لبنان يؤدي إلى إبعاد إيران عن التدخُّل في الشؤون اللبنانية وضبط إيقاع ذراعها في لبنان المتمثِّل في «حزب الله»، أي انه الأقدر على تأمين أمن إسرائيل بالتفاهم مع واشنطن ولجم الحزب.

لكنّ الفارق الجوهري بين حكم الأسد الأب وحكم أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله للبنان يكمن في انّ الأول مكوِّن خارجي، وتمكّن من إبعاد المكونات الداخلية التي تعارض دوره، ونجح بانتزاع مظلة دولية وعربية لوجود جيشه في لبنان. فيما الثاني مكوِّن داخلي ويستحيل على طائفة ان تتحكّم عسكريا وسياسيا بالطوائف الأخرى، ولم يتمكّن من إبعاد أخصامه، ودوره مرفوض دوليا وعربيا.

وهذا الفارق الجوهري حال دون الاستقرار السياسي ومن ثمّ المالي وأدى إلى نشوء ثلاث مقاربات حول أسباب الانهيار المالي وخلفياته:

المقاربة الأولى ترى انّ الانقسام السياسي العمودي بين فريقين ومشروعين أدى إلى تفريغ المؤسسات وتعطُّل دورة الحكم وتوقُّف الاستثمارات، كما ان استلام فريق 8 آذار للسلطة بدءا من العام 2011 أدى إلى عزل لبنان عن الخارج وتحديدا عن دول الخليج، وسَرّع في وتيرة الانهيار، خصوصاً ان هذا الفريق لا يُتقن مهارات الحكم ودوره يتناقض مع الإصلاح باعتبار انّ أي إصلاح يؤدي إلى تقليص دوره السياسي العابر للحدود والذي لا يقيم وزناً للدولة.

فالانهيار كان حتمياً كونه يستحيل الحفاظ على الاستقرار المالي من دون مساعدات خارجية وتحديدا خليجية، ومن دون إدارة شفافة للدولة، ومن دون إصلاحات جدية، ومن دون استقرار سياسي، فضلاً عن انه لا يمكن لدولة صغرى ان تتحمّل أعباء فساد مُغطى سياسياً، كما لا يمكن ان تتحمّل أعباء «حزب الله» وحلفائه والنظام السوري، فيما هي بالكاد تستطيع ان تُعيل شريحة من اللبنانيين.

وتعتبر هذه المقاربة ان لا مصلحة لـ«حزب الله» بالانهيار المالي كونه يقود إلى انهيار الدولة التي يُمسك بمفاصلها، ومصلحته الاستراتيجية تكمن في بقاء الدولة المُسيطر عليها من قبله تجنّباً لدويلات طائفية تُرسِّم حدود نفوذه داخل البيئة الشيعية حصراً.

المقاربة الثانية تقول ان «حزب الله» تعمّد دفع البلد إلى الانهيار وعزله عن الخارج وإدخاله في فوضى هو الطرف الأقوى فيها، بدءاً من سيطرته على مناطقه وتوفير، بشكل أو بآخر، مقومات الدعم المادي الإيراني لها وفرض الاستقرار داخلها، مروراً بمدّه الدعم لحلفائه في كل الطوائف بغية ان تفرض نوعاً من أمر واقع يؤدي إلى انقسامات وحروب داخل هذه الجماعات، وصولاً إلى استبعاد تدخُّل الخارج لإنهاء الأزمة اللبنانية بسبب انشغال هذا الخارج بأزماته، والدليل ما يحصل في سوريا وأوكرانيا.

والهدف الأساس من دَفع البلد إلى الانهيار تغيير معالمه الديموغرافية تسهيلاً لتحقيق مشروع الجمهورية الإسلامية بدلاً من الجمهورية اللبنانية، وهو يدرك ان قيام جمهوريته يتطلّب من ضمن الأمور التي يتطلبها تفريغ البلد من نُخبه وناسه، ومعلوم انّ حجم الهجرة في السنتين الأخيرتين تجاوزَ سنوات الحرب مجتمعة.

فالانهيار بهذا المعنى هو هدف مرحلي تحقيقاً لهدفه النهائي طالما انه ضامِن للاستقرار داخل مناطقه، وضامن لعدم الاستقرار داخل المناطق الأخرى، وضامن لعدم التدخُّل الدولي، وبالتالي ينتظر اللحظة المناسبة لتحقيق مشروعه بعد ان يكون ضرب التوازنات الطائفية والمذهبية لمصلحته.

المقاربة الثالثة تعتبر انّ الانهيار المالي لم يكن هدفاً من أهداف «حزب الله» بسبب خشيته من مفاجآت لا يتوقعها من قبيل التدخُّل الدولي، أو قدرة الطوائف على ترسيم حدودها وقطع الطريق أمامه على التدخُّل في شؤونها من خلال تحالفاته، الأمر الذي يؤدي إلى خسارته السيطرة على مفاصل الدولة وكل الجغرافيا اللبنانية وعزله داخل بيئته، ويُهيّئ هذه الطوائف بالمقابل على إرساء وضعية سياسية منفصلة تماماً عن وضعيته.

ولذلك، لم يكن في وارد الدفع عمداً نحو الانهيار، ولكن عندما وقعَ نتيجة سياساته عَمد إلى الاستثمار فيه ضمن حدّين، حدّ محاولة الحفاظ على هيكل الدولة من أجل أن يواصل إمساكه بمفاصلها وجغرافية البلد، وحدّ استمرار الواقع الانهياري الذي يؤدي في حال استمراره في أقل من خمس سنوات إلى تبدلات ديموغرافية هائلة تسمح له بأن يُرسِّخ دعائم مشروعه السياسي الأساسي القائمة على أسلمة لبنان وفق نموذج ولاية الفقيه.

وبمعزل عن دقة هذه المقاربات أو عدمها، إلا انه من الثابت استناداً إلى الوقائع والأرقام بأنّ الانهيار المالي أدى لغاية اليوم إلى هجرة شريحة عمرية واسعة من جميع اللبنانيين، وهذه الهجرة غير المسبوقة ستحافظ على وتيرتها في ظل انهيار كل شيء في لبنان إلى درجة انّ المواطن بات يخشى المرض تجنّباً لدواء مفقود والدخول غير المتوفِّر للمستشفى، فضلاً عن الشح في المياه والكهرباء المقطوعة والأعمال المتوقفة والدولرة الشاملة تقريباً...

وبمعزل عما إذا كان هذا الانهيار يشكل جزءاً لا يتجزأ من مخطّط منهجي ومبرمج لتهجير اللبنانيين، أم انه نتيجة طبيعية للانهيار الحاصل بفِعل تغييب الدولة وسوء إدارتها من قبل فريق 8 آذار، فإن النتيجة واحدة، خصوصاً انّ «حزب الله» يتلقى الدعم الإيراني وهو مسلّح، كما ان ضرب التوازن الدقيق بين الجماعات يؤدي تلقائياً إلى تغليب جماعة على الجماعات الأخرى ليس فقط من خلال عامل السلاح، إنما عبر العامل الديموغرافي الخطير الذي يُفضي إلى ضرب هوية لبنان التعددية وتحكيم الديموقراطية العددية، والدخول في الترجمات العملية لمشروع «حزب الله» في وثيقته الأولى بعد انطلاقته الفعلية.

وأمام هذا الواقع لا بدّ من التفكير بالصيَغ التي تُفرمل الهجرة وتحمي الواقع التعددي وتحافظ على التوازن بين الطوائف، ولا خيار خارج إطار اللامركزية الموسّعة إلى أبعد حدود وفي أسرع وقت ممكن وقبل فوات الأوان، لأن اي خيار آخر عَصي على التنفيذ حالياً، بدءاً من نزع سلاح «حزب الله» غير الممكن، وصولاً إلى فرملة الانهيار غير المُتاح في ظل قبضة الحزب وحلفائه على السلطة الذي حال دون الإصلاح وأدّى إلى عزل لبنان.

 

الإرهاب ليس له جنسية ولا عرق ولا دين..

مولود تشاووش أوغلو/وزير الخارجية والمغتربين في الجمهورية التركية//الجمهورية/15 تموز/2022

في مساء يوم 15 تموز 2016، شنّت «منظمة غولن الإرهابية (فيتو) محاولة انقلابية دموية ضد شعب وحكومة بلدي. كان هدفهم إقامة نظام أصولي راديكالي موالٍ فقط لزعيمهم فتح الله غولن.

بينما غادرت وحدات الجيش التابعة لمنظمة «غولن» الإرهابية ثكناتها لاحتلال نقاط رئيسية مثل جسر البوسفور في إسطنبول، وقصفت الطائرات الحربية والمروحيات الهجومية أهدافًا استراتيجية مثل مجلس الأمة والمجمع الرئاسي وهيئة الأركان العامة وإدارة الشرطة؛ نزل آلاف المدنيين إلى الشوارع لوقف هذه المحاولة الانقلابية الغادرة غير المسبوقة. قام الانقلابيون بقتل 251 مدنيًا بريئًا وجرحوا الآلاف. في تلك الليلة، دافع الشعب التركي عن الديمقراطية على حساب أرواحهم. كان هذا الرد البطولي شيئًا لم يتوقعه الانقلابيون.

لفهم ما حدث، من الضروري فهم الوجه الحقيقي لمنظمة «غولن» الإرهابية. تأسست «فيتو» في أواخر الستينات باعتبارها «حركة دينية» تسمى «الحركة الدينية»، ونجحت في تغطية نواياها السيئة تحت ستار تعزيز التعليم والحوار بين الأديان.

تم تنفيذ عمليات التسلل المخطط لها والواسعة النطاق من قبل أعضاء «غولن» الإرهابية إلى الجيش وقوات حفظ القانون والقضاء والعديد من المؤسسات الحكومية، بما في ذلك وزارتي، بشكل سري لعقود من أجل خطة شاملة، ونفذت المرحلة الأخيرة منها في 15 تموز 2016.

لو نجحت محاولة الانقلاب، لكانت تركيا مختلفة تمامًا اليوم، ولم تكن الديمقراطية موجودة، وسيتم تعليق الحقوق والحريات الأساسية إلى أجل غير مسمى، وكان بلدي يقع في أيدي حكومة متطرفة.

لم تسيطر منظمة «غولن» الإرهابية على جزء كبير من المؤسسات التعليمية فحسب، بل امتلكت أيضًا العديد من المؤسسات المالية. تم دعم حسابات هذه المنظمة المصرفية من قبل أعضاء بارزين لمنظمة «غولن» في مجالي الصناعة والتجارة، وكذلك من قبل الموظفين الحكوميين والجمهور. كما تم إغراء العديد من المدنيين الأبرياء للمساهمة في الموارد المالية لمنظمة فيتو، حيث تم التلاعب بمشاعرهم الدينية. وتم توجيه الدخل الهائل من مدارسهم حول العالم إلى هذه الحسابات سراً في انتظار تحركهم النهائي.

في أعقاب محاولة الانقلاب الدموية في 15 تموز 2016، تم البدء في تطهير حازم للقطاع العام، بما في ذلك المؤسسات الحكومية والجيش، وكذلك القطاع الخاص من جميع الأفراد والشركات التابعة لمنظمة فيتو. تم القبض على بعض الشخصيات القيادية التي خططت لمحاولة الانقلاب. وآخرون فروا من العدالة ولجأوا إلى دول أجنبية. لا يزال رئيس منظمة غولن الإرهابية، فتح الله غولن، يقيم في الولايات المتحدة. تطالب حكومتنا منذ سنوات بتسليم غولن إلى تركيا من الولايات المتحدة وكذلك تسليم أعضاء في منظمة غولن الإرهابية من الدول الأوروبية. لسوء الحظ، لم تتم تلبية هذه الطلبات حتى اليوم.

من ناحية أخرى، هناك عدد متزايد من الحكومات في أجزاء أخرى من العالم تدرك الخطر الذي تشكله هذه المنظمة الإرهابية عليها وتتخذ الخطوات اللازمة. يتورّط فيتو أيضًا في أنشطة غير قانونية مثل تزوير التأشيرات وغسيل الأموال وتهريب الأسلحة. نتيجة لذلك، يتم تطهير أعضاء فيتو من القطاعين العام والخاص في العديد من البلدان. تم تحويل العديد من المدارس في الخارج التابعة لهذا التنظيم الإرهابي إلى وقف المعارف التركي بعد عام 2016. اليوم، مدارس معارف تعمل في العديد من البلدان وتوفر تعليمًا ممتازًا في جميع أنحاء العالم.لا تختلف طبيعة ونطاق نضال تركيا ضد منظمة غولن الإرهابية عن تلك التي تمارسها الدول الأخرى ضد المنظمات التي تقوم بترهيب المسؤولين والمدنيين على حد سواء، وتُعرّض القيم الديمقراطية والحقوق الأساسية والحريات للخطر. تقوم تركيا بما فعلته الدول المعنية في حربها ضد الإرهاب في الماضي. جميع الإجراءات متوافقة مع القانون. الإرهاب ليس له جنسية أو عرق أو دين. هذا الخطر يهدد البشرية جمعاء. لذلك، يجب أن يكون الرد على هذا التهديد موحدًا وحازمًا. ليس لأي دولة الحق في التمييز بين الإرهابيين ولا في تصنيف أي منظمة إرهابية على أنها «مفيدة» حسب تفضيلاتها. فيتو مسؤولة عن إزهاق مئات الأرواح بالإضافة إلى جرائم خطيرة أخرى ضد الشعب التركي. بعد ست سنوات من 15 تموز 2016، تواصل تركيا حربها الحازمة ضد منظمة غولن الإرهابية، كما هو الحال محاربتها ضد المنظمات الإرهابية الأخرى مثل منظمة بي كا كا، ب ي د/ي ب ك، جبهة - حزب التحرر الشعبي الثوري، وداعش.

نتوقع من المجتمع الدولي أن يتضامن مع تركيا في الحرب ضد الإرهاب.

 

رعب العودة إلى “سوريا- الأسد”...لاجئون في جبال لبنان ومخابئ سرية خوفاً من الترحيل

باسكال صوما/موقع درج/15 تموز/2022

الحالات التي يوثقها هذا التحقيق، ليست سوى دليل إضافي على أن لا عودة آمنة وأن النظام السوري بالتواطؤ مع الحكومات التي تضيق ذرعاً باللاجئين، ينتظر شعبه الذي شرده وقتله، ليعاقبه بلا رحمة وفي أحيان كثيرة بلا أي تهمة.

يواجه اللاجئون السوريون في لبنان موجة ترحيل تشبه الجحيم اليومي، لا سيما في ظل الأزمة الحالكة التي تريد الحكومة اللبنانية الاستفادة منها للحصول على مساعدات على حساب أرواح اللاجئين المعرضة لخطر فعلي في حال العودة إلى “سوريا- الأسد”.

يوثق هذا التحقيق بعض قصص المآسي لأشخاص تم ترحيلهم  وتعرضوا للتنكيل والاقتصاص أو هم مهددون بالترحيل القسري، من دون أي ضمانات على سلامتهم وحمايتهم من الاعتقال والسجن والتعذيب، لحظة تطأ أقدامهم الأرض السورية، بما ينفي فرضية العودة الآمنة التي يتم التذرّع بها. وتزداد الضغوط باتجاه إعادة اللاجئين إلى بلادهم، مع تصاعد الخطابات العنصرية التي يطلقها مسؤولون سياسيون وكان أبرزهم رئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية نجيب ميقاتي، الذي هدد بإعادة اللاجئين في حال لم يتعاون المجتمع الدولي لمساعدة لبنان. وكان وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين أعلن عن خطة لبنان لإعادة 15 ألف لاجئ سوري شهرياً. تؤكد معدة التحقيق أن القصص تم نقلها على ذمة الرواة أي أصحاب هذه المآسي أو أهلهم الذين تواصلنا معهم بسرية التامة، ونمتنع عن ذكر الأسماء الكاملة أو الحقيقية حفاظاً على حياتهم. لعلّ السرد يكون باباً للتدخل الدولي والمحلي لإنقاذ آلاف البشر من مصائر مجهولة، لا سيما أن لبنان ما زال يضم أكثر من 800 ألف (مسجلين في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) لاجئ على أراضيه، وجزء كبير منهم سيواجه أخطاراً عدة في حال الترحيل، علماً أن عدداً كبيراً منهم يعيش في ظروف اقتصادية صعبة وفي فقر مدقع.

“أخبّئ ابني في مكان سري”

خرجنا من سوريا عام 2013، ودخلنا إلى لبنان خلسة لأننا من منطقة القصير، طلعنا بشكل جماعي. فتحت مدرسة للنازحين في لبنان وبدأت العمل. ابني مهندس كهرباء لكنه لم يستطع إيجاد عمل في اختصاصه، ففكر  بالانتقال إلى تركيا من طريق التهريب بطريقة غير نظامية، ولكن تم اعتقاله في حلب، وسجن في ظروف سيئة وغير إنسانية”. حين سألنا الأب المفجوع عن التهمة، قال بحرقة كبيرة: “التهمة بيخلقوها، بيخترعوها! عمه كان طبيباً وأسس سابقاً مستشفى ميدانياً للمصابين، وهذا ممنوع. وعلى رغم أن الرجل أصبح الآن في ألمانيا إلا أنه مطلوب وقد تم اعتقال ابني لهذا السبب… في التحقيقات كانت كل الأسئلة عن عمه… تعرض للتعذيب والتنكيل لأن عمّه أسّس ذات مرة مستشفى ميدانياً”. يتابع الأب: “ضل 7 أشهر بفرع فلسطين وشهر في أفرع أخرى، طلع تعبان كتير جبتو على لبنان عالجتو… لساتو مطلوب ولكن طلعوه بسبب وضعه الصحي بسبب التعذيب وسوء التغذية والأمراض. فقد أكثر من نصف وزنه. عرضناه على أطباء وبدأ يتحسن قليلاً. بقي معنا 12 يوماً”. بعد ذلك أتت دورية للمخابرات العسكرية اللبنانية، أخذوه من خيمتنا في بلدة عرسال البقاعية إلى ثكنة أبلح، وبقي هناك أسبوعاً، ثم أرسلوه إلى مخفر درك عرسال ليبقى تحت نظرنا بسبب وضعه الصحي المتردي وحاجته إلى تغذية خاصة. بقي هناك شهراً، وحين وافق القاضي على إخلاء السبيل تم رفضه، مع تحويل محمود إلى مديرية الأمن العام في بعلبك. يقول الأب: “جلست مع المسؤول، وقال إن قرار ترحيله أتى من مدير عام الأمن العام عباس ابراهيم، بقي يومين ثم أخذوه إلى معبر جوسي باتجاه حمص وسلموه للأمن السوري وعاد إلى السجن السوري وبقي أكثر من أسبوعين. استطعنا إخراجه بالواسطات وبدفع الأموال، ولكن ما زال مطلوباً، ولا نعرف ماذا نفعل، ما زلنا نحاول تخبئته في الجبال وعند الأقارب”…  وضع محمود الصحي سيئ للغاية، وهو مهدد بالاعتقال والترحيل مجدداً في حال عرفت السلطات اللبنانية بأمره، وهو مهدد أيضاً بالسجن والموت في حال قبض عليه الأمن السوري. وإذ نمتنع عن ذكر تفاصيل إضافية حفاظاً على حياته، لكن تبدو الأفق مقفلة تماماً في قصته أسوة بقصص أخرى، تحتاج إلى تدخل على مستوى دولي لإيجاد مكان آمن للهاربين من مقصلة الترحيل.

انتهاكات قانونية

ترفع الحكومة اللبنانية ملف “العودة الآمنة” أو الترحيل كورقة رابحة في وجه المجتمع الدولي، بهدف الحصول على دعم مالي للأزمة اللبنانية، من دون أي اعتبار للقصاص الذي ينتظر هؤلاء والخطر الحقيقي على حياتهم. في هذا الإطار، يؤكد المحامي محمد صبلوح لـ”روزنة” أن هذه القرارات تنتهك اتفاقية مناهضة العنف الدولية، فترحيل أي شخص إلى مكان يمكن أن يتعرض فيه للخطر أو التعذيب، مخالفة حقوقية وقانونية وإنسانية. ويعلق على الإجراءات الأخيرة “هذا القرار أتى صادماً من الحكومة اللبنانية التي سبق أن وقعت على اتفاقيات دولية تلتزم بها وهذا اعتراف علني بالتنصل من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالترحيل لا سيما اتفاقية مناهضة العنف/ المادة الثالثة التي تؤكد عدم تسليم أي شخص يمكن أن يتعرض للتعذيب في بلده”. ويضيف: “الموضوع أكبر من أن يكون مجرد ترحيل سياسي بين النظام السوري ولبنان، إنه نوع من الضغط بالترحيل بحجة الأماكن الآمنة المزعومة، للحصول على أموال وتخفيف شروط صندوق النقد الدولي”.  مجلس الدفاع الأعلى أصدر قراراً بأن أي نازح سوري دخل بعد نيسان 2019 يتم ترحيله، لأنه يعتبر غير لاجئ. ونحن كقانونيين نعتبر هذا القرار مخالفاً للقوانين اللبنانية والاتفاقات الدولية. وعلى رغم ذلك الأجهزة اللبنانية سارعت خصوصاً الأمن العام إلى تنفيذ القرار. وهناك خشية حقيقية في موضوع الترحيل بعد قرار رئيس الحكومة، وهذا بالطبع يؤدي إلى غضب المجتمع الدولي ازاء المخالفات المتكررة”. وفي حال حصل ذلك يقول صبلوح، “تتحمل الحكومة اللبنانية مسؤولية حياة المرحلين، بحجة الازمة الاقتصادية ومحاولات للضغط من أجل الحصول على مال. هذا القرار يضحي بأرواح الناس، وبالتالي المنظمات الحقوقية لن تقف مكتوفة الايدي وفي حال تطبيق الترحيل الجماعي، سيصار إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة لمحاسبة المسؤولين”.

كريم وأخوته…

في أيار 2022، اعتقل الإخوة الثلاثة وتعرضوا وفق شهادتهم لـ”روزنة” للتعذيب والضرب. يخبر كريم، أحد الإخوة الثلاثة، “القصة صارت بسوريا من سنتين، أخي الوسطاني اتهم بجريمة سرقة فهرب لهون علبنان. رُفعت عليه قضية وقتها، ومنذ فترة قصيرة أتت صاحبة الدعوى إلى لبنان وتواصلت معه، من أجل توقيع ورقة إسقاط حق وتنازل عن الدعوى. لكنها في الواقع كانت تريد تدمير حياته، فرفعت بعد ذلك مذكرة انتربول إلى النيابة التمييزية، فأتت المباحث الجنائية وقبضت علينا كلنا!”. يسأل كريم: “شو ذنبي أنا ضربوني وتركت مرتي وولادي وتورطت بهالقصة؟”. ينتظر كريم الموجود حالياً في لبنان “القرار السوري ليعرف مصيره ومصير أخيه الذي صدر أيضاً قرار بترحيله لأنه دخل إلى لبنان بعد عام 2019، مؤكداً أن منظمات عدة تدخلت وتم إبراز إسقاط الحق القانوني لكن دون جدوى. يخشى كريم من الترحيل ومن العقاب الذي قد ينتظره وإخوته في سوريا، لا سيما أن لهم أخاً آخر، اختفى منذ عام 2014 في سوريا ولا يعرفون عنه أي شيء.

“سلّموني قرار الترحيل”

“ذهبت لتجديد إقامتي فأعلموني أن هناك قرار ترحيل صادراً بحقي، مع العلم أنني تأخرت في تجديد أوراقي بسبب الإقفال القسري أيام الحجر الصحي وكورونا، وحين ذهبت لتجديد إقامتي وقدمت الأوراق المطلوبة، أعلمني الأمن العام بأن علي أن أتدبر أموري وأرحل”.  يشرح مازن، وهو لاجئ في لبنان منذ سنوات، “ما عم إسترجي إضهر من البيت إلا للضرورة، بروح بجيب حاجياتي وبرجع بسرعة… إذا اعتقلوني يعني رح ارجع عسوريا ورح اتعاقب والله أعلم إذا بضل عايش”. يعيش مازن حالياً في غرفة صغيرة في أحد الأبنية في بيروت، لا يستطيع العمل أو الخروج، فمروره على أي حاجز أمني قد يعني ترحيله إلى سوريا التي هرب منها عام 2014، حيث من الطبيعي أن يُعاقب بشكل قاس لا سيما أنه معتقل سابق، وقد تهرب من التجنيد الإجباري، وهو معروف بمعارضته وعائلته النظام. خلال السنوات الأخيرة خفت حدة القتال في سوريا، وانحسمت المعركة تقريباً لمصلحة النظام السوري وحلفائه، وقد فرضت الحكومة سيطرتها على أكثر من 70 في المئة من البلاد. وعمدت السلطات السورية إلى تشجيع اللاجئين علناً على العودة إلى وطنهم، في حين بدأت دول مضيفة للاجئين في إعادة النظر في ما تقدمه من حماية للأشخاص الآتين من سوريا. وفي لبنان وتركيا، حيث يواجه اللاجئون عموماً ظروفاً معيشية صعبة وممارسات تمييزية، تمارس السلطات ضغوطاً على اللاجئين السوريين لحملهم على العودة إلى وطنهم. وحتى في أوروبا، قامت الدنمارك والسويد بإعادة تقييم تصاريح إقامة طالبي اللجوء القادمين من مناطق تعدها هاتان الدولتان آمنة لعودة اللاجئين، مثل دمشق وريف دمشق. وكأن هناك قراراً جامعاً بتسليم رقبة كل من هرب من بطش النظام، لتخفيف العبء عن كاهل الدول المضيفة.

هرب منهم وفي اليوم التالي اعتقلوه

قصة محمود قابلتها معدة التحقيق مصادفةً في لقاء أحد أصدقائه المقربين الذي بدت عليه علامات القلق والرعب على مصير صديقه المختفي. “كان عسكري بعدو عم يخدم، ما بقا قدر تحمّل وهرب، فات تهريب على لبنان من أسابيع، في اليوم التالي مسكوه الشرطة العسكرية بالطريق وحكاني من المخفر على أساس تحويله إلى الأمن العام لأن التهمة هي عدم حيازة أوراق قانونية”… يتنهد علي قبل أن يواصل الحكاية، “في آخر اتصال قال إنهم يريدون تحويله إلى الريحانية التابعة لمخابرات الجيش اللبنانية، ومن وقتها اختفت أخباره على أساس مفوضية اللاجئين عم تتابع قصتو، بخاصة أنه يعتبر منشقاً وهارباً من جيش النظام”.

علم والد محمود من الأمن العسكري في سوريا أن ابنه اعتقل في سوريا، لكنه لم يحصل على  معلومات أخرى… إذاً اختفى محمود كما اختفى كثيرون واختفت أخباره وهو بطبيعة الحال يواجه مصيراً ظالماً وقاسياً، وسيكون على زوجته وابنه وعائلته كلها، تحمّل تبعات ذلك كله، أسوة بعائلات المعتقلين والمختفين قسراً.

“…وسلّموه للأمن العام السوري”

“أتى محمد من سوريا خلسة، كان مطلوباً للجيش إلى معاناته من ظروف صعبة. ومن لبنان سافر إلى روسيا بعدما دفع مبلغاً كبيراً، لكن هناك لم تسر الأمور على ما يرام، وأعيد تسليمه مباشرة إلى الأمن العام اللبناني الذي سلمه بدوره إلى الأمن العام السوري”. يروي صديقه أحمد: “أخبرناهم أن هناك خطراً على حياته، لكن ذلك لم ينفع، ونفذ قرار الترحيل إلى سوريا واختفى محمد”. “تم تسليم محمد للأمن السوري قبل أسابيع قليلة وآخر خبر وصلنا أنه أصبح بعهدة الأمن الجنائي، وانقطعت أخباره ولا نعرف بصراحة إن كان سيعود حياً”. قرار ترحيل محمد وفق محامين تابعوا قضيته، أتى بناء على القرار الصادر بترحيل كل من دخل الأراضي اللبنانية بعد عام 2019، على اعتبار أنه ليس لاجئاً، بحجة أن في سوريا مناطق باتت آمنة، تمكن العودة إليها أو العيش فيها. منظمة العفو الدولية في تقرير صدر قبل أشهر، كانت وثقت 59 حالة من حالات الاعتقال التعسفي أو غير القانوني لرجال ونساء إثر عودتهم إلى سوريا، وفي أغلب الحالات، جاء ذلك في أعقاب اتهامات فضفاضة بممارسة “الإرهاب”. وفي 33 حالة، أخضع العائدون للتعذيب أو غيره من ضروب المعاملة السيئة أثناء الاعتقال أو التحقيق؛ ولجأ ضباط المخابرات إلى التعذيب لانتزاع الاعترافات بالإكراه من المعتقلين بارتكاب جرائم مزعومة، أو معاقبتهم على جرائم مزعومة نُسبت إليهم، أو معاقبتهم على معارضتهم المزعومة للحكومة. الحالات التي يوثقها هذا التحقيق، ليست سوى دليل إضافي على أن لا عودة آمنة وأن النظام السوري بالتواطؤ مع الحكومات التي تضيق ذرعاً باللاجئين، ينتظر شعبه الذي شرده وقتله، ليعاقبه بلا رحمة وفي أحيان كثيرة بلا أي تهمة.

 

السيّد على الجمهورية

أسعد بشارة/نداء الوطن/15 تموز/2022

تلقت قناة التفاوض الرسمية اللبنانية ممثلة بالرؤساء والوزراء، كما تلقت الجمهورية اللبنانية بالامس التوجيه من المرشد، الذي لم يجهد نفسه بحفظ ماء وجه من وقف خلفهم شكلاً ووكلهم بالتفاوض، ليضطر في ما بعد الى نزع الأقنعة عن وجوههم، في توقيت يتطلب من الأصيل في إمساك القرار، بأن يقصي البديل، من دون ان يحفظ له ما يستر به كرامته. ومع ان الجمهورية برئاساتها، بدءاً من بعبدا إلى السراي الى عين التينة، تعرف ان ليس لديها الا مجرد تكليف بالتفاوض قابل للنقض في أي لحظة ترتئي فيها ايران، فإنها استرسلت في تصديق ما تقوم به باعتباره تفاوضاً من طرف يملك قرار التفاوض. ربما راهن هؤلاء الرؤساء وفي طليعتهم الرئيس عون الذي خاض حرباً على الرئيس نبيه بري لانتزاع ادارة التفاوض على الترسيم، معتقداً أنه بذلك يعزز مكانته المهزوزة، ويحسن فرص صهره للخروج من العقوبات، ربما راهنوا على أن التفاوض بالوكالة سيطول أمده الى حدّ تصديق القدرة على توقيع اتفاق الترسيم في أيلول المقبل، كما قال الرئيس عون، وهذا بدا بعد كلام نصرالله وهماً نسفته ضرورات ايران التي تعتبر أن ورقة ترسيم الحدود البحرية من أثمن ما تمتلك في مفاوضاتها الصعبة مع الولايات المتحدة الأميركية واوروبا واسرائيل.

لقد نسف نصرالله كل عرض التفاوض اللبناني، الذي ارسل عبر الوسيط الأميركي هوكشتاين، فهذا العرض لم يتضمن حسم الترسيم ببدء التنقيب في الجانب اللبناني، بما يسميه نصرالله الحصار المفروض على لبنان. فالتنقيب اذا حصل بعد الترسيم سيكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بضمان الاستقرار عبر الحدود البحرية والبرية على السواء، وهو ما يخشاه الحزب، لانه يريد ابقاء ورقة «المقاومة» ورقة قابلة للاستعمال عند الحاجة، اما البدء بدراسات التنقيب ومن ثم الاستخراج فسيعني بدء هدنة هي اقرب الى السلام البارد مع اسرائيل، الذي يعني بدوره ان دور السلاح سيتضاءل الى حدود الصفر، فيما دور السلاح يتخطى مجرد التسمية التي تعطيه اياها ايران اي المقاومة، الى دور الاداة الفاعلة في مشروعها الإقليمي. لقد كرس نصرالله بالامس مزارع شبعا البحرية، وتخطى للمرة الأولى «الذين لم يفهموا عليه» فأرسى معادلة ايران في الترسيم البحري، وبالتأكيد فإن قنوات التفاوض الدولية مع طهران بما يختص بالترسيم، وابرزها القناة الفرنسية، لن تضيع الوقت في تصديق ان هناك مفاوضاً لبنانياً، وهي طالما لم تأخذ الامر بعين الجدية، وبالتالي سيكون التفاوض الاوروبي مباشرة مع طهران، وهذه هي النتيجة الطبيعية لحقيقة التفاوض بين من يمسكون قرار التفاوض.

ولقد كرس نصرالله ايضاً اقتراب الوفاة السريرية، لمفاوضات الناقورة التي كان من المزمع استئنافها، فأي تفاوض سيجري، فيما حدد سيد الجمهورية إطاراً جديداً للمفاوضات، لا علاقة له بمعادلة كاريش مقابل قانا والخط 23، بل يمتد الى ربط التنقيب بالتنقيب على وقع استمرار السلاح وما ينتجه من قلق يبعد الشركات العالمية التي ستفكر بالتنقيب، آلاف الاميال عن الشاطئ اللبناني. إن ابقاء ورقة «المقاومة» التي وظفت لاحقاً في سوريا واليمن والعراق، حتم ابتداع شبعا برية، وها هي شبعا بحرية تولد، كي تؤدي الوظيفة نفسها، ويمكن بالتالي توقع فشل مفاوضات الترسيم منذ الآن، لأن «حزب الله» ربط هذه الورقة باستراتيجية ايران ونفوذها في المنطقة، وهذا التوظيف لن يكون الاول ولا الأخير، لأنه يتصل بغاية انشاء «حزب الله» وبصلب مهمته.

 

الدوام الصيفي المصرفي: هروب من الإستحقاقات بـ"التعطيل"

خالد أبو شقرا/نداء الوطن/15 تموز/2022

إفتتح فرنسبنك الدوام الصيفي بإبلاغ موظفيه وزبائنه بالإقفال ثلاثة أيام في الأسبوع. هذه الخطوة المنفردة وغير المسبوقة في تاريخ العمل المصرفي اللبناني، حتى في عز أيام الحرب، أثارت موجة من القلق والامتعاض في آن معاً، خصوصاً وأنها تعمّق الشلل، وتعيق عمل القطاع الانتاجي المربك أصلاً والمعطل نتيجة شلل الدولة ودخول إضراب القطاع العام أسبوعه الخامس. خطوة فرنسبنك قد تبدو في الشكل بسيطة أمام فظاعة الارتكابات المصرفية، إلا أنها تشي في المضمون بأنّ "المصرف لا يسعى إلى تخفيض التكاليف التشغيلية فقط، إنما تخفيف الضغط على سحوبات الليرة والكلفة الكبيرة التي يتحملها نتيجة تطبيق التعميم 161"، بحسب مصدر مصرفي، "فتخطي الكوتا المسموح بها شهرياً يجبر المصرف على التضحية بموجوداته في مصرف لبنان وتحمل تكلفة مالية بين 10 و30 في المئة على كل ليرة يأتون بها من "المركزي"، وهو ما لا يرغب به فرنسبنك أو غيره من المصارف على ما يبدو".

التعطيل لأيام في الاسبوع لن يبقى محصوراً بفرنسبنك، فبحسب رئيس نقابة موظفي المصارف أسد خوري ان "بعض إدارات المصارف أخذت إجراءات بتعديل أوقات العمل من خلال الانتقال إلى ما يعرف بالدوام الصيفي، من دون الايضاح إن كانت موقتة أو دائمة". ذلك مع العلم أن ما يجري اليوم يخالف كل ما كان متبعاً في السابق، حيث كان الدوام الصيفي يبدأ في 15 تموز وينتهي في 15 أيلول، وكان يقضي بتقصير الدوام في الادارات من الساعة الخامسة بعد الظهر إلى الثالثة، وإقفال الصناديق في الفروع عند الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، بدلاً من الساعة الثانية بعد الظهر. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه قرار موحد بالتعطيل لأيام من "جميعة المصارف"، لم يصدر في المقابل أي تعليق أو رد فعل على خطوة فرنسبنك، حيث من المرجح أن تترك "الجمعية" الحرية للمصارف بالتصرف على هواها كما درجت العادة منذ بداية الأزمة.

 

"حزب الله" فرَض عون... ويفشل في إيصال فرنجية؟!

ألان سركيس/نداء الوطن/15 تموز/2022

لا يستطيع أحد من القوى السياسية البارزة فرض شروطه لوحده على الإستحقاق الرئاسي، لأن هذه العملية تحتاج إلى توافق داخلي واسع النطاق، وكلمة سرّ خارجية قد تتأخر لتصل. نجح «حزب الله» في عام 2016 بإيصال مرشحه العماد ميشال عون إلى سدّة رئاسة الجمهورية، وذلك بعد تعطيل قارب 30 شهراً، واضعاً الجميع تحت الأمر الواقع. فأول من اعترض على عون هو رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي تربطه بالجنرال ومن خلفه بصهره النائب جبران باسيل علاقة متوترة، ولذلك لم يُصوّت بري لعون، ليتبعه المرشح الأوفر حظاً في ذاك الزمن النائب السابق سليمان فرنجية الذي لم يصوّت له أيضاً.

وعلى رغم محاولة بثّ أخبار بأن فرنجية أخذ وعداً من الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله بأنه سيكون المرشح الرئاسي، إلا أن هناك عوامل عدّة تجعل إمكانية وصول فرنجية أصعب من عون بأشواط، ووفق استطلاع للقوى الفاعلة فإن العوامل الداخلية تتمثل بالآتي:

أولاً: تختلف طبيعة علاقة «حزب الله» مع عون عن علاقته بفرنجية وحتى بباسيل، فنصرالله أعطى وعداً لعون بأنه سيكون مرشحه للرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وما قدّمه عون لـ»الحزب» لم يقدمه أي زعيم آخر، فالجنرال مدّ يده إلى «حزب الله» عندما كان مطوقاً ومعزولاً بعد زلزال 2005، وغطّاه في حرب «تموز» ومنحه الغطاء المسيحي الدائم، لذلك أحرج «الحزب» تجاهه مع أن وصول فرنجية في تلك المرحلة كان سهلاً أكثر من وصول عون لأن الرئيس سعد الحريري رشّحه، في حين يُعتبر فرنجية من فريق عمل «الحزب» والنظام السوري وليس حليفاً يحتاجه «الحزب» مثل عون وتياره.

ثانياً: فقدان «حزب الله» الأكثرية في مجلس النواب، فحتى لو أراد «الحزب» إيصال فرنجية، فإنه لن ينجح لأنه لا يملك أولاً الأكثرية المطلقة ولا يملك أكثرية الثلثين، كذلك فإن «التيار الوطني الحر» قد يكرر في الرئاسة ما فعله في تسمية رئيس الحكومة الأخير، من هنا فإن «الحزب» ليس اللاعب الوحيد في الإستحقاق الرئاسي.

ثالثاً: لا يستطيع «حزب الله» القفز فوق القوى المسيحية الأساسية مثل بكركي و»القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحرّ» لإيصال فرنجية، ولو لم يوقّع «إتفاق معراب» الذي لم يحترم «التيار» بنوده، لما استطاع عون الوصول إلى بعبدا على رغم تعطيل «الحزب»، إضافةً إلى قبول الرئيس الحريري بعون وعدم معارضة رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط، وبذلك فإن عدم رضى باسيل عليه يعني افتقاده الغطاء المسيحي لأن «القوات اللبنانية» التي تمثل أكبر تكتل مسيحي لن تمنحه أصواتها، وبذلك يتكرر مشهد ترشيحه في خريف 2015 من قبل الحريري وعدم نيله الغطاء المسيحي ما يعني عدم قدرته على الوصول إلى بعبدا.

رابعاً: لم يعد أحد من الأفرقاء الداخليين يرضى بوصول رئيس من فريق 8 آذار، فالأغلبية تعتبر أن من أوصل البلاد إلى الإنهيار هو حكم هذا الفريق وسيطرة «الحزب»، لذلك فإن محاولة فرض أي رئيس لن تمر لدى الأفرقاء السياسيين ولا في الأوساط الشعبية.

خامساً: إفتقاد فرنجية الغطاء السنّي، ففي خريف 2015 رشّحه الحريري، واليوم فإن «الطاسة ضايعة» على الساحة السنية ولا يوجد زعيم لديه علاقات داخلية وخارجية بإمكانه «الدفع» باتجاه انتخاب فرنجية.

وأمام كل هذه المعطيات، تتراجع حظوظ فرنجية الرئاسية لأنه بالدرجة الأولى مرشح «حزب الله» والمحور الذي يحمّله الشعب مسؤولية الوصول إلى الحضيض، إضافةً إلى أن العوامل الإقليمية والدولية مغايرة تماماً لمرحلة وصول عون وهنا بيت القصيد...

 

ملفات المنطقة مفتوحة ولبنان مهمَل

الياس حرفوش/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

لا مبالغة في هذا العنوان. أسبوع حافل بالاجتماعات في المنطقة على أعلى المستويات بمناسبة الجولة التي يقوم بها الرئيس جو بايدن. كل الملفات مفتوحة للنقاش. العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والدول الأساسية في المنطقة. القضية الفلسطينية ومستقبل حل الدولتين ووضع القدس. أسعار الطاقة والسعي الأميركي إلى الحصول على موقف مشترك مع الحلفاء حيال الحرب الروسية في أوكرانيا وما تخلفه من ذيول على مستقبل العلاقات الدولية وعلى اقتصادات العالم... ولبنان، في خضم هذه النقاشات، مهمَل وغائب تماماً. لا أحد يفكر في البحث عن موقعه على الخريطة أو بالاطمئنان إذا كان لا يزال هناك، فيما المسؤولون فيه الذين يتلهون بحماية مصالحهم ورعاية شؤونهم الصغيرة يعتقدون أن بلدهم يشكل هماً دائماً للعالم. لا نقاش على المحطات وفي أعمدة الصحف إلا حول مدى الاهتمام الدولي بأوضاعهم وكيف تتأثر بمختلف الأحداث، من مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران، إلى الانتخابات النصفية في الكونغرس الأميركي، وصولاً إلى تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا... كلها لها تأثير على فرص تشكيل الحكومة اللبنانية، وعلى حظوظ السيد جبران باسيل في التقدم باتجاه وراثة ميشال عون في الرئاسة، علاوة على أسعار الخبز والساعات (أو الدقائق) التي يتاح فيها للمواطنين الحصول على نعمة الكهرباء في بلد الإشعاع والنور! يحتاج قادة لبنان إلى بعض التواضع والخروج من الوهم الذي يعيشون فيه بأن بلدهم هو محور الكون. فقليلون في هذا الكون يعبأون بمصير لبنان، وبما يحل بأهله من كوارث معيشية. والسبب ليس انعدام ضمير العالم أو تجاهله المقصود لمصير الشعب اللبناني، بل لأن القناعة صارت كاملة بين أصحاب القرار، سواء في منطقتنا أو حول العالم، بأن الانهيارات الاقتصادية والمعيشية والأزمات السياسية التي يتعرض لها لبنان، هي من صنع المسؤولين فيه، بشراكة شبه كاملة أو تواطؤ مصلحي بينهم وبين الأكثرية الساحقة من مواطنيهم.

رغم كل المآسي التي حصلت في لبنان، ورغم دعوات مسؤولين حول العالم لقادة هذا البلد: ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم، لا همّ لدى هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بالقادة والمسؤولين سوى حماية مصالحهم، وهي دائماً على حساب المصلحة العامة.

والأمثلة كثيرة؛ سواء في تعطيل التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت لحماية زعامات حزبية، أو الفشل في حل الأزمة النقدية المستمرة منذ ثلاث سنوات والتي تتفاقم يوماً بعد يوم، وتتمثل في الانهيار المريع لقيمة العملة واحتجاز أموال المودعين في المصارف اللبنانية. وفوق ذلك هناك العجز عن مواجهة الاستحقاقات والمواعيد الدستورية، سواء تعلق الأمر بتشكيل الحكومات أو بانتخاب رئيس للجمهورية، إذ تحتاج كل محطة لمسلسل من المشاورات وترتيب الصفقات يستغرق شهوراً وأحياناً سنوات، فيما تتعطل مؤسسات الدولة، ويصبح الفراغ عنوان الإدارة العامة.

آخر الروايات التي تقترب فصولها من القصص السوريالية، تتعلق بمساعي تشكيل الحكومة الجديدة، وما عرضه الرئيس نجيب ميقاتي عن محاولته ترتيب اجتماع مع رئيس الجمهورية لبحث إصدار تشكيلة حكومية، في ظل إجماع على الحاجة إلى الإسراع في صدورها لمتابعة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ومواجهة القرارات الداخلية الصعبة التي لا تستطيع حكومة مستقيلة تقوم بتصريف الأعمال أن تتخذها. قصة أغرب من الخيال، يصعب تصور حصولها في أي بلد بين رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة. يزيد في الغرابة ما في رواية ميقاتي من تفاصيل عن انعدام المسؤولية في دوائر القصر الجمهوري، والإساءة المتعمدة لموقع رئاسة الحكومة، من خلال عدم الرد على طلب ميقاتي موعداً للقاء عون، رغم مضي عشرة أيام على هذا الطلب، إضافة إلى تشكيك ميقاتي في قدرة رئيس الجمهورية على اتخاذ قرارات لا ترضي «المحيطين به» الذين يسعون وراء الحصول على حصص في الحكومة. وكلها تفاصيل تدفع إلى التساؤل عن مدى قدرة هذين الرجلين على التعامل المشترك والتوافق على حكومة جديدة بعد هذا التصعيد الناري وتبادل الاتهامات والحملات عبر وسائل الإعلام. وكل ذلك في ظل توقعات تتزايد يوماً بعد يوم أن هذه الحكومة الأخيرة في عهد عون، سوف تكون مكلَّفة ملء الفراغ الرئاسي بعد نهاية هذا العهد في آخر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، إذ يسود شعور عام بأن إجراء انتخابات رئاسية في موعدها الدستوري بات أشبه بالحلم في لبنان، بناءً على التجارب السابقة التي رافقت نهاية عهدي إميل لحود وميشال سليمان، إذ استمر الفراغ الرئاسي في الحالة الأولى سبعة أشهر وفي الحالة الثانية سنتين ونصف السنة، قبل أن يرضخ مجلس النواب لمشيئة «حزب الله» ويوافق على انتخاب ميشال عون. وليس مستغرباً ما يواجهه ميقاتي الآن في مسعى تشكيل الحكومة. فخلال عهد عون واجه الرئيسان سعد الحريري وحسان دياب العقبات نفسها، علاوة على ما واجهه ميقاتي لتشكيل حكومته الحالية. والسبب كان عجز عون عن لعب دوره كرئيس للجمهورية، فبقي يتصرف كما لو أنه رئيس للتيار الوطني الحر، وهو ما يفعله الآن، إذ يطالب بحصص للتيار تضمن استمرار نفوذه إذا تولت هذه الحكومة ملء الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. كما يطالب بإبقاء وزارة الطاقة بيد التيار، رغم أن وزراءه أشرفوا على مدى سنوات على مسلسل الهدر المالي فيها والفشل في إدارتها، ما انتهى إلى تأمين العتمة الكاملة في بيوت اللبنانيين.

 

بوريس البريطاني: ما الخطأ الذي حدث؟

أمير طاهري/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

من الصعب تصديق ذلك، لكن حدث بالفعل قبل عام واحد فقط أن شاهدنا جميعاً بوريس جونسون الذي كان يتخيل نفسه في ذروة مجده كزعيم سياسي يتغنى بـ«هدفه الاستراتيجي» المتمثل في إنقاذ ملايين البريطانيين من الفقر والإهمال. واعتماداً على لقب «حركة القرن السابع عشر» المعروفة باسم Leveler، وتعني المرتقين، أنشأ جونسون وزارة أطلق عليها اسم «وزارة الارتقاء» التي يرأسها العضو البارز في حكومته، مايكل غوف. وغني عن القول، كما كان الحال دائماً مع بوريس جونسون، أنه لم يفصح أبداً عن نواياه وما يجول في خاطره. أما بالنسبة لغوف، الوزير المسؤول، فكل ما استطاع أن يكشفه هو أن الهدف كان رفع الجزء الشمالي المتدهور من إنجلترا إلى مستوى الحداثة والازدهار الذي تحقق في الجنوب الشرقي. الآن لن نعرف أبداً أي معجزة كنا لنراها في المستقبل القريب لأن جونسون قد أُجبر على الخروج، وقبل أن يخرج قام بطرد غوف. النقطة المثيرة للاهتمام هي أنه لم يُطلب من جونسون الخروج بسبب السياسات التي تبناها بالفعل، ناهيك عن تلك السياسات التي فكر فيها، مثل سياسة الارتقاء. فاز بوريس جونسون بالسلطة بشعار «أكمل بريكست» (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) والذي بدلاً عن تركيز الانتباه على ما سيفعله ذلك الخروج لبريطانيا، فقد قدم الأمر برمته على أنه مسألة إجراءات مع التركيز على الشكل بدلاً عن المحتوى. وكما أشار البعض منا منذ سنوات، فقد بُنيت قصة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأكملها على عدد من المفاهيم الخاطئة والأكاذيب الصريحة. ومن المثير للاهتمام، باستثناء مناقشة موضوعية واحدة في مجلس العموم، فإن هذه القضية لم تجرِ مناقشتها أو بحثها بجدية من خلال عملية برلمانية مناسبة، ناهيك عن المستوى الشعبي بمساعدة وسائل الإعلام ونشطاء التواصل.

ونتيجة لذلك؛ غرقت بريطانيا في حرب أهلية سياسية ثقافية بين تياري «المتخلفين» و«الباقين»؛ الأول هو فئة الداعين إلى الجنة الموعودة، والآخر هم المروجون لـ«مشروع الخوف». وشأن أي حرب أخرى، حتى في الحرب الأهلية، كانت الضحية الأولى هي الحقيقة. المشكلة هي أن رحيل جونسون لا يضع نهاية لتلك الحرب الأهلية. فجونسون لم يُجبر على الخروج لأنه بات من الواضح أن «بريكست»، على الأقل في شكله الحالي، لا يعمل. خارج حزب الديمقراطيين الأحرار الصغير، لا توجد مجموعة سياسية رئيسية في إنجلترا تدعو إلى إسقاط أسوأ جوانب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن إلغائه. ولم يُجبر جونسون على التنحي بسبب سياسته في زيادة الميزانية العسكرية إلى مستوى غير معروف منذ الثمانينات. لم تكن سياسة جونسون في استخدام السيف في أوكرانيا سبباً لنهايته أيضاً. في الواقع، حتى أحزاب المعارضة وافقت عليها على مضض.

إن تعامل جونسون المشكوك فيه مع الموقف في المرحلة الأولى من جائحة «كوفيد - 19»، على الأقل في المراحل المبكرة، لم يسهِم في وفاته أيضاً بينما ابتلع الكثيرون تباهيه بـ«قيادة العالم لحملة التطعيم الشامل»، من بينهم خصومه السياسيون.

لم يكن رحيل جونسون بسبب سياساته الاقتصادية أيضاً. فقد أشرف على مضاعفة الديْن الوطني لتمويل مخططات «الإجازة السخية» أثناء الوباء ودعم الشركات التي تضررت من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما أن ذهابه في الاتجاه المعاكس لحزب المحافظين التقليدي - من التخفيضات الضريبية عن طريق رفع الضرائب إلى أعلى مستوياتها خلال جيل واحد - لم يسهِم في سقوطه. بعبارة أخرى، لم تدفع جونسون أي من الخيارات السياسية الكلية نحو الخروج. فقد تم إجباره على الخروج من خلال تقارير يطلق عليها «تقارير النقطة نقطة»، أي تقارير الزلات الصغيرة، لتصل في النهاية إلى فضيحة كاملة. فقد تعرض للهجوم لأن أحد مستشاريه كسر قواعد الإغلاق من خلال القيام برحلة بالقطار لرؤية والدته. ثم ورد تقرير يفيد بأن وزير صحة جونسون قد كسر القواعد من خلال إقامة حفل صاخب في مكتبه الوزاري مع صديقه الإيطالي. وأعقب ذلك تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء كان قد حضر حفلات صغيرة في مقر إقامته الرسمي في «داونينغ ستريت». القشة الأخيرة التي قصمت ظهر بعير بوريس كانت ادعاءه أنه لم يكن يعلم أن الرجل الذي رقّاه في مجلس الوزراء لمنصب نائب رئيس الوزراء كان مثلياً.

ماذا يعني كل هذا؟

ألا تعتقد أن ذلك يخبرنا أن هناك خطأ ما في الديمقراطية البريطانية عندما يُطاح رئيس الوزراء ليس بسبب إخفاقات السياسة ولكن نتيجة «الزلات» الصغيرة التي كان من الممكن أن يصححها اليونانيون القدامى بضربات على مفاصل الجاني؟

تسلط حادثة بوريس الضوء على فقر الجدل الديمقراطي في بريطانيا اليوم، حيث تنحصر السياسة في الشعارات بهدف وحيد هو الفوز في الانتخابات. فالنهج الوثني يحول الانتخابات من وسيلة للخدمة إلى أهداف دقيقة لتحقيق غاية في حد ذاتها. والنتيجة هي قصر المدى الذي يحرم بريطانيا والديمقراطيات الغربية الأخرى من التفكير الاستراتيجي. حتى قبل أن يغادر بوريس «داونينغ ستريت»، تتساءل الطبقات الثرثارة عن أي من خلفائه الطامحين لزعامة حزب المحافظين يمكنه الفوز في الانتخابات. أما بالنسبة للسير كير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض، فلا أحد يسأل عما يقدمه كسياسي، ولكن ما إذا كان بإمكانه الفوز في الانتخابات. يجري تغذية الهوس بالانتخابات وعدم الاهتمام بالسياسة الفعلية من خلال استطلاعات الرأي اليومية التي يجري تحليلها وتضخيمها من قِبل النقاد والمجموعات النقاشية. ما يهم هو العملية التي تؤدي إلى السلطة وليس ما يجب فعله في السلطة. تخيل أن دزرائيلي، أو غلادستون، أو مارغريت ثاتشر، أو توني بلير اعتمدوا في كل خطوة على استطلاعات الرأي وتكهنات النقاد حول نتائج الانتخابات. لم يكن أي منهم ليحقق الإصلاحات الرئيسية والتغييرات الاجتماعية والسياسية التي رأيناها كان من الممكن أن يكون غلادستون مطارداً بالثرثرة حول الزيارات الليلية إلى «سانت جيمس بارك». وقد يكون دزرائيلي قد اهتز بسبب التلميح حول وراثة ثروة بطرق غامضة. كان من الممكن أن تتزعزع ثاتشر عندما أنجب أقرب مساعد لها طفلاً من سكرتيرته خارج إطار الزواج. كان من الممكن أن ينحرف بلير عن مساره بسبب الشائعات التي تفيد بأن زوجته، وهي محامية رفيعة المستوى، حصلت على أموال باهظة من عملاء لهم مصالح في القطاع العام. كان بوريس أحد أعراض المرض الحالي للسياسة البريطانية، وليس سببها. وما لم تجرِ معالجة هذا المرض، فإن من يخلف بوريس سينتهي به الحال مثله، أو حتى أسوأ منه. ما تحتاج إليه بريطانيا هو العودة إلى الجانب النبيل للسياسة، أي التركيز على القضايا الداخلية الحقيقية لـ«الدولة» بدلاً عن تقارير الزلات.

 

جولة بايدن وقوة العرب

مشاري الذايدي/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

الزيارة الحالية للرئيس الأميركي، وأركان إدارته، لمنطقة الشرق الأوسط، بداية من إسرائيل والضفة الغربية، ثم السعودية التي تُعقد فيها قمتان، سعودية وخليجية/ عربية، لها آثار كبيرة، أو سيكون لها هذه الآثار. إن مضينا مع العناوين المعلنة حتى الآن للزيارة، فنحن أمام تحول مثير، ولا يجوز هنا العجلة في الاستنتاج، ولكن من التعسف في القول أن ننفي صفة الجديد والتحول في المقاربات الأميركية «الديمقراطية» لملفات الأمن والاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. الرئيس الأميركي جو بايدن، قال من إسرائيل، رداً على سؤال من قناتي «العربية» و«الحدث»، أمس (الخميس)، إن «واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي». وتابع في هذه الإجابة، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لبيد، أنه «على إيران قبول الاتفاق النووي، الذي وضعناه على الطاولة»، وإلا فإنه يحق لإسرائيل -والكلام ما زال للرئيس الأميركي بايدن- «حرية التصرف وفق مقتضيات أمنها».

كما جرى في إسرائيل التوقيع على «إعلان القدس» الذي رسّخ التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل. التقارير نقلت عن مسؤول سياسي إسرائيلي أن القضية الإيرانية على رأس أولويات الأمن القومي الإسرائيلي، مشدداً على أن تل أبيب تستشعر خطر مواصلة إيران التوسع في مجالها النووي.

كما تعهد بايدن بتكثيف التعاون مع تل أبيب من أجل استخدام كل الوسائل والقوة لإيقاف إيران عن إرهابها المستمر في المنطقة، وفق ما نقلته عنه صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية. كل هذا جرى في القسم الأول من جولة بايدن في الشرق الأوسط، بقي الآن اكتشاف المقاربة الأميركية لملفات الأمن العربي والتعاون بين الدولة الأولى في العالم، مع دول الخليج العربي ومعها مصر والأردن والعراق، أي منطقة الشرق الأوسط «العربية». سبقت زيارة بايدن تنسيقات عربية بينية، لاحظناها على شكل زيارات وقمم مصغرة، والآن بقي تتويج هذا التنسيق بتعاون جديد وعهد مختلف عن المقاربات السابقة للحزب الديمقراطي الأميركي مع الأمن العربي... وهذا ما سنراه في قمتي جدة المرتقبتين. قمة سعودية - أميركية، بين الرئيس الأميركي جو بايدن وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وثمة قمة خليجية عربية أميركية تليها... فهل يفتح الأميركيون الديمقراطيون فصلاً جديداً، وعملياً مع العرب هذه الأيام؟ في كل حال، إن الحسابات أثبتت في نهاية اليوم أن السياسة لا تعرف العواطف والشعارات الحماسية، قدر معرفتها بحسابات الواقع الصلب ومعيش الناس الحقيقي، وموازين القوى الفعلية... تلك هي السياسة في جوهرها، كانت وما زالت وستظل كذلك.

 

حفظ الدين من الأهواء والاستنزافات!

رضوان السيد/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

أودّ الإقرار منذ البداية بأنني فوجئتُ بالهجوم على الدكتور محمد العيسى بوصفه خطيب عرفة وإمام المصلين في جماعة الحجيج لهذا العام. وما كان ذلك لقلة خلافاتنا مع من يسمون الصحويين وجماعات الإسلام السياسي وإيرانيي الإمامة والدواعش والقاعديين. فنحن نختلف معهم منذ عقود في خمسة أمورٍ ذات شأنٍ في الدين وفي علائق المسلمين بعضهم ببعض وبالعائشين معهم وبالعالم. اختلفنا معهم بسبب العنف الساطع الذي ارتكبوه باسم الإسلام والجهاد. واختلفنا معهم وقاتلناهم مع العالم لممارستهم القتل والاستعباد والاغتيالات ونشر الطائفية والإرهاب. واختلفنا معهم على تصوراتهم للدولة، سواء دولة الولي الفقيه أو دولة المرشد. كما اختلفنا معهم بشأن دعاوى تطبيق الشريعة، وتكليف الدولة بذلك أو لا تكون شرعية. واختلفنا معهم على ممارسة الإرهاب في العالم وضد مدنييه وساعة باسم الخامنئي وساعة باسم «القاعدة» أو «داعش». إن كل وجوه الافتراق هذه ليست سهلة، ولن تجد لها حلولاً اليوم أو غداً. إنما الذي يعزّي بشأنها أن هناك شبه إجماعٍ عليها بين المسلمين من جهة، ومع العالم. فمن الذي يقر الاغتيالات ونشر الاضطراب والطائفية، أو استعباد الناس بحجة أنهم غير مسلمين. ومن الذي يوافق أو يفهم هذا التخريب الذي تنشره إيران في عدة دولٍ عربية؟!

إنما الذي تنبهنا إليه في اجتماع أهل الأهواء هؤلاء على مهاجمة إمامة الدكتور محمد العيسى أن هؤلاء -على اختلاف منازعهم ومفاسدهم- يمضون من خلافات هي في جوهرها سياسية واستراتيجية إلى أصول الدين في الصلاة والإمامة والحج والعبادات الأُخرى. هي ثوابت الدين التي يريدون التلاعب بها وهي: وحدة العقيدة، ووحدة العبادة، والتعليم الديني، والفتوى. وهي الفرائض والواجبات التي يتولى الإمامة والتعليم فيها أهل العلم ولا يجوز الخلاف فيها لأن التلاعب بها يعني شَرذَمة في الدين. هي ليست من باب تغير الأحكام بتغير الزمان؛ بل هي ثوابت ما حسبنا أن أحداً -ربما باستثناء الإيرانيين والدواعش- يتجرأ على المساس بوحدتها، أي وحدة العقيدة ووحدة العبادة.

يقول ابن تيمية إن التشريع ثلاثة أنواع: التشريع المنزّل، والتشريع المؤوّل، والتشريع المحوّل. والتشريع المؤوّل هو الذي يمارسه الفقهاء وأهل العالم، وهم المؤتمنون على الوحدات الأربع التي ذكرناها. أما التشريع المحوّل فهو الذي يمارسه أهل الأهواء جميعاً. وهو يعني التحريف المقصود لبلوغ أهدافٍ خاصة ومنافع يُستغل الدينُ من أجل بلوغها. وقد كنا نعرف أن الإيرانيين و«الإخوان» وجماعات الإسلام السياسي إنما يعملون لأهداف الاستغلال السياسي المباشر مستخدمين الدين منذ عقود. وعندما نختلف معهم على أمرٍ فلا حرج عندهم في ادعاء الليبرالية وحقوق الإنسان وصون الحريات. وكما سبق القول فإن الجدالات لا تخمد بشأن هذه المسائل الخطيرة التي تُسيء إلى أفرادنا ودولنا في العالم. لكننا ونحن نقوم بذلك على طول الخط ومعظم الناس معنا، كنا نعتصم بالوحدتين: وحدة العقيدة ووحدة العبادة. وها هم بشرعهم المحوّل يقولون لنا: حتى صلاتكم وحجّكم هما موضع نزاع! إن الذي يُخِل بالإجماع هو مصير جماعة من أهل الاجتهاد إلى المخالفة. وهؤلاء ليسوا من أهل العلم. ولا اعتبار للمخالفة في وحدة العقيدة ووحدة العبادة على أي حال. إن هؤلاء كما قلت ليسوا من أهل العلم، بل من غوغائيي وسائل التواصل. وهم على سطحية دعاواهم يمكن أن يضللوا جمهوراً لا يعرف بواطن هذه الدعاوى.

من ثلاثين أو أربعين سنة يدندن الإيرانيون بشأن الحج وولايته. إنما الجديد أن كل جماعات الإسلام السياسي بمن في ذلك متأخونون وسروريون وقاعديون وحماسيون وجهاديون صاروا تحت مظلة إيران. وقد كنا مع الإيرانيين ومع السروريين وكل جماعات الإسلام السياسي نتجنب الخوض في نزاعاتٍ دينية، ونواجههم في موضوعات الجدال بشكلٍ مباشر. لكنهم يزدادون جرأة ويدخلون إلى أصول الدين لسببين: الضغوط التي يتعرضون لها نتيجة فقدانهم لقواعدهم التي اعتمدوا في إيجادها على جهاتٍ إقليمية ودولية عملوا لها ضد السعودية ومصر وأبوظبي. والسبب الثاني: صيرورتهم جميعاً إلى العمل عند إيران. ومهما ابتعدت إيران ظاهراً عن الدعاية الدينية إلى الدعاية السياسية؛ فإنها لا تلبث وزعماؤها الملالي أن تحاول مصادمتنا في الثوابت الدينية. كما سبق القول؛ لن تنتهي الخصومات السياسية والاستراتيجية. وفي تلك الخصومات كل الفئات مسؤولة. أما أهل العلم فينبغي أن تكون أولوياتهم «حفظ الدين على أصوله المستقرة وأعرافه الجامعة»، كما يقول الماوردي، وفي العقيدة والعبادة. فنحن نصلّي معاً ونحج معاً ونصوم معاً، ومهمات وحدة العقيدة والعبادة والفتوى والتعليم هي مهماتنا التي لا ينبغي أن ينال منها أهل الإمامة أو المرشدية أو الحماسية أو الجهادية.

موضوع استغلال الدين لأهدافٍ سياسية صغرى أو كبرى ليس خاصاً بالإسلام. فقد استخدم رؤساء من الحزب الجمهوري الإنجيليين الجدد في الوصول إلى السلطة. وكذلك فعل حزب مودي رئيس وزراء الهند. والإيرانيون يفعلون ذلك من زمان. وقد استهوى الداعشيون جمهوراً اعتمدوا على إثارة غرائزه من أجل الإجرام. وهذه مشكلة كبرى عندنا نحن المسلمين أن تجد في كل آنٍ دينك في أيدي هذه العصابة أو تلك. إنما لا ينبغي أن نتوقف عن الاندفاع في مسارين: مسار الإصلاح الديني ليصبح ديننا عصياً على الاستغلال -ومسار التمسك بالثوابت العقدية والتعبدية بحيث لا يستطيع أهل الأهواء الدخول في تحريفها وتفرقة الكلمة من حولها. ما كان الدكتور محمد العيسى مقصوداً لشخصه. فهو عضو هيئة كبار العلماء، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وهو الذي أصدر مع علماء المسلمين وثيقة مكة المكرمة العظيمة عام 2019، لقد كان المقصود ولا يزال التشكيك في قيادة المملكة للعرب والمسلمين. كما كان المقصود الزعم أن لإيرانيي الهوى والسروريين والآخرين سلطة في الدين مثل سلطة كبار علماء الإسلام. ولكي نتصور سوء التقدير والتدبير لدى كل هذه الشراذم فلنتأمل أنه عندما كان الحماسيون وأضرابهم يحملون على إمامتنا وصلواتنا باسم الجهاد؛ فإن إسماعيل هنية كان يهنئ الحوثيين والسلطات في سوريا بعيد الأضحى، وهم في الحالتين لم يعيدوا معنا وإنما مع إيران! لا ينبغي ترك الدين في أيدي أهل الأهواء مهما كلف الأمر.

 

درعا تهتف مجدداً: «سوريا حرة... إيران برا»

رياض الزين/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

خرج عدد من أبناء مدينة درعا البلد في جنوب سوريا بوقفة احتجاجية عقب صلاة يوم الجمعة، عند ساحة المسجد العمري في المدينة، ورفعوا خلالها شعارات تطالب بخروج إيران و«حزب الله» من المنطقة وتحملهما مسؤولية الفلتان الأمني وانتشار المخدرات، وهتفوا: «سوريا حرة حرة إيران تطلع برا».

وقال الناشط محمد الحوراني، من مدينة درعا البلد لـ «الشرق الأوسط»، إن «عشرات اليافعين نفذوا وقفة احتجاجية في المدينة، بعدما انتشرت الخميس الماضي دعوات محلية تدعو إلى المشاركة في وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة في درعا البلد بعنوان (درعا خالية من الدواعش)، ولرفض المشروع الإيراني وهو تدعيش المنطقة». وأشار إلى أن «الداعين للوقفة لم يعرفوا بأنفسهم ولم يتم التنسيق المسبق لها كما هي العادة في التظاهرات والاحتجاجات السابقة التي كانت تحصل في مدينة درعا البلد، وغاب عن حضورها الوجهاء والمعنيون في المدينة مثل القيادات السابقة في المعارضة أو أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض؛ لعدم التنسيق والتعرف بالداعين لهذه الوقفة». وأشار إلى أن قوات النظام السوري الموجودة في مدينة درعا البلد لم تتعاط مع المحتجين الذين انفضوا عقب ساعة من تنفيذ الوقفة الاحتجاجية. وعُقد اجتماع قبل فترة بين أعضاء من اللجنة المركزية للتفاوض والجانب الروسي في مدينة درعا المحطة بعد أنباء تناقلت مؤخراً عن نية قوات النظام بالقيام بحملة عسكرية في مدينة درعا البلد بحجة البحث عن خلايا تابعة لتنظيم «داعش»، وتكرار سيناريو الحملة العسكرية على المدينة في صيف العام الماضي2021. وتحدث الجانب الروسي لأعضاء لجنة التفاوض خلال الاجتماع عن عدم وجود أي خطط عسكرية في مدينة درعا البلد، وعدم عودة الأعمال العسكرية إلى المنطقة. ورجح مصدر مطلع أن الحديث مؤخرا عن نية شن حملة عسكرية للنظام في مدينة درعا البلد بحجة ملاحقة خلايا تنظيم «داعش»، كانت أحد دوافع خروج الوقفة الاحتجاجية اليوم الجمعة في المدينة. وتشهد مدينة درعا حالة من الانفلات الأمني الكبير تتمثل بعمليات القتل والاغتيال شبه اليومية التي تستهدف معارضين سابقين وقوات من النظام السوري ومقاتلين من فصائل التسويات التي كانت فصائل معارضة وأصبحت عاملة ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام السوري عقب اتفاق التسوية في عام 2018، كما تنتشر ظاهرة السطو المسلح والسرقة والمخدرات، دون حلول مطروحة حتى اليوم رغم استمرار هذه الظواهر وتصاعدها منذ أكثر من 3 سنوات.

 

السويد تسجن مسؤولاً إيرانياً سابقاً مدى الحياة دانته بـ«جرائم حرب» في «إعدامات 1988»... وناجٍ قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحكم أهم لحظة للساعين للعدالة

راغدة بهنام/الشرق الأوسط/15 تموز/2022

أعطى الحكم بالسجن المؤبد الصادر عن محكمة في استوكهولم ضد حميد نوري، نائب المدعي العام السابق في سجن قرب طهران، بتهم ارتكاب جرائم حرب، معارضين إيرانيين الأمل في إمكانية تحقيق العدالة في الإعدامات الجماعية التي شهدتها إيران في نهاية الثمانينات من القرن الماضي.

وأصدر القضاء السويدي، أمس، حكماً بالحبس مدى الحياة على حميد نوري، وهو أول مسؤول إيراني يحاكم بتهمة الضلوع في عمليات إعدام جماعي أمرت بها طهران في 1988. وجاءت إدانة نوري بعدما رفضت المحكمة دفاعه الذي اعتمد على نفي أن يكون هو الشخص نفسه محل القضية، بسبب استخدام المتهم المدان اسم حميد عباسي أثناء فترة عمله في السجن. وقال دفاع نوري أيضاً إنه لم يكن أصلاً موجوداً في سجن «غوهردشت» في نهاية عام 1988، وهي الفترة التي يحاكم فيها. ولكن القاضي توماس زاندر؛ الذي قرأ مقتطفات من الحكم المؤلف من 400 صفحة، قال إن «المحكمة لم تقبل بهذا الدفاع»، وإن الأدلة المقدمة من الادعاء كانت «قوية ومقنعة»، منها شهادات الشهود الـ60 الذين استمعت إليهم المحكمة وفتوى الخميني التي عرضها الادعاء والتي تدعو لقتل المعارضين من «مجاهدي خلق» والأحزاب اليسارية. ونوه زاندر بأن المحكمة استنتجت أن «نوري كان ضالعاً بالاشتراك والتواطؤ مع آخرين في الإعدامات التي نفذت تطبيقاً لفتوى المرشد الإيراني الأول الخميني».

لحظة العدالة

من جهته، قال الناشط والكاتب الصحافي إيرج مصداقي، أحد الناجين من الإعدامات ومن المدعين الأساسيين في القضية، إن لحظة صدور الحكم كانت «أهم لحظة في حياة الإيرانيين الساعين للعدالة». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بعد صدور الحكم، إنه الآن يخطط لخطوات إضافية والسعي لإدانة المسؤولين عن نوري، مسمياً من بينهم الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي الذي ورد اسمه في المحاكمة في استوكهولم على أنه أحد القضاة الأربعة فيما باتت تعرف بـ«لجنة الموت». وقال مصداقي: «لدينا حكم من محكمة أوروبية اعترفت بوقوع إعدامات عام 1988 بصفتها جريمة كبيرة ضد الإنسانية، وهذا مهم للغاية». وتابع: «بعد أن اعترفت محكمة أوروبية بوقوع هذه الجرائم، فعلى القانون الجنائي الدولي أن يجيبنا. حميد نوري تمت إدانته، كيف يمكن لرئيسي أن يبقى مرحباً به في العالم الحر؟». وعدّ المحامي البريطاني كنيث لويس، الذي يمثل بعض المدعين بالحق العام من «مجاهدي خلق»، القرار «مهماً للغاية؛ لأنها المرة الأولى التي تبحث فيها محكمة بالغرب في إعدامات 1988»، مضيفاً أن «النظام الإيراني بذل كل ما يمكن لنكران الجرائم وحتى حاول إخفاء الأدلة التي تؤكد وقوعها، مثل تدمير المقابر الجماعية... وغيره، لذلك هذا قرار بالغ الأهمية لمئات الآلاف من الذين عانوا من هذا النظام».

وعدّ لويس أن قرار التعويضات الذي أقرته المحكمة بمبالغ زهيدة لا تتجاوز ما يعادل نحو 3700 يورو «هو الأقل أهمية، لأن الأموال لم تكن يوماً ما يسعى إليه الضحايا». وعبر لويس عن ارتياحه للحكم الصادر، وقال: «كنت مؤمناً بأنه ستتم إدانته، وأنه سيأخذ حكماً مدى الحياة، ولكن كان ممكناً للمحكمة أن تجده فقط شريكاً في هذه الجرائم الفظيعة، وفي هذه الحالة كان يمكن أن يتم إنزال عقوبة بـ16 أو 18 عاماً وليس مدى الحياة». والحكم مدى الحياة في السويد يكون عادة بين 20 و25 عاماً، رغم أنه قابل للتمديد. ولكن يمكن أيضا بعد مرور 12 عاماً أن يتقدم المحكوم عليه بطلب تحديد مدة حكمة، ويخرج قبل مرور 20 عاماً. وكشف دفاع نوري عن أنه سيستأنف الحكم، رغم أنه من غير الواضح على أي أسس قانونية سيعتمد لطلب الاستئناف، خصوصاً أن طلباً كهذا يجب أن يتضمن أدلة جديدة لم تنظر فيها المحكمة الابتدائية. في حال إطلاق سراحه، فلن يحق لنوري العودة إلى السويد بحسب الحكم الصادر الذي قال إنه سيتم طرده من البلاد من دون السماح له بالعودة. وقد رحبت زعيمة «مجاهدي خلق»، مريم رجوي، بالحكم الصادر ضد نوري، وعدّته «الخطوة الأولى على طريق العدالة الكاملة». وقالت في بيان إن محاكمة خامنئي ورئيسي والقادة والجناة الآخرين في مجزرة 1988 أمر ضروري أكثر من أي وقت مضى. وطالبت الحكومة السويدية بأن «تضع على الفور متابعة قضائية ضد رئيسي بصفته سفاح مجزرة 1988 بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وجريمة ضد الإنسانية». وتعرضت السويد لضغوطات سياسية من إيران لإطلاق سراح نوري. وسارعت طهران أمس للتنديد بحكم المحكمة السويدية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إن «إيران على ثقة تامة بأن الحكم الصادر بحق نوري كان لدوافع سياسية وليست له شرعية قانونية». واعتقلت السويد نوري في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 لدى دخوله إلى مطار استوكهولم لزيارة شخصية، وبدأت محكمته في أغسطس (آب) العام الماضي.

- تحت المجهر

وسلطت المحاكمة اهتماماً على الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي يخضع لعقوبات أميركية بسبب أفعاله السابقة والتي تشمل ما تصفه واشنطن ونشطاء بـ«دوره» بصفته واحداً من 4 قضاة أشرفوا على جرائم القتل في عام 1988. ولدى سؤاله عن هذه المزاعم، قال رئيسي للصحافيين بعد انتخابه عام 2021 إنه دافع عن الأمن القومي وحقوق الإنسان. عادت قضية إعدامات صيف 1988، للواجهة في أغسطس (آب) 2016، بعدما سرب مكتب حسين علي منتظري، نائب الخميني الذي عزل من منصبه لاحقاً، تسجيلاً صوتياً من اجتماعه مع المسؤولين الأربعة فيما تعرف بـ«لجنة الموت» في أغسطس 1988، ومن بين رجال الدين الأربعة، نائب المدعي العام في طهران حينذاك، الرئيس الحالي رئيسي، الذي يعد من أبرز المرشحين لخلافة المرشد الحالي علي خامنئي. وفي نهاية الأسبوع الماضي، دافع حسين علي نيري، حاكم الشرع في إعدامات 1988 والذي ترأس «لجنة الموت»، لأول مرة عن تلك الإعدامات. وقال في شهادة نشرت على موقع «مركز وثائق الثورة الإسلامية» إن «الظروف الحرجة للبلاد» دفعت الخميني إلى اتخاذ قرار الإعدامات. وقال نيري: «لولا القرار، لكان الوضع مختلفاً تماماً، ربما لم يبق النظام مطلقاً»، متهماً جماعة «مجاهدي خلق» بالوقوف وراء الاغتيالات التي حدث في الثمانينات، وقال: «في ظل تلك الأوضاع كان من غير الممكن إدارة البلد باللين واللطف».

- صفقة تبادل

توترت العلاقات بين السويد وإيران بشكل غير مسبوق. ويسمح القانون السويدي للقضاء بمحاكمة المواطنين السويديين والأجانب في جرائم تمثل انتهاكاً للقانون الدولي ارتُكبت خارج السويد. واستدعت طهران السفير السويدي في مايو (أيار) الماضي، في اليوم الذي طالب فيه الادعاء العام السويدي بالسجن المؤبد للمسؤول الإيراني. كما اعتقلت طهران عدداً من السياح الأجانب من الأسابيع الماضية من بينهم سائح سويدي، مما دفع بالخارجية السويدية إلى تحذير مواطنيها من السفر إلى إيران خشية اعتقالهم لاستخدامهم في مفاوضات لتبادل المعتقلين لاحقاً وإخراج نوري من السجن في السويد. ولكن فكرة إطلاق سراحه وإعادته إلى إيران بعملية تبادل أسرى، لا تبدو أنها تثقل بال المعارضين الإيرانيين. فمصداقي علي الأقل يقول إنه «حتى لو تمت إعادته إلى إيران، فلا فرق بالنسبة إلينا»، فهو حصل على الاعتراف بوقوع الإعدامات من محكمة أوروبية، وهذا بالنسبة إليه كاف للبحث بمحاسبة أوسع للمسؤولين عن الجرائم.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

باسيل من بودابيست: الوفاء في العلاقات السياسية عملة نادرة ونحذر من موجة نزوح جديدة

المركزية/15 تموز/2022

حذّر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من موجة نزوح جديدة، مؤكدًا أهمية إيجاد حل لأزمة النازحين السوريين بما يؤدي بهم الى عودة كريمة الى بلادهم. كلام باسيل جاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو الذي لبى دعوته الرسمية لزيارة بودابست. ورافقه في الزيارة عضو لجنة العلاقات الديبلوماسية في التيار بشير حداد. وإذ شكر سيارتو لدعمه لبنان ووقوفه الى جانب التيار الوطني الحر، لفت باسيل الى أن الوفاء بات عملة نادرة في العلاقات السياسية، وأثنى على العلاقة التي تربط التيار بحزب الاتحاد المدني المجري والتعاون الحاصل بينهما. كما تحدث عن تأثير الأزمة في اوكرانيا على الإقتصاد العالمي وتحديدا على الأمنين الغذائي والطاقوي، مشددا على أن أي حلول لا تقوم بسياسة العقوبات، بل بالحوار سبيلاً وحيدًا لإرسائها. وتناول ختاما ملف ترسيم الحدود البحرية، مشدداً على أن أي إتفاق يجب أن يشمل أيضا ضمانات بإستخراج لبنان غازه ونفطه. بدوره رحب سيارتو بـ"أكبر رئيس حزب مسيحي لبناني"، لافتاً الى أن اللقاء يجري في ظل أحداث عالمية تتأثر بها هنغاريا الى جانب مشاكل تشهدها دول الجوار، وكل ذلك يؤدي الى تضخم في الإقتصاد العالمي والى تهديد الأمن الطاقوي، ومشيرا الى أن التداعيات تصيب أيضا دولا خارج الفلك الأوروبي. وأكد أن الحل الوحيد لتلك المشاكل لا يكون إلا بإعتماد طرق التفاوض والحوار والسلام. وأبدى مخاوف من أن تنعكس الازمات موجة نزوج جديدة الى أوروبا من دول شرق أوسطية. وشدد على أهمية أن يغيّر الإتحاد الأوروبي سياسته تجاه لبنان، بما يؤدي الى وقف التلويح ببسياسة العقوبات، مؤكدا أهمية دعم المكوّن المسيحي

 

الراعي: لا بد لنا أن نصمد بظل الظروف الصعبة

المركزية/15 تموز/2022

زار رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف يرافقه عدد من كهنة الأبرشية ومن العلمانيين العاملين والمتطوعين في مختلف لجانها، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، وذلك عملا بالتقليد السنوي.

اللقاء الذي ساده جو من الالفة والمحبة والاصغاء بين الطرفين حضره النائب البطريكي على نيابتي الجبة وزغرتا-أهدن المطران جوزيف نفاع. ورحب الراعي في كلمة بالمطران سويف والوفد المرافق، مشيرا الى عمق مشاعر الأبوة التي تجمعه بأبرشية طرابلس وبمختلف أبنائها الموزعين بين قضاء زغرتا والكورة والضنية وعكار. ورأى الراعي انه “لا بد لنا ان نصمد مع ابنائنا في ظل هذه الظروف الدقيقة والصعبة فنحن اولاد الحياة وأبناء الرجاء والقيامة، وما وجودنا اليوم في هذا المقر الصيفي على كتف وادي قنوبين المقدس الا علامة أكيدة على ما تحمله اجدادنا من صعوبات ومشقات استطاعوا تخطيها، فأمنوا الصمود لهم وللأجيال التي أتت من بعدهم، ونحن اليوم عدنا لنعيش الاختبار عينه الذي فيه سنؤكد اننا أبناء هذه الأرض وفيها سنصمد ونشهد للانجيل، حتى نتمكن مع كل شركائنا في هذا الوطن ان نعاين الخلاص”. وأضاف: “في هذه الظروف العصيبة التي نعاني منها كما شعبنا علينا ان ندرك ان هناك من يرعانا ويحفظنا، وعلينا كاكليروس ان نلتمس القوة من ايماننا، فنعمل على الوقوف روحيا ومعنويا وماديا الى جانب شعبنا الجريح والمتألم”. وفي الختام جدد الراعي شكره لسويف والكهنة مذكرا بنداء البابا فرنسيس الى شباب لبنان الذي أكد لهم فيه ان “فجر لبنان ات بعد ليل طويل”. كذلك شكر المطران سويف البطريرك الراعي على استقباله واهتمامه الدائم بابرشية طرابلس وسؤاله المستمرعن حال أبنائها في عكار وزغرتا الزاوية وشكا والضنية والكورة. ونقل سويف للراعي محبة أبناء الابرشية له عارضا أمامه آلية العمل المتبعة في أبرشية طرابلس على صعيد اللجان والقطاعات والرعايا بالاضافة الى بعض الخلاصات حول أعمال السينودوس التي شهدتها الأبرشية. واكد أن “أبرشية طرابلس في ظل هذه الظروف المأساوية التي يمر فيها لبنان بشكل عام وطرابلس بشكل خاص تعمل على ترسيخ القيم والمبادىء لاسيما المتعلقة في العيش الواحد والتعاضد والتضامن بين مختلف أبناء هذا الوطن، اذ ان فقدان هذه القيم سيؤدي تلقائيا الى تغير عميق في هوية لبنان الذي نرجو ان يتعافى سريعا فيعود للتحليق بجناحيه المسلم والمسيحي”. وتابع:” خلال هذه الأيام العصيبة، نحاول ان نلعب دورا في مساندة أهلنا وأبناء أبرشيتنا قدر المستطاع من خلال بعض الشبكات التي خلقها الكهنة ومن خلال لجان الأبرشية والجمعيات التابعة لها والمكرسين الذين يؤدون خدمتهم ضمن نطاقها”. وختم سويف مشيرا الى ان “ايماننا المسيحي يدفعنا دائما للنظر بايجابية على الرغم من السواد الحالك المحيط بنا، فنحن لدينا كل الايمان ان القيامة هي مصير لبنان ليبقى شاهدا في هذا الشرق ومنه الى كل العالم”.

 

إعلان تشكيل كتلة “التجدد النيابية”

وكالات/15 تموز/2022

أعلن النائب أديب عبد المسيح باسم الشعب الذي يريد الخروج من الانهيار وباسم كل من صوّت لتغيير ولاستعادة الدولة المخطوفة تشكيل كتلة التجدد النيابية للانطلاق لترجمة ما تعهدوا به في الانتخابات النيابية، تضمّ النواب أشرف ريفي وميشال معوض وفؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح.

وأشار إلى أن “عهدنا أن نكون كتلة دفاع عن لبنان الدولة والانسان وهي عابرة للطوائف وهي معركة وطنية بين لبنانين ونريد بناء دولة قانون”، مؤكّدًا “البدء بالتواصل مع المكوّنات المعارضة ويجب ألا نكون مشتّتين”. بدوره، شدّد النائب أشرف ريفي على “حياد لبنان ولدينا كل الإرادة للعمل معكم وإلى جانبكم فالمواجهة تكون على المستوى الوطني لإخراج لبنان من السجن الكبير”. واعتبر النائب فؤاد مخزومي أنه “يجب العودة للاقتصاد الحر والمنتج والعادل وهذا ما يتطلب الخروج من عزلتنا وإعادة العلاقات مع العرب والعالم”. وأكّد مخزومي أن “منظومة الفساد تحاول تحميل المواطن الخسائر ولذلك نحن بحاجة لإصلاحات جديّة ولذلك نرى أنّ الأساس يبقى بطرح حلّ متكامل”. كذلك شدد رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض، على أن “فقدان السيادة هو السبب الأساسي للانهيار”، مضيفا أنه “لا يمكن أن يقوم لبنان وهو معزول عن العالم، ولا استقرار في ظلّ وجود سلاحين وقرارين.” وأضاف معوض: “النظام الموجود اليوم غير قادر على إدارة دولة، فالدولة فاسدة وفاشلة وغير قادرة على اتخاذ القرارات وهذا ما أنتج الانهيار.”كما أوضح أن “إسقاط نظام 7 أيّار والعودة إلى الدستور وتطويره هو مدخل أساسي لبناء دولة فعلية ولانتظام عمل المؤسسات”، لافتا إلى أن “هذا يتطلّب مواجهة منطق الحكومات الوطنية ولإقرار النظام اللامركزي وإقرار الحكومة الإلكترونية وإقرار قانون استقلالية القضاء.” وختم: “التغيير لا يحصل “بكبسة زر” ولكن قرارنا اتخذ وعزيمتنا قوية ولن نلين”، مضيفا: “تطرّقنا لموضوع حزب الله وليس موضوع المقاومة والسيادة هي المشكلة الأساسية في لبنان ولكنها ليست المشكلة الوحيدة، ونحن ككتلة نواجه اليوم الفساد والسلاح”.

 

 /New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي  15 و 16 تموز/2022

رابط الموقع

http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 15 تموز/2022/

جمع واعداد الياس بجاني

https://eliasbejjaninews.com/archives/110178/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-1481/

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

 

LCCC Lebanese & Global English News Bulletin For July 15/2022

Compiled & Prepared by: Elias Bejjani

https://eliasbejjaninews.com/archives/110180/lccc-lebanese-global-english-news-bulletin-for-july-15-2022-compiled-prepared-by-elias-bejjani/

#LCCC_English_News_Bulletin